نصائح غالية من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية

منذ 2016-06-19

- إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:

فهذا كتاب (الفوائد) يحتوي على سَوانح أفكار، وبديع أزهار، ونتائج خواطر ضَمَّتها الجُذاذات، وبديع نقولات حوتها الكُناشات، وفوائد عزيزة، ولطائف فريدة، ومواعظ ونقولات، قيدها العالم الإمام، شيخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، المعروف بابن قيم الجوزية، أخترت منها ما أدرِج تحت العنوان (نصائح غالية).. أسأل الله أن ينفع بها.

- اشتر نفسك اليوم، فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير قال عز وجل: {ذَلِكَ يَوْمُ التَغَابُنِ} [التغابن من الآية:9]، وقال عز وجل: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} [الفرقان من الآية:27].

- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملاء جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.

- إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به.

- من تلمح حلاوة العافية هانت عليھ مرارة الصبر.

- الغاية: أول في التقدير، وآخر في الوجود، مبدأ في نظر العقل، منتهى في منازل الوصول.

- ألفت عجز العادة، فلو علن بك همّتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم.

- إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور.

- نزول همة الكسَّاح دلاه في جب العذرة.

- بينك وبين الفائزين جبل الهوى، نزلوا بين يديه ونزلت خلفه، فاطو فضل منزل تلحق بالقوم.

- الدنيا مضمار سباق، وقد انعقد الغبار وخفيَ السابق، والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة.

- في الطبع شره، والحمية أوفق.

- لص الحرص لا يمشي إلا في ظلام الهوى.

- حبة المشتهي تحت فخ التلف، فتفكر في الذبح، وقد هان الصبر.

- قوة الطمع في بلوغ الأمل توجب الإجتهاد في الطلب، وشدة الحذر من فوت المأمول.

- البخيل فقير لا يؤجر على فقره.

- الصبر على عطش الضُّر، ولا الشرب من شرْعة منٍّ.

- تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها.

- لا تسأل سوى مولاك، فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه.

- غرس الخلوة يثمر الأنس.

- استوحش مما لا يدوم معك، واستأنس بمن لا يفارقك.

- عزلة الجاهل فساد، وأما عزلة العالم فمعها حذاؤها وسقاؤها.

- إذا اجتمع العقل واليقين في بيت العزلة، واستحضرًا الفكر وجرت بينهم مناجاة:

أتاك حديث لا يمل سماعة *** شهي إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها *** وزال عن القلب المعنى ظلامه

- إذا خرجت من في عدوك لفضة سفه، فلا تلحقها بمثالها، تلقّحها، ونسل الخصام نسلٌ مذموم.

- حميتك لنفسك أثر الجهل بها، فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها.

- إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح.

- أوثق غضبك بسلسلة الحلم، فإنه كلب إن أفلت أتلف.

- من سبق له سابقة السعادة، دُلّٓ على الدليل قبل الطلب.

- سفر الليل لا يطيقه إلا مُضمر المجاعة.

- النجائب في الأول، وحاملات الزاد في الأخير.

- الأرواح في الأشباح كالأطيار في الأبراج وليس ما أعد للاستفراخ كمن هيئ للسباق.

- من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان، فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله.

- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا، فإن الولد يتبع الأم.

- الدنيا جيفةٌ، والأسد لا يقع على الجيف.

- الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها، فكيف تعدو خلفها ؟!

- الدنيا مجاز والآخرة وطن، والأوطان أنما تطلب في الأوطان.

- الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرّته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب، ويضيع الوقت.

الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهذا أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات:
الأولى: تَزَيُّنُ بعضهم لبعض.
الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
الثالثة: أن يصير ذاك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.

وبالجملة، فالاجتماع والخلطة لقاح: إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح، فمن طاب لقاحه طابت ثمرته، وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك، والخبيثة لقاحها من الشيطان، وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين، والطيبين للطيبات.. وعكس ذلك.

والله عز وجل أجل وأعلم.

 

م. محمد سعيد قاسم

المصدر: منتدى قصة الإسلام
  • 16
  • 1
  • 50,297

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً