💡أحكامُ النَّجاساتِ: ✍ النَّجاساتُ الَّتي يَجِبُ على المُسلِمِ أنْ يَتَنزَّهَ عنها ويَغسِلَ ما ...

💡أحكامُ النَّجاساتِ:
✍ النَّجاساتُ الَّتي يَجِبُ على المُسلِمِ أنْ يَتَنزَّهَ عنها ويَغسِلَ ما أصابَهُ منها مَرَّةً أو أكثرَ حتّى يَزولَ الأثَرُ:
🔳 بَولُ الآدَميِّ ورَجِيعُهُ
🔳 والدَّمُ المَسفوحُ
🔳 ودَمُ الحَيضِ والنِّفاسِ
🔳 والوَدْيُ، والمَذْيُ
🔳 والمَيْتةُ ما عدا السَّمَكَ والجَرادَ
🔳ولَحمُ الخِنزيرِ
🔳 وبَولُ ورَوثُ ما لا يُؤكَل لَحمُهُ كالبَغْلِ والحِمارِ
🔳 ولُعابُ الكَلبِ ويُغسَلُ سَبعًا أُولاهُنَّ بالتُّرابِ
🔗 اضغط هنا للمتابعة: https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📌 رقم القناة: 249100802323
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد: الطبيب أبو حنظلة -تقبله الله- قائد العمليات في ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد:

الطبيب أبو حنظلة -تقبله الله-
قائد العمليات في كابل


نُشهر أقلامنا اليوم لنكتب قصة من قصص البطولة والفداء، وسيرة عطرة من سير الفرسان النبلاء، نقتبس عِبَرها ونتنسّم عبيرها، ونتسنّم ذراها ونتفيّأ ظلالها، قصة الحياة والموت معا لكن في سبيل الله تعالى، بطلها المجاهد الطبيب (نقيب علي أكبر) أبو حنظلة -تقبله الله تعالى- أحد أبطال خراسان وقادتها الشجعان.

• طبيب الأعصاب

وُلد المجاهد أبو حنظلة في إحدى قرى (لوجر) عام 1407 هـ، وتربى في كنف أسرة محافظة غرست فيه القيم النبيلة والأخلاق الأصيلة، وعندما قارب سنّ البلوغ انتقل مع عائلته إلى باكستان واستقر في (بيشاور)، وهناك أتمّ مراحله الدراسية بتفوّق ملحوظ.

في المرحلة الجامعية اختار أبو حنظلة دراسة الطب وتفوّق فيها محرزًا المرتبة الثالثة على دفعته بجامعة الطب في كابل، وحصل على شهادة الطب في "جراحة الأعصاب".

• منحة وسط الأسر

لكن هذه الشهادة الورقية والدرجات الدنيوية لم تكن لتحجب المؤمن عن غايته في نيل الشهادة العليا والدرجات الحقيقية التي أعدها الله للمجاهدين كما في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ في الجنَّةِ مائَةَ درجةٍ أعدَّهَا اللَّه للمُجَاهِدينَ في سبيلِ الله، مَا بيْن الدَّرجَتَينِ كَمَا بيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ).

ولم تكن جراحة الأعصاب المربحة، تنسيه جراح أمته الغائرة، فطلّق الطبيب الوقور عيش الدعة والقعود وخرج سنة 1430 هـ في طلب الجهاد قاصدا ثغور (وزير ستان).

وهناك تعرض الطبيب أبو حنظلة للأسر من قبل الجيش الأفغاني المرتد وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، قضاها في سجن (بُل جرخي)، كانت منحة في ثوب محنة، ونورا أضاء دربه وسط العتمة، (وعَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ)، إذْ شاء الله تعالى أن يلتقي في السجن ببعض إخوانه من جنود الخلافة، ويستمع إليهم عن قرب، ويتعرف على منهجهم عن كثب، فانشرح صدره وحسم أمره وبايع الدولة الإسلامية من فوره.

بعد خروجه من الأسر لم ينشغل الشاب الطبيب بخاصة نفسه وإصلاح مستقبله كما هو دأب أكثر شباب الأمة اليوم، بل صدّق القول بالعمل وأتبعَ البيعة بالوفاء، والتحق رسميا بصفوف الدولة الإسلامية في كتيبة كابل، ليبدأ فصلا جهاديا حافلا بالبذل والعطاء للمسلمين، والنكاية والإثخان في الكافرين.

• متواضع رفيق بإخوانه

يُجمع كل من احتك بالطبيب أبي حنظلة أنه حظي بصفات حميدة وخصال مجيدة ينبغي لكل مجاهد أن يتصف بها، من حسن العشرة ودماثة الخلق واللين في أيدي إخوانه، فكان شفيقا رفيقا بإخوانه المجاهدين، متواضعا خافضا جناحه لهم، مهتما لأمرهم وأمر سائر المسلمين وجراحاتهم، باذلا غاية جهده في نصرتهم، ساعيا في تحصيل أسباب قوتهم، ورعا حريصا على حفظ مقدراتهم، كما كان كثير المدارسة للمباحث الشرعية ليحيا عن بينة ويقاتل على بصيرة.

• قائد الهجمات وبطل المعمعات

وعلى الجهة المقابلة، كان المجاهد الطبيب شجاعا في مقارعة الكافرين غليظا عليهم، وبينما ينغمس أطباء الأمة عادة في الترف والإحجام حتى أخمصهم، انغمس طبيبنا في الجهاد والاقتحام حتى اكتظ سجله الجهادي بالصولات والملاحم، فجمع سِفرا من البطولات وخوض المعمعات قلّما يجتمع لأحد في زمن الإسفاف، نُفصح اليوم عن بعض صفحاته شحذا للهمة وتحريضا للأمة، وإبرازا للقدوات الحقيقية التي حريّ أنْ تُقتدى ويُقتفى أثرها ويُحتفى بها، تشجيعا لمن أحجم ليتقدم، وحثا لمن تلكأ أن يقدم، ورفعا للستار عن بعض مآثر المجاهدين في خراسان الذين التقت عمائم النفاق بقبّعات "المارينز" على حربهم.

كان أبو حنظلة نائبا لأمير كابل، وفي الوقت عينه قائد العمليات ورجل المهمات، يخطط ويقود ويشرف ويشارك ويباشر العمل بنفسه في الميدان.

خاض حنظلة العدا المواجهات، وقاد العديد من المعارك والغزوات ضد مفاصل الحكومة المرتدة في كابل، أذاق فيها جنود الطاغوت بأس المؤمنين وغضبة المجاهدين.
...المزيد

لا تباغضوا ولا تحاسدوا - وقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جملة من الصفات الذميمة التي ...

لا تباغضوا ولا تحاسدوا

- وقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جملة من الصفات الذميمة التي توغر الصدر وتُذهب سلامته، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) [البخاري]، أما التباغض فمحمود مع الكافرين، محرَم بين المسلمين، فالمؤمن مفروض عليه بغض الكافرين ومعاداتهم، وحب المسلمين وموالاتهم، وليس العكس كما يفعل المرتكسون.

ولو كان المسلم عاقلا، ما حسد أخاه على نعمة رزقها الله إيَاها، إذ كيف يحسده عليها، وهو يعلم أنه تعالى هو الذي قسم هذه النعم بين خلقه بعدله وحكمته؟! فقد يكون الحسد هنا اعتراضا منه على قدر الله تعالى! فليحترس المسلم من ذلك ويربأ بنفسه أن يقع في هذا المنزلق من أجل لعاعة الدنيا وحطامها.

الدنيا وإبليس

- ومن أسباب الجنوح إلى تلك الصفات الموغرة للصدر، الحرص على الدنيا والتعلق بها واتخاذها دار قرار لا دار ممر، وكما قيل: فحب الدنيا رأس كل خطيئة! وأغلب خصومات الناس اليوم سببها التنافس على الدنيا، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته من ذلك فقال: (فَوَاللهِ ما الْفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ) [البخاري]، وأي شيء يجلبه التنافس على الدنيا غير الأحقاد والأضغان؟

- ومن أسباب فقدان سلامة الصدر: إبليس اللعين الذي لا يتوقف عن السعي في إيقاع العداوة بين المسلمين، والتحريش بينهم بالخصومات والشحناء والنفخ في نفوسهم كما قال الصادق المصدوق: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) [مسلم]. والعجب ممن يجعل إبليس دليله إلى عورات إخوانه، فيضلهم ويحرش بينهم.

المؤمن للمؤمن كالبنيان

لقد وصف النبي علاقة المسلم بأخيه المسلم فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) [متفق عليه]، فلا يمكن للبناء أن يعلو ويستقيم إذا كان به ثغرات وفجوات، فيكون حينها عرضة للتصدع والانهيار، ولذا جاء النهي عن كل ما يؤدي لذلك من الأقوال والأفعال.

فالواجب على المسلمين عامة وأصحاب الثغور خاصة -كونهم الأحوج للألفة والاجتماع- الحرص على سلامة صدورهم لإخوانهم، واجتناب كل ما قد يلقيه الشيطان بينهم لإيقاع التدابر والتشاحن فيما بينهم حتى تأتلف الأرواح وتتحد القلوب، وترتص الصفوف، ويقوى عودها وتنتظم لبناتها، ويشمخ بنيانها فيعلو الإسلام ويعز جنابه ويسود أهله، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 511
السنة السابعة عشرة - الخميس 12 ربيع الأول 1447 هـ

مقال:
سلامة الصدور
...المزيد

سلامة الصدور من نعم الله على المؤمنين أن رتّب لهم أجورا على سلامة صدورهم واتساع خواطرهم ...

سلامة الصدور

من نعم الله على المؤمنين أن رتّب لهم أجورا على سلامة صدورهم واتساع خواطرهم لإخوانهم، ولعِظم مكانة هذه الصفة الحميدة خصّ الله تعالى بها أهل الجنة فقال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}.

ولمّا كان المسلمون الأولون، أذلة على إخوانهم، سليمة صدورهم تجاه بعضهم، صاروا يدا واحدة على من سواهم، فرُصت صفوفهم واشتد بنيانهم، وقويت شوكتهم ودان العرب والعجم لهم.

معنى سلامة الصدر

إن سلامة الصدر تعني خلّوه من الغل والحقد والحسد والضغينة تجاه المسلمين، فلا يحمل المسلم في صدره لأخيه إلا المحبة، ولا يظن به إلا خيرا، ولا يتمنى له إلا خيرا، بل يحب له الخير كما يحبه لنفسه.

ولكن، اعلم أخي المسلم، أنّ سلامة الصدر مما يشق على النفوس، فإن العبد قد يصبر على مكابدة قيام الليل وصيام الهواجر، لكنه قد لا يطيق إزالة ما رسب في قلبه على إخوانه! يشهد لذلك قصة الرجل الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)، والحديث اختلف العلماء في تصحيحه وتضعيفه، إلا أن الشاهد منه قول الصحابي: "هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق"، فدلّ على أن تنقية الصدر من هذه العوالق لا تطيقه النفوس إلا بإرغامها وأطرها عليه.

كيف أحقق ذلك؟

إذن، المسلم مطالب ابتداء بمجاهدة نفسه في تحقيق سلامة صدره وتخليصه مما يوغره ويعلق به من غل ونحوه، فالمجاهدة أول الطرق إلى تحقيق ذلك.

- ومما يعين على ذلك: التوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يطهر قلبه من هذه الأدران، لأن الدعاء مفتاح كل خير، وقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (واسلل سخيمة صدري)، يعني نقّه من الغل والحقد.

- ومما يعين على ذلك مطالعة سير السابقين الأولين في تعاملاتهم فيما بينهم، وكيف اجتثوا جذور الغل والحسد والشحناء من صدورهم، بعد أن سمت نفوسهم إلى معالي الأمور وترفّعت عن سفاسفها، فما عاد يهمها من قال فيها بمدح أو ذم، وما عاد يحزنها أن يفوتها حظ من حظوظ الدنيا.

الصحابة وسلامة الصدر

لقد أثنى الله على الأنصار في كتابه لسلامة صدورهم تجاه إخوانهم المهاجرين، فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا}، قال ابن كثير: "أي، ولا يجدون في أنفسهم حسدا للمهاجرين، فيما فضلهم الله به من المنزلة والشرف، والتقديم في الذكر والرتبة".

وحرصا على سلامة صدورهم، كان الصحابة يسارعون لتطييب خواطر إخوانهم لكي لا تتراكم هذه العوالق فتتكاثر على القلب حتى تملأه غلا وحقدا، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه: "أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ، وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟ فَأَتَى النَّبِيَّ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: (يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ!)، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لَا، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي"، فتأمل مسارعة الصدّيق إلى إخوانه ليتأكد أنهم لم يحملوا عليه في صدورهم، وتأمل ردهم عليه.

هكذا كان الصحابة الكرام، وهكذا رباهم نبينا عليه الصلاة والسلام، الواحد منهم يرى غيره من إخوانه خيرا منه، يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وينافسه في الآخرة لا في الدنيا.

إن بعض الظن إثم

ومما يعين على سلامة الصدر، ترك مهلكة الظنون، إذ ليس أهلك لصدر المؤمن وأروى لنبتة الضغينة في قلبه، من سوء الظن بإخوانه، لأنه يورث التجسس والغيبة والخوض في الأعراض والنيات، وقد حرّم الله تعالى ذلك كله ونهى عنه فقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، قال ابن كثير: "يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله، لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير منه احتياطا... وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا". اهـ.
...المزيد

الفرق بين الشجاعة والقوة الصدّيق نموذجا "وكثيرٌ من الناس تشتبه عليه الشجاعة بالقُوَّة، وهما ...

الفرق بين الشجاعة والقوة الصدّيق نموذجا

"وكثيرٌ من الناس تشتبه عليه الشجاعة بالقُوَّة، وهما متغايران، فإن الشجاعة هي ثباتُ القلب عند النوازل، وإن كان ضعيف البطش، وكان الصِّدِّيق أشجع الأُمَّة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان عُمَرُ وغَيْرُهُ أقوى منه، ولكن برز على الصحابة كلهم بثباتِ قلبه في كل موطن من المواطن التي تزلزل الجبال، وهو في ذلك ثابت القلب، ربيط الجأش، يلوذ به شجعان الصحابة وأبطالهم، فيثبِّتُهم ويشجِّعُهم، ولو لم يكن له إلا ثبات قَلْبه يوم الغَار وليلته، وثبات قَلْبهِ يوم بَدْرٍ، وهو يقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا رسول الله! كفاك بعض مناشدتك ربَّك؛ فإنه منجز لك ما وعدك"، وثبات قلبه يوم أحد، وقد صَرَ خ الشيطان في الناس بأن مُحَمَّدًا قد قُتِل، ولم يبق أحدٌ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا دون عشرين في أُحدٍ، وهو مع ذلك ثابت القلْب، سَاكن الجَأْش، وثبات قلبه يوم الخندق، وقد زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وثبات قلبه يوم الحديبية، وقد قلق فارس الإسلام عمر بن الخطاب، حتى إن الصدِّيق ليثبِّتُه ويُسكِّنُه ويُطَمْئنُه، وثبات قلبه يوم حُنينٍ، حيث فرَّ الناس، وهو لم يفرّ، وثبات قلبه حين النازلة التي اهتزَّت لها الدنيا أجمع، وكادت تزول لها الجبال، وعُقِرَت لها أقدام الأبطال، وماجتْ لها قلوبُ أهل الإسلام، كموج البحر عند هُبُوْب قواصف الرياح، وصاح لها الشيطان في أقطار الأرض أبلغ الصِّيَاح، وخرج الناس بها من دين الله أفواجًا، وأثار عدو الله تعالى بها أقطار الأرض عجَاجًا، وانقطع لها الوحي من السماء، وكاد لولا دفاع الله تعالى لطمس نجوم الاهتداء، وأنكرت الصحابة بها قلوبهم، كيف لا وقد فقدوا رسولهم من بين أظهُرِهِم وحبيبهم، وطاشت الأحْلام، وغشي الآفاق ما غشيها من الظلام، واشرأبَّ النفاق، ومدَّ أهله الأعناق، ورفع الباطل رأسًا كان تحت قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- موضوعًا، وسَمِع المسلمون من أعداء الله تعالى ما لم يكن في حياته بينهم مَسْمُوعًا، وطمع عدوُّ الله أن يُعيد الناس إلى عبادة الأصنام، وأن يصرف وجوههم عن البيت الحرام، وأن يصدَّ قلوبهم عن الإيمان والقرآن، ويدعوهم إلى ما كانوا عليه من التهوُّد والتمجُّس والشرك وعبادة الصُّلبان، فشمَّر الصدِّيق من جِدِّه عن ساقٍ غير خوَّار، وانْتَضَى سيف عزمه الذي هو ثاني ذي الفقار، وامتطى من ظُهور عزائمه جوادًا لم يكن يَكْبُو السَّبَاق، وتقدَّم جنود الإسلام فكان أفرسهم إنما همُّه اللَّحَاق، وقال: "والله لأجاهدنَّ أعداء الإسلام جَهْدِي، ولأَصدُقَنَّهُمُ الحرب حتى تنفرد سالفتي أو أفرد وحدي، ولأدْخِلَنَّهُم في الباب الذي خرجوا منه، ولأرُدَّنَّهُم إلى الحق الذي رغبوا عنه" فثبَّت الله تعالى بذلك القلب -الذي لو وُزِن بقلوب الأمة لرجَحَها- جيوش الإسلام، وأذلَّ بها المنافقين والمرتدين وأهل الكتاب وعبدة الأصنام، حتى استقامت قناة الدين من بعد اعوجاجها، وجرت الملَّة الحنيفية على سننها ومنهاجها، وتولّى حزبُ الشيطان وهم الخاسرون، وأذَّن مؤذَّن الإيمان على رؤوس الخلائق: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

هذا؛ وما ضعفت جيوش عزماته، ولا استكانت ولا وهنت، بل لم تزل الجيوش بها مؤيَّدة ومنصورة، وما فرحت عزائم أعدائه بالظفر في موطن من المواطن، بل لم تزل مذلولة مكسورة، تلك لعَمْر الله تعالى الشجاعة التي تضاءلت لها فُرْسَان الأمم، والهِمَّة التي تصاغرت عِنْدها عَلِيَّات الهِمَم، ويحقُّ لصدِّيق الأُمَّة أن يْضرِب من هذا المَغْنم بأوفر نصيب، وكيف لا وقد فاز من ميراث النبوَّة بكمال التَّعْصِيْب، وقد كان الموروث صلوات الله تعالى وسلامه عليه أشجع الناس، فكذلك وارثه وخليفته من بعده أشجع الأمَّة بالقياس، ويكفي أنَّ عمر بن الخطاب سهمٌ من كِنَانَتِه، وخالد بن الوليد سلاحٌ من أسْلِحته، والمهاجرون والأنصار أهل بيعته وشوكته، وما منهم إلا من اعترف أنه يستمدُّ من ثباته وشجاعته".

الفروسية المحمدية / لابن القيم



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 511
السنة السابعة عشرة - الخميس 12 ربيع الأول 1447 هـ

مقتطفات النبأ:
الفرق بين الشجاعة والقوة
الصدّيق نموذجا
...المزيد

وطالما شكّك أهل الوهن والعينة في طريق الجهاد والشهادة، مع أن الله تولى الرد عليهم بذاته العلية، قال ...

وطالما شكّك أهل الوهن والعينة في طريق الجهاد والشهادة، مع أن الله تولى الرد عليهم بذاته العلية، قال ابن كثير: "لمّا كان من شأن القتال أن يُقتل كثير من المؤمنين، قال: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} أي: لن يُذهبها، بل يكثرها وينميها ويضاعفها، ومنهم من يجري عليه عمله في طول برزخه". اهـ.

ثم تدبر قوله تعالى: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} هل هو إلا سلوى للمؤمنين وبلسمٌ للسائرين على هذا الدرب، الذي يلاقي فيه المجاهد القابض على الجمر، ما يهدّ الجبال ويفتت جلامد الصخر، وهو مع ذلك ثابت لا يتزعزع ماض لا يتضعضع، وكأنها بشارة إلهية إلى عباده الغرباء الذين ينصر بهم ملته والناس عنهم صدود؛ أنّ الله سيصلح بالكم ويعوضكم أضعاف ما عانيتم وقاسيتم في درب الجهاد، ومن ذاق عرف، ولا يفقه القرآن مثل مجاهد.

وما هذه النصوص الثابتة إلا نزر يسير من غزير فضل الشهادة، نسوقها لنحرّك الأشواق إلى مصارع العشاق ونثير الغرام إلى دار السلام، فهبّوا للجهاد حماة الإسلام، تقافزوا للمنون وتواثبوا إلى الطعان، وانفروا خفافا وثقالا، وتذكروا أن الشهادة منازل تتفاضل، ألا فتنافسوها كما تنافسها الربّيون قبلكم، وكلهم من باب الإخلاص جازوا فما كل قتيل في الصف شهيد، والله أعلم بمن يقاتل في سبيله، وهذا الذي عليه العهدة، فيا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه مقبلين غير مدبرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 511
السنة السابعة عشرة - الخميس 12 ربيع الأول 1447 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 511 الافتتاحية: منزلة الشهادة لا شيء يكثر الحديث عنه في ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 511
الافتتاحية:

منزلة الشهادة

لا شيء يكثر الحديث عنه في ميادين الجهاد وثغور الرباط مثل الشهادة، وهي منزلة عظيمة ودرجة عالية رفيعة، معراجها الدماء وصداقها الأشلاء، يطلبها الكثيرون ولا ينالها إلا الأنقياء، إذْ أنها محض اصطفاء كما أخبر المولى: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ}، فما كل من خطبها أجابته ولا كل من تمنّاها أتته، ولكن من يصدق الله يصدقه.

وقد تواترت نصوص الوحيين في فضلها والترغيب فيها، وتتابعت أقوال الأئمة في بيان أحكامها ومنازلها، وتوالت قوافل المجاهدين تسعى خلفها وتجاور المنايا لأجلها، تتمناها وتبذل لها غاية جهدها، وكلما سمعت هيعة أو فزعة طارت إليها تطلبها في مظانها، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

وفي أسباب تسمية الشهيد تكاثرت أقوال العلماء وتقاطرت، قال ابن حجر في الفتح: "اختُلف في سبب تسمية الشهيد شهيدا، فقال النضر بن شميل: لأنه حي فكأنّ أرواحهم شاهدة أي حاضرة، وقال ابن الأنباري: لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة، وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من الكرامة، وقيل: لأنه يشهد له بالأمان من النار، وقيل: لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا، وقيل: لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة، وقيل: لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل، وقيل: لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة، وقيل: لأن الأنبياء تشهد له بحسن الاتّباع، وقيل: لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه، وقيل: لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره، وقيل: لأنه يشاهد الملكوت من دار الدنيا ودار الآخرة، وقيل: لأنه مشهود له بالأمان من النار". أهـ. وقد وردت أقوال غيرها كلها تقطر فضلا وتدرّ أجرا وفخرا.

وإنّ أنفس العقود وأبرها وأوثقها عقد الشهيد وصفقته مع ربه تبارك وتعالى، ولذلك أكدها الله بأنواع المؤكدات في كتبه المنزلة على أولي العزم من رسله فقال سبحانه: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}، قال ابن كثير: "إذا أردت أن تعرف مقدار الصفقة، فانظر إلى المشتري من هو؟ وهو اللّه جل جلاله، وإلى العوض وهو أكبر الأعواض وأجلها، جنات النعيم، وإلى الثمن المبذول فيها وهو النفس، والمال الذي هو أحب الأشياء للإنسان ، وإلى من جرى على يديه عقد هذا التبايع وهو أشرف الرسل، وبأي كتاب رقم وهي كتب اللّه الكبار المنزلة على أفضل الخلق". اهـ.

ولمّا كان الموت مصير كل حي، كان الأجدر بمن ملأ اليقين قلبه، أن يبادره قبل أن يباغته، وأن يطارده قبل أن يداهمه، وأن يختار له أرجى الطرق وأجداها وأجودها، وهو القتال في سبيل الله، ذودا عن حياض الدين وحرمات المسلمين، وما أعذب الموت في هذا السبيل المبرور، فلقد كان أمنية خير الخلق وأتقاهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- القائل: (والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل) [متفق عليه]، وقد بوّب الإمام البخاري في صحيحه: "باب تمني الشهادة".

كما تمناها وسعى إليها صفوة الخلق بعد الأنبياء -عليهم السلام- الصحابة الكرام الذين باعوا أنفسهم لله وطلّقوا الدنيا وبتّوا طلاقها وطلبوا الشهادة في مواطنها، فاشتروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، سعيا في نيل منزلتها، خير المنازل عند الله تعالى، لا تعلوها إلا منزلة الأنبياء والصديقين، وقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الشهداء في الجنة فقال: (رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أرَ قط أحسن منها، قالا: أما هذه فدار الشهداء). [البخاري].

وأما مصير أرواح الشهداء بعد مقتلهم فأكرم به من مصير، قال الإمام ابن كثير: "خبّر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قُتلوا في هذه الدار، فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار، في حواصل طير خضر، فهي كالكواكب بالنسبة إلى أرواح عموم المؤمنين فإنها تطير بأنفسها" اهـ، وبيّن الإمام ابن رجب الفرق بين أرواح الشهداء وأرواح عموم المؤمنين في البرزخ: "أن أرواح الشهداء تخلق لها أجساد، وهي الطير التي تكون في حواصلها، ليكمل بذلك نعيمها ويكون أكمل من نعيم الأرواح المجردة من الأجساد، فإن الشهداء بذلوا أجسادهم للقتل في سبيل الله، فعُوِّضوا عنها بهذه الأجساد في البرزخ". اهـ.

ومن أعظم فضائل الشهيد أنه يؤمّن من فتنة القبر، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب ذلك، فأخرج النسائي في السنن: "أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، ما بالُ المؤمنين يُفتنون في قبورِهم إلَّا الشَّهيدَ؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (كفَى ببارقةِ السُّيوفِ على رأسِه فتنةً)". فإنّ فتنة القبر تختبر صدق الإيمان، وثبوت المجاهد في مواطن التقاء السيوف وتطاحن الصفوف، خير دليل على صدق إيمانه، فكفته هذه تلك.
...المزيد

إيمان أهل السنة والجماعة بعلو الله على خلقه وقد هدى الله -عز وجل- أهل السنة والجماعة -وهم السلف ...

إيمان أهل السنة والجماعة بعلو الله على خلقه
وقد هدى الله -عز وجل- أهل السنة والجماعة -وهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان- للإيمان بعلو الله -تعالى- بجميع المعاني السابقة، ومنها إيمانهم بأنه -تعالى- فوق عرشه بائن من خلقه، وأنه استوى على عرشه، استواءً يليق بجلاله، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11]، وعرشه فوق السماوات السبع.


• أقوال للسلف في إثبات صفة العلو:

روى الإمام الدارمي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه استأذن على عائشة -رضي الله عنها- وهي تحتضر فقال: "كنتِ أحبَّ نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب إلا طيبا، وأنزل الله -تعالى- براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين".

وروى الحاكم عن الأوزاعي -رحمه الله تعالى- قال: "كنا -والتابعون متوافرون- نقول: إن الله -عز وجل- فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته".

وروى الخلال عن إسحاق بن راهويه أنه قال: قال الله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة.

قال الإمام ابن عبد البر، رحمه الله: "وعلماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل -أي التفسير- قالوا في تأويل قوله تعالى: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ } هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم أحد في ذلك يحتج به" [التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد].


• إنكار السلف على من نفى صفة العلو:

إن المبتدعة الذين ينفون صفة العلو عن الله -عز وجل- ينفون أيضاً استواءه على عرشه:

• قيل ليزيد بن هارون: من الجهمي؟ قال من زعم أن قوله تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي" [السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد].

• وسُئل أبو زرعة الرازي عن تفسير { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } فغضب وقال: تفسيره كما تقرأ، هو على عرشه، وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله" [ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الأنصاري].

• وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: "فمن لم يقصد بإيمانه وعبادته إلى الله الذي استوى على العرش فوق سماواته وبان من خلقه فإنما يعبد غير الله ولا يدري أين الله" [الرد على الجهمية].

• وقال الدارمي أيضا: "فمن آمن بهذا القرآن الذي احتججنا منه بهذه الآيات وصدق هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي روينا عنه هذه الروايات لزمه الإقرار بأن الله بكماله فوق العرش فوق سماواته، وإلا فليحتمل قرآنا غير هذا فإنه غير مؤمن بهذا".

وأخيرا: فهذا هو تعظيم السلف لله عز وجل، وتعظيمهم لصفاته، وشدة إنكارهم على من نفاها، واعتبارهم تأويل الصفات تعطيلا لها، وأن من عطل صفة واحدة منها فهو جهمي.

هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 127
الخميس 26 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

اسم الله (العليّ) الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى، المتضمنة للصفات العلى، والصلاة والسلام على ...

اسم الله (العليّ)

الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى، المتضمنة للصفات العلى، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي قدَر الله حق قدره، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد...

فإن من أسماء الله تعالى "العليّ"، فهو العلي على خلقه، الذي استوى على عرشه، وعرشه فوق سماواته، وتحت السماوات الأرضون السبع، وكل خلقه يسبحون بحمده، ويسجدون له طوعاً وكرهاً، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء) [رواه البخاري]، وقال البخاري رحمه الله: "قال أبو العالية {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} ارتفع {فَسَوَّاهُنَّ} خلقهن، وقال مجاهد {اسْتَوَى} علا على العرش".

الله -تعالى- رب كل شيء وهو أعلى من كل شيء، { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } [الأعلى: 1 - 5].

وهو -تعالى- عظيم أعظم من كل شيء، مع علوه على كل شيء، { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُہُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُہُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة: 255]، ختم الله -عز وجل- أعظم آية في القرآن بهذين الاسمين العظيمين {الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} لنربط كل ما ذُكر فيها من أسمائه وصفاته وأفعاله بعلوه -عز وجل- وعظمته.

وهو -تعالى- مع علوه يعلم كل شيء؛ ما غاب عن الناس وما شهدوه لا تخفى عليه خافية، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد: 9]، هو -سبحانه- الكبير أكبر من كل شيء، الذي تعالى على كل شيء، وتعالى عن أن يماثله شيء من خلقه في ذاته أو أفعاله أو صفاته وآثارها.


• معاني العلو:

العلو ثابت لله -تعالى- من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو الشأن، وعلو القهر. قال ابن القيم، رحمه الله تعالى:
وله العلوُّ من الوجوه جميعِها
ذاتاً وقدراً معْ علوِّ الشانِ

• فعلو الذات، علوه على خلقه كلهم، مع بينونته عنهم، يُنزل على عباده ما يشاء من خيرات الدين والدنيا، ما به تزكو قلوبهم وتصلح أعمالهم ومعايشهم، فأنزل كتابه الكريم، قال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِہِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } [الفرقان: 1]، وهو سبحانه { يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِہِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِہِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ } [النحل: 2]، وقال تعالى: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر: 10]، وقال تعالى: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [تبارك: 16].

• وأما علو الشأن ومعناه: علو القدر والصفات، فلله -تعالى- الأسماء الحسنى والصفات العلا، وله -سبحانه- الكمال المطلق من كل الوجوه، ليس في أسمائه ولا صفاته ولا أفعاله نقص ولا عيب، فتعالى الله عما يصفه أهل الشرك والضلال، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه.

• وأما علو القهر، فيقول الله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 18]، قال الإمام الطبري -رحمه الله- في تفسيره: "ويعني بقوله: { القَاهِرُ }، المذلِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم، وإنما قال: { فَوْقَ عِبَادِەِ }، لأنه وصف نفسه -تعالى ذكره- بقهره إياهم، ومن صفة كلِّ قاهرٍ شيئاً أن يكون مستعلياً عليه، فمعنى الكلام إذاً: والله الغالب عبادَہ، المذلُّ لهم، العالي عليهم بتذليله لهم، وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه، { وَهُوَ الحَكِيمُ }، يقول: والله الحكيم في عُلُوِّہ على عباده، وقهره إياهم بقدرته، وفي سائر تدبيره، { الخَبِيرُ } بمصالح الأشياء ومضارِّها، الذي لا تخفى عليه عواقب الأمور وبواديها، ولا يقع في تدبيره خلل، ولا يدخل حكمه دَخَل" [جامع البيان في تأويل القرآن].

فالله -تعالى- لا مغالب له ولا منازع، تجري أحكامه على خلقه، فلا يملكون إلا الرضوخ لها، ويوفق الله أهل الإيمان للرضا بها والتسليم لحكمته البالغة.
...المزيد

قصة حديث: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة) قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل ...

قصة حديث: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة)

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة) [رواه البخاري].

ولهذا الحديث قصة تشرحه وتوضح معناه، فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أما إنه من أهل النار)، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف، وقف معه، وإذا أسرع، أسرع معه، قال: فجُرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك؟)، قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجتُ في طلبه، ثم جُرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة.. الحديث) [متفق عليه].

ولهذا على المسلم أن يسأل الله -عز وجل- الثبات على دينه كما كان يفعل خير الخلق، صلى الله عليه وسلم، وعليه ألا يأمن على نفسه الفتن، فيعمل بأسباب الثبات ويحرص عليها.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 127
الخميس 26 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية والمدن المحاصرة استخدم الصحوات المرتدون قضية حصار المدن وتجويع أهلها في ...

الدولة الإسلامية والمدن المحاصرة


استخدم الصحوات المرتدون قضية حصار المدن وتجويع أهلها في ملاحمهم البكائية التي يستجدون بها الدعم من مختلف الأطراف، فإذا سقطت المدن تحول بكاؤهم إلى ندب ونواح واستخدموا الحصار مجددا في تبرير سيطرة الجيش النصيري على المدن.

وإذا سُئل المرتدون عن سبب تمكن النظام من محاصرة المدن الكبرى لسنوات، حتى قبل التدخل الروسي، وعن سبب عدم إقدام فصائل الصحوات على فتح معارك كبرى لفك الحصار عن المدن المحاصرة، أجابوا بكل وقاحة أن سبب استمرار الحصار كان الدولة الإسلامية.

إن هذه الإجابة ليست مجرد وسيلة لتبرير الهزيمة، إذ أنها تخفي في طياتها جانبا كبيرا من الحقيقة، فالدولة الإسلامية بالنسبة للصحوات هي سبب الحصار، لا لأنها هي من كانت تفرض الحصار على تلك المدن كما يزعم المرتدون، فالواقع يكذبهم بالتأكيد، ولكن لأن الحصار بالنسبة إليهم تحول إلى وسيلة يتجنبون من خلالها وصول الدولة الإسلامية إلى تلك المدن، واتصالها بالأهالي هناك، ما قد يدفع كثيرا منهم إلى الالتحاق بصفوفها، أو يدفع حتى قسما من مقاتليهم إلى الاتصال بها طلبا للحق وسؤالا عنه، الأمر الذي كان سيهدد بقاء فصائلهم التي ببقائها يستمر الدعم المتدفق عليهم من أجهزة المخابرات، وبها يفرضون سلطتهم الجائرة على الضعفاء، فيحكمونهم بأهوائهم وشرائعهم الكفرية.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الحصار تحول في كل مدينة إلى وسيلة لتمويل الفصائل، سواء من خلال أموال الداعمين الذين يمنعون المرتدين من القيام بعمل جاد لذلك، أو عن طريق سيطرتها على معابر التهريب وأنفاق العبور، حيث كانوا يشرفون على إدخال المواد ليفرضوا عليها المكوس الكبيرة، التي تجبى من دماء الأهالي المحاصرين، ليأكل قادة المرتدين بذلك من السحت الحرام، الذي عليه وعلى تمويل أجهزة المخابرات يعتاشون.

وإذا أردنا أن نمثل لكلامنا فلا أدل من حوادث المدن الكبرى كدمشق وحلب، فقد حوصرت دمشق منذ سنوات، ولم يكن صعبا كسر هذا الحصار من داخله، أي من قبل الآلاف من مقاتلي الصحوات القابعين داخله، أو من خارجه، وقد كانت فصائل الصحوات تحيط به من ثلاث جهات وبإمكانها قطع الطرق الرئيسية عن دمشق، ولكنها لم تفعل، إذ أن كل فصيل قد استولى على منطقة أو مدينة، ولا يهمُّه ما يحلُّ بغيرها من المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل المنافسة له، بل كان هذا الحصار بالنسبة إليه مكسبا لأنه يجنبه منافسة بعض الخصوم ويؤدي إلى إضعافها ما يغذي أحلامه بالسيطرة على الساحة من بعدها.

أما حلب فكان يمكن -بإذن الله- تجنبيها الحصار، بل ومحاصرة النصيرية داخلها بمجرد ضرب حواجز النظام الضعيفة في البادية، والسيطرة على طريق (حماة - حلب)، والتمكن بذلك من قطع شريان إمداد النظام الوحيد إلى المدينة.

وبالمثل فإن أولئك المرتدين لم يكونوا ليسمحوا بأن يكسر الطوق الذي يعزل مناطقهم عن مناطق الدولة الإسلامية بأية وسيلة، فقد رأينا فصائلهم في القلمون الشرقي المهادِنة للجيش النصيري منذ سنوات تتحرك بقوة لإفشال هجوم جيش الخلافة على المطارات والمواقع العسكرية التي تشكل الطوق الأول للقوات المحاصِرة لدمشق، مخافة أن يؤدي استمرار تقدم المجاهدين إلى كسر ذلك الطوق، وفكهم للحصار على مناطق الغوطة الشرقية التي هي مرتكز أكبر فصائل الصحوات في دمشق.

وكذلك فعلت صحوات ريف حلب الشمالي مرارا، في كل محاولة تقدم للمجاهدين تجاه قوات النظام التي تحاصر شرق حلب، فإنهم يبادرون إلى شنِّ هجمات مشاغلة في جبهاتهم لإجبار جيش الخلافة على وقف هجومه على الجيش النصيري، وليس بعيدا عنهم فعل مرتدي تنظيم القاعدة في الشام الذين عطلوا كل هجوم على ريف حماة الشمالي مخافة أن يؤدي نجاحه إلى قطع طريق (سلمية - خناصر) وتحقيق الاتصال بمناطق الدولة الإسلامية، ثم هاجموا مجاهدي الدولة الإسلامية الذين تسللوا إلى مناطق ريف إدلب الجنوبي للإعداد لهجوم كبير على حماة من تلك الجهة متزامن مع هجوم جيش الخلافة على الهدف نفسه من جهة البادية.

حوصرت المدن، وسيطر عليها النظام، بعد سنوات من الطاعة المطلقة من الصحوات لمخابرات الطواغيت التي تمولهم، والتي ساقتهم تبعا لاتفاقاتها مع النظام النصيري والداعمين له، وأطاعوها فحصروا القتال بالدولة الإسلامية وجمدوا كل جبهاتهم ضد الجيش النصيري ليتفرغ لقتالها، ثم يعود إليهم، فيسلبهم المناطق التي حكموها بشريعة الطاغوت، وتتفكك الفصائل التي عبدوها من دون الله، وتتوقف الأموال التي كانت تضخ في جيوب قادة الفصائل المرتدين، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 127
الخميس 26 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

راجع نفسك وحاسبها أخي المجاهد، اعلم أن على المسلم ألَّا يتبع هوى نفسه، وأن يراجعها ويردَّها ...

راجع نفسك وحاسبها

أخي المجاهد، اعلم أن على المسلم ألَّا يتبع هوى نفسه، وأن يراجعها ويردَّها إلى جادة الصواب إن هي انحرفت أو قصَّرت، ولن يعرف المجاهد انحرافها وتقصيرها إن كان غافلا عنها قليل المراجعة والتأنيب لها على ما فرطت به من معاصٍ وذنوبٍ وبعدٍ عن الحق، ولن تُردَّ هذه النفس إلى رشدها وصوابها إن كان صاحبها ساهيا غافلا قليل الذكر، لا يقرأ القرآن ولا يتدبَّر آياته، ولن تُردَّ إلى صوابها إن كان صاحبها لا يملك من العلم الشرعي ما يجعلها تسمو به إلى مرتبة أعلى.

كما أن على هذه النفس أن تتفقَّه في معاني الجهاد والرباط والصبر والمصابرة لتثبت على أمر ربها، والأعظم من هذا كلِّه أن تستشعر هذه النفسُ خشية الله والخوف من لقائه، فإن حرصتَ على أن توطِّن نفسك للقائه سبحانه، فلن ترضى أن تلقاه وهو ساخط عليك بل تتمنى أن تلقاه بنفس مطمئنة راضية مرضية، قال تعالى: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر: 27 - 28].

فعليك -أخي المجاهد- لبلوغ هذه المرتبة محاسبة نفسك أولا بأول، ومراقبتها في كل الأمور، وعلى رأسها:

• مراجعة النية في كل قول أو عمل.
• أداء الفرائض على أكمل وجه.
• دوام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• قيام الليل وأداء النوافل.
• قراءة القرآن وتدبُّر معانيه.
• المحافظة على أذكار الصباح والمساء.

أخي المجاهد، أنت أولى الناس بمراقبة نفسك، فقد حملت على عاتقك همَّ إيصال دعوة الأنبياء والمرسلين، وأنت تحمل هذه الرسالة براحة يدٍ وتحمل روحك بالأخرى لتقدِّمها رخيصةً لمولاها، كما أنك الأقرب من حياض الموت ومواطن الردى، فكم من مرة رجوت الله ودعوته مخلصا له الدين أن ينجِّيك لتعود لتصلح ما أفسدت من نفسك فلما أنجاك أتبعت نفسك هواها وعدت للتقصير.

أخي المجاهد، ذلَّ نفسك بين يدي مولاها وعُد إلى الله وتُب إليه كل يوم بل كل ساعة، واستغفر ربك لتفريطك في جنبه سبحانه، وضع لنفسك ميزانا تزن به أعمالها وتردها إلى صراطها المستقيم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 127
الخميس 26 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً