التصنيف: التاريخ الإسلامي
(8) جيوش من أجل امرأة
السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين العثمانيين الكبار
دولة الإسلام في الأندلس
تراجم إسلامية شرقية وأندلسية
الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية
مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام
تاريخ الفتح الإسلامي في فرنسا
وقفات مع غزوة بدر، يوم الفرقان
القول الأسد في الرد على الخصم الألد
أطلس الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي في العصور الوسطى
أبو فهر المسلم
وجوهٌ متعدِّدة، لعُملةٍ واحدة
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (23)- إصلاح الخلل
ومضى نحو قرن ونصف من الحملات الصليبية، وأصبح الأمر أشد حرجًا، وصار بينا أن الحرب الصليبية توشك أن تؤوب بالإخفاق مرة أخرى. فانبعث منهم رجال يطلبون العلم والمعرفة في أرض الإسلام ما استطاعوا، في المشرق وفي الأندلس، وظهر رجال من طبقة "روجر بيكن" الإنجليزي، ممن شاموا العرب والعربية، وجاهدوا في التعلم جهاد المستميت بصبر ودأب، ليزيحوا عن أنفسهم وأهليهم غوائل الجهل. وهب رجال من الرهبان ذوي الحمية أحسوا بالخلل الواقع في الحياة المسيحية التي لم تحم رعاياهم من التساقط السهل في الإسلام على طول قرون، هبوا لإصلاح هذا الخلل. فكان من أكبرهم رجل ذكي متوقد، جاهد جهادًا عظيمًا في سبيل دينه، أراد أن يزيل جهالة الرهبان والملوك، ويمكن لهم حجة مقنعة تحول بينهم وبين هذا الانبهار بالإسلام وثقافته وحضارته. ذلك الرجل هو "توما الإكويني" الإيطالي الكاثوليكي، وبذكائه وحميته وإخلاصه، استطاع أن يفهمه ويظفر به من كتاب الإسلام وعلمائه وفلاسفته ومتكلميه، كابن رشد وابن سينا وغيرهم، مريدًا بكل ذلك إصلاح الخلل الواقع في الحياة المسيحية.



