الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

1/6

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 10 - 13].

هذه التجارة الرابحة يطلبها كثير من الموحدين، ويحرصون عليها، ويبذلون في سبيل الفوز بها المال والنفس، طلبا لثمن تلك التجارة الذي وعد الله به، ومن هؤلاء التجار الفائزين، أبو مجاهد الفرنسي، تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

مكرم أبروقي، شاب تونسي الأصل أمضى طفولته وشبابه في الضواحي الفرنسية البائسة، همّه الدنيا التي حصّل منها نصيبا كبيرا، لاهيا عن الآخرة التي لم يتعلم من أمرها شيئا.

رجل عصابات جريء، كسب أموالا ضخمة من عمليات السطو الكثيرة على أموال الكفار، حتى امتلك سيارات فارهة، وصار يزاحم أغنياء باريس ومشاهيرها في نواديهم وحفلاتهم، وهي أكثر ما يطمح إليه أفراد هذا العالم الموبوء.

مرهوب الجانب، كان معروفا بين أقرانه بالشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من مواجهة أو التهرب من صدام، خاصة في جولات الصراع التي لا تنتهي بين أحياء البؤساء في ظل جاهلية الضواحي الفرنسية، ولم يكن يكترث لعناصر الشرطة الفرنسية، فطالما اشتبك معهم بالسلاح، ونجح في الإفلات منهم أثناء عمليات السطو والسرقة أو بيع المخدرات.

كريم النفس، شهم الأخلاق، رغم انغماسه بشهوات الدنيا، فلا يتأخر عن مساعدة صديق، ولا الدفاع عن جار، ولا بذل المال مهما كثر لسد حاجة محتاج، أو كف يد قريب.

ذو عقلية إدارية منظَّمة، فلا يخطو خطوة إلا وقد هيَّأ لها أسبابها، ودرس عواقبها ومآلاتها، فاستخدم هذه الخصلة في عمله بشكل فعال، فلا يسطو على منزل إلا وقد استطلعه بشكل جيد، وإن اقتحمه يكون قد تجهز لأسوأ الاحتمالات، وهيأ لنفسه أسباب النجاة من القتل أو الاعتقال.

كل هذه الصفات كانت مؤهلات كافية ليكون زعيم عصابة خطير، أو تاجر مخدرات كبير، ولكن هيأ الله له السبيل إلى طريق آخر، عَكَس مجرى حياته بالكلية.

ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
على عادة الكثيرين من المنتسبين إلى الإسلام، الذين لا يتذكرون دينهم إلا في رمضان، فيهرعون إلى المساجد طلبا للمغفرة، وتعويضا عما فات، وتكفيرا للخطايا والسيئات، قرر مكرم أن يقضي أياما من الشهر معتكفا في أحد مساجد باريس، حيث قدَّر الله له الاجتماع بأحد الدعاة إلى الله، رآه وهو يعلم بعض المسلمين أصول الإسلام، فانجذب إليه، والتزم حلقته، وسمع منه كلاما عن أحكام الإيمان والكفر ومعاملة الكفار، فازداد به تعلقا، ومن يومها قرر مكرم أن يتوب إلى الله، ويسلك طريقا جديدا فيما تبقى من حياته، هو طريق الهداية والعمل لدين الإسلام، وعن طريق هذا الأخ الداعية، تعرف مكرم على مجموعة من الشباب المسلمين، الدعاة إلى التوحيد، المناصرين للمجاهدين، فصار منهم، داعيا إلى الله، ساعيا إلى نصرة دينه بالمال والنفس.

كان الخياران أمام هذه المجموعة أن ينفروا إلى ساحات الجهاد، فيقاتلوا هناك حتى يُقتلوا، أو ينفذوا عمليات داخل فرنسا ضد النصارى، ولكن موانع كثيرة صدتهم عن الجهاد في سبيل الله، فاختاروا الانشغال بالدعوة في ذلك الوقت ريثما يهيِّئ الله لهم من أمرهم رشدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 قصة شهيد: أبو مجاهد الفرنسي تجارة مع الله تعالى.. ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
قصة شهيد:

أبو مجاهد الفرنسي
تجارة مع الله تعالى.. إيمان وجهاد بالمال والنفس

1/6

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 10 - 13].

هذه التجارة الرابحة يطلبها كثير من الموحدين، ويحرصون عليها، ويبذلون في سبيل الفوز بها المال والنفس، طلبا لثمن تلك التجارة الذي وعد الله به، ومن هؤلاء التجار الفائزين، أبو مجاهد الفرنسي، تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

مكرم أبروقي، شاب تونسي الأصل أمضى طفولته وشبابه في الضواحي الفرنسية البائسة، همّه الدنيا التي حصّل منها نصيبا كبيرا، لاهيا عن الآخرة التي لم يتعلم من أمرها شيئا.

رجل عصابات جريء، كسب أموالا ضخمة من عمليات السطو الكثيرة على أموال الكفار، حتى امتلك سيارات فارهة، وصار يزاحم أغنياء باريس ومشاهيرها في نواديهم وحفلاتهم، وهي أكثر ما يطمح إليه أفراد هذا العالم الموبوء.

مرهوب الجانب، كان معروفا بين أقرانه بالشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من مواجهة أو التهرب من صدام، خاصة في جولات الصراع التي لا تنتهي بين أحياء البؤساء في ظل جاهلية الضواحي الفرنسية، ولم يكن يكترث لعناصر الشرطة الفرنسية، فطالما اشتبك معهم بالسلاح، ونجح في الإفلات منهم أثناء عمليات السطو والسرقة أو بيع المخدرات.

كريم النفس، شهم الأخلاق، رغم انغماسه بشهوات الدنيا، فلا يتأخر عن مساعدة صديق، ولا الدفاع عن جار، ولا بذل المال مهما كثر لسد حاجة محتاج، أو كف يد قريب.

ذو عقلية إدارية منظَّمة، فلا يخطو خطوة إلا وقد هيَّأ لها أسبابها، ودرس عواقبها ومآلاتها، فاستخدم هذه الخصلة في عمله بشكل فعال، فلا يسطو على منزل إلا وقد استطلعه بشكل جيد، وإن اقتحمه يكون قد تجهز لأسوأ الاحتمالات، وهيأ لنفسه أسباب النجاة من القتل أو الاعتقال.

كل هذه الصفات كانت مؤهلات كافية ليكون زعيم عصابة خطير، أو تاجر مخدرات كبير، ولكن هيأ الله له السبيل إلى طريق آخر، عَكَس مجرى حياته بالكلية.

ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام
على عادة الكثيرين من المنتسبين إلى الإسلام، الذين لا يتذكرون دينهم إلا في رمضان، فيهرعون إلى المساجد طلبا للمغفرة، وتعويضا عما فات، وتكفيرا للخطايا والسيئات، قرر مكرم أن يقضي أياما من الشهر معتكفا في أحد مساجد باريس، حيث قدَّر الله له الاجتماع بأحد الدعاة إلى الله، رآه وهو يعلم بعض المسلمين أصول الإسلام، فانجذب إليه، والتزم حلقته، وسمع منه كلاما عن أحكام الإيمان والكفر ومعاملة الكفار، فازداد به تعلقا، ومن يومها قرر مكرم أن يتوب إلى الله، ويسلك طريقا جديدا فيما تبقى من حياته، هو طريق الهداية والعمل لدين الإسلام، وعن طريق هذا الأخ الداعية، تعرف مكرم على مجموعة من الشباب المسلمين، الدعاة إلى التوحيد، المناصرين للمجاهدين، فصار منهم، داعيا إلى الله، ساعيا إلى نصرة دينه بالمال والنفس.

كان الخياران أمام هذه المجموعة أن ينفروا إلى ساحات الجهاد، فيقاتلوا هناك حتى يُقتلوا، أو ينفذوا عمليات داخل فرنسا ضد النصارى، ولكن موانع كثيرة صدتهم عن الجهاد في سبيل الله، فاختاروا الانشغال بالدعوة في ذلك الوقت ريثما يهيِّئ الله لهم من أمرهم رشدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 الافتتاحية: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
الافتتاحية:

حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ

في الوقت الذي لا يزال جنود الخلافة يسطّرون صفحات مجد وعز جديدة في سِفر ملحمة الموصل، يخرج علينا طواغيت الرافضة من مشارق الأرض ومغاربها ليعلنوا تحقيقهم النصر في هذه المعركة، التي تلقوا فيها درسا لن ينسوه في تاريخهم.

إذ ظهر طواغيت أحزابهم وفصائلهم في إيران والعراق والشام واليمن، يبارك بعضهم لبعض انتصارا لم يحققوه بعد، وانتهاء حرب لم تحسم معاركها.

بل والأكثر إثارة للسخرية من فصول هذه المهزلة، أن يعلن هؤلاء السفهاء أنهم في معركة الموصل انتصروا على الولايات المتحدة الأمريكية، وخربوا مشاريعها في المنطقة، وانتصروا على الطواغيت الحاكمين لبعض بلاد المسلمين، وأضعفوا من نفوذهم وتأثيرهم.

والحقيقة أن هؤلاء الطواغيت ما كانوا ليجرؤوا على إطلاق هذه الأكاذيب، وترويج هذه الأوهام، لو كانوا ينتمون إلى أمة واعية عاقلة، ولكن الروافض أمة لا عقل لها ولا نقل، يقوم دينهم كله على الأساطير، والكذب عندهم عبادة، ولذلك استخفهم طواغيتهم، وتجرؤوا أن يبشروهم بانتصارات لم يحققوها، وإنجازات لم يصنعوها، بل ويقلبوا لهم ظهر الحقيقة، ويصوروا لهم الأمر على أنه معركة الرافضة ضد الصليبيين، رغم أن صغار القوم وكبارهم يدركون أن حقيقة الأمر بخلاف ذلك، ولكن كيف لهم أن يخالفوا طواغيتهم، أو يعترفوا بحقيقة ما جرى ويجري على أرض العراق.

وإلا كيف يجرؤ طواغيت الرافضة أن ينكروا فضل أمريكا عليهم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، وهم يعلمون يقينا أن أمريكا هي التي قادت الحرب كلها ضد الدولة الإسلامية منذ إعلانها في العراق قبل عشر سنين وإلى يومنا هذا، وأنه لم تمض على انسحاب أمريكا من العراق شهور قليلة إلا وبدأت المناطق تسقط تباعا في يد جنود الدولة الإسلامية حتى كان الفتح الكبير، وهروب عشرات الآلاف من جنود الجيش الرافضي من الموصل أمام بضع مئات من المجاهدين، الذين ظلوا يلاحقون فلولهم حتى أبواب بغداد، التي طرقوها وكادوا أن يحطموها لولا قدر الله الذي حال بيننا وبينهم بمقتضى حكمته، وهرب على إثر ذلك طواغيت المنطقة الخضراء وازدحم بهم مطار بغداد، وتدخل الصليبيون لإنقاذ عبيدهم الروافض من أن تطأهم أقدام أهل التوحيد في بغداد وكربلاء والنجف، وغيرها من المدن التي يحتلونها.
وكيف يجرؤون أن يزعموا أنهم في حربهم مع الدولة الإسلامية يحاربون أمريكا وطواغيت الحكم التابعين لها، وهم لا يستطيعون أن يتقدموا على الأرض شبرا دون غطاء من طيران التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، ولا يستطيعون أن يثبتوا في موقع من مواقع القتال دون غطاء من الطيران، فهل تقدم لهم أمريكا كل هذا الدعم لتحارب نفسها؟ وهل يستجدون هم كل هذا الدعم من أمريكا ليحاربوها به؟!

وكيف يجرؤون أن يفتخروا بجيشهم المهزوم، وحشدهم المهلهَل، بعد هزائمهم المذلة طوال السنوات الثلاث الماضية، وكل هذه الخسائر التي مُنوا بها في معاركهم الكثيرة مع جنود الخلافة، والتي بلغت حدا جعلت جيشهم الذي صُنع بيد الأمريكان وتحت إشرافهم أثرا بعد عين، وذكرى من الماضي، والتي لا تقل عنها خسائر تلك الميليشيات رديئة المستوى في التدريب والقتال، والتي تعتمد على كثرة العدد فقط، فيحاولون أن يسبغوا عليها صفات بطولة زائفة، وهم يعلمون أن دور مقاتلي هذا الحشد لم يتجاوز في هذه المعركة التي أدارتها أمريكا إمساك الأرض بعد أن تسويها طائرات التحالف الصليبي، ثم التخلي عنها، والفرار أمام أي هجوم للمجاهدين إن تأخرت طائرات الصليبيين عن نجدتهم ساعات قليلة، تاركين أسلحتهم وآلياتهم غنائم للمجاهدين، وجثث إخوانهم المرتدين لتأكلها السباع، وتحرقها النيران.
إن الروافض يعرفون جيدا من يقاتلون اليوم، ويعرفون أنفسهم جيدا أنهم لا طاقة لهم بجنود التوحيد إلا بدعم من اليهود والصليبيين وطواغيت الشرق والغرب، ويعرفون أن حربهم مع الموحدين طويلة جدا، ولذلك فهم يطلبون بطرق غير مباشرة من الصليبيين والطواغيت أن يستمروا في دعمهم، ويعرضون أنفسهم عليهم لاعتمادهم بشكل دائم في قتال الدولة الإسلامية في كل مكان.

وهم بذلك يضعون أنفسهم في الوظيفة التي يريد منهم الصليبيون أن يقوموا بها، وهي وظيفة العدو الطبيعي للخلافة كما كانوا على مدى تاريخ الحملات الصليبية، حيث لا يمكن لدينهم أن يقوم، ولرايتهم أن تعلو في الأرض بوجود خلافة وفي ظل قيامها بمحاربة الشرك وأهله، وهو ما سيكون -بإذن الله- على يد الدولة الإسلامية.

ولن تنفع الرافضة استعانتهم بالصليبيين على قتال الموحدين، مثلما لم ينفعهم شركهم بالله العظيم، واستغاثاتهم بالأموات والمقبورين، ونعدهم –بإذن الله- بمشاهد عظيمة، تنسيهم أهوال الموصل وسبايكر وبيجي، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الصحيفة وللأعداد الجديدة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [4/4] التحريض على أخذ أموال الكفار وجهادهم بها لما ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[4/4]
التحريض على أخذ أموال الكفار وجهادهم بها
لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كانت الغنائم مصدر رزقه، وهي أفضل الرزق، فالمال الذي يؤخذ من الكفار بالقوة أكثر طهراً ونقاء مما يُحصَّل بغير ذلك، قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69].

قال الإمام ابن القيم، رحمه الله: "والراجح أن أحلَّها الكسب الذي جُعل منه رزق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو كسب الغانمين وما أبيح لهم على لسان الشارع، وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره، وأثني على أهله ما لم يُثن على غيرهم؛ ولهذا اختاره الله لخير خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله حيث يقول: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبَد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله، وجعل أحب شيء إلى الله، فلا يقاومه كسب غيره، والله أعلم" [زاد المعاد].

وبعض الناس اليوم قد لا يعجبهم استنزاف أموال الكفار بالقوة ويظنون أن الأموال التي يحصلون عليها مقابل الأعمال الأخرى أحل وأطهر، وهذا غير صحيح، فأطيب الحلال بنص القرآن هو الغنيمة، وهذه الأموال خلقها الله لبني آدم ليستعينوا بها على طاعته وعبادته، فمن استعان بها على الكفر بالله والشرك به سلَّط الله عليه المسلمين، فانتزعوها منه وأعادوها إلى من هم أولى بها، وهم أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، ولهذا سمي الفيء فيئاً لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خُلق.

ويجب على كل موحد أن يوسع دائرة جهاده، فحرب المال والاقتصاد من أكبر ميادين الجهاد كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من غزواته حيث أخذ أموال الكفار وأتلف ممتلكاتهم التي يعتمدون عليها في محاربته، ولا شك أن الكفار اليوم يحركون جيوشهم وطاقاتهم بأموالهم، فيجب على الموحدين أن يجدوا ويبتكروا أساليب لإضعاف اقتصاد الكفار وسلب أموالهم أو إتلافها، وينبغي على المسلمين، وخاصة الذين يعيشون في ديار الكفار ولا يجدون طريقا للهجرة أن يفعلوا فعل الصحابي أبي بصير -رضي الله عنه- بمشركي مكة، ولا شك أن استهلاك أموال الكفار له تأثير كبير على حربنا اليوم معهم.

وكذلك التخريب العام لديارهم، يضعف شوكة العدو ويضر اقتصاده. قال أبو يوسف: "ولا بأس بإحراق حصونهم بالنار، وإغراقها بالماء، وتخريبها وهدمها عليهم، ونصب المنجنيق عليها؛ لقوله تبارك وتعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 69]، ولأن كل ذلك من باب القتال؛ لما فيه من قهر العدو وكبتهم وغيظهم، ولأن حرمة الأموال لحرمة أربابها، ولا حرمة لأنفسهم حتى يقتلوا، فكيف لأموالهم؟" [بدائع الصنائع].

وكذلك فإن هذه الأموال قد تنفع الجهاد إن هي استعملت في سبيل الله، فيأخذ الموحد من الكافر الحربي لتمويل هجرة المسلمين إلى ولايات الخلافة، أو لتمويل من يجاهد الكفار، وكم من مسلم أخَّر هجرته مضطراً للعمل عند الكافرين حتى يكسب المال الكافي لهجرته، والله المستعان، وهكذا يستعمل الموحد المجاهد أموال الكفار لشراء الأسلحة والمعدات اللازمة للقيام بالصولات والعمليات الجهادية في عقر دار العدو.

فيا أيها الموحد في ديار الكافرين كن مثل أبي جندل، رضي الله عنه، ولا تتردد في أخذ أموال الكفار الحربيِّين إما بالغلبة والقهر وإما بالاختلاس والاحتيال، وتأمل قول الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في المسلم الذي دخل دار الحرب: "وكذلك لو سرق أنفسهم أو أولادهم أو قهرهم بوجه من الوجوه، فإن نفوس الكفار المحاربين وأموالهم مباحة للمسلمين فإذا استولوا عليها بطريق مشروع ملكوها" [مجموع الفتاوى]، وهذا فيما يَخص خطف أطفالهم فما بالك بسلب أموالهم.

ولا تنس أن حربهم على الدولة الإسلامية قائمة على المال فأخلص نيتك وتوكل على الله ولا تشاور أحدا في سلب أموالهم، امض على بركة الله، فإن الاحتطاب من أموال الكفار يضعفهم ويهدد أمنهم وأمن اقتصادهم، ويقوي المؤمنين، ويجرئهم، ويُعدُّهم لما هو أكبر من الاحتطاب، وهذا من أوجه الجهاد المهجورة في هذا الزمان، إلا عند ثلة من الصادقين وقليل ما هم.

نسأل الله أن يفتح لعباده المجاهدين ويشفي صدور الموحدين، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89 الافتتاحية: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 89
الافتتاحية:

حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ

في الوقت الذي لا يزال جنود الخلافة يسطّرون صفحات مجد وعز جديدة في سِفر ملحمة الموصل، يخرج علينا طواغيت الرافضة من مشارق الأرض ومغاربها ليعلنوا تحقيقهم النصر في هذه المعركة، التي تلقوا فيها درسا لن ينسوه في تاريخهم.

إذ ظهر طواغيت أحزابهم وفصائلهم في إيران والعراق والشام واليمن، يبارك بعضهم لبعض انتصارا لم يحققوه بعد، وانتهاء حرب لم تحسم معاركها.

بل والأكثر إثارة للسخرية من فصول هذه المهزلة، أن يعلن هؤلاء السفهاء أنهم في معركة الموصل انتصروا على الولايات المتحدة الأمريكية، وخربوا مشاريعها في المنطقة، وانتصروا على الطواغيت الحاكمين لبعض بلاد المسلمين، وأضعفوا من نفوذهم وتأثيرهم.

والحقيقة أن هؤلاء الطواغيت ما كانوا ليجرؤوا على إطلاق هذه الأكاذيب، وترويج هذه الأوهام، لو كانوا ينتمون إلى أمة واعية عاقلة، ولكن الروافض أمة لا عقل لها ولا نقل، يقوم دينهم كله على الأساطير، والكذب عندهم عبادة، ولذلك استخفهم طواغيتهم، وتجرؤوا أن يبشروهم بانتصارات لم يحققوها، وإنجازات لم يصنعوها، بل ويقلبوا لهم ظهر الحقيقة، ويصوروا لهم الأمر على أنه معركة الرافضة ضد الصليبيين، رغم أن صغار القوم وكبارهم يدركون أن حقيقة الأمر بخلاف ذلك، ولكن كيف لهم أن يخالفوا طواغيتهم، أو يعترفوا بحقيقة ما جرى ويجري على أرض العراق.

وإلا كيف يجرؤ طواغيت الرافضة أن ينكروا فضل أمريكا عليهم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، وهم يعلمون يقينا أن أمريكا هي التي قادت الحرب كلها ضد الدولة الإسلامية منذ إعلانها في العراق قبل عشر سنين وإلى يومنا هذا، وأنه لم تمض على انسحاب أمريكا من العراق شهور قليلة إلا وبدأت المناطق تسقط تباعا في يد جنود الدولة الإسلامية حتى كان الفتح الكبير، وهروب عشرات الآلاف من جنود الجيش الرافضي من الموصل أمام بضع مئات من المجاهدين، الذين ظلوا يلاحقون فلولهم حتى أبواب بغداد، التي طرقوها وكادوا أن يحطموها لولا قدر الله الذي حال بيننا وبينهم بمقتضى حكمته، وهرب على إثر ذلك طواغيت المنطقة الخضراء وازدحم بهم مطار بغداد، وتدخل الصليبيون لإنقاذ عبيدهم الروافض من أن تطأهم أقدام أهل التوحيد في بغداد وكربلاء والنجف، وغيرها من المدن التي يحتلونها.
وكيف يجرؤون أن يزعموا أنهم في حربهم مع الدولة الإسلامية يحاربون أمريكا وطواغيت الحكم التابعين لها، وهم لا يستطيعون أن يتقدموا على الأرض شبرا دون غطاء من طيران التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، ولا يستطيعون أن يثبتوا في موقع من مواقع القتال دون غطاء من الطيران، فهل تقدم لهم أمريكا كل هذا الدعم لتحارب نفسها؟ وهل يستجدون هم كل هذا الدعم من أمريكا ليحاربوها به؟!

وكيف يجرؤون أن يفتخروا بجيشهم المهزوم، وحشدهم المهلهَل، بعد هزائمهم المذلة طوال السنوات الثلاث الماضية، وكل هذه الخسائر التي مُنوا بها في معاركهم الكثيرة مع جنود الخلافة، والتي بلغت حدا جعلت جيشهم الذي صُنع بيد الأمريكان وتحت إشرافهم أثرا بعد عين، وذكرى من الماضي، والتي لا تقل عنها خسائر تلك الميليشيات رديئة المستوى في التدريب والقتال، والتي تعتمد على كثرة العدد فقط، فيحاولون أن يسبغوا عليها صفات بطولة زائفة، وهم يعلمون أن دور مقاتلي هذا الحشد لم يتجاوز في هذه المعركة التي أدارتها أمريكا إمساك الأرض بعد أن تسويها طائرات التحالف الصليبي، ثم التخلي عنها، والفرار أمام أي هجوم للمجاهدين إن تأخرت طائرات الصليبيين عن نجدتهم ساعات قليلة، تاركين أسلحتهم وآلياتهم غنائم للمجاهدين، وجثث إخوانهم المرتدين لتأكلها السباع، وتحرقها النيران.
إن الروافض يعرفون جيدا من يقاتلون اليوم، ويعرفون أنفسهم جيدا أنهم لا طاقة لهم بجنود التوحيد إلا بدعم من اليهود والصليبيين وطواغيت الشرق والغرب، ويعرفون أن حربهم مع الموحدين طويلة جدا، ولذلك فهم يطلبون بطرق غير مباشرة من الصليبيين والطواغيت أن يستمروا في دعمهم، ويعرضون أنفسهم عليهم لاعتمادهم بشكل دائم في قتال الدولة الإسلامية في كل مكان.

وهم بذلك يضعون أنفسهم في الوظيفة التي يريد منهم الصليبيون أن يقوموا بها، وهي وظيفة العدو الطبيعي للخلافة كما كانوا على مدى تاريخ الحملات الصليبية، حيث لا يمكن لدينهم أن يقوم، ولرايتهم أن تعلو في الأرض بوجود خلافة وفي ظل قيامها بمحاربة الشرك وأهله، وهو ما سيكون -بإذن الله- على يد الدولة الإسلامية.

ولن تنفع الرافضة استعانتهم بالصليبيين على قتال الموحدين، مثلما لم ينفعهم شركهم بالله العظيم، واستغاثاتهم بالأموات والمقبورين، ونعدهم –بإذن الله- بمشاهد عظيمة، تنسيهم أهوال الموصل وسبايكر وبيجي، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 89
الخميس 19 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الصحيفة وللأعداد الجديدة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [4/4] التحريض على أخذ أموال الكفار وجهادهم بها لما ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[4/4]
التحريض على أخذ أموال الكفار وجهادهم بها
لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كانت الغنائم مصدر رزقه، وهي أفضل الرزق، فالمال الذي يؤخذ من الكفار بالقوة أكثر طهراً ونقاء مما يُحصَّل بغير ذلك، قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69].

قال الإمام ابن القيم، رحمه الله: "والراجح أن أحلَّها الكسب الذي جُعل منه رزق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو كسب الغانمين وما أبيح لهم على لسان الشارع، وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره، وأثني على أهله ما لم يُثن على غيرهم؛ ولهذا اختاره الله لخير خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله حيث يقول: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبَد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري)، وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله، وجعل أحب شيء إلى الله، فلا يقاومه كسب غيره، والله أعلم" [زاد المعاد].

وبعض الناس اليوم قد لا يعجبهم استنزاف أموال الكفار بالقوة ويظنون أن الأموال التي يحصلون عليها مقابل الأعمال الأخرى أحل وأطهر، وهذا غير صحيح، فأطيب الحلال بنص القرآن هو الغنيمة، وهذه الأموال خلقها الله لبني آدم ليستعينوا بها على طاعته وعبادته، فمن استعان بها على الكفر بالله والشرك به سلَّط الله عليه المسلمين، فانتزعوها منه وأعادوها إلى من هم أولى بها، وهم أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، ولهذا سمي الفيء فيئاً لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خُلق.

ويجب على كل موحد أن يوسع دائرة جهاده، فحرب المال والاقتصاد من أكبر ميادين الجهاد كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من غزواته حيث أخذ أموال الكفار وأتلف ممتلكاتهم التي يعتمدون عليها في محاربته، ولا شك أن الكفار اليوم يحركون جيوشهم وطاقاتهم بأموالهم، فيجب على الموحدين أن يجدوا ويبتكروا أساليب لإضعاف اقتصاد الكفار وسلب أموالهم أو إتلافها، وينبغي على المسلمين، وخاصة الذين يعيشون في ديار الكفار ولا يجدون طريقا للهجرة أن يفعلوا فعل الصحابي أبي بصير -رضي الله عنه- بمشركي مكة، ولا شك أن استهلاك أموال الكفار له تأثير كبير على حربنا اليوم معهم.

وكذلك التخريب العام لديارهم، يضعف شوكة العدو ويضر اقتصاده. قال أبو يوسف: "ولا بأس بإحراق حصونهم بالنار، وإغراقها بالماء، وتخريبها وهدمها عليهم، ونصب المنجنيق عليها؛ لقوله تبارك وتعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 69]، ولأن كل ذلك من باب القتال؛ لما فيه من قهر العدو وكبتهم وغيظهم، ولأن حرمة الأموال لحرمة أربابها، ولا حرمة لأنفسهم حتى يقتلوا، فكيف لأموالهم؟" [بدائع الصنائع].

وكذلك فإن هذه الأموال قد تنفع الجهاد إن هي استعملت في سبيل الله، فيأخذ الموحد من الكافر الحربي لتمويل هجرة المسلمين إلى ولايات الخلافة، أو لتمويل من يجاهد الكفار، وكم من مسلم أخَّر هجرته مضطراً للعمل عند الكافرين حتى يكسب المال الكافي لهجرته، والله المستعان، وهكذا يستعمل الموحد المجاهد أموال الكفار لشراء الأسلحة والمعدات اللازمة للقيام بالصولات والعمليات الجهادية في عقر دار العدو.

فيا أيها الموحد في ديار الكافرين كن مثل أبي جندل، رضي الله عنه، ولا تتردد في أخذ أموال الكفار الحربيِّين إما بالغلبة والقهر وإما بالاختلاس والاحتيال، وتأمل قول الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في المسلم الذي دخل دار الحرب: "وكذلك لو سرق أنفسهم أو أولادهم أو قهرهم بوجه من الوجوه، فإن نفوس الكفار المحاربين وأموالهم مباحة للمسلمين فإذا استولوا عليها بطريق مشروع ملكوها" [مجموع الفتاوى]، وهذا فيما يَخص خطف أطفالهم فما بالك بسلب أموالهم.

ولا تنس أن حربهم على الدولة الإسلامية قائمة على المال فأخلص نيتك وتوكل على الله ولا تشاور أحدا في سلب أموالهم، امض على بركة الله، فإن الاحتطاب من أموال الكفار يضعفهم ويهدد أمنهم وأمن اقتصادهم، ويقوي المؤمنين، ويجرئهم، ويُعدُّهم لما هو أكبر من الاحتطاب، وهذا من أوجه الجهاد المهجورة في هذا الزمان، إلا عند ثلة من الصادقين وقليل ما هم.

نسأل الله أن يفتح لعباده المجاهدين ويشفي صدور الموحدين، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [3/4] • التأشيرة والإذن بدخول دار الحرب لا يعصِمان ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[3/4]
• التأشيرة والإذن بدخول دار الحرب لا يعصِمان دماء وأموال الكفار

إن الأصل في دماء أهل الحرب وأموالهم الحل وعدم العصمة، فإذا تنازعنا في صورة ما هل هي أمان أم لا، وتكافأت الأدلة أو تقاربت، نرجع إلى الأصل القاضي بحل دماء وأموال الكفار، إلا إن وجد دليل يدعم مانعا معتبراً، لأن الإجماع يقين، والاختلاف شك، فلا يُرفع اليقين بالشك؛ والتأمين مانع مشكوك فيه، والشك في المانع لا يلغي الحكم الثابت بالسبب المعلوم، ولا شك أنه تجوز مخادعة الكفار في الحرب، ويكون ذلك بالكذب وبالألفاظ المحتملة غير الصريحة.

والخلاصة: أن المال إذا زالت عصمته بكفر المالك مثل مال الحربي جاز الاستيلاء عليه بكل الطرق الممكنة، وهذا لا خلاف فيه في الأصل إلا أن يؤمَّن عليه، ويجوز للمسلم أن يحتال في اختلاس الأموال من الكفار في ديارهم.

ولم يثبت بدليل شرعي ولا عرفي أن التأشيرة عهد أو أمان للكفار على دمائهم أو أموالهم، بل هي إذن بدخول الدار، والإذن بالدخول لا يعد أمانا لأهل الدار، وأن الإذن للدخول من طرف لا يصير أماناً من الطرف الآخر.

قال ابن أبي زيد القيرواني: "وإن ذكروا للملك إسلامهم فقال أنتم آمنون، ولم يؤمِّنوه هم ولا قالوا له شيئاً، ولا فشا هذا بالبلد حتى يعرف أهل البلد أنهم في أمان، فلهؤلاء أن يقتلوا ويأخذوا ما شاؤوا، وكذلك لو قال لهم: أمنتكم فالحقوا بأرض الإسلام، فلم يقولوا له شيئاً، فلهم أيضاً ما أمكنهم من قتل أو غيره ويخرجون من بلد الحرب... وقال بعض أهل العراق: وإن دخل مسلم أرض الحرب بلا أمان فقال: أنا منكم، أو قال: جئت أقاتل معكم، فتركوه فله أن يأخذ من أموالهم، فيأخذ ما أمكنه ويقتل من أمكنه، وليس الذي قال بأمان منه لهم" [النوادر والزيادات].

ومن دخل دار الحرب بأوراق مزورة أو صحيحة تُثبت ديانته ومعلوماته الشخصية، جاز له الفتك بهم وأخذ مالهم إن تيسر له ذلك، لأن هذا ليس بأمان ولا في معنى التأمين، فقد انتسب عمرو بن أمية إلى قبيلة بني بكر وقدَّم لأحد المشركين معلومات مضللة خدعه بها، حتى ظن أنه مشرك واطمأن له، فلما نام قتله، وهي كما في [تاريخ الطبري]: "وأقبلتُ أمشي، حتى إذا أشرفتُ على الغليل، غليل ضجنان، دخلتُ غاراً فيه، ومعي قوسي وأسهمي، فبينا أنا فيه إذ دخل عليَّ رجل من بني الديل بن بكر، أعور طويل يسوق غنما له، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من بني بكر، قال: وأنا من بني بكر، ثم أحد بني الديل ثم اضطجع معي فيه، فرفع عقيرته يتغنى ويقول:
ولست بمسلم ما دمت حيا
ولست أدين دين المسلمينا

فقلت: سوف تعلم! فلم يلبث الأعرابي أن نام وغط، فقمت إليه فقتلته أسوأ قتلة قتلها أحدٌ أحداً، قمت إليه فجعلت سِيَة قوسي في عينه الصحيحة، ثم تحاملت عليها حتى أخرجتها من قفاه".

فالوثائق المزورة إن كانت تثبت أن حاملها من أهل تلك الديار فلا يعدُّ ذلك أمانا للكفار، لا عرفاً ولا شرعاً.

وإن كانت الوثائق تثبت أنه من غير أهل الدار لكنه مأذون بالدخول على مقتضى الوثائق المزورة فلا يعد هذا تأميناً منه لهم، فإنه من خدع الحرب، وليس بأشد من صنع الصحابي محمد بن مسلمة وحزبه، بل إن زوجة كعب بن الأشرف حذرته وقالت إنها تسمع صوتا يقطر دما فأجابها كما عند البخاري: "إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة"، ورضيعي أي أخي من الرضاعة، ولم تكن هذه المكانة منه أمانا له، ويشبه ذلك الانتساب إلى دار الحرب أو إلى قوم كفار أو اللجوء إلى دارهم أو المبيت عندهم، فلا يعد تأمينا من جهة المسلم لمن في تلك الدول الكافرة، والمبيت مع من يراد اغتيالهم لا يعد تأميناً كما فعل الصحابي عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه، وقد بوَّب الإمام البخاري رحمه الله [باب: قتل المشرك النائم]، وأخرج في هذا الباب حديثا عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: "بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رهطا من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم".

فدخول المجاهد عن طريق اللجوء إلى دار الحرب هو مثيل فعل الصحابة، ما لم يتضمن الإقرار بشروط كفرية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [3/4] • التأشيرة والإذن بدخول دار الحرب لا يعصِمان ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[3/4]
• التأشيرة والإذن بدخول دار الحرب لا يعصِمان دماء وأموال الكفار

إن الأصل في دماء أهل الحرب وأموالهم الحل وعدم العصمة، فإذا تنازعنا في صورة ما هل هي أمان أم لا، وتكافأت الأدلة أو تقاربت، نرجع إلى الأصل القاضي بحل دماء وأموال الكفار، إلا إن وجد دليل يدعم مانعا معتبراً، لأن الإجماع يقين، والاختلاف شك، فلا يُرفع اليقين بالشك؛ والتأمين مانع مشكوك فيه، والشك في المانع لا يلغي الحكم الثابت بالسبب المعلوم، ولا شك أنه تجوز مخادعة الكفار في الحرب، ويكون ذلك بالكذب وبالألفاظ المحتملة غير الصريحة.

والخلاصة: أن المال إذا زالت عصمته بكفر المالك مثل مال الحربي جاز الاستيلاء عليه بكل الطرق الممكنة، وهذا لا خلاف فيه في الأصل إلا أن يؤمَّن عليه، ويجوز للمسلم أن يحتال في اختلاس الأموال من الكفار في ديارهم.

ولم يثبت بدليل شرعي ولا عرفي أن التأشيرة عهد أو أمان للكفار على دمائهم أو أموالهم، بل هي إذن بدخول الدار، والإذن بالدخول لا يعد أمانا لأهل الدار، وأن الإذن للدخول من طرف لا يصير أماناً من الطرف الآخر.

قال ابن أبي زيد القيرواني: "وإن ذكروا للملك إسلامهم فقال أنتم آمنون، ولم يؤمِّنوه هم ولا قالوا له شيئاً، ولا فشا هذا بالبلد حتى يعرف أهل البلد أنهم في أمان، فلهؤلاء أن يقتلوا ويأخذوا ما شاؤوا، وكذلك لو قال لهم: أمنتكم فالحقوا بأرض الإسلام، فلم يقولوا له شيئاً، فلهم أيضاً ما أمكنهم من قتل أو غيره ويخرجون من بلد الحرب... وقال بعض أهل العراق: وإن دخل مسلم أرض الحرب بلا أمان فقال: أنا منكم، أو قال: جئت أقاتل معكم، فتركوه فله أن يأخذ من أموالهم، فيأخذ ما أمكنه ويقتل من أمكنه، وليس الذي قال بأمان منه لهم" [النوادر والزيادات].

ومن دخل دار الحرب بأوراق مزورة أو صحيحة تُثبت ديانته ومعلوماته الشخصية، جاز له الفتك بهم وأخذ مالهم إن تيسر له ذلك، لأن هذا ليس بأمان ولا في معنى التأمين، فقد انتسب عمرو بن أمية إلى قبيلة بني بكر وقدَّم لأحد المشركين معلومات مضللة خدعه بها، حتى ظن أنه مشرك واطمأن له، فلما نام قتله، وهي كما في [تاريخ الطبري]: "وأقبلتُ أمشي، حتى إذا أشرفتُ على الغليل، غليل ضجنان، دخلتُ غاراً فيه، ومعي قوسي وأسهمي، فبينا أنا فيه إذ دخل عليَّ رجل من بني الديل بن بكر، أعور طويل يسوق غنما له، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من بني بكر، قال: وأنا من بني بكر، ثم أحد بني الديل ثم اضطجع معي فيه، فرفع عقيرته يتغنى ويقول:
ولست بمسلم ما دمت حيا
ولست أدين دين المسلمينا

فقلت: سوف تعلم! فلم يلبث الأعرابي أن نام وغط، فقمت إليه فقتلته أسوأ قتلة قتلها أحدٌ أحداً، قمت إليه فجعلت سِيَة قوسي في عينه الصحيحة، ثم تحاملت عليها حتى أخرجتها من قفاه".

فالوثائق المزورة إن كانت تثبت أن حاملها من أهل تلك الديار فلا يعدُّ ذلك أمانا للكفار، لا عرفاً ولا شرعاً.

وإن كانت الوثائق تثبت أنه من غير أهل الدار لكنه مأذون بالدخول على مقتضى الوثائق المزورة فلا يعد هذا تأميناً منه لهم، فإنه من خدع الحرب، وليس بأشد من صنع الصحابي محمد بن مسلمة وحزبه، بل إن زوجة كعب بن الأشرف حذرته وقالت إنها تسمع صوتا يقطر دما فأجابها كما عند البخاري: "إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة"، ورضيعي أي أخي من الرضاعة، ولم تكن هذه المكانة منه أمانا له، ويشبه ذلك الانتساب إلى دار الحرب أو إلى قوم كفار أو اللجوء إلى دارهم أو المبيت عندهم، فلا يعد تأمينا من جهة المسلم لمن في تلك الدول الكافرة، والمبيت مع من يراد اغتيالهم لا يعد تأميناً كما فعل الصحابي عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه، وقد بوَّب الإمام البخاري رحمه الله [باب: قتل المشرك النائم]، وأخرج في هذا الباب حديثا عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: "بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رهطا من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم".

فدخول المجاهد عن طريق اللجوء إلى دار الحرب هو مثيل فعل الصحابة، ما لم يتضمن الإقرار بشروط كفرية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [2/4] عقد الأمان لا خلاف في أن دار الحرب دار ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[2/4]
عقد الأمان
لا خلاف في أن دار الحرب دار إباحة، وأن دماء أهل الحرب وأموالهم غير معصومة، وأن عقد الذمة أو الأمان هو ما يمنع سفكها، وأما المعاهَدون الذين بينهم وبين المسلمين عهد من أمان أو هدنة، فمتى تحققت شروط تلك العهود وجب الوفاء بها، وهذا إجماع لا خلاف فيه.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من قتل مُعاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) [رواه البخاري].

وأمان المسلم للكافر مُلزم للمسلمين أن يكفُّوا أيديهم عنه كما في الحديث المتفق عليه أن علياً -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ذِمَّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل).

وكذلك ما جاء عن علي -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده) [رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي].

قال ابن هشام: "وحدثني أبو عبيدة، أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين، قيل له: هل لك أن تُسلم وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين؟ فقال أبو العاص: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي" [سيرة ابن هشام].
وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه كان قد صحب قوماً في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "أما الإسلام أقبلُ، وأما المال فلستُ منه في شيء" [رواه البخاري].

قال الإمام ابن القيم، رحمه الله: "وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للمغيرة: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء) دليل على أن مال المشرك المعاهَد معصوم، وأنه لا يُملك بل يرد عليه؛ فإن المُغيرة كان قد صحبهم على الأمان ثم غدر بهم وأخذ أموالهم، فلم يتعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- لأموالهم ولا ذبَّ عنها، ولا ضمنها لهم؛ لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

فمن أمَّن الكفار على أموالهم بألفاظ الأمان الصريحة فيجب عليه الوفاء لهم.

• لا ينعقد الأمان إلا بلفظ صريح
إن عقد الأمان للكفار لا ينعقد إلا بلفظ صريح غير محتمل، أما إذا كان اللفظ محتملا فلا أمان للكفار، وهذا هو فعل عبد الله بن أُنيس ومحمد بن مسلمة، رضي الله عنهما، فإن محمد بن مسلمة لم يؤمِّن كعب بن الأشرف بل أوهمه أنه كره العيش مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وخادعه بذلك، وقد استأذن من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول شيئا، وأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، ومما قال كما في صحيح البخاري: "إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنَّانا، وإني قد أتيتك أستسلفك. قال [أي كعب بن الأشرف]: وأيضا والله لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه"، فقوله عنَّانا معناه أن الصحابة -رضي الله عنهم- بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على تحمل ما يلقون بعد البيعة، فهم يعلمون ما ينتظرهم من البلاء والجهد والعناء في سبيل الله، ولكنه خادعه بهذا اللفظ، وطلب منه حاجته لكي يطمئن إليه ثم يقتله.

وكذلك قول عبد الله بن أُنيس -رضي الله عنه- لخالد الهذلي: "بلغني أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذاك" [رواه ابن خزيمة في صحيحه وأحمد في مسنده]، فكلامه محتمل، هل يقصد في "ذاك" نصرته أم قتله؟ وعلى هذا فالمخادعة بالأفعال والأقوال ثم القتل أو الاستيلاء على الأموال لا يعد غدراً، إذا لم تكن صريحة في التأمين.

فالتأمين تعاهد وتعاقد بين طرفين، بين المُؤَمِّن والمستأمِن بألفاظ واضحة صريحة، لا بأفعال وأقوال توهم المخاطب بالأمان.

والتأمين بالألفاظ الصريحة ليس فيه اختلاف بين الفقهاء، وأما الألفاظ غير الصريحة فقد اختُلف فيها، ومن العلماء من عد بعض الأفعال أو الأقوال من الأمان، ومنهم من لم يعدها منه، ولا غرابة أن تجد أحد علماء المسلمين يُدخل مسألة ما تحت خانة الغدر، بينما يُدرجها آخر في باب الخداع ومكائد الحرب.

وبالجملة: فإن المسائل الجزئية التي تدخل تحت الأمان غير الصريح لا يشملها ضابط معين متفق عليه، ولا يخفى أن إدخال الجزئيات تحت أصل معين هو من موارد الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع، فلا ينبغي التعنُّت في ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الغنيمة والفيء والاحتطاب مسائل وأحكام (2) [2/4] عقد الأمان لا خلاف في أن دار الحرب دار ...

الغنيمة والفيء والاحتطاب
مسائل وأحكام (2)

[2/4]
عقد الأمان
لا خلاف في أن دار الحرب دار إباحة، وأن دماء أهل الحرب وأموالهم غير معصومة، وأن عقد الذمة أو الأمان هو ما يمنع سفكها، وأما المعاهَدون الذين بينهم وبين المسلمين عهد من أمان أو هدنة، فمتى تحققت شروط تلك العهود وجب الوفاء بها، وهذا إجماع لا خلاف فيه.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من قتل مُعاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) [رواه البخاري].

وأمان المسلم للكافر مُلزم للمسلمين أن يكفُّوا أيديهم عنه كما في الحديث المتفق عليه أن علياً -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ذِمَّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل).

وكذلك ما جاء عن علي -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده) [رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي].

قال ابن هشام: "وحدثني أبو عبيدة، أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين، قيل له: هل لك أن تُسلم وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين؟ فقال أبو العاص: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي" [سيرة ابن هشام].
وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه كان قد صحب قوماً في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "أما الإسلام أقبلُ، وأما المال فلستُ منه في شيء" [رواه البخاري].

قال الإمام ابن القيم، رحمه الله: "وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للمغيرة: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء) دليل على أن مال المشرك المعاهَد معصوم، وأنه لا يُملك بل يرد عليه؛ فإن المُغيرة كان قد صحبهم على الأمان ثم غدر بهم وأخذ أموالهم، فلم يتعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- لأموالهم ولا ذبَّ عنها، ولا ضمنها لهم؛ لأن ذلك كان قبل إسلام المغيرة" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

فمن أمَّن الكفار على أموالهم بألفاظ الأمان الصريحة فيجب عليه الوفاء لهم.

• لا ينعقد الأمان إلا بلفظ صريح
إن عقد الأمان للكفار لا ينعقد إلا بلفظ صريح غير محتمل، أما إذا كان اللفظ محتملا فلا أمان للكفار، وهذا هو فعل عبد الله بن أُنيس ومحمد بن مسلمة، رضي الله عنهما، فإن محمد بن مسلمة لم يؤمِّن كعب بن الأشرف بل أوهمه أنه كره العيش مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وخادعه بذلك، وقد استأذن من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول شيئا، وأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، ومما قال كما في صحيح البخاري: "إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنَّانا، وإني قد أتيتك أستسلفك. قال [أي كعب بن الأشرف]: وأيضا والله لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه"، فقوله عنَّانا معناه أن الصحابة -رضي الله عنهم- بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على تحمل ما يلقون بعد البيعة، فهم يعلمون ما ينتظرهم من البلاء والجهد والعناء في سبيل الله، ولكنه خادعه بهذا اللفظ، وطلب منه حاجته لكي يطمئن إليه ثم يقتله.

وكذلك قول عبد الله بن أُنيس -رضي الله عنه- لخالد الهذلي: "بلغني أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذاك" [رواه ابن خزيمة في صحيحه وأحمد في مسنده]، فكلامه محتمل، هل يقصد في "ذاك" نصرته أم قتله؟ وعلى هذا فالمخادعة بالأفعال والأقوال ثم القتل أو الاستيلاء على الأموال لا يعد غدراً، إذا لم تكن صريحة في التأمين.

فالتأمين تعاهد وتعاقد بين طرفين، بين المُؤَمِّن والمستأمِن بألفاظ واضحة صريحة، لا بأفعال وأقوال توهم المخاطب بالأمان.

والتأمين بالألفاظ الصريحة ليس فيه اختلاف بين الفقهاء، وأما الألفاظ غير الصريحة فقد اختُلف فيها، ومن العلماء من عد بعض الأفعال أو الأقوال من الأمان، ومنهم من لم يعدها منه، ولا غرابة أن تجد أحد علماء المسلمين يُدخل مسألة ما تحت خانة الغدر، بينما يُدرجها آخر في باب الخداع ومكائد الحرب.

وبالجملة: فإن المسائل الجزئية التي تدخل تحت الأمان غير الصريح لا يشملها ضابط معين متفق عليه، ولا يخفى أن إدخال الجزئيات تحت أصل معين هو من موارد الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع، فلا ينبغي التعنُّت في ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 90
الخميس 26 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

• الإمامة العظمى تسعى لظهور دين الإسلام وبالإضافة إلى أن إقامة دين الله، وسياسة الدنيا بالدين، ...

• الإمامة العظمى تسعى لظهور دين الإسلام

وبالإضافة إلى أن إقامة دين الله، وسياسة الدنيا بالدين، وحماية الدين، والذود عن دار الإسلام، والدفاع عن المسلمين وحرماتهم وأموالهم، من أهم ما يقوم به خليفة المسلمين، فإن من مهامه أيضا أن يسعى لبسط سلطان الدين على كل أرض الله.

فالله -تعالى- يريد إرادة شرعية أن يعمل المسلمون ليكون دين الإسلام هو المهيمن على الأديان كلها، والمنتصر عليها، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وتكون كلمة الذين كفروا هي السفلى، وكذلك فللَّه -تعالى- إرادة كونية أن يعلو دينه على كل الأديان علواً ظاهراً، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

وإظهار الله لدين الإسلام يشمل إظهاره على الأديان كلها بالحجج والبراهين، فأظهر الله أنه دين الحق، وما عداه فباطل زائف زاهق، كما يشمل إظهاره بمعنى نصره على أهل الأديان الأخرى، حتى زال سلطانهم وانهدم بنيانهم، فأزال الله بدين الإسلام وأهله المجاهدين الأولين أكبر دولتين كانتا قائمتين وقت سطوع نور النبوة، هما دولتا فارس والروم فضلاً عن ممالك الكفار المتفرقة.

والمراد أن دين الله ظهر وانتصر على الكفار حينما قامت للمسلمين دولة، أسسها وأرسى دعائمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم خلفاؤه الراشدون من بعده، وكذلك يقوم بهذا الأمر اليوم خليفة المسلمين وجنوده بعون الله تعالى، فلا يتصور حصول نصر أو عزة للمسلمين دون قيام دولة الإسلام التي أحيت الخلافة الراشدة.

• الأرض لله يورثها عباده الصالحين:

ومن مهام من وُلِّيَ أمر المسلمين (وهو الخليفة أعزه الله) أن يبسط سلطان دولة الإسلام على أرض الله كلها، فالأرض أرض الله، وليس لكافر فيها حق، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]، وقد فسر المفسرون ومنهم ابن عباس -رضي الله عنهما- (الأرض) بالجنة، وقال ابن عباس أيضاً: "أخبر -سبحانه- في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض، أنه يورث أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الأرض، ويدخلهم الجنة، وهم الصالحون"، فهما قولان صحيحان لا يتعارضان، وهذه الوراثة للأرض لا تكون إلا بالجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام، فالكفار لا يتركون كفرهم وفتنتهم للناس عن دين الإسلام إلا بالقتال الذي يقوم به أولياء الرحمن ضد أولياء الشيطان، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]، وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًاً} [النساء: 75 - 76]، فإن لم تقم الدولة الإسلامية وجنودها بواجب القتال في سبيل الله ولإنقاذ المستضعفين من المؤمنين من براثن الكفر وأهله، فمن سيقوم بذلك؟!

إنها أمور جسام تضطلع بها دولة الخلافة قيادة وجنوداً، وإننا لموقنون بنصر الله لها قريباً، فقد أقسم الله -عز وجل- على نصر من ينصر دينه، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، أكد الله وعده بالنصر بالقسم الذي تدل عليه لام القسم، وأكده بـ (إن) المشددة وبلام التوكيد الداخلة على اسمين من أسماء الله الحسنى -وكلها حسنى- {لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فلا تكافئ قوته قوة، فهو خالق الخلق وهو الذي أعطاهم ما شاء من أسباب القوة، وهو القوي وخلقه الضعفاء، وهو الغني وخلقه الفقراء إليه، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الذي جعل العزة للمؤمنين من عباده، والذي وعد بنصرهم وكفايتهم، قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عِبَادَهُ} [الزمر: 36] بالجمع على قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر وأبي جعفر.

نسأل الله أن يحفظ إمامنا خليفة المسلمين، وأن يسدد رأيه، وأن يجعل له ولجند الخلافة من لدنه سلطاناً نصيراً، وأن يثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الكافرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 88
الخميس 12 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الصحيفة وللأعداد الجديدة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
منزلة الإمامة من الدين
...المزيد

• الإمامة العظمى تسعى لظهور دين الإسلام وبالإضافة إلى أن إقامة دين الله، وسياسة الدنيا بالدين، ...

• الإمامة العظمى تسعى لظهور دين الإسلام

وبالإضافة إلى أن إقامة دين الله، وسياسة الدنيا بالدين، وحماية الدين، والذود عن دار الإسلام، والدفاع عن المسلمين وحرماتهم وأموالهم، من أهم ما يقوم به خليفة المسلمين، فإن من مهامه أيضا أن يسعى لبسط سلطان الدين على كل أرض الله.

فالله -تعالى- يريد إرادة شرعية أن يعمل المسلمون ليكون دين الإسلام هو المهيمن على الأديان كلها، والمنتصر عليها، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وتكون كلمة الذين كفروا هي السفلى، وكذلك فللَّه -تعالى- إرادة كونية أن يعلو دينه على كل الأديان علواً ظاهراً، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

وإظهار الله لدين الإسلام يشمل إظهاره على الأديان كلها بالحجج والبراهين، فأظهر الله أنه دين الحق، وما عداه فباطل زائف زاهق، كما يشمل إظهاره بمعنى نصره على أهل الأديان الأخرى، حتى زال سلطانهم وانهدم بنيانهم، فأزال الله بدين الإسلام وأهله المجاهدين الأولين أكبر دولتين كانتا قائمتين وقت سطوع نور النبوة، هما دولتا فارس والروم فضلاً عن ممالك الكفار المتفرقة.

والمراد أن دين الله ظهر وانتصر على الكفار حينما قامت للمسلمين دولة، أسسها وأرسى دعائمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم خلفاؤه الراشدون من بعده، وكذلك يقوم بهذا الأمر اليوم خليفة المسلمين وجنوده بعون الله تعالى، فلا يتصور حصول نصر أو عزة للمسلمين دون قيام دولة الإسلام التي أحيت الخلافة الراشدة.

• الأرض لله يورثها عباده الصالحين:

ومن مهام من وُلِّيَ أمر المسلمين (وهو الخليفة أعزه الله) أن يبسط سلطان دولة الإسلام على أرض الله كلها، فالأرض أرض الله، وليس لكافر فيها حق، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]، وقد فسر المفسرون ومنهم ابن عباس -رضي الله عنهما- (الأرض) بالجنة، وقال ابن عباس أيضاً: "أخبر -سبحانه- في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض، أنه يورث أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الأرض، ويدخلهم الجنة، وهم الصالحون"، فهما قولان صحيحان لا يتعارضان، وهذه الوراثة للأرض لا تكون إلا بالجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام، فالكفار لا يتركون كفرهم وفتنتهم للناس عن دين الإسلام إلا بالقتال الذي يقوم به أولياء الرحمن ضد أولياء الشيطان، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]، وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًاً} [النساء: 75 - 76]، فإن لم تقم الدولة الإسلامية وجنودها بواجب القتال في سبيل الله ولإنقاذ المستضعفين من المؤمنين من براثن الكفر وأهله، فمن سيقوم بذلك؟!

إنها أمور جسام تضطلع بها دولة الخلافة قيادة وجنوداً، وإننا لموقنون بنصر الله لها قريباً، فقد أقسم الله -عز وجل- على نصر من ينصر دينه، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، أكد الله وعده بالنصر بالقسم الذي تدل عليه لام القسم، وأكده بـ (إن) المشددة وبلام التوكيد الداخلة على اسمين من أسماء الله الحسنى -وكلها حسنى- {لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فلا تكافئ قوته قوة، فهو خالق الخلق وهو الذي أعطاهم ما شاء من أسباب القوة، وهو القوي وخلقه الضعفاء، وهو الغني وخلقه الفقراء إليه، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الذي جعل العزة للمؤمنين من عباده، والذي وعد بنصرهم وكفايتهم، قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عِبَادَهُ} [الزمر: 36] بالجمع على قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر وأبي جعفر.

نسأل الله أن يحفظ إمامنا خليفة المسلمين، وأن يسدد رأيه، وأن يجعل له ولجند الخلافة من لدنه سلطاناً نصيراً، وأن يثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الكافرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 88
الخميس 12 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة الصحيفة وللأعداد الجديدة.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

منزلة الإمامة من الدين
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
3 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً