كيف ندعو الناس - التكاليف المطلوبة
وكل أمة مؤمنة ربط التكاليف المطلوبة منها بهذه القضية الجوهرية التي هي أساس كل شيء، ومنطلق كل شيء، ولكن لا توجد رسالة أحكم فيها ربط التكاليف بهذه القضية الجوهرية كما أحكم في الرسالة الأخيرة، مع تعدد التكاليف في تلك الرسالة واتساع نطاقها وشمولها لكل مجالات الحياة.
كل أمة مؤمنة دعيت للإيمان بالله واليوم الآخر، ولكن لا يوجد كتاب من الكتب المنزلة أخذت فيه هذه القضية المساحة والتركيز اللذين أخذتهما في كتاب الله الأخير.
وكل أمة مؤمنة ربط التكاليف المطلوبة منها بهذه القضية الجوهرية التي هي أساس كل شيء، ومنطلق كل شيء، ولكن لا توجد رسالة أحكم فيها ربط التكاليف بهذه القضية الجوهرية كما أحكم في الرسالة الأخيرة، مع تعدد التكاليف في تلك الرسالة واتساع نطاقها وشمولها لكل مجالات الحياة (1).
ثم نلحظ الفارق - على خط مواز لما جاء في كتاب الله - في المنهج النبوي الذي ربى به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، سواء في تركيز المنهج على قضية الإيمان بالله واليوم الآخر، أو في إحكام ربط التكاليف كلها - الاعتقادية والسلوكية - بهذه القضية الجوهرية.
في الفترة المكية لم تكن قد نزلت بعد الأحكام والتوجيهات التي تنظم حياة الجماعة المؤمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنما كانت كلها مخصصة لبذر العقيدة الصحيحة في النفوس، وتهيئة هذه النفوس لمقتضيات هذه العقيدة، التي كان مقدارا في علم الله أن تجيء في موعدها المناسب.
(1) انظر إن شئت فصل (مقتضيات لا إله إلا الله في الرسالة المحمدية) من كتاب (لا إله إلا الله، عقيدة وشريعة ومنهاج حياة).
- التصنيف:
- المصدر: