وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (8) ذكرنا في الحلقة الماضية أن قضية المهدي من أكثر القضايا التي ...

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (8)

ذكرنا في الحلقة الماضية أن قضية المهدي من أكثر القضايا التي استغلها أهل الضلال في تسويق ضلالهم، واجتذاب الأنصار والأتباع إليهم، وفي هذه الحلقة -بإذن الله- سنذكر نماذج من التاريخ، تُبيِّن بعض أهم الحالات لأدعياء المهدوية أو من ألبسهم الناس هذا الثوب، فدفعوهم إلى ذلك، ببيعتهم لهم، ومناداتهم بهذا اللقب، دون رضا منهم أحيانا، ولا نعني بنسبة كل منهم إلى طائفته أن كل هذه الطائفة يدعونه بذلك، ولكن لبيان أنه قد ظهر في كل هذه الطوائف المبتدعة من نُودِيَ بالمهدية.


• مهدي الكيسانية: محمد بن علي (رضي الله عنهما)، توفي عام 83 هـ

"السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله، محمد بن الإمام علي بن أبي طالب، وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق، وهي خولة بنت جعفر الحنفية. وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه، وتدَّعي إمامته، ولقَّبوه بالمهدي، ويزعمون أنه لم يمت" [سير أعلام النبلاء].

وقال ابن كثير، رحمه الله: "وصارت الشيعة فرقتين، الجمهور منهم مع سليمان يريدون الخروج على الناس ليأخذوا بثأر الحسين، وفرقة أخرى مع المختار يريدون الخروج للدعوة إلى إمامة محمد بن الحنفية، وذلك عن غير أمر ابن الحنفية ورضاه، وإنما يتقولون عليه ليروجوا على الناس به، وليتوصلوا إلى أغراضهم الفاسدة" [البداية والنهاية].

وروي عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: "قالوا لأبي: يا مهدي، السلام عليك، قال: سبحان الله، ألم أنهكم عن هذا؟ إنما المهدي من هدى الله، عز وجل" [المستدرك].


• مهدي الرافضة: محمد بن الحسن العسكري

وهو أسطورة اخترعها غلاة الرافضة، عندما انقطعت السلسلة التي كانوا ينقلون فيها الإمامة في نسل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وذلك بوفاة إمامهم الحسن العسكري ولم يعقب، فزعموا أن له ولدا، أخفته أمه في سرداب خوفا عليه من أعدائه، في القرن الثالث الهجري، ثم اختفى وغاب عن الأنظار، وأنه لا زال حيا إلى يومنا هذا، بل سيبقى حيا حتى قبيل قيام الساعة، ليظهر على أنه المهدي، فيقيم دينهم، ويقتل أعداءهم.


• مهدي الخوارج: صاحب الزنج، هلك سنة 270 هـ

"هو طاغية الزنج، علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي، من عبد القيس. افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي، وكان منجما طرقيا ذكيا حروريا ماكرا داهية منحلا على رأي فجرة الخوارج يتستر بالانتماء إليهم، وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق" [سير أعلام النبلاء].

قال ابن كثير: "وقد كان هذا اللعين -أعني صاحب الزنج المدعى إلى غير أبيه- يقول لأصحابه: لقد عُرِضَتْ عليَّ النبوة فخفت أن لا أقوم بأعبائها، فلم أقبلها" [البداية والنهاية].

قال بعض المؤرخين "وكانت أيامه مذ نجم إلى أن قتل أربع عشرة سنة وأربعة أشهر، وتنوزع في عدة من قتل من أصحاب السلطان، وغيرهم من الرجال والنساء والصبيان، بالسيف والحرق والغرق والجوع، فمنهم من يقول أن ذلك ألف ألف، وأكثرهم يرى أن ذلك لا يحيط به الإحصاء، ولا يحصره العدد كثرة وعظما" [التنبيه والإشراف].


• مهدي الباطنية: عبيد الله الباطني، هلك سنة 322 هـ

"أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية، الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثُّوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة. وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق فقال: أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد. وقيل: بل قال: أنا عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. وقيل: لم يكن اسمه عبيد الله، بل إنما هو سعيد بن أحمد" [سير أعلام النبلاء].


• مهدي الأشاعرة: محمد بن تومرت، هلك سنة 524 هـ

"أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت البربري، والمصمودي، الهرغي، الخارج بالمغرب، المدعي أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم المهدي.

كان يقول لأصحابه: ما في الأرض من يؤمن إيمانكم، وأنتم العصابة الذين عَنَى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين"، وأنتم تفتحون الروم، وتقتلون الدجال، ومنكم الذي يؤم بعيسى، وحدثهم بجزئيات اتفق وقوع أكثرها، فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم وإخوتهم لقسوتهم وغلظ طباعهم، وإقدامهم على الدماء، فبعث جيشا، وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الدين، فادعوهم إلى إماتة المنكر وإزالة البدع، والإقرار بالمهدي المعصوم، فإن أجابوا، فهم إخوانكم، وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم.

قال اليسع بن حزم: سمَّى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله -تعالى- عما لا يجب وصفه بما يجب له، مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه.
...المزيد

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (8) ذكرنا في الحلقة الماضية أن قضية المهدي من أكثر القضايا التي ...

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (8)

ذكرنا في الحلقة الماضية أن قضية المهدي من أكثر القضايا التي استغلها أهل الضلال في تسويق ضلالهم، واجتذاب الأنصار والأتباع إليهم، وفي هذه الحلقة -بإذن الله- سنذكر نماذج من التاريخ، تُبيِّن بعض أهم الحالات لأدعياء المهدوية أو من ألبسهم الناس هذا الثوب، فدفعوهم إلى ذلك، ببيعتهم لهم، ومناداتهم بهذا اللقب، دون رضا منهم أحيانا، ولا نعني بنسبة كل منهم إلى طائفته أن كل هذه الطائفة يدعونه بذلك، ولكن لبيان أنه قد ظهر في كل هذه الطوائف المبتدعة من نُودِيَ بالمهدية.


• مهدي الكيسانية: محمد بن علي (رضي الله عنهما)، توفي عام 83 هـ

"السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله، محمد بن الإمام علي بن أبي طالب، وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق، وهي خولة بنت جعفر الحنفية. وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه، وتدَّعي إمامته، ولقَّبوه بالمهدي، ويزعمون أنه لم يمت" [سير أعلام النبلاء].

وقال ابن كثير، رحمه الله: "وصارت الشيعة فرقتين، الجمهور منهم مع سليمان يريدون الخروج على الناس ليأخذوا بثأر الحسين، وفرقة أخرى مع المختار يريدون الخروج للدعوة إلى إمامة محمد بن الحنفية، وذلك عن غير أمر ابن الحنفية ورضاه، وإنما يتقولون عليه ليروجوا على الناس به، وليتوصلوا إلى أغراضهم الفاسدة" [البداية والنهاية].

وروي عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: "قالوا لأبي: يا مهدي، السلام عليك، قال: سبحان الله، ألم أنهكم عن هذا؟ إنما المهدي من هدى الله، عز وجل" [المستدرك].


• مهدي الرافضة: محمد بن الحسن العسكري

وهو أسطورة اخترعها غلاة الرافضة، عندما انقطعت السلسلة التي كانوا ينقلون فيها الإمامة في نسل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وذلك بوفاة إمامهم الحسن العسكري ولم يعقب، فزعموا أن له ولدا، أخفته أمه في سرداب خوفا عليه من أعدائه، في القرن الثالث الهجري، ثم اختفى وغاب عن الأنظار، وأنه لا زال حيا إلى يومنا هذا، بل سيبقى حيا حتى قبيل قيام الساعة، ليظهر على أنه المهدي، فيقيم دينهم، ويقتل أعداءهم.


• مهدي الخوارج: صاحب الزنج، هلك سنة 270 هـ

"هو طاغية الزنج، علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي، من عبد القيس. افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي، وكان منجما طرقيا ذكيا حروريا ماكرا داهية منحلا على رأي فجرة الخوارج يتستر بالانتماء إليهم، وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق" [سير أعلام النبلاء].

قال ابن كثير: "وقد كان هذا اللعين -أعني صاحب الزنج المدعى إلى غير أبيه- يقول لأصحابه: لقد عُرِضَتْ عليَّ النبوة فخفت أن لا أقوم بأعبائها، فلم أقبلها" [البداية والنهاية].

قال بعض المؤرخين "وكانت أيامه مذ نجم إلى أن قتل أربع عشرة سنة وأربعة أشهر، وتنوزع في عدة من قتل من أصحاب السلطان، وغيرهم من الرجال والنساء والصبيان، بالسيف والحرق والغرق والجوع، فمنهم من يقول أن ذلك ألف ألف، وأكثرهم يرى أن ذلك لا يحيط به الإحصاء، ولا يحصره العدد كثرة وعظما" [التنبيه والإشراف].


• مهدي الباطنية: عبيد الله الباطني، هلك سنة 322 هـ

"أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية، الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثُّوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة. وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق فقال: أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد. وقيل: بل قال: أنا عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. وقيل: لم يكن اسمه عبيد الله، بل إنما هو سعيد بن أحمد" [سير أعلام النبلاء].


• مهدي الأشاعرة: محمد بن تومرت، هلك سنة 524 هـ

"أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت البربري، والمصمودي، الهرغي، الخارج بالمغرب، المدعي أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم المهدي.

كان يقول لأصحابه: ما في الأرض من يؤمن إيمانكم، وأنتم العصابة الذين عَنَى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين"، وأنتم تفتحون الروم، وتقتلون الدجال، ومنكم الذي يؤم بعيسى، وحدثهم بجزئيات اتفق وقوع أكثرها، فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم وإخوتهم لقسوتهم وغلظ طباعهم، وإقدامهم على الدماء، فبعث جيشا، وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الدين، فادعوهم إلى إماتة المنكر وإزالة البدع، والإقرار بالمهدي المعصوم، فإن أجابوا، فهم إخوانكم، وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم.

قال اليسع بن حزم: سمَّى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله -تعالى- عما لا يجب وصفه بما يجب له، مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه.
...المزيد

(إنما الصبر عند الصدمة الأولى) قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة ...

(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)


قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [رواه البخاري]، وفي رواية أخرى عند ابن ماجه عن أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الله سبحانه: (ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرض لك ثوابا دون الجنة).

ولحديث الإمام البخاري قصة حدثت مع امرأة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر فقال: (اتقي الله واصبري)، قالت: إليك عنِّي فإنك لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي، صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي، صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [رواه البخاري].

والمعنى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أمر المرأة بالصبر أنكرت عليه ذلك، لكنها لما عرفت أن الذي خاطبته هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءت إلى بيته معتذرة، فأعلمها أن تحقيق الصبر، الذي يؤجر عليه المسلم أجرا عظيما هو ما يظهره المسلم من التسليم بقدر الله عندما يلقى صدمة المصيبة بالصبر، فقد يبكي الإنسان وهو صابر وقد يكون غير ذلك.

ولذا فليكن المسلم حريصا على تمثل الصبر عند وقوع المصائب، وليحرص على ألا يقول كلمة أو يفعل فعلاً ينقص من أجره، وما عند الله خير وأبقى، وليعلم أن الله -عز وجل- بشَّرَه فقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ عمل الصليبيون الروس منذ ...

فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ

عمل الصليبيون الروس منذ احتلالهم لبلدان المسلمين على تنصير أهلها، فإن لم يتمكنوا من ذلك أجبروهم على الانتقال منها إلى مناطق أخرى يضيعون فيها وسط الكثرة الغالبة من النصارى، أو يتعرضون للفناء بسبب البرد والجوع، وبالمثل يقومون بنقل أعداد كبيرة من النصارى إلى مناطق المسلمين، كي يجعلوا لهم سندا في هذه الأرض، وذريعة دائمة للتدخل فيها.

ولم يتغير هذا الحال في عهد البلاشفة الشيوعيين، فالنزعة القومية السلافية لقادة الاتحاد السوفيتي، وحقدهم الأعمى على الإسلام وأهله، خاصة مع المقاومة الشديدة التي تعرضوا لها في مناطقهم على مدى تاريخ احتلالهم لها، دفعتهم إلى تعزيز السياسة الصليبية القديمة، القاضية بالعمل على إضعاف الوجود الإسلامي في هذه المناطق، من خلال إبعاد أهلها عنها، أو دفعهم إلى تغيير دينهم نحو الإلحاد أو النصرانية، وكذلك عبر تكثيف هجرة النصارى والملاحدة إليها من مناطق أخرى.

ولقد كان هؤلاء النصارى المستوطنون في بلدان المسلمين كمناطق القوقاز وجزيرة القرم ودول آسيا الوسطى وغيرها، من أهم الأوتاد التي غرسها الروس في هذه المناطق لتثبيت هيمنتهم عليها، وهم اليوم من أقرب أعوان الطواغيت الحاكمين لتلك البلدان، ولذلك فإن أي جهد يبذله المسلمون لانتزاع هذه الأرض من القبضة الروسية، وإخراجها من تحت حكم الطواغيت يصطدم غالبا بالوجود الصليبي المستوطن لها، قبل اصطدامه بالحشود العسكرية التي سيوجهها الكرملين من مناطق الأورال وحوض الفولغا، وسيبقى هؤلاء المستوطنون أوفياء لإخوانهم في موسكو، يوالونهم على المسلمين، فيتجسسون عليهم، وينشرون الفساد بين أبنائهم، ويكونون على أهبة الاستعداد دائما لحمل السلاح إلى جانبهم، دفاعا عن مصالح أمتهم القومية، ودينهم النصراني.

ولكن من ناحية أخرى، فهؤلاء النصارى المحاربون من أجبن الناس، وأحرصهم على الدنيا، وأشدهم كراهية للموت، ولا يزال المعايشون لهم يعرفون مدى الرعب الذي يعض قلوبهم، كلما سمعوا كلمة التوحيد من فم مسلم، أو تكبيرة للصلاة من مئذنة مسجد، خوفا من أن يكون ذلك إيذانا بانطلاق الجهاد الذي يستأصل شأفتهم من هذه الأرض، ويمحو شركهم عنها، ويكتم كل فم ينطق بالتثليث والكذب على الله بزعم الزوجة والولد له، سبحانه عما يصفون، أسوة بباقي إخوانهم من المشركين والمرتدين.

وهكذا كان الهجوم الذي نفَّذه المجاهد الفذ (خليل الداغستاني) صبيحة يوم الأحد، أمام أحد كنائسهم في القوقاز، والذي مكَّنه الله فيه من قتل عدد من الصليبيين النصارى، وجرح بعض إخوانهم من المرتدين، فهو -بإذن الله- شارة انطلاق سلسلة من الهجمات الدامية التي ستنال النصارى المحاربين في كل المناطق التي تحتلها روسيا من بلاد المسلمين، والتي ستُمَكِّن من قتل عدد كبير منهم جزاء لهم على كفرهم بالله العظيم، بينما ستزرع الهلع والرعب في قلوب مئات الألوف من إخوانهم، ليولوا على أدبارهم هاربين، لاحقين بإخوانهم، عائدين من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم.

وهذا الأمر سيدفع الطواغيت الحاكمين لتسخير كل إمكانياتهم الضعيفة أصلا في حماية هؤلاء النصارى إرضاءً لساداتهم في موسكو، وهو ما سيستنزف تلك الإمكانات ويجعلهم مكشوفين أكثر، هم وجنودهم، أمام ضربات المجاهدين، كما سيدفع حكام موسكو إلى توجيه دعم كبير مالي وعسكري لهم، لتعزيز قدراتهم على حماية الوجود الروسي في مناطق حكمهم، وكذلك لحماية تلك الحكومات الشكلية التي يدير الروس من خلالها هذه المناطق، وبالتالي استنزاف الخزانة الروسية التي بدأت مواردها تشحُّ شيئا فشيئا بفعل المشكلات المتصاعدة مع الصليبيين الغربيين، وتعريض دولة روسيا لمزيد من الإضعاف -بإذن الله- على المدى البعيد.

إن الأمر الذي ندعو إليه لا يتطلب جماعات كبيرة العدد من المقاتلين المدرَّبين، ولا أسلحة شديدة الفتك والتدمير، ولكنه -في هذه المرحلة- يحتاج مجاهدا يحمل في قلبه إيمانا راسخا بالله عز وجل، وحبا للشهادة في سبيله، ومستوى عاليا من البراء من المشركين يدفعه إلى التقرب إلى الله بدمائهم، يستعمل ما أمكنه الحصول عليه من سلاح في الإثخان بأعداء الله، والتنكيل بهم.

وليعلم كل مسلم، أن دماء أولئك النصارى المحاربين، وأموالهم مباحة، وكذلك أسر من تيسر منهم، وافتداؤهم بالمال أو بفكاك أسارى المسلمين، فلا يبخس أحد من المعروف شيئا، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

العفو يقربك إلى الله أخي المجاهد اعلم أن من أسمى الأخلاق التي حث الإسلام على الاتصاف والتحلي ...

العفو يقربك إلى الله


أخي المجاهد اعلم أن من أسمى الأخلاق التي حث الإسلام على الاتصاف والتحلي بها هي خلق العفو عمن أساء وظلم، وهو الخلق الذي يُقرب العبد من ربه، ويجعله ممن يأمل عفوه يوم لا ينفع مال ولا بنون.

قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].
قال ابن كثير في تفسير الآية: "إن تُظهروا أيها الناس خيرا، أو تُخفوه، أو تعفوا عمن أساء إليكم، فإن ذلك مما يقربكم من الله ويُجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته -تعالى- أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم".

وقال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].

وقال لنبيه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

قال ابن جرير الطبري في تفسيره: "خذ العفو من أخلاق الناس، واترك الغلظة عليهم، وقد أُمر بذلك نبي الله في المشركين" [جامع البيان في تأويل القرآن].

وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم) [رواه البخاري].

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟"، فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة) [رواه أبو داود].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [رواه مسلم].

وقال الحسن البصري: "أفضل أخلاق المؤمن العفو".

وقال الأحنف بن قيس: "إياكم ورأي الأوغاد"، قالوا وما رأي الأوغاد؟ قال: "الذين يرون الصفح والعفو عاراً".

وأما صور عفو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمّن أساء إليه فهي كثيرة، منها أنه عفا عن الأعرابي الذي أتاه وهو نائم تحت الشجرة فأخذ سيفه وقال له: من يمنعك مني يا محمد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: الله، فسقط السيف من يد الأعرابي، وتمكن منه رسول الله ثم عفا عنه.

وعفا كذلك عن الأعرابي الذي جذبه من ردائه وحمَّر رقبته وطلب منه المال، فالتفت إليه -صلى الله عليه وسلم- ولم يعنفه وأمر له بعطاء، وعفا عن ثمامة بن أُثال بعدما أسره بَعْثُ رسول الله قِبَلَ نجد، وكان العفو سببا في إسلامه، وعفا عن المرأة اليهودية التي سممته، وعفا عن أهل مكة بعد فتحها، وعفا عن أبي سفيان يوم فتح مكة، وخصَّه بما هو أكثر من العفو عندما أعلن أن من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن، وعفا عن أهل ثقيف بقوله لملك الجبال: (أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا).

إذن فالتاريخ يثبت أن المسلم يحقق بالعفو ما لا يحقق بضده، وفوق ذلك أن من اتصف به فهو متأس بالنبي صلى الله عليه وسلم وسائر على نهجه وراج من الله عزوجل عفوه ورضاه، فكما تدين تدان.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

وهذا المنظر الذي ينظر إليه المؤمنون لهو أشفى لصدورهم من كل انتقام دنيوي قد نراه أحيانا في الكفار، ...

وهذا المنظر الذي ينظر إليه المؤمنون لهو أشفى لصدورهم من كل انتقام دنيوي قد نراه أحيانا في الكفار، لأن أقصى ما يمكن فعله بهم في الدنيا هو قتلهم، والله -تعالى- عبَّر عن قتل الكفار بأنه عذاب لهم بأيدي المؤمنين، وذلك لأن رحلة العذاب للكفار تبدأ بعد القتل، فتبدأ صور العذاب النفسي والجسدي للكفار في اليوم الآخر، فيرى ذلك أهل الإيمان عيانا، ويقدر لهم أن يحاوروا الكفار الذين يرون الماء الطيب والرزق الذي حباه الله به عباده الصابرين، كما في قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50].

قال الإمام البغوي: "قال عطاء عن ابن عباس: لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار في الفَرَج، وقالوا: يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة، فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فينظروا إلى قرابتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم، ولم يعرفهم أهل الجنة لسواد وجوههم، فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم، وأخبروهم بقراباتهم: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [سورة الأعراف: 50]" [تفسير البغوي].

ولعل من يقرأ هذه الآيات يجد أن نعمة الهداية هي محض فضل عظيم خصَّ به الله -تبارك وتعالى- أهل طاعته وأسكنهم دار مقامته وانتقم لهم من الكفار في الدنيا والآخرة، {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة الجاثية: 36 - 37].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 119
الخميس 29 جمادى الأولى 1439 ه‍ـ
...المزيد

يقول: بما تركتم أن تعملوا ليومكم هذا {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} أي تركناكم {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ ...

يقول: بما تركتم أن تعملوا ليومكم هذا {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} أي تركناكم {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة السجدة: 13 - 14] قال: فيقولون: ما أيسنا بعد، قال: فيدعون مرَّة أخرى: {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} [سورة الرعد: 44] قال: فيقال لهم: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [سورة الرعد: 44 - 45] ... الآية، قال: فيقولون: ما أيسنا بعد، ثم قالوا مرَّة أخرى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} قال: فيقول: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [سورة فاطر: 37]، ثم مكث عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [سورة المؤمنون: 105]، فلما سمعوا ذلك قالوا: الآن يرحمنا، فقالوا عند ذلك: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} أي: الكتاب الذي كُتب علينا {وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} [سورة المؤمنون: 106 - 107] الآية، فقال عند ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة المؤمنون: 108 - 111]، قال: فلا يتكلمون فيها أبدا، فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم، وأقبل بعضهم ينبح في وجه بعض، فأطبقت عليهم، قال عبد الله بن المبارك في حديثه: فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه قال: فذلك قوله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [سورة المرسلات: 35 - 36]" [تفسير الطبري].

فما أعظم تلك المشاهد الرهيبة من العذاب الطويل الخالد بأهل الكفران! وما أعظم الأجوبة التي تلقاها الكفار، التي تبين فداحة جرمهم وكفرهم بالله -تعالى- وحرابة دينه وأوليائه!

تلك الحوارات وتلك المشاهد هي أنيس كل مجاهد يحاربه من استكبر عليه وعلى إخوانه من قبل أمم الكفر والبغي، فحاربوه وأذاقوه البلاء والفتنة، وأظهروا له العداء والاستهزاء والسخرية ورموه بالضلال، {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} [سورة المطففين: 32]، وهذا ما تفعله وسائل إعلام المرتدين والصليبيين اليوم، وهنا يتجلى مشهد آخر، لو تأمله المجاهد الموحد لازداد قلبه اطمئنانا واستئناسا ورضى، فكما يرى المؤمن الموحد مشاهد الضحك والاستهزاء به ورميِهِ بالضلال من قبل الكفار في الدنيا، فسيكون هو من يضحك منهم في الآخرة وهم يُعَذبون، وبهذا الشأن قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} [المطففين: 29 - 34].

قال الإمام الطبري: "كان ابن عباس يقول: إن السور الذي بين الجنة والنار يُفتح لهم فيه أبواب، فينظر المؤمنون إلى أهل النار، والمؤمنون على السرر ينظرون كيف يعذَّبون، فيضحكون منهم، فيكون ذلك مما أقرَّ الله به أعينهم، كيف ينتقم الله منهم" [تفسير الطبري].
...المزيد

✍️ قال ابنُ تيميَّة : ((إنَّ سَبَّ اللهِ أو سَبَّ رَسولِه: كُفرٌ ظاهِرًا وباطنًا، وسواءٌ كان ...

✍️ قال ابنُ تيميَّة :
((إنَّ سَبَّ اللهِ أو سَبَّ رَسولِه: كُفرٌ ظاهِرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السَّابُّ يعتَقِدُ أنَّ ذلك مُحَرَّمٌ أو كان مُستَحِلًّا له، أو كان ذاهِلًا عن اعتقادِه، هذا مَذهَبُ الفُقَهاءِ وسائِرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنَّ الإيمانَ قولٌ وعَمَلٌ))
((الصارم المسلول))(3/955)
🌍 ‏للاشتراك في قناة فوائد علمية :🪀👇
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٢٧🌃 ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله" في هذا أن التدقيق في ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٢٧🌃
ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله" في هذا أن التدقيق في المعاملات والمحاسبات أولى من الإهمال وبناء الأمور على المساهلة، فالتدقيق وتحرير المعاملة لها محلّ؛ وباب المعروف والإحسان له محلٌّ آخر، والتمييز بين الأمرين له أهمية كبيرة، بل الغالب أن الإحسان لا يكون له ذلك الموقع حتى تعلم الأمورُ على سواءٍ بين المتعاملين.(السعدي)
🔻 🔻 🔻
إهمال الكتابة واعتماد الثقة باب كبير للشقاق والنزاع وضياع الحقوق بل والاستهتار واللامبالاة بها
🔻 🔻 🔻
أطول آية في القران تأمر المتعاملين بالكتابة والمحاسبة والتدقيق لعلم الله تعالى بنفوس الخلق ومطامعهم؛ ونجد كثيرا ممن أهمل هذا الجانب ندم كثيرا وضاعت حقوقه أو هو ضيع حقوق غيره غفلة ونسيانا.
https://t.me/azzadden
...المزيد

• سبب نزول (آية التيمم) قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ ...

• سبب نزول (آية التيمم)

قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43].

قال ابن كثير في تفسيره: "ومن عفوه عنكم وغفره لكم أن شرع التيمم، وأباح لكم فعل الصلاة به إذا فقدتم الماء توسعة عليكم ورخصة لكم".

وأما سبب نزول آية التيمم، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، حتى إذا كنا في البيداء -أو بذات الجيش- انقطع عقد لي، فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! فجاء أبو بكر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعُ رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبستِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء! قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فخذي، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته [متفق عليه].

وهكذا نزلت رخصة التيمم بسبب أمر ظنَّه المسلمون شرّاً، فكان خيرا عظيما، وفيه بيان مكانة بيت الصديق، رضي الله عنه، وما أجرى الله بسببه من خير وتيسير للمسلمين، وفيه حسن رعاية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته، إذ حرص على أن يجد عقدا أضاعته زوجه، لما يعلمه من أثر فقده عليها، وهكذا يعلمنا رسول الله الرفق بأهلينا والاهتمام بهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 121
الخميس 13 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 508 الافتتاحية: • عراق المراغمة عقدان أو يزيد لم توقف ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 508
الافتتاحية:

• عراق المراغمة

عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق حملاتها بحثا عن الأمن المفقود، بينما يعيش مبدِّدو أمنها فصولا متتابعة من الجهاد والعطاء، لم يكلّوا ولم يملّوا رغم طول الطريق وشدة الخذلان وكثرة المناوئين وثقل المحنة التي ناءت بحملها الجبال، وحملها أولئك الأبطال الذين هضمت الأمة حقهم وتواصى الجميع بحربهم.

ونحسب أنهم كانوا قطب الرحى في إشعال جذوة الجهاد الأصيل الذي غيّر وجه المنطقة وغزا العالم، ودشّن عصرا جديدا من المراغمة والمفاصلة، بعد أن كاد الجهاد يضيع بين مشاريع الضرار الإخوانية والمتأخونة التي أرادوها بديلا لمشروع الدولة الإسلامية والخلافة على منهاج النبوة.

وخلافا لانتصاراتهم الكثيرة، انتصر أجناد العراق في موقعتين ضمن حروب المراغمة، كان لهما بالغ الأثر في حفظ مسيرة الجهاد من الزيغ والانحراف؛ الأولى كانت على "صحوات باتريوس" في العراق، والثانية على "صحوات توماس" في الشام، وبين هذه وتلك كادت صورة الجهاد النقي أن تختفي وتضمحل بين نموذجي "الضاري" و "الجولاني" لولا أنّ الله هيّأ له من يصونه ويحرسه، وهذا يحسب لأجناد العراق الذين تمالأ المنافقون قديما وحديثا على محاربة مشروعهم، فخيّب الله سعيهم وكشف سوأتهم وصاروا مضرب المثل في الخيانة والانتكاس، وتأمل عندما تذكر الخيانة والانتكاس، من يتبادر إلى ذهنك؟

ومع كل ما يحيط بهم، لم يحد أجناد العراق عن دربهم، صُبُر أباة يكابدون من المحن أشدّها ومن الظروف أمرّها، وثمرات جهادهم ما تزال تتصدر ميدان الصراع العالمي بين الإسلام والكفر، واذكروا إنْ شئتم يوما واحدا خلا من تقارير العدو، تحذّر وتنذر من أجناد العراق.

إنْ حضروا ارتعدت فرائص الأعداء وعاد الرافضة والصليبيون شركاء حلفاء، وإن غابوا لم تغب آثارهم ولم ينس الرافضة فعالهم فعكفوا يتذاكرونها في لطميات لا تنتهي، تحسب لهم أمريكا ألف حساب ووفقا لمقياس خطرهم تؤقّت جداول الانسحاب، ويشارك اليهود الملاعين في حربهم مكرا وتجسُّسا من وراء حجاب، لقد نُصروا بالرعب حقا ولا عجب بعد أنِ اقتفوا هدي نبيهم وساروا عليه، ووالوا وعادوا فيه، وعاشوا وقتلوا تحت لوائه، ولم يبالوا بكل من ناوأهم.

قوافل شهدائهم ماضية، ومحن أسراهم في السجون لا يضاهيها محنة ومعهم ذووهم الكرام البررة المغيبون عن ذاكرة الأمة، وجلَد جنودهم في القفار والوديان لا يطيقه الرجال، ولولا الموانع لسردنا ما تشيب له مفارق الرأس من الأهوال، ومع ذلك لم يتهاونوا في دينهم، ولم يبخلوا على أمتهم ولم يبادلوها الخذلان بالخذلان، يستعذبون الموت في سبيل الله تعالى، ويقدّمونه على التنازلات والمساومات، شعارهم التجلُّد خير من التبلُّد، والمنية خير من الدنيا، صمتوا ولم تصمت بنادقهم بعيدا عن عدسات الإعلام في ثبات ملحمي لم تُحط به الطبقات ولا سير الأعلام، وعذرا أجناد العراق فمؤرّخو زماننا لم يعتادوا سوى تأريخ النكبات والخيانات، لا المفاخر والمكرمات، أما الملائكة الكرام فقد فعلوا، فأبشروا وقروا عينا فوارس العراق، فما عند الله خير وأبقى.

شكّلوا نواة جيوش الفتح التي انطلقت قبل أكثر من عقدين وشيّدت صرح المشروع المقدس الذي اجتمع الروم والفرس والمنافقون على حربه منذ أول يوم أُسس فيه على التقوى، وما زال الكافرون والمنافقون يتواصون بحربه حتى هذه اللحظة، بينما واصلت جيوش الفتح طريقها منذ ذلك الحين لم تذل خيولها حتى وصلت سنابكها بلاد إفريقية وخراسان وما زالت مسيرتها ماضية بفضل الله تعالى.

تتسابق الجيوش والحكومات على مطاردة جنودهم قبل قياداتهم، وتُفتح قنوات التنسيق بين أجهزة المخابرات إنْ وردت إشارة ساخنة عن أحدهم، وتطير الوكالات والقنوات بنبأ مقتل عراقي في نزال، وأسر عراقي في إنزال، كأنّ أجناد العراق مادة الرعب ومنتهى الإرهاب الذي يحاول كل هؤلاء عبثا الخلاص منه وهيهات.

لأجل ما سبق، يتعرض مسلمو العراق لأبشع الجرائم الرافضية في السجون والمخيمات المنسية، وسط تغييب إعلامي ممنهج يمارسه إعلام الدجال، وهو نهج مقصود غير مستغرب، لكن ما يكرّسه ويفاقمه تجاهل عامة المسلمين لجرح إخوانهم في العراق كأنهم لا يرون فيه بأسا، مع أنّ ما فيه يفوق ما في كثير من الجراح مجتمعة، لكن الأحرار لم يعتادوا النواح والشكوى ولو بقوا في المحنة مئة عام! نتحدث بلسانهم لا نيابة عنهم، فمن ينوب عن هؤلاء ومن يطيق ما يطيقون؟
إننا نذكّر المسلمين بنصرة إخوانهم أهل العراق تحت مظلة الإسلام الذي يوجب عليهم ذلك، وتيقنوا أن من خذل أهل العراق لن ينصر أهل فلسطين، ومن باع بغداد الرشيد لن يشتري الأقصى.

ولأنه يُبتلى المؤمن على قدر دينه، فقد جاءت المحنة العراقية على قدر الجهد الذي بذله مجاهدو العراق في حفظ مسيرة الجهاد وتدويله وإخراجه من قمقم السواتر والحدود، وردفه بالرجال والمال، وقبل ذلك أطره على منهاج النبوة الذي انتصر على مناهج التمييع والترقيع التي اخترقت ساحات الجهاد وأنتجت مسوخا جهادية وخلائط منهجية لم تعرفها القرون المفضلة.

وإنّ لفوارس العراق حبا في قلوب المؤمنين، وغيظا ورعبا في قلوب الكافرين، وحسدا وحقدا في قلوب المنافقين، وما ذلك إلا لشدتهم على الكافرين وتقديمهم مصلحة العقيدة على كل المصالح الموهومة، ووقوفهم سدا في وجه المؤامرات التي تستهدف العقيدة والجهاد، حتى صار أجناد العراق مضرب المثل في الولاء والبراء، نحسبهم والله حسيبهم.

وننتهز الفرصة لنخاطب أجناد العراق خطاب الأخوة الإيمانية، ونرسل إليهم تذكيرا ووصية، فخذوها عنا واسمعوا وتدبروا بشارة ربكم لمن سبقكم: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}، لن يضيّعكم الله يا فوارس العراق، ولن يتركم أعمالكم سبحانه، لن يضيّع إيمانكم وصبركم وتضحياتكم قديما وحديثا سرا وعلانية، وحسبكم أنكم كنتم أهل السبق إلى الجادة، وها أنتم اليوم أهل الصبر والمراغمة، فهنيئا لكم السابقة وهنيئا لكم اللاحقة، فالثبات الثبات والاحتساب الاحتساب، ونسأله تعالى لنا ولكم حسن العاقبة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 508
السنة السابعة عشرة - الخميس 20 صفر 1447 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً