مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً

منذ 2018-02-21

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}   [فاطر 5 - 7]

{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} :

وعد الله لا ريب فيه, الموت حقيقة حتمية أعين الخلق تشاهدها وعقولهم وقلوبهم تعلم يقيناً أن من سبقوهم خرجوا من الدنيا بمجرد الأكفان , وأنهم بين يدي الخالق سبحانه سيحاسيهم على كل ما كان.

وما الدنيا إلا قنطرة ومعبر ودار غرور وخداع , لا سعادة فيها حقيقية إلا في القرب من الله ولا سبيل فيها يضمن السلامة إلا صراطه المستقيم سبحانه.

وقد حذر الله تعالى بني آدم من عدوهم اللدون و بين لهم أن سبيل الشطان سبيل الغرور والخداع وأداته الدنيا وزينتها , وعداوته لبني آدم ليس لها حدود, فمن دخل في حزب الشيطان وسلك طريقه فإنما هو في مرحلة الإعداد لنيل السعير المستحق والإهانات المنتظرة.

شتان شتان بين من سلك طريق الشيطان فنال الوعيد وبين من سلك طريق الرحمن فنال الوعد.

قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}   [فاطر 5 - 7]

قال السعدي في تفسيره:

يقول تعالى: { {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} } بالبعث والجزاء على الأعمال، { {حَقٌّ} } أي: لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية والبراهين العقلية، فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له، وبادروا أوقاتكم الشريفة بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع، { { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} } بلذاتها وشهواتها ومطالبها النفسية، فتلهيكم عما خلقتم له، { {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} } الذي هو { { الشَّيْطَانُ} } الذي هو عدوكم في الحقيقة { { فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } } أي: لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد.

{ {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } } هذا غايته ومقصوده ممن تبعه، أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد.

ثم ذكر أن الناس انقسموا بحسب طاعة الشيطان وعدمها إلى قسمين، وذكر جزاء كل منهما، فقال: { { الَّذِينَ كَفَرُوا} } أي: جحدوا ما جاءت به الرسل، ودلت عليه الكتب { {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } } في نار جهنم، شديد في ذاته ووصفه، وأنهم خالدون فيها أبدا.

{ {وَالَّذِينَ آمَنُوا } } بقلوبهم، بما دعا اللّه إلى الإيمان به { {وَعَمِلُوا } } بمقتضى ذلك الإيمان، بجوارحهم، الأعمال { {الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} } لذنوبهم، يزول بها عنهم الشر والمكروه { {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } } يحصل به المطلوب.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 2
  • 34,377
المقال السابق
يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم
المقال التالي
أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً