صحيفة النبأ مقال: الفتن والابتلاءات (3) الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة ...

صحيفة النبأ مقال: الفتن والابتلاءات (3)


الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة والسلام على رسوله قدوة المؤمنين في طاعة العزيز المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد...

فإنه لما كانت حكمة الله مِن خلق عباده أن يبتليهم ليُظهر الصالح من الفاسد، والمصلح من المفسد فإن الله تعالى شاء -وهو الحكيم العليم- أن يأمر عباده بأنواع من العبادات القلبية والبدنية والمالية، وأمرهم -سبحانه- بأن يَأتوا الحلال وينصرفوا عن الحرام، بل وحتى ما يشتبه عليهم، فالرشاد في أن يتركوه حتى يتبين لهم وجهه فيقدموا عليه أو يذروه على بيِّنة من أمرهم.

وأوجب الله على عباده أن يتقوه في معاملتهم لبعضهم البعض، وجعل لمعاملاتهم أحكاماً وحدوداً لتحفظ حقوقهم وتمنع العدوان عليهم.


• الابتلاء بأنواع العبادات:

قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1 - 2]، أي ليختبركم بالأعمال التي يأمركم بها، والأوامر نوعان: أمر بالفعل وأمر بالترك.

وإذا نظرت إلى أركان الإسلام وجدتها تجمع بين أقوال القلوب وأعمالها وقول اللسان وعمل الجوارح، فالشهادتان لا يقبلهما الله إلا ممن يعلم معناهما ويوقن بهما، ويشهد بلسانه على ما في قلبه من إيمان بهما، مع القبول والإذعان لما دلَّتا عليه والانقياد لأوامر الله بالفعل أو بالترك واجتناب ما ينقض الشهادتين من قول أو عمل أو اعتقاد.

والصلاة هي حق البدن تصححها النية الخالصة لله، ويَعظم أجرُ المصلي باستشعاره عظمة الله، وأن يصلي لربه خائفاً طامعاً محباً مستحيياً من ربه لتقصيره في طاعة الله وجرأته على معصية الله، ويؤدي صلاته متَّبعاً هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- في أركانها وواجباتها ومستحباتها، فيجاهد نفسه في تأديتها على أحسن وجه.
ثم الزكاة وهي حق المال، عبادة قلبية مالية، يؤديها المزكي راجياً ثواب الله خائفاً من أن يقصر فيها متحرياً مَن يستحقونها.

والصوم عبادة قلبية بدنية من نوع مختلف أيضاً، فهي إمساك عن أفعال معينة في وقت النهار شهراً كاملاً.

ثم الحج الجامع لهجر الدار -وربما الأهل أيضاً- مع النية الخالصة، وهو جامع أيضاً للعبادة البدنية والمالية، وتذكر الاقتداء بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بخليل الله إبراهيم -عليه السلام- مع تعظيم شعائر الله وذبح الهدي ابتغاء رضوان الله.


• مرتبة الإيمان:

أمرنا الله -تعالى- بالإيمان وهو التصديق والإقرار المقترن بالقبول والإذعان لله -تعالى- وأوامره، ومنه ما هو إيمان بالغيب ومنه ما هو إيمان بالشهادة، والإيمان قول وعمل، والقول قول القلب وقول اللسان، والعمل عمل القلب وعمل الجوارح، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بنقص الطاعات وبفعل المعاصي.

رُوي عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال: "إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني وإنما الإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل".


• مرتبة الإحسان:

ثم إن المؤمن الموفَّق يرتقي إلى درجة الإحسان بأن يجاهد نفسه حتى يعبد الله كأنه يراه، وهي المرتبة العليا من الإحسان، تليها المرتبة الأخرى منه، وهي أن يعبد الله -تعالى- مستحضراً مستشعراً أن الله -تعالى- يراه، فيخشع لربه ويتقن طاعته ويقوى يقينه وإخلاصه، وقد وعد الله -تعالى- عباده الذين يجاهدون فيه أن يهديهم سُبُلَه الموصلة إليه وأن يكون معهم بتوفيقه وتأييده وعونه، فيطهرهم من المعايب ويرقيهم أعلى المراتب في دينهم ثم في آخرتهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].


• تقوى الله في المعاملات:

يحب الله -تعالى- ممن يوحدونه أن يحسنوا إلى عباده، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 89]، فإن لم يحسن إليهم فليعدل معهم، فالله -تعالى- أوجب العدل في معاملة الناس، وحرم البغي. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) [رواه مسلم]
• بالاحتساب تؤجر على فعل المباحات:

وإذا عمل المسلم المباحات بنية صالحة فإنه يؤجر عليها، كما قال معاذ -رضي الله عنه- لما سأله أبو موسى الأشعري، رضي الله عنه: كيف تقرأ القرآن؟ فأجابه: "أمَّا أنا: فأنام، ثم أقوم فأقرأ، فأحْتَسِبُ في نومتي ما أحْتَسِبُ في قَومتي" [رواه الشيخان].

ولقد تعجب الصحابة -رضي الله عنهم- كيف يأتي الإنسان شهوته الحلال ويكون له فيها أجر، فأجابهم النبي، صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهِ وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ) [رواه مسلم].


• ﴿حُفت الجنة بالمكاره﴾

طريق الجنة محفوف بالمكاره، أي الواجبات التي تثقل على النفس ولا تُقبل عليها أول الأمر، كما في التطهر بالغسل والوضوء أيام الشتاء، وكما في الاستيقاظ لصلاة الفجر لأدائها في وقتها جماعة، وكما في إنفاق الأموال رغم حب الإنسان لها، قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]، ومن أعظم المكاره الهجرة والجهاد في سبيل الله وتحمل ما يلقى في طريقهما من فتن وابتلاءات ومحن ومصائب، ولا نغفل عن أن الله -تعالى- يعين المؤمن ويحبب إليه هذه الطاعات حتى إنه لا يجد بعد ذلك راحته ولا أنسه إلا بها، وكم يفتح الله من بركات الدين والدنيا والآخرة بالهجرة والرباط والجهاد.

وربما كانت هذه الأمور العظام فتنة للذين في قلوبهم مرض فيرتدون على أعقابهم، ويشُكُّون في صحة طريقهم إذا طال وقت الجهاد وكثرت الابتلاءات دون حصول النصر المأمول، {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12] ويظن بعضهم بالله ظنَّ الجاهلية وأن الله لن ينصر دينه وأولياءه، قال تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154].


• ﴿وحفت النار بالشهوات﴾

جعل الله -تعالى- في فطر عباده الميل إلى شهوة النساء والأبناء والذهب والفضة والمركوب الفاخر والأنعام التي يأكلون منها والمزارع التي فيها من كل زوج مبهج للنفس، فيحب الله من العبد أن يكون همه الأكبر طلب الآخرة، وأن يقدم رضا الله -تعالى- على شهواته إذا تعارضا، وأن لا يتجاوز الحلال إلى الحرام من هذه الشهوات، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14]، ثم رغَّبهم -تعالى- في أن يكون أكبر همهم وأكثر سعيهم للحياة الآخرة الباقية: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 15].

ومن ابتلاء الله لعباده أن منعهم من بعض ما يشتهون، فإذا اقتحموا الشهوات المحرمة عرضوا أنفسهم لسخط الله وعقابه، ومن هذه العقوبات ما هو في الدنيا ومنها ما يكون في الآخرة، نسأل الله العافية في ديننا ودنيانا، وجعلنا الله ممن يصبر ويصابر حتى نلقى ربنا وهو راض عنَّا غير غضبان.
 


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

ولا زال العراق "جامعة الجهاد" جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود ...

ولا زال العراق "جامعة الجهاد"


جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل فتح الموصل، ولكن لم يدر بخلدهم أن يتشابه الحال مع ما كان عليه قبيل نزول المجاهدين للسيطرة على المدن حتى في تفاصيله الدقيقة ومشاهد أحداث الصراع اليومي المستمرة بين جنود الخلافة والروافض المشركين على أرض العراق.

فالروافض بلغ بهم استنساخهم تجاربهم الفاشلة السابقة إلى حد تكرار الخطاب الإعلامي الذي كانوا يروجون له قبل 4 أعوام، فلا يمر يوم دون أنباء جديدة عن اعتقالٍ مزعومٍ لأمير في الدولة الإسلامية أو كذبة قتل مسؤول أو رواية حلم عن اكتشاف مخطط كبير لتقويض أمن المشركين في إحدى المدن الكبرى، هذا فضلا عن استنساخهم للخطط الأمنية ذاتها والتحركات العسكرية الفاشلة التي كانوا يطبقونها قبل فتح الموصل، من تحركات يائسة للأرتال في الصحاري والقفار بحثاً عن المجاهدين، إلى اعتماد كلي على الحواجز البدائية والاعتقالات الجماعية أملاً في منع المجاهدين من الوصول إلى أهدافهم أو سعياً في تحصيل المعلومات عنهم وإرهاب المسلمين من إعانتهم.

والفارق المهم بين الحالتين أن الروافض اليوم أضعف مما كانوا عليه قبل 4 سنوات بكثير، فجيشهم فقد أكثر فرقه وألويته، كما خسر معظم سلاحه وعتاده، وتحول من جيش نظامي إلى عصابة إجرام مسلحة كبيرة العدد، لتنهي بذلك قصة الجيش الذي أنشأته أمريكا وأشرفت على تدريبه على مدى عقد من الزمن وأنفقت عليه مليارات الدولارات.

وبالتالي فإن تكرار الروافض للأساليب البالية ذاتها التي لم تنفعهم قبل سنوات أصبح شاقاً عليهم من جهة، وذا تكلفة عالية عليهم من جهة أخرى، فضلا عن كونه غير مجد بالأساس في تحقيق أهدافهم.

وعلى الجانب الآخر، نجد أن المجاهدين -بفضل الله- خيبوا ظنون من اعتقد نهاية جهادهم بعد ملحمة الموصل، وأعادوا حربهم على الرافضة خضراء جذعة، وشبُّوا نارها التي لم تخب يوماً على الرافضة وأوليائهم، فعادت كمائنهم تبيد الأرتال على الطرقات، وعادت مفارزهم الأمنية بكواتمها وسكاكينها تقطف رؤوس جنود الطاغوت والصحوات، وعادت عبواتهم تدك بيوت المرتدين، وعادت مفخخاتهم تنفجر براكين في عقر دار المشركين.

في أعظم أيام محنة المجاهدين في العراق قال أمير المؤمنين الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- إن العراق هو "جامعة الجهاد"، قاصداً من ذلك أن الخبرات التي جناها المجاهدون في حربهم المستمرة ضد الصليبيين والروافض والصحوات ستكون دروساً للمجاهدين في كل مكان، يستفيدون منها في حربهم ضد المشركين.

وقد صدق -رحمه الله- في ذلك، فقد رأينا مصداق ما قاله أول ما رأيناه في تجربة المجاهدين في الشام، التي تكللت -بحمد الله- بالفتح والتمكين، كما نراها اليوم معمولاً بها من جنود الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، فكأن هؤلاء الجنود الذين تعددت ألسنتهم وتباعدت بلدانهم خريجو المدرسة ذاتها، حفظوا المتون ذاتها، وأتقنوا الشروح ذاتها، وثنوا ركبهم أمام الشيخ المربي ذاته.
ولا زالت العراق جامعة الجهاد، ولا زال مجاهدوها -بفضل الله- أساتذة في فن الحروب.

ولا أدل على ذلك من سرعة كرِّهم على عدوهم، وشدة بأسهم في هجماتهم ذات التنوع الكبير في أساليبها، والانتشار الواسع في مناطق عملياتها، مع زخم كبير في نشاطها يكاد يقارب ما كان عليه الحال قبيل إعلان خطة السيطرة على المدن، حتى يخيل للمرء وهو يتابع أخبارهم أنه يوشك أن يسمع -بإذن الله- نبأ اقتحام كواسر الأنبار لمدينة الرمادي يتقدمهم شبيه للسويداوي -تقبله الله- أشعثَ شعره، أغبرَ وجهه كلون التراب في معسكر الشيخين، أو يرى مشهداً كمشهد أبي المغيرة القحطاني -تقبله الله- وهو يخطب في الجيش رافعاً سبابته إلى السماء محرضاً أسود صلاح الدين على الفتك بالروافض في سامراء، أو يبلغه أن إخوة للبيلاوي والقرشي -تقبلهما الله- يحشدون الجنود في صحراء الجزيرة تمهيداً لفتح الموصل من جديد.

وعلى خطاهم يمضي إخوانهم في كل مكان، يضمدون جراحهم وينهضون من نقاهتهم، ويشحذون سيوفهم وهممهم، يعجلون إلى رضا الله، ويسارعون إلى مغفرته، ويتسابقون إلى جنانه، محسنين متقين، يرجون من الله الأجر العظيم، قال سبحانه: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

أخي المجاهد كن من المُؤْثِرين إنّ تغيّر ما في النفس أشق ما يواجهه الإنسان في مسيرته، ففي الوقت ...

أخي المجاهد كن من المُؤْثِرين


إنّ تغيّر ما في النفس أشق ما يواجهه الإنسان في مسيرته، ففي الوقت الذي يبدل المرء بعض أفكاره بين الفترة والأخرى، يكاد لا يجد أنه غيَّر شيئاً من أخلاقه وصفاته طيلة سنوات.

وكثيرة هي الأخلاق الحسنة التي يدعي المرء التحلي بها، ولكن تراه يسقط عند أول امتحان يواجهه، وإن من أكثر الصفات التي تُعرِّي المرء أمام نفسه وتجعله يقف على مكنوناتها، ويكتشف ماهيتها، وينكشف أمامها، صفة الإيثار، فهي صفة لا يستطيعها إلا من أوتي حظاً كبيراً من الإيمان واليقين، والزهد، والرغبة فيما عند الله، والتصديق بموعوده.

فحين يُقدِّم المرء أخاه على نفسه، في الخير والنفع ودون مقابل، وحين يدفع الشر عنه قبل أن يدفعه عن نفسه دون أجر، فذاك منتهى الأخوة.

وقد أثنى الله -تعالى- على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما تمتعوا به من هذه الصفة، فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ} [الحشر: 9]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني مجهود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من يضيف هذا الليلةَ؟) فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم، وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنَّا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويَين، فلما أصبح غدا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [رواه الشيخان].

فليس كالإيثار -أخي المجاهد- خلق يقوي علاقة الإخوة بعضهم ببعض، وينشر الرحمة فيما بينهم، ويحقق السكينة والاطمئنان والرضى لقلوبهم، ويعمل على معالجة الصفات المذمومة في نفوسهم، كالبخل، والأنانية، والحسد والتنافس على الدنيا والتزاحم على ملذاتها.

أخي المجاهد، إنك بتقديم روحك في سبيل الله، دفاعا عن دينك وإخوانك وأهلك وأعراض المسلمين تكون قد حِزت أعلى درجات الإيثار ومراتبه، فلا تبخل على إخوانك بما هو دونها، فأنت آثرت رضا الله -تعالى- وآثرت ما عنده على ما عندك.

قال ابن القيِّم -رحمه الله- في هذا المعنى: "إن أعلى درجات الإيثار هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته تعالى، ولو أغضب الخَلْق، وهي درجة الأنبياء، وأعلاها للرُّسل عليهم صلوات الله وسلامه، وأعلاها لأولي العزم منهم، وأعلاها لنبيِّنا، صلى الله عليه وسلم".

ومن إيثار الصحابة -رضي الله عنهم- بعضهم على بعض ما روي عن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أنه أخذ أربعمائة دينار، فجعلها في صرَّة، ثمَّ قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثمَّ تلكَّأْ ساعة في بيته حتى تنظر ماذا يصنع بها، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثمَّ قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل، وقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلكَّأْ في بيته ساعة حتى تنظر ماذا يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا، فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلَّا ديناران فنحا بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك عمر، وقال: إنَّهم إخوة بعضهم مِن بعض.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 ه‍ـ
...المزيد

إن الحكم إلا لله أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن ...

إن الحكم إلا لله

أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن يختار مشرّعاً من دون الله، مفوضاً له ليشرّع بالنيابة عنه؟ فما الفرق إذن بين القيام بهذه الأفعال المكفرة من حكم بغير ما أنزل الله أو تشريع من دونه وبين تفويضهم للقيام بها، وإقرارهم على ذلك؟!

وما الفرق بين الحاكم بغير ما أنزل الله وبين من يدعو الناس إلى انتخابه وتفويضه للحكم بشريعة الطاغوت أو يفعل ذلك؟! أيكون الأول كافراً، ويكون الثاني مسلماً لأنه رأى في اختياره منفعة ما لنفسه أو لغيره؟!

وما الفرق بين من ينتخب طاغوتاً يحكم بغير ما أنزل الله طلباً لمصلحة دنيوية لنفسه أو أسرته، وبين من يختاره طالباً "مصلحة الأمة" أو "مصلحة الدعوة" أو "مصلحة الجهاد" أو غيرها من المصالح المزعومة التي يتذرع بها المشركون اليوم لاستباحة المحرمات وركوب الموبقات، ويدخلون من بابها ليشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، ويحكموا بغير ما أنزل الله؟!

إن كل من يترشّح أو يرضى بترشيحه لمناصب المشرّعين من دون الله والحكام بغير ما أنزل الله كعضوية المجالس التشريعية والبرلمانات التي تشرع للناس ما لم يأذن به الله تعالى، ورئاسات الدول والحكومات التي تحكم بموجب الدساتير والقوانين الكفرية، سواء نجح في الانتخابات أو فشل فيها، هم طواغيت جعلوا لأنفسهم الحق في مشاركة الله تعالى في صفاته العلى التي لا تجوز لغيره، قال تعالى: { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: ۸۸].

وكل من يؤيدهم في ترشّحهم أو يرضى به أو يشارك في انتخابهم، أو يدعو إليه أو يعين عليه، مشرك بالله سبحانه، اتخذ أولئك الطواغيت أنداداً لله سبحانه وأشركهم معه في الطاعة، قال تعالى: { وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [الأنعام: ۱۲۱].


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [199]
...المزيد

لا يضرهم من خذلهم فلييأس المشركون من حروبهم وحملاتهم، ولتيأس الشيع والأحزاب والفرق من مكرهم ...

لا يضرهم من خذلهم


فلييأس المشركون من حروبهم وحملاتهم، ولتيأس الشيع والأحزاب والفرق من مكرهم وغدراتهم، ولا يرقبوا صباحا لا تشرق فيه شمس الخلافة على أرض المسلمين، ولا يرقبوا مساء تغيب فيه راية العقاب عن سماء المجاهدين، فهيهات هيهات لما يوعدون.

وليستبشر المؤمنون بنصر الله لهم ما دام كل منهم يرى نفسه خالدا يحمل الراية من بعد زيد وجعفر وابن رواحة رضي الله عنهم أجمعين، كلما سقط منهم سيد تحت الراية حملها عنه أخوه حتى ينفذوا أمر الله تعالى أو يهلكوا دون ذلك، وما بعد مؤتة إلا فتح مكة والقادسية واليرموك {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [167]
"يا حملة الراية هبوا"
...المزيد

اليقين وصحة المعتقد لهذا اليقين الذي جعله الله تعالى في قلوب عباده أسباب كثيرة، أهمها صحة ...

اليقين وصحة المعتقد

لهذا اليقين الذي جعله الله تعالى في قلوب عباده أسباب كثيرة، أهمها صحة المعتقد وسلامة الدين من الشرك بالله، وحسن الظن به والمعرفة به سبحانه، فالمشرك به مهما أظهر من التوكل على الله عز وجل لا يلبث أن ييأس من روح الله إذا ضل عنه من كان يشركه معه سبحانه ويتوكّل عليه من دونه، ومقدار خلو القلب من الأنداد يمتلئ يقينًا بالله عز وجل ووعده لعباده بنصرهم على عدوّه ومجازاتهم على صبرهم وجهادهم في الدنيا والآخرة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [200]
...المزيد

إلى المسلمين في تركستان الشَّرقيَّة إن الدولة الإسلامية لم تنس جراحكم ولا نصرتكم، وهي الوحيدة ...

إلى المسلمين في تركستان الشَّرقيَّة


إن الدولة الإسلامية لم تنس جراحكم ولا نصرتكم، وهي الوحيدة التي قتلت الصينيين المشركين من أجلكم، فانضموا إليها وقاتلوا معها لتكون دياركم ولاية للدولة الإسلامية، يعزُّ فيها المسلمون، ويذل الصينيون المشركون، ولا يجرؤون على مسَّكم. ...المزيد

فرسان موزمبيق بموازاة ذلك، هبَّ فوارس موزمبيق في موجة هجمات جديدة أعقبت محنة شديدة، صبر فيها ...

فرسان موزمبيق

بموازاة ذلك، هبَّ فوارس موزمبيق في موجة هجمات جديدة أعقبت محنة شديدة، صبر فيها الأبطال على المحن وقبضوا على جمر الإيمان، فأبدل الله عسرهم يسرا وضيقهم فرجا، فشكروا النعمة بالتقرُّب إلى المُنعم سبحانه، بإذكاء الجهاد وسفك دماء: {الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، فأحرقوا قرى عباد الصليب في "تشيور" و "مايدومبي" و "أنكواب" شمال موزمبيق، وضربوا رقابهم وشرّدوا الآلاف منهم، حتى غصّت حكومتهم بأعباء رعاياها الذين قضوا سنواتهم الأخيرة ينوحون وينزحون.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [507]
"نور الجهاد"
...المزيد

أحاديث مَدَار الإسلام (2) ◾ قال الإمام النووي في بستان العارفين: "ومما ينبغي الاعتناء به، بيان ...

أحاديث مَدَار الإسلام (2)

◾ قال الإمام النووي في بستان العارفين:
"ومما ينبغي الاعتناء به، بيان الأحاديث التي قيل إنها أصول الإسلام، وأصول الدين، أو عليها مدار الإسلام أو مدار الفقه والعلم".

16- (لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم...). [البخاري].

17- (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس). [مسلم].

18- (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة...). [مسلم].

19- (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت...). [متفق عليه].

20- (قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا قال: لا تغضب). [البخاري].

21- (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها...). [الدارقطني].

22- (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها...). [الترمذي].

23- (لقد سألت عن عظيم.. تعبد الله لا تشرك به شيئا...). [الترمذي].

24- (قل لي في الإسلام.. قال: قل آمنت بالله ثم استقم). [مسلم].

25- (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد...). [الترمذي].

26- (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك...). [الترمذي].

27- حديث عمر رضي الله عنه، في بيان معنى الإيمان والإسلام والإحسان. [مسلم].

28- (مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستحي فاصنع ما شئت). [البخاري].

29- (أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس المكتوبات وصمت... أأدخل الجنة؟ قال: نعم). [مسلم].



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 511
السنة السابعة عشرة - الخميس 12 ربيع الأول 1447 هـ
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "إيّاك أنْ تغتر بما يغتر به ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"إيّاك أنْ تغتر بما يغتر به الجاهلون، فإنهم يقولون: لو كان هؤلاء على حق، لم يكونوا أقلّ الناس عددا، والناسُ على خلافهم؛ فاعلم أنّ هؤلاء هم الناس، ومَن خالفهم فمشبَّهون بالناس ليسوا بناس!، فما الناسُ إلا أهل الحق وإنْ كانوا أقلهم عددا".

[مفتاح دار السعادة]
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقتطفات نفيسة (51) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله ...

الدولة الإسلامية - مقتطفات نفيسة (51)
من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله تعالى-


• على منهاج النبوة

وعلى هذا النهج المبارك نشأت الدولة الإسلامية ومضت، فالتوحيد قصدت، والشريعة نصرت، والشرك نبذت وفارقت وفاصلت وحاربت، والجهاد وسيلة اتخذت، فأخذت منهاج النبوة قولا وعملا، وضربت بعرض الحائط كل ما خالفه وناوأه من المناهج والدساتير والخرافات والأساطير، ففتح الله عليها وألهمها رشدها، فرأت الحق حقا واتبعته، والباطل باطلا واجتنبته، فكانت هذه من أعظم النعم التي أكرم الله بها دولة الإسلام، فسارت على بصيرة من أمرها، تتقدم بثبات نحو غايتها التي لن تعدل بها غاية، رغم كل ما تعرضت له من حروب ومحن وزلازل تنهد لها الجبال، إلا أنها ما زالت باقية ماضية بفضل الله تعالى على طريقها المبارك، وولاياتها في شرق الأرض وغربها تواصل معركة التوحيد حتى يكون الدين كله لله، وكل مجاهد فيها على ثقة ويقين بأنه لو لم يخرج من هذه الدنيا إلا بالتوحيد والوفاة على الإسلام، لكفى به حظا ونصرا.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 511
السنة السابعة عشرة - الخميس 12 ربيع الأول 1447 هـ
...المزيد

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله، ...

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة)، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: (نعم وأرجو أن تكون منهم). [متفق عليه] ...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً