من بنك الى اخيه 3 ايام ..ومن اخر الى ابن عمه 10 ايام *وبرأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار. وعن ...



من بنك الى اخيه 3 ايام ..ومن اخر الى ابن عمه 10 ايام
*وبرأها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار. وعن بعض الحكماء، أنه حدث عن البعير وبديع خلقه، وقد نشأ في بلاد لا إبل بها، ففكر ثم قال: يوشك أن تكون طوال الأعناق، وحين أراد بها أن تكون سفائن البر صبرها على احتمال العطش؛ حتى إن أظماءها لترتفع إلى العشر فصاعداً، وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز مما لا يرعاه سائر البهائم.
*وعن سعيد بن جبير قال: لقيت شريحاً القاضي فقلت: أين تريد؟ قال: أريد الكناسة: قلت: وما تصنع بها؟ قال: أنظر إلى الإبل كيف خلقت.
فإن قلت: كيف حسن ذكر الإبل مع السماء والجبال والأرض ولا مناسبة؟
•---------------------------------•
قوله: (برأها)، أي: خلقها. الجوهري: "برأ الله الخلق برءاً، والبرية: الخلق". قال المصنف: "البارئ: هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت".
قوله: (لتنوء بالأثقال)، الجوهري: "ناء بالحمل: إذا نهض به مثقلاً، وناء به الحمل إذا أثقله". يعني: الحكمة في خلق طول أعناقها، اقتدارها على النهوض بالأحمال الثقيلة؛ فإن الأعناق وعليها الرؤوس مع تلك الأثقال، كالقرسطون تجعل فيه القناطير، ويجعل في أقصاه مقدار يسير، فيوازي ذلك الثقيل باستعانة الطول فيه.
قوله: (لترتفع إلى العشر)،
الجوهري: "العشر بالكسر: ما بين الوردين، وهو ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الأظماء كلها بالكسر. وليس لها بعد العشر اسم إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عِشْران، وهو ثمانية عشر يوماً. فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، فإنما حوازي بالحاء والزاي. حوز الإبل: ساقها إلى الماء.
*قوله: (الكناسة)، الجوهري: "هي القمامة، وهي اسم موضع في الكوفة".
.
.
.
.
.
.
.
t4t
99- ثنا أحمد بن مروان ثنا أحمد بن خالد الآجري قال سمعت ابن عائشة يقول قيل لبعض الحكماء ما كمال الحمق قال طلب منازل الأخيار بأعمار الأشرار وبغض أهل الحق ومحبة أهل الباطل قيل فما علامة الجهل قال الغناء وطول الأمل وشدة الحرص هـ. قيل فما علامة العمى قال الركون إلى من لا تأمن غشه و (غيرواضح بالأصل ورسمها قريب من كلمة (المن)) مع الصدثقة والعبادة مع البخل هـ.
100- ثنا أحمد بن مروان ثنا عمر بن محمد النسائي ثنا ابن خبيق حدثني أبو شعيب الخياط قال قلت ليوسف بن أسباط اقعد إلى القاص قال لا قلت فاقيمه قال إن أقمت البغال فافعل هـ.
101- ثنا أحمد ثنا عمر بن محمد ثنا ابن خبيق قال سمعت يوسف بن أسباط يقول كان عبد العزيز بن أبي رواد يطوف بالكعبة فطعنه أبو جعفر بالليل بأصبعه في خاصرته فالتفت إليه فقال قد علمت أنها طعنة جبار هـ.
102- ثنا أحمد بن مروان ثنا بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين قال قيل لبعض الزهاد متى يدرك العبد أمله من الله قال إذا لم تنظر عينه في النوائب والنوازل إلا إليه هـ.
103- ثنا أحمد بن مروان قال أنشدنا الحسن بن علي الأشناني لبعضهم هـ. أيا نفس لا تنسي كتابك واذكري لك الويل إن أعطيته بشمالك هـ. ويا نفس إن اليوم يوم تفرغ فها بادريه قبل يوم اشتغالك هـ. ومسكينة يا نفس أنت فقيرة إلى خير ما قدمته من فعالك، ومسئولة يا نفس أنت فما عددتي جوابا ليوم الحشر فبل سؤالك هـ.
104- حدثنا أحمد بن مروان قال أنشدنا بن أبي الدنيا قال أنشدني أبو عبد الله البصري هـ: إن امرءا أمسى أبوه وأمه، تحت التراب فحقه يتفكر هـ، تعطى صحيفتك التي أمليتها، فترى الذي فيها اذا ما تنشر هـ، حسناتها محسوبة قد أحصيت، والسيئات فأي ذلك أكثر هـ.

...المزيد

...اعتماد مفتاح غير محلي يورو او غيره .....مؤقتا سلام امنيتي 03801702327362500258

...اعتماد مفتاح غير محلي يورو او غيره .....مؤقتا سلام امنيتي
03801702327362500258

وعنه عليه السلام: "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء، ثم الشهداء" فأعظم بمرتبة هي واسطة ...

وعنه عليه السلام: "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء، ثم الشهداء" فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوة والشهادة، بشهادة رسول الله!
.
وعن ابن عباس: خير سليمان بين العلم والمال والملك، فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.
.
وقال عليه السلام: "وأوحى الله إلى إبراهيم: يا إبراهيم..... إني عليم....... أحب كل عليم".
.
وعن بعض الحكماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم! ......وأي شيء فات من أدرك العلم!
.
وعن الأحنف: كاد العلماء يكونون أربابًا،
•---------------------------------•
وعن الدارمي عن عمرو بن كثير عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام، فينه وبين النبيين درجة واحدة".
قوله: (كاد العلماء يكونون أربابًا)، هذا من الغلو، ويمكن أن يذهب بهذا الحكم إلى معنى الإلحاق، كما تقول: كاد زيد يكون أسدًا، أي: قرب أن يلحق بالأسد لما فيه من الجرأة، وأن يراد التحويل نحو: كاد زيد أن يكون أميرًا.
والإلحاق يستدعي المساواة من كل الوجوه، والعلماء إذا تخلقوا بأخلاق الله بقدر استعدادهم لكونهم دعاة للخلق إلى دين الله هداة قادة إلى صراطه المستقيم صح أن يتخصصوا به، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الذي يبطش بها ... " الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة، هذا إذا اعتبر في الرب معنى التربية، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا، لأن الناس مفتقرون إليهم في أمور معاشهم ومعادهم، وهم خلفاء الله في أرضه، وأما إذا نظر إلى معنى المالكية فيحمل الحكم على التحويل، أي: كادوا يكونون ملوكًا وأمراء لما بأيديهم أزمة الحل والعقد، كما جاء في تفسير قوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] عن ابن عباس:
...المزيد

. . . . . . . . . . . . t4t قال بعض الحكما لنفسه ما مروءة المراة قال لزومها بيتها ...

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
t4t
قال بعض الحكما لنفسه ما مروءة المراة قال لزومها بيتها واتهامها رايها وطاعتها زوجها وقلة خلافها وقلة كلامها

ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف في نحو قوله: وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك ...

ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف في نحو قوله:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
•---------------------------------•
العين امتد إلى المرئي، وإذا أغمضت فقد يتوهم أن ذلك النور ارتد إلى العين، فكما وصف الشاعر النظر بالإرسال، ووصف العالم الانتهاء بالرد، ثم أسند الارتداد إلى الطرف على المجازي، وقال: يرتد إليك طرفك، لأن الأصل: ترد طرفك.
قوله: (وكنت إذا أرسلت) البيت، بعده:
رأيت الذي لا كله أنت قادرٌ ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
قال المرزوقي: "رائدًا" حالٌ، وجواب "إذا": "أتعبتك المناظر"، وقوله: "رأيت الذي"، تفصيلٌ لما أجمله "أتعبتك المناظر"، والرائد: الذي يتقدم القوم لطلب الكلأ لهم. المعنى: إذا جعلت عينك رائداً لقلبك تطلب له هواهم، فتتعبك مناظرها، وأوقعتك مواردها في أشق المكاره، وذلك أنها تهجم بالقلب في ارتيادها له على ما لا يصبر في بعضه على فراقه مع مهيجات اشتياقه، ولا يقدر على السلو عن جميعه، فهو ممتحنٌ الدهر ببلوى ما لا يقدر على كله، ولا يصبر عن بعضه.
وعن بعض الحكماء: من أرسل طرفه استدعى حتفه، وفي المثل: الرائد لا يكذب أهله، لأنه إن كذب هلك معهم.

.
.
.
.
.
.
.
+ 5.- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، بِمِصْرَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُل ٌ لِقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» .إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ مَسَائِلَ، قَالَ: هَاتِ. قَالَ: مَا الْبَلاغَةُ؟ قَالَ: الإِيجَازُ. قَالَ: فَمَا النَّعِيمُ؟ قَالَ: الأَمْنُ.
قَالَ: فَمَا الْعِزُّ؟ قَالَ: الْمَقْدِرَةُ. قَالَ: فَمَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: الإِنْصَافُ.
+ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا أَبُو سَعِيدٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، يَقُولُ: قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ لا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ , فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرَفَةَ: سُمِّيَ الْمُبْتَدِعُ مُبْتِدَعًا ابْتَدَأَ قَوْلا فِي الدِّينِ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ يُقَالُ: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة: 117] أَيْ مُبْتَدِئُ خَلْقِهَا، وَكُلُّ مَنِ ابْتَدَأَ أَمْرًا فَقَدِ ابْتَدَعَهُ، وَقَدْ يُقَالُ: ابْتَدَأَ بِدْعَةً حَسَنَةً إِذَا ابْتَدَعَ فِعْلا جَمِيلا، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27]
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا إِبْرَاهِيمُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: الْمِلَّةُ مُعْظَمُ الدِّينِ، وَالشَّرِيعَةُ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ , يَقُولُ: جَمَعَنِي وَابْنَ جُرَيْجٍ بَعْضُ الأُمَرَاءِ فَسَأَلَنَا عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ , فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: تَوَضَّأْ مِنْهُ.فَقُلْتُ أَنَا: لا وُضُوءَ عَلَيْهِ.فَلَمَّا اخْتَلَفْنَا قُلْتُ لابْنِ جُرَيْجٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنِيٍّ.🌨 , قَالَ: فَقَالَ: يَغْسِلُ يَدَهُ، فَقُلْتُ: فَأَيُّمَا أَنْجَسُ الْمَنِيُّ أَمِ الذَّكَرُ؟ قَالَ: بَلِ الْمَنِيُّ، قُلْتُ: فَكَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلا الشَّيْطَانُ.
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجَاشِعٍ، نا رَجَاءُ بْنُ سَهْلٍ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، فَحَدَّثَنَا , فَكَتَبْنَا عَنْهُ وَأَبْرَمْنَاهُ وَصَرَفَنَا فَلَمْ نَنْصَرِفْ , فَأَمَرَ فَرُشَّ عَلَيْنَا الْمَاءُ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ، فَقَالَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ: إِنْ كَانَ وَلا بُدَّ فيَكُونُ نَظِيفًا
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نا جَعْفَرُ، نا رَجَاءٌ، نا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَعْجَبَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَأْتُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَوْنَ، وَيَزُورُونَ مِنْ غَيْرِ شَوْقٍ، وَيَمَلُّونَ بِطُولِ الْمُجَالَسَةِ، وَيَبْرَمُونَ بِكَثْرَةِ الْمُسَاءَلَةِ.
+ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الأَنْطَاكِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] قَالَ: كَانَ الْقَدَرُ قَبْلَ الْبَلاءِ.
+ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ الْمُعَدَّلُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْوَشَّاءُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: لَوْلا مَخَافَةُ السَّلْبِ لأَخْبَرْتُكُمْ بِأَعْجَبِ الْعَجَبِ كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّيْقَلِ الْوَاعِظُ، قَالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْبَادِيَةِ امْرَأَةً لا يَدَيْنِ وَلا رِجْلَيْنِ عَمْيَاءَ الْعَيْنَيْنِ، صَمَّاءَ الأُذُنَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا أَمَةَ اللَّهِ إِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَتْ: إِلَى بَيْتِ رَبِّي وَقَبْرِ نَبِيِّي، فَقُلْتُ: عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، فَقَالَتْ: يَا ضَعِيفَ الْيَقِينِ غَمِّضْ عَيْنَيْكَ , قَالَ: فَغَمَّضْتُهَا , ثُمَّ قَالَتْ لِي: افْتَحْ عَيْنَيْكَ فَفَتَحْتُهُمَا , فَإِذَا أَنَا بِهَا بِحِذَاءِ الْكَعْبَةِ، فَبَقِيتُ مُتَعَجِّبًا، فَقَالَتْ: أَيْشِ تَعْجَبُ مِنْ قَوِيٍّ حَمَلَ ضَعِيفًا.
+ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ الْبَابِيَّ , وَقَالَ لِشَيْخٍ عِنْدَهُ وَمَعَهُ ابْنُهُ: هَذَا ابْنُكَ قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ عَلَى مَعْصِيَةٍ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْكَ.
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، نا الْكَاتِبُ، نا عَلانُ بْنُ شِهَابٍ، وَشِهَابُ بْنُ عُطَارِدٍ، قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي الْعَدَوِيُّ، نا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، قَالَ: زَوَّجَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ ابْنَتَيْنِ لَهُ (ا و ج) , فَقَالَ لإِحْدَاهُمَا عِنْدَ حَمْلِهَا إِلَى زَوْجِهَا: يَا بُنَيَّةُ أَكْرِمِي أَنْفَ زَوْجِكِ وَعَيْنَيْهِ وَأُذَنَيْهِ فَلا يَشُمُّ مِنْكِ إِلا طَيِّبًا، وَلا يَرَى إِلا جَمِيلا، وَلا يَسْمَعُ إِلا حَسَنًا، وَقَالَ لِلأُخْرَى: يَا بُنَيَّةُ أَمْسِكِي عَلَيْكِ الْفَضْلَيْنِ.يُرِيدُ فَضْلَ النِّكَاحِ، وَفَضْلَ الْكَلامِ.
+ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَافْلانِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الأَصْمَعِيِّ، حَدَّثَنِي عَمِّي الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: قَالَ طَبِيبُ كِسْرَى لِكِسْرَى: ثَلاثَةٌ رُبَّمَا جَلَّتْ: دُخُولُ الْحَمَّامِ عَلَى الامْتِلاءِ , وَأَكْلُ الْقَدِيدِ عَلَى الرِّيقِ، وَنِكَاحُ الْجَوْرِ.
+ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو الرَّبِيعِ، ابْنُ أَخِي رِشْدِينٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالُوا لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا مُرُوءَةُ الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: لُزُومُهَا بَيْتَهَا , وَاتِّهَامُهَا رَأْيَهَا، وَطَاعَتُهَا لِزَوْجِهَا، وَقِلَّةُ خِلافِهَا، وَقِلَّةُ كَلامِهَا..
+ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَوَّابُ، حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: طَلَّقَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ امْرَأَتَهُ فَمَتَّعَهَا بِعَشَرَةِ آلافٍ , فَقَالَتْ: مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِنْ حَبِيبٍ مُفَارِقٍ.
+ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجْدَّرِ، نا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، قَالَ: قَالَ لِي الأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ يُبْغِضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَوْمُ سُوءٍ.
قَالَ: لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ مُحْدَثَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلافِ بِدْعَتِهِ يُحَدِّثُ إِلا أَبْغَضَ الْحَدِيثِ.
+ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الآدَمِيُّ، نا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: مَنْ رَدَّ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوْنٍ الْفَقِيهَ الْفَرَائِضِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الدُّورِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلامٍ، يَقُولُ: كَتَبْتُ الْحَدِيثَ، وَكَتَبْتُ الْفِقْهَ وَأَطْرَافَ أَهْلِ الْكَلامِ، فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَحْمَقَ مِنَ الرَّافِضَةِ.
+ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، نا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ مُنْذُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَامًا وَهُمْ يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا بَتَّةً، قُلْنَا: وَلِمَ؟ قُلْتُ لأَنَّ امْرَأَتَهُ مُسْلِمَةٌ , وَمُسْلِمَةٌ لا تَكُونُ تَحْتَ كَافِرٍ
أَنْشَدَ بَعْضُ شُيُوخِنَا لِلْجَمَّازِ:
لَيْسَ لِي ذَنْبٌ إِلَى الشِّيعَةِ إِلا خِصْلَتَيْنِ ... حُبَّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَحُبَّ الْعُمَرَيْنِ
أَنْشَدَنِي بَعْضُهُمْ لِلأَحْنَفِ الْعُكْبَرِيِّ:
يَا مِحْنَةَ الدَّهْرِ كُفِّي إِنْ لَمْ تَكُفِّي فَعِفِّي ... الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْرًا عَلَى نَقَاوَةِ حَرْفِي
ثَوْرٌ يَنَالُ الثُّرَيَّا وَعَالِمٌ مُسْتَخْفِي ... خَرَجْتُ أَطْلُبُ حَقِّي فَقِيلَ لِي قَدْ تُوُفِّي
+ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ْبنِ عَرَفَةَ الأَزْدِيُّ النَّحْوِيُّ , الْمَعْرُوفُ بِنَفْطَوَيْهِ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] . فَقَالَ لَهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ.فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَمَا مَعْنَاهُ اسْتَوْلَى؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: مَا يُدْرِيكَ؟ الْعَرَبُ لا تَقُولُ: اسْتَوْلَى عَلَى الشَّيْءِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُضَادٌّ، وَأَيُّهُمَا غَلَبَ فَقَدِ اسْتَوْلَى
6 - 6 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مُحَدَّثُونَ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ» .
إِنَّمَا هُوَ مُنَاجَاةُ الْقَلْبِ بِوُجُودِ صَفَاءِ الدُّنُوِّ.
وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ مُوسَى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] قَالَ الْجُنَيْدُ: وَالْقُلُوبُ إِذَا صَفَتْ وَدَنَتْ كَانَ هَذَا وَصْفَهَا
...المزيد

وهو الذي يهمه ما يهمك. أو من الحامة بمعنى الخاصة، وهو الصديق الخاص. فإن قلت: لم جمع الشافع ووحد ...

وهو الذي يهمه ما يهمك. أو من الحامة بمعنى الخاصة، وهو الصديق الخاص. فإن قلت: لم جمع الشافع ووحد الصديق؟ قلت: لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق. ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته، رحمة له وحسبة، وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة. وأما الصديق - وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك - فأعز من بيض الأنوق.
وعن بعض الحكماء أنه سئل عن الصديق فقال: اسم لا معنى له. ويجوز أن يريد بالصديق: الجمع. الكرّة: الرجعة إلى الدنيا. ولو في مثل هذا الموضع في معنى التمني، كأنه قيل: فليت لنا كرة. وذلك لما بين معنى «لو» و «ليت» من التلاقي في التقدير
•---------------------------------•
القريب المشفق، فكأنه الذي يحتد حماية لذويه، واحتم فلانٌ لفلان: احتد، وذلك أبلغ من اهتم، لما فيه من معنى الاحتمام، وعبر عن الموت بالحمام كقولهم: حم كذا، أي قدر، والحمى سميت بذلك إما لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه: "الحمى من فيح جهنم"، وإما لما يعرض فيه من الحميم، أي العرق، وإما لكونها من أمارات الموت، لقولهم: الحمى بريد الموت، وقيل: باب الموت.
قوله: (أو من الحامة بمعنى الخاصة)، الأساس: وهو مولاي الأحم، أي: الأخص والأحب.
قوله: (فأعز من بيض الأنوق)، الجوهري: الأنوق، على فعول: طائرٌ وهو الرخمة، وفي المثل: أعز عن بيض الأنوق، لأنها تحرزه ولا يكاد يظفر بها، لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة.
قوله: (لما بين معنيي "لو" و"ليت" من التلاقي في التقدير)، بيانٌ لوجه العلاقة، يعني: كما يقدر بـ "لو" غير الواقع، نحو: لو كان لي مالٌ لحججت، يقدر بـ "ليت" غير الواقع،
.
..
.
..

.
..
...
.
..
.
ثم قال: "فالأول هو المحقق من سياق الآية، والثاني محتمل، ويؤيد الجواز سعة الفضل" (1).
قال الراغب: " فإن قيل: كيف قال في موضع: {يُضَاعِفُ}، وفي موضع: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، وقال هاهنا ما يدل على أنه يحادي بواحد سبع مائة:
قيل: في ذلك طريقتان:
إحداهما: أن الخيرات تختلف باختلاف العالمين واختلاف نياتهما.
والثاني: أن تختلف باختلاف الأعمال.
فالأول: هو أن الناس فيما يتحرونه من أفعال الخير بالقول المجمل ثلاثة أضرب على ما قصد تعالى من ظالم ومقتصد وسابق أما الظالم: فالمتحري للخير مخافة سلطان ومذمة إنسان وتخويف عالم إياه من النار ونحو ذلك، وأما المقتصد: فالمتحري للخير مخافة عقاب الله ورجاء ثوابه من حيث ما قد تحقق وعده ووعيده، وأما السابق: فالمتحري للخير قصدا لوجه الله خالصا وثوابهم يختلف باختلاف مقاصدهم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في السابقين حاكيا عن الله عز وجل - " أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2) الخبر.
والثاني: وهو أن يختلف باختلاف الأعمال وبيان ذلك أن السخاء أفضل أفعال العباد بدلالة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " السخاء شجرة من أشجار الجنة، أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن من أغصانها أداه إلى الجنة، والبخل شجرة من أشجار النار، فمن أخذ بغصن من أغصانها أداه إلى النار " (3).
وقيل لبعض الحكماء: " أي شيء من أفعال العباد أشبه بفعل الله "؟ فقال: " السخاء، وأفضل الجود ما كان عن ضيق "، ولهذا قال الشاعر (4):
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
وقد علم أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا مضيفين سيما في ابتداء الإسلام وأفضل الإنفاق ما يقصد به وجه الله لعز وجل -، وأفضل ما يقصد به وجهه ما يجعل في سبيل الله، وأفضل سبيل ينفق فيه ما كان أكثره غنى، وقد علم أنه لا جهاد أكبر من جهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا قوم أكفر ممن كان يحاد بهم ولا زمان أحوج إلى محاربتهم من زمانه وكل وأحد من هذه الخصال يجري مجرى فعل يستحق
__________
(1) الفتح: 11/ 334، بل يجزم بوقوع المضاعفة فوق سبعمائة ضعف حديث ابن عباس-رضي الله عنهما-والذي سبق ذكره. [أخرجه البخاري في صحيحه-فتح-: 11/ 331 رقم: 6491].
(2) رواه البخاري (3072) ومسلم (2824) وعنده: (بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ).
(3) تذكرة الموضوعات (63)، التعقبات (40)، التنزيه (2/ 139)، وضعيف الجامع (3340)، والقواعد المجموعة (212)، والكشف الإلهي (444)، واللآلئ (2/ 93)، والموضوعات (2/ 183). والحديث: ورواه ابن عدي (1/ 235) وابن شاهين في الترغيب (264) والدارقطني في الأجواد (6) والخطيب (1/ 253 - 254) والبيهقي في الشعب (10138): ص (7/ 435) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 182) والسيوطي في بغية الوعاة (2/ 403) من طريق محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد، نا عبد العزيز بن عمران الزهري، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ آخر، وأوله: "السخاء شجرة في الجنة".
قال العراقي في تخريج الإحياء (3294): فيه عبد العزيز بن عمران الزهري ضعيف جدا.
قلت: وابن أبي حبيبة ضعيف، وساق ابن عدي الحديث من مناكيره، ولكن يظهر أنه مناكير ابن عمران، والله أعلم.
وقال الألباني في الضعيفة (8/ 350): هذا إسناد ضعيف جدا. وخرّج فيه اللفظ المذكور.
(4) البيت للمقنع الكندي، نسبه إليه أبو تمام في الحماسة (شرح الحماسة للمرزوقي: 1734)، والسيوطي في شرح شواهد المغني: 1/ 372، والبغدادي في شرح أبيات مغني اللبيب: 3/ 102، وذكره الأشموني 560/ 3، والسيوطي في الهمع 9/ 2، "الفضول" المال الزائد "سماحة" الجود والكرم.، يقول الشاعر: إن إعطاءك من زيادات مالك لا يعد سماحة، إلا أن تعطي في حالة قلة المال.
...المزيد

وقضى أوفى الأجلين. أي سبق في قضائي وقدرى أن أكلمك وأستنبئك، وفي وقت بعينه قد وقته لذلك، فما جئت إلا ...

وقضى أوفى الأجلين. أي سبق في قضائي وقدرى أن أكلمك وأستنبئك، وفي وقت بعينه قد وقته لذلك، فما جئت إلا على ذلك القدر غير مستقدم ولا مستأخر. وقيل: على مقدار من الزمان يوحى فيه إلى الأنبياء، وهو رأس أربعين سنة. هذا تمثيل لما خوّله من منزلة التقريب والتكريم والتكليم. مثل حاله بحال من يراه بعض الملوك
•---------------------------------•
قوله: (وقضى أوفى الأجلين)، أي: المذكورين في قوله تعالى حكاية عن شُعيب: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَاجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ... ) إلى قوله: ( ... فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ) [القصص: 29].
قوله: (قد وقته لذلك)، أي: التكليم والاستنباء. المُغرب: الوقت من الأزمنة المبهمة، ثم استعمل في كل حد، وقد اشتقوا منه فقالوا: وقت الله الصلاة ووقتها، أي: بين وقتها وحدده، ثم قيل لكل محدودٍ: موقوتٌ وموقت.
قوله: (هذا تمثيل لما خوله)، يعني قوله: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) لا يجوز أن يجري على ظاهره لاستغنائه تعالى عن ذلك، فهو استعارةٌ تمثيلية وبيانها قوله "مثل حاله بحال من يراه" إلى آخره.
الراغب: الصنيعة ما اصطنعته من خير. وفرس صنيع: أُحسن القيام عليه، عُبر عن الأمكنة الشريفة بالمصانع، قال تعالى: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ) بالشعراء: 129]، وكُني عن الرشوة بالمصانعة، والاصطناع: المبالغة في إصلاح الشيء، قال تعالى: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه: 41]، قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) إشارة إلى نحوٍ ما قال بعض الحكماء: إن الله إذا أحب عبداً تفقده كما يتفقد الصديقُ الصديقَ، والصنعُ: إجادةُ الفعل، ولا ينسبُ إلى الحيوانات والجمادات، كما ينسب إليها الفعل، قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل: 88]، وللإجادة يقالُ للاذق المجيد: صنعٌ وللمرأة صناع.
;
,
,
,
,
,t4T
لا ينتفعُ به؛ بل يتركُه لغيرهِ ويرتحل عنه، ويبقى حسابُه عليه ونفعُه لغيره، فيجمعُ لمن لا يحمدُه، ويقدم عَلَى من لا يعذرُه، لكفى بذلك ذَمًّا للحرصِ.
فالحريصُ يضيعُ زمانَه الشريفَ، ويخاطرُ بنفْسه التي لا قيمةَ لها في الأسفارِ وركوبِ الأخطارِ؛ لجمعِ مالٍ ينفع به غيرُه.
كما قيل:
ولا تحسبن الفقر من فقد الغنى ... ولكن فقد الدين من أعظم الفقر
قِيلَ لبعض الحكماءِ: إِنَّ فلانَا جَمَعَ مَالاً. فَقَالَ: فهل جمعَ أيامًا ينفقُه فيها؟ قيل: ما جمعَ شيئًا.
وفي بعضِ الآثارِ الإسرائيلية: الرزقُ مقسومٌ والحريصُ محرومٌ، ابن آدمَ، إذا أفنيتَ عمرَك في طلبِ الدُّنْيَا، فمتى تطلبُ الآخرةَ؟!
إذَا كنت في الدُّنْيَا عَنِ الخيرِ عاجزًا ... فما أنتَ في يومِ القيامةِ صانعُ
قال ابنُ مسعود: اليقينُ أن لا تُرْضي النَّاسَ بسخطِ الله، ولا تحمد أحدًا عَلَى رزق الله، ولا تلوم أحدًا عَلَى ما لم يؤْتِك الله، فإنَّ رزق الله لا يسوقُه حرصُ حريصٍ ولا يردُّه كراهةُ كاره، فإنَّ الله بقسطهِ وعلمه جعلَ الروحَ والفرحَ في اليقين والرضى، وجعلَ الهمَّ والحزنَ في الشَّكِّ والسخطِ.
وقال بعضُ السَّلف: إذا كان القدرُ حقَّا فالحرصُ باطلٌ، وإذا كان الغدرُ في الناس طباعًا فالثقةُ بكلِّ أحدٍ عجزٌ، وإذا كان الموتُ لكلِّ أحد راصدًا فالطمأنينةُ إِلَى الدُّنْيَا حمق.
كان عبد الواحد بنُ زيد يحلفُ بالله: لحرصُ (المرءِ) (*) عَلَى الدُّنْيَا أخوفُ عليه عندي من أعدى أعدائه.
__________
(*) المومن: "نسخة".
...المزيد

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ...

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
(خلق السموات والأرض) خلقاً متلبساً (بالحق) أي بالحكمة البالغة، وقيل: خلق ذلك خلقاً يقينياً لاريب فيه، وقيل: الباء بمعنى اللام، أي خلق ذلك لإظهار الحق، وهو أن يجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، ثم رجع سبحانه إلى خلق العالم الصغير كذا قال مقاتل، وقيل: المراد جميع الخلائق وهو الظاهر، أي أنه سبحانه خلقهم في أكمل صورة وأحسن تقويم، وأجمل شكل وأبهاه، لا يتمنى الإنسان أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور
قال بعض الحكماء شيئان لا غاية لهما، الجمال والبيان، والتصوير والتخطيط والتشكيل.
قرأ الجمهور صوركم بضم الصاد وقرىء بكسرها.
(وإليه المصير) في الدار الآخرة لا إلى غيره.
" وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مكث المني في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس، فعرج به إلى الرب فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله ما هو قاض، فيقول: أشقي أم سعيد؟ فيكتب ما هو لاق، وقرأ أبو ذر من فاتحه التغابن خمس آيات إلى قوله: (وإليه المصير) " أخرجه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

,
;
,
,;,
t4T
الكاتب: محمد رشيد رضا
__________
فتاوى المنار
اللعب بالنرد والشطرنج والورق
وحضور دور اللعب ومجاملة أهل الكتاب
(س 7) من صاحبي التوقيع بالمطرية (في الدقهلية) :
حضرة مرشد الأمة ورشيدها صاحب المنار المنير فضيلتلو أفندم: السلام
عليكم ورحمة الله، وبعد، ألتمس من فضيلتكم إجابتنا عن السؤال الآتي عسى
بجواب فضيلتكم تمنع الحيرة ونهتدي إلى سبيل الرشاد.
أسس بالمطرية دقهلية نادٍ باسم نادي الموظفين، الغرض منه نشر الفضيلة
ومدارسة العلم، وتوثيق عرى المحبة والإخاء والإنسانية، وأعضاء النادي المذكور
تتألف من محمديين وعيسويين وموسويين، وأعمال النادي على مقتضى قانون قد
جاء فيه: (منع الخمر والميسر منعًا باتًّا) ولكن بالنادي المذكور حجرة للهو
واللعب بالنردشير (الطاولة) والشطرنج والورق (أي الكتشينة) ترتب على
وجودها بالنادي منع بعض أعضائه المسلمين من الحضور فيه وحرمانه من سماع
ما يلقى من المحاضرات النافعة؛ لعلمه أن هذه الألعاب حرام لكونها ميسر كما
نص عليه الشافعي وجرى عليه أكثر أصحابه، واعتمده الشيخان وغيرهما مستدلاًّ
على تحريمه وتغليظ العقوبة فيه بأحاديث كثيرة وأقوال شهيرة مذكورة في كتاب
(كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع) وكتب غيره، ولمَّا بيَّن الممتنعُ عن
الحضور هذا المانعَ إلى بعض مؤسسي النادي، أجابه بعدم أحقيته في الامتناع حيث
هذه الألعاب لم تكن من الميسر في شيء، ولم تكن حرامًا ولا مكروهة، وأنها نافعة
لما فيها من مجاملة أهل الكتاب باللعب معهم، وتشحيذ الخواطر وتزكية الأفهام
وراحة القلوب من عناء الأفكار، وترويح النفوس من شاق الأعمال، وغير ذلك
مستشهدًا بأقوال كثيرين وببعض فتاوى المرحوم الإمام مفتي الديار (قياسًا) وقد
كثر الأخذ والرد بينهما، وانتهى الموضوع إلى رفع الأمر إليكم رجاء الجواب عما
إذا كانت الألعاب المذكورة حرامًا أو مباحة، والأكمل حضور الممتنع بالنادي لإعادة
النفع العلمي أو امتناعه عن الحضور مع وجود حجرات بالنادي خلاف المختصة
باللعب أفندم.
... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... حسن حسن عزام
... ... ... ... ... ... ... ... ... بالمطرية - دقهلية ...
ملحوظة:
غرفة الألعاب مفصولة عن غرفة المطالعة والمحادثة بصالة عرضها 4 أمتار
تقريبًا، وحضرات أعضاء النادي الأقباط يلعبون، وإذا كان كل مسلم يبتعد عن
ذلك فسينمو الجفاء طبعًا، ومن جهة أخرى فإن النادي تلقى به محاضرات علمية
وأدبية وفنية كل ليلة جمعة، فإذا ابتعد المسلم خسر هذه الفوائد التي لا تخفى على
فضيلتكم، فأفتونا بما يقرب الناس ويزيل سوء التفاهم، ويكون سببًا لرقينا بعد
ذلك النوم الطويل، أدامكم الله للمخلص
... ... ... ... ... ... ... ... سكرتير النادي
... ... ... ... ... ... ... عبد الحميد حسن محجوب
(ج) من اعتقد أن عملاً من الأعمال حرام وجب عليه تركه ألبتة إلا
لعذر شرعي كالضرورة التي تبيح المحرم لذاته كأكل الميتة، والحاجة التي
تبيح المحرم لعارض كرؤية الطبيب ما تحرم رؤيته من بدن المرأة أو الرجل،
وإذا زال العذر عاد حكم التحريم كما كان. وليست مجاملة أهل الكتاب ولا
المسلمين من الأعذار التي تبيح المحرمات، ومن توهم أن التهاون بأحكام
الدين من أسباب الترقي فقد انقلبت الحقيقة في نظره إلى ضدها، بل الإسراع
إلى تغيير شعائر الأمة وآدابها وعاداتها التي تعد من مقوماتها أو مشخصاتها
هو الذي يحل روابطها، ويمزق نسيج وحدتها، فلا ينبغي لعاقل أن يتهاون
في المحافظة على ما ذكر، بل ينبغي مراعاة التدريج في ترك العادات الضارة
إذا فشت في الأمة وصارت تعد من مميزاتها، فهذا أول ما يجب التفكر فيه
والاعتبار به في هذا المقام وهو مما يغفل عنه الناس.
على أن المجاملة لا تنحصر في اللعب بما هو محرم، ولا بما هو مباح
أيضا. ثم إن في مسألة اللعب بحثين، أحدهما: هل الألعاب المذكورة في
السؤال محرمة قطعًا وهي من الميسر أم لا؟ وثانيهما: هل الدخول إلى حجرة
الخطابة من النادي لسماع شيء من العلم النافع يعد محرمًا لوجود حجرة تلعب فيها
تلك الألعاب عند من يرى تحريمها؟
أما اللعب بالنرد، فالجمهور على تحريمه إلا أبا إسحاق المروزي قال:
يكره ولا يحرم، وهو محجوج بحديث أبي موسى مرفوعًا في صحيح مسلم
وسنن أبي داود وابن ماجه: (من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله) .
وعللوا ذلك بأنه كالأزلام يعول فيه على ترك الأسباب والاعتماد على الحظ
والبخت فهو يضر بذلك ويغري بالكسل، والاتكال على ما يجيء به القدر،
أي فيه معنى الميسر المبني على الكسب بالحظ والنصيب دون العمل والجهد،
وما أشد إفساد هذا في الأمم، وما أبعده عن الإسلام الذي يهدي أهله إلى الجد
والسعي والعمل، ولا يمكن التفصِّي من تحريم لعب النرد إلا إذا ثبت أن سبب
النهي عنه أنهم كانوا يلعبون به على مال؛ وأنه حرم لذلك، وليس عندنا نص
في ذلك، وهو لا يكون من الميسر حقيقة إلا إذا كان اللعب على مال.
وأما الشطرنج فالأكثرون على أنه غير محرم ومنهم الشافعية، قال
الشافعي: إنه لهو يشبه الباطل، أكرهه ولا يتبين لي تحريمه، وقال النووي:
إن أكثر العلماء على تحريمه وإنه مكروه عند الشافعي أي تنزيهًا، واشترط لتحريمه
أن يكون على عوض، أو يفوت على اللاعب الصلاة اشتغالاً به عنها.
ولا يوجد حديث يحتج به ناطق بتحريمه، وكل ما لا نص من الشارع
على تحريمه فهو مباح لذاته؛ إذا لم يكن ضارًّا واستعمل فيما يضر، فإن
ترتب على فعل مباحٍ حرامٌ حُرِّم لهذا العارض لا مطلقًا، كأن يترك اللاعب
بالشطرنج ما يجب عليه لله أو لعياله مثلاً، ويدخل في ذلك: اللعب بالورق، فإنه
لا نص فيه من الشارع، ولكن قال بحرمته بعض الشافعية، وهؤلاء قد جعلوا
للعب قاعدة فقالوا: إنه يحل منها ما فيه حساب وتفكر يشحذ الذهن كالشطرنج
دون ما كان كالنرد أو كان من العبث، والحق أنه لا يحرم إلا ما كان ضارًّا
كما تقدم آنفًا.
ولا شك في كراهة الانهماك في اللعب والإسراف فيه، ولنا في النرد
والشطرنج فتوى مطولة في المجلد السادس من المنار، فليراجعها من شاء
(ص 373 - 376) .
وأما حضور الخطب والمحاضرات العلمية والأدبية في النادي فلا وجه
لتحريمها بحجة أن في النادي حجرة يلعب فيها لعب محرم؛ لأن الحرمة إنما
هي على اللاعب وعلى من يراه ولا ينكر عليه، وكذا يباح دخول أي مكان
من النادي ليس فيه منكر، وقد يستحب إذا كان فيه فائدة كموادة الأصدقاء
ومجاملتهم.
***
أحاديث تقويم ديوان الأوقاف
(س 8) من صاحب الإمضاء في الإسكندرية:
صاحب الفضيلة العلامة منشئ المنار الأغر:
ما قول سيدي الأستاذ - وهو المحقق الأوحد في فن الحديث الشريف - فيما
تذيل به صحائف التقويم الذي يصدره ديوان عموم الأوقاف عن حساب
الأيام والشهور ومواقيت الصلاة إلخ إلخ، من الجمل الحكمية التي اختيرت على
أنها أحاديث صحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس على كثير
منها صبغة ذلك الكلام البليغ الذي عهدناه في كتب الحديث الصحيح وأمهات
كتب الشريعة الإسلامية.
وإذا صح أن متخير هذه الحكم لم يحتط في بحثه ولم يرجع في مثل هذا العمل
الخطير إلى الإخصائيين الراسخين في علم الحديث والسنة، وهو أول وأحق ما
يجب اتباع قول الله فيه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل:
43) فما عذر علماء مصر ورجال الدين فيها؟ وهذه الحكم تنتشر على صحائف
جريدة المؤيد، وتعلق عليها الشروح الضافية على أنها أحاديث صحيحة.
وكان يجوز أن نلتمس لهم بعض العذر لو بقيت هذه الأحاديث على صحائف
التقويم بين جدران الغرف، ولكن الأمر قد شاع وذاع وكثر اللغط فيه.
فهل لسيدي الأستاذ أن يتصدى للموضوع بباعه الطويل، وقلمه البليغ،
لتنجاب عنا هذه الغيوم، وتبيد تلك الهموم؟.
ابن منصور
(ج) إنني لم أنظر تقويم الأوقاف إلا معلقًا على بعض الجُدُر من بعيد
فلم أَرَ فيه شيئا من هذه الأحاديث، ولكني رأيت بعض ذلك في المؤيد، وقلت
لأحد محرريه: إن كثيرًا منها لم يروهِ أحد من المحدثين عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وبعضها مروي فيجب
على شارحها تمييز الحديث من غيره منها.
وإطلاق اسم الأحاديث عليها غير جائز؛ إذ ليس لمسلم أن يعتد بعزو
أحد حديثًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا عزاه إلى بعض أئمة
المحدثين أصحاب الدواوين المعروفة في تخريج الأحاديث أو وثق بعلمه
بالحديث، سواء رأى هذا الحديث في جريدة أو كتاب أو سمعه من متكلم أو
خطيب، فإننا كثيرًا ما نسمع من خطباء الجمعة الأحاديث الضعيفة
والموضوعة والمحرفة حتى صار يضيق صدري من دخول المسجد لصلاة
الجمعة قبل الخطبة الأولى أو في أثنائها، فمن سمع الخطيب يعزو إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قولا يعلم أنه موضوع، يحار في أمره لأنه إذا سكت
على هذا المنكر يكون آثمًا، وإذا أنكر على الخطيب جهرًا يخاف الفتنة على
العامة، والواجب على مدير الأوقاف منع الخطباء من الخطابة بهذه الدواوين
المشتملة على هذه الأحاديث أو تخريج أحاديثها إذا كانت الخطب نفسها خالية
من المنكرات والخرافات والأباطيل وما أكثر ذلك فيها.
وفي ص32 من فتاوى ابن حجر الحديثية أنه سئل عن خطيب يرقى
المنبر كل جمعة، ويذكر أحاديث لا يبين مخرجيها ولا رواتها، وذكر السائل
بعضها، وقال في ذلك الخطيب: إنه مع ذلك يدعي رفعة في العلم وسموًّا في
الدين، فما الذي يجب عليه وما الذي يلزمه؟
فأجاب بما حاصله أنه لا يجوز له أن يروي الحديث من غير أن يذكر
الرواة أو المخرجين إلا إذا كان من أهل المعرفة بالحديث أو بنقلها من كتبه
قال: وأما الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس
مؤلفه من أهل الحديث أو في خطب ليس مؤلفها كذلك - فلا يحل ذلك، ومن فعله
عزر عليه التعزير الشديد.
وهذا حال أكثر الخطباء فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث، حفظوها
وخطبوا بها، كذا من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلاً أم لا. فيجب
على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك. ويجب على حكام بلد هذا
الخطيب منعه من ذلك إن ارتكبه. إلخ.
وحاصل الجواب: أن ما طبع في تقويم الأوقاف من الأحاديث بعضها له
أصل صحيح أو غير صحيح، وبعضها لا أصل له، بل هو حكم منثورة
لبعض الحكماء والعلماء، وأنه لا ينبغي لمسلم أن يروي شيئا منه مسميًا إياه
حديثًا نبويًّا إلا إذا علم ذلك بالرواية عن الثقات في علم الحديث أو برؤيته في
بعض دواوين الحديث المشهورة كالصحيحين وكتب السنن، أو معزوًّا إلى هذه
الكتب وأمثالها في مثل الجامع الصغير، وليعلم أنه ليس كل ما في كتب السنن
وأمثالها كمسند الإمام أحمد من الأحاديث يصل إلى درجة الصحيح في
اصطلاحهم، بل فيها الصحيح والحسن والضعيف، وفيها ما عده بعض
المحدثين موضوعًا، فليس لمن رأى فيها أو فيما نقل عنها حديثًا لم يصرحوا
بقولهم: إنه صحيح، أن يقول: هو حديث صحيح، وكذا ما يراه في كتب الفقه
والأدب والمواعظ، فإن هذه الكتب يكثر فيها إطلاق الأحاديث بغير تخريج
وكثير منها واهٍ وموضوع لا تحل روايته إلا للتحذير منه.
ومن الكتب المتداولة التي تكثر فيها الأحاديث الموضوعة والشديدة
الضعف كتاب (خريدة العجائب) وكتاب (نزهة المجالس) بل يوجد مثل
ذلك في بعض الكتب الجليلة كإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وأكثر كتب
التصوف لا يوثق بما فيها من الأحاديث.
والعمدة: التخريج والتصريح بالتصحيح أو التحسين، فالمناوي يعزو
الأحاديث في مسند الفردوس مثلاً ولا يشير إلى صحتها أو ضعفها، فليس لك
أن تصحح شيئًا منها بغير علم، فإذا وضع بجانب الحديث (خ) أو (م) كان
صحيحًا لعزوه إلى الصحيحين، وإذا وضع بجانبه (فر) أو (حل) كان في
الغالب ضعيفًا وربما كان أقل من ذلك رتبة.
هذا وإننا قبل طبع ما تقدم رأينا المؤيد يعبر عما ينقله عن تقويم الأوقاف
بلفظ الحكم والحكمة، ولا يسميها كلها نبوية، فالظاهر أن الشارح لها في المؤيد
صار يراجع ويميز بين الأحاديث المأثورة والحكم المنثورة، فنقترح عليه أن لا
يذكر حديثًا مرفوعًا إلا معزوًّا إلى مخرِّجه، كما جرينا على ذلك في المنار منذ
إنشائه.
__________
...المزيد

بعض الكوفيين وقال الزجاج والفراء: أي لحق حقاً مثل نطقكم * وقال المازني إن مثل مع ما بمنزلة شيء ...

بعض الكوفيين وقال الزجاج والفراء: أي لحق حقاً مثل نطقكم
* وقال المازني إن مثل مع ما بمنزلة شيء واحد فبنى على الفتح
وقال سيبويه: هو مبني لإضافته إلى غير متمكن قرأ الجمهور بنصب مثل على تقدير كمثل نطقكم وقرىء بالرفع على أنه صفة لحق لأن مثل نكرة وإن أضيفت فهي لا تتعرف بالإضافة كغير، ورجح قول المازني أبو علي الفارسي.
ومعنى الآية تشبيه تحقيق ما أخبر الله عنه بتحقيق نطق الآدمي ووجوده وهذا كما تقول إنه لحق كما إنك ههنا وإنه لحق كما أنت تتكلم والمعنى أنه في صدقه ووجوده كالذي تعرفه ضرورة.
عن أبي سعيد الخدري قال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم، لو أن أحدكم فر من رزقه لتبعه كما يتبعه الموت " أسنده الثعلبي وذكره القرطبي وقال بعض الحكماء، معناه كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره كذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له لا يقدر أن يأكل رزق غيره.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.t4t
دراسة تربوية
القناعة
مفهومها.. منافعها.. الطريق إليها
(1-2)
إبراهيم بن محمد الحقيل
يزداد التسخط في الناس وعدم الرضى بما رُزقوا إذا قلّت فيهم القناعة،وحينئذ لا يرضيهم طعام يشبعهم، ولا لباس يواريهم، ولا مراكب تحملهم، ولا مساكن تكنهم؛ حيث يريدون الزيادة على ما يحتاجونه في كل شيء، ولن يشبعهم شيء؛ لأن أبصارهم وبصائرهم تنظر إلى من هم فوقهم، ولا تُبصر من هم تحتهم، فيزدرون نعمة الله عليهم، ومهما أوتوا طلبوا المزيد؛ فهم كشارب ماء البحر لا يرتوي أبداً.
ومن كان كذلك فلن يحصل السعادة أبداً؛ لأن سعادته لا تتحقق إلا إذا أصبح أعلى الناس في كل شيء، وهذا من أبعد المحال؛ ذلك أن أي إنسان إن كملت له أشياء قصرت عنه أشياء، وإن علا بأمور سفلت به أمور، ويأبى الله - تعالى -الكمال المطلق لأحد من خلقه كائناً من كان؛ لذا كانت القناعة والرضى من النعم العظيمة والمنح الجليلة التي يُغبط عليها صاحبها.
ولأهمية هذا الأمر - ولا سيما مع تكالب كثير من الناس على الماديات، وانغماسهم في كثير من الشهوات - أحببت أن أذكر نفسي وإخواني؛ والذكرى تنفع المؤمنين.
مفهوم القناعة:
توجد علاقة متينة بين القناعة وبين الزهد والرضى، ولذلك عرَّف بعض أهل اللغة القناعة بالرضى، والقانع بالراضي [1] .
قال ابن فارس: (قنع قناعة: إذا رضي، وسميت قناعة؛ لأنه يُقبل على الشيء الذي له راضياً[2] .
وأما الزهد فهو ضد الرغبة والحرص على الدنيا. والزهادة في الأشياء ضد الرغبة [3] .
وذكر ابن فارس أن مادة (زهد) أصل يدل على قلة الشيء قال:والزهيد: الشيء القليل [4] .
وعرَّف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الزهد بقوله: ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله -عز وجل -[5] .
ونحا فريق من أهل الاصطلاح إلى تقسيم القناعة، وجعل أعلى مراتبها الزهد كما هو صنيع الماوردي؛ حيث قال: (والقناعة قد تكون على ثلاثة أوجه):
الوجه الأول: أن يقتنع بالبُلغة من دنياه ويصرف نفسه عن التعرض لما سواه؛ وهذا أعلى منازل أهل القناعة، ثم ذكر قول مالك بن دينار: أزهد الناس من لا تتجاوز رغبته من الدنيا بُلغته.
الوجه الثاني: أن تنتهي به القناعة إلى الكفاية، ويحذف الفضول والزيادة، وهذا أوسط حال المقتنع، وذكر فيه قول بعضهم: من رضي بالمقدور قنع بالميسور.
الوجه الثالث: أن تنتهي به القناعة إلى الوقوف على ما سُنح، فلا يكره ما أتاه وإن كان كثيراً، ولا يطلب ما تعذر وإن كان يسيراً، وهذه الحال أدنى منازل أهل القناعة؛ لأنها مشتركة بين رغبة ورهبة، فأما الرغبة: فلأنه لا يكره الزيادة
على الكفاية إذا سنحت، وأما الرهبة: فلأنه لا يطلب المتعذر عن نقصان المادة إذا تعذرت) [6] ا. هـ.
وبناءً على تقسيم الماوردي فإن المنزلة الأولى هي أعلى منازل القناعة وهي الزهد أيضاً، والمنزلة الثالثة هي التي عليها أكثر الذين عرّفوا القناعة وهي مقصود مقالتنا تلك.
وعلى هذا المعنى فإن القناعة لا تمنع التاجر من تنمية تجارته، ولا أن يضرب المسلم في الأرض يطلب رزقه، ولا أن يسعى المرء فيما يعود عليه بالنفع؛ بل كل ذلك مطلوب ومرغوب، وإنما الذي يتعارض مع القناعة أن يغش التاجر
في تجارته، وأن يتسخط الموظف من مرتبته، وأن يتبرم العامل من مهنته، وأن
يُنافَق المسؤول من أجل منصبه وأن يتنازل الداعية عن دعوته أو يميّع مبدأه رغبة
في مال أو جاه، وأن يحسد الأخ أخاه على نعمته، وأن يُذِلَّ المرء نفسه لغير الله -
تعالى - لحصول مرغوب.
وليس القانع ذاك الذي يشكو خالقه ورازقه إلى الخلق، ولا الذي يتطلع إلى ما
ليس له، ولا الذي يغضب إذا لم يبلغ ما تمنى من رتب الدنيا؛ لأن الخير له قد
يكون عكس ما تمنى.
وفي المقابل فإن القناعة لا تأبى أن يملك العبد مثاقيل الذهب والفضة، ولا أن يمتلئ صندوقه بالمال، ولا أن تمسك يداه الملايين، ولكن القناعة تأبى أن تلج هذه الأموال قلبه، وتملك عليه نفسه، حتى يمنع حق الله فيها، ويتكاسل عن الطاعات، ويفرط في الفرائض من أجلها، ويرتكب المحرمات من رباً ورشوة وكسب خبيث حفاظاً عليها أو تنمية لها.
وكم من صاحب مال وفير وخير عظيم رزق القناعة! فلا غَشَّ في تجارته،ولا منع أُجراءه حقوقهم، ولا أذل نفسه من أجل مال أو جاه، ولا منع زكاة ماله؛بل أدى حق الله فيه فرضاً وندباً، مع محافظةٍ على الفرائض، واجتنابٍ للمحرمات. إن ربح شكر، وإن خسر رضي؛ فهذا قنوع وإن ملك مال قارون.
وكم من مستور يجد كفافاً ملأ الطمع قلبه حتى لم يُرضه ما قسم له! فجزع من رزقه، وغضب على رازقه، وبث شكواه للناس، وارتكب كل طريق محرم حتى يغني نفسه؛ فهذا منزوع القناعة وإن كان لا يملك درهماً ولا فلساً.
فوائد القناعة:
إن للقناعة فوائد كثيرة تعود على المرء بالسعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا والآخرة ومن تلك الفوائد:
1 - امتلاء القلب بالإيمان بالله - سبحانه وتعالى - والثقة به، والرضى بما قدر وقسم، وقوة اليقين بما عنده - سبحانه وتعالى - ذلك أن من قنع برزقه فإنما هو مؤمن ومتيقن بأن الله - تعالى - قد ضمن أرزاق العباد وقسمها بينهم حتى ولو كان ذلك القانع لا يملك شيئاً.
يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن أرجى ما أكون للرزق إذا قالوا: ليس في البيت دقيق.
وقال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: أسرُّ أيامي إليَّ يوم أُصبح وليس عندي شيء.
وقال الفضيل ابن عياض - رحمه الله تعالى -: أصل الزهد الرضى من الله - عز وجل -. وقال أيضاً: القُنوع هو الزهد وهو الغنى،
وقال الحسن - رحمه الله تعالى -: إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق
منك بما في يد الله - عز وجل -[7] .
2 - الحياة الطيبة: قال - تعالى -: [من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون]
[النحل: 97] ، فَسَّر الحياةَ الطيبة عليٌّ وابن عباس والحسن - رضي الله عنهم - فقالوا: الحياة الطيبة هي القناعة [8] ، وفي هذا المعنى قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه [9] .
3 - تحقيق شكر المنعم - سبحانه وتعالى -: ذلك أن من قنع برزقه شكر الله - تعالى - عليه، ومن تقالّه قصَّر في الشكر، وربما جزع وتسخط - والعياذ بالله - ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس) .
4 - الفلاح والبُشْرى لمن قنع: فعن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع) ، وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد أفلح من أسلم ورُزق كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه) .
5 - الوقاية من الذنوب التي تفتك بالقلب وتذهب الحسنات: كالحسد،والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الخصال الذميمة والآثام العظيمة؛ ذلك أن الحامل على الوقوع في كثير من تلك الكبائر غالباً ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها، فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قسم له.
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: اليقين ألا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحسد أحداً على رزق الله، ولا تَلُمْ أحداً على ما لم يؤتك الله؛ فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره؛ فإن الله - تبارك وتعالى - بقسطه وعلمه وحكمته جعل الرَّوْح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط [13] .
وقال بعض الحكماء: وجدت أطول الناس غماً الحسود، وأهنأهم عيشاً القنوع [14] .
6 - حقيقة الغنى في القناعة: ولذا رزقها الله - تعالى - نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وامتن عليه بها فقال - تعالى -: [ووجدك عائلا فأغنى] [الضحى: 8] ، نزّلها بعض العلماء على غنى النفس؛ لأن الآية مكية، ولا يخفى ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تُفتح عليه خيبر وغيرها من قلة
المال [15] .
وذهب بعض المفسرين إلى أن الله - تعالى - جمع له الغنائيْن: غنى القلب، وغنى المال بما يسر له من تجارة خديجة.
وقد بيّن - عليه الصلاة والسلام - أن حقيقة الغنى غنى القلب فقال - عليه الصلاة والسلام -: (ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس) [16] .
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟) قلت: نعم يا رسول الله، قال: (فترى قلة المال هو الفقر؟) قلت: نعم! يا رسول الله. قال: (إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب) الحديث [17] .
وتلك حقيقة لا مرية فيها؛ فكم من غني عنده من المال ما يكفيه وولدَه ولو عُمِّر ألف سنة؛ يخاطر بدينه وصحته ويضحي بوقته يريد المزيد! وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس؛ وهو لا يجد قوت غده! فالعلة في القلوب: رضيً وجزعاً، واتساعاً وضيقاً، وليست في الفقر والغنى.
ولأهمية غنى القلب في صلاح العبد قام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -خطيباً في الناس على المنبر يقول: (إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه) [18] .
وسئل أبو حازم فقيل له: ما مالك؟ قال: لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس [19] . وقيل لبعض الحكماء: ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك [20] .
7 - العز في القناعة، والذل في الطمع: ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس
فلا يزال عزيزاً بينهم، والطماع يذل نفسه من أجل المزيد؛ ولذا جاء في ... حديث سهل بن سعد مرفوعاً: (شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس) [21] .
وكان محمد بن واسع - رحمه الله تعالى - يبلُّ الخبز اليابس بالماء ويأكله ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد [22] .
وقال الحسن - رحمه الله تعالى -: لا تزال كريماً على الناس، ولا يزال الناس يكرمونك ما لم تَعَاطَ ما في أيديهم؛ فإذا فعلت ذلك استخفُّوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك [23] .
وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس، والاستغناء عنهم؛فمن سأل الناس ما بأيديهم كرهوه وأبغضوه؛ لأن المال محبوب لنفوس بني آدم،فمن طلب منهم ما يحبونه كرهوه لذلك [24] .
والإمامة في الدين والسيادة والرفعة لا يحصلها المرء إلا إذا استغنى عن الناس، واحتاج الناس إليه في العلم والفتوى والوعظ.
قال أعرابي لأهل البصرة:من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بِمَ سادهم؟ قالوا: احتاج الناس
إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم [25] .
صور من قناعة النبي صلى الله عليه وسلم:لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيماناً ويقيناً، وأقواهم ثقة بالله - تعالى - وأصلحهم قلباً، وأكثرهم قناعة ورضيً بالقليل، وأنداهم يداً
وأسخاهم نفساً، حتى كان - عليه الصلاة والسلام - يفرِّق المال العظيم: الوادي
والواديين من الإبل والغنم ثم يبيت طاوياً، وكان الرجل يُسْلم من أجل عطائه صلى
الله عليه وسلم ثم يحسن إسلامه. قال أنس - رضي الله عنه -: إن كان الرجل
ليسلم ما يريد إلا الدنيا؛ فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما
عليها [26] .
وقال صفوان بن أمية - رضي الله عنه -: لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لمن أبغض الناس إليَّ؛ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ.
قال الزهري: أعطاه يوم حنين مائة من النعم ثم مائة ثم مائة ، وقال الواقدي: أعطاه يومئذ وادياً مملوءاً إبلاً ونعماً حتى قال صفوان - رضي الله عنه -: أشهد: ما طابت بهذا إلا نفس نبي [28] .
وقال أنس - رضي الله عنه -: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: (يا قوم أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة) [29] .
أما تلك الصورة الرائعة من بذله - عليه الصلاة والسلام - التي جعلت أقواماً وسادة وعتاة من أهل الجاهلية تلين قلوبهم للإسلام وتخضع للحق، فأمامها صور عجيبة لا تقل في جمالها عنها من قناعته - عليه الصلاة والسلام - ورضاه بالقليل وتقديم غيره على نفسه وأهله في حظوظ الدنيا؛ بل وترك الدنيا لأهل الدنيا، ومن ذلكم:
أولاً: قناعته صلى الله عليه وسلم في أكله:
أ - روت عائشة رضي الله عنها - تخاطب عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - فقالت: (ابن أختي! إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أُوقِدَت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبياتهم فيسقيناه) [30] .
ب - وعنها - رضي الله عنها - قالت: (لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين) [31] .
ج - وعن قتادة - رضي الله عنه - قال: (كنا نأتي أنس بن مالك، وخبّازه قائم وقال: كلوا؛ فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفاً مُرقَّقاً حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط) [32] .
ثانياً: قناعته صلى الله عليه وسلم في فراشه:أ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم وحشوه من ليف) .
ب - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (نام رسول الله صلى الله
عليه وسلم على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، قلنا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك وطاءً؛ فقال: ما لي وللدنيا؛ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) [33] .
ج - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مشبك بالبردي عليه كساء أسود قد حشوناه بالبردي، فدخل أبو بكر وعمر عليه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم نائم عليه، فلما رآهما استوى جالساً فنظر، فإذا أثر السرير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال أبو بكر وعمر - وبكيا -: يا رسول الله! ما يؤذيك خشونة ما نرى من سريرك وفراشك،
وهذا كسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج؟ فقال: لا تقولا هذا؛ فإن فراش كسرى وقيصر في النار، وإن فراشي وسريري هذا عاقبته إلى الجنة) [34] .
ثالثاً: تربيته صلى الله عليه وسلم أهله على القناعة:
لقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أهله على القناعة بعد أن اختار أزواجه
البقاء معه والصبر على القلة والزهد في الدنيا حينما خبرهن بين الإمساك على ذلك
أو الفراق والتمتع بالدنيا كما قال الله تعالى [يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن
تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا. وإن كنتن تردن
الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما]
[الأحزاب: 28، 29] .
فاخترن - رضي الله عنهن - الآخرة، وصبرن على لأواء الدنيا، وضعف
الحال، وقلة المال طمعاً في الأجر الجزيل من الله - تعالى - ومن صور تلك القلة
والزهد إضافة إلى ما سبق:
أ- ما روت عائشة - رضي الله عنها - قالت: (ما أكل آل محمد صلى الله
عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر) [35] .
ب - وعنها - رضي الله عنها - قالت: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه
وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم) [36] .
ولم يقتصر صلى الله عليه وسلم في تربيته تلك على نسائه بل حتى أولاده
رباهم على القناعة فقد أتاه سبي مرة، فشكت إليه فاطمة - رضي الله عنها - ما
تلقى من خدمة البيت، وطلبت منه خادما يكفيها مؤنة بيتها، فأمرها أن تستعين
بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها، وقال: (لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوى
بطونهم من الجوع) [37] .
ولم يكن هذا المسلك من القناعة إلا اختيارا منه صلى الله عليه وسلم وزهداً
في الدنيا، وإيثاراً للآخرة.
نعم إنه رفض الدنيا بعد أن عرضت عليه، وأباها بعد أن منحها، وما أعطاه
الله من المال سلطه على هلكته في الحق، وعصب على بطنه الحجارة من الجوع
صلى الله عليه وسلم. قال عليه الصلاة والسلام: (عرض علي ربي ليجعل لي
بطحاء مكة ذهبا، قلت: لا يا رب؛ ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت
تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك) [38] .
__________
(1) لسان العرب، مادة (قنع) (11/321) .
(2) معجم مقاييس اللغة مادة (قنع) (5/33) .
(3) لسان العرب، مادة (زهد (6/97) .
(4) معجم مقاييس اللغة مادة (زهد) (3/30) .
(5) مجموع الفتاوى (11/27) وانظر مكارم الأخلاق عند ابن تيمية (259) .
(6) مختصرا من أدب الدنيا والدين (328 - 329) .
(7) انظر هذه الآثار في جامع العلوم والحكم (2/147) شرح حديث رقم.
(31) .
(8) أخرجه عن علي والحسن الطبري في تفسيره (14/17) عند تفسير الآية (97) من سورة النحل، وأخرجه الحاكم عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي (2/356) .
(9) نزهة الفضلاء: ترتيب سير أعلام النبلاء (1504) .
(10) أخرجه ابن ماجة (4217) والبيهقي في الزهد الكبير (818) وأبو نعيم في الحلية (10/365) وحسنة البوصيري في الزوائد (3/300) .
(11) أخرجه احمد (6/19) والترمذي (2249) وقال: حسن صحيح والحاكم وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي (1/34) .
(12) أخرجه مسلم (1054) والترمذي (2349) .
(13) أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين (118) الروح: الاستراحة.
(14) القناعة لابن السني (58) عن موسوعة نضرة النعيم (3173) .
(15) انظر فتح الباري لابن حجر العسقلاني (11/277) .
(16) أخرجه البخاري (6446) ومسلم (1051) .
(17) أخرجه ابن حبان في صحيحه (685) .
(18) أخرجه أحمد في الزهد (117) وأبو نعيم في الحلية (1/50) .
(19) الحلية لأبي نعيم (3/231) .
(20) إحياء علوم الدين (4/212) عن نضرة النعيم (3174) .
(21) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/253) والقضاعي في مسند الشهاب.
(151) والحاكم وصححه (4/324) .
(22) إحياء علوم الدين (3/293) .
(23) الحلية (3/20) .
(24) جامع العلوم والحكم (2/168) .
(25) جامع العلوم والحكم (2/169) .
(26) لطائف المعارف (307) .
(27) مغازي الواقدي (2/854) .
(28) أخرجه مسلم في الفضائل (2312) .
(29) أخره البخاري (6459) ومسلم (2973) .
(30) أخرجه مسلم (2974) .
(31) أخرجه البخاري في الرقاق (6457) .
(32) أخرجه أحمد (1/391) والترمذي وقال حسن صحيح (2378) وابن ماجه (419) والحاكم (4/310) .
(33) أخرجه ابن حبان (704) ونحوه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة إيلائه من نسائه عند أحمد (1/33) والبخاري (2468) ومسلم.
(1479) .
(34) أخرجه البخاري (6455) ومسلم (2971) .
(35) أخرجه مسلم (2970) .
(36) أخرجه البخاري (6454) ومسلم (2970) .
(37) جزء من حديث أخرجه أحمد (1/97-106-153) والبخاري في الفضائل وفي فرض الخمس وفي النفقات وفي الدعوات (7/71) .
(38) أخرجه أحمد (5/452) والترمذي وحسنه (2348) وأبو نعيم في الحلية (8/331) وفي سنده علي بن يزيد يضعف.
...المزيد

*وذكر بعض الحكماء أن الوزغ لا يدخل بيتاً فيه زعفران وأنه يبيض قاله ابن لقيمة. *وعن ابن عمر قال: ...

*وذكر بعض الحكماء أن الوزغ لا يدخل بيتاً فيه زعفران وأنه يبيض قاله ابن لقيمة.
*وعن ابن عمر قال: أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل، أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر،
*وعن السدي قال: كان جبريل هو الذي ناداها أي النار، وعن ابن عباس قال: لو لم يتبع بردها سلاماً، لمات إبراهيم من بردها، وعن عليّ نحوه.
*وعن معتمر بن سليمان التيمي قال: جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، وعن كعب قال: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه وذهبت حرارتها وبقيت إضاءتها.
*وعن المنهال بن عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار، فكان فيها إما خمسين وإما أربعين، فقال: ما كنت أياماً وليالي قط أطيب عيشاً إذ كنت فيها ووددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها.
.
.
.
t4t
ذكرت فِي هَذِه الْمَسْأَلَة مَسْأَلَة ذكرهَا أَبُو زيد الْبَلْخِي حاكياً وَمر أَيْضا بجوابها رَاوِيا قَالَ أَبُو زيد الفلسفي الْبَلْخِي: قيل لبَعض الْحُكَمَاء مَا معنى سُكُون النَّفس الفاضلة إِلَى الصدْق ونفورها عَن الْكَذِب فَقَالَ: الْعلَّة فِي ذَلِك كَيْت وَكَيْت.
الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: إِنَّمَا تسكن النَّفس الفاضلة إِلَى مَا كَانَ من الْخَبَر مَقْبُولًا إِمَّا بِوُجُوب مِمَّا اقْتَضَاهُ دَلِيل من برهَان أَو إقناع قوى وَمَا لم يكن كَذَلِك فَإِن النَّفس - لَا محَالة - ترده وتأباه. وأظن صَاحب الْمَسْأَلَة إِنَّمَا أَرَادَ من هَذِه الْمَسْأَلَة: كَيفَ صَارَت النَّفس تسكن إِلَى الْحق بالْقَوْل الْمُرْسل فَالْجَوَاب: أَن النَّفس إِنَّمَا تتحرك حركتها الْخَاصَّة بهَا - أَعنِي إجالة الروية - طلبا للحق لتصيبه. وَلَوْلَا طلبَهَا لما تحركت وَلَوْلَا حركتها هَذِه لما كَانَت حَيَّة تفِيد الْجِسْم أَيْضا الْحَيَاة. فَالنَّفْس بِهَذِهِ الْحَرَكَة الدائمة الذاتية حَيَّة. بل الْحَيَاة هِيَ هَذِه الْحَرَكَة من النَّفس وَهِي ذاتية لَهَا كَمَا قُلْنَا. وَأَنت تعرف ذَلِك قَرِيبا من انك لَا تقدر ان تعطلها من الروية والفكر لَحْظَة وَاحِدَة لِأَنَّهَا - أبدا - إِمَّا مروية جائلة فِي المحسوس أَو مروية جائلة فِي الْمَعْقُول بِلَا فتور أبدا. وَكَذَلِكَ هِيَ دائمة الْحَرَكَة. وَهَذِه الْحَرَكَة إِنَّمَا هِيَ تِلْقَاء أَمر مَا. أَعنِي بِهِ إِصَابَة الْحق فَإِذا أَصَابَته سكنت من ذَلِك الْوَجْه. وَلَا تزَال
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً