الجهاد في سبيل الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن في الجنة ...

الجهاد في سبيل الله

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ». رواه البخاري

من أحكام الصيام في شهر رمضان * فيما يباح للصائم فعله • صب الماء على الرأس والغطس في الماء ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

* فيما يباح للصائم فعله
• صب الماء على الرأس والغطس في الماء للتبرد، قال الإمام البغوي رحمه الله: "ولو صب الماء على رأسه، أو انغمس في ماء، لم يفسد صومه، وإن وجد برده في باطنه، روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش، أو من الحر.
وقال أنس: لي أبزن أتقحم فيه، وأنا صائم، وبل ابن عمر ثوبا فألقي عليه وهو صائم" [شرح السنة].

• تذوق الطعام عند صنعه، فمع أن الطعام من مبطلات الصيام بالإجماع، إلا أن التذوق اليسير لا بأس به، فيجوز لمن صنعه أن يتذوق الطعام إذا اضطر إلى ذلك، قال الإمام ابن تيمية: "وذوق الطعام يكره لغير حاجة؛ لكن لا يفطره. وأما للحاجة فهو كالمضمضة" [مجموع الفتاوى].

• ويباح الكحل والطيب والبخور والدهن، قال ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كانت الأحكام التي تعم بها البلوى لا بد أن يبينها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيانا عاما، ولا بد أن تنقل الأمة ذلك، فمعلوم أن الكحل ونحوه مما تعم به البلوى كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب، فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما بين الإفطار بغيره، فلما لم يبين ذلك عُلم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن، والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساما، والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوى به الإنسان، وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة، فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطييبه وتبخيره وادهانه وكذلك اكتحاله" [مجموع الفتاوى].

* عقوبة من تعمد الفطر في نهار رمضان من غير عذر
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالِمٌ بتحريمه استحلالاً له وجب قتله، وإن كان فاسقاً عوقب عن فطره في رمضان" [مجموع الفتاوى].

وختاما نذكِّر المسلمين بأن الصوم ليس إمساكا عن الأكل والشرب والنكاح، وإطلاقا للجوارح -من لسان وعين وأذن ويد ورجل- تسرح وتمرح في المعاصي والمحرمات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [رواه البخاري].
وأخرج الإمام النسائي –رحمه الله- في السنن الكبرى: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر).


اللهم بلغنا رمضان، وأعز فيه الإسلام، واجعله شهر نصر وفتح وتمكين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 3/4 * مفسدات الصوم • الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

3/4
* مفسدات الصوم
• الأكل والشرب عمدا من غير نسيان: عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم، فقال: (الله أطعمك وسقاك) [رواه أبو داود وغيره]، فهذا الرجل بيَّن أنه أكل وشرب ناسيا فلم يفسد صومه.

• إخراج المني بجماع أو بغير جماع سوى الاحتلام: وذلك لأن الاحتلام وقع من غير إرادته في حال نومه، فرفع عنه حكم بطلان صومه لأنه غير مختار، بخلاف الجماع وغيره.

• القيء عمدا دون أن يغلبه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما].

• الردة عن الدين بقول أو فعل أو اعتقاد: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].

• نية الإفطار في القلب ولو لم يأكل أو يشرب: فمن نوى الإفطار أفطر لحديث (إنما الأعمال بالنيات).

* من أفسد صومه بجماع في نهار رمضان فتجب عليه الكفارة وهي على الترتيب:

عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، إذ قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت. قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين)، قال: لا، فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا)، قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر -والعرق المكتل- قال: (أين السائل؟) فقال: أنا، قال: (خذها، فتصدق به) فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: (أطعمه أهلك) [رواه البخاري].

* مكروهات الصوم
• مباشرة الزوجة بالقبلة والمعانقة لمن لا يملك إربه: عن أبي هريرة، أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المباشرة للصائم، فرخَّص له، وأتاه آخر، فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخَّص له شيخ، والذي نهاه شاب [رواه أبو داود].

• المبالغة في المضمضة والاستنشاق، وذلك خشية أن يذهب الماء إلى جوفه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) [رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة].

• التفحش في الكلام والسب والشتم والغضب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (... وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم...) [متفق عليه].

* من يرخص له الإفطار في رمضان مع القضاء أو الفدية
• الغازي في سبيل الله: ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوه لفتح مكة: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عزمة، فأفطرنا [رواه مسلم].

فإفطار الغازي في سبيل الله قوة له وللمجاهدين، ويستحب كلما اقترب المجاهد من قتال عدوه فيكون أولى من الصيام، كما عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإفطار لما اقترب القتال.

المريض والمسافر: قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

• الحائض والنفساء: عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: (كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) [رواه مسلم].

• الحامل والمرضع: فعن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع) [رواه أحمد والنسائي].

فالغازي في سبيل الله والمريض والمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع إذا أفطروا يقضون يوما عن كل يوم.

أما كبار السن الذين لا يطيقون الصيام فعليهم الإطعام دون القضاء: فعن عطاء، أنه سمع ابن عباس يقرأ وعلى الذين يُطَوَّقُونَهُ فَلاَ يُطِيقُونَهُ فدية طعام مسكين قال ابن عباس: "ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينا" [رواه البخاري].

ويلحق بهذا الصنف: أصحاب المرض الذي لا يرجى برؤه.

فائدة: لا يشترط التتابع في قضاء الصوم، قال الإمام البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: "لا بأس أن يفرق لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}" [البقرة: 184].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 2/4 * فضائل وأعمال في شهر رمضان • فقد أنزل فيه القرآن: قال الله ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

2/4
* فضائل وأعمال في شهر رمضان
• فقد أنزل فيه القرآن: قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

• وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].
وأعد الله الأجر الجزيل لمن قامه إيمانا واحتسابا: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].

• وفيه تُفتَّح أبواب الجنة وتُغلَّق أبواب جهنم وتسلسل الشياطين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين) [متفق عليه].

• ومن الأعمال الصالحة المسنونة فيه: الاعتكاف في العشر الأواخر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [متفق عليه].

• والجود بالخير ومدارسة القرآن: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة" [متفق عليه].

* فضائل الصيام
الصيام وقاية من الإثم والعذاب ولا يدخله حظ ابن آدم وأجره لا يعلمه إلا الله: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) [متفق عليه].

يدخل الصائمون من باب في الجنة يسمى الريان: فعن سهل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].

* مستحبات الصيام
• السحور: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) [متفق عليه].

• تأخير السحور: عن زيد بن ثابت -رضي الله عنهما- قال: " تسحرنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) [متفق عليه].
• تعجيل الإفطار: عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) [متفق عليه].

• الإفطار على رطبات وإن لم يجد فعلى تمرات وإن لم يجد فعلى ماء: عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [رواه الإمام أحمد وأبو داود].

• الدعاء عند الفطر: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) [رواه أحمد والترمذي].

وعن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) [رواه أبو داود والنسائي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

من أحكام الصيام في شهر رمضان 1/4 الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع ...

من أحكام الصيام في شهر رمضان

1/4
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وفرض علينا الصيام، وجعله رابع الأركان، وجعل للمفطر بعد صومه فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه الرحمن.

فهذه جملة من الأحكام التي تتعلق بشهر القرآن، شهر رمضان، نسأل الله تعالى الأجر والعتق من النيران.


* تعريف الصيام
هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات بنية الصيام، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

* حكم صيام رمضان
صيام رمضان واجب لأنه ركن من أركان الإسلام، وفريضة فرضها الله على المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وعن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].

* شروط وجوب الصيام
• الإسلام: لأن الكافر لا يقبل عمله ولا يصح. والبلوغ والعقل: فلا يجب على الصبي ولا على المجنون. لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" [رواه أحمد وأصحاب السنن].
• والقدرة والإقامة: فلا يجب على المريض ولا على المسافر، لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].

*شروط صحة الصيام
أولا: نية صيام الفريضة من الليل: فعن حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي]، إذ لا يصح عمل أو عبادة إلا بنية لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه]، ومحل النية القلب، ووقتها من بعد غروب الشمس حتى الفجر إذا كان الصوم فرضا، ولا تبطل النية بأكل أو شرب أو جماع بعد ذلك، وقد يتساءل المرء: هل تكفي نية واحدة للصوم، أم يجب تجديد النية كل ليلة؟ والجواب أن المسألة فيها خلاف، والراجح أن الصوم المتتابع كصوم رمضان تكفي فيه نية واحدة، ولكن إذا طرأ طارئ كحيض أو نفاس أو مرض أو سفر وانقطع الصوم فيلزم تجديد النية حين انتهاء مانع الصوم.

ثانيا: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى الغروب: قال الله تعالى: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

ثالثا: طهارة المرأة من الحيض والنفاس: فلا يجب على حائض أو نفساء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم، فذلك نقصان دينها) [رواه البخاري]، وعلى المسلمة أن تقطع صومها متى ما رأت دم الحيض أو النفاس وإن كان ذلك قبل أذان المغرب بقليل، ثم تقضي ذاك اليوم، وعلى المرأة إن حاضت أو نفست ثم طهرت قبل الفجر أن تنوي الصيام، أما إذا نامت مثلا ولم تنتبه لطهرها متى كان؛ أَقَبْل الفجر أو بعده، فعليها أن تمسك وتصوم، وتقضي ذاك اليوم لاحقا. وإذا طهرت خلال النهار وقبل انقضاء اليوم فعليها القضاء دون الإمساك على الأرجح والله أعلم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11a11
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82 الافتتاحية: الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 82
الافتتاحية:

الإمام جُنّة
يُقاتل من ورائه.. ويُتّقى به..

خلق الله -تعالى- البشر جميعا، وعرَّفهم الصراط المستقيم، فمنهم من اهتدى إليه، ومنهم من ضلّ عنه، ولم يجعلهم -سبحانه- أمّة واحدة، فكانت إرادة الله أن يبقوا مختلفين لحكمة منه، فقال: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: 19].

ولِيقيَ عبادهُ من التفرّق وشرّہ، أمرهم -جل جلاله- بالاعتصام بحبله المتين، وهو جماعة المسلمين، وبيَّن لهم نعمته عليهم بإقامة هذه الجماعة، ووقايتهم بها من المهالك، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة رضي الله عنه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها) [رواه مسلم].

وأمرهم -سبحانه- بطاعة أئمة المسلمين بالمعروف، في المنشط والمكره، وبين أن وجود الإمام رحمة بالعباد، إذ يقيهم الله ببأسه بأس عدوهم، ويقيهم بسلطانه تعدِّي بعضهم على بعض، ويقيهم باجتماع الناس عليه الفتن بمختلف أنواعها، فقال عليه الصلاة والسلام: (ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة، يقاتل من ورائه، ويُتّقى به) [رواه البخاري].

وأكثر ما يعرف المسلمون نعمة وجود إمام للمسلمين في وقت الفتن، إذ تجتمع عليه الأمة، ويسمعون له ويطيعون، وإن كان فيما يكرهون، أو في خلاف ما يرون ويشتهون، ولعل أفضل نموذج لهذا ما حدث للصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتنة مانعي الزكاة من مرتدي القبائل، إذ وقاهم الله من الاختلاف والافتراق باجتماعهم على رأي إمامهم، وطاعته، رغم ما كان منهم من معارضة قتالهم في بادئ الأمر، فقاتلوا من ورائه، وحفظوا بذلك جماعتهم، وكسروا شوكة المرتدين، وأخمدوا فتنتهم.

قال أبو هريرة، رضي الله عنه: (لما كانت الردة قال عمر لأبي بكر: تقاتلهم، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كذا وكذا؟ قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لا أفرِّق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلنَّ من فرَّق بينهما، قال: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا) [رواه أحمد].

ولقد عاين المسلمون الحال التي سادها التفرق والاختلاف، والتنافس والتنازع بفقدان الإمام، وغياب جماعة المسلمين، التي منعت اجتماعهم، وذلك بتحول أي خلاف في الرأي، أو شكاية من مظلمة، أو تنازع على شيء من الدنيا، إلى خصومة، تُبنى عليها تحزبات تشقّ الصفوف، وتفرق الشمل، بل وتؤدي غالبا إلى التعادي والاحتراب، والتنابذ والاقتتال، الأمر الذي كان دائما في مصلحة الأعداء، بانشغال المسلمين عن قتالهم، وإضعافهم صفَّهم بأيديهم، والابتعاد بذلك دائما عن تحقيق أهدافهم.

كما عاينوا اليوم -بفضل الله- حالهم تحت ظل الخلافة، وبوجود الإمام الذي تكونت بالاجتماع عليه جماعة المسلمين من جديد، وقد وقاهم الله -تعالى- به من الوقوع في كثير من الفتن، التي سببها اختلاف في الدين، أو شهوة في دنيا، أو أخطاء ومظالم تقع هنا وهناك، فترفع كل هذه الأمور إلى الإمام أو من ينوب عنه، ويقضي هو فيها بالمعروف، فيسمع له المسلمون ويطيعون، فيما رضوا وكرهوا على حد سواء، ويجتنبون بذلك أن يرفعوا سيوفهم في كل أمر يختلفون فيه، وكل شيء يتنازعون عليه، فيطيعون بذلك ربهم، ويحفظون دماءهم وأموالهم، وتدوم لهم جماعتهم ودولتهم.

وإن من واجب كل مسلم أن يشكر الله على هذه النعمة، ويتذكر حاله قبل أن ينعم الله عليه بها، ويحذر أن تزول عنه، وما شكرها إلا بطاعة الله فيها، بأن يجتنب كل ما يؤدي إلى شق صف المسلمين، ويزهد في كل ما يتنازع الناس عليه، وأن يلين بأيدي إخوانه، ويذلّ لهم، ولا يعتزّ عليهم، وأن يسمع ويطيع في المنشط والمكره، ويحسن الظن بمن ولي أمره من المسلمين، ويردّ إليهم كل أمر، ولا يتبع خطوات الشيطان، فيهلك نفسه، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 82
الخميس 29 شعبان 1438 ه‍ـ
...المزيد

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين ...

تأسوا أيها الأنصار بهؤلاء الأبطال

من زاوية أخرى، فإن في هذه الهجمات الجريئة لفتة مهمة للعاملين في ميدان المناصرة: أن هؤلاء الأبطال هم من أحق الناس بهذا الوصف المشرّف، فهم مَن نصر حقاً وبرهن نصرته بالعمل، فليأسَ المناصرون بهذه النماذج المشرقة للنصرة على منهاج النبوة ممن قلّ كلامه وكثر عمله، وأتبع العلم العمل ولم يخص مع الخائضين، بل خاض غمار الموت نصرة لدينه وإعلاء لشريعة ربه سبحانه، فهم منا ونحن منهم أينما كانوا وحلوا، ولقد أتموا بيعتهم، ووثقوها بدمائهم وهل يعلو فوق بيعة الدم بيعة؟ فإنها أصدق البيعات وأوفاها وأعلاها وأصحها سنداً، وأوثقها صلة، ومن كان مبايعاً فليكن هذه بيعته، ومن كان متأسياً فليكن هؤلاء الأبطال أسوته.

هم منا ونحن منهم، تجمعنا بهم رابطة العقيدة والأخوة والولاء للمؤمنين، ونتعاون معهم على البر والتقوى والعداء والنيل من الكافرين، وكل بيعاتهم ماضية لو أسرّوها، تقبل الله منهم وأتمّ أجورهم وأمضى جهادهم، ولو تناءت الأجساد والبلاد فقد أدنتهم أخوة الدين حتى كأن دماءهم اختلطت بدماء إخوانهم في دار الخلافة وشتى ولاياتها، هم منا ونحن منهم والله نسأل أن يجمعنا وإياهم في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربِّ العالمين.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 450
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

عِدَّةُ المتوفَّى عنها زوجُها 2/2 ◾ سؤال وجواب • هل يجوز للمعتدة الخروج من بيتها ...

عِدَّةُ المتوفَّى عنها زوجُها
2/2

◾ سؤال وجواب

• هل يجوز للمعتدة الخروج من بيتها لحاجة؟

لا تخرج المعتدة من بيتها في النهار إلا لحاجة كبيع أو شراء، ولا في الليل إلا لضرورة كالذهاب إلى مستشفى للعلاج. قال الإمام ابن تيمية، رحمه الله: "وتَلزَم منزلها فلا تخرج بالنهار إلا لحاجة ولا باللَّيل إلا لضرورة" [مجموع الفتاوى].

وذلك لأن الليل مظنَّة الفساد، والنهار مظنة الحوائج، ودليل جواز خروجها للحاجة حديث جابر -رضي الله عنه- قال: طُلِّقت خالتي ثلاثا، فخرجت تَجُدُّ نخلاً لها، فلقيها رجل، فنهاها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال لها: (اخرجي فجُدِّي نخلك، لعلَّك أن تصدَّقي منه أو تفعلي خيرا) [رواه أبو داود].

• هل يجوز للمعتدة أن تخرج لزيارة صديقتها إذا استوحشت؟

يجوز للمعتدة أن تزور صديقتَها القريبة منها أو جارتها للاستئناس بها إذا استوحشت، ولا يجوز لها المبيت في غير بيت زوجها، فعن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير قال: قال مجاهد رحمه الله: استُشهد رجالٌ يوم أُحُد عن نسائهم، وكن متجاورات في داره، فجئن النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن: إنا نستوحش يا رسول الله بالليل، فنبيت عند إحدانا، حتى إذا أصبحنا تبددنا إلى بيوتنا؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (تَحدَّثن عند إحداكن ما بدا لكن، حتى إذا أردتن النوم فلتأت كل امرأة إلى بيتها) [رواه عبد الرزاق في مصنفه].

• لو خرجت المرأة المعتدة من غير حاجة فهل عليها أن تقضي العدة؟

أجاب الإمام ابن تيمية -رحمه الله- فقال: "العدة انقضت بمُضِي أربعة أشهر وعشرا من حين الموت ولا تقضي العدة. فإن كانت خرجت لأمر يُحتاج إليه ولم تبت إلا في منزلها فلا شيء عليها. وإن كانت قد خرجت لغير حاجة وباتت في غير منزلها لغير حاجة أو باتت في غير ضرورة أو تركت الإحداد: فلتستغفر الله، وتتوب إليه من ذلك، ولا إعادة عليها" [مجموع الفتاوى].

• هل يجوز للمعتدة الخروج لأداء فريضة الحج أو العمرة أو السفر؟

لا يجوز للمعتدة الحج باتفاق الأئمة، فعن سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يَرُدُّ المتوفى عنهن أزواجهن من البيداء، يمنعهن الحج [رواه مالك في الموطأ].

وكذلك لا يجوز لها أداء العمرة، قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا حميد الأعرج، عن مجاهد قال: كان عمر وعثمان، رضي الله عنهما: "يُرجِعانِهِنَّ حواجَّ ومعتمراتٍ من الجحفة وذي الحليفة" [رواه عبد الرزاق في مصنفه].

وكذلك السفر لأي مكان من باب أولى لقوله -صلى الله عليه وسلم- لفريعة: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله) [رواه أبو داود والترمذي].

فهذه جملة أحكام للمعتدة، التي عليها الصبر واحتساب الأجر والانقياد لأوامر الله، فقد قال الله، عز وجل: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 51 - 52].

هذا والله أعلى وأعلم، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

عِدَّةُ المتوفَّى عنها زوجُها 1/2 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى ...

عِدَّةُ المتوفَّى عنها زوجُها

1/2
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن عدة المُتوفَّى عنها زوجُها أصبحت عند كثير من النساء اسماً بلا تطبيق، فيقال مُعتدة، فقط لأن زوجها توفي، لا من باب أنها ملتزمة بأحكام العدة، التي يجب فيها على المرأة الصبر، والقبول، والتسليم، والخضوع لأحكام الله تعالى، والتي يُعرف بها إيمانُ المرأة وتسليمُها لربها، وكذلك هي استبراء لرحِمها، ووفاء لزوجها، فيجب على المرأة المعتدة للوفاة أن تتعبَّد الله –تعالى- بتطبيق هذه الأحكام، وإلا كانت من الآثمات المضيِّعات لحق الله، تبارك وتعالى.

قالت زينب: سمعت أم سلمة، تقول: جاءت امرأة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي تُوفي عنها زوجها، وقد اشتكت عينها، أفتكحلها؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا) مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول: (لا)، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنما هي أربعة أشهر وعشر، وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول) [متفق عليه].

فلا بد للمرأة أن تلتزم أمر ربها وسنَّة نبيِّها -صلى الله عليه وسلم- تعبُّدا وخضوعا وحبا لشرع الله، وتسليما له سبحانه.

وهذه جملة من أحكام العدة التي تتعلَّق بالمرأة المُتوفَّى عنها زوجها، وهي:

1- تعتد أربعة أشهر وعشراً إن لم تكن حاملاً،
لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234]، فإن كانت حاملاً فتنتهي عدتها بوضع حملها، لقوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4].

2- وجوب إقامتها في بيت زوجها حتى انقضاء عدتها:
والدليل أن فريعة بنت مالك -رضي الله عنها- لما توفي زوجها، سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ترجع إلى أهلها فتمكث عندهم فقال: (امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله)، قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا، قالت: فلما كان عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أرسل إليَّ فسألني عن ذلك، فأخبرته فاتَّبعه، وقضى به [رواه أبو داود والترمذي].

3- اجتناب الزينة في بدنها
مثل خضاب الشعر بالحناء أو الأصباغ، أو زينة الوجه كالكحل وغيره، واجتناب كل أنواع الحلي مثل الذهب والماس واللؤلؤ وغير ذلك سواء كان قلادة أو خلخالا أو سوارا أو غيره، فعن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (المتوفَّى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب، ولا المُمَشَّقَة، ولا الحلي، ولا تختضب، ولا تكتحل) [رواه أبو داود].

4- اجتناب الزينة في الثياب
مثل لبس الحرير والثياب المنقوش عليها والمخططة بعدة ألوان وغيرها مما يلبس للتزيُّن والتجمل، كما في حديث أم سلمة الذي رواه أبو داود. قال الإمام البغوي، رحمه الله: "وأما المصبوغ للزينة كالأحمر، والأصفر، والأخضر الناضر، فلا يجوز لبسه، ولا تلبس الوشي، والديباج والحلي" [شرح السنة]، وقال الإمام ابن تيمية، رحمه الله: "ويجوز لها أن تلبس ثياب القطن والكتان وغير ذلك مما أباحه الله" [مجموع الفتاوى].

5- اجتناب الطيب
إلا إذا طهرت من حيض فيُرخَّص لها للتنظيف لا للتطيُّب، فعن أم عطية -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَحُدُّ امرأة على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، أربعة أشهر وعشرا، ولا تلبس ثوبا مصبوغا، إلا ثوب عصْب، ولا تكتحل، ولا تمس طيبا، إلا إذا طهرت، نبذة من قسط أو أظفار) [متفق عليه واللفظ لمسلم].
قال الإمام البغوي، رحمه الله: "ولا يجوز لها استعمال الطيب، فإن طهرت من المحيض، فرُخِّص لها في استعمال شيء من قسط، أو أظفار في محل حيضها" [شرح السنة].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81 حوار: أمير هيئة النقد: ندعو المسلمين إلى نبذ النقود ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81
حوار:

أمير هيئة النقد:
ندعو المسلمين إلى نبذ النقود الورقية والتعامل فقط بالنقود الإسلامية

مبيِّناً سبب إصرار الدولة الإسلامية على إتمام مشروع النقود الإسلامية رغم الصعوبات الكبيرة.
وشارحاً خطورة استمرار تعامل الناس بالعملات الورقية.

وموضحاً فائدة استخدام النقود الإسلامية في الادخار والتداول.

5/5
ماذا بعد انتشار الدينار الذهبي والدرهم الفضي والفلس النحاسي، ووصوله إلى أيادي المسلمين في أرض الدولة الإسلامية، ودخوله مرحلة التداول الحقيقي في أسواقها؟

إن هدفنا الأول في هذا المشروع هو التقرب إلى الله تعالى بإخراج من تحت أيدينا من المسلمين من دائرة الربا العالمية، وكذلك حفظ أموالهم من أن تتآكل قيمتها من دون أن يشعروا، أو تذهب بالكلية نتيجة أزمة مالية يفتعلها سماسرة الربا في شرق الأرض أو غربها، أو نتيجة الحرب المستمرة التي يشنها أعداء الله ضد الدولة الإسلامية.

ولا شك أننا نعد ما مكننا الله منه من نشر النقود الحقيقية بين الناس، وإعادتها إلى حيز الادخار والتداول والتجارة، فتحا مبينا من الله، لا يقل في أهميته عمَّا منَّ به الله -سبحانه- علينا من فتوح للأمصار والبلدان خلال السنوات الماضية.

فقد أعاننا ربنا أن نجدّد في باب من أبواب السياسة الشرعية، كما أعان إخواننا في كل دواوين الدولة الإسلامية وهيئاتها ومكاتبها أن يجددوا في أبواب مختلفة من الدين سعى المشركون والمرتدون جاهدين أن يزيلوها من الوجود، ومكننا -جل جلاله- من فعل ما عجزت عنه كل الدول التي زعمت لعقود عداءها للرأسمالية الأمريكية، وحربها على الدولار الأمريكي والعملات الورقية التابعة له، دون أن يجرؤ أي منهم على تحدي هذا الدولار، والعودة إلى التداول بالذهب والفضة والنحاس، ولكننا فعلنا -بفضل الله- ولم نخش في ذلك إلا الله سبحانه.

وإننا اليوم نسعى جاهدين لإخراج كل ما في أيدي المسلمين ومدخراتهم من العملات الورقية، وأن تعود النقود الإسلامية لتحل محلها بالكامل
.
وإننا ندعو إخواننا من المسلمين عامة، ومن جنود الدولة الإسلامية خاصة، إلى أن يسارعوا إلى التخلص مما في أيديهم من عملات ورقية وأن يستبدلوا بها النقود الإسلامية، فلا يدخروا إلا ذهبا وفضة ونحاسا، وما قام مقامها من السلع الأساسية ذات القيمة الحقيقية، ولا يخرجوا زكاة أموالهم، وصدقاتهم، ودياتهم، إلا بهذه النقود، ولا يتبايعوا فيما بينهم إلا بها.

ولن يطول بهم الزمن حتى يروا البركة في أموالهم، بإذنه سبحانه، ولن يطول بهم زمن حتى يروا الناس كلهم يلحقون بهم، فلا يتعاملون إلا بالنقود الحقيقية، فيكون لهم سهم في أجر تدمير النظام الاقتصادي الربوي العالمي، الذي أقامته أمريكا الصليبية، وأمسك بزمامه ملاعين اليهود.

والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81 حوار: أمير هيئة النقد: ندعو المسلمين إلى نبذ النقود ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81
حوار:

أمير هيئة النقد:
ندعو المسلمين إلى نبذ النقود الورقية والتعامل فقط بالنقود الإسلامية

مبيِّناً سبب إصرار الدولة الإسلامية على إتمام مشروع النقود الإسلامية رغم الصعوبات الكبيرة.
وشارحاً خطورة استمرار تعامل الناس بالعملات الورقية.

وموضحاً فائدة استخدام النقود الإسلامية في الادخار والتداول.

4/5
• ذكرت أن الناس يلجؤون حين الأزمات إلى الذهب، ولكن بمجرد أن تنجلي الأزمة فإنهم سرعان ما يعودون إلى استبداله بالعملات الورقية، فما السبب في ذلك؟ وما السبيل للتخلص منه؟

السبب الأول هو الحكومات الكافرة، التي تبني اقتصاداتها على أساس من سحت الربا، فتحافظ عليه وتحارب أي محاولة للتخلص منه، فقد جعلت هذه النقود الورقية أداة الإقراض ووسيلة الربا الأساسية، وبالتالي فإن من اعتاد أكل السحت يسارع للعودة إلى هذه الأوراق بمجرد أن يشعر أن أسواق الربا في مأمن من التقلبات، وذلك كي يعود إلى أكل ربا البنوك والسندات وغيرها من جديد، وكذلك فإن من يتوجه إلى الاستهلاك فإنه يحتاج إلى استبداله النقود الورقية بالذهب للتعامل مع الأسواق التي لا تتقبل غير هذه العملة، كما خطط لذلك طواغيت الحكم وإخوانهم من كبار المرابين.

أما بالنسبة لنا، فالحمد لله اقتصاد المسلمين طاهر من الربا، ومن فعله أخذنا على يده ومنعناه منه وعاقبناه، ولذلك فلا حاجة للعملات الورقية عند الاعتماد على الذهب والفضة كليا بعد توفيرهما للناس، وانتشارهما في الأسواق.

وهذا ما نعمل عليه في مشروع النقود الإسلامية، بسكِّنا للنقود الذهبية والفضية والنحاسية، وبفئات مختلفة، ونشر هذه النقود في السوق رويدا رويدا، فتدخل في دورات التجارة المختلفة، وتستقر في أيدي الناس بالادخار، وتزيح العملات الورقية المحلية والأجنبية، وتحل محلّها، بإذن الله.

ومن أهم عوامل جذب الناس في أراضي الدولة الإسلامية لاستبدال النقود الإسلامية (من دنانير ذهبية، ودراهم فضية، وفلوس نحاسية) بالأوراق النقدية، أن كل دواوين الدولة الإسلامية وهيئاتها ومكاتبها لا تتعامل بغير هذه النقود، وكذلك فإن كل ما تبيعه الدولة الإسلامية من سلع يمكن شراؤه بهذه النقود، وهذا عامل تثبيت إضافي لقيمة النقود الإسلامية بالإضافة لقيمتها الحقيقية، المتمثلة بقيمة المعادن التي سُكَّت منها، وفوق ذلك كله فإن إدراك المسلمين للجانب الشرعي في القضية، المتمثل بوجوب الخروج من دورة الربا التي وضعهم فيها الطواغيت والمرابون رغما عنهم، وتطهير أموالهم مما يشوبها من شبهة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81 حوار: أمير هيئة النقد: ندعو المسلمين إلى نبذ النقود ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 81
حوار:

أمير هيئة النقد:
ندعو المسلمين إلى نبذ النقود الورقية والتعامل فقط بالنقود الإسلامية

مبيِّناً سبب إصرار الدولة الإسلامية على إتمام مشروع النقود الإسلامية رغم الصعوبات الكبيرة.
وشارحاً خطورة استمرار تعامل الناس بالعملات الورقية.

وموضحاً فائدة استخدام النقود الإسلامية في الادخار والتداول.

3/5
• لو أردنا أن نتكلم عن العلاقة بين الأوراق النقدية والذهب هذا الوقت، كيف توضح لنا هذه العلاقة؟

إن من يتابع تطور أسعار كل من الذهب والدولار، والعملات الورقية الأخرى المرتبطة به، سيجد أن الأسعار متباعدة مع الزمن، فتزداد قيمة الدولار هبوطا مقارنة بالذهب، لا أن قيمة الذهب تزداد صعودا مقارنة بالدولار كما يروج أولياء الدولار، فقيمة الدولار اليوم هي أقل بثلاثين مرة من قيمته أمام الذهب منذ انكشاف خدعة ربط الدولار بالذهب قبل نصف قرن تقريبا، وإعلان الأمريكيين إنهاء هذا الارتباط، في حين أن قيمة الفضة مقابل الذهب لم تهبط إلا بمقدار الثلث فقط خلال الفترة نفسها.

وما يزال الذهب هو الملاذ الأوسع للهاربين من تقلبات أسعار الدولار، فعند أي بادرة لأزمة اقتصادية نجد أن أسعار الذهب تزداد (بمصطلحهم)، وذلك أن أصحاب الأموال يسارعون إلى التخلي عن دولاراتهم ويتمسكون بالذهب الآمن، فإذا انجلت الأزمة عادوا لشراء الدولارات لكي يتمكنوا من الاستثمار في أسواقهم التي حصروا التعامل فيها بالأوراق النقدية.

وكذلك الأمر في الحروب والاضطرابات إذ سرعان ما تتراجع قيمة العملات المحلية، وتختلف سرعة التراجع بحسب قوة اقتصاد الدولة، وصولا إلى انهيار سعر العملة وفقدانها قيمتها، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر، وليس بعيدا عنا حال العملات الورقية في العراق والشام، إذ تراجعت قيمة دينار الطاغوت صدام 660 ضعفا تقريبا خلال 5 سنوات فقط، بسبب الحرب بينه وبين الصليبيين، عقب غزو الكويت والحصار الذي فُرض على العراق بعد ذلك، فما كان الفرد يشتريه بدينار واحد قبل انهياره، بات يحتاج إلى 660 دينارا لشرائه بعد التراجع الحاد لقيمته، الأمر الذي أدى لفقدان الناس أموالهم ومدخراتهم بدرجة كبيرة، وإفقارهم، وتجويعهم، وكذلك وجدنا عملة النظام النصيري تنهار وتخسر 10 أضعاف قيمتها بعد 6 سنوات من الحرب فقط، وهكذا الأمر في كل الدول التي دخلت حروبا، أو حلت فيها الاضطرابات.

ولذلك نجد أن أي بلد تدخل في حرب أو يتجه الوضع فيها نحو الاضطراب يرتفع فيها سعر الذهب بسبب الإقبال الشديد من الناس على اقتنائه للادخار، لمعرفة الناس حتى العوام منهم أن العملات الورقية لا تثبت أمام الهزات القوية وسرعان ما تنهار.

وهذا ما يجب أن يحرص عليه المسلمون داخل أراضي الدولة الإسلامية وخارجها، وهو أن يستبدلوا ما له قيمة حقيقية من السلع بما لديهم من عملات ورقية، وخاصة الذهب والفضة، لاستقرار أسعارهما، وسهولة التعامل بهما، تخزينا، ونقلا، وتداولا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 81
الخميس 22 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً