التقوى

منذ 2020-03-25

وإذا خـلــوت بـريبة في ظلمـة  *** والنفس داعية إلى الطغيان  فاستحٍ  من نظر الإله وقل لـها  *** إن الذي خـلق الظام يرانــي

التقوى

الآية:
قـال الله تعـالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحر:18].
الحديث:
عـن أبي أمامـةرضي الله عنه قـال: سـمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يخطـب في حجـة الـوداع فقـال: «اتقـوا الله ربكـم، وصلـوا خمسـكم، وصمـوا شـهركم، وأدوا زكاة أموالكـم، وأطيعـوا ذا أمركـم، تدخلوا جنة ربكم» (1).

المعنى:
التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه.
فتقــوى العبــد لربــه: أن يجعــل بينــه وبيــن مــا يخشــاه مــن ربــه؛ مــن غضبــه وســخطه وعقابــه، وقايــة مــن ذلــك. وهــو امتثــال أمــره واجتنــاب معصيتــه (2).

وقــد عرفهــا طلــق بــن حبيــب رحمه الله بقولــه: «العمــل بطاعــة الله عـلـى نــور مــن الله، رجــاء ثــواب الله، وتــرك معــاصي الله عــلى نــور مــن الله مخافــة عــذاب الله».
قـال الذهبـي رحمه الله معلقـا: «أبـدع وأوجـز فـلا تقـوى إلا بعمـل... فمـن داوم عـى هـذه الوصيـة فقـد فـاز»(3).

ثمرات التقوى:
وللتقوى ثمرات في الكتاب والسنة أوصلها بعضهم إلى ثلاثين ثمرة منها:
- الانتفــاع بالقــرآن الكريــم، ومحبــة الله عز وجل قــال تعــالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التو بــة: 4].

 

رحمـة الله للمتقـن، قـال تعـالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}  [الأعـراف:156].

- تكفير السيئات.
- تفريج الكربات.
- زيادة في الرزق.
- سبب في حصول العلم.
- نور يقذفه الله في القلب يفرق به بن الحق والباطل.
- هي وصية الله للأولين والآخرين.


مراتب التقوى:
قال ابن القيم رحمه الله :التقوى ثاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
والثانية: حميتها عن المكروهات.
والثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.

فالأولى: تعطي العبد حياته.
والثانية: تفيده صحته وقوته.  والثالثة: تكسبه سروره وفرحه وبهجته.»
قــال ســعيد بــن جبــير رحمه الله: إن ُ الخشــية أن تخشــى الله حتــى تحــول خشــيتك بينــك وبــين معصيتــك فتلــك الخشــية»(4).


 قال أبو محمد عبدالله القحطاني رحمه الله في نوتيته:
 وإذا خـلــوت بـريبة في ظلمـة  *** والنفس داعية إلى الطغيان
 فاستحٍ  من نظر الإله وقل لـها  *** إن الذي خـلق الظام يرانــي


وقال علي بن محمد البسامي رحمه الله:
وإذا بـحـثـت عـن التقــي وجـدتــه  *** رجلا يـصـدق قـوله بفـــعال
 وإذا اتـقـى الله امــرؤ وأطـاعـــــه  *** فـيـداه بيـن مـكـارم ومـعال
وعلى التقي إذا تراســخ في التقى  *** تاجان: تاج سكينة، وجـمـال
 وإذا تنـاسبـت الـرجــال، فمــا أرى  *** نسبا يكون كصالح الأعمــال
(5).

 


(1) أخرجه الترمذي برقم: (867 )وصححه الألباني.
(2) العرب.
(3) سير أعلام النبلاء (601/4)

(4) درر الأقوال من أفواه الرجال (ص:11)

(5) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:22)
 


المصدر: كتاب "خلق المؤمنين".
المؤلف: حسين المسردي القحطاني.
 

  • 37
  • 3
  • 17,424

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً