قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من ...

قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين


قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من الإيزيدية لفتاة مسلمة رجما، عدوانا عليها لتركها دين عبدة الشيطان واتباعها ملَّة عباد الرحمن، ورغم أن المجاهدين في حينها قد أعظموا النكاية في هذه الطائفة الكافرة، عذابا لهم على شركهم، وانتصارا منهم، وشفاء لصدور المسلمين، فإنهم توعَّدوهم بالمزيد إن أمكنهم الله منهم، واستهزأ أولئك المشركون بالوعيد، وبالغوا في إيذاء المسلمين، باقين على شركهم، محتمين بأوليائهم الصليبيين وإخوانهم المرتدين، يظنون أنهم مانعتهم حصونهم وجبالهم من أمر الله العزيز الحكيم.

فما مرَّت سنوات قلائل إلا وأذلَّ الله أمريكا، فأخرجت جيشها من العراق يلعق جراحه، وكسر الله شوكة أتباعها وعملائها من الرافضة والصحوات وعلمانيي الأكراد، وجعل للمجاهدين الدولة من بعد الصولة، والتمكين من بعد النكاية، وقذف في قلوب أعدائهم الرعب، وفتح لهم البلاد بالتكبير، وسهل لهم في الأرض المسير، وما إن أُسقط على أيدي المئات منهم جيشُ الرافضة في الموصل، حتى أذن لمن هم أقل منهم عددا أن يفتحوا تلعفر ويتقدموا إلى عقر دار الإيزيدية المشركين في سنجار فيولي عنها مرتدو البيشمركة الدبر، ويجد الإيزيديون أنفسهم مواجهين للعذاب الذي توعدهم به المجاهدون قبل بضع سنين.

ومكَّن الله عباده الموحِّدين من الإيزيدية المشركين، وصدقوا الله فصدقهم، وأعانهم على إنفاذ وعيدهم في بضع سنين، فقتلوا رجالهم، وسبوا نساءهم وذراريهم، وغنموا ديارهم وأموالهم، كما منَّ الله على بعض أبنائهم أن تربَّوا في بيوت الموحِّدين، وبين صفوف المجاهدين، فتعلموا الدين وكفروا بآبائهم وتبرؤوا منهم، وما اشتهر من قصة فتح سنجار يغني عن المزيد.

وهكذا كان الحال أيضا مع الصحوات والرافضة، فقد أسكرتهم قوة أمريكا التي يخدمونها، ففعلوا بالمسلمين الأفاعيل، سجنا وتعذيبا وتقتيلا، واعتداءا على الدين والنفس والمال والعرض، وظنوا أنهم مانعتهم أمريكا من الله، حتى جعل الله لعباده الكرّة عليهم، فشرَّدوا بالصحوات، وارتكبوا المذابح في الرافضة، ولا تزال مشاهد مجاهدي صلاح الدين وهم يصبغون نهر دجلة بحمرة دماء المشركين في (سبايكر) عالقة في أذهان الرافضة، تذكرهم بأن المجاهدين قد جازوهم ببعض صنائع الشر التي فعلوها بحق المسلمين في ديالى وبغداد وحزامها وصلاح الدين وغيرها من مناطق أهل السنة.

لقد مرَّت على جنود الدولة الإسلامية فترات عصيبة بعد ظهور صحوات العراق، حتى بلغت قلوبهم الحناجر، وظنَّ بعضهم الظنون، واستبطأ آخرون نصر الله، وهم يرون أعداءهم يزدادون قوة وتمكينا في الأرض، ولا يرون قارعة من الله تحلُّ بهم جزاء لكفرهم، ولما يفعلونه بالمسلمين، كما أحسن أعداؤهم الظن بأنفسهم، وغرّتهم قوتهم، حتى صار قولهم في سرهم وعلنهم من أشد منا قوة اليوم، ونظروا إلى ما بأيديهم من عدة وعتاد، وتمكين وسلطان، فقالوا: ما نظن أن تبيد هذه أبدا.

فلما شاء الله -سبحانه- أنجز لكل من الحزبين وعده، فجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وسبح المجاهدون بحمد ربهم واستغفروه، ومكَّنهم من رقاب أعدائهم، وأوطأهم ديارهم، وأنفلهم أموالهم، وملَّكهم سلطانهم، وجعل فيما حلَّ بأعدائه على أيدي أوليائه عبرة لكل معتبر، وزاجرا لكل منزجر، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وإننا اليوم ونحن في جوف المحنة والابتلاء الذي ابتلانا الله به سبحانه نؤمن -بفضل الله- أنه سينجز لنا ما وعدنا كما أنجزه لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وسينجز للمشركين ما وعدهم كما أنجزه لأسلافهم الذين سبقوهم إلى سقر، ولن يطول بنا زمان -بإذن الله- إلا ويفتح لنا مولانا من البلاد ما يذهلنا عن سابق فتحه وتمكينه لنا في الأرض، وينكي في أعدائه بأيدينا ما ينسيهم أهوال ما لقوه منا في سابق الأيام.

إن قصة تحقيق الله لوعيد عبيده الموحدين لأعدائهم في بضع سنين، كما حدث في فتح الموصل وسنجار والرمادي وغيرها، بعد أن كُذّبوا، واستضعفوا في الأرض، وظنَّ أعداؤهم أنهم هم الغالبون، يجب أن تبقى حاضرة في ذهن كل موحد مجاهد في سبيل الله، فيستمر في جهاده واثقا بموعود ربِّه، وكأنه يراه عين اليقين، كما يجب أن تبقى حاضرة في أذهان كل المشركين، فلا يفرحوا بصولة أو جولة، فإن للحق العاقبة والدولة، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويخزي الله الذين أشركوا، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من ...

قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين


قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من الإيزيدية لفتاة مسلمة رجما، عدوانا عليها لتركها دين عبدة الشيطان واتباعها ملَّة عباد الرحمن، ورغم أن المجاهدين في حينها قد أعظموا النكاية في هذه الطائفة الكافرة، عذابا لهم على شركهم، وانتصارا منهم، وشفاء لصدور المسلمين، فإنهم توعَّدوهم بالمزيد إن أمكنهم الله منهم، واستهزأ أولئك المشركون بالوعيد، وبالغوا في إيذاء المسلمين، باقين على شركهم، محتمين بأوليائهم الصليبيين وإخوانهم المرتدين، يظنون أنهم مانعتهم حصونهم وجبالهم من أمر الله العزيز الحكيم.

فما مرَّت سنوات قلائل إلا وأذلَّ الله أمريكا، فأخرجت جيشها من العراق يلعق جراحه، وكسر الله شوكة أتباعها وعملائها من الرافضة والصحوات وعلمانيي الأكراد، وجعل للمجاهدين الدولة من بعد الصولة، والتمكين من بعد النكاية، وقذف في قلوب أعدائهم الرعب، وفتح لهم البلاد بالتكبير، وسهل لهم في الأرض المسير، وما إن أُسقط على أيدي المئات منهم جيشُ الرافضة في الموصل، حتى أذن لمن هم أقل منهم عددا أن يفتحوا تلعفر ويتقدموا إلى عقر دار الإيزيدية المشركين في سنجار فيولي عنها مرتدو البيشمركة الدبر، ويجد الإيزيديون أنفسهم مواجهين للعذاب الذي توعدهم به المجاهدون قبل بضع سنين.

ومكَّن الله عباده الموحِّدين من الإيزيدية المشركين، وصدقوا الله فصدقهم، وأعانهم على إنفاذ وعيدهم في بضع سنين، فقتلوا رجالهم، وسبوا نساءهم وذراريهم، وغنموا ديارهم وأموالهم، كما منَّ الله على بعض أبنائهم أن تربَّوا في بيوت الموحِّدين، وبين صفوف المجاهدين، فتعلموا الدين وكفروا بآبائهم وتبرؤوا منهم، وما اشتهر من قصة فتح سنجار يغني عن المزيد.

وهكذا كان الحال أيضا مع الصحوات والرافضة، فقد أسكرتهم قوة أمريكا التي يخدمونها، ففعلوا بالمسلمين الأفاعيل، سجنا وتعذيبا وتقتيلا، واعتداءا على الدين والنفس والمال والعرض، وظنوا أنهم مانعتهم أمريكا من الله، حتى جعل الله لعباده الكرّة عليهم، فشرَّدوا بالصحوات، وارتكبوا المذابح في الرافضة، ولا تزال مشاهد مجاهدي صلاح الدين وهم يصبغون نهر دجلة بحمرة دماء المشركين في (سبايكر) عالقة في أذهان الرافضة، تذكرهم بأن المجاهدين قد جازوهم ببعض صنائع الشر التي فعلوها بحق المسلمين في ديالى وبغداد وحزامها وصلاح الدين وغيرها من مناطق أهل السنة.

لقد مرَّت على جنود الدولة الإسلامية فترات عصيبة بعد ظهور صحوات العراق، حتى بلغت قلوبهم الحناجر، وظنَّ بعضهم الظنون، واستبطأ آخرون نصر الله، وهم يرون أعداءهم يزدادون قوة وتمكينا في الأرض، ولا يرون قارعة من الله تحلُّ بهم جزاء لكفرهم، ولما يفعلونه بالمسلمين، كما أحسن أعداؤهم الظن بأنفسهم، وغرّتهم قوتهم، حتى صار قولهم في سرهم وعلنهم من أشد منا قوة اليوم، ونظروا إلى ما بأيديهم من عدة وعتاد، وتمكين وسلطان، فقالوا: ما نظن أن تبيد هذه أبدا.

فلما شاء الله -سبحانه- أنجز لكل من الحزبين وعده، فجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وسبح المجاهدون بحمد ربهم واستغفروه، ومكَّنهم من رقاب أعدائهم، وأوطأهم ديارهم، وأنفلهم أموالهم، وملَّكهم سلطانهم، وجعل فيما حلَّ بأعدائه على أيدي أوليائه عبرة لكل معتبر، وزاجرا لكل منزجر، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وإننا اليوم ونحن في جوف المحنة والابتلاء الذي ابتلانا الله به سبحانه نؤمن -بفضل الله- أنه سينجز لنا ما وعدنا كما أنجزه لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وسينجز للمشركين ما وعدهم كما أنجزه لأسلافهم الذين سبقوهم إلى سقر، ولن يطول بنا زمان -بإذن الله- إلا ويفتح لنا مولانا من البلاد ما يذهلنا عن سابق فتحه وتمكينه لنا في الأرض، وينكي في أعدائه بأيدينا ما ينسيهم أهوال ما لقوه منا في سابق الأيام.

إن قصة تحقيق الله لوعيد عبيده الموحدين لأعدائهم في بضع سنين، كما حدث في فتح الموصل وسنجار والرمادي وغيرها، بعد أن كُذّبوا، واستضعفوا في الأرض، وظنَّ أعداؤهم أنهم هم الغالبون، يجب أن تبقى حاضرة في ذهن كل موحد مجاهد في سبيل الله، فيستمر في جهاده واثقا بموعود ربِّه، وكأنه يراه عين اليقين، كما يجب أن تبقى حاضرة في أذهان كل المشركين، فلا يفرحوا بصولة أو جولة، فإن للحق العاقبة والدولة، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويخزي الله الذين أشركوا، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

وهم في غفلة معرضون الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه ...

وهم في غفلة معرضون


الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه الأمراض إلى القلوب، والطريق الذي تستغله الشهوة للسيطرة على النفوس، فتصبح أقل إحساسا بالواقع والمصير، فلا يستفيق منها الإنسان إلا وقد سيطرت عليه الذنوب، وكبلته بحبالها وقيدته بسلاسلها.

وهي ليست فعلا يرتكبه المسلم، بل حالة يعيشها، تنشأ بالابتعاد عن الطاعة والذكر والمراقبة لله تعالى، ولا علاج لها إلا باليقظة، وأهم أسبابها: الصحبة الصالحة، وقراءة القرآن، وترطيب اللسان بذكر الله، آناء الليل وأطراف النهار، والصلاة على وقتها بخشوع وتدبُّر، والالتزام بأوامر الله والابتعاد عن نواهيه، والكف عن السعي خلف ملذات الدنيا والجري خلف شهواتها، والإكثار من السنن والنوافل والأعمال الصالحة.

ولا يتجرأ العبد على مخالفة مولاه، وارتكاب الذنوب والمعاصي والتعدي على حقوقه إلا وهو غافل عنه، ساهٍ لاهٍ.

وأشد مظاهر الغفلة نسيان الموت، رغم اقترابه، ونسيان لقاء الله رغم دنوِّہ، واللهوُ والإعراض عن آياته وأوامره، قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: 1 - 3].

وقال تعالى في علاج الغفلة: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكتبْ من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كُتبَ من القانتين) [رواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم].

وهي طريقٌ نهايته الحسرة والندامة، قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]، عندها لا ينفع لوم ولا يقظة.

فانتبه أخي، لتكون من الناجين، واحذر لتكون من الفائزين، والزم ذكر الله والصحبة الصالحة، وتدبر آياته ولا تفتر عن ذكره.

يقول ابن القيم، رحمه الله: "إن مجالسَ الذكر مجالسُ الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالسُ الشياطين، فليتخيَّر العبد أعجبَهما إليه وأولاهما به".

وإن أحرى من يكون بعيدا عن الغفلة هو أنت أخي المجاهد، فطلب القتل مظانه، والتعرض له، يجعلك أبعد ما تكون عن الغفلة، فكيف لمن ينتظر لقاء الله ويتعرض له في كل لحظة وحين، أن يكون غافلا عن طاعته وعبادته ولقائه، فتذكر -أخي المجاهد- أنك قريب من مولاك، سريع اللقاء به، ولا تغفل عنه تكن من الفائزين.

فعن هانئ مولى عثمان -رضي الله عنه- قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تُذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا! فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [رواه الترمذي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

وهم في غفلة معرضون الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه ...

وهم في غفلة معرضون


الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه الأمراض إلى القلوب، والطريق الذي تستغله الشهوة للسيطرة على النفوس، فتصبح أقل إحساسا بالواقع والمصير، فلا يستفيق منها الإنسان إلا وقد سيطرت عليه الذنوب، وكبلته بحبالها وقيدته بسلاسلها.

وهي ليست فعلا يرتكبه المسلم، بل حالة يعيشها، تنشأ بالابتعاد عن الطاعة والذكر والمراقبة لله تعالى، ولا علاج لها إلا باليقظة، وأهم أسبابها: الصحبة الصالحة، وقراءة القرآن، وترطيب اللسان بذكر الله، آناء الليل وأطراف النهار، والصلاة على وقتها بخشوع وتدبُّر، والالتزام بأوامر الله والابتعاد عن نواهيه، والكف عن السعي خلف ملذات الدنيا والجري خلف شهواتها، والإكثار من السنن والنوافل والأعمال الصالحة.

ولا يتجرأ العبد على مخالفة مولاه، وارتكاب الذنوب والمعاصي والتعدي على حقوقه إلا وهو غافل عنه، ساهٍ لاهٍ.

وأشد مظاهر الغفلة نسيان الموت، رغم اقترابه، ونسيان لقاء الله رغم دنوِّہ، واللهوُ والإعراض عن آياته وأوامره، قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: 1 - 3].

وقال تعالى في علاج الغفلة: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكتبْ من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كُتبَ من القانتين) [رواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم].

وهي طريقٌ نهايته الحسرة والندامة، قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]، عندها لا ينفع لوم ولا يقظة.

فانتبه أخي، لتكون من الناجين، واحذر لتكون من الفائزين، والزم ذكر الله والصحبة الصالحة، وتدبر آياته ولا تفتر عن ذكره.

يقول ابن القيم، رحمه الله: "إن مجالسَ الذكر مجالسُ الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالسُ الشياطين، فليتخيَّر العبد أعجبَهما إليه وأولاهما به".

وإن أحرى من يكون بعيدا عن الغفلة هو أنت أخي المجاهد، فطلب القتل مظانه، والتعرض له، يجعلك أبعد ما تكون عن الغفلة، فكيف لمن ينتظر لقاء الله ويتعرض له في كل لحظة وحين، أن يكون غافلا عن طاعته وعبادته ولقائه، فتذكر -أخي المجاهد- أنك قريب من مولاك، سريع اللقاء به، ولا تغفل عنه تكن من الفائزين.

فعن هانئ مولى عثمان -رضي الله عنه- قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تُذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا! فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [رواه الترمذي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

✍ قال ابن عثيمين : ((الذين يَسخَرون بالمُلتَزِمين بدينِ اللهِ المنَفِّذين لأوامِرِ اللهِ، فيهم ...

✍ قال ابن عثيمين :
((الذين يَسخَرون بالمُلتَزِمين بدينِ اللهِ المنَفِّذين لأوامِرِ اللهِ، فيهم نوعُ نِفاقٍ، فإنَّ اللهَ قال عن المُنافِقين:﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[التوبة: 79]، ثمَّ إن كانوا يَستَهزِئون بهم مِن أجْلِ ما هم عليه من الشَّرعِ، فإنَّ استهزاءَهم بهم استهزاءٌ بالشَّريعةِ، والاستِهزاءُ بالشَّريعةِ كُفرٌ، أمَّا إذا كانوا يَستَهزِئون بهم يَعْنون أشخاصَهم وزِيَّهم، بقَطْعِ النَّظَرِ عمَّا هم عليه من اتِّباعِ السُّنَّةِ؛ فإنَّهم لا يَكفُـرون بذلك؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَستَهزِئُ بالشَّخصِ نَفْسِه بقَطْعِ النَّظَرِ عن عَمَلِه وفِعْلِه، لكِنَّهم على خَطَرٍ عظيمٍ))
((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (2/158)
🔗 اضغط هنا للمتابعة: https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📌 رقم القناة: 249100802323
...المزيد

✍ قالت اللجنة الدَّائمة : ((سَبُّ الدِّينِ والاستهزاءُ بشَيءٍ من القُرآنِ والسُّنَّةِ، والاستهزاءُ ...

✍ قالت اللجنة الدَّائمة :
((سَبُّ الدِّينِ والاستهزاءُ بشَيءٍ من القُرآنِ والسُّنَّةِ، والاستهزاءُ بالمتمَسِّكِ بهما نظرًا لِما تمسَّك به؛ كإعفاءِ اللِّحيةِ، وتحَجُّبِ المُسلِمة- هذا كُفرٌ إذا صدَرَ من مُكَلَّفٍ، وينبغي أن يُبَيَّنَ له أنَّ هذا كُفرٌ، فإن أصَرَّ بعد العِلمِ فهو كافِرٌ؛ قال اللهُ تعالى:﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾[التوبة: 65- 66]))
((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى))(1/387)
🔗 اضغط هنا للمتابعة: https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📌 رقم القناة: 249100802323
...المزيد

منتدى إليك بعض المواقع التي يمكنك من خلالها تحميل صور إسلامية: Pexels: يحتوي على أكثر من 3000 ...

منتدى

إليك بعض المواقع التي يمكنك من خلالها تحميل صور إسلامية:
Pexels: يحتوي على أكثر من 3000 صورة إسلامية مجانية للتنزيل.
1
مجلة زينة: تقدم مجموعة من الصور والخلفيات الإسلامية عالية الجودة.
1
سوارى: توفر خلفيات إسلامية رائعة وصور دينية.
1
مصراوى الشامل: تحتوي على موسوعة من الصور الإسلامية الجديدة جاهزة للتنزيل.
1
...المزيد

واذ قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ابا قاسم

واذ قال لقمان لابنه
يا بني لا تشرك بالله ابا قاسم
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
30 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً