*​خمسة أوقات تفتح فيها أبواب السماء*​ ❶ الوقت الأول : ☜ ​قبل الظهر​ ☆ قال رسول الله ﷺ : ( ...

*​خمسة أوقات تفتح فيها أبواب السماء*​

❶ الوقت الأول :
☜ ​قبل الظهر​
☆ قال رسول الله ﷺ :
( إنَّ أبوابَ السماءِ تُفْتحُ إلى زوالِ الشمسِ ، فلا تُرْتَجُ حتى يُصلَّى الظهرُ ، فأحبُّ أن يُصعدَ لي فيها خيرٌ )
📚صححه الألباني في
📚صحيح الجامع - رقم: (1532)


❷الوقت الثاني :
☜ ​عند كل أذان​ :
☆ قال رسول الله ﷺ :
(( إذا نُودي بالصلاةِ فُتِّحتْ أبوابُ السماءِ ، و اسْتُجيبَ الدعاءُ ))
📚الألباني في
📚صحيح الترغيب - رقم: (260)
📚صحيح الجامع - رقم: (818)

❸ الوقت الثالث :
☜ ​عند الرباط بين صلاتين​ :
☆ قال رسول الله ﷺ :
(( أَبْشِروا ، هذا ربُّكم قد فتح بابًا من أبوابِ السماءِ ، يُباهي بكم الملائكةَ ؛ يقول : انظُروا إلى عبادي ، قد قضَوا فريضةً ، و هم ينتظِرون أخرى ))
📚صححه الألباني في
📚صحيح الترغيب - رقم: (445)
📚صحيح الجامع - رقم: (36)

❹ الوقت الرابع :
☜ ​عند منتصف الليل​ :
☆ قال رسول الله ﷺ :
( تُفتحُ أبوابُ السماءِ نصفَ الليلِ ، فيُنادي منادٍ : هل من داعٍ فيُستجابَ له ؟
هل من سائلٍ فيُعطى ؟
هل من مكروبٍ فيُفَرَّجَ عنه ؟
فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجابَ اللهُ تعالى له ؛ إلا زانيةً تسعى بفرجِها ،
أو عشَّارًا )
تسعى بفرجها:أي تكتسب بالزنى.

عشارا: هو صاحب المكس ..(جمعه مكوس) الذي يأخذ من التجار إذا مروا مُكسا باسم العشر ... ( ضريبة )
📚صححه الألباني في
📚صحيح الترغيب - رقم: (786)
📚صحيح الجامع - رقم: (2971)

❺ الوقت الخامس :
☜عند الاستفتاح في الصلاة بـ[ ​اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ لله كثيرًا وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلاً​] .
بينما نحن نصلي مع رسولِ اللهِ ﷺ إذ قال رجلٌ مَن القومُ : اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ لله كثيرًا وسبحان اللهِ بكرةً وأصيلاً .
فقال رسولُ اللهِ ﷺ : (من القائلُ كلمةَ كذا وكذا) ؟
قال رجلٌ من القومِ : أنا يا رسولَ الله ِ!
قال ﷺ : (عجِبتُ لها فُتِحَتْ لها أبوابُ السماءِ) .
قال ابنُ عمر : فما تركتُهنَّ منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول ذلك .
📚صحيح مسلم (601).

​أُنشرُوهَا فنشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات​
☜ قال ابن المبارك رحمه الله :
​⇦ « لا أعلم بعد النُّبوَّة درجة أفضل من بثِّ العِلم ».​

طيب الله أوقاتكم بما ينفعكم في الدنيا والآخرة
...المزيد

( الرقية الشرعية بالدعاء ) • اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ...

( الرقية الشرعية بالدعاء )
• اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ, حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الفَلَاحِ, اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
• الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ .
• اللَّهمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ, مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ .
• الْحَمْدُ للَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ .
• يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِكَ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ .
• سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ, وَرِضَا نَفْسِهِ, وَزِنَةَ عَرْشِهِ, وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ( ثلاث مرات ( .
• اللَّهمَّ صَلِّي عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ, كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ, وبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ, كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ في العَالمَِينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ( مرة أو عشر مرات )
• أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وهَمْزِه . ..
• أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( ثلاث مرات ) .
• أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ, وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ, وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ, مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
• أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ, مِنْ غَضَبهِ, وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ .
• أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةٍ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ( ثلاث مرات ) .
• أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (ثلاث مرات ) . .
• بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلا في السَّمَاءِ, وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (ثلاث مرات ( .
• أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ, مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ, وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ, وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا, وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ, وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا, وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ, إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ. رواه الإمام أحمد في مسنده .
• اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ, رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ, ‏فَالِقَ ‏‏الْحَبِّ وَالنَّوَى, وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ, أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ ‏ ‏بِنَاصِيَتِهِ, اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ, وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ, وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ, وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ, اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ, وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ. رواه مسلم في صحيحه .
• أَسْأَلُ اللهَ العظيمَ, رَبَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفِيَني (سبع مرات ) .
• ‏بِسْمِ اللَّهِ‏ ‏أَرْقِي نفسي َ, ‏مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيني مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ ‏حَاسِدٍ ‏اللَّهُ ‏يَشْفِيني, بِسْمِ اللَّهِ‏ ‏أَرْقِي نفسي .
• بِسْمِ اللهِ يُبْرِيني، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيني، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ.
• بِسْمِ اللهِ أَرْقِي نفسي , مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيني , مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ اللهُ يَشْفِيني .
• بِسْمِ اللَّهِ ( ثلاث مرات ) أُعِيذُ نفسي بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ وأحَاذِرُ ( سبع مرات . (
• اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ, وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَماً اللهم ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كل شيء فالق الحبّ والنّوى ومنزل التّوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأوّل فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقضِ عنّا الدّين وأغننا من الفقر. اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك مماً تشاء بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك . اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدّين وقهر الرّجال . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرْيقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيِغَاً . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيِعِ سَخَطِك لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم لا إله إلا الله ربّ السّموات وربّ الأرض وربّ العرش الكريم . اللهم إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي . اللهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت المنّان بديع السّموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيوم . اللهم اني اعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء اعظم منه وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن برا ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم اعلم ومن شر ما خلق وذرا وبرا ومن شر كل ذي شر لا اطيق شره ومن شر كل ذي شرا انت اخذ بناصيته ان ربي على صراط مستقيم . اللهم أنت ربي لا اله إلا انت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم اعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد احاط بكل شيء علما وأحصى كل شيءً عدد ا . اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركة ومن شر كل دابة انت أخذ بناصيتها أن ربي على صراط مستقيم . ( تحصنت بالله الذي لا اله إلا هو الهي واله كل شيء ). ( واعتصمت بربي ورب كل شيء ) . ( وتوكلت على الحي الذي لا يموت) . ( واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة ألا بالله ) . ( حسبي الله ونعم ألوكيل ) . ( حسبي الرب من ألعباد) . ( حسبي الخالق من ألمخلوق) . ( حسبي الرازق من ألمرزوق). ( حسبي الذي هو حسبي ) . ( حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ) . ( حسبي الله وكفى ). ( سمع الله لمن دعا ) . ( ليس وراء الله منتهى ) . ( حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) 7 مرات ....
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الجمعة بعنوان: مراقبة الله في حياتنا الحمد ...

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة بعنوان:

مراقبة الله في حياتنا

الحمد لله الذي وَسِعَ كلَّ شَيءٍ عِلمًا، وقهَر كلَّ مخلوقٍ عزَّة وحُكمًا، يعلَمُ ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يُحِيطون به عِلمًا، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، الملك الكبير اللطيف الخبير، الذي ليس كمِثلِه شيء وهو السميع البصير.



معاشر المسلمين الموحدين:

هل سألنا أنفسنا هذا السؤال يوما من الأيام، أين الله في حياتنا؟

عندما نرتكب الذنوب والمعاصي بعيداً عن أعين الخلق، أين الله في حياتنا؟

عندما ننتهك حرمات الله في الظلمات.. في الخلوات.. في الفلوات، أين الله؟

يدخل بعض الناس غابة ملتفة أشجارها لا تكاد ترى الشمس معها، ثم يقول: لو عملت المعصية – الآن - من يراني؟ فيسمع هاتفًا بصوت يملأ الغابة ويقول: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك:14] بلى والله!.

عندما نضيع أوقاتنا وشبابنا في معصية الله، أين الله؟

عندما نطلق أعيننا، ونفسح لها المجال لأن تنظر إلى ما حرم الله، أين الله؟

عندما نسخر النعم التي أنعمها الله علينا في معصيته، أين الله؟



في الصحيح من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمن أقوامًا من أمتي يوم القيامة يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ، يجعلها الله هباءً منثورًا، قال ثوبان: صِفْهُم لنا؟! جلِّهم لنا؟! ألاَّ نكون منهم يا رسول الله؟ قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها". رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة.



يا رب لطفك!! يا لله!! أعمال كجبال تهامة بيضاء، يجعلها الله هباء منثوراً!، فالأمر عباد الله جِدُّ خطير إذا لم نراقب الله في السر والعلن، تخيلوا معي معاشر المسلمين الموحدين، بمجرد أن ننتهك حرمات الله تضيع حسناتنا، والطامة الكبرى أن هؤلاء الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث أنهم يأخذون من الليل ما يأخذون، بمعنى يتهجدون ويناجون ربهم،لكن بسبب عدم تعظيمهم لله، واستهتارهم، واستخفافهم بالله ، نالوا الخزي والعار يوم القيامة، أما الذي يذنب نسأل الله السلامة.



أيها المؤمنون:

ما أحوجنا إلى هذه المراقبة! ما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم في حياتنا حين ينطلق المسلم في بيته وسوقه، في حله وسفره، في نهاره وليله، عند وجود الناس أو في الخلوة عنهم، ما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم!.

قال زيد بن أسلم: "مَرّ ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم هل مِن جَزرة؟ قال الراعي: ليس ها هنا ربها ، فقال ابن عمر: تقول أكلها الذئب ! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله ؟ قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول فأين الله، فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم.



رواها البيهقي في "شُعب الإيمان"، ومِن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن الحارث الحاطبي، وهو ثقة.

أين الله؟ منهج حياة، أين الله في تصرفاتنا؟ أين الله حينما نضغط على أزرار التلفون لنبحث عن حرام؟ أين الله حينما ننشر البلوتوث نوزع الفاحشة في الذين آمنوا؟

أين الله حينما ننظر بأعيننا إلى ما حرم الله؟

أين الله عندما نسمع بآذاننا ما يسخط الله؟ أين الله ونحن نتعامل بالربا إلا من رحم الله؟ أين الله عند أولئك الذين يسرقون المال المعصوم؟ لماذا لا يراقبون الله الذين يقتلون النفس التي حرم الله، وهم يعلمون أنهم سيقفون بين يدي الله، فلا مفر للطغاة والظالمين من لقاء الله عز وجل.

أما استشعرنا معاشر المسلمين أن الله يرانا، قال تعالى: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ﴾ [النساء:108].

فإذا خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني

إن الله لا يخفي عليه شيء، فهلا اتقينا الله يا عباد الله!

أيها الأحبة الكرام في الله:

يعسُّ عمر - رضي الله عنه - ليلة من الليالي، ويتتبع أحوال الأمة، وتعب واتكأ على جدار، فإذا بامرأة تقول لابنتها: امذقي اللبن بالماء ليكثر عند البيع، فقالت البنت: إن عمر أمر مناديه أن ينادي: ألا يشاب اللبن بالماء، فقالت الأم: يا ابنتي قومي إنكِ بموضع لا يراكِ فيه عمر ولا مناديه، فقالت البنت المستشعرة لرقابة الله: يا أماه! أين الله؟ والله ما كنت لأطيعه في الملا وأعصيه في الخلا.



ويمر عمر مرة أخرى بامرأة أخرى تغيب عنها زوجها منذ شهور في الجهاد في سبيل الله - عز وجل - قد تغيبت في ظلمات ثلاث: في ظلمة الغربة والبعد عن زوجها، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة قعر بيتها، وإذا بها تنشد وتقول وتحكي مأساتها:

تطاول هذا الليل وازورَّ جانبه
وأرَّقني ألا حبيب ألاعبه
فو الله لولا الله لا رب غيره
لحُرِّك من هذا السرير جوانبه
من الذي راقبته في ظلام الليل، وفي بُعْد عن زوجها، وفي هدأة العيون؛ والله ما راقبت إلا الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. أنْعِم بها من مراقبة، وأنْعِم بها من امرأة!



عباد الله، ما ثمرة مراقبة الله؟

هذا الخلق - أعني خلق المراقبة - خلق عظيم، متى ما تدثّر الإنسان به فاح ذكره وطيبه، ونال من خيري الدنيا والآخرة ما تكون سعادته. قال ذو النون: "علامة المراقبة إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظّم الله، وتصغير ما صغّر الله"، وقيل: "من راقب الله في خواطره عصمه الله في حركات جوارحه". قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقب الله في سرّه حفظه الله في علانيته".



اسمعوا لهذا الحدث ولم يقع في هذا الزمن، وإنما وقع في زمن مضى؛ لنعرف ثمرة مراقبة الله - عز وجل- واستشعار ذلك الأمر. رجل اسمه نوح بن مريم كان ذا نعمة ومال وثراء وجاه، وفوق ذلك صاحب دين وخلق، وكان له ابنة ذات منصب وجمال، وفوق ذلك صاحبة دين وخلق، وكان معه عبد اسمه مبارك لا يملك من الدنيا قليلاً ولا كثيرًا، ولكنه يملك الدين والخلق - ومن ملكهما فقد ملك كل شيء - أرسله سيده إلى بساتين له، وقال له: اذهب إلى تلك البساتين، واحفظ ثمرها، وقم على خدمتها إلى أن آتيك، فمضى الرجل، وبقي في البساتين لمدة شهرين، وجاءه سيده، ليستجم في بساتينه؛ وليستريح في تلك البساتين.



جلس تحت شجرة وقال: يا مبارك ! ائتني بقطف من عنب، فجاءه بقطف، فإذا هو حامض، فقال: ائتني بقطف آخر إن هذا حامض، فأتاه بآخر فإذا هو حامض، فقال: ائتني بآخر إن هذا حامض، فجاءه بالثالث فإذا هو حامض، وكاد أن يستولي عليه الغضب، وقال: يا مبارك ! أطلب منك قطف عنب قد نضج، وتأتيني بقطف لم ينضج، ألا تعرف حلوه من حامضه؟ قال: والله! ما أرسلتني لآكله، وإنما أرسلتني لأحفظه، وأقوم على خدمته، والذي لا إله إلا هو! ما ذقت منه عنبة واحدة، والذي لا إله إلا هو! ما راقبتك ولا راقبت أحدًا من الكائنات، ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السَّماء.

فأعجب به، وأُعْجِب بورعه، وقال: الآن أستشيرك - والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششة، والمستشار

مؤتمن - تقدم لابنتي فلان وفلان من أصحاب الثراء والمال والجاه، فمن ترى أن أزوج هذه البنت؟

فقال مبارك: لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب، واليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوجون للدين والخلق، وعلى عهدنا هذا للمال والجاه، والمرء مع من أحب، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم.



أي نصيحة وأي مشورة! نظر وقدَّر وفكَّر، وتملى ونظر فما وجد خيرًا من مبارك ، قال: أنت حرُ لوجه الله، فأعتقه أولاً، ثم قال: لقد قلبت النظر، ورأيت أنك خير من يتزوج بهذه البنت، قال: اعرض عليها، فذهب فعرض على البنت، وقال لها: إني قلبت ونظرت وحصل كذا وكذا، ورأيت أن تتزوجي بمبارك ، قالت: أترضاه لي؟ قال: نعم. قالت: فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء.



فكان الزواج المبارك من مبارك ، فما الثمرة وما النتيجة؟ حملت هذه المرأة وولدت طفلاً أسمياه عبد الله ، لعل الكل يعرف هذا الرجل، إنه عبد الله بن المبارك المحدث الزاهد العابد الذي ما من إنسان قلَّب صفحة من كتب التاريخ إلا ووجده حيًا بسيرته وذِكْره الطيب، إن ذلك ثمرة مراقبة الله - عز وجل - في كل شيء.



معاشر المؤمنين الموحدين:

أما والله لو راقبنا الله حق المراقبة؛ لصلحت الحال واستقامت الأمور.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وسع كل شيءٍ علمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.



أيها الفضلاء:

فلنحاسب أنفسنا، ونحن هنا في الدنيا، وفي الوقت متسع، وباب التوبة مفتوح، قبل أن يؤتى بالشهود، في يوم عسير، على الكافرين والفاسقين والمنافقين غير يسير.

فلنبادر - أيها الإخوة - بترك المنكرات، وترك ما نهى الله عنه، قبل أن يؤتى بشهود يوم القيامة، الذين لا تنفع معهم واسطة ولا محاباة لأحد.

فالله هو الرقيب، وهو الحسيب، وأن لا ملجأ منه إلا إليه سبحانه، فهو الرقيب سبحانه، وهو الشهيد وكفى به شهيداً، ومن حكمته سبحانه وتعالى أن جعل علينا شهوداً آخرين لإقامة الحجة على الناس، وكفى بالله شهيداً.



أيها الأحباب الكرام في الله:

إن شهودَ الدنيا قد يكذِبون، وقد يُبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مُهدِّدٍ، أو طمعاً في مُرَغِّب، وقد تكون شهادتُهم غامضةٌ تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة وقد يمتنعون عن الحضور لشغل أو عائقٍ، لكن شهودَ يومِ القيامة يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوي، ولا يعرفون المجاملات، يُؤمرون من ربهم وخالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصُون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، وعباراتهم مفهومة.



فمن هؤلاء الشهود، شهادة النفس، نفس الإنسان تشهد عليه، تكون هذه الشهادة عند الاحتضار، حيث لا ينفع الندم، ولا يجدي الأسف في تلك اللحظات التي يكون الواحد فيها في ذروة الحسرة، وشدة الألم، وتقفل أبواب التوبة ويعترف الإنسان ويشهد على نفسه بالتقصير والتفريط، فأغلى أمانيه أن يقول: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [ المؤمنون:99-100]. ولكن الله يكذبه، ولكن الله عز وجل يأبى ذلك ويقول: (كَلَّا)، وقد قال سبحانه في تكذيب هذا الإنسان: ﴿ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ﴾ [ الأنعام: 28]. قال سبحانه وتعالى: ( ﴿ وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِين ﴾ [الأنعام:130].



ومن هؤلاء الشهود رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ [البقرة:143] .. ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ﴾ [النساء:41-42] فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيشهد على الأمم، وعلى هذه الأمة.



والملائكة – أيضًا - سيشهدون، وكفى بالله شهيدًا، قال الله عز وجل: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار:10-12].

ويقول جلَّ وعلا: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق:17-18]. فالملائكة أيضًا ستشهد.



والكتاب سيشهد، والسجلات ستفتح بين يدي الله فترى الصغير والكبير، والنقير والقطمير، تنظر في صفحة اليوم الثامن من هذا الشهر، فإذا هي لا تٌغادر صغيرة ولا كبيرة ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ [الكهف:49] .. ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ﴾ [الإسراء:13-14].

والأرض التي ذللها الله - عز وجل - لنا ستشهد بما عُمل على ظهرها من خير أو شر ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة:1-4].

والخلق -أيضًا- سيشهدون، وكفى بالله شهيدًا.

في صحيح مسلم: "أن جنازةً مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه، فيثني عليها الناس خيرًا، فيقول صلى الله عليه وسلم: وجبت. وتمر أخرى فيثني عليها الناس سوءًا، فيقول صلى الله عليه وسلم: وجبت. فيتساءل الصحابة، فيقول صلى الله عليه وسلم: أثنيتم على الأولى بخير
فوجبت لها الجنة، وعلى الثانية بسوء فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه، أنتم شهداء الله في أرضه".



وسيشهد ما هو أقرب من هذا؛ ستشهد الجوارح، لأنه في الأخير يرفض هؤلاء الشهود كلهم، فلا يريد شهادة إلا من جوارحه، ظناً منه أنها ستشهد له بما يريد، ونسي أن الذي خلقها قادر على أن يسيرها كيفما يريد سبحانه، فأيدٍ تشهد، وأرجل تشهد، وألسن تشهد، وجوارح تشهد: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس:65] .. ﴿ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾ [فصلت:19-24].

فلنتق الله جميعاًيا عباد الله! ولنجعل هؤلاء الشهود جميعهم لنا لا علينا، ولنبادر بالأعمال الصالحات قبل حلول الآجال وبقاء الحسرات.....

عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...
...المزيد

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم - أما بعد : فإن ...

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم - أما بعد :

فإن قضاء حوائج المسلمين و تنفيس الكرب عنهم من أعظم العبادات و أجلّها ، حث عليها الشرع الحنيف و رغّب فيها ، ففيها من جميل المعاني و طِيب الخُلُق ما فيها ، و قد وردت نصوص كثيرة في الحث على ذلك و الترغيب فيه و التحريض عليه فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
قوله تعالى " وتعاونوا على البِرِّ و التقوى "
قال العلّامة السعدي -رحمه الله - " أي لِيُعِن بعضكم بعضاً على البر"
-قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خير الناس أنفعُهم للناس "
و أي نفعٍ أعظم من تفريج كربات المسلمين؟! و قضاء حوائجهم ، في هذا الزمن الذي ضاعت فيه القيم ، و تلوثت فيه الفطرة ، و بِيع الدين بعَرَضٍ من الدنيا قليل!


-إن قضاء حوائج المسلمين فيه من إدخال السرور عليهم ما الله به عليم ، قال رسول الله - صلوات الله عليه و سلامه - " إن من أحبّ الأعمالِ إلى الله : إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرج عنه غماً ، أو يقضي عنه دَيْناً ، أو يطعمه من جوع "
و قد سئل الإمام مالك رحمه الله : أي الأعمال تحب ؟ فقال " إدخال السرور على المسلمين ، و أنا نذرت نفسي أفرج كربات المسلمين "!
فسبحان الله ! هذا الإمام العالِم الذي وهب نفسه للعلم حتى صار إمام أهل المدينة ، يهتم بإدخال السرور على المسلمين و قضاء حوائجهم ، وإن دل ذلك فإنما يدل على عظيم فقهه لدين الله تبارك و تعالى
و لله در الشافعي حيث يقول :
و أفضل الناس ما بين الورى رجلٌ
تُقضى على يده للناس حاجاتُ
لا تمنعنّ بيدَ المعروفِ عن أحدٍ
ما دمت مقتدراً فالسعدُ تاراتُ
-اقضوا حوائج المسلمين ، و فرجوا عنهم كرباتهم ما استطعتم ، فإن ثكالى المسلمين و ضعفائهم كُثُر ، والواقع خير شاهد!
فيا لله كم في أمة الإسلام اليوم من ثكلى! ، و كم فيها من مكروبٍ و مُستضعَف!
قال أبو العتاهية :
اقـضِ الحـوائجَ مـا اسـتطعت
و كُـنْ لهـمّ أخيـك فـارجْ
فَـلَخيـرُ أيـام الفـتى
يـومٌ قضـى فيـه الـحوائجْ
-إن الناظرَ لحالِ أمة الإسلام اليوم ، يرى كم حصل فيها من تغريب ، و كم تشوهت في منهجها و دينها من معانٍ يُفترض أنها أصول و ثوابت! ، لقد طُمستْ معالمُ الولاء و البراء، فحريٌّ بعباد الله الصادقين ، أن يعيدوا تلك االمعالمَ ما استطاعوا!
و في الحديث " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
وكم في قضاء حوائج المسلمين من شعورٍ بالترابط و الألفة!
و ما أجمل هذا الحديث الذي يُعدّ قاعدة في حياة المسلمين
فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " صنائعُ المعروف تقي مصارع السوء "
فكم من بليّةٍ قد دُفعتْ بسبب تفريج كرب عن مكروب!
و كم من مصيبة كانت ستقع ، فدفعها الله عن صاحبه جزاءَ قضاء حاجةٍ لمسلمٍ قد فعلها سابقاً و ربما قد نسيها! لكن الله لا ينسى!!


- يقول سيد قطب - رحمه الله - " فالناس في حاجةٍ إلى كنفٍ رحيم ، و إلى رعاية فائقة ، و إلى بشاشةٍ سمحة، وإلى ود يسعهم ، و حلم لا يضيق بجهلهم و ضعفهم و نقصهم ، في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ، ويحمل همومهم ولا يعينهم بهمه ، و هكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و الصالحين "
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن يسر عن معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة "

قال الشافعي :
و ليس فتى الفتيان من راح و اغتدى
لشُربِ صبوحٍ أو لشُربِ غبوق
و لكن فتى الفتيان من راح و اغتدى
لضرّ عدوٍّ أو لنفعِ صديق
جعلنا الله و إياكم من عباده الصالحين الذين يفرجون هموم المسلمين و يقضون حوائجهم لا يبتغون من ذلك إلا وجه الله و مرضاته
"إنما نُطعمُكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شُكوراً" و الحمد لله أولاً و آخراً.
كتبه : قتيبة الغريب
...المزيد

أثقل شيء في ميزان العبد #خطبة-مقترحة الخطبة الأولى: الحمد لله على إحسانه والشكر له على ...

أثقل شيء في ميزان العبد #خطبة-مقترحة


الخطبة الأولى:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله و سلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد

معاشر المسلمين الموحدين:

الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب، فمن منا لا يريد أن تبلغ درجاته عند الله درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر، فمن أراد هذه الدرجة العظيمة التي يتمناها كل مسلم، فعليه بحسن الخلق؛ كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم)). رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.

إن حسن الخلق هو أساس الخيرية والتفاضل بين الناس يوم القيامة، فهنيئاً لصاحب الخلق مرافقة - النبي صلى الله عليه وسلم - في الجنة، ويا سعادة من كان مجلسه في الجنة قريباً من رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

الناس يوم القيامة في وجل وفي خوف وفزع الكل يتمنى حسنة واحدة تنفعه في ذلك اليوم، الكل ينظر إلى ميزانيه هل سيثقل أم سيخف، فالمفلح من ثقلت موازينه، والخاسر من خفت موازينه، قال تعالى: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف:8-9].

من سيفلح ذلك اليوم يا ترى؟!

إنه صاحب الخلق الرفيع، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق)) رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني.

أيها الأحبة الكرام في الله:

فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم التفاوت في الإيمان بين المسلمين هو حسن الخلق، فأحسنهم خلقاً هو أكملهم إيماناً، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)) رواه الترمذي وأحمد.

فالأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان.

إنَّ نيل السّعادة والعيش في أكنافها، لا يُدرك بالمنصِب ولا بالجاه ولا يُنال بالشّهوات ومُتَع الحياة ولا بِجمال المظهَر ورقيق اللّباس، لا يُنال إلا بلباسِ التّقوى ورِداء الخُلُق، عملٌ صالح وقول حسَن، ﴿ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ [الحج: 77-78].

عباد الله:

إن الأخلاق العظيمة سبب في محبة الله للعبد، وإذا أحبك الله وفقك وسددك وأعانك، قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا)) رواه الحاكم والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.

إن أخطر شيء على أخلاق الناس هو هذه الدنيا بمَتاعها ومُغرياتها، بزخارفها وشهواتها مِن النساء والبنين...، إنَّ الغلوَّ في حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، والتنافس عليها أساس كل بلية!

من أجل متاع الدنيا يَبيع الأخ أخاه، ويَقتُل الابن أباه، ومِن أجلها يخون الناسُ الأمانات ويَنكثون العهود، ومن أجلها يَجحد الناس الحقوق ويَنسَوْن الواجبات... إلخ!

وإنَّما الأُممُ الأخلاق ما بقيَتْ ••• فإنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهم ذهَبُوا

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم.



الخطبة الثانية

الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد

أيها الأحبة الكرام في الله:

الكل مشتاق إلى الجنة، بل الكل يطمح إلى أعالي الجنان؛ لأن الجنة درجات، فمن أراد قصراً في أعلى الجنة فليحسن خلقه.

قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) رواه أبو داود والطبراني والبهقي وحسنه الألباني.



فأكثر ما يدخل الناس الجنة شيئان اثنان مهمان، تقوى الله وحسن الخلق، فتقوى الله وحسن الخلق سببان رئيسيان لدخول الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)) رواه الترمذي وأحمد وابن حبان وحسنه الألباني.

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ...
...المزيد

مَا زاحم القرآن شيئاً (إلا باركهَ) ، وَ لا ضِيقا ( إلاوَسعه )، وَ لا ظلمة ( إلا آنارها) ، وَلا ...

مَا زاحم القرآن شيئاً (إلا باركهَ) ، وَ لا ضِيقا ( إلاوَسعه )، وَ لا ظلمة ( إلا آنارها) ، وَلا وِحدة( إلا آنَسها ).
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا.💥

خطبة جمعة بسم الله الرحمن الرحيم هنيئا للساجدين تفريج الكرب والقرب من رب العالمين الحمد ...

خطبة جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
هنيئا للساجدين تفريج الكرب
والقرب من رب العالمين

الحمد لله الودودِ المعبود، الذي خضعت له الوجوه بالسجود، وتفضل على عباده الساجدين
بالقرب والجود، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صاحب الكرم والجود، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله الذي أمره ربه بالسجود، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على
نهجه إلى اليوم الموعود.
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة
بدعة وكل بدعة ضلالة أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ آل عمران: 102.
أيها المسلمون الموحدون: ما أعظم ذلك اليوم، يوم يشيب الولدان، يوم التغابن، يوم الصاخة، يوم
الواقعة، يوم ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، يوم يفر المرء من أخيه،
يوم الحسرة والندامة، يوم القارعة، يوم ينفخ في الصور، تقطعت بهم الأسباب، فلا خلة بينهم ولا
أنساب، فخشعت أصواتهم، وخضعت أعناقهم، وتقطع بينُهم، وتعاظم كربهم، وعظمت مصيبتهم،
وطال انتظارهم للحكم فيهم، وتقرير مصيرهم، فهرعوا يستشفعون، وعند أبيهم للخلاص يطلبون؛
فاعتذر الأب بأنه هو الذي أخرجهم، وهو سبب ما حل بهم، وأشار عليهم بابنه نوح؛ فاعتذر، وأشار
عليهم بالخليل؛ فاعتذر، وأشار عليهم بالكليم؛ فاعتذر، الكل يعتذر، يقولون مقولة واحدة: (إن ربي
قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله).
سجدة واحدة وثناء على الله من شفيعنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أطفأ ذلك
الغضب، فلما مرغ أنفه بذلة السجود للمتكبر، وذلة الخضوع للعزيز، قيل له: ارفع رأسك، وقل
يُسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع.
وانتهت تلك الأعوام العصيبة والطويلة من أهوال يوم القيامة، وحُكم بين العباد، وأدخل الله أهل
الجنة الجنة، وأهل النار النار، وهذا في آخر المطاف، بعد أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو
خير الوارثين.
يا مسلمون يا عباد الله: من أراد تفريج الكرب وتفريج الهموم فليقترب من الحي القيوم،
فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي
الله عنه -أنَّ رسُولَ اللَّه -صلى الله عيه وسلم- قال: ( أقرب مَا يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء).
مرافقة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجنة تُزف لمن أكثر من السجود بين يديي الله؛ فعن ربيعة
بن كعب –رضي الله عنه- قال: كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتيته بوَضوئه
وحاجته، فقال لي: "سلني". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: "أوَ غير ذلك؟"، قلت: هو ذاك. قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود". رواه مسلم
من أراد الرفعة من الله والمحبة والرضوان فليكن من الساجدين؛ يقول الله –سبحانه وتعالى-: ( أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) الحج: .18
إخواني .. أخواتي: تدبروا معي ختام هذه الآية، قال الله: (.. وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِم )
الحج: 18 .
فالهوان كل الهوان والذل كل الذل لمن أبى أن يسجد لله رب العالمين، والشرف كل الشرف أن تكون عبدا لرب الأرض والسموات، كما قال أحد الشعراء:
ومما زادني شرفا وفخرا *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا.
فمن صفات عباد الرحمن السجود والقيام للواحد الديان؛ قال جل وعلا: ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ). الفرقان: 64.
معاشر الموحدين الساجدين:
إذا ضاقت صدوركم، وكثرت همومكم، وتكالبت عليكم أعداؤكم، فالسجود لربكم علاجكم؛ قال تعالى: ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِين ) الحجر: 97، 98 .
من ذلت جبهته لله رب العالمين، أكرمه الله برفع هامته، وثبته ونصره على القوم الظالمين، فالسجود لله رب العالمين هو سلاح سحرة فرعون الذين آمنوا برب العالمين، تسلحوا به ليكرمهم الله بالثبات على الحق المبين؛ قال تعالى:
. طه: 70 ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى )
فوقفوا أمام تهديدات فرعون كالطود العظيم، وقالوا كما قال الله عنهم: ( اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) طه: 72 .
من أراد الفلاح والفوز والنجاح فليكن من الراكعين الساجدين؛ قال –تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ) الحج 77 .
فلنسجد جميعا اليوم طوعا قبل أن يأتي ذلك اليوم العصيب نتمنى أن نسجد لله، لكن هيهات هيهات، فمن سجد لله اليوم كان له الشرف أن يسجد غدا أمام الواحد الديان، ومن لم يسجد لله في هذه الدنيا الفانية، لا يستطيع أن يسجد غدا يوم القيامة يوم الحسرة والندامة؛ قال جل شأنه: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ) القلم: 42، 43 .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيرا.. أما بعد:
فيا عباد الله:
الحسرة وتمني الرجوع إلى الدنيا للمجرمين الذين أبوا أن يسجدوا لرب الأرض والسماء؛
قال جل وعلا: ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) سورة السجدة: 12، 13، 14 .
سعادة ما بعدها سعادة، وفرحة لا تعدلها أي فرحة، وفوز ما بعده فوز، ونعيم لا يعدله أي نعيم لمن وضع جبهته على الأرض ساجدا لرب السموات والأرض؛ قال أرحم الراحمين: ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة: 15، 16، 17 .
وهذه الكرامة إنما هي لأعلى أهل الجنة منزلا؛ كما جاء مبينا في صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( سأل موسى عليه السلام ربه فقال : يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له: ادخل الجنة ، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله ، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقال: هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك ، فيقول: رضيت رب، قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر - قال - ومصداقه من كتاب الله قوله تعالى: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) . وقد روى مسلم أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يقول الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر -ثم قرأ- فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) . وقال ابن سيرين: المراد به النظر إلى الله تعالى.
وقال الحسن: أخفى القوم أعمالا فأخفى الله تعالى لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
أخيرا يا عبد الله: كن في سلك الساجدين، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين، واحذر طريق الهالكين، الكافرين المعاندين، الذين (إِذَا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً) [الفرقان: 60]، فهم لا يؤمنون، وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون، ولكن الزم غرز الفائزين المستجيبين لأمر ربهم، الخاضعين لهيبته، الطائعين لأمره حين أمرهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الحج: 70 .
أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، واسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، اللهم أصلحنا وأصلح شباب المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح بنات المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح نساء المسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتكم ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا رب العالمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، اجعل لنا وللحاضرين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل عسر يسراً ومن كل ظالم نجا ارزقنا جميعاً من حيث لا نحتسب، من أرادنا أو أراد بلدنا بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً، لا تخرجنا جميعاً من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة رابحة لا تبور.
عباد الله: صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين حيث أمركم فقال ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ الأحزاب: 56 .

إعداد/ ياسر عبد الله محمد الحوري
...المزيد

📝 من ابتعد عن الوسادة .. اقتربت له السيادة .. ومن لزم الرقاد .. حُرِم المراد .. ومن أكثر ...

📝

من ابتعد عن الوسادة .. اقتربت له السيادة ..
ومن لزم الرقاد .. حُرِم المراد ..
ومن أكثر النوم .. سبقه القوم ..
ومن ترك العمل .. تركه الأمل ..

◇ والقمة أساسها : ( قم )

"يا أيها المزمل "قم" الليل"
" يا أيها المدثر "قم" فأنذر"

فالعمر قصير وعليه تحديد مصير
إما إلى جنة وإلا إلى سعير..
لن تجد الهداية ملقاة على الأرض وليست سلعة بالأسواق للعرض

قال تعالى :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
...المزيد

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم). هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا ...

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم).

هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا وتداعياته، يعاد الحديث وبكثرة عن الكوكب المذنب؟
مما جعلني أعيد نشر هذا المقال، والذي نشرته سابقا ضمن مقالات #الدجال_كأنك_تراه:

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب .. بين مروياتنا وتقاريرهم)؟
وعلاقته بظهور المهدي وخروج الدجال ؟

كثيرا ما سمعنا وقرأنا لكتاب الغرب ، وهم يتكلمون عن كوكب مدمر سيهبط على الأرض فيدمر جزءا كبيرا منها ، ويدعى ذلك الكوكب بالمذنب واسمه نيبيرو ..

وتعود هذه التسمية إلى الحضارتين القديمتين في الشرق الأوسط وهما ( البابلية والسومرية ) فهم كما يقول بعض الباحثين : أنهم أول من اكتشف ذلك الكوكب وسماه بذلك الإسم ، فأصبحوا بعد ذلك يعظمونه ويقدسونه ويعبدونه .

ثم جاء الكتاب المقدس كما يدعي اليهود و النصارى ، فجعل من ذلك الكوكب مصدر خطر سيحل بالبشرية في آخر الزمان ، ليتم بذلك تطهير الأرض حتى تتهيأ لعودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام !

جاء في العهد القديم - التوراة - سفر يوئيل ٢، ٢&٣ :

٢: ٢
يوم ظلام وبؤس ويوم غيم وزوابع ، شعب كثير وقوي مع انتشار الصباح على الجبال لم يكن لهذا اليوم مثيل منذ البداية ولن يكون مثله لاجيال واجيال .
٢:٣
قبله نار آكلة مدمرة خلفها لهيب يحترق ، الارض قبله كجنة عدن وبعده برية مهجورة ولن ينجو منه احد .

يقول الروائي باتريك جيريل Patrick Geryl : سينعكس الاتجاه المغناطيسي للقطبين مع اقتراب نيبيرو، وتحل الكوارث المدمرة كالأعاصير والفيضانات والزلازل والبراكين والمجاعة وقد تُنتزع قشرة الأرض .

الأمر الذي جعل منتجي الأفلام الغربية يتنافسون في تجسيد ذلك الحدث المهول ، كالفيلم الهوليوودي « ديب أمباكت » ( التأثير العميق ) حيث صور ذلك الفلم اصتدام جرم فضائي بالأرض، وإحالتها إلى خراب !

ويذهب بعضهم إلى أن موقع سقوط ذلك الكوكب ومكان التدمير ، سيكون على القارة الامريكية وخاصة جزءها الشرقي ، ويستدلون لذلك ببعض الروايات المذكورة في كتب أهل الكتاب ، التي تنص على تدمير مدينة كبرى في آخر الزمان ..ومن أوصافها :

- (الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها))

- (لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم ) .

وهذه أوصاف تنطبق على امريكا ...!

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل نجد عندنا من الآيات والأحاديث والآثار ما يوافق هذه النظرية ؟

نقول : من حيث العموم نجد أن هناك من الآيات والأحاديث والآثار ما يشير إلى تحقق ذلك ، بغض النظر عن تفاصيله التي يذكرها أهل الكتاب ..

ومن ذلك ما يلي :

- قال الله تعالى في سورة الدخان { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ..}


قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير الدخان المذكور في الآية ، بعد ان ذكر قول ابن مسعود وموافقة جماعة من السلف له بأن المراد بالدخان ما قد وقع لقريش في زمنه صلى الله عليه وسلم نتيجة دعوته عليهم بسنين كسني يوسف.

ثم قال رحمه الله :

وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : " لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى ابن مريم ، والدجال ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس - أو : تحشر الناس - : تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن الصياد : " إني خبأت لك خبأ " قال : هو الدخ . فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " قال : وخبأ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) .
وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب ، وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان ، وهم يقرطمون العبارة ; ولهذا قال : " هو الدخ " يعني : الدخان . فعندها عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادته وأنها شيطانية ، فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " .
ثم قال ابن جرير : وحدثني عصام بن رواد بن الجراح ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان - قال حذيفة : يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) - يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران ، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " .
قال ابن جرير : لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة ; لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث : هل سمعه من سفيان ؟ فقال له : لا قال : فقلت : أقرأته عليه ؟ قال : لا قال : فقلت له : فقرئ عليه وأنت حاضر فأقر به ؟ فقال : لا فقلت له : فمن أين جئت به ؟ فقال : جاءني به قوم فعرضوه علي ، وقالوا لي : اسمعه منا . فقرءوه علي ثم ذهبوا به ، فحدثوا به عني ، أو كما قال .
وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا ، فإنه موضوع بهذا السند ، وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير ، وفيه منكرات كثيرة جدا ، ولا سيما في أول سورة " بني إسرائيل " في ذكر المسجد الأقصى ، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا خليل ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يهيج الدخان بالناس ، فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة ، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه " .
ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري موقوفا . ورواه عوف ، عن الحسن قوله .
وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عوف ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال " .
ورواه الطبراني عن هاشم بن يزيد ، عن محمد بن إسماعيل بن عياش ، به وهذا
إسناد جيد .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : لم تمض آية الدخان بعد ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وتنفخ الكافر حتى ينفد .
وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ ، أي : المشوي على الرضف .
ثم قال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكة قال : غدوت على ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ذات يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس فذكره . وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن . وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين ، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما ، التي أوردناها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن .
قال الله تعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بين واضح يراه كل أحد . وعلى ما فسر به ابن مسعود ، رضي الله عنه : إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد .
(يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (11)
وهكذا قوله : ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : ( يغشى الناس ) . انتهى

والخلاصة : أن ما رجحه ابن كثير من كون آية الدخان لم تمضي ، وأنها ستقع مستقبلا وهي من علامات الساعة ، هو الحق الذي تشهد له سياق الايات والاحاديث والاثار كما أورد ذلك رحمه الله .
وبما أن الأمر كذلك فإنه لا يمنع أن يكون ذلك الدخان ، هو المذكور في روايات اهل الكتاب والذي ينتج عن الكوكب المدمر ذي الذنب ، وذلك ما يؤيده تأويل حبر الأمة وترجمان القرءان ابن عباس للدخان بالكوكب المذنب !

- وقال الله تعالى « وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ »
ورد عن السلف تفسيرهم للطارق بالنجم وهو محل اجماع بينهم على تفسيره بالنجم كما هو ظاهر القرءان ، الا انهم اختلفوا في تحديد ذلك النجم على اقوال اشهرها ثلاثة :

زحل - الثريا - الشهب التي ترمى بها الشياطين .

وزحل معروف عنه انه من اكبر الكواكب ..

الا انهم لم يذكروا ان ذلك له علاقة بآخر الزمان ، حيث ذكروا ان ذلك النجم المشار إليه بالثاقب ، يحصل منه ذلك كل ليلة !

واخذوا ذلك من تسميته بالطارق لانه يطرق ليلا كما يقول القرطبي :

فالطارق : النجم ، اسم جنس ، سمي بذلك ; لأنه يطرق ليلا ، ومنه الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق المسافر أهله ليلا ، كي تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة . والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقا . يقال : طرق فلان إذا جاء بليل . وقد طرق يطرق طروقا ، فهو طارق . ولابن الرومي :
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

هذا ملخص ماذكره المفسرون عن النجم الطارق ، وعند التأمل نجد أن الله قد عظم هذا النجم فقال ( وما أدراك ما الطارق ) والله سبحانه عندما يقول عن الشيء ( وما أدراك ) فإنه يدل على عظمة ذلك الشيء كما قال عن يوم القيامة معظما له وما يحصل فيه من الاهوال ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) وقال ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) .

ثم إن وصفه سبحانه له بالثاقب؟ فيه دلالة على عظمة ما يحدثه حين الثقب !
وهذا يطابق ما يقال عن الكوكب ذي الذنب . والله اعلم

- ومما يستأنس به في هذا ما ذكره بعض الباحثين حيث قال :

ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة انه سبحانه ارسل رسلا كثيرة الى اقوامهم لعبادة الله وحده ونبذ الشرك وما كان من هؤلاء الا ان كذبوا الرسل واصروا على اتباع آبائهم ورفضهم عبادة الله وحده ومعاداة ومحاربة رسل الله فأعطاهم الله قوة استدراجا لهم فلما كذبوا وتجبروا وبغوا حقت عليهم كلمة العذاب فأرسل الله عليهم الصيحة وتوعد الله سبحانه ان من يفعل فعلهم ويسير على دربهم فسيلقى مصيرهم واخبر ان مشركي زماننا استحقوا ذلك لانهم نسبوا الى الله الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكتفوا بذلك بل تجبروا وطغوا وقالوا من اشد منا قوة ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا التوحيد والموحدين فحقت عليهم كلمة العذاب فالصيحة قادمة لهم لا محالة اعاذنا الله ونجانا منها وسأذكر ان شاء الله الآيات التي اخبرت اوهددت بان عذاب الامم السابقة واقع بمشركي هذا الزمان او التي ذكرت الصيحة صراحة ومنها :-

1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30))
وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم)
وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
اذا أي وعيد للمشركين في القرآن بصيحة اوبصاعقة او بعذاب عام في الدنيا معناه ان الصيحة التي عذب الله بها الأمم المتجبرة السابقة مثل عاد وثمود قادمة لمشركي ومتجبري هذا الزمان لانها سنة الله في الذين خلو من قبل وعليه فاالآيات القادمة تؤكد ان الصيحة قادمة.
نلاحظ ايضا في قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوافَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ) هنا انذار ان اعرضوا فسوف يأتيهم صاعقة وهذه الصاعقة مثل صاعقةعاد وثمود فهذا تهديد ووعيد مشروط باعراضهم وكما قلنا ليس فقط للمشركين في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لكل من اشرك بالله وادعى له الولد - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا-
اذا فهذا تهديد مشروط فأين الاخبار بأن الصيحة واقعة بهم لامحالة تجده في آيات كثيرة جدا منها قوله تعالى(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوافَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوامِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
قال ابن عباس رضى الله عنه ان هذا عذابهم في الدنيا
لاحظ قوله تعالى (فَزِعُوا) اى اصابهم الفزع من شيء رهيب اذا فهي الصاعقةوالصيحة التي نفزعهم بها ومن ثم نأخذهم فلا مفر ولا مهرب لهم (فَلَا فَوْتَ).
لاحظ ان الكلام هنا ليس تهديدا مشروطا ولكنه اخبار انه واقع بهم لا محالة والكلام واضح بان الله سبحانه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال المشركين وقت الصيحة وكأنه يراه امامه ومعنى كلامه سبحانه اي لو ترى يامحمد حال المشركين اذ ارسلنا عليهم الصاعقة او الصيحة التي هي مثل صاعقة عاد وثمود فأفزعتهم ثم اخذناهم من مكان قريب فلم نغادر منهم احدا .
وايضا في قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10))] محمد[
لاحظ هنا قوله (دمر الله عليهم) وهذا عقاب الامم السابقة مثل عاد وثمود دمر الله عليهم بالصاعقة او الصيحة ثم يأتي الخبرالمؤكد بأن للكافرين امثال هذا العقاب(وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)وهذا اخبار وتأكيد بأن الصيحة قادمة ومعجزة قرآنية بأن الله اخبر ان الكفار سوف يعرضوا وسيظلوا على اعراضهم الى ان تأتيهم الصيحة كما جاءت لسابقيهم وهذا اخبار بالغيب ليس مشروطا وانما تأكيد على انه واقع بهم وهذا دليل على ان الصيحة قادمة لا محالة بسبب الذنوب كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواذَنُوبًامِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوامِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
جاء في لسان العرب (من المكتبة الشاملة)ص390
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ،والطَّويلُ الذَّنَبِ.
ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي،يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه،فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ،بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره،بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ،ليسَ لَهُ سَنامُ.ا.هـ
اتضح من هذا الكلام ان لفظة ذنوب عند العرب تستعمل ايضا لشيء طويل الذنب
لاحظ هذه الآية قوية جدافي ذكر الذنوب وهذه يفسرها قلق ابن عباس من كوكب ذو ذنب وفيما قرأت كثيرا لم اجداحدا ربط بين هذه الآية وهذا الآثر الا الفقير الى الله كاتب الموضوع فالله الحمدوالمنه
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الصيحة صريحا ويذكر ان المشركين لاينتظرون الا هي فتأمل .
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
وهنا ايضا نفس المعنى تأكيدا على ان الكفار لاينتظرون الا الصيحة اعاذنا الله منها
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ ...الخ .

قلت : ويضاف إلى ذلك ما ورد في الاحاديث من وصف الزمان الذي يخرج فيه الدجال ، حيث ذكرت تلك الاحاديث والاثار ، تغيرا رهيبا في أحوال الكون ، على غير عادته المعهودة لدى البشرية ، مما يدل على أن هناك أمرا جللا قد حدث في الكون ، أدى إلى كل تلك التغيرات والتأثيرات !؟
والله أعلم

كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي
...المزيد

رقم الهاتف أو واتساب الشيخ محمد الكملي أو الشيخ رشيد النافع الله جزيك بخير

رقم الهاتف أو واتساب الشيخ محمد الكملي أو الشيخ رشيد النافع الله جزيك بخير

يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : ...

يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، وأسألُك شُكرَ نعمتِك ، وحُسنَ عبادتِك ، وأسألُك قلبًا سليمًا ، ولسانًا صادقًا ، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ ، وأستغفرُك لما تعلَمُ ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ
الدرر السنية
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
4 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً