الدولة الإسلامية غزوة طهران المباركة مرحلة جديدة من جهاد الروافض المرتدين [1/4] "وإلى ...

الدولة الإسلامية

غزوة طهران المباركة
مرحلة جديدة من جهاد الروافض المرتدين
[1/4]

"وإلى الأشاوس مُجندلة العدا، أبناء أهل السنة من جنود الخلافة في أرض فارس، بارك الله صنيعكم بأعداء الملة والدين. لقد شفيتم الصدور وأدخلتم على المسلمين السرور، وأوقعتم بالمشركين ما كانوا يحذرون. فواصلوا الضربات، فإن بيت دولة المجوس أوهن من بيت العنكبوت".

بهذه الكلمات الموجزات، بارك المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية، الشيخ المجاهد أبو الحسن المهاجر غزوة طهران، وشكر صنيعهم، وحرَّضهم على المزيد من الضربات لرأس الرفض، وبيت الشرك، إيران، حتى ينهار هذا البيت الذي هو أوهن من بيت العنكبوت، وتسقط هذه الدولة التي تقود الرافضة في العالم، وتعود أرض فارس قطعة من دار الإسلام، طاهرة من الأوثان والطواغيت، تعلوها أحكام الإسلام، ويطاع فيها أمر الله.

إن الدولة الإسلامية بإطلاقها مرحلة الغزوات في قلب دولة إيران الرافضية، تكون قد قطعت شوطا جديدا من الحرب على هذه الدولة الكافرة، بعد مراحل عديدة مرت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، التي بدأت بالحرب على روافض العراق، وعلى رأسهم الأحزاب والميليشيات التابعة لإيران، وبدأ قطفُ رؤوسها منذ الأيام الأولى لانطلاق الجهاد ضد الصليبيين في هذه الأرض، واستمرت هذه المرحلة قرابة العقد من الزمن، حتى أذن الله بانهيار الجيش والميليشيات الرافضية بعد فتح الموصل، فاضطرت إيران إلى أن تتدخل بشكل مباشر في هذه الحرب حين انهار حلفاؤها، وصارت الدولة الإسلامية على تخومها، فدفعت بجيشها وحرسها "الثوري" بشكل مباشر فيها، فخسر فيها الرافضة -بفضل الله- عشرات الآلاف من مقاتليهم، وعلى رأسهم عناصر وضباط الحرس "الثوري" الإيراني الذين يقودونهم.

كما خاض جنود الدولة الإسلامية في ولايات الشام حربا مباشرة ضد دولة إيران، والميليشيات الرافضية التابعة لها أثناء قتال المجاهدين للجيش النصيري الكافر في الشام، وما معارك خناصر، وتدمر، وبادية الشام عنا ببعيد، التي خسرت فيها دولة إيران كثيرا من مقاتليها الروافض، وخاصة من فصيلها المدلَّل (حزب الله) اللبناني.

ولكن تأثير هذه الحرب على طواغيت إيران لم يكن كبيرا جدا نسبيا، لأن أكثر الخسائر تقع في صفوف أتباعهم من الميليشيات الرافضية، ولأن نتائج معاركهم مع الدولة الإسلامية بعيدة عن التأثير المباشر على حكوماتهم، وحالة بلادهم الاقتصادية، حتى إذا وجدوا النيران تنتقل إلى داخل بلادهم وجدنا الاستنفار الكبير من هؤلاء الطواغيت، ووعيدهم بالثأر من الدولة الإسلامية، بعد قيام جنودها بالغزوة المباركة في قلب عاصمتهم، وعلى مكانين في غاية الأهمية بالنسبة لهم، هما مبنى برلمانهم الشركي، والمرقد الوثني لطاغوتهم الأكبر الهالك الخميني، ما تمخَّض أخيرا عن إطلاق المرتدين عددا من الصواريخ استهدفت عوام المسلمين في دار الإسلام، زاعمين أنهم ضربوا مقرات للدولة الإسلامية، وقتلوا قادة في جيشها، وما إلى ذلك من الأكاذيب التي يحاول طواغيت إيران من خلالها، أن يستعيدوا ماء وجههم أمام أتباعهم داخل إيران وخارجها.

• إيران.. دولة طاغوتية كافرة

إن إيران دولة تدعو إلى الشرك بالله، بتعبيد الناس لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وهي تحمي هذا الشرك، وتحارب لنشره في الأرض، وقد جعلت من دين الرافضة الاثني عشرية الشركي، دينا رسميا لها، تحكم بموجبه، وترد كل قوانينها ونظمها إليه، يرأسها طاغوت مطاع في كفره، ومتبوع على ضلالته، يسمونه "المرشد" الذي يتولى منصب إمامة الرافضة في العالم، في ظل غياب إمامهم "المهدي" المزعوم.

فهي بذلك دولة طاغوتية كافرة، يجب على المسلمين قتالها، وإزالة حكمها الكافر، وما خلَّفته من شرك في الأرض، وإحلال حكم الإسلام في الأرض التي تحت سلطانها، وهذا الأمر واجب عيني على المسلمين من أهل تلك البلاد، وواجب على كل المسلمين إعانتهم في ذلك، الأقرب إليهم، فالأقرب.

ويزداد وجوب جهاد حكومة إيران الرافضية إذا علمنا حجم تأثيرها في نشر شرك الرافضة، وقيادة ملتهم، ونصر دينهم، في كل مكان.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

زكاة الفطر مسائل وأحكام [2/2] • نوعها: تُخرج من أغلب قوت البلد فإن كان قوت البلد من ...

زكاة الفطر مسائل وأحكام

[2/2]

• نوعها:

تُخرج من أغلب قوت البلد فإن كان قوت البلد من الأصناف المذكورة في الحديث أخرجها، وإن كان قوت البلد من غير الأصناف المذكورة في الحديث، فتخرج من قوت البلد.

قال مالك: "لا أرى لأهل مصر أن يدفعوا إلا القمح لأنَّ ذلك جلّ عيشهم، إلا أن يغلو سعرهم، فيكون عيشهم الشعير، فلا أرى بأسا أن يدفعوا شعيرا"، وقال: "وأما ما ندفع نحن بالمدينة فالتمر" [المدونة الكبرى].

فعلَّل الإمام مالك -رحمه الله- إعطاء القمح والشعير بأنه جل عيش البلد، وقال الشافعي: "وفي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ زكاة الفطر مما يقتات الرجل... وأي قوت كان الأغلب على رجل أدى منه زكاة الفطر" [الأم].

• مقدار الصاع:

قدر الصاع أربعة أمداد، والمد هو ملء كَفَّي الإنسان المتوسط إذا ملأهما، ولعدم انتشار الصاع النبوي بين المسلمين نورد لكم -أسفل المقال- ما يقابله من الموازين في أغلب الأصناف.

• هل يجوز إخراجها قيمةً؟

ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلا أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر، وإنما الواجب هو إخراجها عينا من الأصناف التي بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يرد خلاف ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الأقرب إلى براءة الذمة، والله أعلم.

• مكان إخراجها:

تعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين من أهل البلد، ولا تنقل عن البلد إلا إذا فاضت عن حاجة الفقراء والمساكين، ويراعى في إخراجها الأحوج والأقرب للصلاح ليتزود بها على طاعة الله تعالى.

• تفويض ديوان الزكاة بأدائها:

يمكن لأي مسلم في دار الإسلام أن يسلم صدقة فطره ومن يعول، إلى إخوانه في المراكز التابعة لديوان الزكاة ليتولوا هم أداءها عنه، في وقتها، وتبرأ ذمته منها، بمجرد دفعها إليهم، وذلك أفضل، وخاصة لمن خشي التأخر عن وقت أدائها، أو صعب عليه الوصول إلى الفقراء والمساكين ليؤديها إليهم.

نسأل الله أن يتقبل من المسلمين صيامهم، وأن ينصر دولة الإسلام على أحزاب الكفر المتحالفة ضدها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

زكاة الفطر مسائل وأحكام [1/2] الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام، وشرع في ختامه زكاة الفطر من ...

زكاة الفطر مسائل وأحكام

[1/2]
الحمد لله الذي شرع لعباده الصيام، وشرع في ختامه زكاة الفطر من رمضان، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وأتباعه بإحسان، أما بعد:

فقد جعل الله زكاة الفطر من عبادات يوم الفطر وليلته، التي يؤديها المكلفون بها، بعد إتمامهم ما افترض عليهم من صيام شهر رمضان، فيعطونها للفقراء، قربة إلى الله تعالى، قبل صلاة يوم العيد، كما قال جل جلاله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 14 - 15]، فهي مطهرة للصائم، وكفارة له، وطُعمة للفقير والمسكين.

• تعريفها:

وهي صدقة تجب عقب إتمام شهر رمضان.
• الحكمة من مشروعيتها:
قال أهل العلم: إن الحكمة من مشروعية زكاة الفطر هو الرفق بالفقراء، بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسر المسلمون بقدوم العيد عليهم، وإنها تطهير للصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في هذا الشهر المبارك، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطُعمة للمساكين" [رواه أبو داود].

• حكمها:

نقل ابن المنذر -رحمه الله- الإجماع على أنها فريضة فقال: "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض"، وذلك لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين" [متفق عليه].

• شروط وجوبها:

أولاً: الإسلام، فلا تصح من الكافر، ولا يقبلها الله منه، قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27].

ثانياً: الحرية، أما العبد فإنَّ سيِّدَہ هو الذي يُخرج عنه، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر) [رواه مسلم].

قال ابن المنذر رحمه الله: "وأجمعوا أنَّ على المرء أداء زكاة الفطر عن مملوكه الحاضر" [الإجماع لابن المنذر].

ثالثاً: القدرة على إخراجها؛ بمعنى أن يكون عنده فاضل عن نفقة واجبة على حوائجه الأصلية ليلة العيد ويومه.

• عمَّن تؤدى زكاة الفطر:

يُخرجها الرجل عن نفسِه وعمَّن تَلزمه نفقتُهم إن كانوا صغارا لا مال لهم، أو كانوا فقراء لا يستطيعون إخراجها، يُخرجها الرجل عن نفسه وزوجته وأولاده وأبويه ومماليكه، وذلك لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- المتقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولما رواه البخاري -رحمه الله- عن نافع قال: "فكان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير"، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى بلفظ: "أنه كان يؤدي زكاة الفطر عن كل مملوك له في أرضه، وفي غير أرضه، وعن كل إنسان كان يعوله، صغير أو كبير".

ولا يجب إخراجها عن الجنين، لكن يُستحب لورود ذلك عن عثمان -رضي الله عنه- ممَّا روى ابن أبي شيبة في مصنفه: "أن عثمان -رضي الله عنه- كان يعطي صدقة الفطر عن الحَبَل"، وروى عن أبي قلابة أنه قال: " كانوا يُعطون صدقة الفطر، حتى يعطون عن الحَبَل".

• وقتها:

تجب بغروب الشمس ليلة الفطر، فمن أسلم بعده أو ملك عبدا، أو تزوج، أو وُلد له، لم تلزمه فطرته، وقبله تلزم، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وذلك لما رواه البخاري عن نافع أنه قال: "وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين"، وهذا محمول على أنهم كانوا يعطونها للجباة لا للفقراء، ويدل عليه ما رواه مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر "كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تُجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة".
أما أفضل وقت لإخراجها، فهو يوم عيد الفطر قبل الصلاة، لحديث ابن عمر، رضي الله عنهما: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بزكاة الفطر أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة" [متفق عليه]، ذلك أن مِن مقاصدها إغناءُ الفقراء عن السؤال في هذا اليوم، ولتطيب نفوسهم بمشاركة إخوانهم الأغنياء بالفرح والسرور في يوم العيد، دون أن يحملوا همَّ الكسب في هذا اليوم.

أما من أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات ولا تُجزئ عنه في زكاة الفطر، لما رواه أبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، من أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".

• مقدارها:

الواجب فيها هو صاع من الأصناف التي يجوز إخراج زكاة الفطر منها، لحديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه: "كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقِط، أو صاعا من زبيب" [متفق عليه]، [صاعا من طعام: أي من بُرٍّ، وهو القمح].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه.. [2/2] • ...

حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر
لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه..

[2/2]

• المرابط يأمن فتنة القبر

من جهته قال أبو إسلام الجزراوي المرابط في إحدى نقاط الخط الأول من جهة الأحياء في ولاية الخير: "إن أجر المرابطين في سبيل الله عظيم يحرص عليه المسلم الذي عرف الحق ووحد الله، وبذل نفسه في سبيل الله كما يريد الله ويحب، ولعظم هذا العمل عند الله، لم ينحصر أجر المرابط بمدة حياته فقط بل تعداه إلى ما بعد الموت، فإذا فارق المسلم دنياه وهو في ثغره، وانتقل إلى جوار ربه، فإن أجر رباطه سارٍ إلى يوم القيامة، وهذه ميزة خاصة للمرابط لما يتعرض له من شدة وجوع وعطش وخوف في سبيل الله".

فعن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل ميِّت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر) [رواه الترمذي].

وذكر أن المرابطين يملؤون أوقاتهم بذكر الله وقراءة القرآن والتباحث في شؤون المسلمين والدعاء والذكر.

• تأخر فطورهم بسبب رصد الطريق

وعن حرارة الجو وشدة العطش أشار إلى أن العطش يبلغ درجة عالية عند الإخوة المرابطين بسبب حرارة الجو وطول النهار، فترى الإخوة -والحمد لله- صابرين ثابتين محتسبين الأجر عند الله، مشيرا إلى أن خطورة النقطة وبُعدها أو رصد الطريق المؤدي إليها يجعل من مهمة إيصال الطعام والماء إليها أمرا صعبا في بعض الأحيان، وهو ما حصل قبل عدة أيام عندما لم يتمكن الإخوة من إيصال الطعام والماء للمرابطين في النقطة بسبب رصدها من قبل قناص مرتد، وهو ما أخر إفطار الإخوة عدة ساعات، ريثما تمكن أحدهم من جلب وجبات الطعام والماء.

وقال إن هذه المصاعب أمر عادي في بعض نقاط الرباط وقد اعتاد عليها الإخوة فترى الصبر والتجلد عندهم، ورغم الصعوبات ترى الإصرار على الثبات يجعل معنوياتهم مرتفعة، والحمد لله.
ولفت إلى أن أكثر ما يلفت النظر في نقاط الرباط وجود أشبال في مقتبل العمر وقد ندبوا أنفسهم مع الاقتحاميين، فتراهم يصرون على الاقتحام ويطلبونه دائما، ويلحون في ذلك، الأمر الذي يجعل حماس المرابطين عاليا للنيل من المرتدين وقتلهم.

• ليلة أفضل من ألف ليلة

أبو عبد الله المهاجر، الذي يعمل في أحد المراكز التابعة للدواوين، ولم يتهيأ له بسبب ذلك لزوم خطوط الرباط مع إخوانه في جيش الخلافة، كان يهيئ نفسه لأن يكون وقت رباطه في العشر الأواخر من رمضان، قبل أن يمنعه من ذلك مشاغل في عمله الذي يتولاه، لا ينوب عنه فيها أحد.
ذكر أنه كان يتمنى أن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان وهو مرابط في سبيل الله، وسأل الله أن لا يحرمه أجر ذلك، هو وكل إخوانه الذين حبسهم العذر، وقيدتهم التكاليف والأمانات، ويحكي تجربته في السنة الماضية:
"كنا نقتسم مع الإخوة الوقت في نوبة الحراسة، فيتفرغ البعض للصلاة، وقراءة القرآن، ويبقى آخرون يحرسون، ويرصدون جوانب الثغر، مخافة أن يتسلل المرتدون إليه، فما أروعها من لحظات، وقد تقاسم الإخوة الأجر، بين عين تبكي من خشية الله، وأخرى باتت تحرس في سبيل الله".

وأضاف أبو عبد الله: "إن كانت ليلة في الرباط فضَّلها السلف على قيام ليلة القدر في بيت الله الحرام، فكيف بمن شهد ليلة القدر، وهو مرابط في سبيل الله، يقضي ليلته مرهبا لأعداء الله يخشون صولته، ويخاف هو من صولتهم عليه".

نسأل الله أن يقر عيوننا وعيون المرابطين بنصر الله لدولة الإسلام واندحار أحزاب الكفر، وأن يجزي المرابطين في سبيل الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه.. [1/2] • ...

حراسة ليلة أفضل من ليلة القدر
لهذه الأسباب يفضل المجاهدون الرباط في رمضان عن سواه..

[1/2]
• النبأ - ولاية الخير - خاص

في مثل هذه الأيام من كل عام يسعى المسلمون في جميع بقاع الأرض إلى زيادة طاعاتهم رغبة في الأجر العظيم والثواب الكبير، فترى كلاً منهم يسعى لاغتنام الفرصة وزيادة الأجر.

فمنهم من يقوم الليل في المساجد ويقرأ الختمة تلو الختمة، ومنهم من يشد رحاله إلى بيت الله الحرام للاعتمار والاعتكاف، ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه من الهجرة والجهاد، فيشد رحاله إلى الثغور للدفاع عن أراضي المسلمين وأعراضهم، يعرِّض نفسه للأسر والبتر والقتل في سبيل الله، تغرب عليه الشمس فترى بيده تمراتٍ معدودات وشربةَ ماء، وقد لا يتوفر من ذلك شيئٌ بسبب بُعد الثغر وصعوبة الطريق إليه، فيبيت ليله على ما أصبح، تلفحه الرمضاء، ويزكم أنفَه غبار الصحراء، ويأتيه الخوف من كل مكان، فهل يستويان مثلا؟!
وهنا يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة هي أفضل من ليلة القدر، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف، لعله ألّا يرجع إلى أهله) [رواه النسائي والبيهقي وغيرهما].

وعن سلمان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه) [رواه مسلم].

فهنا الخيرية فاقت كل أيام الدنيا، والأجر تجاوز ليلة القدر نفسها وزاد عنها.

فكيف إذا كان الرباط في أيام رمضان، ولياليه المباركة، التي منها ليلة القدر؟ فما أعظم ثواب من يوافق هذه الليلة وهو مرابط في سبيل الله، يحرس ثغور الإسلام، ويجاهد أعداء الملة والدين.
(النبأ) التقت عددا من المجاهدين المرابطين في شهر رمضان بولاية الخير واستمعت إلى ما يروونه عن أيام رباطهم فيه.

• رباط وقتال وتقرب إلى الله

أبو ميمونة الأنصاري المرابط في ولاية الخير بإحدى نقاط جبل الموظفين قال إن نهار رمضان عند المرابط يبدأ بالاستيقاظ للسحور عند الثانية والنصف فجرا، حيث يقوم الإخوة المرابطون في تلك النوبة بإعداد وجبة السحور وإيقاظ إخوانهم.
وأضاف أنه وبعد أذان الفجر يتجهز الإخوة للصلاة حيث يصلي نصفهم جماعة فيما يحرسهم النصف الآخر، ليقوم الذين لم يصلوا إلى صلاتهم بعد انتهاء الجماعة الأولى من الصلاة.

وأشار أبو ميمونة إلى أنه وبعد صلاة الفجر يتوزع الاخوة بين قراءة القرآن وقراءة أذكار الصباح فيما ترتاح المجموعة التي كانت مكلفة بالحراسة قبل السحور، لتستلم المجموعة الثانية دورها وتقوم بمراقبة سواتر العدو ونقاطه، لافتاً إلى أن وقت المرابط كلَّه طاعة وعبادة لله، فتواجد المرابط في الثغر بحد ذاته عبادة، وما يفعله من عبادات أخرى هي طاعات منفصلة عن عبادة الرباط ولها كذلك أجرها.

وعن ازدحام نقاط الرباط بالمجاهدين المرابطين في شهر رمضان قال: "إن جميع الإخوة المجاهدين يرغبون في الرباط خلال شهر رمضان ويعرضون أنفسهم لرحمة الله عز وجل، ويتمنون القتل في هذا الشهر راجين الأجر من الله وحسن الخاتمة".
وذكر أن المجاهدين لا يضيعون فرصة لاقتحام ثكنات العدو الكافر أو الإغارة عليه داخل نقاطه إلا واغتنموها، لافتاً إلى أنه في الأسبوع الثاني من رمضان رأى أمير المحور فرصة مواتية لاقتحام ثكنة من الثكنات، فبادر مع عدد من جنوده المتجهزين دائما للاقتحام واقتحموا إحدى الثكنات غير أن الأمر لم يتيسر بسبب حالة الطقس، فانحاز الإخوة وعادوا سالمين، والحمد لله.

• توبتكم أحب إلينا من قتلكم

وأضاف أن من الأحداث التي جرت خلال مدة رباطه قبل عدة أيام تأمين انشقاق عدد من جنود الطاغوت النصيري، حيث استطاع المرابطون التواصل معهم -بفضل الله وتوفيقه- وتأمين طريق آمن لهم، فجاؤوا تائبين، والحمد لله.

وقال: "إن توبة جنود النظام أحب إلينا من قتلهم، مؤكدا أن كل جندي يريد التوبة بإمكانه التواصل مع المرابطين، حيث يحفظه المجاهدون من السوء ولا يسمحون لأحد أن يمسه بأذى، مشيرا إلى أن انشقاق عدد من الجنود المرتدين وتوبتهم أدخلت الفرحة إلى قلوب المجاهدين المرابطين، ودعا أبو ميمونة الجنود المرتدين إلى الانشقاق عن جيش النظام والتبرؤ منه قبل القدرة عليهم، وإلا فمصيرهم معلوم، بإذن الله".



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 86 الافتتاحية: • إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 86
الافتتاحية:

• إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ


يحرص أكثر الطواغيت على أن ينصِّبوا أنفسهم أولياء لدين الله تعالى، رغم مناقضتهم له، مستفيدين من علماء السوء الذين يزينون شركهم، ويبررون كفرهم، فيحاربون أهل التوحيد، ويتهمونهم بالخروج عن الدين، والمروق منه، وهم لا يملكون منه شيئا.

وهكذا كان شأن طواغيت قريش في جاهليتها، بامتلاكهم السيطرة على البيت الحرام، فزعموا أنهم أولياؤه، ونفى الله عنهم هذه الدعوى، وبيَّن أن أولياء البيت هم المؤمنون، فقال سبحانه: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَہُ إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].

كما كان هذا شأن طواغيت اليهود والنصارى، الذين زعموا ولايتهم لإبراهيم عليه السلام، فأنكر الله -تعالى- عليهم ذلك، وبيَّن أنهم ليسوا على دين إبراهيم عليه السلام، ولا هو على دينهم، وأن أولى الناس به من كان على ملته، وهو النبي عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الموحدين، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 67 - 68].

ولعل النموذج الأبرز لهذا الأمر، في زماننا، هو حال الطواغيت من آل سعود، مع دعوة التوحيد التي جدّدها في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إذ يزعمون ولاية هذه الدعوة المباركة، مستفيدين في ذلك من الانتساب إلى قوم كرام نصروا هذه الدعوة، فرفعهم الله بها في الدنيا، ونسأل الله أن يرفعهم بها في الآخرة، وكذلك من تأييد علماء السوء المنتسبين إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الزاعمين كذبا أنهم ورثة علمه، والسائرون على منهجه.

وإن أي متابع لحال هؤلاء الطواغيت، وأوليائهم من علماء السوء، وجنودهم المفسدين في الأرض، يعلم يقينا أنهم من أعدى أعداء التوحيد وأهله، وأشد الناس حرابة لدين الله، ومن أشد الناس مناقضة لدعوة التوحيد في نجد التي يتمسحون بها زورا ونفاقا، فليسوا بحال على منهج الشيخ ابن عبد الوهاب وأتباعه الأوائل، ولا منهج الشيخ وأتباعه كمنهج هؤلاء الكفري الضال، حاشاهم، وكلٌّ قد تبرأ من الآخر بأقواله وأفعاله، على تباعد الأزمان بينهم.

وقد بات الناس اليوم يعلمون يقينا من هم أتباع دعوة التوحيد والتجديد المباركة، ومن هم أشبه الناس بما كان عليه من الحق الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأوائل من تلاميذه، وهم جنود الدولة الإسلامية، أعزها الله، وإمامهم أمير المؤمنين الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فهم أولى الناس بملّة إبراهيم عليه السلام، وأولاهم بدين محمد عليه الصلاة والسلام، وأولاهم بالسلف الصالح من أهل الحديث المتقين، وأولاهم بمن سار على هديهم، وسلك منهجهم، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

فقد أقاموا التوحيد -بفضل الله- ودعوا الناس إليه، وتبرؤوا من أعدائه، وعادوهم، وجاهدوهم باللسان والسنان، وصبروا في ذلك على ما لاقوه من حرب المشركين من كل دين وملة عليهم، وكشفوا بأفعالهم حقيقة الدعاوى الكاذبة لكل من ادَّعى التوحيد بلسانه، وناقضه بأقواله وأفعاله، وعلى رأسهم الطواغيت من آل سعود، وأولياؤهم المرتدون.

ولن يطول الزمن -بإذن الله- حتى يصولوا في جزيرة العرب، ليطهروها من شرك الطواغيت، ويعيدوها إلى ما كانت عليه، خالية من الشرك وأهله، تنطلق منها جحافل الموحدين، لتنشر نور رب العالمين، بشارة نبينا عليه الصلاة والسلام: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله) [رواه مسلم]، ويطهروا البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود، فهم أولياء هذا البيت حقا، كما قال ربنا جل وعلا: {إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34].

فليستبشر أهل التوحيد في جزيرة العرب خيرا، وليحسنوا الظن بربهم، وليحسنوا الظن بإخوانهم، وليصدقوا النية في جهاد المرتدين، وليقاتل كل منهم بما يستطيع، حتى يأتي الله بالفتح أو أمرٍ من عنده، فإنما أمر الطواغيت من آل سعود إلى زوال عن قريب، بإذن الله، وإن الخير كل الخير لمن جاهد في سبيله وأنفق قبل الفتح، وقت الشدة والعسر، والفتنة والابتلاء، كما قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد: 10].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 86
الخميس 27 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا [2/2] • الإمامة الجامعة قال الله تعالى: {وَإِذْ ...

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا

[2/2]

• الإمامة الجامعة

قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، وقال تَعَالَى: {يَا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص: 26]، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) [رواه أبو داود من حديث أبي سعيد وأبي هريرة]، وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمَّروا عليهم أحدهم). فأوجب -صلى الله عليه وسلم- تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله -تعالى- أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة، ولهذا روي: (أن السلطان ظل الله في الأرض)" [مجموع الفتاوى].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم].

• الاجتماع عصمة من الفتن

ومع وجوب إقامة خليفة يحكم بشريعة الله، وفرض السمع والطاعة له في المعروف، فإن الالتفاف حوله ولزوم جماعته عصمة من الفتن، فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم)، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن)، قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) [متفق عليه]، فأفاد هذا الحديث تأكيد وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وأنها عصمة من الفتن، وأن من ينأى عن جماعة المسلمين فلا عصمة له من أن يقذفه الدعاة إلى أبواب جهنم فيها.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الأصل العظيم: وهو الاعتصام بحبل الله جميعا وأن لا يتفرق، هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله –تعالى- به في كتابه. ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في مواطن عامة وخاصة مثل قوله: (عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)، وقوله: (فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد)، وقوله: (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)، وقوله: (ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)، وقوله: (من جاءكم وأمركم على رجل واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان) وقوله: (يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم)، وقوله: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة منها واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار، قيل: ومن الفرقة الناجية؟ قال: هي الجماعة، يد الله على الجماعة)، وباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة، بل وفي غيرها: هو التفرق والاختلاف فإنه وقع بين أمرائها وعلمائها من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم. وإن كان بعض ذلك مغفورا لصاحبه لاجتهاده الذي يُغفر فيه خطؤه أو لحسناته الماحية أو توبته أو لغير ذلك، لكن يعلم أن رعايته من أعظم أصول الإسلام ولهذا كان امتياز أهل النجاة عن أهل العذاب من هذه الأمة بالسنة والجماعة ويذكرون في كثير من السنن والآثار في ذلك ما يطول ذكره" [مجموع الفتاوى].

نسأل الله تعالى السداد في القول والعمل والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا [1/2] أمر الله -عز وجل- عباده المتقين بأن يجتمعوا على ...

واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا

[1/2]

أمر الله -عز وجل- عباده المتقين بأن يجتمعوا على طاعته ولا يتفرقوا، فلا شيء يجمعهم كالطاعة، ولا يفرقهم شيء كالمعصية، وقد حكم –تعالى- بأن المؤمنين إخوة، فحيثما وجد مؤمن فهو أخ للمؤمنين، له عليهم حق الأُخوَّة، وعليه لهم مثلها، من المحبة والنصرة والنصح، والإصلاح بينه وبين إخوانه إذا حصل بينهم تنازع، والتواصي معه على الحق وعلى الصبر، وغيرها من الحقوق والواجبات...

• اجتماع المؤمنين على الاعتصام بحبل الله

وقد حذر الله -تعالى- عباده المؤمنين من طاعة أهل الكتاب، وبيَّن لهم أن ذلك طريق الكفر والعياذ بالله، وأمرهم بأن يتقوه حق التقوى، وأن يحافظوا على إسلامهم حتى يلقوا ربهم -سبحانه- فيرضى عنهم، وينالوا ثوابه الجزيل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 100 - 102].

ثم أمرهم الله -تعالى- بما يعينهم على تقواه، وهو أن يجتمعوا على طاعته ولا يتفرقوا، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، وحبل الله القرآن، وقيل: عهد الله وذمته، والقولان متقاربان، فمهمة المؤمنين الصادقين أن يحملوا الهدى ودين الحق للناس، ويحملوا من يأبى منهم على ذلك بالسيف والسنان، حتى يظهر دين الإسلام ويعلو على الأديان الأخرى الباطلة كلها، ولذلك يجب على المؤمنين الأخذ بجميع الأسباب الشرعية لدوام الاجتماع وعدم الافتراق، فباجتماعهم يتمكنون من الدعوة إلى توحيد الله والتوجه إليه بما يحب من العبادات والمعاملات والأخلاق الحسنة، وإقامة شرعه بتطبيق الحدود، والجهاد في سبيله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فيحصل للمؤمنين الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

• بركة الجماعة وشؤم الفرقة

بعد أن أمر الله -تعالى- بالاعتصام بحبله وعدم التفرق، أمر المؤمنين بأن يتذكروا نعمة الله عليهم بأن جعلهم إخوة في الله متحابين متآلفين بعد أن كانوا مع كفرهم أعداءً متناحرين، وأنهم كانوا قريبين من عذاب جهنم ليس بينهم وبينها إلا الموت، فأنقذهم الله بفضله ومنِّه بأن هداهم إلى دين الإسلام، وجمعهم على اتباع ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، أَي بمثل هذا البيان الواضح، يبين الله لكم سائر آياته، لكي تثبتوا على الهدى، وتزدادوا به اعتصاماً وتمسكاً.

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]، فحذر الله -تعالى- المؤمنين من مشابهة أهل الكتاب في تفرقهم واختلافهم، من بعد ما جاءتهم الآيات البينات، ولو أن أهل الكتاب اتبعوها وعملوا بها لما تفرقوا ولا اختلفوا، فالعمل بآيات الله موجب للاجتماع والثبات على دين الله وعدم الاختلاف فيه.

وقد توعد الله الذين تفرقوا واختلفوا بالعذاب العظيم، وأخبرنا أن التفرق والاختلاف يؤديان بصاحبهما إلى ترك الحق بعد معرفته، وإلى الكفر بعد الإيمان، قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 106]، " يعني: يوم القيامة، حين تبيضّ وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البدعة والفرقة، قاله ابن عباس، رضي الله عنهما" [تفسير ابن كثير].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر [2/2] • ليلة القدر من ليالي العشر ...

عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر

[2/2]

• ليلة القدر من ليالي العشر الآخيرة:
وسُميت ليلة القدر لأنَّ الملائكة تكتبُ فيها الأقدار، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، عن مجاهد، قال: "في ليلة القدر كل أمر يكون في السنة إلى السنة: الحياة والموت، يقدر فيها المعايش والمصائب كلها" وعن منصور، قال: "سألت مجاهدا فقلت: أرأيت دعاء أحدنا يقول: اللهمّ إن كان اسمي في السعداء، فأثبته فيهم، وإن كان في الأشقياء فامحه منهم، واجعله بالسعداء، فقال: حسن، ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك، فسألته عن هذا الدعاء، قال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3 – 4]، قال: يقضى في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة، ثم يقدّم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء فأما كتاب السعادة والشقاء فهو ثابت لا يغير" [جامع البيان في تأويل القرآن].

• فضل ليلة القدر:
لليلة القدر فضيلة عظيمة فهي {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} من سواها، وفيها {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ}، وهذا مما يدل على عظم شأنها وأهميتها لأنَّ نزول الملائكة ومعهم جبريل -عليه السلام- لا يكون إلا لأمر عظيم، {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، أي أنها سالمة من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها، وهذا يدل على ما فيها من خير عميم وبركة عظيمة، وفضل ليس له مثيل.

• فضل العبادة في ليلة القدر:
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه]، وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: (قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، يُفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) [رواه أحمد وغيرُه]، أي أنَّ ثواب العمل في هذه الليلة أعظم من ثواب العمل في ألف شهر من غيرها، وألفُ شهر يساوي: (83) عاماً وزيادة!

• تحديد ليلة القدر:
وردت عدة أحاديث في تحديد ليلة القدر، وقد اختلف العلماء في تحديدها اختلافاً كبيراً، إلا أنَّ المتفق عليه بينهم هو: أنَّها في شهر رمضان، وأنَّها في العشر الأواخر من رمضان، لذا فالأحوط والأقرب لإدراكها هو إحياء جميع العشر الأخيرة من ليالي رمضان، لأنَّ ليلة القدر ليست ثابتة بل هي متنقلة بين الليالي، فقد تأتي في الليالي الفردية أو الزوجية على السواء، فينبغي لمن أراد أن يُرزق خيرها ولا يُحرم أجرَها أن يجتهد في طلبها طيلة الليالي العشر دون أن تفوته ليلة منها، فإن ضَعُفَ على العشر تحرَّاها في السبع الأواخر، ففي صحيح مسلم أنَّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- قال: (التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي).

• كيفية قيام ليلة القدر:
قال ابنُ رجب الحنبلي: قيام ليلة القدر يكون بإحيائها بالتهجُّد فيها والصلاة والدعاء، قال سفيان الثوري: "الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة"، ومراده أنَّ كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، فإنْ قرأَ ودعا كان حَسَناً، فقد كان النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- يتهجَّد في ليالي رمضان ويقرأ قراءةً مرتَّلة لا يمرُّ بآية فيها رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوَّذ، فيجمع -صلوات اللَّه وسلامه عليه- بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكُّر، وهذه أفضل الأعمال وأكملها في ليلة القدر والعشر الأواخر [لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف].

وأفضل الدعاء في ليلة القدر ما جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) [رواه الترمذي].

• علامات ليلة القدر:
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: (إن أمارة ليلة القدر أنها صافيةٌ بَلْجةٌ كأنَّ فيها قمرا ساطعا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ) [رواه أحمد].

نسأل الله تعالى- أن يبلغنا ليلة القدر، وأن لا يحرمنا قيامها، وأن ينصر دولة الخلافة، ويفتح على عباده الموحدين المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر [1/2] الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول ...

عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر

[1/2]
الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
روى الإمام البخاري في باب (العمل في العشر الأواخر من رمضان)، وكذلك عند الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كـــان النبـي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، وفي رواية لمسلم عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

إذاً فقد كان النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- يخصُّ لياليَ العشر الأواخر من رمضان بأعمال ويحرص على عبادات ويحرِّض عليها، كما جاء من كلام أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره، ومعنى إحياء الليل أي استغراقه بالسهر في الصلاة والقرآن والذكر وغيرها، فيحيي ليله كله أو أغلبه بذلك، و معنى إيقاظ الأهل أي: أيقظ أزواجه للقيام، فعن علي -رضي اللَّه عنه- أنَّ النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان [رواه أحمد والترمذي].

وأما شدُّ المِئزر، فالمئزر هو ما يلبس من الثياب أسفل البدن، وهو تعبير في غاية الأدب عن اعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء والجماع، وقيل كذلك الاجتهاد في العبادة، يقال: شددتُ لهذا الأمر مئْزري، أَيْ: تشمَّرتُ له، وكلا المعنيين صحيح فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العبادة في العشر الأواخر وكذلك كان يعتزل النساء في العشر الأواخر حيث كان يعتكف، والمعتكِف مأمور باعتزال النساء.

والاعتكاف: هو اللبث في المسجد والتفرُّغ للعبادة وقطع العلائق الدنيوية التي تُشغل عن الآخرة، وفي الصحيحين عن عائشة -رضي اللَّه عنها- " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده"، وإنما كان يعتكف في هذه العشر لإشغال وقته كله بعبادة ربِّه ومناجاته وذكره ودعائه.

ومن العبادات التي كان يداوم عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي تلاوة القرآن ومدارسته: فلكتاب اللَّه في هذا الشهر شأنٌ كبير، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، لذا فقد كان جبريل -عليه السلام- يلقى رسول اللَّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- كل ليلة فيدارسه القرآن، والمدارسة هي المعاهدة على تلاوة القرآن فكان جبريل -عليه السلام- يدارسه القرآن في شهر رمضان، وخص شهر رمضان بهذه المدارسة لأنه شهر أنزل فيه القرآن، ولذلك تأسى السلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا أشد الناس حرصا على تلاوة القرآن في هذا الشهر لما علموه من فضل التلاوة فيه، ويزداد حرصهم في ليالي العشر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رموز أم أوثان؟! 6 إن فتنة عبادة "الرموز" ليست قضية تعلق أناس متفرقين بشخص من الأشخاص فحسب، ...

رموز أم أوثان؟! 6

إن فتنة عبادة "الرموز" ليست قضية تعلق أناس متفرقين بشخص من الأشخاص فحسب، ولكنها قضية مناهج وعقائد يتم إلباسها على هؤلاء الأشخاص، ليكونوا "رموزا" لهذه المناهج والأديان، فمن تعلق بهذه "الرموز" يراد منه ضمنا أن يتعلق بالمناهج التي التصقت بهم، ومن رفض تلك المناهج، اتهم فورا من قبل أصحابها بالطعن في "الرموز" الذين يعظمهم، لأنهم يحملون المنهج الذي رفضه.
[3/3]

• لا نعلق عقائد الناس بالرجال

فهذان جانبان خطيران من جوانب قضية تعظيم "الرموز" البدعية، التي هي باب جلي إلى الضلال والانحراف، وقطع حبال المودة بين المسلمين، التي يجب أن نحذرها، ونحذر منها الناس.
فنحذر من ربط جماعة المسلمين بعقيدة شخص من الأشخاص أو سنته، مهما ظهر من صلاحه وتقواه، واتباعه للسنة، وبراءته من الشرك وأهله، ومهما كان له من فضل وجهاد وإمامة في الدين، فكيف إن كان مجهول الحال، خافية علينا عقيدته، وأفعاله، وطباعه.

ويستوي في ذلك الأحياء والأموات، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وليس بمعصوم من الخطأ، والميت وإن ظهرت منه خاتمة الخير، فإنه ليس بمبرَّأ أن يظهر ما هو مؤكد من أخبار حياته بعد موته ما ينقض تزكية شخصه، فضلا عن جعله إماما للمسلمين، ولعل في قصص بعض المنافقين في المدينة، الذين خص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بمعرفتهم، خير مثال، إذ كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعامل جميع الناس على ما يظهر منهم، فإذا مات منهم أحد نظر إلى حذيفة، فإن صلى عليه وافقه في ذلك، وإن أبى الصلاة عليه عرف عمر أنه من المنافقين.

ومن جانب آخر، نحذر من قضية تصنيف الناس أو موالاتهم أو معاداتهم بناء على مجرد مواقفهم من شخص من الأشخاص، وليست كل المحبة أو العداوة مبدأها ديني أو عقدي، فباب الهوى والمنفعة، والتحاسد والتباغض بين الأنداد واسع عريض، دخله الكثيرون، وباب الاختلاف في المسائل العلمية بين أهل الفضل وبناء الخصومات عليها باب مثله، إن لم يكن أوسع منه، وقد يكون التنافس على الدنيا، مثلما يكون لأجل الدين، وقد يكون على حق أو على باطل، ولكل امرئ حال ينظر فيها.

ولنا في مواقف الناس من علي -رضي الله عنه- خير مثال، فليس كل من أحبّه من أهل السنة والجماعة، بل قد يكون من الشيعة الروافض، أو ممن شابههم، أو كان أكفر منهم، وليس كل من قاتله في حياته من الخوارج المارقين أو النواصب المغالين، إذ قد وقع العداء والقتال بينه وبين أقوام هم من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يصح بحال نسبة أحد منهم إلى خروج أو نصب، فكلهم عندنا سادة عدول، نجلهم جميعا، ونكف عما شجر بينهم.

• اعرفوا الحق تعرفوا أهله

ونسعى إلى حصر تمسك الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعريفهم بالحق لا بالرجال، فمن عرف الحق عرف أهله، ومن عرف الباطل عرف أهله، والرجال يستدل لهم، ولا يستدل بهم.

وإن على كل من يريد نصب "الرموز" للناس أن يتذكر مبدأ عبادة الصور والأصنام بين الناس، وهو اتخاذ بعض الصالحين "رموزا" يتذكر قومهم العبادة برؤية صورهم، فلم يطل عليهم الزمن حتى جعلوهم وسائط بينهم وبين الله تعالى، وأشركوا بعبادتهم مع الله تعالى، وكذلك فإن من يدعو إلى تعظيم "الرموز" ليستدل الناس بهم على الخير، عليه أن يتذكر أنه لن يطول الزمن ببعض هؤلاء الناس، أو من بعدهم، حتى يأخذوا دين هؤلاء "الرموز" كله، بصوابه وخطئه، ويجعلوه دينا لهم، فيكون ضلالهم من ذات الباب الذي دخلوه، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رموز أم أوثان؟! 6 إن فتنة عبادة "الرموز" ليست قضية تعلق أناس متفرقين بشخص من الأشخاص فحسب، ...

رموز أم أوثان؟! 6

إن فتنة عبادة "الرموز" ليست قضية تعلق أناس متفرقين بشخص من الأشخاص فحسب، ولكنها قضية مناهج وعقائد يتم إلباسها على هؤلاء الأشخاص، ليكونوا "رموزا" لهذه المناهج والأديان، فمن تعلق بهذه "الرموز" يراد منه ضمنا أن يتعلق بالمناهج التي التصقت بهم، ومن رفض تلك المناهج، اتهم فورا من قبل أصحابها بالطعن في "الرموز" الذين يعظمهم، لأنهم يحملون المنهج الذي رفضه.

[2/3]

• امتحان عقائد الناس بمواقفهم من "الرموز"

وعلى الجانب الآخر، تجد عُبَّاد "الرموز" يمتحنون عقائد الناس، لا بأقوالهم وأفعالهم، ولكن بمدى تعظيمهم لهؤلاء "الرموز"، وذلك بعد سلسلة طويلة من الخطوات، كأن يسعوا أولا إلى صناعة "الرمز"، وتعليق قلوب الناس به، ثم يخرجوا على الناس بعقيدتهم التي يلصقونها بهذا "الرمز"، أو التي يحملها حقيقة، وما عظموه إلا لأنها وافقت أهواءهم، ويطلبون من كل من يعظمه أن يعتقدها، ويتبعها، ليعدوه من الفرقة الناجية، ويبشروه بالحور والقصور.

أو أن يعلنوا أن هذا "الرمز" كان عدوا لإحدى طوائف الضلال، كالمرجئة أو الخوارج أو الروافض أو القدرية أو ما شابههم، ويؤصّلوا لقضية أنه لا يعادي هذا "الرمز" أو حتى يرفض غلوهم فيه، إلا من كان منتميا لتلك الطائفة الضالة التي أعلنوا سلفا أن "رمزهم" عدو لها.

وهكذا تكون نتيجة امتحان الناس بهذه الطريقة البدعية، أن يصبح الولاء والمودة والتزكية لمن يعظم "الرمز"، ولو كان من أضل الضالين، وتكون العداوة والبراء والنبز بالألقاب من نصيب كل من يشير إلى أي خطأ وقع فيه "الرمز"، أو يعاديه لخصومة من خصومات الدنيا، والمنازعات على حظوظها، أو حتى لمن يرى نفسه ندا له، لا يرى له عليه فضلا.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "لا يجوز لأحد أن يجعل الأصل في الدين لشخص إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لقول إلا لكتاب الله عز وجل، ومن نصب شخصا كائنا من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} الآية، وإذا تفقه الرجل وتأدب بطريقة قوم من المؤمنين، مثل اتباع الأئمة والمشايخ، فليس له أن يجعل قدوته وأصحابه هم العيار، فيوالي من وافقهم، ويعادي من خالفهم، وليس لأحد أن يدعو إلى مقالة أو يعتقدها لكونها قول أصحابه، ولا يناجز عليها بل لأجل أنها مما أمر الله به ورسوله، أو أخبر الله به ورسوله، لكون ذلك طاعة لله ورسوله" [مجموع الفتاوى].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً