.*الركن.السادس.من.أركان.الإسلام.صمام.أمان.الأمة.على.الدوام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/N-QQNzwewn0
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 29/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فريضة من الفرائض، وواجب من الواجبات الكبيرة، بل هو ركن من أركان الإسلام عند كثير من الائمة الأعلام، بل نقل الإمام ابن حزم الظاهري عليه رحمة الله الاتفاق على وجوبه، مع أن هذه الفريضة في الحقيقة أصبحت أشبه بمنسية عند كثير من الناس وإن أدوها فعلى استحياء، لا تؤدى بالشكل المطلوب شرعا، ولا بالهمة التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وأن يستشعرها عندما يؤدي هذه الفريضة بأنه يسقط عن كاهله ركنا من أركان هذا الدين…
- هو الركن السادس الذي لا يعلمه كثير من الناس، أركان الإسلام المبينة الواضحة خمسة ولكن العلماء يضيفون ركنًا لازمًا للأركان الخمسة وأيضًا هو هوية المجتمع المسلم برمته، وهو السفينة العظمى التي تنطلق بالأمة إلى سبل النجاة، أو تتحطم بهم إلى الهاوية فالهلاك، هذا الركن الذي بدأ يتلاشى كلما تقدمت المجتمعات نحو القيامة ليس نحو الأفضل وكلما زاد الشر والفساد والحرام والضياع والبعد عن الله كلما غاب هذا الركن، بالرغم على أن الأصل أن يكون متلازمًا مع كثرة الفساد، ومع كثرة الشرور، ومع كثرة الحرام، ومع كثرة انتشار المنكرات، يجب أن يعم وأن يسود هذا الركن وأن يطغي عليهن ويزيلهن ولكن لما تلاشى ولما خبا ضوؤه، ولما انتهى دوره عند كثير من الناس، زاد الشر والفساد وايضًا زدنا على مانحن عليه من ظلام ومن خصام وقتال ومن تراجع وتقهقر ومما نحن فيه مما نشكو…
- إنه ركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا الركن العظيم الذي هو صمام أمانٍ للأمة من الهلاك، ومن اللعنة، ومن النار، ومن هموم الدنيا ومشاكل الدنيا وما فيها: ﴿وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرى بِظُلمٍ وَأَهلُها مُصلِحونَ﴾ مصلحون ليس صالحين فقط، ليس المطلوب الصلاة والالتزام بالعبادات في النفس وفقط، بل الإصلاح للغير مصلحون أن يصلح غيره، أن يسعى لإصلاح الآخرين لكف الشرور المنتشرة، أن يقول للباطل قف، أن يقول للحرام يكفي، أن يقول للمنكر يجب أن تزول؛ لأنه يعلم جيدا قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عند مسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره"، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمره لازم {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ...} ومن للعموم، لعموم أي منكر، وعموم أي مسلم "من رأى منكم منكراً" أي منكر كان وأي مسلم نظر إلى المنكر فيجب عليه أن يغير ذلك المنكر فليغيره، أي منكر كان والخطاب لكل مسلم من "رأى منكم منكراً فليغيره بيده" وهذا لمن لهم حق التغيير باليد، "فمن لم يستطع فبلسانه"، وهذا يستطيعه كل الناس إلا وفي أوقات مخصصة وفي منكرات معينة…
- فمن لم يستطع يعني بيده ولا بلسانه فبقلبه، أن يبغض ذلك المنكر، أن يكره صاحب المنكر، ان يتمنى زوال ذلك المنكر، أن لا يأتي لذلك المكان الذي يفعل فيه المنكر، أن يبغض المنكر ووسائل المنكر وذلك الشخص النكرة الذي عمل المنكر، منكر هو منكر وما سمي منكراً إلا لنكرانه، الناس ينكرونه، لكن إذا انتهت الفطرة وتحول المنكر إلى معروف فهذه هي الكارثة، وهي الطامة، وهو الذي واقع بيننا، ورأيناه بأعيننا، وهي المصيبة التي حدثت عندنا؛ فكثير من المنكرات أصبحت أشبه بالمباحات، والأمور عادية إن لم تكن كما يقال هذا حق شخصي، وحرية شخصية، ولا تتدخل فيما لا يعنيك، وهذه حقوق، ولا تنتهك تلك الحقوق وهكذا من الفلسفات الضائعة والزائغة التي هي بين قوسين (للمنافقين)، المنافقون والمنافقات وصف الله لا من وصفنا وقولنا وإن غضبوا وإن كرهوا: ﴿المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمُنكَرِ...} يشجعون على المنكر، ينشرون المنكر، يحثون على المنكر، يهيئون المنكر، يدلعون ويحسنون ويجملون المنكر، قل ما شئت من تفسير لـ يأمرون بالمنكر أيًا كان ما دام وأن ذلك منكر، وهناك اناس يرتضون به أو يفعلونه أو يقدمونه بأبهى حلة للناس فهو منافق منافق بنص القرآن: ﴿المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعروفِ...﴾، يكرهون المعروف لا يحبون المعروف أن يعرف يسترون. لا يتحدثون عن المعروفات بل عن المنكرات، تراهم يذيعون المنكرات ويرفعون من شأنها ويعظمونها بينما إذا جاء المعروف سكتوا، إن لم يقولوا لا لا لهذا المعروف وهذا من الرجعية ومن التخلف ومن الانحطاط وهذا لربما يقال ما يقال للمعروف…
- فأي كارثة هذه أن يصبح المنكر معروفًا عند الناس ينكرون على من تركه ولم يفعله، ويصبح المعروف منكراً عند الناس ينكرون على من فعله وهو المعروف فأي فطرة انتكست؟ وبالتالي حقت علينا اللعنة التي حقت على غيرنا: ﴿لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ﴾﴿كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ﴾ ثم عقب الله بقوله لبئس ما كانوا يفعلون. يفعلون المنكرات ويرون المنكر ينتشر ولا ينكرونه فحقت عليهم اللعنة. وهي ايضًا تحق وتحل على كل من اقتدى بهم…
- وعلى قدر سكوت الإنسان المسلم على المنكر بقدر ما تنزل عليه اللعنة التي نزلت على اهل الكتاب، فبقدر سكوتي على المنكرات وبقدر نظري إليها وعدم إنكارها لا بيدي ولا ولا بقلبي ولا بشيء من جوارحي تحق علي اللعنة، قد ربما تكون مئة بالمئة وتسعين وثلاثين وعشرة على قدر إنكاري للمنكر وعلى قدر تشجيعي للمعروف تخف هذه اللعنة هذه آية قرآنية واضحة صريحة هكذا يقول الله فضلاً عن قوله: ﴿إِنَّ الَّذينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلنا مِنَ البَيِّناتِ وَالهُدى مِن بَعدِ ما بَيَّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الكِتابِ أُولئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلعَنُهُمُ اللّاعِنونَ﴾، يكتمون المعروف، يكتمون الآيات، يكتمون أن يقولوا هذا منكر حرام لا يجوز يسكت يترك ما لي علاقة، ما لي دخل، فلان سيغير انا ما لي في الأمر رأس ولا جمل، وأنا ما لي قدرة ولا لي سلطة ولا لي استطاعة، وأنا ما أنا عالم ولا أنا ناصح ولا أنا محاضر، وأنا ما أنا ابوه ولا أمه حتى أمنعه وهكذا يأتي الشيطان، أو قل أولئك الجبناء الذين يقولون مثلاً دعك من المشاكل لا تتدخل فيما لا يعنيك، أو ينشرون الكلمة المجرمة فيما بينهم اترك فعل الخير ما ترى شر، وهذه هي قاعدة الذين ظلموا اما الله فأنه يقول: {اَفْعَلُوا الْخِيرَ لعَلكُم ُتفْلِحُون}، وهذا يقول اترك فعل الخير ما ترى شر بالبلدي يعني اترك الخير، كيف يترك فعل الخير …
- كيف يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فريضة قرآنية، وضرورة اجتماعية للحفاظ على المجتمع، انا احافظ على نفسي وعلى ما ملك وعلى اهلي وعلى اهلك وعلى الأمة برمتها بأ مري بالمعروف ونهي عن المنكر، ﴿وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرى بِظُلمٍ وَأَهلُها مُصلِحونَ﴾، أي مفهوم المخالفة المعروف شرعًا وعقلًا ونقلًا، من لم يكن مصلحًا في هذه الأمة فإن الهلاك سينزل عليك ﴿وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرى بِظُلمٍ وَأَهلُها مُصلِحونَ﴾ أي اذا لم يكونوا مصلحين فإن الهلاك سينزل عليهم، وسيحل بهم، فإذا لم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر سيعم الفساد والشر والانحطاط وتعم الكوارث والمصائب ونهلك جميعًا…
- والنبي صلى الله عليه وسلم قد شبه الأمة كما في البخاري بسفينة، هذه السفينة عليها أقوام وهذه السفينة أيضًا على طابقين ودورين اثنين ومن الناس من وقع لهم دورها الأول فيها وأناس وقع لهم الثاني في السهم فكان الذين في تحت إذا أرادوا أن يشربوا صعدوا إلى الذين في الدور الثاني، فقالوا لو أنا خرقنا في الدور الأول خرقًا فلم نؤذ من فوقنا ما في داعي نؤذي هؤلاء، وشف مفهوم الأذى عند الجهلة يقول لك حرية شخصية ماذا؟ وهو ينتهك حقي وحقك، وهو يهلكني ويهلكك، وهو سيدمرني ويدمرك، المنكر الذي أراهم ولا انكره سيكون المنكر على الجميع: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ سيعم الجميع هذا الهلاك وهذا الدمار فقال الذين تحت لو خرقنا من نصيبهم في من نصيبنا ولو مؤذنا فوقنا لم نؤذي من فوق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولو تركوهم وما أرادوا لهلكوا وهلكوا جميعًا "هلك الجميع الذين تحت والذين فوق بالرغم على أن الذي باشر الخرق هو واحد أو اثنان لكن الهلاك عم من في السفينة والسفينة برمتها غرقت وانتهت بخرق واحد منهم فقط، قال الله عن قوم ثمود: ﴿فَكَذَّبوهُ فَعَقَروها فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها﴾، والذي فعل هو واحد وقدار زلزالك ولكنهم كلهم قدار لماذا? لأنهم سكتوا ورضوا ونحن أن سكتنا ورضينا وإن لم ننكر عم وطم ونزل البلاء والهلاك والعقاب على الجميع: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ المنكر يتمدد والباطل يتوسع والحرام ينتشر والفساد يستشري ونحن ساكتون ولا يعنينا ذلك، وبالتالي الهلاك يعنينا الدمار سينزل علينا على الجميع ﴿فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ حَتّى إِذا فَرِحوا بِما أوتوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسونَ﴾، وفي سورة الأعراف: ﴿فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ أَنجَينَا الَّذينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَأَخَذنَا الَّذينَ ظَلَموا بِعَذابٍ بَئيسٍ بِما كانوا يَفسُقونَ﴾ جميعًا اخذوا بهذا العذاب الذين سكتوا والذين فعلوا ولم ينجوا الا الذين ينهون عن السوء، فإذا أردنا النجاة فعلينا بأن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وأن نقول للمنكر أنت منكر يجب أن تنكر وأن تتوقف وأن لا تتوسع وأن لا تنتشر أيًا كان فاعل المنكر وأيًا كان ذلك المنكر، أما إن سكتنا فالدمار سيحل علينا جميعـًا، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي وظيفة عظيمة وجليلة ومباركة ومهمة وحماية ورعاية وإيمان، ويكفي فيها أنها وظيفة النبي ووظيفة الأنبياء عمومًا: ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ...} هذه أول وظيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه من لم يتبع الرسول ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر لأنه قال وحصر مهام النبي صلى الله عليه وسلم بالذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم، فاتباعنا لرسول الله معناه الأمر والنهي، معناه على قدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون الاتباع، وعلى قدر بعدنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون الضياع والابتداع… ألا فمن أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا اولاً، ومن أراد أن يتحلى بصفات المؤمنين فعليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر﴿وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَر} وايضا التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، صفة لا بد فيها منها للمؤمنين في الأنبياء في المصلحين في العظماء، أما إذا تخلفنا عنها وابتعدنا عنها فالهلاك والدمار وعدم النجاة، بل هي وظيفة الأمة برمتها، ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ...}، قال عمر رضي الله عنه من أراد الخيرية فليؤد شرط الله في هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعناه من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر فلا خير فيه وليس من الأمة وإن نطق بلسانها وإن تحدث بعروبيتها وإن كانت بشرته وكلماته وألفاظه وسكنه ومنطقه وأمه وأبوه والناس جميعًا من الأمة فليس منها لأنه لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ...} فمن أدى شرط الله في هذه الأمة كان منها، ومن لم يؤد الشرط فليس من الأمة وإن نطق باسمها، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
مساعدة
الإبلاغ عن المادة
تعديل تدوينة
.*الركن.السادس.من.أركان.الإسلام.صمام.أمان.الأمة.على.الدوام.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
.*الركن.السادس.من.أركان.الإسلام.صمام.أمان.الأمة.على.الدوام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة ...المزيد
*الفراغ.القاتل.الصامت.لأبنائنا.كيف.نحميهم.منه.في.العطلة.الصيفية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله ...
*الفراغ.القاتل.الصامت.لأبنائنا.كيف.نحميهم.منه.في.العطلة.الصيفية.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/SWbbyiN4RWU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 22/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن أعظم، وأخطر، وأجل ما يواجه أبناءنا وشبابنا وبناتنا وفلذات أكبادنا، وسر نهضة أمتنا، وأولئك الذين يصنعون حضارتنا، هو ذلك القاتل الصامت الذي يسري ما بين حين وآخر، ذلك القاتل الصامت الذي يدب فيما بينهم ما بين وقت ووقت، ذلك القاتل الصامت هو اعظم خطر إن لم يواجهه الشباب بحكمة وبصيرة، وبخطة محكمة قبل أن يقتله، قبل أن يقضي عليه، قبل أن ينهي حياته، وليست حياته الدنيا وفقط بل والأخرى أيضا، إنه الفراغ: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾ أصدقاء، وخلان متلازمان، ولابد من شغل للنفس وهي لا تحب الفراغ فإما أن تشغلها بالطاعة، وإلا شغلتك هي بالمعصية، إما أن تملئ وقتك أيها الشاب بما ينفعك، أو شغلك بما يضرك، والتهمك بكلك،
ولا ينتهي الأمر عند هذا بل وأنهم ليصدونهم عن السبيل يبعدونهم عن الطريق، يؤخرونهم ويضلونهم يردونهم إلى ضلال وغي وهم وغم وحزن وألم وبالتالي فلا ينفع نفسه ولا ينفع أمته ولا بيته ولا أسرته ولا أحد: ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُوَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾… وكفى بهذه الآيات عظة وعبرة لقوم يعقلون.
- الفراغ نعمة عظيمة، أو نقمة كبيرة، الفراغ يقتل إن لم يستغل، الفراغ يؤدي بصاحبه لكل شر، ويبعده عن كل خير إن لم يتبصر، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ"، وإذا كان الفراغ قاتلاً حتى للكبار فكيف بالصغار وبالشباب؟ كيف بهؤلاء الذين يعدون المفتاح الأول والسر الأعظم لنهضة الأمم أو لزوالها، ومع هذا هم بأيدي من وجههم، فإما أن يتوجهوا نحو الخير والصلاح، أو الشر والفساد.
- فيا أيها الإخوة الفراغ قاتل صامت، ومدمّر ساكت، الفراغ شيطان من الشياطين، وكلما ظللت فارغًا ظل الشيطان بك طامعا، كما في الحكمة، فإما أن تشغل نفسك بما فيه خير أو شغلتك نفسك وشغلك شيطانك بما فيه شر، طريقان لا ثالث لهما إما أن يسلك المسلم طريق الخير فيقضي على فراغه، أو أن يسلك طريق الشر فيبقى على ما هو في فراغ، وفي هلك، وفي دمار فأهلك نفسه، وحياته، وكل شيء في عمره…
- وقد أجمع العلماء، والعقلاء، والعظماء، والفضلاء، وكل عاقل عمومًا الجميع ليس المسلمين وحسب، بل كل عاقل على وجه الأرض بأنه لن ينال البُطال منازل الأبطال، ولا يمكن أن تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة لا يمكن، وثمن السيادة هجر الوسادة كما يُقال، بل لا يمكن أبداً بإجماع عقلاء الناس جميعـًا لابد لمن أراد الراحة أن يتعب نفسه أولاً، ولمن أراد السعادة أن يهجر الوسادة أولاً، فلا تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة، ولا النعيم بالنعيم بإجماع عقلاء المسلمين وغير المسلمين، وكلنا نحفظ: ومن طلب العلا سهر الليالي، فلا يمكن أن يأتي النجاة والفلاح ولا يمكن أن يأتي المعاش والرغد، ولا يمكن أن تأتي الدنيا بمتعها، ولا يمكن أن تأتي الوظائف والمناصب، ولا يمكن أن ياتي شيء من هذا حتى في الدول المفسدة الفاسدة إلا بعمل ولو قل، لابد من العمل، لابد من الاجتهاد، لابد من الجد، لابد من ذلك حتى يصير ما يصير، فإذا نام وإذا كسل واذا اتبع نفسه هواها وإذا كان ما كان أصبح ذلك الإنسان على ما هو عليه يصبح ويمسي وهو في هامش الحياة، لأن الشيطان قد تسلط عليه وأصبح معه وفوق هذا ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ}… - وأما تهرب الشاب من جلد الذات ولومها بأعذار واهية وحجج باطلة وإيحاءات إبليسية فارغة خليني أخذ راحتي، ما في دراسة، ما في مدرسة، ما في عمل، ما في والد يتابع، ما في والدة، ما في صاحب، ما في تليفون، ما في ما في وبالتالي إذا كان هذا المافي لا زال عليه سيحطمه تحطيمـًا ويقتله قتلاً مؤبدا….
- وأقول للشاب وأوجه له نصيحة من قلبي إليكم أيها الشباب: لا تنتظروا لتوجيهات أب أو أم أو أهل أو أستاذ أو أي أحد بل وجه نفسك، واستغل وقتك، واحرص على كسب مهارات وعلوم وثقافات وخبرات، ولا تظل فارغا، اشغل نفسك وقت العطل المدرسية أو الجامعية والإجازات الصيفية بما ينفعك، ولا تنتظر لأحد بحيث إن كلموك وإلا نمت؛ فأنت الذي ستخسر نفسك وحياتك وعمرك… والوقت يمر عليك وعلى غيرك ففلان في شهر العصرية ذهب لدراسة لغة إنجليزية وأنت على الهاتف فاستفاد وأنت نسيت متعة اللعبة بالهاتف، وهو نسي تعب الدارسة لكن أفادته عمره كله، وفي الصباح أنت نمت وزميلك حضر للدراسة في المركز الصيفي فحفظ خمسة أجزاء من القرآن فأنت نسيت متعة النوم وهو نسي تعب الدراسة لكن استفاد دنيا وآخرة وهكذا… اشغل نفسك بأي علم وتعليم كان ولا تظل فارغا أبدا…
- وإذا كانت لا أنتبه لنفسه، ولا أحرص على وقتي، ولا أراقب ساعاتي ولحظاتي سأموت همًا وغمًا بعد أن يكبر سني ويرق عظمي، وأنا المتحسر أولاً وأخيراً وحدي، ولا علاقة لوالدي بعد أن أكبر، ولا لأهلي ولا لأستاذي ولا لمدرستي، ولا لجامعتي ولا لهذا وذاك، أنا كما قال الله: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾، أنا أخبر بنفسي الشيء الذي ينفعني أنا أذهب إليه، أما إذا ظللت السنين والساعات والأوقات تمضي ولا زال على ما هو عليه فهذه كارثة عظمى، ومعضلة كبرى، سيقضي عليه فراغه وينهي حياته ولابد وإن طالت به الحياة لكنه ميت وان عاش على ظهرها عاش ذليلاً مهانًا على هامش الحياة كأنه لا شيء، فإما أن يشتغل الشغل العادي من حمال أو مزارع… أو أن يذهب هناك وهناك ليتسكع، أو أن يكون في شغل شاغل من فقر وعوز ومرض… بعد أن يكبر، لكن لو أنه وطن نفسه من البداية وتنبه لحياته من الأول فاستغل شبابه وتعلم واستفاد فإنه سينجح في الأخير؛ لأنه تعب في البداية فارتاح في النهاية لكن من ارتاح في البداية وظل على ألاعيبه وعلى لهوه وشغله سيلاقي يومًا من الأيام جزاء عمله…
- فالفراغ مشكلة كبيرة، ومعضلة عظيمة تكتسح الشباب، وتلتهم فلذات الأكباد إذا لم يحسنوا له الاستغلال، وأضاعوا حياتهم فيه دون مراعاة له، فالواجب أن يشغل الشاب وقته بما ينفعه، وإذا كان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا يمكن أن يقع فريسة للفراغ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله فارغًا قط"، ولا مرة أراه فارغـًا لا أبداً هو مشغول هو مشغول دائمًا عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال
له: ﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب﴾، على طول أول ما تنتهي من هذا العمل ابدأ بعمل جديد، هذه هي حياتك، هذه هي دنياك، هذه هي التجارة الرابحة، والخطة الناجحة، فإما ان تخطط في حياتك فتنجح، او لا تخطط ففشلت وأصبحت لا قيمة لك ولا خير فيك، فالفراغ يجب أن يستغل، ونحن في فترة ما بين دراستين خاصة طلاب المدارس…
- إن الفراغ هذا القاتل الموجود ما بين دراستين وما بين فصلين وما بين البينين كما سماه ابن عقيل الحنبلي الذي ألف كتاب الفنون بل ليس كتابًا واحداً بل هو موسوعة عالمية لا زالت كذلك ولا تضاهيها إلا موسوعة المعارف الأمريكية حاليًا ثلاثمائة مجلدة الفها متى؟ قال ما بين الوقتين ما بين الفراغ والفراغ ما بين أنتظر للطعام ما بين أن يأتي الطعام ما بين الآذان والإقامة، ما بين أن يأتي فلان واتأخر عن فلان، ما بين أن يتصل ويرد ما بين وما بين هذه الأوقات البينية الف كتابًا عظيما، بل مجلدات وموسوعة كبرى حتى قال كنت أفضل أكل الكيك على أكل الخبز، أكل الكيك لا يحتاج الى مضغ وبلع، ولا يحتاج كثيراً إلى حمام، بينما الخبز شيء آخر يحتاج إلى شغل شاغل، وبالتالي الأوقات البينية نظروا إليها فانجزوا فيها، بل عرفنا أحد الزملاء حفظ ألفية ابن مالك في النحو فيما بين دخول الشيخ وخروج الشيخ الآخر من قاعة الدراسة، وحفظ الألفية في أقل من شهرين فقط مدة يسيرة فحفظ ذلك…
- والآن ليست بلحظات ولا دقائق بينية بل هي أشهر من فراغ ملايين الطلاب وعبث بأوقاتهم، وتدمير ممنهج لمستقبلهم، والا لو كانت هناك خطة دراسية ما كان هذا العبث في أربعة اشهر بكاملها عطلة دراسية أي عطلة هذه؟ وأي مجون؟ وأي لعب بالأبناء وبالتالي فإذا كانت الدولة لم ترعى ابناءنا فالواجب علينا أن نرعاهم ولا نتركهم هملاً للشوارع وللتليفون وللضياع وللنوم هذا إن سلم بالنوم وقد ربما يأخذه الطرف الآخر إما رافضي أو علماني أو أدوات مشبوهة، فإذا لم يخطط الوالد الذي هو المسؤول الأول عن أبنائه وعن أسرته إذا لم يخطط لسد الفراغات الموجودة عند ولده قتل ولده عمداً ونحره حيًا واجهز عليه وهو ينظر إليه؛ لأنه لم يستغل وقته؛ ولأنه لم يخطط لنجاح ولده، وأقول للآباء يا أخي العزيز إذا لم ترد لولدك أن يحفظ القرآن ،ولا تريد مراكز التحفيظ فأشغله بأي دراسة كانت حتى لو علمته اللغة الفارسية المهم أن لا يبقى ضائعًا فارغًا، واستغل وقت ذكاه وفطنته بما ينفعه…
- فالواجب على الآباء أن يتنبهوا لأبنائهم وأن لا يتركوهم على ما هم عليه في ضياع للأوقات وبطالة ممحقة ولا صنعوا مجداً لأنفسهم ولا لأسرهم ولا لمجتمعاتهم ولا لأمتهم ولا لشيء من ذلك، الوقت يمضي علي وعليك وعلى الجميع فلان ابن فلان حفظ كذا وكذا من القرآن الكريم في نفس السنة وفي نفس العطلة وفي نفس الإجازة فماذا فعل ولدك؟ نسي النوم ونسي الهاتف ونسي الكلام الفارغ ونسي الدخول والخروج ونسي هذا وذاك والوقت قد مضى على الجميع فاجعله يمضي عليه وقد استغله.
- فيا أيها الإخوة واجبنا بأن نستيقظ وأن نيقظ أسرنا لأجل أن نحافظ عليهم باستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم نفعه، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- روى الإمام البخاري عليه رحمة الله في كتابه الأدب المفرد وليس في الصحيح والحديث قد حسنه الألباني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما معناه: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة ثم يقول يا ربي أي شيء هذا، فيقول الله عز وجل له يا عبدي هذا ولدك استغفر لك، فرفعت لك درجتك بسبب استغفار ولدك لك"، وفي حديث رواه أحمد في مسنده (إن الرجل لتتبعه حسناته كالجبال فيقول أنى لي هذا فيقولون الملائكة له باستغفار ولدك لك، ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلُّ...﴾)، ذكر الله، فكان نصيب الوالد من حسنات ولده، نصيبه من سيئات ولده اذا لم يربه، والله يقول في كتابه الكريم امرني الجميع﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...َ﴾ لم يقل فقط أنفسكم بل وأهليكم…
- فالواجب على الأب وعلى الأخ ايضًا الكبير وعلينا جميعًا ان نستنفر أسرنا قبل أن تضيع في مضيعات الحياة وهي كثيرة جداً، كثيرة خاصة في زماننا فإن وسائل العصر الحديثة تقتل وتسرق وتبطش وتنحر وتهلك وتدمر وتفعل كل شيء وهو جالس على سرير بيته في غرفة وحدة فإنها تنحر حياته نحراً وتدمره تدميرا، وتهلكه إهلاكًا شديدا، يتحول إلى كافر، أو إلى علماني، أو إلى مجوسي، أو ألى أي دين من الأديان وعلى جواله فقط، شبهة قذفها ذاك الشيطان وأخرى من ذاك، أو من هذا الكاتب، أو والمقاطع، وهكذا دواليك حتى ينهي نفسه، وينهي حياته، وينهي مستقبله، وينهي إسلامه، وينهي وقته، وينهي دنياه وأخراه ألا فالله الله في أولادنا في أبنائنا في إخواننا في أسرننا في كل شيء له تبارك وتعالى امرهم، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/SWbbyiN4RWU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 22/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن أعظم، وأخطر، وأجل ما يواجه أبناءنا وشبابنا وبناتنا وفلذات أكبادنا، وسر نهضة أمتنا، وأولئك الذين يصنعون حضارتنا، هو ذلك القاتل الصامت الذي يسري ما بين حين وآخر، ذلك القاتل الصامت الذي يدب فيما بينهم ما بين وقت ووقت، ذلك القاتل الصامت هو اعظم خطر إن لم يواجهه الشباب بحكمة وبصيرة، وبخطة محكمة قبل أن يقتله، قبل أن يقضي عليه، قبل أن ينهي حياته، وليست حياته الدنيا وفقط بل والأخرى أيضا، إنه الفراغ: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾ أصدقاء، وخلان متلازمان، ولابد من شغل للنفس وهي لا تحب الفراغ فإما أن تشغلها بالطاعة، وإلا شغلتك هي بالمعصية، إما أن تملئ وقتك أيها الشاب بما ينفعك، أو شغلك بما يضرك، والتهمك بكلك،
ولا ينتهي الأمر عند هذا بل وأنهم ليصدونهم عن السبيل يبعدونهم عن الطريق، يؤخرونهم ويضلونهم يردونهم إلى ضلال وغي وهم وغم وحزن وألم وبالتالي فلا ينفع نفسه ولا ينفع أمته ولا بيته ولا أسرته ولا أحد: ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُوَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾… وكفى بهذه الآيات عظة وعبرة لقوم يعقلون.
- الفراغ نعمة عظيمة، أو نقمة كبيرة، الفراغ يقتل إن لم يستغل، الفراغ يؤدي بصاحبه لكل شر، ويبعده عن كل خير إن لم يتبصر، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ"، وإذا كان الفراغ قاتلاً حتى للكبار فكيف بالصغار وبالشباب؟ كيف بهؤلاء الذين يعدون المفتاح الأول والسر الأعظم لنهضة الأمم أو لزوالها، ومع هذا هم بأيدي من وجههم، فإما أن يتوجهوا نحو الخير والصلاح، أو الشر والفساد.
- فيا أيها الإخوة الفراغ قاتل صامت، ومدمّر ساكت، الفراغ شيطان من الشياطين، وكلما ظللت فارغًا ظل الشيطان بك طامعا، كما في الحكمة، فإما أن تشغل نفسك بما فيه خير أو شغلتك نفسك وشغلك شيطانك بما فيه شر، طريقان لا ثالث لهما إما أن يسلك المسلم طريق الخير فيقضي على فراغه، أو أن يسلك طريق الشر فيبقى على ما هو في فراغ، وفي هلك، وفي دمار فأهلك نفسه، وحياته، وكل شيء في عمره…
- وقد أجمع العلماء، والعقلاء، والعظماء، والفضلاء، وكل عاقل عمومًا الجميع ليس المسلمين وحسب، بل كل عاقل على وجه الأرض بأنه لن ينال البُطال منازل الأبطال، ولا يمكن أن تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة لا يمكن، وثمن السيادة هجر الوسادة كما يُقال، بل لا يمكن أبداً بإجماع عقلاء الناس جميعـًا لابد لمن أراد الراحة أن يتعب نفسه أولاً، ولمن أراد السعادة أن يهجر الوسادة أولاً، فلا تدرك الراحة بالراحة، ولا السعادة بالسعادة، ولا النعيم بالنعيم بإجماع عقلاء المسلمين وغير المسلمين، وكلنا نحفظ: ومن طلب العلا سهر الليالي، فلا يمكن أن يأتي النجاة والفلاح ولا يمكن أن يأتي المعاش والرغد، ولا يمكن أن تأتي الدنيا بمتعها، ولا يمكن أن تأتي الوظائف والمناصب، ولا يمكن أن ياتي شيء من هذا حتى في الدول المفسدة الفاسدة إلا بعمل ولو قل، لابد من العمل، لابد من الاجتهاد، لابد من الجد، لابد من ذلك حتى يصير ما يصير، فإذا نام وإذا كسل واذا اتبع نفسه هواها وإذا كان ما كان أصبح ذلك الإنسان على ما هو عليه يصبح ويمسي وهو في هامش الحياة، لأن الشيطان قد تسلط عليه وأصبح معه وفوق هذا ﴿وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ}… - وأما تهرب الشاب من جلد الذات ولومها بأعذار واهية وحجج باطلة وإيحاءات إبليسية فارغة خليني أخذ راحتي، ما في دراسة، ما في مدرسة، ما في عمل، ما في والد يتابع، ما في والدة، ما في صاحب، ما في تليفون، ما في ما في وبالتالي إذا كان هذا المافي لا زال عليه سيحطمه تحطيمـًا ويقتله قتلاً مؤبدا….
- وأقول للشاب وأوجه له نصيحة من قلبي إليكم أيها الشباب: لا تنتظروا لتوجيهات أب أو أم أو أهل أو أستاذ أو أي أحد بل وجه نفسك، واستغل وقتك، واحرص على كسب مهارات وعلوم وثقافات وخبرات، ولا تظل فارغا، اشغل نفسك وقت العطل المدرسية أو الجامعية والإجازات الصيفية بما ينفعك، ولا تنتظر لأحد بحيث إن كلموك وإلا نمت؛ فأنت الذي ستخسر نفسك وحياتك وعمرك… والوقت يمر عليك وعلى غيرك ففلان في شهر العصرية ذهب لدراسة لغة إنجليزية وأنت على الهاتف فاستفاد وأنت نسيت متعة اللعبة بالهاتف، وهو نسي تعب الدارسة لكن أفادته عمره كله، وفي الصباح أنت نمت وزميلك حضر للدراسة في المركز الصيفي فحفظ خمسة أجزاء من القرآن فأنت نسيت متعة النوم وهو نسي تعب الدراسة لكن استفاد دنيا وآخرة وهكذا… اشغل نفسك بأي علم وتعليم كان ولا تظل فارغا أبدا…
- وإذا كانت لا أنتبه لنفسه، ولا أحرص على وقتي، ولا أراقب ساعاتي ولحظاتي سأموت همًا وغمًا بعد أن يكبر سني ويرق عظمي، وأنا المتحسر أولاً وأخيراً وحدي، ولا علاقة لوالدي بعد أن أكبر، ولا لأهلي ولا لأستاذي ولا لمدرستي، ولا لجامعتي ولا لهذا وذاك، أنا كما قال الله: ﴿بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ﴾، أنا أخبر بنفسي الشيء الذي ينفعني أنا أذهب إليه، أما إذا ظللت السنين والساعات والأوقات تمضي ولا زال على ما هو عليه فهذه كارثة عظمى، ومعضلة كبرى، سيقضي عليه فراغه وينهي حياته ولابد وإن طالت به الحياة لكنه ميت وان عاش على ظهرها عاش ذليلاً مهانًا على هامش الحياة كأنه لا شيء، فإما أن يشتغل الشغل العادي من حمال أو مزارع… أو أن يذهب هناك وهناك ليتسكع، أو أن يكون في شغل شاغل من فقر وعوز ومرض… بعد أن يكبر، لكن لو أنه وطن نفسه من البداية وتنبه لحياته من الأول فاستغل شبابه وتعلم واستفاد فإنه سينجح في الأخير؛ لأنه تعب في البداية فارتاح في النهاية لكن من ارتاح في البداية وظل على ألاعيبه وعلى لهوه وشغله سيلاقي يومًا من الأيام جزاء عمله…
- فالفراغ مشكلة كبيرة، ومعضلة عظيمة تكتسح الشباب، وتلتهم فلذات الأكباد إذا لم يحسنوا له الاستغلال، وأضاعوا حياتهم فيه دون مراعاة له، فالواجب أن يشغل الشاب وقته بما ينفعه، وإذا كان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا يمكن أن يقع فريسة للفراغ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله فارغًا قط"، ولا مرة أراه فارغـًا لا أبداً هو مشغول هو مشغول دائمًا عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال
له: ﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب﴾، على طول أول ما تنتهي من هذا العمل ابدأ بعمل جديد، هذه هي حياتك، هذه هي دنياك، هذه هي التجارة الرابحة، والخطة الناجحة، فإما ان تخطط في حياتك فتنجح، او لا تخطط ففشلت وأصبحت لا قيمة لك ولا خير فيك، فالفراغ يجب أن يستغل، ونحن في فترة ما بين دراستين خاصة طلاب المدارس…
- إن الفراغ هذا القاتل الموجود ما بين دراستين وما بين فصلين وما بين البينين كما سماه ابن عقيل الحنبلي الذي ألف كتاب الفنون بل ليس كتابًا واحداً بل هو موسوعة عالمية لا زالت كذلك ولا تضاهيها إلا موسوعة المعارف الأمريكية حاليًا ثلاثمائة مجلدة الفها متى؟ قال ما بين الوقتين ما بين الفراغ والفراغ ما بين أنتظر للطعام ما بين أن يأتي الطعام ما بين الآذان والإقامة، ما بين أن يأتي فلان واتأخر عن فلان، ما بين أن يتصل ويرد ما بين وما بين هذه الأوقات البينية الف كتابًا عظيما، بل مجلدات وموسوعة كبرى حتى قال كنت أفضل أكل الكيك على أكل الخبز، أكل الكيك لا يحتاج الى مضغ وبلع، ولا يحتاج كثيراً إلى حمام، بينما الخبز شيء آخر يحتاج إلى شغل شاغل، وبالتالي الأوقات البينية نظروا إليها فانجزوا فيها، بل عرفنا أحد الزملاء حفظ ألفية ابن مالك في النحو فيما بين دخول الشيخ وخروج الشيخ الآخر من قاعة الدراسة، وحفظ الألفية في أقل من شهرين فقط مدة يسيرة فحفظ ذلك…
- والآن ليست بلحظات ولا دقائق بينية بل هي أشهر من فراغ ملايين الطلاب وعبث بأوقاتهم، وتدمير ممنهج لمستقبلهم، والا لو كانت هناك خطة دراسية ما كان هذا العبث في أربعة اشهر بكاملها عطلة دراسية أي عطلة هذه؟ وأي مجون؟ وأي لعب بالأبناء وبالتالي فإذا كانت الدولة لم ترعى ابناءنا فالواجب علينا أن نرعاهم ولا نتركهم هملاً للشوارع وللتليفون وللضياع وللنوم هذا إن سلم بالنوم وقد ربما يأخذه الطرف الآخر إما رافضي أو علماني أو أدوات مشبوهة، فإذا لم يخطط الوالد الذي هو المسؤول الأول عن أبنائه وعن أسرته إذا لم يخطط لسد الفراغات الموجودة عند ولده قتل ولده عمداً ونحره حيًا واجهز عليه وهو ينظر إليه؛ لأنه لم يستغل وقته؛ ولأنه لم يخطط لنجاح ولده، وأقول للآباء يا أخي العزيز إذا لم ترد لولدك أن يحفظ القرآن ،ولا تريد مراكز التحفيظ فأشغله بأي دراسة كانت حتى لو علمته اللغة الفارسية المهم أن لا يبقى ضائعًا فارغًا، واستغل وقت ذكاه وفطنته بما ينفعه…
- فالواجب على الآباء أن يتنبهوا لأبنائهم وأن لا يتركوهم على ما هم عليه في ضياع للأوقات وبطالة ممحقة ولا صنعوا مجداً لأنفسهم ولا لأسرهم ولا لمجتمعاتهم ولا لأمتهم ولا لشيء من ذلك، الوقت يمضي علي وعليك وعلى الجميع فلان ابن فلان حفظ كذا وكذا من القرآن الكريم في نفس السنة وفي نفس العطلة وفي نفس الإجازة فماذا فعل ولدك؟ نسي النوم ونسي الهاتف ونسي الكلام الفارغ ونسي الدخول والخروج ونسي هذا وذاك والوقت قد مضى على الجميع فاجعله يمضي عليه وقد استغله.
- فيا أيها الإخوة واجبنا بأن نستيقظ وأن نيقظ أسرنا لأجل أن نحافظ عليهم باستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم نفعه، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- روى الإمام البخاري عليه رحمة الله في كتابه الأدب المفرد وليس في الصحيح والحديث قد حسنه الألباني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما معناه: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة ثم يقول يا ربي أي شيء هذا، فيقول الله عز وجل له يا عبدي هذا ولدك استغفر لك، فرفعت لك درجتك بسبب استغفار ولدك لك"، وفي حديث رواه أحمد في مسنده (إن الرجل لتتبعه حسناته كالجبال فيقول أنى لي هذا فيقولون الملائكة له باستغفار ولدك لك، ﴿وَالَّذينَ آمَنوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَما أَلَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شَيءٍ كُلُّ...﴾)، ذكر الله، فكان نصيب الوالد من حسنات ولده، نصيبه من سيئات ولده اذا لم يربه، والله يقول في كتابه الكريم امرني الجميع﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...َ﴾ لم يقل فقط أنفسكم بل وأهليكم…
- فالواجب على الأب وعلى الأخ ايضًا الكبير وعلينا جميعًا ان نستنفر أسرنا قبل أن تضيع في مضيعات الحياة وهي كثيرة جداً، كثيرة خاصة في زماننا فإن وسائل العصر الحديثة تقتل وتسرق وتبطش وتنحر وتهلك وتدمر وتفعل كل شيء وهو جالس على سرير بيته في غرفة وحدة فإنها تنحر حياته نحراً وتدمره تدميرا، وتهلكه إهلاكًا شديدا، يتحول إلى كافر، أو إلى علماني، أو إلى مجوسي، أو ألى أي دين من الأديان وعلى جواله فقط، شبهة قذفها ذاك الشيطان وأخرى من ذاك، أو من هذا الكاتب، أو والمقاطع، وهكذا دواليك حتى ينهي نفسه، وينهي حياته، وينهي مستقبله، وينهي إسلامه، وينهي وقته، وينهي دنياه وأخراه ألا فالله الله في أولادنا في أبنائنا في إخواننا في أسرننا في كل شيء له تبارك وتعالى امرهم، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*فساد.الزمان.بفساد.نسائه.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*فساد.الزمان.بفساد.نسائه.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/C9SIOO7NN8w
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الصديق المكلا/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فنحن في زمن أخبرنا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم، وشخصه لنا، وحدثنا عنه، وما إليه صرنا، وما نحن فيه أصبحنا، ففي البخاري "لا يأتي عليكم عام الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، هكذا أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام وصح عنه: "إن هذه الأمة جعل عافيتها وخيرها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور وأمور تنكرونها، وتأتي الفتنة فترفق بعضها بعضا" يعني أن الأول أهون من الآخر، وما تقدم أقل وأيسر مما أتى وسيأتي، حتى في نص الحديث وتمامه: "حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، هذه هذه"، وهذا وهو المؤمن، أما غيره فقد هلك ولم يشعر، ومات ولم يعد، ونام ولم يستيقظ!.
- على هذا تركْنا عليه الصلاة والسلام ثم كذلك وأعظم من سابق ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم عن زماننا بأن القابض فيه على دينه، والمتمسك بعقيدته وقيمه، والمحافظ على أخلاقه كالقابض على الجمر حقًا، بل ثبت أيضًا لهول الموقف، وعظمة ما يحدث، وجسامة الفساد المنتشر في هذا الزمان الذي تحدث عنه صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان: المتمسك فيه بهذا الدين عند هذا الفساد العظيم، له أجر خمسين من الصحابة؛ لأن الزمن زمن فتنة وغوغاء وفوضاء ونفاق وشر مستطير فتنه وفتن، ومحنة ومحن، الأخيرة ترقق الأولى، حتى ينقسم الناس فيه إلى فسطاطين، ويصبح الناس على فريقين اثنين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، وكلما ذكرت وسأذكر أحاديث ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم لا مراء فيها، بل هذا الله يقول: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾…
- إذًا الأمر خطير، والشر مستطير، والكارثة عظيمة، والمصيبة جليلة، ويحتاج كل واحد منا إلى يقظة وتبصرة، إلى أن يتعلم، إلى أن يفهم الواقع المحيط به، وماذا يراد له، ويخطط عليه ولأهله، وحتى لا تنطلي عليه حيله وباطله، ولا يذهب مع العامة أينما اتجهوا اتجه، وأينما ذهبوا ذهب، وأينما هبوا ودبوا هب ودب، شعاره شعار الجاهلية:
أنا من غزية أن غوت غزية
غويت وإن ترشد غزية أرشد
لا بل أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن وطنوا أنفسكم كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة إن افسدوا الناس أفسدتم، وإن أصلحوا أصلحتم، بل وطنوا أنفسكم إن أحسنوا تحسنوا، وإن اساءوا أن تحسنوا، فأنتم في احسان وعلى إحسان ودين وطاعة لا يمكن تغييره العادات وفساد الناس، فسدوا أو صلاحوا لا علاقة لي بالآخر ما دام وأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن هذا الزمان وعن الأمور التي تقع فيها وحذرنا منها وبين لنا أمرها وكيف نكون عندها: ﴿فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- أصبحنا في زمن عجيب، في زمن غريب، في زمن لا ندري ماذا نقول عنه، أصبح الحق فيه باطلاً، والباطل حقًا شئنا أم أبينا، والخبيث طيبًا والطيب خبيثًا، أصبح الملتزم فيه هو المتزمت المتشدد، أصبح المتمسك فيه على دينه ممقوت عند الخلق، أصبح ذلك الذي لا يضيع وقته في اللهو واللعب، ولا يخرج ولا يدخل هنا وهناك أصبح ذلك ممقوتًا، أصبح الخائن أمينـًا والأمين خائنًا، وحدث ما شئت من تقلب هذا الزمان، وعجائبه العظام!.
- أيها الإخوة زماننا يختلف عن أزمان مضت، وقرون غبرت، والواجب على المسلم الحريص أن يفهم الخطر المحدق به، والأمر الذي يحاك ضده، وإذا كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول لذلك الجيل المبارك، والجيل المزكى من الله تعالى: "والله لو عاش نبينا إلى هذا الزمان لمنع النساء من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل"، تقول لزمن من، ولمن تقول: إنها تتحدث إلى جيل الصحابيات وكبار التابعيات، وبعد سنوات يسيرة من التحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد قوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وبيوتهن خير لهن"، فيتحدث النبي، ثم عائشة بعده إلى نساء زمانها عن الطاهرات، عن العفيفات، عن الفاضلات، عن خير زمان على الإطلاق منذ زمن آدم حتى آخر زمان زمن الصحابة ومع هذا تقول ذلك وإلى أين تخرج؟ إلى الأسواق ولا إلى المتنزهات وإلى المقاهي وإلى المطاعم وإلى الشواطئ والشاليهات، لا لا أبدا بل إلى المساجد ومع هذا تقول لو عاش نبينا إلى هذا الزمان لمنع النساء من الخروج إلى المساجد وقد أكده عليه الصلاة والسلام بقوله: "وبيوتهن خير لهم"، فبيوتهن خير لهن من الخروج إلى المساجد فكيف بالأسواق، وكيف بالمتنزهات؟ فضلاً عن فساد الجامعات والمعاهد وهنا وهناك، بيوتهن خير لهن أحسن لهن من المساجد حتى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، الحديث عن ذلك الحديث عن هذا،"صلاة المرأة في بيتها أو في حجرتها خير لها من صلاتها في المسجد، وصلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في دارها،وصلاتها في دارها خير لها من صلاتها في مسجدها"، فكلما كانت في مكان أقل اختلاطـًا كانت أكثر أمانًا وراحة وأقرب إلى ربها تبارك وتعالى؛ لأنها فتنة والمرأة عورة كما قال صلى الله عليه وسلم فإذا خرجت استشرفها الشيطان…
- فالمرأة عورة والعورة تستر، عورة والعورة لا تظهر، عورة والعورة عورة، والعورة لا تخرج، عورة والعورة لا تتمكيج وتتدلع وتتزين ثم تخرج إلى الأسواق لمخالطة الرجال وما رأيناه ونراه ونشاهده في البارحة وفي كل الأيام وعلى مدار أزمان للأسف وفي أزماننا أنه أمر مفزع مفزع، ومقلق ومهول مخوف، إذا كان صلى الله عليه وسلم يقول وبيوتهم بيوتهن خير لهن من المساجد فكيف بالأسواق، وإذا كان الله عندما خفف عن العجائز عن القواعد من النساء العجائز وهن عجائز أمرهن بعدم التبرج بزينة ﴿وَالقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللّاتي لا يَرجونَ نِكاحًا فَلَيسَ عَلَيهِنَّ جُناحٌ أَن يَضَعنَ ثِيابَهُنَّ غَيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، أي أن يخففن من كثرة ثيابهن، لكن غير متبرجات بزينة، ومع هذا عفافهن وبقاؤهن على ما هن عليه خير لهن…
- هذا عن العجائز اللاتي لا يشتهين فكيف بالعازبات؟ وكيف بالشابات؟وكيف بالنساء المتبرجات؟ ومن يخرجن إلى الأسواق بأفضل العطور، وأجمل الحلل وأحسن الملابس تخرج إحداهن إلى السوق متعطرة تمر من عند الرجال يشم ريح عطرها من مسافات شاسعة، بل لربما بعد خمس دقائق لو جئت إلى هذا المكان الذي مرت فيه تلك المرأة لوجدت لا زال أثر العطر وتقول وكأن امرأة كانت هنا، مرت وهذا الأثر، وهو أثر الزنا الزنا الزنا نعم: "أيما امرأة استعطرت فخرجت ليشم ريح عطرها او طيبها فهي زنيه" النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى. يقول ذلك يقول ذلك أيما امرأة استعطرت فخرجت ليشم ريحة عطرها فهي زانية، ولما شم ابو هريرة ريحة عطر امرأة كما عند مسلم قال يا أمة الجبار إلى أين؟ قالت إلى المسجد قال وريح طيبك إلى المسجد عودي إلى بيتك واغتسلي ثم تعالي وإن كان الزنا ليس بحقيقي لكنه معنوي جعله صلى الله عليه وسلم، فكيف تخرج المرأة إلى سوقها كأنها داخلة غرفة نومها، بل وأجمل، وتخرج السوق مع صديقاتها بضحك في الباصات، ومزاح في الشوارع، وصف واحد في قلة حياء، وسوء تربية..
- هذا كله مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم قال: "ما تركت على أمتي شيء أضر على الرجال من النساء"، فتنة عظيمة وكبيرة وجليلة يراد لهذه الفتنة أن تسوق وأن تروج وأن تخرج وأن تخالط وأن تتكلم وأن تفعل ما يراد لها في مسلسلات في قنوات في هواتف في اعلانات في الشوارع في كل مكان، وفي الأعمال في الوظائف، في الجامعات، في المعاهد، في المدارس، في كل مكان، يراد للمرأة أن تخرج إلى أولئك الليوث الجاهزة للانقضاض عليها…
- هذه الفتنة التي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن نحذر منها نحن وأن نربي أبناءنا وبناتنا ومن ولانا الله أمرهم، وخاصة المرأة التي هي المجتمع بكله، هي المرأة إن فسدت فسد المجتمع، إن اهتمت بنفسها وبأظافرها وبمكياجها وزينتها وبأمورها كيف ستربي أولادها؟ وكيف ستهتم ببناتها؟ وكيف سيكن أصلا؟ وقل عن الذين نراهم على الشوارع بملابس غريبة وحلاقات عجيبة، يمكن أن نقول وبأعمال خبيثة عن المجتمع ودخيلة من أين جاؤوا؟ من أين أتوا ومن أين أتت البنات أيضًا تلك التي نرى ونسمع ويحكى لنا من أين إلا من نساء الهم الأوحد عندهن هي الزينة والهاتف والمسلسل والصاحبة والصديقة والجوال والمراسلات والفضائيات والنت وأمور خاصة بها، انشغلت عن واجبها في تواقه فكيف سوف تربي أولادها؟ وكيف ستحمي مجتمعها؟ وكيف ستهتم بما ولاها الله أمره؟ "والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها"، تركت الرعاية التي وجب عليها واهتمت بشأن نفسها، أولئك الأبناء بل والبنات ايضًا الذين يخرجون في الليالي أين يذهبون؟ وعلى ماذا يسهرون؟ وعلى أي شيء وعلى أي عمل وعلى أي فعل وقول، وإذا حذرت والده قال إيش نعمل قمنا بواجب ماشي فائدة، الله يصلحه، خله هو شاب، هم طائشون الجواب حاصل عند كثير منا ونعرفه حق المعرفة، بل قل عن من يفطرون في رمضان من الشباب أولئك الذين يذهبون إلى سواحل البحر للرياضة ثم يعودون وقد شربوا وأكلوا أي ومن أين خرجوا؟ وأبناء من؟ بل لا تتحدث عن مكان بعيد عن الساحل تحدث عن بوابة مسجد فيما يسمى بالختم والذي لا إله إلا هو لقد رأيت عيني شبابـًا يفطرون على بوابة هذا المسجد بعد الشروق والله لقد رأيتهم بأم عيني يتجاوزون العشر بل والثلاثين وهم يفطرون الصباح، لا تتحدث عن البعيد بل عن واقع محيط فقط فضلا عن البعيد من أين جاءوا وأي فتنة نحن فيها؟ وأي جرأة على دين الله؟ نرى ونسمع مصائب ومدلهمات لما ضاعت الأسرة وضاعت المرأة واهتمت بنفسها واهتم الرجل بشأنه وبأصدقائه وبعمله وبسيارته وبتجارته أصبح الحال كما نرى لا يهتم بزوجة ولا يهتم بأبناء ولا ببنات ولا بتربية ولا بتعيين ولا بشيء من ذلك، تركهم للشارع تركهم للسوق تركهم للبنات والأبناء تركهم لمن يفسدونهم، المرأة تسكت والوالد يسكت ولا يسأل ولا يتابع خرج الولد لا يسأله من أين جئت ومن طاعتك ورفاقك ومن اين أتيت بألفاظك وبأعمالك وبخبائثك هذه….
- أيها الأخوة نحتاج إلى يقظة، نحتاج إلى غيرة حقيقية، نحتاج إلى فهم وإدراك لما نحن فيه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...َ﴾ النفس مع الأهل وليس النفس وحسب أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إذا سقط الحياء فلا تسأل عن الأمة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا سقط الحياء عند الرجال فضلاً عن النساء سقط دينهم، وسقطت أخلاقهم، وانتهت أوطانهم، والواجب أن تبقى المكنرات كما هي منكرات، ولا يحل أن تتحول لمعروفات بل أن يبقى المنكر منكراً يُنكر ولا يصبح معروفـًا ينكر على من ينكر، بل المنكر يظل كذلك وليس في عادة مجتمعية لا نستطيع أن نتركها، تستطيع ما دام وأن دينك يأمرك، الا فواجبنا بأن نحمي أنفسنا وأن نحمي أبناءنا وأن نحمي بناتنا وأن نحمي من ولانا الله أمرهم ولنتذكر أن الله أصاب مكة بما أصابها به أيام شركها وكفرها فكيف بنا ومكة مشرفة حبيبة إلى الله لما كانوا أمره كان الأمر كما قال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، فالواجب علينا أن نتمسك بالحق وأن ننكر الباطل وأن يبقى الحق حقـًا والباطل باطلاً فيما بيننا، وأن نعلن التوبة، والرجوع إلى الله جميعا، وأن نحمي مجتمعنا، وقبل ذلك أسرنا، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/C9SIOO7NN8w
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الصديق المكلا/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فنحن في زمن أخبرنا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم، وشخصه لنا، وحدثنا عنه، وما إليه صرنا، وما نحن فيه أصبحنا، ففي البخاري "لا يأتي عليكم عام الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، هكذا أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام وصح عنه: "إن هذه الأمة جعل عافيتها وخيرها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور وأمور تنكرونها، وتأتي الفتنة فترفق بعضها بعضا" يعني أن الأول أهون من الآخر، وما تقدم أقل وأيسر مما أتى وسيأتي، حتى في نص الحديث وتمامه: "حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، هذه هذه"، وهذا وهو المؤمن، أما غيره فقد هلك ولم يشعر، ومات ولم يعد، ونام ولم يستيقظ!.
- على هذا تركْنا عليه الصلاة والسلام ثم كذلك وأعظم من سابق ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم عن زماننا بأن القابض فيه على دينه، والمتمسك بعقيدته وقيمه، والمحافظ على أخلاقه كالقابض على الجمر حقًا، بل ثبت أيضًا لهول الموقف، وعظمة ما يحدث، وجسامة الفساد المنتشر في هذا الزمان الذي تحدث عنه صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان: المتمسك فيه بهذا الدين عند هذا الفساد العظيم، له أجر خمسين من الصحابة؛ لأن الزمن زمن فتنة وغوغاء وفوضاء ونفاق وشر مستطير فتنه وفتن، ومحنة ومحن، الأخيرة ترقق الأولى، حتى ينقسم الناس فيه إلى فسطاطين، ويصبح الناس على فريقين اثنين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، وكلما ذكرت وسأذكر أحاديث ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم لا مراء فيها، بل هذا الله يقول: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾…
- إذًا الأمر خطير، والشر مستطير، والكارثة عظيمة، والمصيبة جليلة، ويحتاج كل واحد منا إلى يقظة وتبصرة، إلى أن يتعلم، إلى أن يفهم الواقع المحيط به، وماذا يراد له، ويخطط عليه ولأهله، وحتى لا تنطلي عليه حيله وباطله، ولا يذهب مع العامة أينما اتجهوا اتجه، وأينما ذهبوا ذهب، وأينما هبوا ودبوا هب ودب، شعاره شعار الجاهلية:
أنا من غزية أن غوت غزية
غويت وإن ترشد غزية أرشد
لا بل أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن وطنوا أنفسكم كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة إن افسدوا الناس أفسدتم، وإن أصلحوا أصلحتم، بل وطنوا أنفسكم إن أحسنوا تحسنوا، وإن اساءوا أن تحسنوا، فأنتم في احسان وعلى إحسان ودين وطاعة لا يمكن تغييره العادات وفساد الناس، فسدوا أو صلاحوا لا علاقة لي بالآخر ما دام وأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن هذا الزمان وعن الأمور التي تقع فيها وحذرنا منها وبين لنا أمرها وكيف نكون عندها: ﴿فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- أصبحنا في زمن عجيب، في زمن غريب، في زمن لا ندري ماذا نقول عنه، أصبح الحق فيه باطلاً، والباطل حقًا شئنا أم أبينا، والخبيث طيبًا والطيب خبيثًا، أصبح الملتزم فيه هو المتزمت المتشدد، أصبح المتمسك فيه على دينه ممقوت عند الخلق، أصبح ذلك الذي لا يضيع وقته في اللهو واللعب، ولا يخرج ولا يدخل هنا وهناك أصبح ذلك ممقوتًا، أصبح الخائن أمينـًا والأمين خائنًا، وحدث ما شئت من تقلب هذا الزمان، وعجائبه العظام!.
- أيها الإخوة زماننا يختلف عن أزمان مضت، وقرون غبرت، والواجب على المسلم الحريص أن يفهم الخطر المحدق به، والأمر الذي يحاك ضده، وإذا كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول لذلك الجيل المبارك، والجيل المزكى من الله تعالى: "والله لو عاش نبينا إلى هذا الزمان لمنع النساء من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل"، تقول لزمن من، ولمن تقول: إنها تتحدث إلى جيل الصحابيات وكبار التابعيات، وبعد سنوات يسيرة من التحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد قوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وبيوتهن خير لهن"، فيتحدث النبي، ثم عائشة بعده إلى نساء زمانها عن الطاهرات، عن العفيفات، عن الفاضلات، عن خير زمان على الإطلاق منذ زمن آدم حتى آخر زمان زمن الصحابة ومع هذا تقول ذلك وإلى أين تخرج؟ إلى الأسواق ولا إلى المتنزهات وإلى المقاهي وإلى المطاعم وإلى الشواطئ والشاليهات، لا لا أبدا بل إلى المساجد ومع هذا تقول لو عاش نبينا إلى هذا الزمان لمنع النساء من الخروج إلى المساجد وقد أكده عليه الصلاة والسلام بقوله: "وبيوتهن خير لهم"، فبيوتهن خير لهن من الخروج إلى المساجد فكيف بالأسواق، وكيف بالمتنزهات؟ فضلاً عن فساد الجامعات والمعاهد وهنا وهناك، بيوتهن خير لهن أحسن لهن من المساجد حتى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، الحديث عن ذلك الحديث عن هذا،"صلاة المرأة في بيتها أو في حجرتها خير لها من صلاتها في المسجد، وصلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في دارها،وصلاتها في دارها خير لها من صلاتها في مسجدها"، فكلما كانت في مكان أقل اختلاطـًا كانت أكثر أمانًا وراحة وأقرب إلى ربها تبارك وتعالى؛ لأنها فتنة والمرأة عورة كما قال صلى الله عليه وسلم فإذا خرجت استشرفها الشيطان…
- فالمرأة عورة والعورة تستر، عورة والعورة لا تظهر، عورة والعورة عورة، والعورة لا تخرج، عورة والعورة لا تتمكيج وتتدلع وتتزين ثم تخرج إلى الأسواق لمخالطة الرجال وما رأيناه ونراه ونشاهده في البارحة وفي كل الأيام وعلى مدار أزمان للأسف وفي أزماننا أنه أمر مفزع مفزع، ومقلق ومهول مخوف، إذا كان صلى الله عليه وسلم يقول وبيوتهم بيوتهن خير لهن من المساجد فكيف بالأسواق، وإذا كان الله عندما خفف عن العجائز عن القواعد من النساء العجائز وهن عجائز أمرهن بعدم التبرج بزينة ﴿وَالقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللّاتي لا يَرجونَ نِكاحًا فَلَيسَ عَلَيهِنَّ جُناحٌ أَن يَضَعنَ ثِيابَهُنَّ غَيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، أي أن يخففن من كثرة ثيابهن، لكن غير متبرجات بزينة، ومع هذا عفافهن وبقاؤهن على ما هن عليه خير لهن…
- هذا عن العجائز اللاتي لا يشتهين فكيف بالعازبات؟ وكيف بالشابات؟وكيف بالنساء المتبرجات؟ ومن يخرجن إلى الأسواق بأفضل العطور، وأجمل الحلل وأحسن الملابس تخرج إحداهن إلى السوق متعطرة تمر من عند الرجال يشم ريح عطرها من مسافات شاسعة، بل لربما بعد خمس دقائق لو جئت إلى هذا المكان الذي مرت فيه تلك المرأة لوجدت لا زال أثر العطر وتقول وكأن امرأة كانت هنا، مرت وهذا الأثر، وهو أثر الزنا الزنا الزنا نعم: "أيما امرأة استعطرت فخرجت ليشم ريح عطرها او طيبها فهي زنيه" النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى. يقول ذلك يقول ذلك أيما امرأة استعطرت فخرجت ليشم ريحة عطرها فهي زانية، ولما شم ابو هريرة ريحة عطر امرأة كما عند مسلم قال يا أمة الجبار إلى أين؟ قالت إلى المسجد قال وريح طيبك إلى المسجد عودي إلى بيتك واغتسلي ثم تعالي وإن كان الزنا ليس بحقيقي لكنه معنوي جعله صلى الله عليه وسلم، فكيف تخرج المرأة إلى سوقها كأنها داخلة غرفة نومها، بل وأجمل، وتخرج السوق مع صديقاتها بضحك في الباصات، ومزاح في الشوارع، وصف واحد في قلة حياء، وسوء تربية..
- هذا كله مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم قال: "ما تركت على أمتي شيء أضر على الرجال من النساء"، فتنة عظيمة وكبيرة وجليلة يراد لهذه الفتنة أن تسوق وأن تروج وأن تخرج وأن تخالط وأن تتكلم وأن تفعل ما يراد لها في مسلسلات في قنوات في هواتف في اعلانات في الشوارع في كل مكان، وفي الأعمال في الوظائف، في الجامعات، في المعاهد، في المدارس، في كل مكان، يراد للمرأة أن تخرج إلى أولئك الليوث الجاهزة للانقضاض عليها…
- هذه الفتنة التي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن نحذر منها نحن وأن نربي أبناءنا وبناتنا ومن ولانا الله أمرهم، وخاصة المرأة التي هي المجتمع بكله، هي المرأة إن فسدت فسد المجتمع، إن اهتمت بنفسها وبأظافرها وبمكياجها وزينتها وبأمورها كيف ستربي أولادها؟ وكيف ستهتم ببناتها؟ وكيف سيكن أصلا؟ وقل عن الذين نراهم على الشوارع بملابس غريبة وحلاقات عجيبة، يمكن أن نقول وبأعمال خبيثة عن المجتمع ودخيلة من أين جاؤوا؟ من أين أتوا ومن أين أتت البنات أيضًا تلك التي نرى ونسمع ويحكى لنا من أين إلا من نساء الهم الأوحد عندهن هي الزينة والهاتف والمسلسل والصاحبة والصديقة والجوال والمراسلات والفضائيات والنت وأمور خاصة بها، انشغلت عن واجبها في تواقه فكيف سوف تربي أولادها؟ وكيف ستحمي مجتمعها؟ وكيف ستهتم بما ولاها الله أمره؟ "والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها"، تركت الرعاية التي وجب عليها واهتمت بشأن نفسها، أولئك الأبناء بل والبنات ايضًا الذين يخرجون في الليالي أين يذهبون؟ وعلى ماذا يسهرون؟ وعلى أي شيء وعلى أي عمل وعلى أي فعل وقول، وإذا حذرت والده قال إيش نعمل قمنا بواجب ماشي فائدة، الله يصلحه، خله هو شاب، هم طائشون الجواب حاصل عند كثير منا ونعرفه حق المعرفة، بل قل عن من يفطرون في رمضان من الشباب أولئك الذين يذهبون إلى سواحل البحر للرياضة ثم يعودون وقد شربوا وأكلوا أي ومن أين خرجوا؟ وأبناء من؟ بل لا تتحدث عن مكان بعيد عن الساحل تحدث عن بوابة مسجد فيما يسمى بالختم والذي لا إله إلا هو لقد رأيت عيني شبابـًا يفطرون على بوابة هذا المسجد بعد الشروق والله لقد رأيتهم بأم عيني يتجاوزون العشر بل والثلاثين وهم يفطرون الصباح، لا تتحدث عن البعيد بل عن واقع محيط فقط فضلا عن البعيد من أين جاءوا وأي فتنة نحن فيها؟ وأي جرأة على دين الله؟ نرى ونسمع مصائب ومدلهمات لما ضاعت الأسرة وضاعت المرأة واهتمت بنفسها واهتم الرجل بشأنه وبأصدقائه وبعمله وبسيارته وبتجارته أصبح الحال كما نرى لا يهتم بزوجة ولا يهتم بأبناء ولا ببنات ولا بتربية ولا بتعيين ولا بشيء من ذلك، تركهم للشارع تركهم للسوق تركهم للبنات والأبناء تركهم لمن يفسدونهم، المرأة تسكت والوالد يسكت ولا يسأل ولا يتابع خرج الولد لا يسأله من أين جئت ومن طاعتك ورفاقك ومن اين أتيت بألفاظك وبأعمالك وبخبائثك هذه….
- أيها الأخوة نحتاج إلى يقظة، نحتاج إلى غيرة حقيقية، نحتاج إلى فهم وإدراك لما نحن فيه ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا...َ﴾ النفس مع الأهل وليس النفس وحسب أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إذا سقط الحياء فلا تسأل عن الأمة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت كما قال صلى الله عليه وسلم، فإذا سقط الحياء عند الرجال فضلاً عن النساء سقط دينهم، وسقطت أخلاقهم، وانتهت أوطانهم، والواجب أن تبقى المكنرات كما هي منكرات، ولا يحل أن تتحول لمعروفات بل أن يبقى المنكر منكراً يُنكر ولا يصبح معروفـًا ينكر على من ينكر، بل المنكر يظل كذلك وليس في عادة مجتمعية لا نستطيع أن نتركها، تستطيع ما دام وأن دينك يأمرك، الا فواجبنا بأن نحمي أنفسنا وأن نحمي أبناءنا وأن نحمي بناتنا وأن نحمي من ولانا الله أمرهم ولنتذكر أن الله أصاب مكة بما أصابها به أيام شركها وكفرها فكيف بنا ومكة مشرفة حبيبة إلى الله لما كانوا أمره كان الأمر كما قال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، فالواجب علينا أن نتمسك بالحق وأن ننكر الباطل وأن يبقى الحق حقـًا والباطل باطلاً فيما بيننا، وأن نعلن التوبة، والرجوع إلى الله جميعا، وأن نحمي مجتمعنا، وقبل ذلك أسرنا، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*عوامل.الثبات.على.الطاعات.بعد.رمضان.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*عوامل.الثبات.على.الطاعات.بعد.رمضان.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/1VdImsXTtCE
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن اعظم وأجل وأكبر معركة على الإطلاق بين المسلم بعد رمضان هي تلك المعركة الفاصلة الجليلة الكبيرة بينه وبين نفسه أولا، وبينه وبين شيطانه ثانيا، وبينه وبين أهوائه ثالثا، وبينه وبين شياطين الإنس رابعًا، معركة كبرى، معركة مصيرية، ملحمة عظيمة، إما إلى جنة وإما إلى نار، معركة مصيرية حقـًا إنها معركة الثبات على الطريق، معركة الثبات على دين الله، معركة أداء الصلوات حيث ينادى بهن، معركة القرآن، معركة العبادات، معركة ما بينه وبين هواه، ونفسه وشيطانه والناس جميعا، هذه المعركة المقدسة التي يجب أن يخوضها المسلم وهو قوي فتي متوكل على الله تبارك وتعالى، سيكون النصر حليفه ما دام وأنه على هذا بقوة وعزم وثبات ورباطة جأش واستعانة بالله تبارك وتعالى فإنه سينتصر لا محالة ﴿وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ﴾.
- والنصر الأعظم هو النصر أولاً على النفس قبل أن ينتصر على الآخرين، المعركة الأولى تبدأ من النفس لتتغيير الحياة برمتها {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فإذا غيرنا ما بأنفسنا تغيرت الحياة لصالحنا، فإذا أحسن المسلم في هذه المعركة وخاضها متوكلاً على ربه، ومعتمداً على مولاه، ومنطلقَا نحو عباداته وطاعاته، فإن الله سيعينه ويوفقه لهذه المعركة المصيرية الكبرى: ﴿وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾.
- وإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم عليه الصلاة والسلام قد أمره الله بلزوم الصالحين؛ كي يحارب النفس، ويحارب الهوى، ويحارب الشيطان، ويثبت على الطاعات، ولينتصر في هذه المعركة فكيف بي وبك، وما هو شأني وشأنك: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ}، واصبر أمر رباني: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم...} إن هذا خطاب الله لرسوله المزكى من الله المعصوم من الله ومع هذا: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾ هذه التوجيهات من الله لرسول الله، فكيف بنا، وما هي أحوالنا، وذنوبنا، وتقلباتنا، وما هي انتكاساتنا، ورجوعنا على أعقابنا للأسف الشديد بعد طاعة وعبادة، وبالتالي المسلم يحتاج الى انتباه شديد لينتصر في هذه المعركة الفيصلية الكبرى…
- بل إذا كان الله قال لرسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَلَولا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئًا قَليلًا﴾ وهو النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى ثبات الله فكيف بي وبك، فكثير من الناس شغلته الحياة، ونفسه، وهواه، وشيطانه، وأصدقاؤه فابتعد عن مصحفه، وعن مسجده، وعن طاعاته، وعن صيامه، وعن قيامه، وعن عباداته، وخلواته، فهنا يأتي التحذير الرباني لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون يقظة للآخرين، وعبرة للمعتبرين، وسلوى للطائعين، ولغيرهم من المسلمين، ثم قال الله محذرا لحبيبه ونبيه وصفيه: ﴿إِذًا لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَضِعفَ المَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصيرًا﴾ وهذا النبي صلى الله عليه وسلم فماذا سيذيقنا الله إن ركنا على أنفسنا وأهوائنا وشهواتنا وملذاتنا، والنبي لم يركن بل ثبته الله…
- ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه على الإطلاق كما في البخاري ومسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فنحتاج إلى دعاء، نحتاج إلى تضرع، إذا كان النبي يدعو الله بأن يثبته الله على الطاعة فكيف بي وبك؟، بل حتى كان إذا استيقظ من نومه صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمدلله الذي عافاني في بدني، ورد إلي روحي، وأذن لي بذكره"، وبعد كل صلاة يدعو "اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك"، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى دعاء الله ليثبته على طاعته، ويعينه عليها، ويستمر فيها، ولا يتراجع عنها…
- إننا في زمن لا يختلف فيه اثنان على أننا في أخطر الأزمان على الإطلاق، وأشد زمن، إنه زمن فتن، ومحن، ومصائب، وقتال، وخصام، ونفاق، وحرام، وذنوب ومعاصي وقل ما شئت، فنحتاج إلى {واصبر نفسك} هذا مجتمع الصحابة قال الله عن رسوله ولا تعد عيناك عنهم عن الصحابة، ولا يوجد وسائل العصر الحديثة التي تلهي وتنسي المسلم وتبعده كثيراً عن ربه لا توجد في زمنه صلى الله عليه وسلم، ومع هذا قال الله له {ولا تعد عيناك}…
- أيها الإخوة لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن جل جلاله يقلبهما كيف يشاء" كيف يشاء اذا شاء يزيغه أزاغه وإذا شاء يثبته ثبته، ثم قال صلى الله عليه وسلم معقبًا: "اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" هذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وفي زمن كانت الفتن ايسر أن لم تكن معدومه فكيف بزمننا؟ وكيف بأحوالنا؟ وكيف بمعايشنا؟ وكيف بما نحن فيه؟ فتن من داره حتى قبره فتن بكلها، فإذاً قلوبنا أشد تقلبا من قلوب من سوانا واعظم وأشد وأسرع ولهذا في البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم حذر الأمة من الزيغ قد يكون المسلم ذلك الذي يزيغ يعبد الله عمره بكله ولكن يزيغ في آخره: "وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"، ليس بينه وبين الجنة ودخول الجنة الا لحظات والا أمتار أو قد ربما يكون أقل من ذلك، ولكن لا يثبت على الطاعة ينتكس ويرجع يلتحق بركب الفاجرين والمذنبين والكافرين وبالتالي زاغ ولم يثبت فكانت النار مصيره..
- ولذا أيها الإخوة لو لاحظنا وانتبهنا جيداً لما نقرأ في كل ركعة لنجد الصراط المستقيم، ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ﴾، ومن استقام على صراط الله المستقيم في الدنيا بالعبادة والطاعة أقامه الله على صراطه المستقيم في الآخرة، وثبته عليه حتى يدخل الجنة، ويعبر عليه سالمًا؛ لأنه سلم نفسه من نزواتها في الدنيا، وثبت على طاعة ربه فيها، فلا يكذب، لا يخون، لا يغش، لا ينظر لحرام، لا يتكلم بحرام، لا يفعل شيئـًا من حرام وإن زل تاب سريعـًا وندم وعلم على أن هذا الذنب مهلكه ومدمره، فإذا كان كذلك فإنه على الصراط المستقيم فمن استقام على صراط الله المستقيم في الدنيا أقامه الله على صراطه المستقيم في الأخرى، ومن انحرف هنا انحرف هناك: ﴿أَفَمَن يَمشي مُكِبًّا عَلى وَجهِهِ أَهدى أَمَّن يَمشي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ من يمشي هنا في الدنيا نحو المسجد ونحو الصلاة ونحو الزكاة ونحو الطاعة ونحو العبادة ملتزم على صراط الله المستقيم فهو يمشي سويـَا عليه في الدنيا مشى عليه سويًا في الآخرة، ومن لم يلتزم بذلك الصراط وانتكس وارتكس وعاد وانقلب فإن ذلك العبد سينتكس أيضًا هناك، فكان في كل ركعة نقرأ كركن من أركانها: ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن المسلم مأمور من الله بأن يلتزم الصراط المستقيم في الدنيا ليوصله هذا الصراط المستقيم إلى صراط الله المستقيم في الجنة، فمن كان على غير ذلك فقد هلك في الدنيا ثم سيهلك حتمـًا في الآخرة، وإن من عوامل الثبات على الطاعة لا في رمضان ولا بعد رمضان وفقط بل في كل وقت وحين: ﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ...﴾ تتنزل عليهم الملائكة دائمًا وأبدا منذ أن أسلموا إلى أن تنزلت الملائكة ملائكة الموت وهو في استقامة، ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةُِ﴾ بشهادة أن لا إله إلا الله قبل الموت وبالتالي فذلك المسلم يحتاج إلى ثبات في الدنيا ومن مثبتاته في الدنيا القرآن كما قال الله تبارك وتعالى ﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلناهُ تَرتيلًا﴾ من أجل الثبات على الطاعة جاء القرآن منجما على الشهور والسنين والأيام وبالتالي المؤمن يثبت على قراءة القرآن ليثبته الله على الدين هذا شيء، أما الآخر فهو الدعاء ﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾، وقد سبق أنه كان من أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام ذلك، ثم كذلك من عوامل الثبات أن ينصر الإسلام ينصر الدين دعوة وعبادة وطاعة وأمراً بمعروف ونهيًا عن منكر وفي أي مكان كان فإنه جندي لهذا الدين فينصره الله؛ فإن الله قال ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، بل قال: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، فمن نصر الله نصره الله على نفسه، وهواه وشيطانه، وكل معاص حوله، وكذلك من عوامل الثبات قراءة قصص السلف الصالح الذين ثبتوا على دينهم كما قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ َ﴾ فتثبيت الفؤاد بقراءة القصص، وكذلك من عوامل الثبات المكث والبقاء والمصاحبة والمصادقة لأهل الطاعات ولأهل الخيرات فإن الله قد قال وقد قرأتها ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾…
- وبالتالي فهذه عوامل للثبات على الطاعات في رمضان وفي غير رمضان حتى نلقى الله تبارك وتعالى، وأخيرا: إذا كان الله قد شرط على موسى وهارون الذين اصطفاهما الله واختارهما الله واجتباهما وكان معهما دائمًا وابدا، قال عن موسى عليه السلام ﴿وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِي﴾، وقال لهما ﴿قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى﴾، ومع هذا قال الله لهما بعد ان دعوا الله: ﴿قالَ قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ﴾ فالدعاء الذي دعوته في رمضان أو في غيره لا تنتظر إجابة الله لك إذا لم تستقم على الطاعة فاستقم على طاعته يجيب دعاءك، وينصرك على هواك ونفسك وشيطانك، ويدخلك جنته ودار كرامته وتتنزل عليك عند موتك ملائكة الرحمة: ﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ نَحنُ أَولِياؤُكُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُم فيها ما تَشتَهي أَنفُسُكُم وَلَكُم فيها ما تَدَّعونَ نُزُلًا مِن غَفورٍ رَحيمٍ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/1VdImsXTtCE
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن اعظم وأجل وأكبر معركة على الإطلاق بين المسلم بعد رمضان هي تلك المعركة الفاصلة الجليلة الكبيرة بينه وبين نفسه أولا، وبينه وبين شيطانه ثانيا، وبينه وبين أهوائه ثالثا، وبينه وبين شياطين الإنس رابعًا، معركة كبرى، معركة مصيرية، ملحمة عظيمة، إما إلى جنة وإما إلى نار، معركة مصيرية حقـًا إنها معركة الثبات على الطريق، معركة الثبات على دين الله، معركة أداء الصلوات حيث ينادى بهن، معركة القرآن، معركة العبادات، معركة ما بينه وبين هواه، ونفسه وشيطانه والناس جميعا، هذه المعركة المقدسة التي يجب أن يخوضها المسلم وهو قوي فتي متوكل على الله تبارك وتعالى، سيكون النصر حليفه ما دام وأنه على هذا بقوة وعزم وثبات ورباطة جأش واستعانة بالله تبارك وتعالى فإنه سينتصر لا محالة ﴿وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ﴾.
- والنصر الأعظم هو النصر أولاً على النفس قبل أن ينتصر على الآخرين، المعركة الأولى تبدأ من النفس لتتغيير الحياة برمتها {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فإذا غيرنا ما بأنفسنا تغيرت الحياة لصالحنا، فإذا أحسن المسلم في هذه المعركة وخاضها متوكلاً على ربه، ومعتمداً على مولاه، ومنطلقَا نحو عباداته وطاعاته، فإن الله سيعينه ويوفقه لهذه المعركة المصيرية الكبرى: ﴿وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى﴾.
- وإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم عليه الصلاة والسلام قد أمره الله بلزوم الصالحين؛ كي يحارب النفس، ويحارب الهوى، ويحارب الشيطان، ويثبت على الطاعات، ولينتصر في هذه المعركة فكيف بي وبك، وما هو شأني وشأنك: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ}، واصبر أمر رباني: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم...} إن هذا خطاب الله لرسوله المزكى من الله المعصوم من الله ومع هذا: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾ هذه التوجيهات من الله لرسول الله، فكيف بنا، وما هي أحوالنا، وذنوبنا، وتقلباتنا، وما هي انتكاساتنا، ورجوعنا على أعقابنا للأسف الشديد بعد طاعة وعبادة، وبالتالي المسلم يحتاج الى انتباه شديد لينتصر في هذه المعركة الفيصلية الكبرى…
- بل إذا كان الله قال لرسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَلَولا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئًا قَليلًا﴾ وهو النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى ثبات الله فكيف بي وبك، فكثير من الناس شغلته الحياة، ونفسه، وهواه، وشيطانه، وأصدقاؤه فابتعد عن مصحفه، وعن مسجده، وعن طاعاته، وعن صيامه، وعن قيامه، وعن عباداته، وخلواته، فهنا يأتي التحذير الرباني لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون يقظة للآخرين، وعبرة للمعتبرين، وسلوى للطائعين، ولغيرهم من المسلمين، ثم قال الله محذرا لحبيبه ونبيه وصفيه: ﴿إِذًا لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَضِعفَ المَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصيرًا﴾ وهذا النبي صلى الله عليه وسلم فماذا سيذيقنا الله إن ركنا على أنفسنا وأهوائنا وشهواتنا وملذاتنا، والنبي لم يركن بل ثبته الله…
- ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه على الإطلاق كما في البخاري ومسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فنحتاج إلى دعاء، نحتاج إلى تضرع، إذا كان النبي يدعو الله بأن يثبته الله على الطاعة فكيف بي وبك؟، بل حتى كان إذا استيقظ من نومه صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمدلله الذي عافاني في بدني، ورد إلي روحي، وأذن لي بذكره"، وبعد كل صلاة يدعو "اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك"، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى دعاء الله ليثبته على طاعته، ويعينه عليها، ويستمر فيها، ولا يتراجع عنها…
- إننا في زمن لا يختلف فيه اثنان على أننا في أخطر الأزمان على الإطلاق، وأشد زمن، إنه زمن فتن، ومحن، ومصائب، وقتال، وخصام، ونفاق، وحرام، وذنوب ومعاصي وقل ما شئت، فنحتاج إلى {واصبر نفسك} هذا مجتمع الصحابة قال الله عن رسوله ولا تعد عيناك عنهم عن الصحابة، ولا يوجد وسائل العصر الحديثة التي تلهي وتنسي المسلم وتبعده كثيراً عن ربه لا توجد في زمنه صلى الله عليه وسلم، ومع هذا قال الله له {ولا تعد عيناك}…
- أيها الإخوة لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن جل جلاله يقلبهما كيف يشاء" كيف يشاء اذا شاء يزيغه أزاغه وإذا شاء يثبته ثبته، ثم قال صلى الله عليه وسلم معقبًا: "اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" هذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وفي زمن كانت الفتن ايسر أن لم تكن معدومه فكيف بزمننا؟ وكيف بأحوالنا؟ وكيف بمعايشنا؟ وكيف بما نحن فيه؟ فتن من داره حتى قبره فتن بكلها، فإذاً قلوبنا أشد تقلبا من قلوب من سوانا واعظم وأشد وأسرع ولهذا في البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم حذر الأمة من الزيغ قد يكون المسلم ذلك الذي يزيغ يعبد الله عمره بكله ولكن يزيغ في آخره: "وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"، ليس بينه وبين الجنة ودخول الجنة الا لحظات والا أمتار أو قد ربما يكون أقل من ذلك، ولكن لا يثبت على الطاعة ينتكس ويرجع يلتحق بركب الفاجرين والمذنبين والكافرين وبالتالي زاغ ولم يثبت فكانت النار مصيره..
- ولذا أيها الإخوة لو لاحظنا وانتبهنا جيداً لما نقرأ في كل ركعة لنجد الصراط المستقيم، ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ﴾، ومن استقام على صراط الله المستقيم في الدنيا بالعبادة والطاعة أقامه الله على صراطه المستقيم في الآخرة، وثبته عليه حتى يدخل الجنة، ويعبر عليه سالمًا؛ لأنه سلم نفسه من نزواتها في الدنيا، وثبت على طاعة ربه فيها، فلا يكذب، لا يخون، لا يغش، لا ينظر لحرام، لا يتكلم بحرام، لا يفعل شيئـًا من حرام وإن زل تاب سريعـًا وندم وعلم على أن هذا الذنب مهلكه ومدمره، فإذا كان كذلك فإنه على الصراط المستقيم فمن استقام على صراط الله المستقيم في الدنيا أقامه الله على صراطه المستقيم في الأخرى، ومن انحرف هنا انحرف هناك: ﴿أَفَمَن يَمشي مُكِبًّا عَلى وَجهِهِ أَهدى أَمَّن يَمشي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ من يمشي هنا في الدنيا نحو المسجد ونحو الصلاة ونحو الزكاة ونحو الطاعة ونحو العبادة ملتزم على صراط الله المستقيم فهو يمشي سويـَا عليه في الدنيا مشى عليه سويًا في الآخرة، ومن لم يلتزم بذلك الصراط وانتكس وارتكس وعاد وانقلب فإن ذلك العبد سينتكس أيضًا هناك، فكان في كل ركعة نقرأ كركن من أركانها: ﴿اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن المسلم مأمور من الله بأن يلتزم الصراط المستقيم في الدنيا ليوصله هذا الصراط المستقيم إلى صراط الله المستقيم في الجنة، فمن كان على غير ذلك فقد هلك في الدنيا ثم سيهلك حتمـًا في الآخرة، وإن من عوامل الثبات على الطاعة لا في رمضان ولا بعد رمضان وفقط بل في كل وقت وحين: ﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ...﴾ تتنزل عليهم الملائكة دائمًا وأبدا منذ أن أسلموا إلى أن تنزلت الملائكة ملائكة الموت وهو في استقامة، ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةُِ﴾ بشهادة أن لا إله إلا الله قبل الموت وبالتالي فذلك المسلم يحتاج إلى ثبات في الدنيا ومن مثبتاته في الدنيا القرآن كما قال الله تبارك وتعالى ﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلناهُ تَرتيلًا﴾ من أجل الثبات على الطاعة جاء القرآن منجما على الشهور والسنين والأيام وبالتالي المؤمن يثبت على قراءة القرآن ليثبته الله على الدين هذا شيء، أما الآخر فهو الدعاء ﴿رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾، وقد سبق أنه كان من أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام ذلك، ثم كذلك من عوامل الثبات أن ينصر الإسلام ينصر الدين دعوة وعبادة وطاعة وأمراً بمعروف ونهيًا عن منكر وفي أي مكان كان فإنه جندي لهذا الدين فينصره الله؛ فإن الله قال ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، بل قال: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، فمن نصر الله نصره الله على نفسه، وهواه وشيطانه، وكل معاص حوله، وكذلك من عوامل الثبات قراءة قصص السلف الصالح الذين ثبتوا على دينهم كما قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ َ﴾ فتثبيت الفؤاد بقراءة القصص، وكذلك من عوامل الثبات المكث والبقاء والمصاحبة والمصادقة لأهل الطاعات ولأهل الخيرات فإن الله قد قال وقد قرأتها ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا﴾…
- وبالتالي فهذه عوامل للثبات على الطاعات في رمضان وفي غير رمضان حتى نلقى الله تبارك وتعالى، وأخيرا: إذا كان الله قد شرط على موسى وهارون الذين اصطفاهما الله واختارهما الله واجتباهما وكان معهما دائمًا وابدا، قال عن موسى عليه السلام ﴿وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِي﴾، وقال لهما ﴿قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى﴾، ومع هذا قال الله لهما بعد ان دعوا الله: ﴿قالَ قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ﴾ فالدعاء الذي دعوته في رمضان أو في غيره لا تنتظر إجابة الله لك إذا لم تستقم على الطاعة فاستقم على طاعته يجيب دعاءك، وينصرك على هواك ونفسك وشيطانك، ويدخلك جنته ودار كرامته وتتنزل عليك عند موتك ملائكة الرحمة: ﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ نَحنُ أَولِياؤُكُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُم فيها ما تَشتَهي أَنفُسُكُم وَلَكُم فيها ما تَدَّعونَ نُزُلًا مِن غَفورٍ رَحيمٍ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*حال.المؤمن.بعد.الطاعة.رمضان.أنموذجا.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*حال.المؤمن.بعد.الطاعة.رمضان.أنموذجا.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/Q1ahDjcSRGY
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير فلك المكلا 8/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الإنسان الطبيعي وكل إنسان على ظهر هذه الأرض مسلمين ومن غير المسلمين، هؤلاء جميعـًا يدركون عقلاً ونقلاً وتاريخًا على أن أي إنسان يحسن إليهم ويعطيهم وتكون الحوافز منه أكثر، والعطاء منه أعظم، فإنهم يتفانون في خدمته، ويحبونه، ويقدرونه، وكلما زاد عطاؤه زاد أيضـًا حبهم له، ولو أننا نظرنا إلى قانون الأرض ايضًا في قانون العطاءات والحوافز لوجدنا على أن الشركات التي تعطي رواتب اكثر، ومبالغ أفضل فإن الخدمة تكون أدق وأحسن وأكمل، والناس ايضًا يحبون العمل معها وفيها، وتجد على أن موظفيها في إخلاص لها كثيرا، ولا يرغبون بالخروج منها، أو التحول عنها، والسبب على أن العطاء منهم اكثر، هذا في عطاء دنيوي ولله المثل الأعلى، كيف لو كان العطاء الجنة، بل كيف لو كان المعطي الله: {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...}، ولقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم "ولموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها"، وهو موضع السوط أقل من متر فكيف بأكثر فهو خير من الدنيا وما فيها من ذهب وقصور ودور…. فضلاً عن الشركة هذه وما فيها من رواتب ومغريات، فموضع السوط في الجنة خير من ذلك، خير من الدنيا وما فيها….
- فإذا كان عطاء بعض الناس يجعل الناس الآخرين يحبون ويتمنون لو عملوا ولو كانوا فيها فكيف وهو عطاء الله تبارك وتعالى، كيف وكل ما في الدنيا هو عطاؤه هو فضله، هو منه ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ...َ﴾ كل شيء من الله، كل حركة، وكل سكنة، وكل نفس، وكل صحة، وكل رزق، وكل شيء في الحياة، وكل ما في الدنيا، وما في الآخرة، وما في الأرض، وما في الكون بكله من الله: ﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً} ما نعلم، وما لا نعلم مسخر لخدمة هذا الإنسان، فواجبه بأن يشكر، واجب الإنسان أن يعبد، واجب الإنسان أن يذعن، واجب الإنسان ذلك أن يؤدي الجزاء، والجزاء العبادة: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ مَا أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾، رزق في المال، ورزق في الحياة، ورزق في الصحة، ورزق في الأولاد، ورزق في الاجتماع، ورزق في الاقتصاد، ورزق في الدول، ورزق في كل شيء، كله رزق الله، فواجب الإنسان أن يقدم العبادة ليستمر الرزق فإذا انقطع عن العبادة يوشك الرزق أن ينقطع عنه أيضا، فبقدر ما يعبد بقدر ما يرزق، وبقدر ما يفتر فبقدر ما يقل ايضًا رزقه، ولو كان من رزق دنيوي فليس بشيء أبدا، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء، كما قال صلى الله عليه وسلم، حتى شربة الماء ما سُقي منها، لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لكنها أقل من هذا، ولذا يعطيها من أحب ومن لا يحب…
- فيا أيها الناس الحقيقة التي يجب أن نعلمها، وأن لها نعمل بمقتضاها، وأن تسير الحياة على وفقها هي قول الله: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ كل شيء يجب أن يذعن لله بداية منا ونحن المخاطبون جميعـًا بالآية الكريمة، وأن نجعل حياتنا كلها لربنا لا لحظوظ أنفسنا، وفي كل وقت لا في وقت دون وقت… حتى أمورنا العادية لتكن لله تبارك وتعالى كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
- والناظر في أحوال سلفنا الصالح بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أُمرنا بالاقتداء به نجد أن هؤلاء كانوا يقبلون على أعمالهم في أولها بقوة، وهمة، وحرص، ثم يثبتون على تلك الأعمال، ثم أيضًا لا يمنون بها، وأيضًا يخافون ألا تقبل منهم، أربعة مسارات لابد منها، إقبال عليه، وثبات على طاعات، عدم المنة بها، وعدم القطع بقبولها، كل هذا لابد أن يمضي في كل عبادة، وفي كل طاعة…
- وها نحن قد خرجنا من ركن من أركان الإسلام في هذا العام، ركن الصيام، وأنهيناه ولله الحمد، ونرجو بعد أن بدأناه بقوة وعزم إذا كان كما نحسب أن يستمر، وأن لا يحرص على ان يفشي ما بينه وبين الله من عبادات، ومن طاعات، ومن صلوات، وقراءة آيات، وسائر القربات، وأن يستشعر أنه مقصر في حق ربه؛ إذ أن كل شيء منه، ولو أن إنسانا عبد الله عمره كله في كل ثانية وفي كل لحظة من عمره، لو عاش مئة سنة ما كان يساوي نعمة من نعم الله جل جلاله، فكيف بشهر واحد من السنة؟ فهذه العبادات وهذه الطاعات أمام نعم الله ليست بشيء، فواجبنا أن نؤدي الخدمة التي هي العبادة التي أمرنا بها لربنا جل جلاله، وأن نحتقرها،ولا نمن على الله بها: ﴿وَلا تَمنُن تَستَكثِرُ﴾، أيضًا أن نثبت عليها، أن نستمر فيها؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع، "وأحب الأعمال إلى الله كما قال رسول الله أدومه وإن قل"، أحب الأعمال إلى الله وإن كان يسيرا، وإن كان بسيطًا ما دام وأنه يدوم فهو حبيب إلى الله تبارك وتعالى، فالديمومة على العمل كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عنه عائشة رضي الله عنها "كان إذا عمل عملاً أثبته" أي أدام عليه، استمر عليه ولا ينقطع عنه، فلو كان قليلاً ذلك العمل من صيام ولو في الشهر ثلاثة أيام، ولو يومًا حتى، ولو قراءة لصفحة واحدة من كتاب الله، من قيام ولو لركعتين، ومن استغفار وتسبيح من أي تعاهد لطاعة كان عليها إنسان في رمضان فإنه يستمر ويثبت ويدوم فإن العمل الصالح يتبعه عمل صالح: ﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾الموت، وقال أيضًا لرسوله صلى الله عليه وسلم﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب﴾ إذا انت انتهيت وأكملت عبادة ما فانصب لمثلها وأكثر منها، بل إننا بعد الصلوات نستغفر وبعد العبادات أيضا، فاذكروا الله كما قال الله مثلاً فيه سورة الجمعة ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِروا فِي الأَرضِ وَابتَغوا مِن فَضلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ...﴾، وقال بعد الحج ﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم...} وايضا الصلاة في سورة النساء ﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ...} وعبادة تلوها عبادة تتبعها عبادة لا يعرف المسلم الانقطاع، فلو كانت قليلة ولو كانت يسيرة تلك العبادات والطاعات لكنها عظيمة عند الله إن استمرت وإن دامت، ولا يودع تلك العبادة والطاعة بعد أن انتهى رمضان فانها ليست بشيء لأنها لله تبارك وتعالى وحقه علينا عظيم وجليل، فالواجب أن نؤدي ذلك الحق ليؤدي الله حقوقنا، فإن حق الله عظيم وإن حقنا الذي هو من رزق وعدنا الله به سيؤتينا وسيعطينا ولقد قال تبارك وتعالى﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾،﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ فهذا وعد الله لنا وهو لا يخلف الميعاد كما عودنا جل جلاله، أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن اللافت أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أيضًا بالنسبة لصحابته الكرام رضوان الله عليهم قد ايدوه واجتهدوا وعملوا وجاهدوا وترك المهاجرون أموالهم وديارهم وأهاليهم وأحب شيء إليهم وتركوا ذلك بكله وانطلقوا للمدينة، ثم بعد ذلك كان الجهاد والاستشهاد والموت والاستبسال، وأيضًا من نبينا صلى الله عليه لم لكن انظروا إلى آخر سورة نزلت كاملة من كتاب الله إنها سورة النصر ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ﴾ وهي عند الجمهور آخر سورة نزلت بكاملها،﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ﴾﴿وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا﴾﴿فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾لم بعمل شيئْا من الذنب والمعصية لا ليس كذا قد يقول قائل منا الأستغفار بعد الذنب نقول لا ليس كذلك وفقط بل وبعد الطاعة أيضا، ﴿فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾ أراد الله أن ينبه رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يستحضر أنه مع الله دائمـًا وأبدا مهما قدم من عمل فإن في نهاية الأمر لا بد أن يثبت عليه وأن يحتقر ذلك العمل وأن يسأل الله القبول لذلك العمل… - وانظروا إلى إبراهيم الذي فعل ما فعل وتعبد الله بأعككظم عبادة عليها إلى الآن عبادة الحرم وبناية البيت ﴿وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾ هنا ياتي الدعاء بعد الرفع وهو أمر سهل ارتفع المبنى ربنا تقبل منا فنحتاج إلى دعاء إلى تضرع إلى استكانة إلى استغفار إلى احتقار لذلك العمل، وهذه عائشة بنت الصديق رضي الله عنها كما روى الإمام وصححه الإمام الألباني رحمهما الله أنها قالت عندما قرأت الآية ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾ قالت يا رسول الله أهم الذين يسرقون، ويزنون، ويفعلون ويفعلون ثم يخشون من ذلك العمل السيء أيضا، فقال النبيﷺ: "لا لا لا يا بنت الصديق بل هم الذين يصومون" وبدأ بالصيام صلى الله عليه وسلم وقد انتهينا من شعيرة الصيام، "بل هم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا يقبل منهم"، ثم تلاها مصححـًا مفهوما عندها رضي الله عنها؛ لأن الله يقول في سورة المائدة: ﴿وَاتلُقالَ لَأَقتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، ليس من كل أحد واليوم يأتي عامي أو اي إنسان فيمُن بعبادته وصلاحه يقطع بالجنة له دون الناس وكأنه قد شرط هو على الله أن يتقبل منه أي عمل منه، إنما يتقبل الله من المتقين، الصديق ذلك الذي سماه نبينا صديقـًا ومن العشرة المبشرين بالجنة وهو خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا قال لو أقبلت أدخل الجنة فقيل لا لي ولا علي، بل الصديق الذي يفر الشيطان منه قال أسماني رسول الله في المنافقين هؤلاء الذين عملوا واجتهدوا وجدوا وفعلوا ما فعلوا ومع هذا يحتقرون أعمالهم فما هي أعمالنا؟ وما هي صالحاتنا؟ وما هي طاعاتنا؟ ليست بشيء أمام أعمالهم ومع هذا كانوا يحتقرون ونحن نفاخر بها ولربما يظن على أنه قد قدم للإسلام ما قدم ويزعم أن له الجنة مثلاً وأن وأن، انما يتقبل الله من المتقين، قال ابن عمر لما قال له ولده هنيئـًا لك يا أبي أديت شعيرتك يعني شعيرة الحج، قال وما ادراك انها قبلت والله لو أعلم أنها تقبلت مني سجدة واحدة لما كان غائب أحب إلي من الموت، خلاص حتى سجدة واحدة فصلوات وطاعات قد ربما لا نعلم قبلت أما صحت نعم صحت أمامنا أديتها أديت ما فرض الله عليك لكنها هل قبلها الله إنما يتقبل الله من المتقين، فالقبول على الله وواجبنا بأن ندعو الله بأن يتقبل منا، ولهذا كان السلف ستة اشهر بعد رمضان يدعون الله بأن يتقبل منهم رمضان مع استمرارهم في عباداتهم وفي طاعاتهم التي كانوا عليها في رمضان، الا فلنستمر ولندعو الله بالقبول ولا نمن بأعمالنا ولنخلص فيها ونستمر فيما كنا نفعل، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/Q1ahDjcSRGY
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير فلك المكلا 8/ شوال/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الإنسان الطبيعي وكل إنسان على ظهر هذه الأرض مسلمين ومن غير المسلمين، هؤلاء جميعـًا يدركون عقلاً ونقلاً وتاريخًا على أن أي إنسان يحسن إليهم ويعطيهم وتكون الحوافز منه أكثر، والعطاء منه أعظم، فإنهم يتفانون في خدمته، ويحبونه، ويقدرونه، وكلما زاد عطاؤه زاد أيضـًا حبهم له، ولو أننا نظرنا إلى قانون الأرض ايضًا في قانون العطاءات والحوافز لوجدنا على أن الشركات التي تعطي رواتب اكثر، ومبالغ أفضل فإن الخدمة تكون أدق وأحسن وأكمل، والناس ايضًا يحبون العمل معها وفيها، وتجد على أن موظفيها في إخلاص لها كثيرا، ولا يرغبون بالخروج منها، أو التحول عنها، والسبب على أن العطاء منهم اكثر، هذا في عطاء دنيوي ولله المثل الأعلى، كيف لو كان العطاء الجنة، بل كيف لو كان المعطي الله: {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...}، ولقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم "ولموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها"، وهو موضع السوط أقل من متر فكيف بأكثر فهو خير من الدنيا وما فيها من ذهب وقصور ودور…. فضلاً عن الشركة هذه وما فيها من رواتب ومغريات، فموضع السوط في الجنة خير من ذلك، خير من الدنيا وما فيها….
- فإذا كان عطاء بعض الناس يجعل الناس الآخرين يحبون ويتمنون لو عملوا ولو كانوا فيها فكيف وهو عطاء الله تبارك وتعالى، كيف وكل ما في الدنيا هو عطاؤه هو فضله، هو منه ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ...َ﴾ كل شيء من الله، كل حركة، وكل سكنة، وكل نفس، وكل صحة، وكل رزق، وكل شيء في الحياة، وكل ما في الدنيا، وما في الآخرة، وما في الأرض، وما في الكون بكله من الله: ﴿أَلَم تَرَوا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً} ما نعلم، وما لا نعلم مسخر لخدمة هذا الإنسان، فواجبه بأن يشكر، واجب الإنسان أن يعبد، واجب الإنسان أن يذعن، واجب الإنسان ذلك أن يؤدي الجزاء، والجزاء العبادة: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ مَا أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾، رزق في المال، ورزق في الحياة، ورزق في الصحة، ورزق في الأولاد، ورزق في الاجتماع، ورزق في الاقتصاد، ورزق في الدول، ورزق في كل شيء، كله رزق الله، فواجب الإنسان أن يقدم العبادة ليستمر الرزق فإذا انقطع عن العبادة يوشك الرزق أن ينقطع عنه أيضا، فبقدر ما يعبد بقدر ما يرزق، وبقدر ما يفتر فبقدر ما يقل ايضًا رزقه، ولو كان من رزق دنيوي فليس بشيء أبدا، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء، كما قال صلى الله عليه وسلم، حتى شربة الماء ما سُقي منها، لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لكنها أقل من هذا، ولذا يعطيها من أحب ومن لا يحب…
- فيا أيها الناس الحقيقة التي يجب أن نعلمها، وأن لها نعمل بمقتضاها، وأن تسير الحياة على وفقها هي قول الله: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ كل شيء يجب أن يذعن لله بداية منا ونحن المخاطبون جميعـًا بالآية الكريمة، وأن نجعل حياتنا كلها لربنا لا لحظوظ أنفسنا، وفي كل وقت لا في وقت دون وقت… حتى أمورنا العادية لتكن لله تبارك وتعالى كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
- والناظر في أحوال سلفنا الصالح بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أُمرنا بالاقتداء به نجد أن هؤلاء كانوا يقبلون على أعمالهم في أولها بقوة، وهمة، وحرص، ثم يثبتون على تلك الأعمال، ثم أيضًا لا يمنون بها، وأيضًا يخافون ألا تقبل منهم، أربعة مسارات لابد منها، إقبال عليه، وثبات على طاعات، عدم المنة بها، وعدم القطع بقبولها، كل هذا لابد أن يمضي في كل عبادة، وفي كل طاعة…
- وها نحن قد خرجنا من ركن من أركان الإسلام في هذا العام، ركن الصيام، وأنهيناه ولله الحمد، ونرجو بعد أن بدأناه بقوة وعزم إذا كان كما نحسب أن يستمر، وأن لا يحرص على ان يفشي ما بينه وبين الله من عبادات، ومن طاعات، ومن صلوات، وقراءة آيات، وسائر القربات، وأن يستشعر أنه مقصر في حق ربه؛ إذ أن كل شيء منه، ولو أن إنسانا عبد الله عمره كله في كل ثانية وفي كل لحظة من عمره، لو عاش مئة سنة ما كان يساوي نعمة من نعم الله جل جلاله، فكيف بشهر واحد من السنة؟ فهذه العبادات وهذه الطاعات أمام نعم الله ليست بشيء، فواجبنا أن نؤدي الخدمة التي هي العبادة التي أمرنا بها لربنا جل جلاله، وأن نحتقرها،ولا نمن على الله بها: ﴿وَلا تَمنُن تَستَكثِرُ﴾، أيضًا أن نثبت عليها، أن نستمر فيها؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع، "وأحب الأعمال إلى الله كما قال رسول الله أدومه وإن قل"، أحب الأعمال إلى الله وإن كان يسيرا، وإن كان بسيطًا ما دام وأنه يدوم فهو حبيب إلى الله تبارك وتعالى، فالديمومة على العمل كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عنه عائشة رضي الله عنها "كان إذا عمل عملاً أثبته" أي أدام عليه، استمر عليه ولا ينقطع عنه، فلو كان قليلاً ذلك العمل من صيام ولو في الشهر ثلاثة أيام، ولو يومًا حتى، ولو قراءة لصفحة واحدة من كتاب الله، من قيام ولو لركعتين، ومن استغفار وتسبيح من أي تعاهد لطاعة كان عليها إنسان في رمضان فإنه يستمر ويثبت ويدوم فإن العمل الصالح يتبعه عمل صالح: ﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾الموت، وقال أيضًا لرسوله صلى الله عليه وسلم﴿فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب﴾ إذا انت انتهيت وأكملت عبادة ما فانصب لمثلها وأكثر منها، بل إننا بعد الصلوات نستغفر وبعد العبادات أيضا، فاذكروا الله كما قال الله مثلاً فيه سورة الجمعة ﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِروا فِي الأَرضِ وَابتَغوا مِن فَضلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ...﴾، وقال بعد الحج ﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم...} وايضا الصلاة في سورة النساء ﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ...} وعبادة تلوها عبادة تتبعها عبادة لا يعرف المسلم الانقطاع، فلو كانت قليلة ولو كانت يسيرة تلك العبادات والطاعات لكنها عظيمة عند الله إن استمرت وإن دامت، ولا يودع تلك العبادة والطاعة بعد أن انتهى رمضان فانها ليست بشيء لأنها لله تبارك وتعالى وحقه علينا عظيم وجليل، فالواجب أن نؤدي ذلك الحق ليؤدي الله حقوقنا، فإن حق الله عظيم وإن حقنا الذي هو من رزق وعدنا الله به سيؤتينا وسيعطينا ولقد قال تبارك وتعالى﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾،﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ فهذا وعد الله لنا وهو لا يخلف الميعاد كما عودنا جل جلاله، أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن اللافت أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أيضًا بالنسبة لصحابته الكرام رضوان الله عليهم قد ايدوه واجتهدوا وعملوا وجاهدوا وترك المهاجرون أموالهم وديارهم وأهاليهم وأحب شيء إليهم وتركوا ذلك بكله وانطلقوا للمدينة، ثم بعد ذلك كان الجهاد والاستشهاد والموت والاستبسال، وأيضًا من نبينا صلى الله عليه لم لكن انظروا إلى آخر سورة نزلت كاملة من كتاب الله إنها سورة النصر ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ﴾ وهي عند الجمهور آخر سورة نزلت بكاملها،﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ﴾﴿وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا﴾﴿فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾لم بعمل شيئْا من الذنب والمعصية لا ليس كذا قد يقول قائل منا الأستغفار بعد الذنب نقول لا ليس كذلك وفقط بل وبعد الطاعة أيضا، ﴿فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾ أراد الله أن ينبه رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يستحضر أنه مع الله دائمـًا وأبدا مهما قدم من عمل فإن في نهاية الأمر لا بد أن يثبت عليه وأن يحتقر ذلك العمل وأن يسأل الله القبول لذلك العمل… - وانظروا إلى إبراهيم الذي فعل ما فعل وتعبد الله بأعككظم عبادة عليها إلى الآن عبادة الحرم وبناية البيت ﴿وَإِذ يَرفَعُ إِبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾ هنا ياتي الدعاء بعد الرفع وهو أمر سهل ارتفع المبنى ربنا تقبل منا فنحتاج إلى دعاء إلى تضرع إلى استكانة إلى استغفار إلى احتقار لذلك العمل، وهذه عائشة بنت الصديق رضي الله عنها كما روى الإمام وصححه الإمام الألباني رحمهما الله أنها قالت عندما قرأت الآية ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾ قالت يا رسول الله أهم الذين يسرقون، ويزنون، ويفعلون ويفعلون ثم يخشون من ذلك العمل السيء أيضا، فقال النبيﷺ: "لا لا لا يا بنت الصديق بل هم الذين يصومون" وبدأ بالصيام صلى الله عليه وسلم وقد انتهينا من شعيرة الصيام، "بل هم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا يقبل منهم"، ثم تلاها مصححـًا مفهوما عندها رضي الله عنها؛ لأن الله يقول في سورة المائدة: ﴿وَاتلُقالَ لَأَقتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، ليس من كل أحد واليوم يأتي عامي أو اي إنسان فيمُن بعبادته وصلاحه يقطع بالجنة له دون الناس وكأنه قد شرط هو على الله أن يتقبل منه أي عمل منه، إنما يتقبل الله من المتقين، الصديق ذلك الذي سماه نبينا صديقـًا ومن العشرة المبشرين بالجنة وهو خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا قال لو أقبلت أدخل الجنة فقيل لا لي ولا علي، بل الصديق الذي يفر الشيطان منه قال أسماني رسول الله في المنافقين هؤلاء الذين عملوا واجتهدوا وجدوا وفعلوا ما فعلوا ومع هذا يحتقرون أعمالهم فما هي أعمالنا؟ وما هي صالحاتنا؟ وما هي طاعاتنا؟ ليست بشيء أمام أعمالهم ومع هذا كانوا يحتقرون ونحن نفاخر بها ولربما يظن على أنه قد قدم للإسلام ما قدم ويزعم أن له الجنة مثلاً وأن وأن، انما يتقبل الله من المتقين، قال ابن عمر لما قال له ولده هنيئـًا لك يا أبي أديت شعيرتك يعني شعيرة الحج، قال وما ادراك انها قبلت والله لو أعلم أنها تقبلت مني سجدة واحدة لما كان غائب أحب إلي من الموت، خلاص حتى سجدة واحدة فصلوات وطاعات قد ربما لا نعلم قبلت أما صحت نعم صحت أمامنا أديتها أديت ما فرض الله عليك لكنها هل قبلها الله إنما يتقبل الله من المتقين، فالقبول على الله وواجبنا بأن ندعو الله بأن يتقبل منا، ولهذا كان السلف ستة اشهر بعد رمضان يدعون الله بأن يتقبل منهم رمضان مع استمرارهم في عباداتهم وفي طاعاتهم التي كانوا عليها في رمضان، الا فلنستمر ولندعو الله بالقبول ولا نمن بأعمالنا ولنخلص فيها ونستمر فيما كنا نفعل، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
من أروع خطب الشيخ *لماذا.رمضان.لغز.الصيام.في.الإسلام.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي ...
من أروع خطب الشيخ
*لماذا.رمضان.لغز.الصيام.في.الإسلام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/qluCUy-py2Y
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد عمر بن عبدالعزيز المكلا 9/ رمضان/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن رمضان هو بمثابة الماء البارد، والمغتسل الطيب، والمكينة التي تصفي الروح والجسد والشوائب، رمضان مدرسة ربانية كبرى، وجامعة علمية عظمى، وبيت نموذجي سام جدا، رمضان يضرب ببركته القلوب والاجساد والأعمال، رمضان دورة تدريبية ربانية يتخرج منها الصائمون بعد ثلاثين يومـًا من الجهاد والمجاهدة والتحمل والمثابرة والثبات ورباطة الجأش…
- رمضان جامعة عريقة لجميع المسلمين دون استثناء، يتخرجون منها بأوسمة وشهادات على مختلف التخصصات، هذه التخصصات كل واحد على قدر استفادته من هذه الشهر المبارك، إنه شهر رباني بامتياز، الله جل جلاله بث فيه الفضائل والخيرات، وزرع فيه الكرامات والبركات، وجعل في هذا الشهر ما جعل من مكرمات، ينالها قلة من الناس، ويفقدها كثير منهم للأسف الشديد.
- رمضان هو في الحقيقة معركة بين العبد وبين الشيطان، معركة سامية مفصلية ومحورية بين العبد وبين النفس، معركة كبرى يخوضها العبد في كل يوم مرات لا في شيء دون شيء بل في أشياء وأغراض متعددة، فذلك الصائم عندما يهل هلال رمضان بدأت هذه المعركة مع الشيطان ومع النفس ومع الهوى ومع شياطين الإنس أيضا، مع الجميع دون استثناء، معركة مع النفس تبدأ حتى من الماء الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد لربما، والأكل كذلك يستطيعه في كل وقت وحين، وكل ما يمكن أن يفعله لينقض الصيام جاهز، ويستطيعه، وقادر عليه، لكن ذلك المسلم في مجاهدة عجيبة، وفي مطاردة غريبة لنفسه وهواه…
- تخيل أن ذلك المسلم نفسه يتحرى ويسأل ويدقق ويستفصل ويبحث عن حكم يسير جداً لا يجرح صومه، يسأل مثلاً عن حكم بلع الريق، حتى عن إبرة دواء أشبه بضرورية لحياته، ولبقاء جسده لكن لا يتناولها إلا بعد سؤال وبحث وتحري… إنه خوف وورع وعبادة لله عجيبة في شهر رمضان حتى من أكثر الناس إجراما، نعم حتى من أكبر الناس إجراما؛ فلربما يرتكب ما يرتكب من جرائم ومحرمات قد تكون بحجم الشرك وقتل النفس لكن في رمضان يتنبه حتى للصغائر….
- رمضان عجيب في قمة التزام الناس فعلاً، لكن عجبه لا يحل أن يقتصر عليه وحده، بل رمضان مدرسة لما بعده، ومحطة فقط للانطلاق لما خلفه، رمضان لا يقتصر على ثلاثين يومـًا وفق،ط بل على أكثر من ثلاث مئة يوم، إن رمضان ينبت لنا شجرة عميقة الجذور، صافية جليلة باسقة وافرة الظلال، ذلك المسلم يستظل بها في كل يوم مرات في سائر العام، إنها شجرة التقوى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ هذه الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، شجرة عميقة في القلب ورمضان غذاؤها، ورمضان ماؤها، ورمضان سقاؤها، ورمضان دواؤها، ورمضان زارعها، رمضان متعهدها، رمضان بمقام الحارس والماء العذب الزلال الذي يصل إليها لتنبت ولتستمر….
- إنه مختلف عن تصوراتنا مختلف جداً عما نتخيل عنه، وما أصبح عادة عند كثير من الناس، إن الله أراد به شيئـًا آخر اكثر وأبعد مما نتصور يمكن بمفهوم الإدارة خطة استراتيجية لسنة واحدة لعام واحد قصيرة المدى، لكنها ليست بقوانين من الجسد بل من القلب تنطلق ومن الروح تنبعث، إنها خطة حازمة تبدأ من أول ليلة من رمضان لتتصل بآخر يوم من شعبان لعام قادم هكذا يريده الله، هكذا يهدّف الله في كتابه الكريم لعلكم تتقون، في بداية آيات الصيام وفي نهاية آيات الصيام كذلك نبه على التقوى في آية أحل لكم ليلة الصيام، لعلكم تتقون، فالتقوى هي الهدف واللغز والمقصد الذي يجب أن يُفهم، والتقوى من القلب تبدأ، وإلى الجسد تنطلق في أعمال في كل شيء…
- والله لو أن رجلا -أجلكم الله- درب حيوانـًا لمدة ثلاثين يومـًا كل التدريب لتخرج الحيوان بمفاهيم أخرى وبحركات ومدربة غير الذي دخل بها؛ لأنه استمر مدة تعد طويلة فكيف بالإنسان يعقل، يسمع، يبصر، ينطلق بيديه بقدميه بصحة بعافية بكل شيء ولثلاثين يوما، والأعظم هو العقل الذي جعله الله السر الكبير لرب العالمين جل جلاله…
- فهل وعينا رمضان، وأدركنا عظمة أسرار هذا الشهر المبارك، وماذا يريد ربنا من تشريعه للصيام، هذه أمور يسيرة فقط والا فهي كثيرة جدا، ولهذا قال الله في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، يقول الله فإنه لي وأنا أجزي به"، أنا اتكفل بالجزاء لذلك فنرى الجزاء عمليـًا وروحيـًا ونفسيـًا وصحيـًا وعقليـًا ايضا، نراه في واقعنا، نراه في انطلاقاتنا، وتحركاتنا، وسكناتنا، نراه في كل أمورنا، قد يختلي الصائم بنفسه وهو في قمة العطش وبجواره الماء البارد ولكن يمتنع عن ذلك، وهكذا بما لذ وطاب لكنه يعلن شعار "إني أخاف الله رب العالمين"، أخاف ذلك اليوم العظيم، وهذا مطلوب أن يستمر في كل عام لا في شهر رمضان وحسب… .
- بل أبعد من هذا التصفية الأخلاقية والتهذيب البشري فيما بيننا وبين البشر، فيما بيننا وبين الناس، التصفية والتنقية الأخرى الأبعد الأصعب والأكبر والأكثر قد يتعبد متعبد بعبادات شتى فيما بينه وبين الله من ليل ونهار لكن لا تسأل عن أخلاقه بينه وبين الناس، وهذا لا يريده الإسلام، هذا لا يريده لا من قريب ولا من بعيد، ماذا يعني صيام من يمتنع عن الطعام والشراب لكنه لا يمتنع عن الحرام، ماذا يغني صيام صائم يمتنع عن الحلال عن الأكل والشرب الحلال أصلا لكنه لا يمتنع عن قول الحرام عن فعل الحرام من نهب وبطش وأخذ، من سب وقذف وشتم، من جرح مشاعر الآخرين من انتهاك لحرمات الآخرين، من أفعال لا ترضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان، اي صيام له؟ وأي عبادة، بل عبادته في واد وهو في واد آخر، وهو في واد سحيق عن تلك العبادات والطاعات، هل ينفع الصيام لهذا العبد إنه يصدق فيه كل الصدق قوله صلى الله عليه وسلم: "رب الصائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش" فقط جاع وعطش وفي وقت محدد أكل ما لذ وطاب، إن لم يكن لحد المرض والقرف والتخمة أكل، فهل ينفع
هذا العبد الصيام، إن الصيام أسمى وأكبر من هذا إنه صيام عن المحرمات والشهوات" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" هكذا يقول عليه الصلاة والسلام المربي الأعظم في الأمة، والمشرع في مثل هذه، أخلاق ومعاملات إنما هي نتيجة العبادات، نتيجة الصلوات، نتيجة الصيام، نتيجة الأركان بشكل عام، "من لم يدع قول الزور والعمل فيه فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فإن أحد قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم، وقال ولا يسخط ولا يجادل، وعند الإمام أحمد مسنده والأول في البخاري ومسلم ولا يجادل ولا يماري ولا يقل الا خيرا، حكم الصائم حاكم بما تعنيه الكلمة من حكم صارم على لسانه، على سمعه على كل جوارحه لا تنطلق الا لما يقتضيه الصيام والا فلا خير في صومه لا في رمضان ولا في غيره، إنه كف كل الكف عن أي وسيلة تؤدي للحرام، بل قال صلى عليه وسلم لصاحب القوة والعزيمة وصاحب الانطلاقة وصاحب النفس التواقة للحرام لربما هو الشاب "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء" فهو علاج حتى للشهوات وللمحرمات، وسيلة عظمى للتخلص من قاذورات النفس، وسيلة ربانية وتعليم إلهي، فالواجب على المسلم أن يستشعر هذه المعاني لهذا الشهر الكريم… أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الصيام أيها الإخوة بين تشريع الله وبين فعل الناس فيه فرق شاسع، وبعد كبير واسع، الصيام لو أننا تعرفنا وليس عرفناه فقط بل تعرفنا عليه لكان الصيام الذي يريده الإسلام، ولكن عندما صامت البطون وابتعدت القلوب كان الصيام كما نرى في كل يوم، وفي كل رمضان، يصوم عبدالله رمضان كله عن الطعام والشراب لكنه يفطر في رمضان بكله بالحرام، سمعه، وبصره، ويده، وقدمه فضلاً عن ضياع الأوقات فيما يحل وفيما لا يحل فهو كله ضياع، وإذا كان لا يحل فالمصيبة أعظم….
- رمضان اسمى واعلى واكبر من ما يتصور العبد، الصيام في الحقيقة صيامان صيام حسي وصيام معنوي، الصيام الحسي يستطيعه كل مسلم، والصيام المعنوي لا يقدر عليه إلا قلة قليلة من الناس، الصيام الحسي عن الطعام والشراب وما نعلم وما لا نعلم، وصيام معنوي عن الحرام، والصيام المعنوي عن الحرام بشتى صوره وأنواعه، وهذا الدي يريده الإسلام، وهو سر الصيام، إنه روح الصيام هو اللغز وراء الصيام وتجويع البطون والأبدان…
- إنه صيام آخر لا يفهمه الا من فهم، ولا يدركه إلا من أراد أن يخلص نفسه وروحه قبل أن يخلص بطنه من شهوة عاجلة، إنه صيام من الحرام عامة أيـًا كان وفي أي مكان وزمان كان، لا يفرق عنده أن يكون الحرام في نهار رمضان، أو يكون في ليله أو في شوال أو في شعبان لعام قادم، أو في أي وقت وحين هو حرام حرام وإن اختلفت أزمانه وأيامه وأسبابه…
- ورمضان إنما هو إشارة لتعويد النفس ولتتحمل النفس على الكف عن شهواتها وعن الكف عن محرماتها، وعن الكف عما تريد لتحتبس لما يريد جل جلاله، ومن كان كما أريد كما في الأثر القدسي كنت له كما يريد، من كان لله مريداً كان الله له معطيـًا كما قال ابن عطاء السكندري عليه رحمة الله، كن كما أريد أكن لك كما تريد، وإن لم تكن لي كما أريد لن أكون لك كما تريد، العبد يريد والله يريد ولن يكون الا ما يريد الله تبارك وتعالى، فأنت بين إرادة نفسك وبين إرادة خالقك، فإن أطعت الله طاعتك الدنيا أطاعتك رغمـًا عنها، وإن أنت أطعت نفسك وتركت خالقك تركت هملا في الحياة، عبدي خلقت الدنيا لأجلك فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب هكذا يقول الله كما في آثار أهل الكتا،ب وقد أجاز وأباح لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نحدث عن ما في كتبهم، خلقت الدنيا من أجلك فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب، الدنيا تأتيك راغمة إذا أنت أحسنت عبادتك وطاعتك، وكلنا شهود على ذلك، أليس في رمضان تتوفر الأرزاق والناس جميعا يقولون ذلك رمضان يأتي برزقه: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ﴾﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾،
﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ الله يقول ذلك نحن نرزقك وعد إلهي وهو لا يخلف الميعاد فاستقم لله تستقم لك الحياة، استقم لله تستقم لك الحياة لا رمضان وفقط، بل استقامة حقيقية تنطلق من النفس إلى البدن ورمضان إنما هو كذلك، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*لماذا.رمضان.لغز.الصيام.في.الإسلام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/qluCUy-py2Y
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد عمر بن عبدالعزيز المكلا 9/ رمضان/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن رمضان هو بمثابة الماء البارد، والمغتسل الطيب، والمكينة التي تصفي الروح والجسد والشوائب، رمضان مدرسة ربانية كبرى، وجامعة علمية عظمى، وبيت نموذجي سام جدا، رمضان يضرب ببركته القلوب والاجساد والأعمال، رمضان دورة تدريبية ربانية يتخرج منها الصائمون بعد ثلاثين يومـًا من الجهاد والمجاهدة والتحمل والمثابرة والثبات ورباطة الجأش…
- رمضان جامعة عريقة لجميع المسلمين دون استثناء، يتخرجون منها بأوسمة وشهادات على مختلف التخصصات، هذه التخصصات كل واحد على قدر استفادته من هذه الشهر المبارك، إنه شهر رباني بامتياز، الله جل جلاله بث فيه الفضائل والخيرات، وزرع فيه الكرامات والبركات، وجعل في هذا الشهر ما جعل من مكرمات، ينالها قلة من الناس، ويفقدها كثير منهم للأسف الشديد.
- رمضان هو في الحقيقة معركة بين العبد وبين الشيطان، معركة سامية مفصلية ومحورية بين العبد وبين النفس، معركة كبرى يخوضها العبد في كل يوم مرات لا في شيء دون شيء بل في أشياء وأغراض متعددة، فذلك الصائم عندما يهل هلال رمضان بدأت هذه المعركة مع الشيطان ومع النفس ومع الهوى ومع شياطين الإنس أيضا، مع الجميع دون استثناء، معركة مع النفس تبدأ حتى من الماء الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد لربما، والأكل كذلك يستطيعه في كل وقت وحين، وكل ما يمكن أن يفعله لينقض الصيام جاهز، ويستطيعه، وقادر عليه، لكن ذلك المسلم في مجاهدة عجيبة، وفي مطاردة غريبة لنفسه وهواه…
- تخيل أن ذلك المسلم نفسه يتحرى ويسأل ويدقق ويستفصل ويبحث عن حكم يسير جداً لا يجرح صومه، يسأل مثلاً عن حكم بلع الريق، حتى عن إبرة دواء أشبه بضرورية لحياته، ولبقاء جسده لكن لا يتناولها إلا بعد سؤال وبحث وتحري… إنه خوف وورع وعبادة لله عجيبة في شهر رمضان حتى من أكثر الناس إجراما، نعم حتى من أكبر الناس إجراما؛ فلربما يرتكب ما يرتكب من جرائم ومحرمات قد تكون بحجم الشرك وقتل النفس لكن في رمضان يتنبه حتى للصغائر….
- رمضان عجيب في قمة التزام الناس فعلاً، لكن عجبه لا يحل أن يقتصر عليه وحده، بل رمضان مدرسة لما بعده، ومحطة فقط للانطلاق لما خلفه، رمضان لا يقتصر على ثلاثين يومـًا وفق،ط بل على أكثر من ثلاث مئة يوم، إن رمضان ينبت لنا شجرة عميقة الجذور، صافية جليلة باسقة وافرة الظلال، ذلك المسلم يستظل بها في كل يوم مرات في سائر العام، إنها شجرة التقوى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ هذه الشجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، شجرة عميقة في القلب ورمضان غذاؤها، ورمضان ماؤها، ورمضان سقاؤها، ورمضان دواؤها، ورمضان زارعها، رمضان متعهدها، رمضان بمقام الحارس والماء العذب الزلال الذي يصل إليها لتنبت ولتستمر….
- إنه مختلف عن تصوراتنا مختلف جداً عما نتخيل عنه، وما أصبح عادة عند كثير من الناس، إن الله أراد به شيئـًا آخر اكثر وأبعد مما نتصور يمكن بمفهوم الإدارة خطة استراتيجية لسنة واحدة لعام واحد قصيرة المدى، لكنها ليست بقوانين من الجسد بل من القلب تنطلق ومن الروح تنبعث، إنها خطة حازمة تبدأ من أول ليلة من رمضان لتتصل بآخر يوم من شعبان لعام قادم هكذا يريده الله، هكذا يهدّف الله في كتابه الكريم لعلكم تتقون، في بداية آيات الصيام وفي نهاية آيات الصيام كذلك نبه على التقوى في آية أحل لكم ليلة الصيام، لعلكم تتقون، فالتقوى هي الهدف واللغز والمقصد الذي يجب أن يُفهم، والتقوى من القلب تبدأ، وإلى الجسد تنطلق في أعمال في كل شيء…
- والله لو أن رجلا -أجلكم الله- درب حيوانـًا لمدة ثلاثين يومـًا كل التدريب لتخرج الحيوان بمفاهيم أخرى وبحركات ومدربة غير الذي دخل بها؛ لأنه استمر مدة تعد طويلة فكيف بالإنسان يعقل، يسمع، يبصر، ينطلق بيديه بقدميه بصحة بعافية بكل شيء ولثلاثين يوما، والأعظم هو العقل الذي جعله الله السر الكبير لرب العالمين جل جلاله…
- فهل وعينا رمضان، وأدركنا عظمة أسرار هذا الشهر المبارك، وماذا يريد ربنا من تشريعه للصيام، هذه أمور يسيرة فقط والا فهي كثيرة جدا، ولهذا قال الله في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، يقول الله فإنه لي وأنا أجزي به"، أنا اتكفل بالجزاء لذلك فنرى الجزاء عمليـًا وروحيـًا ونفسيـًا وصحيـًا وعقليـًا ايضا، نراه في واقعنا، نراه في انطلاقاتنا، وتحركاتنا، وسكناتنا، نراه في كل أمورنا، قد يختلي الصائم بنفسه وهو في قمة العطش وبجواره الماء البارد ولكن يمتنع عن ذلك، وهكذا بما لذ وطاب لكنه يعلن شعار "إني أخاف الله رب العالمين"، أخاف ذلك اليوم العظيم، وهذا مطلوب أن يستمر في كل عام لا في شهر رمضان وحسب… .
- بل أبعد من هذا التصفية الأخلاقية والتهذيب البشري فيما بيننا وبين البشر، فيما بيننا وبين الناس، التصفية والتنقية الأخرى الأبعد الأصعب والأكبر والأكثر قد يتعبد متعبد بعبادات شتى فيما بينه وبين الله من ليل ونهار لكن لا تسأل عن أخلاقه بينه وبين الناس، وهذا لا يريده الإسلام، هذا لا يريده لا من قريب ولا من بعيد، ماذا يعني صيام من يمتنع عن الطعام والشراب لكنه لا يمتنع عن الحرام، ماذا يغني صيام صائم يمتنع عن الحلال عن الأكل والشرب الحلال أصلا لكنه لا يمتنع عن قول الحرام عن فعل الحرام من نهب وبطش وأخذ، من سب وقذف وشتم، من جرح مشاعر الآخرين من انتهاك لحرمات الآخرين، من أفعال لا ترضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان، اي صيام له؟ وأي عبادة، بل عبادته في واد وهو في واد آخر، وهو في واد سحيق عن تلك العبادات والطاعات، هل ينفع الصيام لهذا العبد إنه يصدق فيه كل الصدق قوله صلى الله عليه وسلم: "رب الصائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش" فقط جاع وعطش وفي وقت محدد أكل ما لذ وطاب، إن لم يكن لحد المرض والقرف والتخمة أكل، فهل ينفع
هذا العبد الصيام، إن الصيام أسمى وأكبر من هذا إنه صيام عن المحرمات والشهوات" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" هكذا يقول عليه الصلاة والسلام المربي الأعظم في الأمة، والمشرع في مثل هذه، أخلاق ومعاملات إنما هي نتيجة العبادات، نتيجة الصلوات، نتيجة الصيام، نتيجة الأركان بشكل عام، "من لم يدع قول الزور والعمل فيه فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فإن أحد قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم، وقال ولا يسخط ولا يجادل، وعند الإمام أحمد مسنده والأول في البخاري ومسلم ولا يجادل ولا يماري ولا يقل الا خيرا، حكم الصائم حاكم بما تعنيه الكلمة من حكم صارم على لسانه، على سمعه على كل جوارحه لا تنطلق الا لما يقتضيه الصيام والا فلا خير في صومه لا في رمضان ولا في غيره، إنه كف كل الكف عن أي وسيلة تؤدي للحرام، بل قال صلى عليه وسلم لصاحب القوة والعزيمة وصاحب الانطلاقة وصاحب النفس التواقة للحرام لربما هو الشاب "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء" فهو علاج حتى للشهوات وللمحرمات، وسيلة عظمى للتخلص من قاذورات النفس، وسيلة ربانية وتعليم إلهي، فالواجب على المسلم أن يستشعر هذه المعاني لهذا الشهر الكريم… أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الصيام أيها الإخوة بين تشريع الله وبين فعل الناس فيه فرق شاسع، وبعد كبير واسع، الصيام لو أننا تعرفنا وليس عرفناه فقط بل تعرفنا عليه لكان الصيام الذي يريده الإسلام، ولكن عندما صامت البطون وابتعدت القلوب كان الصيام كما نرى في كل يوم، وفي كل رمضان، يصوم عبدالله رمضان كله عن الطعام والشراب لكنه يفطر في رمضان بكله بالحرام، سمعه، وبصره، ويده، وقدمه فضلاً عن ضياع الأوقات فيما يحل وفيما لا يحل فهو كله ضياع، وإذا كان لا يحل فالمصيبة أعظم….
- رمضان اسمى واعلى واكبر من ما يتصور العبد، الصيام في الحقيقة صيامان صيام حسي وصيام معنوي، الصيام الحسي يستطيعه كل مسلم، والصيام المعنوي لا يقدر عليه إلا قلة قليلة من الناس، الصيام الحسي عن الطعام والشراب وما نعلم وما لا نعلم، وصيام معنوي عن الحرام، والصيام المعنوي عن الحرام بشتى صوره وأنواعه، وهذا الدي يريده الإسلام، وهو سر الصيام، إنه روح الصيام هو اللغز وراء الصيام وتجويع البطون والأبدان…
- إنه صيام آخر لا يفهمه الا من فهم، ولا يدركه إلا من أراد أن يخلص نفسه وروحه قبل أن يخلص بطنه من شهوة عاجلة، إنه صيام من الحرام عامة أيـًا كان وفي أي مكان وزمان كان، لا يفرق عنده أن يكون الحرام في نهار رمضان، أو يكون في ليله أو في شوال أو في شعبان لعام قادم، أو في أي وقت وحين هو حرام حرام وإن اختلفت أزمانه وأيامه وأسبابه…
- ورمضان إنما هو إشارة لتعويد النفس ولتتحمل النفس على الكف عن شهواتها وعن الكف عن محرماتها، وعن الكف عما تريد لتحتبس لما يريد جل جلاله، ومن كان كما أريد كما في الأثر القدسي كنت له كما يريد، من كان لله مريداً كان الله له معطيـًا كما قال ابن عطاء السكندري عليه رحمة الله، كن كما أريد أكن لك كما تريد، وإن لم تكن لي كما أريد لن أكون لك كما تريد، العبد يريد والله يريد ولن يكون الا ما يريد الله تبارك وتعالى، فأنت بين إرادة نفسك وبين إرادة خالقك، فإن أطعت الله طاعتك الدنيا أطاعتك رغمـًا عنها، وإن أنت أطعت نفسك وتركت خالقك تركت هملا في الحياة، عبدي خلقت الدنيا لأجلك فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب هكذا يقول الله كما في آثار أهل الكتا،ب وقد أجاز وأباح لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نحدث عن ما في كتبهم، خلقت الدنيا من أجلك فلا تتعب، وخلقتك من أجلي فلا تلعب، الدنيا تأتيك راغمة إذا أنت أحسنت عبادتك وطاعتك، وكلنا شهود على ذلك، أليس في رمضان تتوفر الأرزاق والناس جميعا يقولون ذلك رمضان يأتي برزقه: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾﴿ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ﴾﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾،
﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ الله يقول ذلك نحن نرزقك وعد إلهي وهو لا يخلف الميعاد فاستقم لله تستقم لك الحياة، استقم لله تستقم لك الحياة لا رمضان وفقط، بل استقامة حقيقية تنطلق من النفس إلى البدن ورمضان إنما هو كذلك، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*تنبيهات.في.بداية.رمضان.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*تنبيهات.في.بداية.رمضان.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/bSDMMgVDQvA
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ رمضان/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه: "لا يأتي على الناس عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، لخير من دبت أقدامهم على الثرى بعد الأنبياء، يقول لهم هذا ومعناه قرن الصحابة خير القرون، ثم جاء عهد السلف القرن الثاني، ومع أنه أيضًا مزكى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه أقل شأنًا من قرن الصحابة، ثم يأتي بعده القرن الثالث وهو مزكى أيضًا: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وهكذا كل قرن فالذي بعده شر منه إلى هذه القرون المتأخرة التي هي في ذيل قافلة هذا التصنيف النبوي الإلهي قبل ذلك: ﴿إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى﴾… .
- إنه والله لأمر شديد يحتاج منا إلى فطنة، وإلى تدبر، وإلى فحص شديد، ومراجعة لعقولنا وأعمالنا؛ فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الصحابة والقرون المتقدمة فماذا عنا؟ ماذا عن عهدنا؟ماذا عن عصرنا؟ ماذا عن زماننا؟ ماذا عن أيامنا؟ بل قل ماذا عن أعمالنا؟.
- ولقد أصبحت ذنوبنا ومعاصينا ومآسينا أعظم وأشد وأكبر وأكثر وأخطر وأوأبي في عصر التكنولوجيا المعاصرة وأصبح ذلك الطفل الصغير قبل الكبير يومه مع نفسه، يومه مع لهوه مع لعبه، يومه مع انشغالات أخرى تافهة عن حياته، لا تنفع ولا تضر، إن لم تكن تضر في غالبها، هذا فضلاً عن الشاب العاقل، وعن الشيخ المسن…
- فالمعاصي في زماننا تكالبت وكثرت وتوسعت، والجرائم ارتكب وزادت وعمت، سواء مجتمعية شخصية عالمية فردية فنحتاج إلى مطهرات، نحتاج إلى غربلة، نحتاج الى محطات وقود لقلوبنا، نحتاج ضرورة إلى وقفات ربانية تسعف أرواحنا، وتغفر زلاتنا، وتنتشلنا من مآسينا، نحتاج أيها الأخوة في زماننا الذي هو أعوج من أزمان غيرنا إلى محطات إلهية، ومفازات ربانية، إنها مفازات نحو الله والدار الآخرة، مفازات نحو رفعتنا توصلنا إلى ربنا، نحو الجنة التي نطلبها بأقوالنا كثيرا لا بأعمالنا، نحتاج إلى المدرسة المربية، والجامعة المعلمة، والضيف العزيز الذي هو مثل رمضان، فهو مفازة، ومدرسة، وجامعة وهدية ربانية، وضيف إلهي كريم…
- ولكن الحقيقة على أن هذه الضيافات الإلهية التي يمنحنا الله إياها لا ينتفع بها كل أحد، ولا يعيها كل مسلم، ولا يتأملها كل فرد منا، لربما أصبحت عادات في بداية رمضان، وفي أوائل رمضان، فنستمع الدروس والخطب والمحاضرات، بل قد يكون من المسلمين يحفظون الأحاديث عن رمضان، وعن فضل رمضان، بل قبل أن يصعد الخطيب إلى المنبر قلوبهم توحي اليهم على أنه سيتحدث عن كذا وكذا فما يخرم ربما حرفا من حدسهم، وتحدث به إليهم قلوبهم؛ لأنها أشياء متكررة، وأحاديث عابرة محفوظة تلقائيـًا بالنفوس، فأصبحت هكذا عادات تجري لا عبادات تمضي، عادات تمر لا عبادة فيه تسري على القلوب فتنتفع بها الأجساد، وتعمل بأمرها الأعضاء…
- فآهات ومآسي وويلات مع أننا أحوج ما نكون في زماننا إلى هذه المحطات ولكن القلب يبعدها، والنفوس أيضًا في بعد كثير عن مثلها فنحتاج أولاً لننتفع إلى أن تتحول هذه العبادات الى عبادات وليس إلى عادات، أن تكون هذه العبادة هي عبادة كما شرعها الله، أن يكون رمضان هو رمضان كما أراده الله، ان تكون الاهداف الربانية موافقة للأهداف البشرية، أن نكون وفق الخطة التي يريدها الله لنا، أما أن تكالبت بنا الحياة، وذهبت بنا هنا وهناك سيخرج رمضان كما دخل، محفوظة أحاديثه، ومعلومة فضائله، ومقروءة دروسه، وقد مرت كثير وكثير من خطبه، نحتاج إلى أن تتحول العبادة الى عبادة حقيقية تمر على القلب فينتفع بها وإن قلت وإن صغرت، وإن كانت يسرة خاطفة…
- هذا صحابي لا يعرف حتى اسمه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي المجهول كل الجهل لدينا حتى الصحابة في رواياتهم لم يذكروه لأنه غير مشهور لديهم، بل لربما لم يعرفوه أصلا، ومع هذا استمع للحديث جيدا فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، فأقعده النبي صلى الله عليه وسلم أمامه، ولقنه سورة الزلزلة فقط فحفظها ووعاها ثم لما انتهى صلى الله عليه وسلم من قوله ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، وضع يده على رأسه وولى ولم ينتظر لتعليم جديد ولحديثه صلى الله عليه وسلم وقال حسبي حسبي حتى غادر مجتمع الصحابة وهو يردد الكلمات حسبي حسبي، وهنا قال صلى الله عليه وسلم لصحابته ينبههم أن العظة ليست بكثرة المحفوظات، وليست بكثرة العبادات، والعاديات التي تجري عند كثير من الناس دون استشعار لها قال صلى الله عليه وسلم: "فقُه الرجل" وفرق بين فقَه وفقِه وفقُه الرجل بضم قاف الوسط أي ان الفقه أصبح سجيته، وأصبح الرجل فقيها وليس تكلفا وليس تعلما بل قذف الله الفقه في قلبه: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، فبسورة
واحدة انتفع بها لأنه وعاها…
- هل كذلك بالنسبة لعبادات رمضان يتغير الافراد بدخولها وتحولوا من أفراد عاديين إلى افراد غير عاديين، هل دخل رمضان وفلان العاصي في معصيته ثم خرج رمضان الا وقد ترك ذنبه ومعصيته، هل كذلك الم يقل الله في كتابه الكريم ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ لعلكم تتقون حتى تتقون، والتقوى هي خير وارفع ما يصل إليه المسلم حتى قال الله عن الجنة وأنها ثمن التقوى وللمتقين حصرا ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا﴾﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ فالتقوى مفتاح الجنة يمكن أن نقول، ويحصل عليها المسلم في رمضان لكن بنسبة كم من المسلمين الذين يصومون ويحصلون على التقوى إذا أصبحت العبادات عادات وبالتالي لم ينتفع بها المسلمون أو كثير منهم تحول إلى عادة ومظهر عادي سلوكي يمكن أن يحصل خاصة في رمضان يصوم كما يصوم الناس، فلابد له من وقفة جادة حتى نتغير، حتى ننتفع بالطاعات، وتعود العبادة الى ما كانت عليه في الرعيل الأول ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣]، فكل ذرة وكل لحظة وكل ثانية من حياتنا الواجب أن تكون عبادة لربنا لله ليست لنفسي وليست لهاتفي وليست للناس حوالي وليست لأحد أبدا انما هي للواحد الأحد جل جلاله، ان نغير ذلك حق التغيير في بداية شهر التغيير، تغيير للأفضل تغيير عبادي، تغيير لما في النفوس، تغيير للذنوب، تغيير لواقع مأساوي فردي وجماعي حتى نرتقي دنيا ودين.. {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم} يعني أنه كثير لا ينفع التغيير الفردي ولابد من تغيير جماعي ليتغير المجتمع، لا يغير ما بقوم شرط الله القومية قوم مجتمع كبير لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فنحتاج إلى معاني صافية وعبادة حقيقية في القلوب لتنطلق بها الأجساد ثم يكون التغيير الجذري للمجتمعات وقبل هذا لابد من مرور على الأفراد فإذا لم يتغير الأفراد لن يتغير المجتمع فالأفراد هم عنصر اساس في المجتمع بل إذا لم يكن الأفراد لم يكن المجتمع أصلا، ولكن نحتاج ألى تكاتف في تغييرك هذا حتى يغير الله ما بنا لا ننس أن نأتي الى المساجد فنزدحم أو إلى المصاحف فنأخذها أو إلى هذا وذاك لكنها خالية في قلوبنا بل هي فقط أجساد تسري لا أرواح ترتوي بل نروي القلوب قبل أن يرو التمتمات باللسان وهي بعيدة عن الجَنان…
- فلا بد من هذا الشرط أن نعيه في بداية رمضان في بداية كل عبادة وطاعة على الاطلاق حتى ننتفع بها وإن قلت الأعمال، وإن كانت ما كانت؛ فليلة القدر خير من الف شهر خير من عمر فلان وفلان بل لربما مئات من الناس لا يتعمرون هذا العمر، فلان يتعمر عشراً بعد بلوغه، وفلان خمسا وفلان أقل وهكذا فلربما هي خير لي من أعمال كثير من الناس هي ليلة واحدة لكنها ليلة عظيمة لمن استغلها، وهي تكون في رمضان لكن هل يعقل أن يدركها إنسان لم يدرك كل ليلة من رمضان، ولا عمل اعظم من عملك في ليلة أعظم كليلة القدر فإن رمضان هو في الحقيقة ليلة مصغرة لليلة القدر من استغل لياليه فإنه سيستغلها حتما، ومن عبث فيها وضيعها وأضاعها بما لا داعي له عكوف على هواتف أو عكوف على ما لا فائدة فيه والأخطر من هذا المسلسلات المتراكمة والكثيرة، وكل قناة تجذب المسلم اليها وكل مسلسل يدعو المسلم إليه والكل يتقاذف المسلم، ثم يقول ماذا بعد رمضان لا شيء غير الندم إن ندم ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾...
ـ وهنا ﴿يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا﴾ ليس المقصود به الشخص فقط بل المقصود بها الصفة فكل صفة تحققت بهذا الذي هو البعد عن الله سواء كان تلفزيونـًا كان هاتفـًا كان شخصـًا كان عملاً كان أي شيء من أنواع الضياع صدق عليه لفظ فلان ﴿يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾ ﴿يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا﴾ .
- فرمضان أيها الإخوة مدرسة وضيف كريم من اكرمه بحسن العمل فيه أكرمه الله تبارك وتعالى بالتوبة النصوح وبالأعمال الصالحة وخرج رمضان وقد تحققت فيه التقوى وأكرمه الله بكرامات من أرزاق وصحة ومعافاة وهدوء نفسي ومجتمعي وفي كل الأحوال…
- فرمضان كريم من أكرمه بحسن استغلاله أكرمه الله بما يحب ذلك العبد، وفي الأثر القدسي وليس بحديث: (وما تحول عبدي مما أحب ألى ما اكره الا تحولت عليه مما يحب إلى ما يكره، وما تحول عبدي مما اكره الى ما احب الا تحولت عليه مما يكره الى ما يحب) فمن تحول من الطاعة إلى المعصية تحول الله عليه مما يحب إلى ما يكره، ومن تحول من المعصية إلى الطاعة تحول الله عليه إلى ما يحب وإلى ما يرضى ذلك العبد وقد ورد أن داوود عليه السلام وصى الله تبارك وتعالى بابنه سليمان قال يا ربي أريدك ان تكون لولدي سليمان كما كنت لي، قال الله له قل لولدك سليمان يكن لي كما كنت أنت لي أكن له كما كنت أنا لك، فنحتاج إلى ان نستغل أوقات رمضان بما يحب ربنا ويرضى ليرضى عنا ويتحول علينا مما نكره إلى ما نرضى ونحب أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن رمضان مدرسة عظيمة وليست في مدرسة الخلق بل هي مدرسة الخالق، وإنه جامعة كبيرة ليست بجامعة الناس بل هي جامعة رب الناس، وإن رمضان ضيف زائر لا من البشر بل هو من الله تبارك وتعالى، وإن رمضان هو مزرعة كبيرة وحديقة غناء وارفة الظلال وهو مزرعة عظمى تنتج الثمار الرائعة الجميلة والمحبوبة والتي ينتفع بها الناس فنحتاج إلى أن نقطف هذه الثمار بالأعمال الصالحة، والأوقات المستغلة، بإدراك رمضان حق الإدراك حتى ننال الفضائل التي أوردها النبي صلى الله عليه وسلم فيه "من صام رمضان إيمانـًا واحتسابـًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" وكلنا يصوم كلنا يصوم بل لو كان مرائيـًا لو كان عابثًا لاهيًا لو كان مذنبًا مجرمًا لو كان عاصيًا إلا رمضان فإنه لا يفرط فيه، ليس كالصلاة كثير من الناس يضيعها، رمضان شيء آخر تقريبا يجمع عليه المسلمون على صومه حتى العلمانيين أكثر الناس في عهدنا كفرا وجرما ومع هذا يكثرون من صومه إن لم يصوموه كله، لكن هذه الثمرة ليست مباحة لكل أحد، فكل الناس يصومون لكن من غفر له مع أنهم يصومون من صام رمضان ايمانًا الف خط تحت ايمانًا ومثل ذلك تحت حسابا من صام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، زاد البخاري وما تأخر، فضل من الله ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأيضا ورمضان إلى رمضان كفارات بينهن إذا اجتنبت الكبائر، وكلها أحاديث ثابتة المغفرة، بل النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ولا يصعده عليه الصلاة والسلام الا لأمر مهم وكان جبريل يدعو ثلاثـًا ومنها على ذلك الذي أدرك رمضان وصام ولم يغفر له ويأمن على الدعاء من جبريل، رغم أنف من أدركه رمضان ثم انصرم ولم يغفر له قل آمين فقلت آمين النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعاء خير الملائكة، وهو خير أهل الأرض صلى الله عليه وسلم ويؤمن على ذلك الدعاء بالمغفر من كل جهة ولكن قليل من ينالها فضلا عن التقوى المذكورة في كتاب الله عز وجل،
فيا أيها الأخوة هذه الثمار العظيمة نحتاج إلى أن نستغلها حق الاستغلال بالطاعة والعبادة في رمضان حسن الاستغلال والاستقبال والضيافة لهذا الضيف الرباني ومن أحسن فيه ارتحل إلى الله بمدحه ثم كان له في سائر العام مادحًا راضيًا محسنا، ومن كان على غير ذلك فأساء استقبال هذا الضيف فارتحل بذنبه إلى ربه ثم يكون الغضب طوال العام، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: *❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/bSDMMgVDQvA
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ رمضان/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه: "لا يأتي على الناس عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، لخير من دبت أقدامهم على الثرى بعد الأنبياء، يقول لهم هذا ومعناه قرن الصحابة خير القرون، ثم جاء عهد السلف القرن الثاني، ومع أنه أيضًا مزكى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه أقل شأنًا من قرن الصحابة، ثم يأتي بعده القرن الثالث وهو مزكى أيضًا: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وهكذا كل قرن فالذي بعده شر منه إلى هذه القرون المتأخرة التي هي في ذيل قافلة هذا التصنيف النبوي الإلهي قبل ذلك: ﴿إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى﴾… .
- إنه والله لأمر شديد يحتاج منا إلى فطنة، وإلى تدبر، وإلى فحص شديد، ومراجعة لعقولنا وأعمالنا؛ فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الصحابة والقرون المتقدمة فماذا عنا؟ ماذا عن عهدنا؟ماذا عن عصرنا؟ ماذا عن زماننا؟ ماذا عن أيامنا؟ بل قل ماذا عن أعمالنا؟.
- ولقد أصبحت ذنوبنا ومعاصينا ومآسينا أعظم وأشد وأكبر وأكثر وأخطر وأوأبي في عصر التكنولوجيا المعاصرة وأصبح ذلك الطفل الصغير قبل الكبير يومه مع نفسه، يومه مع لهوه مع لعبه، يومه مع انشغالات أخرى تافهة عن حياته، لا تنفع ولا تضر، إن لم تكن تضر في غالبها، هذا فضلاً عن الشاب العاقل، وعن الشيخ المسن…
- فالمعاصي في زماننا تكالبت وكثرت وتوسعت، والجرائم ارتكب وزادت وعمت، سواء مجتمعية شخصية عالمية فردية فنحتاج إلى مطهرات، نحتاج إلى غربلة، نحتاج الى محطات وقود لقلوبنا، نحتاج ضرورة إلى وقفات ربانية تسعف أرواحنا، وتغفر زلاتنا، وتنتشلنا من مآسينا، نحتاج أيها الأخوة في زماننا الذي هو أعوج من أزمان غيرنا إلى محطات إلهية، ومفازات ربانية، إنها مفازات نحو الله والدار الآخرة، مفازات نحو رفعتنا توصلنا إلى ربنا، نحو الجنة التي نطلبها بأقوالنا كثيرا لا بأعمالنا، نحتاج إلى المدرسة المربية، والجامعة المعلمة، والضيف العزيز الذي هو مثل رمضان، فهو مفازة، ومدرسة، وجامعة وهدية ربانية، وضيف إلهي كريم…
- ولكن الحقيقة على أن هذه الضيافات الإلهية التي يمنحنا الله إياها لا ينتفع بها كل أحد، ولا يعيها كل مسلم، ولا يتأملها كل فرد منا، لربما أصبحت عادات في بداية رمضان، وفي أوائل رمضان، فنستمع الدروس والخطب والمحاضرات، بل قد يكون من المسلمين يحفظون الأحاديث عن رمضان، وعن فضل رمضان، بل قبل أن يصعد الخطيب إلى المنبر قلوبهم توحي اليهم على أنه سيتحدث عن كذا وكذا فما يخرم ربما حرفا من حدسهم، وتحدث به إليهم قلوبهم؛ لأنها أشياء متكررة، وأحاديث عابرة محفوظة تلقائيـًا بالنفوس، فأصبحت هكذا عادات تجري لا عبادات تمضي، عادات تمر لا عبادة فيه تسري على القلوب فتنتفع بها الأجساد، وتعمل بأمرها الأعضاء…
- فآهات ومآسي وويلات مع أننا أحوج ما نكون في زماننا إلى هذه المحطات ولكن القلب يبعدها، والنفوس أيضًا في بعد كثير عن مثلها فنحتاج أولاً لننتفع إلى أن تتحول هذه العبادات الى عبادات وليس إلى عادات، أن تكون هذه العبادة هي عبادة كما شرعها الله، أن يكون رمضان هو رمضان كما أراده الله، ان تكون الاهداف الربانية موافقة للأهداف البشرية، أن نكون وفق الخطة التي يريدها الله لنا، أما أن تكالبت بنا الحياة، وذهبت بنا هنا وهناك سيخرج رمضان كما دخل، محفوظة أحاديثه، ومعلومة فضائله، ومقروءة دروسه، وقد مرت كثير وكثير من خطبه، نحتاج إلى أن تتحول العبادة الى عبادة حقيقية تمر على القلب فينتفع بها وإن قلت وإن صغرت، وإن كانت يسرة خاطفة…
- هذا صحابي لا يعرف حتى اسمه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي المجهول كل الجهل لدينا حتى الصحابة في رواياتهم لم يذكروه لأنه غير مشهور لديهم، بل لربما لم يعرفوه أصلا، ومع هذا استمع للحديث جيدا فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، فأقعده النبي صلى الله عليه وسلم أمامه، ولقنه سورة الزلزلة فقط فحفظها ووعاها ثم لما انتهى صلى الله عليه وسلم من قوله ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾، وضع يده على رأسه وولى ولم ينتظر لتعليم جديد ولحديثه صلى الله عليه وسلم وقال حسبي حسبي حتى غادر مجتمع الصحابة وهو يردد الكلمات حسبي حسبي، وهنا قال صلى الله عليه وسلم لصحابته ينبههم أن العظة ليست بكثرة المحفوظات، وليست بكثرة العبادات، والعاديات التي تجري عند كثير من الناس دون استشعار لها قال صلى الله عليه وسلم: "فقُه الرجل" وفرق بين فقَه وفقِه وفقُه الرجل بضم قاف الوسط أي ان الفقه أصبح سجيته، وأصبح الرجل فقيها وليس تكلفا وليس تعلما بل قذف الله الفقه في قلبه: {واتقوا الله ويعلمكم الله}، فبسورة
واحدة انتفع بها لأنه وعاها…
- هل كذلك بالنسبة لعبادات رمضان يتغير الافراد بدخولها وتحولوا من أفراد عاديين إلى افراد غير عاديين، هل دخل رمضان وفلان العاصي في معصيته ثم خرج رمضان الا وقد ترك ذنبه ومعصيته، هل كذلك الم يقل الله في كتابه الكريم ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ لعلكم تتقون حتى تتقون، والتقوى هي خير وارفع ما يصل إليه المسلم حتى قال الله عن الجنة وأنها ثمن التقوى وللمتقين حصرا ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا﴾﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ فالتقوى مفتاح الجنة يمكن أن نقول، ويحصل عليها المسلم في رمضان لكن بنسبة كم من المسلمين الذين يصومون ويحصلون على التقوى إذا أصبحت العبادات عادات وبالتالي لم ينتفع بها المسلمون أو كثير منهم تحول إلى عادة ومظهر عادي سلوكي يمكن أن يحصل خاصة في رمضان يصوم كما يصوم الناس، فلابد له من وقفة جادة حتى نتغير، حتى ننتفع بالطاعات، وتعود العبادة الى ما كانت عليه في الرعيل الأول ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣]، فكل ذرة وكل لحظة وكل ثانية من حياتنا الواجب أن تكون عبادة لربنا لله ليست لنفسي وليست لهاتفي وليست للناس حوالي وليست لأحد أبدا انما هي للواحد الأحد جل جلاله، ان نغير ذلك حق التغيير في بداية شهر التغيير، تغيير للأفضل تغيير عبادي، تغيير لما في النفوس، تغيير للذنوب، تغيير لواقع مأساوي فردي وجماعي حتى نرتقي دنيا ودين.. {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم} يعني أنه كثير لا ينفع التغيير الفردي ولابد من تغيير جماعي ليتغير المجتمع، لا يغير ما بقوم شرط الله القومية قوم مجتمع كبير لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فنحتاج إلى معاني صافية وعبادة حقيقية في القلوب لتنطلق بها الأجساد ثم يكون التغيير الجذري للمجتمعات وقبل هذا لابد من مرور على الأفراد فإذا لم يتغير الأفراد لن يتغير المجتمع فالأفراد هم عنصر اساس في المجتمع بل إذا لم يكن الأفراد لم يكن المجتمع أصلا، ولكن نحتاج ألى تكاتف في تغييرك هذا حتى يغير الله ما بنا لا ننس أن نأتي الى المساجد فنزدحم أو إلى المصاحف فنأخذها أو إلى هذا وذاك لكنها خالية في قلوبنا بل هي فقط أجساد تسري لا أرواح ترتوي بل نروي القلوب قبل أن يرو التمتمات باللسان وهي بعيدة عن الجَنان…
- فلا بد من هذا الشرط أن نعيه في بداية رمضان في بداية كل عبادة وطاعة على الاطلاق حتى ننتفع بها وإن قلت الأعمال، وإن كانت ما كانت؛ فليلة القدر خير من الف شهر خير من عمر فلان وفلان بل لربما مئات من الناس لا يتعمرون هذا العمر، فلان يتعمر عشراً بعد بلوغه، وفلان خمسا وفلان أقل وهكذا فلربما هي خير لي من أعمال كثير من الناس هي ليلة واحدة لكنها ليلة عظيمة لمن استغلها، وهي تكون في رمضان لكن هل يعقل أن يدركها إنسان لم يدرك كل ليلة من رمضان، ولا عمل اعظم من عملك في ليلة أعظم كليلة القدر فإن رمضان هو في الحقيقة ليلة مصغرة لليلة القدر من استغل لياليه فإنه سيستغلها حتما، ومن عبث فيها وضيعها وأضاعها بما لا داعي له عكوف على هواتف أو عكوف على ما لا فائدة فيه والأخطر من هذا المسلسلات المتراكمة والكثيرة، وكل قناة تجذب المسلم اليها وكل مسلسل يدعو المسلم إليه والكل يتقاذف المسلم، ثم يقول ماذا بعد رمضان لا شيء غير الندم إن ندم ﴿وَيَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيهِ يَقولُ يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾...
ـ وهنا ﴿يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا﴾ ليس المقصود به الشخص فقط بل المقصود بها الصفة فكل صفة تحققت بهذا الذي هو البعد عن الله سواء كان تلفزيونـًا كان هاتفـًا كان شخصـًا كان عملاً كان أي شيء من أنواع الضياع صدق عليه لفظ فلان ﴿يا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسولِ سَبيلًا﴾ ﴿يا وَيلَتى لَيتَني لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَليلًا﴾ .
- فرمضان أيها الإخوة مدرسة وضيف كريم من اكرمه بحسن العمل فيه أكرمه الله تبارك وتعالى بالتوبة النصوح وبالأعمال الصالحة وخرج رمضان وقد تحققت فيه التقوى وأكرمه الله بكرامات من أرزاق وصحة ومعافاة وهدوء نفسي ومجتمعي وفي كل الأحوال…
- فرمضان كريم من أكرمه بحسن استغلاله أكرمه الله بما يحب ذلك العبد، وفي الأثر القدسي وليس بحديث: (وما تحول عبدي مما أحب ألى ما اكره الا تحولت عليه مما يحب إلى ما يكره، وما تحول عبدي مما اكره الى ما احب الا تحولت عليه مما يكره الى ما يحب) فمن تحول من الطاعة إلى المعصية تحول الله عليه مما يحب إلى ما يكره، ومن تحول من المعصية إلى الطاعة تحول الله عليه إلى ما يحب وإلى ما يرضى ذلك العبد وقد ورد أن داوود عليه السلام وصى الله تبارك وتعالى بابنه سليمان قال يا ربي أريدك ان تكون لولدي سليمان كما كنت لي، قال الله له قل لولدك سليمان يكن لي كما كنت أنت لي أكن له كما كنت أنا لك، فنحتاج إلى ان نستغل أوقات رمضان بما يحب ربنا ويرضى ليرضى عنا ويتحول علينا مما نكره إلى ما نرضى ونحب أقول قولي هذا واستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن رمضان مدرسة عظيمة وليست في مدرسة الخلق بل هي مدرسة الخالق، وإنه جامعة كبيرة ليست بجامعة الناس بل هي جامعة رب الناس، وإن رمضان ضيف زائر لا من البشر بل هو من الله تبارك وتعالى، وإن رمضان هو مزرعة كبيرة وحديقة غناء وارفة الظلال وهو مزرعة عظمى تنتج الثمار الرائعة الجميلة والمحبوبة والتي ينتفع بها الناس فنحتاج إلى أن نقطف هذه الثمار بالأعمال الصالحة، والأوقات المستغلة، بإدراك رمضان حق الإدراك حتى ننال الفضائل التي أوردها النبي صلى الله عليه وسلم فيه "من صام رمضان إيمانـًا واحتسابـًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" وكلنا يصوم كلنا يصوم بل لو كان مرائيـًا لو كان عابثًا لاهيًا لو كان مذنبًا مجرمًا لو كان عاصيًا إلا رمضان فإنه لا يفرط فيه، ليس كالصلاة كثير من الناس يضيعها، رمضان شيء آخر تقريبا يجمع عليه المسلمون على صومه حتى العلمانيين أكثر الناس في عهدنا كفرا وجرما ومع هذا يكثرون من صومه إن لم يصوموه كله، لكن هذه الثمرة ليست مباحة لكل أحد، فكل الناس يصومون لكن من غفر له مع أنهم يصومون من صام رمضان ايمانًا الف خط تحت ايمانًا ومثل ذلك تحت حسابا من صام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، زاد البخاري وما تأخر، فضل من الله ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأيضا ورمضان إلى رمضان كفارات بينهن إذا اجتنبت الكبائر، وكلها أحاديث ثابتة المغفرة، بل النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ولا يصعده عليه الصلاة والسلام الا لأمر مهم وكان جبريل يدعو ثلاثـًا ومنها على ذلك الذي أدرك رمضان وصام ولم يغفر له ويأمن على الدعاء من جبريل، رغم أنف من أدركه رمضان ثم انصرم ولم يغفر له قل آمين فقلت آمين النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعاء خير الملائكة، وهو خير أهل الأرض صلى الله عليه وسلم ويؤمن على ذلك الدعاء بالمغفر من كل جهة ولكن قليل من ينالها فضلا عن التقوى المذكورة في كتاب الله عز وجل،
فيا أيها الأخوة هذه الثمار العظيمة نحتاج إلى أن نستغلها حق الاستغلال بالطاعة والعبادة في رمضان حسن الاستغلال والاستقبال والضيافة لهذا الضيف الرباني ومن أحسن فيه ارتحل إلى الله بمدحه ثم كان له في سائر العام مادحًا راضيًا محسنا، ومن كان على غير ذلك فأساء استقبال هذا الضيف فارتحل بذنبه إلى ربه ثم يكون الغضب طوال العام، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: *❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*صراع.الهويةالإسلاميةمع.الهويات.الجاهلية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*صراع.الهويةالإسلاميةمع.الهويات.الجاهلية.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FTXsM_3aAiQ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 20/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الأمم تعاهدت، وتواثقت، واتفقت على أن ذلك الذي يحترم مبادئه، وقيمه، وثوابته، وما جُبل عليه فإنها تحترمه، وتقدره، وتجله، وتعظمه، ويكون له الشأن لديها، أما إذا رفض ذلك بكله، وسفل، ورضي بالأدنى، ولم يعر اهتمامـًا للأعلى، فإنها تحتقره، فإنها تمتهنه، فإنها تذله، فإنها تذمه، وهو واقعنا، وهو الموجود فيما بيننا، وهو المعايش الذي نشاهده في كل حين عندنا….
- والعجيب بينما أمم الغرب تقدس مبادئها، وتحترم ما هي عليه وإن كانت على ضلالٍ مبين، إذا بأمتنا تتخلى عن خيريتها، وعن رضا الله عن إسلامها، وعن دينها، وتتخلى عن مبادئها وقيمها، وبالتالي ضعفت أمام الاعداء، وهشت، وأُكلت، والتُهمت، وانتُزعت خيريتها، وبركتها، ورضا الله منها، وأصبحت كما نرى شذر مذر، قتال، خصام، شقاق، نفاق، دماء، ويلات، فقر، دمار هنا وهناك، أصبحت عبرة للتخلف وللانحطاط، وللفقر والتعاسة، وللقتل وللشقاء، وللدمار، وللمأساة، ولما هي فيه، بينما كانت في السابق أمة واحدة يهابها الشرق والغرب، يرتعد لها هذا وذاك، يتحكم حاكمها حتى بسحابة تمشي على سمائه ويقول (أمطري حيث شئتِ فإن خراجكِ آت إلي إما زكاة المسلمين، وإما جزية الكافرين) هكذا يقولون عندما اعتزوا بمبادئ الإسلام، عندما افتخروا بما هم فيه من دين العدنان، عندما ثبتوا ثبات الجبال أمام زحف الأعداء…
- ولنا في الكافرين عبرة كيف أنهم لا يتنازلون عن مقدساتهم، ومبادئهم، وما هم فيه، وهم كفار لبني جنسهم لننظر مثلاً إلى اتفاقية الجات الاتفاقية الشهيرة، اتفاقية العولمة أن يخضع العالم لتوجه الولايات المتحدة، اتفاقية ظالمة، مجرمة، ولا ريب على أنها تريد أن تبتلع العالم في بطن واحد هو بطن أمريكا، انظروا إلى مواجهة الدول الغربية لهذه الاتفاقية فقد احتفظت مثلاً السند لأمريكا فرنسا كيف احتفظت بجزئها الثقافي، وأعلنت استثناء للجزء الثقافي من اتفاقية الجات، ومنعت تنفيذه، وحاربتها تماما حتى فرضت غرامات على من يتحدث بغير الفرنسية، بل رفضت ترجمت كتبها لغير الفرنسية وقالت من أرادنا تعلم لغتنا…!.
- بينما الدول العربية انصهرت انصهاراً شديداً مخزيا، ووافقت بأول وهلة، ولا زالت على أي اتفاقيات كانت، على أي شيء كان ما دام وأنه جاء من فوق أمريكا أعني، وإلى متى هذا التسليم والتنازل، وإلى متى نرضى بالدون والله فوق كل أحد، كما قال صاحب القتال والمعارك، وذلك الذي يفتخر المسلمون عندما يسمعون باسمه كخالد بن الوليد، لما قيل له هذا جبل سلمى وهذا جبل أجأ فلنلتجأ إلى أحدهما، يعني نختبئ في أحدهما، فقال لا إلى سلمى ولا إلى أجأ ولكن إلى الله الملتجأ، بل قال عمر المختار رحمه الله إذا كانت تمتلك دباباتها وصواريخها وتمتلك ما تمتلك فإن الله فوقها، فإن الله أعلى منها، فإن الله أكبر منها، فإن الله فوق الجميع… فمادام هو أعلى منهم فلا قلق من كل شيء يأتي منهم.
- إن من يعتز بهذه المبادئ والمقدسات وبدينه وبإسلامه لا يمكن أن يرتضي بما هو دون، ولا يتشبه باليهود الذين قال الله فيهم:﴿أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ﴾،
أترضون بالامتهان والذلة والمسكنة والحقارة، أترضون بذلك بعد أن أعطاكم الله من عنده المن والسلوى ثم تطلبون البصل والعدس، وأشباه هذه من الدونيات مما لا تؤكل الا اضطراراً اتفعلون وترضون به: ﴿وَإِذ قُلتُم يا موسى لَن نَصبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبَّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَقِثّائِها وَفومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ اهبِطوا مِصرًا فَإِنَّ لَكُم ما سَأَلتُم وَضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسكَنَةُ وَباءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾، وهو هو ذلك الذي نراه، والذي نشاهده، والذي أصبح فينا، وبيننا، وحوالينا؛ ففي كل يوم نرى شعارات براقة، وهتافات شيطانية، واحتفالات باطلة فيوم من الأيام هوية يمنية، ويوم آخر إذا بوعل يُعبد، ويوم آخر إذا بالفرعونية تظهر، تخيلوا على أن أمتنا التي مطلوب أن تؤمن على أن فرعون ادعى الألوهية، وعلى أنه من قال كما نقل الله عنه في محكم التنزيل: {أنا ربكم الأعلى} ولم يرتضِ الله إسلامه ودينه مع أنه فعل في آخر لحظاته {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ﴾ قال الله: ﴿آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ﴾، فلا إيمان ولا دين هنا يقبل منك؛ أنت عبرة في قبضة الله لتكن عبرة لغيرك، واليوم الفراعنة الجدد وما أكثر هؤلاء بالملايين يتفاخرون إما بأندية باسم الفراعنة، أو بقنوات معروفة مشهورة باسم الفراعنة، أو بجامعات أو باتحادات أو بائتلافات أو بما شئت، افتخار واعتزاز بالفرعونية…
- وعندنا اعتزاز وافتخار آخر بأمر تافه، وشيء يستحيا ذكره، ونصون مسامعكم عنه، لقد كان مطموسًا وملغيـًا ومهمشًا حتى ابتعثه أولئك الذين لا دين لهم، ولا خلاق لهم، ولا نعرف من وراءهم، وكيف ظهر واليوم سيصبح عيدا وطنيا كما يقولون، لقد اظهروه للناس فآمن الناس به تلقائيًا لا يعرفون ما المطلوب منهم، ومن الدافع لهم، ومن يحركهم، بل يقدسون ويمجدون هؤلاء الذين يقدسون عبهلة الذي ادعى النبوة بين (الأسود العنسي) لقبه هكذا عبهلة يقدسونه ويمجدونه ويعظمونه وافتعلوا له الأفاعيل، واختلقوا له ايضًا القصص التي تحكي عن قوميته اليمنية وعن عروبته وعن أشيائه ثم يقولون كذبـًا لا دخل لنا بدينه، الأهم أنه ينتمي إلى يمنيته، متى نرتضي بجزء بسيط جداً من أمتنا أمام أمة بكاملها سماها الله لم يسم أمة عبداً ولا دينـًا ولا شيئـًا من ذلك الا أمة محمد صلى الله عليه وسلم {هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمينَ مِن قَبلُ...} بل جعل الخيرية فيهم ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ...} أو خير يمني مثلاً لا، بل خير أمة…
- هل يرتضي إنسان بشيء من جسده أمام الجسد كله، من يرتضي بذلك، فهي شعرة اليمن بكلها في جسد الأمة، فكيف نفاخر بذلك، ونتناسى الأمة هي أشبه بتلك القصة تعلمناها صغاراً ولا زالت محفورة في قلوبنا وعقولنا أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض والأسود والأحمر حتى ينقض علينا جميعـًا والعدو مستلق على سريره رِجل على رِجل عدو يدير معركة كبرى لديه ويخطط لما يريد، وبصمتنا الإسلامية انتهت وزالت بصمة الهوية الإسلامية زالت وانتهت وبادت وأصبحت أهواء ونعرات وطائفيات وحزبيات وقلة قليلة من أقوام لا زالوا يحافظون على هذه الهوية هوية الإسلام {وَمَن أَحسَنُ قَولًا}؟ سؤال لأولئك الذين يفاخرون بهوياتهم القومية والوطنية والوعولية والاهلية والفرعونية وقل ما شئت من الجاهلية أولئك نداء من الله وسؤال لهم ﴿وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمينَ﴾ أنا مسلم هذه هويتي هذا انتمائي، هذا فخري، هذا اعتزازي، هذا ما أفاخر به، لا قوميات، لا وطنيات، لا تفاهات، لا أمور نشغل بها عن مبدأ اعظم، وعن همة أكبر،
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
- لكن أُشبعت البطون، واعني بها العقول اشبعت من جهة بطونهم ثم اشغلونا بضجيج تفاهاتهم من أجل أن ننسى الهوية الحقة والهوية العظمى التي يجب أن نفاخر بها لا بلباس ولا بكلام ولا برجال ولا بأقوام ولا بحضارات أخرى بل نحن لأمة ننتسب هي خير أمة اخرجت للناس، ننادي لها ونموت من أجلها ونحيا لأجلها ونحن فيها ومنها، لا لأشياء تافهة، وكلما كبر الهدف والغاية العظمى وكلما توحدت تحت راية جسد كبير كلما هابه الأعداء، لا يرتضي باتفاق سايس بيكو ولا باتفاقيات الغرب اللعين…
- هل تتخيلون يومـًا من الأيام في تاريخنا المعاصر أعني هل تستطيعون فقط أن تتخيلوا أن رجلاً مسلمًا لو افترضناه ليس بعربي يأتي ليحكم دولة عربية هل ترونه سيرتضا به؟ ماذا لو استعارت اليمن مثلاً مسلمـًا عظيمـًا محترفـًا له صولة وجولة وله قوة وعراقة وله حذق وفطانة وكياسة مثلاً؟ ليقوم على سياستها واقتصادها و أشيائها هل يرضى به، لا والله ويحلف عليها الصغير والكبير؛ لأن الهوية اختلفت؛ لأنهم لا يؤمنون بشيء هو واحد هي أمة واحدة ليحكم من حكم، الم يحكم المماليك يومـًا من الأيام الأمة الإسلامية آنذاك في مصر وليسوا بمصريين أصلاً ليسوا بعرب اصلاً وحكموا وسادوا، وقل عن مئات من هذه النماذج، ألم تكن في يوم من الأيام لا وجود لدول مثل هذه الا فيما بعد القرن العشرين في الف وتسع مئة واثنين أو اثنا عشر ونحو هذه الأيام والسنين، الم تكن يومـًا من الأيام السودان ومصر وسوريا دولة واحدة لها شعارها الواحد الموحد، ألم تكن الدول الخليجية واليمنية والعراق وما نحوها هي دولة واحدة، ألم نكن جميعـًا أمة واحدة؟ ألم تكن الدنيا بما فيها تنادي بالإسلام آنذاك وتهاب الإسلام ان لم تخضع له كمسلمة فهي تخضع له ككافرة بجزيتها، فلماذا هذا النكوس والتراجع؟ أليس الأولى أن نكون على مبدأ ودين واحد لنفخر بما نحن فيه وبما ننتمي إليه من ديني هدى إليه ودعا اليه رسولنا صلى الله عليه وسلم هو قائده…
- إن الهوية في غاية الأهمية ليكون صاحب مبدئ ودين وقيم وعرف وأخلاق… إنها بصمة كبصمة الإنسان بصمة الهوية ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ركز عليها أيما تركيز حتى في مسألة مخالفة اليهود والنصارى تخيلوا انه صلى الله عليه وسلم يوصله الأمر إلى أن يخالفهم في مثل شعره كما قال ابن عباس في البخاري ومسلم كان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره موافقة لأهل الكتاب ثم أُمر بمخالفتهم ففرق بعد أن كان يسدل شعره ثم فرق بعد، خالفهم بفرق شعره يمينـًا ويسارا مخالفةً لأهل الكتاب وأمرنا جميعـًا بمخالفتهم في كل صغير وقطمير حتى لا نتشبه بهم قال: (ومن تشبه بقوم فهو منهم) لأن هويتنا صبغتنا، لأن عقيدتنا مبادئنا ليست فانية مختلفة فكيف نعتز بأخرى نعتز بها ونقاوم من أجلها فكيف تنتهي إلى نعرات طائفية وقومية ووطنية وهويات صغيرة ليست بشيء إنما هي أقزام أمام أمة واحدة موحدة، ونعوذ بالله أن نكون كقوم موسى لما غاب عنهم اتخذوا إلها غير الله: ﴿وَاتَّخَذَ قَومُ موسى مِن بَعدِهِ مِن حُلِيِّهِم عِجلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ أَلَم يَرَوا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُم وَلا يَهديهِم سَبيلًا اتَّخَذوهُ وَكانوا ظالِمينَ وَلَمّا سُقِطَ في أَيديهِم وَرَأَوا أَنَّهُم قَد ضَلّوا قالوا لَئِن لَم يَرحَمنا رَبُّنا وَيَغفِر لَنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، فمتى سنترك هذه الهويات الجاهلية ونعتز بهويتنا الإسلامية… أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- نحن هنا لا نحارب قوميات وهويات وانتسابات وأي شيء فطري ولكننا لا نرتضي بهذه أن يكون هو الهدف الأول والأكبر التي نموت ونحيا من أجلها كما يفعل اليوم دعاة الوطنية، والقومية، وغيرها من دعوات أهل الجاهلية، وإنما فقط التعارف موجود أن هذا ينتسب لذاك هذا ينتسب لأبيه ولأمه ولقبيلته وقريته ومدينته، لكن أن تؤدي هذه على أنها هي الأهم، وهي الأعظم، وهي السائدة، وهي الواحدة الموحدة، وهي التي نخفق تحت رايتها، ونموت ونحيا لأجلها، ونحارب من حاربها، ونسالم من سالمها، فهذه مشكلة كبرى، متى جاءت مثلاً؟ متى جاءت هوية الوعول ومتى ظهرت؟ الم تكن هذه ظاهرة من العام الماضي واليوم تخفق على كل رأس، وتدوي في كل الأرجاء، من الذي دعا إليها من الذي ابتدعها؟ من الذي بدأها؟ من الذي أوجدها من الذي استخرجها؟ لا نعلم لا نعلم لا نعلم! ولكنها اليوم تُفرض فرضًا علينا، وتُخصص لها ميزانيات كبرى، وجماهيريات وأشياء من هذا وذاك وهكذا سنستمر في أشياء تظهر يندى لها الجبين نتناحر من أجلها ونموت من أجلها، من أين جاءت من أين أتت من الذي ابتدأها؟ لا نعلم…
- فالواجب على كل مسلم أن يتخذ الشعار الأبرز والأعظم والأهم أنه مسلم لله، هو مسلم لله فهو من دين محمد بن عبدالله، هو ينتسب إلى أمة خير أمة أخرجت للناس، دينه الإسلام لا يرضى بسواه، ولا يدين بغيره، لا معتقد لا مقدس لا هوية لا شيء من هذا غير الدين والمسلمين وعموم الأمة الجمعاء الواحدة الموحدة التي ننطوي جميعـًا تحت رايتها وكلما انهرنا إلى اشياء دونية كلما انهارت أواصرنا الأخوية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية فتنهار تبعـًا لانهيار الهوية، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FTXsM_3aAiQ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 20/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الأمم تعاهدت، وتواثقت، واتفقت على أن ذلك الذي يحترم مبادئه، وقيمه، وثوابته، وما جُبل عليه فإنها تحترمه، وتقدره، وتجله، وتعظمه، ويكون له الشأن لديها، أما إذا رفض ذلك بكله، وسفل، ورضي بالأدنى، ولم يعر اهتمامـًا للأعلى، فإنها تحتقره، فإنها تمتهنه، فإنها تذله، فإنها تذمه، وهو واقعنا، وهو الموجود فيما بيننا، وهو المعايش الذي نشاهده في كل حين عندنا….
- والعجيب بينما أمم الغرب تقدس مبادئها، وتحترم ما هي عليه وإن كانت على ضلالٍ مبين، إذا بأمتنا تتخلى عن خيريتها، وعن رضا الله عن إسلامها، وعن دينها، وتتخلى عن مبادئها وقيمها، وبالتالي ضعفت أمام الاعداء، وهشت، وأُكلت، والتُهمت، وانتُزعت خيريتها، وبركتها، ورضا الله منها، وأصبحت كما نرى شذر مذر، قتال، خصام، شقاق، نفاق، دماء، ويلات، فقر، دمار هنا وهناك، أصبحت عبرة للتخلف وللانحطاط، وللفقر والتعاسة، وللقتل وللشقاء، وللدمار، وللمأساة، ولما هي فيه، بينما كانت في السابق أمة واحدة يهابها الشرق والغرب، يرتعد لها هذا وذاك، يتحكم حاكمها حتى بسحابة تمشي على سمائه ويقول (أمطري حيث شئتِ فإن خراجكِ آت إلي إما زكاة المسلمين، وإما جزية الكافرين) هكذا يقولون عندما اعتزوا بمبادئ الإسلام، عندما افتخروا بما هم فيه من دين العدنان، عندما ثبتوا ثبات الجبال أمام زحف الأعداء…
- ولنا في الكافرين عبرة كيف أنهم لا يتنازلون عن مقدساتهم، ومبادئهم، وما هم فيه، وهم كفار لبني جنسهم لننظر مثلاً إلى اتفاقية الجات الاتفاقية الشهيرة، اتفاقية العولمة أن يخضع العالم لتوجه الولايات المتحدة، اتفاقية ظالمة، مجرمة، ولا ريب على أنها تريد أن تبتلع العالم في بطن واحد هو بطن أمريكا، انظروا إلى مواجهة الدول الغربية لهذه الاتفاقية فقد احتفظت مثلاً السند لأمريكا فرنسا كيف احتفظت بجزئها الثقافي، وأعلنت استثناء للجزء الثقافي من اتفاقية الجات، ومنعت تنفيذه، وحاربتها تماما حتى فرضت غرامات على من يتحدث بغير الفرنسية، بل رفضت ترجمت كتبها لغير الفرنسية وقالت من أرادنا تعلم لغتنا…!.
- بينما الدول العربية انصهرت انصهاراً شديداً مخزيا، ووافقت بأول وهلة، ولا زالت على أي اتفاقيات كانت، على أي شيء كان ما دام وأنه جاء من فوق أمريكا أعني، وإلى متى هذا التسليم والتنازل، وإلى متى نرضى بالدون والله فوق كل أحد، كما قال صاحب القتال والمعارك، وذلك الذي يفتخر المسلمون عندما يسمعون باسمه كخالد بن الوليد، لما قيل له هذا جبل سلمى وهذا جبل أجأ فلنلتجأ إلى أحدهما، يعني نختبئ في أحدهما، فقال لا إلى سلمى ولا إلى أجأ ولكن إلى الله الملتجأ، بل قال عمر المختار رحمه الله إذا كانت تمتلك دباباتها وصواريخها وتمتلك ما تمتلك فإن الله فوقها، فإن الله أعلى منها، فإن الله أكبر منها، فإن الله فوق الجميع… فمادام هو أعلى منهم فلا قلق من كل شيء يأتي منهم.
- إن من يعتز بهذه المبادئ والمقدسات وبدينه وبإسلامه لا يمكن أن يرتضي بما هو دون، ولا يتشبه باليهود الذين قال الله فيهم:﴿أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ﴾،
أترضون بالامتهان والذلة والمسكنة والحقارة، أترضون بذلك بعد أن أعطاكم الله من عنده المن والسلوى ثم تطلبون البصل والعدس، وأشباه هذه من الدونيات مما لا تؤكل الا اضطراراً اتفعلون وترضون به: ﴿وَإِذ قُلتُم يا موسى لَن نَصبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبَّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَقِثّائِها وَفومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ اهبِطوا مِصرًا فَإِنَّ لَكُم ما سَأَلتُم وَضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسكَنَةُ وَباءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾، وهو هو ذلك الذي نراه، والذي نشاهده، والذي أصبح فينا، وبيننا، وحوالينا؛ ففي كل يوم نرى شعارات براقة، وهتافات شيطانية، واحتفالات باطلة فيوم من الأيام هوية يمنية، ويوم آخر إذا بوعل يُعبد، ويوم آخر إذا بالفرعونية تظهر، تخيلوا على أن أمتنا التي مطلوب أن تؤمن على أن فرعون ادعى الألوهية، وعلى أنه من قال كما نقل الله عنه في محكم التنزيل: {أنا ربكم الأعلى} ولم يرتضِ الله إسلامه ودينه مع أنه فعل في آخر لحظاته {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ﴾ قال الله: ﴿آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ﴾، فلا إيمان ولا دين هنا يقبل منك؛ أنت عبرة في قبضة الله لتكن عبرة لغيرك، واليوم الفراعنة الجدد وما أكثر هؤلاء بالملايين يتفاخرون إما بأندية باسم الفراعنة، أو بقنوات معروفة مشهورة باسم الفراعنة، أو بجامعات أو باتحادات أو بائتلافات أو بما شئت، افتخار واعتزاز بالفرعونية…
- وعندنا اعتزاز وافتخار آخر بأمر تافه، وشيء يستحيا ذكره، ونصون مسامعكم عنه، لقد كان مطموسًا وملغيـًا ومهمشًا حتى ابتعثه أولئك الذين لا دين لهم، ولا خلاق لهم، ولا نعرف من وراءهم، وكيف ظهر واليوم سيصبح عيدا وطنيا كما يقولون، لقد اظهروه للناس فآمن الناس به تلقائيًا لا يعرفون ما المطلوب منهم، ومن الدافع لهم، ومن يحركهم، بل يقدسون ويمجدون هؤلاء الذين يقدسون عبهلة الذي ادعى النبوة بين (الأسود العنسي) لقبه هكذا عبهلة يقدسونه ويمجدونه ويعظمونه وافتعلوا له الأفاعيل، واختلقوا له ايضًا القصص التي تحكي عن قوميته اليمنية وعن عروبته وعن أشيائه ثم يقولون كذبـًا لا دخل لنا بدينه، الأهم أنه ينتمي إلى يمنيته، متى نرتضي بجزء بسيط جداً من أمتنا أمام أمة بكاملها سماها الله لم يسم أمة عبداً ولا دينـًا ولا شيئـًا من ذلك الا أمة محمد صلى الله عليه وسلم {هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمينَ مِن قَبلُ...} بل جعل الخيرية فيهم ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ...} أو خير يمني مثلاً لا، بل خير أمة…
- هل يرتضي إنسان بشيء من جسده أمام الجسد كله، من يرتضي بذلك، فهي شعرة اليمن بكلها في جسد الأمة، فكيف نفاخر بذلك، ونتناسى الأمة هي أشبه بتلك القصة تعلمناها صغاراً ولا زالت محفورة في قلوبنا وعقولنا أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض والأسود والأحمر حتى ينقض علينا جميعـًا والعدو مستلق على سريره رِجل على رِجل عدو يدير معركة كبرى لديه ويخطط لما يريد، وبصمتنا الإسلامية انتهت وزالت بصمة الهوية الإسلامية زالت وانتهت وبادت وأصبحت أهواء ونعرات وطائفيات وحزبيات وقلة قليلة من أقوام لا زالوا يحافظون على هذه الهوية هوية الإسلام {وَمَن أَحسَنُ قَولًا}؟ سؤال لأولئك الذين يفاخرون بهوياتهم القومية والوطنية والوعولية والاهلية والفرعونية وقل ما شئت من الجاهلية أولئك نداء من الله وسؤال لهم ﴿وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمينَ﴾ أنا مسلم هذه هويتي هذا انتمائي، هذا فخري، هذا اعتزازي، هذا ما أفاخر به، لا قوميات، لا وطنيات، لا تفاهات، لا أمور نشغل بها عن مبدأ اعظم، وعن همة أكبر،
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
- لكن أُشبعت البطون، واعني بها العقول اشبعت من جهة بطونهم ثم اشغلونا بضجيج تفاهاتهم من أجل أن ننسى الهوية الحقة والهوية العظمى التي يجب أن نفاخر بها لا بلباس ولا بكلام ولا برجال ولا بأقوام ولا بحضارات أخرى بل نحن لأمة ننتسب هي خير أمة اخرجت للناس، ننادي لها ونموت من أجلها ونحيا لأجلها ونحن فيها ومنها، لا لأشياء تافهة، وكلما كبر الهدف والغاية العظمى وكلما توحدت تحت راية جسد كبير كلما هابه الأعداء، لا يرتضي باتفاق سايس بيكو ولا باتفاقيات الغرب اللعين…
- هل تتخيلون يومـًا من الأيام في تاريخنا المعاصر أعني هل تستطيعون فقط أن تتخيلوا أن رجلاً مسلمًا لو افترضناه ليس بعربي يأتي ليحكم دولة عربية هل ترونه سيرتضا به؟ ماذا لو استعارت اليمن مثلاً مسلمـًا عظيمـًا محترفـًا له صولة وجولة وله قوة وعراقة وله حذق وفطانة وكياسة مثلاً؟ ليقوم على سياستها واقتصادها و أشيائها هل يرضى به، لا والله ويحلف عليها الصغير والكبير؛ لأن الهوية اختلفت؛ لأنهم لا يؤمنون بشيء هو واحد هي أمة واحدة ليحكم من حكم، الم يحكم المماليك يومـًا من الأيام الأمة الإسلامية آنذاك في مصر وليسوا بمصريين أصلاً ليسوا بعرب اصلاً وحكموا وسادوا، وقل عن مئات من هذه النماذج، ألم تكن في يوم من الأيام لا وجود لدول مثل هذه الا فيما بعد القرن العشرين في الف وتسع مئة واثنين أو اثنا عشر ونحو هذه الأيام والسنين، الم تكن يومـًا من الأيام السودان ومصر وسوريا دولة واحدة لها شعارها الواحد الموحد، ألم تكن الدول الخليجية واليمنية والعراق وما نحوها هي دولة واحدة، ألم نكن جميعـًا أمة واحدة؟ ألم تكن الدنيا بما فيها تنادي بالإسلام آنذاك وتهاب الإسلام ان لم تخضع له كمسلمة فهي تخضع له ككافرة بجزيتها، فلماذا هذا النكوس والتراجع؟ أليس الأولى أن نكون على مبدأ ودين واحد لنفخر بما نحن فيه وبما ننتمي إليه من ديني هدى إليه ودعا اليه رسولنا صلى الله عليه وسلم هو قائده…
- إن الهوية في غاية الأهمية ليكون صاحب مبدئ ودين وقيم وعرف وأخلاق… إنها بصمة كبصمة الإنسان بصمة الهوية ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ركز عليها أيما تركيز حتى في مسألة مخالفة اليهود والنصارى تخيلوا انه صلى الله عليه وسلم يوصله الأمر إلى أن يخالفهم في مثل شعره كما قال ابن عباس في البخاري ومسلم كان صلى الله عليه وسلم يسدل شعره موافقة لأهل الكتاب ثم أُمر بمخالفتهم ففرق بعد أن كان يسدل شعره ثم فرق بعد، خالفهم بفرق شعره يمينـًا ويسارا مخالفةً لأهل الكتاب وأمرنا جميعـًا بمخالفتهم في كل صغير وقطمير حتى لا نتشبه بهم قال: (ومن تشبه بقوم فهو منهم) لأن هويتنا صبغتنا، لأن عقيدتنا مبادئنا ليست فانية مختلفة فكيف نعتز بأخرى نعتز بها ونقاوم من أجلها فكيف تنتهي إلى نعرات طائفية وقومية ووطنية وهويات صغيرة ليست بشيء إنما هي أقزام أمام أمة واحدة موحدة، ونعوذ بالله أن نكون كقوم موسى لما غاب عنهم اتخذوا إلها غير الله: ﴿وَاتَّخَذَ قَومُ موسى مِن بَعدِهِ مِن حُلِيِّهِم عِجلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ أَلَم يَرَوا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُم وَلا يَهديهِم سَبيلًا اتَّخَذوهُ وَكانوا ظالِمينَ وَلَمّا سُقِطَ في أَيديهِم وَرَأَوا أَنَّهُم قَد ضَلّوا قالوا لَئِن لَم يَرحَمنا رَبُّنا وَيَغفِر لَنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، فمتى سنترك هذه الهويات الجاهلية ونعتز بهويتنا الإسلامية… أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- نحن هنا لا نحارب قوميات وهويات وانتسابات وأي شيء فطري ولكننا لا نرتضي بهذه أن يكون هو الهدف الأول والأكبر التي نموت ونحيا من أجلها كما يفعل اليوم دعاة الوطنية، والقومية، وغيرها من دعوات أهل الجاهلية، وإنما فقط التعارف موجود أن هذا ينتسب لذاك هذا ينتسب لأبيه ولأمه ولقبيلته وقريته ومدينته، لكن أن تؤدي هذه على أنها هي الأهم، وهي الأعظم، وهي السائدة، وهي الواحدة الموحدة، وهي التي نخفق تحت رايتها، ونموت ونحيا لأجلها، ونحارب من حاربها، ونسالم من سالمها، فهذه مشكلة كبرى، متى جاءت مثلاً؟ متى جاءت هوية الوعول ومتى ظهرت؟ الم تكن هذه ظاهرة من العام الماضي واليوم تخفق على كل رأس، وتدوي في كل الأرجاء، من الذي دعا إليها من الذي ابتدعها؟ من الذي بدأها؟ من الذي أوجدها من الذي استخرجها؟ لا نعلم لا نعلم لا نعلم! ولكنها اليوم تُفرض فرضًا علينا، وتُخصص لها ميزانيات كبرى، وجماهيريات وأشياء من هذا وذاك وهكذا سنستمر في أشياء تظهر يندى لها الجبين نتناحر من أجلها ونموت من أجلها، من أين جاءت من أين أتت من الذي ابتدأها؟ لا نعلم…
- فالواجب على كل مسلم أن يتخذ الشعار الأبرز والأعظم والأهم أنه مسلم لله، هو مسلم لله فهو من دين محمد بن عبدالله، هو ينتسب إلى أمة خير أمة أخرجت للناس، دينه الإسلام لا يرضى بسواه، ولا يدين بغيره، لا معتقد لا مقدس لا هوية لا شيء من هذا غير الدين والمسلمين وعموم الأمة الجمعاء الواحدة الموحدة التي ننطوي جميعـًا تحت رايتها وكلما انهرنا إلى اشياء دونية كلما انهارت أواصرنا الأخوية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية فتنهار تبعـًا لانهيار الهوية، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*زجرالمسلمين.عن.كثرةاليمين.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*زجرالمسلمين.عن.كثرةاليمين.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/wm-A0I0Lp7c
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد باحشوان (مكارم الأخلاق) المكلا 20/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن الواجب على المسلم أن يكون منضبطـًا لله في ألفاظه، في تحركاته، في سكناته، في أفعاله، في شأنه كله، واجب على المسلم أن يراعي أنه مسلم مؤتمر بأمر الله، وبكلمات الله، وبشرع الله، لا أن يكون مسلمـًا في مسجده ثم يخالف مبادئ إسلامه في غير المسجد، هو مصل، هو ملتزم، هو في الصف الأول، هو صائم، هو قائم، هو يفعل، ويفعل الخير بكله، لكن السلوك خاطئ، السلوك على غير مبادئ الإسلام، هو في واد بعباداته فيما بينه وبين الله، بينما في معاملته مع الناس، وقيمه، وأخلاقه فيما بينه وبين الناس خارب كل الخراب، بعيد كل البعد، فالصلاة في واد وهو في واد آخر، الصلاة تناديه وتقول لقلبه لا لجوارحه التي يصلي بها: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ...﴾ سلسلة متصلة يجب أن تكون وأن يستحضرها كل مسلم دائمـًا وأبدا، هي سلسلة أن أنطلق من مسجدي إلى سوقي بالله، إلى بيتي وأنا لله، إلى معاملاتي وأنا بالله، إلى أصدقائي وفي كل نواحي حياتي أنا مسلم بالله، انا أطبق شرع الله، انا أرتضي بأمر الله، أنا أُنفذ ما قال الله…
- أنا أصلي أحترم صلاتي، أنا أزكي أحترم زكاتي، أنا أصوم فلا أخرم صومي، أنا مسلم في عبادتي، أنا مسلم ايضـًا في أخلاقي، في تعاملي مع الخلق، لا أنقض وأخرم صلاتي في المسجد بمعاملتي لأهل بيتي، أو لأهل السوق، أو لأهل الشارع، أو لأهل العمل، أو في المدرسة أو في الجامعة أو في أي نواحي الحياة، ﴿قُل إِنَّ صَلاتي﴾ فالمنطلق الذي نتفق عليه جميعـًا: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ عموم الحياة لله، ومماتي لله، لله لا لنفسي، ولا لصديقي، ولا لأهلي، ولا للناس، ولا للعالم أجمع، أنا لله وبالله وفي الله، أنا هكذا عهدت نفسي على الله، أما أن نرى خرابـًا، أن نرى فوضى أن نرى تلاعبـًا في الالتزام، وتناقضـًا وانفصالاً كبيرا فيما بين الاعمال الصالحة وفيما بينه وبين الخلق فهو أمر محزن، لا يمكن أن يكون…!
- فلا يمكن أن تكون ألفاظي، وأعمالي، وكل ما يصدر مني وكأني لست بصاحب المسجد في الصف الأول، ولست المسارع لصيام النافلة، ولست القائم لليل بالنافلة، ولست أنا ذاك المسارع للتصدق في سبيل الله، أمر محزن حقا وغريب لا يمكن أن نرضا به أبدا…
- وأعرض لكم أيها الإخوة شيئـًا يسيراً جداً مما نرى من واقع محزن، ومع عظمة ما سأتحدث عنه وخطره وجلالة أمره لكن نراه عند الكثير، إنها الأيمان، كثرة الحلف والأيمان بالله، فتراه لا يقول، لا ينطق، لا يتحدث، لا يتكلم، لا يعامل، لا يبيع، لا يشتري، لا يأخذ، لا يعطي إلا وتسمع لسانه يهذي بالأيمان حقها وباطلها، والله، أقسم بالله، ورب الكعبة، والله العظيم، وأعظم من هذا وأخطر وأشد وأكبر وأوبق أن يحلف بغير الله، أن يقسم بأمه أو أبيه، أو أن يقسم برأس أولاده وبنيه، أو أن يحلف بأحد من الخلق أيـًا كان، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم كفرا كما سنسمع قريبا: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
- إنه اليمين الذي تساهل فيه كثير من الناس مع أن الله في كتابه الكريم يقول وبكل صراحة وبكل وضوح وبدون أي احتاج إلى تفسير أصلاً لأن المفسر لا يُفسر والمعروف لا يُعرف وتعريف الواضحات فاضحات كما يُقال{وَاحفَظوا أَيمانَكُم...َ﴾ احفظوا ألسنتكم من أن تحلف بالله…
- اليمين شأنه خطير، وعظيم، وجليل، فلربما يسرق إنسان مائة ألف أو مليون بالدولار حتى، ثم يقدم على المحكمة فينكر ذلك، ويحلفه القاضي وانتهى الأمر إلى ملايين تملكها بيمين حلفها، سيتمتع بها بيمين واحد مقبول ذلك شرعـًا منه، حتى وإن كانت كذبًا بالنسبة للظالم مقبول منه دنيا، وأمره إلى الله أخرى، وبالتالي انتهت المحاكمة، وانتهت القضية لصالحه في الدنيا، أما شأنه عند الله فأمر آخر فما بالنا نتساهل في اليمين ونجعل الله عرضة لأيماننا كما قال الله زاجرا لنا: ﴿وَلا تَجعَلُوا اللَّهَ عُرضَةً لِأَيمانِكُم...}، فيما شئت حلفت، وكلما أردت تكلمت أقسمت، إنه استخفاف حقا بأمر الله {وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا...}، ﴿وَاحفَظوا أَيمانَكُم﴾…
- لقد قام صلى الله عليه وسلم من مجلسه لما جيء إليه برجل يتحدث أنه طلق زوجته ثلاثا، فقام من المجلس فزعـًا مرتعبـًا خائفـًا مضطربًا غضبانـًا أشد الغضب حتى قال رجل من الصحابة بجواره: يا رسول الله أئذن لي فاقتله، والسبب أنه زاد على الطلاق الشرعي، وتعداه بأن طلق ثلاثا مرة دون مراجعة بين كل طلقة وطلقة، والآن طبعاً واحد بالمئة من المسلمين يطلق طلقة واحدة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا قال: "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم"، ثم قرأ: {وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا...}، فاعتبره النبي صلى الله عليه وسلم من الاستهزاء بآيات الله، واللعب بأحكام الله…
- فماذا نقول لمن يحلف بالله فاليوم مرارا وتكرارا، ودون عد ولا إحصاء، وكأن الآيات لا تعنيه، ولا تحدث إياه، بل -أيها الإخوة- لربما من الناس في بيعه وشرائه لا يبيع شيئـًا الا بيمين، ولا يشتري إلا بيمين، ولا يرضى لنفسه إلا اليمين وكأنه يشك في صدق نفسه فيحلف، بل إنك لتعجب من بعضهم يحلف لك مباشرة دون أن تطلب منه والله إنه علي بكذا، وبعته والله لغيرك بكذا، ولكن لوجهك الطيب، وكلهم وجوه طيبة عنده حتى يشتروا منه…
- وهنا لي أن أقول عاليًا: اسمع، تأمل، احفظ، اعمل قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح ولا ريب في صحته كما جزم به الحاكم وابن حبان وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أُشيمط زان"، وانظر بما جمع النبي ذلك الذي يحلف أشيمط زان، أي كبير في السن، ولا زال يلاحق المحرمات، ولا زال ينظر هنا وهناك، والثاني "وفقير مستكبر"، هو فقير ويتكبر على الناس، ما شفع له ما نزل به من فقر وهم وغم وحزن ويستهزئ بالآخرين، أو يسخر منهم، وفي رواية "وملك كذاب"، رئيس زعيم مدير كذاب، مع أنه لا يحتاج للكذب؛ لأن بيده سلطة، أما الثالث أو الرابع إذا أخذنا بالرواية هذه وهو: "ورجل جعل الله بضاعته؛ لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه"، فسلعته ليست رائجة إنما يمينه رائج، فالناس يشترون منه لأنه حلف لهم بالله، فجعل الله سلعته، فهذا لا ينظر الله إليه يوم القيامة، فهو محروم من نظر الله، ومن يا ترى المحروم من نظر الله: ﴿كَلّا إِنَّهُم عَن رَبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجوبونَ﴾ ثم ماذا بعدها يا ترى ﴿ثُمَّ إِنَّهُم لَصالُو الجَحيمِ﴾، إنه وإن ربح من حظوظ الدنيا الزائلة لكن خسر الآخرة الباقية...
- بل لا لم يربح حتى الدنيا؛ فهو أنفق سلعته لكن لا بركة فيها كما في البخاري ومسلم: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة"، يدخل باليوم آلافًا مؤلفة، ولكن لا يغني عنه، ولا بركة فيه، وألف ريال يدخلها فقير إلى جيبه من حلال خير من ملايين يدخلها تاجر بيمين كاذبة، او بيمين صادقة حتى، لكنه جعل الله سلعته… وهذا عيسى عليه السلام كما في الأثر (لما نظر إلى رجل يسرق فقال ما لك سرقت، قال والله ما سرقت، كذب وحلف وعيسى ينظر إليه وهو يسرق ثم يقول ما سرقت وحلف بالله قال عيسى كذّبتُ بصري وآمنت بالله)، كيف تحلف بالله، وتقسم بجلال الله لأجل دنيا فانية، لأجل ريالات زائلة…
- هذا أيها الإخوة كله إذا كان اليمين صادقـًا فيها صاحبها ماذا لو كان كاذبـًا ما رأيكم أين يكون عذابه، ما مصيره، ما نقمته؟ ما ذلك الشيء الذي يقاسيه في الدنيا؟ هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا كما في البخاري ومسلم عن الكبائر فقال: "الكبائر: الإشراك بالله"، لو وقفنا هنا يكفي النبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى، يقرن اليمين الكاذبة بالإشراك بالله، ثم قال: "وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس"، وفي رواية "واليمين الفاجرة"، قيل وما الغموس يا رسول الله قال: "الذي يقتطع بها حق امرئٍ مسلم هو فيها كاذب"، بعضهم يستحي من موقف كذب فيه فيحلف، فلان أحرجني وأقسمت له يمينا يعني على الماشي، وفلان قال لي قل والله وقلت والله ما فعلت أو ما رأيت وقد رأيت وفعلت… وبعضهم يأتيه الشيطان بحيلة ليحلف بالله كاذبا حتى لا نحدث مشاكل وفتن يا رجل نحلف بالله وانتهى الموضوع، ستحدث فتنة، وفتنة الدين أشد وأخطر ولا شيء أمام فتنة الآخرة {فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ...﴾، هنا في الدنيا ليس الفوز أن تفوز بمعاملتك مع فلان وعلان في الدنيا بل أن تُزحزح عن النار، كبائر قرنها بالقتل قتل النفس وبعقوق الوالدين وبالإشراك بالله قبل ذلك بل ورد عند ابن ماجة حديث صحيح "أن اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع" يعني تدمر الرجل وتدمر القرية ومن بجوارها، وذريته معه يظلم الجميع، وقد تحدث العباس رضي الله عنه كما في البخاري ومسلم عن قصة في الجاهلية ليسوا مسلمين ومع هذا انتقم منهم شر نقمة أنهم أقسم خمسون رجلاً بالله أن الأمر كذا وكذا ما قتلناه ولا علمنا قاتله، قال ابن عباس فوالله ما مرت سنة أو سنتان وفيهم عين تطرف، كلهم ماتوا، كلهم انتهوا، كلهم ذهبوا بيمين واحدة، وقبل أن أختم يقول الله ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾ واللفظ هنا عام في سياق النهي تفيد العموم﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾ أي قول الا لديه رقيب عتيد… أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الموضوع طويل وكبير وعريض ويحتاج لخطب، لكن أختم بكارثة أخيرة في مسألة اليمين، وبجريمة كبرى، ومعضلة عظمى، وأمر نسمعه ونرى ولكن قليل من يتنبه لذلك قليل من يحذر لهذا قليل من يعي ويفهم أنه اليمين لكن لا يحلف بالله يحلف بل بأبيه هو يمين حلف بأبيه ورأس أبيه وحياة أمه ورأس أولادي ومن هذه الأيمان، مع أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وعند احمد مسنده وصححه الالباني والحاكم ايضا وكثير من أهل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد اشرك"، وفي رواية "فقد كفر"، وهي أشد من الأولى؛ لأن الشرك معناه صغير وكبير، شرك داخل الإسلام يرائي يفعل هنا وهناك لكنه لغير الله، يحلف بغير الله هو شرك لكن ليس بكفر، أما أنه كفر فالأمر افظع والأمر أجل، لماذا؛ لأن يمينك بإنسان معناه أنك تعظمه والتعظيم لا يكون إلا لله، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية {فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ أَندادًا وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ قال إنها اليمين بغير الله، اليمين بإنسان معظم لدى الشخص، وهو ترجمان القرآن رضي الله عنه يقول هذا، حتى قال مرة وهو صحيح عنه (والله لن أحلف بالله مئة مرة كذبـًا أيسر من أن أحلف بغيره مرة صادقا)، قال ابن تيمية عليه رحمة الله معلقـًا على صدق كلام رضي الله عنه: لأن اليمين بغير الله يخرجه عن الدين، واليمين بالله كاذبـًا لا يخرجه عنه وإنما هي كبيرة من كبائر الذنوب، فأمر عظيم نسمعه كثيرا، وهذا النبي صلى الله وسلم قال لصحابته كما في البخاري ومسلم: "لاتحلفوا بأبائكم، ولا تحلفوا بأبنائكم، ولا تحلفوا بالأنداد، ولا تحلفوا الا بالله، ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون"، ونختم به حتى لا نطيل، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/wm-A0I0Lp7c
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد باحشوان (مكارم الأخلاق) المكلا 20/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن الواجب على المسلم أن يكون منضبطـًا لله في ألفاظه، في تحركاته، في سكناته، في أفعاله، في شأنه كله، واجب على المسلم أن يراعي أنه مسلم مؤتمر بأمر الله، وبكلمات الله، وبشرع الله، لا أن يكون مسلمـًا في مسجده ثم يخالف مبادئ إسلامه في غير المسجد، هو مصل، هو ملتزم، هو في الصف الأول، هو صائم، هو قائم، هو يفعل، ويفعل الخير بكله، لكن السلوك خاطئ، السلوك على غير مبادئ الإسلام، هو في واد بعباداته فيما بينه وبين الله، بينما في معاملته مع الناس، وقيمه، وأخلاقه فيما بينه وبين الناس خارب كل الخراب، بعيد كل البعد، فالصلاة في واد وهو في واد آخر، الصلاة تناديه وتقول لقلبه لا لجوارحه التي يصلي بها: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ...﴾ سلسلة متصلة يجب أن تكون وأن يستحضرها كل مسلم دائمـًا وأبدا، هي سلسلة أن أنطلق من مسجدي إلى سوقي بالله، إلى بيتي وأنا لله، إلى معاملاتي وأنا بالله، إلى أصدقائي وفي كل نواحي حياتي أنا مسلم بالله، انا أطبق شرع الله، انا أرتضي بأمر الله، أنا أُنفذ ما قال الله…
- أنا أصلي أحترم صلاتي، أنا أزكي أحترم زكاتي، أنا أصوم فلا أخرم صومي، أنا مسلم في عبادتي، أنا مسلم ايضـًا في أخلاقي، في تعاملي مع الخلق، لا أنقض وأخرم صلاتي في المسجد بمعاملتي لأهل بيتي، أو لأهل السوق، أو لأهل الشارع، أو لأهل العمل، أو في المدرسة أو في الجامعة أو في أي نواحي الحياة، ﴿قُل إِنَّ صَلاتي﴾ فالمنطلق الذي نتفق عليه جميعـًا: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ عموم الحياة لله، ومماتي لله، لله لا لنفسي، ولا لصديقي، ولا لأهلي، ولا للناس، ولا للعالم أجمع، أنا لله وبالله وفي الله، أنا هكذا عهدت نفسي على الله، أما أن نرى خرابـًا، أن نرى فوضى أن نرى تلاعبـًا في الالتزام، وتناقضـًا وانفصالاً كبيرا فيما بين الاعمال الصالحة وفيما بينه وبين الخلق فهو أمر محزن، لا يمكن أن يكون…!
- فلا يمكن أن تكون ألفاظي، وأعمالي، وكل ما يصدر مني وكأني لست بصاحب المسجد في الصف الأول، ولست المسارع لصيام النافلة، ولست القائم لليل بالنافلة، ولست أنا ذاك المسارع للتصدق في سبيل الله، أمر محزن حقا وغريب لا يمكن أن نرضا به أبدا…
- وأعرض لكم أيها الإخوة شيئـًا يسيراً جداً مما نرى من واقع محزن، ومع عظمة ما سأتحدث عنه وخطره وجلالة أمره لكن نراه عند الكثير، إنها الأيمان، كثرة الحلف والأيمان بالله، فتراه لا يقول، لا ينطق، لا يتحدث، لا يتكلم، لا يعامل، لا يبيع، لا يشتري، لا يأخذ، لا يعطي إلا وتسمع لسانه يهذي بالأيمان حقها وباطلها، والله، أقسم بالله، ورب الكعبة، والله العظيم، وأعظم من هذا وأخطر وأشد وأكبر وأوبق أن يحلف بغير الله، أن يقسم بأمه أو أبيه، أو أن يقسم برأس أولاده وبنيه، أو أن يحلف بأحد من الخلق أيـًا كان، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم كفرا كما سنسمع قريبا: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
- إنه اليمين الذي تساهل فيه كثير من الناس مع أن الله في كتابه الكريم يقول وبكل صراحة وبكل وضوح وبدون أي احتاج إلى تفسير أصلاً لأن المفسر لا يُفسر والمعروف لا يُعرف وتعريف الواضحات فاضحات كما يُقال{وَاحفَظوا أَيمانَكُم...َ﴾ احفظوا ألسنتكم من أن تحلف بالله…
- اليمين شأنه خطير، وعظيم، وجليل، فلربما يسرق إنسان مائة ألف أو مليون بالدولار حتى، ثم يقدم على المحكمة فينكر ذلك، ويحلفه القاضي وانتهى الأمر إلى ملايين تملكها بيمين حلفها، سيتمتع بها بيمين واحد مقبول ذلك شرعـًا منه، حتى وإن كانت كذبًا بالنسبة للظالم مقبول منه دنيا، وأمره إلى الله أخرى، وبالتالي انتهت المحاكمة، وانتهت القضية لصالحه في الدنيا، أما شأنه عند الله فأمر آخر فما بالنا نتساهل في اليمين ونجعل الله عرضة لأيماننا كما قال الله زاجرا لنا: ﴿وَلا تَجعَلُوا اللَّهَ عُرضَةً لِأَيمانِكُم...}، فيما شئت حلفت، وكلما أردت تكلمت أقسمت، إنه استخفاف حقا بأمر الله {وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا...}، ﴿وَاحفَظوا أَيمانَكُم﴾…
- لقد قام صلى الله عليه وسلم من مجلسه لما جيء إليه برجل يتحدث أنه طلق زوجته ثلاثا، فقام من المجلس فزعـًا مرتعبـًا خائفـًا مضطربًا غضبانـًا أشد الغضب حتى قال رجل من الصحابة بجواره: يا رسول الله أئذن لي فاقتله، والسبب أنه زاد على الطلاق الشرعي، وتعداه بأن طلق ثلاثا مرة دون مراجعة بين كل طلقة وطلقة، والآن طبعاً واحد بالمئة من المسلمين يطلق طلقة واحدة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا قال: "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم"، ثم قرأ: {وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا...}، فاعتبره النبي صلى الله عليه وسلم من الاستهزاء بآيات الله، واللعب بأحكام الله…
- فماذا نقول لمن يحلف بالله فاليوم مرارا وتكرارا، ودون عد ولا إحصاء، وكأن الآيات لا تعنيه، ولا تحدث إياه، بل -أيها الإخوة- لربما من الناس في بيعه وشرائه لا يبيع شيئـًا الا بيمين، ولا يشتري إلا بيمين، ولا يرضى لنفسه إلا اليمين وكأنه يشك في صدق نفسه فيحلف، بل إنك لتعجب من بعضهم يحلف لك مباشرة دون أن تطلب منه والله إنه علي بكذا، وبعته والله لغيرك بكذا، ولكن لوجهك الطيب، وكلهم وجوه طيبة عنده حتى يشتروا منه…
- وهنا لي أن أقول عاليًا: اسمع، تأمل، احفظ، اعمل قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح ولا ريب في صحته كما جزم به الحاكم وابن حبان وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أُشيمط زان"، وانظر بما جمع النبي ذلك الذي يحلف أشيمط زان، أي كبير في السن، ولا زال يلاحق المحرمات، ولا زال ينظر هنا وهناك، والثاني "وفقير مستكبر"، هو فقير ويتكبر على الناس، ما شفع له ما نزل به من فقر وهم وغم وحزن ويستهزئ بالآخرين، أو يسخر منهم، وفي رواية "وملك كذاب"، رئيس زعيم مدير كذاب، مع أنه لا يحتاج للكذب؛ لأن بيده سلطة، أما الثالث أو الرابع إذا أخذنا بالرواية هذه وهو: "ورجل جعل الله بضاعته؛ لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه"، فسلعته ليست رائجة إنما يمينه رائج، فالناس يشترون منه لأنه حلف لهم بالله، فجعل الله سلعته، فهذا لا ينظر الله إليه يوم القيامة، فهو محروم من نظر الله، ومن يا ترى المحروم من نظر الله: ﴿كَلّا إِنَّهُم عَن رَبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجوبونَ﴾ ثم ماذا بعدها يا ترى ﴿ثُمَّ إِنَّهُم لَصالُو الجَحيمِ﴾، إنه وإن ربح من حظوظ الدنيا الزائلة لكن خسر الآخرة الباقية...
- بل لا لم يربح حتى الدنيا؛ فهو أنفق سلعته لكن لا بركة فيها كما في البخاري ومسلم: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة"، يدخل باليوم آلافًا مؤلفة، ولكن لا يغني عنه، ولا بركة فيه، وألف ريال يدخلها فقير إلى جيبه من حلال خير من ملايين يدخلها تاجر بيمين كاذبة، او بيمين صادقة حتى، لكنه جعل الله سلعته… وهذا عيسى عليه السلام كما في الأثر (لما نظر إلى رجل يسرق فقال ما لك سرقت، قال والله ما سرقت، كذب وحلف وعيسى ينظر إليه وهو يسرق ثم يقول ما سرقت وحلف بالله قال عيسى كذّبتُ بصري وآمنت بالله)، كيف تحلف بالله، وتقسم بجلال الله لأجل دنيا فانية، لأجل ريالات زائلة…
- هذا أيها الإخوة كله إذا كان اليمين صادقـًا فيها صاحبها ماذا لو كان كاذبـًا ما رأيكم أين يكون عذابه، ما مصيره، ما نقمته؟ ما ذلك الشيء الذي يقاسيه في الدنيا؟ هذا النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا كما في البخاري ومسلم عن الكبائر فقال: "الكبائر: الإشراك بالله"، لو وقفنا هنا يكفي النبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى، يقرن اليمين الكاذبة بالإشراك بالله، ثم قال: "وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس"، وفي رواية "واليمين الفاجرة"، قيل وما الغموس يا رسول الله قال: "الذي يقتطع بها حق امرئٍ مسلم هو فيها كاذب"، بعضهم يستحي من موقف كذب فيه فيحلف، فلان أحرجني وأقسمت له يمينا يعني على الماشي، وفلان قال لي قل والله وقلت والله ما فعلت أو ما رأيت وقد رأيت وفعلت… وبعضهم يأتيه الشيطان بحيلة ليحلف بالله كاذبا حتى لا نحدث مشاكل وفتن يا رجل نحلف بالله وانتهى الموضوع، ستحدث فتنة، وفتنة الدين أشد وأخطر ولا شيء أمام فتنة الآخرة {فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ...﴾، هنا في الدنيا ليس الفوز أن تفوز بمعاملتك مع فلان وعلان في الدنيا بل أن تُزحزح عن النار، كبائر قرنها بالقتل قتل النفس وبعقوق الوالدين وبالإشراك بالله قبل ذلك بل ورد عند ابن ماجة حديث صحيح "أن اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع" يعني تدمر الرجل وتدمر القرية ومن بجوارها، وذريته معه يظلم الجميع، وقد تحدث العباس رضي الله عنه كما في البخاري ومسلم عن قصة في الجاهلية ليسوا مسلمين ومع هذا انتقم منهم شر نقمة أنهم أقسم خمسون رجلاً بالله أن الأمر كذا وكذا ما قتلناه ولا علمنا قاتله، قال ابن عباس فوالله ما مرت سنة أو سنتان وفيهم عين تطرف، كلهم ماتوا، كلهم انتهوا، كلهم ذهبوا بيمين واحدة، وقبل أن أختم يقول الله ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾ واللفظ هنا عام في سياق النهي تفيد العموم﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾ أي قول الا لديه رقيب عتيد… أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الموضوع طويل وكبير وعريض ويحتاج لخطب، لكن أختم بكارثة أخيرة في مسألة اليمين، وبجريمة كبرى، ومعضلة عظمى، وأمر نسمعه ونرى ولكن قليل من يتنبه لذلك قليل من يحذر لهذا قليل من يعي ويفهم أنه اليمين لكن لا يحلف بالله يحلف بل بأبيه هو يمين حلف بأبيه ورأس أبيه وحياة أمه ورأس أولادي ومن هذه الأيمان، مع أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وعند احمد مسنده وصححه الالباني والحاكم ايضا وكثير من أهل الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد اشرك"، وفي رواية "فقد كفر"، وهي أشد من الأولى؛ لأن الشرك معناه صغير وكبير، شرك داخل الإسلام يرائي يفعل هنا وهناك لكنه لغير الله، يحلف بغير الله هو شرك لكن ليس بكفر، أما أنه كفر فالأمر افظع والأمر أجل، لماذا؛ لأن يمينك بإنسان معناه أنك تعظمه والتعظيم لا يكون إلا لله، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية {فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ أَندادًا وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ قال إنها اليمين بغير الله، اليمين بإنسان معظم لدى الشخص، وهو ترجمان القرآن رضي الله عنه يقول هذا، حتى قال مرة وهو صحيح عنه (والله لن أحلف بالله مئة مرة كذبـًا أيسر من أن أحلف بغيره مرة صادقا)، قال ابن تيمية عليه رحمة الله معلقـًا على صدق كلام رضي الله عنه: لأن اليمين بغير الله يخرجه عن الدين، واليمين بالله كاذبـًا لا يخرجه عنه وإنما هي كبيرة من كبائر الذنوب، فأمر عظيم نسمعه كثيرا، وهذا النبي صلى الله وسلم قال لصحابته كما في البخاري ومسلم: "لاتحلفوا بأبائكم، ولا تحلفوا بأبنائكم، ولا تحلفوا بالأنداد، ولا تحلفوا الا بالله، ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون"، ونختم به حتى لا نطيل، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*.مقدمة.مهمة.في.الرد.على.شبهات.العلمانية.cc* ...
*.مقدمة.مهمة.في.الرد.على.شبهات.العلمانية.cc*
#سلسلة_شبهات_علمانية_وردود_شرعية_وعقلية
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/XRIIjvfo_QM
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الخير المكلا 13/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد أدرك أعداء هذه الأمة على أن لا سبيل للنيل منها، ولأضعاف قوتها، وإمكانياتها، ولإسقاط شبابها، والضعف الذي يمكن أن يعتريها إلا بإسقاط ما لديهم من ثوابت، وقيم، ومبادئ، ومقدسات، وأدلة، وما تركنا عليه صلى الله عليه وسلم من محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وتشكيك في هذا الدين الذي رضيه الله تبارك وتعالى لهذه الأمة: ﴿وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾، وحسد أيما حسد على خيرية نحن فيها: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلناس}، وعلى أننا شهداء على الناس جميعا ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكونوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ}، وصدق الله: ﴿وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إيمانِكُم كُفّارًا حَسَدًا مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ﴾، فلهذا حسدتنا اليهود والنصارى وأعداء الامة ووظفوا غيرهم ليقوموا بنصب العداء والأشواك في طريق هذه الخيرية، وفي طريق هذه الشهادة، وفي طريق هذه المحجة البيضاء، وفي طريق هذا الرضا الرباني على هذا الإسلام:﴿ما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلَا المُشرِكينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِّكُم وَاللَّهُ يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾، فحسدونا على هذه الفضائل والمكرمات: ﴿أَم يَحسُدونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إِبراهيمَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَآتَيناهُم مُلكًا عَظيمًا﴾…
- فنراهم أيها الإخوة ليل نهار يشتغلون، ينفقون، ويسهرون، ويكدون، ويجتهدون، وينصبون وينتصبون ويفعلون المستحيل لأجل تشكيك المسلم في دينه بدءاً من المسلمات، بدءاً من العقيدة، بدءاً من الثوابت والرواسخ، بدءاً مما لم ينازع فيه أحد حتى كفار قريش لم ينازعوا في أمر بدهي فطري عقلي، وهي مسائل عادية طبيعية يعرفها العرب بكل ما تعنيه الكلمة من معرفة، مع أن كفار قريش أحرص الناس على الإطلاق على إقفال مشروع هذا الدين، ورسوله الأمين عليه الصلاة والتسليم، وعلى إنهائه من فوره، وإجهاضه من مهده، إنهم كفار بداية الفجر الإسلامي إذ انتهى برسول الله وبقلة معه حتى اعترف بها نبينا قائلاً في بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد بعدها أبدا"، وبالتالي الحصار على الأمة يبدأ من قتل هؤلاء الثلة لإنهاء مشروع النبي صلى الله عليه وسلم، فهم أحرص الناس على الإطلاق من متقدمين ومتأخرين على إجهاض روح الإسلام، لكن لم يجدوا أي ثغرة، ركزوا لم يجدوا ثغرة للدخول إلى هذا الدين في الطعن فيه وهم أهل البيان، وأهل الفصاحة، وأهل العلم، وأهل القدرة، وأهل المحجة، بل نزل القرآن بلغتهم.. ، وقل ما شئت، ولكن لم يجدوا، لم يستطيعوا أصبحوا في عي شديد لأجل الطعن في هذا الدين…
- فما بال رجال من أمتنا لا يعرف كوعه من بوعه، ولا يعرف تفاصيل جسده، ولا يعرف يومه من أمسه، ولا يميز بين أحرف لغته، ولا بين كلماتها، ولا بما ارتفع هذا، وانتصب ذاك، وانخفض هذا، ذاك، فلا يعرفون شيئـًا من مبادئ اللغة، فضلاً عن أصولها، وأسسها، وعن ما فيها من بلاغة، وبيان، وبديع، بل وعن أربعة عشر علمـًا في اللغة العربية تجمعها، ولا زالت الدراسات لمعرفة أسرار اللغة جارية على قدم وساق في أكاديميات دولية، وجامعات عريقة، لكن يتجرأ من لا يحسن النطق باسمه على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ثوابت هذا الدين، ومسلماته، وقطعياته لأجل زعزعة الشباب الأسفه من ذلك الناطق السفيه، والا لو لم يكونوا كذلك لم يتابعوا السفهاء، ويسقطوا فيما سقط فيه الذباب، ولم يعجب به، ولن يعترف به، ولن يتابعه إنسان عاقل…
- كفار قريش أحرص منه على هدم الإسلام، وعلى هد بنيانه، وإنهائه من جذوره، وإجهاضه أصلا من مهده، ومع هذا لم يجدوا ثغرة فيه؛ لأنهم علماء فصحاء بلغاء فكيف تجد أنت مع جهلك الشديد في هذا الدين، وعوارك المخزي المضحك في اللغة العربية، كيف تنتقد إسلامنا وديننا وتطعن في مسلماتنا وتنطلي تلك الحيل الباطلة على شبابنا وعلى صغارنا الذين لم يفهموا شيئـًا من ديننا، كيف خُدعوا، وانهزموا… مجرد ما أن تأتي شبهة من الشبه على أحدهم حتى يضعف ويستكين ويظن على أن هذا الحق الذي لا حق سواه، وهو لم يطلع على الحق أصلا من مصدره، ولم يعرف علماء الدين والحق، ولم يتعرف عليهم، بل لا يجرؤ أن يأتي إليهم ليزلزلوا مشكلته، وليدحضوا حجته، وليردوا على شبهته لم يأت لأحد، بل يظل حبيسًا لشبهاته، بل يظل حائرا متلفتـًا يمينـًا ويسارا، لم يعبد ربـًا كما يعبده الناس كما ينبغي، ولم يكفر كما كفروا، كناقة جرت بخطامها أرنب كما ذكر ابن الجوزي في مدهشه -المدهش وهو اسم جميل لكلام جميل فيه-، فهذه الناقة جرت تلك الأرنب بخطامها، وأوصلتها إلى دارها، ولما رأت الدار وإذا هو صغير، صغير جداً لا يدخل فيه إلا هذه الأرنب أو أشبه بها، فقال إما أن تختاري محبوبـًا يليق بدارك وإما أن تختاري دارا يليق بمحبوبك، وانصرف عنها، أنا لا أليق إلا بالكبير، وأنت صغيرة فاختاري لك مثلك، قال ابن الجوزي معلقـًا: فإما أن تختار ربـًا يليق بعبادتك، وإما أن تتعبد عبادة تليق بربك…
- فكيف ينهزم الشباب عند شبهات التافهين، ومن لا يحسنون شيئـًا من الدين، ولا يعرفون شيئـًا من أحكامه، فضلا عن لغته، ولم يطلعوا الا على هذه الشبهات فقط منه، والتي تنطلي على جهلاء لم يعلموا شيئـًا من دينهم، وبالتالي قذفها الشيطان في رؤوسهم فبثوها على الملأ الذين يتأثرون بهم، ولم يسأل ذلك المتأثر بهذه الشبهات أهل العلم الذين أمره الله بسؤالهم، والعودة إليهم في فهم ما أشكل عليه ونزل به:﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾، ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾ فاتبع الشيطان بعدم العودة للعلماء الأعلام، مع أنه آثم آثم أشد الإثم بمتابعته للسفهاء ممن يقذفون في رأسه الشبهات، بل أقول وقلت: والله لأن يلقى الله بأكبر الكبائر، وأعظم الفجور سوى الشرك بالله لكان ذلك أيسر، وأخف، وأهون، وأقل حرامـًا من أن يلقاه وفي رأسه شُبه الكفر، والإجرام، والإلحاد، ومتابعة هؤلاء الذين يظلونه عن دينه، ويشككونه في مسلماته، ويزعزعون له عقيدته، ويفتتون مبادئه؛ لأنها تنال وتهز شبههم عقيدة راسخة بربه، بدينه، برسوله، بكتابه بكل شيء في إسلامه...
- فكيف لمسلم أن يتابع هؤلاء وهذا الله تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: ﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ...}، وفي أول صفحة من سورة البقرة بيّن الله لنا هؤلاء الذين يتبعون الأمراض لمرض في قلوبهم لا يسقطون إلا على أمراض تناسبهم: ﴿في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ﴾، وفي سورة التوبة قال عنهم: ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾، وانظر بما ختم ربنا جل والآية: {وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾ عياذا بالله من ذلك، فهكذا تسوق الشبه وأصحابها من يتابعهم، ويتطلع لشبههم، ويهتم بهم، ويقرأ عنهم: {فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِه}، يفعلون ذلك من أجل أن يفتنوا الناس، فهي آية ناطقة شاهدة حاضرة تتكلم اليوم وفي كل يوم إلى قيام الساعة، لو كان من عقل يعي لشبابنا الذين يسقطون كل يوم أمام أوحال الشبهات والضلالات، واعذروني سأسلسل خطبـًا متتالية حول هذه الشبه لأرد على شبهات باطلة مكيدة لإسلامنا قد تتوالى هذه السلسلة وقد تنقطع أحيانـًا وأحيانا حتى لا تملوا لكن أعدكم أني سأزلزل إن شاء الله هذه الشبه واحدة تلو الأخرى، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وبأدلة عقلية ونقلية حتى ننهي الفتنة: ﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعمَلونَ بَصيرٌ وَإِن تَوَلَّوا فَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَولاكُم نِعمَ المَولى وَنِعمَ النَّصيرُ﴾، فننهي فتنتهم؛ كي لا تصبح فتنة عامة، ولقد قال لي أحد الجهلة العامة مرة إن العلمانية تخاطب العقل والروح، وهي الفطرة التي أحس أنها تناسبني، أما الدين فهو يخالف أرائي، وهذا أحد الساقطين في شبههم وضلالاتهم، ونسي من علّمه ومن فهمه، من أوجده، من أنطقه حتى يقول هذا النطق سبحانه وتعالى، وهو أشبه بطالب علمه أستاذه الحروف ثم أصبح يهجوه ويكتب عليه ويسبه ويشتمه ويراسله بأقبح الألفاظ مع أنه من علمه الكتابة
أعلمه الرماية كل يومٍ
فلما استد ساعده رماني
الله من خلقه ورزقه وأحياه وأوجده هو من يتطاول عليه، بل أصبح سفهاؤنا للأسف الشديد أول ما ينطقون بالشعر وبالأدب الجاهلي العصري كما يسميه سيد قطب رحمه الله أول ما ينطقون بسب الذات، بالانتقاص من الإله، بالطعن فيه جل جلاله، حتى يصورونه سبحانه وتعالى عما يقولون بأقذر الحيوانات، ولا أتحدث عنها، وحاش لله أن أتحدث بها، ثم يقولون بلاغة وهو تشبيه واستعارة، ولا يعرفون الاستعارة والتشبيه أصلا، ولا يعرفون إلا الحروف منها فقط، يكفرون مجرد ما ينطقون، صمت دهراً ونطق كفرا كما يقال….
- فهؤلاء من صنفتهم الآيات: {فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُِ﴾، فيأتي إلى آيات في كتاب الله تناسب هواه فيسلطها على مراده، سيأتي إلى قول الله:﴿فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ﴾ ويقول أنا ما لي علاقة أضلني الله، أضلني عماني فلم أستطع أدخل المسجد، وأقرأ القرآن، ما استطعت أن أعبد الله، أما أنت فهداك الله، وأنا ما هداني فما ذنبي؟ هو ظلمني أستغفر الله، وتجاهل كل آيات الهداية وبذل أسبابها: ﴿وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا﴾، ﴿وَالَّذينَ اهتَدَوا زادَهُم هُدًى وَآتاهُم تَقواهُم﴾، ﴿إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى﴾ وغير ذلك كثير من الآيات البينات، والحجج الواضحات التي تبين أن بداية كل هداية، وإيمان، وتقوى، وصلاح هو من الإنسان نفسه، وأن كل شقاء، ومسخ، وضلال هي من الإنسان نفسه، وانظر فقط لآية واحدة جمعت الفريقين: ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾…
- ثم لماذا لا يقول أيضـًا أنا ما هُديت للمدرسة، ولا للدراسة، ولا للتعليم، أنا احب النوم، ولا اذاكر، أنا أحب اللعب، والضحك، والمرح، أنا لا أخرج من داري أنا أفعل ما أشاء وأفعل ما أريد وبالتالي هل ينجح في الحياة، هل سيتعلم، هل سيشبع، ويروى من عطش… ليترك الامتحانات وينام هل سينجح، ليترك المذاكرة فهل سيحل الأسئلة، ليترك الخروج للسوق في وقت كله ربح وصفقة ناجحة 100% هل ستأتيه بتعلله هذا بأن الله أضلني وما هداني، بل الزارع والصانع كذلك وغيرهم كلهم ليتركوا أعمالهم وليناموا هل ستقوم أعمالهم من ذاتها لا وكلا، إذن فلماذا الضحك على عقول البسطاء والعوام الجهلاء باسم الهداية والضلال أن الله يهدي ويضل من يشاء، أفتريد أن يأتي الله ليجرك للمسجد غصبـًا عنك ..
- فالأمر كله عبارة عن أسباب وليس زيغ وفتن وتتبع المتشابهات من كتاب الله ويترك مئات الآيات من أجل شبهة واحدة قذفت في قلبه لم يردها للمحكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات إذا شبهنا بذلك في ربط صغار الآيات وتفصيلات الأحكام إلى هذه المسلمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات{هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ ثم عقب عليها بعلم أولي العلم لا بهؤلاء الذين لا علم لهم فكيف يرد العلم إلى من لا يعلم…
- ولو افترضنا على أن هاتفـًا صنعته شركة كبرى من الشركات العريقة والتي قلما تخطئ مثلاً لو افترضنا الجوال آيفون أو اي شيء من هذه الشركات المعروفة والضاربة في عمق الصناعة العالمية التكنولوجية لو أنها وضعت على الجوال شيئًا خيففًا من حديد هل يعقل أن أحد الأغبياء يأتي ويفصل ذلك ويقول هذا شيء زائد تافه ما الذي علقه هنا، أم سيقول هذه الشركة عريقة وخبيرة بصناعتها فوضعته لشيء بلا ريب، فإذا أزلته وقعت الكارثة، فلماذا لا تقول لربك ذلك، وتعي خلق الله وإرادة الله وتصرف الله وبالتالي تسلم بأمر الله، سلمت لشركة مخلوقة لأنها عالمة عارفة، لأنها تدري بما تصنع فكيف بالصانع جل جلاله، ألا نسلم له وهو الذي يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن إلى قيام الساعة: {وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾ آيفون وسامسونج وسوني وغيرها من الشركات تسلم لها ثم ننتقد الله على كلامه، وعلى ما قال في كتابه، لأجل ذلك العلماني الخبيث اللعين، لأجل ماذا نسلم لهؤلاء ونترك الله، ونزرع الشبهات في عقولنا، ونغرسها في أذهاننا، ثم الكفر الصراح بربنا… إنها شبهات كثيرة، وألفاظ مقززة لا بأس أن أتحدث عنها في خطب لاحقة إن شاء الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- كم للأسف الشديد من انحطاط أمام هذه الترهات، أمام هذه السذاجات، بل كفر، وإلحاد، وزندقة، وعلمنة، وردة علنية، وقل ما شئت لأجل شبهة واحدة قد يرد عليها أقل واحد في الأمة ما دام وأنه مسلّم بها، وهذا الإمام الرازي -وقد ذكرته لكم في درس ماض من دروس المسجد بعد العشاء- يقال أن المرأة تلك العجوز من عجائز نيسابور لما رأته وهي على دارها وهي عجوز لا تحسن كتابة اسمها ولا تعرف شيئـًا من حروف اللغة العربية فضلا عن غيرها من العلوم، لما رأته وخلفه الطلاب بالمئات وهم يتبعون خلفه حًبا لشيخهم والتقاطـًا لمعلومات قد يقولها في طريقه قالت وأشارت إليه من هذا قالوا أو تجهلينه، هذا فلان الإمام العالم وصاحب كذا وكذا من مصنف وكتاب وهذا الإمام عنده الف دليل ودليل في إثبات وجود الله، فقالت لو لم يكن في رأسه الف شك وشك في إثبات وجود الله لما أحتاج إلى الف دليل ودليل عن إثبات وجود الله، أنا وأنت وإياك وعجائزنا، أمهاتنا، أباؤنا أجدادنا، كبارنا صغيرنا يعرف الله وكأنه حاضر بين يديه يُعبد يُصلى له، نقوم نركع نسجد نراقب نخاف نعبده جل وعلا حق عبادته دون أن نسأل ونحن عوام عن تفاصيل أي شيء من شبهات وترهات، بل أحدنا يسمع بحديث إن الله ينزل إلى سماء الدنيا فلا يقول كيف ينزل ويطلع، ما قال ابو جهل كيف ينزل يا محمد، ولا قال ابو سفيان قبل إسلامه ما هذه الترهات، كيف الله ينزل هل هو مثلي كما قال متبعو الشبهات يلبس أمريكي، أم دولي، أم فرنسي، أم خليجي، أم يمني لم يقل أحد ذلك، فكيف يقول أحدنا هذه الكلمات لمجرد شبهة ألقاها في رأسه إنسان لا يعرف شيئـًا من أحكام الدين، شبهات كثيرة لا بأس أن اتحدث عنها في خطب لاحقة كما ذكرت لكم متسلسلة وقد تنقطع أحيانـًا وأحيانا وإلى ذلكم الحين إن شاء الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#سلسلة_شبهات_علمانية_وردود_شرعية_وعقلية
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/XRIIjvfo_QM
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الخير المكلا 13/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد أدرك أعداء هذه الأمة على أن لا سبيل للنيل منها، ولأضعاف قوتها، وإمكانياتها، ولإسقاط شبابها، والضعف الذي يمكن أن يعتريها إلا بإسقاط ما لديهم من ثوابت، وقيم، ومبادئ، ومقدسات، وأدلة، وما تركنا عليه صلى الله عليه وسلم من محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وتشكيك في هذا الدين الذي رضيه الله تبارك وتعالى لهذه الأمة: ﴿وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾، وحسد أيما حسد على خيرية نحن فيها: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلناس}، وعلى أننا شهداء على الناس جميعا ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكونوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ}، وصدق الله: ﴿وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ لَو يَرُدّونَكُم مِن بَعدِ إيمانِكُم كُفّارًا حَسَدًا مِن عِندِ أَنفُسِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ﴾، فلهذا حسدتنا اليهود والنصارى وأعداء الامة ووظفوا غيرهم ليقوموا بنصب العداء والأشواك في طريق هذه الخيرية، وفي طريق هذه الشهادة، وفي طريق هذه المحجة البيضاء، وفي طريق هذا الرضا الرباني على هذا الإسلام:﴿ما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَلَا المُشرِكينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِّكُم وَاللَّهُ يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾، فحسدونا على هذه الفضائل والمكرمات: ﴿أَم يَحسُدونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إِبراهيمَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَآتَيناهُم مُلكًا عَظيمًا﴾…
- فنراهم أيها الإخوة ليل نهار يشتغلون، ينفقون، ويسهرون، ويكدون، ويجتهدون، وينصبون وينتصبون ويفعلون المستحيل لأجل تشكيك المسلم في دينه بدءاً من المسلمات، بدءاً من العقيدة، بدءاً من الثوابت والرواسخ، بدءاً مما لم ينازع فيه أحد حتى كفار قريش لم ينازعوا في أمر بدهي فطري عقلي، وهي مسائل عادية طبيعية يعرفها العرب بكل ما تعنيه الكلمة من معرفة، مع أن كفار قريش أحرص الناس على الإطلاق على إقفال مشروع هذا الدين، ورسوله الأمين عليه الصلاة والتسليم، وعلى إنهائه من فوره، وإجهاضه من مهده، إنهم كفار بداية الفجر الإسلامي إذ انتهى برسول الله وبقلة معه حتى اعترف بها نبينا قائلاً في بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد بعدها أبدا"، وبالتالي الحصار على الأمة يبدأ من قتل هؤلاء الثلة لإنهاء مشروع النبي صلى الله عليه وسلم، فهم أحرص الناس على الإطلاق من متقدمين ومتأخرين على إجهاض روح الإسلام، لكن لم يجدوا أي ثغرة، ركزوا لم يجدوا ثغرة للدخول إلى هذا الدين في الطعن فيه وهم أهل البيان، وأهل الفصاحة، وأهل العلم، وأهل القدرة، وأهل المحجة، بل نزل القرآن بلغتهم.. ، وقل ما شئت، ولكن لم يجدوا، لم يستطيعوا أصبحوا في عي شديد لأجل الطعن في هذا الدين…
- فما بال رجال من أمتنا لا يعرف كوعه من بوعه، ولا يعرف تفاصيل جسده، ولا يعرف يومه من أمسه، ولا يميز بين أحرف لغته، ولا بين كلماتها، ولا بما ارتفع هذا، وانتصب ذاك، وانخفض هذا، ذاك، فلا يعرفون شيئـًا من مبادئ اللغة، فضلاً عن أصولها، وأسسها، وعن ما فيها من بلاغة، وبيان، وبديع، بل وعن أربعة عشر علمـًا في اللغة العربية تجمعها، ولا زالت الدراسات لمعرفة أسرار اللغة جارية على قدم وساق في أكاديميات دولية، وجامعات عريقة، لكن يتجرأ من لا يحسن النطق باسمه على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ثوابت هذا الدين، ومسلماته، وقطعياته لأجل زعزعة الشباب الأسفه من ذلك الناطق السفيه، والا لو لم يكونوا كذلك لم يتابعوا السفهاء، ويسقطوا فيما سقط فيه الذباب، ولم يعجب به، ولن يعترف به، ولن يتابعه إنسان عاقل…
- كفار قريش أحرص منه على هدم الإسلام، وعلى هد بنيانه، وإنهائه من جذوره، وإجهاضه أصلا من مهده، ومع هذا لم يجدوا ثغرة فيه؛ لأنهم علماء فصحاء بلغاء فكيف تجد أنت مع جهلك الشديد في هذا الدين، وعوارك المخزي المضحك في اللغة العربية، كيف تنتقد إسلامنا وديننا وتطعن في مسلماتنا وتنطلي تلك الحيل الباطلة على شبابنا وعلى صغارنا الذين لم يفهموا شيئـًا من ديننا، كيف خُدعوا، وانهزموا… مجرد ما أن تأتي شبهة من الشبه على أحدهم حتى يضعف ويستكين ويظن على أن هذا الحق الذي لا حق سواه، وهو لم يطلع على الحق أصلا من مصدره، ولم يعرف علماء الدين والحق، ولم يتعرف عليهم، بل لا يجرؤ أن يأتي إليهم ليزلزلوا مشكلته، وليدحضوا حجته، وليردوا على شبهته لم يأت لأحد، بل يظل حبيسًا لشبهاته، بل يظل حائرا متلفتـًا يمينـًا ويسارا، لم يعبد ربـًا كما يعبده الناس كما ينبغي، ولم يكفر كما كفروا، كناقة جرت بخطامها أرنب كما ذكر ابن الجوزي في مدهشه -المدهش وهو اسم جميل لكلام جميل فيه-، فهذه الناقة جرت تلك الأرنب بخطامها، وأوصلتها إلى دارها، ولما رأت الدار وإذا هو صغير، صغير جداً لا يدخل فيه إلا هذه الأرنب أو أشبه بها، فقال إما أن تختاري محبوبـًا يليق بدارك وإما أن تختاري دارا يليق بمحبوبك، وانصرف عنها، أنا لا أليق إلا بالكبير، وأنت صغيرة فاختاري لك مثلك، قال ابن الجوزي معلقـًا: فإما أن تختار ربـًا يليق بعبادتك، وإما أن تتعبد عبادة تليق بربك…
- فكيف ينهزم الشباب عند شبهات التافهين، ومن لا يحسنون شيئـًا من الدين، ولا يعرفون شيئـًا من أحكامه، فضلا عن لغته، ولم يطلعوا الا على هذه الشبهات فقط منه، والتي تنطلي على جهلاء لم يعلموا شيئـًا من دينهم، وبالتالي قذفها الشيطان في رؤوسهم فبثوها على الملأ الذين يتأثرون بهم، ولم يسأل ذلك المتأثر بهذه الشبهات أهل العلم الذين أمره الله بسؤالهم، والعودة إليهم في فهم ما أشكل عليه ونزل به:﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾، ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾ فاتبع الشيطان بعدم العودة للعلماء الأعلام، مع أنه آثم آثم أشد الإثم بمتابعته للسفهاء ممن يقذفون في رأسه الشبهات، بل أقول وقلت: والله لأن يلقى الله بأكبر الكبائر، وأعظم الفجور سوى الشرك بالله لكان ذلك أيسر، وأخف، وأهون، وأقل حرامـًا من أن يلقاه وفي رأسه شُبه الكفر، والإجرام، والإلحاد، ومتابعة هؤلاء الذين يظلونه عن دينه، ويشككونه في مسلماته، ويزعزعون له عقيدته، ويفتتون مبادئه؛ لأنها تنال وتهز شبههم عقيدة راسخة بربه، بدينه، برسوله، بكتابه بكل شيء في إسلامه...
- فكيف لمسلم أن يتابع هؤلاء وهذا الله تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: ﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ...}، وفي أول صفحة من سورة البقرة بيّن الله لنا هؤلاء الذين يتبعون الأمراض لمرض في قلوبهم لا يسقطون إلا على أمراض تناسبهم: ﴿في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ بِما كانوا يَكذِبونَ﴾، وفي سورة التوبة قال عنهم: ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾، وانظر بما ختم ربنا جل والآية: {وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾ عياذا بالله من ذلك، فهكذا تسوق الشبه وأصحابها من يتابعهم، ويتطلع لشبههم، ويهتم بهم، ويقرأ عنهم: {فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِه}، يفعلون ذلك من أجل أن يفتنوا الناس، فهي آية ناطقة شاهدة حاضرة تتكلم اليوم وفي كل يوم إلى قيام الساعة، لو كان من عقل يعي لشبابنا الذين يسقطون كل يوم أمام أوحال الشبهات والضلالات، واعذروني سأسلسل خطبـًا متتالية حول هذه الشبه لأرد على شبهات باطلة مكيدة لإسلامنا قد تتوالى هذه السلسلة وقد تنقطع أحيانـًا وأحيانا حتى لا تملوا لكن أعدكم أني سأزلزل إن شاء الله هذه الشبه واحدة تلو الأخرى، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وبأدلة عقلية ونقلية حتى ننهي الفتنة: ﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعمَلونَ بَصيرٌ وَإِن تَوَلَّوا فَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَولاكُم نِعمَ المَولى وَنِعمَ النَّصيرُ﴾، فننهي فتنتهم؛ كي لا تصبح فتنة عامة، ولقد قال لي أحد الجهلة العامة مرة إن العلمانية تخاطب العقل والروح، وهي الفطرة التي أحس أنها تناسبني، أما الدين فهو يخالف أرائي، وهذا أحد الساقطين في شبههم وضلالاتهم، ونسي من علّمه ومن فهمه، من أوجده، من أنطقه حتى يقول هذا النطق سبحانه وتعالى، وهو أشبه بطالب علمه أستاذه الحروف ثم أصبح يهجوه ويكتب عليه ويسبه ويشتمه ويراسله بأقبح الألفاظ مع أنه من علمه الكتابة
أعلمه الرماية كل يومٍ
فلما استد ساعده رماني
الله من خلقه ورزقه وأحياه وأوجده هو من يتطاول عليه، بل أصبح سفهاؤنا للأسف الشديد أول ما ينطقون بالشعر وبالأدب الجاهلي العصري كما يسميه سيد قطب رحمه الله أول ما ينطقون بسب الذات، بالانتقاص من الإله، بالطعن فيه جل جلاله، حتى يصورونه سبحانه وتعالى عما يقولون بأقذر الحيوانات، ولا أتحدث عنها، وحاش لله أن أتحدث بها، ثم يقولون بلاغة وهو تشبيه واستعارة، ولا يعرفون الاستعارة والتشبيه أصلا، ولا يعرفون إلا الحروف منها فقط، يكفرون مجرد ما ينطقون، صمت دهراً ونطق كفرا كما يقال….
- فهؤلاء من صنفتهم الآيات: {فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُِ﴾، فيأتي إلى آيات في كتاب الله تناسب هواه فيسلطها على مراده، سيأتي إلى قول الله:﴿فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ﴾ ويقول أنا ما لي علاقة أضلني الله، أضلني عماني فلم أستطع أدخل المسجد، وأقرأ القرآن، ما استطعت أن أعبد الله، أما أنت فهداك الله، وأنا ما هداني فما ذنبي؟ هو ظلمني أستغفر الله، وتجاهل كل آيات الهداية وبذل أسبابها: ﴿وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا﴾، ﴿وَالَّذينَ اهتَدَوا زادَهُم هُدًى وَآتاهُم تَقواهُم﴾، ﴿إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى﴾ وغير ذلك كثير من الآيات البينات، والحجج الواضحات التي تبين أن بداية كل هداية، وإيمان، وتقوى، وصلاح هو من الإنسان نفسه، وأن كل شقاء، ومسخ، وضلال هي من الإنسان نفسه، وانظر فقط لآية واحدة جمعت الفريقين: ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ﴾…
- ثم لماذا لا يقول أيضـًا أنا ما هُديت للمدرسة، ولا للدراسة، ولا للتعليم، أنا احب النوم، ولا اذاكر، أنا أحب اللعب، والضحك، والمرح، أنا لا أخرج من داري أنا أفعل ما أشاء وأفعل ما أريد وبالتالي هل ينجح في الحياة، هل سيتعلم، هل سيشبع، ويروى من عطش… ليترك الامتحانات وينام هل سينجح، ليترك المذاكرة فهل سيحل الأسئلة، ليترك الخروج للسوق في وقت كله ربح وصفقة ناجحة 100% هل ستأتيه بتعلله هذا بأن الله أضلني وما هداني، بل الزارع والصانع كذلك وغيرهم كلهم ليتركوا أعمالهم وليناموا هل ستقوم أعمالهم من ذاتها لا وكلا، إذن فلماذا الضحك على عقول البسطاء والعوام الجهلاء باسم الهداية والضلال أن الله يهدي ويضل من يشاء، أفتريد أن يأتي الله ليجرك للمسجد غصبـًا عنك ..
- فالأمر كله عبارة عن أسباب وليس زيغ وفتن وتتبع المتشابهات من كتاب الله ويترك مئات الآيات من أجل شبهة واحدة قذفت في قلبه لم يردها للمحكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات إذا شبهنا بذلك في ربط صغار الآيات وتفصيلات الأحكام إلى هذه المسلمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات{هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾ ثم عقب عليها بعلم أولي العلم لا بهؤلاء الذين لا علم لهم فكيف يرد العلم إلى من لا يعلم…
- ولو افترضنا على أن هاتفـًا صنعته شركة كبرى من الشركات العريقة والتي قلما تخطئ مثلاً لو افترضنا الجوال آيفون أو اي شيء من هذه الشركات المعروفة والضاربة في عمق الصناعة العالمية التكنولوجية لو أنها وضعت على الجوال شيئًا خيففًا من حديد هل يعقل أن أحد الأغبياء يأتي ويفصل ذلك ويقول هذا شيء زائد تافه ما الذي علقه هنا، أم سيقول هذه الشركة عريقة وخبيرة بصناعتها فوضعته لشيء بلا ريب، فإذا أزلته وقعت الكارثة، فلماذا لا تقول لربك ذلك، وتعي خلق الله وإرادة الله وتصرف الله وبالتالي تسلم بأمر الله، سلمت لشركة مخلوقة لأنها عالمة عارفة، لأنها تدري بما تصنع فكيف بالصانع جل جلاله، ألا نسلم له وهو الذي يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن إلى قيام الساعة: {وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾ آيفون وسامسونج وسوني وغيرها من الشركات تسلم لها ثم ننتقد الله على كلامه، وعلى ما قال في كتابه، لأجل ذلك العلماني الخبيث اللعين، لأجل ماذا نسلم لهؤلاء ونترك الله، ونزرع الشبهات في عقولنا، ونغرسها في أذهاننا، ثم الكفر الصراح بربنا… إنها شبهات كثيرة، وألفاظ مقززة لا بأس أن أتحدث عنها في خطب لاحقة إن شاء الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- كم للأسف الشديد من انحطاط أمام هذه الترهات، أمام هذه السذاجات، بل كفر، وإلحاد، وزندقة، وعلمنة، وردة علنية، وقل ما شئت لأجل شبهة واحدة قد يرد عليها أقل واحد في الأمة ما دام وأنه مسلّم بها، وهذا الإمام الرازي -وقد ذكرته لكم في درس ماض من دروس المسجد بعد العشاء- يقال أن المرأة تلك العجوز من عجائز نيسابور لما رأته وهي على دارها وهي عجوز لا تحسن كتابة اسمها ولا تعرف شيئـًا من حروف اللغة العربية فضلا عن غيرها من العلوم، لما رأته وخلفه الطلاب بالمئات وهم يتبعون خلفه حًبا لشيخهم والتقاطـًا لمعلومات قد يقولها في طريقه قالت وأشارت إليه من هذا قالوا أو تجهلينه، هذا فلان الإمام العالم وصاحب كذا وكذا من مصنف وكتاب وهذا الإمام عنده الف دليل ودليل في إثبات وجود الله، فقالت لو لم يكن في رأسه الف شك وشك في إثبات وجود الله لما أحتاج إلى الف دليل ودليل عن إثبات وجود الله، أنا وأنت وإياك وعجائزنا، أمهاتنا، أباؤنا أجدادنا، كبارنا صغيرنا يعرف الله وكأنه حاضر بين يديه يُعبد يُصلى له، نقوم نركع نسجد نراقب نخاف نعبده جل وعلا حق عبادته دون أن نسأل ونحن عوام عن تفاصيل أي شيء من شبهات وترهات، بل أحدنا يسمع بحديث إن الله ينزل إلى سماء الدنيا فلا يقول كيف ينزل ويطلع، ما قال ابو جهل كيف ينزل يا محمد، ولا قال ابو سفيان قبل إسلامه ما هذه الترهات، كيف الله ينزل هل هو مثلي كما قال متبعو الشبهات يلبس أمريكي، أم دولي، أم فرنسي، أم خليجي، أم يمني لم يقل أحد ذلك، فكيف يقول أحدنا هذه الكلمات لمجرد شبهة ألقاها في رأسه إنسان لا يعرف شيئـًا من أحكام الدين، شبهات كثيرة لا بأس أن اتحدث عنها في خطب لاحقة كما ذكرت لكم متسلسلة وقد تنقطع أحيانـًا وأحيانا وإلى ذلكم الحين إن شاء الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*الاعتزازبهذا.الدين.التاريخ.أنموذجًا.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*الاعتزازبهذا.الدين.التاريخ.أنموذجًا.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 6/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أمتي أمتي هل لك بين
الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلاً من أمــسك المنصرمِ
أمتي كم غصة دامية خنقت
نجـــوى عـــلاك فـي فمــي
ويكاد الدمع يهمي عابثًا
بـبــقايا كـــبــريــاء الألـــم
نتجرع تلك الغصص، والبكاء، والدموع، والمآسي، ونحرم أنفسنا من سلوتها، ومن فرحها، ومن ترحها، وما تريد وتهوى؛ لأن الأمة ممزقة، منهارة، مظلومة، مبتزة، يعبث بها غيرها، ويصرفها سواها..
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتمِ
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
- ولكن اليوم أخطأت المعتصم الذي يأخذ بزمامها، والذي يسمع لكلماتها، والذي يئن لجراحاتها، والذي يتحدث عن مأساتها، والذي ينتفض انتفاضة الأسد الواحد لأجلها، والذي يقسم بجلال الله لا يغتسل من جنابة حتى ينتصر لكلمة وامعتصماه، والمرأة المظلومة القائلة في بلد تبعد عنه أكثر من ستين ميلاً، ومع هذا في غضون أيام يجهز جيشه ليعيد للأمة عزتها، ومجدها، وعظمتها، وإنما لُطمت امرأة واحدة، بل قيل إنها لم تلطم أصلا وإنما صاحت بعد استهزاء بها: "وامعتصماه" فقالوا انتظريه يأتي على فرسه الأبلق لينصرك وما هي الا أيام قليلة وإذا بالمعتصم يجهز جيشـه يكون أوائلهم عند أولئك في عمورية، وآخرهم يطأ بلاد المسلمين، ويأتي بذلك الرجل بعد أن أحرق ديار وبذلك قذف الرعب في قلوبهم، والوهن فيهم، ثم يأتي بالرجل اللاطم للمرأة ويقول هو رقيقك وعبداً لكِ إن شئتِ اقتصيت منه، وإن شئتِ فهو لك أفعلي ما شئتِ، ها أنا ذا المعتصم قد جئت على فرسي الأبلق لأنصر هذه المرأة، لأنصر هذه المظلومة…
- واليوم كم من مظلوم، وكم من متألم، وكم من دموع، وكم من أطفال، وكم من نساء، وكم من صراخ، وكم من قصف، وكم من دمار؟ ولا معتصماه؛ ليسمع هذه الأنات، ولا معتصماه ليسمع هذه الصرخات، ولا معتصمات لنقول وامعتصماه فيأتي وينطلق للنصرة….
- وهؤلاء نساء سجينات تقول عنهن إحداهن كتبت رسالتها واسمها نور كما حكاها صاحب كتاب الطوفان القادم قالت: "إن أرحامنا قد امتلأت أجنة من مني الكافرين فتعالوا أيها المسلمون وهدوا السجون على رؤوسنا خيراً من أن نخرج بأطفال ليسوا بأبناء مسلمين، وليسوا من المسلمين"، امرأة تقول هذا وهن آلاف مؤلفة من المظلومات، والمنتهكات، والمسلوبات…، وسواء في بلد العرب والمسلمين، أو في بلد العجم غير المسلمين لكن الرسالة واحدة، ولكن المأساة موحدة، ولكن الأنين أيضًا هو الأنين ولا معتصماه، بل بالعكس من ذلك إذا بالخور والضعف والمهانة والذل والحقارة والجبن يعترينا يعتري كثير من أبناء المسلمين، وتفهمت مطالبهم، ورخصت هممهم، وانحطت تلك القيم النبيلة، وذهبت تلك العزة الكريمة، وغادرت تلك العظمة والخيرية والرضا الذي جعله الله للأمة: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاس...} {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} الله رضيه لنا فهل رضيناه لأنفسنا، ونعتز بديننا، ونفخر بقدسيات إسلامنا، ونقوم قومة رجل واحد لأجل الانتصار لهذا الدين العظيم، وحمايته من رجس المحلدين، وإخوانهم الكافرين، أم أن أننا نضعف، وضُعفنا، وانهزمنا أمام التوافه، أمام أمور ساذجة فتجده يبكي، ويدمع، ويحزن، ويأسى، ويتألم، ولا ينام، ويكره، ويبغض، ويحب، ويعادي، ويوالي، ويناصر، وقد يموت كمدًا وحزنًا من أجل توافه حياته بل توافه الكافرين غيره، ومخططاتهم اللعينة كالرياضة مثلا…!. - أيها الإخوة فرق شاسع، وبون كبير واسع، بين من يعتز بمبادئ الإسلام، وبتعاليم هذا الدين العظيم، وبين من لم يعرف قدره، ولم يرفع به رأسه، فأضاعوه، وتركوه، وبحثوا عن عزة في غيره، وهذا عمر رضي الله عنه معلم الأمة وقائدها لما جاء إلى الشام في سفره الأوحد إذا به يحمل حذاءه بيده، ويجر ناقته بأخرى عندما أراد أن يجتاز مخاضة ماء، وقائد جيوش المسلمين هناك أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ينظر إليه، فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين لا أحب أن يستشرفك الناس ينظر الناس إليك وأنت على هذه الحالة، لا أحب أن يستشرفك الناس فيستضعفوك، ويستضعفوا الدين بمنظرك هذا غير اللائق كما يمكن أن نقول، فنظر إليه عمر وقال لو كان غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم…
- ثم قال رضي الله عنه: نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، أيوه نعم بالإسلام، لا بالرياضة، ولا بالقصور، ولا بالدور، ولا بالأموال، ولا بالتحالفات، ولا بكثرة الجيوش -والعتاد مع انعدامها- ولا بشيء من ذلك من زخرف الحياة ومتاعها، بل بالإسلام: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ...}، الله الله، لا أمريكا، ولا روسيا، ولا اتحاد أوربي ولا غير هؤلاء جميعا، الله {أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾ نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، الذل والمهانة علينا كلما ابتعدنا عن منهج ربنا، كلما تولينا عنه وانحزنا عنه كانت الذلة والمهانة، والخور، والضعف، والهلكة، والمأساة، والفقر، والحروب والدمار وكل شيء كائن علينا ما دمنا اعتزينا بغير الله، ومن أراد عزاً لا يفنى فلا يستعزن بعزاً يفنى…
- فستفنى عزة الناس جميعا، ويهبها الله لهم جميعـًا إن شاء؛ لأنه واهب العزة جل جلاله، فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله، وهي قصتنا، وهي مأساتنا، وهي الهلكة التي أصبحنا فيها، لو أننا أخذنا الإسلام بعزة لاحترمنا العالم بما فيه، كما احترموا أوائلنا لأنهم احترموا أنفسهم؛ لأنهم قدروا دينهم؛ لأنهم لم يتركوا شيئـًا من تعاليم نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى كان الغربي يتمنى أن ينطق العربية، ويتمتم بها، ويقلد العرب في بعض حروفها، حتى كان الشاب إذا لقي محبوبته يقول أنا أهبك… ويفخر بذلك…
- إنها عزة وعظمة ملكوها؛ لأنهم أخذوا بالدين بحذافيره، ويوم أن نترك الدين نلجأ للكافرين، ممن أهانهم الله وأذلهم وحقرهم وجعل الذل والمهانة فيهم وعليهم: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِم}، أُهنّا عندما أهنا ديننا، ذُللنا عندما ذل ديننا، انتهينا عندما انتهى ديننا، ارتكسنا وتناحرنا وأصبحنا كالأرقاء لغيرنا عندما تراجع ديننا، عندما أبتعدنا عن منهج ربنا، فابتعد الله عنا، "ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعـًا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"، وهو خطاب رباني للأفراد، خطاب للجماعات، للأحزاب، خطاب للمجتمعات، خطاب للدول بكلها، من تقرب من الله تقرب الله منه، من اعتز بالله عزه الله، ومن أهان دين الله أهانه الله، ومن ذل أمام الدين ذله الله….
- انظروا إلى رستم قائد معركة القادسية الفارسي الكبير قائد الجيوش، وهذه الامبراطورية الفارسية الكبيرة التي كانت آذاك يدخل عليه رجل من المسلمين لم يكن معروفـًا قبل ذلك، ولم نعرف منه في التاريخ بكله سوى هذه القصة، إنه ربعي بن عامر يدخل عليه وعلى بساطه البساط الملكي، يدخل بفرسه إلى وسط البساط، ويخرقه برمحه وهو المُعد للملوك والأمراء والكبراء والعظماء والوجهاء وهؤلاء الوفود أمثال ربعي ثم يرفض بأن يربط الفرس خارج البساط، ويقول أنتم دعوتمونا إليكم، فإن شئتم دخلت به وإلا عدت من حيث أتيت، قيل أدخل فدخل ويمزق البساط بطرف رمحه، ويجلس على الأرض لا على كراسيهم، ويستغرب رستم ويقول مالك لا تجلس على مجالس الوجهاء والوفود؟ فقال إنا نكره زينتكم، فقال دعني من هذا، وانظر للكراهية نكره حتى الكراهية ينتبه لها ربعي حتى لا يُذل هناك، فضلاً عن لباسه العربي العادي، ورمحه العربي، وتمزيق بساط الملوك، ثم قال له رستم: ما جاء بكم، فأجابه ربعي: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فإما أن تدخلوا فيه وإلا الجزية أو القتال، فقال وهلا غير ذلك؟ وقد تقتلون قبل أن تنالوا هذا، قال فإن قُتلنا فالجنة، وإن انتصرنا فأرضك ومُلكك، قال اتمهلونا، قال لا إلا ثلاثـًا كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم، حفاظـًا على الدين حتى في صغائره، وما يقبل الاجتهاد منه، مع أن النبي في صلح الحديبية أمهل قريشا عشر سنوات، لكن عزة بأقل العدد، وما ورد، وبأقل ما عمل النبي صلى الله عليه وسلم يعمل، وخرج من عنده عظيمـًا كبيراً بحجم الأرض والسماء لأنه يحمل مشعل الإسلام، ونور القرآن ..لم تبهره حضارتهم، أو ينبهر بثقافتهم وتطورهم، أو تأسره مناظر بلدانهم…
- لكن ماذا عنا وكيف أصبحنا؟ وكيف أُهنا وكيف ذللنا؟ والسبب ماذا؟ لأنا تركنا هذا الدين، ومن أعظم الترك وصوره ومن أهمه وأجله ومن أبرز ما فيه ما نرى في كل عام وفي بداية كل عام ميلادي بل في بداية كل يوم ونهايته، لقد انتهى التاريخ الهجري رسميا وشعبيا الذي أجمع عليه المسلمون في قرون عزهم ومجدهم وأوج قوتهم… بعد أن وحدهم عليه الفاروق ورضيه الصحابة الذين رضي الله عنهم ولم يرض عنهم الغرب ولن يرضوا ولن يرضوا حتى عنا لو سلمنا كل خيرات بُلداننا وأنفسنا حتى نسلم ديننا وقد فعلنا أو شيئـًا من ذلك {وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم...} فلن يرضوا عنا، وعن تنازلنا، تركنا، كفرنا، ألحدنا، أجرمنا، دمرنا، سُجنا، أُخذنا، بُطش بنا، سلمنا خيراتنا، وبلداننا، وتنازلنا عن كل جميل عندنا، فلا لا لن يرضوا عنا حتى ندخل في دينهم، فما بالنا ضعنا وتهنا وارتمينا في أحضان عدونا…
- أو نتصور أن النصراني الغربي يومـًا من الأيام يأتي بالتاريخ الهجري ليكون التاريخ الرسمي في الاتحاد الأوروبي مثلا أو في أمريكا، هل يمكن ويعقل هذا؟ ليؤرخ النصراني بتاريخنا بمعركة حطين، والقادسية، وعين جالوت، وبلاط الشهداء يوم وصل المسلمون إلى عمق أوروبا بفتوحاتهم التي كانت خيرا لأوروبا بشهادتهم، وأخرجتهم من براثن الجهل إلى نور العلم،… ووفاة البخاري وولادة النبي وبدر وأحد وكل هذا؟ أو يريدون أن نتناسى هذه الأحداث ونرفضها بتواريخهم وننسى أحداث أمتنا؟ ماذا يريدون منا، وكيف سُحبت منا الهوية الأبرز والأهم أعني التاريخ؛ فهو هوية الأمة التي أصبحت مضاعة منتهية عند أطفالها، عند صغارها، عند كبارها، عند كثير من أبنائها للأسف الشديد، لا يستطيع يعدد الشهور الهجرية بالترتيب، ولا يستطيع معرفة السنوات بها تقول عام 1440 هـ يقول كم ميلادي…، وهي صورة واحدة من صور عديدة ومأساة كثيرة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة الاعتزاز بديننا والرجوع إلى أحكام شرعنا واجب مقدس، وضروري فرضي على كل الأفراد، فالعزة إنما هي في الدين والذلة إنما هي في غيره، وقد كتبها الله على غير المسلمين: ﴿ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا﴾، ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، وكلما ابتعدنا عن هذه العزة فإننا نهون عند أعداء الله، ويتسلط علينا شرار الخلق، وما والله ما غُزينا وانتُهبنا وهلكنا وكان فينا ما كان الآن وما نراه وما سنراه إلا بسبب الضعف الكائن بتركنا لديننا، وانظروا إلى ما كان عليه أسلافنا من عظمة ومن اعتزاز ومن قوة يحاربون الشرق والغرب يخافهم الكل يرعب منهم هذا وذاك
يهتز كسرى على كرسيه فرقًا
وملوك الروم تخشاه
إنه عمر، بل قل عن هارون الرشيد الرشيد الذي يقول للسحابة بعد أنه كان في بغداد القحط الشديد نظر إليها يبتسم ويقول امطري حيث شئت فإن خراجك آتي الي إما خراج وإما زكاة، يتحكم بثلاثة أرباع بل اكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية بقاراتها المكتشفة آنذاك، إنه عز ورفعة؛ لأنهم أخذوا بالدين، فإذا أردنا العزة والرفعة والمنعة والقوة فإن علينا أن نعود إلى أحكام ديننا: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾وهذه شروط الخيرية فلنحافظ عليها ولنلزمها، فنحن الخيرية لنا من ربنا عز وجل، وإنه والله لا خيرية ولا عظمة ولا عزة إلا بأن نعود إلى هذا الدين وإلى رب العالمين سبحانه وتعالى فإن العزة فيه ومنه وإليه وكل شيء يعود إلى رب العالمين سبحانة وتعالى، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 6/ جمادى الأخرة/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أمتي أمتي هل لك بين
الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلاً من أمــسك المنصرمِ
أمتي كم غصة دامية خنقت
نجـــوى عـــلاك فـي فمــي
ويكاد الدمع يهمي عابثًا
بـبــقايا كـــبــريــاء الألـــم
نتجرع تلك الغصص، والبكاء، والدموع، والمآسي، ونحرم أنفسنا من سلوتها، ومن فرحها، ومن ترحها، وما تريد وتهوى؛ لأن الأمة ممزقة، منهارة، مظلومة، مبتزة، يعبث بها غيرها، ويصرفها سواها..
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتمِ
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
- ولكن اليوم أخطأت المعتصم الذي يأخذ بزمامها، والذي يسمع لكلماتها، والذي يئن لجراحاتها، والذي يتحدث عن مأساتها، والذي ينتفض انتفاضة الأسد الواحد لأجلها، والذي يقسم بجلال الله لا يغتسل من جنابة حتى ينتصر لكلمة وامعتصماه، والمرأة المظلومة القائلة في بلد تبعد عنه أكثر من ستين ميلاً، ومع هذا في غضون أيام يجهز جيشه ليعيد للأمة عزتها، ومجدها، وعظمتها، وإنما لُطمت امرأة واحدة، بل قيل إنها لم تلطم أصلا وإنما صاحت بعد استهزاء بها: "وامعتصماه" فقالوا انتظريه يأتي على فرسه الأبلق لينصرك وما هي الا أيام قليلة وإذا بالمعتصم يجهز جيشـه يكون أوائلهم عند أولئك في عمورية، وآخرهم يطأ بلاد المسلمين، ويأتي بذلك الرجل بعد أن أحرق ديار وبذلك قذف الرعب في قلوبهم، والوهن فيهم، ثم يأتي بالرجل اللاطم للمرأة ويقول هو رقيقك وعبداً لكِ إن شئتِ اقتصيت منه، وإن شئتِ فهو لك أفعلي ما شئتِ، ها أنا ذا المعتصم قد جئت على فرسي الأبلق لأنصر هذه المرأة، لأنصر هذه المظلومة…
- واليوم كم من مظلوم، وكم من متألم، وكم من دموع، وكم من أطفال، وكم من نساء، وكم من صراخ، وكم من قصف، وكم من دمار؟ ولا معتصماه؛ ليسمع هذه الأنات، ولا معتصماه ليسمع هذه الصرخات، ولا معتصمات لنقول وامعتصماه فيأتي وينطلق للنصرة….
- وهؤلاء نساء سجينات تقول عنهن إحداهن كتبت رسالتها واسمها نور كما حكاها صاحب كتاب الطوفان القادم قالت: "إن أرحامنا قد امتلأت أجنة من مني الكافرين فتعالوا أيها المسلمون وهدوا السجون على رؤوسنا خيراً من أن نخرج بأطفال ليسوا بأبناء مسلمين، وليسوا من المسلمين"، امرأة تقول هذا وهن آلاف مؤلفة من المظلومات، والمنتهكات، والمسلوبات…، وسواء في بلد العرب والمسلمين، أو في بلد العجم غير المسلمين لكن الرسالة واحدة، ولكن المأساة موحدة، ولكن الأنين أيضًا هو الأنين ولا معتصماه، بل بالعكس من ذلك إذا بالخور والضعف والمهانة والذل والحقارة والجبن يعترينا يعتري كثير من أبناء المسلمين، وتفهمت مطالبهم، ورخصت هممهم، وانحطت تلك القيم النبيلة، وذهبت تلك العزة الكريمة، وغادرت تلك العظمة والخيرية والرضا الذي جعله الله للأمة: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاس...} {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} الله رضيه لنا فهل رضيناه لأنفسنا، ونعتز بديننا، ونفخر بقدسيات إسلامنا، ونقوم قومة رجل واحد لأجل الانتصار لهذا الدين العظيم، وحمايته من رجس المحلدين، وإخوانهم الكافرين، أم أن أننا نضعف، وضُعفنا، وانهزمنا أمام التوافه، أمام أمور ساذجة فتجده يبكي، ويدمع، ويحزن، ويأسى، ويتألم، ولا ينام، ويكره، ويبغض، ويحب، ويعادي، ويوالي، ويناصر، وقد يموت كمدًا وحزنًا من أجل توافه حياته بل توافه الكافرين غيره، ومخططاتهم اللعينة كالرياضة مثلا…!. - أيها الإخوة فرق شاسع، وبون كبير واسع، بين من يعتز بمبادئ الإسلام، وبتعاليم هذا الدين العظيم، وبين من لم يعرف قدره، ولم يرفع به رأسه، فأضاعوه، وتركوه، وبحثوا عن عزة في غيره، وهذا عمر رضي الله عنه معلم الأمة وقائدها لما جاء إلى الشام في سفره الأوحد إذا به يحمل حذاءه بيده، ويجر ناقته بأخرى عندما أراد أن يجتاز مخاضة ماء، وقائد جيوش المسلمين هناك أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ينظر إليه، فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين لا أحب أن يستشرفك الناس ينظر الناس إليك وأنت على هذه الحالة، لا أحب أن يستشرفك الناس فيستضعفوك، ويستضعفوا الدين بمنظرك هذا غير اللائق كما يمكن أن نقول، فنظر إليه عمر وقال لو كان غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم…
- ثم قال رضي الله عنه: نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، أيوه نعم بالإسلام، لا بالرياضة، ولا بالقصور، ولا بالدور، ولا بالأموال، ولا بالتحالفات، ولا بكثرة الجيوش -والعتاد مع انعدامها- ولا بشيء من ذلك من زخرف الحياة ومتاعها، بل بالإسلام: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ...}، الله الله، لا أمريكا، ولا روسيا، ولا اتحاد أوربي ولا غير هؤلاء جميعا، الله {أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾ نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، الذل والمهانة علينا كلما ابتعدنا عن منهج ربنا، كلما تولينا عنه وانحزنا عنه كانت الذلة والمهانة، والخور، والضعف، والهلكة، والمأساة، والفقر، والحروب والدمار وكل شيء كائن علينا ما دمنا اعتزينا بغير الله، ومن أراد عزاً لا يفنى فلا يستعزن بعزاً يفنى…
- فستفنى عزة الناس جميعا، ويهبها الله لهم جميعـًا إن شاء؛ لأنه واهب العزة جل جلاله، فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله، وهي قصتنا، وهي مأساتنا، وهي الهلكة التي أصبحنا فيها، لو أننا أخذنا الإسلام بعزة لاحترمنا العالم بما فيه، كما احترموا أوائلنا لأنهم احترموا أنفسهم؛ لأنهم قدروا دينهم؛ لأنهم لم يتركوا شيئـًا من تعاليم نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى كان الغربي يتمنى أن ينطق العربية، ويتمتم بها، ويقلد العرب في بعض حروفها، حتى كان الشاب إذا لقي محبوبته يقول أنا أهبك… ويفخر بذلك…
- إنها عزة وعظمة ملكوها؛ لأنهم أخذوا بالدين بحذافيره، ويوم أن نترك الدين نلجأ للكافرين، ممن أهانهم الله وأذلهم وحقرهم وجعل الذل والمهانة فيهم وعليهم: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِم}، أُهنّا عندما أهنا ديننا، ذُللنا عندما ذل ديننا، انتهينا عندما انتهى ديننا، ارتكسنا وتناحرنا وأصبحنا كالأرقاء لغيرنا عندما تراجع ديننا، عندما أبتعدنا عن منهج ربنا، فابتعد الله عنا، "ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعـًا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"، وهو خطاب رباني للأفراد، خطاب للجماعات، للأحزاب، خطاب للمجتمعات، خطاب للدول بكلها، من تقرب من الله تقرب الله منه، من اعتز بالله عزه الله، ومن أهان دين الله أهانه الله، ومن ذل أمام الدين ذله الله….
- انظروا إلى رستم قائد معركة القادسية الفارسي الكبير قائد الجيوش، وهذه الامبراطورية الفارسية الكبيرة التي كانت آذاك يدخل عليه رجل من المسلمين لم يكن معروفـًا قبل ذلك، ولم نعرف منه في التاريخ بكله سوى هذه القصة، إنه ربعي بن عامر يدخل عليه وعلى بساطه البساط الملكي، يدخل بفرسه إلى وسط البساط، ويخرقه برمحه وهو المُعد للملوك والأمراء والكبراء والعظماء والوجهاء وهؤلاء الوفود أمثال ربعي ثم يرفض بأن يربط الفرس خارج البساط، ويقول أنتم دعوتمونا إليكم، فإن شئتم دخلت به وإلا عدت من حيث أتيت، قيل أدخل فدخل ويمزق البساط بطرف رمحه، ويجلس على الأرض لا على كراسيهم، ويستغرب رستم ويقول مالك لا تجلس على مجالس الوجهاء والوفود؟ فقال إنا نكره زينتكم، فقال دعني من هذا، وانظر للكراهية نكره حتى الكراهية ينتبه لها ربعي حتى لا يُذل هناك، فضلاً عن لباسه العربي العادي، ورمحه العربي، وتمزيق بساط الملوك، ثم قال له رستم: ما جاء بكم، فأجابه ربعي: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام فإما أن تدخلوا فيه وإلا الجزية أو القتال، فقال وهلا غير ذلك؟ وقد تقتلون قبل أن تنالوا هذا، قال فإن قُتلنا فالجنة، وإن انتصرنا فأرضك ومُلكك، قال اتمهلونا، قال لا إلا ثلاثـًا كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم، حفاظـًا على الدين حتى في صغائره، وما يقبل الاجتهاد منه، مع أن النبي في صلح الحديبية أمهل قريشا عشر سنوات، لكن عزة بأقل العدد، وما ورد، وبأقل ما عمل النبي صلى الله عليه وسلم يعمل، وخرج من عنده عظيمـًا كبيراً بحجم الأرض والسماء لأنه يحمل مشعل الإسلام، ونور القرآن ..لم تبهره حضارتهم، أو ينبهر بثقافتهم وتطورهم، أو تأسره مناظر بلدانهم…
- لكن ماذا عنا وكيف أصبحنا؟ وكيف أُهنا وكيف ذللنا؟ والسبب ماذا؟ لأنا تركنا هذا الدين، ومن أعظم الترك وصوره ومن أهمه وأجله ومن أبرز ما فيه ما نرى في كل عام وفي بداية كل عام ميلادي بل في بداية كل يوم ونهايته، لقد انتهى التاريخ الهجري رسميا وشعبيا الذي أجمع عليه المسلمون في قرون عزهم ومجدهم وأوج قوتهم… بعد أن وحدهم عليه الفاروق ورضيه الصحابة الذين رضي الله عنهم ولم يرض عنهم الغرب ولن يرضوا ولن يرضوا حتى عنا لو سلمنا كل خيرات بُلداننا وأنفسنا حتى نسلم ديننا وقد فعلنا أو شيئـًا من ذلك {وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم...} فلن يرضوا عنا، وعن تنازلنا، تركنا، كفرنا، ألحدنا، أجرمنا، دمرنا، سُجنا، أُخذنا، بُطش بنا، سلمنا خيراتنا، وبلداننا، وتنازلنا عن كل جميل عندنا، فلا لا لن يرضوا عنا حتى ندخل في دينهم، فما بالنا ضعنا وتهنا وارتمينا في أحضان عدونا…
- أو نتصور أن النصراني الغربي يومـًا من الأيام يأتي بالتاريخ الهجري ليكون التاريخ الرسمي في الاتحاد الأوروبي مثلا أو في أمريكا، هل يمكن ويعقل هذا؟ ليؤرخ النصراني بتاريخنا بمعركة حطين، والقادسية، وعين جالوت، وبلاط الشهداء يوم وصل المسلمون إلى عمق أوروبا بفتوحاتهم التي كانت خيرا لأوروبا بشهادتهم، وأخرجتهم من براثن الجهل إلى نور العلم،… ووفاة البخاري وولادة النبي وبدر وأحد وكل هذا؟ أو يريدون أن نتناسى هذه الأحداث ونرفضها بتواريخهم وننسى أحداث أمتنا؟ ماذا يريدون منا، وكيف سُحبت منا الهوية الأبرز والأهم أعني التاريخ؛ فهو هوية الأمة التي أصبحت مضاعة منتهية عند أطفالها، عند صغارها، عند كبارها، عند كثير من أبنائها للأسف الشديد، لا يستطيع يعدد الشهور الهجرية بالترتيب، ولا يستطيع معرفة السنوات بها تقول عام 1440 هـ يقول كم ميلادي…، وهي صورة واحدة من صور عديدة ومأساة كثيرة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة الاعتزاز بديننا والرجوع إلى أحكام شرعنا واجب مقدس، وضروري فرضي على كل الأفراد، فالعزة إنما هي في الدين والذلة إنما هي في غيره، وقد كتبها الله على غير المسلمين: ﴿ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا﴾، ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، وكلما ابتعدنا عن هذه العزة فإننا نهون عند أعداء الله، ويتسلط علينا شرار الخلق، وما والله ما غُزينا وانتُهبنا وهلكنا وكان فينا ما كان الآن وما نراه وما سنراه إلا بسبب الضعف الكائن بتركنا لديننا، وانظروا إلى ما كان عليه أسلافنا من عظمة ومن اعتزاز ومن قوة يحاربون الشرق والغرب يخافهم الكل يرعب منهم هذا وذاك
يهتز كسرى على كرسيه فرقًا
وملوك الروم تخشاه
إنه عمر، بل قل عن هارون الرشيد الرشيد الذي يقول للسحابة بعد أنه كان في بغداد القحط الشديد نظر إليها يبتسم ويقول امطري حيث شئت فإن خراجك آتي الي إما خراج وإما زكاة، يتحكم بثلاثة أرباع بل اكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية بقاراتها المكتشفة آنذاك، إنه عز ورفعة؛ لأنهم أخذوا بالدين، فإذا أردنا العزة والرفعة والمنعة والقوة فإن علينا أن نعود إلى أحكام ديننا: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾وهذه شروط الخيرية فلنحافظ عليها ولنلزمها، فنحن الخيرية لنا من ربنا عز وجل، وإنه والله لا خيرية ولا عظمة ولا عزة إلا بأن نعود إلى هذا الدين وإلى رب العالمين سبحانه وتعالى فإن العزة فيه ومنه وإليه وكل شيء يعود إلى رب العالمين سبحانة وتعالى، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*الرياضة.الإله.الجديد.عباد.ميسي.أنموذجا.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*الرياضة.الإله.الجديد.عباد.ميسي.أنموذجا.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/G9ESVrmvHNs
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 29/ جمادى الأولى/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فنحن نعيش في زمن التناقضات، والاضطرابات، والاختلالات، والفوضى والعبث، ونعيش في زمن الرويبضات، في زمن ينطق فيه السفيه بحق يدعيه، ويسكت العالم عن حق خوفـًا وذعراً وتقية وأي شيء كان يظهره أو يخفيه، أصبحنا في زمن الفوضى الخلاقة التي نعيشها اليوم وفي كل يوم، ونجد العجب العجاب، ومصداق كل ذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فنراها رأي عين، ونعايشها في كل وقت وحين، ونلامسها عند كثير من الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه "تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك"، محجة بيضاء الليل والنهار فيها سواء، يرى فيها الرائي بليله ما يراه في نهاره والعكس كنهاره، محجة واضحة لا يختفي عليه الحق إذا بحث عنه، ولا ينطلي عليه الباطل مهما كان حذق وفطنة وكياسة أهله…
- أيها الإخوة أصبحنا في مدلهمة، أصبحنا في ظلمة، أصبحنا في عمى، أصبحنا في جهل، أصبحنا في تعاسة، أصبحنا فيما أصبحنا فيه، وإنه ليصدق فيه قول رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة الطويل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والشر الخير فكان من ضمن تلك الأسئلة: أو بعد هذا الخير من شر، قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها"، فقال حذيفة: صفهم لنا يا رسول الله تحدث عنهم بشكل أدق حتى نعرفهم أكثر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، "هم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا"، أي من العرب، من المسلمين، ويتحدثون العربية، هكذا أصبحنا ينطق هؤلاء بالباطل وكأنه الحق بأمه وأبيه، يتحدثون وكأنهم إلى الحق وفي الحق ينطقون، تسمع لهم كلمات وألفاظ وترى وتقرأ وتجد الكفر الظاهر بألسنتهم وبأفعالهم وبصورهم أيضا، ولتعرفنهم في لحن القول فكيف ينطلون هؤلاء على المسلمين؟ يقول لك الآن ذلك الذي سبق أبا جهل وأبا لهب لكنه يصلي في المسجد، يقول لك مثلاً وأجزم على أنهم سبقوا اكفار قريش سبقـًا بعيدا، يقول: أنا ملحد لكن أصلي، لكن أصلي، يطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم طعنـًا صريحـًا، ويكفر به كفراَ بواحـًا، ولا يؤمن بها بحذافيرها أبدا، لكنه يبتدئ الخطاب بالحمدلة، والصلاة والسلام على رسول الله، والشهادتين، وخطبة الحاجة وكأنه خطيب مفوه، وإمام بارع، ثم ما أن يبتدئ حتى ينطق الكفر من فمه وهكذا، تسمع وتقرأ لهؤلا ما يشيب منه الولدان، كفر صُراح، ولكنهم يدلعونه بما يريدون، يضحكون على السذج والعوام بألفاظهم، وبمظاهرهم وباستدلالاتهم بالطعن في الدين من الدين كذبـًا وباطلا وزيفا ولعبـًا على الآيات، اتخذوا آيات الله هزواً ولعبا، وليسوا أول من يفعل هذا بل قال جلا وعلا عن الكفار إخوانهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا الَّذينَ اتَّخَذوا دينَكُم هُزُوًا وَلَعِبًا...﴾ هم هؤلاء بأشخاصهم وبذواتهم، ينطقون الكفر ويفعلونه ويشككون في كل حق، ودين، وإسلام، وقرآن، ولكنهم يدعون على أنهم على القرآن وعلى هذا الدين…!.
- وإن من كوارث هؤلاء وأتباع هؤلاء ما رأيناه من كفر صريح أمام الرياضة القبيحة، أمام فوز هؤلاء الكفار الملاحدة الشواذ اللوطيون فيما تحدثت في الخطبة الماضية، هؤلاء سقط كثير من المسلمين في أوحالهم وانطلى عليهم هذا السفه، والسذاجة، حتى لتجد من هؤلاء الذين يدعون الإسلام ادعاءً باطلا، أن يقول وهو مسلم كما يدعي: لمن الكأس اليوم، لميسي الواحد القهار، آية من كتاب الله يسلطها لهواه ولشهوته، ولفسقه، ومجونه، ولإجرامه، ولولا أني كما قال الآخر ما عرفت الله أو ما عبدته لما عبدت الا ميسي ولقدسته في عباداتي ومعتقداتي، وأنا أريد الجنة وأريد كأس العالم لميسي أيضا، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليشجع ميسي، ولا إله إلا ميسي، هكذا يقولون! شواهد حاضرة ناطقة مصورة، ومع هذا الكفر الصراح، والردة العلنية يدعون الإسلام، بل تلك الأسماء هي أسماء المسلمين بذواتها، محمد وعبد الله وصالح وصلاح وأحمد وفلان وزعطان وفلتان، لكنهم أبعد الناس عن الأسماء والمسميات….
- أي انحطاط وصلنا إليه؟ وأي كارثة وإجرام نحن فيه؟ كيف أصبح أبناء المسلمين يقدسون ما لا يقدس، ويعظمون ما لا يعظم، ويعبدون ما لا يعبد، هياكل مزعومة، وكرة منفوخة، وإذا بها تسلب العقل والدين تدريجيـًا، من أين جاءت هذه الكلمات؟ إلا من حب قُذف في قلوبهم كما قُذف العجل في قلوب بني إسرائيل: {وَأُشرِبوا في قُلوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم...} أي حب العجل، أصبحت القلوب عابدة لعجول كثيرة وإن أظهروا مشاعر الإسلام وكم العجول اليوم؟ لامسي وحده بل هناك عجول كثيرة، وأبقار متناثرة، وقل ما شئت من الخنازير البشرية، الذين سقطوا في أوحال الرياضة ليسوا بالعشرات ولا بالمئات بل بالألاف وآلاف مؤلفة من أبناء المسلمين لكنه تدرج الحب هذا إلى عبادة المحبوب، والتعلق به، وقول كلمة الكفر في حقه فضلا عن إظهار الولاء له: ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾…
- إن الله الذي أنزل الكتاب وجعله لرسولنا صلى الله عليه وسلم ينطق به قد قال لنا صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"، ويقول: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان"، ولن يجتمع حبان حب ميسي وحب الله العلي، ورسوله النبي… والحب والبغض الولاء والبراء من تحب، من توالي، من تناصر، من تشجع؟ مع من أنت، حدد الموقف الذي أنت فيه والذي أنت تحبه حدد ذلك؛ فهو دليل الإيمان، أو دليل الكفر الصراح إن لم يكن فيما بينهما من نفاق، دليله هو هذا الحب الذي يظهر هنا، هي جهنم التي سترى هناك، "أنت مع من أحببت"، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم، ويقول: "يحشر المرء مع من أحب"، فمن نحب ومن نكره وأي شيء نتعلق به؟ هذه التوافه والملهيات وهذا الكفر الصريح الذي قال بنو صهيون في بروتوكولاتهم: سنجعل من الرياضة إلهًا يُعبد!.
- إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد حرم للمسلم أن يقول للمنافق يا سيد وهو منافق فكيف بكافر! يصبح إلهـًا هو إله الرياضة، "لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكن سيدًا فقد أسخطتم ربكم"، إن كان المنافق سيداً للناس فقد أسخطت الواحد الأحد رب الناس جل جلاله بنطقك، بتعظيمك، بتقديسك، بتمجيدك، بحبك، بتشجيعك، بمناصرتك لهذا الكافر العربيد اللوطي الماسوني اليهودي…
- ألم يقل الله ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ...َ﴾ ما لكم علاقة منهم، هم يوالون بعضا أما أنتم لا، ﴿بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ أعجبتني هذه الآية، وغذت روحي، وفرقت بيننا وبين دعاة إسلامنا من أبناء جلدتنا… لكن ما موقع الآية عند أبناء المسلمين اليوم فإنه منهم، منهم كافر بكافر، ويهودي بيهودي، ونصراني بنصراني، وأرجنتيني بأرجنتيني وإن كان مسلمـًا يمنيا، بل قال قائلهم وهو مسئول يمني كبير يستلم آلاف الدولارات من جيبي وجيبك، يقول ما خلقنا إلا ماذا تتصورون سيقول؟ ما خلقنا لماذا? ما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون مثلاً لا، ما خلقنا الا لنشجع الأرجنتين فقط خلقنا لهذا هذه هي حياتنا وانتهت لميسي، نعم لميسي وللفائز في كرة القدم، هي حياتنا وهي جنتنا ونارنا هكذا يقول المسؤول فكيف بالرعية، حطام جهنم وفود جبابرة إلى أين: ﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ...ُ﴾ من دون الله، الله وحده هو الذي يُقدس ويعظم ويبجل ومن له الحق في هذا بكله﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ...﴾ لا يحل لهم ذلك ﴿وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ في شَيءٍ...﴾ وبقدر تعلقه بهؤلاء يكون بعده عن ربه جل جلاله كل البعد: ﴿تَرى كَثيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذينَ كَفَروا لَبِئسَ ما قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيهِم وَفِي العَذابِ هُم خالِدونَ وَلَو كانوا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتَّخَذوهُم أَولِياءَ وَلكِنَّ كَثيرًا مِنهُم فاسِقونَ﴾ فخلده في العذاب بسبب الولاء، وسخط عنه، ونفى الإيمان عنه كل النفي.. إنها صفة نفاق لا صفة إيمان، وصفة أهل النار لا أهل جنة الرحمن: ﴿بَشِّرِ المُنافِقينَ بِأَنَّ لَهُم عَذابًا أَليمًاالَّذينَ يَتَّخِذونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾. - لا يقل قائل والله أنا عليّ الرياضة وأحبه لأنه رياضي وما لي علاقة من دينه، أنا أحبه لأنه رياضي، لا لأنه لوطي شاذ مجوسي كافر ملحد نصراني لا علاقة لي بهذا أنا علاقة لي بالرياضة فقد أجاب عنها الفاروق رضي الله عنه لما ولى أبو موسى الأشعري كاتبـًا له نصرانيا، فزجره عمر رضي الله عنه، فقال يا أمير المؤمنين إنه جيد الكتابة لي كتابته وعليه نصرانيته، أنا أستفيد منه من كتابته، من رياضته، من كلماته من ثقافته، من تطوره، من كفره، من زندقته، من لوطيته، من إجرامه أستفيد أستفيد، ثم يقول لك الحكمة ضالة المؤمن، حكمة ماذا؟ فقال لي كتابته وعليه نصرانيته، فقال عمر رضي الله عنه لا تعزوهم وقد أذلهم الله، ولا تكرموهم وقد أهانهم الله، {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ}، فكيف تكرم من أهان الله، كيف توالي من عاد الله؟ كيف أنت مع عدوك وعدو ربك جل وعلا…
-﴿لا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم...َ﴾ ولو كان أقاربك فكيف بمن لا نعرف من أبوه ومن أمه أيضا، كيف بهؤلاء؟ أيتخذون ألهة لأنهم فازوا بالرياضة أنقدسهم ونحبهم ونجلهم ونعظمهم ونلاحق أخبارهم لأنهم فازوا بدنيا تافهه، أي شغل هذا! وأي لعب هذا! وأي ابتعاد عن الدين بالكلية؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إذا كان حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه وهو ممن شهد بدراً، وعايش النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه قلبـًا وقالبا، وظاهراً وباطنا، وفي سره وعلانيته، وفي ليله ونهاره، مع هذا لم يقبل الله أي مودة منه كانت لغير المسلمين، مع أنه كانت من فمه لا من قلبه، ولمبرر ضروري نزل به، ولم يقل تلك الألفاظ التي قيلت في ميسي وأمثاله، وخوفه على أقاربه لا على أرجنتين وفرنسا… وريال مدريد وبرشلونا، ومع هذا أنزل آيات تتلى في سورة الممتحنة لا زلنا نرددها، لا زلنا نقرأها، لا زلنا نسمعها، لا زالت محفوظة من الله بين أيدينا فإذا كان لم يعذر الله حاطبـًا فما هو عملي وعملك؟ وما هو دوري ودورك في نصرة النبي والإسلام؟ هل شهدنا بدراً مثلا، أو شهدنا فيسبوك مثلاً المعركة الفيسبوكية حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم من دخل فيسبوك قد اطلع الله على قلبه وبالتالي لا عذاب عليه، أم أن هذا حاطب شهد بدراً ولم يعذره الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ...} مجرد إلقاء المودة أو ما يشعر بالمودة في ورقة فقط، ليس في متابعة، ولا في تعليق، ولا في كفر، ولا في زندقة، ولا في عبادة، ولا في لا إله إلا ميسي، ولا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليؤيد ويشجع ميسي، ولا كفرت بالله وآمنت بميسي، ولا لمن الكأس اليوم لميسي الواحد القهار، ولا شيء من هذا أبدا، مجرد ورقة ومع هذا كان ما كان قال الله بعدها: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَقَد كَفَروا بِما جاءَكُم مِنَ الحَقِّ يُخرِجونَ الرَّسولَ وَإِيّاكُم أَن تُؤمِنوا بِاللَّهِ رَبِّكُم إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهادًا في سَبيلي وَابتِغاءَ مَرضاتي تُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَأَنا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَما أَعلَنتُم وَمَن يَفعَلهُ مِنكُم فَقَد ضَلَّ سَواءَ السَّبيلِ إِن يَثقَفوكُم يَكونوا لَكُم أَعداءً وَيَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَوَدّوا لَو تَكفُرونَ لَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَلا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾، احذروا، واحذر يا حاطب، واحذروا يا أتباع حاطب، أحذروا يا من تعرفون حاطبـًا رضي الله عنه، الحذر الحذر من أن نقع في تهلكة ولا وجود لبدر لتشفع لنا فإن الله قد اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فما هو الشيء الذي أطلع الله به علينا حتى يغفر لنا بكلماتنا، وبزلات ألسنتن، وبحبنا وبتشجيعنا وبتعلقنا وبمتابعاتنا وبإشغال أوقاتنا لهؤلاء المجرمين، لهؤلاء الفسقة، لهؤلاء الكفرة، لهؤلاء الملاحدة، لهؤلاء اللوطيين، لهؤلاء ما هؤلاء كلكم تعرفونهم، لكن أين العين التي فتحت، والقلب الذي سمع حتى ننتفع: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾. ┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/G9ESVrmvHNs
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 29/ جمادى الأولى/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فنحن نعيش في زمن التناقضات، والاضطرابات، والاختلالات، والفوضى والعبث، ونعيش في زمن الرويبضات، في زمن ينطق فيه السفيه بحق يدعيه، ويسكت العالم عن حق خوفـًا وذعراً وتقية وأي شيء كان يظهره أو يخفيه، أصبحنا في زمن الفوضى الخلاقة التي نعيشها اليوم وفي كل يوم، ونجد العجب العجاب، ومصداق كل ذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فنراها رأي عين، ونعايشها في كل وقت وحين، ونلامسها عند كثير من الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه "تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك"، محجة بيضاء الليل والنهار فيها سواء، يرى فيها الرائي بليله ما يراه في نهاره والعكس كنهاره، محجة واضحة لا يختفي عليه الحق إذا بحث عنه، ولا ينطلي عليه الباطل مهما كان حذق وفطنة وكياسة أهله…
- أيها الإخوة أصبحنا في مدلهمة، أصبحنا في ظلمة، أصبحنا في عمى، أصبحنا في جهل، أصبحنا في تعاسة، أصبحنا فيما أصبحنا فيه، وإنه ليصدق فيه قول رسولنا صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة الطويل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن والشر الخير فكان من ضمن تلك الأسئلة: أو بعد هذا الخير من شر، قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها"، فقال حذيفة: صفهم لنا يا رسول الله تحدث عنهم بشكل أدق حتى نعرفهم أكثر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، "هم من أبناء جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا"، أي من العرب، من المسلمين، ويتحدثون العربية، هكذا أصبحنا ينطق هؤلاء بالباطل وكأنه الحق بأمه وأبيه، يتحدثون وكأنهم إلى الحق وفي الحق ينطقون، تسمع لهم كلمات وألفاظ وترى وتقرأ وتجد الكفر الظاهر بألسنتهم وبأفعالهم وبصورهم أيضا، ولتعرفنهم في لحن القول فكيف ينطلون هؤلاء على المسلمين؟ يقول لك الآن ذلك الذي سبق أبا جهل وأبا لهب لكنه يصلي في المسجد، يقول لك مثلاً وأجزم على أنهم سبقوا اكفار قريش سبقـًا بعيدا، يقول: أنا ملحد لكن أصلي، لكن أصلي، يطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم طعنـًا صريحـًا، ويكفر به كفراَ بواحـًا، ولا يؤمن بها بحذافيرها أبدا، لكنه يبتدئ الخطاب بالحمدلة، والصلاة والسلام على رسول الله، والشهادتين، وخطبة الحاجة وكأنه خطيب مفوه، وإمام بارع، ثم ما أن يبتدئ حتى ينطق الكفر من فمه وهكذا، تسمع وتقرأ لهؤلا ما يشيب منه الولدان، كفر صُراح، ولكنهم يدلعونه بما يريدون، يضحكون على السذج والعوام بألفاظهم، وبمظاهرهم وباستدلالاتهم بالطعن في الدين من الدين كذبـًا وباطلا وزيفا ولعبـًا على الآيات، اتخذوا آيات الله هزواً ولعبا، وليسوا أول من يفعل هذا بل قال جلا وعلا عن الكفار إخوانهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا الَّذينَ اتَّخَذوا دينَكُم هُزُوًا وَلَعِبًا...﴾ هم هؤلاء بأشخاصهم وبذواتهم، ينطقون الكفر ويفعلونه ويشككون في كل حق، ودين، وإسلام، وقرآن، ولكنهم يدعون على أنهم على القرآن وعلى هذا الدين…!.
- وإن من كوارث هؤلاء وأتباع هؤلاء ما رأيناه من كفر صريح أمام الرياضة القبيحة، أمام فوز هؤلاء الكفار الملاحدة الشواذ اللوطيون فيما تحدثت في الخطبة الماضية، هؤلاء سقط كثير من المسلمين في أوحالهم وانطلى عليهم هذا السفه، والسذاجة، حتى لتجد من هؤلاء الذين يدعون الإسلام ادعاءً باطلا، أن يقول وهو مسلم كما يدعي: لمن الكأس اليوم، لميسي الواحد القهار، آية من كتاب الله يسلطها لهواه ولشهوته، ولفسقه، ومجونه، ولإجرامه، ولولا أني كما قال الآخر ما عرفت الله أو ما عبدته لما عبدت الا ميسي ولقدسته في عباداتي ومعتقداتي، وأنا أريد الجنة وأريد كأس العالم لميسي أيضا، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليشجع ميسي، ولا إله إلا ميسي، هكذا يقولون! شواهد حاضرة ناطقة مصورة، ومع هذا الكفر الصراح، والردة العلنية يدعون الإسلام، بل تلك الأسماء هي أسماء المسلمين بذواتها، محمد وعبد الله وصالح وصلاح وأحمد وفلان وزعطان وفلتان، لكنهم أبعد الناس عن الأسماء والمسميات….
- أي انحطاط وصلنا إليه؟ وأي كارثة وإجرام نحن فيه؟ كيف أصبح أبناء المسلمين يقدسون ما لا يقدس، ويعظمون ما لا يعظم، ويعبدون ما لا يعبد، هياكل مزعومة، وكرة منفوخة، وإذا بها تسلب العقل والدين تدريجيـًا، من أين جاءت هذه الكلمات؟ إلا من حب قُذف في قلوبهم كما قُذف العجل في قلوب بني إسرائيل: {وَأُشرِبوا في قُلوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم...} أي حب العجل، أصبحت القلوب عابدة لعجول كثيرة وإن أظهروا مشاعر الإسلام وكم العجول اليوم؟ لامسي وحده بل هناك عجول كثيرة، وأبقار متناثرة، وقل ما شئت من الخنازير البشرية، الذين سقطوا في أوحال الرياضة ليسوا بالعشرات ولا بالمئات بل بالألاف وآلاف مؤلفة من أبناء المسلمين لكنه تدرج الحب هذا إلى عبادة المحبوب، والتعلق به، وقول كلمة الكفر في حقه فضلا عن إظهار الولاء له: ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾…
- إن الله الذي أنزل الكتاب وجعله لرسولنا صلى الله عليه وسلم ينطق به قد قال لنا صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله"، ويقول: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان"، ولن يجتمع حبان حب ميسي وحب الله العلي، ورسوله النبي… والحب والبغض الولاء والبراء من تحب، من توالي، من تناصر، من تشجع؟ مع من أنت، حدد الموقف الذي أنت فيه والذي أنت تحبه حدد ذلك؛ فهو دليل الإيمان، أو دليل الكفر الصراح إن لم يكن فيما بينهما من نفاق، دليله هو هذا الحب الذي يظهر هنا، هي جهنم التي سترى هناك، "أنت مع من أحببت"، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم، ويقول: "يحشر المرء مع من أحب"، فمن نحب ومن نكره وأي شيء نتعلق به؟ هذه التوافه والملهيات وهذا الكفر الصريح الذي قال بنو صهيون في بروتوكولاتهم: سنجعل من الرياضة إلهًا يُعبد!.
- إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد حرم للمسلم أن يقول للمنافق يا سيد وهو منافق فكيف بكافر! يصبح إلهـًا هو إله الرياضة، "لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكن سيدًا فقد أسخطتم ربكم"، إن كان المنافق سيداً للناس فقد أسخطت الواحد الأحد رب الناس جل جلاله بنطقك، بتعظيمك، بتقديسك، بتمجيدك، بحبك، بتشجيعك، بمناصرتك لهذا الكافر العربيد اللوطي الماسوني اليهودي…
- ألم يقل الله ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ...َ﴾ ما لكم علاقة منهم، هم يوالون بعضا أما أنتم لا، ﴿بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ أعجبتني هذه الآية، وغذت روحي، وفرقت بيننا وبين دعاة إسلامنا من أبناء جلدتنا… لكن ما موقع الآية عند أبناء المسلمين اليوم فإنه منهم، منهم كافر بكافر، ويهودي بيهودي، ونصراني بنصراني، وأرجنتيني بأرجنتيني وإن كان مسلمـًا يمنيا، بل قال قائلهم وهو مسئول يمني كبير يستلم آلاف الدولارات من جيبي وجيبك، يقول ما خلقنا إلا ماذا تتصورون سيقول؟ ما خلقنا لماذا? ما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون مثلاً لا، ما خلقنا الا لنشجع الأرجنتين فقط خلقنا لهذا هذه هي حياتنا وانتهت لميسي، نعم لميسي وللفائز في كرة القدم، هي حياتنا وهي جنتنا ونارنا هكذا يقول المسؤول فكيف بالرعية، حطام جهنم وفود جبابرة إلى أين: ﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ...ُ﴾ من دون الله، الله وحده هو الذي يُقدس ويعظم ويبجل ومن له الحق في هذا بكله﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ...﴾ لا يحل لهم ذلك ﴿وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ في شَيءٍ...﴾ وبقدر تعلقه بهؤلاء يكون بعده عن ربه جل جلاله كل البعد: ﴿تَرى كَثيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذينَ كَفَروا لَبِئسَ ما قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيهِم وَفِي العَذابِ هُم خالِدونَ وَلَو كانوا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتَّخَذوهُم أَولِياءَ وَلكِنَّ كَثيرًا مِنهُم فاسِقونَ﴾ فخلده في العذاب بسبب الولاء، وسخط عنه، ونفى الإيمان عنه كل النفي.. إنها صفة نفاق لا صفة إيمان، وصفة أهل النار لا أهل جنة الرحمن: ﴿بَشِّرِ المُنافِقينَ بِأَنَّ لَهُم عَذابًا أَليمًاالَّذينَ يَتَّخِذونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ أَيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَميعًا﴾. - لا يقل قائل والله أنا عليّ الرياضة وأحبه لأنه رياضي وما لي علاقة من دينه، أنا أحبه لأنه رياضي، لا لأنه لوطي شاذ مجوسي كافر ملحد نصراني لا علاقة لي بهذا أنا علاقة لي بالرياضة فقد أجاب عنها الفاروق رضي الله عنه لما ولى أبو موسى الأشعري كاتبـًا له نصرانيا، فزجره عمر رضي الله عنه، فقال يا أمير المؤمنين إنه جيد الكتابة لي كتابته وعليه نصرانيته، أنا أستفيد منه من كتابته، من رياضته، من كلماته من ثقافته، من تطوره، من كفره، من زندقته، من لوطيته، من إجرامه أستفيد أستفيد، ثم يقول لك الحكمة ضالة المؤمن، حكمة ماذا؟ فقال لي كتابته وعليه نصرانيته، فقال عمر رضي الله عنه لا تعزوهم وقد أذلهم الله، ولا تكرموهم وقد أهانهم الله، {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ}، فكيف تكرم من أهان الله، كيف توالي من عاد الله؟ كيف أنت مع عدوك وعدو ربك جل وعلا…
-﴿لا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم...َ﴾ ولو كان أقاربك فكيف بمن لا نعرف من أبوه ومن أمه أيضا، كيف بهؤلاء؟ أيتخذون ألهة لأنهم فازوا بالرياضة أنقدسهم ونحبهم ونجلهم ونعظمهم ونلاحق أخبارهم لأنهم فازوا بدنيا تافهه، أي شغل هذا! وأي لعب هذا! وأي ابتعاد عن الدين بالكلية؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إذا كان حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه وهو ممن شهد بدراً، وعايش النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه قلبـًا وقالبا، وظاهراً وباطنا، وفي سره وعلانيته، وفي ليله ونهاره، مع هذا لم يقبل الله أي مودة منه كانت لغير المسلمين، مع أنه كانت من فمه لا من قلبه، ولمبرر ضروري نزل به، ولم يقل تلك الألفاظ التي قيلت في ميسي وأمثاله، وخوفه على أقاربه لا على أرجنتين وفرنسا… وريال مدريد وبرشلونا، ومع هذا أنزل آيات تتلى في سورة الممتحنة لا زلنا نرددها، لا زلنا نقرأها، لا زلنا نسمعها، لا زالت محفوظة من الله بين أيدينا فإذا كان لم يعذر الله حاطبـًا فما هو عملي وعملك؟ وما هو دوري ودورك في نصرة النبي والإسلام؟ هل شهدنا بدراً مثلا، أو شهدنا فيسبوك مثلاً المعركة الفيسبوكية حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم من دخل فيسبوك قد اطلع الله على قلبه وبالتالي لا عذاب عليه، أم أن هذا حاطب شهد بدراً ولم يعذره الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ...} مجرد إلقاء المودة أو ما يشعر بالمودة في ورقة فقط، ليس في متابعة، ولا في تعليق، ولا في كفر، ولا في زندقة، ولا في عبادة، ولا في لا إله إلا ميسي، ولا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليؤيد ويشجع ميسي، ولا كفرت بالله وآمنت بميسي، ولا لمن الكأس اليوم لميسي الواحد القهار، ولا شيء من هذا أبدا، مجرد ورقة ومع هذا كان ما كان قال الله بعدها: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ تُلقونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَقَد كَفَروا بِما جاءَكُم مِنَ الحَقِّ يُخرِجونَ الرَّسولَ وَإِيّاكُم أَن تُؤمِنوا بِاللَّهِ رَبِّكُم إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهادًا في سَبيلي وَابتِغاءَ مَرضاتي تُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَأَنا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَما أَعلَنتُم وَمَن يَفعَلهُ مِنكُم فَقَد ضَلَّ سَواءَ السَّبيلِ إِن يَثقَفوكُم يَكونوا لَكُم أَعداءً وَيَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَوَدّوا لَو تَكفُرونَ لَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَلا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾، احذروا، واحذر يا حاطب، واحذروا يا أتباع حاطب، أحذروا يا من تعرفون حاطبـًا رضي الله عنه، الحذر الحذر من أن نقع في تهلكة ولا وجود لبدر لتشفع لنا فإن الله قد اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فما هو الشيء الذي أطلع الله به علينا حتى يغفر لنا بكلماتنا، وبزلات ألسنتن، وبحبنا وبتشجيعنا وبتعلقنا وبمتابعاتنا وبإشغال أوقاتنا لهؤلاء المجرمين، لهؤلاء الفسقة، لهؤلاء الكفرة، لهؤلاء الملاحدة، لهؤلاء اللوطيين، لهؤلاء ما هؤلاء كلكم تعرفونهم، لكن أين العين التي فتحت، والقلب الذي سمع حتى ننتفع: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾. ┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
معلومات
✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199
أكمل القراءةالمواد المحفوظة 5
- دين لا تحافظ عليه وقت رخائك لن تعود إليه وقت شدتك، ولن ينفعك وقت ضرك.
- سورة عبس (1)
- النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة
- 🔹- ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ؛ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ، ...
- ❁- النار أقرب إليك من شراك نعلك، والجنة شبه ذلك، فعش بين خوفك ورجائك، وسيحدد دخولك لأحدهما عملك.