الأحدث إضافة

لقد كان في قصصهم عبرة (3) • ذو القرنين رحمه الله لقد أنزل الله سبحانه القرآن ...

لقد كان في قصصهم عبرة (3)



• ذو القرنين رحمه الله



لقد أنزل الله سبحانه القرآن العظيم على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد تضمن آيات الأحكام والقصص والعبر والأمثال لتكون منارا للموحدين السائرين إلى ربهم، ومن القصص التي ينبغي أن نقف عندها ونستقي منها العلم النافع ونحن نسير على طريق الموحدين الغزاة في سبيل الله هي قصة ذي القرنين.

ذلك الملك الصالح الغازي في سبيل الله الذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها فاتحا داعيا إلى الله تعالى بالسيف واللسان، وهذا ما يحتاجه المجاهدون اليوم وهم يسيرون على خطى ذلك الملك الصالح في بلوغ الوعد الإلهي وظهور هذه الأمة في هذا الزمان على العالمين، فإن الله تعالى أعطى ذا القرنين من كل شيء سببا، أي إن الله تبارك وتعالى أراد له التمكين في الأرض فأعطاه من كل العلوم والخبرات لتكون له سببا في سعيه وغزوه في سبيل الله ومواجهة أمم الكفر في وقته، قال الإمام البغوي في تفسيره: "أعطيناه من كل شيء يحتاج إليه الخلق، وقيل: من كل ما يستعين به الملوك على فتح المدن ومحاربة الأعداء، {سببا} أي: علما يتسبب به إلى كل ما يريد ويسير به في أقطار الأرض، والسبب: ما يوصل الشيء إلى الشيء".

وحينها أخبرنا الله تعالى أنه {اتبع سببا}، أي سار في منازل الأرض ومعالمها وطرقها، فبلغ مغرب الشمس ووجد في تلك البلاد البعيدة أمة عظيمة من الأمم الكافرة، فألهمه الله أن يفعل فيهم أحد أمرين إما أن يعذبهم بالقتل إن لم يقبلوا التوحيد أو أن يتخذ فيهم حسنا قيل: أي أن يأسرهم ويعلمهم الهدى، وبعد أن أظفره الله بهم كان حكمه فيهم: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف: 87-88]، فأخبرنا الله تعالى عن سيرته في الأقوام الكافرين، فمن أصر منهم وعاند فإن جزاءه التعذيب الدنيوي بيد ذي القرنين وهو القتل، ثم يرد إلى ربه سبحانه فيعذبه العذاب الأنكر من القتل وهو العذاب بنار جهنم.

وهكذا يسير كل موحد مجاهد في من ظلم وتعدى على حق الله وعبد غيره، فإن الشرك أعظم الظلم، ومن تعدى على حق الله وعبَد غيره فإن جزاءه العذاب بأيدي الموحدين، قال الله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14]، وأما من آمن وعمل صالحا فله الحسنى عند ربه وهي الجنة، وأما عند ذي القرنين فإنه سيجد منه اللين والمعاملة الطيبة، معاملة المسلم لأخيه المسلم، فمنهج ذي القرنين يعتمد على أخوة الدين مهما اختلفت الأعراق والأجناس، فمن أسلم وعبَد الله وكفر بالمعبودات الباطلة فهو وليه وأخوه.

وتستمر رحلة الملك الغازي في سبيل الله سيرا في طرق الأرض ومعالمها حتى بلغ مطلع الشمس فوجد فيها قوما ليس لهم بنيان يسترهم عنها، فسار فيهم مسيرة من قبلهم في المعاملة الرشيدة، ثم سار في مسلك آخر حتى وصل بين السدين أي الجبلين حيث يخرج من بينهما قوم يأجوج ومأجوج ليشنوا غاراتهم، وهم قوم مفسدون ظالمون باغون، وكان خارج السد أقوام في عزلة عن الناس، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لا يفهمون كلام أحد ولا يفهم الناس كلامهم"، ولكن الله تعالى آتى ذا القرنين من كل شيء سببا، فجاءه المترجم ليسمع منه مُراد أولئك القوم الذين عانوا من فساد وشر يأجوج ومأجوج ، فوجدوا في ذي القرنين الرجل الصالح الذي يريد إصلاح الأرض بالتوحيد والسير بين الناس بالعدل ورفع الظلم، {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} [الكهف: 94].

وسياق الآية يدل على أن هؤلاء الأقوام المنعزلين عن محيطهم كانوا أيضا يملكون المال ولكنهم لم يستطيعوا توظيف جهدهم لمواجهة خطر يأجوج ومأجوج، فعرضوا على ذي القرنين أن يعطوه المال مقابل أن يبني لهم سدا يكف به شر يأجوج ومأجوج الذين أهلكوا الحرث والنسل، ولكن ذا القرنين عرض عليهم عرضا مغايرا، فأخبرهم أنه ليس بحاجة إلى أموالهم ولكن يحتاج جهدهم البشري، فكان جوابه يفيض بالاعتراف بنعمة الله تعالى ونسبة الفضل إليه والتعفف عن أموال الغير، قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "فقال ذو القرنين بعفة وديانة وصلاح وقصد للخير: {مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} أي: إن الذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الذي تجمعونه، كما قال سليمان عليه السلام: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} [النَّمْلِ: 36] وهكذا قال ذو القرنين: الذي أنا فيه خير من الذي تبذلونه، ولكن ساعدوني {بِقُوَّةٍ} أي: بعملكم وآلات البناء".

وعندما تهيأت آلات البناء واستعد الناس للعمل، قام ذو القرنين باستخدام ما حباه الله به من أسباب النجاح فقال، {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف: 96]، أي إن ذا القرنين جمع قطع الحديد ورتبها حتى بلغ بها رؤوس الجبلين، ثم أجج فيها النار ثم أفرغ في الحديد المذاب نحاسا حتى يكون السد صلبا لا يمكن ثقبه، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}، ولأن الظهور من فوق السد أسهل من نقبه، جاءت الأولى بالتخفيف بدون تاء {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} وجاءت الثانية بالتاء للتعبير عن استحالة إحداث نقب فيه {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}.

ثم قال ذو القرنين بعد اكتمال بناء السد معترفا مرة أخرى بنعمة الله عليه ورادا الفضل إليه: {هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي}، وهكذا ينبغي لكل مجاهد غاز في سبيل الله أن يرد الفضل لله سبحانه في كل أحواله مهما بذل وتعب ومهما جنى من النتائج المفرحة التي يحبها ويرجوها من المغنم والفتح والتمكين والظهور على الكفار، فإن ذلك كله بفضل الله ورحمته، وقد ذكر الله قول عبده الملك الصالح لنقتديَ به ونعتبر، فمن شكر نعمة الله زاده الله من فضله ورحمته.

أما هؤلاء القوم المفسدون فلا يزالون يحفرون حتى يأذن الله عز وجل بخروجهم وذلك حين يسوي الله تعالى السد بالأرض فيدكه دكا، وقد أعطى الله تعالى ذا القرنين العلم بهذا حين قال: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}، قال الإمام الطبري -رحمه الله- في تفسيره: "فإذا جاء وعد ربي الذي جعله ميقاتا لظهور هذه الأمة وخروجها من وراء هذا الردم لهم، جعله دكاء، يقول: سوَّاه بالأرض، فألزقه بها، وكان وعد ربي الذي وعد خلقه في دك هذا الردم، وخروج هؤلاء القوم على الناس، وعيثهم فيه، وغير ذلك من وعده حقا، لأنه لا يخلف الميعاد فلا يقع غير ما وعد أنه كائن".

فهذه قصة عبد صالح من عبيد الله تعالى، مكن له في الأرض، فحمد الله على هذه النعمة بإقامة دينه، والسعي في إخضاع الناس لحكمه، وجهاد المشركين في سبيله، واتخذ في ذلك كل ما مكنه الله من وسائل القوة المادية التي استعان بها على أعداء الله تعالى، وحري على كل مسلم أن يستن بسنة هذا العبد الصالح، الذي أثنى عليه ربه، وقص قصته على عبيده ليتأسوا به.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 108 - قصة شهيد: دعا إلى الله بقوله، وقاتل أعداءه بفعله أبو سليمان الليبي: ...

صحيفة النبأ العدد 108 - قصة شهيد:

دعا إلى الله بقوله، وقاتل أعداءه بفعله
أبو سليمان الليبي:
"لقد عاهدت الله على رصاصة تدخل من هنا وتخرج من هنا"


إن الدعوة إلى الله هدي الأنبياء، وسبيل الصالحين والأتقياء، قال سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وللدعوة طريقان، طريق السنان وطريق اللسان، وأكمل أسلوب للدعوة هو الجمع بين الطريقين، وقد تجسَّد ذلك كله بأخلاق النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وسار على هديه الصحابة والتابعون الكرام، فقد كانوا دعاة لله بأفعالهم قبل أقوالهم.

وممن نحسبه كذلك -والله حسيبه- الأخ المجاهد أبو سليمان الليبي -تقبله الله- فلقد كان -رحمه الله- مثلا في الدعوة إلى الله بفعله وقوله، حيث كان طالب علم على صغر سنِّه الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين، وقد كان حافظا لكتاب الله، ولآلاف من الأحاديث النبوية الصحيحة، وكان له باع في علوم الآلة.

ولم يكن -تقبله الله- ممن حفظ المتون والكتب وتجاهل العمل بها، بل كان علمه قائدا له في جميع شؤون حياته، فكان قوّاما بالليل صواما بالنهار، عابدا لله على بصيرة، مجاهدا ذو أخلاق كريمة رفيعة.

لم تمنعه الدنيا من الالتحاق بجندية الخلافة
ينحدر أبو سليمان الليبي -تقبله الله- من عائلة ثرية من مدينة بنغازي، فلم يكن ينقصه المال كي يطلبه عبر الغزوات أو القتال، ولم تكن تنقصه الشهرة كي يطلبها عن طريق الالتحاق بصفوف الدولة الإسلامية وجنديتها، لم يرض القعود ودماءُ المسلمين تسيل، وأعراضهم تنتهك، فشمَّر عن ساعد الجد، وتسلَّح بالإيمان وتوكل على الله، وأدرك يقينا حقيقة الضر والنفع، التي لخَّصها رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله لابن عباس -رضي الله عنه- عندما كان يافعا: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) [سنن الترمذي].

كان حريصا على طلب العلم وتعلمه، وكان أكثر ما يحرص على علم المواريث، ولم يكن طلبه للعلم يصدُّه عن الجهاد في سبيل الله، بل كان من السباقين للقتال في ليبيا منذ اندلعت شرارة الجهاد فيها، وأُصيب -تقبله الله- في إحدى المعارك هناك خلال قتاله ضد المرتدين أعوان الصليبيين الأمريكان.

ولما منّ الله على عباده المجاهدين بإعلان الخلافة، سارع بإعلان بيعته لخليفة المسلمين وحثَّ إخوانه هناك على اللحاق بركب الخلافة، خاصة وأنه وجد في إعلانها في ذلك الوقت فرصة ذهبية لجمع شتات الأمة بعد تبعثرها ولإحيائها بعد موتها بمئات السنين، ففرح أشد الفرح لإعلانها وبدأ ينشط نشاطا كبيرا لإقناع إخوانه بالالتحاق بركبها.


• ابتعاثه إلى أرض الشام

فانتدبه إخوانه للهجرة إلى أرض الشام مبتعثا من قبلهم للتواصل مع الأمراء، وإخبارهم عن حال إخوانهم في ليبيا وإطلاعهم على منهجهم وعقيدتهم، فانطلق أبو سليمان قاصدا أرض الشام، فالتقى بإخوانه من الأمراء ورفع لهم أمر إخوانه في ليبيا، فرحبوا به وبإخوانه بعد أن تأكدوا من صحة منهجهم، وقوة عزيمتهم، وقام بدوره -تقبله الله- بنقل ما رآه في أرض العراق والشام لإخوانه في ليبيا مشجعا ومحرضا لهم على البيعة، فبايع الإخوة هناك.

وبعد فترة وجيزة من وصوله لأرض الشام، عُين -تقبله الله- الشرعي العام لولاية حمص وأميرا للمراكز الشرعية فيها، فأحبه الإخوة حبا شديدا لما رأوا من طيب أخلاقه وحسن إدارته، وما زادته تلك التكليفات إلا انكسارا لربه وتواضعا لإخوانه الذين وُلِّي أمرهم.

واستمر الشيخ -رحمه الله- في طلب العلم والجهاد في سبيل الله حتى بعد تكليفه بمهام كثيرة منها خدمة إخوانه، فكان يدير شؤونهم في النهار ويسهر على طلب العلم في الليل، وإذا ما نادى منادي الجهاد والقتال تراه في الصفوف الأولى بجنب إخوانه المقاتلين في المعارك يحرض ويقاتل، وكأن لسان حاله ما قاله ابن حزم:

مناي من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر

دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر

وألزم أطراف الثغور مجاهدا
إذا هيعة قامت فأول نافر

لألقى حمامي مقبلا غير مدبر
بسمر العوالي والربيع البواتر

فيا رب لا تجعل حمامي بغيرها
ولا تجعلني من قطين المقابر

لم يغفل -رحمه الله- عن العمل بما تعلمه من خلق نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فلقد كان لينا رحيما بإخوانه المجاهدين، يؤثرهم على نفسه حتى في أموره الخاصة، وكانوا لا يسمعون منه إلا طيب الكلام ولا يرون منه إلا حسن المعاملة، ولقد صدق من قال عنه أنه كان مدرسة بفعله وأخلاقه وتعامله مع إخوانه.
• مقتله -تقبله الله-

ولقد كان لمقتله –تقبله الله- أثر كبير في نفوس إخوانه لا يمحى، فلقد كان مقتله علامة على صدقه -نحسبه والله حسيبه-، صدق الله عز وجل فصدقه الله، وما أشبه مقتله بمقتل ذلك الصحابي الكريم الذي قال عندما وصله نصيبه من الغنائم: "ما على هذا بايعتك يا رسول الله، بايعتك على سهم يدخل من هنا ويخرج من هنا، بايعتك على أن أقتل في سبيل الله"، وما هي إلا أن دارت رحى الحرب حتى تفقد الصحابة الكرام الصحابي فرأوا السهم وقد اخترق رقبته كما أشار.

وهنا مع أخينا أبي سليمان الليبي حصل الشيء نفسه، حيث ينقل لنا أحد إخوانه الذين كانوا مع في آخر غزوة خاضها -رحمه الله- ما حدث فيقول: ركب أخونا أبو سليمان معنا في عربة BMP لينغمس في حاجز للجيش النصيري في محيط المحطة الثالثة بولاية حمص شرق مدينة تدمر، فأصيب بطلق ناري وبدأ ينزف دما فيغمى عليه ويفيق، فقال له الأخوة: ارجع يا شيخ لن تستطيع مواصلة القتال معنا فلقد أُصبت، فقال: "لا والله لا أرجع"، فلما أعاد عليه إخوانه طلب الرجوع وألحوا عليه قال: "لا والله لا أرجع ولقد عاهدت الله على رصاصة تدخل من هنا وتخرج من هنا وأشار إلى جبهته ومؤخرة رأسه"، وما هي إلا دقائق قليلة حيث رفع رأسه فجاءته رصاصة أصابت جبهته بالمكان الذي أشار إليه فارتقى -تقبله الله- شهيدا كما نحسبه.

رحمك الله أبا سليمان، لقد كنت نعم الأخ ونعم الرفيق ونعم الأمير ونعم المعلم، وأسكنك الله فسيح جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 108 - قصة شهيد: دعا إلى الله بقوله، وقاتل أعداءه بفعله أبو سليمان الليبي: ...

صحيفة النبأ العدد 108 - قصة شهيد:

دعا إلى الله بقوله، وقاتل أعداءه بفعله
أبو سليمان الليبي:
"لقد عاهدت الله على رصاصة تدخل من هنا وتخرج من هنا"


إن الدعوة إلى الله هدي الأنبياء، وسبيل الصالحين والأتقياء، قال سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وللدعوة طريقان، طريق السنان وطريق اللسان، وأكمل أسلوب للدعوة هو الجمع بين الطريقين، وقد تجسَّد ذلك كله بأخلاق النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وسار على هديه الصحابة والتابعون الكرام، فقد كانوا دعاة لله بأفعالهم قبل أقوالهم.

وممن نحسبه كذلك -والله حسيبه- الأخ المجاهد أبو سليمان الليبي -تقبله الله- فلقد كان -رحمه الله- مثلا في الدعوة إلى الله بفعله وقوله، حيث كان طالب علم على صغر سنِّه الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين، وقد كان حافظا لكتاب الله، ولآلاف من الأحاديث النبوية الصحيحة، وكان له باع في علوم الآلة.

ولم يكن -تقبله الله- ممن حفظ المتون والكتب وتجاهل العمل بها، بل كان علمه قائدا له في جميع شؤون حياته، فكان قوّاما بالليل صواما بالنهار، عابدا لله على بصيرة، مجاهدا ذو أخلاق كريمة رفيعة.

لم تمنعه الدنيا من الالتحاق بجندية الخلافة
ينحدر أبو سليمان الليبي -تقبله الله- من عائلة ثرية من مدينة بنغازي، فلم يكن ينقصه المال كي يطلبه عبر الغزوات أو القتال، ولم تكن تنقصه الشهرة كي يطلبها عن طريق الالتحاق بصفوف الدولة الإسلامية وجنديتها، لم يرض القعود ودماءُ المسلمين تسيل، وأعراضهم تنتهك، فشمَّر عن ساعد الجد، وتسلَّح بالإيمان وتوكل على الله، وأدرك يقينا حقيقة الضر والنفع، التي لخَّصها رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله لابن عباس -رضي الله عنه- عندما كان يافعا: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) [سنن الترمذي].

كان حريصا على طلب العلم وتعلمه، وكان أكثر ما يحرص على علم المواريث، ولم يكن طلبه للعلم يصدُّه عن الجهاد في سبيل الله، بل كان من السباقين للقتال في ليبيا منذ اندلعت شرارة الجهاد فيها، وأُصيب -تقبله الله- في إحدى المعارك هناك خلال قتاله ضد المرتدين أعوان الصليبيين الأمريكان.

ولما منّ الله على عباده المجاهدين بإعلان الخلافة، سارع بإعلان بيعته لخليفة المسلمين وحثَّ إخوانه هناك على اللحاق بركب الخلافة، خاصة وأنه وجد في إعلانها في ذلك الوقت فرصة ذهبية لجمع شتات الأمة بعد تبعثرها ولإحيائها بعد موتها بمئات السنين، ففرح أشد الفرح لإعلانها وبدأ ينشط نشاطا كبيرا لإقناع إخوانه بالالتحاق بركبها.


• ابتعاثه إلى أرض الشام

فانتدبه إخوانه للهجرة إلى أرض الشام مبتعثا من قبلهم للتواصل مع الأمراء، وإخبارهم عن حال إخوانهم في ليبيا وإطلاعهم على منهجهم وعقيدتهم، فانطلق أبو سليمان قاصدا أرض الشام، فالتقى بإخوانه من الأمراء ورفع لهم أمر إخوانه في ليبيا، فرحبوا به وبإخوانه بعد أن تأكدوا من صحة منهجهم، وقوة عزيمتهم، وقام بدوره -تقبله الله- بنقل ما رآه في أرض العراق والشام لإخوانه في ليبيا مشجعا ومحرضا لهم على البيعة، فبايع الإخوة هناك.

وبعد فترة وجيزة من وصوله لأرض الشام، عُين -تقبله الله- الشرعي العام لولاية حمص وأميرا للمراكز الشرعية فيها، فأحبه الإخوة حبا شديدا لما رأوا من طيب أخلاقه وحسن إدارته، وما زادته تلك التكليفات إلا انكسارا لربه وتواضعا لإخوانه الذين وُلِّي أمرهم.

واستمر الشيخ -رحمه الله- في طلب العلم والجهاد في سبيل الله حتى بعد تكليفه بمهام كثيرة منها خدمة إخوانه، فكان يدير شؤونهم في النهار ويسهر على طلب العلم في الليل، وإذا ما نادى منادي الجهاد والقتال تراه في الصفوف الأولى بجنب إخوانه المقاتلين في المعارك يحرض ويقاتل، وكأن لسان حاله ما قاله ابن حزم:

مناي من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر

دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر

وألزم أطراف الثغور مجاهدا
إذا هيعة قامت فأول نافر

لألقى حمامي مقبلا غير مدبر
بسمر العوالي والربيع البواتر

فيا رب لا تجعل حمامي بغيرها
ولا تجعلني من قطين المقابر

لم يغفل -رحمه الله- عن العمل بما تعلمه من خلق نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فلقد كان لينا رحيما بإخوانه المجاهدين، يؤثرهم على نفسه حتى في أموره الخاصة، وكانوا لا يسمعون منه إلا طيب الكلام ولا يرون منه إلا حسن المعاملة، ولقد صدق من قال عنه أنه كان مدرسة بفعله وأخلاقه وتعامله مع إخوانه.
• مقتله -تقبله الله-

ولقد كان لمقتله –تقبله الله- أثر كبير في نفوس إخوانه لا يمحى، فلقد كان مقتله علامة على صدقه -نحسبه والله حسيبه-، صدق الله عز وجل فصدقه الله، وما أشبه مقتله بمقتل ذلك الصحابي الكريم الذي قال عندما وصله نصيبه من الغنائم: "ما على هذا بايعتك يا رسول الله، بايعتك على سهم يدخل من هنا ويخرج من هنا، بايعتك على أن أقتل في سبيل الله"، وما هي إلا أن دارت رحى الحرب حتى تفقد الصحابة الكرام الصحابي فرأوا السهم وقد اخترق رقبته كما أشار.

وهنا مع أخينا أبي سليمان الليبي حصل الشيء نفسه، حيث ينقل لنا أحد إخوانه الذين كانوا مع في آخر غزوة خاضها -رحمه الله- ما حدث فيقول: ركب أخونا أبو سليمان معنا في عربة BMP لينغمس في حاجز للجيش النصيري في محيط المحطة الثالثة بولاية حمص شرق مدينة تدمر، فأصيب بطلق ناري وبدأ ينزف دما فيغمى عليه ويفيق، فقال له الأخوة: ارجع يا شيخ لن تستطيع مواصلة القتال معنا فلقد أُصبت، فقال: "لا والله لا أرجع"، فلما أعاد عليه إخوانه طلب الرجوع وألحوا عليه قال: "لا والله لا أرجع ولقد عاهدت الله على رصاصة تدخل من هنا وتخرج من هنا وأشار إلى جبهته ومؤخرة رأسه"، وما هي إلا دقائق قليلة حيث رفع رأسه فجاءته رصاصة أصابت جبهته بالمكان الذي أشار إليه فارتقى -تقبله الله- شهيدا كما نحسبه.

رحمك الله أبا سليمان، لقد كنت نعم الأخ ونعم الرفيق ونعم الأمير ونعم المعلم، وأسكنك الله فسيح جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله ...

إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه


إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله سنّة مستمرة لا تنقطع ما دام هناك إيمان وكفر على هذه الأرض، ولن يتوقف الطواغيت عن هذه المجادلة حتى يجعلوا الناس عبيدا لهم من دون الله، يطيعونهم في معصية الله سبحانه، ويتبعونهم على غير هدى أو كتاب مبين.

ولا زلنا نرى بعض من يزعم الإسلام يجادل المجاهدين في قتال بعض طوائف الشرك أو كلها، فبعد الغزو الأمريكي للعراق وما فتح الله به على الموحدين من تنكيل في الصليبيين، وجدنا التأييد الكبير من مختلف الطوائف لأهل الجهاد جزاء على ما يفعلونه من صد لعادية المحتلين لبلاد المسلمين.

فلما وجدوا أن المجاهدين لا يقتصرون في جهادهم على الكافر المحارب فحسب، وإنما يشملون به طوائف الكفر كلها سواء كان كفرها أصليا أو طارئا، رأينا كيف بدأ الكثير من المصفقين ينفضّون عن أهل التوحيد، ويعادونهم وينعتونهم بأبشع الأوصاف، بل ويعينون الصليبيين المحتلين عليهم، وسمعنا بعضهم يشترط على المجاهدين أن يكون القتال لأمريكا وجنودها فقط، دون أوليائها من مرتدي الشرطة والجيش، فضلا عن بقية أصناف المرتدين، كالروافض والديموقراطيين وغيرهم.

كما وجدنا تكرارا لهذا الأمر في الشام، إذ كنا ولا زلنا نرى مختلف الطوائف من الناس تفرح أشد الفرح عندما يرون جنود الدولة الإسلامية يقيمون حكم الله في الروافض والنصيرية ذبحا وتقتيلا، ثم إذا رأوا حكم الله يقام على مرتدي الصحوات أو غيرهم من طوائف الردة إذا هم يستنكرون.

وتجد هؤلاء الضالين المضلين يجادلون عن المشركين المرتدين، ويعصمون دماءهم التي أباحها الله تعالى بسبب كفرهم به سبحانه، بعبارات مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل "حرمة الدم العراقي"، و"حرمة دماء الثوار"، وغيرها من العبارات التي يحرمون بها ما شاؤوا ويبيحون بها ما شاؤوا من دين الله عز وجل.
ولا شك أن القصة ذاتها مكررة في مصر، وسيناء، وخراسان، وليبيا، واليمن، والصومال، والقوقاز، وشرق آسيا، وغيرها من الأصقاع والبلدان التي يجاهد فيها جنود الخلافة أعداء الله بمختلف مللهم ونحلهم.

وإن المجاهد الموحد لله عز وجل، الكافر بالطواغيت، لا يمكن أن يلتفت إلى شيء من هذا، إذ مرجعه في أمره كله كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإباحة الدماء وتحريمها من الله عز وجل وحده، أما مسألة تقديم قتال صنف من المشركين، أو تأخير قتال آخر، بحسب درجة ضررهم على المسلمين، أو بحسب قوة المسلمين، فيطيع في ذلك إمامه، وليس ذلك من تحريم الحلال أو تحليل الحرام في شيء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].

بل على المسلم عموما أن يحذر على دينه من طاعة المشركين في أي أمر فيه مخالفة لأمر ربه عز وجل، حذار أن يصير من المشركين، كما قال ربه جل وعلا: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، فيحذر كل الحذر من استباحة دم معصوم، أو تحريم دم مباح، خوفا من الناس أو إرضاء لهم، أو طمعا في نصرتهم، ويكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25-26].

فيا جنود الخلافة، امضوا على بركة الله، قاتلوا أعداء الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قاتلوا المشركين بكل طوائفهم حتى يكفروا بما يعبدون من دون الله، ويؤمنوا بالله وحده، كما أمركم ربكم: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله ...

إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه


إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله سنّة مستمرة لا تنقطع ما دام هناك إيمان وكفر على هذه الأرض، ولن يتوقف الطواغيت عن هذه المجادلة حتى يجعلوا الناس عبيدا لهم من دون الله، يطيعونهم في معصية الله سبحانه، ويتبعونهم على غير هدى أو كتاب مبين.

ولا زلنا نرى بعض من يزعم الإسلام يجادل المجاهدين في قتال بعض طوائف الشرك أو كلها، فبعد الغزو الأمريكي للعراق وما فتح الله به على الموحدين من تنكيل في الصليبيين، وجدنا التأييد الكبير من مختلف الطوائف لأهل الجهاد جزاء على ما يفعلونه من صد لعادية المحتلين لبلاد المسلمين.

فلما وجدوا أن المجاهدين لا يقتصرون في جهادهم على الكافر المحارب فحسب، وإنما يشملون به طوائف الكفر كلها سواء كان كفرها أصليا أو طارئا، رأينا كيف بدأ الكثير من المصفقين ينفضّون عن أهل التوحيد، ويعادونهم وينعتونهم بأبشع الأوصاف، بل ويعينون الصليبيين المحتلين عليهم، وسمعنا بعضهم يشترط على المجاهدين أن يكون القتال لأمريكا وجنودها فقط، دون أوليائها من مرتدي الشرطة والجيش، فضلا عن بقية أصناف المرتدين، كالروافض والديموقراطيين وغيرهم.

كما وجدنا تكرارا لهذا الأمر في الشام، إذ كنا ولا زلنا نرى مختلف الطوائف من الناس تفرح أشد الفرح عندما يرون جنود الدولة الإسلامية يقيمون حكم الله في الروافض والنصيرية ذبحا وتقتيلا، ثم إذا رأوا حكم الله يقام على مرتدي الصحوات أو غيرهم من طوائف الردة إذا هم يستنكرون.

وتجد هؤلاء الضالين المضلين يجادلون عن المشركين المرتدين، ويعصمون دماءهم التي أباحها الله تعالى بسبب كفرهم به سبحانه، بعبارات مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل "حرمة الدم العراقي"، و"حرمة دماء الثوار"، وغيرها من العبارات التي يحرمون بها ما شاؤوا ويبيحون بها ما شاؤوا من دين الله عز وجل.
ولا شك أن القصة ذاتها مكررة في مصر، وسيناء، وخراسان، وليبيا، واليمن، والصومال، والقوقاز، وشرق آسيا، وغيرها من الأصقاع والبلدان التي يجاهد فيها جنود الخلافة أعداء الله بمختلف مللهم ونحلهم.

وإن المجاهد الموحد لله عز وجل، الكافر بالطواغيت، لا يمكن أن يلتفت إلى شيء من هذا، إذ مرجعه في أمره كله كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإباحة الدماء وتحريمها من الله عز وجل وحده، أما مسألة تقديم قتال صنف من المشركين، أو تأخير قتال آخر، بحسب درجة ضررهم على المسلمين، أو بحسب قوة المسلمين، فيطيع في ذلك إمامه، وليس ذلك من تحريم الحلال أو تحليل الحرام في شيء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].

بل على المسلم عموما أن يحذر على دينه من طاعة المشركين في أي أمر فيه مخالفة لأمر ربه عز وجل، حذار أن يصير من المشركين، كما قال ربه جل وعلا: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، فيحذر كل الحذر من استباحة دم معصوم، أو تحريم دم مباح، خوفا من الناس أو إرضاء لهم، أو طمعا في نصرتهم، ويكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25-26].

فيا جنود الخلافة، امضوا على بركة الله، قاتلوا أعداء الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قاتلوا المشركين بكل طوائفهم حتى يكفروا بما يعبدون من دون الله، ويؤمنوا بالله وحده، كما أمركم ربكم: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

أخي المجاهد فِرَّ إلى الله إذا نزل بك الكرب واشتد حولك الخطب وأحاطت بك المُلمات وجهدت في ...

أخي المجاهد فِرَّ إلى الله


إذا نزل بك الكرب واشتد حولك الخطب وأحاطت بك المُلمات وجهدت في البحث عن طريق للنجاة، فاعلم -أخي- أن الطريق هو الفرار إلى الله ربِّ الأرض والسماوات،خالق الليل والنهار، من هو كل يوم في شأن.

نعم فِرَّ إلى الله، فهو من قدَّر الأقدار، وهو من يجيب المضطر إذا دعاه، ومن أقوى منه تلجأ إليه؟! أو أشد بأسا تحتمي بحماه؟!

فِرَّ إلى الله بالتضرع إليه والانكسار بين يديه، فِرَّ إليه بالصلاة والذكر، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم)، وأمرك ربك بالاستعانة بالصلاة فقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

فِرًّ إليه بالتوبة والاستغفار مما بدر منك في حقه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

فِرَّ إليه باتباع أمره، والانتهاء عن نهيه، بالثبات والصبر على دينك وجهادك، والأخذ بالأسباب، واليقين بصدق وعده، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50].

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "فإذا فرَّ العبد إلى الله فإنما يفر من شيء، إلى شيء وُجد بمشيئة الله وقدره، فهو في الحقيقة فارٌّ من الله إليه، ومن تصور هذا حق تصوُّره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بك منك) [صحيح مسلم]، وقوله: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ) [رواه الشيخان]، فإنه ليس في الوجود شئ يُفرُّ منه ويستعاذ منه ويلجأ منه إلا هو مِن الله خلقاً وإبداعا، فالفارُّ والمستعيذ: فارٌّ مما أوجبه قدر الله ومشيئته وخلقه، إلى ما تقتضيه رحمتُه وبِره ولطفه وإحسانه" [الرسالة التبوكية].

وإياك إياك أن تتبع الشيطان في طريق فيه هلاكك وسوء عاقبتك، فلقد أمرك ربك أن تجاهد عدوه وأمرك بالصبر على ذلك، وحذرك من الفرار، وبين لك الطريق وأعلمك بالعاقبة ودلَّك على درب النجاة.

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 155 - 156]، فأخبرهم بقدره عليهم وهو البلاء، ودلَّهم على طريق النجاة وهو الصبر.

ولك أسوة حسنة بالأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين، فلقد علموا طريق نجاتهم وسلكوه، فكانت لهم العاقبة وأهلك الله عدوهم ونصرهم عليهم.

فهذا نبي الله موسى لما أدركه فرعون وجنوده من خلفه، والبحر من أمامه، وقال أصحابه إنا لمدركون، أبى ذلك ودلهم على طريق نجاته الذي لايخيب، {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 61 - 63].

وهذا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يخِرُّ راكعا لله -عز وجل- يوم بدر، وقد حشَّد المشركون حشدهم، وجاؤوا ببهرجهم، يحاربون الله ورسوله، فسلك رسول الله طريقه، وتضرع إلى خالقه وألح عليه في الدعاء حتى أمده الله بجنده ونصره.
فدونك هذا الطريق فالزمه، وإياك أن تحيد عنه، واعلم أن الله نعم المولى ونعم النصير.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

أخي المجاهد فِرَّ إلى الله إذا نزل بك الكرب واشتد حولك الخطب وأحاطت بك المُلمات وجهدت في ...

أخي المجاهد فِرَّ إلى الله


إذا نزل بك الكرب واشتد حولك الخطب وأحاطت بك المُلمات وجهدت في البحث عن طريق للنجاة، فاعلم -أخي- أن الطريق هو الفرار إلى الله ربِّ الأرض والسماوات،خالق الليل والنهار، من هو كل يوم في شأن.

نعم فِرَّ إلى الله، فهو من قدَّر الأقدار، وهو من يجيب المضطر إذا دعاه، ومن أقوى منه تلجأ إليه؟! أو أشد بأسا تحتمي بحماه؟!

فِرَّ إلى الله بالتضرع إليه والانكسار بين يديه، فِرَّ إليه بالصلاة والذكر، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم)، وأمرك ربك بالاستعانة بالصلاة فقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

فِرًّ إليه بالتوبة والاستغفار مما بدر منك في حقه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

فِرَّ إليه باتباع أمره، والانتهاء عن نهيه، بالثبات والصبر على دينك وجهادك، والأخذ بالأسباب، واليقين بصدق وعده، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50].

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "فإذا فرَّ العبد إلى الله فإنما يفر من شيء، إلى شيء وُجد بمشيئة الله وقدره، فهو في الحقيقة فارٌّ من الله إليه، ومن تصور هذا حق تصوُّره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بك منك) [صحيح مسلم]، وقوله: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ) [رواه الشيخان]، فإنه ليس في الوجود شئ يُفرُّ منه ويستعاذ منه ويلجأ منه إلا هو مِن الله خلقاً وإبداعا، فالفارُّ والمستعيذ: فارٌّ مما أوجبه قدر الله ومشيئته وخلقه، إلى ما تقتضيه رحمتُه وبِره ولطفه وإحسانه" [الرسالة التبوكية].

وإياك إياك أن تتبع الشيطان في طريق فيه هلاكك وسوء عاقبتك، فلقد أمرك ربك أن تجاهد عدوه وأمرك بالصبر على ذلك، وحذرك من الفرار، وبين لك الطريق وأعلمك بالعاقبة ودلَّك على درب النجاة.

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 155 - 156]، فأخبرهم بقدره عليهم وهو البلاء، ودلَّهم على طريق النجاة وهو الصبر.

ولك أسوة حسنة بالأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين، فلقد علموا طريق نجاتهم وسلكوه، فكانت لهم العاقبة وأهلك الله عدوهم ونصرهم عليهم.

فهذا نبي الله موسى لما أدركه فرعون وجنوده من خلفه، والبحر من أمامه، وقال أصحابه إنا لمدركون، أبى ذلك ودلهم على طريق نجاته الذي لايخيب، {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 61 - 63].

وهذا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- يخِرُّ راكعا لله -عز وجل- يوم بدر، وقد حشَّد المشركون حشدهم، وجاؤوا ببهرجهم، يحاربون الله ورسوله، فسلك رسول الله طريقه، وتضرع إلى خالقه وألح عليه في الدعاء حتى أمده الله بجنده ونصره.
فدونك هذا الطريق فالزمه، وإياك أن تحيد عنه، واعلم أن الله نعم المولى ونعم النصير.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

✍️قال رَسولُ اللهِﷺ: ((إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم، إنَّ اللهَ ...

✍️قال رَسولُ اللهِﷺ:
((إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بأمَّهاتِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بآبائِكم، إنَّ اللهَ يُوصيكم بالأقرَبِ فالأقرَبِ))
((صحيح الأدب المفرد))(44)
════════❁══════
📙 خدمة فوائد علمية 📙
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: تفضل بالضغط على الرابط التالي :
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

فَوَائِدُ الذِكر • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ؛ ...

فَوَائِدُ الذِكر

• قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ) [الترمذي].

• قال ابن القيم: "فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى".

◾ من فوائده:

▪ يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
▪ يرضي الرحمن وينجي من عذابه
▪ يزيل الهم والغم ويجلب الفرح والسرور
▪ يقوي القلب والبدن وينور الوجه
▪ يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
▪ يورث المحبة التي هي روح الإسلام
▪ يورث المراقبة ويدخله في باب الإحسان
▪ يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه سبحانه
▪ سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة
▪ سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش
▪ أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها
▪ ينبه القلب ويوقظه ويداوي قسوته
▪ يوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر
▪ يسهّل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق
▪ كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق

[الوابل الصيب - بتصرف يسير]
...المزيد

فَوَائِدُ الذِكر • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ؛ ...

فَوَائِدُ الذِكر

• قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ) [الترمذي].

• قال ابن القيم: "فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى".

◾ من فوائده:

▪ يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره
▪ يرضي الرحمن وينجي من عذابه
▪ يزيل الهم والغم ويجلب الفرح والسرور
▪ يقوي القلب والبدن وينور الوجه
▪ يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة
▪ يورث المحبة التي هي روح الإسلام
▪ يورث المراقبة ويدخله في باب الإحسان
▪ يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه سبحانه
▪ سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة
▪ سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش
▪ أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها
▪ ينبه القلب ويوقظه ويداوي قسوته
▪ يوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر
▪ يسهّل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق
▪ كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق

[الوابل الصيب - بتصرف يسير]
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: في تفسير قوله تعالى: {يَا ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ..}: "ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، يعني مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم، وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم"

[تفسير ابن كثير]
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: في تفسير قوله تعالى: {يَا ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-:

في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ..}: "ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، يعني مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم، وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم"

[تفسير ابن كثير]
...المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً