التساهل مع الرجال من أجل الدعوة

أرغَبُ في الزواج مِن شخصٍ يكون على دين وخُلُق؛ كحلم أي فتاة، وأتمنى أن يكونَ همُّه نشْر الدعوة، والسفر لبلدان العالم لنشْر الرسالة في سيبل خدمة الدين؛ كما فعل الدكتور عبد الرحمن السميط - رحمه الله -.

فهذا أكبرُ هدفٍ أريد تحقيقه مِن الزواج؛ وذلك لتخصُّصي في العلوم الدينية، ومعرفتي بلُغات مختلفة، وكل ذلك فضل مِن الله.

أول ما بدأتُ الدعوة كان بدخولي إلى مواقع الإنترنت، وقد عرَض عليَّ أحدُهم وهو داعية أمرَ الزواج، وطلَب رقْم والدي!

اعترضتُ على موضوع المُحادَثة مِن البداية؛ لأنَّ ذلك مُحَرَّمٌ في الشريعة، فأصبحتُ أتواصَل مع إحدى الأخوات كواسطة بيننا.

أما هذا الشابُّ فيحمِل جنسيَّةً أوروبيةً، لكن أصوله آسيوية؛ أسلم قبلَ عامين، وأنا -شخصيًّا- راقبتُ صفحته على مواقع التواصل وتعليقاته لعامٍ مضى مع أصحابه، ولم أرَ ما يُثير شكوكًا، بل هو مُلتزمٌ يريد فتاة محجبةً وملتزمةً بالدين، تُعَلِّمه دينه.

الشابُّ مُتزوِّج، ولديه أولاد، أسْلَم بعد الزواج، لكن مشكلته أنَّ زوجته لا ترتدي الحجاب، وتلبس ملابسَ غربيةً، ومُتَحرِّرة جدًّا، ولا تقبَل أحكام الدين، وهو مُلتحٍ وملتزمٌ.

علمتُ منه بأنه يُحبها، وحاوَل معها كثيرًا أن تلتزمَ لكنها لا تستجيب، والطلاق بالنسبة إليها شيء عادي، لكنه لم يطلقها إلى الآن بسبب الأولاد.

هو الآن في حيرةٍ هل يتزَوَّج مرة أخرى أو يطلقها؟ هو يخاف على أولاده كثيرًا، ولا يريد أن يتأثر الأولاد بتحرُّر الأمِّ.

سؤالي الآن: أنا أراه مُتَحَمِّسًا لنشْر الدين والسفر، ويُعَلِّمني المناظرة مع الأديان الأخرى، يعني هدفُنا مُشتركٌ، وقد طلبني للزواج؛ فهل أوافَق أو أرفض؟

اشترطتُ عليه أن أسافر وأنشر الدين، في مقابل حمل أولاده وتربيتهم!

من خلال حديثي معه عرفتُ أنه رجلٌ يحترم المرأة ويُقَدِّرها، لكن مشكلته أنَّ معرفته بالدين قليلة جدًّا، بسبب نشأته في البلاد المُنْفَتِحَة. أخاف أن تحصل مشكلة في المستقبل، وأندم على قرار الموافقة.

أشيروا عليَّ ماذا أفعل؟

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فأنت -أيتها الأخت الكريمة- مَن أدخلتِ نفسك في الحيرة؛ بالوقوع في علاقةٍ أنت تعلمين -سلفًا- أنها محرمةٌ، وأن الاسترسال فيها لهذا الحدِّ الذي وصلتِ إليه لا يجوز.أنا أُوافقك، وأُحَيِّيك على ذلك القصد النبيل؛ أعني: الاعتناء ... أكمل القراءة

أيتام .. وأبي على قيد الحياة!

مشكلتنا هي أبي، ومعاملته القاسية لنا، وإنكاره لنا ولأمنا؛ أبي مُتَزَوِّج من 3 زوجات، وأمي هي الزوجةُ الأولى، عاشتْ جميعَ أنواع العذاب النفسي، وأدى هذا الألمُ النفسي إلى مرَضِها جسديًّا، وليست هي وحدها، بل جميعنا أُصيب بالأمراض النفسية، والتي تحولَتْ إلى عضوية؛ مِن اكتئاب إلى قولون، إلى خلل في الأعصاب.

أبي لا يعترف بحُقوقنا عليه، لكنه يعترف بحقوقه علينا؛ يأمُر وينهى، وجميع طلباته لا تعرف كلمة (لا)، ونحن نعمل جاهدين على إرضائه.

يُرضي زوجتَه الثالثة على حسابنا؛ فهي مَن تمرض، وهي صاحبةُ القلب الأبيض، وهي أفضلُ امرأة، وقد نَسِيَ أمي؛ تعبها، وسهرها معه، أهدتْهُ عمرها، وهو ينكر ذلك بكل بساطة، وكل ما يُردِّده أنه نادمٌ على الزواج بها، وأنه نادمٌ على إنجابنا، وأننا عارٌ عليه، ويسبنا ويسبُّ أمَّنا، ويتهمها بأنها تُحَرِّضنا عليه!

أما هي فتقول لنا: هو أبوكم مهما فعل، لا تعصوا له أمرًا.

أبي لا يُنْفِق علينا، ويأمرنا بدَفْعِ الإيجار والإنفاق على المنزل، نحْرِمُ أنفسنا مِن جميع مُتَعِ الدنيا، وهو يُنكرنا، ذَهَب عمرنا سدًى، ولا نعلم لِمَ هذه المعاملة القاسية، فأفواهنا جائعة لحنانه، ونحلم باحتضانه لنا.

أبي لا يعلم عنا أي شيء، وجميع مَن يعرف حالنا يشير على أمي بالطلاق، لكن أمي صابرة مِن أجلنا، فما الحل مع أبي.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:فبدايةً -أيتها الابنة الكريمة- أُحَيِّي أمك الفاضلة على صبرها، واحتسابها، وبذل التضحيات تترَى، وإيثار مصالح أبنائها على حساب نفسها، وهذا مِن الوفاء النادرِ، الذي يَدُلُّ على كمال عقْلِها، وحُسْنِ توجيهها لكم، وإني لأعْجَبُ ... أكمل القراءة

سخرت من شعيرة الحج .. فماذا علي؟

سخرتُ مِن شعيرة من شعائر الدين؛ وذلك لزحمة الحُجَّاج في موسم الحج؛ فقلتُ بسخريةٍ: ربما يجعلون حجًّا له موسمان؛ كي يَخِفَّ الزحام، وربما يطوف أناسٌ ستَّةَ أو خمسةَ أشواط بدل سبعة، وهذه سخريةٌ مني!

فماذا يجب عليَّ؟ علمًا بأني قَرَأْتُ الشهادة بعدها.

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:فإن الاستخفاف أو الاستهزاء بالدين محض كفرٍ؛ لما فيه من التنقُّص، أو الطعن في حكمة الشارع، أو غير ذلك؛ قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ ... أكمل القراءة

المنهجية الصحيحة للوصول إلى الحكم الشرعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. درستُ أبوابًا من الفقه على مذهب الإمام مالك -رحمه الله- وكثيرًا ما كانتْ تستوقفني جملة مِن الأقوال المخالفة للراجح من حيثُ الدليلُ فيما أرى، ولأتحلى بالموضوعية قمتُ بدراسة أصول مالك؛ لأعرفَ مآخِذ الإمام مالك التي استند إليها في فتاواه، وكثيرًا ما كنتُ أقف حائرًا بين تضارُب الأقوال، حتى في القواعد نفسها داخل المذهب مِن حيثُ النقلُ عن الإمام، والترجيح، وترتيب الأدلة؛ كتقديم القياس على خبر الواحد مثلًا، وأدركتُ أن الأمر سيطول لو أنني أكملتُ السير على هذا المنوال، وتنقضي الأعوام وقد لا يزول الإشكال، وقِسْ على ذلك أصول المذاهب الأخرى؛ خاصة وأني لا أنوي التخصُّص في هذا العلم، وغايتي هي الوصول إلى معرفة الحكم الشرعي بدليله المعتَبَر بمنهجية وموضوعيَّة، دون تقليدٍ مذمومٍ، ودون تلاعُب بالشرع الكريم، بدعوى الاجتهاد، واتباع الدليل.

فما رأيكم في الاعتناء بمتن بلوغ المرام للحافظ -رحمه الله تعالى- حفظًا وشرحًا واشتغالًا؟ مع العلم بأن منطقتنا تفتقر إلى أهل علمٍ راسخين، يُستَنْجَدُ بهم في إزالة الإشكالات، وحلِّ المعضَلات.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ: فشكر الله لك -أخي الكريم- حرصك على معرفة الحق في المسائل العلمية، وأُحب أن أقول لك: إن الواجب على المسلم اتِّباع كتاب الله -عزَّ وجلَّ وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يجب عليه اتباع مذهب معيَّن منَ ... أكمل القراءة

أنا داعية لكني مقصرة في تربية أولادي؟!

أنا بنعمة الله أم لولدين في الخامسة والثالثة من العمر، وأعمل بمجال الدعوة بعد حصولي على معهد إعداد الدعاة، ولكني أفتقد أكثر من جانب مهم، لا أستطيع السيطرة عليه، مثل تعاملي بحزم مع أولادي، وإحسان تربيتهما، ثانياً: تنظيمي لشؤون حياتي؛ فإن خروجي للعمل الدعوي يؤثر بعض الشيء على بيتي، خاصة أني لم أتعود على تنظيم الوقت والنفس. أفيدوني أثابكم الله.

 مرحباً بك أيتها الفاضلة في موقع المسلم.سرتني عنايتك بالدعوة إلى الله، وبذلك جزءاً من وقتك لها حتى بعد إنجاب الأطفال، وما سرني أكثر أنك حاصلة على قدر من العلم يمكنك من الدعوة على بصيرة، أسأل الله أن يسددك ويعينك.لكن أيتها المباركة يحسن التذكير بأن وظيفتك الأولى التي يتعين عليك القيام بها، هي ... أكمل القراءة

هل يُفسد الحج نسيان الحاج طواف الوداع

ما حكم من قام بأداء فريضة الحج ورجع إلى بلدته، ولم يَطُف طواف الوداع مع العلم أنه كان ناسيًا؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: فإنْ كنتَ قد تركتَ طواف الوداع ناسيًا وعدت إلى بلدك فإن شاء الله لا شيء عليك لعموم قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة:286].والأمر الثاني: أن هذا الطواف قد اختلف أهل العلم فيه بين قائلٍ بأنه واجب وقائل بأنه سنة. ... أكمل القراءة

طفلي يعض!

لماذا يحب الطفل العض أحيانًا؟ 

(العض) ظاهرة شائعة جدًا بين الأطفال في عمر العام والنصف إلى ثلاثة أعوام، ويعكس أغلب هذا العض مشاعر الطفل الصغير، نتيجة قصور قدراته اللغوية عن التعبير، حيث يستطيع الطفل في عمر الخمس سنوات أن يعبر عن حاجاته ورغباته، ولكن الطفل الأصغر عمرًا قد يستخدم أسنانه كوسيلة للتعبير.تعتبر (ظاهرة العض) لدى ... أكمل القراءة

كيف أتعامل مع ابني الذي يستخدم الشات؟

ما هو الحكم الشرعي في استخدام الشات بالنت مع الجنس الآخر -أي: بين الذكر والأنثى- حيث إنَّني وجدت ابني يعمل الشات مع الآخرين لمدَّة طويلة؟ ما هي الطريقة المُثْلى للنُّصح؟ أرجو الإفادة وكيفيَّة العلاج.

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فقد سبق حكم التحدُّث بين الجنسَيْن في فتاوى عديدة، منها: "حكم الدردشة مع الجنس الآخر"، "الحديث على الانترنت مع الجنس الآخر"أمَّا بالنسبة لما يفعلُه ابنُك، فالطريقة المُثْلى لنصحِه هي كالآتي:كثْرة ... أكمل القراءة

ثلاث خطوات للقضاء على التلعثم عند الكبار

عندي تلعثم وأجد صعوية في التكيف معه؟

يشكو الكثيرون من داء التلعثم الذي ربما يكون قد أصابهم لسبب أو لآخر، وعلى الرغم أنه ليس داءًا مؤلمًا ولا أثر له مرضي بالغ، وأنه كغيره من العقبات الحياتية يتكيف الناس معه، وأن الكثير ممن اتصفوا به أو عانوا منه صاروا متميزين ومؤثرين كل في مجاله، لكن البعض يضيقون به صدرًا، مما يتسبب لهم في معوقات أثناء ... أكمل القراءة

طفل خجول ومنطوٍ!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارَك الله فيكم؛ هذا سؤال عن حالة طفل عُمره 14 عامًا، خجول منذ صِغره، حتى إنَّ مُعلمته في الروضة كانتْ تشتكي من خَجَله، انطوائي لا يحبُّ الاختلاط بأقربائه إلاَّ بعض أبناء عمومته، وبعض أبناء خُؤولته، لَدَيه فِكرة سيِّئة عن أولاد الحي والأولاد في تحفيظ القرآن والمدرسة، ويقول: إنه لا يحبُّ أنْ يُصادقهم من أجْل أخلاقهم.

هو يَصبر ويتحمَّل، ثم يُصبح عصبيًّا جدًّا، ويَكسِر أيَّ شيءٍ أمامه، ويضرِب بأيِّ شيء في يده، ويستمرُّ على ذلك لعدَّة ساعات، ويرفض الذهاب للمسجد خلال تلك الفترة، ثم يبقى منكسِرًا وغاضبًا لعدة أيام. يَكره أخاه الأصغر منه سنًّا بثلاث سنوات، ويَحتقره ويبحث عن عيوبه، ويفرح عندما يراه حزينًا.

كان الجميع يعامِله بدَلالٍ خلال السنوات الخمس الأولى من عُمره، مَلُول ولا يحبُّ الدراسة، ولكنَّه يحب أن يصنعَ الأجهزة والمُحرِّكات من أدوات أوليَّة، ويستمتع بذلك، فما هي مشكلة هذا الطفل؟ وما هو السبيل لعلاجها؟ ولكم منَّا جزيلُ الشكر.

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.كثير مما يُعاني منه الأطفال ونَحزن لأجْله، نكون سببًا به دون أن نَنتبه للأسف.من الممكن أن يكون هذا الطفل -الذي دخَل في سنِّ المراهقة الآن- تعرَّض في صِغَره لطريقة تربوية سيِّئة، أدَّت به إلى عدم ثقته في الناس والخوف منهم، أو أنَّ الأسرة تكون عاشَت منطوية عن الناس، ... أكمل القراءة

والدي سيئ الصفات، ووالدتي لا تعطيه حقه!

بداية أعتذر لكم عما سأحدثكم به عن والدي ووالدتي، ولكنني مضطرة لذلك، فوالدي يبلغ من عمره حوالي 76 عاماً، وهو رجل مقصر بعباداته، لا يُصلي إلا نادراً جداً، ولا يحافظ على نظافته، ولا يحسن الكلام ولا التصرف، بذيء اللسان، لا يستحي ولا يحترم لا الصغير ولا الكبير، ويفضح نفسه أمام الرجال، ويتباهى بأنه كان يرتكب كبيرة الزنا، وهو مفتون بشهوات الدنيا، مفرط في حبه للمال وللنساء، لا يهتم لأمر الآخرة، ولا لنصيحة أحد، ويتجنب سماع وحضور مجالس العلم ودروس الدين، حتى المسجد ينصرف منه قبل إقامة الصلاة بمجرد شعوره بالنعاس، ويسخر من بعض العبادات، وكلما كبر زاد حاله سوء، وفي الفترة الأخيرة تدهورت صحته وأُصيب بمرض السكري فصار عاجزاً عن تلبية رغباته وشهواته بصورة طبيعية، ولقد حاولنا مساعدته وردعه بكل الطرق فلم نفلح، ومع ذلك فهو حنون جداً علينا، أما والدتي التي تبلغ من العمر 66 عاماً، وهي أمية، تصلي وتصوم، ولكن آفتها في لسانها، وهي قاسية علينا وعلى والدي، وتؤذينا وتسيء إلينا وللناس بلسانها، وكثيراً ما تكشف عن كرهها وحقدها على والدي بإهانته والسخرية منه، ونعته بأبشع الألقاب، ووصفه بأسوأ الصفات أمامنا وأمام أبنائنا والجميع، ومع ذلك هو يحبها جداً ويخاف منها ولا يرد على إساءتها، ولكنها صارت لا تؤدي حقه الشرعي حماية لنفسها من انتقال الأمراض، فبدأ يمتنع عن تلبية طلباتها المادية، ويكتفي بالإنفاق على البيت، فصارت تصفه بالظالم، وأنها ستأخذ حقها منه في الآخرة، نصحناها كثيراً بأن تحسن إليه، وتتقي الله في معاملته، لعل الله أن يهديه على يديها، ولكننا فشلنا في إقناعها، ومع ذلك فنحن نحبهما كثيراً، ولا نفتر عن برهما، ونصحهما، والدعاء لهما، ولكنهما لا يسعيان للإصلاح أو التغيير، وأنا حزينة جداً لسوء حالهما، وأخاف عليهما أن يختم لهما الله سبحانه بسوء العاقبة، فماذا أقدمه لهما غير الدعاء والصدقة فهل أجد عندكم الحل؟
وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد: أختي السائلة الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإنه ليسرني أن أرحب بكِ في موقع المسلم، كما يسعدني اتصالكِ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقني إلى مساعدتكِ في إيجاد حلول ... أكمل القراءة

ظلمتُ فتاة وأريد أن أتوب!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يُعرف عني وسط الناس حُسن الخُلُق، ولكني أشعر أني بيني وبين الناس من الصالحين وبيني وبين نفسي (إبليس)!
تعرَّفتُ على زميلةٍ لي، وحصلتُ على رقْمِ هاتفها بطُرُق ملتويةٍ وحادثتُها، وشرحتُ لها حبي، ونسجتُ لها الأباطيل والأكاذيب حول تعلُّقي بها ما لا يُطِيق الحجر إلا أن ينهارَ أمامه.
كنتُ أُرسِل لها رسائل على الفيس بوك، وكانتْ لا تردُّ، فجعلتُ فتاة تحدِّثها عن حبي لها، وأني أريد الزواج منها عقب الانتهاء من الدراسة، والحقُّ أني كنتُ كاذبًا كذبًا مركبًا، بالرغم من عدَم التكافؤ الاجتماعي والمادي بيننا، كما أن أخلاقها لا أتمنى أن تكونَ في زوجتي؛ فهي غير مُلتَزِمة بالحِجاب الإسلاميِّ الشرعيِّ وبعيدة جدًّا عنه، فجعلتُها لُعبة بين يديَّ، وأشعرتُها بجو من الحب، ووعدتها بالزواج!
ظنتْ فيَّ كل خير، ووثقتْ فيَّ؛ لِمَا منَّ الله علي به من مظاهر جيّدة، والخلق الرفيع أمام الناس، والتفوق الدراسي.. إلخ، ثم وجَّهتُ إليها رسالةً قاسيةً، فردتْ عليَّ بأنها لا تريدني زوجًا لها؛ لاختلاف أسلوب تفكيرِ كلٍّ منا؛ ظنًّا منها أني أسعى لخطبتها، وهي لا تعرف الحقيقة!
وجهتُ لها رسالة بعد ذلك مفادها أنها لا تصلح لي كزوجة، أو أمًّا لأولادي، ولا أرضى خُلُقها، وجرحت كرامتها، وكبرياءها، وإنسانيتها، ومسحت بها وبكرامتها وبأهلها التراب، ولم أتركْ لها خطأ اقترفتْه إلا وجعلتُ أبيِّن لها أن مثل تلك الأخلاق ومثل هذا السماح لي بالكلام معها يجعلها لا تصلح أن تكون زوجة لي أو أُمًّا لأولادي.
حملتْ رسالتي كلَّ معاني الإهانة والتحقير والازدراء، وأوقن أنها لو دعتْ عليَّ لاستجاب الله دعاءها، فأنا مَن ظلَمَها، فأنا في قلقٍ شديدٍ، وأريد أن أتوب، فكيف الطريق إلى التوبة؛ فأنا لا أنام، وأشعر بظلمي لها، وأظن أن الله سيعاقبني عقابًا شديدًا، فكيف السبيل؟
أخي الكريم، إن كنتَ حقًّا كما تقول راغبًا في العودة إلى الله، فتأمَّل معي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قبل أن أشرع في جوابك؛ فقد قال: "إن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يُوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين، وتعلمون أنَّا جميعًا ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ذو الحجة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً