الإبلاغ عن المادة
تعديل تدوينة
📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. حكم تذوق الصائم ...
حكم تذوق الصائم للطعام
#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_1
📚 -🌙 *سلسلة: من فتاوى فقه الصيام رقم الفتوى( 3 00).*🌙
⚫➖ *السؤال :*
♦- أنا امرأة وكوني أشتغل في ...المزيد
📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. كيف تكون نية ...
كيف تكون نية الصوم
#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_1
📚 -🌙 *سلسلة: من فتاوى فقه الصيام رقم الفتوى( 2 00).*🌙
⚫➖ *السؤال :*
♦- كيف تكون نية الصيام ، وهل تجدد كل ليلة؟
✍🏻➖ *الإجابة :*
🔹- نية الصيام الأمر فيها سهل ميسور، وذلك أن من علم أن غدًا رمضان فهذه نيته، ولا يحتاج لأي تجديد للنية على الراجح، إلا إذا أفطر لسبب شرعي كمرض أو سفر فإذا زال وأراد الصيام فلينوِه، والنية محلها القلب فلا مشروعية لقول اللسان على الراجح.
والله أعلم. ...المزيد
📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. حكم صيام يوم الشك #سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_1 📚 ...
حكم صيام يوم الشك
#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_1
📚 -🌙 *سلسلة: من فتاوى فقه الصيام رقم الفتوى( 1 00).*🌙
⚫➖ *السؤال :*
♦- شيخنا حدث عندنا أن صيام رمضان لهذا العام كان يوم الخميس ، لكن بعض الناس صام يوم الأربعاء فما حكم هذا الصيام؟.
✍🏻➖ *الإجابة :*
🔹- ذهب جماهير الفقهاء إلى النهي عن صيام يوم الشك، وهو اليوم الذي يسبق رمضان، وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: (من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم) أخرجه أهل السنن، وخالف في ذلك بعض الفقهاء، وهي رواية عن أحمد -إن صحت عنه- ومذهب الهادوية من الزيدية، ورد عليهم الإمام الشوكاني رحمه الله في السيل الجرار، وعلى العموم فقولهم مرجوح، ولا مستَند له لا من شرع، ولا من نقل؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام قد علّق صيام رمصان على رؤية الهلال، فمن لم يره فليفطر بأمره صلى الله عليه وسلم، وفوق ذلك فقد ثبت النهي عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين: فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتقدموا الشهر بصيام يوم أو يومين، إلا أن يوافق ذلك يوما كان يصومه أحدكم) وهو حديث متفق عليه.
والله أعلم. ...المزيد
⚔ #فصل_الخطاب_في_حكم_سب_الأصحاب⚔ https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik #خلاصات_فقهية 🌴-لقد ...
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
#خلاصات_فقهية
🌴-لقد اتفقت الديانات السماوية أن خير البشر وأفضلهم وأعظمهم وأزكاهم وأخيرهم على الإطلاق بعد الأنبياء هم من صحبوا الأنبياء، وآمنوا بهم، وشاهدوهم، ودافعوا عنهم، وماتوا على ذلك، هذا وهؤلاء الأنبياء دون نبينا ﷺ في الفضل والخيرية والعظمة..صلوات الله عليهم أجمعين، ولا شك قطعـًا أن نبينا ﷺ أفضلهم وأعظمهم وأخيرهم، بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ.
💫- ولقد اصطفى الله لنبيه صحابته الكرام، وكرّمهم حين اختارهم لصحبة نبيه ﷺ، وإن أي طعن فيهم، أو تنقّص بهم، أو ازدراء بمنزلتهم، إنما هو طعن وتنقّص وازدراء بالنبي ﷺ الذي جعلهم أصحابه، وارتضاهم لنفسه أتباعا، وبئس الرجل يصاحب أصدقاء السوء، كيف ونبينا ﷺ قد قال محذّراً: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)، وإن أي طعن فيهم هو طعن وتكذيب صريح بآيات اللهﷻ، ولرب العالمين سبحانه الذي زكّاهم في كتابه الكريم الذي: ﴿لا يَأتيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزيلٌ مِن حَكيمٍ حَميدٍ﴾[فصلت: ٤٢]، وكثير جداً، ومن ذلك أن اللّه رد إيمان الأمة إلى إيمانهم فقال: ﴿فَإِن آمَنوا بِمِثلِ ما آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما هُم في شِقاقٍ فَسَيَكفيكَهُمُ اللَّهُ﴾[البقرة: ١٣٧]، ونَعَم والله هذا ما وعدنا الله في من سب أصحاب نبينا ﷺ وأحبابه أن يكفيناهم اللهﷻ، ثم قد أظهر الله للأمة جميعـًا رضاه عنهم، وسجّل رضاه لا في سنة نبيه ﷺ وحسب بل في كتابه الكريم، وفي آيات منه لا في آية فقط، ومن ذلك قولهﷻ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18]، فتجد في هذه الآية أن اللهﷻ زكّى بواطنهم وما في قلوبهم، وهذا لا يعلمه إلا الله؛ لذا ترضّى عنهم رضوان الله عليهم، وقال تعالى واصفا لحال جميعهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29]، وإني بك راحم، وعليك مشفق من أن تكون ممن يغيظهم أصحاب رسول الله ﷺ، وللعلم فـقد استـنبط الإمام مالك من الآية السابقة -ووافقه الإمام الشافعي وغيره-: كُفْرَ من يبغضون الصحابة؛ لأن الصحابة يغيظون الكفّار كما أخبر الله، ومن غاظه الصحابة فهو كافر.
💧-ولقد قال الله ﷻ: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، قال ابن تيمية: (فرَضيَ عن السابقين عن غير اشتراط إحسان، ولم يرضَ عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان)؛ اهـ، وقالﷻ: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد: 1]، وقد استدل ابن حزم بهذه الآية على: "أن الصحابة جميعًا من أهل الجنة؛ لقولهﷻ: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد: 10]، والآيات أكثر من أن تحصر هنا، وفيما سبق كفاية لقوم يعقلون ويؤمنون.
🕯-ثم هل تتخيل أن من قدّم نفسه وماله وفتح الشرق والغرب يكون منحط القدر خائنا لدينه وأمته! لا والله لا أحسب عاقلا يعتقد أو يتفوه لسانه بذلك، ولا والله لولا صحابة رسول الله ﷺ -بعد الله- لما كان للإسلام ذكر الآن ولا وجود أصلا، لاسيما وقد وقعت الردة العامة للأعراب، والإسلام محارب من أعظم إمبراطوريات الدنيا آنذاك.
📍- ولتكن على يقين: أن أي جرح فيهم-رضوان الله عليهم- هو جرح في الوحيين -الكتاب والسنة- فهم نقلتهما، وعنهما نحدث ونتلقّى، بل نحن حسنة من حسناتهم، وهو طعن في الأمة واتهام لها بعدم عدالتها وصدقها، واجتماعها على ضلالة بتزكيتهم وحبهم لصحابة رسول الله ﷺ!.
🏷-وهنا لا يفوتني أن أنقل شهادة أحدهم، ومن خَبِرهم، وهو من زكّاه رسول الله ﷺ وكثيرا وهو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من كان منكم متأسيًا فليتأسَ بأصحاب محمد ﷺ؛ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ، وإقامة دينه؛ فاعرِفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
🔍-وكما أثنى الله على الصحابة، فكذلك أثنى عليهم النبيﷺ؛ فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه: أن النبيﷺ قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، وعند مسلم: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قالﷺ: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون))، كما نهى عن سبِّهم، وحذّر من الطعن فيهم، ففي الحديث المتفق عليه: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: ((لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا، ما بلغ مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه)، وفي الصحيح: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قالﷺ: (مَن سب أصحابي، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين)، وفي حديث صحيح آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبيﷺ قال: ((لعن اللهُ من سب أصحابي))، وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: ((إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذُكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكر القدر فأمسكوا)).
🔥-ولذا العلماء اختلفوا في تكفير من سب صحابة رسول الله ﷺوتفسيقه وقتله وتعزيره، بعد الاتفاق أن سبهم كبيرة من كبائر الذنوب، وإذا كان النبي ﷺقد جعل سباب أي مسلم من الفسوق، فكيف بصحابة رسول اللّهﷺ، وإني لأربأ بنفسي ونفسك أن نكون يوم القيامة خصماء لأصحاب رسول الله ﷺ، بل لرسول الله ﷺنفسه، ثم طاعتنا أقل من أن نسخرها لشتم وسب الآخرين فضلاً عن صحابة رسول الله ﷺ.
⭕-وأخيرا أختم بغضـبة واحدة لرسول اللهﷺ لصحابي لمّا أوذي مرةً، والحديث في البخاري نصّه: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ " فَسَلَّمَ، وَقَالَ : إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ، ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي، فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ : " يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ " ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ : أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ ؟ فَقَالُوا : لَا، فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ ﷺ يَتَمَعَّرُ، حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : (" إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ ؛ فَقُلْتُمْ : كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي ؟ " مَرَّتَيْنِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا).
‼-فقل لي بربك يا من تسب صحابة رسول اللهﷺ: هل تستطيع مواجهة غضب النبيﷺ، وتتحمّله، وهل لك قدرة في مخاصمة رسول الله على صحابته، ويكون هو خصمك عن صحابته في ذلك، فأسألك بربك ما أنت صانع، كيف ستواجه، وما الحيلة، وهل أعددت للسؤال جوابا صوابا.
ولا والله لا أحسب عاقلا تجرؤ نفسه لأن يكون خصمه رسول الله ﷺخير وأفضل وأعظم وأقرب خلق الله إلى الله، فالنجاء النجاء.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
────────── 📘 #دفع_الأوهام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة ...
📘 #دفع_الأوهام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
#خلاصات_فقهية
──────────
👤للشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي
الإصدار الثاني 1443هـ.
مـن قنـاة فـتاوى الشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي. ↶
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*🔸- تـــوطــئــة: ↶*
- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبــــــــعـــد:
- فما من بداية عام هجري جديد، وبالذات في شهرَي صفر وربيع الأول، إلا وتبدأ تتوارد –وبقوة- الأسئلــــة، والرسائـــــــل، والصوتــــــيات، والمقالات، والكتب...وفتاوى المحـــــرّمين والمجيـــــــــــــزين للــــــــمولد النبوي الشـــــــريف، ويصــــبح الشهران شهرا طــــــــــوارئ، وملاسنات وردود عند عوام الناس وخواصهم...!
- وهنا أجزم أن المسألة لن تحسم، وأن الخلاف لن يرتــــــــــــــــــفع، بل لا يحل ادعاء رفــــعه، أو حسم مسألته، ولكن من باب براءة الذمّة، ولإلحاح كثير من المتابعين الفضلاء، والمشتركين النجباء بقناتي للفتــــــــاوى الشرعية على تليجرام، ومجموعاتي للفتاوى الشرعية على واتساب، لأبدي لهم رأيي في لمسألة، وبالرغم أني أجبتهم قبل سنوات لكن بأسطر قليلة، فلم تغنِ عنهــــــم كثيرًا.
👈خاصة والمسألة قد بلغت حد المعترك العلمي الخطير، الذي وصـــــل ببعـــــــــــض المغترّيـــــن بفتات علمهم إلى تكفــــــــير وتفسيـــــــق وشــــــــــــتم المخالفــــــــــين! بل ولربمـــــــا أدت لمناوشات بالأسلحة عند بعض المتعصّبة-أتكلم عن اليمن-! فرأيت من واجــــــــبي أن ألبّي طلبهم هذا العام، وهأنذا أكتب في الموضوع متحريًا الصواب، واتـــــــــــــــــــباع الدليل أينما كان، دون أي انحياز، أو تعصب لفلان وفلان، والله الهادي إليه، والموفّق للقول به، والدفاع عنه، والثبات عليه، ومناوأة مخالفيه.
*💎مدحه وبيان حقه صلى الله عليه وسلم.*
- لـــقد قــــــــال ربـــــــــنا في محـــــــكم تنــــــــــلة:﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]، فسمّى الله جل جلاله مبعث نبينا ﷺ نعمة، ومنّة منّ بها علينا، وهي حقيقة أعظم النِعم على الإطلاق-، وخير المنن في كل حل :﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]
🔹- فلولا بعثته صلى الله عليه وسلم لكنا في ضلال الجاهلية، وحماقاتها، وقتالها، ومعاركها، وبراثنها، حتى خرج إلينا النور عليه الصلاة والسلام، الذي هو دعوة أبينا إبراهيم: ﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾[سورة البقرة:129]، فأجاب الله تعالى دعاءه، ولبى نداءه، فأخرج لأمة أمية ذلك النور المبين، والهدى القويم:﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾ [سورة الجمعة:2].
👈وليس مبعثه صلى الله عليه وسلم لنا وحدنا، بل منّ الله تعالى به على أهل الكتاب قبلنا، وأشركهم في النعمة التي حبانا بها، وجعله نبيًا منا، بعد أن انقطعت الرسل، وارتفعت النبوات، وانتشرت الضلالات، واشتدت الخصومات، وعظمت الحاجات لنبي الرحمات عليه الصلوات، فقال الحق تبارك وتعالى: ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾[سورة المائدة:19].
👈فهو صلى الله عليه وسلم البشير لهم ولنا، والنذير لجميعنا، والمخلّص لكلنا عليه الصلاة والسلام، والمطلوب منهم ومنا اتباعه، وتعظيمه، وتوقيره، واحترامه، ورفع مكانته، وإجلال منزلته: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9].
*" فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ "، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)*
📗رواه البخاري ومسلم.
👈فلم يمنعه ﷺ مخالفة اليهود من صيام ذلك اليوم العظيم؛ احتفاء منه وعلى طريقته بنجاة موسى عليه السلام ومن معه، بالرغم حرصه الشديد على مخالفتهم-ثم أمر بمخالفتهم بعد ذلك بصوم التاسع مع العاشر-، فأقرّهم ﷺ على الصيام، وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بذلك؛ تخليدًا لعظيم ذلك اليوم، وليرسخ ذلك اليوم في أذهان الأمّة، ولا يكن يوم مرور عابر كأي يوم.
👈وإن كان أصل العبادة (صيام عاشوراء) جاء من عند غير المسلمين -كأعياد الميلاد الآن- لكن تقبّله النبي ﷺ وفعل كفعلهم، بل وأمر أصحابه أن يصوموه، وفقط خالفهم فيما بعد فجعل الطريقة طريقة إسلامية، بالرغم أن أصل الأمر من عند غير المسلمين.
👈ثم لم يقل لأصحابه ﷺ صوموا كل السنة! كما يقول البعض: كل السنة مولد!! بل عادة البشر الاحتفال بالشيء في يومه، وحينه، وجعْل ذلك اليوم مناسبة مقتصرة عليه، أما تعميمه في كل العام فهو تميـيع للمطلوب، وسخف واضح خارج عن الموضوع!.
⑵- كل ذلك لأنه يعلم جيدًا ﷺ قول الله: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ﴾[سورة إبراهيم:5]، والصيام جانب من جوانب التذكير بذلك اليوم العظيم.
⑶- والله يقول: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾[سورة يونس:58]، وأي فضل أعظم أن نفرح به من تفضّل الله علينا ببعثة نبـيّنا ﷺ سيد الخلق، وأكرمهم عند الله تعالى، والنبي الخاتم ﷺ على الإطلاق.
⑷- وربنا يقول: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9]، ومثل هذه الأعمال هي من تعظيمه، وتوقيره، واحترام شأنه، وإجلال مكانته، ورفع منزلته، وتخليد يوم مولده صلى الله عليه وسلم في نفوس أتباعه،
📝قال السعدي: أي: (تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، { وَتُسَبِّحُوهُ } أي: تسبحوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلا } أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها).
⑸- ونجد أن الله عزّ وجلّ قد أمر بتخليد بعض المواطن والأحداث؛ ليتذكّر الناس ذلك الحدث وصاحبه، وأكتفي بقول الله: ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾[سورة البقرة:125]،
👈فأمر الله تعالى الأمة بالصلاة خلف مقام أبـينا إبراهيم عليه السلام، والذي هو عبارة عن حجر كان أبـونا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- يصعد عليه أثناء بنائه للبيت، فأمرهم بالصلاة خلفه؛ تخليدًا لشأنه، ووفاء بحقه.
⑹- ثم قد روى الإمام البخاري في صحيحه، وبسنده إلى عروة في حديث فيه طول ومنه: قَالَ عُرْوَةُ: (وَثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ (، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ)
📗رواه البـــــــــــخاري،
👈وقد قال الإمام السيوطي عن هذا الحديث: (وقد ظهر لي تخريج -أي جواز المولد- على أصل ثابت ثم ذكر الحديث).
📝قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في الفتح: (وذكر السهيلي أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أن النبي ( ولـــــــــــــــــــــد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشّــــــــــــرت أبا لهب بمولده فأعتقها. قوله: ( بشر حيـــــــبـــــــــة ) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة، أي: سوء حال، وروي: بشر خيبة) ا.هـ.
✅ووجـــــــــــــــــــــــــــــــه الدلالة من الحــــــــــــديث: أن الله جازى أبا لهب خيرًا؛ لفرحه بمولد النبي ﷺ، أفيجازي الله جل جلاله كافرًا بفرحه بمولد رسول الله ﷺ، ولا يجازي مسلمًا بذلك!.
*🔸- ما لابـــد من الـعلم بـه*
⑺- ثم يجب أن نعلم: أنه ليس كل ما لم يكن في عهد القرون الثلاثة المفضّلة ثم حصل وأن حدث بعدهم فهو بدعة؛ فــعلماء الأمّـــــــــــة يقولون –كقـــــــــاعدة-: ما اندرج تحت أصل عام فهو بدعة حسنة، أو عادة مستحسنة عملوه أو تركوه (القرون الثلاثة المفضّلة)، ولو كان بدعة لكان أغلب ما نعمله من البدع! بل قل عن تدوين القرآن والحديث… وهما دين بل وأم الدين… والتــــــــطـــــــــور فـــــي العلوم عامة، لكن الواجب النظر للمصلحة- ما لم تعارض الشرع- وعادة يبعد أن يقف الشرع حاجزًا ضد مصالح الناس، وهذا من أبطل الأباطـــــــــــيل، وأينما وُجدت المصلحة فثَم شرع الله كما قال ابن القيم؛ إذ الشرع جاء لمــــــــــــــــصلحة للعباد، ودفع المفسدة عنهم، بل كله مصلحة.
والهداية بنبينا ﷺ واتباعه إذا أردناهما!.
👈فضلًا عن النجاة من الفتن -والتي لايزال المسلمون فيها ما خالفوا نبيهم ﷺ: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾[سورة النور:63]، والواجب لنـنجو الأخذ وبقوة بقول الله: وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [سورة الحشر:7]، ولا يظهر صدق محبتنا لحبيبنا ﷺ إلا باتباعه في كل شيء، بل حتى لا يظهر صدق حبنا لربنا سبحانه وتعالى إلا باتباعه ﷺ: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[سورة آل عمران:31]
﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾
[سورة التوبة:24].
👈بل لا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباعه ﷺ: *" كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "*
📗رواه البخاري،
👈فسنته ﷺ واتباع هديه واقتفاء آثاره ﷺ بمثابة جواز دخول لجنة هو فاتحها ﷺ؛ فعند مسلم: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله ﷺ: *«آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: مَن أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أَفْتَحَ لأحد قَبلك».*
📗أخرجه مسلم.
✅وصَدَق من قال:
والدعاوى إذا لم تقم عليها بينات فأهلها أدعياء…
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن الحبيب لمن يحب مطيع.
❁ــــــــــــــــ(الخاتمة)ــــــــــــــــ❁
👈وفي خاتمة رسالتي📩هذه أود أن أبعث رسائل فأقول:
1- نحن في مسألة المولد بين فرق ثلاث: وهابية معادية (تحرم المولد وبقوة)، وصوفية رافضية مغالية (توجب الاحتفال بالمولد، وتفرض على الناس ذلك)، وجمهور الأمة معتدلة متوسطة (تجيز الاحتفال بالمولد، ولا تمنعه، ولا توجبه، بل ترى من فعله فله أجر بشرط خلوه من المحرمات كإسراف واختلاط، وبدع محدثات، ومن لم يحتفل فلا أجر ولا وزر) ولا ريب أن الأخير هو الصواب، والحق الذي ينبغي عليه الوفاق، وترك الخلاف والشقاق.
2- أمتنا اليوم أشغل، وفي موقف أعظم من ملاسنات، ونزاعات، وتبديع، وتفسيق، وتضليل في مسألة الخلاف فيها قائم، والحق فيها غير منحاز لجهة بعينها، ولا تمتلكه طائفة باسمها، فاربعوا بأنفسكم، وانشغلوا بما يهم أمتكم، وما يعود عليكم وعلى الأمة نفعه.
3- اجتماعنا أحب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم من احتفالنا لأجله، أو تركه وعدم احتفاء بمولده، وإن كان الوفاق متعذر لكن التخفيف من حدته ممكن، والوصول للممكن ممكن، فليخفف المغالي، وليتنبه الجافي.
4- أهم من الاحتفال وتركه الاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبه، والعمل بسنته، واقتفاء أثره، وتحيكم منهجه، والاهتداء بهديه.
5- لن ينفع الأمة الاحتفال، ولن يضرها تركه بقدر ما ينفعها توحدنا، ويضرها تفرقنا وتمزقنا واختلافنا وتخاصمنا، بالرغم أن ديننا يسعنا جميعًا فلا نضق بإخواننا صدرًا، ولا نضيق واسعًا، ولا نسد مفتوحًا، ولا نمنع جائزًا، ولا نبيح ممنوعا.
*✍️والله تعالى أحكم وأعلم، والحمد لله رب العالمين.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ...المزيد
تحرير المقال في مولد ووفاة خير الأنام ﷺ.📚 🕰 📚 #تحرير_المقال_في_مولد_ووفاة_خير_الأنام_ ...
📚 #تحرير_المقال_في_مولد_ووفاة_خير_الأنام_ ﷺ.🕰
#خلاصات_فقهية
💎-مولد النبي ﷺ أعظم حدث تاريخي في الإسلام، ومع ذلك فلم يكن يُعلم من أن هذا المولود ﷺ سيكون أمره بهذا الحجم والعظمة، فلم يُهتم بتاريخ ولادته، وهذا شأن كثير من العظماء لمن كان له اطلاع بسيرهم، بينما يقع الإجماع المتواتر على وفاتهم، ومنهم نبينا أعظم عظيم من البشر ﷺ، فهناك خلاف في تاريخ ولادته ﷺ في اليوم والشهر، لكن مع هذا فقد حصل اتفاق بين المؤرّخين- أو أشبه باتفاق- في يوم وعام ولادته ﷺ، وكذا في يوم وعام وتاريخ وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام، فأمّا عام ولادتهﷺ فعام الفيل اتفاقاً -أو أشبه به-، بل نقل البعض الإجماع-كابن القيم في زاد المعاد، وكذا ابن الجوزي-، وأما يوم ولادتهﷺ فاتفقوا أنه ولد يوم الاثنين؛ وذلك لحديث صحيح رواه مسلم وغيره: سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ :"ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ"، وأما يوم وتاريخ وعام وفاته ﷺ، فباتفاق أنه في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، في العام الحادي عشر للهجرة، وما عدا ذلك فخلاف واسع بين المؤرّخين: والجمهور أن وفاته وولادته في نفس الشهر واليوم12/ربيع الأول/، يوم الاثنين، يوافق ذلك بالميلادي571م.
📍-وقيل بل ولادته ﷺ في ربيع الأول، لكن في 2 وقيل 8 وقيل 9 وقيل 12 منه، وهو رأي الجمهور-كما سبق-، وقيل في صفر، وقيل في رمضان، وقيل غير ذلك.
🔖-وباختصار فولادته ﷺ في عام الفيل، يوم الاثنين 12ربيع الأول على الراجح، ومذهب الجمهور والمشهور عند الناس، ووفاته ﷺ: في يوم الاثنين 12 ربيع الأول، عام11 للهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
🌹#بُشْرى: ترقّبوا منشوراً مطولاً محقّقّاً عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
الأحاديث الصحاح في أذكار المساء والصباح وأحكامهما الفقهية 🌌 ...
🌌 #الأحاديث_الصحاح_في_أذكار_المساء_والصباح_وأحكامهما_الفقهية 📚
#خلاصات_فقهية
◈- *من منشورات قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي على تليجرام.*
*للاشتراك اضغط↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
-----------
🌠-الحمدللّه وحده وبعد:
فقد ألـحّ عليّ بعض الإخوة في مجموعات الفتاوى الشرعية على الوتساب بكتابة المأثورات الصباحية والمسائية الواردة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وهـأنـذا لبّـيت طلبهم بعد فـترة، وألحقت بعض أحكامها؛ حرصاً على الفائدة، وليجمع المسلم بين تزكية النفس، والعلم بالحكم.
📌- وللعلم فبحمد الله وفضله الكتيّـبات والمؤلّفات في المأثورات(الصباحية والمسائية) كثيرة، والأهم أنها منتشرة، ويجزئ المسلم أي كتاب منها مادام صحيحا، إلا أن بعضها قليلة لم تعمل على إحصاء ما في كتب السنة، وبعضها سردت أحاديث ضعيفة جداً، بل بعضها موضوعة!.
💠- ولـلـتـنـبـيه: فهذه المأثورات لم يرد أي حديث في ترتيبها، فلهذا لاحرج من أي تقديم وتأخير فيها، إلا أن الأضبط لعدم النسيان، وللحفظ أن يلتزم المسلم بالمرتّب، وما سأسرده أحدها، ولن أذكر فضل الحديث؛ رغبة في الاختصار، ولن أذكر إلا ما صحّ من الأحاديث كما هو العنوان:
🔶- *أولاً: الآيات:*
1- آية الكرسي: (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255). ( مرة واحدة).
2-آخر آيتين من سورة البقرة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ , لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:285-286) .( مرة واحدة).
3-سورة الإخلاص. 4-وسورة الفلق. 5-وسورة الناس. (ثلاثاً ثلاثا).
🔶- *ثانياً: الأحاديث:*
1-( أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ)، (مرة واحدة) .
وَإِذَا أَمْسَى قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا لكن يقول:( أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ للهِ).
2-( أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلَاصِ، وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) مرة واحدة.
وَ في المساء يقول ذلك أيضاً لكن يقول: (أَمْسَيْنَا).
3-(رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ- صلى اللهُ عليه وسلَّم - رَسُولًا) (مرة واحدة).
4- (اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ) مرة واحدة.
وَإِذَا أَمْسَى قَالَ: (اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا , وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
5-( سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ). (ثلاثا).
6-(بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).(ثلاثا).
7-(أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ). (ثلاثا).
8-(اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) (ثلاثا).
9-(اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إِلَهَ إلا أنت، خَلقْتني، وأَنا عَبدُكَ، وأنا على عَهدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعتُ، أَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعمَتِكَ، وأبُوءُ لك بذنبي، فَاغْفِر لي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذنوبَ إلا أنتَ) (مرة واحدة).
10-(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) (مرة واحدة).
11-( اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ) (مرة واحدة).
12-(اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّة، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النّارِ)(سبع مرّات).
13-(يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرَفَةَ عَيْنٍ). (مرة واحدة).
14-( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ). ( عشر مرات ).
15-(سُبْحَانَ اللهِ، الْحَمْدُ للهِ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ). (مِائَةَ مَرَّة).
16-(لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (مِائَةَ مَرَّة).
17-(سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ) (مِائَةَ مَرَّة).
18-( أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ) (مِائَةَ مَرَّة) .
…والحمدللّه رب العالمين...
📚*من أحكام المأثورات* 📚
🔖-الأصل المحافظة على النص النبوي بدون أي تعديل، فمن كان يقرأ المأثورات السابقة في جماعة فليقل مثلاً: ( رضيت بالله ربا...)الحديث، ولايقل: (رضينا…) وهكذا غيره؛ محافظة على لفظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد ثبت في المتفق عليه عن البراء بن عازب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول))، قال البراء: فقلت استذكرهن، فقلت: وبرسولك الذي أرسلت! قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا وبنبيك الذي أرسلت))، فـنهاه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن تعديل اللفظ النبوي، وأمره بمتابعة الألفاظ كما وردت، وعدم تغييرها، حتى ولو كانت تؤدي لنفس المعنى، خاصة وهي أذكار، والأذكار متعبّدة باللفظ لا بالمعنى.
💎2-إذا أراد الوالد -أو المعلّم- تعليم وتحفيظ ولده الأذكار فلابأس بالقراءة جماعياً؛ على أن لاتُـتخذ عادة.
⏲️3-لا مانع من البدء بقراءة أذكار المساء من بعد العصر؛ فهو قول له أدلته، إلا أن الراجح بأن الليل يبدأ من المغرب، ولذا قال الله: ﴿ وَكُلوا وَاشرَبوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيلِ ﴾[البقرة: ١٨٧]، وقال: ﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾[غافر: ٥٥] وغيرهما، وهو الوقت الشرعي واللغوي والعرفي، وأما أذكار الصباح فالبدء من طلوع الفجر وهو معلوم.
وأفضل وقت المسائية بداية الليل مباشرة، وأوّل الصباح بعد الفجر أو بعد طلوع الفجر بالنسبة لأذكار الصباح.
⚙️3-هذه المأثورات لاحرج من قراءتها على كل حال بوضوء وبدونه، للحائض ولغيرها، إلا الجُنب فلايقرأ الآيات وليقرإ الأحاديث ولاحرج باتفاق الفقهاء.
🕯️4-إذا حصل ونسيها المسلم فليأتِ بها حين يذكرها، وذلك يجزؤه كأنما قرأها في وقتها؛ لأدلة كثيرة، ومنها: عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (" من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ") . رواه مسلم، فكل ورد -أو عبادة- نسيه الإنسان فله قضاؤه متى ذكره، وإذا كان قد أُجيز قضاء فرض الصلاة إذا تم نسيانها أو النوم عنها فكيف بهذه النوافل، فهي من باب أولى، وفي المتفق عليه قال صلّى اللّه عليه وسلّم: (( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك))، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: ((إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره)).
🔆5-الصواب أن يقتصر المسلم على الأعداد الواردة في السنة كما بـينـتُه سابقا بعد كل ذِكْر، وليست كل المأثورات تُقرأ ثلاثا.
✴️6-إذا لم يستطع المسلم قراءتها كاملة في وقت واحد فلاحرج من تقطيعها على أوقات فراغه، وليعلم أن أفضل وقتها بداية الليل وبداية النهار-الصبح- وقد سبق.
🕸️7-إذا وجد الأخ المسلم ضيقاً في وقته أحياناً ولا يستطيع الإتيان بكل المأثورات السابقة، فيمكنه الاقتصار على قولها ولو مرّة مرّة؛ أخذاً بالقاعدة الفـقهيّة: ما لايدرك كلّه، لايترك جلّه، وإذا ضاق وقته تماماً فيمكنه ترك الأذكار التي تقال مائة مرّة، بالرغم أن فضلها عظيم، وأغلبها رواها البخاري ومسلم لكن إذا كان ولابد فاعلا.
💧8-الأهم في المأثورات حضور الفكر مع الذكر، لامجرّد الهذي باللسان مع خلاء القلب عنها؛ فذاك يتعبه وقد لاينفعه-إلا أن يشاء اللَه-، والله في كتابه قد جمع بين الذكر والفكر فقال:﴿الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾[آل عمران: ١٩١].
✨9-هذه الأذكار -الصباحية والمسائية- عبادة مستقلة، فلا يكفي عنها قراءة أذكار بعد الصلاة مثلاً لآية الكرسي والإخلاص والمعوّذتين؛ لأن تلك عبادة مستقلة وهذه عبادة مستقلة، مثلها مثل صلاة الظهر فلا تصح عن صلاة العصر أو العشاء فيقول إنسان متساويات في العدد!.
-واللّه تعالى أعلى وأعلم.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik ...المزيد
📚🌙 #التبيان_في_فضائل_وأحكام_شعبان 🌙 📚 #خلاصات_فقهية ◈- *من منشورات قناة فتاوى* *الشيخ/عبدالله ...
#خلاصات_فقهية
◈- *من منشورات قناة فتاوى* *الشيخ/عبدالله رفيق السوطي ، على تليجرام.*
*للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
-----------
📍 -إن شهر شعبان هو المقدّمة لشهر أجل وأعظم, شهر القرآن, شهر فيه ليلة القدر, شهر المغفرة والعتق من النيران, شهر الفضائل والمكرمات, إنه شهر رمضان الذي ينبغي أن يستعد المؤمنون له الاستعداد الروحي الكامل, وهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم في شعبان كما سيأتي- إن شاء الله-.
💫 -وإن من سنن الله أن جعل لكل عبادة عبادة من جنسها تسبقها أو تتبعها ومن ذلك لو أخذنا الفرائض: قبل الصلوات الخمس هناك النوافل القبلية الممهّدة لها, وهكذا بعدها الرواتب والنوافل المطلقة الأخرى..., وفي الزكاة الصدقات, وفي الحج العمرة, وفي الصيام من أهم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليه صيام شهر شعبان الذي هو مقدّمة لرمضان كما أسلفنا, وقد بيّن في حديث صحيح الحكمة من اهتمامه عليه الصلاة والسلام بصيام شعبان فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ , قَالَ: " ذَلِكَ شَهْرٌ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ , يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ , وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ , فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " والحديث صحّحه الألباني, فهو شهر عظيم, ومن عظمته أن الله اختاره لرفع أعمال عباده فيه كما مرّ في الحديث, وهذا رفع أعمال العباد خلال السنة وإلا فهناك رفع يومي كما في حديث: أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ، مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْناهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)) متفق عليه, وهناك رفع أسبوعي كما وردت به الأحاديث الصحاح: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول-: (" تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ, وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيَغْفِرُ اللهُ - عز وجل - فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا, إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ) وفي رواية: (إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ فيَقُولُ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ: ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ")وفي رواية:((إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ)) وفي رواية: ((إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ)), وهناك الرفع الختامي وذلك في نهاية عمر الإنسان.
-ولقد كان الناس في الجاهلية-وطبعاً وأصحاب الجاهلية المعاصرة من الجهّال والحمقى يعظّمون رجب لا شعبان كصومهم له, وسبق لي أن تكلّمت مفصلا في منشور سابق شهر رجب في ميزان الفقه الإسلامي- يعظّمون شهر رجب فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلّم فعظّم شعبان بصومه له وكثرة تنسّكه فيه, ولقد عظّمه الله أيضاً حين اختار تحويل القبلة فيه.
🔖 *الصيام في شعبان* 🔖
📍 -من أهم وأعظم العبادات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان عبادة الصيام, فلقد وردت كثير من الأحاديث الصحيحة التي تفيد بمجملها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص كل الحرص على صيام أكثر شعبان، حتى أن من فرط اهتمامه بصيامه وصَفَته عائشة وأم سلمة بأنه كان يواصله برمضان؛ تأكيدا منهما على كثرة أيام شعبان التي صامها، والتي لم يعهد عنه في أي شهر يصوم مثل شعبان(غير رمضان)، ومن تلك الأحاديث:
- عن أبي سلمة قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (( كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صام من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا)) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ أبي داود.
-وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان)) رواه أبوداود وصحّحه الألباني.
- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان)) رواه أبوداود وصححه الألباني.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان))، رواه البخاري ومسلم وأبو داود و رواه النسائي والترمذي وغيرهما قالت: ((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله))، وفي رواية للنسائي قالت: (( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لشهر أكثر صياما منه لشعبان كان يصومه أو عامته))، وفي رواية للبخاري ومسلم قالت: ((لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله )), فهذه الأحاديث وغيرها تدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام أكثر شعبان، وقول عائشة وأم سلمة بأنه كان يصوم كله إنما هو مبالغة في صيامه لشعبان على الراجح، أو أنه كان يصوم أحيانا لكل شعبان وأحيانا لأغلبه، والأوّل هو ما رجحه ابن حجر وغيره؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ((ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان )).
-هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان لا هدي الجهلة والمبتدعة الذين يحرصون على صيام رجب بل لا يفطرون منه يوما، فإذا جاء شعبان لا يصومون منه يوما؛ مخالفة صريحة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله, بينما ربنا يقول: ﴿ فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾[النور: ٦٣].
وليراجع منشوري *شهر رجب في ميزان الفقه الإسلامي*
*تأكيد صيام سرر شعبان* 🌗
📍 -ولقد جاءت الأحاديث الصحيحة تؤكد على صيام ولو بعض شعبان –لمن لم يستطع صيام أكثره- وهي سرره(أيام البيض13 و14 و15) فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (" قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - لِرَجُلٍ: هَلْ صُمْتَ مِنْ سُرَرِ شَعْبَانَ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا), فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -:( " فَإِذَا أَفْطَرْتَ مِنْ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ ") متفق عليه.
🌘 *حكم الصوم بعد نصف شعبان*
وهنا يجدر التنبيه لجملة أحاديث صحيحة في حكم الصوم بعد نصف شعبان: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: (" إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فلَا تَصُومُوا حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ ") وفي رواية: (" لَا صَوْمَ بَعْدَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَتَّى يَجِيءَ شَهْرُ رَمَضَانَ "), رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وصحّحه الألباني، وفي رواية للبيهقي والدارقطني وصحّحه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَحْصُوا هِلَالَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ وَلَا تَخْلِطُوا بِرَمَضَانَ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صِيَامًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ )). فللأحاديث السابقة نقول: ليس من السنة ابتداء الصيام بعد منتصف شعبان مادام وأنه لم يصم قبل ذلك، ويتأكد النهي إذا اقترب رمضان جدا بحيث لم يتبقَ سوى يوم أو يومين؛ وذلك لحديث: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: (" لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ")رواه البخاري ومسلم.
وللعلم فالشافعية يحرّمون تقدّم رمضان بصوم يوم أو يومين, ويكره عندهم من النصف؛ للأحاديث الصحيحة, والجمهور يجوّزون؛ لضعّف الأحاديث السابقة لديهم, وبعضهم يرى الكراهة, والراجح التفصيل:
1-فمن كانت عادته الصيام كيوم الاثنين والخميس فلاحرج في صومه ولو قبل رمضان بيوم أو يومين؛ لأنه صام لعادته لا شكّاً في دخول رمضان, أو ابتداء صوما لم يكن يصمه قبل ذلك؛ لما في المتفق عليه: (" لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ").
2-من لم يدركه الزمن لصوم ما عليه من قضاء في رمضان, ولم يقدر البدء إلا بعد نصف شعبان فلا حرج من صومه, بل إذا كان الجمهور يوجبون صيام الواجب من رمضان -لمن أفطر- قبل دخول رمضان آخر وتضايق عليه الوقت فقد يكون صومه هذا من قبيل الواجب؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
3- وأما من بدأ الصيام قبل نصف شعبان فهذا لا يشمله النهي من باب أولى بلاخلاف؛ لقول عائشة رضي الله عنها: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا ).
⏰ *وجوب صيام القضاء قبل مجيئ رمضان* ⌚
-الواجب على من أفطر في رمضان لعذر-كالمرأة الحائض أو المسافر- أن يبادر بقضاء ما عليه قبل أن يدخل رمضان آخر؛ ولهذا جاء في المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: )) كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ((، قَالَ يَحْيَى –أحد الرواة-: (الشُّغْلُ مِنَ النَّبِيِّ أَوْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) متفق عليه, ولعلها كانت تصوم مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان يكثر الصيام في شعبان كما سبق وتعلم ذلك منه, أما غير شعبان فلا تعلم يقينا أنه سيصوم, ولهذا جاء في المتفق عليها قولها:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم)).
🔴 *صيام يوم الشك*🔴
-واليوم الذي يسبق شهر رمضان-تحديدا 30شعبان- لا يجوز صومه عند جماهير الفقهاء؛ كشك في دخول رمضان وعدمه فإن كان رمضان فهو عنه وإن لم يكنه فهو نافلة! وفي الحديث الصحيح: عَنْ صِلَةَ بِنْ زُفَر قَالَ:( كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ, فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَقَالَ: كُلُوا, فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلى الله عَليهِ وسَلم). وانطر لقوله:( فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ), وقوله هذا له حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم فهو ممن عايش النبي صلى الله عليه وسلم حياته كلها ومع هذا لم يره صائما ليوم الشك, ثم فيه زيادة على العبادة المفروضة التي أمرنا الله بها (رمضان), واستدراك للشرع, ناهيك على أننا نتعبد الله بالنصوص والنص قد دل على رؤية الهلال وعدمه, ثم إن من علة تحريم تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين: الفصل بين الفرض والنفل فلا يدخل صوم شعبان النفل في صيام رمضان الفرض, وهذا الفصل قد أكدت عليه الشريعة في الصيام وغيره وكثيرا, وذلك كتحريم صيام يوم العيد، فيفصل العيد بين الفرض وبين من أراد النفل أو صيام واجب آخر عليه, وكذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة نفل حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وهكذا كُره للإمام أن يتطوع في مكانه، بل كُره له أن يستديم جلوسه بعد الصلاة مستقبلا القبلة بل ينحدر تجاه المصلين.
ثم قد ورد النهي عن صيام يوم الشك عن غير عمار منهم ابن عباس وغيره فعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: (أَصْبَحْتُ فِي يَوْمٍ قَدْ أُشْكِلَ عَلَيَّ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ, فَأَصْبَحْتُ صَائِمًا, فَأَتَيْتُ عِكْرِمَةَ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَبَقْلاً فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ, فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ: أُقْسِمُ بِاللهِ لَتُفْطِرَنَّ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ حَلَفَ وَلَا يَسْتَثْنِي تَقَدَّمْتُ, فَتَعَذَّرْتُ وَإِنَّمَا تَسَحَّرْتُ قُبَيْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قُلْتُ: هَاتِ الآنَ مَا عِنْدَكَ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عَليهِ وسَلم: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ, وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَحَابٌ فَكَمِّلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ، وَلَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالاً), وعَنْ عَامِرِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَّ عُمَرَ، وَعَلِيًّا، كَانَا يَنْهَيَانِ عَنْ صَوْمِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ».
🌹 *ليلة مباركة* 🌹
-من عظيم فضل شعبان أن الله يطلع فيه على العباد في ليلة نصفه فيغفر لهم جميعاً إلا من استـثـنـته الأحاديث التي صحّحها بعض المحدّثين كالألباني: فَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ , فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ , إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " ) وفي رواية: ("فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِين، وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ , حَتَّى يَدَعُوهُ ").
ويصدق في هذه اللية حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ). وحسّنه الألباني, وإن هذه الليلة لمن نفحات الله فلنتعرّض لها.
وليراجع منشوري الليلة المباركة.
🌗 *ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها* 🕌
-قد وردت كثير من الأحاديث عن ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها, وتخصيصها بقيام أو ذكر وغير ذلك, أو نهارها بصيام.. وخلاصة أقوال المحدّثين في تلك الأحاديث بأن: الوارد إما ضعيف جداً أو موضوع.
وقد أحسن البحث فيها صاحب كتاب: إرواء الظمآن بما ورد في ليلة النصف من شعبان قال:( وقد رويت أحاديث متعددة في أمور تتعلق بشهر شعبان وهي على أنواع كما يلي:
- أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان ويومها وهي على أنواع:
أ/ أحاديث في النزول الإلهي ليلة النصف ومغفرة الله لخلقه باستثناء المشرك والمشاحن وفي أحاديث استـثـنت العاق وقاطع الرحم والزانية.
بَ/ أحاديث في فضل قيام ليلة النصف وبعض الصلوات المخصوصة ، وبعض الأدعية المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تلك الليلة وأن الدعاء فيها لا يُرَدّ.
جَـ/ أحاديث في فضل صيام يوم النصف على الخصوص.
د/ أحاديث في أن الأعمال ترفع ليلة النصف وفيها تقسّم الأرزاق وتقطع الآجال).
#شهر_شعبان_فضائل_وأحكام
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
✍- 📚 #مختصر_الكلام_في_أحكام_الرؤى_والأحلام 📚 💡 #خلاصات_فقهية ﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ◈- *من منشورات قناة فتاوى ...
#خلاصات_فقهية
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
◈- *من منشورات قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي، على تليجرام.*
*للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
---------
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ, وبــــــــعــــد:
💡 *لماذا أحكام الرؤى...!!!*
لا يخلو يوم من الأيام-تقريباً- إلا ويأتيني سائل جديد يطلب مني تعبير رؤياه, بالرغم أني قد كررت مرارا أنه لا علم لي بتعبير الرؤى, ولم يفتحِ الله عليّ في هذا الباب؛ فهو باب يؤتيه الله من يشاء من عباده كيوسف عليه السلام: (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)[يوسف:21], ومن كثرة السائلين هممت وكثيراً أن أجعل حالتي الدائمة –واتساب- لا علم لي بتعبير الرؤى, ولكثرة ما رأيت من أولئك ألزمت نفسي وفرّغت من وقتي لأكتب فقهاً عاماً مختصراً في الرؤى وأحكامها في الفقه الإسلامي؛ لعل هذا المنشور يسد ثغرة كبيرة لدى القارئ الكريم, ويسعف السائل إسعافاً طارئا, ويهدّئ من روعه, ويجد فيه فوائد جمّة كان الأصل العلم بها قبل هذا الوقت, ولعلي بهذا المنشور -إن شاء الله- أصحّح بعض الأخطاء الواقعة عند كثير من الناس في شأن الرؤى وأحكامها, وسيجد في ثنايا هذه الأسطر ما يشفي غليله, ويريح نفسه, ويزيل عنه عناء كثيرا -بإذن الله- وذلك بالأدلة الشرعية لا غير, والآن آن الأوان للبدء بما نريد فأقول مستعيناً بالله تعالى:
لقد قص الله علينا في كتابه الكريم بعض أخبار الرؤى وصدقها وعظمتها كقصة رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام عندما حدّث والده برؤياه كما أخبر الله عنه: (إنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)[يوسف:4], وعن الملك ورؤياه:(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)[يوسف:43-44] وعن صاحبَي يوسف في سجنه: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف 36].
↩ومن عظيم أمر الرؤى في ديننا أن نبينا صلى الله عليه وسلم أوّل ما بُدئ به الوحي: الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح كما في الحديث المتفق عليه (يعني يراها في الواقع كما رآها مناماً سواء بسواء).
ومما يدل على أهمية الرؤى و شأنها ما جاء من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بها, وسؤال أصحابه-وكثيرا- عن رؤاهم في المنام, ففي البخاري عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ) رواه البخاري.
↩ومن عظيم اهتمام الشرع الإسلامي بالرؤى -ومن أهميتها كذلك- ما وردت به الأحاديث الصحيحة وأسوق بعضا منها: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " رواه البخاري ومسلم, واقتراب الزمان قيل المراد به اعتدال الليل والنهار، وقيل قرب قيام الساعة؛ فكأنه: كلما ابتعد الناس عن زمن النبوة والحق ثبّت الله المؤمنين بتلك الرؤى المبشّرة.
بل هي من أجزاء النبوة كما مرّ في الحديث السابق وفي غيرها من الأحاديث الصحيحة ومن ذلك أنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) رواه الترمذي وأبي داود وصححه الألباني, وفي رواية لمسلم عن ابن عمر: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ) رواه مسلم, وفي تفسير الحديث قال كثير من العلماء لعل معنى هذا: أنّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان أول ما بُدئ به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح، فاستمر ذلك معه قبل نزول جبريل عليه السلام عليه ستة أشهر، ثم إنه عليه الصلاة والسلام استمرت نبوتُه ورسالتُه ثلاثة وعشرين سنة، وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة, يعني: ستة أشهر بالنسبة لثلاثة وعشرين سنة جزء من ستة وأربعين جزءاً, وقال بعض العلماء –كالطبري-: هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف حال الرائي، فالمؤمن الصالح : تكون رؤياه جزءاً من ستة وأربعين جزءاً، والفاسق جزءاً من سبعين جزءا أي بعد من المؤمن.
بل ما هو أعظم ويهمنا واقعاً معاصراً أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : «لم يَبْقَ بعدي من النبوة إلا الْمُبَشِّرَاتُ، قالوا: وما الْمُبَشِّرَاتُ ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو تُرى له » رواه البخاري, وفي رواية: (ذَهَبَتْ النُّبُوَّةُ ، وَبَقِيَتْ الْمُبَشِّرَاتُ) أخرجه أحمد وابن ماجة وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
📌 *أقــســــام الــــــرؤى* 🌷
-ليس كلما يراه الإنسان في منامه يصح أن يعبّر, أو له تعبير, أو تحقّق في الواقع, وإنما هناك قسم واحد فقط يُعبّر, وهذا القسم نادر الوقوع, وقبل أن أسوق شرح الأقسام الثلاثة وعلاماتها وأمثلتها وتفاصيلها أذكر الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم وغيره, والذي فيه بيان لأقسام الرؤى: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (" الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ "), وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ :مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ) صحّحه الألباني, ففي الحديثين نص صريح أن الرؤى على أقسام ثلاثة:
1-رؤيا حق(وهي التي سمّاها الحديث بالصالحة), وتنقسم هذه إلى قسمين: إما مبشّرة مفرحة للمؤمن, وإما منذرة محذّرة له من أو عن شر فيتقيه ويبتعد عنه (وسيأتي كيف يتعامل معهما), ومثالهما من القرآن رؤيا يوسف وصاحبَيه والملك فيما سبق.
2-رؤيا شيطانية( وتسمّى حلما لا رؤيا وقد تسمّى رؤيا من باب المجاز وسأستخدم هنا اللفظين) ودليل ذلك حديث أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:( الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ...) رواه البخاري، ومسلم, وهذه الرؤيا( الحُلُم): تحزن وتقلق الإنسان في نومه أو بعد نومه بلافائدة تعود عليه, ولذا يكره للمسلم أن يشغل بها نفسه ومن حوله-وسيأتي التفصيل-, وخير مثال لها ما ثبت في صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ» رواه مسلم.
3-حديث النفس أو أضغاث الأحلام, ولعلها الأغلب في الرؤى( وهي الأسهل وستأتي أمثلـتها).
-ونأتي الآن لمزيد تفصيل عن كل ما سبق من أقسام الرؤى وإنما ذاك مختصر والتالي نوع تفصيل:
إذاً ليس كل ما يراه الناس في منامهم يكون في الحقيقة رؤيا؛ بل كثير من الناس يرى ولا تكون رؤياه حقا؛ بل تكون من أحاديث النفس أو تكون من تلعّب الشيطان بالإنسان في المنام –وقد سبقتا-.
ومثال حديث النفس: كرجل نام وهو يحدث نفسه بالسفر فرأى أنه مسافر, فهذا من حديث النفس لا تعبير له ولا يشغل به نفسه أبدا, ومثله من نام على عطش شديد فرأى أنه يسبح بين ماء أو يشربه... وهكذا.
وأما رؤيا تلعّب الشيطان بالإنسان في نومه فعلامتها: تكون غير واضحة المعالم, وإنما ملخبطة من هنا وهناك, وتفاهات وأضحوكات لا مثال لها في الواقع, ولا يُعلم أين أولها من آخرها, ومثالها الحديث السابق: عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ» رواه مسلم, ومن هذا الحديث يتبيّن لنا أن الإنسان منهي أن يخبر عن تلعّب الشيطان به في منامه, ولا ينبغي له أن يخبر الناس بها فضلا عن أن يسعى لتعبيرها, أو يشغل نفسه بها, أو ينتظر وقوعها حقيقة بل يجعل هذا القسم والذي قبله(حديث النفس) وجودهن كعدمهن تماما.
- *وباختصار:* فلعل القسمين السابقين(حديث النفس وتلعّب الشيطان) هما الغالب في رؤى الناس, ومع ذلك تجدهم يشغلون أنفسهم وغيرهم بالحديث عنهما, وطلب تعبيرهما وبإلحاح شديد, ويقلق نفسه بهما بالرغم النهي الوارد في ذلك, وما ذاك إلا من تحزين الشيطان للإنسان, والسعي لجعله مهموما مغموما - في نومه وصحوه -منتظرا للشر متى يقع عليه: (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) المجادلة(10), وإذا أخرجنا ما سبق(رؤيا حديث النفس وتلعّب الشيطان) فلم تبقَ لنا إلا رؤيا الحق, أو ما سمّاها الحديث السابق بِالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ, وعلامتها : تكون واضحة المعالم والمداخل والمخارج, محفوظة معلومة لدى الرائي, وفيها أمثال وإشارات يعقلها العلماء المتخصّصون في هذا المجال: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)[العنكبوت:43],
وقد جاءت التوجيهات النبوية كيف يتعامل المسلم مع الرؤى بأقسامها, وهنا سأسوق الأحاديث ثم أعقّب بتعداد تلك الآداب والتوجيهات:
💡 *الأحاديث التي وردت في التعامل مع الرؤى:*
1-ففي المتفق عليه: (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ), وفي حديث آخر صحيح: «وَلَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا لَبِيبًا أَوْ حَبِيبًا» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي وصححه الألباني.
2- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ ) رواه البخاري.
3-وعَنْ أَبِي رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يَتَحَدَّثْ بِهَا، فَإِذَا تَحَدَّثَ بِهَا سَقَطَتْ» رواه أبو داود والترمذي وصحّحه الألباني.
4-وعند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ).
5- وفي حديث أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ، حِينَ يَسْتَيْقِظ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوّذْ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ)رواه البخاري ومسلم, وفي رواية البخاري: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ ).
6-وعن أَبَي سَلَمَةَ، قال: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ: وَأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ» البخاري، ومسلم, وفي رواية أخرى قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: «إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا هِيَ أَثْقَلُ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا كُنْتُ أُبَالِيهَا» رواه البخاري ومسلم.
7- وعَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» رواه مسلم.
8- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَتَحَوَّلْ وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَسْأَلِ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا ) صحيح سنن ابن ماجه.
📌 *آداب وضوابط في التعامل مع الرؤى:*
من خلال الأحاديث السابقة
ما سبق كان بالنسبة لنصوص الأحاديث التي ذكرت آداب وضوابط من رأى رؤيا، والآن أسوق الآداب تلك ملخّصة من الأحاديث السابقة وهي على ما يلي:
↩ *آداب رؤيا الحق:*
1-يحمد الله عليها.
2-يستـبشر بها.
3-يحدّث بها من يحبّ, ولا يفسّرها له هذا الحبيب إلا بشرط علمه, وإلا فيكتفي بالسماع.
4-يطلب تعبيرها من أهل الاختصاص لا من غيرهم.
↩ *آداب من رأى رؤيا يكرهها:*
أولاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا.
ثانياً: الاستعاذة بالله من شر تلك الرؤيا ثلاث مرات(أعوذ بالله من شرّ هذه الرؤيا).
ثالثاً:
النفث عن اليسار ثلاث مرات(والنفث: إخراج النفس بطرف اللسان مع الشفتين بدون ريق أو بقليل منه).
رابعاً: التحوّل من الجنب الذي كان عليه إلى جنب آخر.
خامساً: إذا تكرر هذا الحلُم أو الرؤيا المزعجة، فلــيقم وليتوضأ ولــيصلّ لله ركعتين.
سادساً: أن لا يحدّث أحدا بهذا الحلم, أو ينـشغل به، أو يشغل الرائي به نفسه، أو يفكّر فيه.
سابعاً: زاد الحافظ ابن حجر أدباً سابعاً قال: (ورأيت في بعض الشروح ذكر قراءة آية الكرسي).
ومن عمل بــتلك الضوابط والآداب أو بعضها فإنها لن تضرّه تلك الرؤيا مهما بلغت عظمتها في نفسه كما ضمن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت من أحاديث سابقة.
يقول النووي رحمه الله: (وينبغي أن يجمع الرائي بين هذه الآداب كلها ويعمل بجميع ما تضمنته الروايات، فإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله، كما صرحت بذلك الأحاديث).
🔔 *تــنـبـيه* 🔔
-القسم الثاني من رؤيا الحق قد تكون في البداية مقلقة مخوّفة محزنة لكنها نذير وتنبيه من الله لذلك الرائي, ولعل ذلك دليل حب الله له, مثال ذلك ما ثبت في المتفق عليه عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : (كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا فَأَقُصَّهَا عَلَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَكُنْتُ غُلاَمًا شَابًّا أَعْزَبَ ، فَكَنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ - قَالَ - فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : انْطَلِقْ بِهِ إِلَى النَّارِ قَالَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ قَالَ : فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي : لَمْ تُرَعْ قَالَ : فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفْنَا عَلَى النَّارِ ، فَإِذَا هِي مَطْوِيَّةٌ ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَي الْبِئْرِ قَالَ وَرَأَيْتُ فِيهَا رِجَالاً أَعْرِفُهُمْ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهَا ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ ». قَالَ سَالِمٌ : فَكَانَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً, رَوَاهُ الْبُخَارِي ومسلم.
فمع أن هذه الرؤيا ظاهرها مفزعاً لابن عمر رضي الله عنهما، إلا أنها كانت محفزّة له لفعل الخير؛ فقد دلّه النبي صلى الله عليه وسلم على ما ينجيه من تلك النار التي رآها في منامه.
📌 *الرؤيا فتوى فلا يحل لمسلم أن يقول فيها ما لا يعلم* 🔔
لقد نصّ الله في كتابه الكريم أن تعبير الرؤى فتوى كما قال: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ) يوسف64, وقوله: (قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ), وبأنها فتح وإلهام رباني: (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) يوسف21.
-وقد نقل ابن عبد البر عن الإمام مالك أنه سُئل: أيعبّر الرؤى كل أحد؟ فقال مالك : أبالنبوة يلعب؟! (يريد أن يوسف النبي كان تعبيره منحة ربانية, وخصيصة اختصها الله بها, وكذا لأنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة), وقال أيضاً : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى مكروهًا فليقل خيرًا أو ليصمت، قيل: فهل يعبّرها على الخير، وهي عنده على المكروه؛ لأنها على ما أوّلت عليه؟ فقال: لا فالرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة.
وقد نقل ابن عبد البر أيضاً عن هشام بن حسّان أنه قال: كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء، إلا أنه يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم, وكان يجيب في خلال ذلك ويقول: إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب, هذا ابن سيرين الذي قيل عنه يوسف هذه الأمة, وقال عنه الذهبي: له تأييد إلهي في تعبير الرؤى, ويُلقّب بالشهاب العابر, ومع هذا يحذر كل الحذر من أن يقول ما لا يعلم.
بل قل لا تكن حاشية عزيز مصر أورع في باب التعبير من بعض الناس في زماننا الذين لا يتحاشون أبدا من أن يقولوا ما لا يعلمون ويفتون فيما لا يحسنون: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)يوسف44, هذا قولهم وهم على الإسلام!.
وإذا كان أحيانا المعبّر نفسه والعالم بالرؤى قد يخطئ في تعبيره, فكيف بالجاهل! وخير مثال على ذلك الصديق رضي الله عنه وذلك حين عبّر رؤيا بين يدَي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له (أَصَبْتَ بَعْضًا وأَخطَأْتَ بَعْضًا) والقصة بنصها في المتفق عليه: عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلاً أَتى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبى أَنْتَ، وَاللهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اعْبُرْ قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآن، حَلاَوَتُهُ تَنْطِفُ فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ؛ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّل لَهُ فَيَعْلُو بِهِ فَأَخْبِرْنِي، يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَاْتُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَصَبْتَ بَعْضًا وأَخطَأْتَ بَعْضًا قَالَ: فَوَاللهِ لَتُحَدِّثنِي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ قَالَ: لاَ تُقْسِمْ) بالرغم أن الصديق إمام عالم في هذا الشأن, وكان يُفزع إليه في مثل هذا, وخير مثال على حسن تعبيره وفطنته, تعبيره لرؤيا عائشة قالت: (رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكر، فسكت، فلما توفي رسول الله، ودُفن في بيتي، قال لي أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها), روى ذلك الإمام مالك في الموطّأ, سقت ذلك لأبيّن خطورة التقوّل والمجازفة في تعبير الرؤى, وسواء من قِبل الرائي من كتب لديه ففي الصباح تراه هائما حتى يقرأ تلك الكتبّ! أو يذهب لبعض الجهلة ليعبّرها له.
📌 *وسائل التواصل والرؤى* 📱
ومع توفّر وسائل التواصل لنا, وسهولتها علينا لزم التنبيه بأنه: قد ادعى كثير من الدجّالين عبرها بأنهم يحسنون الفتوى أو الطب أو تعبير الرؤى... وكل ذلك كذب محض لا يشك فيه عاقل، وإنما يجعلون دعاويهم تلك وسائل لصيد السذّج من الناس خاصة النساء، ثم يأخذونهم لما يأخذونهم من سحر، أو نصب أموال... وفي مجالنا هذا- تعبير الأحلام- إذا كان ديننا قد نهانا أن نشغل أنفسنا بتلك الرؤى، ونهانا أن نقــصها إلا على حبيب أو خبير فكيف تقصّ على أولئك!.
📌 *ما لابد منه*
ومن أعظم وأهم ما يجب التنبيه عليه هنا: أنه ليس كل فقيه أو عالم أو مفتي أو داعية أو إمام مسجد أو كل صالح يستطيع أن يعبّر الرؤيا؛ فتعبير الرؤيا منحة ربانية كما قال الله: (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ)[يوسف:21].
📌 *الاعتماد على كتب التعبير* 📚📚
- ومما يجدر التنبيه عليه بأنه لا يكفي الاعتماد على الكتب التي تتحدّث عن تعبير الأحلام والرؤى؛ ففي أحيان كثيرة يكون تعبير الرؤيا من نفس ألفاظها, أو من مجريات أحداث سابقة للرائي, أو أحواله وبعض شأنه, ومن ذلك ما جاء في المتفق عليه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ» ففسّر النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا من ضمن ألفاظها الواردة في الرؤيا نفسها, وما أدرى الكتاب بهذه الألفاظ والأحوال! وكذا الجاهل الذي يسارع في التقوّل قبل أن يتم الرائي حديثه!.
📌 *الرؤى واختلافها* 💡
- ثم كذلك قد تذكر الكتب الخاصة بتعبير الرؤى التي في أيدي الناس بأن من رأى كذا فهو كذا وأضرب لذلك مثلا: ما يشاع أن من رأى في منامه بأنه مات فذاك دليل عمره الطويل, ومن رأى أنه عريس فذاك دليل قرب موته, وهكذا من رأى أسنانه سقطت دليل موت أهله ونفسه... لكن الحقيقة أن ذلك ليس في كل حال, ولكل رأىٍ؛ فالرؤيا وتعبيرها يختلفان باختلاف الحال والزمان والمكان والدين والعرف...لخ ولذا قال الإمام في هذا الشأن عبدالغني النابلسي في كتاب له عن الأحلام وتعبيرها إن :( تعبير الرؤيا تختلف من شخص إلى شخص, ومن بيئة إلى بيئة, ومن دين إلي دين, ومن فصل زمني إلى فصل آخر, فالسفرجل عند الفرس عز وجمال، وعند العرب سفر وجلاء، وأكل الميتة نكد عند من يحرمونها، ورزق عند من يستحلونها، والتدفئة بالنار والشمس خير في الشتاء، وشر في الصيف، والثلج والجليد غلاء وقحط في البلاد الحارة، وخصب وسعة في البلاد الباردة......لخ), وهكذا كثير مما يعلمه أهل هذا الفن, وعل العموم فليس هناك قواعد محدّدة تحتكم إليها الرؤيا وخير مثال لذلك هذه القصة: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ سِيرِينَ فقَالَ لَهُ: أَنَا رَأَيْت نَفْسِي أُؤَذِّنُ فِي النَّوْمِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ سِيرِينَ: تَسْرِقُ وَتُقْطَعُ يَدُك، وَسَأَلَهُ آخَرُ وَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَهُ الْأَوَّلُ فَقَالَ: لَهُ تَحُجُّ، فَوَجَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَا فُسِّرَ لَهُ بِهِ فِي الواقِعِ, فَقِيلَ لَابنْ سيْرين فِي ذَلِكَ فَقَالَ: رَأَيْتُ هَذَا بِسِمَةٍ حَسَنَةٍ وَالْآخَرُ بِسِمَةٍ قَبِيحَة.
خطر وإثم من عبّر رؤيا لا يحسنها
قد ثبت في أحاديث صحيحة -سبق بعض منها- أن الرؤيا إذا عبّرها المعبّر -عالم بها أو جاهل- فإنها تقع حسب ما عبّرها, وبالتالي لو عبّرها الغير عالم بالتعبير للرائي على شر فسيقع عليه ذلك الشر, وهكذا لو عبّرها على خير فسيقع الخير, وبالتالي يتحمّل المعبّر ظلم ما لو وقعت على ما عبّرها عليه في الشر, وفي الحديث الصحيح: (الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ) رواه أبو داود وغيره وصحّحه الألباني.
ومن عجيب ذلك ما حدّثت به عَائِشَةَ رضي الله عنها عن نفسها فقَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهَا زَوْجٌ تَاجِرٌ يَخْتَلِفُ، فَكَانَتْ تَرَى رُؤْيَا كُلَّمَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَلَّمَا يَغِيبُ إِلَّا تَرَكَهَا حَامِلًا، فَتَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقُولُ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ تَاجِرًا، فَتَرَكَنِي حَامِلًا، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ سَارِيَةَ بَيْتِي انْكَسَرَتْ، وَأَنِّي وَلَدْتُ غُلَامًا أَعْوَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرٌ، يَرْجِعُ زَوْجُكِ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى صَالِحًا، وَتَلِدِينَ غُلَامًا بَرًّا» فَكَانَتْ تَرَاهَا مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ، تَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: ذَلِكَ لَهَا، فَيَرْجِعُ زَوْجُهَا، وَتَلِدُ غُلَامًا، فَجَاءَتْ يَوْمًا كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَائِبٌ، وَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الرُّؤْيَا، فَقُلْتُ لَهَا: عَمَّ تَسْأَلِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَمَةَ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: رُؤْيَا كُنْتُ أُرَاهَا، فَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلُهُ عَنْهَا؟ فَيَقُولُ: خَيْرًا، فَيَكُونُ كَمَا قَالَ: فَقُلْتُ: فَأَخْبِرِينِي مَا هِيَ؟ قَالَتْ: حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرِضَهَا عَلَيْهِ، كَمَا كُنْتُ أَعْرِضُ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهَا حَتَّى أَخْبَرَتْنِي، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَمُوتَنَّ زَوْجُكِ، وَتَلِدِينَ غُلَامًا فَاجِرًا(يعني عائشة عبرتها لها)، فَقَعَدَتْ تَبْكِي، وَقَالَتْ: مَا لِي حِينَ عَرَضْتُ عَلَيْكِ رُؤْيَايَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا لَهَا يَا عَائِشَةُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، وَمَا تَأَوَّلْتُ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ(كلمة زجر وإنكار) يَا عَائِشَةُ «إِذَا عَبَرْتُمْ لِلْمُسْلِمِ الرُّؤْيَا فَاعْبُرُوهَا عَلَى الْخَيْرِ، فَإِنَّ الرُّؤْيَا تَكُونُ عَلَى مَا يَعْبُرُهَا صَاحِبُهَا، فَمَاتَ، وَاللَّهِ زَوْجُهَا، وَلَا أُرَاهَا إِلَّا وَلَدَتْ غُلَامًا فَاجِرًا» والقصة رواها الدارمي وحسّن إسنادها ابن حجر.
فزجْر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة دليل خطر ما فعلت, والأعظم من ذلك أن المرأة وقع عليها ما عبّرته لها عائشة, ولم يعبّرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن تعبير الرؤيا تقع على تعبير الأول كما سبق في الحديث, ومع أن المعبّر الجاهل هذا يتحمّل إثما لكن أيضا واجب المسلم أن لا يخبر برؤياه إلا من يحبّ إن كانت خيرا, ولا يعبّرها له إلا عالم, وليلتزم بالنصوص الواردة السابقة في ذلك؛ حتى لا يقع في الحرج, وفي المتفق عليه: ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ)), وفي حديث آخر صحيح: «وَلَا يُحَدِّثُ بِهَا إِلَّا لَبِيبًا أَوْ حَبِيبًا» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي وصحّحه الألباني.
📌 *خطورة الكذب في الرؤيا* 🔔
قد يسوّل الشيطان لبعض الناس أن يقولوا على سبيل الجد أو المزاح: رأيت في منامي كذا وكذا, أو يسمع أحد الناس يحدث رؤيا رأها حقا فيكذب السامع ويقول عن نفسه إنه رأى هو كذلك! ولقد ورد في الأحاديث الصحيحة الوعيد الشديد لمن يكذب أنه رأى رؤيا هو لم يرَ شيئا, فعن ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ »أخرجه البخاري, وذلك من المستحيلات والتكليف به دليل خطورة ما ارتكب من خطإ, وفي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنْ أفْرَى الْفِرَى أنْ يُرِيَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيَا». أخرجه البخاري, يعني من أشد الكذب أن يقول الرجل كاذبا رأيت في منامي كذا وكذا وهو لم يرَ شيئا.
حتى أن بعض أهل التفسير-والله أعلم بصحتها- ذكر بأن صاحب يوسف الآخر كان كاذباً في رؤياه، فلما قال له يوسف: تصلب فتأكل الطير من رأسك، قال: إني كنت كاذباً، فقال يوسف: قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان والآية: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف 36].
📌 *مسائل مهمة* 💡
هناك مسائل في الحقيقة لابد من ذكرها, والاعتناء بها, وتخصيص فقرات بارزة في هذا المنشور لها؛ لأهميتها القصوى:
↩ *رؤية الله*
كم يدندن بعض الجهّال بقولهم الآثم برؤية الله -تعالى الله- ورؤياه مستحيلة ما الدام العبد في الدنيا كيف وقد قال الله لكليمه موسى: ( ...لَنْ تَرَانِي ... ) الأعراف143, وفي الحديث الصحيح عند مسلم وغيره قال صلى الله عليه وسلم:( لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ ) والحديث لا نزاع في صحته فهو عند مسلم وغيره, بل من قال بجواز وقوعها في الدنيا مناما أو يقظة فقد أفحش وخالف نص قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )الشورى (11) فالقول بجواز رؤيته تعالى في المنام يلزم منه التشبيه -نعوذ بالله- فالواجب قطع هذا الباب بالقول بالامتناع كليا, وما يشاع بأن الإمام أحمد أو غيره رأى الله فهو محض افتراء لم يثب ذلك أبدا.
وفي البخاري ومسلم: عن مسروق قال: دخلتُ على عائشة - رضي الله عنها - فقلتُ: هل رأَى محمدٌ ربَّهُ ؟! فقالت: لقد تكلَّمْتَ بشيءٍ قَفَّ له شَعري، قُلتُ: رويد، ثم قرأتُ{ لقد رأَى من آياتِ رَبِّه الكُبْرَى} فقالت: أيْن يُذْهَبُ بِكَ ؟ إنما هو جبريل، ثم قرأتْ: {لا تُدْرِكُهُ الأبصارُ وهو يُدْرِكُ الأبصارَ وهو اللطيُف الخبير} [ الأنعام : 103] : {وما كان لِبَشر أن يُكَلِّمَهُ الله إلا وحيا أو مِنْ وراء حجاب أو يرسلَ رسولا} [الشورى : 51], وقَالَتْ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ على الله الْفِرْيَةَ, وَلَكِنْ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَخَلْقُهُ سَادٌّ مَا بَيْنَ الأُفُقِ» رواه البخاري ومسلم.
وفي لفظ لمسلم: عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ يَا أَبَا عَائِشَةَ: ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ قُلْتُ مَا هُنَّ قَالَتْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ قَالَ وَقد كُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلَا تَعْجَلِينِي أَلَمْ يَقُلْ اللهُ تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فَقَالَتْ عائشة أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ:(( إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ)) فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللهَ يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} إلى قوله {عَلِيٌّ حَكِيمٌ}...الحديث.
وحديثنا عن رؤية الله في المنام لكن ما أريد أن أصل إليه: أنه إذا كانت عائشة أنكرت على من ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله ليلة الإسراء والمعراج؛ تفسيرا خاطئا لآية قرآنية, وهو النبي صلى الله عليه وسلم, وقد صعد للسماء, واعتمدوا على آية, فكيف نقول لمن يزعم -كاذباً آفكاً متجرئاً مشبّهاً- بأنه رأى الله في منامه!!! أعوذ بالله من الجهل على الله, وبأي صورة سيراه, وبأي لسان سيحدثه حاشا الله من جهل الجاهلين, وافتراء المفترين, اللهم غفرا.
↩ *رؤية رسول الله*
أما رؤيا حبيبنا صلى الله عليه وسلم: فقد جاء في غير ما حديث صحيح أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه على حقيقته فقد راءه حقا؛ لامتناع الشيطان أن يتمثّل به صلى الله عليه وسلم, ومن تلك الأحاديث حديث : أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ – أو كأنما رآني في اليقظة-، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي) أخرجه البخاري ومسلم, وحديث : أَبْي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ» أخرجه البخاري ومسلم, وفي رواية: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي).
لكن يشترط أن يكون المرئي هو النبي صلى الله عليه وسلم بكامل صفاته الخلْقية والخُلُقية الثابتة في وصفه صلى الله عليه وسلم كما في السنة الصحيحة, وإلا فليس بالنبي صلى الله عليه وسلم, فمثلا: من رأى رجلا طويلا سمينا ضاحكا فاغرا فاه ويهذي في كلامه..., أو يأمره بمنكر, أو ينهاه عن معروف, فهذا ليس النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا وحاشاه, ولا يصح أن يقول رأيت النبي عليه الصلاة والسلام.
↩ *رؤية الميّت*
قد اشتهر عند الناس أن رؤية الموتى حق والقاعدة لديهم( رؤية أهل دار الحق حق), وقد قيل أنها عن ابن سيرين, لكن الحقيقة بأنه لم يثبت في ذلك أي نص شرعي, ومثل هذه الأمور لا بد لها من نصوص؛ كونها من علم الغيب.
وقد قال شيخنا العمراني فيما أذكر: من رأى ميتا يأمره بقضاء دينه أو بالتصدّق عنه أو شيء من ذلك فلا يلزم الرائي أن يفعل ما أمره به الميت, لكن لا حرج لو فعل أهله ما قال للرائي لكن ليس على سبيل الوجوب وإنما التبرّع, لا سيما إذا تأكدوا في المنام على أن عليه دين لفلان, لكن لو كذب الدائن فقال: نعم عليه دين! فلا يلزمهم قضاء ذلك الدين؛ لأنه من باب الظن والتبرّع لا غير, وبعض التفصيل عن هذا يأتي فيما يلي:
📌 *الرؤى لا ينبني عليها أي حكم شرعي* 💡
قد أجمع الفقهاء بأن الرؤى من الناس -غير الأنبياء- كلها وبدون استـثـناء لا ينبني عليها أي حكم شرعي مهما كانت عظمة الرائي والمرئي, فمثلاً: من رأى أنه حلف على أن لا يقرب شيئا في منامه, فله فعل ما حلف عليه, ولا تلزمه أي كفارة, وهكذا من طلق زوجته أو نذر نذرا.....لخ؛ فالنائم مرفوع عنه القلم أصلاً حتى يصحى من نومه كما في الحديث الصحيح: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا, عَنْ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(رُفِعَ اَلْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ اَلنَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ, وَعَنِ اَلصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ, وَعَنِ اَلْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ, أَوْ يَفِيقَ).
أما الأنبياء فلو رأوا هم شيئا فذاك وحي الله لهم؛ لأن: " رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ " كما جاء في المتفق عليه, ولهذا إبراهيم رأى رؤيا بأنه يذبح ولده إسماعيل فنفذّها حقيقة, كما قص الله لنا ذاك في كتابه الكريم:((قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)) الصافات 102, لكن الأنبياء لا غير, ونحن لا نتحدث عنهم عليهم الصلاة والسلام؛ لأن النبوات قد انقطعت بعد نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام.
📌 *صادق الرؤيا*
قد ذكر العلماء أن مما يعين على صدق الرؤيا أمور منها: تحري الصدق ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً }، وأكل الحلال، وطاعة الله ورسوله، والنوم على طهارة، وكثرة الذكر.
🌹 *وفي الأخير:*🌷
لا نشغل أنفسنا وأوقاتنا بالرؤى وأمرها، فإن كان خيرا تحدثنا بها لحبيب أو خبير، وإن كانت غير ذلك سكتنا عنها تماما ولن تضرنا إن شاء الله.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
🌙شهر رجب في ميزان الفقه الإسلامي 🌙 🌙📚 #شهر_رجب_في_ميزان_الفقه_الإسلامي ...
🌙📚 #شهر_رجب_في_ميزان_الفقه_الإسلامي 🌙📚
#خلاصات_فقهية
🖋 *-من منشورات قناة الفتاوى الشرعية للشيخ/ عبدالله رفيق السوطي للاشتراك* ⤵
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik ️
-------------
📍 -الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد عشت ردحاً من الزمن في موطن رأيت فيه- ولسنوات- أن أغلب كبار السن من الذكور والإناث يصومون شهر رجب كما يصوم عامة المسلمين رمضان لا يخرمون منه يوماً! -وهم على ذلك حتى اللحظة- فكنت كثيراً ما أُسائل نفسي: لماذا هذا الصيام! ولماذا لا يصوم كل المسلمين! ولماذا كبار السنّ فقط! وهل رجب فُرض صيامه على كبار السنّ حصراً دون غيرهم ! وأين الوعّاظ والعلماء ما يحدّثونا عن فضائله بما صحّ من قول أو فعل أو تـقرير للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لماذا لا نرى نصّاً عن صيام شهر رجب في القرآن الكريم مادام هؤلاء يصومنه ويجهدون أنفسهم لذلك وفي كل عام.
🔍-كل هذه الأسئلة وغيرها ساقتني للبحث والقراءة في الموضوع بعمق منذ سنين طويلة، فوجدت أن ربنا المشرّع -سبحانه- أمر عباده باتباع شرعه وعدم تجاوزه بأي عبادة مهما كانت نوايا العُبّاد حسنة، وأن التشريع خاص به، ومن شرّع لنفسه فقد عبد مع الله غيره، ولو كان باسم العبادة نفسها، وتلك العبادة لله تعالى، كيف وقد قال: ﴿أَم لَهُم شُرَكاءُ شَرَعوا لَهُم مِنَ الدّينِ ما لَم يَأذَن بِهِ اللَّهُ وَلَولا كَلِمَةُ الفَصلِ لَقُضِيَ بَينَهُم وَإِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [الشورى: ٢١]، ووجدت حديثا في المتفق عليه اتخذته طريقي ومنهج حياتي -وهو كذلك لكل مسلم- فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )، وَفِي لَفْظٍ: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )، فَهُوَ رَدٌّ : أَي مردودٌ، بمعنى: من ابتدع واخترع واستحسن عبادة ليست بمنصوص عليها في كتاب الله ولا سنة رسول الله فعبادته تلك مردودة عليه؛ لأنه مأمور بالاتباع لا بالابتداع، والمشاغبة في دين الله تمثّل خطرا عظيما على صاحبها أعظم من رد عبادته عليه، (واتـبعوا ولا تبـتدعوا فقد كُفيتم) كما قال ابن مسعود، فما من خير إلا ودلنا عليه ديننا، وما من شر إلا وحذّرنا منه، أفسيأتي فلان وفلان فيكونوا أحرص من المشرّع الأول صلى الله عليه وسلم وهو القائل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ»رواه مسلم، ولم توصله تقواه وخشيته -وكل من اتبعه- إلا للالتزام بأمر الله ونهيه: ﴿فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾[يونس: ٣٢]، ﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ﴾[يوسف: ١٠٨]، فالعبادات لابد لها من دليل شرعي صحيح لا مطعن فيه؛ لنــتعبد الله بها، والعبادة الصادرة عن جهل كثيرا ما تصل للبوار، وكل عبادة شرّعها البشر من تلقاء أنفسهم فهي مرودة عليهم، وفوق ذلك يتحمّلون وزرها ووزر من اتبعهم فعملها، والعبادة لابد لقبولها من شرطين : الإخلاص لله، ومتابعة شرعه فيها، ورحم الله الإمام الثوري حين قال: "كان الفقهاء يقولون: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة".
🔖 *وبعد:* 🔖
فـإن من أكثر شهور السنة الهجرية ظهورا للبدع والخرافات والحماقات والجهالات هو شهر رجب، كما يقال شهر العجب؛ فيحدث الجهلة من الناس ويستحسنون فيه شرائع ما أنزل الله بها من سلطان، يقف المرء مستغربا لحال أصحاب تلك الطقوس التي ما عرفها نبينا صلى الله عليه وسلم ومن سار على سنـته، ومن تلك المبتدعات:
🔴 *1-صيام شهر رجب:*🔴
-الصيام في أصله عبادة طيبة عظيمة، وباب من أبواب الجنة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ»، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ» رواه النسائي وابن ماجة وأحمد وغيرهم وصحّحه الألباني، وغير هذا كثير من الأحاديث المرغّبة في صوم النافلة، وقد جاء في حديث ضعيف عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا : أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ انْطَلَقَ فَعَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ سَنَةٍ, وَفِى رِوَايَةِ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ, فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ :« وَمَنْ أَنْتَ؟ », قَالَ : أَنَا الْبَاهِلِيّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ أَوَّلٍ قَالَ :« فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ », قَالَ : مَا أَكَلْتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارَقْتُكَ إِلاَّ بِلَيْلٍ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« وَلِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمًا ». قَالَ : زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً قَالَ :« صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَيْنِ ». قَالَ : زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً قَالَ :« صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ». زَادَ الراوي عَبْدُ الْوَاحِدِ :« مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ». قَالَ : زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً قَالَ :« صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ». يَقُولُهَا ثَلاَثًا. وَفِى رِوَايَةِ مُوسَى قَالَ : زِدْنِي قَالَ :« صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ. صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ. صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ». وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاَثِ فَضَمَّهَا ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا)) والحديث قد ضعّفه جمهور المحدثين، لكن لو افترضنا صحته فإنه يحث على الصيام من الأشهر الحرم كلها التي هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، فهذه هي الأربعة الأشهر الحرم ورجب منها بلا شك، وهي المذكورة في قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة36، أما تخصيص شهر رحب وحده بالصيام -وكلّه لا بعضه وحسب-، واعتقاد سنية ذلك الصيام وفضله، وتشبيهه برمضان، فهذا الذي ننكره وبشدة ونحذّر منه في مثل هذا المنشور وغيره، وقولي هذا ليس بدعاُ من القول بل قد سبق لإنكار ذلك جماهير العلماء، وأكتفي بالنقل عن بعض المحققين من أهل العلم المشهورين: فقد قال إمام الحديث والمحقق الكبير والحافظ الحجة ابن حجر العسقلاني في كتاب ألّفه عن بدع وعجائب ما يحدث العوام في هذا الشهر من عبادات فأسمى كتابه المطبوع حاليا: تبـيــين العجب فيما ورد في فضل رجب قال في أوائل صفحاته: «لم يردْ في فضلِ شهرِ رجبٍ، ولا فِي صيامِه، ولا صيامِ شيءٍ منه معيَّنٍ، ولا في قيامِ ليلةٍ مخصوصةٍ فيهِ حديثٌ صحيحٌ يصلحُ للحجَّةِ، وقد سبقني إلى الجزمِ بذلك الإمامِ أبو إسماعيل الهرويُّ الحافظُ، رويناهُ عنه بإسنادٍ صحيحٍ، وكذلك رويناهُ عن غيرِه», وقال أيضاً:(( "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو في فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة: فهي على قسمين: ضعيفة، وموضوعة، ونحن نسوق الضعيفة، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة"))ا. هـ, ثم شرع في سوقها وبيان ضعفها أو وضعها، والكشف عن رجال إسنادها من الضعفاء والوضّاعين.
وقال الحافظِ ابنِ رجبٍ رحمه الله في كتاب له بعنوان: لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف قال: «وَأَمّا الصِّيَامُ: فلمْ يَصِحَّ في فضلِ صومِ رجبٍ بخصوصِه شيءٌ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابِه». وبمثل قولِ الحافظِ ابنِ حجرٍ وابن رجبٍ رحمهما الله قال كثيرٌ من العلماءِ المحقِّقين كابن تيمية قال: ("وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات")، وقال تلميذه ابنُ القيِّم رحمه الله في كتابه (المنار المنيف): «وكلُّ حديثٍ في ذكرِ صومِ رجبٍ وصلاةِ بعضِ اللَّيالِي فيهِ؛ فهُو كذبٌ مُفترى».
ومن أقوال العلماء أخيرا أنقل قول الإمام العلاّمةُ المحقّق المحدّث الحجة الشوكانيّ رحمه الله في كتابه( السيل الجرار) وقد شمل كلامه كلما نريد قال: «لم يردْ في رجبٍ على الخصوصٍ سنّةٌ صحيحةٌ، ولا حسنةٌ، ولا ضعيفةٌ ضعفاً خفيفاً؛ بل جميعُ ما رُوي فيه على الخصوصِ؛ إمّا موضوعٌ مكذوبٌ، أو ضعيفٌ شديدُ الضَّعفِ».
وفي ختام هذا المبحث أسوق حديثا في المتفق عليه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: (" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ ") ولو صدقوا في عبادتهم لعملوا وفق سنة نبيّهم صلى الله عليه وسلّم.
🕌 *2-صلاة الرغائب:*🕌
-لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوّره فلو تحدّثنا في البداية عن صفتها سائقا الحديث الموضوع الذي ذكرها، ثم أنقل كلام بعض العلماء المحقّقين في حديثها وبدعيتها، فعن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:( "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و((إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ)) ثلاث مرات، و((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) اثنتي عشرة مرة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله حاجته ، فإنها تقضى" ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار").
هذا الحديث وغيره من أحاديث إثبات صلاة الرغائب ذكرها وبيّن كذب ووضع وبطلان تلك الأحاديث ابن حجر في كتابه السابق (تبـيــين العجب فيما ورد في فضل رجب) وكان مما قاله بنصه: (وهذا حديث موضوع ظاهر الوضع، قبّح الله من وضعه فوالله لقد وقف شعري من قراءته في حال كتابته، فقبّح الله من وضعه، ما أجرأه على الله وعلى رسوله، والمتهم به عندي: داود بن الحبر، أو العلاء بن خالد، كلاهما قد كذب، ومكحول لم يدرك أبا الدرداء، ولا والله ما حدث به مكحول قط، وقد رواه عبد العزيز بن أحمد الكسائي، بطول في كتاب " فضائل شهر رجب " من طريق الحارث بن أسامة: عن داود بن المحبر)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث صلاة الرغائب: (إنه موضوع مكذوب باتفاق أهل المعرفة بالحديث)، وقال مرّة في الفتاوى: ( والأثر الذي ذُكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً)، ونقل الاتفاق أيضاً ابن النحاس في كتابه تنبيه الغافلين قال: (وهي بدعة-أي صلاة الرغائب-، والحديث الوارد فيها موضوع باتفاق المحدثين)، وقال ابن القيم: (وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: [والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وممن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ أبو إسماعيل الأنصاري وأبو بكر بن السمعاني وأبو الفضل بن ناصر وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم، وإنما لم يذكرها المتقدمون؛ لأنها أُحدثت بعدهم، وأوّل ما ظهرت بعد الأربعمائة، فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها].
وقد أوضح الطرطوشي بداية وضعها فقال: (وأخبرني أبو محمد المقدسي، قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس، يعرف بابن أبي الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، وما كنا رأيناها ولا سمعنا بها قبل ذلك).
وأخيراً أذكر كلام الإمام النووي إذ قال عن صلاة الرغائب: (هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار، مشتملة على منكرات، فيتعين تركها والإعراض عنها، وإنكارها على فاعلها).
🌌 *3-الإسراء والمعراج:*🕋
-هذه الليلة ليلة عظيمة جد عظيمة، وحدث ضخم وفوق المتصّور، وبُوركت تلك الليلة لعظمة الحدث الذي وقع فيها، لكن شاءت إرادة الله أن لا يُنقل إلينا تاريخ وقوعها؛ ولهذا اختلف العلماء كثيرا متى كانت تلك الليلة، فلقد قال ابن تيمية: (لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به)، وقال ابن حجر ناقلا عن ابن دحية: "وذكر بعض القصّاص أن الإسراء كان في رجب، قال: وذلك عين الكذب"، وقال ابن رجب: "وروي بإسناد لا يصح، عن القاسم بن محمد، أن الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره".
وحتى لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج فإنه لا يشرع لأحد تخصيصها بشيء من عبادة؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها، بل لم يهتموا بنقل ليلة وقوعها فضلاً عن الاهتمام بالتعبّد فيها، وقد نُقلت إلينا السيرة النبوية ولم ينقل تاريخ وقوعها، ثم لو كان لها مزية لذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وقوعها ضمن حديثه عن الأحداث التي وقعت له من فرض الصلاة وغيرها، لكن كل ذلك لم يحدث، وإذا كان كذلك فلا عبادة إلا وفق ما شرع الله ورسوله وإلا فهي مردودة على صاحبها، وهكذا نقول في إقامة الاحتفالات بذكراها، وما يتضمنه الاحتفال بها من بدع ومنكرات.
🐪 *4-عتيرة رجب:*🐑
-العتيرة هي ذبيحة كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب خاصة، وجعلوا ذلك سنة متبعة فيما بينهم كذبحنا أضحية في عيد الأضحى.
وقد اختلف أهل العلم في حكمها: فذهب الأكثرون إلى أن الإسلام أبطلها، واستدلوا بحديث في المتفق عليه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ فَرَعَ وَلاَ عَتِيرَةَ» وَالفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ، كَانُوا يَذْبَحُون َهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ، وَالعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ وفي اليوم العاشر منه؛ تقربا وعبادة، وسُمّيت عتيرة؛ لأنها تُعتّر أي تذبح، وما ورد من حديث في إثباتها فليس في الصحيحين ومن صحّحه فقد ذهب جماهير العلماء إلى نسخه كما نقل النووي في "شرحه لمسلم" عن القاضي عياض قوله : " إن الأمر بالعتيرة منسوخ عند جماهير العلماء " وكذا قال ابن المنذر وعلّل النسخ؛ لتأخر إسلام أبي هريرة، وأن الجواز كان في صدر الإسلام ثم نُسخ، وقال الحسن البصري: "ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم ويعتر".
🕋 *5-العمرة في رجب:*🕋
-قد ورد حديث في المتفق عليه يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب لكن أنكره جمهور العلماء بل أنكرته عائشة في يوم تحديث ابن عمر به وسكت ابن عمر ونصّه:( سأل مجاهدُ وعروةُ ابنَ عمر كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرْبَعَ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ قَالَ: وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحُجْرَةِ، فَقَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّاهْ، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلاَ تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ قَالَتْ: مَا يَقُولُ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمُرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ، قَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ، مَا اعْتَمَرَ عُمْرَةً إِلاَّ وَهُوَ شَاهِدُهُ، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ) أي وهو حاضر معه، تريد عائشة المبالغة في نسبة النسيان إلى ابن عمر رضي الله عنهما وسبحان الذي لا ينسى، ومثلما قالت عائشة قال جمهور الفقهاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب قط، ففي حديث أنس في البخاري عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ قَالَ: (" اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ ")، ولا يعني هذا أن العمرة في رجب مكروهة، أو لا أجر فيها، أو بدعة أبدا وإنما القصد: أنه لا مزية للعمرة في رجب عن غيره من الأشهر إلا رمضان ففي البخاري وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأَنْصَارِيَّةِ: «مَا مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟»، قَالَتْ: أَبُو فُلاَنٍ، تَعْنِي زَوْجَهَا، كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَالآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا، قَالَ: «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي» يعني في الأجر لا في إسقاط الفرض باتفاق الفقهاء.
💰 *6-الزكاة في رجب:*💰
وهكذا لا مزية لشهر رجب عن غيره بإخراج زكاة أو صدقة فيه، وأنقل كلام الإمام ابن العطّار قال: "وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له ، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجباً أو غيره"، وقال الحافظ ابن رجب: «وَأَمَّا الزَّكَاةُ: فقدِ اعتادَ أهلُ هذِه البلادِ -يعني: بلادَ الشَّامِ- إخراجَ الزكاةِ في شهرِ رجبٍ، ولا أصلَ لذلك في السنّةِ، ولا عُرِف عن أحدٍ من السَّلفِ».
💫 *7-نسف ادعاء حوادث رجب العظيمة:*💫
قال ابن رجب: «وقد رُوي: أنّه كان في شهرِ رجبٍ حوادثُ عظيمةٌ و لم يصِحَّ شيءٌ من ذلك».
#خلاصات_فقهية
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
📷 #التحرير_في_حكم_التصوير 🎥 📷 📷 📷 📷 📷 📷 #خلاصات_فقهية 🖊 من منشورات قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق ...
📷 📷 📷 📷 📷 📷
#خلاصات_فقهية
🖊 من منشورات قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي-تليجرام- للاشتراك⬇️
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
----------------------------------------
الحمد لله وحده وبعد:
📍-فإن مما تميزت به شريعتنا الغراء أنها صالحة لكل زمان ومكان، فليس هناك نازلة في عصر من العصور إلا ولشريعتنا الإسلامية فيها حكم، منذ عصر النبوة إلى هذه العصور المتأخرة، وإلى يوم القيامة.
🌹-وكنت كثيرًا ما أقرأ، أو أسمع عن علماء يفتون بحرمة التصوير! فكنت أتساءل: كيف يلعن ويذم وينهى… الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة من أعظم وسائل الدعوة إلى الله، وإيصال رسالة الإسلام إلى أنحاء المعمورة في لحظات بأقل جهد وتكلفة؟! بل لعلها أعظم وسيلة في العصر الحديث، وكيف يحجم عن هذه الوسيلة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؟ ويؤمن بمرونة هذا الدين؟ وصلاحيته لكل زمان ومكان؟ وأن مسائله تتجدد بتجدد العصور؟ وأن الفقهاء الواجب عليهم أن ييسّروا ولا يعسّروا؟!....
ولو افترضنا افتراضاً-وإلا سيأتي خلاف ذلك- حرمته فإنه مما تعم به البلوى وما كان كذلك فقد تجاوزت الشريعة عنه، ألا ترى معي مثلاً: أن الجمار لا تنقي المحل تماماً، ولا بد أن تبقى آثاراً للنجاسة لكن مع ذلك تجاوز الشرع عن هذه النجاسات؛ كونها مما تعم بها البلوى، وهكذا الفقه الإسلامي طافح بمثل هذه المسائل.
🔎-ولولا كثرة الأسئلة عن هذا الموضوع والذي لا أكاد يمضي عليّ يوم منذ أكثر من سنة إلا ويسألني سائل وقد يزيد، لولا ذلك لرأيت منشوري هذا من فضول العلم! إذ في اعتقادي أن الانشغال بهذا من فضول العلم.
❗-والغريب العجيب أننا رأينا كثيراً ممن يحرّمون التصوير -وهم يحرمون كل جديد كالشاي والتلفاز والبث المباشر...لخ- ثم يصبح ما قالوا بحرمته حلالاً، بل يصبحون-أو أكثرهم- من أكثر الناس تعرّضاً لما قالوا بحرمته من قبل، كالتصوير فنراهم صباح مساء على وسائل الإعلام بشتى أنواعها!
🗝 *تشخيص ومدخل*
🕹-القاعدة الأصولية تقول: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا أردنا أن نعرف حكم التصوير الفوتوغرافي فيلزم أن نعرف كيف يتم؟ وما هو هذا التصوير؟ وللإجابة يقول المختصون: الآلة التي تسمى (الكاميرا) هي التي تلتقط الصورة التي توجه إليها عن طريق نقل الأضواء والظلال الواقعة على الجسم وطبعها على ألواح بلاستيك شفافة (الشريط)، ثم يعاد طبع الصورة على ورق عن طريق تمرير ضوء من خلال هذا اللوح أو الشريط البلاستيكي.
📚-فيتبين لنا أن هذه الصورة ليس للمصوّر أي احتراف أو تفنّن، بل لم يضعها هو مطلقاً، وإنما سُمي بـ مصوّر مجازاً لا غير، وأما التسمية فلا تجعل الحرام حلالاً، ولا الحلال حراماً، فلو سُمي الخمر عصيراً، والعصير خمراً فالحكم لا يختلف مطلقاً ولو تغيرت الأسماء؛ فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء كما هي القاعدة الشرعية، وفرق شاسع بين حقيقة التصوير الفوتوغرافي، و التصوير المنهي عنه، فرغم اتفاقهما في التسمية إلا أنهما مختلفان في الحقيقة، ثم إن اسم التصوير الذي جاءت النصوص بالمنع منه إنما هو التصوير المعروف في زمن الوحي -المجسّم-( قيل:هذا النهي إنما هو لأجل البعد عن عبادة الأوثان التي كان الناس قريبي عهد بها) أما المعروف حالياً بالفوتوغراف فليس إلا حبس ظل لا غير؛ وإلا لقال قائل في قول الله في سورة يوسف:( *وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ* فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً...) بأنها سيارة من نوع تويوتا مثلاً (كما قاله فضيلة الشيخ الددو)، وعلى العموم فلا قدرة لمن سمي بالمصوّر، وإنما القدرة هنا قدرة الآلة المتمثلة في العدسات التي يمر خلالها الظلال والأضواء، فكانت الآلة هنا هي القائمة بالتصوير، ولا يمكن أن يقال بأن الذي اخترع هذه الصورة أو ابتدعها هو الإنسان المصوّر، ومن هنا وغيره جاء الجواز عند جمهور علماء العصر.
🔖-ثم التصوير الفوتوغرافي ليس تصويراً بالمعنى الذي جاءت نصوص الشرع بالوعيد وبالنهي عنه؛ فالتصوير بالآلة الفوتوغرافية ليس فيه تشكيل ولا تخطيط ولا تفصيل…وإنما هو نقل شكل شكّله الله، فهو أشبه بظهور الوجه في المرآة ونحوها، فهي تنقل خلق الله ولا تضاهيه مطلقاً، والمِرآة مستخدمة منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام حتى الآن ولم يقل أحد بحرمة النظر فيها، ومن المقرر في الأصول أنه إذا تردد فرع بين أصلين مختلفين فالحكم يلحق بأكثرهما شبهاً وهو ما يسمى بقياس الشبه، و الصورة الفوتوغرافية أكثر شبهاً بالصورة في المِرآة لما بينّا سابقاً ولما سيأتي فـُتلحق بها، والمطلوب أن نفهم روح النص لا حرفيته.
📹-والتصوير المنهي عنه هو إيجاد صورة لم تكن موجودة ولا مصنوعة من قبل، يُضاهى بها حيواناً خلقه الله تعالى، وليس هذا المعنى بموجود في أخذ الصورة بتلك الآلة، ونظير ذلك تصوير الصكوك والوثائق والورق وغيرها بالفوتوغراف، فإنك إذا صوّرت الصك فخرجت الصورة لم تكن الصورة كتابتك، بل كتابة من كتب الصك انطبعت على الورقة بواسطة آلة التصوير، وليس فيها أي مضاهة بل هي هي، ولن يقول: قد ضاهيت خطي، بل سيقول: هذا خطي، وأنت صوّرت منه صورة، ويجب أن نعلم أن علة مضاهاة خلق الله هي السبب الأعظم في قول من قال بحرمة التصوير، لكن تبين لنا الآن الأمر جلياً -بإذن الله- بأن التصوير الفوتوغراف ليس فيه شيء من ذلك، ثم لو نظرنا لمعنى المضاهاة لغة فنجدها تعني: مشاكلة الشيء بالشيء أو مشابهته، وليست الصورة الفوتوغرافية تشابه الأصل، بل هي نفس الأصل، فمن يصوّر نفسه صورة فوتوغرافية يقول هذه صورتي، و لا يقول هذه تشبهني، و المصوّر الفوتوغرافي ناقل لخلق الله لا مضاهٍ له.
📺-ثم إن النصوص المحرمة للتصوير فيها لفظ (صوَّر) و ( مصوِّر) بالتشديد، أي: جعل هذا الشيء على صورة معينة، فمادة (صوَّر) تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة، بمعنى آخر التصوير هو التشكيل واختيار ما سيكون عليه الشكل من هيئة و مضمون... والرسم والنحت يختلفان عن التصوير الفوتوغرافي ،فالرسام ( المصور أو الصانع ) هو من يختار اللون و الشكل والمضمون...ومعلوم أن نقل الصورة بالآلة لم يحصل فيه من المصوِّر أي عمل في هذه الصورة، فلم يحصل منه تخطيط فيها، ولا رسم، ولا زيادة، ولا نقص حتى يكون مضاهيًا خلق الله، وإنما هو سلّط الآلة على المصوَّر فانطبع بالصورة خلق الله على الصفة التي خلقها الله عليها، فهو إذن حبس وارتداد ظل ليس إلا، بل ذكر بعض المجيزين للتصوير ما يلي: (قياس الصورة الفوتوغرافية على الصورة المرسومة قياس فاسد؛ لأن علة النهي غير متحققة في الفـرع وهي مضاهاة خلق الله، والمتعارف عليه في الشرع واللغة أن التصوير الفوتغرافي ليس تصويراً حقيقيًا، ومنع من إلحاق الصورة الفوتوغرافية بالصورة المرسومة عدة موانع منها أنه جرى العرف في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بأن التصوير هو جعل الشيء على صورة؛ مضاهاة لخلق الله، وهذا خلاف التصوير الفوتغرافي الذي هو نقل صورة ما خلق الله، ولا شك أن الأعراف متغيرة بتغير الأزمان والأوطان، فما يكون عرفاً عند قوم قد لا يكون عـرفاً عند غيرهم، وأعراف الماضي غير أعراف الحاضر، ولا شك أنه يجب مراعاة ذلك كله عند التشريع والحكم والقضاء، والعرف سابقاً غير لاحق، ومن هنا فإننا نعمل بالعرف السابق المقارب دون العـرف اللاحق، ومثال ذلك: لو اشترى إنسان من غيره بستين ريالًا قبل مائة سنة، فإننا لا نحكم على ذلك بالريالات الموجودة بيننا الآن بل بما يسمى ريالًا في ذلك الزمان، كان الريالات في ذلك الزمان من فضة، والآن من ورق فيعمل بحكم العرف السابق).
🌴-ثم الأصل في الأعمال غير التعبدية الحل إلا ما أتى الشرع بتحريمه، قال الإمام المجدّد (يوسف القرضاوي): (والصور الشمسية -الفوتوغرافية- الأصل فيها الإباحة، ما لم يشتمل موضوع الصورة على محرم، كتقديس صاحبها تقديساً دينياً، أو تعظيمه تعظيماً دنيوياً، وخاصة إذا كان المعظّم من أهل الكفر والفسّاق كالوثنيين والشيوعيين والفنانين المنحرفين...).
وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه لرياض الصالحين بعد ذكر الخلاف :(وخلاصة القول: أن التصوير باليد ولو كان بالتلوين والتخطيط حرام على القول الراجح، وأما التصوير بالآلة الفوتوغرافية فليس بتصوير أصلاً، ونحن يجب علينا أن نتأمل أولاً بدلالة النص، ثم في الحكم الذي يقتضيه النص، وإذا تأملنا وجدنا أن هذا ليس بتصوير ولا يدخل في النهي، ولا في اللعن، ولكن يبقى مباحاً، ثم ينظر في الغرض الذي من أجله يصور، إن كان غرضاً مباحاً فالتصوير مباح، وإن كان غرضاً محرماً فهو محرم، والله الموفق)أ.هـ، وفي القول المفيد وهو يتحدث عن الصور الفوتوغرافية قال: (فهذا محل خلاف بين العلماء المعاصرين)، ثم رجّح القول الثاني فقال: (إنها ليست بتصوير؛ لأن التصوير فعل المصور، وهذا الرجل ما صورها في الحقيقة، وإنما التقطها بالآلة، والتصوير من صنع الله) ثم قال: (وهذا هو الأقرب).
🏮 *شبهتان والرد عليهما*
📝-ولقد قال مانعو التصوير الفوتوغرافي: سواء صوّرنا باليد أو الكاميرا فالمحصّلة واحد، ألا وهي إبراز صورة موجودة بالفعل، فكما أن الصورة باليد حرام فالصورة بالكاميرا كذلك.
فأجاب من أجازه: بأن هذا صنع باليد، و هذا نقل بالآلة، و بون شاسع بينهما، فتحويل الخمر خلاً غير تخليل الخمر بنفسها مع أن النتيجة واحدة، والولد من الزنا غير الولد من النكاح مع أن النتيجة واحدة.
📌-وقال المانعون: (الصورة في المرآة لا تبقى، بخلاف الصور في هذه الآلات) فأُجيبوا باستفسار: وهل ثبوت الأثر شرط في التحريم؟ فمن يصنع تمثالاً و يحطمه مباشرة فهو يدخل في التحريم قطعاً، فلا عبرة بالأثر.
🖼 *حكم تعليق الصور على الجدران* 🖼
-لا يخلو ذلك من حالين:
1-أن يكون للتعظيم والتقديس للمعلّق صورته كالعظماء لدى الناس، فهذا لا يجوز.
2-أن لا يراد بها التعظيم، وإنما للذكـرى وقصد الدعاء له، فهذا لا بأس به، وكذا لو كانت للتعليم أو التّدريب (كالتي تستخدم كوسائل إيضاح في المدارس والجامعات)، فإنّها أيضاً ترتفع من الإباحة إلى الاستحباب، وربّما كانت واجبة في بعض الحالات إذا أصبحت وسيلة فعّالة لفهم العلوم والتّقدّم فيها.
- وأقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعب عائشة بالبنات (الدمى) في بيته، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت ألعب بالبنات فيأتيني صواحبي فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَرْن منه، فيأخذهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرُدُّهنَّ عليَّ»، والسبب؛ كون هذه الصور مما تمتهن ولا تعظّم، وقد أجمع الصحابة ومن بعدهم على جواز دخولها البيوت؛ كونها لا تعظّم كما سبق، ويقاس عليها غيرها مما لايراد من إبرازه التعظيم؛ فالحكم يدور مع علته حيث دارت.
🚦 *تنبيه*
-لا يخالف مسلم في تحريم الصورة إذا كان موضوعها مخالفًا لعقائد الإسلام، أو شرائعه وآدابه، كتصوير النساء عاريات، أو شبه عاريات -وقد سبق في نقلي لكلام الإمام يوسف القرضاوي-. (وليس هذا بموضوعنا لكن حسماً للجدل).
-والله تعالى أعلم بالصواب.
#خلاصات_فقهية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ...المزيد
📚 #أحكام_العشر_من_ذي_الحجة_وفضائلها 📚 ----------------------------- #خلاصات_فقهية 🖊 ◈- *من ...
-----------------------------
#خلاصات_فقهية
🖊 ◈- *من منشورات قناة فتاوى* *الشيخ/عبدالله رفيق السوطي ، على تليجرام.*
*للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
--------------------------
-الحمد لله رب العالمين وبعد:
فإن من حكمة الله أن يفضّل ما يشاء بما شاء كيف شاء في الوقت الذي يشاء سبحانه؛ فقد فضّل مكة على البقاع، والأنبياء على البشر، ورسولنا على جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي الزمن فضّل رمضان على الشهور، وأيام عشر ذي الحجة من أيام الله المفضّلة لديه سبحانه -على كل العام- ومن تفضيلها:
1- أن الله أقسم بها في كتابه الكريم، وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم -كما قال الإمام الشعبي- فلقد قال تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) والليالي العشر هي : عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين ، حتى قال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- ومن تفضيلها لديه أنه قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج:28]، وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس( تفسير ابن كثير).
3- وقد ثبت في فضل أيام العشر أحاديث منها: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ)، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله: (ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ) رواه البخاري .
4- وروى الإمام أحمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما مِنْ أَيامٍ أَعْظَمُ عند الله، ولا أَحبُّ إِليه من العمل فيهنَّ، من هذه الأيام العشْر، فأَكْثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد) .
5- عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ»، يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلاَّ رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهُهُ بِالتُّرَابِ) [رواه البزار بإسناد حسن، وأبو يعلى بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني].
6- وفيها يوم عرفه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: و لقد قَالَتْ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا يوم نزولها عِيدًا(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) , فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَتْ , يَوْمَ عَرَفَةَ , وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ , قَالَ سُفْيَانُ وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة: 3) [رواه البخاري ومسلم].
7- ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، وصيامه ضمن النبي عليه الصلاة والسلام لمن صامه بمايلي: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ) رواه مسلم يعني ذنوب عامين.
8- وهو يوم إعتاق الرقاب من النار، وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ » رواه مسلم.
9- دعاء يوم عرفة مجاب , فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الدّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاإله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) رواه الترمذي وحسنه ورواه مالك وصححه الألباني.
- *ولذا* لمّا عرف السلف الصالح ذلك قدّروا هذه الأيام الفاضلة حق قدرها ، فكانوا يعبدون الله عبادة حتى لا يكاد أحدهم يقدر عليه ، كيف وهي خير أيام الدنيا ، وطاعاتها أحب الطاعات إلى الله، ألا فلا نفرّط في تلك الساعات الحبيبة إلى الله ، ولنعمل كل خير نقدر عليه ، ولنحرص أن لا يسبقنا إلى الله أحد… وليكن شعارنا: ﴿قالَ هُم أُولاءِ عَلى أَثَري وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾[طه: ٨٤] .
🔎 *سبب التفضيل* 🔎
- ولعل سبب تفضيلها ؛ لاجتماع أمهات العبادة فيها : قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره).
- ومن أهم الأحكام التي يذكرها الفقهاء في عشر ذي الحجة: الأخذ من الشعر أو البشر لمن أراد التضحية ، وسأنقل كل ذلك من منشوري:( *أحكام الأضحية* ) وأنصح بقراءته:
🚦 *ما يستحب اجتنابه في العشر لمن أراد أن يضحّي:*🚦
-دلت السنة على أن من أراد التضحية فيسنّ له - وقيل يجب عليه وسيأتي- أن يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره وبشرته من دخول العشر إلى أن يذبح أضحيته ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يضحّي » وفي رواية :« فلا يمسّ من شعره وبشرته شيئاً » أخرجه مسلم.
-قيل الحكمة من نهي المضحّي عن أخذ ذلك : أنه لما كان مشابهاً للمُحْرم في بعض أعمال النسك (وهو التقرب إلى الله بذبح النسك) أُعْطي بعض أحكامه ، وكذلك يوفّر شعره وأظفاره إلى حين ذبح أضحيته رجاء أن يعتقه الله كلّه من النار.
-ومن أخذ من شعره أو ظفره أول العشر لعدم إرادته الأضحية ثم أرادها في أثناء العشْر أمسك من حين الإرادة حتى يضحّي , والحكم متعلق بالمضحّي فقط دون أهل بيته ممن سيضحّي عنهم ، وسواء ذبح بنفسه أو وكَّل غيره , أما الوكيل فلا يتعلق به نهي ، فإن النهي خاص بمن أراد أن يضحي عن نفسه كما دل عليه الحديث : (وأراد أحدكم أن يضحّي) ، وأما من يضحي عن غيره بوصية أو وكالة فهذا لا يشمله النهي كما سبق.
-ومن كان له أضحية ثم عزم على الحج فإنه لا يأخذ من شعره وظفره إذا أراد الإحرام ؛ لأن هذا سنة عند الحاجة , لكن إن كان متمتعاً قصّر من شعره عند الانتهاء من عمرته.
📚 *خلاف الفقهاء في حكم الأخذ*📖
-(قال النووي: قال سعيد بن المسيب، وربيعة، وأحمد، وإسحاق، وداود، وبعض أصحاب الشافعي: إنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية، وقال الشافعي وأصحابه: هو مكروه كراهة تنزيه، وقال أبو حنيفة: يكره، واختلفت الرواية عن مالك) أ. هـ.
- *والراجح* أن ترك الأخذ سنة نبوية , والأخذ من الشعر أو البشر أو الظفر قبل أن يضحي وبعد دخول العشر مكروه , لكن لا يعني ذلك فساد الأضحية بإجماع الفقهاء, *لا كما يظن بعض العوام* : أن من أخذ من شعره أو بشره فلا أضحية له ولا تصح منه, ( وقد وردتني أسئلة متعددة بنحو هذا الكلام فليتنبه له).
⌚ *بما نستقبل عشر ذي الحجة ؟*⏰
1- بالتوبة الصادقة ؛ فربنا قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)التوبة (222)، وعن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله تعالى قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه ف الله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته )رواه البخاري ومسلم .
2-العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام الفاضلة بشتى أنواع الطاعات بدون استثناء ، وأهمها ما افترض الله علينا , ثم النوافل , وفي المتفق عليه :[ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ] رواه البخاري ومسلم.
3- أداء الحج والعمرة : وهما أفضل ما يمكن أن يُعمل في عشر ذي الحجة ؛ كون الحج لا يكون إلا فيها مع بعض أيام التشريق.
4- الصيام : ومن أخص العبادات في هذه الأيام الصيام , وقد استحبه جماهير الفقهاء – منهم الأئمة الأربعة- بل نُقل الإجماع على استحباب صيامها أو ما تيسر منها، بل قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: أنه مستحب استحباباً شديدا , وفي الحديث الصحيح: عن حفصة قالت: (أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِــــيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ) [رواه أحمد والنسائي] , وأما نفي عائشة فقد ذكر جماهير الفقهاء عدة تعليلات له وتركوا العمل بنفيها , ومن حفظ حجة على من لم يحفظ , والمثبت مقدّم على النافي , وأخص الصيام في تلك الأيام الفاضلة يوم عرفة ، لكن من كان في عرفة ( أي كان حاجاً ) فإنه لا يستحب له الصيام، وخاصة لمن لن يقوى عليه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً ، وقد ثبت في فضل صيام يوم عرفة بالذات عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ. وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ)رواه مسلم-وسبق فضائل يوم عرفة أوّل المنشور- .
5- التكبير والتحميد والتهليل والذكر: قال تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فُسّرت بأنها أيام العشر ، فيجهر بذلك الرجال، وتسّر به النساء ، ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما: ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) , *وكلام جمهور العلماء، وكذا الثابت عن الصحابة يدل على أن التكبير في تلك الأيام على نوعين:*
1- التكبير المطلق: وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة ، ويستمر إلى آخر أيام التشريق , وقد استحبه جمهور الفقهاء ؛ لحديث صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) , وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم: ( انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم) . والمراد: يتذكّر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما.
2- التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة- أيًّا كانت- , وقيل خاص بالفرائض ، ويبدأ من صبح عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق , وبعد الفرائض يبدأ بالتكبير ويكرّره ما شاءالله، ثم يقرأ أذكار الصلاة المعروفة (سبق نشرها في إجابتي على إحدى الفتاوى).
-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة.."
-وقال ابن حجر في الفتح :"و أصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه ابن المنذر وغيره".
🕋 *صيغ التكبير:*🕋
📿-كل تكبير فهو مجزئ ولم تأتِ صيغة مخصّصة ولكن استحب الفقهاء هذه الصيغ:
📿- الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر كبيرا.
📿- الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد.
📿- الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, والله أكبر, الله أكبر, الله أكبر ولله الحمد.
📿- الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيرا , وسبحان الله بكرة وأصيلا.
-التكبير المطلق والمقيد يكون كما سبق: من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق (يوم الثالث عشر من ذي الحجة).
#خلاصات_فقهية
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ...المزيد
معلومات
✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199
أكمل القراءةالمواد المحفوظة 5
- دين لا تحافظ عليه وقت رخائك لن تعود إليه وقت شدتك، ولن ينفعك وقت ضرك.
- سورة عبس (1)
- النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة
- 🔹- ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ؛ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ، ...
- ❁- النار أقرب إليك من شراك نعلك، والجنة شبه ذلك، فعش بين خوفك ورجائك، وسيحدد دخولك لأحدهما عملك.