فلا يغررك تقلب الذين كفروا في البلاد
والمعنى أن هذا القرآن العظيم يسكب في قلب المؤمن الطمأنينة ألا ينخدع (وهو معنى الغرور) لا ينخدع بتقلب الكفار متنعمين آمنين يتمتعون بالعافية.. فالله تعالى يقول أن هذا التقلب والتمتع والعافية، أمر مؤقت يعقبه أخذ أخروي بلا شك..
{فلا يغررك تقلبهم في البلاد}
عندما تقرأ قوله تعالى ﴿لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد﴾ فتذكر أن الله تعالى كرر هذه الآية ليوصل لقلب المؤمن معاني يحتاج اليها..
فجعل تعالى ما بعدها مرةً كفاية أمرهم في الآخرة، وهو الأهم .. ففي آل عمران قال تعالى بعدها ﴿ {متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} ﴾..
وفي غافر قال تعالى ﴿ {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد} ﴾ ثم قال عقبها {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم، وهمّت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم، فكيف كان عقابِ} والمعنى كما أخذتهم وعاقبت من يجادل في آيات الله بغير الحق، كذلك آخذ من بعدهم بالعقوبة..
والمعنى أن هذا القرآن العظيم يسكب في قلب المؤمن الطمأنينة ألا ينخدع (وهو معنى الغرور) لا ينخدع بتقلب الكفار متنعمين آمنين يتمتعون بالعافية.. فالله تعالى يقول أن هذا التقلب والتمتع والعافية، أمر مؤقت يعقبه أخذ أخروي بلا شك..
ويعقبه أخْذ دنيوي إذا أضافوا للكفر الجدال بالباطل والاعتداء على أولياء الله ﴿ {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} ﴾ أي يقتلوه.. فالجدال بالباطل وقتل أولياء الله مؤذن لأخذ دنيوي معجل..
وأما الآخرة فهي أدهى وأمرّ.. فعندها لا تتضح الحقائق وتُسلب القوى ويأتون لله تعالى كما وُلدوا.. وهناك الحكم لله العلي الكبير.
مدحت القصراوي
- التصنيف: