الأحدث إضافة

قولدن شمس1. لم ارى خارج قرية ولا تابع روح ولا ربنا قولدن شمس2 نحن في قرية. dayla

قولدن شمس1.
لم ارى خارج قرية ولا تابع روح ولا ربنا
قولدن شمس2
نحن في قرية. dayla

ولا تقولن لشيء. اني. فاعل. ذالك. غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك12 اذا نسيت وقل. عسى ان ...

ولا تقولن لشيء. اني. فاعل. ذالك. غدا
الا ان يشاء الله واذكر ربك12 اذا نسيت
وقل. عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة

إن كنا نشتكي ضعفاً فضعفنا من عند أنفسنا،  وإن كنا نتألم لهواننا على الناس فهواننا هذا من صنع أيدينا والله ورسوله منه بريئان.. ... المزيد

🌃رسائل الفجر١٤٤٦/١٢/١٨🌃 إنما الدنيا حلال وحرام وشبهات؛ فالحلال حساب، والحرام عذاب، والشبهات ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٦/١٢/١٨🌃
إنما الدنيا حلال وحرام وشبهات؛ فالحلال حساب، والحرام عذاب، والشبهات عتاب
🔻 🔻 🔻
أنزل الدنيا منزلة الميتة خذ منها ما يقيمك، فإن كان حلالا كنت زاهدا فيها،وإن كان حراما لم تكن أخذت منها إلا ما يقيمك ، وإن كان عتاب كان يسيرا
🔻 🔻 🔻
لا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه فإن يك من أجلك يأت فيه رزقك واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت خازنه لغيرك
🔻 🔻 🔻
قال رجل لأمّ الدّرداء: إني لأجد في قلبي داء لا أجد له دواء، أجد قسوة شديدة وأملا بعيدا؛ قال: اطلع في القبور واشهد الموتى
https://t.me/azzadden
...المزيد

الإيمان بالمرسلين ركن من أركان الإيمان برب العالمين جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه ...

الإيمان بالمرسلين ركن من أركان الإيمان برب العالمين

جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يقول الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم) فالناس يولدون وفي فطرتهم وطبيعتهم توحيد الله وعبادته وتعظيمه، ولكن الشيطان يزين للناس -بشبهه الكثيرة- صرف العبادة لغير الله جل وعلا، وكذلك فإن الخلق ينسون ويسأمون فيبعث الله الأنبياء يذكرونهم بعهد رسولهم الذي أُرسل إلى أبائهم، ولذا فقد أرسل الله للأمم رسلا وأنبياء يذكِّرونهم بطاعة الله ويحرضونهم عليها ويحذرونهم من الشرك، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

وبعْثُ الرسل من رحمة الله، فإنه لا يعذب خلقه حتى يبعث رسولا يقيم الحجة عليهم، لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 35]، وقوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].

• صفات الأنبياء والرسل الخَلْقية والخُلُقية

إن الأنبياء والرسل الذين جاؤوا للبشر هم من البشر أنفسهم، ولا يكونون إلا من الرجال، ولا نبوة للنساء، وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون وينامون. قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} [الأنبياء: 8]، وقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]، ويُبتلون ويصابون ويمرضون ويموتون. قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وسُجن يوسف وأدمى المشركون رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عند دعوة أهل الطائف، وحوصر وجاع، وأرادوا قتله فهاجر من داره إلى المدينة، وفي غزوة أحد لاقى ما لاقى من الجراح، ومرض نبي الله أيوب ثماني عشرة سنة، ورفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، بل الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل فالأمثل.

ولكن الأنبياء يتميزون عن باقي البشر بصفات، منها أن الله اصطفاهم بالرسالة، كما في قوله -تعالى- لنبيه موسى عليه السلام: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} [طه: 13]، وبالعصمة عن كبائر الذنوب وقبائح الأخلاق، ومعصومون عن كتمان ما أنزل الله، كما قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44 -47]، ولكنهم ليسوا معصومين عن النسيان، كما في قول موسى -عليه السلام- لصاحبه: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73]، ولا يعتقد أهل السنة والجماعة العصمة في غير الأنبياء البتة.

• لا تُخيِّروا بين الأنبياء

وقد فضل الله -تعالى- رسله بعضهم على بعض بما آتاهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، كما قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 253]، وهذا الأمر خاص بالله تعالى، فلا يجوز التخيير بين الأنبياء، أي الزعم أن بعضهم خير من بعض، للنهي الوارد عن ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ) [رواه مسلم]، ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "استبَّ رجلان؛ رجل من اليهود ورجل من المسلمين، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا -صلى الله عليه وسلم- على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى -عليه السلام- على العالمين، قال: فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تُخيِّروني على موسى، فإن الناس يُصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله)" [رواه مسلم].

• دلائل النبوة

إن الله يختار لرسالته من يشاء، ويربيه ويحفظه عن عبادة غيره حتى يبلغ ما كتبه الله له، ثم يوحي إليه أن أنذر الناس وبشرهم وادعهم إلى عبادتي وأقم عليهم الحجة، ويرسل معه آيات معجزة يقمع بها المعاندين تكون دليل صدقه وأنه مبعوث من الله، والمعجزات أفعال لا يستطيعها بنو آدم كإبراء الأكمه والأبرص، وتحويل العصا إلى حية تسعى وغيرها، وخاتِم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله إلى العرب خاصة وإلى الناس عامة، ولما كان أجود ما لدى العرب الفصاحة والبيان، أرسل نبيه بأفصح كلام وأعلاه بيانا فتحداهم أن يأتوا بمثله، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا، {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23 - 24]، وما زال التحدي قائما.

وكانت بداية وحي الله لنبينا، أنه كان يتعبد في غار حراء بعيدا عن شرك المشركين، فجاءه جبريل وقال له: "اقرأ"، ففزع منه ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل فقال ورقة: "لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة"، ثم تتالى نزول القرآن عليه وأمره بإنذار قومه، وكان قبل مجيء الملَك يرى الرؤيا فتكون مثل فلق الصبح، فكان هذا أول بداية الوحي.

ومن معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- الإسراء والمعراج وانشقاق القمر شِقَّين حتى رأى الناس جبل حراء بينهما، وإخباره ببعض ما أطلعه الله عليه من غيب المستقبل، ونبع الماء من بين أصابعه.

وقد دعا أبو طلحة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خبزة يأكلها، ففتَّها، وعصرت أم سليم عكة فصار إداما، ثم قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول، وأذن للناس بالأكل، فأكل منها سبعون أو ثمانون رجلا، كلهم شبع! [متفق عليه].

• لا نفرِّق بين أحد من رسله

والأنبياء والرسل كثيرون ورد ذكر عددهم في السنة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن عدد الأنبياء فقال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا) [رواه أحمد]، ولم يقصص الله علينا كل القصص بل قال: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، والمذكورون في القرآن هم:
آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، و"الأسباط" وهم أولاد يعقوب، ومنهم يوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وذو الكفل، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، واليسع، ومحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وورد ذكر غيرهم ولكن اختُلف فيهم، هل هم أنبياء أم صالحون.

ومحمد -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عن أبي هريرة: (مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة -قال- فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) [رواه مسلم].

والإيمان بالرسل جميعهم ركن من أركان الإيمان، لا يصح إيمان مسلم من دونه، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر) [متفق عليه]، ولقوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].

والكفر برسول واحد كفر مخرج من الملة، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 - 152].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ
...المزيد

الإيمان بالمرسلين ركن من أركان الإيمان برب العالمين جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه ...

الإيمان بالمرسلين ركن من أركان الإيمان برب العالمين

جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يقول الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم) فالناس يولدون وفي فطرتهم وطبيعتهم توحيد الله وعبادته وتعظيمه، ولكن الشيطان يزين للناس -بشبهه الكثيرة- صرف العبادة لغير الله جل وعلا، وكذلك فإن الخلق ينسون ويسأمون فيبعث الله الأنبياء يذكرونهم بعهد رسولهم الذي أُرسل إلى أبائهم، ولذا فقد أرسل الله للأمم رسلا وأنبياء يذكِّرونهم بطاعة الله ويحرضونهم عليها ويحذرونهم من الشرك، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

وبعْثُ الرسل من رحمة الله، فإنه لا يعذب خلقه حتى يبعث رسولا يقيم الحجة عليهم، لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 35]، وقوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].

• صفات الأنبياء والرسل الخَلْقية والخُلُقية

إن الأنبياء والرسل الذين جاؤوا للبشر هم من البشر أنفسهم، ولا يكونون إلا من الرجال، ولا نبوة للنساء، وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون وينامون. قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} [الأنبياء: 8]، وقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]، ويُبتلون ويصابون ويمرضون ويموتون. قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، وسُجن يوسف وأدمى المشركون رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عند دعوة أهل الطائف، وحوصر وجاع، وأرادوا قتله فهاجر من داره إلى المدينة، وفي غزوة أحد لاقى ما لاقى من الجراح، ومرض نبي الله أيوب ثماني عشرة سنة، ورفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، بل الأنبياء أشد الناس بلاء ثم الأمثل فالأمثل.

ولكن الأنبياء يتميزون عن باقي البشر بصفات، منها أن الله اصطفاهم بالرسالة، كما في قوله -تعالى- لنبيه موسى عليه السلام: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} [طه: 13]، وبالعصمة عن كبائر الذنوب وقبائح الأخلاق، ومعصومون عن كتمان ما أنزل الله، كما قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44 -47]، ولكنهم ليسوا معصومين عن النسيان، كما في قول موسى -عليه السلام- لصاحبه: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73]، ولا يعتقد أهل السنة والجماعة العصمة في غير الأنبياء البتة.

• لا تُخيِّروا بين الأنبياء

وقد فضل الله -تعالى- رسله بعضهم على بعض بما آتاهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، كما قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 253]، وهذا الأمر خاص بالله تعالى، فلا يجوز التخيير بين الأنبياء، أي الزعم أن بعضهم خير من بعض، للنهي الوارد عن ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ) [رواه مسلم]، ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "استبَّ رجلان؛ رجل من اليهود ورجل من المسلمين، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا -صلى الله عليه وسلم- على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى -عليه السلام- على العالمين، قال: فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تُخيِّروني على موسى، فإن الناس يُصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله)" [رواه مسلم].

• دلائل النبوة

إن الله يختار لرسالته من يشاء، ويربيه ويحفظه عن عبادة غيره حتى يبلغ ما كتبه الله له، ثم يوحي إليه أن أنذر الناس وبشرهم وادعهم إلى عبادتي وأقم عليهم الحجة، ويرسل معه آيات معجزة يقمع بها المعاندين تكون دليل صدقه وأنه مبعوث من الله، والمعجزات أفعال لا يستطيعها بنو آدم كإبراء الأكمه والأبرص، وتحويل العصا إلى حية تسعى وغيرها، وخاتِم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله إلى العرب خاصة وإلى الناس عامة، ولما كان أجود ما لدى العرب الفصاحة والبيان، أرسل نبيه بأفصح كلام وأعلاه بيانا فتحداهم أن يأتوا بمثله، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا، {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23 - 24]، وما زال التحدي قائما.

وكانت بداية وحي الله لنبينا، أنه كان يتعبد في غار حراء بعيدا عن شرك المشركين، فجاءه جبريل وقال له: "اقرأ"، ففزع منه ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل فقال ورقة: "لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة"، ثم تتالى نزول القرآن عليه وأمره بإنذار قومه، وكان قبل مجيء الملَك يرى الرؤيا فتكون مثل فلق الصبح، فكان هذا أول بداية الوحي.

ومن معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- الإسراء والمعراج وانشقاق القمر شِقَّين حتى رأى الناس جبل حراء بينهما، وإخباره ببعض ما أطلعه الله عليه من غيب المستقبل، ونبع الماء من بين أصابعه.

وقد دعا أبو طلحة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خبزة يأكلها، ففتَّها، وعصرت أم سليم عكة فصار إداما، ثم قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول، وأذن للناس بالأكل، فأكل منها سبعون أو ثمانون رجلا، كلهم شبع! [متفق عليه].

• لا نفرِّق بين أحد من رسله

والأنبياء والرسل كثيرون ورد ذكر عددهم في السنة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن عدد الأنبياء فقال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا) [رواه أحمد]، ولم يقصص الله علينا كل القصص بل قال: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، والمذكورون في القرآن هم:
آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، و"الأسباط" وهم أولاد يعقوب، ومنهم يوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وذو الكفل، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، واليسع، ومحمد، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وورد ذكر غيرهم ولكن اختُلف فيهم، هل هم أنبياء أم صالحون.

ومحمد -عليه الصلاة والسلام- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث عن أبي هريرة: (مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة -قال- فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) [رواه مسلم].

والإيمان بالرسل جميعهم ركن من أركان الإيمان، لا يصح إيمان مسلم من دونه، لقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر) [متفق عليه]، ولقوله تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].

والكفر برسول واحد كفر مخرج من الملة، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 - 152].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ
...المزيد

أدوية وعلاجات من مشكاة النبوة الحمد لله الذي أنزل لكل داء دواء، وصلى الله على من بعثه للناس ...

أدوية وعلاجات من مشكاة النبوة


الحمد لله الذي أنزل لكل داء دواء، وصلى الله على من بعثه للناس بالخير كله، أما بعد...

فهذه جملة من الأدوية والعلاجات التي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، نسأل الله أن يجعل فيها الشفاء لمرضى المسلمين.

• القُسط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) [رواه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذا العود الهندي فإنَّ فيه سبعة أشفية :يُستَعَطُ به من العذرة، ويلدُّ به من ذات الجَنب) [رواه البخاري].
قال ابن القيم رحمه الله: "القسط نوعان؛ أحدهما الأبيض الذي يقال له: البحري. والآخر الهندي، وهو أشدهما حرا، والأبيض ألينهما، ومنافعهما كثيرة جدا، وهما حاران يابسان في الثالثة، ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما، ومن حمى الدور والربع، وقطعا وجع الجنب، ونفعا من السموم، وإذا طلي به الوجه معجونا بالماء والعسل، قلع الكلف" [زاد المعاد].

فالقسط البحري يقوي الجسم ويزيد مناعته ضد الأمراض، فهو يحتوي على مضادات حيوية تقوم بمقاومة مسببات الزكام والتهابات الحلق وأمراض الجهاز التنفسي، وكذلك هو مقاوم للسموم مقوٍ للكبد.

• الحبة السوداء
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن هذه الحَبَّة السوداء شفاء من كلِّ داء، إلا من السَّام) [رواه البخاري].

وهذا النص النبوي عام في أن الحبة السوداء شفاء من كل داء وهذا يغنينا عن البحث، ولكن للفائدة نذكر أن كثيرا من الدراسات الطبية أشارت إلى فوائد الحبة السوداء، فقد كشفت بعض الدراسات أن الحبة السوداء تحتوي مادة كيميائية مضادة للأكسدة التي تتسبب بأمراض خطيرة، وبهذا تكون الحبة السوداء مضادا حيويا تقوي مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة والالتهابات التي تصيب أجهزة الجسم، وكذلك لها تأثير على صحة الكبد والبنكرياس والدم ولها فعالية في تخفيف التحسس المزمن الذي يصيب الأنف والحلق والجهاز التنفسي عموما، وتدخل في خلطات عشبية كثيرة تساهم في علاجات متنوعة ولها تأثير واضح، لذلك استخدمت منذ أزمنة بعيدة.

• زيت الزيتون
قال الله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور: 35].

عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كلوا الزيت وادَّهِنوا به فإنه من شجرة مباركة) [رواه الترمذي وأحمد وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم: "الزيت حار رطب في الأولى، وغَلِطَ من قال: يابس، والزيت بحسب زيتونه، فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده، ومن الفج فيه برودة ويبوسة، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال، وينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود، والعتيق منه أشد تسخينا وتحليلا، وما استخرج منه بالماء، فهو أقل حرارة، وألطف وأبلغ في النفع، وجميع أصنافه ملينة للبشرة، وتبطئ الشيب، وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار، ويشد اللثة، وورقه ينفع من الحمرة، والنملة، والقروح الوسخة، والشرى، ويمنع العرق، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا" [زاد المعاد].

وكذلك يحتوي زيت الزيتون على مواد تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض، فهو ليس كغيره من الزيوت، إذ إنه يحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وهو بهذا يحد من فعالية الأمراض الخطيرة على الجسم.

• التلبينة
عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تأمُرُ بالتَّلبين للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن) [رواه البخاري].

وعن عائشة أنها كانت تأمُرُ بالتلبينة وتقول: "هو البغيض النافع" [رواه البخاري].

والتلبينة حساء يُصنع من ملعقتين من مطحون الشعير بنخالته، يضاف لهما كوب من الماء، ثم يطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق. ويمكن أن تُحلَّى بالعسل. وسُمِّيت تلبينة تشبيهاً لها باللبن في بياضها ورقتها.

قال الإمام ابن القيم: "وهذا الغذاء هو النافع للعليل، وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيِّء، وإذا شئت أن تعرف فضل التلبينة، فاعرف فضل ماء الشعير، بل هي ماء الشعير لهم، فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحا، والتلبينة تطبخ منه مطحونا، وهي أنفع منه وأكثر تغذية" [زاد المعاد].

وعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عليكم بالبغيض النافع التلبينة، والذي نفسُ محمد بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار حتى يقضي على أحد طرفيه، إما موت أو حياة. [صحيح على شرط الشيخين].

• اللبن
روى الترمذي في الجامع، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، وإذا سُقيَ لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن).

وكان -صلى الله عليه وسلم- يشرب اللبن خالصا تارة، ومشوبا بالماء أخرى.

قال الإمام ابن القيم: "وفي شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارة -خالصا ومشوبا- نفع عظيم في حفظ الصحة، وترطيب البدن، وري الكبد، ولا سيما اللبن الذي ترعى دوابُّه الشيح والقيصوم والخزامى وما أشبهها، فإن لبنها غذاء مع الأغذية، وشراب مع الأشربة، ودواء مع الأدوية".

ويحتوي اللبن على جميع العناصر الغذائية الأساسية والضرورية للجسم، ففيه البروتين والمعادن وعلى رأسها الكالسيوم، ويحتوي على العديد من الفيتامينات المهمة في بناء وترميم الأنسجة التي تشمل العظام والأسنان، والمعززة في شفاء الجروح.

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لقد كان يأتي على محمد -صلى الله عليه وسلم- شهورا ما يختبز فيه، قلت: فما كان يأكل رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان لنا جيران من الأنصار، جزاهم الله خيرا، كانت لهم مناتج يهدون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اللبن" [المسالك في شرح موطأ مالك].

ولبن الإبل نافع لأمراض الكبد، والاستسقاء، كما جاء في حديث العرنيين، وكلما كانت المواشي ترعى من الأعشاب البرية كان التداوي بها أفضل كما جاء في حديث شفاء عرق النسا، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية، تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق، كل يوم جزء) [رواه ابن ماجه والحاكم، ورواه أحمد بلفظ آخر].

قال الإمام ابن القيم: "وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها؛ لأنها ترعى أعشاب البر الحارة كالشيح، والقيصوم، ونحوهما، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها، ويكسبها مزاجا ألطف منها، ولا سيما الألية، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم، ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن" [زاد المعاد].

• الفاكهة
إن من أكبر أسباب حفظ الصحة والوقاية من الأمراض أكل الفاكهة الطازجة. قال الإمام ابن القيم: "وكان -صلى الله عليه وسلم- يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها، ولا يحتمي عنها، وهذا أيضا من أكبر أسباب حفظ الصحة، فإن الله -سبحانه- بحكمته جعل في كل بلدة من الفاكهة ما ينتفع بها أهلها في وقته، فيكون تناوله من أسباب صحتهم وعافيتهم، ويُغني عن كثير من الأدوية، وقلَّ من احتمى عن فاكهة بلده خشية السقم إلا وهو من أسقم الناس جسما، وأبعدهم من الصحة والقوة" [زاد المعاد].
 

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ
...المزيد

أدوية وعلاجات من مشكاة النبوة الحمد لله الذي أنزل لكل داء دواء، وصلى الله على من بعثه للناس ...

أدوية وعلاجات من مشكاة النبوة


الحمد لله الذي أنزل لكل داء دواء، وصلى الله على من بعثه للناس بالخير كله، أما بعد...

فهذه جملة من الأدوية والعلاجات التي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، نسأل الله أن يجعل فيها الشفاء لمرضى المسلمين.

• القُسط
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) [رواه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذا العود الهندي فإنَّ فيه سبعة أشفية :يُستَعَطُ به من العذرة، ويلدُّ به من ذات الجَنب) [رواه البخاري].
قال ابن القيم رحمه الله: "القسط نوعان؛ أحدهما الأبيض الذي يقال له: البحري. والآخر الهندي، وهو أشدهما حرا، والأبيض ألينهما، ومنافعهما كثيرة جدا، وهما حاران يابسان في الثالثة، ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما، ومن حمى الدور والربع، وقطعا وجع الجنب، ونفعا من السموم، وإذا طلي به الوجه معجونا بالماء والعسل، قلع الكلف" [زاد المعاد].

فالقسط البحري يقوي الجسم ويزيد مناعته ضد الأمراض، فهو يحتوي على مضادات حيوية تقوم بمقاومة مسببات الزكام والتهابات الحلق وأمراض الجهاز التنفسي، وكذلك هو مقاوم للسموم مقوٍ للكبد.

• الحبة السوداء
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن هذه الحَبَّة السوداء شفاء من كلِّ داء، إلا من السَّام) [رواه البخاري].

وهذا النص النبوي عام في أن الحبة السوداء شفاء من كل داء وهذا يغنينا عن البحث، ولكن للفائدة نذكر أن كثيرا من الدراسات الطبية أشارت إلى فوائد الحبة السوداء، فقد كشفت بعض الدراسات أن الحبة السوداء تحتوي مادة كيميائية مضادة للأكسدة التي تتسبب بأمراض خطيرة، وبهذا تكون الحبة السوداء مضادا حيويا تقوي مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة والالتهابات التي تصيب أجهزة الجسم، وكذلك لها تأثير على صحة الكبد والبنكرياس والدم ولها فعالية في تخفيف التحسس المزمن الذي يصيب الأنف والحلق والجهاز التنفسي عموما، وتدخل في خلطات عشبية كثيرة تساهم في علاجات متنوعة ولها تأثير واضح، لذلك استخدمت منذ أزمنة بعيدة.

• زيت الزيتون
قال الله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور: 35].

عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كلوا الزيت وادَّهِنوا به فإنه من شجرة مباركة) [رواه الترمذي وأحمد وغيرهما].

قال الإمام ابن القيم: "الزيت حار رطب في الأولى، وغَلِطَ من قال: يابس، والزيت بحسب زيتونه، فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده، ومن الفج فيه برودة ويبوسة، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال، وينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود، والعتيق منه أشد تسخينا وتحليلا، وما استخرج منه بالماء، فهو أقل حرارة، وألطف وأبلغ في النفع، وجميع أصنافه ملينة للبشرة، وتبطئ الشيب، وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار، ويشد اللثة، وورقه ينفع من الحمرة، والنملة، والقروح الوسخة، والشرى، ويمنع العرق، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا" [زاد المعاد].

وكذلك يحتوي زيت الزيتون على مواد تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض، فهو ليس كغيره من الزيوت، إذ إنه يحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وهو بهذا يحد من فعالية الأمراض الخطيرة على الجسم.

• التلبينة
عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تأمُرُ بالتَّلبين للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن) [رواه البخاري].

وعن عائشة أنها كانت تأمُرُ بالتلبينة وتقول: "هو البغيض النافع" [رواه البخاري].

والتلبينة حساء يُصنع من ملعقتين من مطحون الشعير بنخالته، يضاف لهما كوب من الماء، ثم يطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق. ويمكن أن تُحلَّى بالعسل. وسُمِّيت تلبينة تشبيهاً لها باللبن في بياضها ورقتها.

قال الإمام ابن القيم: "وهذا الغذاء هو النافع للعليل، وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيِّء، وإذا شئت أن تعرف فضل التلبينة، فاعرف فضل ماء الشعير، بل هي ماء الشعير لهم، فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يطبخ صحاحا، والتلبينة تطبخ منه مطحونا، وهي أنفع منه وأكثر تغذية" [زاد المعاد].

وعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عليكم بالبغيض النافع التلبينة، والذي نفسُ محمد بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البرمة على النار حتى يقضي على أحد طرفيه، إما موت أو حياة. [صحيح على شرط الشيخين].

• اللبن
روى الترمذي في الجامع، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، وإذا سُقيَ لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن).

وكان -صلى الله عليه وسلم- يشرب اللبن خالصا تارة، ومشوبا بالماء أخرى.

قال الإمام ابن القيم: "وفي شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارة -خالصا ومشوبا- نفع عظيم في حفظ الصحة، وترطيب البدن، وري الكبد، ولا سيما اللبن الذي ترعى دوابُّه الشيح والقيصوم والخزامى وما أشبهها، فإن لبنها غذاء مع الأغذية، وشراب مع الأشربة، ودواء مع الأدوية".

ويحتوي اللبن على جميع العناصر الغذائية الأساسية والضرورية للجسم، ففيه البروتين والمعادن وعلى رأسها الكالسيوم، ويحتوي على العديد من الفيتامينات المهمة في بناء وترميم الأنسجة التي تشمل العظام والأسنان، والمعززة في شفاء الجروح.

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لقد كان يأتي على محمد -صلى الله عليه وسلم- شهورا ما يختبز فيه، قلت: فما كان يأكل رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان لنا جيران من الأنصار، جزاهم الله خيرا، كانت لهم مناتج يهدون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اللبن" [المسالك في شرح موطأ مالك].

ولبن الإبل نافع لأمراض الكبد، والاستسقاء، كما جاء في حديث العرنيين، وكلما كانت المواشي ترعى من الأعشاب البرية كان التداوي بها أفضل كما جاء في حديث شفاء عرق النسا، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية، تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق، كل يوم جزء) [رواه ابن ماجه والحاكم، ورواه أحمد بلفظ آخر].

قال الإمام ابن القيم: "وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها؛ لأنها ترعى أعشاب البر الحارة كالشيح، والقيصوم، ونحوهما، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذيه بها، ويكسبها مزاجا ألطف منها، ولا سيما الألية، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم، ولكن الخاصية التي في الألية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن" [زاد المعاد].

• الفاكهة
إن من أكبر أسباب حفظ الصحة والوقاية من الأمراض أكل الفاكهة الطازجة. قال الإمام ابن القيم: "وكان -صلى الله عليه وسلم- يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها، ولا يحتمي عنها، وهذا أيضا من أكبر أسباب حفظ الصحة، فإن الله -سبحانه- بحكمته جعل في كل بلدة من الفاكهة ما ينتفع بها أهلها في وقته، فيكون تناوله من أسباب صحتهم وعافيتهم، ويُغني عن كثير من الأدوية، وقلَّ من احتمى عن فاكهة بلده خشية السقم إلا وهو من أسقم الناس جسما، وأبعدهم من الصحة والقوة" [زاد المعاد].
 

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية صحيفة النبأ - العدد 96 الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ الافتتاحية: معارك بادية ...

الدولة الإسلامية صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ

الافتتاحية:

معارك بادية الشام
ملحمة جديدة من ملاحم الموحدين


من جديد، يسعى الجيش النصيري المتهالك إلى إثبات أنه ما زال قادرا على القتال، وتحقيق الانتصارات، مستشهدا على ذلك بتمكُّن مجموعة من قواته من عبور الصحراء والدخول إلى قواته المحاصرة في مدينة الخير، غير مبالٍ بالثمن الباهظ الذي دفعه لقاء هذه الصورة الاستعراضية، من قتل للمئات من جنوده، وسحق لكتائبه المدرعة، وإبادة لميليشياته المتعددة، في أطراف ولاية الخير الغربية والجنوبية.

لقد أثبتت الصولات الأخيرة لجنود الخلافة في ريف الرقة الجنوبي أن أي تقدم يحققه الجيش النصيري تحت الغطاء الكثيف من الطيران الصليبي الروسي هو تقدم هش، سهلٌ كسرُه، إذ رأينا كيف استعاد العشرات من المجاهدين الأبطال عدة قرى من يد النصيرية، وقتلوا أكثر من 200 من جنودهم واغتنموا كميات كبيرة من أسلحتهم، في صولة واحدة استغرقت يوما أو يومين، وهكذا حاله في كل مكان يتمكن من التقدم فيه.

وقد رأينا من قبل حاله في تدمر، إذ سيطر على المدينة بعد سنة من المعارك الطاحنة في منطقة الدوة والجبال الواقعة غرب المدينة، ثم مكّن الله -تعالى- جنود الدولة الإسلامية من استعادة المدينة في هجوم سريع، فهرب المئات من جنود الجيش النصيري وحلفائه من الروافض المشركين والروس الصليبيين من المدينة لا يلوون على شيء، تاركين وراءهم أكداسا من السلاح والعتاد، والعشرات من الدبابات والمدرعات والآليات التي أخذها المجاهدون غنيمة باردة منَّ الله بها عليهم دون كبير عناء، ثم استمروا في مطاردتهم حتى باتوا على أبواب مطار الـ T4، وكاد أن يقع أيضا غنيمة بيد المجاهدين، لولا أن قدَّر الله -تعالى- انشغال جيش الخلافة بجبهات أخرى، منعتهم من تعزيز الهجوم وصولا إلى عمق مناطق النظام النصيري في حمص وريف دمشق.

إن النظام النصيري يعلم قبل غيره حالة جيشه المنهك، ولا أدَلَّ على علمه بذلك من زجه خيرة قواته كالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في المعارك بزخم كبير، بالرغم من أنه لم يعد يملك من القوات النظامية غيرها تقريبا، في ظل تفكك جيشه وتحوله إلى حالة هي أقرب للعصابات المسلحة منها إلى الجيوش التقليدية، وكذلك اعتماده الكبير على القوات الروسية التي صارت تشارك بفعالية في المعارك الأرضية سعيا لتقوية الجيش المهلهل، والحرس الثوري الإيراني الذي تلقى ضربات موجعة من المجاهدين في حميمة ووادي الوعر وغيرها من مناطق بادية الشام الفسيحة.

إن على جنود الخلافة اليوم أن يبذلوا قصارى جهدهم في إنهاك الجيش النصيري، وتدمير قواته المنتشرة على مد الصحراء، فهو أضعف من أن يتحمل حربا بقسوة حروب الصحراء التي عجزت جيوش كبرى عن تحمل خسائرها، وكثرة المفاجآت فيها، وعليهم في الوقت نفسه أن يجعلوا أسلحة عدوهم وعتاده نصب أعينهم، فهي مصادر تمويلهم وإمدادهم الأساسية، وكلما سلبوها منه أكثر، أجبروه على جلب المزيد منها إلى ساحة المعركة ليغتنمها المجاهدون من جديد، وهكذا... في دوامة من الاستنزاف لا تنتهي -بإذن الله- إلا بإسقاطه.

ومن المهم للغاية أن يحرصوا على البحث والتنقيب عن مواقع انتشار الجنود الروس الصليبيين، والروافض الإيرانيين، ويضربوهم بكل ما أوتوا من قوة، ويبذلوا الجهد لأسرهم أو قتلهم، فهم أثمن من غيرهم بكل المقاييس، وخسارتهم باهظة التكاليف على النظام النصيري، وتشكل له حرجا كبيرا أمام حلفائه، خاصة إن شعر هؤلاء أنهم يتحولون شيئا فشيئا إلى قوات مواجهة واشتباك، بدل كونهم مستشارين، وقوات دعم ومساندة كما يزعم قادتهم.

إن بادية الشام ستشهد خلال الشهور القادمة ملاحم كبيرة بين الموحدين والمشركين، أبطالها أسود الصحراء من جنود الدولة الإسلامية، وستكون نتائج معاركها حاسمة بالنسبة إلى الحرب في الشام عامة، بإذن الله، ومن يكتب الله له الحياة ويثبته فسيرى خيرا كثيرا، ومن يكتب له القتل في سبيله فقد فاز فوزا عظيما، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6].
...المزيد

الدولة الإسلامية صحيفة النبأ - العدد 96 الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ الافتتاحية: معارك بادية ...

الدولة الإسلامية صحيفة النبأ - العدد 96
الخميس 16 ذو الحجة 1438 ه‍ـ

الافتتاحية:

معارك بادية الشام
ملحمة جديدة من ملاحم الموحدين


من جديد، يسعى الجيش النصيري المتهالك إلى إثبات أنه ما زال قادرا على القتال، وتحقيق الانتصارات، مستشهدا على ذلك بتمكُّن مجموعة من قواته من عبور الصحراء والدخول إلى قواته المحاصرة في مدينة الخير، غير مبالٍ بالثمن الباهظ الذي دفعه لقاء هذه الصورة الاستعراضية، من قتل للمئات من جنوده، وسحق لكتائبه المدرعة، وإبادة لميليشياته المتعددة، في أطراف ولاية الخير الغربية والجنوبية.

لقد أثبتت الصولات الأخيرة لجنود الخلافة في ريف الرقة الجنوبي أن أي تقدم يحققه الجيش النصيري تحت الغطاء الكثيف من الطيران الصليبي الروسي هو تقدم هش، سهلٌ كسرُه، إذ رأينا كيف استعاد العشرات من المجاهدين الأبطال عدة قرى من يد النصيرية، وقتلوا أكثر من 200 من جنودهم واغتنموا كميات كبيرة من أسلحتهم، في صولة واحدة استغرقت يوما أو يومين، وهكذا حاله في كل مكان يتمكن من التقدم فيه.

وقد رأينا من قبل حاله في تدمر، إذ سيطر على المدينة بعد سنة من المعارك الطاحنة في منطقة الدوة والجبال الواقعة غرب المدينة، ثم مكّن الله -تعالى- جنود الدولة الإسلامية من استعادة المدينة في هجوم سريع، فهرب المئات من جنود الجيش النصيري وحلفائه من الروافض المشركين والروس الصليبيين من المدينة لا يلوون على شيء، تاركين وراءهم أكداسا من السلاح والعتاد، والعشرات من الدبابات والمدرعات والآليات التي أخذها المجاهدون غنيمة باردة منَّ الله بها عليهم دون كبير عناء، ثم استمروا في مطاردتهم حتى باتوا على أبواب مطار الـ T4، وكاد أن يقع أيضا غنيمة بيد المجاهدين، لولا أن قدَّر الله -تعالى- انشغال جيش الخلافة بجبهات أخرى، منعتهم من تعزيز الهجوم وصولا إلى عمق مناطق النظام النصيري في حمص وريف دمشق.

إن النظام النصيري يعلم قبل غيره حالة جيشه المنهك، ولا أدَلَّ على علمه بذلك من زجه خيرة قواته كالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في المعارك بزخم كبير، بالرغم من أنه لم يعد يملك من القوات النظامية غيرها تقريبا، في ظل تفكك جيشه وتحوله إلى حالة هي أقرب للعصابات المسلحة منها إلى الجيوش التقليدية، وكذلك اعتماده الكبير على القوات الروسية التي صارت تشارك بفعالية في المعارك الأرضية سعيا لتقوية الجيش المهلهل، والحرس الثوري الإيراني الذي تلقى ضربات موجعة من المجاهدين في حميمة ووادي الوعر وغيرها من مناطق بادية الشام الفسيحة.

إن على جنود الخلافة اليوم أن يبذلوا قصارى جهدهم في إنهاك الجيش النصيري، وتدمير قواته المنتشرة على مد الصحراء، فهو أضعف من أن يتحمل حربا بقسوة حروب الصحراء التي عجزت جيوش كبرى عن تحمل خسائرها، وكثرة المفاجآت فيها، وعليهم في الوقت نفسه أن يجعلوا أسلحة عدوهم وعتاده نصب أعينهم، فهي مصادر تمويلهم وإمدادهم الأساسية، وكلما سلبوها منه أكثر، أجبروه على جلب المزيد منها إلى ساحة المعركة ليغتنمها المجاهدون من جديد، وهكذا... في دوامة من الاستنزاف لا تنتهي -بإذن الله- إلا بإسقاطه.

ومن المهم للغاية أن يحرصوا على البحث والتنقيب عن مواقع انتشار الجنود الروس الصليبيين، والروافض الإيرانيين، ويضربوهم بكل ما أوتوا من قوة، ويبذلوا الجهد لأسرهم أو قتلهم، فهم أثمن من غيرهم بكل المقاييس، وخسارتهم باهظة التكاليف على النظام النصيري، وتشكل له حرجا كبيرا أمام حلفائه، خاصة إن شعر هؤلاء أنهم يتحولون شيئا فشيئا إلى قوات مواجهة واشتباك، بدل كونهم مستشارين، وقوات دعم ومساندة كما يزعم قادتهم.

إن بادية الشام ستشهد خلال الشهور القادمة ملاحم كبيرة بين الموحدين والمشركين، أبطالها أسود الصحراء من جنود الدولة الإسلامية، وستكون نتائج معاركها حاسمة بالنسبة إلى الحرب في الشام عامة، بإذن الله، ومن يكتب الله له الحياة ويثبته فسيرى خيرا كثيرا، ومن يكتب له القتل في سبيله فقد فاز فوزا عظيما، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6].
...المزيد

اجتماع الطواغيت لقضية فلسطين • ما المنتظر من القمة العربية الطارئة بشأن الحرب على غزة؟ لم يكن ...

اجتماع الطواغيت لقضية فلسطين

• ما المنتظر من القمة العربية الطارئة بشأن الحرب على غزة؟

لم يكن الناس ينتظرون الكثير من اجتماع طواغيت بلدان المسلمين، الذي حصل قبل أيام، فقد تعودوا على أن يروهم يعيدون أهم عناوين الأخبار التي تتناول الأحداث المشابهة التي يجتمعون لأجلها ثم يختمون اجتماعهم ببيان ختامي يحمل نفس العبارات المملّة من الشجب والاستنكار والتنديد، والتي أصبحت محط سخرية الناس لخيبتها من جهة ولاستهلاكها بكثرة من جهة أخرى.

والحقيقة هي أن اجتماع هؤلاء الطواغيت جاء لأسباب داخلية وخارجية إعلامية وسياسية تتعلق بمصلحة كل طاغوت منهم، لا علاقة لأهل فلسطين به إلا من حيث ذكرهم في الكلمات الفارغة، وإلا فإن هؤلاء الطواغيت يعلمون جيدا أنهم أضعف من أن يقدموا شيئا على أرض الواقع يخالف ما يريد اليهود والنصارى.

* افتتاحية النبأ "قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ" 417
...المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً