عِزّ أمة حباها الله بالإسلام

منذ 2014-03-20

هذه الأمة عندما كانت وحدة واحدة معتصمة بحبل الله وسارت على شريعة ونهج الإسلام بكلام رب الأنام، واقتدت برسولها حققت نصر الله فنصرها الله تعالى ومكن لها في الأرض وجعلها أعظم الأمم، وبلغت ذروة مجدها ونهضتها وبلغت فتوحاتها المشارق والمغارب وخرج منها أعظم العلماء في العالم، وفي كل المجالات من دين وطب وهندسة واقتصاد وصناعة وغيرها من المجالات التي تنهض بها الأمم.

تمسُّكٌ بشرع الله + سنة رسوله صلى الله عليه وسلم + وحدة أمة = نصرٌ وتمكين.

أُمَّتي! أُمَّة الإسلام خير أُمَّةٍ أُخرجت للبشرية جمعاء حباها الله بالإسلام دين الوسطية، وجعله آخر الرسالات وشرفنا بأن جعل خاتم الأنبياء نبينا الحبيب المصطفى الصادق، الأمين المجتبى عليه أفضل الصلاة والسلام.

هذه الأمة عندما كانت وحدة واحدة معتصمة بحبل الله وسارت على شريعة ونهج الإسلام بكلام رب الأنام، واقتدت برسولها حققت نصر الله فنصرها الله تعالى ومكن لها في الأرض وجعلها أعظم الأمم، وبلغت ذروة مجدها ونهضتها وبلغت فتوحاتها المشارق والمغارب وخرج منها أعظم العلماء في العالم، وفي كل المجالات من دين وطب وهندسة واقتصاد وصناعة وغيرها من المجالات التي تنهض بها الأمم.

ولكنها عندما انفرط عقدها وتفرقت وحدتها وأصبحت دويلات بعد أن كانت دولة واحدة تحت خلافة واحدة، وبعدت عن شرع الله ومنهجه ضلت الطريق وانهار البناء العظيم الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعب عليه من بعده الصحابة والخلفاء الراشدين والتابعين، وأصبحت تابعة بعد أن كانت متبوعة وضعفنا بعد أن كنا قوة وبالتالي أصبحنا لقمة سائغة لكل محتل معتدي، وأصبحنا نأخذ ونستورد بعد أن كنا منتجين ومصدرين وأصبحنا نعيش بقوانين مستوردة تاركين قانون وشريعة الله العلي القدير، ومن الأشياء التي زادت في هذا الانهيار أن ابتلانا الله بحكام طغت الدنيا على قلوبهم إلا من رحم الله.

وأصبح الكرسي هو الأعلى عندهم فطأطأوا الرؤوس لأعداء الدين مخافة ضياع الكرسي وانهيار عرشهم، فطمسوا الهوية الإسلامية ونادوا بالعلمانية بدعوى الحرية للإنسان والحفاظ على حقوقه وهم أول من قهر الإنسان وكبت حريته وحولوهم إلى أشباه مسلمين.

فأصبح لدينا جيل فارغ الرأس بعيد كل البعد عن الدين وعن شرع الله الحق، وأصبحوا مقلدين تقليد أعمى للغرب عدو الدين وجرفتهم طياراته حتى أصبحنا تغريبيين، وعلمانيين ولبراليين وغيره وغيره إلا من رحم ربي وكل هذا بسبب البعد عن الدين وعن الشريعة السمحاء وبسبب إنفراط العقد، وحتى نستطيع العودة ثانية إلى مجدنا وعزنا إلى عصر النصر والتمكين فلن يكون هذا إلا بالعودة إلى الله، واتباع شرعه ومنهاجه واقتفاء سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونفض حب الدنيا من قلوبنا والاتحاد تحت راية واحدة كما كنا فالاتحاد قوة والقوة ترهب العدو، وعلينا أن نترك كل ما هو غربي ونُعلي كل ما هو عربي علينا بالعودة إلى الهوية الإسلامية، وأن نكتفي ذاتيًا ونصبح منتجين لما نحتاج ومصدرين لا مستوردين، فننهض ثانية وتعود الأمة لعزها ومجدها، فما علت الأمة إلا عندما نصرت الله وتمسكت بدينها وتوحدت، ولا زلت وسقطت إلا عندما بعدت عن شريعة ربها وتفرقت وتركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فإذا تدبرنا القرآن والسنة سنجد أن من أهم أسباب النصر والتمكين هو التمسك بشرع الله وسنة رسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق فهناك نهي واضح وصريح بعدم التفرق. وأمر في آية أخرى بنصر الله وإعلاء كلمته في كل حياتنا حتى ينصرنا سبحانه وتعالى ويمكن لنا، وأمر بالتناصح فيما بيننا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران من الآية:103].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7].

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:40-41].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

وبالرغم مما يحدث بأمتنا الآن إلا أن الأمل في نصر الله دائمًا يلامس شغاف القلب وأنتظر وعد الله ووعده الحق في أن ينصر هذه الأمة ويمكن لها من جديد وإن نصره لقريب، وبعد أن وضحت رؤيتي للأسباب التي هوت بالأمة وجعلتها في هذا الحال من بعد أن كانت في أعلى عزها ومجدها، وكيفية عودتنا مرة ثانية لهذا العز وهذا المجد ونكون بحق أمة يفخر بها نبيها عليه الصلاة والسلام، يأتي الدور الأهم لتحقيق هذا العز وهذا المجد وهو دور مشايخنا الأجلاء وهم عليهم الدور الأكبر بعد الله عز وجل لتوجيه الأمة كي تعود لشرع الله وأن تتجمع وتكون على قلب رجل واحد، حتى يتم نصر الله لنا ولن يكون هذا وعلماء الدين قابعون في منازلهم أو مكاتبهم أو المساجد لا بل عليهم النزول للشارع للمواطن البسيط والشباب ذوي الطاقات لتعريفهم بدينهم والواجب عليهم نحو هذه الأمة، والأخذ بأيديهم إلى الدين القويم والطريق الصحيح ويجب على مشايخنا التقرب إليهم والتحدث إليهم باللغة التي يفهمونها حتى يستطيع توصيل الأمر..

هذا؛ والتوفيق من الله وحده عز وجل.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم سارة

كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام

  • 8
  • 0
  • 5,739

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً