مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - كمثل الحمار يحمل أسفاراً

منذ 2019-05-01

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} [الجمعة ]

{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} :

ضرب الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المثل بعلماء اليهود والنصارى الذين حملوا التوراة وأحكامها سواء في العهد القديم (عهد التوراة) أو العهد الجديد (تفاصيل أحكام التوراة وتعديلاتها المسماه بالإنجيل).

فلما لم يعملوا بما فيها ولم يطبقوا ما أنزل الله من أحكام ولم يؤمنوا بما فها من عقائد صحيحة تخص التوحيد وأركان الإيمان  وما فيها من بشارات بمحمد صلى الله عليه وسلم , بل حرفوها وعطلوها , وصفهم الله تعالى بالحمير العجماوات التي لا تفهم ولا تعمل بما في الكتب الملقاة على ظهرها.

وهذا تحذير واضح لأمة الإسلام من عدم تدبر القرآن وتطبيق أحكامه وتشريعاته, ونبذه من الحياة كما هو واقع المسلمين اليوم في معظم البقاع إلا من رحم الله , وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال تعالى: 

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} [الجمعة ]

قال السعدي في تفسيره:

لما ذكر تعالى منته على هذه الأمة، الذين ابتعث فيهم النبي الأمي، وما خصهم الله به من المزايا والمناقب، التي لا يلحقهم فيها أحد وهم الأمة الأمية الذين فاقوا الأولين والآخرين، حتى أهل الكتاب، الذين يزعمون أنهم العلماء الربانيون والأحبار المتقدمون، ذكر أن الذين حملهم الله التوراة من اليهود وكذا النصارى، وأمرهم أن يتعلموها، ويعملوا بما فيها ، وانهم لم يحملوها ولم يقوموا بما حملوا به، أنهم لا فضيلة لهم، وأن مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفارًا من كتب العلم، فهل يستفيد ذلك الحمار من تلك الكتب التي فوق ظهره؟ وهل يلحق به فضيلة بسبب ذلك؟ أم حظه منها حملها فقط؟ فهذا مثل علماء اليهود الذين لم يعملوا بما في التوراة، الذي من أجله وأعظمه الأمر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، والبشارة به، والإيمان بما جاء به من القرآن، فهل استفاد من هذا وصفه من التوراة إلا الخيبة والخسران وإقامة الحجة عليه؟ فهذا المثل مطابق لأحوالهم.

بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله الدالة على صدق رسولنا وصدق ما جاء به.

{ {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} } أي: لا يرشدهم إلى مصالحهم، ما دام الظلم لهم وصفًا، والعناد لهم نعتًا ومن ظلم اليهود وعنادهم، أنهم يعلمون أنهم على باطل، ويزعمون أنهم على حق، وأنهم أولياء الله من دون الناس.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 9
  • 1
  • 79,534
المقال السابق
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم
المقال التالي
إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً