قبل أن تكتب تمهل الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ ...

قبل أن تكتب تمهل



الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

أخي الكريم، قبل أن تكتب تمهل، وقِفْ عند أمر الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، قال الحافظ ابن كثير: "أي: كلموهم طيبًا، ولِينُوا لهم جانبًا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ فالحسن من القول: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم، ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنًا كما قال الله، وهو كل خلق حسن رضيه الله"[1].



وقال العلامة ابن سعدي رحمه الله: "أمر بالإحسان إلى الناس عمومًا، فقال: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة، وغير ذلك من كل كلام طيب.



ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46].

ومن أدب الإنسان الذي أدَّبَ الله به عباده، أن يكون الإنسان نزيهًا في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورًا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالًا لأمر الله، ورجاءً لثوابه"[2].

أخي الحبيب، فكلما أردتَ أن تأخذ القلم أو الهاتف أو الكمبيوتر للكتابة تمهل! تمهل قبل أن تكتب.

• ماذا ستكتب؟

• ولماذا ستكتب؟

• وهل ما تكتبه يُرضي الله سبحانه؟

فإن كان نعم فهو المطلوب، وإن كان لا فأعرض ولا تكتب خير لك.

• هل ما تكتبه لله تعالى؟ وقصد النصيحة أم انتصارًا لنفسك وحزبك وجماعتك؟

فإن كانت الأولى فنِعم ما قمتَ به، وإن كانت الأخرى فالإعراض أولى.

• وليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير منكر.

• وليكن نقدك للخطأ صحيحًا بعيدًا عن الفجور في الخصومة والبهتان، ولا تقوله بما لم يقل، أو تلزمه بما ليس بلازم، ولا يكن نقدك وردك انتصارًا لنفسك وحزبك، وأن يكون سالمًا من السب والشتم والألفاظ التي يترفع عنها العوامُّ.



• إياك والتطاول على الكبار ممن أفنوا أعمارهم في خدمة الدين تعلمًا وتعليمًا، واعلم بأنك إن فعلت ذلك فلن تضر إلا نفسك.

• واعلم بأن البحر لا ينجس برمي القاذورات فيه.

• ولا تكن كمن يعالج الزكام بما يسبب الجذام.

• ولا ترد الخطأ بمثله أو أشد، ولا المنكر بمنكر.

• ومن عصى الله تعالى فيك فلا تعص الله سبحانه فيه؛ بمعنى إن سبَّك وشتمك وافترى عليك واغتابك شخص فهذه معصية لله تعالى، فلا يكن هذا مبررًا لك لمعصية الله تعالى فيه بأن تغتابه أو تسبه أو تفتري عليه، فالحرام حرام، يجوز لك أن تنتصر لنفسك، لكن لا تتجاوز بحيث إن كذب عليك فتبين كذبه وافتراءه، ولا يجوز لك بحال أن تكذب عليه بحجة أنه كما كذب عليك تكذب عليه، أو افترى عليك أن تفتري عليه.



• الرد على المبطلين من أفضل القُرب إلى الله تعالى، ولكن الرد ليس لكل أحد، وأن للرد آدابًا فاحرص عليها؛ ليكن ردك مقبولًا عند الله تعالى، ويضع له القبول عند خلقه، بل على المردود عليه أحيانًا، بخلاف الرد حين يكون فيه ألفاظ وكلمات لا تليق، فإن ذلك سبب في الإعراض عن القراءة ولو كنتَ محقًّا.

وإن من الفجور في الخصومة ومن الظلم أيضًا:

حين تُخرج إنسانًا من السُّنَّة بمجرد أن تختلف معه أو بمجرد أن يختلف هو مع من تُحب!

ومن الظلم أيضًا رمي من تختلف معه بالفواقر، وتفتري عليه بما ليس فيه، وتقوِّله ما لم يقل، فكيف إذا كان ذلك مع أهل العلم والفضل؟! وكيف إذا كان ذلك مع من تعرفه لكن لحظوظ نفس؟!

فالإنصاف الإنصاف.

ومع الأسف أصبحنا في زمنٍ الإنصافُ فيه أندرُ من الكبريت الأحمر كما يُقال.

وأخيرًا أخي الفاضل:

إن كان قصدك الخير بردك، فتخيَّر الأسلوب الأجمل الذي يكون سببًا لقبول نصحك وردك عند المردود عليه ومن يقرأ كلامك

وتذكر أن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يقول لأكبر طاغية فرعون قولًا لينًا: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 44]، قال الحافظ ابن كثير: "هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهي أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾: يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه؟!

وقال وهب بن منبه: "قولا له: إني إلى العفو والمغفرة أقرب مني إلى الغضب والعقوبة"[3].

وقال السعدي رحمه الله: "أي: سهلًا لطيفًا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، ﴿لَعَلَّهُ﴾ بسبب القول اللين ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ ما ينفعه فيأتيه، ﴿أَوْ يَخْشَى﴾ ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داعٍ لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسَّر القول اللين في قوله: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾[النازعات: 18، 19]فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ "هل" الدالة على العرض والمشاورة التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر من الشرك الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل: "أزكيك"، بل قال: "تزكى" أنت بنفسك.



ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها، فقال: ﴿ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر"[4].

وقد سئل الإمام ابن باز رحمه الله: ما هو الأسلوب المناسب للنصيحة والدعوة إلى الله سبحانه؟

فأجاب: الأسلوب المناسب في الدعوة إلى الله والنصيحة هو الأسلوب الذي أرشد الله إليه، وأمر به عباده في كتابه الكريم في قوله سبحانه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الإسراء: 53].

وقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾[البقرة: 83].



وقوله سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل: 125].

وقوله سبحانه: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾[العنكبوت: 46].

وقوله تعالى يخاطب نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم في آل عمران: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[آل عمران: 159].

وقوله سبحانه لما بعث موسى وهارون إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[طه: 44].



وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه)).



وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، اللهم ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه))؛ أخرجه مسلم في صحيحه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)).

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة؛ فالواجب على العلماء والأمراء والدعاة إلى الله تعالى أن ينهجوا هذا المنهج الذي أرشد الله إليه، وأرشد إليه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ينصحوا الناس ويعالجوا مشاكلهم بالطريق التي أرشد الله إليها سبحانه، وأرشد إليها رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ظلم واعتدى ولم ينفع فيه التوجيه والنصيحة وجب على ولاة الأمر أن يعاقبوه بالعقوبات الشرعية.



ومن ثبت عليه ما يوجب إقامة الحد أو التعزير وجب تنفيذ حكم الله فيه بواسطة أولي الأمر ومن يستنيبونه في ذلك؛ ردعًا له ولأمثاله، وحماية للمجتمع الإسلامي من جميع أنواع الفساد[5].



واعلم أخي الكريم، أن المسلم ليس بالسَّبَّاب ولا باللَّعَّان ولا الفاحش البذيء، واجعل نصب عينك قول الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة:83]، فلنستجب لأمر الله سبحانه، فلا يقول أحدنا إلا الخير، والقول الحسن الطيب، والله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبًا.



فاللهم بصِّرنا بعيوبنا، وقنا شر أنفسنا، وفقني الله وإياكم للإخلاص في القول والعمل، وجنبنا الزلل في القول والعمل، "إلهِي لا تعذب لسانًا يُخبر عنك، ولا عينًا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدمًا تمشي إلى خدمتك، ولا يدًا تكتب حديث رسولك. فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أني كنت أذبُّ عن دينك"[6].



والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

[1] تفسير ابن كثير، ت سلامة (1/ 317).

[2] تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) (ص: 57-58).

[3] تفسير ابن كثير، ت سلامة (5/ 294).

[4] تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن) (ص: 506).

[5] من سؤال وُجِّه لسماحته من جريدة عكاظ بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك عام1413هـ؛ (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (27/ 359). وهو في موقعه على الرابط: https://2u.pw/Lz85akq8.

[6] ذيل طبقات الحنابلة (2/ 499).

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/169118/%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%84/#ixzz8YyN1kPLR
...المزيد

رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي في فوائد البنوك : يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله ...

رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي في فوائد البنوك :
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله ـ من العجيب أن نرى ونسمع أناسًا ينسبون إلى العلم يحاولون جاهدين أن يحللوا ما حرم الله. ولا أدري لماذا يصرون على ذلك، إلا أن يكونوا قد أُولعوا بالحداثة والعصرنة التي تحاول جاهدة أن تهبط بمنهج السماء إلى تشريع الأرض. ومن العجيب أن نرى من يقولون بأن الربا المحرم هو الأضعاف المضاعفة بنص القرآن … ولم يفرقوا بين واقع كان سائدًا وبين قيد في الحكم، وكأنهم لم يقرأوا القرآن: (فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) ( الآية: 279 سورة البقرة) فلا ضعف ولا أقل من الضعف فضلاً عن المضاعفة يقبله هذا النص.

ولست أدري أيضًا ما الذي يمنع البنوك التي تقول إنها استثمارية من أن يحسبوا العائد الفعلي على أموال المودعين مع تقدم أدوات الحساب تقدمًا لا يتعذر معه الصعود والهبوط بالعائد حسب واقع التعامل.

وأعجب أيضًا أن تكون البلاد التي صدرت الربا لنا تسعى الآن بقول علماء الاقتصاد فيها إلى خفض الفائدة إلى صفر. وإذا كان بعض العلماء قد قال بالتحليل وجمهرة العلماء لا تزال تقول بالتحريم فلنسلم جدلاً أن العلماء في الإسلام انقسموا حول هذه المسألة بالتساوي تحليلاً وتحريمًا، فما حكم الإسلام في الأمور المشتبهة التي تقف بين الحلال والحرام ؟

هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: فمن فعل ما شبه له فقد استبرأ لدينه وعرضه ؟ أم قال: فمن اتقى الشبهات. وأنا والله يشهد أربأ بمنسوب إلى علم الإسلام، أن يرضى لنفسه أن يكون ممن لم يستبرئ لدينه وعرضه. ولو أن هؤلاء حَكَّموا عقولهم وأفهامهم وأنصفوا أنفسهم لقالوا بالتحريم . وتركوا الضرورة التي يتحملها صاحب الأمر فيها هي التي تبيح ما يريدون …والمالك للضرورة وعدمها يتحمل كل ذلك في عنقه.

وبذلك لا يكون فيمن حلل حرامًا لأنهم يعلمون جيدًا الحكم فيه.
وأسأل الله أن يجعل لا قضية الربا وحدها ولكن كل القضايا المخالفة لمنهج الإسلام تأخذ هذه الضجة حتى نستريح ممن قال فيهم الرسول وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك.

منقول من كتاب “فوائد البنوك هي الربا المحرم” للشيخ القرضاوي
إسلام أون لاين
...المزيد

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ ، غَيْرَ ضَالِّيْنَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْماً ...

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ ، غَيْرَ ضَالِّيْنَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْماً لأَوْلِيائِكَ ، وَحَرْباً على أَعْدَائِكَ ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ.اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ ، اللَّهُمَّ هَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ. ...المزيد

ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻟﺸﺪﺓ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ ﻧﺴﺎﺀٌ ﻗﺪ ﻛَﺸَﻔْﻦَ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ ...

ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ
ﻟﺸﺪﺓ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﻮﺭ
ﻧﺴﺎﺀٌ ﻗﺪ ﻛَﺸَﻔْﻦَ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ
ﻭَﺃﻋﻨﺎﻗًﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ
ﻟَﺒِﺴْﻦَ ﻣﻼﺑﺴًﺎ ﻻ ﺧﻴﺮَ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣُﺰَﺧْﺮَﻓﺔً ﺗَﺴﻮﻕُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ
ﻗﻤﻴﺼًﺎ ﺛﻢ بِنْطالًا ﻗﺼﻴﺮًﺍ
ﻭﻣﻨﻪ ﺗَﻔﻮﺡُ ﺭﺍﺋﺤﺔُ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ
ﺇﺫﺍ ﺧَﺮَﺟَﺖْ ﻓﺘﺎﺓُ ﺍﻟﻌﺼﺮِ ﻓﻴﻨﺎ
ﻭَﻣَﺮَّﺕْ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀِ ﺃﻭﺍﻟﺒُﻜﻮﺭ
ﺭﺃﻳْﺖَ ﻟﻬﺎ ﻓﻨﻮﻧًﺎ ﻣﻦ ﺳُﻔﻮﺭ
ﻣﺎ ﺷَﻬِﺪَﺕْ ﺑِﻪِ ﻣﺎﺽِ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺳﻤﻮﻣًﺎ
وﺃﻟﻘﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
ﻭَكُحْلًا ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻳﻜﺎﺩ ﻳَﺴْﺒِﻲ
ﻋﻘﻮﻝَ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺑﻼ ﺧﻤﻮﺭ
ﻭﻗﺪ ﻧَﺴِﻴَﺖْ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕَ ﻳﺄﺗﻲ
ﻭَﺗُﻤْﺴﻲ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ
ﻭَﺗَﻔْﻨَﻰ ﻛﻞُّ ﻟَﺬّﺍﺕِ ﻭَﺗُﺠْﺰَﻯ
ﺑﻤﺎ ﻋَﻤِﻠَﺘْﻪُ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺸﻮﺭ
ﻓﻴﺎ ﺃَﻣَﺔَ ﺍﻹﻟﻪِ ﻫَﻠُﻢَّ ﺗﻮﺑﻲ
ﻭَﻋُﻮﺩِﻱ ﺍﻵﻥَ ﻟﻠﺮﺏِّ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ
...المزيد

زوج ملاين سرقتها عاءشة ۔۔۔۔ وابن فرس ۔۔۔ بعد السفرة وصفر اسحقكي ۔۔۔ ...

زوج ملاين سرقتها عاءشة ۔۔۔۔ وابن فرس
۔۔۔
بعد السفرة وصفر اسحقكي
۔۔۔
عيالي بضم عاءشة في طيبة مثل ناس
۔۔۔
0 يوسف المعارج

ادلة تكفير عبدالفتاح السيسي أخوانى وأخواتى هذه هى ادلتى التى أستندت عليها فى تكفير عبد الفتاح ...

ادلة تكفير عبدالفتاح السيسي

أخوانى وأخواتى هذه هى ادلتى التى أستندت عليها فى تكفير عبد الفتاح السيسى أسال الله أن يهلكه ومن ناصره و من أيده ومن أعانه و من موله:
1- تصريحه بأنه ضد المشروع الاسلامى:
قال فى تصريح له للواشنطن بوست أنه أنقلب على الرئيس مرسى (لأن مشروع مرسى هو استعادة الامبراطورية الأسلامية).
• قال للشيخ محمد حسان وللوفد الذى معه ( ليس هناك ما يسمى بالمشروع الاسلامى ولن أسمح نهائيا لأصحاب هذا المشروع أن يتولوا السلطة).
• قال للواشنطن بوست أن الاخوان لا يؤمنون بالحدود السياسية بين الدول العربية.
• قال سأقضي علي جميع الاحزاب والتيارات الاسلامية. و أنا قلت ليهم ان الاسلام ميفعش يحكم.
• قال أن مصر علمانية.
• قال أن مرسى اراد تغيير عقيدة المصريين.
• أعلن السيسي بصراحة وعلى الملأ ..أنه ما قدم إلى الحكم إلا لإجهاض المشروع الإسلامي الذي أراده الرئيس "محمد مرسي"، وقال نصا :"لو كان الإنقلاب عليه لفشله، كنا صبرنا عليه لإنتهاء مدته، ولكنه أراد إحياء المشروع الإسلامي والخلافة".
•قال صراحتاً على الملأ "الميرضيش ربنا احنا هنبقا موجدين معاه ،بندعمه،وبنأيده"
•قال في أحتفالية المولد النبوي " الي يقدر على ربنا يقدر علينا" والذي قال الشيخ مصطفى العدوى أن كلامه كفر.
• قال اخيرا أن هناك نصوصا مقدسة لابد من الخروج عليها (النصوص المقدسة هى القران والسنة).
2- بعض تصريحات الكفر من جنوده:
• قالت مذيعة (ان ثورة 30/6 العظيمة افشلت قيام الخلافة الاسلامية).
• نبيل فهمي: وزير خارجية الإنقلاب مرسي أراد تحويل مصر لدولة إسلامية.
• نبيل العربي: 30 يونيو قضت على المشروع الاسلامي .
• إبراهيم محلب: أمام غرفة التجارة الأمريكية: شيلنا مرسي عشان الهوية .
• لميس الحديدي: أمام غرفة التجارة الأمريكية: أسقطنا مرسي عشان الهوية والغناء .
• سمير الحجاوى: الهجمة الشرسة على المساجد فى مصر تشكل اهم واخطر تعبيرات الهجوم الشامل على الاسلام لان المساجد هى الحاضنىة الاساسية لتربية النشء المسلم.
• حازم عبد العظيم: لن نكتفى بالاخوان وسننهى على الشئ اللى اسمه الاسلام السياسى فى مصر.
• شفيق: يوم 30/6 لن نسمح ان يحكمنا نظام اسلامى فى مصر.
• علاء عبد الفتاح: يوم 30/6 يوم سقوط بن تيميه.
• عكاشة: يوم 30/6 لن يكون هناك ملتح ولا محجبة.
• هند عاكف: لن نسمح بوجود وزير اخوانى يقولى غض البصر والبالية حرام.
• وحيد حامد: مفيش حلال وحرام فى الفن والسياسة والاقتصاد. حلال وحرام فى بيتك. واللى حنسمعه بيقولها حنمسحه من على وش الارض.
• المستشار احمد ماهر: اللى عايز يقلد النبى يروح جبلاية القرود.
• نوال السعداوى: طهروا القوانين من الشريعة الاسلامية.
• فريدة الشوباشى: الختان والحجاب اشياء عفى عليها الزمن.

2. قتل المسلمين اثناء الصلاة وهم سجود (امام الحرس الجمهورى فى صلاة الفجر لحظة السجود).
3. الموافقة على قتل المسلمين فى سوريا:
• ارجاع السفير السورى العلوى تضامنا مع الكافر بشار العلوى النصيرى بعد ان اخرجه الرئيس مرسى تضامنا مع الشعب السورى.
• هتاف الشبيحة السوريين فى ميدان التحرير (شبيحة للابد من اجلك يابشار)
3- موالاة اليهود ضد المسلمين:
• فتح المجال الجوى المصرى امام اليهود لضرب اهالي سيناء.
• تدمير الانفاق لاحكام الحصار على المسلمين فى غزة تنفيذا لتعليمات اليهود.
• ارجاع السفير اليهودى الصهيونى بعد ان اخرجه الرئيس مرسى.
• تاييد اليهود له ومساندته ودعمه واعتباره بطلا من رجالهم.
• تصريح مدير مخابرات الكيان الصهيونى اليهودى بان اليهود ينامون بالليل مطمئنين بعد خلع الرئيس مرسى.

4. موالاة الصليبيين ضد المسلمين:
• قال توضرس (مصر القبطية تحتضن المسلمين).
• قال بولا (هذا الدستور كتبه المسيح بدمه).
• قال توضرس ( شكرًا شكرًا شكرًا.. لكل من فتح أبواب الأمل أمامنا جميعًا.. جيش مصر العظيم، شرطة مصر الرائعة، شعب مصر الأصيل).

5. قتل المسلمين العزل المسالمين فى رابعه العدوية وحرق جثثهم وحرق المصابين فى المستشفى الميدانى.
6. تمكين العلمانيين والصليبيين والفساق والفجار من وضع دستور علمانى اضاع هوية مصر الاسلامية باعتراف العلمانيين والقساوسة.

7- محاصرة المساجد واقتحامها وقتل المصلين والاعتداء عليهم:
• مسجد القائد ابراهيم.
• مسجد الفتح برمسيس.
• مسجد رابعه العدوية.

8. محاربته للاسلام والمسلمين والمسلمات:
• اغلاق القنوات الفضائية الاسلامية.
• القبض على المسلمين والمسلمات وايداعهم السجون.
• تعذيب الاخوة والاخوات داخل السجون والمعتقلات.
• السماح لقنوات الكفر بسب الاسلام والمسلمين والسخرية من الاسلام والمسلمين ومن احكام الدين.
• اعطى جائزة للمجرم الكافر الشاعر سعدى يوسف الذى سب وشتم
الرسول صلى الله عليه وسلم وام المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
•أغلق مئات الجمعيات الخيرية والدعوية وأكبرها الجمعية الشرعية ذات المنهج السلفي، وهي ترعى مئات الأسر والأرامل والأيتام.
•الذهاب للكافر ماكرون بعد اهانة لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)
----------------
الايات
1. (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.....المصير) آل عمران:28
2. (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون..........) المجادلة:22.
3. (لا ينهاكم الله عن الذين .... انما ينهاكم الله عن.....الظالمون) الممتحنه 8.
4. (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء ............) النساء:144
5. (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه...........) الممتحنة:4.
6. (يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى.............) المائدة.
7. (انما المؤمنون اخوة فاصلحوا ......لعلكم ترحمون) الحجرات.
8. ( ترى كثيرا....ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى.....) المائدة 80.
9. ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض............) { (التوبة:71 )
10. ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا..............) المائدة 55.
11. ( ولكن الله حبب اليكم الايمان..........عليم حكيم) الحجرات 8.
12. ( بشر المنافقين بان لهم...........................) النساء
13. رِدَّة من وَعَدَ الكُفَّار بالطَّاعة
قال الله ﷻ: ﴿إنَّ الَّذين ارتدُّوا علىٰ أدبٰرهم من بعد ما تبيَّن لهم الهدى الشَّيطٰن سوَّل لهم وأملى ٰلهم، ذٰلك بأنهم قالوا للَّذين كرهوا ما نزَّل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم﴾
[سورة محمد: ٢٥، ٢٦].
14.(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الشورى ٤٢]
قال الإمام سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - عند قوله تعالى: ﴿ذلك بأنهم قالوا...﴾ الآية: «أخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الرِّدة وتسويل الشيطان والإملاء لهم هو قولهم للذين كرهوا ما نزَّل الله: سنطيعكم في بعض الأمر، فإذا كان من وَعَدَ المشركين الكارهين لما نزَّل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافراً، وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين؟ وأظهر أنهم على هُدى؟!».[الدلائل في حكم موالاة أهل الشرك:٥٠]. فكيف بمن تحالف معهم ضد المنكوبين؟.. وكيف بمن حاصر المسلمين لنصرتهم؟.. وكيف بمن يريد إلغاء نصوص الإسلام لإرضائهم..!؟

الاحاديث
1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "أي عرى الإيمان أوثق؟" قال: الله ورسوله أعلم، قال: "الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله" احمد والحاكم والطبرانى .
2. قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" البخارى مسلم.
3. قال صلى الله عليه وسلم (من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) أبو داود.
4. عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، واشترِط عليّ فأنت أعلم، قال: "أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين" احمد والنسائى.
5. قال صلى الله عليه وسلم:(يحشر المرء مع من احب) البخارى
6. عن عبادة بن الصامت قال: «بايعنا - أي: رسول الله - ﷺ - على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان متفق عليه» [متفق عليه].
قال الكشميري: «ودلّ - أي هذا الحديث - أيضًا على هذا أن أهل القبلة يجوز تكفيرهم وإن لم يخرجوا عن القبلة، وأنه قد يلزم الكفر بلا التزام وبدون أن يريد تبديل الملة، وإلا لم يحتج الرائي إلى برهان!» [إكفار الملحدين: ص٢٢].
قال الحافظ ابن حجر: «وإذا وقع من السلطان الكُفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك، بل تجب مجاهدته، كما في الحديث(أعلاه).» [فتح الباري: ١٣/٧].
وقال ابن حجر ايضا: «إنه - أي الحاكم - ينعزل بالكفر إجماعًا، فيجب على كل مسلم القيام في ذلك، فمن قوي على ذلك فله الثواب، ومن داهن فعليه الإثم!» [فتح الباري: ١٣/١٢٣].
قال أبو يعلى: «إن حدث منه ما يقدح في دينه، نظرت فإن كفر بعد إيمانه فقد خرج عن الإمامة، وهذا لا إشكال فيه لأنه قد خرج عن الملة ووجب قتله!» [المعتد في أصول الدين: ص٢٤٣].
وقال القاضي عياض: «أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة، خرج عن حكم الولاية و سقطت طاعته، ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه، ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة، وجب عليهم القيام بخلع الكافر!» [شرح مسلم للنووي: ١٢/٢٢٩].
وقال السفاقسي: «أجمعوا على أن الخليفة إذا دعا إلى كفر أو بدعة يُثار عليه!» [ارشاد الساري بشرح صحيح البخاري: ١٠/٢١٧].
وأيُّ كُفر أبوَح من كُفر السيسي الذي يقول: "يجب أن نُحدث ثورة دينية ونُلغي النصوص المقدسة (من القرآن والسنة) التي تُعادي الكُفار"؟!
هذا رجل خرج على من اختاره الشعب ثم هو بايعه وأعطاه موثقه، ثم غدر به، وتحرك بعسكره، وهذا في ميزان الشرع هو الباغي الخارجي الذي عناه الفقهاء في البغاة أو الخوارج . فهو الذي يجب ضرب عنقه كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ).رواه مسلم.

(لا يتخذ المؤمنون.....) قال الامام الطبرى:
وهذا نهي من الله عزّ وجلّ الـمؤمنـين أن يتـخذوا الكفـار أعوانا وأنصارا وظهورا، ولذلك كسر «يتـخذ» لأنه فـي موضع جزم بـالنهي، ولكنه كسر الذال منه للساكن الذي لقيه وهي ساكنة. ومعنى ذلك: لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهرا وأنصارا، توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم علـى الـمسلـمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله فـي شيء؛ يعنـي بذلك، فقد برىء من الله، وبرىء الله منه بـارتداده عن دينه، ودخوله فـي الكفر، إلا أن تتقوا منهم تقاة، إلا أن تكونوا فـي سلطانهم، فتـخافوهم علـى أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم علـى ما هم علـيه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل.
...المزيد

( الأنبياء اليمانيون ) : لقد جرت سنة الله في الأمم الماضية أن يبعث إلى كل أمة نبيا ، يقيم عليهم ...

( الأنبياء اليمانيون ) :

لقد جرت سنة الله في الأمم الماضية أن يبعث إلى كل أمة نبيا ، يقيم عليهم الحجة ويبين لهم المحجة ويدعوهم إلى عبادة الله وحده .

قال سبحانه ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .

( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ).

وكان من تمام إقامة الحجة عليهم أن يبعث الله إليهم رسولا منهم يتكلم بلسانهم ..
قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

وقد كانت العرب العاربة موطنها اليمن كما هو معلوم ، وهم يتناسلون فيه جيلا بعد جيل ، من هنا لم يكن الله ليذرهم بلا نبي يدعوهم إليه سبحانه ، فبعث إليهم أنبياء كثر ، منهم من أخبرنا الله عنهم ومنهم من لم يخبرنا عنهم ، كما هو الشأن في جميع الأنبياء والرسل قال تعالى
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء, منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل. رواه ابن جرير الطبري .

وفي حديث أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم ) .
رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني .

فأنبياء الله ورسله كثيرون لا يحصي عددهم إلا من بعثهم سبحانه ومنهم أنبياء أهل اليمن .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (بعث الله فِي سبأ اثْنَي عشر نَبيا فكذبوهم فَأتوا مَكَّة فتعبدوا بهَا حَتَّى مَاتُوا) ذكره ابن الأثير .

وعن وهب بن منبه اليماني قال: لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيًّا فكذبوهم . رواه ابن جرير في تفسيره .

هذا من حيث العموم أما من حيث التفصيل فقد ورد ذكر بعضهم في القرءان والسنة والأثار ..

ومنهم :

1- نبي الله هود عليه السلام .

نسبه :

هو هود ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن برد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم .

بعثه الله إلى قومه عاد بالأحقاف في حضرموت

قال تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) .
روى ابن جرير عن ابن إسحاق, قال: كانت منازل عاد وجماعتهم, حيث بعث الله إليهم هودا الأحقاف: الرمل فيما بين عُمان إلى حَضْرَمَوْتَ, فاليمن كله, وكانوا مع ذلك قد فشَوْا في الأرض كلها, قهروا أهلها بفضل قوّتهم التي آتاهم الله.
وعن قتادة قال : ذُكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشِّحْر.
قلت : والشحر مدينة معروفة بحضرموت إلى اليوم .

فلما كذبه قومه أرسل الله عليهم الريح العقيم ونجاه ومن معه من المؤمنين كما قال تعالى
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ )

قال القرطبي في تفسيره عن عدد المؤمنين بهود عليه السلام الذين نجوا معه : وكانوا أربعة آلاف . وقيل : ثلاثة آلاف .

دفنه عليه السلام :

ذكر ابن هشام الحميري في كتاب (التيجان في ملوك حمير) (ص45) ما نصه : ودفن ـ أي النبي هود عليه السلام ـ بالأحقاف بموضع يقال له الهنيبق ، بجوار الحفيف.

قال أبو إسحاق الثعالبي في كتابه "عرائس المجالس في قصص الأنبياء " (ص 65):(الرواية القائلة بدفنه بحضرموت هي الأقرب للصواب ) .

وبالرغم من أن هود عليه السلام كان له أولاد ، وكان من أشهرهم قحطان بن هود وهو ممن آمن بأبيه هود عليه السلام وهو أبو اليمن كلها، وقيل : أنه هو أول من نزل بأرض اليمن بولده وملكها بعد قوم عاد، فسُمُّوا ولده اليمن حين تيامنوا إليها ونزلوها.

إلا أنه لم ينص أحد من أهل العلم بالتاريخ والسير ، على أن الله قد بعث من أولاد هود عليه السلام نبيا ..

وإن كان قد اشتهر مؤخرا عند العامة في حضرموت ، ذكر
نبي الله هادون بن هود
وذا ليان بن هادون بن هود عليه السلام

وأن (هدون) القرية المعروفة بوادي دوعن تنسب إلى هادون بن هود ،وأن القبر الطويل الموجود فيها هو قبره .
لكن ذلك لم ينص عليه أحد من أهل العلم المعتبرين قديما ولا حديثا ، وحتى لو ثبت أنه قبر نبي لما جاز أن يدعى من دون الله تعالى ويتوسل به ويتبرك ، كما يحصل من بعض من يزوره اليوم للأسف الشديد.
فإن ذلك يصادم دعوة الأنبياء والرسل ، ويخالف الغاية التي بعثوا من أجلها ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ..

( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ).
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ).

من هنا فلن نتعب أنفسنا في مجاراة العامة فيما لم يثبت
ذكره من أنبياء اليمن وننتقل إلى ما ثبت ذكره ..

ومنهم :

٢- شعيب بن ذي مهدم عليه السلام :

بعث عليه السلام إلى أهل حضور غرب صنعاء في بلاد بني مطر حاليا ، وهناك جبل شاهق يعد أعلى قمة في الجزيرة العربية والشام يرتفع عن سطح البحر ٣٦٧٠ مترا ، يسمى بجبل ( النبي شعيب ) عليه السلام إلى يومنا هذا .

قال تعالى (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) الأنبياء(11).
قال الامام القرطبي في تفسيره : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة. يريد مدائن كانت باليمن وقال أهل التفسير والأخبار : إنه أراد أهل حضور وكان بعث إليهم نبي اسمه شعيب بن ذي مهدم ، وقبر شعيب هذا باليمن بجبل يقال له ضنن كثير الثلج ، وليس بشعيب صاحب مدين .

قال ابن حجر : نزلت هذه الآية - يعني وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين. ..إلى قوله خامدين)
نزلت في أهل حضور بفتح المهملة وضم المعجمة قرية بصنعاء من اليمن...بعث الله إليهم نبيا من حمير يقال له شعيب وليس بصاحب مدين كان بين زمن سليمان وعيسى فكذبوه فقصمهم الله.
وذكر ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب"(1/372): أن من أنبياء اليمن نبي الله شعيب بن ذي مهدم وهو غير نبي الله شعيب المرسل إلى مدين .

وقد ذكرالمفسرون: أن أهل حضور كانوا أهل ترف وبطر إلى درجة أن مغاليق بيوتهم كانت من الذهب ، وأنهم كذبوا نبيهم شعيبا عليه السلام فقتلوه ، فسلط الله عليهم بختنصر الملك الغاشم فغزاهم فقتلهم شر قتله ، وأنهم لما أرادوا الهروب منه نادتهم الملائكة قائلة لهم ( لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ).

٣- النبي حنظلة بن صفوان عليه السلام :

هو نبي الله حَنْظَلَة بن صَفْوان عليه السلام من الأقيون من بني فَهْم بن الحارث بن قحطان .

بعثه الله إلى قومه أصحاب الرس فكذبوه ثم قتلوه ووضعوه في بئر .

قيل أن الرس اسم للبئر وقيل أنه اسم لقوم حنظلة ..

قال تعالى ( وَعَادًا وَثَمُودَاْ وَأَصْحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونًۢا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا )
وقال :(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وثَمُودُ) .

ذكر الحافظ ابن عساكر في أول تاريخه عند ذكر بناء دمشق عن تاريخ أبي القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد ، أن أصحاب الرس كانوا بحضور، فبعث الله إليهم حنظلة بن صفوان، فكذبوه ، وقتلوه ، فسار عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح بولده من الرس، فنزل الأحقاف، وأهلك الله تعالى أصحاب الرس، وانتشروا في اليمن كلها، وفشوا مع ذلك في الأرض كلها .

وقد اختار ابن جرير الطبري أن المراد بأصحاب الرس هم أصحاب الأخدود ، الذين ذكروا في سورة البروج .
ومعلوم عن أصحاب الأخدود أنهم من نجران ونجران ترجع تاريخيا إلى اليمن ..

قال أبو المنذر الكلبي (ت 204هـ): في نسب معد واليمن الكبير(1 / 26):(رهط حنظلة بن صفوان من أهل الرس، والرس فيما بين نجران واليمن).

قلت : وهناك قبر في الجامع الكبير بصنعاء ينسب إلى النبي حنظلة وهو موجود به حتى اللحظة .

وقد نبهت في رسالتي ( فضائل الجامع الكبير بصنعاء بين الحقيقة والادعاء ) المطبوعة قبل ١٢ عام .
الى بعض المخالفات الشرعية التي توجد في الجامع المذكور ومنها التبرك والتمسح ببعض الآثار فيه كالمسمورة والمنقورة والقبر المنسوب إلى النبي حنظلة .

والخلاصة : أنه وبالرغم من وجود هذه المعلومات عن النبي حنظلة إلا أنها تعتبر شحيحة جدا ، مما يجعل الجزم بوجود نبي بهذا الاسم وتحديد مكانه أمرا صعبا ..

والله تعالى أعلم

وهناك أنبياء آخرون غير من ذكرنا ، قد ذكروا أنهم بعثوا إلى اليمن أو نزلوا بها ، لكن اثبات ذلك يحتاج إلى مزيد أدلة ، فإن وجدت مع الأيام ما يثبت ذلك فسنلحقه بمن ذكرنا إن شاء الله تعالى ..

وهناك أبيات نسبت إلى الصحابي الجليل حسان بن ثابت الأنصاري اليماني شاعر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها عددا من الأنبياء ونسبهم إلى اليمن ..
حيث يقول :
فَنَحنُ بَنو قَحطانُ وَالمُلكُ وَالعُلا
وَمِنّا نَبِيُّ اللَهِ هودُ الأَحابِرِ
وَإِدريسُ ما إِن كانَ في الناسِ مِثلُهُ
وَلا مِثلُ ذي القَرنَينِ أَبناء عابِرِ
وَصالِحُ وَالمَرحومُ يونُسُ بَعدَما
أَلاتَ بِهِ حوتٌ بِأَخلَبَ زاخِرِ
شُعَيبٌ وَإِلياسُ وَذو الكَفلِ كُلُّهُم
يَمانونَ قَد فازوا بِطيبِ السَرائِرِ

كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي
...المزيد

ثلاثة لابد أن تستقر في ذهنك لانجاة من الموت ولا راحة في الدنيا ولا سلامة من الناس

ثلاثة لابد أن تستقر في ذهنك
لانجاة من الموت
ولا راحة في الدنيا
ولا سلامة من الناس

...

..........................
..............................
............................
.............................
................................
................................
.................................
....................................
.....................................
......................................
......................................






فصلت من1 الی 13







صالحين* ..............

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: " قُلْتُ لِرَاهِبٍ فِي دَيْرِ حَرْمَلَةَ وَأَشْرَفَ عَلَيَّ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَقُلْتُ: يَا رَاهِبُ , مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: جُرَيْجٌ: قُلْتُ: مَا يَحْبِسُكَ فِي هَذِهِ الصَّوْمَعَةِ؟ قَالَ: حَبَسْتُ فِيهَا عَنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا قُلْتُ: أَمَا كَانَ يَسْتَقِيمُ أَنْ تَذْهَبَ مَعَنَا هَاهُنَا فِي الْأَرْضِ وَتَجِيءَ وَتَمْنَعَ نَفْسَكَ الشَّهَوَاتِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ هَذَا الَّذِي تَصِفُ أَنْتَ فِي قُوَّةٍ , وَأَنَا فِي ضَعْفٍ فَحُلْتُ بَيْنَ نَفْسِي وَبَيْنَهَا , قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ بَدَنَ ابْنِ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ وَرُوحَهُ خُلِقَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَإِذَا أَجَاعَ بَدَنَهُ وَأَعْرَاهُ وَأَسْهَرَهُ نَازَعَ الرُّوحَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ , وَإِذَا أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ وَنَوَّمَهُ وَأَرَاحَهُ أَخْلَدَ الْبَدَنُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا , قُلْتُ لَهُ: فَإِذَا فَعَلَ هَذَا تَعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا الثَّوَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ نُورًا يَرَى بِهِ قَالَ أَحْمَدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَعْجَبَهُ إِنَّهُمْ لَيَصِفُونَ "



حَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ , ثنا الْحُسَيْنُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِيَ مُحَمَّدًا قَالَ: " تَعَبَّدَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي غَيْضَةٍ مِنْ جَزِيرَةِ الْبَحْرِ أَرْبَعمِائَةِ سَنَةٍ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِالْغَيْضَةِ تَعَلَّقَ بَعْضُ أَغْصَانِ الْغَيْضَةِ بِشَعْرِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَدُورُ إِذَا هُوَ بِشَجَرَةٍ مِنْهَا فِيهَا وَكْرُ طَيْرٍ فَحَوَّلَ مَوْضِعَ مُصَلَّاهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْهَا قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: اسْتَأْنَسْتَ بِغَيْرِي وَعِزَّتِي لَأَحُطَّنَّكَ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ دَرَجَتَيْنِ "



قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بِلَادِ الشَّامِ فِي قُبَّةٍ مِنْ قِبَابِ الْمَقَابِرِ لَيْسَ عَلَيْهَا بَابٌ إِلَّا كِسَاءً قَدْ أَسْبَلْتُهُ فَإِذَا أَنا بِامْرَأَةٍ تَدُقُّ عَلَى الْحَائِطِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَتِ: امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ دُلَّنِي عَلَى الطَّرِيقِ رَحِمَكَ اللَّهُ قُلْتُ: رَحِمَكِ اللَّهُ عَلَى أَيِّ الطَّرِيقِ تَسْأَلِينَ؟ فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَحْمَدُ عَلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ قُلْتُ: هَيْهَاتَ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ طَرِيقِ النَّجَاةِ عِقَابًا وَتِلْكَ الْعِقَابُ لَا تُقْطَعُ إِلَّا بِالسَّيْرِ الْحَثِيثِ وَتَصْحِيحِ الْمُعَامَلَةِ وَحَذْفِ الْعَلَائِقِ الشَّاغِلَةِ عَنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , قَالَ: فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَحْمَدُ سُبْحَانَ مَنْ أَمْسَكَ عَلَيْكَ جَوَارِحَكَ فَلَمْ تَتَقَطَّعْ وَحَفِظَ عَلَيْكَ فُؤَادَكَ فَلَمْ يَتَصَدَّعْ ثُمَّ خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَقُلْتُ لِبَعْضِ النِّسَاءِ: انْظُرِي أَيُّ شَيْءٍ حَالُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ؟ قَالَ أَحْمَدُ: فَقُمْنَ إِلَيْهَا فَفَتَّشْنَهَا فَإِذَا وَصِيَّتُهَا فِي جَيْبِهَا كَفِّنُونِي فِي أَثْوَابِي هَذِهِ فَإِنْ كَانَ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ فَهُوَ أَسْعَدُ لِي وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَبُعْدًا لِنَفْسِي قُلْتُ: مَا هِيَ؟ فَحَرَّكُوهَا فَإِذَا هِيَ مَيِّتَةٌ , فَقُلْتُ لِلْخَدَمِ: لِمَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ قَالُوا: جَارِيَةٌ قُرَشِيَّةٌ مُصَابَةٌ وَكَانَ الَّذِي مَعَهَا يَمْنَعُهَا مِنَ الطَّعَامِ وَكَانَتْ تَشْكُو إِلَيْنَا وَجَعًا بِجَوْفِهَا فَكُنَّا نَصِفُهَا لِمُتَطِّبِبِي الشَّامِ فَكَانَتْ تَقُولُ: خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّبِيبِ الرَّاهِبِ تَعْنِي - أَحْمَدَ - أَشْكُو إِلَيْهِ بَعْضَ مَا أَجِدُ مِنْ بَلَائِي لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ شِفَائِي "



---حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: " اجْتَمَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَخْرَجُوا مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدًا ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ وَاحِدًا ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنْ كُلِّ أَلْفٍ وَاحِدًا حَتَّى أَخْرَجُوا سَبْعَةً خِيَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: أَدْخِلُونَا فِي بَيْتٍ وَطَيِّنُوا عَلَيْنَا وَلَا تُخْرِجُونَا حَتَّى نَعْرِفَ رَبَّنَا قَالَ: فَفَعَلُوا قَالَ: فَمَاتَ أَوَّلَ يَوْمٍ وَاحِدٌ وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي آخَرُ ثُمَّ مَاتَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ آخَرُ فَقَالَ شَابٌّ وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ: أَخْرِجُونَا قَدْ عَرَفْتُهُ , قَالَ: فَفَتَحُوا فَأَخْرَجُوهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُهُ قَالُوا: وَأَيَّ شَيْءٍ عَرَفْتَ؟ قَالَ: عَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ فَإِنْ شِئْتُمْ فَدَعُونَا حَتَّى نَمُوتَ عَنْ آخِرِنَا وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْرِجُونَا قَالَ أَحْمَدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ فَقَالَ: صَدَقَ لَا يُعْرَفُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَلَكِنَّ بَعْضَ خَلْقِهِ أَعْرَفُ بِهِ مِنْ بَعْضٍ وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ السَّمَاءِ أَعْرَفُهُمْ بِهَا أَقْرَبُهُمْ مِنْهَا "

---ثنا عُمَرُ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: " مَرَرْتُ فِي جَبَلِ اللِّكَامِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَسَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: سَيِّدِي وَأَمَلِي وَمُؤَمِّلِي وَمَنْ بِهِ تَمَّ عَمَلِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ بَدَنٍ لَا يَنْتَصِبُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَشْتَاقُ إِلَيْكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ دُعَاءٍ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَيْنٍ لَا تَبْكِي إِلَيْكَ عَلِمْتُ أَنَّهُ عَرَفَ فَقُلْتُ: يَا فَتًى إِنَّ لِلْعَارِفِينَ مَقَامَاتٍ وِلِلْمُشْتَاقِينَ عَلَامَاتٍ قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: كِتْمَانُ الْمُصِيبَاتِ وَصِيَانَاتُ الْكَرَامَاتِ ثُمَّ قَالَ لِي: عِظْنِي قُلْتُ: اذْهَبْ فَلَا تَرِدْ غَيْرَهُ وَلَا تَرُّدَ خَيْرَهُ، وَلَا تَبْخَلْ بِشَيْئِهِ عَنْهُ، قَالَ زِدْنِي قُلْتُ: اذْهَبْ فَلَا تَرِدِ الدُّنْيَا وَاتَّخَذِ الْفَقْرَ غِنًى وَالْبَلَاءَ مِنَ اللَّهِ شِفَاءً وَالتَّوَكُّلَ مَعَاشًا وَالْجُوعَ حِرْفَةً وَاتَّخِذِ اللَّهَ لِكُلِّ شَيْءٍ عِدَّةً فَصَعِقَ صَعْقَةً فَتَرَكْتُهُ فِي صَعْقَتِهِ وَمَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ نَائِمٍ فَرَكَضْتُهُ بِرِجْلِي فَقُلْتُ لَهُ: قُمْ يَا هَذَا فَإِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يَمُتْ , فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ , فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَيْقَنَ بِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ شَدَّ مِئْزَرَ الْحَذَرِ وَلَمْ يَكُنْ لِلدُّنْيَا عِنْدَهُ خَطَرٌ وَلَمْ يَقْضِ مِنْهَا وَطَرًا "



حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانَيُّ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَصَّافِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: " كَانَ رَجُلٌ يَسْلُكُ الْبَادِيَةَ عَلَى التَّوَكُّلِ وَكَانَ مَعُودًا يَأْتِيهِ رِزْقُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَأَبْطَأَ عَنْهُ رِزْقُهُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْخَامِسِ فَأَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ بِضَعْفٍ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِمَّا قُوَّةٌ وَإِمَّا رِزْقٌ فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ:

[البحر الوافر]

وَيَزْعُمُ أَنَّنَا مِنْهُ قَرِيبٌ ... وَأَنَّا لَا نُضَيِّعُ مَنْ أَتَانَا

وَيَسْأَلُنَا الْقَوِيُّ ضَعْفًا وَعَجْزًا ... كَأَنَّا لَا نَرَاهُ وَلَا يَرَانَا "

---أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ الْحَنَفِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: رَأَيْنَا وَرَقَةً تَهْفُو بِهَا الرِّيحُ، فَأَخَذْنَاهَا فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، دَارٌ لَا يَسْلَمُ مِنْهَا مَنْ فِيهَا، مَا أَخَذَ أَهْلُهَا مِنْهَا لَهَا خَرَجُوا مِنْهُ، ثُمَّ حُوسِبُوا بِهِ، وَمَا أَخَذَ أَهْلُهَا مِنْهَا لِغَيْرِهَا خَرَجُوا مِنْهُ، ثُمَّ أَقَامُوا بِهِ، وَكَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهَا، كَانُوا فِيهَا كَمَنْ لَيْسَ فِيهَا، عَمِلُوا فِيهَا بِمَا يُبْصِرُونَ، وَبَادَرُوا فِيهَا مَا يَحْذَرُونَ، تَنْقَلِبُ أَجْسَادُهُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَتَنْقَلِبُ قُلُوبُهُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، يَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُعَظَّمُونَ، وَهُمْ أَشَدُّ تَعْظِيمًا لِمَوْتِ قُلُوبِهِمْ» قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْ هَذَا الْكَلَامِ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهُ

---عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ؛ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَدْعُونَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَكَانَ يَدْعُو به بكاء بن إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ! لا تُؤَاخِذْنِي بِتَقْصِيرِي عَنْ رِضَاكَ عَظِيمَ خَطِيئَتِي؛ فَاغْفِرْ لِي، وَيَسِّرْ عَمَلِي؛ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، كَمَا شِئْتَ تَكُونُ مَشِيئَتُكَ، وَإِذَا عَزَمْتَ يَمْضِي عَزْمُكَ، فَلا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْكَ وَعَنْ دَعْوَتِكَ، وَلا الَّذِي أَسَاءَ اسْتَبَدَّ بِشَيْءٍ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ؛ فَكَيْفَ لِي بِالنَّجَاةِ؟ ! وَلا تُوجَدُ إِلا مِنْ قِبَلِكَ، إِلَهَ الأَنْبِيَاءِ، وَوَلِيَّ الأَتْقِيَاءِ، وَبَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَعِمَادَ الْوَاثِقِينَ، وعين الناظرين، وسراج قلوب النادمين، وموصل المنقطعين، وَوَسِيلَةَ الأَوَّابِينَ، وَحِجَّةَ الْمُحْسِنِينَ، جَدِيدٌ لا تُبْلَى، حَفِيظٌ لا تُنْسَى، دَائِمٌ لا تَبِيدُ، حَيٌّ لا تَمُوتُ، يَقْظَانُ لا تَنَامُ، بِكَ عَرَفْتُ، وَبِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِكَ أَحْيَا، وَبِكَ أَمُوتُ، وَبِكَ أُبْعَثُ، وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ؛ فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ

---عَنْ لَيْثٍ: أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ، فَقَالَ: مَنْ عِنْدَهُ ضِيَافَةٌ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الْقَوْمُ، ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَعْمَى: عِنْدِي. ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَعَشَّاهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: ضَعْ لِي وُضُوءً. فَوَضَعَ لَهُ وُضُوءً، فَنَامَ الأَعْمَى، فَقَامَ الرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى مَا قَضَى اللهُ لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو، وَانْتَبَهَ الأَعْمَى، وَجَعَلَ يَسْمَعُ لِدُعَائِهِ؛ فَقَالَ: اللهُمَّ رَبَّ الأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ وَالأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ! أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأَرْوَاحِ الرَّاجِعَةِ إِلَى أَجْسَادِهَا، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى عروقها، وبطاعة القبور المتشققة عَنْ أَهْلِهَا، وَبِدَعْوَتِكَ الصَّادِقَةِ فِيهِمْ، وَأَخْذِكَ الْحَقَّ مِنْهُمْ، وَتَبْرِيزِ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَشِدَّةِ سُلْطَانِكَ، يَنْتَظِرُونَ قَضَاءَكَ، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخَافُونَ عَذَابَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالإِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالشُّكْرَ فِي قَلْبِي، وَذِكْرَكَ عَلَى لِسَانِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي. قَالَ: فَحَفِظَ الأَعْمَى الدُّعَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، وَدَعَا بِهِنَّ؛ فَأَصْبَحَ وَقَدْ رَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ.

---قال وهب بن منبهٍ: صحب رجلٌ بعض الرهبان سبعة أيام ليستفيد منه شيئاً فوجده مشغولاً عنه بذكر الله تعالى والفكر لا يفتر. فالتفت إليه في اليوم السابع فقال: يا هذا قد علمت ما تريد. حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ والزهد في الدنيا رأس كل خيرٍ. فاحذر رأس كل خطيةٍ وارغب في رأس كل خيرٍ. وتضرع إلى ربك أن يهب لك تاج كل خيرٍ. قال: فكيف أعرف ذلك. قال: كان جدي رجلاً من الحكماء قد شبه الدنيا بسبعة أشياء فشبهها بالماء الملح يغر ولا يروي. ويضر ولا ينفع. وبالبرق الخلب يغر ولا ينفع. وبسحاب الصيف يمر ولا ينفع. وبظل الغمام يغر ويخذل.وبزهر الربيع ينضر. ثم يصفر فتراه هشيماً. وبأحلام النائم يرى السرور في منامه فإذا استيقظ لم يكن في يده إلا الحسرة. وبالعسل المشوب بالسم الزعاف يغر ويقتل

---كتب علي بن أبي طالب إلى سليمان إنما مثل الدنيا كمثل الحية لينٌ لمسها ويقتل سمها. فأعرض عنها وعما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها. ودع عنك همومها لما تيقنت من فراقها. وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكره منها. فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرورٍ أشخص منها إلى مكروهٍ. وقال أبو العتاهية:

هي الدار دار الأذى والقذى ... ودار الغرور ودار الغير

فلو نلتها بحذافيرها ... لمت ولم تقض منها الوطر

أيا من يؤمل طول الحياة ... وطول الحياة عليه خطر

إذا ما كبرت وبان الشباب..فلا خير في العيش بعد الكبر

من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين:

حلاوة دنياك مسمومةٌ ... فما تأكل الشهد إلا بسم

فكن موسراً شئت أو معسراً ...فما تقطع الدهر إلا بهم

إذا تم أمرٌ بدا نقصه ... توقع زوالاً إذا قيل تم

---* وقال ابن أبى الدنيا: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا سهل بن عاصم عن سلمة بن ميمون عن المعافى بن عمران عن إدريس قال: سمعت وهبا يقول: كان في بنى إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما أنهما مشيا على الماء، فبينما هما يمشيان على البحر إذا هما برجل يمشى في الهواء، فقالا له: يا عبد الله بأي شيء أدركت هذه المنزلة؟ قال: بيسير من البر فعلته، ويسير من الشر تركته، فطمت نفسي عن الشهوات، وكففت لساني عما لا يعنيني، ورغبت فيما دعاني إليه خالقي، ولزمت الصمت فان أقسمت على الله عز وجل أبر قسمي، وإن سألته أعطانى.

---وَحكى أَن رجلا من المنهمكين فِي الْفساد مَاتَ فِي نواحي الْبَصْرَة فَلم تَجِد امْرَأَته من يعينها على حمل جنَازَته إِذْ لم يدر بهَا أحد من جِيرَانه لِكَثْرَة فسقه وتحامي النَّاس لَهُ فاستأجرت امْرَأَته حمالين يحملونه إِلَى الْمصلى فَمَا صلى عَلَيْهِ أحد فَحَمَلُوهُ إِلَى الصَّحرَاء ليدفنوه بهَا وَكَانَ بِالْقربِ من الْموضع جبل فِيهِ رجل من

الزهاد الْكِبَار فَنزل ذَلِك الزَّاهِد للصَّلَاة عَلَيْهِ فانتشر الْخَبَر فِي الْبَلَد وَقَالُوا نزل فلَان ليُصَلِّي على فلَان فَخرج النَّاس فصلوا عَلَيْهِ مَعَ الزَّاهِد وَجعلُوا يتعجبون من صلَاته عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُم إِنِّي قيل لي فِي الْمَنَام انْزِلْ إِلَى الْموضع الْفُلَانِيّ ترى فِيهِ جَنَازَة رجل لَيْسَ مَعهَا أحد إِلَّا امْرَأَته فصل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مغْفُور لَهُ فَزَاد تعجب النَّاس فاستدعى الزَّاهِد زَوجته فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك وَكَيف كَانَت سيرته فَقَالَت كَانَ كَمَا سَمِعت كَانَ طول النَّهَار فِي الماخور مشتغلا بِشرب الْخمر فَقَالَ انظري هَل تعرفين لَهُ شَيْئا من أَفعَال الْخَيْر

قَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه كَانَ يفِيق فِي كل يَوْم من سكره عِنْد صَلَاة الصُّبْح فيبدل ثِيَابه وَيتَوَضَّأ وَيُصلي الصُّبْح ثمَّ يعود إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فيشتغل بشربه ولهوه وَكَانَ لَا يَخْلُو بَيته من يَتِيم أَو يتيمين يفضله على وَلَده وَكَانَ يفِيق فِي أثْنَاء سكره فيبكي وَيَقُول إلهي أَي زَاوِيَة من زَوَايَا جَهَنَّم تُرِيدُ أَن تملأها بِهَذَا الْخَبيث يَعْنِي نَفسه





































...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
7 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً