مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} :
هم أهل الإيمان أهل الطاعة والصلاح الذين صبروا على تنفيذ أوامر الله ولم يغتروا بدنياهم ولم تلههم شهواتهم عن طاعة الله ولم تغرهم النعم وتوقعهم في معاصي الله , فلم يبارزوا ربهم بنعمه وإذا وقعوا في ذنب سارعوا بالتوبة والندم , واستمروا على هذا الحال حتى آخر الاختبار وحتى خروج النفس الأخير , أولئك لا خوف عليهم ولاحزن , هم أهل لدار النعيم خالدين فيها لا يبأسون ولا ينصبون.
قال تعالى :
{ { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} } [الأحقاف 13-14]
قال السعدي في تفسيره:
أي: إن الذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية والتزموا طاعته
وداموا على ذلك، و { {اسْتَقَامُوا} } مدة حياتهم { {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} } من كل شر أمامهم، { {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} } على ما خلفوا وراءهم.
{ {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} } أي: أهلها الملازمون لها الذين لا يبغون عنها حولا ولا يريدون بها بدلا، { {خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} } من الإيمان بالله المقتضى للأعمال الصالحة التي استقاموا عليها.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: