يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم • الحمد لله الذي أمر عباده ...

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر منكم


• الحمد لله الذي أمر عباده بما يزكيهم، ونهاهم عما يفسدهم ويشقيهم، والصلاة والسلام على رسوله الحريص على أمته، الذي ما ترك أمراً يقربها إلى الله إلا ودلَّها عليه، ولا أمراً يقربها من النار إلا وحذرها منه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فقد أمر الله -عز وجل- عباده الذين استجابوا له فآمنوا وصدقوا إيمانهم بالعمل الصالح بأن يطيعوه ويطيعوا رسوله صلى الله عليه وسلم، ويطيعوا من تولى أمرهم فحكمهم بالإسلام، وجعل الإسلام حاكماً بينه وبينهم، وبهذا يصلح لهم دينهم ودنياهم.

طاعة ولاة الأمر من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتابعة لها
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]، فقد جعل الله -تعالى- طاعة ولاة الأمر تابعة لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أكد على هذا المعنى حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف)، وفي الآية من الفوائد أن ذكر طاعة ولاة الأمور بعد طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هو من عطف الخاص على العام، فطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هي الأمر العام، وطاعة ولاة الأمر من أفراد هذا العام، فأفردت بالذكر لأهميتها في صلاح الفرد والجماعة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) [متفق عليه]، وأما ولاة الأمر، فهم الأمراء، وقيل العلماء، وقيل العلماء والأمراء، والمتقرر شرعاً أنه يجب على العلماء أن يطيعوا للأمراء، ونحمد الله أن جمع لولاة الأمور في الدولة الإسلامية العلم مع الإمارة.

• التحاكم إلى شريعة الله ضمان تماسك المجتمع وصلاحه

لما كان التفاف الرعية حول ولي أمرها وطاعتها له أمراً يحبه الله تعالى، فقد جعل الله ضمانات لهذا البنيان المرصوص من التصدع، ومن أهمها أنه إذا حصل تنازع بين الرعية أو بين الراعي والرعية أن يردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما حل لكل إشكال أو اختلاف مهما كبر أو صغر، لأن الله -تعالى- قال: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} وكلمة {شَيْءٍ} نكرة في سياق الشرط فتعم كل تنازع، وبيَّن -تعالى- أن الرد والتحاكم إلى الكتاب والسنة في مسائل النزاع شرط لصحة الإيمان، فقال سبحانه: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}، ومن لا يرد مسائل النزاع والخلاف إلى الله ورسوله فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر، ثم بيَّن -تعالى- أن التحاكم إليه وإلى رسوله خير للمتحاكمين في الحال، وأحسن في العاقبة والمآل، {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.

• أحاديث نبوية في طاعة ولاة الأمور

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يُؤمر بمعصية، فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) [متفق عليه].

وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنه قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله. قال: (إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم فيه من الله برهان) [متفق عليه].

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: "إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدَّع الأطراف" [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون). قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: (أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) [متفق عليه].
• النصيحة خير رابط بين أئمة المسلمين وعامتهم

في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدين النصيحة). قالوا: لمن يا رسول اللّه؟ قال: (للّه وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم).

قال أهل العلم عن هذا الحديث: إنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وفيه أن النصيحة لها معانٍ كثيرة تجمع الدين كله، وأما النصيحة لأئمة المسلمين فهي تشمل توقيرهم والدعاء لهم وصفاء القلب تجاههم وعدم غشهم بأن يكون ظاهره وباطنه لهم سواء، وطاعتهم في المعروف في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة عليه، وأن يلزم جماعتهم ويصبر عليهم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية) [رواه البخاري]، ورواه مسلم بلفظ: (من كره من أميره شيئا، فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا، فمات عليه، إلا مات ميتة جاهلية).

ومن النصح لولاة الأمور الجهاد تحت رايتهم، ودفع الصدقات لعمالهم الذين يقبضونها، وإذا رأى خللاً سده ونصح لهم برفق، وأن يدعو الناس إلى طاعتهم، وعدم الخروج عليهم إذا رأى أثرة عليه أو رأى منكراً، وإنما يجتنب المنكر وينهى عنه، ولا يجوز له الخروج عليهم، إلا إذا رأى منهم كفراً بواحاً، عنده فيه من الله برهان.

ومن أئمة المسلمين أهل العلم، فينصح لهم بقبول توجيههم وإرشادهم المؤيد بالدليل الشرعي، وأن ينصحهم إن وجد منهم خللاً، وأن يضعهم في مكانهم اللائق بهم دون إفراط فيقبل كلامهم دون دليل، ولا تفريط بترك احترامهم أو ترك طاعتهم في ما يدلونه عليه من الحق.

وأما النصيحة لعامة المسلمين فتشمل ناحيتين: النصيحة بين عامة المسلمين بعضهم لبعض، والثانية: النصيحة مِن ولاة الأمر لعامة المسلمين، بأن يسعوا في صلاح دينهم ودنياهم، بتصحيح عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم، وأن يقيموا لهم المحاكم الشرعية ويجتهدوا في إصلاح ذات بينهم، وأن يرفقوا بهم ويأخذوا الزكاة من أغنيائهم فيضعوها في مصارفها الشرعية، وأن يُعِدّوا الرعية ويقودوهم للجهاد في سبيل الله؛ جهادِ الدفع وجهاد الطلب، لحماية المسلمين وديارهم وأعراضهم وأموالهم، ولفتح بلاد الكفار لإخضاعها لشريعة الله، وكف شرهم عن الإسلام والمسلمين.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه، وأعزهم بالإسلام وأعز الإسلام بهم، وثبتنا وإياهم على دينك وانصرنا على القوم الكافرين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

للمزيد من المواد.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 87 قصة شهيد: من أولي العزمات من الرجال... العـــدنـانـان 2/2 • شجاعة ...

صحيفة النبأ العدد 87
قصة شهيد:

من أولي العزمات من الرجال...
العـــدنـانـان
2/2

• شجاعة لا مثيل لها

أما إقدام البيلاوي فيعجز الكلام عن وصفه، وهذه صورة من تلكم الشجاعة، إذ يقول أحد الإخوة بعد إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام، أخذَنا أميرنا إلى مقربة من الحدود المصطنعة مع العراق، وطلب منا أن ننتظر زائر يأتينا، وكانت المهمة خطرة جدا لمن أراد العبور؛ لشدة حراسة الطواغيت عليه، فرابطنا ننتظر مجيئه، وفجأة ظهرت عجلة رباعية الدفع، عليها مدفع رشاش، وفيها رجلان أحدهما سائق والآخر على المدفع الرشاش، فظن الكل أن الزائر هو السائق ففوجئوا أن الذي على المدفع هو الشيخ أبو عبد الرحمن البيلاوي، أمير جيش الدولة الإسلامية في ذلك الوقت!

فلقد كانا -رحمهما الله- من أهل العزمات الذين صدق الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- بوصف أهلها قائلا:

"إن الدين لا يقوم إلا على أولي العزمات من الرجال، ولا يقوم أبداً على أكتاف المترخصين والمترفين، وحاشاه أن يقوم على أكتافهم.

• الدين العظيم لا يقوم إلا على أكتاف العظماء من الرجال

فالدين العظيم لا يقوم إلا على أكتاف العظماء من الرجال، والمسؤولية الجسيمة التي ناءت بحملها السماوات والأرض، لا يمكن أن يقوم بها إلا أهلها ورجالها".

فلقد كانت عزمة البيلاوي سبباً لفتح جزيرة الخالدية، لمّا نكث الأعراب عهودهم للمجاهدين، وحوصرت تلكم الثلة القليلة في منطقة صغيرة، وانحازوا للصحراء مرة أخرى، ليأتي دور أهل العزمات، ومنهم البيلاوي لما قال: فلتقتلوا جميعاً في جزيرة الخالدية ولا تفكروا بالانسحاب، وها أنا معكم، فثبت الرجال وفتح الله على أيديهم.

• لا رجعة للوراء أبداً ولو قتلنا كلنا هنا

ولمّا تمتم بعض المجاهدين في أول نزولهم للرمادي بالرجوع للمعسكرات بعدما تنكرت لهم الأرض وغدر بهم الأعراب، جاءت عزمة السويداوي لتقول لهم: لا رجعة للوراء أبداً ولو قتلنا كلنا هنا، فمكّن الله لهم وفتح على أيديهم.

ولا دليل على شجاعتهما أظهر من تنقلهما بأحزمتهم الناسفة في حواجز المرتدين وهما على قائمة المطلوبين وصورهم موزعة على الحواجز.
وكانا يوليان لجانب الإعلام اهتماماً كبيراً، وكأنهما قد قضيا شطراً من حياتهما في هذا الثغر، فميزة تعدد المواهب شابها فيها الشيخ الزرقاوي رحمه الله، فتجد أحدهما يحمل مهارات العسكري والشرعي والإداري والإعلامي في آن واحد.

وكان لعقيدتهما الصافية والمنهج السليم والشدّة على المميعين سبب في تنقية الصف من الخبث، حتى قال أحدهم: الدولة التي فيها البيلاوي والسويداوي لن أعمل فيها، فهرب إلى قاعدة الظواهري، قاتله الله.

وفي غزوة الثأر للشيخ البيلاوي كان الشيخ أبو مهند السويداوي يتقدم صفوف جنوده موجهاً لهم ومحرضاً زاجاً بأحد أشقائه بالمقدمة، فما أن انتهت الغزوة بنصر الله للمجاهدين بمنطقة الصقلاوية حتى وُجد الشيخ وأخوه في المشفى يتعالجان من إصابتيهما بالمعركة.

نهاية مخضبة بالدماء تفوح منها رائحة العزة
وجاءت نهاية كلا الفارسين مخضبة بالدماء تفوح منها رائحة العزة، فكانت دماؤهما نوراً للمجاهدين وناراً على المرتدين، فلقد فتح الله الموصل بعد مقتل البيلاوي، والرمادي بعد مقتل السويداوي، فرحمهما الله رحمة واسعة، وأسكنهما فسيح جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 87 قصة شهيد: من أولي العزمات من الرجال... العـــدنـانـان 1/2 قلَّ أن ...

صحيفة النبأ العدد 87
قصة شهيد:

من أولي العزمات من الرجال...
العـــدنـانـان
1/2
قلَّ أن اتصلت الأسباب بين شخصين وتوثقت العرى بين اثنين كما اتصلت وتوثقت بين الشيخين أبي عبد الرحمن عدنان إسماعيل نجم البيلاوي، وأبي مهند عدنان لطيف حميد السويداوي.
العدنانان، البيلاوي والسويداوي، كانا يتشاركان بعدنان اسماً، والأنبار مولداً ونشأة، واشتركا أيضا بشيء كثير من الصفات والمزايا.

فلقد كانا -رحمهما الله- تطبيقاً حيّاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) [رواه مسلم]، فقد تميزا بالكفاءة والقيادة والأمانة والشجاعة والحزم وحسن الخلق، قبل أن يمنّ الله عليهما بالهداية بعد غزو الصليبيين للعراق، فسخرا -رحمهما الله- كل تلكم المزايا والصفات في نصرة الدين والذود عن حياضه.

نازلا الصليبيين من أول احتلالهم للعراق فأذاقوهم مرّ العلقم، واشتدت وطأتهما أكثر على الصليبيين لمّا بايعا الشيخ أبا مصعب الزرقاوي رحمه الله، فلقد كانا من خواصّه وأبرز مساعديه، ناهلين من معين مدرسته صفاء العقيدة وعلو الهمة وحنكة القائد وتواضع الأمير.

• اجتمعا سوياً في المدرسة اليوسفية وحفظا القرآن فيها

فكانا كفرسي رهان في العلم والحزم والشجاعة وسرعة البديهة وحدّة الذهن وقوة العزيمة ومعرفة الرجال، حتى باتا مطلب الصليبيين وأذنابهم، وقدّر الله لهما الأسر معاً، ومن لطف الله بهما أن الصليبيين جمعوهما في زنزانة واحدة قبل عرضهما على ضابط التحقيق، فاتفقا آنذاك على إفادة واحدة لدى استجوابهما، فلما جاء الضابط ورآهما محتجزين معاً صاح بجنوده معنفاً وشاتماً.
فتنقلا معاً في المدرسة اليوسفية معلِّمَين ومتعلِّمَين، ليستقر بهما المقام في سجن بوكا، فأتمّا حفظهما للقرآن الكريم فيه، ودرسا العديد من العلوم الشرعية كالعقيدة والحديث والفقه، بالإضافة إلى إدارة شؤون الأسرى والعناية بهم، فكانا دعاة هدى رغم الأسر والقيد.

منَّ الله على السويداوي بالفرج أولاً ثم تلاه البيلاوي، في وقت كانت دولة العراق الإسلامية بأشد الحاجة لأمثالهما، فخرجا يتأججان ناراً على أعداء الله يتناوبان على أدوار قيادة جنود الدولة الإسلامية، متنقلين بين الولايات، يعدّان المعسكرات، ويضعان الخطط، ويجهزان المفارز الأمنية بلا كلل أو ملل، فتصاعدت وتيرة العمليات ضد الروافض والمرتدين، فنُسفت العروش وقُطفت الرؤوس وفُتحت المدن، بفضل الله.

• يتقدمون الصفوف رغبة بالحتوف

وهذه صور تجسد مشاهد الإقدام والشجاعة لهذين العظيمين، ففي أحد المعارك جنوب الفلوجة تقدم المرتدون نحو "مركز شرطة داود"، فلمّا علم الشيخ السويداوي بالخبر هرع إلى المكان الذي سيطر عليه المرتدون، ووقف على بعد 300 متر عنه، ونادى على أمراء القواطع فرداً فرداً أن هلمّوا إليّ فها أنا ذا أميركم أمامكم في المقدمة، فأعداؤنا مشركون يقاتلون في سبيل الطاغوت ونحن نقاتل في سبيل الله، فلا يتخلف منكم أحد، وبفضل الله هجم الإخوة على المرتدين وسيطروا على المكان إضافة إلى ثلاث ثكنات أخرى.

وفي ملاحم الرمادي، تحديداً معركة تطهير حي المعلمين، كان أصعب أمرٍ فيها هو إدامة زخم المعركة من ذخيرة ورجال وطعام، لأن عملية النقل تتم من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع وفي الغالب تكون مرصودة من قبل القناصين، وهذا سبب إحجام بعض الإخوة الناقلين لخطورة المهمة، فقال لهم الشيخ السويداوي جهزوا لي الذخيرة والطعام والماء وأنا أتولى نقلها، فأخذ معه أحد الإخوة الفضلاء وبَدَءا بعملية نقل الاقتحاميين، فكان يذخر أسلحتهم ويسقيهم الماء من يده، مما ألهب حماس جنوده وجعلهم يقتحمون غمار الموت، فأكرمهم الله بفتح حي المعلمين، فأنعم وأكرم به من قائد.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

اغتنم حياتك قبل موتك 2/2 • لا يغرنَّك كثرة الهالكين ولا تستوحش لقلة السالكين فاغتنم حياتك ...

اغتنم حياتك قبل موتك

2/2
• لا يغرنَّك كثرة الهالكين ولا تستوحش لقلة السالكين

فاغتنم حياتك قبل موتك، ولا يغرنَّك كثرة الهالكين، ولا تستوحش لقلة السالكين، فكم سمعت عن إنسان حقق حلمه في متاع من الدنيا قليل، ولكن ماذا بعد ذلك النعيم الناقص والرفاه المنتهي الزائل؟ إنه الشقاء بعد السعادة، وتقلبات الدنيا الفانية بأهلها.

فمن حاد عن توحيد الله وعبادته ونصرة دينه وأراد الدنيا ورغب عن الآخرة فليقرأ قوله الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 18 - 19]

إن الله -تعالى- من رحمته أن افترض علينا رمضان لتحصل به زيادة الإيمان وتهذيب النفوس والصبر على ألم البلاء في سبيل الله، فتتسامى على لهو الدنيا وإضاعة الأوقات بظلم العبد نفسه أو ظلم العباد أو بتفاهات لا قيمة لها ولا وزن يوم ينصب الميزان وتوزن الأعمال، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "قال حذيفة وعبد الله بن مسعود وغيرهما من الصحابة: يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف؛ فمن رجحت حسناته على سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته بواحدة دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف. وهذه الموازنة تكون بعد القصاص، واستيفاء المظلومين حقوقهم من حسناته، فإذا بقى شيء منها وزن هو وسيئاته" [طريق الهجرتين وباب السعادتين].

فيا طلاب الآخرة، جعل الله لكم بعد شهر رمضان ما تتزودون به لذلك اليوم العظيم، يوم يفر المرء من أغلى أرحامه، من أمه وأبيه وزوجته وبنيه، فما زلت يا مسلم في الحياة فاغتنم أيامك قبل موتك، وها نحن قد ودعنا رمضان، فأتبعه بصيام ست من شوال. فقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر) [رواه مسلم].

• اجعل أيامك زاداً لك في اكتساب الحسنات

وأخرج الإمام الترمذي -رحمه الله- بسنده عن الحسن البصري قال: كان إذا ذُكر عنده صيام ستة أيام من شوال، يقول: "والله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر عن السنة كلها" [سنن الترمذي].

ويستحب تتابع الصيام عقب يوم الفطر لما فيه من المسارعة في البر والعمل الصالح، ونوصيك يا مسلم أن تجعل أيامك زادا لك في اكتساب الحسنات بين جهاد وصلاة وطاعات، فلا أقل أن يخلو حال المسلم من هذين الأمرين، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء الرجل يعود مريضا، قال: اللهم اشف عبدك، ينكأ لك عدوا، ويمشي لك إلى الصلاة) [رواه أحمد]، فلا يخلو حال المسلم من المشي إلى الصلاة والنكاية بالكفار.

اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

اغتنم حياتك قبل موتك [1/2] الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، ...

اغتنم حياتك قبل موتك

[1/2]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من رحمة الله -تعالى- بهذه الأمة أن جعل لها أوقاتا مخصوصة تُضاعف فيها الأجور وجعل لها بقاعا تُضاعف فيها الأجور، كالحرمين الشريفين فك الله أسرهما من رجس الطواغيت، وكل ذلك للتعويض عن قصر الأعمار في هذه الأمة، لأن الأمم السالفة كانت أعمارهم طويلة فكان لهم من العبادات حظ وافر، ومن رحمة الله -سبحانه وتعالى- بأمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن جعل لهم ما يعوِّض قصر أعمارهم، كما في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر والأيام العشرة من ذي الحجة وغيرها، وكذلك بعض العبادات التي لا يعدل أجرها شيء، مثل الجهاد في سبيل الله، ولما كان الإنسان يغفل بطبعه ويفتر عن عبادة ربه، فقد فرض الله عليه صيام شهر رمضان لتقوى نفسه على الطاعات وتنهض من الغفلة الطويلة في أشهر السنة الفائتة، وتغترف من الأجور ورفعة الدرجات، وتزيد فيها من عمل الصالحات، قال الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله- في تأويل نهاية آية الصيام وهي قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]: "يعني -تعالى ذكره- بذلك: ولتشكروا الله على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق، وتيسير ما لو شاء عسر عليكم" [جامع البيان].

• التوفيق للطاعات نعمة عظيمة تستحق الشكر

فالتوفيق للطاعات والهداية الربانية نعمة عظيمة تستحق الشكر لله -سبحانه وتعالى- بمزيد من العبادات ومزيد من الطاعات وبالاستمرار على ما كان عليه المرء في رمضان، وشكر نعمة الله -تعالى- يكون بالعمل، ولكن كثيرا من الناس تبرد همتهم وتضعف عزيمتهم عن الاستمرار على ما كانوا عليه من طاعات وعبادات في رمضان، فكأنهم لا يشكرون نعمة الله عليهم أن وفقهم لطاعته وبلغهم رمضان وهداهم للعمل الصالح.

وإياك أيها المسلم أن تغفل عن تلك الساعة التي يحين بها فراقك للدنيا فلا تجد ما ينفعك إلا ما عملت في دنياك، فاجعل كل أيامك وشهورك كأيام رمضان، تذكر أن عمرك قصير مهما طال، فاغتنم وقتك وأدرك نفسك قبل مفارقة الروح الجسد، فإما إلى جنة وإما إلى نار، تذكر أن بدنك سيبلى مهما طالت صحته، فأتلفه لله وفي سبيل الله -جل وعلا- واستمر في تميزك في طاعة الله وعبادتك له بعد رمضان وكن عبدا شكورا، قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].

تذكر يا صاحب العمل أنك تتزود لآخرتك، وكثير من الناس يتزود لدنياه ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، وانظر حولك كم من الناس باع ماله ونفسه لله في جهاد أعداء الله، يقابلهم كثير من الناس باع آخرته بدنياه، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فباع المغبونون منازلهم منها بأبخس الحظ وأنقص الثمن، وباع الموفقون نفوسهم وأموالهم من الله وجعلوها ثمنا للجنة، فربحت تجارتهم ونالوا الفوز العظيم، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111]، فهو -سبحانه- ما أخرج آدم منها إلا وهو يريد أن يعيده إليها أكمل إعادة" [مفتاح دار السعادة].

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[7/7]
إخوانكم في الرقة وتلعفر، يتعرضون للحصار، ويحاول المرتدون اقتحام المدن عليهم، ما هي نصيحتكم إليهم؟ وهل يمكن أن يستفيدوا من تجربة معركة الموصل في معاركهم التي بدأت في تلك المدن؟

أما أهم نصيحة نقدمها إليهم، فهي أن يتقوا الله في أنفسهم، ويحرصوا على دينهم، ويتوكلوا على ربهم ويحسنوا الظن به سبحانه، ويتذكروا نعمة الله عليهم، بالتوحيد والجهاد في سبيله، والتمكين لهم في الأرض، وأن يسعوا جاهدين في شكر هذه النعمة، بطاعة الله تعالى، وطاعة أمرائهم، والحرص على الجماعة، والبعد عن النزاع.

وأن يوقنوا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وإنما هي أسباب نأخذها، ونتوكل على الله عز وجل، فالتوكل في القلب، والأسباب في متناول الجوارح، ويحذروا من أن تدخل الأسباب إلى القلب، أو يخرج منه التوكل على الله، أو يترك أحدهما بزعم الأخذ بالآخر فحسب، بل نتوكل على الله ونأخذ بأقصى ما نستطيع من الأسباب، وما النصر إلا من عند الله العزيز القدير.

ومن الضروري أن يكون الأمراء على معرفة برجالهم، فيستخدموا كلا منهم في المكان الأنسب له، ويوزعونهم على المحاور بما يضمن أن لا يؤتى الصف من أيٍّ منهم، وأن يحفظوا صفهم أيضا من النزاع، ومن المرجفين.

وفي خصوص معركتهم، نوصيهم أن يُفعِّلوا صنوف القتال كافة، ويستخدموا كل صنف منها، في مكانه الصحيح، وفي وقته الصحيح، وضمن المدى الصحيح، فإنا قد وجدنا لهذا فائدة كبيرة.
وأن يكثفوا من الاستطلاع، ويجتهدوا في معرفة تحركات المرتدين، وأماكن تجمعهم بشكل دقيق، فذلك سيوفر لهم -بإذن الله- إمكانية توجيه ضربات مركزة لهم، تصيبهم في مقاتلهم.

ونوصيهم بالمبادرة فالمبادرة، وبالهجوم فالهجوم، وأن يوقنوا أن النصر من عند الله عز وجل، فليطلبوه من الله، وليُعدوا له أسبابه.

وإن دروس معركة الموصل أكثرها قد صارت بين أيديهم، فليستفيدوا منها، ولينتفعوا بها، وليأخذوا بأحسنها، فإنما هذه الدروس ثمنها غال عظيم، هو نفوس إخوانهم ودماؤهم، فلا يزهدوا فيها.
رسالة توجهها إلى جنود الدولة الإسلامية، وإلى عامة المسلمين.

أقول لجنود الدولة الإسلامية اثبتوا واصبروا وصابروا ورابطوا، واعلموا أن ما أصابكم هو ابتلاء من ربكم، ولستم أول من يبتلى في سبيل الله أو يفتن، بل هي سنة الله -تعالى- في أهل الإيمان دائما، قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، واعلموا أنه ليس بعد البأساء والضراء والزلزلة إلا نصر الله، الذي هو قريب منا كما قال ربنا، ينزله بعلمه وقدرته وإرادته جل جلاله.

فتابعوا جهادكم، وأثخنوا في أعدائكم، فلسنا -بفضل الله- ممن يذرف الدموع كالنساء، ولكننا ممن يبذلون دماءهم رخيصة دفاعا عن ديننا وأعراضنا، فقوموا إلى جهادكم، فإنما هي والله إحدى الحسنيين، وإنها جنة عرضها عرض السماوات والأرض.

فلا بد من الابتلاء قبل التمكين، ولا بد أن يتزلزل الصف قليلا، ليخرج ما فيه من الخبث، فيعود طيبا، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

فالثبات الثبات، والإخلاص الإخلاص، والنجاة النجاة، فإن الأمر خطير، وإن الخطب لجلل.

وأما إلى بقية المسلمين، فأقول لهم لقد بان الليل من النهار، وامتاز الفسطاطان، فسطاط الإيمان، وفسطاط النفاق، فاختاروا لأنفسكم، قبل أن يختار لكم أعداؤكم، ولتعلموا أن الله غني عنّا وعنكم، ولكنه سائلنا وسائلكم عن دينه، هل حفظناه؟ وعن المستضعفين من عباده، هل سعينا في استنقاذهم؟ أم قد أضعنا ذلك كله؟ فلا تضيعوا أنفسكم ودينكم بعد أن هيأ الله لكم أسباب الظفر وسلَّ لكم سيوفا لا تكل في نحر الكفار، فأجيبوا داعي الله قبل فوات الأوان، والله المستعان ولا حول ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[6/7]

اليوم ونحن في منتصف الشهر التاسع من المعركة، ما هي أحوال المجاهدين في الموصل اليوم؟ وما هو حال عدوهم؟ وكيف هي ساحة الحرب في هذه الفترة التي يزعم المرتدون أنها المرحلة الأخيرة من مراحل المعركة؟

أما حال الكفار فلا يخفى على أحد، وخسائرهم أكبر من أن يستطيعوا إخفاءها، حتى وإن أخفوها، فنحن قد أظهرنا جانبا منها، هو كفيل -بإذن الله- بإعطاء صورة مجملة عن حالهم.

ولذلك نرى الروافض وأسيادهم في استعجال شديد لإعلان حسم المعركة، وإعطاء الموعد تلو الموعد لتخدير عناصرهم وأنصارهم، فجميعهم قد تعب من هذه المعركة، التي حسبوا أن تنتهي في شهر أو أكثر، فإذا هي تكاد تنهي شهرها التاسع دون أمل لديهم بحسم قريب، وقد قال طاغوتهم مؤخرا أن لا موعد محدد لانتهاء المعارك في الموصل.

وأما حالنا فيَسرّ الصديق والحمد لله، ويغيض العدو، ويذكر بتضحيات الجيل الأول من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين فدوا الدين بأرواحهم، فقد رأينا في هذه المعركة من نماذج البطولة والثبات، وصدق التوكل على الله، العجب العجاب، رغم الحصار وشدة القصف، وزخم المعارك، ومن يعرف حال إخواننا اليوم يعرف أنهم لا زالوا مستبشرين بنصر الله، يرونه بين أيديهم، وأمام أنظارهم، لا يحجبه عنهم إلا قدر من أقدار الله.

بل ترى كثيرا من الإخوة يترقب نصر الله في الساعة التي تنتهي من أيديهم كل الأسباب فلا يبقى إلا سبب الله تعالى، فيَمن به على عباده الصابرين.

وتراهم يبشّر بعضهم بعضا، ويثبت بعضهم بعضا، وكلهم -نحسبهم- طالب للشهادة، حريص عليها، مقبل على الله تعالى، مدبر عن الدنيا وما فيها.
أما ساحة الحرب بيننا وبين الكفار، فهي كما قلت سابقا، أوسع من معركة الموصل، وإن كان ما لاقوه في الموصل من الأهوال لن ينسوه بإذن الله، إلا أن يمكِّننا الله من أن نحدث بهم كارثة أكبر تنسيهم الموصل وأهوالها، وهو قريب غير بعيد، بإذن الله.
وقولهم إن المعركة في مراحلها الأخيرة، ما يزالون يكررونه منذ بداية المعركة، بل لا زالت هذه كذبتهم المفضلة منذ قيام الدولة الإسلامية قبل عقد من الزمن، وإننا نقول لهم إن المرحلة الأخيرة من قتالنا مع المشركين لن تكون -بإذن الله- حتى يقاتل آخرنا الدجال، ويكونوا هم من جنوده، فينصرنا الله عليهم أجمعين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[5/7]

لو ركزنا على الجانب العسكري البحت، كيف نصف التخطيط لإدارة الحرب عند جيش الخلافة في معركة الموصل؟ وما هي أجدى التكتيكات التي اتبعتموها في هذه المعركة؟

إن أفضل تخطيط لإدارة الحرب الذي اعتُمد لمعركة الموصل منذ بدايتها -بعد التوكل على الله تعالى والالتجاء إليه- هو وضع الخطط في المكان الصحيح ضمن التخطيط الشامل للدولة الإسلامية، فهذه المعركة واحدة من معارك الحرب التي يخوضها جيش الخلافة ضد الروافض وغيرهم من المشركين والمرتدين، وليست هي كل الحرب، وإن كانت هذه المعارك من أهمها وأكبرها على الإطلاق.

فإن اعتبرنا أن تدمير قوة الرافضة في العراق هو واحد من أهم أهداف هذه الحرب، فإن معركة الموصل ساهمت بقسط كبير في تحقيق هذا الهدف، بالرغم من أنها معركة دفاعية بحتة، مع احتوائها على تكتيكات هجومية.

ولذلك كان تخطيط إدارة الحرب عند جيش الخلافة في معركة الموصل منذ بدايتها يقوم على أسس قوية حافظنا عليها، هي التمسك بالأرض داخل المدينة، وتفعيل كل القدرات والخبرات العسكرية، وإطالة أمد المعركة قدر المستطاع، وتكبيد العدو أكبر ما يمكن من الخسائر، ولذلك يمكننا القول أن خطة معركة الموصل بكاملها قامت على الاستنزاف.

وقد مرت خطة الاستنزاف هذه بمراحل متعددة، فعندما كانت المعارك تدور خارج المدينة وعلى أطرافها، كان التركيز الأكبر على استنزاف العدو في آلياته، باستخدام مضادات الدروع بمختلف أنواعها، والعمليات الاستشهادية، وحقول الألغام الكبيرة، وبمجرد دخول الروافض إلى أحياء المدينة بدأ الاستنزاف الكثيف لأفراد قواته، من جنود وضباط، وذلك من خلال الاشتباكات المباشرة، والقنص، والعبوات، والعمليات الاستشهادية والانغماسية، ولا زال النزيف الحاد في الجيش الرافضي مستمرا إلى يومنا هذا، في أفراده، وسلاحه، وعتاده، وآلياته، بل وفي بنيته الأساسية.

وكانت من نتيجة هذا -بفضل الله- أن خسر الجيش الرافضي معظم آلياته ودروعه، وقُتل الآلاف من جنوده المدربين، والمئات من ضباطه، هذا عدا عن عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين.

وفي المحصلة لم يبق من الجيش الرافضي الكثير، فأغلب فِرَقه وألويته وأفواجه جرت إعادة هيكلتها، بسبب فقدان أغلب جنودها وضباطها، وأخرى لم يبق منها سوى أسمائها، وقامت الحكومة الرافضية بفتح باب التطوع في الجيش والشرطة على مصراعيه لاستقبال أيِّ منتسب مهما كانت صفته، ليُزج به في معركة الموصل بعد تدريب شكلي، وهؤلاء المنتسبون سيكونون في المستقبل هم عماد الجيش الرافضي الجديد، بعد إفناء غالبية الجيش القديم.

ولذلك فإن الجيش الرافضي بعد معركة الموصل لن يكون كما كان قبلها، وإن كان الجيش القديم الضخم قد كسره بضع مئات من المجاهدين في الموصل يوم فتحها، فكيف سيكون حاله الآن؟!
ولذلك نرى -والفضل لله- أن التخطيط لإدارة معركة الموصل كان ناجحا، ويمكن تطبيقه من قبل المجاهدين في كل الظروف المشابهة، مع إجراء التعديلات عليها بما يناسب تغير أحوال الأعداء وساحات المعارك.

وقد تم التخطيط لإدارة المعركة، والإشراف على خططها وتطبيقها على الأرض، من قبل غرفة عمليات مركزية أنشأها ديوان الجند بفضل الله، ضمت أمراء القواطع والاختصاصات العسكرية وأصحاب القرار في الولاية، وفُوِّض لها ما تحتاجه من الصلاحيات، ووضع تحت تصرفها كل ما يتطلب من الإمكانيات، وكان لهذه الغرفة الفضل الكبير -بعد الله عز وجل- في توحيد مركز القرار، وتركيز الجهد، وحسن إدارة المعركة.

ولا ننسى طبعا دور الإخوة في بقية ولايات العراق في مشاغلة الرافضة، والضرب في ظهر قواتهم، وعلى طرق مواصلاتهم، وتهديد أمن المدن التي يسيطرون عليها، وزيادة نزيفهم، بمعدل يكاد يساوي بمجموعه حجم النزيف الهائل لهم في معركة الموصل، وهذا كله ساهم -بفضل الله- في تخفيف زخم العدو، وتشتيت انتباهه، وإجباره على إبقاء جزء من قواته بعيدا عن معركة الموصل، وتخفيف الضغط عن جنود دولة الخلافة في الموصل، وإطالة أمد المعركة أكثر، فجزى الله إخواننا في كل الولايات خيرا، على جهادهم وثباتهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[4/7]

من مميزات معركة الموصل، انضمام الكثير من المسلمين إلى جنود الدولة الإسلامية، بل إن كثيرا منهم أقدم على تنفيذ عمليات استشهادية، كيف تفسر هذا الأمر؟ وكيف تولَّيتم قضية انتساب هؤلاء الإخوة، وتدريبهم، وإعدادهم للمعارك؟

هذا من فضل الله علينا، ومن المنح التي تظهر خلال المحن، فكثير من الناس يغفلون عن دينهم، وينشغلون بالدنيا، ويسوِّفون التوبة، ثم يبتليهم الله -تعالى- بالبأساء والضراء، ويكفِّر عنهم بذلك الخطايا، ويحبب إليهم الإيمان، ومنه الجهاد في سبيل الله، بالإضافة إلى أنه في الابتلاءات والأزمات تظهر معادن الرجال، وجواهر الأبطال، كما أن ما يراه المسلمون من حرب المشركين عليهم، يساعدهم في إزالة الغشاوة التي على عيونهم تجاه المجاهدين، ويبصرهم بحقيقة الحرب بين الإسلام والكفر، وهذه الأسباب وغيرها كان لها الدور الكبير في التحاق أعداد كبيرة من عوام المسلمين بالجهاد، وقتالهم في الصفوف الأولى إلى جانب إخوانهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ونحسبهم لن يبدلوا تبديلا.

ونحسب أن التحاق هؤلاء الناس بالمجاهدين في هذا الوقت العصيب هو من نصر الله –تعالى- الذي وعدنا، كما قال -تعالى- لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62-64].

فكان في هذا التأييد الإلهي وغيره لجنود الدولة الإسلامية، خير تعويض لنا عن انقطاع السبل عن إخواننا في الخارج الذين يتحرقون لنصرتنا ولكن حالت بيننا وبينهم جيوش من المرتدين، وكذلك عن المنتكسين الذين ارتدوا على أعقابهم، ونكصوا بعد إيمانهم، وولوا الدبر، فأبدلنا الله -تعالى- خيرا منهم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

وقد التحق بصفوف جيش الخلافة أثناء معركة الموصل آلاف من المجاهدين، كانوا قبلها من عامة رعايا أمير المؤمنين، فلما اشتدت الحرب، وجدنا الأب يأتي مصطحبا ابنه، والصديق مرافقا صديقه، وكلهم يطلب الجهاد في سبيل الله، وقد تقدم كثيرون منهم لتنفيذ العمليات الاستشهادية، ورأيتم جانبا من هذا الأمر في الإصدارات المرئية التي أصدرها إخواننا في المكتب الإعلامي لولاية نينوى، جزاهم الله خيرا.

أما قضية التعبئة والتجنيد، وإعداد المقاتلين أثناء المعارك، وخلال الحصار، وتحت الطائرات المسيرة والقاصفة، فهو من الصعب العسير ولا شك، ولكن الله يَسَّر، وأعان إخواننا في مكاتب الانتساب على استقبالهم، وإدراجهم في معسكرات خاصة، حسنة التمويه، حيث تم تدريبهم عسكريا، وتعليمهم شرعيا، ومن ثم فرزهم إلى خطوط الرباط، أو الصنوف المختلفة، وكل بحسب قدراته ومؤهلاته.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبّق في ساحات أخرى بإذن الله

[3/7]

فرض الصليبيون والروافض الحصار على مدينة الموصل منذ بداية المعركة، وغايتهم في ذلك دفع المجاهدين إلى الاستسلام. كيف أثّر هذا الحصار على استمرارية المعركة، وكيف تغلبتم على الصعوبات التي نشأت عن هذا الواقع؟

الحصار أثّر -وبلا شك- على معركة الموصل، من خلال تأثيره على الإمداد، والدعم، بل وحتى الحالة المعنوية لبعض الجنود والأهالي، ولكن هذا الأمر كان متوقعا قبل بداية المعركة، ولذلك فقد استعد الإخوة لأسوأ الاحتمالات، وأعدوا لها العدّة، وسعوا لتأمين البدائل لكل ما يُفتقد من الضروريات، مع ضمان استمرارية المعركة لأطول فترة ممكنة.

وزيادة على الإعداد المسبق لهذا الوضع، الذي أشرف عليه مشايخنا في اللجنة المفوّضة، فإنهم -جزاهم الله خيرا وجميع الدواوين- بذلوا جهدا جبارا في حفظ هذا الخزين، وإدامته، وحسن إدارة توزيعه، ونقله، في ظلِّ انشغالٍ كاملٍ للإخوة المقاتلين في المعارك والجبهات، ولولا أن يسّر الله لنا هذا الجهد المبارك من إخواننا، لما كان من الممكن الاستمرار في هذه المعركة الشرسة، فالجندي لا يقاتل دون سلاح، وعتاد، وطعام، ووقود، وهذا كله لم ينقطع عنا بفضل الله وحده، ولا زلنا قادرين -بإذن الله- على الاستمرار في المعركة بالوتيرة ذاتها، والإثخان في أعداء الله، دون أن نشكو من نقص في سلاح أو طعام أو ما شابه من احتياجات المعركة.

وأما مسألة الاستسلام التي يحلم بها الصليبيون والروافض، فإنها لم تدخل في خيارات المعركة مطلقا، ولم نسمعها من إخواننا والحمد لله، وإن كان لدى أعداء الله أوهام بخصوص ذلك بعد هذه الشهور الطويلة من المعارك فإنهم سينتظرون طويلا إذن، ولن ينالوا منا إلا مقولة أمرنا بها ربنا سبحانه: {قُلْ هلْ تربّصُون بِنا إِلّا إِحْدى الْحُسْنييْنِ ونحْنُ نتربّصُ بِكُمْ أنْ يُصِيبكُمُ اللّهُ بِعذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أوْ بِأيْدِينا فتربّصُوا إِنّا معكُمْ مُتربِّصُون} [التوبة: 52]، فإنما هي بالنسبة إلينا إحدى الحسنيين، إما نصر يعز الله به أولياءه، أو شهادة يدخلنا بها جنته، وإن الأمر لله من قبل ومن بعد، وليس لنا ولا لهم، وإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.

وإنه ما من نفس منفوسة إلا ولها أجل تلقى فيه ربها، ولكنها ستبعث على ما تموت عليه يوم القيامة، وإن أوفى النفوس حظا هي التي تموت في رضا ربها، وقد بيعت لله فاشتراها من المؤمنين، وقد قال ربنا جل وعلا: {كُلُّ نفْسٍ ذائِقةُ الْموْتِ وإِنّما تُوفّوْن أُجُوركُمْ يوْم الْقِيامةِ فمنْ زُحْزِح عنِ النّارِ وأُدْخِل الْجنّة فقدْ فاز وما الْحياةُ الدُّنْيا إِلّا متاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، فليتربصوا بنا ما شاؤوا، فإننا بهم متربصون، على ديننا قابضون، حتى نسلِّم هذي النفوس إلى باريها.

لا زال الروافض والصليبيون يبررون عجزهم عن حسم معركة الموصل بزعم حرصهم على أرواح أهالي الموصل، كيف تصفون حجم الدمار الذي أصاب المدينة، وحجم الخسائر في صفوف الأهالي، نتيجة استهداف الصليبيين والروافض لهم؟

يقولون: من المعضلات توضيح الواضحات، فهل بقي بيد الروافض وأسيادهم الصليبيين من سلاح لم يستخدموه ضد المجاهدين، وعوام المسلمين في مدينة الموصل؟ وهل المجازر التي ارتكبها الطيران الصليبي، والرافضي، ومدفعيتهم تخفى على أحد؟

إن معركة الموصل بالنسبة لأعداء الله كانت ولا تزال حرب إبادة، استخدموا فيها أكثر أسلحتهم فتكا وتدميرا، كالقذائف الطنّيّة، والفراغية، والارتجاجية، بل والفوسفورية والعنقودية، وكل ما يخطر على بال، إذ كل من في سلطان الخلافة هو عدو لهم لا يبالون بحياته أو مماته، بل يتعمدونه بالقصف والقتل، ولا زلنا نراهم في كل حي يعجزون عن اقتحامه، أو تقع بهم كارثة على أيدي الموحدين، يصبون عليه من الحديد والنار ما يصبون، حتى أهلكوا الناس، ودمّروا المدينة، وارتكبوا بحق أهلها عشرات المجازر، كما حدث في الزنجيلي واليرموك والآبار والعربي والانتصار والشفاء والصحة و"الثورة" وغيرها، ولا زالوا إلى يومنا هذا لا يوفرون وسيلة في قصف المدينة القديمة وتدميرها وإحراقها، في ظل عجزهم عن حسم المعركة فيها، بعد مرور شهر تقريبا على آخر وعودهم لأسيادهم الصليبيين.

فهم يريدون أن يزول حكم الله في الأرض بأي وسيلة، ولو كانت النتيجة أن يأخذوها وهي كومة من الرمال، بعد أن يقتلوا أهلها، ويخربوا بيوتها وعمرانها.

وأما من قُتل من رجالنا ونسائنا وأطفالنا، فإننا نحتسبهم عند الله من الشهداء، ونسأل الله أن يتقبلهم، فقد قُتل أكثرهم لأجل ثباتهم على دينهم، ورفضهم الخضوع لكافر أو الدخول في ذمته، وقد قُتلوا بسلاح المشركين، وفي كل ذلك بشارات لمن أخلص النيّة منهم، أنه شهيد بإذن الله.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[2/7]

متى بدأت الاستعدادات لمعركة الموصل؟ وهلا حدثتنا عن جانب من هذه الاستعدادات؟ وثمراته في ثبات المجاهدين طوال هذه الفترة، وتكبيد المرتدين كل هذه الخسائر؟

لقد بدأت الاستعدادات لهذه المعركة بُعيد أن فتح الله علينا مدينة الموصل بأيام قليلة، في نفس الوقت الذي كان فيه الإخوة يسعون لتقديم الخير للناس، فيدعونهم إلى التوحيد، ويحكِّمون فيهم شرع الله، ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، ويحرضونهم على الجهاد، ويقدمون لهم ما يستطيعون من الخدمات التي تعينهم في معيشتهم، وشارك بذلك الإخوة في كل دواوين الدولة الإسلامية، فجزاهم الله عن المسلمين في الموصل كل خير.

وذلك كله بالرغم من أن أعداء الله سعوا جهدهم لكي لا يتركوا فرصة تستقر فيها أوضاع الدولة الإسلامية، وتنجح في إيصال دعوة التوحيد للناس، فحشدوا الجنود، وبدؤوا بالهجوم على أطراف أرض الدولة الإسلامية، في الوقت الذي كانت طائرات التحالف الصليبي تقصف كل مناطقها، ومنها مدينة الموصل التي نالها خلال السنوات السابقة لهذه المعركة تدمير شديد، استهدف بشكل أساسي تعطيل حياة الناس فيها، من خلال تدمير البنى التحتية، وقتلهم، وزرع الرعب في قلوبهم، ودفعهم للهروب من دار الإسلام إلى دار الكفر.

وكذلك منع الدولة الإسلامية من تعزيز وجودها في المدينة، وتهيئة الظروف لتكون معركة الموصل هي المعركة الفاصلة بينهم وبين الدولة الإسلامية.

ومع ذلك فقد مكّننا الله -تعالى- من إدامة زخم المعارك في أطراف أرض الدولة الإسلامية، وإطالة أمدها لأكثر من سنتين، وتكبيد المرتدين خسائر عظيمة، كما في تكريت وبيجي، والرمادي والفلوجة ومناطق حزام بغداد، بالإضافة لباقي الأجنحة كسنجار وتلعفر والشرقاط، وحقول علاس وعجيل، وكركوك، وصحراء الأنبار، فضلاً عن العمل الأمني النشط في بغداد وسامراء والجنوب وديالى وكركوك.

وكل هذا ساهم -بفضل الله- في إضعاف العدو، فلم يصل الجيش الرافضي إلى أطراف مدينة الموصل إلا وقد أعياه التعب، وفقد الآلاف من جنوده وضباطه، وتفككت أكثر فِرَقِه وألويته وكتائبه، وخسر الكم الأكبر من سلاحه وعتاده.

وبالموازاة مع ثبات إخواننا في بقية الولايات، الذين أخّروا -جزاهم الله خيرا- وصول الروافض إلى الموصل أكثر من سنتين، كان مشايخنا وإخواننا يُعدّون العدّة لهذه المعركة، فيحصِّنون الثغور، ويعدون الجنود، ويهيِّؤون الغذاء والسلاح والعتاد، والوقود والمعدات، ويحرضون الناس على الجهاد والثبات.

وهذا كله وجدنا ثمرته المباركة خلال هذه الملحمة التي نحمد الله أن كتب لنا ولإخواننا أن نشارك فيها، ونسأله -تعالى- أن يكتب لنا فيها النصر، ويتقبل من قُتل منا في الشهداء.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87 حوار: أمير ديوان الجند: معركة الموصل من أهم معارك ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 87

حوار:
أمير ديوان الجند:
معركة الموصل من أهم معارك الإسلام في التاريخ
ودروسها ستُطبَّق في ساحات أخرى بإذن الله

[1/7]
قال أمير ديوان الجند في الدولة الإسلامية إن معركة الموصل هي من أهم معارك الإسلام في التاريخ، وأن دروسها ستطبق -بإذن الله- من قبل جنود الخلافة في ساحات القتال الأخرى.

وكشف أن الاستعدادات لهذه المعركة الكبيرة بدأت منذ الأيام الأولى لفتح الموصل قبل سنوات ثلاث، وأن المعارك في أطراف الدولة الإسلامية كانت كلها جزءا من الحرب الشاملة ضد الروافض، وساهمت في إضعافهم كثيرا قبل وصولهم إلى مدينة الموصل.

وأكَّد أن قضية استسلام جنود الدولة الإسلامية في الموصل التي يحلم بها الصليبيون والروافض، لم تكن يوما جزءا من خطة إدارة المعركة في المدينة، ولم تُطرح من قبل أحد من الجنود والأمراء، بل كان الإصرار على التمسك بالأرض المحكومة بشرع الله، والقتال حتى نيل إحدى الحسنيين هو الخيار الوحيد للمعركة.
جاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته معه (النبأ)، وتحدث -حفظه الله- عن قضية التحاق كثير من أهالي مدينة الموصل بالمجاهدين خلال المعركة، واصفا الأمر بأنه نوع من النصر الإلهي لعباده الموحدين، في معركتهم ضد المشركين.

وفي الجانب العسكري، شرح أمير ديوان الجند الرؤية العسكرية التي خططت لها الدولة الإسلامية في معركة الموصل وإدارتها في المواجهة، الأمر الذي ستكون له نتائجه المستقبلية على مجمل الحرب بين الدولة الإسلامية والروافض المشركين في ولايات العراق.

ووجه الشيخ رسائل إلى جنود الدولة الإسلامية في كل من تلعفر والرقة، وقدم لهم نصائح مستفادة من معركة الموصل، كما وجه رسائل أخرى إلى جنود الدولة الإسلامية والمسلمين عامة.

صحيفة (النبأ) تقدم حوارها مع أمير ديوان الجند في الدولة الإسلامية، حول معركة الموصل بعد مرور ثمانية أشهر عليها، سائلين الله -تعالى- أن يكون فيه الخير للإسلام والمسلمين.

ما هي أهمية معركة الموصل بين معارك الدولة الإسلامية خلال عقد من الزمن، هو عمر هذه الدولة المباركة؟
الحمد لله وحده.. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
لا تخفى على أحد اليوم –سواء من الأولياء أو من الأعداء- أهمية هذا المعركة، فهي من أكبر معارك الإسلام، بل هي واحدة من أهم المعارك في التاريخ العسكري في العالم كله، سواء من حيث حجم القوات المشاركة فيها، أو طول مدتها، أو الحجم الكبير لخسائر القوات المهاجِمة، بل وحتى من ناحية نتائجها المستقبلية، بإذن الله تعالى.
وكما تعلمون فإن تقييم الأمور عندنا له معايير أخرى، وأساس النجاح عندنا هو إرضاء الله رب العالمين، وإننا نحسب أن إخواننا قد أرضوا ربهم –سبحانه- بحسن فعالهم في هذه المعركة، فقد أعذروا بما قدموه من غال ونفيس في دفع المشركين، وبذلوا أقصى ما يستطيعون من جهد في رد عاديتهم، والنكاية فيهم، ولم يتمكن عدوهم من نيل قطعة أرض إلا بعد أن كبَّدوه الخسائر الفادحة فيها.
ويكفيهم أنهم ثبتوا هذه الفترة الطويلة، التي فاقت الثمانية شهور، تحت هذا القصف الشديد، وأمام هذا الحشد الغفير من جيوش أمم الشرك والكفر، من صليبيين، وروافض، وجنود للطواغيت، وصحوات، بل ولقَّنوهم درسا لن ينسوه أبدا عن ثبات أهل التوحيد، وتسابقهم إلى الموت في سبيل الله، ورفضهم الاستسلام لأعدائهم مهما بلغت قوَّتهم، وقوي ناصرهم، وتأكيدهم أنهم لا يسلِّمون أرضا للمشركين حتى ولو فنوا عن آخرهم، وتحولت هذه الأرض إلى رماد.
كما قدموا لأهل الإسلام درسا جديدا من دروس الثبات، والصبر، وحسن البلاء في جهاد المشركين، سيكون نموذجا يقتدون به، ومثالا يحتذونه، كمعارك الفلوجة المتعددة والرمادي وسرت والباب، وغيرها من ملاحم جنود الخلافة.
وكما ذكرت في سؤالك، فهي معركة من معارك الدولة الإسلامية، وليست هي معركتها الوحيدة، ولا معركتها الأخيرة، فمعركة الدفاع عن الموصل واحدة من المعارك الهامة في تاريخ الدولة الإسلامية، كما كانت معركة فتح الموصل قبل ثلاثة أعوام، من أهم معاركها أيضا.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 87
الخميس 5 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً