إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)
الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

5/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض

• ما بعد "ولاية الفقيه"

لقد حصر مراجع الرافضة المؤمنون بنظرية "ولاية الفقيه" بأنفسهم ما كانوا يحصرونه من قبل بأئمتهم، وذلك بناء على فهمهم للأثر: "العلماء ورثة الأنبياء" الذي ينسبونه إلى جعفر الصادق رحمه الله، فيقول الهالك الخميني: "وإذا نظرنا إلى قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، وتأملنا في قوله (ع): (العلماء ورثة الأنبياء)، عرفنا أن الولاية من الأمور الاعتبارية التي يمكن انتقالها، وذلك غير مستحيل عرفا".

ويقول كذلك: "حجة الله تعني أن الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كل تصرف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويسعدهم، وكذلك الفقهاء فهم مراجع الأمة وقادتها".

واعتبروا أنفسهم منصَّبين من قبل أئمتهم للحكم بين الناس، وبالتالي فإن إيمان أتباعهم بولاية هؤلاء الفقهاء عليهم هي فرع من إيمانهم بولاية أئمتهم "المعصومين"، يقول الخميني، بعد أن ساق رواية عن جعفر الصادق، فيها: "اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا، فإني قد جعلته عليكم قاضيا": "فالعلماء بموجب هذه الرواية قد عُيّنوا من قبل الإمام للحكومة والقضاء بين الناس، ومنصبهم لا يزال محفوظا لهم".

فاعتبروا بذلك اختيار من جعلوه من أهل الحل والعقد منهم، ممن هو أهل للحكم، لامتلاكه الشرطين الأساسيين لديهم، وهما العدالة والفقه، بمثابة النص الذي جعلوا سابقا شرطا للإمامة، أو النيابة عن الإمام.

وبمجمل ما ذكرنا يتبين لنا أن الرافضة اليوم في تعاملهم مع نظرية "الإمامة الإلهية" التي قام عليها دينهم، وما تفرع عنها من أصول ونظريات أخرى، أشبه ما يكونون بحال مشركي العرب، الذين كانوا يصنعون الأوثان بأيديهم من التمر ليعبدوها من دون الله، فإذا جاعوا أكلوها، وهكذا استغنى طواغيت الرافضة عن أصولهم ونظرياتهم تدريجيا، لما وجدوا المنفعة في غيرها، بعد أن اتخذوها لقرون أوثانا يعبدونها، ومعاقد للولاء والبراء، يوادّون فيها ويعادون.

• صراط المهتدين.. لا تيه الضالين

فهكذا تطور دين الرافضة على مدى القرون الماضية، ليقرّوا بصحة ما تركوا جماعة المسلمين بسببه، وهو إنكارهم شرعية ولاية الخلفاء الراشدين باختيار المسلمين لهم، وادعائهم وجوب النص الإلهي والوصية النبوية لمن يحق له ولاية أمر المسلمين، ليحصروها بعلي -رضي الله عنه- وأولاده من بعده، بناء على ما زعموه لهم من نص ووصية، وينكروا بذلك إمامة كل ولاة أمور المسلمين، ويناصبوهم العداء والقتال، ويزيدوا على دينهم، ويكثروا من الابتداع فيه، ويبالغوا في الكذب على الله تعالى، ورسوله وآل بيته، لينصروا ملتهم، ويعزلوا مذهبهم عن دين المسلمين، حتى صار دينا مستقلا قائما على الشرك والخرافة، ليس لهم في اتباعه نقل، ولا لهم في أخذه من عقل.

وهكذا تتطور كل المذاهب الباطلة، والجماعات الضالة، التي تزعم السعي لإقامة الدولة الإسلامية، وهي تسير على طرق مبتدَعة، ليس لهم عليها من برهان، أو أثر لسلف صالح، فتنحرف بهم عن جادة الصواب، وتوقعهم في مهاوي الشرك والكفر من حيث زعموا أنهم يريدون إقامة الدين، فيخبطون فيها خبط عشواء، ويتلونون فيها تلون الحرباء، حتى لا تكاد تعرف لهم فيها أصلا يركنون إليه، وإن أصابوا بعض الحق في شيء من أقوالهم وأفعالهم، فإنهم لا يقصدون منه إلا ما يقصدونه من أيٍّ من طرق الضلالة التي اتبعوها من قبل، فإن وجد في ذلك الحق ما يشتهي، تعلق به، وإن وجد فيه خلاف ذلك، ذمّه، وعاد يتقلب في تيهه، باحثا عن هدى في دروب الضلالة.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)

الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

4/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض.

• من "الغيبة الكبرى".. إلى الغيبة المطلقة

وهكذا نجد طاغوت الرافضة الأكبر (الخميني) يقر في كتابه الأشهر (الحكومة الإسلامية) بالأثر السيء للبدع التي أحدثوها، وظنوا أنهم سيصلون من خلالها إلى أن يحكموا الناس بشريعتهم، ويقيموا بذلك دينهم الشركي، فيقول الهالك: "قد مرّ على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمر آلاف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر، فهل تبقى أحكام الإسلام معطلة طوال هذه المدة المديدة؟"، ويقول: "لا تقولوا نَدَعُ حتى ظهور الحجّة عليه السلام (يقصد إمامهم الغائب)، فهلّا تركتم الصلاة بانتظار الحجّة!؟"، ثم ينطلق ليقرّ بوجوب إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة أحكام الدين، فيقول: "كل من يتظاهر بالرأي القائل بعدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية، فهو ينكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام، ويدعو إلى تعطيلها وتجميدها".

ويتجاوز الخميني مسألة إيجاب الرافضة وجود الإمام في كل زمان ومكان، ليتعداها إلى إيجاب وجود ولي الأمر، معتبرا أن علة الوجوب هي علة وجوب الإمامة ذاتها، فيقول: "وجود ولي الأمر القائم على النظم والقوانين الإسلامية ضروري، لأنه يمنع الظلم والتجاوز والفساد، ويتحمل الأمانة، ويهدي الناس إلى صراط الحق، ويبطل بدع الملحدين والمعاندين، ألم تكن خلافة أمير المؤمنين (يقصد علياً، رضي الله عنه) قد انعقدت لأجل ذلك؟".

وفي سبيل تجويز "ولاية الفقيه" فإن الطاغوت الخميني يجعل أهلية الحاكم للحكم إنما تكون بما يحققه من شروط الولاية، لا بالنص عليه الذي لا يمكن أن يتوفر في ظل غيبة الإمام، فيقول: "بالرغم من عدم وجود نص على شخص من ينوب عن الإمام حال غيبته، إلا أن توفر خصائص الحاكم الشرعي في أي شخص يعتبر مؤهّلا ليحكم في الناس".

بل ويجعل الهالك الخميني العمل على تشكيل هذه الحكومة فرعا من الإيمان بالولاية التي هي من أصول دينهم، فيقول: "والإيمان بضرورة تشكيل هذه الحكومة، وإيجاد تلك المؤسسات، جزء لا يتجزأ من الإيمان بالولاية"، ثم يؤكد أن من يقوم على هذه الحكومة يقوم بما للأئمة من وظائف دون أن يكون بمقامهم، أو منزلتهم، "لأن كلامنا هنا لا يدور حول المنزلة والمرتبة، وإنما يدور حول الوظيفة العمليّة"، كما أن قيام "الإمام المعصوم" بوظائف الحكم لا ينزله إلى مقام غيره من الحكام، "فإن للإمام مقاما محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها كل ذرات الكون، وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرّب، ولا نبي مرسل".

وبهذا يترك طواغيت الرافضة لأئمتهم ما أشركوهم به مع الله -تعالى- في أسمائه وصفاته، ودعائهم، والتقرب إليهم بالطاعات، وينتزعون منهم بعض ما زعموه لهم من حق في التشريع والحكم، فمن يسمونهم "الفقهاء" بيدهم أمر التشريع باسم الاجتهاد، وعلى الأتباع طاعتهم في ذلك، كونهم نوابا عن الإمام، ومع تولي هؤلاء الطواغيت حكم الناس بشكل مباشر، وإنفاذ أحكامهم فيهم، فإن الحاجة إلى "الإمام الغائب" تنتفي بالكلية، وما دام من الممكن إقامة دينهم الباطل، وتحكيم شريعتهم الوضعية، وسلب الناس أموالهم باسم الخمس، وقتال أعدائهم باسم الجهاد، في غياب "الإمام"، فما الحاجة إلى "رجعة الإمام" أو "ظهوره" إن كان وجوده وعدمه سواء.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)

الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

1/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض.


• نهاية طريق الضلالة.. هاوية

لقد أظهر أسلاف طواغيت الرافضة نظرية "الإمامة الإلهية" كوسيلة للخروج على أئمة زمانهم، وجذب الأنصار والأتباع، بإقناعهم أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تقوم كما كانت في عهدها الأول، إلا أن يقوم عليها رجال من آل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين يعدونهم الأمناء على منهاج النبوة، والورثة لعلم الأنبياء، والمؤهلين وحدهم لأن يتبعهم الناس لما أضفوه عليهم من صفات مزعومة كالعصمة وعلم الغيب وغير ذلك.

وكان جعلهم كل من يحكم الناس، أو يقضي بينهم، أو يفتي لهم في الدين، أو يقوم فيهم بشعائر الدين كصلاة الجماعة، والزكاة، والجهاد، وغيرها طاغوتا، سوى أئمتهم أو من اختاره أئمتهم لأداء هذه الوظيفة، كان فخا صنعوه بأنفسهم بسبب انقطاع أئمتهم، واختفائهم من الأرض بالكلية، مع ما يعنيه ذلك -بناء على أصلهم الفاسد- من وجوب بقاء الناس بلا جماعة، ولا إمام يجتمعون عليه، ويصلون خلفه، ويقاتلون عدوهم من ورائه، ولا قاض يفصل بينهم في الخصومات، إضافة إلى تعطيل أحكام الشريعة، والخضوع لأحكام الطواغيت، وإبطال شعائر الدين، واندراس معالمه، وذلك كله حتى تتهيأ الظروف التي يزعمون أنها واجبة لخروج إمامهم الغائب المختلق ليحكمهم، ويؤمّهم، ويسوسهم بالعدل، ويحكمهم بالشريعة.

• من "إمامة المعصوم" إلى "ولاية الفقيه"

وجيلا بعد جيل، بدأ طواغيت الرافضة بالسعي للخلاص من الأغلال التي وضعوها في أعناقهم، والقيود التي كبلوا بها أيديهم وأقدامهم، والخروج من الفخ الذي حفروه بأنفسهم، فبدؤوا يعملون على تبرير القيام بالوظائف التي حصروها سابقا بإمامهم الغائب، بداية بالفتوى والقضاء وأخذ الخمس والوصاية على الأوقاف وأموال اليتامى، وصولا إلى الزعم بحقهم بحكم الناس "بالنيابة عن الإمام"، وزعمهم أنهم أخذوا الحق في كل ذلك من الإمام الغائب، سواء عن طريق الكتب المكذوبة على لسانه، أو الروايات الموضوعة على ألسنة أئمتهم السابقين، وهكذا وصل الأمر بطواغيت الرافضة إلى نصب أنفسهم أوصياء على ملوكهم، وتوليتهم بناء على ذلك شؤون الحكم والسياسة "نيابة عن الإمام"، بما لديهم من صلاحيات يزعمون أخذها من أئمتهم، كما كان دأب باباوات النصارى مع ملوك أوروبا قبل قرون، فكل من قبلوه جعلوا دولته "دولة إسلامية"، وأجازوا لأتباعهم القتال من ورائه، والتقاضي إليه، مع احتكارهم الاستيلاء على أموال الخمس "نيابة عن الإمام"، وإن رفضوا حكم ملك ما جعلوه طاغوتا، وحرضوا أتباعهم على عصيانه والخروج عليه.

وهكذا ومع تفاقم النزاعات بين أحبار ورهبان السوء الذين يتبعهم الرافضة وملوكهم، بدأ كل من الطرفين يكيد للآخر، ويسعى جهده إلى الاستئثار بالحكم من دونه، فظهر بين علماء الروافض ومراجعهم من ينادي صراحة بوجوب أن يكون الحكم بأيديهم وحدهم، وتطويرهم بذلك نظرية "الإمامة الإلهية" التي زعموا بها حق أئمتهم بولاية أمر المسلمين، لينقلوا هذا الحق إلى أنفسهم، أسوة بباقي الأمور التي كانت خاصة بأئمتهم ثم أجازوها لأنفسهم، وهكذا ظهرت نظرية "ولاية الفقيه" التي هي في حقيقتها خروج مبطَّن على أصل دينهم الباطل، وذلك بمنح كل ما حصروه بأئمتهم المزعومين إلى رجال لا يحملون الصفات التي ادَّعوا قبلا أنها واجبة في الحاكم، ليعدل ويقيم الدين على منهاج النبوة، وأهمها العصمة عن الخطأ، والعلم بكل شيء ظاهره وباطنه، حاضره وغائبه، وذلك بتعديل هذه الصفات، والتخفيف منها نوعا ما لتناسبهم.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)

الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

3/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض.


• الروافض ينقضون أصول دينهم

عاد طواغيت الرافضة ليقرّوا أن الدولة تكون إسلامية عندما تُحكم بشريعة الإسلام، وبما أن علّة قيامها أن تقيم الدين، فمن الواجب أن يتم نصب الحاكم الذي يقيم هذا الدين، ويحكم بهذه الشريعة، مع إيمانهم أن الدين الذي يجب أن تقيمه هذه الحكومة هو دينهم الوضعي الباطل، والشريعة التي يجب تحكيمها هي شريعتهم الطاغوتية التي تقوم على اتخاذ مراجعهم، وشيوخهم أربابا من دون الله تعالى.

كما أقرّوا بأن نصب هذا الحاكم إنما يكون بالاختيار لا بالنص الإلهي، والوصية النبوية، فمن اجتمع فيه شروط الخليفة جاز له أن يكون حاكما، بل وجب عليه ذلك، ووجب على من هو أهل للاختيار عندهم أن يختاروه، ليقيم دينهم، ويحكم بشريعتهم، ويكون ذلك الحاكم "ولياً للمؤمنين" و"خليفة للإمام"، يقوم مقامه، ويأخذ الذي له من حقوقٍ على كل من يؤمن بذلك الإمام الغائب.

وكذلك فإنهم اضطروا إلى نسف عقيدة "الانتظار"، باعترافهم أن "الدولة الإسلامية لا يمكن أن تقوم إلا بسعي المؤمنين لإقامتها"، وبالتالي الإنكار على من نادى بالقعود انتظارا لعودة الإمام ليقيم دولة العدل التي لا تقوم بغيره، وتحريم أي فعل لاستعجال ذلك، بل واعتبار كل راية تخرج لإقامة هذه الدولة قبل عودة إمامهم راية جاهلية، ومن يرفعها شيطانا، فما دامت "الحكومة الإسلامية" يمكن أن تقوم في غياب "الإمام المعصوم"، فمن باب أولى يكون تجويز الخروج والحركة لإقامة هذه الحكومة، بل وإيجابها.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)

الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

1/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض.


• نهاية طريق الضلالة.. هاوية

لقد أظهر أسلاف طواغيت الرافضة نظرية "الإمامة الإلهية" كوسيلة للخروج على أئمة زمانهم، وجذب الأنصار والأتباع، بإقناعهم أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تقوم كما كانت في عهدها الأول، إلا أن يقوم عليها رجال من آل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين يعدونهم الأمناء على منهاج النبوة، والورثة لعلم الأنبياء، والمؤهلين وحدهم لأن يتبعهم الناس لما أضفوه عليهم من صفات مزعومة كالعصمة وعلم الغيب وغير ذلك.

وكان جعلهم كل من يحكم الناس، أو يقضي بينهم، أو يفتي لهم في الدين، أو يقوم فيهم بشعائر الدين كصلاة الجماعة، والزكاة، والجهاد، وغيرها طاغوتا، سوى أئمتهم أو من اختاره أئمتهم لأداء هذه الوظيفة، كان فخا صنعوه بأنفسهم بسبب انقطاع أئمتهم، واختفائهم من الأرض بالكلية، مع ما يعنيه ذلك -بناء على أصلهم الفاسد- من وجوب بقاء الناس بلا جماعة، ولا إمام يجتمعون عليه، ويصلون خلفه، ويقاتلون عدوهم من ورائه، ولا قاض يفصل بينهم في الخصومات، إضافة إلى تعطيل أحكام الشريعة، والخضوع لأحكام الطواغيت، وإبطال شعائر الدين، واندراس معالمه، وذلك كله حتى تتهيأ الظروف التي يزعمون أنها واجبة لخروج إمامهم الغائب المختلق ليحكمهم، ويؤمّهم، ويسوسهم بالعدل، ويحكمهم بالشريعة.

• من "إمامة المعصوم" إلى "ولاية الفقيه"

وجيلا بعد جيل، بدأ طواغيت الرافضة بالسعي للخلاص من الأغلال التي وضعوها في أعناقهم، والقيود التي كبلوا بها أيديهم وأقدامهم، والخروج من الفخ الذي حفروه بأنفسهم، فبدؤوا يعملون على تبرير القيام بالوظائف التي حصروها سابقا بإمامهم الغائب، بداية بالفتوى والقضاء وأخذ الخمس والوصاية على الأوقاف وأموال اليتامى، وصولا إلى الزعم بحقهم بحكم الناس "بالنيابة عن الإمام"، وزعمهم أنهم أخذوا الحق في كل ذلك من الإمام الغائب، سواء عن طريق الكتب المكذوبة على لسانه، أو الروايات الموضوعة على ألسنة أئمتهم السابقين، وهكذا وصل الأمر بطواغيت الرافضة إلى نصب أنفسهم أوصياء على ملوكهم، وتوليتهم بناء على ذلك شؤون الحكم والسياسة "نيابة عن الإمام"، بما لديهم من صلاحيات يزعمون أخذها من أئمتهم، كما كان دأب باباوات النصارى مع ملوك أوروبا قبل قرون، فكل من قبلوه جعلوا دولته "دولة إسلامية"، وأجازوا لأتباعهم القتال من ورائه، والتقاضي إليه، مع احتكارهم الاستيلاء على أموال الخمس "نيابة عن الإمام"، وإن رفضوا حكم ملك ما جعلوه طاغوتا، وحرضوا أتباعهم على عصيانه والخروج عليه.

وهكذا ومع تفاقم النزاعات بين أحبار ورهبان السوء الذين يتبعهم الرافضة وملوكهم، بدأ كل من الطرفين يكيد للآخر، ويسعى جهده إلى الاستئثار بالحكم من دونه، فظهر بين علماء الروافض ومراجعهم من ينادي صراحة بوجوب أن يكون الحكم بأيديهم وحدهم، وتطويرهم بذلك نظرية "الإمامة الإلهية" التي زعموا بها حق أئمتهم بولاية أمر المسلمين، لينقلوا هذا الحق إلى أنفسهم، أسوة بباقي الأمور التي كانت خاصة بأئمتهم ثم أجازوها لأنفسهم، وهكذا ظهرت نظرية "ولاية الفقيه" التي هي في حقيقتها خروج مبطَّن على أصل دينهم الباطل، وذلك بمنح كل ما حصروه بأئمتهم المزعومين إلى رجال لا يحملون الصفات التي ادَّعوا قبلا أنها واجبة في الحاكم، ليعدل ويقيم الدين على منهاج النبوة، وأهمها العصمة عن الخطأ، والعلم بكل شيء ظاهره وباطنه، حاضره وغائبه، وذلك بتعديل هذه الصفات، والتخفيف منها نوعا ما لتناسبهم.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)
الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم

2/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.

ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض.


• من "إمامة المعصوم" إلى "ولاية الفقيه"

وجيلا بعد جيل، بدأ طواغيت الرافضة بالسعي للخلاص من الأغلال التي وضعوها في أعناقهم، والقيود التي كبلوا بها أيديهم وأقدامهم، والخروج من الفخ الذي حفروه بأنفسهم، فبدؤوا يعملون على تبرير القيام بالوظائف التي حصروها سابقا بإمامهم الغائب، بداية بالفتوى والقضاء وأخذ الخمس والوصاية على الأوقاف وأموال اليتامى، وصولا إلى الزعم بحقهم بحكم الناس "بالنيابة عن الإمام"، وزعمهم أنهم أخذوا الحق في كل ذلك من الإمام الغائب، سواء عن طريق الكتب المكذوبة على لسانه، أو الروايات الموضوعة على ألسنة أئمتهم السابقين، وهكذا وصل الأمر بطواغيت الرافضة إلى نصب أنفسهم أوصياء على ملوكهم، وتوليتهم بناء على ذلك شؤون الحكم والسياسة "نيابة عن الإمام"، بما لديهم من صلاحيات يزعمون أخذها من أئمتهم، كما كان دأب باباوات النصارى مع ملوك أوروبا قبل قرون، فكل من قبلوه جعلوا دولته "دولة إسلامية"، وأجازوا لأتباعهم القتال من ورائه، والتقاضي إليه، مع احتكارهم الاستيلاء على أموال الخمس "نيابة عن الإمام"، وإن رفضوا حكم ملك ما جعلوه طاغوتا، وحرضوا أتباعهم على عصيانه والخروج عليه.

وهكذا ومع تفاقم النزاعات بين أحبار ورهبان السوء الذين يتبعهم الرافضة وملوكهم، بدأ كل من الطرفين يكيد للآخر، ويسعى جهده إلى الاستئثار بالحكم من دونه، فظهر بين علماء الروافض ومراجعهم من ينادي صراحة بوجوب أن يكون الحكم بأيديهم وحدهم، وتطويرهم بذلك نظرية "الإمامة الإلهية" التي زعموا بها حق أئمتهم بولاية أمر المسلمين، لينقلوا هذا الحق إلى أنفسهم، أسوة بباقي الأمور التي كانت خاصة بأئمتهم ثم أجازوها لأنفسهم، وهكذا ظهرت نظرية "ولاية الفقيه" التي هي في حقيقتها خروج مبطَّن على أصل دينهم الباطل، وذلك بمنح كل ما حصروه بأئمتهم المزعومين إلى رجال لا يحملون الصفات التي ادَّعوا قبلا أنها واجبة في الحاكم، ليعدل ويقيم الدين على منهاج النبوة، وأهمها العصمة عن الخطأ، والعلم بكل شيء ظاهره وباطنه، حاضره وغائبه، وذلك بتعديل هذه الصفات، والتخفيف منها نوعا ما لتناسبهم.

فتحولوا من اشتراط العصمة في الحاكم، إلى الاكتفاء بالعدالة الظاهرية، ومن اشتراط العلم بكل شيء، إلى الاكتفاء بعلم ما يلزمه ليحكم بشريعتهم، أي أن يكون عالما بكلام أئمتهم، قادرا على الاجتهاد فيه، وأخذ دينهم منه.

بل وتجرؤوا على المطالبة لأنفسهم بـ "خلافة الإمام" بدل ما اكتفوا به سابقا من نيابة له، ثم جاؤوا إلى ما كانوا يرفضونه سابقا من أحكام الإمامة عند أهل السنة، التي أصلها خلافة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمته، وسياستهم بشريعة رب العالمين، ليأخذوها ويبنوا عليها نظرية "ولاية الفقيه" هذه، مع ما أضافوه إليها من بدع، وما جنحوا إليه من آراء إخوانهم المعتزلة -المنسوبين زورا إلى السنة- في هذا الشأن.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80 قصة شهيد: أبو عيسى البحريني حارس للشريعة لا جندياً ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80
قصة شهيد:

أبو عيسى البحريني
حارس للشريعة لا جندياً للقوانين

في الوقت الذي ينتكس فيه المنتكسون، وينحرف فيه المنحرفون، ويرتد فيه من يرتد، يهدي الله للحق من يشاء من عباده، ويوفقهم لسلوك درب النجاة، وإنما الأعمال بالخواتيم، و(إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها) [متفق عليه].

2/2
• في كلية الشريعة بالموصل..

بدا لأبي عيسى أن يطلب العلم الصحيح دون تزييف، ليس كما كان الحال في المعهد "الديني" الذي درس فيه خلال نشأته في البحرين، فرحل إلى الموصل التي زارها من قبل.

التحق أبو عيسى بالكلية الشرعية الأولى في الدولة الإسلامية، تعلم فيها العقيدة والفقه والتفسير والأصول ومصطلح الحديث والنحو والصرف وغيرها من العلوم النافعة، على أساتذة ومدرسين لم يجعلوا العلم مسائل نظرية فحسب، بل طبَّقوه واقعاً عملياً، كما نحسبهم، والله حسيبهم.

كلية ليست كعامة الكليَّات في العالم، فالمتخرج فيها يتخرج إلى القضاء بالقرآن والسنة، لا بالقوانين والأنظمة الكفرية، وللقيام بوظائف الجهاد والحسبة والزكاة والدعوة وغيرها من شعائر الإسلام التي تقوم عليها دواوين الدولة الإسلامية.

أحب أبو عيسى كليته فلزمها سنة ونصف، يقضي أيامه فيها بين دراسة وحفظ ومراجعة ورباط وجهاد، فشارك في معارك بيجي، ورابط في ثغر جبل مكحول، فكان من خيرة المقاتلين الصادقين.

• من يُرد الله به خيراً يُصب منه..

وكان من عرف أبا عيسى يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يُصب منه) [متفق عليه]، وفي رواية: (إن الله عز وجل إذا أحب عبدا ابتلاه) [رواه البيهقي].

فقد أصيب وابتلي مرات عديدة فصبر واحتسب، من ذلك أنه أصيب بحادث سير بليغ، بين حلب والرقة أقعده في الفراش فترة من الزمن، فما كان منه إلا الحمد والرضى على ما ابتلي به.

وما إن خرج أبو عيسى من كليَّته حتى فُرز إلى إحدى كتائب جيش الخلافة، يلقي الدروس التي تعلمها خلال دراسته، ويبيِّن ويوضح، ويرشد ويصلح، ولم تقتصر مهمته على ذلك، بل كان أسبق إخوانه إلى النزال والقتال، كلما سمع هيعة طار إليها، فشارك في معارك حماة ومنبج، كما شارك في معارك "صباح الخير" شرق الرقة، وأصيب فيها بطلقة في يده اليمنى.

لم تُقعِده الإصابة عن خوض المعارك واقتحام المعامع، فما إن سمع عن بدء حملة المرتدين على سد مدينة الطبقة حتى لبس جعبته التي لا تفارق سيارته وأخذ سلاحه وودَّع بعض أقاربه.

مكث أبو عيسى في بعض القرى غرب الرقة مرابطاً أياماً، يملأ وقته بقراءة القرآن والصلاة والصيام، وبينما هو على هذه الحال استهدفته طائرة أمريكية، يوم الجمعة (23/ ربيع الأول/ 1438هـ)، تقبله الله في الشهداء، ورفع الله قدره في عليِّين.

نسأل الله أن يُعظم أجره، وأن يتقبل منه هجرته وجهاده ورباطه ودعوته، وأن يجعله قدوة لكل من عزم على التوبة والإنابة والالتحاق بركب الخلافة.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملةً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80 قصة شهيد: أبو عيسى البحريني حارس للشريعة لا جندياً ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80
قصة شهيد:

أبو عيسى البحريني
حارس للشريعة لا جندياً للقوانين


في الوقت الذي ينتكس فيه المنتكسون، وينحرف فيه المنحرفون، ويرتد فيه من يرتد، يهدي الله للحق من يشاء من عباده، ويوفقهم لسلوك درب النجاة، وإنما الأعمال بالخواتيم، و(إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها) [متفق عليه].

ومن أولئك الذين خُتم لهم على الإيمان فيما نحسبُهم -والله حسيبهم- أبو عيسى البحريني، تقبله الله.

وهو من مواليد عام 1411هـ، عاش وترعرع على الأخلاق والشيم الفاضلة.

التحق بالمعهد "الديني" التابع لـ "الأزهر" في البحرين، فدرس فيه الدراسة النظامية "علوم الشريعة"، بما فيها من ضلال وطوام عظام، إلى أن تخرَّج فيه ليحصل على بعثة دراسية في "الأزهر" بمصر، غير أن بعض المرتدين من أقاربه عملوا على إقناعه بالانتساب لوزارة الداخلية المرتدة، فدخلها كمرشح ضابط، فما كان من بعض أقاربه سالكي طريق الحق إلا أن هجروه في الله.

أحس أبو عيسى بالمنجرف الخطير الذي وقع فيه بعد أن هجره بعض أقاربه، وكان يُكِن لهم الحب والتقدير، مما جعله يعيد التفكير بانتسابه لذلك السلك، ويبحث ويقرأ في كتب أهل العلم حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وموالاة الكفار ومناصرتهم على المسلمين.

وأخيراً طلب لقاء أحد الإخوة في البحرين ممن كان لهم ارتباط بجنود الدولة الإسلامية، فلما لقيه قال له: "أريد أن تجد لي طريقاً إلى المجاهدين"، وكان ذلك في السنة الثالثة من دراسته في سلك الداخلية، التي تزامنت مع بداية الجهاد في الشام، فما كان من الأخ إلا أن أجابه: "لن أبعث بك حتى تخرج من الداخلية وتتوب وتتبرأ من الكفر الذي وقعت به"، فقال أبو عيسى: "توبتي وبراءتي بنفيري، إذ إنني لو فعلت ما ذكرته لي لن أتمكن من النفير بسبب تمكنهم من سجني وأسري"، فرفض الأخ رفضاً قاطعاً.

مرت الأيام وأبو عيسى يتوق إلى راية التوحيد، ويجاهد نفسه ليتخلص من راية الشرك والتوبة من الردة، ويتابع كل ما يصدر عن المجاهدين من مرئي ومسموع ومقروء، إلى أن حزم أمتعته وألحَّ على من كلَّمه أول مرة أن يجد له طريقاً إلى الدولة الإسلامية خاصة دون سواها، لأنها الدولة الوحيدة التي تحكم بشرع الله تعالى وتجاهد في سبيله، وهي الدولة الوحيدة التي اجتمع على حربها الكفار والفجار شرقاً وغرباً.

تمَّت الموافقة -بفضل الله- بعد أن تاب من الكفر وتبرأ منه، فطار إلى تلك الراية التي أحبَّها وعلم صدقها وعرف منهجها، بعد قرابة العام ونصف العام تقريباً من عمله ضابطاً في الشرطة المرتدة.

• براءة من الطاغوت وولاية لأهل التوحيد..

خرج أبو عيسى من أرض البحرين كافراً بالطاغوت مؤمناً بالله وحده، متبرئا مما كان عليه من كفر وردّة، حتى وصل إلى دار الإسلام في أرض الشام، وكانت أولى مراحله فيها هي المعسكر الشرعي الذي يُدرَّس فيه التوحيد الصافي والولاء والبراء، والحب والبغض في الله، وتدرس فيه أهم أحكام الإسلام وأبرز مسائل الجهاد، ثم انتقل إلى المعسكر العسكري ليلتقي برفاقه ممَّن تعرف عليهم في البحرين قبل هجرته بأشهر.

وبعد المعسكر اختار العمل في الجندية بين رباط وغزو علَّ الله يكفِّر عنه ما مضى، فصار إلى خطوط المواجهة مع الـ PKK الملحدين ومن ناصرهم في المبروكة وغيرها، فمكث فيها مرشداً وموجهاً وخطيباً في مساجدها، ومرابطاً ومغيراً وغازياً، حتى أصيب بطلقة في بطنه، دخل على إثرها المستشفى وأجريت له عملية لم يبرأ منها إلا بعد أشهر.

ثم أعاد الكرَّة ليشارك في معركة عين الإسلام، فمكث في ذلك الثغر مدة إلى أن انحاز الإخوة منها.

ولما كان أهل السنة هم خير الناس للناس، جدَّ أبو عيسى واجتهد في دعوة الناس إلى الحق المبين، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العالمين، وخاصة جنود الطاغوت الذين خبرهم وعرفهم عن كثب، وكان ظهوره في إحدى إصدارات الدولة الإسلامية خير وسيلة لذلك، فقد دعا فيه جنود الطاغوت وبين لهم حكمهم صراحة دون تمويه أو تورية، أو تحريف أو تعمية، وتوعدهم بالوبال والنكال في الدارين إن لم يسارعوا إلى التوبة والإنابة.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملةً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

يا أهل السنة في إيران اجتنبوا طاغوت الديموقرطية لا يترك عبيد الديموقراطية، والدعاة إلى الشرك ...

يا أهل السنة في إيران اجتنبوا طاغوت الديموقرطية

لا يترك عبيد الديموقراطية، والدعاة إلى الشرك بالله فرصة إلا ودعوا الناس فيها إلى العمل بدينهم، ولو كانوا غير معتقدين به، فيحرضونهم على المشاركة في نصب الطواغيت المنازعين لحكم الله، واتخاذ الأرباب من دونه سبحانه، وذلك من خلال قبولهم بالدساتير الكفرية، واختيارهم لأعضاء البرلمانات المشرعين للقوانين الوضعية، وانتخابهم للرؤساء والزعماء الحافظين لذلك، القائمين عليه.

وفي آخر جولة من جولات علماء السوء، ودعاة الضلالة هؤلاء، نجدهم يتوجهون إلى إيران الرافضية، ليشجعوا الناس على المشاركة في انتخاب رئيس جديد لها، ويدعوا المنتسبين إلى الإسلام في تلك البلاد إلى اختيار أحد المرشحين لهذا المنصب، ساعين إلى إقناعهم بما يمكن أن يجلبه من نفع لهم، وما يخففه من ضرر عليهم، مسبغين عليهم ألقاب الإصلاح والاعتدال وغيرها من الألقاب الفضفاضة التي لا يكفُّون عن إسباغها على كل من يُلين لهم القول، أو يجزل لهم العطاء، ولو كان من أعدى أعداء الإسلام، وأكثرهم جناية على أهله.

ويُعمّي هؤلاء الضالون المضلّون وأنصارهم على حقيقة كفر كل المرشحين لمنصب الرئاسة في دولة إيران الرافضية، إذ لا يُقبل للترشيح لهذا المنصب إلا من تأكدوا من إيمانه بدين الرافضة، وعمله بشركهم، ورضاه عن طواغيتهم، ثم إنهم يزدادون كفرا بإقدامهم على الترشح لمنصب من أهم وظائفه تطبيق أحكام الدستور الإيراني الكفري، الذي يجعل من دين الرافضة الشركي أصلا لكل القوانين والأحكام في هذه الدولة، وكذلك فإن من وظائفه إقرار القوانين التي يضعها المشرعون من دون الله في برلمانهم الشركي، الذين يصوغون قوانينهم بما يتوافق مع دين الرفض، ولا يتعارض معه، ولو خالفت الإسلام بالكلية.

وكذلك فإن هذا الرئيس هو المسؤول الأول عن تنفيذ أوامر طاغوتهم الأكبر المسمّى بالمرشد، وإنفاذ أحكامه داخل البلاد وخارجها، الذي يعد كل ما يصدر عنه بمثابة الدين الذي يحلّون به الحرام، ويحرّمون به الحلال.

كما أن هذا الرئيس هو الذي يقود حروب الرافضة ضد المسلمين داخل إيران وخارجها، فكل طلقة تطلق على أهل السنة في العراق والشام وخراسان وفارس واليمن وغيرها، فإن لرئيس إيران كفل من إثمها، وإن كان الأمر والنهي بيد طاغوتهم المرشد.

وبالتالي فإن المشاركة في انتخاب رئيس لجمهورية إيران الرافضية كفر، يخرج فاعله من الإسلام، لأنه نصَّب بذلك طاغوتا يعبد من دون الله، واتخذ ربّا سوى الله، وأعان على قتال المسلمين، ووالى عليهم عدوهم.

وما يزعمه دعاة الكفر والضلال من أن هذا الانتخاب هو من باب اختيار أقل الضررين وأهون الشرّين، فإنه لا يبرّر الوقوع في الكفر بحال، إذ إن أقل الكفرين ليس بإسلام، ومن عكف على صنم بحجم إصبع يده، هو والعاكف على الصنم الكبير سواء، ومن تقرب إلى طاغوت بذبابة ومن تقرب إليه ببقرة في الحكم سواء، ومن يعبد الأوثان رغبا، كمن يعبدها رهبا، سواء بسواء.

وأما السبيل إلى إقامة الدين في أرض فارس، ورفع الحيف والظلم عن المسلمين في إيران فإنما يكون بجهاد الروافض المشركين، والسعي لإسقاط حكومتهم التي تحكم بغير ما أنزل الله تعالى، واستهداف طواغيتهم من علماء الشرك ورؤوس الضلال، وإعظام النكاية في أتباعهم المرتدين، فمن ضعف عن قتالهم، فلا أقل من أن ينحاز إلى فئته من أهل السنة، ويكثر سواد المجاهدين في سبيل الله، ويقوي جيش الموحدين من جنود الخلافة، ويهاجر إلى إحدى ولايات الدولة الإسلامية ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

إن أذى المشركين في إيران وغيرها من دول الكفر لا يندفع باستبدال طاغوت مكان طاغوت، وإن إزالة الشرك لا تكون بالانغماس فيه، والتحول إليه، ولكن باجتناب شرك المشركين، والكفر بطواغيتهم، وإعلان البراءة من كفرهم، ومنهم، وتكفيرهم ومعاداتهم، وقتالهم، وإقامة التوحيد في ديارهم، رغما عن أنوفهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17 - 18].


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ
...المزيد

أهلُ النار خمسَة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ ...

أهلُ النار خمسَة


قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ؛ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ) [مسلم]

1- (الضعيف الذي لا زَبْرَ له؛ الذين هم فيكم تبعا..)
أي لا عقل له يقوده للهدى، فهم كما بيّن القرطبي: "ضعفاء العقول، لا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية ولا فضيلة دينية، يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، لا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام". فغاية أمرهم اتباع شهواتهم.


2- (والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانه)
أي لا تظهر له فرصة للخيانة ولو صغُرت إلا أتاها، كما قال القاضي عياض: "أي لا يخفى عليه شيء مما يمكن أن يطمع فيه (وإن دقّ) بحيث لا يكاد يُدرك؛ إلا سعى في التفحص عنه والتطلع عليه حتى يجده فيخونه".


3- (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك..)
هو المخادع الذي صار الخداع صفة ملازمة له لا تنفك عنه، فيقضي ليله ونهاره وهو يتربص بالمسلمين يراوغهم ويخادعهم في أهليهم وأموالهم بالحرام، فلا يأمنه المسلم على عرضه ولا ماله.


4- (وذكَر البخل أو الكذب)
أي والبخل والكذب صفتان ذميمتان من صفات أهل النار، وهما يتقاطعان في دناءة الطبع ووضاعة النفس، والحرص على الدنيا، ولذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من البخل، ويحذر أمته من الكذب.


5- (وَالشِّنْظِيرُ الفحّاش)
هو الفاحش البذيء كما قال النووي: "الشِّنْظِيرُ: السيئ الخلق، والفحّاش المبالغ في الفحش". فلا صبر للمسلم الحيي على سماع كلامه ولا رؤية فعاله ولا حتى مجالسته، لأنه متفحش في كل أحواله، وهو مما شاع في زماننا.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد

للإطلاع على الصحيفة كاملةً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493 الافتتاحية: الحروب النفسية 2/2 ومن أساليبها ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493
الافتتاحية:
الحروب النفسية

2/2
ومن أساليبها الإجرائية اعتمادها على "التكرار" فالعدو لا يكل ولا يمل من تكرار محاولاته ويسخّر لذلك ميزانياته ووزاراته، ومن أساليبها الرائجة اعتمادها على العاطفة فأكثر المهزومين في الحروب النفسية هم العاطفيون" الذين تأسرهم البسمة وتؤذيهم النسمة مع التنبيه على أنّ العاطفة تختلف عن رقة القلب وحضوره وخشيته ووجله فذلك غذاء لقوة الروح المعنوية.

إن التصدي لهذه الحرب يقع على عاتق الجميع داخل الصف المسلم، ولكن يتولى الإعلاميون الشطر الأكبر من ذلك، وأولى الخطوات أن يدركوا أبعاد ومخاطر الحرب النفسية وخفاياها ليردوا عاديتها، لكن هذا لا يعني الرد على كل شاردة وواردة، فرغم مكر العدو وخبثه إلا أن هناك طغيانا في سفاهة الطرح لا ينبغي بحال التردي معه والنزول إلى مستواه، فبعض القضايا حلّها في إماتتها وهي قاعدة عريقة: "أميتوا الباطل بتركه".

والإسلام سبق إلى أساليب التصدي للحرب النفسية وتفرّد بها فما عنده ليس عند غيره، وذلك من خلال تعزيز إيمان المسلم بالقضاء والقدر، وحثه على الثبات والصبر والمصابرة والشجاعة ونحوها مما لا يخفى، لكن تلك الوصايا الإيمانية لن تؤتي أكلها في القلب المريض! ولذلك لا شيء يصد هذه الحروب النفسية عن المسلم مثل رد عادية الشبهات والشهوات عن قلبه بداية، وتطهيره مما ران عليه وعلق به، حتى يعود سليما قويا أهلا لاحتمال التكاليف وامتثال النصوص.

وبالجملة، فإنه لا شيء يقوي الروح المعنوية للمجاهد ويذكيها ويديمها حية متقدة؛ مثل وضوح الغاية وقوة الإيمان بها، ولذا غالب صرعى الحروب النفسية قد أوتوا من قِبل؛ تبديل عقيدتهم أو تخليهم عنها أو جبنهم عن حملها أو ضعف إيمانهم بها، وهذا لا يعني أن المجاهد لا يصيبه التعب والنصب، لكنه لا يستسلم ولا يبرح طريقه ولا يبدّل مساره حتى يحرز النصر أو يقضي نحبه دون ذلك.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493 الافتتاحية: الحروب النفسية 1/2 ينبغي للجماعة المسلمة ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493
الافتتاحية:
الحروب النفسية

1/2
ينبغي للجماعة المسلمة أنْ تحصّن أفرادها من مخاطر الحرب النفسية التي تُشن عليهم، كتلك الحرب التي تُشن على الدولة الإسلامية ويشارك فيها جنود وشيوخ وملل ودول وحكومات وجماعات وناكثون وناكصون ومراكز أبحاث وأجهزة مخابرات وعلماء وعملاء، وآخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.

ويخطئ من يظن أن الحرب النفسية تقتصر على الميدان العسكري بل هي أعم وأوسع، وإنما الميدان العسكري هو أحد ميادين الحروب النفسية التي قد تقضي على أشرس المقاتلين بدون أي طلقة؛ إنْ لم يتسلح بقوة الإيمان.

والحرب النفسية أو المعنوية تتلخص في اتباع كل الطرق والأساليب الدعائية الموجهة والمقصودة، بهدف التأثير في الخصم ودفعه نحو تبني مواقف جديدة أو العدول عن مواقفه القديمة أو على الأقل غرس بذور الشك لديه، فهي ليست عملية حدّية دفعة واحدة، بل هي عملية نسبية تتجزأ وتعتمد الأسلوب التدريجي في إحداث التأثير والتغيير، فما يحققه العدو اليوم قد لا يكون كاملا، لكنه يكفي لأن يبني عليه غدا حتى يكتمل وينتج تراجعا وضعفا في نفسية الخصم.

والذي ينبغي للمسلم إدراكه أنّ هذه الحروب مخططة موجهة ليست عشوائية ولا ارتجالية، فالعدو لديه خطة محددة ينطلق منها وليس بالضرورة أن تدلّك خطواته على ماهية خطته؛ لكنها بالضرورة تدلّك على أنها متسلسلة يتبع بعضها بعضا، مستمرة لا تتوقف حتى تنجح أو تخفق فيستبدلها أو يجري تعديلات عليها، وهي بذلك تتسق مع طبيعة الصراع القائم بين الإسلام والكفر الممتد إلى قيام الساعة.

وهذه الحروب النفسية ينتصر فيها من يمتلك الإرادة والعزيمة فيبقى ثابتا على معتقداته لا يبدّل ولا يغيّر حتى لو قلّ عدده وشحّت عدته ووهن عظمه، وهنا تتفوّق قوة الروح على قوة الجسد، ولذا ينتصر فيها الصبور النحيف على الجزِع الطرير المدجج بكل أنواع الأسلحة والحديد، ولأجل هذا اهتم الإسلام ببناء روح المسلم وتقوية إيمانه قبل تقوية بدنه، لأن عليها التعويل عندما يقلّ العدد والمدد ويضعف الجسد، فالثابتون في الباغوز -مثلا- وهنت أجسادهم لكن لم تهن عزائمهم، فكان انتصارهم بقوة أرواحهم لا قوة أجسادهم.

وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان وتصل كل فرد وتلطم كل من أذعن لها، ولذلك نهت السنة النبوية عن استشراف الفتن والتعرُّض لها، وهو ما يقوم به البعض اليوم فلا يُبقي شبهة إلا ولجها، ولا ريبة إلا أتاها ثم أنّى ينجو منها؟

ومن بين الأهداف الكثيرة للحرب النفسية، يكاد يكون الهدف الأبرز هو ضرب "الروح المعنوية" فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الحرب التي يشنها العدو بهدف تدمير نفسية الخصم وإضعاف معنوياته وتحطيم إرادته ودفعه للتراجع، وصولا لاستسلامه أو استمالته أو على الأقل تحييده.

ولعل من أخطر أهدافها بث الريبة وضرب الثقة داخل الجماعة المسلمة، وجعل الفرد يفقد ثقته بطريقه ومساره، وفي نهاية المطاف التأثير عليه ونسف قناعاته وتغيير سلوكه.

ومن أشهر أساليب الحرب النفسية بث الدعاية والشائعات والتسريبات وغيرها من الحملات الإعلامية الموجهة المكررة التي تركز على شيء معين في وقت معين، فليس هناك شيء عشوائي ولا بريء في هذه الحروب، ويتصل بذلك محاولتهم صبغ بعض المصداقية على هذه الأكاذيب اعتمادا على حوادث سابقة، فينشرون بعض الحقيقة التي تؤدي إلى بعضها الآخر المكذوب المقصود.

ومن أساليبها التركيز دوما على إشاعة القضايا الخلافية أو التي يُتوهم أنها كذلك، وجعلها مُثارة دوما، وشحن المنخرطين فيها وإيهام بعضهم أنهم يمثلون الحق وأن الآخرين يمثلون الباطل، والحقيقة أن كلا الطرفين سقطا في شراك العدو وصارا وقودا لإشعال الحرب النفسية التي من أهدافها الأساسية؛ بث الفرقة وضرب التماسك، فصار الطرفان سلاحا بيد العدو يحارب به الحق الذي لم يوفقا في إصابته.

ومن الأساليب الحديثة تقديم "الخيار البديل" وخلق صورة مقبولة له إقليميا وعالميا توافق رؤية العدو مرحليا أو كليا، كالتسويق الممنهج لنموذج "طالبان والجولاني" والضخ الإعلامي الكبير الذي كان بمثابة رسالة نفسية موجهة مفادها: "بإمكانك أن تبقى جهاديا وحاكما، لكن وفق شروطنا " وبذلك استطاع الصليبيون أن يقاتلوا المجاهدين بالجهاديين! ويحاربوا الإسلام بالإسلاميين!

ويتفاعل الفرد أحيانا مع الحرب النفسية على نحو معاكس؛ فبدلا من دفعها والتصدي لها، فإنه يلجأ الى التصالح معها بما يحقق لنفسه رضاها، فالمتراجع أو المخطئ يبحث عن الطرح الذي يعفيه من الخطأ ويقنعه أنه المصيب وأنّ الخطأ عند غيره، وبذلك يتمادى في انحرافاته ويبرر تراجعاته على ظهر غيره، فيفرح به عدوه ويجنّده جنديا في جيوش حروبه النفسية من حيث لا يدري.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً