رفع أعمال العباد إلى الله دلَّت نصوصُ السنة الصحيحة أن هنالك رفع يومي للأعمال، ورفع أسبوعي، ورفع ...

رفع أعمال العباد إلى الله
دلَّت نصوصُ السنة الصحيحة أن هنالك رفع يومي للأعمال، ورفع أسبوعي، ورفع سنوي، ثم الرفع الختامي، تُرفَع عن كل عبدٍ من عباد الله إلى ربه تبارك وتعالى.
و في الحديث القدسي: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه [رواه مسلم: 6737].
وقد وكل الله بنا ملائكة يكتبون أعمالنا، فقال لنا: “وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ “الانفطار: 10 – 12.
وقال تعالى: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيد مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 17-18] رقيب عتيد هو وصف لكل ملك وليس اسم لهما، ومعنى رَقِيبٌ لا يفوته شيء من كتابة أعمال العباد! وعَتِيدٌ يعني حاضر لا يغيب ولا لحظة،
كيفية إحصاء الملائكة للأعمال
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الله وكرمه: أن العبد إذا هم بحسنة فعملها تكتب له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بها ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وبالعكس السيئة: فإن العبد إذا هم بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة، وإن هم بها ولم يعملها كتب له حسنة كاملة.
ومصداق هذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: (قال الله: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري ومسلم.
أولاً: الرفع اليومي:
أما دليله فما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: (إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل…) [رواه مسلم].
قال النووي رحمه الله: الْمَلائِكَة الْحَفَظَة يَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ اللَّيْل بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل النَّهَار، وَيَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ النَّهَار بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل اللَّيْل.
ومعنى (يَخفِض القسط ويَرْفَعه) القسط الميزان، وسمى قسطا لأن القسط العدل، وبالميزان يقع العدل. قال: والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة. وهذا تمثيل لما يقدر تنزيله، فشبه بوزن الميزان. وقيل: المراد بالقسط الرزق الذى هو قسط كل مخلوق، يخفضه فيقتره، ويرفعه فيوسعه.
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ). فالملائكة تصعد إلى الله بأعمال العباد مرة في الليل، ومرة في النهار، فيا حظه من كان عمله الصاعد صالحًا! ويا بؤسه من كان عمله الصاعد سيئًا!
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:” فيه: أَنَّ الأَعْمَال تُرْفَع آخِرَ النَّهَار، فَمَنْ كَانَ حِينَئِذٍ فِي طَاعَة بُورِكَ فِي رِزْقه وَفِي عَمَله، وَاَللَّه أَعْلَم، وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ حِكْمَة الأَمْر بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا وَالاهْتِمَام بِهِمَا يعني صلاتي الصبح والعصر).
ففي هذين الوقتين تُرفَع التقارير اليومية آخرَ كل يوم وليلة، فعملُ النهار يُرفَع في آخره، وعملُ الليل يُرفَع في آخره… وهكذا، وهذا الرفع يُطلَق عليه الرفع الخاص؛ أي: خاص بعمل الأيام والليالي.
ثانياً: الرفع الأسبوعي:
كل اثنين وخميس؛ كما جاء في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تعرض أعمال الناس في كل جمعة يعني في كل أسبوع قال: مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يفيئا “رواه مسلم ، ويفيئا يعني يتراجعا ويتصالحا وفي سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) صححه الألباني .
ثالثاً: الرفع السنوي في شعبان:
كما جاء في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه وفيه: (ذلك شهرٌ يَغفُل الناس عنه بين رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائم) رواه النسائي، وحسَّنه الألباني.
وهذا الرفع يشمل رفع جميع أعمال السنة.
قال ابن القيم رحمه الله:” عمل العام يرفع في شعبان؛ كما أخبر به الصادق المصدوق ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار، فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل”
حاشية سنن أبي داود.
وفائدة التقسيم السابق لرفع الأعمال أن نجتهد أكثر في هذه الأوقات ونملأها بالطاعات كي يرفع عملنا ونحن في صيام أو ذكر أو استغفار.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب صومه يومي الإثنين والخميس فقال: ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ. [صحيح النسائي].
فاجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على صوم شعبان وحسب؛ بل كان يصوم الإثنين والخميس.
وكذلك كان يرغّب بأذكار الصباح والمساء ويحث على صلاتي العصر والفجر حيث تجتمع الملائكة قبل الصعود بأعمال العباد.
والآن بعد معرفة أوقات رفع الأعمال فأوصيك أخي وأوصي نفسي بهذه الكلمات:
• احرص أن تقدم العمل الطيب فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا
• اقرن عملك بالإخلاص فأعمالك بدونه تكون هباء منثورًا و لن تجني منها سوى التعب.
• ليكن لك خبيئة لا تراها الأعين ولا تسمعها الآذان ولا تلتقطها العدسات.
• احذر الشحناء فإنها تمنع قبول الأعمال ففي الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). [صحيح مسلم]
• داوم على الأعمال الصالحة ولو كانت قليلة ليُكتب لك أجرها ولعل الله يختم لك عليها.
• أكثر من الدعاء أن يتقبل الله منك وأكثر من الاستغفار.
قال بكر المزني رحمه الله: «إنَّ أعمال بني آدم ترفع، فإذا رفعت صحيفة فيها استغفار رُفعت بيضاء، وإذا رفعت صحيفة ليس فيها استغفار رفعت سوداء. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتقبل طاعاتنا.
رابعاً: الرفع الختامي:
ويكون عند انقضاء الأَجَل، وانتقال الروح إلى باريها، فحينئذٍ تطوى صحيفة عمله، ويُختَم عليها، ثم ترفع إلى ملك الملوك تبارك وتعالى نسأل الله أن يحسن خاتمتنا.
وهذه التقارير ليستْ كتقاريرِ البشر، بل هي تقارير تختلف عنها في أمور عدة، منها:
1- أن كتَّاب هذه التقارير مهرة في الكتابة والإحصاء، فيكتبون القول والفعل والزمان والمكان؛ قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].
وقال: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف: 49].
وقال: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: 47].
2- أن كَتبَة هذه التقارير أُمناء، فلا يحابون ولا يجاملون؛ ﴿كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 11- 12]، ﴿مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
3- أن هذه التقارير تكتب في سجلات كبيرة، ثم تنشر يوم البعث والنشور: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ [التكوير: 10]، ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: 13- 14].
وقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ، كل سجل مثل مد البصر، …..) رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني
4- أن الذي يطلع على هذه التقارير ليس رئيس مؤسسة، ولا وزيرًا، ولا رئيسًا، ولا ملِكًا؛ إنما هو مَلِك الملوك جل في علاه: ﴿وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا﴾ [الكهف: 48].
وقد جاء في حديث ابن عمر قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يُدنَى المؤمن من ربه وقال هشام: يَدنُو المؤمن حتى يضع عليه كَنَفه، فيقرره بذنوبه، تَعرِف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: ربِّ أعرف مرتين، فيقول: سترتُها في الدنيا، وأغفرها لكَ اليوم، ثم تُطوَى صحيفةُ حسناتِه، وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد: ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 18]) رواه البخاري ومسلم
حسين عامر موقع الراشدون
ويتوب الله على من تاب
ومع أن هذه التقارير تُكتَب وتُرفع إلى رب العباد، إلا أنه تبارك وتعالى توَّاب يحب التوَّابين؛ ولذلك فقد جعل للتوبة بابًا مفتوحًا إلى أن تطلع الشمس من مغربِها؛ كما جاء في حديثٍ عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل يَبسُط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)؛ رواه مسلم، وهذا من كرمه عز وجل أنه يقبل التوبة حتى وإن تأخَّرت، فإذا أذنب الإنسان ذنبًا في النهار، فإن الله تعالى يقبل توبته ولو تاب في الليل، وإذا أذنب وتاب في النهار، فإن الله تعالى يقبل توبته، بل إنه تعالى يبسط يده حتى يتلقى هذه التوبة التي تصدر من عبده المؤمن.
فإذا تاب العباد توبة صادقة، تاب الله عليهم، وبدَّل السيئات حسنات، كما أخبر بذلك في قوله: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].
فاللهم اجعلنا من التائبين الذين بُدِّلت سيئاتهم حسنات، يا رب العالمين!
الحكمة من توالي عرض الأعمال على الله: يوميا فأسبوعيا فسنويا.
عرض الأعمال على ثلاثة أنواع:
1- عرض يومي. 2-عرض أسبوعي. 3-عرض سنوي (الذي هو بشعبان).
رفع الأعمال وعرضها على الله تعالى يوميا وأسبوعيا وسنويا دلت عليه السنة الصحيحة وكلام أهل العلم.
والحكمة من عرض الأعمال على الله تعالى، كل يوم، ثم كل أسبوع، ثم كل سنة ، على ما ثبت في السنة : هذا يقال فيه : الله أعلم بحكمته في ذلك ، فهو لم يبينها لنا ، ولم يبينها لنا رسوله صلى الله عليه وسلم.
جاء في "العقيدة الطحاوية، وشرحها" (1/231): " قَوْلُهُ: ( وَلَا تَثْبُتُ قَدَمُ الْإِسْلَامِ إِلَّا عَلَى ظَهْرِ التَّسْلِيمِ وَالْاسْتِسْلَامِ ) ش: هَذَا مِنْ بَابِ الْاسْتِعَارَةِ ، إِذِ الْقَدَمُ الْحِسِّيُّ لَا تَثْبُتُ إِلَّا عَلَى ظَهْرِ شَيْءٍ ، أَيْ لَا يَثْبُتُ إِسْلَامُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ لِنُصُوصِ الْوَحْيَيْنِ ، وَيَنْقَادُ إِلَيْهَا ، وَلَا يَعْتَرِضُ عَلَيْهَا وَلَا يُعَارِضُهَا بِرَأْيِهِ وَمَعْقُولِهِ وَقِيَاسِهِ ، رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَمِنَ الرَّسُولِ الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ. وَهَذَا كَلَامٌ جَامِعٌ نَافِعٌ".
ويقول الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: " واعلم أن الخطة الفاصلة بيننا وبين كل مخالف : أننا نجعل أصل مذهبنا الكتاب والسنة ، ونستخرج ما نستخرج منهما ، ونبنى ما سواهما عليهما ، ولا نرى لأنفسنا التسلط على أصول الشرع حتى نقيمها على ما يوافق رأينا وخواطرنا وهواجسنا ؛ بل نطلب المعاني : فإن وجدناها على موافقة الأصول من الكتاب والسنة ، أخذنا بذلك ، وحمدنا الله تعالى على ذلك ، وإن زاغ بنا زائغُ ضعْفِنا عن سواء صراط السنة ، ورأينا أنفسنا قد ركبت البُنَيّات وتركت الجُدُد ، اتهمنا آراءنا ، فرجعنا باللائمة على نفوسنا ، واعترفنا بالعجز ، وأمسكنا عنان العقل ، لئلا يتورط بنا في المهالك والمهاوي ، ولا يعرضنا للمعاطب والمتالف ، وسلمنا للكتاب والسنة ، وأعطينا المقادة ، وطلبنا السلامة ، وعرفنا أن قول سلفنا حق : أن الإسلام قنطرة لا تعبر إلا بالتسليم" .
" قواطع الأدلة في أصول الفقه " (2/411).
...المزيد

الاستغلال السياسي لظاهرة التصنيف: تتميز الحياة السياسية بكثرة الصّراعات التي تهدد نظام الحكم ...

الاستغلال السياسي لظاهرة التصنيف:
تتميز الحياة السياسية بكثرة الصّراعات التي تهدد نظام الحكم القائم، ويعد الاستغلال السياسي لظاهرة التصنيف عبر العصور من بين أهم الأسباب في تجذر التصنيف غير المنضبطـ وانتشاره، ذلك بما يحققه من إضعاف الخصوم من ناحية، والمساعدة في القضاء عليهم من ناحية أخرى. وهنا يأتي الاستغلال السياسي الداخلي لظاهرة التصنيف كعامل تثبيط ووأد لأي حركة منافسة للنظم الحاكمة، وذلك من خلال:
 تصنيف الخصوم السياسيين تصنيفا عقديا ومنهجيا منفر.
 استغلال رجال الدين وحملهم على مواجهة الخصوم السياسيين بالاجتهاد في إصدار الفتاوى والتصنيف بالألقاب المنفرة.
وأما الاستغلال السياسي الخارجي: فحيث كان التصنيف غير المنضبطـ سببا من أسباب ذلك الاستغلال الخارجي عن طريق:
 الاستثمار في آثار ظاهرة التصنيف داخل المجتمع المسلم .
 إذكاء منهجية التصنيف للتفريقة بين أفراد الأمة الواحدة وهدم مجتمعاتهم ودينهم، وروابطهم الاجتماعية بحيث قد فتح التصنيف ثغرات قاتلة في نسيج الأمة استغلها الأعداء .
...المزيد

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ ...

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً}
وهذه الآية الكريمة تتناول قدرة الله وحكمته في أن جعل الليل والنهار آيتين من آياته الكونية، وهي تدل على عظمة خلق الله وتنظيمه لحركة الأجرام السماوية، فذكر الله الليل والنهار وهذا التبادل والتغير بين الظلام والنور يتم من خلال التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة، وحجم كميات الضوء المطلوبة للحياة، وكذلك يتم التحكم بكثير من الأنشطة وبعض أمور الحياة اليومية مثل التنفس والتمثيل الضوئي ويتم ضبط التركيب الكيميائي للغلاف الغازي الذي يحيط بالأرض، وضبط صفاته الطبيعية وتستكمل دورة المياه مع الأرض والسماء والتي بدونها لفسد ما على الأرض من ماء، وقد لاحظ علماء الإسلام الكثير من الظواهر في ظلمة الليل منها، توهج الهواء في طبقات الجو العليا (The Air Glowin upper atmosphere) وهذه الظاهرة هي نور باهت متغير ينتج من امتزج والتفاعلات الكيميائية من فوق سطح البحر بارتفاع حوالي 90 إلى 1000 كيلوا متر، وهو يحتوي على الإليكترونات التي تساعد على رجع الموجات الراديوية للأرض، وكذلك تمكن العلماء من معرفة أضواء النجوم والمجرات وظاهرة الفجر القطبي وأطيافه، النجار، زغلول، تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم
...المزيد

‏اليابان فرضت قانون يمنع المرأة المطلقة من الزواج بعد طلاقها مباشرة خشية من ظاهرة اختلاط النسب. ...

‏اليابان فرضت قانون يمنع المرأة المطلقة من الزواج بعد طلاقها مباشرة خشية من ظاهرة اختلاط النسب. ونحن المسلمون قبل أكثر من ١٤٠٠ عام قال نبينا بوحي من ربه:
(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر). ...المزيد

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل ...

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل هدم الدين، والمسلمين، ولأجل أن لا تبقى، ولأجل إضعاف دينك، وعقيدتك، وهويتك، ومقدساتك، ويشتغلون الليل والنهار لأجل ذلك بكامل قوتهم، وإمكانياتهم فما الذي قدمناه نحن وما الذي عملناه: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾[الأنفال: ٧٣]، ومع هذا ليس لهم إلا الحسرة غير أن واجبنا الأخذ بالأسباب: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾[الأنفال: ٣٦]. ...المزيد

🔹- من احتلم فرأى بللاً (المني) فيجب عليه الاغتسال، ومن صلى ولم يغتسل فصلاته باطلة بإجماع ...

🔹- من احتلم فرأى بللاً (المني) فيجب عليه الاغتسال، ومن صلى ولم يغتسل فصلاته باطلة بإجماع الفقهاء.

#مختصرات_فقهية

عليه السلام «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء» «1» فأعظم بمرتبة هي واسطة ...

عليه السلام «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء» «1»
فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوّة والشهادة بشهادة رسول الله. وعن ابن عباس: خير سليمان بين العلم والمال والملك، فاختار العلم فأعطى المال والملك معه «2»
. وقال عليه السلام «أوحى الله إلى إبراهيم.
يا إبراهيم، إنى عليم أحب كل عليم» «3»
وعن بعض الحكماء: ليت شعري أى شيء أدرك من فاته العلم، وأى شيء فات من أدرك العلم. وعن الأحنف: كاد العلماء يكونون أربابا، وكل عز لم يوطد «4»
بعلم فإلى ذل مّا يصير. وعن الزبيري «5»
العلم ذكر فلا يحبه إلا ذكورة الرجال.
[سورة المجادلة (58) : الآيات 12 الى 13]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (13)
بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ استعارة ممن له يدان. والمعنى: قبل نجواكم كقول عمر: من أفضل ما أوتيت العرب الشعر، يقدّمه الرجل أمام حاجته فيستمطر به الكريم ويستنزل به «6» اللئيم، يريد: قبل حاجته ذلِكَ التقديم خَيْرٌ لَكُمْ في دينكم وَأَطْهَرُ لأنّ الصدقة طهرة.
روى أن الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريدون حتى أملوه وأبرموه «7» ، فأريد أن يكفوا عن ذلك، فأمروا بأن من أراد أن يناجيه قدّم قبل مناجاته صدقة. قال على رضى الله عنه: لما نزلت دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقول في دينار؟
__________
(1) . أخرجه ابن ماجة وأبو يعلى وابن عدى والعقيل والبيهقي في الشعب من حديث عثمان. وفيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، وهو متروك.
(2) . ذكره صاحب الفردوس هكذا، وذكره قبله ابن عبد البر في كتاب العلم بلا إسناد.
(3) . أخرجه ابن عبد البر في العلم قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم- فذكره بغير إسناد.
(4) . قوله «وكل عز لم يوطد بعلم» في الصحاح: وطدت الشيء، أى: أثبته وثقلته. (ع)
(5) . قوله «وعن الزبيري: العلم ذكر» قوله الزبيري: هو أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير مولى لبنى أسد، وليس من ولد الزبير بن العوام، كذا في الهداية والإرشاد اه من هامش. (ع)
(6) . لم أجده.
(7) . قوله «حتى أملوه وأبرموه» في الصحاح: أبرمه» أى: أمله وأضجره اه. (ع)
.
.
.
.
t4t
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: " أَنَا اللَّهُ مَالِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَى أَعْطَفِهِمْ عَلَيْكُمْ.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.






..
.
.
.


أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)
وقيل: مخبوءة لهم، من رفع الشيء إذا خبأه مَوْضُوعَةٌ كلما أرادوها وجدوها موضوعة بين أيديهم عتيدة حاضرة، لا يحتاجون إلى أن يدعوا بها. أو موضوعة على حافات العيون معدّة للشرب. ويجوز أن يراد: موضوعة عن حد الكبار، أوساط بين الصغر والكبر، كقوله قَدَّرُوها تَقْدِيراً. مَصْفُوفَةٌ بعضها إلى جنب بعض. مساند ومطارح، «1» أينما أراد أن يجلس على مسورة واستند إلى أخرى وَزَرابِيُّ وبسط عراض فاخرة. وقيل: هي الطنافس التي لها خمل رقيق. جمع زربية مَبْثُوثَةٌ مبسوطة.
أو مفرقة في المجالس.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 26]
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)
لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ نظر اعتبار كَيْفَ خُلِقَتْ خلقا عجيبا، دالا على تقدير مقدر، شاهدا بتدبير مدبر، حيث خلقها للنهوض بالأثقال وجرها إلى البلاد الشاحطة «2» فجعلها تبرك حتى تحمل عن قرب ويسر، ثم تنهض بما حملت، وسخرها منقادة لكل من اقتادها بأزمّتها: لا تعاز ضعيفا ولا تمانع صغيرا، وبرأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار.
وعن بعض الحكماء. أنه حدث عن البعير وبديع خلقه، وقد نشأ في بلاد لا إبل بها، ففكر ثم قال: يوشك أن تكون طوال الأعناق، وحين أراد بها أن تكون سفائن البر صبرها على احتمال العطش، حتى إن أظماءها «3» لترتفع إلى العشر فصاعدا، وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز مما لا يرعاه سائر البهائم.
وعن سعيد بن جبير قال: لقيت شريحا القاضي فقلت: أين تريد؟ قال:
__________
(1) . قوله «مسائد ومطارح» عبارة النسفي. وسائدة وقوله. على مسوره عبارة النسفي. على موسدة. (ع)
(2) . «قوله إلى البلاد الشاحطة» أى البعيدة. أفاده الصحاح. (ع)
(3) . قوله «حتى إن أظماءها» في الصحاح. «الظمء» ما بين الوردين: وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد، والجمع: الأظماء. (ع)
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
t4t
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً، وَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَيَّ أُعَطِّفْهُمْ عَلَيْكُمْ "
...المزيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد، فشهر رمضان شهر القرآن والصيام والقيام، هذا مايعلمه ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد، فشهر رمضان شهر القرآن والصيام والقيام، هذا مايعلمه الكثيرون، ولكن يخفى على كثير من المسلمين أن هذا الشهر المبارك؛ شهر فتوحات ومعارك خاضها المسلمون ضد أعداءهم من أمم الكفر، وإليك اخي القارئ بعضاً منها:

● معركة بدر (١٧ رمضان ٢ه‍): تسمى "يوم الفرقان" لأن الله فرق بها بين الحق والباطل، انتصر فيها المسلمون على كفار قريش.

● فتح مكة (٢٠ رمضان ٨ه‍): يسمى بالفتح الأعظم، وهو المشار إليه في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.

● معركة البويب (رمضان ١٢ه‍): بين المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة والفرس، وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارا كاسحاً.

● معركة وادي لكة او وادي بَربَاط (٢٨ رمضان ٩٢ه‍): بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقُوط (سكان إسبانيا أنذاك) انتهت المعركة بانتصار المسلمين، وكانت هذه المعركة هي المعركة الحاسمة التي فتحت أبواب الأندلس للمسلمين.

● موقعة الربض (١٣ رمضان ٢٠٢ه‍): وسببها خروج ثورة تضم الفقهاء والفقراء يطلبون فيها بإقامة العدل، وكان ممن خرج فيها الإمام يحيى بن يحيى الليثي، إلا ان هذه الثورة قوبلت بالقمع، من طرف الحكم بن هشام إذ أحرقت بيوت الخارجين، وطردوا بعد ذلك من الاندلس مما اضطرهم للهجرة إلى فاس، والبعض ذهب للإسكندرية ثم الى كريت التي أقاموا فيها دولة إسلامية عرفت ب ( الكلبية ).

● معركة عين جالوت (رمضان ٦٥٨ه‍): بين المماليك بقيادة سيف الدين قطز والتتار، تعتبر من المعارك الرئيسة بين المسلمين والتتار.
انتهت المعركة بهزيمة التتار وطردهم من دمشق.

● موقعة شَقْحَب (٢ رمضان ٧٠٢ه‍): بين المماليك بزعامة السلطان سيف الدين قلاوون الصالحي والتتار، وانتهت المعركة بهزيمة التتار شر هزيمة وفرارهم إلى الجبال واعتصامهم بها، وكان ممن شهِد المعركة شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان يشحذ همم الجيش ويرفع من معنوياتهم ويحثهم على الفِطر لأن الفطر أفضل في هذه الحال.

● حرب أكتوبر (١٠ رمضان ١٣٩٣ه‍): بين مصر و سوريا من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، واستطاع المسلمون تحقيق انتصارات كبيرة في هذه المعركة، لولا خيانة القادة والتواطؤ الدولي، فقد أبلى الجانب المصري بلاءً حسنا بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي.

أما فيما يتعلق بالاحداث والوقائع التي حدثت في هذا الشهر فهي كثيرة ومن ذلك:
○ نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
○ مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على يد الخوارج (١٦ رمضان سنة ٤٠ه‍).
○ وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- (السنة العاشرة للبعثة).
○ إقامة اول صلاة في الجامع الأزهر (٧رمضان ٣٦١ه‍) وقد بني الجامع على يد العبيديين الروافض ( القاطميون).
...المزيد

عفَى الله عن تمتمَات الظنون، وشكّ القلوب دون قَصد، وهمهمَات الاستيَاء من الوَاقع ، عفا الله عنّا ...

عفَى الله عن تمتمَات الظنون، وشكّ القلوب دون قَصد، وهمهمَات الاستيَاء من الوَاقع ، عفا الله عنّا حين نعتَرض على حتميّة الأقدار و خيرتها...
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً