. [الموعظة خطاب من القلب إلى القلب] الحمد لله وبعد: فلقد كان الداعي إلى ...

. [الموعظة خطاب من القلب إلى القلب]

الحمد لله وبعد:
فلقد كان الداعي إلى الله فيما مضى على قلة علمه وببساطة كلماته يجد من الناس إقبالا على دعوته، ويرجع العاصي إلى الله تائبا بمجرد موعظة يسيرة قليلة الكلمات يسمعها، ولقد كانت مهابة الداعي في قلوب الناس تبعث على توقيره وقبول دعوته، أما اليوم فقد ذهب ذاك والله المستعان.

ويرجع الأمر إلى عدة أسباب منها: انقلاب الموازين بالنسبة للداعي والمدعو على حد سواء، كفقد الصدق من كلا الطرفين، فقد كان الداعي فيما مضى من الزمن صادقا في دعوته مع ربه أولا ثم مع المدعو حيث لم يكن التعالم وطلب الشرف والجاه والرياسة كما هو الحال في أيامنا هذه، وكذلك حرص الداعي على المدعو بأن ينقذه من النار ومن براثن الشيطان، أما بالنسبة للمدعو فقد كان صادقا في إنصاته للداعي راجيا للنجاة طالبا لرضا ربه.
أما اليوم فقد أصبح المدعو يتطاول على الداعي ويحتقره ويرى نفسه أرفع من أن يستمع لموعظة أو كلمة من صادق يريد نجاته بتلبيس من الشيطان.

ولعل لهذه الوسائل المتوفرة اليوم يد في ذلك، فقد أصبح الجميع يطل على النت ويتلقف بعض المعلومات فيظن نفسه أنه قد بلغ واستغنى عن موعظة غيره، وقد نسي القوم أن الموعظة هي مخاطبة للقلوب وولوج إليها فتمسح عنها ما أصابها من درن وتبيض ما اسود منها، وهذا غائب عن هذه الوسائل الإلكترونية الجامدة، دون أن نهمل إخلاد الناس إلى الأرض وطمعهم في زخارفها فاستحوذ عليهم الشيطان وصدهم عن قبول الدعوة إلى الله، وجوانب أخرى لا يصلح المقام لذكرها هنا والله المستعان.

وإني لأرجو بهذا المقال الدعوة إلى إعادة النظر في النفوس وتصحيح المسار والرقي بالتنزه عن العوائق الصادة عن الله والرجوع إليه والله الموفق.

-أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي -
...المزيد

الخلاف الممنوع والخلاف المشروع وأدب الخلاف: الحمد لله وبعد : إن للخلاف معنيان، خلاف هو شر ...

الخلاف الممنوع والخلاف المشروع وأدب الخلاف:

الحمد لله وبعد :

إن للخلاف معنيان، خلاف هو شر وجب مجانبته وتركه والبراءة منه، وهو ضد الائتلاف والمطاوعة، وهو ناتج عن عصبية وانتصار للنفس، وقد حذر منه الله عز وجل في قوله:" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ونبيه في قوله صلى الله عليه وسلم:" يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا"، وهذا الذي ذكره ابن مسعود فيما رواه أبو داود وغيره عن عبد الرحمن بن يزيد قال كنا مع عبد الله بن مسعود بجمع، فلما دخلنا مسجد منى، سأل كم صلى أمير المؤمنين؟ قالوا : أربعا، فصلى أربعا، قال: قلنا: ألم تحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين، وأبا بكر صلى ركعتين ؟! فقال: بلى، وأنا أحدثكموه الآن، ولكن عثمان كان إماما، فما أخالفه، والخلاف شر" وفي الحديث نكتة أرجئ ذكرها إلى آخر مقالي.
المعنى الثاني للخلاف، هو الخلاف الفقهي والخلاف في مسائل العلم الذي تسعه دائرة أهل السنة، وهو راجع إلى اختلاف فهوم العلماء لنصوص الكتاب والسنة وتفاوت مراتب الإدراك لدى عقول البشر، وهو واقع لا محالة إلا أنه غير مطلوب.
وهذا الخلاف هو كخلاف العلماء في إخراج زكاة الفطر نقدا بين مجزئ ومانع، والواجب علينا تجاه خلاف كهذا أن يسعى المسلم جهده في إدراك الصواب فيه باحثا في أدلة الفريقين مستعينا بالله على ذلك، فإن بلغ ببحثه نتيجة، اعتقد الصواب في ذلك، والخطأ في خلافه، لكن لا يتعدى إلى تسفيه المخالف أو تبديعه أو السخرية منه، كما هو واقع مع كل أسف أيامنا هذه حول هذه المسألة التي لا تعدو كونها فقهية قد اختلف حولها السلف قبل الخلف، ففي هذا المعنى ما ينسب للإمام الشافعي: ( رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) وفي مثل هذه المسألة اختلف ابن مسعود مع عثمان، وقد أنكر ابن مسعود على عثمان ما ذهب إليه وخطأه، ولكنه لم يقع فيما وقع فيه الناس أيامنا هذه، بل أنكر فعلهم بقوله " الخلاف شر" .
أما عن أدب الخلاف فهو في حد ذاته علم ينبغي أن يعنى به طالب العلم حتى يتخلق بأخلاق العلماء ويتأدب بأدبهم، فإن كان على ذلك وفق بإذن الله لكل خير، ويتضح مما سبق بيانه من الأمر بالمطاوعة وعدم التشنيع والتسفيه والتبديع للمخالف إذا كانت المخالفة فيما تسعه دائرة الخلاف، كقضية الحال، ويظهر ذلك جليا في حديث ابن مسعود السالف الذكر، حيث صلى خلف عثمان بمنى أربعا رغم أنه يرى عدم مشروعيته طلبا للائتلاف ودرءا للخلاف المذموم.

وأما عن النكتة في حديث ابن مسعود فاشتماله على معنيي الخلاف، وكذا اشتماله على كيفية التعامل مع المخالف والأدب الذي على المسلم أن يتحلى به.

والله أسأل أن يوفقنا للتحلي بأخلاق العلماء الأصفياء الأتقياء.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي -
...المزيد

. العالم الرباني والداعية المخلص والمعلم الصادق يعلم علم يقين أنه لا مزية له على الناس في تعليمهم ...

. العالم الرباني والداعية المخلص والمعلم الصادق يعلم علم يقين أنه لا مزية له على الناس في تعليمهم ودعوتهم إلى الله عز وجل، فهو عامل من عمال الله يقوم بواجب الدعوة إلى الله وتعليم الناس دينهم، وأركز على كلمة ((واجب)) فمن طلب العلم وحصل منه ما وفقه الله له، وجب عليه وتعين عليه إنفاقه ودعوة الناس إليه، فلا ينبغي أن ينظر إلى حظوظه النفسية ولا يطلب رياسة ولا جاها ولا زعامة ولا مرجعية، ولا يستشرف لقبا ولا تكريما ولا عطاء من البشر، فإن فعل ضاع سعيه وحبط عمله والله المستعان.
بل إن الداعية العاقل يعلم أنه إن قام على الدعوة إلى الله تعالى فإنه سوف يؤذى وسيبتلى وعليه أن يصبر ويظهر جلده في الدعوة إلى الله والصبر على الأذى في سبيل ذلك، لذلك قال الله عز وجل مخاطبا نبيه حين أنزل عليه القرآن:" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا، فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا" فالعقل البشري يظن أن تنزيل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مقام تشريف وتكريم، فهو يقتضي الشكر، لكن الله عز وجل لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالشكر ولكنه أمره بالصبر، لأن حكمة الله تقتضي البلاء لمن أوتي خيرا وعلما فاقتضى الأمر الصبر، وإن في ذلك لأسوة لمن أوتي علما ونال من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك قال الله تعالى في سورة العصر:" والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فالسورة الكريمة تقرر أن كل إنسان هو في خسارة محققة، إلا من آمن وعمل بإيمانه، ودعا إليه وصبر على الأذى في ذلك، ولما فقه الراهب ذلك قال للغلام: إنك اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي".

يا معلم الناس الخير ويا أيها الداعية إلى الله لا تظنن أن لك مزية على الناس، فلا تنتظر منهم شكرا ولا إطراء ولا جاها ولا عطاء ولا ألقابا، ولكنك((عامل)) من عمال الله تقوم بواجبك الذي أوجب الله عليك، وإني أبشرك أن الله سيرفعك عنده وفي ملئه وبين الناس وسيكتب لك القبول في أرضه ... فقط ... أخلص له واصدق في دعوتك فإني ضامن لك ألا يضيع من أجرك شيئا.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي-
...المزيد

الحمد لله وبعد: فإن من سنة الله في عباده المؤمنين أن ينزل عليهم البلاءات والمحن ليميز الخبيث من ...

الحمد لله وبعد:

فإن من سنة الله في عباده المؤمنين أن ينزل عليهم البلاءات والمحن ليميز الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب، قال عز وجل:" ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" وقال تعالى:" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين" وكذلك ليكفر عنهم الذنوب والآثام ويرفع لهم الدرجات ويكتب لهم المنازل في الجنان، فقال صلى الله عليه وسلم:" إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتى يبلغه إياها" وقال :" عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط"، ولكن هذا الجزاء وهذه الدرجات المترتبة على هذه البلاءات، متعلقة بالصبر والرضا، وقد أمر الله أنبياءه وعباده بالصبر وجعله من أعظم القربات التي رتب الله عليها أجورا عظيمة وجعله سبيلا للنجاة والفلاح، فقال عز وجل:" والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" قال الشافعي رحمه الله لو ما أنزل الله على عباده إلا هذه السورة لكفتهم، أي أنها تكفيهم للمسارعة بالإيمان والمبادرة إلى العمل الصالح والدعوة إلى الله والصبر على الأذى فيه، لأن الله عز وجل أقسم على أن الإنسان في خسارة وضياع وضلال هلاك، إلا من قام على هذه الأربع، ففي هذه السورة الكريمة الأمر من الله لعباده بالإيمان والعمل به والدعوة إليه والصبر عليه، ودلالة لهم إلى أن هذا هو سبيل نجاتهم ولا نجاة لهم في سواه، وقد أمر نبيه الكريم بعد أن آتاه النبوة ونزل عليه الكتاب بالصبر، لعلمه تعالى بما يترتب على ذلك من الأذى والبلاء الشديدين فقال:" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا، فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا" وأمر بذلك عباده المؤمنين فقال:" وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين" وقد رتب تعالى على الصبر أجرا
عظيما فقال :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" وقال :" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون" وقد مدحهم الله في قوله تعالى:" ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة الكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" فكانت هذه الصفات ومنها الصبر على البأساء والضراء دلالة على البر والصدق والتقوى، والآيات في الأمر بالصبر والدعوة إليه وترتيب الأجر والجزاء عليه كثيرة وكثيرة جدا، والله نسأل الإعانة على الصبر والرضا على أقداره تعالى وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي-
...المزيد

الحمد لله وبعد: فإن من سنة الله في عباده المؤمنين أن ينزل عليهم البلاءات والمحن ليميز الخبيث من ...

الحمد لله وبعد:

فإن من سنة الله في عباده المؤمنين أن ينزل عليهم البلاءات والمحن ليميز الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب، قال عز وجل:" ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" وقال تعالى:" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين" وكذلك ليكفر عنهم الذنوب والآثام ويرفع لهم الدرجات ويكتب لهم المنازل في الجنان، فقال صلى الله عليه وسلم:" إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتى يبلغه إياها" وقال :" عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط"، ولكن هذا الجزاء وهذه الدرجات المترتبة على هذه البلاءات، متعلقة بالصبر والرضا، وقد أمر الله أنبياءه وعباده بالصبر وجعله من أعظم القربات التي رتب الله عليها أجورا عظيمة وجعله سبيلا للنجاة والفلاح، فقال عز وجل:" والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" قال الشافعي رحمه الله لو ما أنزل الله على عباده إلا هذه السورة لكفتهم، أي أنها تكفيهم للمسارعة بالإيمان والمبادرة إلى العمل الصالح والدعوة إلى الله والصبر على الأذى فيه، لأن الله عز وجل أقسم على أن الإنسان في خسارة وضياع وضلال هلاك، إلا من قام على هذه الأربع، ففي هذه السورة الكريمة الأمر من الله لعباده بالإيمان والعمل به والدعوة إليه والصبر عليه، ودلالة لهم إلى أن هذا هو سبيل نجاتهم ولا نجاة لهم في سواه، وقد أمر نبيه الكريم بعد أن آتاه النبوة ونزل عليه الكتاب بالصبر، لعلمه تعالى بما يترتب على ذلك من الأذى والبلاء الشديدين فقال:" إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا، فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا" وأمر بذلك عباده المؤمنين فقال:" وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين" وقد رتب تعالى على الصبر أجرا
عظيما فقال :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" وقال :" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون" وقد مدحهم الله في قوله تعالى:" ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة الكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" فكانت هذه الصفات ومنها الصبر على البأساء والضراء دلالة على البر والصدق والتقوى، والآيات في الأمر بالصبر والدعوة إليه وترتيب الأجر والجزاء عليه كثيرة وكثيرة جدا، والله نسأل الإعانة على الصبر والرضا على أقداره تعالى وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي-
...المزيد

الحمد لله وبعد: لا بد للإجماع من مستند من كتاب أو سنة، ولا شك في هذا إذ إنهما نبع هذا الدين ...

الحمد لله وبعد:
لا بد للإجماع من مستند من كتاب أو سنة، ولا شك في هذا إذ إنهما نبع هذا الدين وأساسه، وعليهما مدار التشريع، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي"، لكن قد يعلم هذا المستند كما قد يجهل، والجهل به لا يفيد عدمه، بل إن الإجماع دليل على وجوده، لكن لا يشترط العلم به حتى يستدل بالإجماع ويحتج به ، فبمجرد ثبوت الإجماع كان دليلا وتشريعا، ﻷنه ما من إجماع إلا وقد استند إلى نص من كتاب أو سنة سواء علمنا به أو جهلنا ...

ومن أجل هذا وقع الاختلاف في حال التعارض بين إجماع ونص، فقدمت طائفة الإجماع، قالوا: لأن الإجماع مستند إلى نص قد جهلناه، وقد استقر الأمر على ذلك فهو دليل على نسخ النص المعلوم.
وقالت أخرى إن ما علم مقدم على ما قد جهل، فالنص الثابت المتيقن أولى بالإعمال من نص ناسخ متوهم، والله أعلم.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي -
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً