الحمض النووي في الشرع الحمض النووي هو بصمة وراثية تنتقل من الأباء إلى الذرية يستخدمه القانون ...

الحمض النووي في الشرع
الحمض النووي هو بصمة وراثية تنتقل من الأباء إلى الذرية يستخدمه القانون لإثبات الجنايات على أصحابها ولإثبات النسب أو عدمه ولكن من الناحية الشرعية لم يجد له أهمية كبرى لأن الشرع كمل قبل اكتشافه وكان من حكمة الله أن جعل لكل شأن من تلك الأحكام ما يثبت به من البينات فلا يثبت بالحمض النووي مع عدم تلك البينات ولا ينفى بالحمض النووي مع وجود تلك البينات لكن دل الشرع على أن الحمض النووي ينفع في مسألتين :
الأولى : تعزيز النسب أي تأكيده لما روي في الصحيحين من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم على مجزز قوله " إن هذه الأقدام بعضها من بعض " : قاصد بذلك زيد ابن حارثة وابنه أسامة ووجه الاستدلال بهذا أن إقرار النبي صلى تأكيد النسب للشبه بين الولد ووالده ينطبق تماما على الحمض النووي .
الثانية : أن جمهور أهل العلم يرون أن القسامة مشروعة إذا وجد اللوث : وهو الشاهد الواحد العدل أو الدليل العقلي الذي يلصق تهمة القتل بالمتهم فيحلف أولياء المقتول خمسين يمينا فيستحقون القصاص أو الدية وذلك لما روى مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لمحيصة وحويصة إبنا مسعود " أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ قَاتِلَكُمْ , أَو صَاحِبَكُمْ " : فيتبين من هذا أن اللوث دليل تبت به الدية أو القصاص إذا أقسم أو لياء المقتول خمسين يمينا بالله على أن المتهم قتل صاحبهم ومما لا شك فيه أن الاستدلال بالحمض النووي أقوى أنواع اللوث .
...المزيد

السلام عليكم انا بنت عمري ١٤ غير متزوجه اعاني من الشهوة اتا لاارى اي شيء جنسي ولكن تجيني شهواة ...

السلام عليكم انا بنت عمري ١٤ غير متزوجه اعاني من الشهوة اتا لاارى اي شيء جنسي ولكن تجيني شهواة واستغفر الله ولكن ماادراني ماافعل احيانا امص بجسدي حتى اخدر ويصير ملون واحيانا ادخل اصبعي بمقعدي وارتاح واحيانا احاول مص صدري واللعب به واستغفر الله وبعدين اتندم على مافعلته واصلي وارجع اسوي نفس الشيء احس مو اني الي داسوي بس متندمه كتير وبرجع تجيني شهوات واحيانا اجيب اصبعتي وامرغ بمهبلي بس ماادخله جوة لحتى اخدر واشعر باللذة وانا بصلي واصوم بس مااعرف ماذا افعل مهبلي يدك يرجف يرجف ميرتاح اذا مااسوي العادة السرية الي كلتهه وبتنزل عليه التهابات لون ابيض و مرة شفاف ساعدوني انا لاافكر بالزواج لان انا الوحيدة لاهلي وبحبهم ساعدوني

سؤالي هو اذا دخلت اصبعي بمقعدي حرام
واذا مصيت جسمي وتركت اثار حرام وشلون اكفر عن ذنبي
...المزيد

لماذا أحزن 💕 لماذا أحزن ......وبين كل دقيقة ودقيقة فرج من رب السماء . لماذا أحزن .......ورزقي ...

لماذا أحزن 💕
لماذا أحزن ......وبين كل دقيقة ودقيقة فرج من رب السماء .
لماذا أحزن .......ورزقي مكتوب وعمري محسوب .
لماذا أحزن .......وربي أرحم بي من اﻷم بالمولود .
لماذا أحزن .......وإذا استغفرت يرزقني ربي وتنجلي كل الهموم .
لماذا أحزن .......وربي إذا أراد شئ قال له كن فيكون .
لماذا أحزن .....،..وثقتي بربي ليس لها مثيل .
لماذا أحزن .......وتفاؤلي وابتسامتي أجمل من الحزن بكثير
♥ربي يرزقنا سعادة الدارين .
...المزيد

تقليد الولد للوالد : رسالة إلى الآباء والأمهات . و ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ...

تقليد الولد للوالد :
رسالة إلى الآباء والأمهات .
و ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
قيل في ترجمة الإمام السيوطي رحمه الله انه كان يلقب – ابن الكتب – والسبب
أن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب فأمر أمه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه فذهبت لتأتي به فجاءها المخاض وهي بين الكتب فوضعته.(انظر النور السافر عن أخبار القرن العاشر)
فكانت النتيجة أن السيوطي من أكثر علماء الإسلام تأليفا للكتب مع ابن الجوزي وابن تيمية ولا اعرف في حدود علمي القاصر لهؤلاء الثلاثة نظير في كثرة التأليف .
ونحن نعرف أن الطفل في الغالب يقلد من هو اكبر منه لا سيما من يراه باستمرار كالأب والأخ وغيرهم .
فقربك من الكتاب هو قرب لابنك منه وترددك الى المسجد سيتبعك ابنك عليه وقربك من أماكن العهر والفسق قرب لابنك كذلك من هذه الأماكن النتنة القذر فاتقوا الله في أبنائكم.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )) كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل في بيته راعٍ ومسئول عن رعيته .... الحديث
وصدق القائل : كل إناء بما فيه ينضح
والفرع يتبع الأصل والأصل يتبع الجذر والجذر يتبع الأرض والأرض تنبت بالماء الذي تسقى به .
واليك شعراً يشير إلى ما أسلفت من تقليد الولد للوالد
يقول الشاعر : وفي أغلب ظني أنه الأصمعي
مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ
فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ قالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ
فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه
أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه
فيا أيها الآباء لا تقضوا على مسيرة أبنائكم بسوء سيرتكم وقوّموا سلوككم يستقيم لكم أبنائكم واعلموا أن الأمر قضاءُ وقدر وان الكل ميسّر لما خُلِق له ... غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين .
دمتم في طاعة الله وأمنه
وكتبه
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

قَالَ ابْنِ سِيرِينَ : " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا ، جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا ...

قَالَ ابْنِ سِيرِينَ : " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى بِعَبْدٍ خَيْرًا ، جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ "

هل فكرت؟

اهل فكرت يوما كيف كنا نعيش قبل عشر سنوات من الآن، لم يخطر ببالك فنحن في عصر السرعة ليس لنا الوقت حتى لالتفكير في ماضينا، أتعرف لقد فكرت في هذا ولكن أتدري متى في يوم كنت بالعمل في مكان منقطع عن الناس وحذث عطب في شبكات الإتصال لم يكن هناك هاتف جوال ولا انترنت طيلة اليوم والليلة وانقطعت عن العالم ليوم وليلة فقط ولكن لم أحتمل ذلك وفكرت لما حدث لي ذلك وقد كنا نعيش قبل عشر سنوات فقط بدون هذه التكنولوجيا، ثم فكرت بهذه النعمة الربانية وهل اغتنمناها فيما يرضاه الله، هل دعوت بها ؟ هل بلغت دين الله؟ هل وهل...
لقد أخذتنا الدنيا وسرعتها لقد نسينا التفكر في الأخرة في الموت في القبر، لقد غرقنا في ملذات الدنيا وطلب الرزق وكأننا سنخلد في هذه الدار وناسينا أنها دار إمتحان فقط وسنرى النتيجة يوم القيامة والدنيا بلذاتها تنسينا حتى بأننا في امتحان ، التفكر عبادة نسيناها في هذا الزمان مع سرعة الدنيا ومشاغلها ومخترعاتها، الهاتف، الانترنت و، و ...
ألا هل وضعت وقت لهذه العبادة ولو لدقائق فقط، ألا هل فكرت؟
...المزيد

كتب الإمام الغزالي في الهجوم على الفلاسفة كتابا أسماه (تهافت الفلاسفة) عاب عليهم أمورا؛ و على رأسها ...

كتب الإمام الغزالي في الهجوم على الفلاسفة كتابا أسماه (تهافت الفلاسفة) عاب عليهم أمورا؛ و على رأسها قولهم بقِدم العالم، و قولهم بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات؛ و هو قول ابن سينا ،و قولهم بأن العذاب للأرواح دون الأجساد.

الفلاسفة انفردوا بعقولهم و آرائهم؛ و تكلموا بمقتضى ظنونهم من غير التفات إلى الأنبياء.
منهم من قال بقول الدهرية أن لا صانع للعالم. حكاه النوبختي و غيره عنهم.
و حكى النهاوندي أن أرسطا طاليس و أصحابه زعموا أن الأرض كوكب في جوف هذا الفَلك، و أن في كل كوكب عوالم كما في هذه الأرض و أنهارا و أشجارا ،و أنكروا الصانع.
و أكثرهم أثبت علة قديمة للعالم؛ ثم قال بقِدم العالم، و أنه لم يزل موجودا مع الله تعالى و معلولا له و مساويا غير متأخر عنه بالزمان، مساواة المعلول للعلة و النور للشمس بالذات و الرتبة لا بالزمان.

قلتُ :
لِم أنكرتم أن يكون العالم حادثا بإرادة قديمة اقتضت وجوده في الوقت الذي وُجد فيه؟!

فإن قالوا : فهذا يوجب أن يكون بين وجود الباري و بين المخلوقات زمان.
قلنا : الزمان مخلوق و ليس قبل الزمان زمان.

نقول لهم : كان الحق سبحانه قادرا على أن يجعل سُمك الفَلك الأعلى أكثر مما هو بذراع أو أقل مما هو بذراع.
فإن قالوا : لا يمكن ؛فهو تعجيز، و لأن ما لا يمكن أن يكون أكبر منه و لا أصغر فوجوده على ما هو عليه واجب لا ممكن، و الواجب يستغني عن علة.

و قد ستروا مذهبهم بأن قالوا : الله تعالى صانع العالم، و هذا تجوُّز عندهم لا حقيقة، لأن الفاعل مريد لما يفعله.
و عندهم أن العالم قد ظهر ضروريا لا أن الله فعله.

و من مذاهبهم أن العالم باقٍ أبدا كما لا بداية لوجوده فلا نهاية.
قالوا : لأنه معلول علة قديمة، وكان المعلول مع العلة، و متى كان العالم ممكن الوجود لم يكن قديما و لا معلولا.

و قال جالينوس : لو كانت الشمس مثلا تقبل الإنعدام لظهر فيها ذبول في هذه المدة الطويلة.

قُلتُ: قد يفسد الشيء بنفسه بغتة لا بالذبول، ثم من أين له أنها لا تذبل؟!
الشمس عند الفلاسفة بمقدار الأرض 170 مرة أو نحو ذلك.
فلو نقص منها مقدار جبل لم يبن ذلك للحس.
ثم نحن نعلم أن الذهب و الياقوت يقبلان الفساد، و قد يبقيان سنين و لا يحس نقصانهما، و إنما الإيجاد و الإعدام بإرادة القادر، و القادر لا يتغير في نفسه، و لا تحدث له صفة، و إنما يتغير الفعل بإرادة قديمة.
...المزيد

أقسام العلوم الشرعية انتجت جهود علماء السلف والعلماء المعاصرين إلى تقسيم العلوم الشرعية لأربعة ...

أقسام العلوم الشرعية
انتجت جهود علماء السلف والعلماء المعاصرين إلى تقسيم العلوم الشرعية لأربعة أقسام رئيسية وهي كالآتي:[١٤] القسم الأول: هي العلوم التي أسماها العلماء بعلوم المصادر، وهي ما أوحى الله في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: [ألَا إنِّي أُوتيتُ الكِتابَ ومِثلَه معه، ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه، ألَا يوشِكُ رجُلٌ يَنْثَني شَبْعانًا على أَريكتِه يقولُ: عليكم بالقُرآنِ، فما وجَدْتُم فيه مِن حلالٍ فأَحِلُّوه، وما وجَدْتُم فيه مِن حرامٍ فحَرِّموه! ألَا لا يَحِلُّ لكم لَحمُ الحِمارِ الأَهْليِّ، ولا كلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ، ألَا ولا لُقَطةٌ مِن مالِ مُعاهَدٍ إلَّا أنْ يَستَغنيَ عنها صاحِبُها، ومَن نزَلَ بقَومٍ فعليهم أنْ يَقْرُوهم، فإنْ لم يَقْرُوهم فلهم أنْ يُعْقِبوهم بمِثلِ قِراهُم][١٥]، فالقرآن يلحقه علم تفسير القرآن، أما الحديث فيلحقه شروحات كتب السنة. القسم الثاني: علوم المقاصد، وهي العلوم التي يقصدها المسلمين لذاتها، وقد استمد العلماء ثلاثة أنواع أساسية في هذا المجال هي:علم الإيمان والتوحيد والعقيدة، وعلم الفقه، وعلم الأخلاق والسلوك، وقد بينهم الحديث المعروف بحديث الأمينين، أمين السماء جبريل عليه السلام، وأمين الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. القسم الثالث: علوم الآلة، وهي العلوم التي لا تُقصد لذاتها بل لغيرها، كأن نطلب لعلم القرآن الكريم علوم التجويد والقراءات، ولعلم التفسير نطلب علوم القرآن وأصوله، وللسنة النبوية نطلب علم أصول الفقه وعلم تاريخ التشريع وغيرها من العلوم. القسم الرابع: والذي يُسمى بملح العلم، وقد قسمه العلماء لقسمين هما العقد والملح، فالعقد هي العلوم الأصلية التي تُستكمل وتدرس كعلم التفسير والفقه والأصول، في حين ملح العلم هي العلوم التي يحتاجها طالب العلم لإتمام بناء العلم، فقراءة التاريخ والأدب والأشعار وخلافها تعد ملحًا للعلوم الأساسية ...المزيد

قد يعشق المرئ من لا مال في يده و يكره القلب من في كفه الذهب ما قيمة الناس الا في مبادئهم لا ...

قد يعشق المرئ من لا مال في يده
و يكره القلب من في كفه الذهب
ما قيمة الناس الا في مبادئهم
لا المال يبقى و لا الالقاب و الرتب

#خواطر_رمضانية_8 عشق المحبين ورونقة الخاشعين . قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ ...

#خواطر_رمضانية_8
عشق المحبين ورونقة الخاشعين .
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ (البقرة: 165) .
الحُبُّ من أعمال القلوب، فإنَّ حُبَّ الله جل جلاله من أعظم أعمال القلب، ولن يستطيعه إلا القلب السليم، فإنَّ محبة الله جل جلاله تصلحه، فإذا امتلأ قلب العبد بحب الله جل جلاله، انساقت للقلب الجوارح؛ لأنها تابعة له، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحت صلح الجسد كله، وإذا فسَدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) رواه البخاري
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّب إلى حُبِّكَ))؛ صحيح سنن الترمذي .
والعلاقة بين الحب والإيمان يوضحها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) [4].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كان الحُبُّ أصلَ كُلِّ عملٍ من حقٍّ وباطلٍ، وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها، وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله، كما أنَّ أصلَ الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله، فالتصديقُ بالمحبة هو أصل الإيمان، وهو قولٌ وعملٌ .

فإذا أصبح حُبُّ الله جل جلاله في قلب العبد في أعلى المراتب، يكون العبد قد بلغ مرتبة الإحسان، عند ذاك تتحرك الجوارح كافة على مراد الله جل جلاله، فيحب في الله، ويكره في الله، ويعطي لله، ويمنع لله، ويوالي في الله، ويعادي في الله جل جلاله.

وقد ذكر العلماء عشر علامات تدل على حب العبد لربه وهي :-

العلامة الأولى : محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلا يتصور حب لله من دون حب لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عرَّفنا بربِّنا، وبلَّغنا رسالته، وبيَّن لنا الطريق إليه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، قال الحسن البصري رحمه الله: "زعم قوم أنهم يحبُّون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية"، وقال ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبَّة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي".
وهل صادق مَنْ يدَّعي حُبَّ ربِّه ****وأمسى عن اللَّذات غير صبور
ويسلو عن الدنيا وعن كل شهوة****وعن كل ما يودي بوصل سرور

العلامة الثانية : حُبُّ مَنْ يحبُّه الله عز وجل من عباده المصطفين الأخيار .
وذالك كحُبِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته، وأولياء الله الصالحين، وليس ذلك حبًّا مع الله؛ بل هو من تمام حب الله؛ لأنه حب لأجل الله، وفي الله؛ قال ابن القيم رحمه الله: "فأصل العبادة محبَّة الله؛ بل إفراده بالمحبَّة، وأن يكون الحبُّ كله لله، فلا يحبُّ معه سواه؛ وإنما يحبُّ لأجله وفيه، كما يحبُّ أنبياءه، ورسله، وملائكته، وأولياءه، فمحبَّتنا لهم من تمام محبَّته، وليست محبَّةً معه".
فالذي يبغض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا حَظَّ له في محبَّة الله، والذي يُنكِر وجود الملائكة، لا حظَّ له في محبَّة الله، والذي يتَّهم أولياء الله بالجهل، لا حظَّ له في محبَّة الله... وهكذا.

العلامة الثالثة : الرضا بما يعطي الله وبما يمنع .
فلا تسخُّط، ولا تأفُّف، ولا تأوُّه؛ لأنه أعطاك ليختبرك، ومنعك ليبتليك، وهو تعالى في الأمرين يحبُّك، فقابل تقديره بالقبول، وابتلاءه بالرضا، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك الرضاء بعد القضاء))؛ صحيح سنن النسائي.

ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن ألحَسَ جمرةً أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيء كان: ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن: ليته كان".
ولقد سأل رجل الفضيل بن عياض رحمه الله، فقال: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حبِّ الله تعالى؟ فقال له الفضيل: "إذا كان عطاؤه ومنعه إيَّاك عندك سواءً، فقد بلغت الغاية من حبِّه".

وذكر ابن الجوزي قصة أحد الصالحين، ابتلاه الله ليختبر حبَّه له، فجعله مكفوفًا، مجذومًا، مقعدًا، حتى جعل الزنبور يقع عليه فيقطع لحمه، فقال: "وعزَّتك وجلالك، لو قطعتني إرْبًا إرْبًا، أو صببت عليَّ البلاء صبًّا، ما ازددت إلَّا حبًّا".



إن الطبيب بطبِّه ودوائه ****لا يستطيع دفاع مقدور القضا
ما للطبيب يموت بالداء الذي ****قد كان يبرئ مثله فيما مضى
ذهب المداوي والمداوي والذي ****جلب الدواء وباعه ومن اشترى

العلامة الرابعة: محبة كلام الله تعالى، والانشغال بتلاوته وتدبُّره .

فلا حب لله مع هجر كلامه، ولا حب لله مع عدم التلذُّذ بتلاوته، والتمتُّع بالاستماع إليه، فالقرآن الكريم جنة العابدين، وبُستان الزاهدين، وكنز المتلذِّذين، وبهجة مجالس المجتمعين؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وكذلك محبَّة كلام الله، فإنه من علامة حُبِّ الله، وإذا أردْتَ أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم".

ورحم الله ابن القيم، فقد علم أن من الناس من ينشغل بالغناء والطرب، حتى يُلهيه ذلك عن كتاب الله، فينفق الساعات الطوال للسَّماع، ولا يجد نصف ساعة في اليوم يفتح فيها كتاب الله، يقرؤه، ويتدبَّره، ويقوي إيمانه بالتأمُّل في آياته، حتى إذا قرأ منه بعض آيات، لم يشعُر لها بلذَّة، ولم يستفد منها بومضة، ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، قال ابن جزي رحمه الله: "أي: غطَّى على قلوبهم ما كسبوا من الذنوب، فطمس بصائرهم".

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، ما شبعت من كلام الله".

العلامة الخامسة : القيام بالأعمال الحسنة، والاتِّصاف بالأخلاق الحميدة.
إذ لا يجتمع حب الله والكلام الفاحش، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشًا ولا مُتفحِّشًا، وكان يقول: ((إنَّ خياركم أحاسنُكم أخلاقًا))؛ متفق عليه.
ولا يجتمع حبُّ الله مع الإساءة إلى الجار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة مَنْ لا يأمن جاره بوائقه))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع الكذب، تقول عائشة رضي الله عنها: "ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب"؛ صحيح سنن الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال))؛ صحيح سنن أبي داود؛ وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار.
ولا يجتمع حب الله مع أخذ الرشوة، والراشي والمرتشي ملعونان في شريعتنا، ولا يجتمع حبُّ الله مع الغش في العمل، وفي الحديث: ((مَنْ غشَّنا فليس منا))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع التحايُل على الناس في الخصومة، لأكل أموالهم بالباطل، أو سلب حقوقهم ومستحقَّاتهم، فهذا جزاؤه من الله السخط لا الحب؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه))؛ صحيح سنن أبي داود.

ويجمع التحذير من كل ذلك، حديث عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضَّأ يومًا، فجعل أصحابه يتمسَّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملكم على هذا؟))، قالوا: حب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سرَّه أن يحبَّ الله ورسوله، أو يحبَّه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدث، وليُؤدِّ أمانته إذا ائتمن، وليحسن جوار مَنْ جاوره))؛ حسَّنه في المشكاة.

سبحان من لو سجدنا بالجباه له **** على لظى الجمر والمحمي من الإبر
لم تبلغ العشر من مقدار نعمته **** ولا العشير ولا عشرًا من العشر

العلامة السادسة : الجمع بين خلوص التوحيد لله تعالى، وعبادته على الوجه الذي يرتضيه. فالمسلم يلهج بذكر الله في كل حين، ويراقب الله تعالى في كل عمل، ويخاف من تجاوز حدوده في كل معاملة، فشأنه العمل لله، والالتجاء إلى الله، والعيش مع الله، والاستعانة بالله، بحيث تصير تردُّدات أنفاسه، ونبضات قلبه، وحركات جوارحه وقفًا لله تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوه؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((ألَّا يُعذِّبهم))؛ متَّفق عليه.
ومن جميل ما تنبَّهوا إليه، أن كلمة "حب"، بدئت بحرف الحاء، ويخرج من أقصى الحلق، وانتهت بحرف الباء، الذي يخرج من الشفتين وهما آخر ما تخرج منه الحروف، فالحاء دلَّتْ على الابتداء، والباء دلَّت على الانتهاء، وكذلك شأن المحبَّة، تبدأ من المحبوب، وتنتهي إليه.

ولقد شبَّ بعض الناس على حبِّ الماديات، فساووا حبَّها بحبِّ الله أو أكثر، فصار المال قِبْلتهم، والجاه وجهتهم، والتفاخُر حياتهم، والاعتناء بالذات ديدنهم، والتجمُّل في المظهر هجيراهم، وربما قدموا ذلك على الصلاة فلم يصلُّوا، وإذا صلَّوا، فصلاة كسلان متثاقل، لا صلاة مستوفز مُحبٍّ، ولا عبادة متحفِّز متوثِّب، يخشى عليهم من مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ (البقرة: 165).
وأبغض إله عُبِد في الأرض هو الهوى، قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (الجاثية: 23).

وأتـرك ما أهـوى لمـا قـد هويتــه *** فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي

العلامة السابعة : التلذُّذ بمناجاة الله عز وجل، وأفضله قيام الليل ولو بركعتين، فذلك السبيل لمن أراد العزَّ والشرف، ولقد أتي جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "يا محمد، أحبب من شئت، فإنك مُفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، وعِشْ ما شئت، فإنك ميت، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"؛ صحيح الجامع.
كيف لا وقد أخبرنا الصادق المصدوق أنه: ((إذا مضى شَطْرُ الليل أو ثُلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائلٍ يُعطى، هل من داعٍ يُستجابُ له، هل من مُستغفرٍ يُغفَر له، حتى ينفجر الصبح"؛ مسلم.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن في الليل لساعةً، لا يُوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إيَّاه، وذلك كل ليلة))؛ مسلم.
هنا يظهر حب العبد لربه ويقوم للعبادة ولصلاة ويشمر لها لكي ينال السعادة في الدارين وقد قال بعض السلف سابقا (إذا أردت أن تلحق بركب السادة فعليك بترك الوسادة لتحظى بالحسنى وزيادة ) فالمسلم المحبُّ لربِّه، يغتنم هدوء الليل، وصفاء النفس بانقطاع العوائق، وانصرام العلائق، فيأنس بربِّه، ويتنعَّم بمناجاته، ويتلذَّذ بالشوق إليه، وإدامة دعائه.
وقد قيل لإبراهيم بن أدهم وقد نزل من الجبل: من أين أقبلت؟ فقال‏: "من الأنس بالله"‏،‏ ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16].

وقد سئل الحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجِّدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن، فألبسهم من نوره".
وقال له شاب: أعياني قيام الليل، فقال له: "قيَّدتك خطاياك"،فقارن بين هؤلاء ومن شغل سواد ليله في لعب الورق، أو تقليب القنوات الفضائية، أو السهر مع المباريات، والأفلام، وتتبُّع الأخبار السوقية، وربما زاغ بصره فوقع على الصور الخليعة، والمسلسلات الوضيعة، والنكات السمجةالممجوجة، ويزعم مع ذلك أنه يحبُّ الله، لركعات يملأ بها فراغه، وصيام في رمضان اعتاده، ودريهمات جعلها صدقته.
قال مالك بن ضيغم: "لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غدًا، ما لذُّوا بعيش أبدًا".
وقال إبراهيم التيمي رحمه الله: "شيئان قطعا عنِّي لذَّة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى".

العلامة الثامنة : التلذُّذ بفعل الطاعة، واعتقاد أنها خير تسرع إليه، وفضل ترتاح لفعله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))؛ صحيح سنن النسائي.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال، أقم الصلاة أرحنا بها))؛ صحيح سنن أبي داود، وكذلك سائر العبادات من صيام، وصدقة، وقراءة للقرآن، وسير في حوائج الناس.
ومن الناس مَنْ ينتظر الصلاة بعد الصلاة، تلذُّذًا بالمكوث في بيت الله، داعيًا، مُصلِّيًا، باكيًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))؛ مسلم، والرباط: حبس النفس على هذه الطاعة.
وكان عطاء السليمي رحمه الله إذا فرغ من وضوئه، انتفض، وارتعد، وبكى بكاءً شديدًا، فيُقال له في ذلك، فيقول: "إني أريد أن أُقدِمَ على أمرٍ عظيمٍ، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل ".

العلامة التاسعة : الإحساس بالحسرة والأسى عند فوات الطاعة أو تركها، فإن فات المحب لربِّه الاستيقاظ إلى صلاة الصبح، رأيته حزينًا كئيبًا، متألم القلب، كاسِفَ البال، قد فاته خيرٌ عظيمٌ، أعظم من فوات صفقة تجارية رابحة، أو سفر لقضاء حاجة ملحَّة.
فهذا حاتم الأصم، فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلَّاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته.
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيا بقية ليلته.

العلامة العاشرة : الغيرة على محارم الله إذا انتهكت، وحزن القلب لشعائر الله إذا هجرت، وقلق النفس للمنكرات إذا تفشَّت، وضيق الصدر لحدود الله إذا تعديت؛ لأن المؤمن يحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه، ولا يرضى لهم ما لا يرتضيه لنفسه.

اللهم يا من لا تراه في الدنيا العيون ، ولا تخالطه الظنون ، يا من سجد له الساجدون ، وركع له الراكعون ، وقام بين يديه القائمون ، ولبى له الملبون ، وحج إليه الحاجون ، واعتمر له المعتمرون ، وقام إليه القائمون ، وعاد إليه العائدون ، يا من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ، اللهم أقمنا بين يديك نصلي لك يا رب العالمين .

كتبه الشــــــيخ شــــــــرمــــاركــــــي محمد عـــــــــــيسى (بخاري)
هــــــــــــــــــــرجيـــــــــــــــــــــــــســــــــــيا 8/رمضان/1440هــــــــــــــ
أبـــــــــــو ألأثيـــــــــــــــــــــــر الصــــــــــــــــــــــومالــــــي
...المزيد

مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(1) لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله ...

مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(1)
لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله .
الحمد لله وبعد:
هذه بدايات لابد منها
أ‌- البداية الأولى : كيف خرج إلى دنيانا هذا الكتاب المبارك ؟
الموضوع طويل جداً لكن أٌشير إليه فأقول :
بعد تدوين السنة في كتب الجوامع والمسانيد والسنن والمصنفات والمستخرجات والمستدركات والمعاجم والأجزاء وسائر التصانيف التي قدمها لنا علمائنا وسلفنا الصالح خدمة للسنة المطهرة , وصل الأمر في التصنيف إلى استخراج زوائد هذه الكتب وغيرها بعضها على بعض ثم تجميع هذه المصنفات مع زوائدها في دواوين كبيرة جامعة لهذه الكتب والمؤلفات والزوائد عليها , فأصبح هناك اتجاهين في التأليف بالنسبة لمتون هذه الأحاديث الواردة في المصنفات المذكورة وذلك حسب استقرائي لهذا الأمر .
- الاتجاه الأول : ) اسميه انا ) طريق المجهود الفردي وأدل مثال على ذلك ما قام به الإمام السيوطي في كتابه جمع الجوامع .
- والاتجاه الثاني : ( اسميه انا ) طريق المجهود الجماعي مثل ما قام به ابن الأثير في جامع الأصول في ترتيب وتهذيب كتاب رزين في جمع الستة الأصول جاعلاً موطأ مالك بدل ابن ماجة , وما فعله الهيثمي في مجمع الزوائد حيث جمع زوائد مسانيد احمد والبزار والموصلي ومعاجم الطبراني الثلاثة على الستة الأصول جاعلاً ابن ماجة مكان الموطأ , ثم جاء مؤلف كتابنا الذي نحن بصدد الكلام عنه فجمع بين كتاب ابن الأثير والهيثمي في كتاب مستقل سماه بـ جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد و هذه هي البداية الأولى .
ب‌- البداية الثانية : كيف جمع المؤلف بين الكتابين مع اختلاف زوائد كلاً منهما؟ :
ابن الأثير جعل الأصول الستة كالأتي ( الصحيحين – البخاري ومسلم + السنن الثلاثة – ابي داود والترمذي والنسائي + الموطأ ) .
الهيثمي جعل الأصول الستة كابن الأثير غير انه جعل مكان الموطأ سنن ابن ماجة .
فأصبح لدى كلاً منهما كتاباً زائداً على الآخر فاعتمد مؤلفنا طريقة ابن الأثير وجعل زوائد ابن ماجة على حده ثم جرد زوائده وأضافها إلى الكتاب , ثم نظر إلى كلام ابن حجر بأحقية سنن الإمام الدارمي لهذا الموقع السادس بين هذه الكتب فجرد زوائده وأدرجها في كتابه .
خلاصة المقدمات : وفيها الرد على من يزعم بان هذا الكتاب جمع أحاديث أربعة عشر مؤلف من مؤلفات السنة :
لو نظرنا الى الكتب التي جمعها المؤلف في هذا الكتاب ( ولا اعتبره أنا جمع كامل بين الكتابين بل هو جمع فوائد من الكتابين ) لوجدنا ان الكتاب من المفترض ان يكون حصر لك أحاديث الكتب الآتية :
البخاري ومسلم ويعرفان بالصحيحين .
ثم سنن ابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وهم السنن الأربعة وكل ما سبق يعرف بالأصول الستة على المشهور بين المتأخرين من أهل العلم .
ثم الموطأ ومسند احمد وسنن الدارمي او مسند الدارمي كما يسميه البعض - ووصفه بالسنن اليق به - وكل ما سبق يعرف بالكتب التسعة وهي التي جمع مادتها المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي لمجموعة من المستشرقين , وكذلك عمل على هذه الكتب الشيخ الشامي رحمه الله في مشروعة الكبير تقريب السنة النبوية وله زوائد عليها وهي زوائد كلاً من صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والمختارة للمقدسي هذه على التسعة وسنن البيهقي الكبرى على الستة .
نعود الى موضوعنا ... وقد سردنا الكتب التسعة فأقول :
ثم إضافة إلى الكتب التسعة المذكورة من المفترض ان يكون الكتاب قد جمع لك أحاديث مسندي أبي يعلى الموصلي و الإمام البزار ثم معاجم الطبراني الثلاثة اقصد زوائدها على التسعة .
كل ما سبق يفترض ان يكون مجموع في كتاب واحد هو هذا الكتاب( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد ) لكن هذا الكتاب لم يفي بغرض الجمع المطلوب كما ذكرت سابقاً وأبين لك الآن السبب من خلال النقاط التالية .
1- أحاديث الكتاب حوالي 10130 حديث فقط .
2- أحاديث الكتب التسعة بالمكرر 62169 تقريباً وبإسقاط المكرر يصبح العدد 30604 حديث تقريباً ولو أضفنا عليها زيادات كلاً من معاجم الطبراني الثلاث مع مسندي أبي يعلى والبزار تخيل كم يصبح العدد مقارنة بأحاديث كتابنا؟ هذه واحده
3- المؤلف سمى كتابه ( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) فقال (جمع الفوائد..... ) وكأنه لم يقصد جمع كامل الكتابين بل جمع فوائد منهما وهذا ما فعله حين تقارن بين أحاديث الكتابين اقصد جامع الأصول ومجمع الزوائد مجتمعة مع أحاديث كتابنا هذا وهو ما سأشير إليه في النقطتين التاليتين .
4- عد أحاديث كتاب مجمع الزوائد (18776) حديث وأحاديث كتاب جامع الأصول (9523 ) حديث , وأحاديث كلا الكتابين مجتمعين ( 28299) حديث فأين هذا العدد من الرقم الذي أودعه المؤلف في كتابه وهو دون ( 10200 ) حديث ؟ يعني أحاديث جمع الفوائد اكثر من الثلث بقليل فهل يعد ذلك جمع ؟ اترك لكم الإجابة .
5- ذكر المؤلف في المقدمة انه اسقط المكرر وما فيه وضاع او كذاب وهذا لا يجعل كتابه جامع بين الكتابين اذ الجمع يشمل الجميع ولا يشمل مرتبة معينه من الأحاديث .
- حكم المؤلف على الأحاديث التي بين درجتها يعطي للكتاب ميزه كبيرة .
- لو رتب المؤلف أحاديث الكتاب الصحيح ثم الحسن ثم المختلف فيه بين العلماء من حيث التصحيح والتضعيف ثم الضعيف بدرجاته لكان ذلك أولى وأفضل وأكمل وأجمل .
كانت هذه مقدمات قبل الشروع في تدوين سمات ومميزات لهذا الكتاب القيم وسنكشف عن بعض مميزاته في منشور مستقل ترقبوه قريباً ان شاء الله تعالى وقدر .
دمتم في طاعة الله وامنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً