اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ ، غَيْرَ ضَالِّيْنَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْماً ...

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ ، غَيْرَ ضَالِّيْنَ وَلا مُضِلِّينَ ، سِلْماً لأَوْلِيائِكَ ، وَحَرْباً على أَعْدَائِكَ ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ.اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإِجَابَةُ ، اللَّهُمَّ هَذَا الجُهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ. ...المزيد

الإسلام لا ينهزم، لأن كلمة الله هي العليا.. أما الذي ينهزم فهم المسلمون حين لا ينصرون هذا ادين حقا

الإسلام لا ينهزم، لأن كلمة الله هي العليا.. أما الذي ينهزم فهم المسلمون حين لا ينصرون هذا ادين حقا

خواطر مسلم الكاتتب / ابراهيم بن احمد الشريف أولًا: المسلم يعلم ويعي أن المسئولية عن هذا الدين ...

خواطر مسلم
الكاتتب / ابراهيم بن احمد الشريف
أولًا: المسلم يعلم ويعي أن المسئولية عن هذا الدين تجعل صاحبها يشعر أن على عاتقة أمانة وفي عنقه بيعة أمام الله ثم أمام الناس تجعله يتحرك بكل قوةٍ وبكل سعيٍ دؤوبٍ من أجل تحقيق ورفعة هذا الدين.
فالمسلم يشعر بأن مسئوليته عن هذا الدين مسئولية فردية يهتم بالدعوة إلى الله وبإعداد الدعاة إلى الله الذين يحملون راية هذا الدين، فيركز في إعدادهم وتكوينهم وتربيتهم التربية العقدية التي تجعل صاحبها صاحب همٍّ يحيي به وصاحب هدف يسعى لتحقيقه حتى لو كلفه تحقيق هذا الهدف حياته.
المسلم يفهم ويُعلم محبيه الواقع المحيط بهم ويربط كل ما يحدث فيه من أحداث بالعقيدة الصحيحة ويعلمهم حكم الواجب في هذا الواقع.
ثانيًا: أن الأخوة في الله هي عبارة عن كيان متماسك الأركان يشد بعضه بعضًا ولا يتحقق هذا الكيان إلا في وجود مجموعة يظلها الإيمان فتنميه وتزكيه فعندها يشعر الفرد بكيانه وذاتيته واعتزازه بالانتماء لهذا الكيان يستشعر بأن له دورًا فعالًا من خلال ارتباطه بإخوانه.
يقول الدكتور محمد أمين المصري - رحمه الله - «إن معنى الأخوة ومعنى التعاون لا يتحققان إلا وسط الجماعة والجماعة خير عون للفرد، تذكره إذا نسي وتوقظه إذا غفل وتدفعه إذا أبطأ.
ولا يتم معنى الجماعة إلا إذا شعر الفرد بالاعتزاز بانتمائه إليها والطمأنينة في وجوده فيها، وأنها حققت أمانيه، وأنه إلى جانب ذلك خلية في الجماعة يمدها ويستمد منها، وأنه لبنة أساسية في بنائها، خلية إذا انفصلت عن جسمها عدمت وإذا ظلت متصلة به تستمد الحياة، والجسم تتكامل وظائفه بشتى خلاياه ويضيره أن يفقد واحدة منها»[1].
فالمسلم يعي هذا جيدًا يحرص على إخوانه أشد الحرص ويتعاهدهم كالأب الحاني والأخ الشفوق على إخوانه لأنه يعلم جيدًا من خلال دراسته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين لابد أن يقوم في جماعة مسلمة منسجمة الأفكار متصلة الكيان يحنو كل واحدٍ على أخيه ويوده حتى يترابط العقد ويقوى العود، فالعود وحده ضعيف ينكسر إذا انفرد، أما إذا كان ضمن مجموعة من الأعواد مترابط يضم بعضه بعضًا صمد وقوي واشتد ولا يستطيع أحد أن يكسره.
ثالثًا: المسلم يعلم أنه لابد أن نسمو بهممنا، وننهض بمهماتنا، في نصرة دين الله عز وجل فيجب على الناس عمومًا، وعلى الدعاة إلى الله وطلبة العلم خصوصًا، أن يقبلوا على العلم الشرعي، ويتفقهوا في الدين، وأن يأخذوا مما أخذ الراحلون من أهل العلم، خصوصًا في ضروريات الدين، وعلى طلبة العلم الشرعي أن يجدوا ويجتهدوا، وأن يعلموا أن العلماء لم يبرزوا في عشية وضحاها، وإنما برزوا بعد أن حصلوا العلم على مر السنين، ومكابدة الليالي والأيام، ومزاحمة العلماء بالركب، مع إخلاص نية وتضرع لله جل وعلا وصبر واحتساب.
رابعًا: أن العلماء والدعاة إلى الله وطلبة العلم لا يعطون الناس شيئًا من المال، ومن حطام الدنيا، وإنما يعلمونهم العلم، لذلك كانوا كبارًا، فعيشهم ليس لأنفسهم فقط، وإنما للناس لتعليمهم وإرشادهم إلى الحق، فهم كما وصفهم الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: «يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه»[2].
فمن عاش لنفسه عاش صغيرًا ومات صغيرًا، ومن عاش لغيره عاش كبيرًا ومات كبيرًا.
خامسًا: أن المسلم لابد وأن يتعلم من موت الفجأة أمور وهي:
أن الإخلاص في العمل لله والغاية هي رضى الله لا رضى الناس فمن أرضى الله أرضى عنه الناس ومن أسخط الله أسخط عليه الناس.
أن الصلاة أول الوقت فلا ندري هل ندرك آخره أم لا!!.
أن الموت ليس فقط له طريقة وإنما له موعد حتى لو كنا أصحاء.
أن ما نحتاج شراءه اليوم يمكن ألا نحتاجه غدا.. وأن ما نحتاج قراءته من القرآن اليوم سنكون في أمس الحاجة إليه غدًا.. فنقدم وردنا من القرآن على كل شيء.
أنه يمكن أن نؤمّل الوصول إلى موسم طاعة ومغفرة ونسوّف التوبة إليه ثم لا نصله ولا نبلغه.. فالتوبة اليوم والاستغفار اليوم!! فإذا جاء موسم المغفرة فالازدياد.. وإن لم يأت فقد أخذنا بالاحتياط.
أننا لن نأخذ معنا أي شيء من الدنيا الفانية سوى الأكفان، فهنيئا لمن عمّر بيته بالطاعات وأنار قبره بالقرآن والقربات.
أن صنائع المعروف يقينًا تقينا من مصارع السوء.
أن الدنيا كلها بكل ما فيها حقًا ﴿ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الحديد: 20].. ليس إلا...
سادسًا: أن الموت نهاية كل حي فهما طال العمر لابد من دخول القبر وأن الموت ليس له ميعاد وأنه قريب جدًا ولن يترك أحدًا، ولا يوجد أحد يحب أن يموت فالحياة محببة إلى النفس البشرية، فلابد علينا أن يستقر في نفوسنا أنه ما دام الموت هو نهاية كل حي أن نتمنى الموت في سبيل الله كما تمنى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت، فالشهادة في سبيل الله كانت أسمى أمانيهم قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [آل عمران: 143].
فإذا ترسخ هذا المعنى في نفوسنا حل مكانه في قلوبنا معنى حب الشهادة في سبيل الله والموت في طريق الدعوة إلى الله، وخرج من قلوبنا الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة »[3].
ولا يعني ذلك أننا لا نحزن على من نفقده على طريق الدعوة إلى الله تعالى فالأمة الإسلامية تحتاج إلى رجال يقومون بهذا الدين ولقد حزن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على موته حزنا شديدًا ولكن حزنهم ما منعهم من تبليغ رسالته وإكمال مسيرته والمضي في دعوته.

وصدق أبو العتاهية[4]:
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفل الملوك هنا كطفل الحاشية!
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية!
أعمالنا تُعلى وتَخفض شأننا
وحسابنا بالحق يوم الغاشية!
حور وأنهار قصور عالية
وجهنم تصلى ونار حامية!
فاختر لنفسك ما تحب وتبتغي
ما دام يومك والليالي باقية!
وغدًا مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية!
سابعًا: لا يعني معنى موت أحد العلماء أو الدعاة إلى الله أو أحد طلبة العلم، ضياع الأمة وتخبطها في الجهل، ففيما بقي من أهل العلم خير كثير ولله الحمد، فالأمة زاخرة بالكفاءات العلمية، مليئة بالرجال المخلصين، ولا ينبغي أن يخور العزم، ويضعف العطاء، بفقد بعض العلماء أو أحد الدعاة أو أحد طلبة العلم، ففي الأمة بحمد الله من سيحمل مشعل الهداية، وراية العلم والدعوة، والعلم محفوظ ما دام الكتاب والسنة محفوظين، وإن أي زمن لا يخلو من قائم لله بحجة.
إذا مــــات فينــــا سيــــد قــــام سيــــد ♦♦♦ قؤول لمـــــا قال الكرام فعــول
وأن هذا الدين ليس شخصًا بعينه مسئولًا عنه ولكن كل إنسان له دور لابد وأن يؤديه ويقوم به والله سيسأله ماذا قدمت لدين الله؟
ما الجهد الذي بذلته من أجل نصرة هذا الدين؟
فالكل سيسأل فهل أعددنا للسؤال إجابته؟
فالمسلم يعيش همّ هذا الدين وهمّ رفعته وعلوه والنهوض بالأمة وبعثها من جديد وقيادتها للركب المبارك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المسؤولية محمد أمين المصري ص54.
[2] الرد على الجهمية والزنادقة (1 /6).
[3] أخرجه مسلم (3 /1498)، رقم (1877).
[4] هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/145617/#ixzz70IONquqE
...المزيد

الصلاة خير من النوم متذكره و الحمد لله على نعمه التوحيد الله الإسلام التوحيد الله تعالى

الصلاة خير من النوم متذكره
و الحمد لله على نعمه التوحيد الله الإسلام التوحيد الله تعالى

أحياناً نضحك والهموم تلف بنا من كل جهة، ليس لأننا عديمي الإحساس ولكن لأننا نملك أنفس تؤمن بأن بعد ...

أحياناً نضحك والهموم تلف بنا من كل جهة، ليس لأننا عديمي الإحساس ولكن لأننا نملك أنفس تؤمن بأن بعد العسر يسراً.

متن البداية في مصطلح الحديث : تأليف الشيخ الأستاذ محمد بن طه : الباب الأول : الصحيح : ...

متن البداية في مصطلح الحديث :
تأليف الشيخ الأستاذ محمد بن طه :
الباب الأول :
الصحيح :
الصحيح قسمان:
1- صحيح لذاته: وهو: ما اتصل اسناده بنقل العدل الضابط، عن مثله إلى منتهاه، من غير شذوذ ولا علة.
2: صحيح لغيره: وهو: الحسن لذاته، إذا رُوي من طرق أخرى – ولو واحدة- مثله في القوة، أو أقوى منه.
الباب الثاني :
الحسن :
الحسن قسمان:
1- حسن لذاته: وهو: ما توافرت فيه شروط الصحيح، ولكن خف ضبط أحد رواته.
2- حسن لغيره: وهو: ما ضعف إسناده، ضعفًا هينًا – لسوء حفظ راويه، أو جهالة، أو إرسال، أو نحوه- إذا رُوي من طرق أخرى، مثله في القوة، أو أقوى منه.
الباب الثالث :
الضعيف :
الضعيف: وهو: ما فقد شرطًا أو أكثر من شروط الحديث المقبول.
المردود: ومنه: الموضوع، والمتروك، والمنكر، والمدرج، والمقلوب، والمضطرب.
الباب الرابع :
السند وأنواعه :
السند: هو: حكاية طريق المتن.
أنواع السند ثلاثة:
1- سند مسلسل: وهو: ما توارد رجاله واحدًا فواحدًا، على حالة واحدة، أو صفة واحدة.
2- سند عالٍ: وهو قسمان:
أ- علو مطلق: وهو: القرب من النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- علو نسبي: وهو: القرب من إمام من الأئمة، أو من كتاب من الكتب المشهورة، أو العلو بتقدم وفاة الراوي، أو بتقدم السماع من الشيخ.
3- سند نازل: وهو: ما يقابل العالي.
الباب الخامس :
المتن وأنواعه :
المتن: هو: ما انتهى إليه السند من الكلام. تنقسم المتون باعتبار مَنْ أضيفت إليه إلى ثلاثة أقسام: 1- مرفوع. 2- موقوف. 3- مقطوع.
المرفوع: هو: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ من قوله، أو فعله، أو تقريره، تصريحًا أو حكمًا.
الموقوف: هو: ما أُضيف إلى واحدٍ من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ من قوله، أو فعله، أو تقريره.
المقطوع: هو: ما أُضيف إلى واحدٍ من التابعين – أو مَنْ دونهم- مِنْ قوله، أو فعله، أو تقريره.
الحديث المسند: هو: مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال.
الحديث القدسي: هو: ما أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل، وليس متعبدًا بتلاوته.
الاسرائيليات: هي: ما جاء عن بني إسرائيل، سواء مِنْ كتبهم أو أفواههم.
الباب السادس :
المتواتر والآحاد :
ينقسم الحديث مِنْ حيثُ عدد رواته إلى: 1- متواتر. 2- آحاد.
المتواتر: هو: الحديث الذي بلغت رواته في الكثرة مبلغًا، يستحيل معه تواطؤهم على الكذب.
شروط التواتر خمسة: 1- أن يرويه عدد كثير. 2- أن يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب. 3- أن يقع ذلك في كل طبقات الإسناد. 4- أن يكون مستند اجتماعهم الحس. 5- أ ن يصحب خبَرهم إفادةُ العلم لسامعه.
التواتر نوعان: 1- تواتر لفظي: وهو: ما اتفقت رواياته لفظًا ومعنىً. 2- تواتر معنوي: وهو: ما اتفقت رواياته معنىً فقط.
الآحاد: وهو: ما قُصر عن صفة التواتر.
ينقسم الآحاد إلى:
1- مشهور: وهو: ما رواه – في كل طبقة من طبقاته- ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر.
2- عزيز: وهو: ما راوه اثنان، في كل طبقة من طبقاته.
3- غريب: وهو: ما انفرد بروايته راوٍ واحد، ولو في طبقة واحدة من طبقاته.
ينقسم الغريب إلى:
1- غريب مطلق: وهو: ما انفرد به الراوي سندًا ومتنًا.
2- غريب نسبي: وهو: ما كان غريبًا باعتبار رواية معينة، وإن كان مشهورًا باعتبار رواية أخرى. تنقسم الغرابة النسبية إلى ثلاثة أقسام: 1- غريبًا باعتبار راوٍ معين. 2- غريبًا باعتبار حال الراوي. 3- غريبًا باعتبار أهل بلد معينين.
المتواتر كله مقبول، والآحاد منه المقبول، ومنه المردود.
الخبر المتواتر يفيد العلم القطعي.
إذا صح خبر الآحاد، كان حجة في العقائد والأحكام.
الباب السابع :
الشذوذ والعلة :
العلة: هي: سبب خفي قادح في الحديث مع أن الظاهر السلامة منه.
الشاذ: هو: ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه.
أسباب ردِّ الحديث ثلاثة: 1- السقط من الإسناد. 2- الطعن في الراوي. 3- الطعن في الرواية.
تُعرف العلة بأمرين: 1- التفرد. 2- المخالفة. الخطأ في الرواية خمسة أنواع: 1- زيادة. 2- نقص. 3- تصحيف. 4- تحريف. 5- قلب.
الباب الثامن :
أقسام السقط من الإسناد :
وفيه ثلاثة ضوابط: الضابط الأول: أقسام السقط من الإسناد أربعة: 1- المعلق: وهو: ما كان السقط فيه من مبادئ السند، من تصرف مصنف، سواء أكان الساقط واحدًا أو أكثر. 2- المرسل: وهو: ما رواه التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3- المنقطع: وهو: ما سقط من أثنائه واحد، أو أكثر؛ بشرط عدم التوالي. 4- المعضل: وهو: ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي.
الضابط الثاني: التدليس خمسة أنواع: 1- تدليس السماع: وهو: أن يروى عن راوٍ سمع منه ما لم يسمعه منه بصيغة توهم السماع. 2- تدليس التسوية: وهو: أن يسقط الراوي شيخ شيخه أو أكثر بصيغة توهم السماع. 3- تدليس أسماء الشيوخ: وهو: أن يسمى الراوي شيخه باسم آخر ليس معروفًا به. 4- تدليس العطف: وهو: أن يذكر شيخًا سمع منه ويعطف عليه شيخًا آخر لم يسمع منه. 5- تدليس القطع: وهو: أن يذكر الراوي صيغة تستلزم السماع وتقتضيه، ثم يسكت وينوي قطع الكلام، ثم يقول: فلان عن فلان. الضابط الثالث: الإرسال الخفي: هو: أن يروي الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه، بلفظ يوهم السماع.
الباب التاسع :
من تقبل روايته ومن ترد :
وفيه ستة ضوابط:
الضابط الأول: تقبل رواية الثقة، وهو مَنْ توفر فيه شرطان: 1- الضبط. 2- العدالة.
الضابط الثاني: الضبط ضبطان: 1- ضبط صدر. 2- ضبط كتاب.
الضابط الثالث: شروط العدالة خمسة: 1- الإسلام. 2- التكليف. 3- السلامة من أسباب الفسوق. 4- السلامة من خوارم المروءة. 5- عدم الغفلة.
الضابط الرابع: أسباب الطعن في العدالة خمسة: 1- الكذب. 2- التهمة بالكذب. 3- فسق الراوي. 4- بدعة الراوي. 5- جهالة الراوي. الضابط الخامس: الجهالة نوعان: 1- جهالة عين: وهي: أن يروي عنه راوٍ واحد فقط. 2- جهالة حال: وهي: أن يروي عنه راويان، ولم يوثق من إمام معتبر.
لضابط السادس: أسباب الطعن في الضبط خمسة: 1- فحش الغلط. 2- غفلة الراوي. 3- وهم الراوي. 4- مخالفة الراوي. 5- سوء حفظ الراوي.
الباب العاشر :
الاعتبار والشواهد والمتابعات :
وفيه ضابطان: الضابط الأول: تُعضد الروايات بشيئين: 1- المتابعة وهي نوعان: أ- متابعة تامة: وهي: أن يشارك الراوي في رواية الحديث راوٍ آخر. ب- متابعة قاصرة: وهي: أن يشارك شيخ الراوي، أو شيخ شيخه – إلى آخر الإسناد- راوٍ آخر. 2- الشاهد: وهو: أن يروى متن الحديث – لفظًا أو معنى- من طريق آخر.
الضابط الثاني: الاعتبار: وهو: عرض رواية الراوي على غيرها من روايات الباب، ليُعلم هل للحديث شواهد أو متابعات أم لا.
الباب الحادي عشر :
طرق تحمل الحديث وصيغ الأداء :
وفيه ضابطان:
طرق تحمل الحديث ثمانية: 1- السماع. 2- العرض. 3- الإجازة. 4- المناولة. 5- المكاتبة. 6- الإعلام. 7- الوصية. 8- الوجادة.
صيغ الأداء ثلاثة أنواع: الأول: ما يدل على السماع؛ مثل: سمعت، وحدثني، وحدثنا، وأخبرني، وأخبرنا. الثاني: ما يحتمل السماع وعدمه؛ مثل: عن، وأن، وقال. الثالث: ما يدل على عدم السماع؛ مثل: بلغني، ورويت، وروينا.
الباب الثاني عشر :
معرفة الصحابة والتابعين :
وفيه أربعة ضوابط:
الضابط الأول: الصحابي: هو: من لقى النبي e مسلمًا ومات على الإسلام. ا
لضابط الثاني: الصحابة كلهم عدول. الضابط الثالث
: التابعي: هو: من لقى ولو صحابيًا، ومات على الإسلام. الضابط الرابع:
المخضرم: هو: من أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم، ولم يره.
...المزيد

خلق السموات والأرض (التفسير العلمي للآيات ) يقول الله تعالى {{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ ...

خلق السموات والأرض (التفسير العلمي للآيات )
يقول الله تعالى {{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }} " يس , 82 "
هذه عظمة الله وقدرته التي لا يعجزها شئ : أنه سبحانه قال للكون كن فكان على الوجه الذي أراد وقد بين ذلك مفصلا في كتابه وبين أن خلق السموات والأرض كان لحكمة بالغة وهي ابتلاء بني آدم واختبارهم فيقول سبحانه {{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }} " هود , 7 " : يستفاد من الآية أن خلق السموات والأرض تم في ستة أيام وأن خلق العرش قبلهما وأن هذا العرش كان على الماء وهو تصوير في غاية الدقة لحالة الكون آنذاك لا نفهمه الآن لكن بعد تعمق وفهم أكثر لخفايا الكون قد نفهمه مستقبلا ولكن نفهم في الوقت الحاضر من الآية أن السموات والأرض التي خلقت حينئذ هي أرضنا وغلافها الجوي بطبقاته السبع :( السموات السبع ) فخلقهما ضروري لحياتنا ومرتبط بها فلعل هذا هو المقصود بقوله تعالى في الآية {{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }} : أي أن خلقهما لاختبارنا يدل على ارتباطهما بحياتنا وكونه ضروري لها وهو ما ينطبق علي الأرض وغلافها الجوي بطبقاته السبع ولا
ينطبق على افتراض أن السموات المذكورة في الآية هي الكون . ومما لا شك فيه أن السماء والسموات بلغة العرب الذين نزل بلغتهم القرآن تطلقان على كل ما هو فوق الأرض وجبالها ابتداءا من الغلاف الجوي إلى حافة الكون .
ولذا نجد في القرآن بعض الآيات التي جاء فيها ذكر السماء يقصد بها الكون كقوله تعالى {{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا }}
" الفرقان , 61 " :
البروج في اللغة هي الأبنية الضخمة والمرتفعة وهي في الكون التجمعات المجرية الضخمة والهائلة العدد وما يعرف بأعمدة الكون وهي أعمدة بعيدة عنا في المجرة شديدة الضخامة والإرتفاع إذ يقدر إرتفاع وضخامة الواحد منها بنظامنا الشمسي كله .
وكقوله تعالى {{ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }} " الذاريات , 47 " : الآية تثبت ما يعرف عند العلماء بتوسع أو تمدد الكون .
ونجد بعض الآيات التي جاء فيها ذكر السماء يقصد بها الغلاف الجوي بطبقاته السبع كقوله تعالى {{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ }} " الطارق , 11 "
الرجع : هو الإرجاع للمطر باتجاه الأرض وإرجاع الأشعة الضارة بعيدا عنها وهو خاصية جعلها الله في طبقات الغلاف الجوي .
وكقوله تعالى {{ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) }} " نوح , 15 , 16 " : لآيات تنطبق على الغلاف الجوي للأرض وما جعل الله فيه من خواص ككونه سبع طبقات بعضها فوق بعض وكونه يشع ضوء الشمس ونور القمر فنراهما فيه سراجا وقمرا منيرا .
وكقوله تعالى {{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) }} " فصلات , 9 إلى 12 " : الآيات تشرح خلق الأرض وغلافها الجوي ذوا السبع طبقات في ستة أيام وتبين أن خلق الأرض تم في يومين و أن الله جعل فيها
رواسي من فوقها ( جبالا تثبها ) وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام (الأقوات : هي كل ما في الأرض غير تربتها وجبالها ) قد يخطر لمن ليس له دراية بالتفسير أن خلق الأرض وجبالها والمباركة وتقدير الأقوات فيها تم في ستة أيام ثم خلقت السموات ( الغلاف الجوي بطبقاته السبع ) في يومين فيكون المجموع ثمانية أيام وهذا ممتنع لأن الله ذكر في آيات كثيرة أن خلقهما كان في ستة أيام منها قوله تعالى
{{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }} .
" ق , 38 "
أما كيف يكون مجموع ذلك ستة أيام فيستفاد من قوله تعالى {{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }}
" البقرة , 29 " : يستفاد من الآية أن خلق السماوات تم بعد خلق الأرض وما فيها جميعا ونحن نعلم أن السموات خلقت في اليومين الأخيرين من الأيام الستة فيكون خلق الأرض وما فيها جميعا تم في الأيام الأربعة الأولى أي أن خلق الجبال والمباركة وتقدير الأقوات في الأرض كان في هذه الأيام واشترك مع خلق الأرض في اليومين الأولين وأكمل بعد خلقها يومين فيكون المجموع أربعة أيام ولفهم أكثر لهذا نطرح فرضية توافق القرءان ولا تعارض العلم هي أن خلق طبقات الأرض الستة غير الطبقة الأولى تم في اليومين الأولين أما الطبقة الأولى من الأرض التي تعرف بالقشرة الأرضية وهي التي فيها الجبال والمباركة وتقدير الأقوات من الماء والشجر والنبات والدواب فبدأ خلقها مع خلق الطبقات الستة ولم يكمل إلا بعد تمام أربعة أيام وعلينا أن نفهم من هذا أن البحار والأنهار والأشجار والنباتات والدواب كلها لم تنشأ في هذه الأيام وإنما قدرت : ( خلق أصلها ) . فلما تم خلق الأرض وما فيها جميعا في أربعة أيام استوى الله إلى السماء أي غلاف الأرض الجوي وهو عبارة عن دخان فجعل منه سبع طبقات ( سبع سموات ) في يومين {{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }} : " وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا " : أي جعل في كل طبقة ما تختص به من حفظ لأرض وساكنها أو ما يحتاجانه من الرجع وإشعاع الضوء وجعل في كل سماء ملا ئكتها يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون . " وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا " : أي جعل الله المصابيح تزين السماء الدنيا وحفظا من الجن
يقذف بها من أراد استراق السمع منهم يقول سبحانه {{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }} " الصافات " : يستفاد من الآية أن الكواكب أي النجوم تزين السماء الدنيا ولهذا يرى جمهور أهل العلم اليوم أن طبقات الغلاف الجوي لا يمكن أن تكون السموات السبع لأنها لا تحوي النجوم التي هي زينة السماء الدنيا وقد كنت متمسكا بهذا عاضا عليه حتى ظهر لي أن اعتبار طبقات الغلاف الجوي هي
السموات السبع لا يعارض القرآن بل يوافقه في كثير من الآيات ولا يعارضه في آية واحدة ذلك أن قوله تعالى {{ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا }} : لا يعني
بالضرورة أن تكون هذه المصابيح في السماء الدنيا فهي زينتها مع أنها خارجها فلو قال جعل فيها أو خلق فيها المصابيح لكان لازما فهم أنها فيها ولكن قال أنه زينها بها ثم أوضح هذا المعني في قوله {{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }} : أي جعل زينة الكواكب ( النجوم ) زينة للسماء الدنيا يعني طبقة الغلاف الجوي الدنيا وهذه المصابيح التي هي زينة السماء الدنيا جعلها الله رجوما للشياطين تقذف بها
{{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ }} " الملك , 5 " فهل المقصود أن النجوم بعينها راجمات للشياطين أم أن منها ما هو كذلك كالشهب أما الأول فهو مستبعد وذلك لبعد هذه النجوم وكونها خارج أقطار الأرض وغلافها الجوي والثاني محتمل لتوافقه مع الآيات السابقة من الصافات وقد يكون المقصود أن في الغلاف الجوي خواص تجعله يحوي شعاع هذه النجوم فنراها زينة لطبقته الدنيا ثم يشعها بأمر الله على من أراد الصعود من الشياطين واستراق السمع إلى الملإ الأعلى وهل تلك الخواص هي مواقع النجوم التي أقسم الله بها في قوله {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ }} " الواقعة , 75 " ؟ العلم والعلماء لا يملكون إجابة على هذ السؤال اليوم ولكن قد يملكون الإجابة عليه في المستقبل خاصة إذا اهتم به علماء الإسلام وكانت لهم وكالة فضاء دولية مثل وكالة ناسا .
ومن الآيات التي يستدل بها العلماء على أن السموات السبع ليست الغلاف الجوي بطبقاته السبع قوله تعالى {{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ (35) }} " الرحمن " فيقولون أن السموات تقع فوق الكون محيطة به على بعد عشرات المليارات من السنين الضوئية فلهذا لا يمكن لأحد من الإنس والجن الوصول إليها لبعدها مما يعني استحالة النفاذ منها وأن هذا هو الإعجاز في الآية وقد كنت أقول بهذا حتى تبين لي أن الإعجاز في الآية أقرب من ذلك فهي إخبار من علام الغيوب بحالة عصرنا وما وصل إليه من تقدم علمي وزهو فنجد فيها إشارة إلى قدرة البشر أنها ستضاهي قدرة الجن في العروج إلى السموات ثم فيها إشارة إلى إمكانية وصولهم إلى السموات ثم يمنعون بإرسال شواظ من النار والنحاس {{ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ }} ثم فيها إشارة إلى اتصال أقطار السموات والأرض وهذا ما ينطبق
على الأرض وغلافها الجوي فالآية تنطبق على الغلاف الجوي بطبقاته السبع وما يحدث لمن يريد النفاذ خارجه يوم القيامة فهي تصور ما يحدث للإنس والجن يومئذ من محاولة النفاذ من الغلاف الجوى للأرض والسفر لكواكب أخرى فيمنعون بإرسال قطع من النار والنحاس عليهم ثم إنها تصور بعض ما يحدث لهم لآن
فمن المعلوم المؤكد عند العلماء أن النفاذ من الغلاف الجوي يعرض رواد الفضاء للرياح الشمسيه وأن عددا لا يحصى من الشهب يحترق يوميا في الغلاف الجوي وهذا يوافق قوله تعالى {{ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ }}
ترسل الرياح الشمسية على البشر فلا ينتصرون وترسل الشهب على الجن فلا ينتصرون : أي لا يستطيعون النفاذ أما ما تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية من إرسال رواد فضاء إلى القمر فالراجح أنه مجرد إدعاء ولو سلمنا بصحته فهو لا يعارض لآية لأنها تصور أحداث يوم القيامة أن الأنس والجن لن يستطيعوا النفاذ من أقطار الأرض وغلافها الجوي يومئذ ثم إن ما أدعته الولايات المتحدة الأمريكية من إرسال رواد الفضاء إلى القمر كان أمرا نادرا وقد أشارت الآية إلى أنه قد يسمح لمثله بالنفاذ {{ لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ }} : السلطان المقصود هنا هو سلطان الله وتسخيره وذلك لحكمة بالغة يعلمها سبحانه منها ما رأينا من السماح لأجهزتهم بالنفاذ وذلك لتصوير عظمة الله وإبداعه في الكون وإظهار معجزات القرآن للمسلمين فيزدادون إيمانا ويكون ما يصورون حجة عليهم لأنه شهادة للقرآن بأنه كلام الخالق سبحانه شهادة هم من صوروها ورأوها فلو كان المسلمون هم الذين اكتشفوا أغوار الكون ومعجزات القرآن في تصوير ذلك ثم أوقفوهم عليها لقالوا إن المسلمين يكذبون ليوافقوا كتابهم المقدس ولكن شاء الله أنهم هم من يصورون ويكتشفون فإذا اكتشفوا أو صوروا آية تدل على عظمة الله وإبداعه في الكون نجد ذكرها في القرآن وأمثلة ذلك كثيرة نذكر منها ما خاطبهم الله تعالى به في شأن خلق السموات والأرض وأنهم سيرونه ويكتشفونه وأنه دليل على صدق رسالة الإسلام وتأيدي الله لها فيقول
سبحانه مخاطبا لهم {{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32 }} " الأنبياء 30 إلى 32 " الآيات كلها إعجاز فكون السموات والأرض كانتا رتقا أي كتلة واحدة ففتقهما الله أي جعلهما تنفصلان واكتشاف الكافرين لذلك كما أشار القرآن دليل على أنه كلام الله علام الغيوب الذي أحاط بكل شئ علما ومن الإعجاز في الآية أن السموات هنا تنطبق علي الكون وتنطبق علي الغلاف الجوي بطبقاته السبع فكلاهما كان رتقا مع الأرض ثم
أنفصل عنها و اكتشافهم أن الماء أساس الحياة على الأرض واكتشافهم أن الجبال
رواسي للأرض تثبتها من الإضطراب وتباعد الصفحات التكتونية وارتطامها كما تثبت الأوتاد الخيمة واكتشافهم أن السماء سقفا محفوظا والمقصود بها الغلاف الجوي بطبقاته السبع فهو سقف محفوظ من اختراق الجن والأشعة الضارة والرياح الشمسية وهوسقف يحفظ الأرض وساكنها من ذلك ومن أعظم أوجه الإعجاز في الآية إخبارها أن الكفار سيرون ذلك ثم يعرضون عنه وهو ما حصل في عصرنا .
وقد ورد في خلق السموات والأرض عشرات الآيات غير التي ذكرنا كل آية منها معجزة بحد ذاتها لا نستطيع تفسيرها كلها إلا إذا خصصنا لها كتابا ووردت عدة أحاديث صحيحة نذكر منها حديثين :
الأول جاء في صحيح البخاري عن عمران ابن الحصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ غَيْرُهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شيءٍ، وخَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ }} : الحديث صحيح يتوافق معناه مع الآيات السابقة و نستفيد منه عدة أسئلة هل ذلك الماء الذي كان تحت العرش هو أصل الكون مع العلم أن أصل الجميع العدم ؟ وما علاقته بقول الله تعالى {{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ }} ؟ وهل العرش هو سقف الكون : أما السؤالين الأولين فلا أحد يملك الإجابة عليهما وأما كون العرش سقف الكون فدل عليه حديث أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ الذي دل على أن فلك الشمس تحت العرش وفلك الشمس مثل فلك كل النجوم قَالَ {{ كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت
الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم" }}
" صحيح البخاري " : الفهم الصحيح الذي يتوافق مع نص الآية لهذا الحديث أن الشمس تجري في فلكها نحو مستقرها تحت العرش تسجد لله وتسبح بحمده فيؤذن لها بالطلوع كل يوم حتي تبلغ المستقر الذي ستستقر فيه حينها ستغرب فيه الغروب الأكبر وهو الغروب لمقصود في الحديث ثم تطلب الإذن فيقال لها إرجعي من حيث جئت فتطلع على الناس من مغربها دل على هذا رواية أخرى للحديث في الصحيحين جاء فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر {{ أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا
يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى :
" وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيمِ . {{ "
الثاني عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ ... " الصحيحين " : يستفاد من الحديث أن لأصل في حساب الزمن حساب لدوران لجرم ما وفي هذا إشارة صريحة إلى ما توصل له العلماء اليوم من حساب للزمن بإكمال دورتي الأرض والقمر ولكن ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من استدارة الزمن عام حجة الوداع فلا أحد يعلمه إلا الله ومع تقدم العلم واهتمام علماء المسلمين بالإجابة عليه قد نتمكن من الإجابة عليه في المستقبل .
...المزيد

السؤال: لقد ادمنت على ممارسة العادة السرية وادمان الأفلام الإباحية مع العلم اني اتوب بعد كل معصية ...

السؤال: لقد ادمنت على ممارسة العادة السرية وادمان الأفلام الإباحية مع العلم اني اتوب بعد كل معصية لكن أعود بعد أن تغلبني الشهوة ونفسي الامارة بالسوء اريدكم ان تساعدوني لكي اشفى من هذه البلوة اني اخاف ان اموت وربي غاضب مني اني اعيش حالة من الاكتئاب اخاف ان يكون عقاب من الله وان الله غير راض عني مع العلم اني تعرضت للتحرش الجنسي في سن الثامنة اطلب منكم النصيحة والمساعدة لكي انجو بنفسي اني في حالة نفسية سيئة الإجابة: فإن الله تعالى يقبل توبة كل من تاب إليه توبة صادقة، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فقبول التوبة من وعد الله تعالى، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد، والتوبة من أوجب واجبات الشريعة؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8]، والتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى أخرج من قلبه الشهوة لم يعد إلى الذنب، ومن تاب ثم عاد إلى الذنب قَبِلَ الله توبته الأولى، ثم إذا عاد استحق العقوبة، فإن تاب تاب الله عليه أيضًا، ولا يجوز له إذا عاد للذنب أن يُصر، بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة. أما الإصرار على تلك العادة المحرمة فسببه الغفلة، الشهوة، ولكل واحدٍ منهما علاج ناجع يقطع مادتها. فالغفلةُ، دواؤُها العلم والتذكُّر الدائم للوعيد الشديد الوارد في القرآن الكريم والسنة في حق المذنبين في الدنيا الآخرة، فقد يُعجِّل الله لأهل المعاصي ألوانًا من العقوبة في الدنيا؛ كما صحَّ عنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنَّ العبدَ ليُحرم الرزق في الدنيا بالذنب يُصيبه"؛ رواه ابن ماجه. وأمَّا الشهوة، فدواؤها الابتعاد عن الأسباب المهيجة والمغرية للمعصة، وتجنُّب مواطنها، واستحضار المخوفات الواردة فيها، والآثار الوخيمة المترتِّبة عليها، ولا شك أنَّ العبدَ إذا تَوَجَّه إلى ربِّه بنيَّة صحيحة وقلب مخلص، فإنه - تعالى بفَضْله وكرَمه - يُعينه على قصْده الحسَن، ويهديه إلى الطريق المستقيم، ويهَيئ له أسباب التوبة؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والمجاهِد مَن جاهَد نفسه في طاعة الله، والمهاجر مَن هجر الخطايا والذنوب)؛ رواه أحمد. قال ابن القيِّم في "زاد المعاد" (4 / 185): مِن أعظم أدوائه - أي: القلب -: الشِّرك والذنوب والغفْلة، والاستهانة بمحابِّه ومراضيه، وترْك التفويض إليه، وقلَّة الاعتماد عليه، والركون إلى ما سواه، والسخط بمقدُوره، والشك في وعْدِه ووعِيده. وإذا تأمَّلْت أمراض القلب، وجدْتَ هذه الأمور وأمثالها هي أسبابها لا سبب لها سواها، فدواؤُه الذي لا دواء له سواه ما تضمنتْه هذه العلاجات النبوية من الأمور المضادة لهذه الأدواء، فإنَّ المرَض يزال بالضد، والصحة تحفظ بالمثْل، فصحتُه تحفظ بهذه الأُمُور النبوية، وأمراضه بأضدادها. فالتوحيدُ: يفتح للعبد بابَ الخير والسرور، واللَّذة والفرَح والابتهاج، والتوبةُ استفراغ للأخلاط والمواد الفاسدة التي هي سبب أسقامه، وحمية له منَ التخليط، فهي تُغلق عنه باب الشرور، فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد، ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار. قال بعض المتقدِّمين من أئمة الطِّب: مَن أراد عافية الجسم، فليقلِّل من الطعام والشراب، ومَن أراد عافية القلب فليترك الآثام، وقال ثابت بن قرة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام. والذنوب للقلب بمنزلة السموم، إنْ لَم تهلكه أضعفتْه ولا بُدَّ، وإذا ضعفتْ قوته لَم يقدر على مقاومة الأمراض، قال طبيب القلوب عبدالله بن المبارَك: رَأَيْتَ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ وَخَيرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيانُهَا فالهوى أكبر أدوائها، ومخالفته أعظم أدويتها، والنفس في الأصل خُلقتْ جاهلة ظالمة، فهي لجهلها تظن شفاءها في اتِّباع هواها، وإنما فيه تلفها وعطبها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، بل تضع الداء موضع الدواء فتعتمده، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه، فيتولد من بين إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواعٌ منَ الأسقام والعِلل التي تعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء، والمصيبة العظمى أنها تركب ذلك على القدر، فتبرئ نفسها وتلوم ربها بلسان الحال دائمًا، ويقوى اللوم حتى يصَرِّح به اللِّسان. وإذا وصل العليل إلى هذه الحال، فلا يطمع في بُرئه إلا أن تتداركه رحمة مِن ربِّه، فيحييه حياة جديدة، ويرزقه طريقة حميدة". ومما يعين العبد المسلم على الإقلاع عن تلك العادة السيئة الاستقامة على شرع الله تعالى، ويتحقق ذلك بأمور كثيرة منها: منها: احرص أن تكون في الدنيا بين رفيقين العلم والعقل، فمن اتبع العقل سلم؛ ومن وقف على موجب الحس هلك؛ لأن خاصة العقل النظر في العواقب والحذر من آفات التأخير، ويخشى هجوم الموت ولم تحصل التوبة، ويخشى ما يعقب المعصية من الهم والغم، والخوف والحزن، وضيق الصدر وأمراض القلب، حتى إن بعضهم يفعلها بعد ذلك دفعًا لما يجده في صدره من الضِّيق والهم والغم؛ كما قيل: وَكَأْسٌ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا قال الإمام ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص: 378) "متى تكامل العقل؛ فقدت لذة الدنيا، فتضاءل الجسم، وقوي السقم، واشتد الحزن؛ لأن العقل كلما تلمح العواقب، أعرض عن الدنيا، والتفت إلى ما تلمح، ولا لذة عنده بشيءٍ من العاجل، وإنما يلتذ أهل الغفلة عن الآخرة، ولا غفلة لكامل العقل، ولهذا لا يقدر على مخالطة الخلق؛ لأنهم كأنهم من غير جنسه، كما قال الشاعر كما قال الشاعر ما في الديار أخو وجدٍ نطارحه ... حديث نجدٍ ولا خل نجاريْهِ". وقال (ص: 486) "إنما فضل العقل بتأمل العواقب؛ فأما القليل العقل؛ فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها، فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد! والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم وكسب المال، فإذا كبر فسئل عن علم؛ لم يدر، وإذا احتاج، سأل؛ فذل، فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا. وكذلك شارب الخمر، يلتذ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا والآخرة! وكذلك الزنا؛ فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد". ومنها: تذكُّر أن الذي يهجر السيئات، ويغض بصره، ويحفظ فرجه، وغيرها مما حرمه الله- يجعل الله له من النور والعلم، والقوة والعزة، ومحبة الله ورسوله، والنجاة في الدنيا والآخرة - ما الله به عليم، والنقيض بالنقيض. ومنها: إدراك أن السيئات تهواها النفوس، ويزينها الشيطان، فتجتمع فيها الشبهات والشهوات، ومِن ثَم يجب حسْم مادة المعصية، وسد ذريعتها، ودفْع ما يفضي إليها. ومنها: أن تعلم أن المعصية تصد عن ذكر الله، وتنسي الآخرة. ومنها: الحذر من الاغترار بحلم الله وكرمه، فكم قد استدرَج من عباده الغافلين، وقطع الخطرات السيئة في بدايتها حتى لا تقوى فتكون إرادة جازمة، مع الإكثار من التضرع لله، والإكثار الصوم كما وهو وصية الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،، والله أعلم.

رابط المادة: http://iswy.co/e2a50g
...المزيد

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً