الأحدث إضافة

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123 قصة شهيد: أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123
قصة شهيد:


أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى عن الدولة الإسلامية فرفض وقاتلهم

• سعد الإماراتي
بشَّر بالخلافة وكان من أوائل الملتحقين بصفوفها وقاتل الصليبيِّين والمرتدين تحت سلطانها

لم يكن "سعد الإماراتي" يعلم عندما غادر بلدته "لوجر" في صغره برفقة أهله أنه سيكون يوما ما الأمير العسكري لمدينة "ننجرهار" تحت سلطان الخلافة، وأنه سيكون من أوائل المبايعين لخليفة المسلمين في خراسان، والساعين لامتداد نفوذها هناك.

ولم يكن يعلم كذلك بأن كثيرا من الذين يحملون البنادق في بلاده، ويرتدون الجعب، ويطلقون اللحى والشعور، سيرتَدُّون عن دينهم ويقاتلون لصالح قوى صليبية كافرة أو مرتدة عميلة.

وهو الذي عاين في صغره اندحار الصليبيِّين الروس عن بلاده وأدرك بفعل ذلك أن الجهاد في سبيل الله عز ليس بعده ذل، وأنه لا بد لذلك الجهاد أن يكون على علم وبصيرة، وتحت راية التوحيد لتطبيق شرع رب العالمين، وتأكد كذلك وهو في السنوات الأولى من حياته، أن لا خيار أمام المسلم غير القيام بفرض دفع الصائل عن دينه وأهله وعرضه.

لم يتوقع عبد الهادي الملقب بـ "سعد الإماراتي" أنه سيخوض أشرس حروبه يوما ما مع أبناء جلدته من المرتدين، وأنه سيُقتل على أيديهم، بعد أن شهدت له جبال خراسان بصولاته ضد الصليبيِّين الأمريكيِّين والطالبان المرتدين، والحكومتين العميلتين الأفغانية والباكستانية.


• تشرب الجهاد وأحب أهله:

ترعرع في مخيم "باغبانان" في بيشاور بعد أن وصل إليه مع أسرته بسبب التهجير الذي تعرضوا له قبل 30 عاما، بعد دخول القوات الروسية الصليبية بلدته، تلقى في مدارسها علومه، إضافة إلى اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب، فكان على إلمام جيد بهما.

تشرب الجهاد منذ صغره وأحب أهله، وأدرك أنه لا بد من علم ينير طريق المجاهد، وأيقن بأن القتال تحت راية التوحيد هو الجهاد وما دونه مضيعة للدين وللوقت والجهد، وإهدار للطاقات، وتفريط بالأرواح.

وما إن اكتمل نضوج الشاب اليافع حتى أعلن الصليبيون الأمريكيون عن حملتهم على بلاده، فقام في سبيل الله قومة الأسود، ليساهم في تحكيم شرع الله في الأرض ودحر الغزاة عنها، وكانت أولى غزواته ضد الصليبيِّين في منطقة "كنر" الأفغانية تحت إمرة القاري إسماعيل، الذي كان من المطلوبين الأوائل لدى الأمريكان.


• عملية إنزال فاشلة:

ومن شدة تنكيل سعد وأميره ومجموعاتهما المجاهدة بالصليبيِّين وأعوانهم، نفَّذت عليهم القوات الصليبية الكافرة عملية إنزال دامية لكن الله عصمهما آنذاك، دُمِّرت على إثرها مروحية للكفار وقُتل عدد كبير منهم.

بعد ذلك هاجر البطلان إلى باكستان، حيث قُتل أميره قاري إسماعيل في عملية مداهمة للجيش الباكستاني المرتد في "بيشاور"، وبفعل التضييق والملاحقة هاجر عبد الهادي إلى "ميرانشاه" في وزيرستان.

لم يكن بطلنا ليحصر جهاده في الحدود التي رسمها الصليبيون، ولم يقصر جهاده على قتال الصليبيين وعلى الحكومة الأفغانية العميلة المرتدة، بل كان يقاتل كذلك الحكومة الباكستانية المرتدة، وكان من ذلك أن أُسر في منطقة "مهمند" شمال غربي باكستان، ومكث في السجن مدة، وبعد خروجه عاود هجماته الدامية على الصليبيِّين والمرتدين في باكستان وأفغانستان.


• طلب خبيث من المرتدين وعمالة:

ولما استحكمت شبكة الاستخبارات الباكستانية على حركة "الطالبان" وعلى شبكة "حقاني" طلبوا من عبد الهادي أن يحصر جهاده وعملياته ضد الحكومة الأفغانية فقط، ولكن عبد الهادي كان قد عرف قبل ذلك خُبث عقائد الطالبان ومكائدهم، فلم يُلق لطلبهم بالا، واستمر في العمليات ضد المرتدين في باكستان وأفغانستان، وكان مع عبد الهادي رجال صادقون مخلصون أصحاب عقيدة، وإثر ذلك أعلنت حركة طالبان المرتدة أن عبد الهادي باغٍ على الحركة، لعدم حصر عملياته حيث تريد الاستخبارات الباكستانية.

إلا أن سعد الإماراتي لم يلقِ لإعلان الطالبان بالا، ولا حسب لهم حسابا، فبدأت ضرباته النوعية -هو ومن بقي معه من إخوانه الصادقين- على الاستخبارات في منطقة "لوغر" الأفغانية، وعلى الاستخبارات الباكستانية المرتدة، ما دفع الأخيرة لمحاولة اغتياله أكثر من مرة، إلا أن الله -تعالى- عصمه منهم.


• أول من بشَّر بالخلافة:

أحب سعد إخوانه المجاهدين في العراق من أول ظهور لهم، وأحب رايتهم، بعد أن سمع كلمات قاداتهم وشاهد إصداراتهم وعملياتهم، وتأكد أنهم أصحاب عقيدة ومنهج، فكان من شدة حبه لهم أنه كان دائما يصحب معه راية "العقاب"، ولما أُعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، أدرك أن بعد هذا الإعلان أمر عظيم ألا وهو الخلافة، فبشَّر عبد الهادي الأمة والمجاهدين من حوله، وذلك موثق بإصدار يحمل اسم (قافلة الحق، العدد الثالث).

كان سعد الإماراتي من قديم الأيام يتفقد أخبار إخوانه المجاهدين في العراق والشام، لصحة عقيدتهم وسلامة منهجهم، وكان يعتبر نفسه أحد الفرسان في ركبهم.

ولما أُعلنت الخلافة تحققت أمنيته وأصبح حلمه واقعا، فاجتمع بإخوانه الصادقين كالشيخ مقبول، والشيخ حافظ سعيد خان، والشيخ أبي يزيد، وغيرهم من الصادقين وشكلوا النواة الأولى للخلافة في خراسان، وأرسلوا بيعتهم لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي -حفظه الله- الذي قبلها منهم.


• رفضٌ لابتزاز المرتدين:

وبعد إعلان ولاية خراسان أمَّره إخوانه على منطقتي "لوجر" و"بكتيا"، ولما وصل لمنطقة عمله استقبله الناس هناك أحرَّ استقبال مما جعل مرتدي حركة طالبان في تخبط كبير، ومن أجل ذلك أرسلوا ثلاثة من كبار أعضاء شورى "كويتَّه" إلى عبد الهادي ووعدوه بأن يجعلوه أميرا على كابول من قبل الحركة إن تخلى عن الدولة الاسلامية، ولما رفض عبد الهادي بشدةٍ طلبهم، طلبوا منه أن يعتزل القتال ولا ينضمّ إلى جيش الخلافة في خراسان، فطالب بالأدلة الشرعية على مطلبهم، غير أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولم يكن أمامهم إلا أن عادوا أدراجهم إلى "كويتَّه" خائبين خاسئين.

ولما هاجم الصليبيون والطالبان المرتدون مناطق سلطان الخلافة في "ننجرهار"، استنفره إخوانه لصد حملتهم، فما كان منه إلا أن استجاب ولبَّى النداء.

وبعد وصوله اتجه إلى منطقة "عدل خيل" فدارت بينه وبين المرتدين والصليبيِّين معارك دامية، وكان وقتها أميرا للحرب هناك، كما خاض جيش الخلافة تحت إمرته ضد الطالبان المرتدين معارك عديدة.


• في الصفوف الأولى:

وفي عام 1437 هـ خاض معارك شديدة ضد الحكومة الأفغانية في منطقة "كوت"، وبعد السيطرة على عدة نقاط للجيش الأفغاني هو وإخوانه، واجه قوة عاتية للجيش المرتد بمساندة قصف شديد من طائرات الصليبيين، بهدف استعادة السيطرة على ما استلبه منهم جيش الخلافة بقيادته، ومع شدة الحملة الشرسة والقصف العنيف كان عبد الهادي يرص الصفوف، ويرشد إخوانه لأنجع الأساليب في إيقاع القتل بالكفار والمرتدين، وكان لذلك أثر كبير على الجنود، إذ كانوا يرون أميرهم البطل بينهم في صفوف القتال الأولى.

وفي اليوم الثالث عشر بعد عيد الفطر لعام 1437 هـ كان القدر بانتظار أخينا وبطلنا عبد الهادي "سعد الإماراتي بن حاجي محمود"، بعدما ناهز عمره 33 عاما، قضى جلها مجاهدا في سبيل الله، حيث أصابه أحد المرتدين بطلق ناري بعد وضوئه لصلاة العصر قتل على إثره، فتقبله الله في الشهداء المخلصين، كما نحسبه والله حسيبه، وأعلى له الدرجات في الجنة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123 قصة شهيد: أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 123
قصة شهيد:


أغراه المرتدون في خراسان بالمناصب إن تخلى عن الدولة الإسلامية فرفض وقاتلهم

• سعد الإماراتي
بشَّر بالخلافة وكان من أوائل الملتحقين بصفوفها وقاتل الصليبيِّين والمرتدين تحت سلطانها

لم يكن "سعد الإماراتي" يعلم عندما غادر بلدته "لوجر" في صغره برفقة أهله أنه سيكون يوما ما الأمير العسكري لمدينة "ننجرهار" تحت سلطان الخلافة، وأنه سيكون من أوائل المبايعين لخليفة المسلمين في خراسان، والساعين لامتداد نفوذها هناك.

ولم يكن يعلم كذلك بأن كثيرا من الذين يحملون البنادق في بلاده، ويرتدون الجعب، ويطلقون اللحى والشعور، سيرتَدُّون عن دينهم ويقاتلون لصالح قوى صليبية كافرة أو مرتدة عميلة.

وهو الذي عاين في صغره اندحار الصليبيِّين الروس عن بلاده وأدرك بفعل ذلك أن الجهاد في سبيل الله عز ليس بعده ذل، وأنه لا بد لذلك الجهاد أن يكون على علم وبصيرة، وتحت راية التوحيد لتطبيق شرع رب العالمين، وتأكد كذلك وهو في السنوات الأولى من حياته، أن لا خيار أمام المسلم غير القيام بفرض دفع الصائل عن دينه وأهله وعرضه.

لم يتوقع عبد الهادي الملقب بـ "سعد الإماراتي" أنه سيخوض أشرس حروبه يوما ما مع أبناء جلدته من المرتدين، وأنه سيُقتل على أيديهم، بعد أن شهدت له جبال خراسان بصولاته ضد الصليبيِّين الأمريكيِّين والطالبان المرتدين، والحكومتين العميلتين الأفغانية والباكستانية.


• تشرب الجهاد وأحب أهله:

ترعرع في مخيم "باغبانان" في بيشاور بعد أن وصل إليه مع أسرته بسبب التهجير الذي تعرضوا له قبل 30 عاما، بعد دخول القوات الروسية الصليبية بلدته، تلقى في مدارسها علومه، إضافة إلى اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب، فكان على إلمام جيد بهما.

تشرب الجهاد منذ صغره وأحب أهله، وأدرك أنه لا بد من علم ينير طريق المجاهد، وأيقن بأن القتال تحت راية التوحيد هو الجهاد وما دونه مضيعة للدين وللوقت والجهد، وإهدار للطاقات، وتفريط بالأرواح.

وما إن اكتمل نضوج الشاب اليافع حتى أعلن الصليبيون الأمريكيون عن حملتهم على بلاده، فقام في سبيل الله قومة الأسود، ليساهم في تحكيم شرع الله في الأرض ودحر الغزاة عنها، وكانت أولى غزواته ضد الصليبيِّين في منطقة "كنر" الأفغانية تحت إمرة القاري إسماعيل، الذي كان من المطلوبين الأوائل لدى الأمريكان.


• عملية إنزال فاشلة:

ومن شدة تنكيل سعد وأميره ومجموعاتهما المجاهدة بالصليبيِّين وأعوانهم، نفَّذت عليهم القوات الصليبية الكافرة عملية إنزال دامية لكن الله عصمهما آنذاك، دُمِّرت على إثرها مروحية للكفار وقُتل عدد كبير منهم.

بعد ذلك هاجر البطلان إلى باكستان، حيث قُتل أميره قاري إسماعيل في عملية مداهمة للجيش الباكستاني المرتد في "بيشاور"، وبفعل التضييق والملاحقة هاجر عبد الهادي إلى "ميرانشاه" في وزيرستان.

لم يكن بطلنا ليحصر جهاده في الحدود التي رسمها الصليبيون، ولم يقصر جهاده على قتال الصليبيين وعلى الحكومة الأفغانية العميلة المرتدة، بل كان يقاتل كذلك الحكومة الباكستانية المرتدة، وكان من ذلك أن أُسر في منطقة "مهمند" شمال غربي باكستان، ومكث في السجن مدة، وبعد خروجه عاود هجماته الدامية على الصليبيِّين والمرتدين في باكستان وأفغانستان.


• طلب خبيث من المرتدين وعمالة:

ولما استحكمت شبكة الاستخبارات الباكستانية على حركة "الطالبان" وعلى شبكة "حقاني" طلبوا من عبد الهادي أن يحصر جهاده وعملياته ضد الحكومة الأفغانية فقط، ولكن عبد الهادي كان قد عرف قبل ذلك خُبث عقائد الطالبان ومكائدهم، فلم يُلق لطلبهم بالا، واستمر في العمليات ضد المرتدين في باكستان وأفغانستان، وكان مع عبد الهادي رجال صادقون مخلصون أصحاب عقيدة، وإثر ذلك أعلنت حركة طالبان المرتدة أن عبد الهادي باغٍ على الحركة، لعدم حصر عملياته حيث تريد الاستخبارات الباكستانية.

إلا أن سعد الإماراتي لم يلقِ لإعلان الطالبان بالا، ولا حسب لهم حسابا، فبدأت ضرباته النوعية -هو ومن بقي معه من إخوانه الصادقين- على الاستخبارات في منطقة "لوغر" الأفغانية، وعلى الاستخبارات الباكستانية المرتدة، ما دفع الأخيرة لمحاولة اغتياله أكثر من مرة، إلا أن الله -تعالى- عصمه منهم.


• أول من بشَّر بالخلافة:

أحب سعد إخوانه المجاهدين في العراق من أول ظهور لهم، وأحب رايتهم، بعد أن سمع كلمات قاداتهم وشاهد إصداراتهم وعملياتهم، وتأكد أنهم أصحاب عقيدة ومنهج، فكان من شدة حبه لهم أنه كان دائما يصحب معه راية "العقاب"، ولما أُعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام، أدرك أن بعد هذا الإعلان أمر عظيم ألا وهو الخلافة، فبشَّر عبد الهادي الأمة والمجاهدين من حوله، وذلك موثق بإصدار يحمل اسم (قافلة الحق، العدد الثالث).

كان سعد الإماراتي من قديم الأيام يتفقد أخبار إخوانه المجاهدين في العراق والشام، لصحة عقيدتهم وسلامة منهجهم، وكان يعتبر نفسه أحد الفرسان في ركبهم.

ولما أُعلنت الخلافة تحققت أمنيته وأصبح حلمه واقعا، فاجتمع بإخوانه الصادقين كالشيخ مقبول، والشيخ حافظ سعيد خان، والشيخ أبي يزيد، وغيرهم من الصادقين وشكلوا النواة الأولى للخلافة في خراسان، وأرسلوا بيعتهم لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي -حفظه الله- الذي قبلها منهم.


• رفضٌ لابتزاز المرتدين:

وبعد إعلان ولاية خراسان أمَّره إخوانه على منطقتي "لوجر" و"بكتيا"، ولما وصل لمنطقة عمله استقبله الناس هناك أحرَّ استقبال مما جعل مرتدي حركة طالبان في تخبط كبير، ومن أجل ذلك أرسلوا ثلاثة من كبار أعضاء شورى "كويتَّه" إلى عبد الهادي ووعدوه بأن يجعلوه أميرا على كابول من قبل الحركة إن تخلى عن الدولة الاسلامية، ولما رفض عبد الهادي بشدةٍ طلبهم، طلبوا منه أن يعتزل القتال ولا ينضمّ إلى جيش الخلافة في خراسان، فطالب بالأدلة الشرعية على مطلبهم، غير أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولم يكن أمامهم إلا أن عادوا أدراجهم إلى "كويتَّه" خائبين خاسئين.

ولما هاجم الصليبيون والطالبان المرتدون مناطق سلطان الخلافة في "ننجرهار"، استنفره إخوانه لصد حملتهم، فما كان منه إلا أن استجاب ولبَّى النداء.

وبعد وصوله اتجه إلى منطقة "عدل خيل" فدارت بينه وبين المرتدين والصليبيِّين معارك دامية، وكان وقتها أميرا للحرب هناك، كما خاض جيش الخلافة تحت إمرته ضد الطالبان المرتدين معارك عديدة.


• في الصفوف الأولى:

وفي عام 1437 هـ خاض معارك شديدة ضد الحكومة الأفغانية في منطقة "كوت"، وبعد السيطرة على عدة نقاط للجيش الأفغاني هو وإخوانه، واجه قوة عاتية للجيش المرتد بمساندة قصف شديد من طائرات الصليبيين، بهدف استعادة السيطرة على ما استلبه منهم جيش الخلافة بقيادته، ومع شدة الحملة الشرسة والقصف العنيف كان عبد الهادي يرص الصفوف، ويرشد إخوانه لأنجع الأساليب في إيقاع القتل بالكفار والمرتدين، وكان لذلك أثر كبير على الجنود، إذ كانوا يرون أميرهم البطل بينهم في صفوف القتال الأولى.

وفي اليوم الثالث عشر بعد عيد الفطر لعام 1437 هـ كان القدر بانتظار أخينا وبطلنا عبد الهادي "سعد الإماراتي بن حاجي محمود"، بعدما ناهز عمره 33 عاما، قضى جلها مجاهدا في سبيل الله، حيث أصابه أحد المرتدين بطلق ناري بعد وضوئه لصلاة العصر قتل على إثره، فتقبله الله في الشهداء المخلصين، كما نحسبه والله حسيبه، وأعلى له الدرجات في الجنة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

سنرى رقم 17 من اخر يوسف اطلقني ام متزوج عاءشة نجس او لعله يتذكر الذي بروج ف سوق ويعطينا ...

سنرى رقم 17 من اخر يوسف اطلقني ام متزوج عاءشة نجس
او لعله يتذكر الذي بروج ف سوق ويعطينا ارقام

معركة الجسر (13 هـ) لم تكن معارك المسلمين مع الفرس في فتوح العراق بلا ثمن من دمائهم، فقدموا ...

معركة الجسر (13 هـ)

لم تكن معارك المسلمين مع الفرس في فتوح العراق بلا ثمن من دمائهم، فقدموا دماءهم وأشلاءهم لتكون كلمة الله هي العليا، تشهد على ذلك الملاحم التي خاضها الصحابة والمسلمون، ومنها موقعة الجسر الشهيرة التي ارتسمت فيها ملامح الثبات والتضحيات.

وقصة المعركة تبدأ بتولية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لأبي عبيد الثقفي -رحمه الله- قائدا لجيش المسلمين المتوجه إلى فارس، لأنه أول من تطوع للقتال بعد تثاقل الناس عنه، كرها لقتال أعظم دولة في ذلك الزمان، المعروفة ببطشها وقوتها.

وسار جيش المسلمين والتقى مع الفرس في عدة معارك كان النصر حليفه فيها، عندها أرسل ملك الفرس القائد (بهمن جاذويه) لقتال المسلمين، قال ابن كثير: "فأرسلوا: إما أن تعبروا إلينا وإما إن نعبر إليكم. فقال المسلمون لأميرهم أبي عبيد: مُرهم فليعبروا هم إلينا" [البداية والنهاية].

وبعد عبور المسلمين للنهر، لم تستطع خيل المسلمين مواجهة فيلة الأعداء وارتعبت منها، وكانت الفيلة هي سلاح الفُرس النوعي في ذلك الوقت، إلا أن أبا عبيد واجه هذه المعضلة حين أمر بقتل الفيلة.

قال ابن كثير: "وأمر أبو عبيد المسلمين أن يقتلوا الفيلة أولا، فاحتوشوها فقتلوها عن آخرها، وقد قدمت الفرس بين أيديهم فيلا عظيما أبيض، فتقدم إليه أبو عبيد فضربه بالسيف فقطع ذلومه فحمى الفيل، وصاح صيحة هائلة وحمل فتخبطه برجليه فقتله ووقف فوقه فحمل على الفيل خليفة أبي عبيد الذي كان أوصى أن يكون أميرا بعده فقتل، ثم آخر ثم آخر حتى قتل سبعة من ثقيف كان قد نص أبو عبيد عليهم واحدا بعد واحد، ثم صارت إلى المثنى بن حارثة بمقتضى الوصية أيضا".

ومما زاد الطين بلة أن أحد المسلمين قطع الجسر لئلا يفر المجاهدون، إلا أن النتيجة جاءت على الضد فقتل وغرق في النهر على إثر ذلك عدد كبير وصمد المثنى وجماعة من فرسان المسلمين حتى إصلاح الجسر.

ويكمل ابن كثير وصف المشهد فيقول: "وسار المثنى بن حارثة فوقف عند الجسر الذي جاءوا منه... فنادى المثنى، أيها الناس على هينتكم فإني واقف على فم الجسر لا أجوزه حتى لا يبقى منكم أحد ههنا... وقام يحرسهم هو وشجعان المسلمين، وقد جرح أكثرهم وأثخنوا".

وقضى من المسلمين في هذه المعركة أربعة آلاف بين قتيل وغريق، وهرب ألفان، وبقي ثلاثة آلاف، وقُتل من الفرس ستة آلاف، وأُخبر عمر -رضي الله عنه- عمَّن سار في البلاد من الهزيمة استحياء، فاشتد عليه وقال: "اللهم إن كل مسلم في حل مني، أنا فئة كل مسلم، يرحم الله أبا عبيد، لو كان انحاز إلي لكنت له فئة".


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 124
الخميس 5 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

وإذا نظرنا إلى تجربة الجهاز الأمني للدولة الإسلامية، فإنه قد تمكن -بفضل الله- خلال السنوات الماضية ...

وإذا نظرنا إلى تجربة الجهاز الأمني للدولة الإسلامية، فإنه قد تمكن -بفضل الله- خلال السنوات الماضية من شلِّ قدرة الخلايا الأمنية المعادية على تنفيذ أي هجمات داخل أراضي الدولة الإسلامية إلى حد كبير، ولذلك انحصر عملها بتقديم المعلومات وإرسالها إلى أجهزة المخابرات العالمية لتتولى التنفيذ عن طريق سلاح الجو الذي استهدف بكثافة كل الأهداف التي قدَّم الجواسيس المعلومات عنها، مستهدفين الإخوة بالقتل، ليأسهم من تحقيق اختراق على الأرض يمكنهم من اعتقالهم والحصول منهم على معلومات ثمينة بالنسبة إليهم، وحتى عندما اضطرتهم أهمية بعض الأهداف إلى السعي لتحقيق ذلك، فإنهم اعتمدوا على قوات عسكرية خاصة، محمية بسرب من الطائرات المقاتلة، وكان التنفيذ في المناطق الصحراوية غالبا، ومع ذلك كان النجاح محدودا، لتفضيل الإخوة القتل على الاستئسار للمشركين.

وبذلك تتبين أهمية الإجراءات الأمنية في حماية الأخ المجاهد، وحماية العمل الجهادي، وعموم مصالح الدولة الإسلامية، من اعتداءات المشركين، فهي أهم الأسلحة التي بيده، إن لم تكن السلاح الوحيد أحيانا.

وتزداد أهمية هذا السلاح الوقائي عند المجاهدين العاملين في ديار الكفر، تحت أعين وسمع المخابرات الكافرة، حيث يضطر المجاهد إلى التحرك في أوساط معادية غالبا، تلتقط أي إشارة خطر لتقوم بإيصالها إلى المخابرات، التي حولت عامة الناس في تلك البلدان إلى جواسيس فاعلين لها، ينقلون كل شاردة وواردة إلى عملائها، هذا فضلا عن أجهزة المراقبة والتتبع الكثيرة التي نصبتها أجهزة المخابرات في كل شارع، وعلى كل هاتف، ووسط كل تجمع عام.

فهنا يتحرك المجاهد بلا أي سلاح مادي، منعا للاشتباه به، وبذلك فإن مقتله يكون بمجرد انكشافه للعدو، الذي لن يعجزه اعتقاله بأبسط الوسائل، وأقل التكاليف، فلا يكون للمجاهد في هذه الحالة من سلاح يقي به نفسه من الاعتقال، أو القتل، وعمله الذي يشرف عليه من الانكشاف والتخريب، سوى مجموعة الإجراءات الأمنية التي يمنع بواسطتها عدوه من التعرف عليه، أو الوصول إليه، ومن ثم استهدافه بالقتل أو الاعتقال.

علم الأمن

إن "الأمنيات" هي مزيج بين الفطرة، والفن، والعلم، فالأصل أن يكون المجاهد بفطرته حريصا على أمنه وأمن إخوانه والعمل الذي يقومون به عموما، حذرا من أعدائه، لا يأمن جانبهم، ولا يغفل عن التحسب لصد هجماتهم.

كما يمكن للمجاهد أن يكتسب هذه الصفات الحميدة من خلال التجارب التي يمرُّ بها في حياته، أو يمرُّ بها إخوانه، فتتكون لديه بذلك خبرة في وقاية نفسه وإخوانه وعملهم من مساعي عدوه في اختراق أمنهم وتهديدهم، بل والانتقال من الجانب الوقائي إلى الجانب الدفاعي، أو حتى الهجومي الذي يستهدف كسر "أمنيات" العدو، وتحقيق أهداف العمل الجهادي.

والأفضل أن يستبق المجاهد عمله الجهادي بتعلم هذه الإجراءات، فقد صار (الأمن) علما متكاملا اليوم، يدرس في الجامعات والأكاديميات العلمية، وتعطى فيه الدورات والمحاضرات، وقد دوِّن في الكتب والملخصات، كما هو جارٍ في الأجهزة الأمنية التي تعمل لصالح الدول والحكومات، بل وحتى في المؤسسات العاملة على تأمين الشركات والمصالح الخاصة والأفراد.

وإنه من الأفضل أن يُختار للأعمال الجهادية التي يتعرض العاملون فيها لمخاطر أمنية الأفراد الذين يمتلكون إمكانيات ذاتية (فطرية) ملائمة لهذا العمل، ولديهم القدرة على الاستفادة من الخبرات المكتسبة من قبلهم في هذا الميدان، أو اكتساب المعلومات المنقولة إليهم من غيرهم، وفوق ذلك كله أن يكون لديهم القابلية والقدرة، على تطبيق هذه الخبرات والمعارف، لا أن تحفظ عن ظهر قلب، ويعمل بغيرها أو بخلافها.

فما يميز هذا العلم أنه علم تطبيقي، لا يكفي فيه العلم المجرد عن العمل، ولا يكفي أن يعرف المتعلم أن هذا الإجراء يتخذ في ظرف معين، ولا يتخذ في ظرف آخر، أو أن يقر أن هذا الإجراء صحيح، ويجب العمل به، ولكن يجب أن يطبِّق هذا الإجراء فعليا وبالطريقة الصحيحة، فعندها فقط يكون الإجراء مفيدا، أما أن يعرف للحفظ والاستظهار، فإن صفحات الكتب أكثر فائدة في هذا الباب من صدور الرجال.

وقد كانت هناك محاولات عديدة، لتدوين هذا العلم، من قبل بعض المختصين، وسنحاول في هذه السلسلة من المقالات -بإذن الله- أن نكمل ما نراه ناقصا فيما كتبوه، ونسهل ما صعب فهمه من كلامهم، ونصحح ما نرى فيه من أخطاء، نسأل التوفيق، وأن يهدينا سواء السبيل.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 124
الخميس 5 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

مقال / خذوا حذركم • مدخل: لا نعرف المصدر الحقيقي لمصطلح "الأمنيَّات"، ولن نسعى كثيرا لتتبع ...

مقال / خذوا حذركم


• مدخل:

لا نعرف المصدر الحقيقي لمصطلح "الأمنيَّات"، ولن نسعى كثيرا لتتبع أصله، وهو بالتأكيد ليس جمعا لمصطلح (الأمن)، وإنما يفهم من سياق استخدامه العام أنه إشارة إلى مجموع الإجراءات التي تتخذها المنظمات والأفراد لتحقيق "الأمن".

ونظرا لأن العدو الأكبر للمجاهدين منذ عقود يتمثل بأجهزة المخابرات التابعة لحكومات الطواغيت والدول الصليبية، التي تستعمل في الغالب أساليبها المعتادة في العمل من التجسس والاختراق والاغتيالات وجمع المعلومات، فقد حظيت "الأمنيات" بأهمية كبيرة في عمل المجاهدين، ونصائح أمرائهم.

"الأمنيات".. بين الوقاية والدفاع والهجوم

"الأمنيات" التي هي إجراءات وقائية بالدرجة الأولى، أما إذا استطاع العدو كسر هذه الإجراءات فإن الجانب العلاجي (الدفاعي) يكون مكلفا، وقليل الفائدة أو عديمها أحيانا.

وعندما نصف "الأمنيات" بأنها إجراءات وقائية، أي أنها تتخذ لمنع العدو من الوصول إلى الهدف الذي نريد تأمينه، سواء كان هذا الهدف فردا من المجاهدين، أو مقرا لهم، أو معلومة تخصهم، أو موادا محفوظة في مكان ما عندهم، وأنه باتخاذ هذه الإجراءات فإننا نتقي تبعات وصول العدو إلى الهدف.

فالعدو لا يستطيع أن يقصف مقر اجتماع للمجاهدين لم يتمكن من معرفة موقعه الدقيق أو التقريبي، فالوقاية من القصف في هذه الحال قد يكفي لها إخفاء هذا الموقع عن أعين جواسيسه ووسائطه المختلفة لجمع المعلومات، كالطائرات المسيرة، وأجهزة التقاط الإشارات اللاسلكية، وما شابه.

والعدو سيستعد بشكل أفضل لصد هجوم للمجاهدين، إذا بلغته معلومات عن هذا الهجوم، كتوقيته، أو حجمه، أو هدفه... ولوقاية هذا الهجوم من مواجهة قوية مع المدافعين، فإن الإجراءات تقتضي منع العدو من الحصول على معلومات حقيقية عن خطة الهجوم، وذلك من خلال (التعمية) وهي منع الحصول على المعلومات الحقيقية مطلقا، و(التورية) التي تتمثل بالتمويه على المعلومات الحقيقية بأخرى مزورة، تقلل من ثقته بالمعلومات الحقيقية، أو تدفعه إلى الثقة بالمعلومات المزورة.

والعميل للمشركين لن ينجح في استهداف أحد المجاهدين بعبوة ناسفة يضعها في طريقه إن لم يكن لديه معلومات عن خط سير هذا المجاهد وتحركاته اليومية، وبذلك فإن اتخاذ هذا المجاهد لبعض الإجراءات التي تمنع من توقع تحركاته، كتنويع طرق المسير ووسائطه، وتبديل مواعيد التحرك باستمرار، ستجعل قضية تصيُّده بالغة الصعوبة، تحتاج إمكانيات مضاعفة من العدو لتوزيع جهده على كل المواقع التي يمكنه أن يكمن فيها لهذا المجاهد.

ومع أن تركيزنا حاليا سيكون على الجانب الوقائي من العمل الأمني، فلا بأس بالتذكير أن لهذا العمل جوانب دفاعية أيضا، تتمثل بإجراءات يجب اتباعها في حال تمكن العدو من التغلب على إجراءاتنا الوقائية، وبالتالي منعه من الاستفادة من هذا الاختراق في إلحاق الأذى بالمجاهدين أو أعمالهم ومصالحهم، كما أن هناك جانبا هجوميا في العمل الأمني، يقوم على السعي إلى اختراق الإجراءات الأمنية للعدو، وكسر دفاعاته الأمنية، من أجل تحقيق أهداف العمل الجهادي.

أهمية الإجراءات الأمنية

وتزداد أهمية هذه الإجراءات لا لفائدتها الوقائية الابتدائية فحسب، ولكن لقلة إمكانيات المجاهدين، وعدم التوازن في القوى بينهم وبين أعدائهم غالبا، وافتقارهم إلى وسائل الردع، التي تمنع العدو من الاستفادة من المعلومات التي يتوصل إليها في تنفيذ فعل معادٍ، كتدمير المواقع، واغتيال الأفراد، والتحكم بالقرارات والخطط.
فمخابرات الدول تمتلك كثيرا من المعلومات عن تحركات خصومها من رجال المخابرات المعادية لها، ولكنها تقف عاجزة عن القضاء عليهم بالقتل، أو اعتقالهم للحصول على ما بأيديهم من معلومات، لأن هذه الأفعال قد تقود إلى مواجهة مباشرة مدمرة مع الدول الأخرى، وبذلك يمنعها مانع الردع من الاستفادة من المعلومات في اتخاذ قرارات حاسمة، وهذا ما نجده ربما بصورة أوضح في تتبع المخابرات للمعارضين المقيمين في بلدان أجنبية، فإنها تكتفي غالبا بالسعي للتجسس عليهم، ومعرفة نواياهم، وإحصاء المرتبطين بهم، دون قدرة على تنفيذ عمل مادي ضدهم، لما في ذلك من تأثير على العلاقات مع الدول التي تستضيفهم.
كما أن وسائل الحماية المتوفرة بيد المجاهدين ضعيفة نسبيا مقارنة بوسائل الهجوم المتوفرة في يد أعدائها، وخاصة ما يتعلق منها بالوسائل الجوية.
...المزيد

(إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر) عن زيد بن سعنة أنه دفع مالا للرسول -صلى الله عليه ...

(إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر)


عن زيد بن سعنة أنه دفع مالا للرسول -صلى الله عليه وسلم- لقاء تمر يأخذه منه في أجل معلوم، قال: "فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ونفر من أصحابه، فلما صلَّى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه، ونظرت إليه بوجهٍ غليظٍ، ثم قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمَطْلٍ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم!

قال: ونظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: أيْ عدو الله! أتقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي هذا عنقك. ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، ثم قال: (إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة، اذهب به يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعا من غيره مكان ما رعته).

قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعاً من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ، فقلت: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحَبْر؟ قلت: نعم، الحبر، قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قلت، وتفعل به ما فعلت؟

فقلت: يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتُها في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، فقد اختبرتهما، فأُشهدك -يا عمر- أني قد رضيت بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيّاً، وأشهدك أن شطر مالي -فإني أكثرها مالاً- صدقة على أمة محمد، صلى الله عليه وسلم"
[رواه ابن حبان والطبراني وغيرهما].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 124
الخميس 5 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً