وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا
سبحان الله.. كأني أول مرة أقرأ هذه الآية ...تأملوا معي ...استفزاز المسلمين لإخراجهم من الأرض بغضاً لهم وللإسلام ذاته (تعذيب وتشويه وتكذيب وادعاء جنونهم وكذبهم ثم مضاهاة المنهج الإسلامي واستبداله بالأساطير والمهرجين والمغنين والعري والاختلاط والشهوات وإثارة الشبهات ) ...
ثم ماذا؟؟
هل سيستقر لهم قرار بعد حرب الإسلام وأهله وإخراجهم من ديارهم فارين بدينهم؟
نبه الملك سبحانه أن من سننه أنهم بعد خروجهم لن يلبث من أخرجهم إلا قليلاً بسبب العذاب الذي سيعم.
قال الطبري في تفسيره:
القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:76]
يقول عز وجل: وإن كاد هؤلاء القوم ليستفزونك من الأرض: يقول: ليستخفونك من الأرض التي أنت بها ليخرجوك منها {وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} يقول: ولو أخرجوك منها لم يلبثوا بعدك فيها إلا قليلا حتى أهلكهم بعذاب عاجل.
قال محمد الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير:
واللبث: الاستقرار في المكان، أي لا يستقرون في مكة بل يخرجون منها فلا يرجعون، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مهاجرا وكانوا السبب في خروجه فكأنهم أخرجوه، كما تقدم عند قوله تعالى وأخرجوهم من حيث أخرجوكم في سورة البقرة، فلم يلبث الذين تسببوا في إخراجه وألبوا عليه قومهم بعده إلا قليلا ثم خرجوا إلى وقعة بدر، فلقوا حتفهم هنالك فلم يرجعوا، وحق عليهم الوعيد، وأبقى الله عامتهم ودهماءهم لضعف كيدهم فأراد الله أن يدخلوا في الإسلام بعد ذلك.
وفي الآية إيماء إلى أن الرسول سيخرج من مكة وأن مخرجيه، أي المتسببين في خروجه، لا يلبثون بعده بمكة إلا قليلا. أ هـ .
فهل يتعظ من يحارب الإسلام ورموزه ومريدي تطبيقه في شتى بقاع الأرض؟
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك وعافنا واعف عنا وعاملنا بجودك وفضلك.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: