مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له

منذ 2018-01-15

{مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}  [الأحزاب 38 - 39]

{مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} :

دافع الله عز و جل عن نبيه صلى الله عليه و سلم و رد على من طعن فيه بكثرة الأزواج أن هذا أمر من الله عز وجل و لا حرج على محمد من تنفيذ أوامر ربه خاصة أنه لم يكن بدعاً من الرسل و إنما كانت هذه سنة المرسلين من قبل محمد صلى الله عليه و سلم , و قد تحدثت الكتب السابقة عن أزواج المرسلين من قبل محمد صلى الله عليه و سلم , فاليهود عندهم أن نبي الله سليمان كانت له ألف زوجة و قد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : «قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلام : لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَلَمْ يَقُلْ ، وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ» . [البخاري]

ثم ختم سبحانه دفاعه عن نبيه صلى الله عليه و سلم بأن الله وحده من يحاسب العباد و كفى بالله حسيباً.

قال تعالى :

{مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}  [الأحزاب 38 - 39]

قال السعدي في تفسيره :

هذا دفع لطعن من طعن في الرسول صلى اللّه عليه وسلم، في كثرة أزواجه، وأنه طعن، بما لا مطعن فيه، فقال: { {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ} ْ} أي: إثم وذنب. { {فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} ْ} أي: قدر له من الزوجات، فإن هذا، قد أباحه اللّه للأنبياء قبله، ولهذا قال: { {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ْ} أي: لا بد من وقوعه.

ثم ذكر من هم الذين من قبل قد خلوا، وهذه سنتهم وعادتهم، وأنهم { {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ} ْ} فيتلون على العباد آيات اللّه، وحججه وبراهينه، ويدعونهم إلى اللّه { {وَيَخْشَوْنَهُ} ْ} وحده لا شريك له { {وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا} ْ} إلا اللّه.

فإذا كان هذا، سنة في الأنبياء المعصومين، الذين وظيفتهم قد أدوها وقاموا بها، أتم القيام، وهو: دعوة الخلق إلى اللّه، والخشية منه وحده التي تقتضي فعل كل مأمور، وترك كل محظور، دل ذلك على أنه لا نقص فيه بوجه.

{ {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} ْ} محاسبًا عباده، مراقبًا أعمالهم. وعلم من هذا، أن النكاح، من سنن المرسلين.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 3
  • 0
  • 12,489
المقال السابق
نبل الرسول صلى الله عليه و سلم في حادثة طلاق زيد
المقال التالي
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً