الجهاد في سبيل الله سبب العز والنصر وتركه سبب الذل! قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ...

الجهاد في سبيل الله سبب العز والنصر وتركه سبب الذل!
قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾

وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾

وقال سبحانه: ﴿قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾

وقال سبحانه: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ﴾

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»
رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني وحسنه الأرنؤوط.

وعَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: غَزَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَعَلَى الْجَمَاعَةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَالرُّومُ مُلْصِقُو ظُهُورِهِمْ بِحَائِطِ الْمَدِينَةِ، فَحَمَلَ رَجُلٌ عَلَى الْعَدُوِّ، فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَتُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا، فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ فَالْإِلْقَاءُ بِالْأَيْدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا وَنُصْلِحَهَا وَنَدَعَ الْجِهَادَ [وَتَرْكَنَا الغَزْوَ]»، قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: «فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ»
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ورواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني والأرنؤوط.

وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ»
رواه الطبراني وحسنه المنذري والألباني.
...المزيد

نعمة الأمن في الإسلام الحمد لله رب العالمين .. من علينا بنعمة الأمن في القرآن الكريم فقال تعالي ...

نعمة الأمن في الإسلام
الحمد لله رب العالمين .. من علينا بنعمة الأمن في القرآن الكريم فقال تعالي }فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4){ ]قريش[ .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له … جعل الأمن مقرونًا بالإيمان ..فقال تعالي }الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82){ الأنعام .
وأشهد أن محمداً رسول الله صلي الله عليه وسلم … الهادي البشير, المبعوث رحمة للعالمين , والذي ما ترك من خير إلا ودل الأمة عليه وأمرهم بإتباعه ،وما ترك من شر إلا وحذر الأمة منه ونهاهم عن اقترافه ….أشار إلى أن الدنيا تجتمع للعبد في ثلاثة أشياء …منها نعمة الأمن، فإن حاز هذه الثلاث فقد حاز الدنيا بما فيها، فقال صلى الله عليه وسلم}من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها{ ]حسنه الألباني في صحيح الجامع [.
فاللهم صل علي سيدنا محمد, وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ..
أما بعد : فيا أيها المؤمنـون .
إن نعمة الأمن لا تعادلها نعمة بعد نعمة الإسلام، فلا أمان لأحد إلا بالإسلام، ولا راحة لأحد إلا بطاعة الرحمن، ولا ذهاب للخوف والحزن إلا بالتمسك بطاعة الكريم المنان.
ولقد أراد أعداء الإسلام منذ زمن بعيد زعزعة أمن المسلمين في كل مجالات حياتهم ، زعزعة أمنهم الفكري، والعقائدي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وأمنهم الحياتي ، ولأنهم يعلمون أن الإنسان المسلم لا يستطيع أن يحقق غايته المنشودة إلا في ظل جو من الأمن والطمأنينة ، فقاموا بنشر الثقافات الغربية والدعوات الهدامة لكي يفرقوا كلمة المسلمين والقضاء علي هويتهم ونهب ثرواتهم وخيراتهم، ولابد أن نعلم أننا لا نستطيع أن نقوم بدورنا نحو الدين والوطن إذا فقدنا نعمة الأمن والاستقرار ، لذلك كان موضوعنا ]نعمة الأمن في اٌلإسلام[ وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية …
1ـ مفهوم الأمن.
2ـ استقرار الأوطان ضرورة شرعية ووطنية .
3ـ نظرة الإسلام الشمولية للأمن.
4ـ أسباب تحقق الأمن.
5ـ أثر تحقق الأمن علي المجتمع
العنصر الأول : مفهوم الأمن

الأمن: ضد الخوف . والأَمَنَةُ ، بالتحريك: الأمن , ومنه قوله تعالى }أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ (154){ ]آل عمران[. واستأمن إليه , أي دخل في أمانه . وقوله تعالى }وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3){ ]التين[.
والأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف، وهي نعمة لا تقدر بكنوز الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم}من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها{ ]ابن ماجة وحسنه الألباني[.
ومنه قوله تعالى }وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) { قريش.
ومنه الإيمان والأمانة , وضده الخوف .
ومن أسمائه الحسنى المؤمن في قوله تعالى }هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23){ الحشر.
ومعناه أنه هو المعطي الأمان لعباده المؤمنين حين يؤمنهم من العذاب في الدنيا والآخرة . وقد منح الله سبحانه وتعالى هذا الاسم لعباده الذين صدّقوا به وبرسله وكتبه فسماهم (المؤمنين ).
والأمن مشتق من الإيمان والأمانة، وهما مترابطان، قال الله تعالى: }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون(82) { ]الأنعام[.

العنصر الثاني : استقرار الأوطان ضرورة شرعية ووطنية

فإن نعمة الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، ومطلب ضروري من ضروريات الإنسان، ولذلك كان من مقاصد الشرائع السماوية المحافظة على الضروريات الخمس وهي:
حفظ النفس، والدين، والعقل، والعرض، والمال.
فإذا حُفِظ للإنسان هذه الضروريات فقد حصل على أسمى هدف، وأعظم غاية يرجوها الإنسان في هذه الحياة الدنيا وهو الأمن بجميع صوره، ومن فضل الله سبحانه أن هيأ لنا حفظ أمننا، وجعل ذلك مرهونًا ومرتبطًا بالإيمان، وجعل بينهما ارتباطًا قويًا وتلازمًا ضروريًا فلا أمن بدون تطبيق الإسلام، ولا يتحقق تمام الإسلام وكماله، والعمل بشعائره، وإقامة حدوده إلا بالأمن، ولا تقوم مصالح العباد إلا بالأمن، ومن أجل استتباب الأمن في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة، وحفظت للأمة في قضاياها ما يتعلق بالحق العام والحق الخاص، بل إن من المسلّم في الشريعة، قطع أبواب التهاون في تطبيقها أياً كان هذا التهاون، سواء كان في تنشيط الوسطاء في إلغائها، أو في الاستحياء من الوقوع في وصمة نقد المجتمعات المتحضرة ، فحفظاً للأمن والأمان؛ غضب النبي على من شفع في حد من حدود الله بعدما بلغ السلطان، وأكد على ذلك بقوله}وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها{ ]رواه البخاري ومسلم[.
فالأمن هو روح الحياة وقلبها النابض ولذلك دعا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما شَيَّد بيت الله الحرام أن يكون آمنا، قال الله تعالى }رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ(126)]{ البقرة[.
فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة ،ولا يتلذذ الناس بالرزق
مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف .
وقد استجاب الله دعاءه فقال الله تعالى}فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4){ (قريش)..
فالأمن ضرورة لكل مجتمع لأن به تتم المصالح ، وتستقيم الحياة، وتستتم.
وبفقده تضيع الحقوق وتضيع المصالح ويحصل القلق والخوف ، وتحصل الفوضى ويتسلط الظلمة على الناس ،ويحصل السلب والنهب ،وتسفك الدماء ،وتنتهك الأعراض فلا يأمن الإنسان على نفسه وهو في بيته ولا يأمن على أهله وحرمته ،ولا يأمن على ماله ،ولا يأمن وهو في الشارع ،ولا يأمن وهو في المسجد ولا يأمن وهو في مكتبه ،ولا يأمن في أي مكان إذا زالت نعمة الأمن عن المجتمع ، إلى غير ذلك من مظاهر فقد الأمن للمجتمع.
بل هو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر بخاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات وقائية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية.
وبضعف الأمن وانحلاله؛ تظهر آثار خبث الشيطان، وألاعيبه هو وجنده من الجن والإنس، وإقعاده بكل صراط، يوعد بالأغرار من البشر، ويستخفهم فيطيعونه؛ فيبين حذقه وإغواؤه، محققاً توعده بقوله كما قال الله تعالى} لاقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ (17){ [الأعراف].
فمن البديهيات التي لا يختلف عليها العقلاء أنه لا يمكن أن تقوم حياة إنسانية كريمة إلا في ظلال أمنٍ وافرٍ، يطمئن الإنسان معه على نفسه وأسرته ومعاشه، ويتمكَّن في ظله من توظيف ملكاته وإطلاق قدراته للبناء والإبداع .
ولأهميته قرن سيدنا إبراهيم الدعاء بتحقيق الأمن مع الدعاء بنفي الشرك وتحقيق التوحيد فقال تعالى }وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ
نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ(35){ ]إبراهيم[.
وقرن النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بالأمن، فقال صلى الله عليه وسلم: }الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ{ ]الترمذي وصححه[.
والأمن أهم سبب في الازدهار الاقتصادي قال تعالى}وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57){ ]القصص[.
وقال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}(67) [العنكبوت].
ويقول جلَّ وعلا {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(26)} [الأنفال].
ويحكي القرآن الكريم عن دولة سبأ أن الأمنُ كان أحدَ أسباب الازدهار الاقتصادي فقال تعالي }وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18){ ]سبأ[.
وقد دلَّت سائر أحداث التاريخ البعيد والقريب على أن الحضارة لا تزدهر، وأن الأمم لا ترتقي ولا تتقدم إلا في ظلال الاستقرار الذي ينشأ عن استتباب الأمن للأفراد وللجماعات وللأمم.

العنصر الثالث : نظرة الإسلام الشمولية للأمن

إن مفهوم الأمن مفهوم واسع , وليس مقتصراً على مفهوم حماية المجتمع من السرقة أو النهب أو القتل ونحوه , بل الأمن مفهوم أعم من ذلك كله , وأول وأعظم مفهوم للأمن ، الأمن الفكري :
الأمن الفكري :
وهو الحفاظ على العقيدة السليمة الصحيحة الخالية من الزيغ والشبهات والتحريفات , والتي تؤدي إلى ارتباط المسلم بربه ارتباطا وثيقا , هذا هو أول الواجبات الأمنية التي يتحقق بها الوازع الديني المانع من كل الممارسات الخاطئة في تطبيق الشريعة الإسلامية وتعاليمها .
إن الأمن على العقول لا يقل خطراً عن أمن الأرواح والممتلكات , فكما أن للأموال والممتلكات لصوصا ينتهزون الفرص لسرقتها ، فللعقول لصوصا محترفين خبثاء مخططين , يتربصون بالمسلمين الفرص لسرقة عقول شبابهم وبناتهم , ومن ثم دفعهم إلى وجهة التغريب والبعد عن دينهم وتراثهم وحضارتهم. فالأمن الفكري أصلٌ تقوم عليه مرتكزات حياة المجتمع ومسيرته , فيجب على الأمة أن لا تنزلق في انحدارات التغريب والتبعية لدعوات هدامة باطلة .
يلاحظ صيانة الإسلام للأمن الفكري داخل المجتمع المسلم عن طريق توحيد مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين، لا نعتمد في ثقافتنا علي ما يأتي إلينا من الخارج وعندنا المصدر الأساسي وهو القرآن الكريم والسنة المطهرة .
نجد أن النبي صلي الله عليه وسلم غضب على سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، وما أدراكم ما عمر بن الخطاب ؟ عندما رآه يقرأ في قطعة من التوراة قال: }أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟! والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي{. فهل يجوز لنا إذن أن نأذن لأبنائنا وبناتنا، أن يتابعوا الشبكة العنكبوتية الانترنت في قراءة كتب السحر وكتب الكهانة، وكتب الإلحاد والزندقة والفساد والانحلال ؟ وأن يتبعوا الكاتب الفلاني والأديب الفلاني ويُسلموا عقولهم لهم ؟
والله تعالي يقول }وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (116){[ الأنعام].
فلا يجوز لنا أن نترك أبنائنا فريسة لهذه الدعوات الهدامة ،الفاسدة المفسدة.
الأمن الاجتماعي :
لقد عظم الاسلام أمر الأمن الاجتماعي، ودعا الى المحافظة عليه بين الناس جميعا افرادا وجماعات، فعلى مستوى الفرد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يكون الجار سببا في فزع جاره وتخويفه، بل ازداد الأمر تحذيرا عندما نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لا يجد جاره الأمن في جواره، فعن ابن شريح رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم }والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه{ ]البخاري[. ويعيش المسلم بالأمن الاجتماعي في عفو وصفح وتسامح وإحسان مع الآخرين، قال تعالى }خُذِ ٱلۡعَفۡوَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡعُرۡفِ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡجَٰهِلِينَ (199){ ]الأعراف[. الأمن الاقتصادي :
الأمن الاقتصادي المتمثِّل في عدالة توزيع الثروة حتي لا يكون هناك غني متخم بالشبع وفقير مدقع لا يجد ما يسد به رمقه ، وما يستر به جسده فقال تعالي } كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ۚ(7) ]{الحشر[.
الأمن السياسي :
المتمثل في تحقيق العدالة السياسية ، وبه يحظى الجميع (المسلم وغير المسلم) بالأمن، فيتعامل معه المسلمون بالبر والقسط مادام لا يقاتلهم ولا يؤذيهم، قال تعالى}لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8){ ]الممتحنة[.
وهذه القصة خير شاهد علي ما نقول :اليهودي الذي سرق درع سيدنا عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه وهو خليفة، ولما رأى سيدنا عليّ الدرع عند اليهودي قال: هذا درعي ، فقال اليهودي: بل هو درعي!!
فاحتكما إلي القاضي شريح ،فمَثُلَ الخليفة مع اليهودي أمام قاضي المسلمين، وقفا في ساحة القضاء أمام شريح رحمه الله رحمة واسعة- ولما دخل عليّ مع اليهودي أمام شريح فنادي شريح على عليّ قائلاً: يا أبا الحسن، فغضب عليّ فظن شريح سوءً قال: ما الذي أغضبك؟
فقال عليّ: يا شريح أما وقد كنيتني أي ناديت عليَّ بكنيتي- وقلت يا أبا الحسن، فلقد كان من واجبك أن تُكَنِّيَ اليهودي هو الآخر.
ما هذا الخلق؟! وما هذا الدين العظيم؟!
وَمَثُلَ عليٌّ واليهودي أمام شريح، فنظر شريح إلى عليّ وقال: يا عليّ ما قضيتك؟ قال: الدرع درعي، ولم أبع ولم أهب، فنظر شريح إلى اليهودي فقال: ما تقول في كلام عليّ؟
فقال اليهودي: الدرع درعي وليس أمير المؤمنين عندي بكاذب!!
فنظر شريح إلى عليّ وقال: هل عندك بَيِّنة؟
قال: لا، وكان شريح رائعًا بقدر ما كان أمير المؤمنين عظيمًا، وقضى شريح بالدرع لليهودي، وأخذ اليهودي الدرع وخرج ومضى غير قليل.
ثم عاد مرة أخرى ليقف أمام عليّ وأمام القاضي وهو يقول: ما هذا الدين وما أروعه؟!
أمير المؤمنين يقف أمامي خصمًا أمام قاضي من قضاة المسلمين، ويحكم القاضي بالدرع لي، والله ليست هذه أخلاق بشر، إنما هي أخلاق أنبياء، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، فَسَعِدَ عليّ، وقال اليهودي: يا أمير المؤمنين الدرع درعك، فقد سقطت منك فأخذتها، فنظر عليّ مبتسمًا وقال: أما وقد شرح الله صدرك للإسلام فالدرع مني هدية لك.
هذا الأمن والأمان لمن؟!
لأبناء يهود تحت ظلال الإسلام الوارفة.
نجد أن أنواع الأمن مرتبطة بعضها ببعض ، فلا أمنَ اجتماعيًّا من غير أمن اقتصادي وأمن سياسي، والعكس بالعكس، فالأمن الاقتصادي المتمثِّل في عدالة توزيع الثروة، والأمن السياسي المتمثل في تحقيق العدالة السياسية لا يتمَّان بغير توافق اجتماعي.. وهكذا.
فلا رأي لخائف، ولا عقل لمستعبَد مُكرَه؛ لأنه حين يشيع الاستبداد، فإنه يقضي على القدرات العقلية للأمة، ويفلُّ إرادتها وعزمها، وحتى لو فكرت فالخائف إذا فكَّر يكون تفكيره مرتعشًا، ورأيه مشوشًا، كما يؤدي الاستبداد إلى اهتزاز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، فضلاً عن إعطاء الفرصة للمتملِّقين والمداهنين في التسلق والسيطرة على جل أجهزة الدولة.

العنصر الرابع :أسباب تحقق الأمن

في ظلال الأمن تُعَمَّر المساجدُ وتُقام الصلوات، وتُحفَظ الأعراض والأموال، وتُؤمَّن السبل، وتُطَبَّق شريعة الله، وتُنشَر الدعوة إلى الخير.
في رحاب الأمن يسود الاطمئنان، ويعمُّ الخير والرخاء، وتستقيم حياة بني الإنسان، ويَسُود العلم وتستمرُّ عجلة التنمية، ويزدهر الإنتاج، ولو انفرط عقد الأمن ساعةً لرأيت كيف تعمُّ الفوضى، وتتعطَّل المصالح، ويكثر الهرج، ويحكم اللصوص وقطَّاع الطرق، وتأمَّل فيمَن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقًا وعلى هذه الحقيقة شاهدًا.
إن أمرًا هذا شأنه، ونعمةً هذا أثرها، لجديرةٌ بأن نبذل في سبيلها كلَّ غالٍ ونفيس، وأن تُستثمَرَ الطاقات وتُسخَّرَ الجهودُ والإمكانات في سبيل الحِفَاظ عليها وتعزيزها، ومن هنا لا بُدَّ أن ندرك أن نعمة الأمن لا تُوجَد إلا بوجود مقوِّماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها، فمن أسباب تحقق الأمن ...
1ـ توحيد الله تعالى وعبادته وطاعته والعمل الصالح :
قال تعالى}وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55){ ]النور[ .
والشرك أعظم الظلم؛ قال تعالى {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13)} [لقمان]، وهو من أسباب مَحْقِ البركات واندثار الخيرات، ولقد زين الشيطان لكثير من المشركين أنهم بدخولهم في الإسلام سيتعرضون لفقد أمنهم، وستتحول حياتهم إلى غربة وعذاب فقال تعالي }وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا(57){ ]القصص[.
فبين لهم سبحانه ما هم فيه من أمن شامل للطمأنينة وزوال الخوف مع أمن غذائي متكامل }أَوَ لَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (57){ ] القصص[
ولله در القائل :
إِذَا الإِيمَانُ ضَاعَ فَلاَ أَمَانٌ وَلاَ دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحْيِ دِينَا
وَمَنْ رَضِيَ الحَيَاةَ بِغَيْرِ دِينٍ فَقَدْ جَعَلَ الفَنَاءَ لَهَا قَرِينَا.

وإذا تخلَّى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم، أحاطت بهم المخاوف، وانتشرت بينهم الجرائم، وانهدم جدار الأمن وادلهمَّ ظلام الخوف والقلق، وهذه هي سنَّة الله التي لا تتخلَّف في خلقه؛ قال تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112)} [النحل].
ولقد بين تعالى ان كفر نعمة الأمن كان سببا من أسباب إهلاك من جحد النعمة. وكان من نعم الله تعالى على مملكة سبأ كونهم آمنين، فالأمن في ليلهم كنهارهم ينتقلون لقضاء مصالحهم في أمن واطمئنان قال تعالي}وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين (18){ ]سبأ[.
بل لم يكن الحديث عن فتح مكة حديثا عن الفتح وحده، بل الفتح حال كونهم آمنين، إذ أن الفتح من دون أمن لا خير يُرْجى منه، قال الله سبحانه وتعالى}لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا (27){ ]الفتح[.
فالأمن التامُّ هو في توحيد الله وطاعته، ولزوم شكره وذكره وحسن عبادته؛ قال سبحانه وتعالي{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب (28)} [الرعد].
2ـ الاستقامة :
وحتى نحافظ على الأمن في البلاد؛ فلا بُدَّ من تربية الأمَّة على طاعة الله تعالى والاستقامة على شرعه والبعد عن معصيته؛ ذلكم أن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم والموبقات؛ لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يَقِظٌ لا يغادره في جميع الأحوال.
والاستقامة سبب للأمن في الدنيا و الآخرة قال تعالى }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(13){ ]الاحقاف[.فالاستقامة تُحًقق لصاحبها الأمن في الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم: "فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة
ومن خرج عنها أحاطت به المخاوف من كل جانب فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناً".
ولقد كانت الاستقامة هي الأمان للذرية بعد الموت فقال تعالي {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(9)} [النساء].
3ـ التمسك بالكتاب والسنة :
نحافظ على الأمن بالتمسُّك بالكتابِ والسنَّة، والعناية بفريضة العلم والبحث العلمي؛ فالعلم عصمةٌ من الفتن، والتعليم الشرعيُّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان.
قال ابن القيِّم رحمه الله في (إعلام الموقعين): "وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلَّة قلَّ الشرُّ في أهلها، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرُّ والفساد".
4ـ إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ علي يد المعتدين:
إن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ صِمام أمان يمنع الشرور والآفات عن المجتمعات، وبه يحصل العز والتمكين؛ قال تعالي:{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40)} [الحج].
ولقد قرر الإسلام حفظ النفس من مقاصد الشريعة الغراء ،والاعتداء عليها اعتداءً علي البشرية جمعاء ، فحَرَّم الاعتداء عليها ،بل جعل عقوبة من يزهقها النار في الآخرة تكريمًا وصيانة لهذه النفس المسلمة، قال تعالى}مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) 32){ [المائدة].
وقال جل من قائل :}وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93){ [النساء].
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ }لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ{ ]رواه الترمذي ،وصححه الألباني[
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : }أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى{ ]رواه البخاري ومسلم[ .
يتبين لنا أن الإسلام حرم كافة أشكال التخويف للمسلم، بدءًا من تحريم تخويفه وتهديده بالقتل، وانتهاءً بتحريم ترويعه ولو على سبيل الهزل والمداعبة، فقال صلى الله عليه وسلم: }لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا{ ]أبو داود[.
ولقد أراد الإسلام من ذلك كله تحقيق الحياة الآمنة المستقرة الهادئة لأتباعه أفرادًا ومجتمعات، والتي لا يعكرها سلوك العابثين والمنحرفين والمجرمين، ولذلك شرع الله سبحانه وتعالى الحدود والتعزيرات الزاجرة لكل من يحاول العبث والإخلال بأمن المجتمع المسلم، وجعل سبحانه وتعالى عقوبة المفسدين في الأرض المحاربين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجماعة المسلمين عقوبةً شديدة لِمَا يسببونه من ترويع للآمنين وإخافة للمسلمين والمستأمنين ونشر للفساد في الأرض، قال جل وعلا: }إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) [المائدة[
5ـ الحرية والعدل مفتاح الأمن :
إن غياب العدل والحريات هو الذي يفتح أبواب الفساد والفوضى على مصاريعه، وأنه لم تحلّ أي إشكالات في الماضي، ولن تحلَّ في الحاضر والمستقبل إلا إذا ساد العدل والحرية، فإذا ساد الظلم وشاع الطغيان فالأمة على موعدٍ قريبٍ مع الهلاك والسقوط، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: }كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟{ ]ابن ماجه وابن حبان[.
أي أن الأمة التي لا مجال فيها لأخذ الحق للضعيف من القوي، فلا مجالَ لها بين الأمم، ولا بد أن تذلَّ وتخزى ، ويظن البعض أن هيبة الدولة لا تحفظ إلا بالقهر والشدة علي الناس وهذا مفهوم خاطئ ، فإن العدل والحرية هما ما يحفظان هيبة الدولة .
يقول الإمام التابعي الجليل عامر الشعبي رحمه الله: }كانت دِرَّةُ عمر رضى الله عنه أهيب من سيف الحجاج{، "أي عصاه الصغيرة التي كان يؤدب بها المخالفين "، حققت من الهيبة وحفظ النظام ما لم يحققه سيف الحجاج الباطش الذي حصد رؤوسا كثيرة، وسفك دماء طوائف شتى من العلماء والفضلاء والعامة؛ إذ كان من منهج عمر رضي الله عنه ألا يقهر الناس أو يتجبر عليهم، بل يقول لكبار موظفيه وولاته الذين يبعثهم على البلاد المختلفة: }أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ- أي لا تحبسوهم في الرباط والثغور عن العودة لأهليهم- فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ{ ]رواه أحمد[.
ويقول لهم: }أدِرُّوا على المسلمين حقوقهم{، وبهذا انتظمت أمور الدولة، وملأت هيبتها القلوب.
أما سيف الحجاج فكان له أكبر الأثر في حصول الثورات على الدولة الأموية التي استخدمته، وكان من نتائج ذلك سقوط الدولة بعد سنوات قليلة.
وهذا الخليفة الكريم العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان واليًا على المدينة، وقد ساس أهلها سياسة حسنة، وجاء الحجاج بن يوسف الثقفي وكان واليًا على العراق، فسأل أهل المدينة عن عمر: كيف هيبته فيكم؟ قالوا: ما نستطيع أن ننظر إليه هيبةً له.
قال: كيف محبتكم له؟ قالوا: هو أحب إلينا من أهلنا، قال: فكيف أدبه فيكم (يعني: تأديبه للرعية وعقابه للمخطئين) قالوا: ما بين الثلاثة الأسواط إلى العشرة، قال الحجاج: هذه هيبته، وهذه محبته، وهذا أدبه؟!
هذا أمر من السماء!. وكتب إليه اثنان من ولاته: نرى أن الناس لا يصلحهم إلا السيف! فكتب عمر رضي الله عنه إليهما: }خبيثين من الخبث، ورديئين من الرديء ، أتعرضان لي بدماء المسلمين؟ والله لَدَمُكُما أهون عليَّ من دماء المسلمين" .
وكتب إليه والي حمص: إن مدينة حمص قد تهدمت واحتاجت إلى الإصلاح، فكتب إليه عمر رضي الله عنه: }إذا قرأت كتابي هذا فحصِّنها بالعدل، ونَقِّ طريقها من الظلم؛ فإنه عمارتها….. والسلام{.
وكتب لأحد ولاته: }خذ الناس بالبينة وما جرت عليه السُّنَّة، فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله{.
ولهذا كانت المدة اليسيرة التي تأمَّر فيها عمر رضي الله عنه سنتين وخمسة أشهر وبضعة أيام؛ كفيلةً بأن ترفع لواء الأمة، وأن تُعيد لها نهضتها من جديد ، ومتى تحقِّق العدل دامَ الأمن بإذن الله تعالى.
6ـ تهيئة المحاضن التربوية للشباب والناشئة ،وإحياء دور العلماء والمربين :
لكي نُرْسِي دعائم الأمن ونُرَسِّخ قواعده بعيداً عن الفتن واستخدام العنف نحو المجتمع ، لابد من تهيئة المحاضِن التربوية للشباب والناشئة، ودعم كلِّ المؤسَّسات العاملة في تربية الناشئة التي تعمل وَفْقَ الكتاب والسنَّة وما عليه سلف الأمة ، والتي تقوم بمعالجة أسباب انحراف الأبناء، بسبب ما تعيشه بعض البيوت من فقر، أو نزاعات وشقاق، وما ينتج عنها من حالات طلاق وتشرُّد للأولاد.
وإحياء دور العلماء والمربين في احتواء الشباب ومعالجة الأحداث وتقريب
وجهات النظر وتهدئة الانفعالات، وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع الشباب؛ لترشيد حماسهم، وتوجيه انفعالهم، وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمَّة، لا في هدمها. إن أمن الوطن لا يتحقَّق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة، وشباب الأمة، وتحصين أفكارهم من التيارات والدعوات المشبوهة التي تُسمِّم العقول، وتحرف السلوك؛ من دعوات التغريب، والإلحاد ودعايات الفساد والإفساد والإباحية ، والشذوذ ، وغيرها.

العنصر الخامس : أثر تحقق الأمن علي المجتمع

بِتَحقق الأمن يحقق الإنتماء والولاء للوطن والشعور بالمسئولية والإيمان بالنظام والقانون ، مما يدفع الشخص إلى الإيجابية، والمشاركة الفاعلة، والإبداع في عملية التنمية، وبذل أقصى الجهد، وتقديم أنْفَس التضحيات لحماية الدولة التي يعيش فيها.
وهذا الشعور إذا تحقَّق للأفراد والهيئات داخل دولة ما؛ كفيل بالحفاظ على السيادة الوطنية، وتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي، وتمكين التفوق العسكري، وحريٌّ بأن يدفع الأمة إلى موقع الصدارة، ويحقق لها كل الآمال في النهضة والتقدم. فأصبح لزاما علي الجميع المسارعة إلى الإسهام في تحقيق الأمن والرفاهية للمجتمع، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم اشتراك الجميع في المسئولية، فقال صلى الله عليه وسلم: }كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهْيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ{ ]متفق عليه[.
الخاتمة :
هذا هو الاسلام دين السلام، السلام الذي يتحقق به الأمن، فيعيش العبد آمنا في حياته، يؤدي ما افترضه الله عليه حتى ينقضي وقته في الدنيا، فينتقل من أمن في دنياه الى أمن في آخرته كما قال تعالي }وهم من فزع يومئذ آمنون (89){ ]النمل[.
فالمسلم ينشر الأمن في الدنيا، ويعمل على ترسيخه، ويجتهد للحفاظ عليه، حتى يلقى الله تعالى وتقول له الملائكة كما قال تعالي}ادخلوها بسلام آمنين(46){ ]الحجر[ . فاللهم آمنا في أوطاننا، واصرف عنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.
...المزيد

﴿ وَ أذكر رَبّك إذا نسِيت ﴾ - أستغفرالله . - سبحان الله . - الحمدلله . - لا إله إلا الله . - ...

﴿ وَ أذكر رَبّك إذا نسِيت ﴾
- أستغفرالله .
- سبحان الله .
- الحمدلله .
- لا إله إلا الله .
- الله أكبر .
- لاحول ولاقوة إلا بالله .

#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان بسم ...

#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح


جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان


بسم الله الرحمن الرحيم


ما جاء في نهي النبي ﷺ عن الكذب في المزاح وترويع المسلم
1 - عَنِ ابْنِ ‌عُمَرَ –رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "‌إِنِّي ‌لَأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا".([1])
2 – عَنْ مُعَاويةَ بن حيدة القشيري –رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، ‌لِيُضْحِكَ بِهِ ‌الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ".([2])
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: "إِنِّي لَا ‌أَقُولُ ‌إِلَّا ‌حَقًّا".([3])
4 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "مَا يُضْحِكُكُمْ؟"، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ ‌يُرَوِّعَ ‌مُسْلِمًا".([4])
5 – عَنْ يزيد بن سعيد –رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: "لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ ‌جَادًّا وَلَا ‌لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ".([5])
6 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ ‌مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ".([6])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع الصغار
7 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ فَطِيمٌ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ‌يَا ‌أَبَا ‌عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ ‌النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا".([7])
8 - عَنْ ‌مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: "عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ ‌مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي، وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ".([8])
9 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "رُبَّمَا قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: ‌يَا ‌ذَا ‌الْأُذُنَيْنِ". قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي يُمَازِحُهُ.([9])
10 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ ‌يُدْلِعُ ‌لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم".([10])
11 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ، لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: "أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟ أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟" -يَعْنِي حَسَنًا- فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى، حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ".([11])
12 - عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: أَخَذَ النَّبيُ ﷺ بِيَدِ الحَسنِ أَوِ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ وَضَعَ ‌قَدَمَيهِ ‌عَلَى ‌قَدَمَيهِ ثُم قَالَ: "تَرَقَّ".([12])
13 - عَنْ ‌زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي ‌سَلَمَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَغْتَسِلُ يَقُولُ: "اذْهَبِي فَادْخُلِي" ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ ‌فَنَضَحَ فِي وَجْهِيَ الْمَاءَ، ثُمَّ قَالَ: "ارْجِعِي" قَالَ الْعَطَّافُ: قَالَتْ أُمِّي: "فَرَأَيْتُ وَجْهَ ‌زَيْنَبَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا نَقَصَ مِنْ وَجْهِهَا شَيْءٌ".([13])
14 - عَنْ ‌أَنَسِ –رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا"، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى ‌صِبْيَانٍ وَهُمْ ‌يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: "يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟" قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ.([14])
15 – عَنْ شَدَّادٍ بن الهادي الليثي –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ، سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ‌ابْنِي ‌ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ".([15])
16 - عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ يَتِيمَةٌ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ، فَرَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الْيَتِيمَةَ، فَقَالَ: "آنْتِ هِيَهْ؟ لَقَدْ كَبِرْتِ، لَا كَبِرَ سِنُّكِ" فَرَجَعَتِ الْيَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تَبْكِي، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: مَا لَكِ؟ يَا بُنَيَّةُ قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعَا عَلَيَّ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنِّي، فَالْآنَ لَا يَكْبَرُ سِنِّي أَبَدًا، أَوْ قَالَتْ قَرْنِي فَخَرَجَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مُسْتَعْجِلَةً تَلُوثُ خِمَارَهَا، حَتَّى لَقِيَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَا لَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَدَعَوْتَ عَلَى يَتِيمَتِي قَالَ: "وَمَا ذَاكِ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" قَالَتْ: زَعَمَتْ أَنَّكَ دَعَوْتَ أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنُّهَا، ‌وَلَا ‌يَكْبَرَ ‌قَرْنُهَا، قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أُمَّ سُلَيْمٍ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ شَرْطِي عَلَى رَبِّي، أَنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، مِنْ أُمَّتِي، بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".([16])
17 - عَنْ ‌أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ –رضي الله عنهما-قَالَتْ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: سَنَهْ سَنَهْ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ. قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: دَعْهَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ، يَعْنِي: مِنْ بَقَائِهَا".([17])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أهله وملاطفتهم
18 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟" قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ ‌جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟" قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: "وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟" قَالَتْ: ‌جَنَاحَانِ، قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ ‌جَنَاحَانِ؟" قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ ‌نَوَاجِذَهُ.([18])
19 - ‌عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمًا: "‌يَا ‌عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ ﷺ".([19])
20 - عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: "هَذِهِ ‌بِتِلْكَ".([20])
21 – عَنْ ‌عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِخَزِيرَةٍ قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ ـ وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ـ: ‌كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ ‌وَجْهَهَا، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: "الْطَخِي ‌وَجْهَهَا"، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: "قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا"، فَقَالَتْ ‌عَائِشَةُ: فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.([21])
22 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟" قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي ‌سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا".([22])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أصحابه
23 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ: "ادْخُلْ" فَقُلْتُ: ‌أَكُلِّي ‌يَا ‌رَسُولَ ‌اللَّهِ؟ قَالَ: "كُلُّكَ" فَدَخَلْتُ.([23])
قَالَ عُثْمَان بن أبي عَاتِكَة: إِنَّمَا قَالَ أَدْخُلُ كُلِّي مِنْ صِغَرِ الْقُبَّةِ.
24 - عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ". وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا، فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: " لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ".([24])
25 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَاسْتَحْمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى ‌وَلَدِ ‌نَاقَةٍ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ".([25])
26 - عَنْ ‌أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه-قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ ‌بِالْقَوَارِيرِ".([26])
27 – عَنْ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ _رضي الله عنه- قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَرَّ الظَّهْرَانِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ، فَأَعْجَبْنَنِي، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ قُبَّتِهِ فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الْأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الْأَرَاكِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - أَوْ قَالَ: يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ ‌شِرَادُ ‌جَمَلِكَ؟" ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لَا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ إِلَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي فَقَالَ: "طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ" ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ لَأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ولَأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ، فَلَمَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ: "رَحِمَكَ اللهُ" ثَلَاثًا ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ.([27])
28 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ –رضي الله عنهما- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ جَعَلَتِ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: "مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا. قَالَ: "فَأَنِخْهُ"، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: " أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا مِنْ يَدِكَ - أَوْ قَالَ: اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ - " قَالَ: فَفَعَلْتُ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "ارْكَبْ" فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً، قَالَ: وَتَحَدَّثَ مَعِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: "أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ" قَالَ: قُلْتُ: فَسُمْنِي بِهِ. قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ"، قَالَ: قُلْتُ: لَا. إِذًا يَغْبِنُنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، قَالَ: "فَبِدِرْهَمَيْنِ؟" قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَقَدْ رَضِيتُ، قَالَ: "قَدْ رَضِيتَ؟"، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: هُوَ لَكَ، قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ"، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا جَابِرُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ" قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "أَثَيِّبًا، أَمْ بِكْرًا" قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: "أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا، وَتُلَاعِبُكَ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً تَجْمَعُ رُءُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: "أَصَبْتَ إِنْ شَاءَ اللهُ" قَالَ: "أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا، أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا"، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ، قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا"، قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللهِ ﷺ دَخَلَ وَدَخَلْنَا، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ: فَدُونَكَ فَسَمْعًا وَطَاعَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَرَأَى الْجَمَلَ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ، قَالَ: "فَأَيْنَ جَابِرٌ؟" فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: "تَعَالَ أَيْ ابْنَ أَخِي، خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ فَهُوَ لَكَ" قَالَ: فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: "اذْهَبْ بِجَابِرٍ، فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً" فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا، قَالَ: فَوَاللهِ مَازَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا، وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا حَتَّى أُصِيبَ أَمْسِ فِيمَا أُصِيبَ النَّاسُ، يَعْنِي يَوْمَ الْحَرَّةِ.([28])
29 - عَنْ سَفِينَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ: تُرْسًا أَوْ سَيْفًا، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "‌أَنْتَ ‌سَفِينَةُ".([29])
30 - عَنْ ‌سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ إِذَا دُعِيَ بِهَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟" فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِإِنْسَانٍ: "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟" فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: "قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ، قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ".([30])
31 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ، فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ - ﷺ - فِي خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ، فَقَالَ: ‌أَصْبِرْنِي، فَقَالَ: "اصْطَبِرْ"، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ - ﷺ - عَنْ قَمِيصِهِ، فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.([31])
32 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يَهْدِي لِرَسُولِ اللهِ ﷺ الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: ‌أَعْطِ ‌هَذَا ‌ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِيءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ".([32])
وأخرجه البخاري بلفظ: عَنْ ‌عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ –رضي الله عنه- "أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللهَ ‌وَرَسُولَهُ".([33])
33 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - وَعِنْدِي ‌عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ؟، فَقُلْتُ: مِنْ خَالَاتِي، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَنِي ‌الْجَنَّةَ، فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلَانٍ، إِنَّ ‌الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا ‌عَجُوزٌ"، فَوَلَّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: "أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ ‌عَجُوزٌ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ ‌إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا﴾[الواقعة:36]".([34])
34 – عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللهُ بِهِ ‌دَرَجَةً"، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ ‌بِعَتَبَةِ ‌أُمِّكَ، وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ".([35])
35 - ‌عَنْ صُهَيْبٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "ادْنُ فَكُلْ" فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنَ ‌التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ "تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟" قَالَ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.([36])
36 - عَنْ ‌بُرَيْدَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - ﷺ - فِي سَفَرٍ، فَكَانَ كُلَّمَا بَقِيَ شَيْءٌ حَمَلَهُ عَلَيَّ، وَسَمَّانِي ‌الزَّامِلَةَ".([37])
ما جاء في مزاح الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
37 - عَنْ ‌أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ، إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ ﷺ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ، سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ.
وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ ﷺ، وَايْمُ اللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَأَسْأَلُهُ، وَاللهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "فَمَا قُلْتِ لَهُ؟" قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ ‌هِجْرَتَانِ". قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا، يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي.([38])
38 – عَنْ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﷺ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ
قَالَ: ‌وَعَلِيٌّ ‌يَضْحَكُ.([39])
39 - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: هَلْ كَانُوا يَتَمَازَحُونَ؟ فَقَالَ: مَا كَانُوا إِلَّا كَالنَّاسِ ‌كَانَ ‌ابْنُ ‌عُمَرَ ‌يَمْزَحُ وَيُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَقُولُ:
يُحِبُّ الْخَمْرَ مِنْ كِيسِ النَّدَامَى ... وَيَكْرَهُ أَنْ تُفَارِقَهُ الْفُلُوسُ([40])
40 - عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، ‌يَتَبَادَحُونَ بالبَّطِيخ، فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.([41])
41 - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ ‌أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ بَعْدَ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ‌جَعْفَرٍ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا: أَنَا ‌خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَبِي ‌خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَسْمَاءَ: "أَقْضِي بَيْنَهُمَا" ، فَقَالَتْ لِابْنِ ‌جَعْفَرٍ: "أَمَا أَنْتَ، أَيْ بُنَيَّ فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَمَا رَأَيْتُ كَهْلًا مِنَ الْعَرَبِ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ" قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ "مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا، وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا ‌لَمَقَتُّكِ" قَالَ: فَقَالَتْ: "وَاللَّهِ إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَار".([42])
*تم بحمد الله تعالى*
________________________
([1]) حديث حسن، أخرجه الطبراني في الأوسط (7322)، والصغير (779).
([2]) حديث حسن، أخرجه أحمد (20046)، وأخرجه أبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والدارمي (2744).
([3]) حديث حسن، أخرجه أحمد (8723)، والترمذي (1990)، والبيهقي في الكبرى (21215).
([4]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (23064)، وأبو داوود (5004)، والطبراني في الكبير (135)، والبيهقي في الكبرى (21219).
([5]) حديث حسن، أخرجه أحمد (17940)، وأبو داود (5003)، والطبراني في الكبير (6641)، والحاكم (6686)، والبيهقي في الكبرى (11653).
([6]) حديث حسن، أخرجه أبو داود (4800)، والبزار في البحر الزخار (6626)، والطبراني في الكبير (7488)، والبيهقي في الكبرى (21218).
([7]) أخرجه البخاري (6203).
([8]) أخرجه البخاري (77)، ومسلم بعد الحديث رقم (657).
([9]) حديث حسن، أخرجه أحمد (12164)، وأبو داود (5002)، والترمذي (1992).
([10]) حديث حسن، أخرجه ابن حبان (6975).
([11]) أخرجه البخاري (2122)، ومسلم (2421).
([12]) أخرجه البخاري في الأدب المفرَد (270)، وصححه الألباني.
([13]) أخرجه الطبراني في الكبير (715)
([14]) أخرجه مسلم (2310).
([15]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (16033)، والنسائي (1141)، والطبراني في الكبير (7107)، والحاكم (4775)، والبيهقي في الكبرى (3470).
([16]) أخرجه مسلم (2603).
([17]) أخرجه البخاري (5993)
([18]) صحيح، أخرجه أبو داود (4932)، والنسائي في الكبرى (8901)، والبيهقي (21022).
([19]) أخرجه البخاري (3768)، ومسلم (2447).
([20]) صحيح، أخرجه أحمد (26277) واللفظ له، وأبو داود (2578)، والنسائي في الكبرى (8894)، وابن حبان (4691)، والطبراني في الكبير (124)، والبيهقي في الكبرى (19788).
([21]) حديث حسن، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (504)، وأبو يعلى (4476).
([22]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (18394)، وأبو داود (4999)، والطبراني في الكبير (108).
([23]) صحيح، أخرجه أبو داود (5000)، والطبراني في الكبير (122).
([24]) صحيح، أخرجه أحمد (12648)، وعبد الرزاق في مصنفه (20746)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (239)، وابن حبان (5790)، والطبراني في الكبير (5310)، والبيهقي في الكبرى (21214).
([25]) صحيح، أخرجه أحمد (13817)، وأبو داود (4998)، والترمذي (1991).
([26]) أخرجه البخاري (6161)، ومسلم (2323).
([27]) أخرجه الطبراني في الكبير (4146)، وهو صحيح الإسناد.
([28]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (15026)، وأصله في الصحيحين عند البخاري (2309)، ومسلم (7015).
([29]) حديث حسن، أخرجه أحمد (21932)، والبزار في البحر الزحار (3830)، والطبراني في الكبير (6440)، والبيهقي في الدلائل (6/47).
([30]) أخرجه البخاري (441)، ومسلم (2409).
([31]) حديث حسن أخرجه أبو داود (5224)، والطبراني في الكبير (556)، والبيهقي (13717).
([32]) حديث صحيح أخرجه أبو يعلى (176).
([33]) البخاري (6780).
([34]) أخرجه الترمذي في الشمائل (241)، وحسنه الألباني في مختصر الشمائل.
([35]) حديث حسن، أخرجه أحمد (18063)، وابن أبي شيبة (19386)، والنسائي (3144)، وابن حبان (4616).
([36]) أخرجه أحمد (16591)، وابن ماجه (3443)، والبزار (2095)، والطبراني في الكبير (7304)، والحاكم (5703)، والبيهقي في الكبرى (19591)، وقال الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء: إسناده جيد، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند: يحتمل التحسين.
([37]) أخرجه البزار في البحر الزخار (4429) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (16095): إسناده حسن. والزاملة: هي البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، من الزَّمل وهو الحمل.
([38]) أخرجه البخاري (4230).
([39]) حديث صحيح أخرجه أحمد (40)، واللفظ له، وهو في البخاري (3542)، و(3750) بلفظ: بأبي شبيه بالنبي ...
([40]) أخرجه الطبراني (13066)، وأبو نعيم في الحلية (2/275)، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
([41]) الأدب المفرد للبخاري (266)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: وهذا سند صحيح رجاله رجال البخاري في " صحيحه " غير حبيب هذا وهو ثقة عابد كما في " التقريب ".
([42]) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (32207)، وأحمد في الفضائل (1720)، وأبو نعيم في الحلية (2/75).
...المزيد

مقتطفات من مقالة خواطر مسلم الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف .....المسلم يعلم ويعي أن المسئولية عن ...

مقتطفات من مقالة خواطر مسلم
الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف
.....المسلم يعلم ويعي أن المسئولية عن هذا الدين تجعل صاحبها يشعر أن على عاتقة أمانة وفي عنقه بيعة أمام الله ثم أمام الناس تجعله يتحرك بكل قوةٍ وبكل سعيٍ دؤوبٍ من أجل تحقيق ورفعة هذا الدين.

فالمسلم يشعر بأن مسئوليته عن هذا الدين مسئولية فردية يهتم بالدعوة إلى الله وبإعداد الدعاة إلى الله الذين يحملون راية هذا الدين، فيركز في إعدادهم وتكوينهم وتربيتهم التربية العقدية التي تجعل صاحبها صاحب همٍّ يحيي به وصاحب هدف يسعى لتحقيقه حتى لو كلفه تحقيق هذا الهدف حياته.

المسلم يفهم ويُعلم محبيه الواقع المحيط بهم ويربط كل ما يحدث فيه من أحداث بالعقيدة الصحيحة ويعلمهم حكم الواجب في هذا الواقع.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/145617/#ixzz6zwBzI9or

الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف
...المزيد

دائماً... هناك شخص 🧔ما... يهتم لأمرك 🙍‍♂️... ويساعدك... دون علمك... 💝 ...

دائماً...
هناك شخص 🧔ما...
يهتم لأمرك 🙍‍♂️...
ويساعدك...
دون علمك...
💝 🙇‍♂️🤷‍♂️

[الموتى كثير😥] ‏قال أبو حفص الأبّار : كان لي عند ابن شبرمة حاجة، فقضاها، فأتيته أشكره، فقال: على ...

[الموتى كثير😥]

‏قال أبو حفص الأبّار : كان لي عند ابن شبرمة حاجة، فقضاها، فأتيته أشكره، فقال: على أي شيء تشكرني؟
قلت: قضيت لي حاجة
فقال : اذهب، إذا سألت صديقك حاجة يقدر على قضائها فلم يبذل نفسه وماله، فتوضأ للصلاة، وكبِّر عليه أربعًا وعده في الموتى ...المزيد

ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل ...

ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين " .

نقله عنه ابن الجوزي في كتابه " المنتظم " ( 9 / 214 ) .
...المزيد

بعض حال أهل الأرض اليوم نقصد به قول الله تعالى {{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ ...

بعض حال أهل الأرض اليوم
نقصد به قول الله تعالى {{ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) }} " النبأ " : كان سؤالهم حين نزول هذه السورة عن الرسالة وما جاء فيها من وعد ووعيد وزادت هذه الأسئلة في زمننا فأصبح السؤال الأهم عندهم يدور حول الكون وما فيه وعن الأرض ودنو نهايتها وهم في هذا يضلون عن سبيل الله ويتبعون الظن كما أخبر القرءان عنهم {{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }} " الأنعام , 116 "
يَخْرُصُونَ : أي يخمِّنُون وهو إتباع الظن
ثم تجد دنو أجلهم ونهايتهم في قوله سبحانه {{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }} " الأنعام , 123 "
نزلت هذه الآية في أكابر كفار مكة فكان مكرهم سببا في هلاكهم في غزوة بدر وهي تنبهنا إلا سنة من سنن الله في خلقه نراها اليوم وهي أن تمكين المجرمين في الأرض ليمكروا فيها يكون سببا لهلا كهم فكفار قريش هلكوا بسبب الحروب التي كانوا يمكرون بها للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وكفار هذا العصر ارتكبوا كل أنواع الكفر والإلحاد والفجور والمكر للإسلام والمسلمين الذين لا يملكون لهم حولا ولا قوة وسيكون مكرهم ذلك سببا في هلاكهم وعقاب الله لهم حتى يرجعوا إلى الإسلام لذا يخاطبهم الله سبحانه وتعالى منذرا لهم فيقول سبحانه
{{ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ (45) وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) }} " الأنبياء " : الغريب في توافق هذه الآية مع ما نراه اليوم من عذاب للناس بسبب لاحتباس الحراري أنهم أدركوا هذه الظاهرة لما رأوا ذوبان جليد القارتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية فبدؤا يدقون ناقوس الخطر وينذرون بظاهرة الاحتباس الحراري وما تتسبب فيه من كوارث مناخية وهو ما أشارت له الآيات فأطراف الأرض هما القارتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية والنقص منهما هو ذوبان جليدهما لصالح المحيطات والبحار وهو علامة على عقاب الله للناس حتى يرجعوا عن ظلمهم بالكفر والإلحاد والفجور {{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }} .

ولعل سائلا يسأل لماذا أخر الله عنهم العذاب إلى هذا العصر والإجابة في قوله سبحانه {{ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ( (117 }} " هود "
يستفاد من الآيات أنه إذا كان في الأرض بقية من أهل الخير تأمر بالإيمان بالله وطاعته وتنهى عن الكفر به ومعصيته وكانت هذه البقية لها بعض التمكين فأهل الأرض بخير ولن يتعرضوا لتعجيل عقاب الله لهم بدليل قوله سبحانه {{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }} , أما إذا طغى أهل الكفر بالله ومعصيته وغلبوا بسبب قوتهم جاءهم العقاب من الله يقول سبحانه {{ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }} " القصص , 59 "
فليست الحرب العالمية الثانية إلا من مظاهر ذالك فهي عقاب من الله ونوع من أنواع الهلاك للكافرين لما طغوا في الأرض وغلبوا وكذلك ما يعرف بالاحتباس الحراري وتأثيره على الأرض وساكنيها وسيكون سريعا إذا طغى أهل الكفر وغلبوا ولم يكن المصلحون في الأرض قادرون على الأمر بالإيمان بالله وطاعته وإتباع دينه ين الإسلام والنهي عن الكفر به ومعصيته .
ويقول سبحانه عنهم {{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) }} " يوسف "
لقد رأى أهل الأرض اليوم الآيات في السموات والأرض ورأوا معجزات القرءان في وصف ذلك لكنهم يصرون على كفرهم وإلحادهم والبقية منهم أكثرها إيمانه بالله واليوم الآخر لا ينفعه لأنه يشرك معه غيره في العبادة والتعظيم كالنصارى واليهود والبوذية والرافضة ألا يخافون من قول الله تعالى {{ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }}



وكيف لا وقد رأوا الآيات في السموات والأرض الدالة على أن الإسلام دين الله وأن القرءان كلامه وتلك الآيات في قوله سبحانه {{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) }} " الأنبياء "
جاء في الآيات خمس معجزات تدل على أن الإسلام دين الله وأن القرءان كلامه وذلك في سبقها للكلام على هذه لحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا قريبا وإخبارها أن الكافرين سيرونها وهي كون السموات والأرض كانتا كتلة واحدة ملتصقة ففتقهما الله أي فصلهما بالفتق وهو الانشطار وفي هذا إشارة إلى نظرية الانفجار العظيم وكون الماء أصل الحياة في الأرض وأساسها وكون الجبال رواسي للأرض تثبتها وكون الغلاف الجوي سقفا محفوظا من الرياح الشمسية والأشعة الكونية والبرد والصقيع وهو يحفظ الأرض وساكنيها من ذلك وكون الشمس والقمر والليل والنهار كل له فلك يسبح فيه .
فالشمس فلكها الذي تسبح فيه هو أنها تجري نحو مستقرها تحت العرش فإذا بلغته طلعت على الناس من مغربها إيذانا بقيام الساعة والقمر يسبح في فلكه الذي يدور فيه حول الأرض وكذلك لليل والنهار.
والغريب أن هذه الآيات وردت في سورة الأنبياء على أن الكافرين سيرونها ثم ورد بعدها في الآية الربعة والأربعون أن الكافرين سيرون نقص أطراف الأرض وأن ذلك علامة على عقاب الله لهم كما بينا فيقول سبحانه منذرا لهم {{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) ... }} : بدأت الآية بالإشارة إلى ما يتوهمونه من البقاء لنوقن أن المخاطب فيها هم الكافرون في هذ ا العصر الذين يَدَّعُون أن عمر الأرض هو مليارات السنين وأن الجنس البشري قد يعيش لملاين السنين وذلك في قوله {{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ }} , ثم محضت الآية هذا الوهم بالإشارة إلى نقص أطراف الأرض الذي هو علامة على عقاب الله لهم بظاهرة الاحتباس الحراري وهو عقاب كفيل بأن يزيلهم لكنهم سيعترفون بظلمهم كما بينا.


وقد وردت لإشارة إلى هذا أيضا في سورة الدخان أن الله سيعاقبهم بدخان السماء حتى يدخلوا في الإسلام وأن ذلك ليس إلا عقابا أوليا لن يرجعهم عن الكفر بالله وتوهم البقاء إلا قليلا من الزمن ثم بعد ذلك تأتيهم البطشة الكبرى يعني الساعة يقول الله سبحانه {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) }} : الآيات تشير إلى عقاب الله للكفرين بدخان مبين يأتي من السماء فيغشاهم بعذاب أليم حتى يدخلوا في الإسلام ثم تشير لآيات إلى أن الله سيكشف عنهم العذاب لما يدخلوا في الإسلام لكنهم سيعودون للكفر ثم تقوم عليهم الساعة وليس ما نراه اليوم من كوراث الاحتباس الحراري إلا بداية ذلك العقاب فالسبب فيه هو دخان السماء لكن لن نتأكد أنه الدخان المقصود في الآيات إلا حين يحدث كل ما أشارت له بعد ذلك .
هذا حال أهل الأرض اليوم من الكافرين , أما المؤمنون الصادقون فلا عجب أنهم يتعرضون لأشد أنواع البلاء فإذا سمعوا قول الله سبحانه {{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }} " البقرة , 214 "
أطمأنوا وصبروا
وإذا سمعوا قوله سبحانه {{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }} " الزمر ,10 "
أزدادوا إيمانا وصبرا طلبا لِأجر الصبر , وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ }} " الصحيحين "
بل إنهم أصبحوا يدركون أنهم يعيشون في آخر الزمان ويرون علامات الساعة التي أخبرهم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أبلغ ما رأوا ما جاء في مختصر صحيح البخاري للألباني : باب
2662- عَنْ أَبي هُريرَةَ أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ (15)، تَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا (وفي رواية: دعواهما 8/ 53) وَاحِدَةٌ (16).
2663- وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، [ويظهر الجهل 1/ 29]، [وينقص العمل، ويلقى الشح 8/ 89]، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ، وَهْوَ القَتْلُ. (وفي طريق: قيل: يا رسول الله! وما الهَرْجُ؟ فقال هكذا بيدِهِ فَحَرَّفَها، كأنه يريدُ القتل)
(17).2664 - وَحَتَّى يَكْثُرَ فيكُمُ المَالُ، فَيَفيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لي بِهِ
.2665 - ولتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتبَايَعَانِهِ وَلا يَطوِيَانِهِ
.2666 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (18) فَلا يَطْعَمُهُ.
2667 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهْوَ يُليطُ (19) حَوْضَهُ فَلا يَسْقي فيهِ
.2668 - وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيهِ فَلا يَطْعَمُهَا".
كل هذه العلامات نعيشها في زماننا إلا علامة كثرة المال التي تجعل الناس يعفون عن الصدقة .
...المزيد

👈🏽 النِّسَاءُ الْكَاسِيَاتُ الْعَارِيَاتُ، الْمَائِلَاتُ ...

👈🏽 النِّسَاءُ
الْكَاسِيَاتُ الْعَارِيَاتُ، الْمَائِلَاتُ الْمُمِيلَاتُ

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا ؛ قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ،

وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2128)

▪️قال الإمام النووي رحمه الله :

أَمَّا الكاسيات العاريات : فمعناهُ تكشف شيئاً من بدنها إظهاراً لِجمالِها فهُن كاسِيات عارِيات .

وقيل : يلبسن ثياباً رِقَاقًا تصِف ما تحتها، كاسِيات عارِيات فِي المعنى .

وأما مائلات مُميلات : فقِيل : زائِغات عن طاعة الله تعالى ، وما يلزمهُنَّ من حِفظ الفُرُوج وغيرها ، ومُمِيلات يُعلمن غيرهن مِثل فِعلهن ،

وقيل : مائِلات مُتبختِرات في مشيتهن ، مُمِيلات أكتافهن ، وقيل : مائِلات إِلى الرِّجال مُمِيلات لهُم بِما يُبدِين مِن زِينتهن وغيرها .

وأما رُءُوسهن كأسنمة البُخت فمعناهُ : يُعظمن رُءُوسهن بِالخمُر والعمائِم وغيرها مِما يُلف على الرأس ، حتى تُشبه أسنِمة الإِبِل البُخت ، هذا هو المشهُور في تفسِيره ، قال المازِرِي : ويجُوز أن يكون معناهُ يطمحن إلى الرجال ولا يغضُضن عنهُم ولا يُنكِّسن رُءُوسهن .

شرح النووي لمسلم باختصار : (191/17)

▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

قد فُسِّر قوله ، كاسيات عاريات : بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة ، لا تستر ما يجب ستره من العورة ، وفسر : بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة ، وفسرت : بأن يلبسن ملابس ضيقة ، فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة .

📚 فتاوى الشيخ : (825/2) .
...المزيد

ارشيف امراء الدولة الاسلامية https://elokab.icu

ارشيف امراء الدولة الاسلامية https://elokab.icu

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً