مقاصد الخالق من الخلق

نحن مجموعةٌ مِن الشباب مختلفو الجنسيات، أصدقاء منذ أنْ كنا في الجامعة، حصلْنا على كلِّ ما نريد في حياتنا، مِن مال ونساء ومتع دنيوية؛ حلالًا كانتْ أو حرامًا.

التقينا يومًا، واسترجعنا ما مضى مِن الأيام، وبعد جلسةٍ مِن شرب الخمر، انهار الجميع، إذ لم تعد الدنيا لها معنى، وكنا في تعاسة كاملة من الداخل، نتهرب منها بالخمر والنساء.

دقَّ ناقوس الخطر عندما علمنا أنَّ أحدنا حاول -مرارًا- الانتحار؛ فقررنا أن نقومَ بمُغامرة، وأن نبحثَ في داخلنا عن روحانياتنا، فاتفقتُ مع صديقٍ لي على أن ندرسَ الإسلام، والاثنان الآخران سيدرسان التوراة.

انكببنا على دراسة اللغة العربية، وبعد أن تمَرَّسْناها، وبدأنا ندرس الدين والقرآن، وكنا نحن الأربعة نلتقي يومًا في الأسبوع لمناقشة الدينين!

واجهتْني أنا وصديقي مشكلة في فَهْم بعض الأمور، حتى بعد أن راجعتُها عند ابن تيميَّة والأصفهاني والغزالي وقطب لم يُحلَّ هذا الإشكال.

يقولون: إن مقاصد الخالق مِن الخلق ثلاثة:

• العبادة.

• عمارة الأرض.

• الخلافة.

وهذا يُذكرني -والعياذ بالله- بمفهوم الثالوث الذي تعلمناه في المدارس، أنا أفهم أنَّ الغاية مِن خلْقِنا هي عبادة الله فقط، لكن صديقنا طالب علم اللاهوت طرَح هذه القضية، ولم أستطعْ أن أجيبه.

فإذا كانت العبادةُ بمفهومها الشامل كما بيَّنَها ابن تيمية؛ هي الامتثال لأوامر الله في كل شيء يحبه ويرضاه... إلخ, فإن عمارة الأرض والخلافة تكونان أمرين وعبادتين بدَهِيَّتَيْن من الأوامر المتعددة التي أمرنا الله بها، فلماذا جُعِلَتَا مقصدين منفصلين للخالق مِن الخلق، ومن ثَم أعطيا وزنًا أكبر من باقي الأوامر والعبادات الإلهية؟

فهل خُلِقْنَا لعبادة الله فقط إذا كانت عمارة الأرض والخلافة تدخُل في مفهوم العبادة؛ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]؟

ولماذا جُعِلا مقصِدَيْنِ منفصلَيْنِ بجانب العبادة ومُوازِيَين لها؟ أم إنه خَطَأٌ فقهيٌّ؟

وشكرا لكم.

 

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:فالحمدُ لله الذي مَنَّ عليك بالبحث عن الإسلام، وَتَعَلُّمِ لغة القرآن، وأسأل الله أن يشرحَ صدرك، ويهديك للدين القويم، دين الإسلام العظيم.أما الهدفُ الأعظمُ مِن خَلْقِ الإنسان فلا يتوقَّفُ عارفٌ بالله تعالى ... أكمل القراءة

تائهة وليس لي هدف في الحياة!

 

أطلب منكم أن تدلُّوني على حلٍّ لحياتي، بارك الله فيكم، وسأبدأ من الأول: أنا متزوجة -ولله الحمد- وعندي طفلان، أسأل الله ألَّا يحرمني منهما. مشكلتي أني أصبحتُ أعيش فراغًا كبيرًا، ولم يعدْ لي هدفٌ في حياتي، أحسُّ بأني متحيِّرة في كلِّ شيء، وغير واثقةٍ في نفسي مِن أني سأنجح في أي شيء؛ مع زوجي، مع أبنائي، مع نفسي، مع ربي.

نشأتُ في بيئةٍ إسلاميةٍ ومتدينة؛ حَرَصَتْ أمي على تحفيظي القرآن في صغري، وتعليمي بعض الأمور الدينية، وبعدها تزوجتُ صغيرةً مِن زوجٍ -نِعْمَ الزوجُ- أخٍ داعٍ إلى الله عز وجل، وقائم على مركزٍ بدولةٍ أوروبيةٍ، فأنا أرى نفسي -والله- لستُ في مُستواه بالنسبة للجانب العلمي؛ لأني لم أزدْ شيئًا في أمور ديني منذ أن أصبح عندي أطفالٌ؛ تُهْتُ ولم يعدْ لي هدفٌ مع أبنائي، كنتُ أحفظ على الإنترنت، وأحضر دورات، توقَّفَ كلُّ شيء، وحاولتُ البدء مِن جديدٍ، ولكني لم أستمر.. وقد أصبت بالملل، حتى إنني لا أراجع القرآن.

لا أُطالع كتبًا، حتى صلاتي أُجاهد مع نفسي والشيطان حتى أصليَها في وقتها، وأخيرًا أجد نفسي أخرتُ إحدى الصلوات أو لم أصلِّها. وأنا أجاهد نفسي، لدرجة أني ألزم نفسي أحيانًا كي أسمع القرآن يوميًّا؛ لعل الله يصلح حالي!

أحيانًا أشْعُر ببعض النشاط، وأحس بالخفَّة، وأصَلِّي في أول الوقت، وأحيانًا يَثْقُلُ عليَّ أن أقوم وَأتوضَّأ وأُصَلِّي، وهذا يحزنني كثيرًا، وكلما جلستُ وحدي لأكلِّم نفسي وأبحث عن حلٍّ، قلتُ: أصلحِي حالك مع الله، يُصْلح اللهُ لكِ أحوالكِ، ولكن أريد مَن يعينني.

باللهِ عليكم أشيروا عليَّ، انصحوني، دلُّوني على الطريق، كيف أُنَظِّم حياتي مع ربي؟

أنا صادقةٌ مع ربي، أُريد أن أنجحَ في حياتي، وديني، وعلمي، وقرآني، وأبنائي، وأريد أن أشعرَ بأنهم هدف حياتي. أنتظر ردَّكم.

الحمد لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فمَن يقرأ رسالتك -أيتها الأخت الكريمة- يستشعرُ بلا شكٍّ الصدقَ الشديد في كلامِك، ورغبتك في الصلاح والإصلاح، فاستثمري هذا الشعور ليصبحَ إرادةً جازمةً؛ فإنَّ الإرادة الجازمة مع وجود القدرة التامة توجبانِ وجود المراد، وإنما ... أكمل القراءة

أشك في أمي، فهل أنا ديوث؟

أُعاني مِن شعورٍ داخلي، يُشعرني بأني ديوث والعياذ بالله! فأمي تُكلِّم الرجالَ في الهاتف أمامي، وأنا أسمعها، ولا أستطيع أن أفعلَ شيئًا، وفي يومٍ ذهبتُ إلى البيت، وطرقتُ الباب طويلًا حتى فتحتْ أمي الباب متأخِّرة، فأحسستُ أنَّ هناك رجلًا في البيت، ولكن لم أبحثْ عنه، وبقيتُ أكذب على نفسي، مع أني متأكِّد! دخلتُ غرفتي، وأنا أقول: هذا مُستحيل، لا يمكن، وبقيتُ أكذب على نفسي، حتى سمعتُ البابَ انفتح، وأمي تقول: مَن هناك، وأنا في هذه اللحظة تأكدتُ أنَّ هناك رجلًا خرَج من البيت!

فأنا أشكُّ فيها، ولا أستطيع أن أُخبرَها؛ خصوصًا أنها مريضةٌ بضغط الدم، ولا تتحمَّل القلَق، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أشعر أني ديوث، وأنَّ الله غاضبٌ مني، ولا أعرف ماذا أفعل إطلاقًا؟ انصحوني؛ ماذا أفعل؟ هل أنا ديوث ؟

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، أما بعدُ:فأنت -أيها الابن الكريم- لستَ ديوثًا -عافاك الله- وأظن أنك مدهوشٌ فقط؛ لشدة الوارد عليك؛ فإنَّ اضطراب الثوابت عند الإنسان، وابتلاءَه في الكبير عنده -لا سيما الأب أو الأم- يجعله يُرْتَج عليه؛ حتى لا يدريَ ماذا ... أكمل القراءة

المؤثرات السلبية على المرأة الداعية

ما المؤثرات السلبية التي تعيق المرأة عن العمل الدعوي؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:المؤثرات السلبية هي كل فعل من شأنه أن يعوق العمل الدعوي أو يمنع من إخراجه على الوجه الأكمل..وتتضح هذه المؤثرات في ذهن الداعية إذا كان الهدف المنشود من العمل الدعوي عندها واضحاً جلياً وكذلك طريق الوصول إليه فما أخرج عنه أو أخرها فيه فهو عمل سلبي. وهذه ... أكمل القراءة

فاشل في كل شيء

أنا شخص فاشل في كل شيء؛ فليس لديَّ أيُّ مهارة، أو هواية، فاشل في دراستي؛ حيث أدرس رغمًا عني، لا بإرادتي، ولم يبقَ سوى أسبوعين ويأتي الامتحان، وأثق أنني سأفشل، ومهما حاولت أن أنجح، فلا أستطيع، أنا مكتئب، ووحيد؛ فلا أحد يحبني، ليس لديَّ أصدقاء، أتعرض للتنمر والضرب من قِبل الناس ولا أستطيع أن أردَّ عن نفسي؛ إذ إن صورتي قبيحة، أيضًا أعاني أمراضًا بصرية، وعصبية، ومصاب بداء القزامة، ومن ثَمَّ فأنا فاشلٌ دراسيًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وجسديًّا، أرجو مساعدتي، وشكرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:من مضمون رسالتك القصيرة نصل إلى أنك تعاني من تدني تقديرك لذاتك، وهذا يعني أنك تركز على ما فشلت فيه، ونقاط ضعفك، وتغضُّ بصرك عن محاسنك ونقاط قوتك، فما من مخلوق في الكون إلا وخُلق لهدف ... أكمل القراءة

حكم قول تجب الثقة بالنفس

سمعتُ بعض المنتسبين إلى العلم يقول: إنَّ لفظ "الثقة بالنفس" لا يجوز، وعلَّلوا ذلك بأن على المرء أن يثق بالله في كل شؤونه لا بنفسه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء: «ولا تكلني لنفسي طرفة عين» [1]، ويتناولُ علمُ النفس وبعضُ المختصين فيه من المسلمين هذا اللفظ "الثقة بالنفس" على أنه ضرورة ملحَّة لكل مسلم؛ إذ إن القدر المعقول من الثقة بالنفس غير المؤدية للغرور والتكبر، تمكِّن الإنسان مِن التقدُّم في الحياة، وتحمِّل الأمانة، وقول الحق، والصبر والدعوة والأمر بالمعروف؛ فإن الإنسان الذي لا يثق بقدرته وعلمه وإمكاناته، لن يستطيع تحمل أعباء الحياة، حتى التكاليف الشرعية في حدها الأدنى، فإنه سيعجز عنها، وقالوا: إن الثقة بالنفس لا تنافي الثقة بالله، بل تخرج عنها لأنها من قبيل قولنا: إن لكل إنسان مشيئة خاصة لا تخرج عن مشيئة الله العامة. فلعكم تعطون الجواب في ذلك وافيًا، بارك الله حياتكم وعلمكم.
 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أما بعد:فعبارة "الثِّقة بالنفس" تأتي في كلام الناس على وجهين:أحدهما: أن يُراد بها الاعتماد على الحول والقوة وما أوتيه الإنسان من قُدَرٍ عقليَّة وبدنيَّة، وأنَّه بما أُوتي من ذلك يصل إلى مطالبه غافلًا عن ربِّه الذي لا يكون شيءٌ في هذا الكون إلا ما ... أكمل القراءة

أشعر بالملل أثناء المذاكرة وأسرح لفترات طويلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت في السنوات الماضية أشعر بالسعادة أثناء المذاكرة، ولكن في الوقت الحالي لا أحبّ الدّراسة، وأشعر بالملل أثناء المذاكرة والسرحان لفترات طويلة، ولا أستطيع النّوم لأيام كثيرة، وأشعر دائمًا بالخوف من الامتحانات والمستقبل.

أرجوكم أفيدوني.

الابنة الغالية: حفظك الله، وأسعد قلبك بالتّفوّق والنّجاح.نقدّر حرصك في الوصول للفائدة من خلال الاستشارة لاستعادة نشاطك العلمي، والعودة للمذاكرة بجدٍ واجتهادٍ كسابق عهدك، وما أشرتِ إليه ضمن استشارتك هو تأثير الحالة العاطفيّة والجانب الانفعالي على نجاح العمليّة التّعليميّة واكتساب المعرفة، ولا شك ... أكمل القراءة

الوساوس مدخل الشيطان للطائعين

في الماضي كنت أصلي كل الصلوات، لكني مع مرور الوقت أصبحت أتكاسل كثيرًا عن الصلاة وأُهمِلُها، إلى أن تركتُها نهائيًّا، وأنا الآن أشعر بفراغ دينيٍّ ونفسيٍّ كبير؛ فقد ابتعدت عن كل شيء يخص الدين، وأُصبت بوسواس في الدين؛ إذ تأتيني أفكارٌ بأنه ربما يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد اخترع هذا الدين وصدَّقه الناس، وأيضًا إذا ما قرأت بعض الأحاديث التي تخص النساء، فإني أشعر فيها بالظلم والانتقاص من مكانة المرأة، وأقول في نفسي: لمَ يقول النبي صلى الله عليه وسلم كلامًا كهذا، وهو يعلم أنه يسيء للنساء، ويجعل الرجال يعتبرونهن مجرد خادمات لشهواتهم؟

 

وقد قادتني هذه الأفكار إلى التفكير في الإلحاد - عياذًا بالله - وهذا ما يخيفني جدًّا، وكذلك عندما أسمع بعض آي القرآن، يراودني شك وتكذيب فيها، وكلما حاولت الاقتراب من الله عز وجل، والعودة للصلاة، فإني أتكاسل وأهتم بالدنيا وأمورها، أريد أن أعود لسابق عهدي مع الله ومع ديني، ولا أريد التفكير في هذه الأمور، وقد حاولت أن أشغل نفسي بأي شيء عن هذه الوساوس والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لكن بلا جدوى، فهي عالقة في رأسي، مع العلم أيضًا أن حياتي تسير بمنحًى طبيعي، ليس هناك ضغط من أهلي عليَّ في شيء، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:اعلمي أختنا الكريمة أن الشيطان لَمَّا رآكِ على الطاعة التي كنتِ عليها، أراد إغواءَكِ وصَرْفَكِ عن هذا الطريق المستقيم؛ لأنه أقسم لله تعالى فقال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ... أكمل القراءة

خجل ابنتي في التجمعات العائلية فقط

لدي ابنتي تبلغ من العمر 8 سنوات خجولة، إذا ذهبنا لجمعات الأصدقاء أو العائلة تجلس بجانبي دائمًا ولا تتكلم، حتى إذا سألها أحد الموجودين تلطفًا عن اسمها أو مدرستها، لا ترد.

نحن نعيش في غربة، واختلاطنا بجمعات الصديقات في منازلهم قليل، ما يغيظني: أنها إذا لم تتجاوب وتتحدث مع الموجودين يبدؤون بسؤالي: لماذا ابنتك خجولة؟ أو يقولون مثلًا فلانة (ابنتي) خجولة مثل فلان وفلان، وأنا أكره أن أسمع هذا الكلام عنها، لأنه يعزز لديها فكرة عن نفسها أنها فعلاً خجولة.

لا أستطيع التحكم بما يقوله الناس من دون قصد الأذية طبعًا، فلذلك يضايقني، وبنفس الوقت لا أدري ماذا أفعل لأنقذها من الإحراج أو التضايق في داخلها، مع العلم أنها مع أصدقائها، وفي المدرسة شخصيتها جيدة، وتتفاعل معهم بشكل عادي، أشركتها في بعض الأنشطة، كالجمباز، والسباحة، حتى تكسر حاجز الخجل، وكان كما قلت: المشكلة فقط في التجمعات العائلية، ليست في المدرسة أو مع صديقاتها.

الأم العزيزة: أسعدك الله وطفلتك وجعلها قرّة أعين.من الطّبيعي أن يحدث التّمايز بين الأطفال في القدرات بشكلٍ عام، وخاصّة في المهارات الاجتماعيّة، وليس بالضّرورة أنْ تكون استجابات طفلتك الاجتماعيّة متوافقة تمامًا مع شخصيّات الأطفال الآخرين للأسرة، كما أنّ مهارات طفلتك الاجتماعيّة يمكن قياسها بشفافيّة ... أكمل القراءة

ماذا أفعل مع تصرفات أخي الصغير؟

لدي أخ صغير يصغرني ب4 أعوام، حاليًا عمره 20 سنة، أخي حنون وطيب ويحب المزاح، لكن عندما يغضب يصبح سيئًا جدًا، ألفاظه وكلامه وتصرفاته وردود فعله، مرة أخبرني بأنه يحبنا، لكن أفعاله عكس ذلك تمامًا.

خرجنا نحن البنات مع أمي إلى الحديقة مع السائق، وعند عودتنا حدثت مشكلة بأن أخي الصغير غضب، لأننا ذهبنا مع السائق ولم نذهب معه هو، فهو يرى بأن السائق لا نستخدمه إلا للمدرسة والسوق فقط، أما الحديقة لا نذهب معه، ورفع صوته وبدأ بالصراخ على أمي وأختي الكبرى، واستخدم ألفاظًا سوقية، ولمح لأختي بأن لها قصد غير شريف بذهابها إلى الحديقة.

وبعد المشكلة خرج من البيت، أمي بكت، وأختي تفجرت براكين الغضب فيها، وأنا وإخوتي حزنَّا كثيرًا على أمي، وغضبنا منه كثيرًا، كنا سعيدين، ثم جاء هو وأفسد جو البيت بالكامل، وكان هذا بأول يوم في رمضان.

غضبت أنا وإخوتي منه كثيرًا، ولم نكلمه، وباليوم الثاني كلمني ولم أرد عليه، مزح معي ولم تصدر مني ردة فعل، وباليوم الثالث أحسست بأنه يجب أن أفعل شيئًا، يجب أن أخبره بأني غاضبة منه، وسبب غضبي، وأريده أن يعتذر ويعد بأن لا يكررها، جهزت له فطوره وكتبت له بورقه فيها: "أنا حزينة منك كثيرًا، وأعددت لك الفطور لسببين:

الأول: لأنك أخي (صلة الرحم) والثاني: لأنك صائم.. رأيت الدموع بعيني أمي، وأمي هي أهم إنسانة بحياتي، بل هي حياتي، أصلح المسألة، فنحن برمضان لنستغله بالعبادة والطاعة.
 

لم يرد على رسالتي، إنما تجاهلني، وفعلها لعدة أيام، ولم يعتذر لأمي، أُصلح له الفطور، فيأخذه بغرفته ويتناوله، ويدخل علي بالمطبخ فيأخذ حاجته التي يريدها ويخرج، يتجاهلني ولا يسلم حتى، دخلت أمي عليه الغرفة تخبره بأنها قد غسلت ملابسه ليأخذها معه عند سفره، فكان زعلانًا كأننا نحن المخطئين وليس هو!!

أخبرنا أخي الكبير بالأمر ليكلمه، فكلمه، ثم قال لنا: بأنه هو كما هو يرى بأنه لم يخطئ، وإنما الخطأ خطؤنا نحن!!

استمر على هذا الحال أسبوعًا، ثم سافر إلى عمله، ومر على المشكلة 10 أيام، لم يتصل بأمي ولا مرة، ولم يتحدث معنا عبر الواتس اب أبدًا، هو هكذا طبعه عندما يخطئ لا يعتذر، يرى أنه هو الصح، ولا يجب علينا أن نحزن، لأنه يعتقد بأنه هو الصواب، يريد أن يلعب دورًا ليس بدوره، ولم نطلب منه ذلك، يعتقد أن كونه ذكرًا يجب أن يكون مسؤولًا عنًا، وأن نخضع لكلامه.

والدي رحل عنا منذ 20 سنة، ونحن أم وبناتها الأربع، ولدينا أخوين، الأول تزوج قبل 5 أشهر، وهو يعتبر الأخ الصغير، أصغر فرد في العائلة.

رأيت مرة برنامجًا يقول فيه الدكتور النفسي: إن في كل علاقة يوجد شخص عاقل، هو من يجب عليه فعل الصواب حتى لو لم يلتزم الطرف الآخر بفعل الصواب، وأنا أشعر بعلاقتي مع أخي بأني أنا العاقلة فماذا أفعل؟ لا أريده أن يفكر بأننا تخلينا عنه أو لا نحبه، لا أعرف كيف أتحدث معه الآن!!

أنا غاضبة منه، أريده أن يعتذر، أشعر أنني إذا سألته عن حاله، فإنه سيعتبر ذلك وكأني راضية منه، لكني حزينة منه ومن أسلوبه معنا، فهي ليست المرة الأولى، دائمًا عندما يخطئ علينا لا يعتذر، إنما يتصرف كأن شيئًا لم يحدث، والمفترض منه هو أن يزعل لا نحن، لكني أريده أن يتوقف من معاملتنا هكذا واحترامنا، فجميعنا أكبر منه.

أختي الكريمة، أهلًا ومرحبًا بك.  حقيقة: لقد سعدت برسالتك؛ فأنت أخت كبرى حريصة على أواصر الأخوة وعلى الروابط العائلية، وحريصة على بر وسعادة أمك الحبيبة -حفظها الله-، فأنت بالفعل الشخص العاقل الذي يزن الأمور ويحاول البحث عن حلول للأزمات والمشكلات. أخيتي، إن سلوك أخيك هذا لم يأت من ... أكمل القراءة

كيف أقضي إجازتي؟!

كيف أنظم إجازتي الصيفية وأستغلها أفضل استغلال؟ هل يستحسن أن أبدأ بمذاكرة مناهج العام القادم؟ أم أقرأ في كتب مختلفة المجالات؟ أم أستريح من المذاكرة والقراءة وألجأ إلى اللعب والخروج؟


أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً..

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..أشكر لك اهتمامك بوقتك، ورغبتك التي لمستُها في استثمار وقت الإجازة الاستثمار الأمثل، وهذا يدلُّ على نضج ووعي، فالإنسان - وخاصةً المسلم - ثروته الحقيقية هي وقته، الذي إن استثمره بالشكل الصحيح؛ استطاع الحصول على ما يطمح إليه، من سعادة، وعلم، وثقافة، وثراء، وإن ... أكمل القراءة

والدي يدعو عليَّ بدون سبب

أبي دائمًا يدعو عليَّ بدون أيِّ سبب، ودون أن أفعل له أيَّ شيء؛ فيقول لي: "ربنا يأخذك"، "وربنا يخلصني منك"، "حسبي الله ونعم الوكيل فيك"!
وأنا والله لا أفعل له أي شيء مطلقًا، كما يقوم بسبِّ أمي.
يدعو عليَّ دائمًا أثناء الأذان؛ فهل الله يستجيب لما يقول؟ وماذا عليَّ أن أفعل؟ أنا أطيعه في كلِّ شيء، ولا أعْصي له أمرًا، ولكن أحيانًا عندما يُكثر من الدُّعاء عليَّ، أصرخُ في وجهه، فهل عليَّ إثمٌ؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فأسألُ الله أن يفرِّج همَّك، وأن يزيل حيرَتَكِ، ويهديَك لكل خيرٍ في الدنيا والآخرة. فلا يخفَى عليكِ ما للأَبِ من حقٍّ عظيمٍ في البرِّ، والإحسانِ، والطاعةِ في المعروف، وكونه عَلَى تلك الحالةِ التي أصابتْكِ ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
8 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً