الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 497 الافتتاحية: يا جنود الله هبوا ينبغي للمجاهد أن ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 497
الافتتاحية:

يا جنود الله هبوا

ينبغي للمجاهد أن يستغل المواسم الإيمانية في تجديد همته وإذكاء جهاده، وقد أظلكم معاشر المجاهدين عشرٌ مباركاتٌ علا قدرهنّ وعظُم أجرهنّ وتسامت أخبارهنّ، وكنّ بحق خير أيام العام، ومع ذلك لم يغب الجهاد عنهنّ وألقى بظلاله عليهنّ كما في الصحيح: (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ). قالُوا: وَلا الْجِهَادُ؟ قَالَ: (وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيءٍ) [البخاري]

المتابع للحوار السابق الذي دار بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام في محضر الحديث عن تفضيل العمل في العشر على العمل في سواهن؛ يلحظ كيف أن الصحابة لم يتبادر إلى ذهنهم عمل يزاحم هذه الأفضلية سوى الجهاد في سبيل الله، فسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- متعجبين مستغربين: "ولا الجهاد في سبيل الله؟" لم يقولوا: ولا الصدقة؟ ولم يقولوا: ولا الصلاة أو الصيام أو القيام..؟ بل خصّوا الجهاد من بين سائر الأعمال لعلوّ قدره ورسوخ مكانته في نفوسهم إلى الحد الذي جعلوه علامة فارقة يقيّمون بها الأعمال، واستغربوا أن يكون هناك عمل صالح يربو فضله على الجهاد، كيف لا وهم تلاميذ النبي المجاهد -صلى الله عليه وسلم- وغرْس يديه الشريفتين ونتاج تربيته الإيمانية الجهادية التي حفرت في قلوبهم وعقولهم أن الجهاد لا يعدله شيء وأنّه عزّ الأولين والآخرين.

جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- استثنى من المفاضلة مجاهدا (خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيءٍ). وعلماء الملة على أن المفاضلة بين أعمال العشر والجهاد إنما هي في الفضائل لا الفرائض، والجهاد اليوم فرض عين لا نافلة، ومع ذلك فإنّ الحالة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- للمجاهد المخاطر بنفسه هي صورة لا تنفك عن أحوال المجاهدين في زماننا، فهم في كل يوم يخاطرون بأرواحهم ويضحّون بأغلى ما يملكون، وقد هاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم في سائر الأيام والشهور وسائر البقاع والثغور.

فأنت يا جندي الخلافة تستطيع أن تكون هذا المجاهد الفريد الذي وصف حاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفضِّلا جهاده على العمل الصالح في هذه الأيام المباركات، فكيف لو جمعتَ بين أجر هذا الجهاد المتفرّد وأجر هذه العشر، فنلتَ أعلى المرتبتين وأجمعهما وأتمهما بإذن الله تعالى.

إنها فرصة عظيمة لك أيها المجاهد لتحوز خيرية الجهاد في خيرية هذه الأيام، ولئن كانت الشريعة قد أمرت بالتعرض لنفحات الدهر ومواسم الأجر، ألا فتعرّضوا أيها الأباة لمواطن الطعان والشهادة في سبيل الله في هذه الأيام استبسالا في القتال وتحقيقا للنكاية وجلبا للإثخان، فإن صدور المؤمنين عطشى للثأر ممن ولغوا في الدماء والأعراض، وإنّه لا شيء يطفئ ظمأ الثأر كالدماء! وليس أنفى للقتل من القتل.

أيها المجاهدون لقد حال بينكم وبين بيت الله الحرام الحوائل وأعاقكم عن الطواف به العوائق، وأنتم معذورون في ذلك فلم تستطيعوا إلى البيت سبيلا، وكلكم يتمنى لو زاحم مناكب الحجيج في أطهر البقاع وأشرف الأزمان، ولكن قضاء الله والحكم حكمه، فلئن كان الحال كذلك ألا فزاحموا مواكب الفداء ولبّوا نداء الجهاد وانطلقوا كل في ثغره فشدوا على عدوكم وابذلوا أنفسكم تقبل الله بذلكم، واضربوا رقاب الكافرين واسفكوا دماءهم تقبل الله أضاحيكم كما كان دأب إخوانكم من قبل.

أيها المجاهدون المرابطون على ثغور الشريعة، إن لكم أجر السائرين الساعين في بيت الله الحرام بالنية وإنْ لم تحجوا البيت، كما قال ابن رجب: "القاعد -يعني عن الحج- لعذر، شريك للسائر وربما سبق السائر بقلبه السائرين بأبدانهم".

فكيف وأنتم نقيض القعود ومادة الجهاد وسُعاته وكماته ورأس حربته في هذا الزمان الذي تمايزت فيه الصفوف تمايزا لم نشهده من قبل.

ولئن وقف الناس بعرفات وفاتكم ذلك، فلقد وقفتم موقفا يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقفتم على ثغور المسلمين تذودون عن حياض الشريعة وبيضة الإسلام، وتذكروا أن القاسم الأكبر بين الحج والجهاد هي ملة إبراهيم -عليه السلام- الذي يطغى اسمه على مناسك الحج من أولها إلى آخرها التي تضج بالتوحيد لله تعالى، والجهاد اليوم هو التطبيق العملي لتلك الملة التي أوحى الله إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- باتباعها فتأمل.

معاشر الأجناد، نظرنا في كتب الوعظ فلم نجد موعظة أبلغ من الوصية بالتقوى فاتقوا الله وأطيعوه، ونظرنا في كتب التوحيد فلم نجد أحكم له وأضبط من المفاصلة ففاصِلوا المشركين واعتزلوهم، ونظرنا في كتب الرقائق فلم نجد أنفع للقلب من الورع والخشية، فتورعوا عن مواطن الريبة، واخشوا ربكم سبحانه، {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.

يا جنود دولة الإسلام في كل مكان إن الله قدّر لكم أن لا يكون سبيل وصولكم إلى بيت الله الحرام عبر الوثائق والجوازات على متن المدارج والطائرات كما هو شأن عامة الناس، بل إن سبيلكم إلى بيت الله الحرام لن يكون بغير الجهاد وبغير تطهير طرق الوصول إليه من قطاع الطرق طواغيت الحكم وجيوشهم الكافرة، فكونوا على قدر المسؤولية فالطرقات تغص بهؤلاء.

وأيقنوا بأن كل معركة تخوضونها أيها المجاهدون في سهل أو جبل، تقربكم أكثر فأكثر من الوصول إلى بلاد الوحي التي دنسها الصليبيون والمرتدون والأمر نفسه ينطبق على بيت المقدس، فلا توقفوا معارككم ولا تلينوا لعدوكم ولا تستوحشوا لكثرة المتساقطين وقلة الثابتين فالقلة المؤمنة انتصرت عبر تاريخ الإسلام بقوة إيمانها وعمق تجردها وشدة إخلاصها لمولاها، فنعم القلة الثابتة على الدرب، وسحقا لمن بدّل وغيّر وباع الباقية بالفانية.

معاشر المجاهدين لا شك أن الشوق إلى المسجدين الحرام والأقصى يختلج الصدور ولا يدرك حرّ ذلك الشوق إلا من أنزل المسجدين قدرهما تديُّنا واعتقادا، فالمسلم لا يرى فيهما مزارات سياحية ولا أطلالا تاريخية، بل يراهما إرثا عقديا مقدسا صانه السابقون بدمائهم وضيّعه الأخلاف يوم ضيعوا الكتاب والسنة واتبعوا السبل فتفرقت بهم عن سبيل الله.

ألا فأطفئوا لظى الشوق إلى المقدسات بوصل المفخخات وصلي الراجمات، وأشعلوا العشر وسائر الدهر على الكافرين جيوشا وحكومات، وسعّروا الهجمات تلو الهجمات، وتخطفوا الجواسيس وتقصدوا القيادات، ونخص بالتحريض المجاهدين المنفردين بين ظهراني العدو، فيا جنود الله هبوا واغتنموا عشركم بخير العمل، الجهاد في سبيل الله على منهاج نبيكم، جهادا يقربكم من مكة والقدس ودمشق فكلهن أسيرات ينتظرن الخلاص.

أيها المجاهدون سرعان ما تمضي العشر وتنقضي أيامها ويبقى الجهاد ماضيا وسيفه مشرعا وركبه مسرعا لحق به السابقون وتخلف عنه المخلَّفون، ولئن كانت مواسم الطاعة ونفحاتها تنقضي بانقضاء الشهور والدهور، فقد أبقى الله لكم بفضله الجهاد موسما أبديا لا ينقضي إلى قيام الساعة، فأحسنوا اغتنامه فإنّه عزكم في الدنيا والآخرة، والله لا يخلف الميعاد.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 497
السنة السادسة عشرة - الخميس 2 ذو الحجة 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
يا جنود الله هبوا
...المزيد

🟠 حكم الشربوت غير المسكر : يُباحُ الشربوت ما لم يُسكِرْ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ ...

🟠 حكم الشربوت غير المسكر :
يُباحُ الشربوت ما لم يُسكِرْ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ ، والمالِكيَّةِ ، والشَّافِعيَّةِ ، والحَنابِلةِ ، وحُكيَ الإجماعُ على ذلك
🌻قال ابنُ حزم:
((قد صَحَّ بالنصِّ والإجماعِ المتيَقَّن إباحةُ التمرِ وإباحةُ الزبيب، وإباحةُ نبيذِهما غيرَ مخلوطَينِ))
((المحلى)) (6/178)
🌻وقال النووي:
((وأمَّا القِسمُ الثاني من النبيذِ، فهو ما لم يشتَدَّ ولم يَصِرْ مُسكِرًا، وذلك كالماءِ الذي وُضِعَ فيه حَبَّاتُ تَمرٍ أو زبيبٍ أو مِشمِش أو عسل أو نحوها، فصار حُلوًا؛ وهذا القِسمُ طاهِرٌ بالإجماعِ، يَجوزُ شُربُه وبَيعُه وسائِرُ التصَرُّفاتِ فيهـ))
((المجموع)) (2/564)
🌻وقال الرحيباني:
((والنبيذُ: هو عَصيرُ العِنَب، ونَقيعُ التينِ والتَّمرِ، ونقيعُ الزَّبيبِ والذُّرةِ، والبُرِّ والشَّعيرِ، ونحوها: إذا لم يَغْلِ بنفسِه ويشتَدَّ، أو يمضِ عليه ثلاثةُ أيامٍ؛ فهو باقٍ على إباحتِه إجماعًا)
((مطالب أولي النهى)) (1/663)
════════❁══════
📙 خدمة فوائد علمية 📙
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: أرسل (اشتراك) إلى الرقم
249100802323
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

🔴 سُئل ابن باز: أفيدونا عن صلاةِ العيد إذا وافقتْ يومَ الجمعة؛ هل تُجزئ عن صلاة الجمعة؟ 🟠 فأجاب ...

🔴 سُئل ابن باز:
أفيدونا عن صلاةِ العيد إذا وافقتْ يومَ الجمعة؛ هل تُجزئ عن صلاة الجمعة؟
🟠 فأجاب :
نعم، إذا وافقتْ صلاة العيد وصلَّى مع الناس صلاةَ العيد لا تلزمه الجمعةُ، كما نصَّ عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لكن يُصلِّي ظهرًا، عليه أنْ يُصلِّي ظهرًا إن تيسَّر جماعة صلَّاها جماعة، وإلا صلاها وَحْدَه، وإنْ صلى الجمعة مع الناس، فهو أفضل، فإذا وافق يومُ الجمعة يومَ العيد، وصار ممَّن حضَر صلاة العيد مع الناس سقطتْ عنه الجمعةُ وصلَّاها ظهرًا، وإنْ صلَّى مع الناسِ الجُمعة؛ فإنَّ الأئمَّة عليهم أن يُقيموا الجمعة، على أهل المساجد أن يُقيموا الجمعة لِمَن حضَر، ومَن لم يصلِّ معهم صلَّى ظهرًا
((فتاوى نور على الدرب)) (13/354)
════════❁══════
📙 خدمة فوائد علمية 📙
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: أرسل (اشتراك) إلى الرقم
249100802323
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

🔴حُكمُ صَلاةِ الجُمُعةِ لِمَنْ صَلَّى العِيدَ : ✍اختَلَفَ أهلُ العِلمِ فيمَن صلَّى العيدَ؛ هل ...

🔴حُكمُ صَلاةِ الجُمُعةِ لِمَنْ صَلَّى العِيدَ :
✍اختَلَفَ أهلُ العِلمِ فيمَن صلَّى العيدَ؛ هل تسقُطُ عنه الجُمُعةُ إذا كانَا في يومٍ واحدٍ؛ على قولين:
🫧القولُ الأوَّل: أنَّها لا تَسقُطُ، وهو مذهبُ الجمهور: الحَنَفيَّة ، والمالِكيَّة ، والشافعيَّة ، وبه قال أكثرُ الفُقهاءِ ، واختارَه ابنُ المنذرِ ، وابنُ حَزمٍ ، وابنُ عبدِ البَرِّ
🌻قال ابنُ حزم:
((إذا اجتمَع عيدٌ في يوم جُمُعة: صُلِّي للعيد, ثم للجمعة، ولا بدَّ, ولا يصحُّ أثرٌ بخلاف ذلك))
((المحلى)) (3/303)
🫧القول الثاني: أنَّه يَسقُطُ وجوبُ حضورِ الجُمُعةِ لِمَن حضَرَ صلاةَ العِيدِ، وإنْ كان يجِبُ على الإمامِ إقامتُها، وهذا مذهبُ الحَنابلةِ ، وبه قالتْ طائفةٌ مِن السَّلَفِ ، واختارَه ابنُ تيميَّة ، وابنُ باز ، وابنُ عُثيمين ، ونُقِل عن عدد من الصحابة بلا مخالف لهم
🌻قال ابنُ تيميَّة:
((إذا وقَع العيد يوم الجُمعة فاجتُزي بالعيد وصلَّى ظهرًا، جاز، إلَّا للإمام، وهو مذهبُ أحمد))
((الاختيارات الفقهية)) (ص: 440)
🌻وقال ابن عثيمين:
((إذا صادفَ يومُ الجمعةِ يومَ العيدِ فإنَّه لا بدَّ أن تقام صلاةُ العيد، وتقامَ صلاةُ الجمعةِ، كما كان النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلامُ يفعل، ثم إنَّ من حضَرَ صلاةَ العيد فإنَّه يُعفَى عنه حضورُ صلاةِ الجُمُعة، ولكنْ لا بدَّ أن يصلِّي الظُّهْرَ؛ لأنَّ الظُّهْرَ فَرْضُ الوقتِ، ولا يمكِنُ تَرْكُها))
((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (16/171)
🔳الراجح : القول الثاني
((والله أعلم))
════════❁══════
📙 خدمة فوائد علمية 📙
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: أرسل (اشتراك) إلى الرقم
249100802323
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

في خبر اجتمع مجموعة رجال عل اقوى شي قال قاءل جبل قال اخر ماء اقوى من صخر قال اخر حر اقوى من ...

في خبر
اجتمع مجموعة رجال عل اقوى شي
قال قاءل جبل قال اخر ماء اقوى من صخر قال اخر حر اقوى من ماء
حتى انتهو للمراة
ثم انصرفوا

🌃رسائل الفجر١٤٤٦/١٢/٩🌃 يوم عرفة؛ أعظم يوم وقف فيه فيه أعظم رجل؛ وسط أعظم افضل جمع؛ لم يتكرر هذا ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٦/١٢/٩🌃
يوم عرفة؛ أعظم يوم وقف فيه فيه أعظم رجل؛ وسط أعظم افضل جمع؛ لم يتكرر هذا الجمع بهذا الوصف منذ أن خلق الله تعالى أرضه وسماه حتى يوم القيامة
🔻 🔻 🔻
في هذا الجمع المتميز والعظيم قال للناس: لافضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ولا أبيض على اسود إلا بالتقوى؛ ألغى كل فوارق العنصرية والتميز العرقي والطيني وجعل الفضل محصورا في( إن اكرمكم عند الله أتقاكم)
🔻 🔻 🔻
وضع قواعد العدالة وأُسُسَها وطبقها فورا على أقرب الناس إليه؛ لا محاباة لصحابة ولا قرابة
🔻 🔻 🔻
اعلن اكتمال الدين وتمامه؛ فلا مجال لزيادة في الدين او تشريع جديد.
https://t.me/azzadden
...المزيد

من مسائل الجاهلية • وهي بعض الأمور التي شابه فيها مشركو زماننا مشركي الجاهلية - إنهم يتعبدون ...

من مسائل الجاهلية

• وهي بعض الأمور التي شابه فيها مشركو زماننا مشركي الجاهلية

- إنهم يتعبدون بــ "إشراك الصالحين" في دعاء الله وعبادته، ويريدون شفاعتهم عند الله
كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ} [الزمر:٣]، وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله ﷺ، فأتى بالإخلاص وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر أن من فعل ما يستحسنونه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وهذه المسألة التي تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال:٣٩]

- أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة ذل ومهانة
فخالفهم رسول الله ﷺ، وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك، وأبدأ فيه وأعاد.

وهذه المسائل الثلاث التي جمع بينها فيما ذكر عنه ﷺ في الصحيحين أنه قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً: ألا تعبدوا إلا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه أمركم) ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.

- أنهم متفرقون في دينهم
كما قال تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣٢]، وكذلك في دنياهم، ويرون ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى:١٣]، ونهانا عن مشابهتم بقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران:١٠٥]، ونهانا عن التفرق في الدين بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:١٠٣]

- أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر
ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته، وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك، وأوضحه في غير موضع من القرآن.

- الاحتجاج بالمتقدمين: كقوله: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ} [طه:٥١]، {مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون:٢٤].

- الاستدلال بقوم أعطوا قوىً في الأفهام والأعمال:
وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [الأحقاف:٢٦]، وقوله: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة:٨٩]، وقوله: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة:١٤٦].

- الاقتداء بفسقة العلماء
فأتى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:٣٤]، وبقوله: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:٧٧].

- الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء
كقوله: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء:١١١]، وقوله: {أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}، فرده الله بقوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام:٥٣].

- الغلو في العلماء والصالحين
كقوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء:١٧١]

- الاستدلال بالقياس الفاسد
{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [إبراهيم:١٠]

- الاستدلال على بطلان الدين
بقلة أفهام أهله، وعدم حفظهم، كقوله: {بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود:٢٧]

* الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
* إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى 1442هـ
...المزيد

ونوصيكم بالثبات على أمر هذا الدين، وإياكم أن تفتر عزائمكم أو تلين، وطلقوا الدنيا واتركوها لأهلها، ...

ونوصيكم بالثبات على أمر هذا الدين، وإياكم أن تفتر عزائمكم أو تلين، وطلقوا الدنيا واتركوها لأهلها، واستعدوا وأعدوا لقادم الأيام ما استطعتم من قوة، وتبرأوا من حولكم وقوتكم إلى حول الله وقوته.

* الشيخ أبو حمزة القرشي (تقبله الله) ...المزيد

أولياء الرافضة يبكون! إن مشكلة هذه الحركات والتنظيمات التي تؤسلم الرافضة المشركين وتدعو إلى ...

أولياء الرافضة يبكون!

إن مشكلة هذه الحركات والتنظيمات التي تؤسلم الرافضة المشركين وتدعو إلى التعايش معهم وتعتبرهم "عوام وإخوانا وشهداء"! هي مشكلة في أصلها نابعة من انحراف منهجي عقدي، فجميع هذه الحركات والتنظيمات التي تسارع إلى إدانة الهجمات التي تستهدف الرافضة أو تصف قتلاهم بالشهداء، تجدهم قد أماتوا الولاء والبراء من سنين، وحرفوا عقيدتهم من التوحيد إلى ندها وضدها من "الخلائط المنهجية" التي تساوي بين المؤمن والمرتد والإيمان والشرك! وتساوي بين أحفاد الخميني وأحفاد الصدّيق في صورة تخالف الفطر والنقل وحتى العقل، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

* افتتاحية النبأ - أولياء الرافضة يبكون العدد 308
...المزيد

وأما أنتم أيها الروافض الحاقدون: فنحنُ أبناء الحسن والحسين، وأحفادُ أبي بكرٍ وعمر وذي النورين، نحنُ ...

وأما أنتم أيها الروافض الحاقدون: فنحنُ أبناء الحسن والحسين، وأحفادُ أبي بكرٍ وعمر وذي النورين، نحنُ جدُّنا حيدرةَ الكرار أمير المؤمنين علي، وأنتم شيعة المجوس أحفاد أبي لؤلوة وابن سبأٍ ورستم وجدُكم كِسرى، وهيهات هيهات أن تغلب شيعة المجوس أبناء الحسن والحسين

الشيخ أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي تقبله الله - مقتطف من إصدار _ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ.
...المزيد

القول على الله بغير علم • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد تسرع الناس ...

القول على الله بغير علم

• الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد تسرع الناس هذا الزمان في الفتوى بعلم وبدون علم، والله المستعان، وإنه مما يعاب على المرء أن يقول بغير علم ويتكلم من حيثيات نفسه، ويطلق لسانه في غير فنه بلا جادة تقله ولا علم يدله، ومن تكلم بغير فنه أتى بالعجائب! نسأل الله أن يعصم المسلمين من الزلل وأن يحفظ ألسنتهم من العيب والخطل.

إن الشريعة قد نفرت من الجهل في الدين، وحضت على العلم وطلبه، وبينت الفرق بين العالم والجاهل، فقال الله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} [سورة الزمر: 9]، وما ذاك إلا لخطورة آثار الجهل في الدين وما ينتج عنه من عبادة الله بغير ما شرع، وإنشاء البدع والمحدثات.

قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [سورة الأعراف: 33]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [رواه البخاري]، ومن هذا: القول على الله بغير علم.

عجبت لإدلال العيي بنفسه
وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيي وإنما
صحيفة لب المرء أن يتكلما

وأشد من عي اللسان عي الجهل وقلة العلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وذكر العلماء أن الجاهل جهلا مركبا، هو الرجل الذي لا يعلم ويجزم أنه يعلم! وآخرون من الرجال يجهلون وهم مقرون بجهلهم، وقد عرفوا قدر أنفسهم، فلا يحملونها ما لا تطيق، وإن زل أحدهم رجع عن قوله بعد علمه بخطئه، وهذا هو ما يسميه أهل العلم بالجاهل البسيط وهو الجاهل الذي يدري أنه جاهل، وهذا سرعان ما تتقدم به المعرفة والعلم ويرتفع عن جهله شيئا فشيئا ما دامت هذه حاله، ولقد قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فهذا عالم فالزموه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فهذا غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا مائق فاحذروه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه؛ وقد قال الشاعر:

لما جهلت جهلت أنك جاهل
جهلا وجهل الجهل داء معضل

وقال الآخر:

ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري
وأنك لا تدري بأنك لا تدري

ومن أعظم الأمور الإفتاء بغير علم، قال عز من قائل: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هٰذا حلال وهٰذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} [سورة النحل: 116]، وقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولٰئك كان عنه مسئولًا} [سورة الإسراء: 36].

ولنا في السلف الصالح -رضي الله عنهم أجمعين- أسوة وقدوة، فقد كانوا كما يقول ابن القيم: وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره.

قال ابن عباس: كل من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون.

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تستحي من قولك لا أدري، وأنت فقيه أهل العراق؟ فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا: {لا علم لنا إلا ما علمتنا}.

ويقول عبد الله بن الإمام أحمد: كثيرا ما يسأل الإمام أحمد عن المسائل فيقول: لا أدري، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف، وكثيرا ما يقول: سل غيري، فإن قيل له: من نسأل؟ قال: سلوا العلماء.

وقال أبو داود في مسائله: ما أحصي ما سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول: لا أدري، قال: وسمعته يقول: ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى -أي ما رأيت أحسن منه- وكان أهون عليه أن يقول: لا أدري.

وقال سحنون بن سعيد: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه.

وقال بعض السلف: ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا وحرم كذا، فيقول الله له: كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا.

وقال ابن مسعود: أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما كان منهم محدثا إلا ود أن أخاه قد كفاه الحديث ولا مفتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

وقال الهيثم بن جميل: شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري.

وقال القاسم وابن سيرين: لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم.

وقال سعيد بن جبير: ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم.

ويقول ابن المنكدر: المفتي يدخل بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يفعل فعليه التوقف والتحرز لعظم الخطر.

وبوب البخاري: باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل مما لم ينزل عليه الوحي، فيقول: (لا أدري)، أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، ولم يقل برأي ولا بقياس.

وما يضيرك أن تقول: لا أدري، وقد كثر في أجوبة الأئمة قول: لا أدري، بل قد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- المؤيد بالوحي يسأل فيسكت، ينتظر الوحي، وبعض الناس إذا سئل لا يترك السائل يكمل سؤاله، بل يبادر بالجواب قبل إكمال السؤال، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه).

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - 1437 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
11 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً