*الصبروالاحتساب.في.زمن.الصعاب.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/s312fxhoYXs?si=ijw_VtDylIYaXvel
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/23/ ذو القعدة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإننا نعيش في زمن كثرت فتنه، واشتدت آلامه، وعظمت مصاعبه، وقوي شره، وطفح ظلمه، وانتشر فساده، وعم ذنوبه وكأن ذلك الحديث الذي تحدث به جعفر رضي الله عنه بين يدي النجاشي وهو يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله: (أتانا صلى الله عليه وسلم والقويُ فينا يأكل منا الضعيف)، ونحن كذلك الفقير يزداد الفقير فقرًا، وهمًا، وغمًا، وألمًا، والمريض مرضًا، بل يموت لا يجد مسعفًا… بينما الغني يزداد تخمة، وسمنة، وغنًا مطغيًا وكل ذلك على حساب الفقير الضعيف المغلوب على أمره…
- فالطبقية بيننا زادت، وكأننا لسنا في بلد مسلم يقوم على التكافل الاجتماعي، وتوزيع الثروات باسم الزكوات والصدقات والهبات والنفقات والقروض والأوقاف… وكأن الله جل وعلا لم يأمرنا في كتابه قائلا: ﴿كَي لا يَكونَ دولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم﴾، وقوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾…، وهناك الكثير: ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتبِعونَ ما أَنفَقوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾، هكذا مما لا يحصى ذكره هنا… فأين أؤلئك الذين آمنوا بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا…
- فما بالنا أصبح أولئك المترفون هم المترفون، وأولئك المنعمون هم المنعمون، وأولئك التعساء هم التعساء، والضعفاء هم الضعفاء يزداد الغني غنى بينما يزداد الفقير فقرا، يزداد صاحب الأمراض مرضا، ويزداد صاحب الهم هما، وصاحب الغم غما، وصاحب المظلمة مظلمة، وهكذا دواليك من عجب العجاب بل على لسان قائلهم: كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها، فأصبحا كذلك في ليل حالك… على أفراد، وعلى شعوب، وعلى جماعات، وعلى أولئك جميعًا عم الشر في كل مكان، وزاد الفساد وتوغل في جميع مفاصل الحياة كذبًا وخيانة، وسحتًا وباطلاً وزيفًا ونفاقا، وهذا تجده كثيرا هنا وهناك لا يعيش الواحد لربما إلا من حرام لحرام، ومن كذب لكذب، ومن نصب واحتيال إلى نصب واحتيال، أو لا يكاد يخرج من ظلم حتى يدخل في ظلم آخر، أو من مظلمة إلى مظلمة أخرى، أو من سحت إلي سحت آخر، أو من غش إلى غش آخر، أو من ظالم إلى ظالم وهكذا لا ينتهي.
ـ فزماننا زمان عجيب حقًا يشيب له الولدان كما قال عنه صلى الله عليه وسلم (يُصدّق فيه الكاذب، ويُكذّب فيه الصادق، يُخوّن فيه الأمين، ويُؤتمن الخائن) فتضيع الأمانة، ويضيع الدين، ويضيع الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر، ويضيع الحق أمام باطل منتشر متوغل متجذر كما يقال على لسان الساسة بأنها السلطة العميقة، أو الفساد العميق، أو الفساد المستشري، أو الظلم المرتب، أو الظلم المنظم كل ذلك واقع فينا شئنا أم أبينا: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾.
ـ للأسف الشديد هكذا أصبحنا في هموم متلاحقة، وأمور مضطربة، وهموم من هنا وهناك متداعية، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن زمن كهذا الزمان، ولا ننزل الحديث على زماننا فلربما تأتي أزمان أشد، وأعمق، وأعظم، وكوارث وأهوال أوبق إنما نقول من باب التقريب وما نرى بالنظر لمن قبلنا…
ـ وإذا كان الإمام الشاطبي عليه رحمة الله وهو يعيش في القرن الخامس الهجري يعني قبل قرون طويلة تساوي ما قد مر وما سيأتي من قرون بسيطة نحن وإياه بيننا قرابة عشرة قرون. ويقول في ألفيته الشاطبية في القراءات:
وهذا زمان الصبر من لك بالتي
كقبض على جمر فتنجو من البلاء
يقول هذا في زمنه، بل قل عن عائشة رضي الله عنها وهي تعيش في القرن الأول الهجري، وهي تقول بعد رسول الله وبعد أن انتهى أخيار من في الأرض آنذاك؟ فقالت متمثلة بقول لبيد بن ربيعة رضي الله عنه الشاعر الذي أسلم متأخراً: ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتآكلون مغالة وخيانة
ويعيب قائلهم وإن لــم يـشغـب
فقالت: رحم الله لبيدا ماذا لو رأى زماننا؟)، هكذا تقول وهي تعيش في القرن الأول فماذا لو عاشت رضي الله عنها حتى ترى زماننا… وتعايش أهوالنا، وترى صغارنا وكبارنا….!
ـ ولهذا فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مكرمة عظيمة لمن يعيش في زمن كزماننا فقال: "يأتي على الناس زمان القابض منهم على دينه كالقابض على جمر"، وفي رواية: "الصابر منهم على دينه له أجر خمسين"، قيل يا رسول الله أجر خمسين منا يعني أجر خمسين صحابيا، أم منهم؟ قال: " بل منكم"، وذلك لعظمة الزمان، وشدة ما فيه، وأهواله…
- فجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأجر العظيم، والثواب الجزيل لمن يصابرون، ويصطبرون، ويصبرون على دين الله في زمن تيسرت معاصيه، وكثر عصاته لا يعيش كثير إلا على الحرام بينما فلان يعيش على الحلال وإن مات جوعًا، لا يتكلم إلا بالصدق وإن لم يأكل شيئا، ولو لم يتحدث إلى أحد لا يمكن أن يكذب لا يمكن أن يقول كذبا وزورا وباطلا، لا يمكن أن يسرق، وهكذا كل حرام وهم بلا ريب قلائل من الناس، فهذا هو الذي يتمثل بالقابض على جمر، ألا فذلك الذي يعيش على طاعة الله ويموت عليها كالقابض على جمر، وله أجر خمسين من الصحابة فهنيئًا لمن كان كذلك، وفاز به…
فاصبروا أيها الناس على طاعة ربكم في زمان كزمانكم يثيبكم الله، ويمنحكم، ويتفضل عليكم، ويدخلكم في رحمته، ويخصكم بما لا يجعل لغيركم من عباده: ﴿يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾، فأناديكم بنداء الله لكم، وأمره إياكم، وحثه لكم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ .
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فلقد نقل الإمام أحمد عليه رحمة الله إجماع الأمة ليس بإجماع العلماء فقط بل إجماع الأمة على أن الصبر واجب من الواجبات الشرعية، نعم واجب لأنه تعالى قال آمرا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، هكذا يقول الله، بل قال جل وعلا لنبيه {وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} وهي الصلاة واصطبر وهي كلمة أعظم من الصبر وكلما زاد المبنى زاد المعنى في اللغة وهذا في زمنه صلى الله عليه وسلم ولشخصه فكيف بزماننا ولنا؟ …
- ألا والصبر أقسام وهو مطلوب كله وهو صبر على طاعة الله،وصبر على أقدار الله، وصبر عن معاصي الله جل وعلا بأن لا يأتيها، وعلى طاعاته أن يأتيها، وعلى أقداره المرة الصعبة أن يصبر عليها وأن يشكر الله عليها بل الإيمان نصفان كما قال العلماء نصف صبر ونصف شكر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ما أجملها من معية الله لأنك صبرت وهي تنزل على الصابر أي أنه جل وعلا معه حيثما يتحرك سواء تحرك لمعاملة تحرك لرزق تحرك من بيته لقضاء حاجة، تحرك لقضاء مصلحة، تحرك لقضاء طاعة، تحرك لقضاء دنيا، خرج لأي شيء، أو كان في بيته على أي شيء كان ما دام وأنه صابر ويطلق عليه اسم الصابر فإن الله معه، وما أعظم وأجل أن يكون الله مع فلان مرافقًا مدافعًا سميعًا بصيراً عليماً لطيفًا قل ما شئت من معية الإله جل وعلا، ولو أن شخصًا يقال معه وساطه مدير أو محافظ أو وزير… ما الذي سيكون الحال؟ وساطة عند المدير، عند المحافظ، وساطة عند وزير، وساطة عند الرئيس ، وساطة دولية، وساطة محلية، وساطة إقليمية، ماذا وهي وساطة أرضية سماوية على كل شيء في الأرض وفي السماء وساطة الله على كل شيء إن صح اللفظ طبعًا ولله المثل الأعلى.
ـ الله يكون مع العبد ما دام صابراً، ما دام محتسبًا، ما دام أنه قد تمثل الصبر في كل شيء من حياته، وفي كل شيء من معانيه، وتفاصيل أيامه، صابر لله، وفي الله، ومع الله، وصابر على قضاء الله، وأقدار الله، وصابر على كل شيء أتى من الله...
ـ وأخيرًا ألم نقرأ ونحفظ ونرتل كثيرا سورة العصر: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، فهي سورة مواساة بالصبر قال عنها الإمام الشافعي عليه رحمة الله: لو لم تنزل على الناس إلا هذه السورة أي سورة العصر لكفتهم، فكيف بقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} نعم إنها بشرى ربانية {وبشرِ الصابرينَ الذينَ إذا أصابتهمْ مصيبةٌ قالوا إنا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ}، وانظر لكلمة (مصيبة) فهب نكرة عامة تفيد كل مصيبة على وجه الأرض: {الذينَ إذا أصابتهمْ مصيبةٌ قالوا إنا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ} فرددوا إنا لله وإنا إليه راجعون دائمًا كلما مرت عليكم مصيبة يكون الله معكم دومًا: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾…
ـ ألا صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
مساعدة
الإبلاغ عن المادة
تعديل تدوينة
*الصبروالاحتساب.في.زمن.الصعاب.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*الصبروالاحتساب.في.زمن.الصعاب.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇 ...المزيد
*دحض.أوهام.الرافضة.في.عيد.غديرهم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*دحض.أوهام.الرافضة.في.عيد.غديرهم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/ktEGPrOhoS0
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ ذو الحجة/1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- إن الناس كلما ابتعدوا عن نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وعن منهاج ربهم تبارك وتعالى ساد الظلام والنفاق والشقاق والخصام، وعم الناس كل ما يكرهون بقدر بعدهم عن ذلك الاعتصام الكبير بينما الله يقول: ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وحذر أشد التحذير من مخالفة سنة البشير النذير عليه الصلاة والتسليم فقال في كتابه كريم: { فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، والفتنة واقعة في الناس اليوم في كثير من شؤون حياتهم، وفي أنظمتهم ودولهم ومناهجهم وأي شيء في حياتهم إنما هو بسبب بعدهم عن نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وعن كتاب ربهم جل جلاله، وقد أنكر الله أشد الإنكار على أولئك الذين يبتعدون عنهما فقال: ﴿وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- كيف تبتعدون وكيف تقتتلون وكيف تتخاصمون وكيف تتفرقون؟ وفيكم كتاب الله وفيكم رسول الله سواء بحياته بيننا، أو بسنته التي تركها لنا، وقد تركنا صلى الله عليه وسلم عند التحاقه بالرفيق الأعلى كما وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فليس فيها أي غبش أو ظلمة، وليس فيها وهم، وليس فيها أي شيء من شك ولا ريب، بل هي بيضاء نقية ناصعة ليلها كنهارها، ولكن أولئك هلكوا ويتعمدون الهلاك ببعدهم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم رغم بيانها، ووضوحها، ونصاعتها، غير أنهم حجبوا عنها وضلوا وأضلوا… وهذا الله يضمن الفلاح لمن اتبعه صلى الله عليه وسلم ومن أخذ بما جاء به: {فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، ويعني أن لا فلاح الا باتباعه عليه الصلاة والسلام، وأن الخسارة كل الخسارة في أفراد الأمة وفي مجموعها وأحزابها ودولها ومنظماتها ومؤسساتها وكل شيء فيها الخسارة الحقة في ذلك بكله اذا ابتعدوا عن سنته وعن منهجه وعن ما جاء به فخسروا خسارة حقه: {فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ}، الخاسرون من لم يتبعوا هذا الفلاح ومن ابتعد عن هذا النجاة ومن تولى وأعرض فأعرض الله تبارك عنه، وإنما الجزاء من جنس العمل.
- وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام يوم عرفة قد قام في الناس خطيبًا في أعظم جمع له عليه الصلاة والسلام، فقال للناس موصيًا بتركة هي أعظم تركة وأجل تركة وأفخر ما نفخر به من تركة عظمى له عليه الصلاة والسلام إنها تركة الكتاب والسنة: "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا"، ولن للنفي التأبيدي عند أهل اللغة، لن تضلوا بعدي أبدا، كلام من لا ينطق عن الهوى: ﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى﴾ إنه عليه الصلاة يضمن للأمة النجاة وعدم الضلال إذا اتبعوا النهج السوي الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي"، وخطب فيهم كما قال العرباض رضي الله عنه قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فأوصنا قال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وانظر لكلمة: "عضوا عليها بالنواجذ"، كناية عن عظيم التمسك بالسنة وبهذا المنهج الذي جاء به رسولنا عليه الصلاة والسلام والذي تركنا على ما يرضي الله كما قال الله وصدق من قال ومن أصدق من الله قيلا: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا فَمَنِ اضطُرَّ في مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، تلاها عليه الصلاة والسلام للصحابة غضة طرية وهي تتنزل عليه، وهو على منبره بعرفة كما في البخاري ومسلم وذكرت القصة في الأسبوع الماضي والخطبة الماضية…
- هذا كتاب الله وسنة رسول عليه الصلاة والسلام بيننا الحكم العادل من تمسك به نجا ومن ضل عنهما زل وغوى، وبقدر تمسكه تكون النجاة له في الدنيا والآخرة، وبقدر بعده عنهما يكون الهلاك والبوار في كل شيء من أمره في جسده في أهله في ماله في نفسه في صحته في اجتماعه في كل شيء من حياته لن يجد الفلاح أبدا؛ لأنه ابتعد عن أصل الفلاح فأي فلاح سيتمسك به وقد ذهب كل الفلاح عنه بابتعاده عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، بل أمر الله تعالى نبيه بأن يستمسك بالذي أوحي إليه، فهو أمر رباني لرسول الله ثم لكل واحد منا: ﴿فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وأولئك الذين لم يستمسكوا ليسوا على صراط مستقيم، أولئك الذين ابتدعوا الغرائب والعجائب بدلاً عن السنة النبوية وعن كتاب الله قبل ذلك، أولئك الذين انتهجوا منهجًا غير منهج الوحي جاءوا بالبدعة ورفضوا السنة كانوا أشد الأمة تمزقًا وتفرقًا، وكانوا أشد الأمة في الأمة نفاقًا وخصامًا، وكانوا أشد الأمة على الأمة قتلا ونفاقًا، وكانوا أشد الأمة على الأمة بغضًا وحسدا، أعني أولئك الذين يبتدعون ما يبتدعون…
- ألا وإن من أشنع البدع على الإطلاق البدع العقدية التي تتلبس بمسألة العقيدة، وهي خطيرة لا تقبل المزايدة والمناقصة ولا تقبل الجدال والمراء، عقيدة واحدة الله ربنا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبينا وصحابته أدوا السنة والقرآن كما وجب عليهم أن يؤدوه، فمن خالف وأعرض واعترض فإنه على شفا جرف هار يكاد أن ينهار بك وقد كان أولئك الذين يبتدعون كل يوم جديد بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو في منهج الله، أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو في أي مسلّم في ديننا وقطعيات شريعتنا…
- ومن البدع الخطيرة أيضًا في العقدية البدع التي تتلبس بمسائل سياسية فتكون بدعة عقدية في دين الله وهي أيضًا مسألة سياسية، بل هي التي أنتجت تلك البدعة وقوتها ورفعت من شأنها، وتفرض الدولة بنفسها الأمر والبدعة على الناس، فهي أخطر وأشد العقائد والبدع على الإطلاق كاليوم الذي يسمى بيوم الغدير عند الرافضة المجوس، هذا اليوم المشؤوم الذي ما عرفناه لقرون طويلة منذ زمنه عليه الصلاة والسلام والقرون المفضلة بعده التي قال عنها من لا عن ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم مزكيا لها ولما جاء عنها ومنها: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وفي رواية عد قرنًا رابعًا: "ثم الذين يلونهم".
- أولئك القرون المفضلة التي فضلها الوحي وشهد لها بالخيرية لم تعرف شيئًا من غدير ولن تعرف شيئًا من يوم ولاية كما يدعيه الرافضة لا شيء عرفوه ولم يوجد في زمنهم، بالرغم على أن الرافضة كانوا قد وجدوا أو بعضًا منهم على أيدي عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أوجدهم هناك، ومع هذا لم يعرفوا حتى هم عن يوم الغدير، وعلي رضي الله عنه الذي تولى الخلافة ما يقرب من خمس سنوات بالرغم على أن يوم الغدير الذين يدعون أنه لتنصيبه رضي الله عنه وليًا عن الأمة فإنه رضي الله عنه لم يفعله ولم يعلمه أبدا، وقل عن الحسن الذي تولى الخلافة وقل عن الدول التي جاءت كالدولة العباسية التي جاءت من أجل أهل البيت ومظلوميتهم كما ادعت ومع هذا لم تعلم ولم تفعل أي شيء من عيد غدير، حتى جاءت الدولة المجوسية حين استولت على البلاد الإسلامية في القاهرة آنذاك مصر حاليًا وعاصمتها وهي الدولة التي لم توجد في امتنا دولة أشر ولا أخبث ولا ألعن ولا أنجس منها على الإطلاق الدولة التي سمت نفسها بالدولة الفاطمية العبيدية في مصر ثم انتشرت بما تسميه الآن رأس الرافضة إيران بتصدير الثورة، تصدير الفتنة وكان ما كان بعد ذلك من إنتاج لعيد الغدير بعد القرن الرابع الهجري وهو عيد رافضي مجوسي بامتياز أخذوا مراسيم عيد النيروز الإيراني إلى عيد سموه الغدير العلوي، أخذوا هذا من ذاك واحدثوا هذه الفتنة والشرخ الكبير في الأمة، ولم تعرف شيئًا من ذلك في قرونها المفضلة ومن بعدها…
- وقل الأمر نفسه وأبعد في دولتنا اليمنية لم تعرف ولم يأت لها بهذا خبر ولم تحتفل ولم تفعل ولم تعلم حتى شيئًا من عيد الغدير طيلة عشرة قرون، يعني أكثر من الف سنة، اطبقت كتب التاريخ اليمنية والعربية على ذلك أن اليمن لم تعرف عيد الغدير أبداً لأكثر من الف سنة بالرغم على أن المذهب الزيدي قد دخل إلى اليمن في نهاية القرن الثالث الهجري على أيدي الهادي الرسي، ومع هذا لم تعرف اليمن هذا الأمر، ولم تفعله أبداً حتى في نهاية القرن الحادي عشر، وفي ألف وثلاث وسبعين للهجرة النبوية جاء المتوكل فأحدث هذا واعجبته المراسيم لأجل فرح الناس وكان الناس إلى وقت قريب يذهبون إليه من باب المتعة ومن باب أنه شيء يفرحون فيه ويشترون ويبيعون كما يفعلون الآن عند الصوفية في أماكن في الوادي لا يعرفون لماذا؟ أمورهم عادية كزيارة نبي الله هود أو غير هذا، لا لعقائد الدسيسة التي تجري وراء هذا العيد المدعى بعيد الغدير يحتفلون ويذهبون مع الناس منذ القرن الحادي عشر الهجري يعني كل تلك القرون لا وجود له في بلادنا ثم جاءت الفكرة الخبيثة فانتجته وأصبح شعاراً رافضيًا بامتياز..
- فعيد الغدير بدعة عقدية تلبست فيها مسألة سياسية كما هي "حي على خير العمل" كما حدثنا شيخنا العمراني رحمه الله على أن أي دولة على مكان من الأماكن كان هذا في الماضي فإنها تفرض حي على خير العمل في علم الناس في تلك المنطقة على أنها قد احتلت من الرافضة، هكذا اصبح الدين تتلبس به البدع البدعة هي شعار للدولة، والدولة نفسها هي التي تفرض هذه البدعة وهو أمر يزيد الطين بلة كما تقول العرب، مشكلة فوق مشكلة وكارثة فوق كارثة أن تتولى الدولة التي قال الله وعنها وما هي واجباتها: ﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾، أما أن تكون الدولة هي التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف فذاك الشر المستطير وهو الغالب على دويلات أمتنا اليوم التي يلعب بها الأعداء في كفهم وفي كف عفرين كما ترون القربان غداً عند بايدن، هذه هي الحقيقة الواضحة ليست الرافضة وحسب أمتنا على أنها تتلقى الطعنات من ابنائها قبل أعدائها وتتلقى الويلات من عملائها الداخليين قبل الخارجيين وإن اعظمها ليست إيران بل أعظمها أننا نحن أصبحنا لغيرنا لا نعرف نشرق أم نغرب
كعصفورة في يد طفل يسومها
حياض الردى والريح تلهو وتلعب
أصبحت حروبنا ومناهجنا ومدارسنا وأبناؤنا وأموالنا وسياساتنا واقتصادنا يلعب به الأعداء، بل حدثنا أحد مشايخنا الفضلاء الذين لهم باع طويل في الأمة الإسلامية ولو شئت لنطقت باسمه وهو أشهر من نار على علم اليوم، قال إن إحدى البنوك الإسلامية في دولة إسلامية جاء القرار الأمريكي بتعيين رقابة شرعية على البنك هذا وهو بنك إسلامي في دولة إسلامية، فأي خزي وعار، حتى على مؤسسات إسلامية وعادية يأتي القرار من خارج الأمة الإسلامية فليس العدو وحده الرافضي بل والعملاء، وليس القرار من أمريكا بل هو قرار الجبناء العملاء من داخل أمتنا، والله المستعان، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن بدعة الغدير أو ما يسمى في هذه الأيام المتأخرة بعيد الولاية أي ولاية علي عن الأمة إنما هو بدعة رافضية مجوسية بامتياز، وإن أي مشاركة أو حضور في هذا العيد فهي خيانة للأمة وتعد عليها وهو انحياز واضح لغيرها، وتعاون على فجور وقتل ودمار أبنائنا ووطننا، ذاك واضح صريح لكل ذي عينين ولصاحب بصر وبصيرة، إنه بدعة خطيرة لا على أفراد بأعيانهم ولا على دول أيضا، بل هو على الأمة جمعاء؛ لأنه خرق لسفينة الأمة والأمة إنما هي كما شبهها صلى الله عليه وسلم كسفينة تمضي في بحر خضم فإن وقع عليها شيء أو خرق فإن الأمة بما فيها تنهد وتنهزم وتغرق، فكذلك هذه الأمة إن وقع شيء من بدعة أو من رفض أو من مجوسية أو من لعن وسب أو من طعن سنة أو أي شيء من تنقص في هؤلاء العظماء من أمتنا من علماء أو فضلاء أو غير ذلك وهم الصحابة رضوان الله عليهم أو أي بيع لمقدسات الأمة، إنما هو انهيار كلي لتلك السفينة وغرق مهلك مدمر لها ونحن ننظر إليها وجميعنا سنغرق لأننا على ظهر هذه السفينة، قال صلى الله عليه وسلم: "فأن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، كما شبه الأمة عليه الصلاة والسلام، كما في البخاري: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، فنحن الواجب علينا أن نحافظ على سفينة أمتنا وإلا غرقنا جميعا، وإن السفينة مكونة مني ومنك ومن فلان وعلان وفلانة الكل يحملون هذه الأمة والكل يمثلون هذه الأمة والكل ركاب على السفينة، فإما أن تهلك وإما أن تنجوا، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/ktEGPrOhoS0
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ ذو الحجة/1443هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- إن الناس كلما ابتعدوا عن نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وعن منهاج ربهم تبارك وتعالى ساد الظلام والنفاق والشقاق والخصام، وعم الناس كل ما يكرهون بقدر بعدهم عن ذلك الاعتصام الكبير بينما الله يقول: ﴿وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وحذر أشد التحذير من مخالفة سنة البشير النذير عليه الصلاة والتسليم فقال في كتابه كريم: { فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، والفتنة واقعة في الناس اليوم في كثير من شؤون حياتهم، وفي أنظمتهم ودولهم ومناهجهم وأي شيء في حياتهم إنما هو بسبب بعدهم عن نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وعن كتاب ربهم جل جلاله، وقد أنكر الله أشد الإنكار على أولئك الذين يبتعدون عنهما فقال: ﴿وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾.
- كيف تبتعدون وكيف تقتتلون وكيف تتخاصمون وكيف تتفرقون؟ وفيكم كتاب الله وفيكم رسول الله سواء بحياته بيننا، أو بسنته التي تركها لنا، وقد تركنا صلى الله عليه وسلم عند التحاقه بالرفيق الأعلى كما وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فليس فيها أي غبش أو ظلمة، وليس فيها وهم، وليس فيها أي شيء من شك ولا ريب، بل هي بيضاء نقية ناصعة ليلها كنهارها، ولكن أولئك هلكوا ويتعمدون الهلاك ببعدهم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم رغم بيانها، ووضوحها، ونصاعتها، غير أنهم حجبوا عنها وضلوا وأضلوا… وهذا الله يضمن الفلاح لمن اتبعه صلى الله عليه وسلم ومن أخذ بما جاء به: {فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، ويعني أن لا فلاح الا باتباعه عليه الصلاة والسلام، وأن الخسارة كل الخسارة في أفراد الأمة وفي مجموعها وأحزابها ودولها ومنظماتها ومؤسساتها وكل شيء فيها الخسارة الحقة في ذلك بكله اذا ابتعدوا عن سنته وعن منهجه وعن ما جاء به فخسروا خسارة حقه: {فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ}، الخاسرون من لم يتبعوا هذا الفلاح ومن ابتعد عن هذا النجاة ومن تولى وأعرض فأعرض الله تبارك عنه، وإنما الجزاء من جنس العمل.
- وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام يوم عرفة قد قام في الناس خطيبًا في أعظم جمع له عليه الصلاة والسلام، فقال للناس موصيًا بتركة هي أعظم تركة وأجل تركة وأفخر ما نفخر به من تركة عظمى له عليه الصلاة والسلام إنها تركة الكتاب والسنة: "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا"، ولن للنفي التأبيدي عند أهل اللغة، لن تضلوا بعدي أبدا، كلام من لا ينطق عن الهوى: ﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى﴾ إنه عليه الصلاة يضمن للأمة النجاة وعدم الضلال إذا اتبعوا النهج السوي الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي"، وخطب فيهم كما قال العرباض رضي الله عنه قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فأوصنا قال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وانظر لكلمة: "عضوا عليها بالنواجذ"، كناية عن عظيم التمسك بالسنة وبهذا المنهج الذي جاء به رسولنا عليه الصلاة والسلام والذي تركنا على ما يرضي الله كما قال الله وصدق من قال ومن أصدق من الله قيلا: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا فَمَنِ اضطُرَّ في مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، تلاها عليه الصلاة والسلام للصحابة غضة طرية وهي تتنزل عليه، وهو على منبره بعرفة كما في البخاري ومسلم وذكرت القصة في الأسبوع الماضي والخطبة الماضية…
- هذا كتاب الله وسنة رسول عليه الصلاة والسلام بيننا الحكم العادل من تمسك به نجا ومن ضل عنهما زل وغوى، وبقدر تمسكه تكون النجاة له في الدنيا والآخرة، وبقدر بعده عنهما يكون الهلاك والبوار في كل شيء من أمره في جسده في أهله في ماله في نفسه في صحته في اجتماعه في كل شيء من حياته لن يجد الفلاح أبدا؛ لأنه ابتعد عن أصل الفلاح فأي فلاح سيتمسك به وقد ذهب كل الفلاح عنه بابتعاده عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، بل أمر الله تعالى نبيه بأن يستمسك بالذي أوحي إليه، فهو أمر رباني لرسول الله ثم لكل واحد منا: ﴿فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وأولئك الذين لم يستمسكوا ليسوا على صراط مستقيم، أولئك الذين ابتدعوا الغرائب والعجائب بدلاً عن السنة النبوية وعن كتاب الله قبل ذلك، أولئك الذين انتهجوا منهجًا غير منهج الوحي جاءوا بالبدعة ورفضوا السنة كانوا أشد الأمة تمزقًا وتفرقًا، وكانوا أشد الأمة في الأمة نفاقًا وخصامًا، وكانوا أشد الأمة على الأمة قتلا ونفاقًا، وكانوا أشد الأمة على الأمة بغضًا وحسدا، أعني أولئك الذين يبتدعون ما يبتدعون…
- ألا وإن من أشنع البدع على الإطلاق البدع العقدية التي تتلبس بمسألة العقيدة، وهي خطيرة لا تقبل المزايدة والمناقصة ولا تقبل الجدال والمراء، عقيدة واحدة الله ربنا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبينا وصحابته أدوا السنة والقرآن كما وجب عليهم أن يؤدوه، فمن خالف وأعرض واعترض فإنه على شفا جرف هار يكاد أن ينهار بك وقد كان أولئك الذين يبتدعون كل يوم جديد بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو في منهج الله، أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو في أي مسلّم في ديننا وقطعيات شريعتنا…
- ومن البدع الخطيرة أيضًا في العقدية البدع التي تتلبس بمسائل سياسية فتكون بدعة عقدية في دين الله وهي أيضًا مسألة سياسية، بل هي التي أنتجت تلك البدعة وقوتها ورفعت من شأنها، وتفرض الدولة بنفسها الأمر والبدعة على الناس، فهي أخطر وأشد العقائد والبدع على الإطلاق كاليوم الذي يسمى بيوم الغدير عند الرافضة المجوس، هذا اليوم المشؤوم الذي ما عرفناه لقرون طويلة منذ زمنه عليه الصلاة والسلام والقرون المفضلة بعده التي قال عنها من لا عن ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم مزكيا لها ولما جاء عنها ومنها: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وفي رواية عد قرنًا رابعًا: "ثم الذين يلونهم".
- أولئك القرون المفضلة التي فضلها الوحي وشهد لها بالخيرية لم تعرف شيئًا من غدير ولن تعرف شيئًا من يوم ولاية كما يدعيه الرافضة لا شيء عرفوه ولم يوجد في زمنهم، بالرغم على أن الرافضة كانوا قد وجدوا أو بعضًا منهم على أيدي عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أوجدهم هناك، ومع هذا لم يعرفوا حتى هم عن يوم الغدير، وعلي رضي الله عنه الذي تولى الخلافة ما يقرب من خمس سنوات بالرغم على أن يوم الغدير الذين يدعون أنه لتنصيبه رضي الله عنه وليًا عن الأمة فإنه رضي الله عنه لم يفعله ولم يعلمه أبدا، وقل عن الحسن الذي تولى الخلافة وقل عن الدول التي جاءت كالدولة العباسية التي جاءت من أجل أهل البيت ومظلوميتهم كما ادعت ومع هذا لم تعلم ولم تفعل أي شيء من عيد غدير، حتى جاءت الدولة المجوسية حين استولت على البلاد الإسلامية في القاهرة آنذاك مصر حاليًا وعاصمتها وهي الدولة التي لم توجد في امتنا دولة أشر ولا أخبث ولا ألعن ولا أنجس منها على الإطلاق الدولة التي سمت نفسها بالدولة الفاطمية العبيدية في مصر ثم انتشرت بما تسميه الآن رأس الرافضة إيران بتصدير الثورة، تصدير الفتنة وكان ما كان بعد ذلك من إنتاج لعيد الغدير بعد القرن الرابع الهجري وهو عيد رافضي مجوسي بامتياز أخذوا مراسيم عيد النيروز الإيراني إلى عيد سموه الغدير العلوي، أخذوا هذا من ذاك واحدثوا هذه الفتنة والشرخ الكبير في الأمة، ولم تعرف شيئًا من ذلك في قرونها المفضلة ومن بعدها…
- وقل الأمر نفسه وأبعد في دولتنا اليمنية لم تعرف ولم يأت لها بهذا خبر ولم تحتفل ولم تفعل ولم تعلم حتى شيئًا من عيد الغدير طيلة عشرة قرون، يعني أكثر من الف سنة، اطبقت كتب التاريخ اليمنية والعربية على ذلك أن اليمن لم تعرف عيد الغدير أبداً لأكثر من الف سنة بالرغم على أن المذهب الزيدي قد دخل إلى اليمن في نهاية القرن الثالث الهجري على أيدي الهادي الرسي، ومع هذا لم تعرف اليمن هذا الأمر، ولم تفعله أبداً حتى في نهاية القرن الحادي عشر، وفي ألف وثلاث وسبعين للهجرة النبوية جاء المتوكل فأحدث هذا واعجبته المراسيم لأجل فرح الناس وكان الناس إلى وقت قريب يذهبون إليه من باب المتعة ومن باب أنه شيء يفرحون فيه ويشترون ويبيعون كما يفعلون الآن عند الصوفية في أماكن في الوادي لا يعرفون لماذا؟ أمورهم عادية كزيارة نبي الله هود أو غير هذا، لا لعقائد الدسيسة التي تجري وراء هذا العيد المدعى بعيد الغدير يحتفلون ويذهبون مع الناس منذ القرن الحادي عشر الهجري يعني كل تلك القرون لا وجود له في بلادنا ثم جاءت الفكرة الخبيثة فانتجته وأصبح شعاراً رافضيًا بامتياز..
- فعيد الغدير بدعة عقدية تلبست فيها مسألة سياسية كما هي "حي على خير العمل" كما حدثنا شيخنا العمراني رحمه الله على أن أي دولة على مكان من الأماكن كان هذا في الماضي فإنها تفرض حي على خير العمل في علم الناس في تلك المنطقة على أنها قد احتلت من الرافضة، هكذا اصبح الدين تتلبس به البدع البدعة هي شعار للدولة، والدولة نفسها هي التي تفرض هذه البدعة وهو أمر يزيد الطين بلة كما تقول العرب، مشكلة فوق مشكلة وكارثة فوق كارثة أن تتولى الدولة التي قال الله وعنها وما هي واجباتها: ﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾، أما أن تكون الدولة هي التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف فذاك الشر المستطير وهو الغالب على دويلات أمتنا اليوم التي يلعب بها الأعداء في كفهم وفي كف عفرين كما ترون القربان غداً عند بايدن، هذه هي الحقيقة الواضحة ليست الرافضة وحسب أمتنا على أنها تتلقى الطعنات من ابنائها قبل أعدائها وتتلقى الويلات من عملائها الداخليين قبل الخارجيين وإن اعظمها ليست إيران بل أعظمها أننا نحن أصبحنا لغيرنا لا نعرف نشرق أم نغرب
كعصفورة في يد طفل يسومها
حياض الردى والريح تلهو وتلعب
أصبحت حروبنا ومناهجنا ومدارسنا وأبناؤنا وأموالنا وسياساتنا واقتصادنا يلعب به الأعداء، بل حدثنا أحد مشايخنا الفضلاء الذين لهم باع طويل في الأمة الإسلامية ولو شئت لنطقت باسمه وهو أشهر من نار على علم اليوم، قال إن إحدى البنوك الإسلامية في دولة إسلامية جاء القرار الأمريكي بتعيين رقابة شرعية على البنك هذا وهو بنك إسلامي في دولة إسلامية، فأي خزي وعار، حتى على مؤسسات إسلامية وعادية يأتي القرار من خارج الأمة الإسلامية فليس العدو وحده الرافضي بل والعملاء، وليس القرار من أمريكا بل هو قرار الجبناء العملاء من داخل أمتنا، والله المستعان، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- فإن بدعة الغدير أو ما يسمى في هذه الأيام المتأخرة بعيد الولاية أي ولاية علي عن الأمة إنما هو بدعة رافضية مجوسية بامتياز، وإن أي مشاركة أو حضور في هذا العيد فهي خيانة للأمة وتعد عليها وهو انحياز واضح لغيرها، وتعاون على فجور وقتل ودمار أبنائنا ووطننا، ذاك واضح صريح لكل ذي عينين ولصاحب بصر وبصيرة، إنه بدعة خطيرة لا على أفراد بأعيانهم ولا على دول أيضا، بل هو على الأمة جمعاء؛ لأنه خرق لسفينة الأمة والأمة إنما هي كما شبهها صلى الله عليه وسلم كسفينة تمضي في بحر خضم فإن وقع عليها شيء أو خرق فإن الأمة بما فيها تنهد وتنهزم وتغرق، فكذلك هذه الأمة إن وقع شيء من بدعة أو من رفض أو من مجوسية أو من لعن وسب أو من طعن سنة أو أي شيء من تنقص في هؤلاء العظماء من أمتنا من علماء أو فضلاء أو غير ذلك وهم الصحابة رضوان الله عليهم أو أي بيع لمقدسات الأمة، إنما هو انهيار كلي لتلك السفينة وغرق مهلك مدمر لها ونحن ننظر إليها وجميعنا سنغرق لأننا على ظهر هذه السفينة، قال صلى الله عليه وسلم: "فأن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، كما شبه الأمة عليه الصلاة والسلام، كما في البخاري: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، فنحن الواجب علينا أن نحافظ على سفينة أمتنا وإلا غرقنا جميعا، وإن السفينة مكونة مني ومنك ومن فلان وعلان وفلانة الكل يحملون هذه الأمة والكل يمثلون هذه الأمة والكل ركاب على السفينة، فإما أن تهلك وإما أن تنجوا، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*فضل.العشرمن.ذي.الحجة.ومناقبها.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*فضل.العشرمن.ذي.الحجة.ومناقبها.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/F4uOsFDEMFk?si=nVn3PzGDuXrqxkao
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/1/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن الله تبارك وتعالى قد خص هذه الأمة المحمدية بأزمان فاضلة، وأوقات مباركة يختصر بها المؤمن اختصارًا كبيرًا، ويجمع فيها حسنات كثيرة جدًا، وهذه الأيام والأزمان الفاضلة والأوقات المباركة إنما جعلها كذلك لزيادة الحسنات، ورفع الدرجات، ومحو السيئات، وهذه الأزمان الفاضلة التي اختصها الله تبارك وتعالى هذه الأمة إنما هي نعمة من النعم التي اختصنا بها كخير أمة لديه جل وعلا، وفيها نختصر سنين كثيرة دونها حتى لا يبلغ أجر تلك السنين أجر بعض هذه الأيام من الأزمان الفاضلة فهل أدركنا هذه النعمة!…
- فتجاهل المسلم لهذه النعمة أعني نعمة الأزمان الفاضلة معناه صفرية التقوى لديه لأن الله تبارك وتعالى يقول ذلك: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾، فكلما زاد منسوب التقوى في قلب العبد كلما زاد تعظيمه للأزمان الفاضلة، والأوقات والساعات التي أعدها الله وجعلها كنعمة لأولئك الناس الذين يستحقون التفضيل وهذا النعيم، فهو تفضيل ونعيم وخير وبركة واختصار واختصاص من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي خير أمة، وهو اختصاص يومي كالثلث الأخير من الليل، وأسبوعي كالجمعة، ومن الجمعة الساعة الأخيرة منها، وايضًا يكون ذلك في جهة شهرية في أيام وأوقات مباركة وإن كان يقتصر ذلك على عمل بعينه كالأيام البيض بصيامها، أو الاثنين والخميس بتكرار صومها بتكررها في أسابيع الشهر، وفي أسابيع السنة كلها يستمر، ثم يأتي التكريم والتفضيل السنوي وهذا كثير جدًا ومنه رمضان وأفضل منه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فقط هي العشر الأوائل من ذي الحجة التي نحن فيها…
- ألا فلا يُحرم خير هذه الأيام الفاضلة، وهذه الأزمان المباركة إلا محروم، شقي، مبعد عن الله تبارك وتعالى، ولا يسويها بغيرها من الأيام إلا دليل أن الله لا يحب ذلك العبد، اما العبد الذي يحبه الله فإنه يغتنم محاب الله، ويأتيه في الوقت الذي يحبه والذي يرتضيه الله؛ لأن إقدام العبد على أمر يحبه عبد مثله هو أفضل في عين ذلك المحبوب من أن يأتيه في كل أوقات لا يحبها، بل لعل ذلك العبد المحبوب قد ربما يبغض المحب؛ لأنه أتاه في أوقات لا يرتضيها، ومن باب التقريب العريس مع حبه أن يسلم الناس عليه ويباركون له لكن لو أتوه في وقت مشغول فيه مع زوجته لأزعجه ذلك وهذا شأن المخلوقين أما شأن الله ففي أي وقت يمكنك الدخول عليه، ويفرح بك رحمة بك لكن أحب أوقات تتقرب إليه فيها مثل العشر من ذي الحجة…
- ويفضلها بعض الأوقات على بعض ليحبها الله ويحب من العبد أن يأتيه فيها وهو امتحان للعباد من يتقرب اليه في ذلك الوقت ويحب ذلك الوقت الذي يحبه الله، ان حب العبد لما يحب الله دليل لحب الله له، وان ابتعاد العبد عن ما يحبه الله دليل بغض الله، فكلما زاد البعد في أوقات يحبها الله من ذلك العبد، كلما زاد السخط من الله عليه أنه رفض النعمة لأنه يقول كفى وحسبي ولا أريد ما تفضلت به يا ربي أما العبد الذي يغتنم ويدرك ويعرف فضل تلك النعمة فإن الله تبارك وتعالى بها ويكرمه بغيرها لانه احق بالنعمة من غيره فهو قد شكرها ولم يكفرها.
ـ وإن اعظم ما يشكر الله به على نعمه أن يطيع العبد بها، وأن يحمد ربه طاعة ينبغي له أن يطيعه بها ويتعرف عليه تعرفًا ربما لا يتعرف اليه غيره من الناس، ولهذا موسى عليه السلام مع أنه كليم الله مع أنه حبيب لله، مع انه اختصه الله بما لم يختص به الأنبياء قبله ولا بعده، لكنه لما واعده ربه في ميعاد محدد فإنه عرف من ربه جل جلاله حب ذلك الوقت فتقدم على بني إسرائيل الذين واعدهم الله مع موسى لأمر اختصهم به فقال الله لموسى لما رأه وحده ﴿وَما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا موسى﴾، يعني لماذا تقدمت عليهم واتيتني قبلهم مع أن المطلوب منك أن تأتيني معهم، فقال موسى لربه ليزداد بذلك قربًا عند الله لحسن اعتذاره لله قال {وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى}.
- نعم: {وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى} شعار للمؤمن ينبغي أن يتخذه في كل وقت، وأن يجعله شعاره دومًا خاصة في أوقات يحبها الله، وفي أوقات يرتضيها الله، وذلك لأجل أن يختصر على نفسه اختصاراً كبيرا…
- ولهذا نجد السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يعظمون هذه العشرة اعظم مما يعظمون غيرها من الأيام والأزمان حتى أن بعضهم كسعيد ابن جبير وغيره يجتهد اجتهادًا لا يكاد يقدر عليه، بل وكذلك من الصحابة ايضًا وهم أحرى وأولى وأجدر أن يستغلوها من غيرهم من الناس؛ لأنهم في زمن فاضل وعندهم الوحي يتنزل فكانوا كذلك على هذا الاجتهاد فيها، فقيل إنهم كانوا يجتهدون فيها أكثر مما يجتهدون في غيرها، واجتهادهم فيها اجتهاد محب لحبيبه، واجتهاد حتى لا يقدرون عليه ولا يستطيعونه حتى أنهم لو سافروا مع أن الله أجاز للمسافر في رمضان وهي فريضة أن يفطر فيه لعذره كمريض ومسافر لكنهم لا يفطرون في أيام العشر قالوا لأن رمضان جعل الله له أيامًا اخر يمكن أن يقضي ما أفطر فيها، أما بالنسبة للعشر فليس لها أيام أخر فإن فاتت ماتت، إن انتهى انتهى ولا يستدرك ابدًا…
ـ فما مضى من العمر لا يستعاد لو بلغ الإنسان ما بلغ من مال، وجنود، وسلطة، وسطوة وقوة ومنعة وصحة وعافية… وأي شيء كان في الحياة فلا يستطيع ان يسترد دقيقة مضت أبدا فكذلك بالنسبة للخيرات التي جعلها الله في أوقات معينة من فاتت عليه فاتت وفاته كل شيء، ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم:{أُولئِكَ الَّذينَ لَم يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلوبَهُم لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾، أي أن الله لم يرتض بهم في ذلك الوقت المحدد، ولم يطهر قلوبهم له، وإن من أعظم تقوى الله أن نقدم على الله في هذه الأيام التي فضلها الله: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ}، اقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام، أي أيام العشر من ذي الحجة، ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ لأنه ذروة سنام الإسلام وارفع درجة يتقرب بها العبد حتى قريب من النبيين ﴿فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ [النساء: ٦٩]…
- فهي مرتبة عظيمة لا يصل إليها إلا من اختصه الله بهذه المرتبة وبهذه المزية، فأول ما قرأ على الصحابة ذلك من من الأمر الشاق جدا على النفس والشاق جدا على الأهل والشاق جداً على المال والشاق جدا على الفرس او السيارة مثلا، والشاق جداً على السلاح والشاق على كل احد يعرفه ويحبه لأنه إجهاد للنفس وتقديمها لله واهراق الدماء لله تبارك وتعالى كما تراق الاضحية، فكذلك هو يضحي بنفسه لربه تبارك وتعالى ابتغاء مرضاته مجاهداً في سبيله، فاول ما طرأ على الصحابة الجهاد قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد في سبيل الله، فكل عمل صالح في هذه الأيام فهو أفضل من الجهاد في سبيل الله إلا المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء فهذا يمكن أن يساوي عمل ذلك المجاهد كعمل العامل خيراً وصالحات في هذه الأيام المباركات…
- ألا فقد اختصر الله الجهاد في عملٍ صالح في هذه الأيام فأي حرمان اعظم واي شقاء اشد؟ من ان يشقى العبد فيه من هذه الأيام ان يسويها بغيرها، ولا يبالي بتفضيل الله لها وكأن الأمر لا يعنيه وكأنه قد تزود من الصالحات وابتعد عن السيئات في كل الأوقات وبالتالي لا يجد سيئة قد فعلها ولا يجد حسنة يحتاجها، وأجزم يقينًا على أن هذا ليس حتى شأن الأنبياء وهم الأنبياء فكيف بالمذنبين…
- فواجبنا بأن نغتنمها وأن نرعاها حق رعايتها، وأن نحفظ هذه الأمانة العظيمة التي جعلها الله لنا واختصنا بها دون غيرنا، الا فاغتنموها، الا فتقربوا الى الله فيها، وإن أعظم ما يتقرب به لله فيها ما كان عليه الصلاة والسلام يتقرب فيه الى الله به هو الصيام، الصيام الذي كان يصوم صلى الله عليه وسلم هذه العشر من ذي الحجة يصومها عليه الصلاة والسلام ويحسن صيامها ويحسن العبادة ويحسن الطاعة فيها عليه الصلاة والسلام… فماذا عنا..
- وكل خير فيها فإنه افضل من غيرها على الإطلاق كما قال كثير من العلماء بل قال ابن حجر عليه رحمة الله وهو يشرحها بأن المفضول من العمل الصالح فيها يعني الأمر العادي من العمل الصالح يصير فاضلاً فيها ما ليس فاضلاً في غيرها، فكأن الحسنة تصير حسنات وكأن الركعة ومثلها تصير إلى ركعات، وانظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عمم كل عمل صالح فقال: ما من أيام وما من الفاظ العموم وكذلك والعمل والصالح ايضًا فإنها كذلك يدخل فيها كل عمل صالح يرتضيه الله ويحبه، فإن المطلوب من العبد وهو داخل في تحت حديث النبي ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الأيام فهي إذن أيام حبيبة للله فلنقبل على الله في الوقت الذي يحب، وبالعمل الذي يحب، وكل عمل صالح فهو محبوب الى الله خاصة أن كان في مثل هذه الايام المباركة، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/F4uOsFDEMFk?si=nVn3PzGDuXrqxkao
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/1/ ذو الحجة/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن الله تبارك وتعالى قد خص هذه الأمة المحمدية بأزمان فاضلة، وأوقات مباركة يختصر بها المؤمن اختصارًا كبيرًا، ويجمع فيها حسنات كثيرة جدًا، وهذه الأيام والأزمان الفاضلة والأوقات المباركة إنما جعلها كذلك لزيادة الحسنات، ورفع الدرجات، ومحو السيئات، وهذه الأزمان الفاضلة التي اختصها الله تبارك وتعالى هذه الأمة إنما هي نعمة من النعم التي اختصنا بها كخير أمة لديه جل وعلا، وفيها نختصر سنين كثيرة دونها حتى لا يبلغ أجر تلك السنين أجر بعض هذه الأيام من الأزمان الفاضلة فهل أدركنا هذه النعمة!…
- فتجاهل المسلم لهذه النعمة أعني نعمة الأزمان الفاضلة معناه صفرية التقوى لديه لأن الله تبارك وتعالى يقول ذلك: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾، فكلما زاد منسوب التقوى في قلب العبد كلما زاد تعظيمه للأزمان الفاضلة، والأوقات والساعات التي أعدها الله وجعلها كنعمة لأولئك الناس الذين يستحقون التفضيل وهذا النعيم، فهو تفضيل ونعيم وخير وبركة واختصار واختصاص من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي خير أمة، وهو اختصاص يومي كالثلث الأخير من الليل، وأسبوعي كالجمعة، ومن الجمعة الساعة الأخيرة منها، وايضًا يكون ذلك في جهة شهرية في أيام وأوقات مباركة وإن كان يقتصر ذلك على عمل بعينه كالأيام البيض بصيامها، أو الاثنين والخميس بتكرار صومها بتكررها في أسابيع الشهر، وفي أسابيع السنة كلها يستمر، ثم يأتي التكريم والتفضيل السنوي وهذا كثير جدًا ومنه رمضان وأفضل منه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فقط هي العشر الأوائل من ذي الحجة التي نحن فيها…
- ألا فلا يُحرم خير هذه الأيام الفاضلة، وهذه الأزمان المباركة إلا محروم، شقي، مبعد عن الله تبارك وتعالى، ولا يسويها بغيرها من الأيام إلا دليل أن الله لا يحب ذلك العبد، اما العبد الذي يحبه الله فإنه يغتنم محاب الله، ويأتيه في الوقت الذي يحبه والذي يرتضيه الله؛ لأن إقدام العبد على أمر يحبه عبد مثله هو أفضل في عين ذلك المحبوب من أن يأتيه في كل أوقات لا يحبها، بل لعل ذلك العبد المحبوب قد ربما يبغض المحب؛ لأنه أتاه في أوقات لا يرتضيها، ومن باب التقريب العريس مع حبه أن يسلم الناس عليه ويباركون له لكن لو أتوه في وقت مشغول فيه مع زوجته لأزعجه ذلك وهذا شأن المخلوقين أما شأن الله ففي أي وقت يمكنك الدخول عليه، ويفرح بك رحمة بك لكن أحب أوقات تتقرب إليه فيها مثل العشر من ذي الحجة…
- ويفضلها بعض الأوقات على بعض ليحبها الله ويحب من العبد أن يأتيه فيها وهو امتحان للعباد من يتقرب اليه في ذلك الوقت ويحب ذلك الوقت الذي يحبه الله، ان حب العبد لما يحب الله دليل لحب الله له، وان ابتعاد العبد عن ما يحبه الله دليل بغض الله، فكلما زاد البعد في أوقات يحبها الله من ذلك العبد، كلما زاد السخط من الله عليه أنه رفض النعمة لأنه يقول كفى وحسبي ولا أريد ما تفضلت به يا ربي أما العبد الذي يغتنم ويدرك ويعرف فضل تلك النعمة فإن الله تبارك وتعالى بها ويكرمه بغيرها لانه احق بالنعمة من غيره فهو قد شكرها ولم يكفرها.
ـ وإن اعظم ما يشكر الله به على نعمه أن يطيع العبد بها، وأن يحمد ربه طاعة ينبغي له أن يطيعه بها ويتعرف عليه تعرفًا ربما لا يتعرف اليه غيره من الناس، ولهذا موسى عليه السلام مع أنه كليم الله مع أنه حبيب لله، مع انه اختصه الله بما لم يختص به الأنبياء قبله ولا بعده، لكنه لما واعده ربه في ميعاد محدد فإنه عرف من ربه جل جلاله حب ذلك الوقت فتقدم على بني إسرائيل الذين واعدهم الله مع موسى لأمر اختصهم به فقال الله لموسى لما رأه وحده ﴿وَما أَعجَلَكَ عَن قَومِكَ يا موسى﴾، يعني لماذا تقدمت عليهم واتيتني قبلهم مع أن المطلوب منك أن تأتيني معهم، فقال موسى لربه ليزداد بذلك قربًا عند الله لحسن اعتذاره لله قال {وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى}.
- نعم: {وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى} شعار للمؤمن ينبغي أن يتخذه في كل وقت، وأن يجعله شعاره دومًا خاصة في أوقات يحبها الله، وفي أوقات يرتضيها الله، وذلك لأجل أن يختصر على نفسه اختصاراً كبيرا…
- ولهذا نجد السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يعظمون هذه العشرة اعظم مما يعظمون غيرها من الأيام والأزمان حتى أن بعضهم كسعيد ابن جبير وغيره يجتهد اجتهادًا لا يكاد يقدر عليه، بل وكذلك من الصحابة ايضًا وهم أحرى وأولى وأجدر أن يستغلوها من غيرهم من الناس؛ لأنهم في زمن فاضل وعندهم الوحي يتنزل فكانوا كذلك على هذا الاجتهاد فيها، فقيل إنهم كانوا يجتهدون فيها أكثر مما يجتهدون في غيرها، واجتهادهم فيها اجتهاد محب لحبيبه، واجتهاد حتى لا يقدرون عليه ولا يستطيعونه حتى أنهم لو سافروا مع أن الله أجاز للمسافر في رمضان وهي فريضة أن يفطر فيه لعذره كمريض ومسافر لكنهم لا يفطرون في أيام العشر قالوا لأن رمضان جعل الله له أيامًا اخر يمكن أن يقضي ما أفطر فيها، أما بالنسبة للعشر فليس لها أيام أخر فإن فاتت ماتت، إن انتهى انتهى ولا يستدرك ابدًا…
ـ فما مضى من العمر لا يستعاد لو بلغ الإنسان ما بلغ من مال، وجنود، وسلطة، وسطوة وقوة ومنعة وصحة وعافية… وأي شيء كان في الحياة فلا يستطيع ان يسترد دقيقة مضت أبدا فكذلك بالنسبة للخيرات التي جعلها الله في أوقات معينة من فاتت عليه فاتت وفاته كل شيء، ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم:{أُولئِكَ الَّذينَ لَم يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلوبَهُم لَهُم فِي الدُّنيا خِزيٌ وَلَهُم فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾، أي أن الله لم يرتض بهم في ذلك الوقت المحدد، ولم يطهر قلوبهم له، وإن من أعظم تقوى الله أن نقدم على الله في هذه الأيام التي فضلها الله: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ}، اقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام، أي أيام العشر من ذي الحجة، ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ لأنه ذروة سنام الإسلام وارفع درجة يتقرب بها العبد حتى قريب من النبيين ﴿فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ [النساء: ٦٩]…
- فهي مرتبة عظيمة لا يصل إليها إلا من اختصه الله بهذه المرتبة وبهذه المزية، فأول ما قرأ على الصحابة ذلك من من الأمر الشاق جدا على النفس والشاق جدا على الأهل والشاق جداً على المال والشاق جدا على الفرس او السيارة مثلا، والشاق جداً على السلاح والشاق على كل احد يعرفه ويحبه لأنه إجهاد للنفس وتقديمها لله واهراق الدماء لله تبارك وتعالى كما تراق الاضحية، فكذلك هو يضحي بنفسه لربه تبارك وتعالى ابتغاء مرضاته مجاهداً في سبيله، فاول ما طرأ على الصحابة الجهاد قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد في سبيل الله، فكل عمل صالح في هذه الأيام فهو أفضل من الجهاد في سبيل الله إلا المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء فهذا يمكن أن يساوي عمل ذلك المجاهد كعمل العامل خيراً وصالحات في هذه الأيام المباركات…
- ألا فقد اختصر الله الجهاد في عملٍ صالح في هذه الأيام فأي حرمان اعظم واي شقاء اشد؟ من ان يشقى العبد فيه من هذه الأيام ان يسويها بغيرها، ولا يبالي بتفضيل الله لها وكأن الأمر لا يعنيه وكأنه قد تزود من الصالحات وابتعد عن السيئات في كل الأوقات وبالتالي لا يجد سيئة قد فعلها ولا يجد حسنة يحتاجها، وأجزم يقينًا على أن هذا ليس حتى شأن الأنبياء وهم الأنبياء فكيف بالمذنبين…
- فواجبنا بأن نغتنمها وأن نرعاها حق رعايتها، وأن نحفظ هذه الأمانة العظيمة التي جعلها الله لنا واختصنا بها دون غيرنا، الا فاغتنموها، الا فتقربوا الى الله فيها، وإن أعظم ما يتقرب به لله فيها ما كان عليه الصلاة والسلام يتقرب فيه الى الله به هو الصيام، الصيام الذي كان يصوم صلى الله عليه وسلم هذه العشر من ذي الحجة يصومها عليه الصلاة والسلام ويحسن صيامها ويحسن العبادة ويحسن الطاعة فيها عليه الصلاة والسلام… فماذا عنا..
- وكل خير فيها فإنه افضل من غيرها على الإطلاق كما قال كثير من العلماء بل قال ابن حجر عليه رحمة الله وهو يشرحها بأن المفضول من العمل الصالح فيها يعني الأمر العادي من العمل الصالح يصير فاضلاً فيها ما ليس فاضلاً في غيرها، فكأن الحسنة تصير حسنات وكأن الركعة ومثلها تصير إلى ركعات، وانظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عمم كل عمل صالح فقال: ما من أيام وما من الفاظ العموم وكذلك والعمل والصالح ايضًا فإنها كذلك يدخل فيها كل عمل صالح يرتضيه الله ويحبه، فإن المطلوب من العبد وهو داخل في تحت حديث النبي ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الأيام فهي إذن أيام حبيبة للله فلنقبل على الله في الوقت الذي يحب، وبالعمل الذي يحب، وكل عمل صالح فهو محبوب الى الله خاصة أن كان في مثل هذه الايام المباركة، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*عبــــادةالــــدعـــاء.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*عبــــادةالــــدعـــاء.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2qpcxuYZZc4?si=BLbAnsFoBT4T62ia
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/16/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن هناك عبادة عظيمة، وعبادة جليلة، وفرصة للدخول على رب البرية جل جلاله، هي عبادة طالما تغافل عنها الكثير، بالرغم على أنه استفاد منها الكثير والكثير فكم من مريض شفاه، وكم من مبتل عافاه، وكم من ضال هداه، وكم من فقير أغناه، وكم من صاحب كرب نجاه، هو جل جلاله وحده لا إله سواه.
ـ إنها عبادة لا يتفرد بها إلا الله تفرد الحق للحق، تفرد الصدق للصدق، تفرد الرب جل وعلا لخلقه جميعا، إنها عبادة الدعاء، نعم إنه الدعاء الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام "لدعاء هو العبادة".
ـ العبادة كل العبادة عرفها نبينا صلى الله عليه وسلم بأنها الدعاء، بأنها تضرع ومسكنة وتذلل لرب السماء، الدعاء الذي يحوي العبادات والطاعات، الدعاء الذي يعني أن ذلك الإنسان المسلم الداعي قد انطرح بين يدي الله، وأعلن استسلامه لله، وأعلن أنه خاضع لربه، وأنه يناجي إلهه وملكيه الحق وحده لا شريك له.
ـ إذا كان أيها الإخوة حتى الكفار وهم كفار، حتى النصارى، وحتى اليهود، بل حتى أهل الإلحاد فإنهم أن اضطروا دعوا إن وصلوا لمرحلة ومأزق كبير في حياتهم واجهوه عادوا إلى فطرتهم السوية إلى الله، نعم إلى الله كما قال الله { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍۢ طَيِّبَةٍۢ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍۢ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ} وهم ليسوا بمسلمين حتما، وقال: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} هكذا هي عادتهم، هذا هو ديدنهم، العودة إلى الله حتى وهم كفار تعرفوا إلى الله، لكن في شدتهم ثم تركوه في وقت رخائهم، أما المسلم الحق فإنه يسأل الله في وقت الرخاء، وفي وقت الشدة، بل إنه في وقت الرخاء دعاؤه أكثر، ودعاؤه في وقت الضر أنفع وإن قل؛ لأنه من أراد أن يجيبه الله في وقت الكرب فليدعوه في وقت الرخاء، من أراد ان يستجاب له في وقت الشدائد فليدعو الله في وقت الرخاء، من أراد أن الله عز وجل يكون معه دائمًا وأبدا، فهو مع الله خاصة بدعائه لله…
- قال عروة لما رأى رجلاً لا يحسن السجود حق الإحسان، وهي عادة الكثير منا للأسف الشديد تراه إذا سجد وكأنه هارب من الله، لا يريد أن يبقى كثيرًا بين يدي الله، ويثاقل ذلك، مع أنه في أعظم موضع يناجي الله، وأنه أكثر موطن لإجابة الله لدعاء ذلك العبد: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، إي وربي وهو ساجد لله، فقال عروة يا هذا أما لك حاجة عند الله؟ …
- نعم إخواني: أما لنا حاجة عند الله… ما لك تعجل في سجودك كأن لا حاجة لك عند الله، ولا تريد من الله شيئًا، بالرغم على إننا في فقر لله، ومع هذا لا نحسن التضرع لله، قد ربما نشكو لفلان وعلان، ونتحدث لصديق وقريب، ونذهب هنا وهناك، ونزور مستشفى وطبيب، لكن هل بدأنا بطبيب الأطباء؟ هل بدأنا برب الأرض والسماء؟ هل أحسنا الدخول على من بيده إجابة الدعاء، ورفع البلاء جل وعلا، هل نحن بدأنا به، وطرقنا بابه، وتعرفنا عليه..
- نبينا صلى الله عليه وسلم بل والأنبياء قبله كان هذا الأمر هي العادة الكبيرة والجليلة لا يسألون أحدا شيئًا إلا الله، أما الله فيسألونه كل شيء حتى في شراك نعله كما قالت عائشة رضي الله عنها واصفة فقر الحبيب صلى الله عليه وسلم لربه، وتضرع إليه، وشكواه له، وعودته دوما بين يديه…. حتى في الشيء اليسير فإنه فقير إلى الله…
- وهذا نبي الله موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} أي خير أي شيء من الله؛ لأن العبادة كل العبادة هي في الدعاء لربي، هي في التضرع لخالقي، هي في إعلان افتقاري، وتذللي لمن بيده أمري، ويعلم حاجتي، وأشكوه همي، وغمي وحزني… وبالتالي لن يضيعني…
- انظر لحال يعقوب عليه السلام كيف قصر شكواه لربه، وقصر بث خاطره لربه: ﴿إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، وانظر لحال زكريا عليه السلام وجمال إخباته لربه وتذلله لخالقه، وبث شكواه له خفوة، وإطالة شرح حاله: ﴿إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ ، وانظر كيف لباه الله من لحظته رب أن مثله لا يمكن أن يأتي له ولد خاصة وزوجته كبيرة في السن جدا: ﴿يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا﴾ وانظر أنه استبعد حتى هو أن يكون له ولد، ومثله إبراهيم عليه السلام وزوجته واستبعادها الأمر: ﴿وَامرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَمِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقوبَ قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجيبٌ قالوا أَتَعجَبينَ مِن أَمرِ اللَّهِ رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ﴾ لكن لا عجب على الله جل وعلا… والحديث يطول والقصص لا تسعها مجلدات فكيف بخطبة دقائق معدودات…
- لكن المقصود ما دام وإن العبد محتاج لرب فواجب أن يعود إليه في كل أحواله؛ لأنه دائم الحاجة لله، وفي كل أحواله.
ـ إنه ما من ملك، ولا زعيم، ولا كريم، ولا غني، ولا محب، ولا أحد في الدنيا يغضب إذا لم تسأله إلا الله، فإذا لم تسأله غضب، أما الناس فمهما بلغ كرمهم وحبهم ومالهم وجاههم وسلطانهم وعطاؤهم فإنه كلما كثر طلبك قلت هيبتك، وقل احترامك، حتى إنهم يتضايقون من رؤيتك، فضلاً عن أن تحدثهم ويجالسوك وتجالسهم، إلا الله فإنه جل وعلا كما جاء في الحديث الصحيح "من لم يسأل الله يغضب عليه" أرأيتم كيف الله؟ أرأيتم كيف كرم الله؟ أرأيتم كيف عطاء الله؟!.
- إذن فسؤال الله عز وجل هو واجب العباد هي عبادة العباد﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ هكذا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عند أصحاب السنن وأحمد قال عليه الصلاة والسلام "الدعاء هو العبادة ثم تلا الآية الكريمة ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ بل عند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال"الدعاء مخ العبادة" وإن كان الحديث ضعيفا لكن هكذا شاهدوا الحديث يفسر أكثر ويعمق أعظم مخ العبادة…
- ألا فلندعوا الله، ولنلجأ لله، ولتطرق باب الله؛ فإنه جل وعلا يجيب الدعاء، ويرفع البلاء، ولا يخيب أحدا… كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح "ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها"، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر، قال: "الله أكثر"، حتى جاء في بعض الروايات أن الذين لم يجابوا في الدنيا يتمنون في الآخرة أن لم يجابوا في الدنيا؛ لأنهم رأوا ما وجد من لم يجابوا في الدنيا كرمًا وعظمة ودرجة في الجنة وفي الآخرة وتنفيسًا لأعظم كرب يوم القيامة؛ لأنها أخرت الإجابة عن دعواتهم هناك وقد قال عمر بلسان حال موقن بالله: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء"، فإذا انطلق لسانك بالدعاء جاءت الإجابة من رب السماء، سواء هنا في الدنيا أو لك في الآخرة…
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لـهـا أمــد وللأمـد انقـضاء
اقول قولي هذا وأستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد: ـ مشكلتنا أيها الإخوة إننا بحاجة شديدة ولكن في بعد لربما شديد عن مسألة الدعاء مع أن الله عز وجل قد ضمن لنا الإجابة كثيراً وإن لم يرها ذلك المسلم محققًا سريعًا فسيحققها الله في يوم ما؛ فلله الحجة البالغة، وهو صاحب الحكمة، سيجيبك في الوقت الذي يختاره لا في الوقت الذي تختاره أنت، وفي المكان والزمان الذي يريده لا في الوقت والمكان الذي تريده أنت، وفي النازلة الأكبر والأعظم التي يراها الله ستنزل عليك، لا في نازلة يسيرة هذه عليك فربك عز وجل قد قال: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ ۗ }، وقال: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ....﴾
ـ ألا فعلى المسلم أن يدعو الله، وأن يكون موقنًا بالله، وبإجابة دعاء الله، فليستشعر أنه يتعبد الله حتى لو أنه فرضا لم يعط شيئًا من خصال في الدنيا ولا في الأخرة فإنه يسأل الله بدعائه، فإنه يسأل الله كرمه، فإنه يكفيه أن يتجه إلى الله يكفيه، أن يتعرف على الله وقد جاء في الأثر للأمم السابقة أن رجل اصيب بمصيبة فمع أنه ولي من أولياء الله كلما دعاء أجيب إلا في تلك الفترة فإنه أخر فقال يا ربي أخرت مسألتي فلم يا ربي؟ هل من شيء فعلته حتى أعود إليك وتعرفني عليه فأتوب منه، فسمع مناديًا يقول: عبدي أخرت إجابتك لأسمع صوتك، أخرت مسألتك لتتضرع إلي، أخرت مسألتك لأراك منطرحًا ببابي، أخرت إجابتك لعلك تتقرب إلي، أخرت إجابتك لعلك تعود إلي، عبدي إنما أخرتها لمصلحتك، وأردها لمصلحتك وفي الوقت الذي أشاء… فإن أخرك فإن الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه سيجيبك فهو أكرم الأكرمين وخير المسئولين وأعظم من يدعى إنه الله رب العالمين
ـ ألا فإن الأمة اليوم بحاجة ماسة لدعائنا، وإن يمننا الجريح المكلوم وإننا جميعًا بحاجة لله ولقد جاء في حديث ضعيف أنه لن ينجيكم في آخر الزمان إلا دعاء كدعاء الغريق. وكلنا غرقاء…
ـ أيها الإخوة نعم نحن كلنا غرقنا بذنوبنا، غرقنا بمعاصينا، غرقنا بما نحن فيه من مشاكلنا، غرقنا بما نحن فيه في أفرادنا، غرقنا بما نحن فيه في أسرنا، كلنا نغرق بما نحن فيه ولا رافع لذلك إلا الله وبدعاء عباد الله: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾ .
- إذا كان الله عز وجل قد أجاب قوم يونس عليه السلام وهم قوم يونس كفار ملحدون طردوا نبيهم وفعلوا ما فعلوا، ومع هذا كان من الله ما كان لأنهم عادوا والتجأوا لأنهم تضرعوا وبكو لأنهم اجتمعوا في صعيد واحد كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم وإناثهم… حتى عجماواتهم فسألوا الله عز وجل فأجابهم: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...﴾..
فإذا كان أولئك كشف عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا فنحن أولى كوننا مسلمين فما بالنا لا ندعوا، فما بالنا لا نلتجئ، فما بالنا لا نعود، سيكشف الله ضرنا إن استجبنا لله وإن دعونا الله وإن تضرعنا لله فهو الكريم عز وجل، ونحن اليوم في يمننا وفي أمتنا فيما نحن فيه في أمس الحاجة لدعائه، وفي ضرورة كبرى كضرورة أولئك حتى يرفع عنا ما نزل بنا من بلاء وفتنة وامتحان عظيم نعيشه لا يعلمه إلا الله…
ـ ألا فادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة فهو خير عبادة ندعوه بها ونلتجأ بها إليه ونتقرب بها اليه سبحانه وتعالى… وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2qpcxuYZZc4?si=BLbAnsFoBT4T62ia
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/16/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن هناك عبادة عظيمة، وعبادة جليلة، وفرصة للدخول على رب البرية جل جلاله، هي عبادة طالما تغافل عنها الكثير، بالرغم على أنه استفاد منها الكثير والكثير فكم من مريض شفاه، وكم من مبتل عافاه، وكم من ضال هداه، وكم من فقير أغناه، وكم من صاحب كرب نجاه، هو جل جلاله وحده لا إله سواه.
ـ إنها عبادة لا يتفرد بها إلا الله تفرد الحق للحق، تفرد الصدق للصدق، تفرد الرب جل وعلا لخلقه جميعا، إنها عبادة الدعاء، نعم إنه الدعاء الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام "لدعاء هو العبادة".
ـ العبادة كل العبادة عرفها نبينا صلى الله عليه وسلم بأنها الدعاء، بأنها تضرع ومسكنة وتذلل لرب السماء، الدعاء الذي يحوي العبادات والطاعات، الدعاء الذي يعني أن ذلك الإنسان المسلم الداعي قد انطرح بين يدي الله، وأعلن استسلامه لله، وأعلن أنه خاضع لربه، وأنه يناجي إلهه وملكيه الحق وحده لا شريك له.
ـ إذا كان أيها الإخوة حتى الكفار وهم كفار، حتى النصارى، وحتى اليهود، بل حتى أهل الإلحاد فإنهم أن اضطروا دعوا إن وصلوا لمرحلة ومأزق كبير في حياتهم واجهوه عادوا إلى فطرتهم السوية إلى الله، نعم إلى الله كما قال الله { وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍۢ طَيِّبَةٍۢ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍۢ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ} وهم ليسوا بمسلمين حتما، وقال: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} هكذا هي عادتهم، هذا هو ديدنهم، العودة إلى الله حتى وهم كفار تعرفوا إلى الله، لكن في شدتهم ثم تركوه في وقت رخائهم، أما المسلم الحق فإنه يسأل الله في وقت الرخاء، وفي وقت الشدة، بل إنه في وقت الرخاء دعاؤه أكثر، ودعاؤه في وقت الضر أنفع وإن قل؛ لأنه من أراد أن يجيبه الله في وقت الكرب فليدعوه في وقت الرخاء، من أراد ان يستجاب له في وقت الشدائد فليدعو الله في وقت الرخاء، من أراد أن الله عز وجل يكون معه دائمًا وأبدا، فهو مع الله خاصة بدعائه لله…
- قال عروة لما رأى رجلاً لا يحسن السجود حق الإحسان، وهي عادة الكثير منا للأسف الشديد تراه إذا سجد وكأنه هارب من الله، لا يريد أن يبقى كثيرًا بين يدي الله، ويثاقل ذلك، مع أنه في أعظم موضع يناجي الله، وأنه أكثر موطن لإجابة الله لدعاء ذلك العبد: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، إي وربي وهو ساجد لله، فقال عروة يا هذا أما لك حاجة عند الله؟ …
- نعم إخواني: أما لنا حاجة عند الله… ما لك تعجل في سجودك كأن لا حاجة لك عند الله، ولا تريد من الله شيئًا، بالرغم على إننا في فقر لله، ومع هذا لا نحسن التضرع لله، قد ربما نشكو لفلان وعلان، ونتحدث لصديق وقريب، ونذهب هنا وهناك، ونزور مستشفى وطبيب، لكن هل بدأنا بطبيب الأطباء؟ هل بدأنا برب الأرض والسماء؟ هل أحسنا الدخول على من بيده إجابة الدعاء، ورفع البلاء جل وعلا، هل نحن بدأنا به، وطرقنا بابه، وتعرفنا عليه..
- نبينا صلى الله عليه وسلم بل والأنبياء قبله كان هذا الأمر هي العادة الكبيرة والجليلة لا يسألون أحدا شيئًا إلا الله، أما الله فيسألونه كل شيء حتى في شراك نعله كما قالت عائشة رضي الله عنها واصفة فقر الحبيب صلى الله عليه وسلم لربه، وتضرع إليه، وشكواه له، وعودته دوما بين يديه…. حتى في الشيء اليسير فإنه فقير إلى الله…
- وهذا نبي الله موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} أي خير أي شيء من الله؛ لأن العبادة كل العبادة هي في الدعاء لربي، هي في التضرع لخالقي، هي في إعلان افتقاري، وتذللي لمن بيده أمري، ويعلم حاجتي، وأشكوه همي، وغمي وحزني… وبالتالي لن يضيعني…
- انظر لحال يعقوب عليه السلام كيف قصر شكواه لربه، وقصر بث خاطره لربه: ﴿إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، وانظر لحال زكريا عليه السلام وجمال إخباته لربه وتذلله لخالقه، وبث شكواه له خفوة، وإطالة شرح حاله: ﴿إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ ، وانظر كيف لباه الله من لحظته رب أن مثله لا يمكن أن يأتي له ولد خاصة وزوجته كبيرة في السن جدا: ﴿يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا﴾ وانظر أنه استبعد حتى هو أن يكون له ولد، ومثله إبراهيم عليه السلام وزوجته واستبعادها الأمر: ﴿وَامرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَمِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقوبَ قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجيبٌ قالوا أَتَعجَبينَ مِن أَمرِ اللَّهِ رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ﴾ لكن لا عجب على الله جل وعلا… والحديث يطول والقصص لا تسعها مجلدات فكيف بخطبة دقائق معدودات…
- لكن المقصود ما دام وإن العبد محتاج لرب فواجب أن يعود إليه في كل أحواله؛ لأنه دائم الحاجة لله، وفي كل أحواله.
ـ إنه ما من ملك، ولا زعيم، ولا كريم، ولا غني، ولا محب، ولا أحد في الدنيا يغضب إذا لم تسأله إلا الله، فإذا لم تسأله غضب، أما الناس فمهما بلغ كرمهم وحبهم ومالهم وجاههم وسلطانهم وعطاؤهم فإنه كلما كثر طلبك قلت هيبتك، وقل احترامك، حتى إنهم يتضايقون من رؤيتك، فضلاً عن أن تحدثهم ويجالسوك وتجالسهم، إلا الله فإنه جل وعلا كما جاء في الحديث الصحيح "من لم يسأل الله يغضب عليه" أرأيتم كيف الله؟ أرأيتم كيف كرم الله؟ أرأيتم كيف عطاء الله؟!.
- إذن فسؤال الله عز وجل هو واجب العباد هي عبادة العباد﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ هكذا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عند أصحاب السنن وأحمد قال عليه الصلاة والسلام "الدعاء هو العبادة ثم تلا الآية الكريمة ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ بل عند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال"الدعاء مخ العبادة" وإن كان الحديث ضعيفا لكن هكذا شاهدوا الحديث يفسر أكثر ويعمق أعظم مخ العبادة…
- ألا فلندعوا الله، ولنلجأ لله، ولتطرق باب الله؛ فإنه جل وعلا يجيب الدعاء، ويرفع البلاء، ولا يخيب أحدا… كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح "ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها"، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر، قال: "الله أكثر"، حتى جاء في بعض الروايات أن الذين لم يجابوا في الدنيا يتمنون في الآخرة أن لم يجابوا في الدنيا؛ لأنهم رأوا ما وجد من لم يجابوا في الدنيا كرمًا وعظمة ودرجة في الجنة وفي الآخرة وتنفيسًا لأعظم كرب يوم القيامة؛ لأنها أخرت الإجابة عن دعواتهم هناك وقد قال عمر بلسان حال موقن بالله: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء"، فإذا انطلق لسانك بالدعاء جاءت الإجابة من رب السماء، سواء هنا في الدنيا أو لك في الآخرة…
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لـهـا أمــد وللأمـد انقـضاء
اقول قولي هذا وأستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد: ـ مشكلتنا أيها الإخوة إننا بحاجة شديدة ولكن في بعد لربما شديد عن مسألة الدعاء مع أن الله عز وجل قد ضمن لنا الإجابة كثيراً وإن لم يرها ذلك المسلم محققًا سريعًا فسيحققها الله في يوم ما؛ فلله الحجة البالغة، وهو صاحب الحكمة، سيجيبك في الوقت الذي يختاره لا في الوقت الذي تختاره أنت، وفي المكان والزمان الذي يريده لا في الوقت والمكان الذي تريده أنت، وفي النازلة الأكبر والأعظم التي يراها الله ستنزل عليك، لا في نازلة يسيرة هذه عليك فربك عز وجل قد قال: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ ۗ }، وقال: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ....﴾
ـ ألا فعلى المسلم أن يدعو الله، وأن يكون موقنًا بالله، وبإجابة دعاء الله، فليستشعر أنه يتعبد الله حتى لو أنه فرضا لم يعط شيئًا من خصال في الدنيا ولا في الأخرة فإنه يسأل الله بدعائه، فإنه يسأل الله كرمه، فإنه يكفيه أن يتجه إلى الله يكفيه، أن يتعرف على الله وقد جاء في الأثر للأمم السابقة أن رجل اصيب بمصيبة فمع أنه ولي من أولياء الله كلما دعاء أجيب إلا في تلك الفترة فإنه أخر فقال يا ربي أخرت مسألتي فلم يا ربي؟ هل من شيء فعلته حتى أعود إليك وتعرفني عليه فأتوب منه، فسمع مناديًا يقول: عبدي أخرت إجابتك لأسمع صوتك، أخرت مسألتك لتتضرع إلي، أخرت مسألتك لأراك منطرحًا ببابي، أخرت إجابتك لعلك تتقرب إلي، أخرت إجابتك لعلك تعود إلي، عبدي إنما أخرتها لمصلحتك، وأردها لمصلحتك وفي الوقت الذي أشاء… فإن أخرك فإن الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه سيجيبك فهو أكرم الأكرمين وخير المسئولين وأعظم من يدعى إنه الله رب العالمين
ـ ألا فإن الأمة اليوم بحاجة ماسة لدعائنا، وإن يمننا الجريح المكلوم وإننا جميعًا بحاجة لله ولقد جاء في حديث ضعيف أنه لن ينجيكم في آخر الزمان إلا دعاء كدعاء الغريق. وكلنا غرقاء…
ـ أيها الإخوة نعم نحن كلنا غرقنا بذنوبنا، غرقنا بمعاصينا، غرقنا بما نحن فيه من مشاكلنا، غرقنا بما نحن فيه في أفرادنا، غرقنا بما نحن فيه في أسرنا، كلنا نغرق بما نحن فيه ولا رافع لذلك إلا الله وبدعاء عباد الله: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾ .
- إذا كان الله عز وجل قد أجاب قوم يونس عليه السلام وهم قوم يونس كفار ملحدون طردوا نبيهم وفعلوا ما فعلوا، ومع هذا كان من الله ما كان لأنهم عادوا والتجأوا لأنهم تضرعوا وبكو لأنهم اجتمعوا في صعيد واحد كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم وإناثهم… حتى عجماواتهم فسألوا الله عز وجل فأجابهم: ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...﴾..
فإذا كان أولئك كشف عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا فنحن أولى كوننا مسلمين فما بالنا لا ندعوا، فما بالنا لا نلتجئ، فما بالنا لا نعود، سيكشف الله ضرنا إن استجبنا لله وإن دعونا الله وإن تضرعنا لله فهو الكريم عز وجل، ونحن اليوم في يمننا وفي أمتنا فيما نحن فيه في أمس الحاجة لدعائه، وفي ضرورة كبرى كضرورة أولئك حتى يرفع عنا ما نزل بنا من بلاء وفتنة وامتحان عظيم نعيشه لا يعلمه إلا الله…
ـ ألا فادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة فهو خير عبادة ندعوه بها ونلتجأ بها إليه ونتقرب بها اليه سبحانه وتعالى… وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*ضرورةالحياءفي.دينناودنيانا.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*ضرورةالحياءفي.دينناودنيانا.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sv6xXG-BOEE?si=C8uQzapSWzbO4BGT
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/9/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن أعظم، وأجل، وأخطر ما يفسد الأمم، ويهلكها، ويؤدي لفسادها، وإلى زوالها، وإلى انحطاطها، وإلى ابتعادها كثيراً وعن كل شيء في دينها، وفي دنياهع، وفي كل أمرها، ألا وهو أن تفقد أخلاقها، أن تتخلى عن قيمها، أن تبتعد كثيرًا عن إيمانها وعن دينها، وعن أصلها، وإن تتنكر لمبادئها، إنه مشعر ببداية هلاكها، وإيذانًا بزوالها، وبفقدانها لمركزيتها، ورواج قضيتها، وفقدانها مركزية التحكم بغيرها، وذلك عندما تبتعد عن الأخلاق، عندما تتخلى عن القيم، عندما تبتعد كثيرًا عما يجب عليها من مبادئ أصيلة، وأخلاق كريمة اتفقت عليها الأديان السماوية، والفطر السوية….
- ليس من المهم أن الأمم تنتبها التقني والصناعي والجانب العلمي، ثم تفقد الأخلاق كما هو شأن الغرب اليوم وهي بداية ومبشرة لزواله، وإنتهائه، وهو عبارة عن ركام من حديد، حضارة الحديد كما سماها الشهيد قطب عليه رحمة الله، حضارة الحديد المنهدة المذحلة الزائلة التي تطرأ عليها أشياء كثيرة. تؤدي لزوادانها، فكذلك هي حضارة تفقد الأخلاق، وتفقد القيم وتفقد المبادئ، هي تحسن أن تصدر تحسن أن تصنع، تحسن أن تنتج، تحسن أن تعطي ولا تأخذ، لكنها تحسن في هدم الأخلاق. تحسن في هدم القيم. تفسد كل شيء في الأرض تصدر كل شر هي أمم الغرب أما أمة الإسلام فإن تخلت عن أخلاقها فقد تخلت عن إيمانها، فقد تخلت عن دينها، فقد تخلت عن قيمها، بل قد تخلت عن ربها عز وجل، أن فقدت أخلاقها وأن أبتعدت عن دينها، وأن أبتعدت كثيرا عن مبادئها التي يجب أن تكون فيها.
ـ وإن رأس الأخلاق الذي نراه كثيرًا للأسف الشديد قد بدأ يفقده كثير من الرجال والنساء، والصغار والكبار، ونراهم بأمور تدل على فقدانه في مجتمعاتنا مما يندى له الجبين، ونرى ونسمع من أشياء كثيرة تعني أن ذلك الخلق قد بدأ يتلاشى عن الأمة، مع أنه رأس الأخلاق، مع أنه أصل القيم، مع أنه مبدأ من مبادئ الإسلام، بل هو مبدأ من مبادئ الحياة الذي اتفقت عليه الأمم، والذي أيضًا اتفقت عليه الأديان، والذي دعى إليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ألا وهو خلق الحياء بل خلق الحياةد والحياء بشموله وكماله وتمامه، حياء من الله قبل ذلك، وحياء من الخلق بعد ذلك، وحياء حتى من النفس أيضًا، فيستحي ويربي نفسه، ويربي أهله، ويربي مجتمعه وأيضًا يصدره لأمته وللأمم غيره.
ـ أن الأخلاق هي كل شيء، وإذا صدقت أمة في أخلاقها صعدت في بقية أمور حياتها، ولا بد أن تجعل لها مبادئ لا تتخلى عنها مهما تفوقت في جوانب الدنيا ومن مبادئها الحياء؛ لأن الحياء كما قيل عنه مشتق من الحياة، فمن لا حياء له لا حياة له، وعلى قدر حيائه تكون حياته، وعلى قدر بعده عنه يكون بعده عن الحياة وإن عاش فيها لكن عاش أشبه بميت، أشبه بمنتهي، أشبه بزائل، لأنه فقد عنصراً يجب أن يكون عليه، بل هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان).
ـ "إن الحياء والإيمان قد قرن جميعًا فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر"، كما صح عنه عليه الصلاة والسلام فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر، "وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ما شئت"، نعم من لم يستحي، من لم يتورع، من لم يكن له مزعة حياء سيفعل ما يشاء، سيرتكب ما يشاء، سيقول ما يشاء، سيفعل الذي يشاء، في الوقت الذي يشاء، دون رادع، ودون خوف، ودون أي شيء يذعره في الحياة، لا في نفسه، ولا من ربه، ولا ممن حوله؛ لأنه فقد المحرك والدينامو الذي إذا وجد وجد الكاف له عن أن يرتكب وعن أن يقول، ولهذا نجد ونسمع من صغارنا ومن كبارنا سواء من ألفاظ بذيئة، أو من أخلاق منحطة، أو من أفعال قبيحة، ومن أشياء كثيرة في مجتمعاتنا من صغار ومن كبار نعم ألفاظ مقززة، وأفعال بشعة، وأشياء كثيرة يندى لها الجبين ويبتعد المسلم بها كثيرًا عن إسلامه، وعن دينه، وعن قيمه، وعن إيمانه، وعن أخلاقه، وعن ربه لأنه أبتعد عن حيائه، لأنه تخلى عن الحياء الذي هو حياته، وأصله، ودينه، وهو الإيمان ورأس الإيمان كما جاء عن النبي صلى الله عليه كما نراه، إنما هو دليل لعدم الحياة الذي كان عليه الصلاة والسلام أشد حياء كما جاء في المتفق عليه ( أشد حياء من العذراء في خدرها) حتى العذراء في خدرها في زماننا باتت دون حياء إلا ما قل وندر للأسف الشديد، حتى عند النساء الذي هو مطلوب منهن الحياء أكثر مما هو مطلوب من الرجال، لكن لربما تجد رجلاً يستحي من النساء أكثر مما تستحي المرأة منه، بل لعله يبتعد عنها وتقترب منه، لعله يستحي أن يكلمها فتكلمهذ لعله يستحي أن يراها فتراه، لعله يستحي أن يتعرض لها فتتعرض له، لعله يستحي أن يراها في طريق فيراها أيضًا في طريق آخر تهرول له هذا الذي نراه في مجتمعاتنا، هذا الذي نراه للأسف الشديد في واقعنا، إنه فقد ركن الحياء في أبناء مجتمعاتنا وأبناء ديننا…!.
ـ فالواجب علينا صغارا وكبارا أن ننشّئ أنفسنا، وأن ننشّئ أفرادنا، وأن ننشئ أسرنا، وأن ننشئ المجتمعات بكلها على هذا الركن العظيم من أركان الدين، ومن أركان الإيمان الحقيقي، ومن أركان الحياة، ومن مبادئ هذا الدين ومن قيم هذا الدين، ومن أصول هذا الدين الذي إن كان دينه، وكان إيمانيه، وكانت أخلاقه، وكان ما كان من أفعال صالحة وطيبة له، فإن فقده فقد ذلك بكله للأسف.
ـ والحياء ليس المراد به أن نستحي من الخلق وفقط، بينما نبارز الله بما لا يحل سواء في سرنا وهو الأخطر، أو في جهارنا وأيضًا هو أشد أن نبارزه، ولهذا النبي صلى عليه وسلم لما طلب منه رجل أن يوصيه قال: "أوصيك أن تستحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك"، كما أنك تستحي أن تفعل الشيء أمام الرجل الصالح، أو أمام من تستحي منه، أو أمام من تتصنع الحياء أمامه، فليكن كذلك عند الله، بل قال عليه الصلاة والسلام ذلك الذي تحدث عن ستر العورة (فقال ارأيت يا رسول الله إن كان الرجل في نفسه أو خاليًا فقال ﷺ: "الله أحق ان تستحي منه")، أحق أن تستحي منه، أحق جل وعلا أن يكون الحياء دائمًا فيك قال للصحابة رضوان الله عليهم "استحيوا" وهم قمة في الحياة، فقال عليه الصلاة والسلام له قُلنا يا نبيَّ اللهِ، إنا لنَستَحيي والحمدُ للهِ، قال: "ليسَ ذلكَ، ولكن الاستِحياءُ مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ؛ أن تحفَظَ الرأسَ وما وَعَى، وتحفَظَ البطنَ وما حوَى، ولتذكُر الموتَ والبِلَى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا، فمَن فعل ذلكَ فقد استَحيا مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ"؛ فالرأس وما وعى من تفكير، أو أنه يخزنها الدماغ، أو أن يوسوس فيها، أو أن تسيطر عليه، أو أي شيء من ذلك حتى يتحكم في أفعاله قبل أن ينطلق بها بجوارحه، ثم أيضًا البطن من أكل حرام، ومن أشياء كثيرة تدخل إلى بطنه، وهكذا أن يتذكر الله والدار الآخرة، وأنه راحل إليه فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإننا لا شك ولا ريب أننا قد نستحي أحيانًا من إنسان قدم لنا خدمة، أو معروفًا أو أي شيء من أمور الحياة الدنيا، قد نحتاج لذلك الشيء في وقت ضرورتنا إليه، وفي وقت شدتنا، وفي وقت شديد علينا فأنقذنا فلان، وفعل لنا فلان، فإن ذلك الإنسان يبقى حاضراً لديك، فإذا كان هذا عن الإنسان الذي قدم خدمة يسيرة لربما تكون أصلاً من واجبات دينه، ومن واجبات إنسانيته، لكن ماذا عن الله؟ الذي كل النعم منه جل وعلا ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ﴾، ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾!، فكم من نعمة أسداها لنا، بل كل شيء منا هو من الله، فحياتنا بكلها، وأنفاسنا، وأعضاؤنا، وكل اضو فينا، وكل مالنا وعلينا، وكل ما سواه تعالى فهو منه وإليه، وهذا بكله من الله عز وجل…
- هذا رجل صالح فقد شيئًا من نعم الله عليه فسخط قليلا، فقال الله تبارك وتعالى أما تركت لك عينك، أما تركت لك سمعك، أما تركت لك قدمك، أما تركت كذا وكذا فبدأ يعدد بعضها، أترضى أن تعطي فلانا عينا بكذا وكذا من الدنيا، لا لا يمكن يا ربي… ماذا لو ذهبت إلى مستشفى الكلى وصاحب الغسيل يغسل كليته، وهو يزور طبيبه بين حينن وآخر، وذلك الذي فقد عينه لا يتمنى إلا لحظات من الحياة أن يرى الدنيا، وذلك الذي فقد سمعه لا يستطيع أن يسمع حتى آية من كتاب، أو يتلفظ بالقرآن، وذلك الذي فقد قدمه يتمنى أن يذهب إلى الصلاة، وقل كذلك عن كل نعمة من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾ فكم من نعم الله علينا فمتى نستحيي منه جل وعلا، ومتى أن نعود إليه، ومتى أن نقدم حق الخدمة كما قال الإمام ابن القيم عليه نعم حق الخدمة، وواجب الدين والقيم، وأن نقدم لربنا عز وجل إذا كنا نقدم لفلان وفلان لأنه فعل لنا فماذا عن ربنا عز وجل؟ ماذا لو كنا نحاسب؟ نقدا ربنا عز وجل على نعمه، كم سندفع؟ وكم سنخسر، وكل شيء سيكون منتهي منا يعجز أحدنا أن يدفع سداد فاتورة الكهرباء أو ماء أو أي شيء من خدمة الدنيا كإيجار ونحوه فماذا عن الله؟ وعن نعمه، وهي أشياء بسيطة نقدمها من الدنيا لأجل خدمات لربما تكون ضرورية في الحياة وتسمى الخدمات الإلزامية لكن ماذا لو كان العين أن ندفع نقدا بذلك أو كانت السمع أو كان أي من النعم هذا لو كان كذلك… وقد قرأت مرة أن مستشفى ما يقدم عرضا لبيع خصية بـ38 مليون دولار، وآخر يقدم عرضا لبيع كليته بعشرين ألف ريال سعودي وهكذا… وأنت معك من أعضاء كميزانية أكبر دول العالم وأنت لاتشعر:﴿وَفي أَنفُسِكُم أَفَلا تُبصِرونَ﴾…!.
ـ فأيها الإخوة يجب علينا أن نراجع ضمائرنا، وأن نراجع أنفسنا، وأن نعود إلى ربنا، وأن نستحي منه حق الحياء، ونقدم فقط عبادة لربنا ليرضى عنا ولتبقى النعم منه علينا {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾، ووالله ما كفر إنسان نعمة من نعم الله بعدم شكرها وأداء عبادة الله فيها إلا أخذها منه في الدنيا وسلبها وأنقصها، أو أنه عذبه بها في الدنيا ببقائها ثم كان العذاب هناك عندما يلقاه، وما أبقاها له إلا لزيادة في إدانته وفي عذابه يوم القيامة، ومتعه بها ليأخذها هناك، متعه بها ليعذبه بها هناك؛ لأنه لم يتعبد الله بها ماذا عن عينك؟ ماذا عن قدمك، ماذا عن سمعك ماذا عن كل شيء منك، أن يسائلك الله أعطيتك سمعا فهل سمعت به الخير أم سمعت به الشر؟… عبدي أعطيتك لسانا فهل قلت به خيرا ام قلت به الشر ؟ عبدي أعطيتك بصرا فماذا نظرت به، أعطيتك قدمًا فهل مشيت به إلى مسجد هكذا يسائله الله عن كل شيء، فماذا نقول وما هي إجاباتنا؟ عن ربنا عز وجل ألا فلنتذكر ذلك جيدا، وليكن الحياء من الله هو رأس كل شيء في دنيانا ثم سيتولد عنه الحياء الآخر من الناس، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sv6xXG-BOEE?si=C8uQzapSWzbO4BGT
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/9/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فإن أعظم، وأجل، وأخطر ما يفسد الأمم، ويهلكها، ويؤدي لفسادها، وإلى زوالها، وإلى انحطاطها، وإلى ابتعادها كثيراً وعن كل شيء في دينها، وفي دنياهع، وفي كل أمرها، ألا وهو أن تفقد أخلاقها، أن تتخلى عن قيمها، أن تبتعد كثيرًا عن إيمانها وعن دينها، وعن أصلها، وإن تتنكر لمبادئها، إنه مشعر ببداية هلاكها، وإيذانًا بزوالها، وبفقدانها لمركزيتها، ورواج قضيتها، وفقدانها مركزية التحكم بغيرها، وذلك عندما تبتعد عن الأخلاق، عندما تتخلى عن القيم، عندما تبتعد كثيرًا عما يجب عليها من مبادئ أصيلة، وأخلاق كريمة اتفقت عليها الأديان السماوية، والفطر السوية….
- ليس من المهم أن الأمم تنتبها التقني والصناعي والجانب العلمي، ثم تفقد الأخلاق كما هو شأن الغرب اليوم وهي بداية ومبشرة لزواله، وإنتهائه، وهو عبارة عن ركام من حديد، حضارة الحديد كما سماها الشهيد قطب عليه رحمة الله، حضارة الحديد المنهدة المذحلة الزائلة التي تطرأ عليها أشياء كثيرة. تؤدي لزوادانها، فكذلك هي حضارة تفقد الأخلاق، وتفقد القيم وتفقد المبادئ، هي تحسن أن تصدر تحسن أن تصنع، تحسن أن تنتج، تحسن أن تعطي ولا تأخذ، لكنها تحسن في هدم الأخلاق. تحسن في هدم القيم. تفسد كل شيء في الأرض تصدر كل شر هي أمم الغرب أما أمة الإسلام فإن تخلت عن أخلاقها فقد تخلت عن إيمانها، فقد تخلت عن دينها، فقد تخلت عن قيمها، بل قد تخلت عن ربها عز وجل، أن فقدت أخلاقها وأن أبتعدت عن دينها، وأن أبتعدت كثيرا عن مبادئها التي يجب أن تكون فيها.
ـ وإن رأس الأخلاق الذي نراه كثيرًا للأسف الشديد قد بدأ يفقده كثير من الرجال والنساء، والصغار والكبار، ونراهم بأمور تدل على فقدانه في مجتمعاتنا مما يندى له الجبين، ونرى ونسمع من أشياء كثيرة تعني أن ذلك الخلق قد بدأ يتلاشى عن الأمة، مع أنه رأس الأخلاق، مع أنه أصل القيم، مع أنه مبدأ من مبادئ الإسلام، بل هو مبدأ من مبادئ الحياة الذي اتفقت عليه الأمم، والذي أيضًا اتفقت عليه الأديان، والذي دعى إليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ألا وهو خلق الحياء بل خلق الحياةد والحياء بشموله وكماله وتمامه، حياء من الله قبل ذلك، وحياء من الخلق بعد ذلك، وحياء حتى من النفس أيضًا، فيستحي ويربي نفسه، ويربي أهله، ويربي مجتمعه وأيضًا يصدره لأمته وللأمم غيره.
ـ أن الأخلاق هي كل شيء، وإذا صدقت أمة في أخلاقها صعدت في بقية أمور حياتها، ولا بد أن تجعل لها مبادئ لا تتخلى عنها مهما تفوقت في جوانب الدنيا ومن مبادئها الحياء؛ لأن الحياء كما قيل عنه مشتق من الحياة، فمن لا حياء له لا حياة له، وعلى قدر حيائه تكون حياته، وعلى قدر بعده عنه يكون بعده عن الحياة وإن عاش فيها لكن عاش أشبه بميت، أشبه بمنتهي، أشبه بزائل، لأنه فقد عنصراً يجب أن يكون عليه، بل هو من الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان).
ـ "إن الحياء والإيمان قد قرن جميعًا فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر"، كما صح عنه عليه الصلاة والسلام فإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر، "وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ما شئت"، نعم من لم يستحي، من لم يتورع، من لم يكن له مزعة حياء سيفعل ما يشاء، سيرتكب ما يشاء، سيقول ما يشاء، سيفعل الذي يشاء، في الوقت الذي يشاء، دون رادع، ودون خوف، ودون أي شيء يذعره في الحياة، لا في نفسه، ولا من ربه، ولا ممن حوله؛ لأنه فقد المحرك والدينامو الذي إذا وجد وجد الكاف له عن أن يرتكب وعن أن يقول، ولهذا نجد ونسمع من صغارنا ومن كبارنا سواء من ألفاظ بذيئة، أو من أخلاق منحطة، أو من أفعال قبيحة، ومن أشياء كثيرة في مجتمعاتنا من صغار ومن كبار نعم ألفاظ مقززة، وأفعال بشعة، وأشياء كثيرة يندى لها الجبين ويبتعد المسلم بها كثيرًا عن إسلامه، وعن دينه، وعن قيمه، وعن إيمانه، وعن أخلاقه، وعن ربه لأنه أبتعد عن حيائه، لأنه تخلى عن الحياء الذي هو حياته، وأصله، ودينه، وهو الإيمان ورأس الإيمان كما جاء عن النبي صلى الله عليه كما نراه، إنما هو دليل لعدم الحياة الذي كان عليه الصلاة والسلام أشد حياء كما جاء في المتفق عليه ( أشد حياء من العذراء في خدرها) حتى العذراء في خدرها في زماننا باتت دون حياء إلا ما قل وندر للأسف الشديد، حتى عند النساء الذي هو مطلوب منهن الحياء أكثر مما هو مطلوب من الرجال، لكن لربما تجد رجلاً يستحي من النساء أكثر مما تستحي المرأة منه، بل لعله يبتعد عنها وتقترب منه، لعله يستحي أن يكلمها فتكلمهذ لعله يستحي أن يراها فتراه، لعله يستحي أن يتعرض لها فتتعرض له، لعله يستحي أن يراها في طريق فيراها أيضًا في طريق آخر تهرول له هذا الذي نراه في مجتمعاتنا، هذا الذي نراه للأسف الشديد في واقعنا، إنه فقد ركن الحياء في أبناء مجتمعاتنا وأبناء ديننا…!.
ـ فالواجب علينا صغارا وكبارا أن ننشّئ أنفسنا، وأن ننشّئ أفرادنا، وأن ننشئ أسرنا، وأن ننشئ المجتمعات بكلها على هذا الركن العظيم من أركان الدين، ومن أركان الإيمان الحقيقي، ومن أركان الحياة، ومن مبادئ هذا الدين ومن قيم هذا الدين، ومن أصول هذا الدين الذي إن كان دينه، وكان إيمانيه، وكانت أخلاقه، وكان ما كان من أفعال صالحة وطيبة له، فإن فقده فقد ذلك بكله للأسف.
ـ والحياء ليس المراد به أن نستحي من الخلق وفقط، بينما نبارز الله بما لا يحل سواء في سرنا وهو الأخطر، أو في جهارنا وأيضًا هو أشد أن نبارزه، ولهذا النبي صلى عليه وسلم لما طلب منه رجل أن يوصيه قال: "أوصيك أن تستحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك"، كما أنك تستحي أن تفعل الشيء أمام الرجل الصالح، أو أمام من تستحي منه، أو أمام من تتصنع الحياء أمامه، فليكن كذلك عند الله، بل قال عليه الصلاة والسلام ذلك الذي تحدث عن ستر العورة (فقال ارأيت يا رسول الله إن كان الرجل في نفسه أو خاليًا فقال ﷺ: "الله أحق ان تستحي منه")، أحق أن تستحي منه، أحق جل وعلا أن يكون الحياء دائمًا فيك قال للصحابة رضوان الله عليهم "استحيوا" وهم قمة في الحياة، فقال عليه الصلاة والسلام له قُلنا يا نبيَّ اللهِ، إنا لنَستَحيي والحمدُ للهِ، قال: "ليسَ ذلكَ، ولكن الاستِحياءُ مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ؛ أن تحفَظَ الرأسَ وما وَعَى، وتحفَظَ البطنَ وما حوَى، ولتذكُر الموتَ والبِلَى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا، فمَن فعل ذلكَ فقد استَحيا مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ"؛ فالرأس وما وعى من تفكير، أو أنه يخزنها الدماغ، أو أن يوسوس فيها، أو أن تسيطر عليه، أو أي شيء من ذلك حتى يتحكم في أفعاله قبل أن ينطلق بها بجوارحه، ثم أيضًا البطن من أكل حرام، ومن أشياء كثيرة تدخل إلى بطنه، وهكذا أن يتذكر الله والدار الآخرة، وأنه راحل إليه فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإننا لا شك ولا ريب أننا قد نستحي أحيانًا من إنسان قدم لنا خدمة، أو معروفًا أو أي شيء من أمور الحياة الدنيا، قد نحتاج لذلك الشيء في وقت ضرورتنا إليه، وفي وقت شدتنا، وفي وقت شديد علينا فأنقذنا فلان، وفعل لنا فلان، فإن ذلك الإنسان يبقى حاضراً لديك، فإذا كان هذا عن الإنسان الذي قدم خدمة يسيرة لربما تكون أصلاً من واجبات دينه، ومن واجبات إنسانيته، لكن ماذا عن الله؟ الذي كل النعم منه جل وعلا ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ﴾، ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾!، فكم من نعمة أسداها لنا، بل كل شيء منا هو من الله، فحياتنا بكلها، وأنفاسنا، وأعضاؤنا، وكل اضو فينا، وكل مالنا وعلينا، وكل ما سواه تعالى فهو منه وإليه، وهذا بكله من الله عز وجل…
- هذا رجل صالح فقد شيئًا من نعم الله عليه فسخط قليلا، فقال الله تبارك وتعالى أما تركت لك عينك، أما تركت لك سمعك، أما تركت لك قدمك، أما تركت كذا وكذا فبدأ يعدد بعضها، أترضى أن تعطي فلانا عينا بكذا وكذا من الدنيا، لا لا يمكن يا ربي… ماذا لو ذهبت إلى مستشفى الكلى وصاحب الغسيل يغسل كليته، وهو يزور طبيبه بين حينن وآخر، وذلك الذي فقد عينه لا يتمنى إلا لحظات من الحياة أن يرى الدنيا، وذلك الذي فقد سمعه لا يستطيع أن يسمع حتى آية من كتاب، أو يتلفظ بالقرآن، وذلك الذي فقد قدمه يتمنى أن يذهب إلى الصلاة، وقل كذلك عن كل نعمة من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد ﴿وَإِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾ فكم من نعم الله علينا فمتى نستحيي منه جل وعلا، ومتى أن نعود إليه، ومتى أن نقدم حق الخدمة كما قال الإمام ابن القيم عليه نعم حق الخدمة، وواجب الدين والقيم، وأن نقدم لربنا عز وجل إذا كنا نقدم لفلان وفلان لأنه فعل لنا فماذا عن ربنا عز وجل؟ ماذا لو كنا نحاسب؟ نقدا ربنا عز وجل على نعمه، كم سندفع؟ وكم سنخسر، وكل شيء سيكون منتهي منا يعجز أحدنا أن يدفع سداد فاتورة الكهرباء أو ماء أو أي شيء من خدمة الدنيا كإيجار ونحوه فماذا عن الله؟ وعن نعمه، وهي أشياء بسيطة نقدمها من الدنيا لأجل خدمات لربما تكون ضرورية في الحياة وتسمى الخدمات الإلزامية لكن ماذا لو كان العين أن ندفع نقدا بذلك أو كانت السمع أو كان أي من النعم هذا لو كان كذلك… وقد قرأت مرة أن مستشفى ما يقدم عرضا لبيع خصية بـ38 مليون دولار، وآخر يقدم عرضا لبيع كليته بعشرين ألف ريال سعودي وهكذا… وأنت معك من أعضاء كميزانية أكبر دول العالم وأنت لاتشعر:﴿وَفي أَنفُسِكُم أَفَلا تُبصِرونَ﴾…!.
ـ فأيها الإخوة يجب علينا أن نراجع ضمائرنا، وأن نراجع أنفسنا، وأن نعود إلى ربنا، وأن نستحي منه حق الحياء، ونقدم فقط عبادة لربنا ليرضى عنا ولتبقى النعم منه علينا {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾، ووالله ما كفر إنسان نعمة من نعم الله بعدم شكرها وأداء عبادة الله فيها إلا أخذها منه في الدنيا وسلبها وأنقصها، أو أنه عذبه بها في الدنيا ببقائها ثم كان العذاب هناك عندما يلقاه، وما أبقاها له إلا لزيادة في إدانته وفي عذابه يوم القيامة، ومتعه بها ليأخذها هناك، متعه بها ليعذبه بها هناك؛ لأنه لم يتعبد الله بها ماذا عن عينك؟ ماذا عن قدمك، ماذا عن سمعك ماذا عن كل شيء منك، أن يسائلك الله أعطيتك سمعا فهل سمعت به الخير أم سمعت به الشر؟… عبدي أعطيتك لسانا فهل قلت به خيرا ام قلت به الشر ؟ عبدي أعطيتك بصرا فماذا نظرت به، أعطيتك قدمًا فهل مشيت به إلى مسجد هكذا يسائله الله عن كل شيء، فماذا نقول وما هي إجاباتنا؟ عن ربنا عز وجل ألا فلنتذكر ذلك جيدا، وليكن الحياء من الله هو رأس كل شيء في دنيانا ثم سيتولد عنه الحياء الآخر من الناس، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*هنا.تضمن.الحياة.الطيبة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*هنا.تضمن.الحياة.الطيبة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/aCD0frVOuVQ?si=hDEUcXnCPxyQjaYU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/2/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فسنقف عند آية في كتاب الله، وعند حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عند آية تنشرح لها الصدور، وتسعد لها القلوب، وتطرب لها الأفئدة الحية، والمسامع المؤمنة، تلك الآية في كتاب الله التي تبشر كل مؤمن بأنه ينال ما ينال في الدنيا، ثم ينال ما ينال في الآخرة: {جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابًا}،زأعظم من أن يجازيه بنفس عمله بل أكثر من عمله: ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجرٌ كَريمٌ﴾، إنها قول الله جل وعلا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}.
ـ الله يضمن للمؤمن الذي عمل صالحًا بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا بشرط أن يعمل صالحًا فيها، ويكون مؤمنًا حقًا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، ومن رحمته تبارك وتعالى وتيسره للوصول لهذه الجنة الدنيوية المتصلة للأخروية أن نكر العمل الصالح فيها فجعل من عمل صالحًا، ولم يقل من عمل الصالحًا حتى لا يظن على أن الصالح هو شيء واحد وأنه أمر واحد لا يتعداه، بل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه فهو داخل في هذه الآية، فليسع لفعله، ولسبق غيره له وليكن شعاره وهو يسعى إليه: ﴿وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾…
- فعلى المسلم أن يسعى لتحقيق الإيمان أولًا، ثم العمل الصالح، وذاك متاح لكل مسلم، وعرض رباني لكل موحد أراد لحياة الطيبة، والسعادة الحقة، والأنس بربه دنيا وآخرة… ثم لينتظر هذه البشرى وهذا الجزاء من الله تبارك وتعالى، فضلاً عن جزائه في قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي عند البخاري قال: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" وبداية الحديث: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل..."، والنوافل هي الزيادة على الفرائض التي تدخل بالضرورة في باب العمل الصالح الذي ذكره الله شرطًا للحياة الطيبة التي يعيشها المؤمن في الدنيا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
- والحياة الطيبة هذه تعني حياة طيبة في نفسه، حياة طيبة في ماله، حياة طيبة في أهله، حياة طيبة في مجتمعه، حياة طيبة في تجارته، حياة طيبة في أسرته، حياة طيبة في صحته، حياة طيبة في كل شيء يراه، وفي كل أيامه لا يرى إلا الحياة الطيبة حتى ولو كان فقيرًا فإنه يراه خيراً، حتى ولو كان مريضًا فإنه يراه خيرا، ويفرح به، ويستبشر به، وكأن ذلك نعمة من الله؛ لأنه ذاق الحلاوة في الحياة الدنيا، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن كما حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولكم بحثوا عن هذه الحياة الطيبة في ملك فلم يجدوها، وفي مال فلم يجدوها، وفي التمتع بالحرام فلم يجدوها، وفي كثرة أنغماس في الملذات فلم يجدوها، وحتى في الكفر فلم يجدوها، ولن يجدوها إلا من ربنا تعالى الذي يهبها بشروطها: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
ـ ولكم أسلم من كافر، وتاب من موحد، وعاد من مذنب تعسوا في كفرهم، أو شركهم، أو محرماتهم، أو انغماس في ملذاتهم ولم يجدوا شيئا ثم دخلوا لربهم فوجدوها حتى قال قائلهم لما نطق الشهادتين وهي يبكي: بحثت عنها في كل دين فلم أجد ما كنت أرجو إلا الآن بنطقي لهذه الكلمات فما السر التي جعلتموه فيها، حتى قال ستحاسبون أيها المسلمون على كل من لم يجدها لأنكم لم تدلوهم عليها، وصدق ربنا جل وعلا: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾…، وفي آية خطبتنا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن الحياة الطيبة التي تحدثت عنها الآية الكريمة، والتي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة هي حياة خاصة لا يعيشها إلا المؤمنون، ولا يجد حلاوتها إلا الصالحون، ولا يجد تلك المتعة إلا العابدون، الذين تعرفوا على الله تبارك وتعالى وإن قلّت أموالهم، وإن قلّت صحتهم، وإن قل مالهم وبنونهم، وجاههم، وملكهم، وإن قل حظهم من الدنيا لكنهم يعيشون عيشة طيبة لو علم بها الملوك أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف؛ لأن صاحب المال، والبنين، والسلطة، والجاه، الصحة، ومن ملك الدنيا كلها حتى لكن بلا إيمان وعمل صالح يعيش فيها منكدا، يعيش فيها فاقد السعادة، والحياة الطيبة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة التي يجدها المؤمن، وماذا تغنيهم الدنيا وقد فاقدوا خير ما فيها سعادتهم وراحتهم وحياتهم الطيبة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} هو يعيش، هو يحيى، هو في الحياة الدنيا بروحه، ببدنه، بصحته، بعافيته، بغناه بأمواله، بسياراته، بداره، ببنيه بكل شيء فيها لكن عيشة ضنكا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } وفوق هذا فإن المعيشة الضنكة التي يعيشها في الدنيا مع ما لديه منها من حظوظ لكن لكن تلك المعيشة الضنكا أيضًا يلقاها يوم القيامة: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
، أما المؤمن فحياة طيبة في الدنيا بعمله الصالح، ويعيش حياة طيبة في الآخرة جزاء وثمرة لذلك العمل الصالح الذي يراه، فضلا على أنه يعيش مع الله كما في بقية الحديث الذي ذكرته سابقًا: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء ترددي في نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، لكن الموت لابد منه، فالله عز وجل يكون مع ذلك المؤمن في سمعه وبصره وانطلاقته، ومشيته، وفي كل شيء من حياته، ولو قيل لإنسان بأن معك فلانا يحميك، وإن معك فلانا يحرسك، وإن معك التاجر الفلاني يدعمك، وإن معك كذا وكذا يعطيك، وإن معك كذا وكذا يمنحك، ومعك كذا وكذا يمنعك، وهكذا من الدنيا أجتمعت عليه ما لا تجتمع لغيره لكان أعظم الناس في الدنيا من أهل الدنيا فكيف والمؤمن معه الله، كيف وعنده الله، كيف وهو يتحرك لله، وبالله، ومع الله، كيف وهو يسمع بسمع الله، كيف وهو يرى برؤية الله، وهو ينطلق، ويبطش، ويمشي، وفي كل شيء ومعه الله عز وجل تلك المعية التي لم ولن تكون إلا لأناس ذاقوها، وعرفوها، وقبل ذلك عملوا صالحًا حتى وجدوها، ألا فلنكن نحن ممن يسعى لها بعملنا، وينالها بسعيه، ويجدها بصلاحه وإيمانه، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/aCD0frVOuVQ?si=hDEUcXnCPxyQjaYU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/2/ ذو القعدة /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فسنقف عند آية في كتاب الله، وعند حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عند آية تنشرح لها الصدور، وتسعد لها القلوب، وتطرب لها الأفئدة الحية، والمسامع المؤمنة، تلك الآية في كتاب الله التي تبشر كل مؤمن بأنه ينال ما ينال في الدنيا، ثم ينال ما ينال في الآخرة: {جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابًا}،زأعظم من أن يجازيه بنفس عمله بل أكثر من عمله: ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجرٌ كَريمٌ﴾، إنها قول الله جل وعلا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}.
ـ الله يضمن للمؤمن الذي عمل صالحًا بالحياة الطيبة في الحياة الدنيا بشرط أن يعمل صالحًا فيها، ويكون مؤمنًا حقًا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، ومن رحمته تبارك وتعالى وتيسره للوصول لهذه الجنة الدنيوية المتصلة للأخروية أن نكر العمل الصالح فيها فجعل من عمل صالحًا، ولم يقل من عمل الصالحًا حتى لا يظن على أن الصالح هو شيء واحد وأنه أمر واحد لا يتعداه، بل كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه فهو داخل في هذه الآية، فليسع لفعله، ولسبق غيره له وليكن شعاره وهو يسعى إليه: ﴿وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾…
- فعلى المسلم أن يسعى لتحقيق الإيمان أولًا، ثم العمل الصالح، وذاك متاح لكل مسلم، وعرض رباني لكل موحد أراد لحياة الطيبة، والسعادة الحقة، والأنس بربه دنيا وآخرة… ثم لينتظر هذه البشرى وهذا الجزاء من الله تبارك وتعالى، فضلاً عن جزائه في قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث القدسي عند البخاري قال: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" وبداية الحديث: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل..."، والنوافل هي الزيادة على الفرائض التي تدخل بالضرورة في باب العمل الصالح الذي ذكره الله شرطًا للحياة الطيبة التي يعيشها المؤمن في الدنيا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
- والحياة الطيبة هذه تعني حياة طيبة في نفسه، حياة طيبة في ماله، حياة طيبة في أهله، حياة طيبة في مجتمعه، حياة طيبة في تجارته، حياة طيبة في أسرته، حياة طيبة في صحته، حياة طيبة في كل شيء يراه، وفي كل أيامه لا يرى إلا الحياة الطيبة حتى ولو كان فقيرًا فإنه يراه خيراً، حتى ولو كان مريضًا فإنه يراه خيرا، ويفرح به، ويستبشر به، وكأن ذلك نعمة من الله؛ لأنه ذاق الحلاوة في الحياة الدنيا، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن كما حدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولكم بحثوا عن هذه الحياة الطيبة في ملك فلم يجدوها، وفي مال فلم يجدوها، وفي التمتع بالحرام فلم يجدوها، وفي كثرة أنغماس في الملذات فلم يجدوها، وحتى في الكفر فلم يجدوها، ولن يجدوها إلا من ربنا تعالى الذي يهبها بشروطها: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً}…
ـ ولكم أسلم من كافر، وتاب من موحد، وعاد من مذنب تعسوا في كفرهم، أو شركهم، أو محرماتهم، أو انغماس في ملذاتهم ولم يجدوا شيئا ثم دخلوا لربهم فوجدوها حتى قال قائلهم لما نطق الشهادتين وهي يبكي: بحثت عنها في كل دين فلم أجد ما كنت أرجو إلا الآن بنطقي لهذه الكلمات فما السر التي جعلتموه فيها، حتى قال ستحاسبون أيها المسلمون على كل من لم يجدها لأنكم لم تدلوهم عليها، وصدق ربنا جل وعلا: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾…، وفي آية خطبتنا: {مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً} أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ فإن الحياة الطيبة التي تحدثت عنها الآية الكريمة، والتي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة هي حياة خاصة لا يعيشها إلا المؤمنون، ولا يجد حلاوتها إلا الصالحون، ولا يجد تلك المتعة إلا العابدون، الذين تعرفوا على الله تبارك وتعالى وإن قلّت أموالهم، وإن قلّت صحتهم، وإن قل مالهم وبنونهم، وجاههم، وملكهم، وإن قل حظهم من الدنيا لكنهم يعيشون عيشة طيبة لو علم بها الملوك أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف؛ لأن صاحب المال، والبنين، والسلطة، والجاه، الصحة، ومن ملك الدنيا كلها حتى لكن بلا إيمان وعمل صالح يعيش فيها منكدا، يعيش فيها فاقد السعادة، والحياة الطيبة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة التي يجدها المؤمن، وماذا تغنيهم الدنيا وقد فاقدوا خير ما فيها سعادتهم وراحتهم وحياتهم الطيبة: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} هو يعيش، هو يحيى، هو في الحياة الدنيا بروحه، ببدنه، بصحته، بعافيته، بغناه بأمواله، بسياراته، بداره، ببنيه بكل شيء فيها لكن عيشة ضنكا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } وفوق هذا فإن المعيشة الضنكة التي يعيشها في الدنيا مع ما لديه منها من حظوظ لكن لكن تلك المعيشة الضنكا أيضًا يلقاها يوم القيامة: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
، أما المؤمن فحياة طيبة في الدنيا بعمله الصالح، ويعيش حياة طيبة في الآخرة جزاء وثمرة لذلك العمل الصالح الذي يراه، فضلا على أنه يعيش مع الله كما في بقية الحديث الذي ذكرته سابقًا: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء ترددي في نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)، لكن الموت لابد منه، فالله عز وجل يكون مع ذلك المؤمن في سمعه وبصره وانطلاقته، ومشيته، وفي كل شيء من حياته، ولو قيل لإنسان بأن معك فلانا يحميك، وإن معك فلانا يحرسك، وإن معك التاجر الفلاني يدعمك، وإن معك كذا وكذا يعطيك، وإن معك كذا وكذا يمنحك، ومعك كذا وكذا يمنعك، وهكذا من الدنيا أجتمعت عليه ما لا تجتمع لغيره لكان أعظم الناس في الدنيا من أهل الدنيا فكيف والمؤمن معه الله، كيف وعنده الله، كيف وهو يتحرك لله، وبالله، ومع الله، كيف وهو يسمع بسمع الله، كيف وهو يرى برؤية الله، وهو ينطلق، ويبطش، ويمشي، وفي كل شيء ومعه الله عز وجل تلك المعية التي لم ولن تكون إلا لأناس ذاقوها، وعرفوها، وقبل ذلك عملوا صالحًا حتى وجدوها، ألا فلنكن نحن ممن يسعى لها بعملنا، وينالها بسعيه، ويجدها بصلاحه وإيمانه، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*الاستقامة.على.طاعة.الله.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*الاستقامة.على.طاعة.الله.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/T4CudrvpVU8?si=z60NTifJhkudmw74
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 10/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فمهمة شريفة، وغاية عظيمة، ومنزلة كبيرة، ودرجة رفيعة أتحدث عنها على عجالة بالرغم على أنها تحتاج وتحتاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعلها نصب عينيه كثيرًا ويدعو بها طويلا، بل وصفت نساؤه، وبعض صحابته رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر دعائه ذلك؛ لأنها مهمة شابَ لها شعر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لما سُئل إنك قد شبت يا رسول الله فقال: "شيبتني هود وأخواتها"، فلما سئل مرة عن الآية الكريمة، والكلمة التي تسببت في ظهور شعره الأبيض صلى الله عليه وسلم في سورة هود وإذا به عليه الصلاة والسلام يقول: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}..
ـ إنها الاستقامة على أمر الله، الاستقامة على طاعة الله، الاستقامة على شرع الله، الاستقامة في الحدود والواجبات والفرائض التي شرعها الله وفرضها وأمر بها وأكد عليها وجاءت سنة رسول الله رسول صلى الله عليه وسلم على ذلك مبينة، ومؤكدة لها، وأيضًا شارحة، وزائدة عليها، فكان صلى الله عليه وسلم يجعل الدعاء الأبرز، والأكثر له الاستقامة على طاعة الله، والثبات على دين الله، الثبات على هذا الدين الذي أمره تعالى به، مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم كل العصمة لكنه صلى الله عليه وسلم يعلم على أن صراطًا مستقيمًا قد نُصب في الدنيا إلى الآخرة، ومد جسره إلى الآخرة، وأصبح ذلك الجسر منصوبًا هنا إلى هناك، وعلى قدر استقامة المسلم على هذا الصراط في الدنيا تكون استقامته عليه في الآخرة، وعلى قدر بعده، وتفلته، وفراره، وهروبه، وتكاسله، وتلاعبه في هذا الصراط الذي جعله الله عز وجل في الدنيا على قدر ميلانه عن الصراط في الآخرة، فهو صراط مضروب في الدنيا يوصلك إلى الآخرة {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هو ذلك الصراط المنصوب على جسر جهنم نصبه الله فمنهم من يمشي سريعا كالبرق، وكالخيل المضمرة، وكالجواد وكالفارس، وكأسرع ما يكون الناس، وهكذا يكون مرورهم على الصراط بقدر ذلك المرور في الدنيا على صراط الاستقامة على طاعة الله.
ـ إنه بقدر المسارعة في الدنيا للطاعة وبقدر المشي في الدنيا، وبقدر المسابقة والمبادرة للخير في الدنيا، بقدر ما فعلت يكون الفعل هناك، وبقدر ماقصرت هنا يكون التقصير هناك: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }، ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾… ألم تسمعوا لقوله جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَتَدعوهُم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وَإِنَّ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبونَ﴾، فمن أعرض هنا سيعرض الله عنه هناك: ﴿فَذوقوا بِما نَسيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا إِنّا نَسيناكُم وَذوقوا عَذابَ الخُلدِ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
ـ ثم إن كرم الله جل وعلا على العبد أن يضاعف له الحسنات ويؤتي من لدنه أجرا عظيما، لكن السيئة تبقى سيئة، والمعصية تبقى معصية هي هي سيأتي بها ربنا عز وجل:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظيمًا﴾، فأين العاملون بطاعة الله، المستقيمون على شرع الله، الملتزمون لحدود الله… وربك لا يظلم فكل شيء سيره العبد: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فكل شيء سيراه كل شيء سيتضح كل شيء سينصب لذلك العبد، فإما أن يمر وأما أن يتعثر، وتعثره هنا هو تعثره هناك…
- كم نقرأ سورة الفاتحة في اليوم أكثر من خمسة عشر مرة، وهذا فقط في الفرائض فكيف بالنوافل ليؤكد الله لنا على أن الصراط الذي جعله ونصبه جل وعلا في الآخرة هو الصراط الذي يجب أن نستمسك به ولا نحيد عنه في الدنيا {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} صراط من، {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}. ثم فسرها في سورة النساء: {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ} امشِ في طريقهم، اذهب معهم، كن إليهم وفيهم، واتجه حيث يتجهون: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} فهم يدعون ربهم هذه صفتهم، وثابتون على ذلك: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، والأهم: {يُرِيدُونَ وَجهَهَ} وليس يدعون شياطينهم، ويدعون شهواتهم، ويدعون ملذاتهم، ويسهرون، وينتصبون، ويمرون، ويمشون هنا وهناك في دنيا فانية وفي معاصي منسية، وفي أشياء من هذه وتلك لا بل { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهَ} حتى هؤلاء الذين يذهبون في طاعة الله وتصابر نفسك معهم يجب أن يكون المراد من طاعتهم لربهم هو الله لا وجه الناس لا ليقول الناس لا لينظر إليهم الناس لا ليمدحهم الناس لا ليثني عليهم الناس لا لعطاء الناس ولا لأي شيء من الناس. بل {يُرِيدُونَ وَجهَهَ}، فهؤلاء صبرك معهم، هؤلاء عليك بهم، هؤلاء التزمهم وصاحبهم.. هؤلاء الذين وصانا جل وعلا باتباعهم وبطريقهم {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.
ـ أيها الإخوة يجب أن نكون كذلك وأن نحترس كل الاحتراس من أهوائنا، وشهواتنا، وملذاتنا، ومن شياطين الإنس والجن أن يتخطفونا فنزل على أقدمنا بعد إذ هدانا الله ونتراجع عن طاعته: ﴿قُل أَنَدعو مِن دونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعقابِنا بَعدَ إِذ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي استَهوَتهُ الشَّياطينُ فِي الأَرضِ حَيرانَ لَهُ أَصحابٌ يَدعونَهُ إِلَى الهُدَى ائتِنا قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَأُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ﴾.
- والله يقول {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} فإما طاعة، وإما معصية، إما الشيطان، وإما الرحمن:﴿فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾، واحدة من اثنتين يا هنا يا هناك، يا إما أن تكون يمين أو تكون شمال، يا إما أن تكون في المسجد أو تكون في الشارع، يا إما أن تكون في الطاعة أو تكون في المعصية، يا إما أن تكون مع رفيق الخير يا إما أن تكون مع رفيق السوء، يا إما أن تكون مع الرحمن وفي عبادة الرحمن وفي طاعة الرحمن وتنشغل بالرحمن أو أن تنشغل بالأهواء والملذات والشهوات وطريق الشيطان، فاختر لنفسك اليوم على أي صراط تمر؟ وعلى أي مشي تمشي وعلى أي مسارعة تسرع، فأما أن تسرع هنا فيسرع الله بك في الآخرة، وعلا قدر مشيك، وسباقك، وذهابك هنا يكون السباق، والذهاب في الآخرة وأيضًا على قدر قربك من ربك عز وجل يكون قربه ربنا تبارك وتعالى هنا، وهناك دائما، وأبدا كما في البخاري وغيره في الحديث القدسي قال الله: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" ، وفي البخاري أيضًا: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" ، كلها قرب كلها طاعات كلها قربات تؤدي للرحمن عز وجل…
- ولا والله ما من عبد تحول من طاعة الله لمعصيته إلا وجد ما لا يرضيه وما لا يحبه كما جاء في الأثر أن الله عز وجل قال "ما من عبد يتحول مما أحب الى ما أبغض، إلا تحولت عليه مما يحب إلى ما يبغض، وما من عبد يتحول مما يبغض إلى ما أحب، إلا تحولت عليه مما يبغض الى ما يحب"، فأنت الذي تختار ما تحب أو ما تكره إن أردت أن يكون الله معك فيما تحب فكن انت معه في ما يحب، إن أردت أن يكون الله معك فيما تبغض فكن أنت فيما يبغض، أنت لك الخيار كل الخيار: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ } { لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}..
ـ فأيها الإخوة المراد على أن صراط الله المستقيم يجب أن نستقيم عليه دائما وأبدا في الدنيا حتى نصل إلى يوم الدين، فإذا استقمنا هنا أستقام بنا هناك، وإذا اعوججنا عنه سيعوج بنا حتما هناك…
ـ وإن ثمرة الطاعات الاستمرار فيها والرغبة لها… فهل نهتنا عباداتنا وطاعاتنا وقرآننا وصلواتنا؟ واستقامتنا وكل ما فعلنا هل نهانا؟ هل تنتفعنا؟ هل رأينا الثمرة هل وجدناها، ألا فلنستقم على طاعة؛ فإن الله تبارك وتعالى يقول لنبيه وهو نبيه صلى الله عليه وسلم{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} فكيف بالأمة جمعاء؟ بل يقول الله تبارك وتعالى له {وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْـًٔا قَلِيلًا} فإذا فرغت من عبادة { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} ألا فلننتصب لطاعة الله عز وجل دائما وأبدا لا في وقت ثم نتركه وفي أو قات شتى، اقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ إن من رحمة الله بنا أيها الإخوة أن الله عز وجل جعلنا بجوار الفرائض نوافل نكمل بها ما نقص من فرائض سواء كان عن عمد أو عن سهو أو عن جهل أو عن أي شيء كان، من رحمة الله بنا كما جاء في الحديث الصحيح: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ " وهكذا سائر الاعمال الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج ينظر لتطوع المسلم فإن زاد تطوعه فإن ذلك يعني زيادة في حسناته، أو تكملة لنقص وقع في فرائضه…
وأخرا: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، ألا فلنستقم على طاعة ربنا، ألا فلنستمر في طاعة ربنا، ألا فلنبق في طاعة ربنا جل رعلا، ألا فليكن الثبات الثبات دائما وأبدا هو شعار حياتنا، ولو قلت أعمالنا مادام ثبتنا... وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/T4CudrvpVU8?si=z60NTifJhkudmw74
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 10/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ فمهمة شريفة، وغاية عظيمة، ومنزلة كبيرة، ودرجة رفيعة أتحدث عنها على عجالة بالرغم على أنها تحتاج وتحتاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعلها نصب عينيه كثيرًا ويدعو بها طويلا، بل وصفت نساؤه، وبعض صحابته رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر دعائه ذلك؛ لأنها مهمة شابَ لها شعر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لما سُئل إنك قد شبت يا رسول الله فقال: "شيبتني هود وأخواتها"، فلما سئل مرة عن الآية الكريمة، والكلمة التي تسببت في ظهور شعره الأبيض صلى الله عليه وسلم في سورة هود وإذا به عليه الصلاة والسلام يقول: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}..
ـ إنها الاستقامة على أمر الله، الاستقامة على طاعة الله، الاستقامة على شرع الله، الاستقامة في الحدود والواجبات والفرائض التي شرعها الله وفرضها وأمر بها وأكد عليها وجاءت سنة رسول الله رسول صلى الله عليه وسلم على ذلك مبينة، ومؤكدة لها، وأيضًا شارحة، وزائدة عليها، فكان صلى الله عليه وسلم يجعل الدعاء الأبرز، والأكثر له الاستقامة على طاعة الله، والثبات على دين الله، الثبات على هذا الدين الذي أمره تعالى به، مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم كل العصمة لكنه صلى الله عليه وسلم يعلم على أن صراطًا مستقيمًا قد نُصب في الدنيا إلى الآخرة، ومد جسره إلى الآخرة، وأصبح ذلك الجسر منصوبًا هنا إلى هناك، وعلى قدر استقامة المسلم على هذا الصراط في الدنيا تكون استقامته عليه في الآخرة، وعلى قدر بعده، وتفلته، وفراره، وهروبه، وتكاسله، وتلاعبه في هذا الصراط الذي جعله الله عز وجل في الدنيا على قدر ميلانه عن الصراط في الآخرة، فهو صراط مضروب في الدنيا يوصلك إلى الآخرة {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هو ذلك الصراط المنصوب على جسر جهنم نصبه الله فمنهم من يمشي سريعا كالبرق، وكالخيل المضمرة، وكالجواد وكالفارس، وكأسرع ما يكون الناس، وهكذا يكون مرورهم على الصراط بقدر ذلك المرور في الدنيا على صراط الاستقامة على طاعة الله.
ـ إنه بقدر المسارعة في الدنيا للطاعة وبقدر المشي في الدنيا، وبقدر المسابقة والمبادرة للخير في الدنيا، بقدر ما فعلت يكون الفعل هناك، وبقدر ماقصرت هنا يكون التقصير هناك: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }، ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾… ألم تسمعوا لقوله جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَتَدعوهُم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وَإِنَّ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبونَ﴾، فمن أعرض هنا سيعرض الله عنه هناك: ﴿فَذوقوا بِما نَسيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا إِنّا نَسيناكُم وَذوقوا عَذابَ الخُلدِ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾.
ـ ثم إن كرم الله جل وعلا على العبد أن يضاعف له الحسنات ويؤتي من لدنه أجرا عظيما، لكن السيئة تبقى سيئة، والمعصية تبقى معصية هي هي سيأتي بها ربنا عز وجل:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظيمًا﴾، فأين العاملون بطاعة الله، المستقيمون على شرع الله، الملتزمون لحدود الله… وربك لا يظلم فكل شيء سيره العبد: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فكل شيء سيراه كل شيء سيتضح كل شيء سينصب لذلك العبد، فإما أن يمر وأما أن يتعثر، وتعثره هنا هو تعثره هناك…
- كم نقرأ سورة الفاتحة في اليوم أكثر من خمسة عشر مرة، وهذا فقط في الفرائض فكيف بالنوافل ليؤكد الله لنا على أن الصراط الذي جعله ونصبه جل وعلا في الآخرة هو الصراط الذي يجب أن نستمسك به ولا نحيد عنه في الدنيا {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} صراط من، {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}. ثم فسرها في سورة النساء: {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ} امشِ في طريقهم، اذهب معهم، كن إليهم وفيهم، واتجه حيث يتجهون: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} فهم يدعون ربهم هذه صفتهم، وثابتون على ذلك: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}، والأهم: {يُرِيدُونَ وَجهَهَ} وليس يدعون شياطينهم، ويدعون شهواتهم، ويدعون ملذاتهم، ويسهرون، وينتصبون، ويمرون، ويمشون هنا وهناك في دنيا فانية وفي معاصي منسية، وفي أشياء من هذه وتلك لا بل { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهَ} حتى هؤلاء الذين يذهبون في طاعة الله وتصابر نفسك معهم يجب أن يكون المراد من طاعتهم لربهم هو الله لا وجه الناس لا ليقول الناس لا لينظر إليهم الناس لا ليمدحهم الناس لا ليثني عليهم الناس لا لعطاء الناس ولا لأي شيء من الناس. بل {يُرِيدُونَ وَجهَهَ}، فهؤلاء صبرك معهم، هؤلاء عليك بهم، هؤلاء التزمهم وصاحبهم.. هؤلاء الذين وصانا جل وعلا باتباعهم وبطريقهم {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.
ـ أيها الإخوة يجب أن نكون كذلك وأن نحترس كل الاحتراس من أهوائنا، وشهواتنا، وملذاتنا، ومن شياطين الإنس والجن أن يتخطفونا فنزل على أقدمنا بعد إذ هدانا الله ونتراجع عن طاعته: ﴿قُل أَنَدعو مِن دونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعقابِنا بَعدَ إِذ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي استَهوَتهُ الشَّياطينُ فِي الأَرضِ حَيرانَ لَهُ أَصحابٌ يَدعونَهُ إِلَى الهُدَى ائتِنا قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدى وَأُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبِّ العالَمينَ﴾.
- والله يقول {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} فإما طاعة، وإما معصية، إما الشيطان، وإما الرحمن:﴿فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾، واحدة من اثنتين يا هنا يا هناك، يا إما أن تكون يمين أو تكون شمال، يا إما أن تكون في المسجد أو تكون في الشارع، يا إما أن تكون في الطاعة أو تكون في المعصية، يا إما أن تكون مع رفيق الخير يا إما أن تكون مع رفيق السوء، يا إما أن تكون مع الرحمن وفي عبادة الرحمن وفي طاعة الرحمن وتنشغل بالرحمن أو أن تنشغل بالأهواء والملذات والشهوات وطريق الشيطان، فاختر لنفسك اليوم على أي صراط تمر؟ وعلى أي مشي تمشي وعلى أي مسارعة تسرع، فأما أن تسرع هنا فيسرع الله بك في الآخرة، وعلا قدر مشيك، وسباقك، وذهابك هنا يكون السباق، والذهاب في الآخرة وأيضًا على قدر قربك من ربك عز وجل يكون قربه ربنا تبارك وتعالى هنا، وهناك دائما، وأبدا كما في البخاري وغيره في الحديث القدسي قال الله: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" ، وفي البخاري أيضًا: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" ، كلها قرب كلها طاعات كلها قربات تؤدي للرحمن عز وجل…
- ولا والله ما من عبد تحول من طاعة الله لمعصيته إلا وجد ما لا يرضيه وما لا يحبه كما جاء في الأثر أن الله عز وجل قال "ما من عبد يتحول مما أحب الى ما أبغض، إلا تحولت عليه مما يحب إلى ما يبغض، وما من عبد يتحول مما يبغض إلى ما أحب، إلا تحولت عليه مما يبغض الى ما يحب"، فأنت الذي تختار ما تحب أو ما تكره إن أردت أن يكون الله معك فيما تحب فكن انت معه في ما يحب، إن أردت أن يكون الله معك فيما تبغض فكن أنت فيما يبغض، أنت لك الخيار كل الخيار: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ } { لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}..
ـ فأيها الإخوة المراد على أن صراط الله المستقيم يجب أن نستقيم عليه دائما وأبدا في الدنيا حتى نصل إلى يوم الدين، فإذا استقمنا هنا أستقام بنا هناك، وإذا اعوججنا عنه سيعوج بنا حتما هناك…
ـ وإن ثمرة الطاعات الاستمرار فيها والرغبة لها… فهل نهتنا عباداتنا وطاعاتنا وقرآننا وصلواتنا؟ واستقامتنا وكل ما فعلنا هل نهانا؟ هل تنتفعنا؟ هل رأينا الثمرة هل وجدناها، ألا فلنستقم على طاعة؛ فإن الله تبارك وتعالى يقول لنبيه وهو نبيه صلى الله عليه وسلم{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} فكيف بالأمة جمعاء؟ بل يقول الله تبارك وتعالى له {وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْـًٔا قَلِيلًا} فإذا فرغت من عبادة { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} ألا فلننتصب لطاعة الله عز وجل دائما وأبدا لا في وقت ثم نتركه وفي أو قات شتى، اقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
ـ إن من رحمة الله بنا أيها الإخوة أن الله عز وجل جعلنا بجوار الفرائض نوافل نكمل بها ما نقص من فرائض سواء كان عن عمد أو عن سهو أو عن جهل أو عن أي شيء كان، من رحمة الله بنا كما جاء في الحديث الصحيح: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ " وهكذا سائر الاعمال الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج ينظر لتطوع المسلم فإن زاد تطوعه فإن ذلك يعني زيادة في حسناته، أو تكملة لنقص وقع في فرائضه…
وأخرا: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}، ألا فلنستقم على طاعة ربنا، ألا فلنستمر في طاعة ربنا، ألا فلنبق في طاعة ربنا جل رعلا، ألا فليكن الثبات الثبات دائما وأبدا هو شعار حياتنا، ولو قلت أعمالنا مادام ثبتنا... وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*مصيبة.الناس.الكبرى.بموت.العلماء.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*مصيبة.الناس.الكبرى.بموت.العلماء.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/W_cuezl_FJo?si=J0AiEM-e_FcHl7rL
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 17/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن رجلاً زار الأرض كلها كما يزعم فمر عليها مدينة مدينة، فلم يجد من مدينة إلا ووجد نقصًا في شيء، إلا ذلك الشيء الذي يستحال حسب تعبيره أن لا يوجد في تلك المدينة، وقد أجمعت عليه كل مدن الأرض، والناس يجمعون عليه على ضرورة وجوده، كضرورة أنفسهم، وأكلهم، وشربهم، وجزء لا يتجزأ من حياتهم، إنه الدين، الذي هو جزء لازم في البشر وإن اختلفت مسميات الدين الذي يدينون به، ولكن لا بد للناس من دين، لا بد من عودة روحية كما يسميها الناس، إنها عودة روحية لابد منها، ولا بد من عودة لشيء، لابد من أن يوجد ذلك الشيء الكامن في نفوسهم وهو حاجتهم إلى التعبد، وهو حاجتهم إلى وجود معبود حتى لو كان صنمًا، حتى لو كان حجراً، حتى لو كان عضواً ذكريًا كما عند الهندوس، وعند أمثالهم، حتى لو كان النار الذي هي أشد العذاب، ومع هذا يتخذونها معبودًا كالمجوس مثلا…
- إذن لا بد أن يتخذ الناس معبوداً يعبدونه، ألا وإن أعظم وأجل معبود ورب، بل رب المعبودات جميعًا ومن لا معبود في الوجود يستحق العبادة إلا هو جل جلاله، أما المعبودات بكلها صغرت أو كبرت، كثرت أو قلّت إنما تعود للمالك جل وعلا إنه الله رب العالمين سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمثالُكُم فَادعوهُم فَليَستَجيبوا لَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ أَلَهُم أَرجُلٌ يَمشونَ بِها أَم لَهُم أَيدٍ يَبطِشونَ بِها أَم لَهُم أَعيُنٌ يُبصِرونَ بِها أَم لَهُم آذانٌ يَسمَعونَ بِها قُلِ ادعوا شُرَكاءَكُم ثُمَّ كيدونِ فَلا تُنظِرونِ﴾ هذه في الأعراف، وقال بعدها بقليل في سورة يونس: ﴿وَيَومَ نَحشُرُهُم جَميعًا ثُمَّ نَقولُ لِلَّذينَ أَشرَكوا مَكانَكُم أَنتُم وَشُرَكاؤُكُم فَزَيَّلنا بَينَهُم وَقالَ شُرَكاؤُهُم ما كُنتُم إِيّانا تَعبُدونَ﴾، وقال في سورة: ﴿وَيَومَ يَحشُرُهُم جَميعًا ثُمَّ يَقولُ لِلمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيّاكُم كانوا يَعبُدونَ قالوا سُبحانَكَ أَنتَ وَلِيُّنا مِن دونِهِم بَل كانوا يَعبُدونَ الجِنَّ أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنونَ فَاليَومَ لا يَملِكُ بَعضُكُم لِبَعضٍ نَفعًا وَلا ضَرًّا وَنَقولُ لِلَّذينَ ظَلَموا ذوقوا عَذابَ النّارِ الَّتي كُنتُم بِها تُكَذِّبونَ﴾… فكل معبود يتبرأ ممن عبده حتى الشيطان كما قال عنه الرحمن في القرآن، وفي سورة إبراهيم عليه السلام: ﴿وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمونِ مِن قَبلُ إِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾.
- ثم إن الناس جميعًا لا يهتدون إلى الله إلا برسل يرسلهم الله جل وعلا فلا بد من مبلغ وهم الأنبياء والرسل، وهؤلاء الأنبياء والرسل لا يمكن أن يستمروا في الناس قطعًا، ولا يستمر الا ابليس اما هم فلم يكتب الله لهم الخلود أبداً، وإن أكثر نبي على الإطلاق ورد في القرآن أنه تعمر هو نوح عليه السلام تعمر طويلاً ولكنه مات، وهكذا الأنبياء والرسل..
- ولا بد أن يستمر الأنبياء والرسل في الإتيان للناس؛ ليعبد الناس الله على بصيرة وفق هذا الدين، لكن مع اختلاف الأزمان لا بد أن يختلف، ولهذا جاءت الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وبأعداد مختلفة ومتفاوتة وكثيرة جد كثيرة… بل كان النبي والنبي في قرية واحدة هذا يشرق وهذا يغرب، هذا يدعو إلى دين وهذا لآخر، وكله دين الله ولكنهم يختلفون في تفاصيله كما قال عليه الصلاة والسلام في البخاري ومسلم: "نحن الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد"، يعني بعلات الرجل الذي معه عدة نساء ومعهن أولاد، هؤلاء الأولاد ينتسبون إلى رجل واحد مع إنهم لنساء شتى، أولاد علات ديننا واحد فالأصل واحد وإن كانت تتفرع عنه الشرائع والأحكام التفصيلية العملية..
-أما دين الإسلام الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارتضاه الله للنبيين والمرسلين ايضا نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه واحد لا يختلف، وأيضًا نبيه صلى الله عليه وسلم واحد لا يتعدد وليس بعده نبي أبدًا بل هو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَلكِن رَسولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمًا﴾، وبالتالي قد انتقل صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي إلى الرفيق الأعلى ولابد أن تأتي أحداث بعده هذه الأحداث قد لا توافق نصًا شرعيًا بحذافيره؛ لأن النصوص الشرعية محصورة معدودة، القرآن هو القرآن ستة آلاف آية وقليل، والسنة هي السنة فيها الضعيف والحسن والموضوع، وفيها ما فيها، وبالتالي الناس يحتاجون كحاجة ضرورة أحوج من حاجتهم كما قال الإمام أحمد عليه رحمة الله: (أحوج من حاجتهم إلى الطعام والشراب)؛ لأن الطعام والشراب يحتاجون إليه في اليوم مرات معدودة، والأكل كلما كثر كلما ضر، إلا الدين فلا يضر هذا الدين مع اختلاف الناس، مع اختلاف عوائد الناس، مع اختلاف طبائع الناس، مع اختلاف أقوام الناس، مع اختلاف أزمان الناس..
- إذن فهناك مسائل تتجدد، مسائل تستحدث هناك أشياء كثيرة جداً في الحياة لربما أكثر من 90% مما هو موجود في زماننا ليس موجودًا… في زمان مضى يعني في زمنه صلى الله عليه وسلم أيام كان الوحي فيحتاج الناس إلى مراجع يرجعون إليها ليفسرون الكتاب والسنة، ولهذا جاء الورثة كأمر ضروري لازم حتمي يحتاج الناس إليهم أعظم من حاجتهم لطعامهم وشرابهم قال الإمام ابن القيم، إن كان هذا كلام الإمام احمد عليه رحمة الله بأن الناس يحتاجون إليهم أحوج من حاجتهم للطعام والشراب فقال ابن القيم مكملاً قال:(وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب) لتتوافق الألفاظ. فـ (الناس أحوج للعلماء من حاجتهم للطعام والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب)، إنهم العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام…
- ولنبي صلى الله عليه وسلم جعل موته هو المصيبة العظمى التي يرجع الناس إليها جميعًا يرجعون إلى هذه المصيبة فقال عليه الصلاة والسلام إذا اصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فانها أعظم المصائب، يعني إذا كان الموت بحد ذاته سماه الله في القرآن مصيبة {فَأَصابَتكُم مُصيبَةُ المَوتِ} فموت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من موت أي أحد على الإطلاق، حتى لو أصيب بما أصاب الله به أيوب عليه السلام لكنه لن يبلغ قطعًا ما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم من مصيبة الأمة بنبيها عليه الصلاة والسلام…
- ولا شك ولا ريب أيضًا على أن الورثة لرسول لله لا بد أن تكون المصيبة بفقدهم كفقد رسول الله أو يشبهه؛ لأنهم ورثته عليه الصلاة والسلام، ولهذا انتقل احترامهم، وتقديرهم، وتبجيلهم، وإعظامهم، وطاعتهم، واتباعهم، وأمرهم، ونهيهم، واستنباطهم وكل شيء منهم، وصدر عنهم فإنهم ورثوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم الورثة لنبي الله صلى الله عليه وسلم ولو لم تكن الطاعة لهم، ولو لم يكن الاحترام، ولم ولو يكن الإجلال، ولو لم يكن الإعظام، ولم يكن ذلك بكله فهم أحد العوام واحد من العوام، وإذا كان العامي بإجماع العلماء غيبته ونميمته وأي شيء يصيبه من أذى، أو من شتم، أو من قذف، أو من نصْب عليه، أو من احتيال، أو من غش، أو من أي شيء يصيب الآدمي المسلم حتى أن يفزعه بشيء يسير فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم محرمات متفاوتة من أعظم المحرمات وكبائر الذنوب، إلى أصغر من ذلك، إلى كبيرة من كبائر الذنوب كغيبة ونميمة وأخذ لماله وأي شيء من حقه من كبائر الذنوب أو الكذب عليه أو الغش أو الحيلة كبائر عند جميع العلماء كما نقل غير واحد منهم فإذا كان هذا في حق العامي فكيف بحق ورثة النبي؟ بحق وارث النبي؟.
- إنه إذا كان موت رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبة فإن موت العلماء أيًا كان ذلك العالم في مشرق الأرض أو في مغربها، في شمالها أو في جنوبها، أيًا كان شخصه، أيًا كان اسمه، أيًا كان انتسابه، أيًا كان إعظامه وإجلاله ما دام وأنه عالم مسلم مشهود له عند أهل العلم أو يقولون ذلك أكثرهم أو أغلبهم فهو العالم الذي نعنيه…
- ثم إن النبي صلى عليه وسلم قد قال: "أنتم شهداء الله في أرضه"، زاد مسلم في روايته للحديث قال: "المؤمنون شهداء الله في الأرض"، إذن ليس المسلم فقط، بل المؤمن يعني أن المسلم العادي ليست شهادته تدخل الجنة وتخرجهم منها، حتى نقول هذا فلان مات هذا من أهل النار، طيب لماذا، قال لأن العامي الفلاني والعامي الفلاني قالوا هذا من أهل النار، لا بل هذه شهادة مجروحة في الدنيا فكيف بها في الآخرة؟ هي مردودة في الدنيا قبل الأخرة فكيف تقبل شهادتك على عالم من العلماء؟ أو على عظيم من العظماء الناس يمدحونه ويثنون عليه، يمدحه المؤمنون والصالحون والأتقياء وأعلم الناس على الإطلاق يجمعون على ذلك إلا أنت النزغة…
- هذه الشيطانة الموجودة في بعض الناس ضد العلماء أيًا كان يجب أن تزال، يجب أن يراجع المسلم دينه؛ لأن مراجعته لدينه هنا فرض، ويخفف عليه من عذاب الآخرة؛ لأنه يتنقص برسول الله، لأن التنقص بعلماء الأمة هو تنقص بما يحملون هو تنقص بما يعلمون هو تنقص بالوحي الذي لديهم، هو تنقص بما عندهم…
- إذا كانت السماوات والأرض كما ثبت عن ابن عباس وعن غيره وهو ترجمان القرآن كما سماه عليه الصلاة والسلام قال: بأن الأرض والسماء تبكي على العالم إذا مات فقالوا الأرض والسماء قال أولم تقرأوا قول الله في آل فرعون ﴿فَما بَكَت عَلَيهِمُ السَّماءُ وَالأَرضُ وَما كانوا مُنظَرينَ﴾ قال فإذا كانت لم تبك على آل فرعون فدل على أنها تبكي على خلاف آل فرعون وهم على العلماء والصلحاء والأخيار من الناس؛ إذ كم من سجدة سجدها؟ وكم من صلاة صلاها؟ وكم من آية قرأها؟ وكم من علم علمه؟ وكم من حديث حدثه؟ وكم من قرآن تلاه؟ لقد بذل حياته في لله ولله ومع الله وفي سبيل الله؟ فكيف يأتي أمي عامي قاطع الصلاة كاذب فتتان دجال متافق لا يحسن حتى الوضوء يسب علماء الأمة…!.
- ماذا فعلت وماذا صنعت ساعة واحدة من ساعات عالم من علماء الأمة يساوي الآف الناس من العوام بل حتى من العباد كما قال عمر فيما ثبت عنه قال: (موت عالم واحد أعظم عند الله من موت ألف عابد)؛ لأن العالم يعلّم غيره والعابد يتعبد بينه وبين ربه، فعبادته ينفع بها نفسه، وعبادة العالم تنفع غيره؛ لأنه يدل غيره الى الله، ولهذا نقل الإمام ابن تيمية إجماع العلماء على أن العمل المتعدي أعظم وأفضل أجراً من عبادة قاصرة على النفس… ولهذا ورد عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال: "كانوا يقولون: موت العالم ثُلْمَة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار"، وسأل هلال بن خباب -رحمه الله- سعيد بن جبير -رحمه الله-، قائلاً: "يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم"، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول (خراب الأرض بموت العلماء)، وابن القيم -رحمه الله-: (لما كان صلاح الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناس كالبهائم، بل أسوأ حالًا كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خلف غيره له).
- إن بقاء العلماء نعمة… وذهابهم مصيبة ونقمة، وإذا أراد الله بالأمة خيرا أبقى لها العلماء، وإذا أراد بها شرا ترك لهم السفهاء، ولذا ورد في البخاري:"إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناس رُءُوسًا جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
- الحياة لا تستقيم للناس إلا بحاكم عادل نَقِيّ، وعالم عامل تَقِيّ كما كان يقول سفيهًا؛ فالعلماء اشبه بجبال الأرض التي يثبتونها، وبالنجوم التي ترمي الشياطين، كما قال أبو مسلم الخولاني: "إنَّمَا النَّاسُ مَعَ العُلَمَاءِ مِثلُ النُّجومِ فِي السَّمَاءِ إِذَا ظَهَرَتْ لَهُمْ اهتَدَوا وَإِذَا خَفِيَتْ تَحَيَّرُوا"، و قال مجاهد -رحمه الله- في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، قال: "هو موت العلماء"، ولهذا كان السلف يحزنون على موت العلماء أيما حزن، قال أيوب السختياني رحمه الله: (إني لأخبر بموت الرجل من أَهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي)، وكان يقول بعضهم: (لو أستطيع أن أزيد في عمر البخاري أو العالم الفلاني من عمري لزدت).
- نعم إنهم علماء الأمة الذين وصفهم جل وعلا في كتابه وبأوصاف كثيرة فقال عنهم: {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}، شهادة الله لا شهادة فلان من الناس، بل فوق هذا فإن الله أشهدهم على أعظم شهادة، ومعه جل وعلا جعلهم، ومع ملائكته، فقال: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾، أي شهدوا بشهادة واحدة هي شهادة الله عز وجل بأنه لا إله إلا هو بل إن صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء في تفسير الآية لم يأمره الله بزيادة شيء في الحياة أبدا إلا من العلم: {وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا﴾، فأمره الله بالزيادة لكن بالنسبة للحياة الدنيا فإن الله قصره عنها: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن المصيبة كل المصيبة هي في الموت عامة، وعندما يكون الموت لمن فيه نفع للناس في الدنيا حتى فإن الناس يتألمون، وإن الناس يتحسرون، ولو أن طبيبًا من الأطباء كان ينتفع الناس به في قرية من القرى، أو في مدينة من المدن فلا شك ولا ريب أن الناس يتحسرون على فرافه، ونفسه إن كان في أي شيء آخر غير الطب مثلا فإنهم يتألمون عليه، وكلما كان خيره أكثر وأعظم كان الألم أكثر وأشد، ولهذا الواحد من الأسرة عندما يموت فإنهم يتألمون عليه بقوة ومن ينتفعون به في الأسرة اكثر، فالجيران ليوم أو ليومين إن تألموا وإن تألموا فانما هو مجاملة لجيرانهم مجاملة والا فلا هم لهم، وكلما كان انفع لواحد من البيت فهو أعظمهم حسرة عليه ما حيت إن لم يصيبه أمراض وأسقام بسبب فقد الولد فكيف إذا كان عالم، عالم جمع بين دنيا وآخرة، جمع ما لم يجمعه أحد، جمع من العلوم وانتفع الناس به كثيراً وكلما كان نفعه اعظم كان هم الناس بموته وفقده أكثر وأكثر، فالواجب على الناس أن يتألموا على علمائهم على أهل الصلاح منهم فذلك دليل الإيمان الذي في قلوبهم فإنه والله الذي لا اله الا هو لا يتألم على أهل الا صاحب الإيمان، وكلما كان الإيمان أقوى كان الإيمان أعظم…. وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/W_cuezl_FJo?si=J0AiEM-e_FcHl7rL
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 17/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن رجلاً زار الأرض كلها كما يزعم فمر عليها مدينة مدينة، فلم يجد من مدينة إلا ووجد نقصًا في شيء، إلا ذلك الشيء الذي يستحال حسب تعبيره أن لا يوجد في تلك المدينة، وقد أجمعت عليه كل مدن الأرض، والناس يجمعون عليه على ضرورة وجوده، كضرورة أنفسهم، وأكلهم، وشربهم، وجزء لا يتجزأ من حياتهم، إنه الدين، الذي هو جزء لازم في البشر وإن اختلفت مسميات الدين الذي يدينون به، ولكن لا بد للناس من دين، لا بد من عودة روحية كما يسميها الناس، إنها عودة روحية لابد منها، ولا بد من عودة لشيء، لابد من أن يوجد ذلك الشيء الكامن في نفوسهم وهو حاجتهم إلى التعبد، وهو حاجتهم إلى وجود معبود حتى لو كان صنمًا، حتى لو كان حجراً، حتى لو كان عضواً ذكريًا كما عند الهندوس، وعند أمثالهم، حتى لو كان النار الذي هي أشد العذاب، ومع هذا يتخذونها معبودًا كالمجوس مثلا…
- إذن لا بد أن يتخذ الناس معبوداً يعبدونه، ألا وإن أعظم وأجل معبود ورب، بل رب المعبودات جميعًا ومن لا معبود في الوجود يستحق العبادة إلا هو جل جلاله، أما المعبودات بكلها صغرت أو كبرت، كثرت أو قلّت إنما تعود للمالك جل وعلا إنه الله رب العالمين سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمثالُكُم فَادعوهُم فَليَستَجيبوا لَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ أَلَهُم أَرجُلٌ يَمشونَ بِها أَم لَهُم أَيدٍ يَبطِشونَ بِها أَم لَهُم أَعيُنٌ يُبصِرونَ بِها أَم لَهُم آذانٌ يَسمَعونَ بِها قُلِ ادعوا شُرَكاءَكُم ثُمَّ كيدونِ فَلا تُنظِرونِ﴾ هذه في الأعراف، وقال بعدها بقليل في سورة يونس: ﴿وَيَومَ نَحشُرُهُم جَميعًا ثُمَّ نَقولُ لِلَّذينَ أَشرَكوا مَكانَكُم أَنتُم وَشُرَكاؤُكُم فَزَيَّلنا بَينَهُم وَقالَ شُرَكاؤُهُم ما كُنتُم إِيّانا تَعبُدونَ﴾، وقال في سورة: ﴿وَيَومَ يَحشُرُهُم جَميعًا ثُمَّ يَقولُ لِلمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيّاكُم كانوا يَعبُدونَ قالوا سُبحانَكَ أَنتَ وَلِيُّنا مِن دونِهِم بَل كانوا يَعبُدونَ الجِنَّ أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنونَ فَاليَومَ لا يَملِكُ بَعضُكُم لِبَعضٍ نَفعًا وَلا ضَرًّا وَنَقولُ لِلَّذينَ ظَلَموا ذوقوا عَذابَ النّارِ الَّتي كُنتُم بِها تُكَذِّبونَ﴾… فكل معبود يتبرأ ممن عبده حتى الشيطان كما قال عنه الرحمن في القرآن، وفي سورة إبراهيم عليه السلام: ﴿وَقالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَما كانَ لِيَ عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لي فَلا تَلوموني وَلوموا أَنفُسَكُم ما أَنا بِمُصرِخِكُم وَما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمونِ مِن قَبلُ إِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾.
- ثم إن الناس جميعًا لا يهتدون إلى الله إلا برسل يرسلهم الله جل وعلا فلا بد من مبلغ وهم الأنبياء والرسل، وهؤلاء الأنبياء والرسل لا يمكن أن يستمروا في الناس قطعًا، ولا يستمر الا ابليس اما هم فلم يكتب الله لهم الخلود أبداً، وإن أكثر نبي على الإطلاق ورد في القرآن أنه تعمر هو نوح عليه السلام تعمر طويلاً ولكنه مات، وهكذا الأنبياء والرسل..
- ولا بد أن يستمر الأنبياء والرسل في الإتيان للناس؛ ليعبد الناس الله على بصيرة وفق هذا الدين، لكن مع اختلاف الأزمان لا بد أن يختلف، ولهذا جاءت الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وبأعداد مختلفة ومتفاوتة وكثيرة جد كثيرة… بل كان النبي والنبي في قرية واحدة هذا يشرق وهذا يغرب، هذا يدعو إلى دين وهذا لآخر، وكله دين الله ولكنهم يختلفون في تفاصيله كما قال عليه الصلاة والسلام في البخاري ومسلم: "نحن الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد"، يعني بعلات الرجل الذي معه عدة نساء ومعهن أولاد، هؤلاء الأولاد ينتسبون إلى رجل واحد مع إنهم لنساء شتى، أولاد علات ديننا واحد فالأصل واحد وإن كانت تتفرع عنه الشرائع والأحكام التفصيلية العملية..
-أما دين الإسلام الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارتضاه الله للنبيين والمرسلين ايضا نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه واحد لا يختلف، وأيضًا نبيه صلى الله عليه وسلم واحد لا يتعدد وليس بعده نبي أبدًا بل هو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَلكِن رَسولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمًا﴾، وبالتالي قد انتقل صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي إلى الرفيق الأعلى ولابد أن تأتي أحداث بعده هذه الأحداث قد لا توافق نصًا شرعيًا بحذافيره؛ لأن النصوص الشرعية محصورة معدودة، القرآن هو القرآن ستة آلاف آية وقليل، والسنة هي السنة فيها الضعيف والحسن والموضوع، وفيها ما فيها، وبالتالي الناس يحتاجون كحاجة ضرورة أحوج من حاجتهم كما قال الإمام أحمد عليه رحمة الله: (أحوج من حاجتهم إلى الطعام والشراب)؛ لأن الطعام والشراب يحتاجون إليه في اليوم مرات معدودة، والأكل كلما كثر كلما ضر، إلا الدين فلا يضر هذا الدين مع اختلاف الناس، مع اختلاف عوائد الناس، مع اختلاف طبائع الناس، مع اختلاف أقوام الناس، مع اختلاف أزمان الناس..
- إذن فهناك مسائل تتجدد، مسائل تستحدث هناك أشياء كثيرة جداً في الحياة لربما أكثر من 90% مما هو موجود في زماننا ليس موجودًا… في زمان مضى يعني في زمنه صلى الله عليه وسلم أيام كان الوحي فيحتاج الناس إلى مراجع يرجعون إليها ليفسرون الكتاب والسنة، ولهذا جاء الورثة كأمر ضروري لازم حتمي يحتاج الناس إليهم أعظم من حاجتهم لطعامهم وشرابهم قال الإمام ابن القيم، إن كان هذا كلام الإمام احمد عليه رحمة الله بأن الناس يحتاجون إليهم أحوج من حاجتهم للطعام والشراب فقال ابن القيم مكملاً قال:(وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب) لتتوافق الألفاظ. فـ (الناس أحوج للعلماء من حاجتهم للطعام والشراب، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب)، إنهم العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام…
- ولنبي صلى الله عليه وسلم جعل موته هو المصيبة العظمى التي يرجع الناس إليها جميعًا يرجعون إلى هذه المصيبة فقال عليه الصلاة والسلام إذا اصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فانها أعظم المصائب، يعني إذا كان الموت بحد ذاته سماه الله في القرآن مصيبة {فَأَصابَتكُم مُصيبَةُ المَوتِ} فموت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من موت أي أحد على الإطلاق، حتى لو أصيب بما أصاب الله به أيوب عليه السلام لكنه لن يبلغ قطعًا ما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم من مصيبة الأمة بنبيها عليه الصلاة والسلام…
- ولا شك ولا ريب أيضًا على أن الورثة لرسول لله لا بد أن تكون المصيبة بفقدهم كفقد رسول الله أو يشبهه؛ لأنهم ورثته عليه الصلاة والسلام، ولهذا انتقل احترامهم، وتقديرهم، وتبجيلهم، وإعظامهم، وطاعتهم، واتباعهم، وأمرهم، ونهيهم، واستنباطهم وكل شيء منهم، وصدر عنهم فإنهم ورثوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم الورثة لنبي الله صلى الله عليه وسلم ولو لم تكن الطاعة لهم، ولو لم يكن الاحترام، ولم ولو يكن الإجلال، ولو لم يكن الإعظام، ولم يكن ذلك بكله فهم أحد العوام واحد من العوام، وإذا كان العامي بإجماع العلماء غيبته ونميمته وأي شيء يصيبه من أذى، أو من شتم، أو من قذف، أو من نصْب عليه، أو من احتيال، أو من غش، أو من أي شيء يصيب الآدمي المسلم حتى أن يفزعه بشيء يسير فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم محرمات متفاوتة من أعظم المحرمات وكبائر الذنوب، إلى أصغر من ذلك، إلى كبيرة من كبائر الذنوب كغيبة ونميمة وأخذ لماله وأي شيء من حقه من كبائر الذنوب أو الكذب عليه أو الغش أو الحيلة كبائر عند جميع العلماء كما نقل غير واحد منهم فإذا كان هذا في حق العامي فكيف بحق ورثة النبي؟ بحق وارث النبي؟.
- إنه إذا كان موت رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبة فإن موت العلماء أيًا كان ذلك العالم في مشرق الأرض أو في مغربها، في شمالها أو في جنوبها، أيًا كان شخصه، أيًا كان اسمه، أيًا كان انتسابه، أيًا كان إعظامه وإجلاله ما دام وأنه عالم مسلم مشهود له عند أهل العلم أو يقولون ذلك أكثرهم أو أغلبهم فهو العالم الذي نعنيه…
- ثم إن النبي صلى عليه وسلم قد قال: "أنتم شهداء الله في أرضه"، زاد مسلم في روايته للحديث قال: "المؤمنون شهداء الله في الأرض"، إذن ليس المسلم فقط، بل المؤمن يعني أن المسلم العادي ليست شهادته تدخل الجنة وتخرجهم منها، حتى نقول هذا فلان مات هذا من أهل النار، طيب لماذا، قال لأن العامي الفلاني والعامي الفلاني قالوا هذا من أهل النار، لا بل هذه شهادة مجروحة في الدنيا فكيف بها في الآخرة؟ هي مردودة في الدنيا قبل الأخرة فكيف تقبل شهادتك على عالم من العلماء؟ أو على عظيم من العظماء الناس يمدحونه ويثنون عليه، يمدحه المؤمنون والصالحون والأتقياء وأعلم الناس على الإطلاق يجمعون على ذلك إلا أنت النزغة…
- هذه الشيطانة الموجودة في بعض الناس ضد العلماء أيًا كان يجب أن تزال، يجب أن يراجع المسلم دينه؛ لأن مراجعته لدينه هنا فرض، ويخفف عليه من عذاب الآخرة؛ لأنه يتنقص برسول الله، لأن التنقص بعلماء الأمة هو تنقص بما يحملون هو تنقص بما يعلمون هو تنقص بالوحي الذي لديهم، هو تنقص بما عندهم…
- إذا كانت السماوات والأرض كما ثبت عن ابن عباس وعن غيره وهو ترجمان القرآن كما سماه عليه الصلاة والسلام قال: بأن الأرض والسماء تبكي على العالم إذا مات فقالوا الأرض والسماء قال أولم تقرأوا قول الله في آل فرعون ﴿فَما بَكَت عَلَيهِمُ السَّماءُ وَالأَرضُ وَما كانوا مُنظَرينَ﴾ قال فإذا كانت لم تبك على آل فرعون فدل على أنها تبكي على خلاف آل فرعون وهم على العلماء والصلحاء والأخيار من الناس؛ إذ كم من سجدة سجدها؟ وكم من صلاة صلاها؟ وكم من آية قرأها؟ وكم من علم علمه؟ وكم من حديث حدثه؟ وكم من قرآن تلاه؟ لقد بذل حياته في لله ولله ومع الله وفي سبيل الله؟ فكيف يأتي أمي عامي قاطع الصلاة كاذب فتتان دجال متافق لا يحسن حتى الوضوء يسب علماء الأمة…!.
- ماذا فعلت وماذا صنعت ساعة واحدة من ساعات عالم من علماء الأمة يساوي الآف الناس من العوام بل حتى من العباد كما قال عمر فيما ثبت عنه قال: (موت عالم واحد أعظم عند الله من موت ألف عابد)؛ لأن العالم يعلّم غيره والعابد يتعبد بينه وبين ربه، فعبادته ينفع بها نفسه، وعبادة العالم تنفع غيره؛ لأنه يدل غيره الى الله، ولهذا نقل الإمام ابن تيمية إجماع العلماء على أن العمل المتعدي أعظم وأفضل أجراً من عبادة قاصرة على النفس… ولهذا ورد عن الحسن البصري -رحمه الله- أنه قال: "كانوا يقولون: موت العالم ثُلْمَة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار"، وسأل هلال بن خباب -رحمه الله- سعيد بن جبير -رحمه الله-، قائلاً: "يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم"، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول (خراب الأرض بموت العلماء)، وابن القيم -رحمه الله-: (لما كان صلاح الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناس كالبهائم، بل أسوأ حالًا كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خلف غيره له).
- إن بقاء العلماء نعمة… وذهابهم مصيبة ونقمة، وإذا أراد الله بالأمة خيرا أبقى لها العلماء، وإذا أراد بها شرا ترك لهم السفهاء، ولذا ورد في البخاري:"إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناس رُءُوسًا جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
- الحياة لا تستقيم للناس إلا بحاكم عادل نَقِيّ، وعالم عامل تَقِيّ كما كان يقول سفيهًا؛ فالعلماء اشبه بجبال الأرض التي يثبتونها، وبالنجوم التي ترمي الشياطين، كما قال أبو مسلم الخولاني: "إنَّمَا النَّاسُ مَعَ العُلَمَاءِ مِثلُ النُّجومِ فِي السَّمَاءِ إِذَا ظَهَرَتْ لَهُمْ اهتَدَوا وَإِذَا خَفِيَتْ تَحَيَّرُوا"، و قال مجاهد -رحمه الله- في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، قال: "هو موت العلماء"، ولهذا كان السلف يحزنون على موت العلماء أيما حزن، قال أيوب السختياني رحمه الله: (إني لأخبر بموت الرجل من أَهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي)، وكان يقول بعضهم: (لو أستطيع أن أزيد في عمر البخاري أو العالم الفلاني من عمري لزدت).
- نعم إنهم علماء الأمة الذين وصفهم جل وعلا في كتابه وبأوصاف كثيرة فقال عنهم: {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}، شهادة الله لا شهادة فلان من الناس، بل فوق هذا فإن الله أشهدهم على أعظم شهادة، ومعه جل وعلا جعلهم، ومع ملائكته، فقال: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾، أي شهدوا بشهادة واحدة هي شهادة الله عز وجل بأنه لا إله إلا هو بل إن صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء في تفسير الآية لم يأمره الله بزيادة شيء في الحياة أبدا إلا من العلم: {وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا﴾، فأمره الله بالزيادة لكن بالنسبة للحياة الدنيا فإن الله قصره عنها: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن المصيبة كل المصيبة هي في الموت عامة، وعندما يكون الموت لمن فيه نفع للناس في الدنيا حتى فإن الناس يتألمون، وإن الناس يتحسرون، ولو أن طبيبًا من الأطباء كان ينتفع الناس به في قرية من القرى، أو في مدينة من المدن فلا شك ولا ريب أن الناس يتحسرون على فرافه، ونفسه إن كان في أي شيء آخر غير الطب مثلا فإنهم يتألمون عليه، وكلما كان خيره أكثر وأعظم كان الألم أكثر وأشد، ولهذا الواحد من الأسرة عندما يموت فإنهم يتألمون عليه بقوة ومن ينتفعون به في الأسرة اكثر، فالجيران ليوم أو ليومين إن تألموا وإن تألموا فانما هو مجاملة لجيرانهم مجاملة والا فلا هم لهم، وكلما كان انفع لواحد من البيت فهو أعظمهم حسرة عليه ما حيت إن لم يصيبه أمراض وأسقام بسبب فقد الولد فكيف إذا كان عالم، عالم جمع بين دنيا وآخرة، جمع ما لم يجمعه أحد، جمع من العلوم وانتفع الناس به كثيراً وكلما كان نفعه اعظم كان هم الناس بموته وفقده أكثر وأكثر، فالواجب على الناس أن يتألموا على علمائهم على أهل الصلاح منهم فذلك دليل الإيمان الذي في قلوبهم فإنه والله الذي لا اله الا هو لا يتألم على أهل الا صاحب الإيمان، وكلما كان الإيمان أقوى كان الإيمان أعظم…. وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*مكانة.العلماء.في.الإسلام.وواجب.المسلمين.نحوهم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...
*مكانة.العلماء.في.الإسلام.وواجب.المسلمين.نحوهم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/TU2nm8njtoQ
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الخيرالمكلا 4/ ربيع الأول/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- نتحدث على عجالة سريعة عن أولئك العظماء، عن أولئك الفضلاء، عن أجل من خلق الله بعد الأنبياء، عن أصل الكرامة والرفعة والعلو، وعن أصل البركة التي وضعت في الأرض، وعن من لا غنى للناس عنهم أبدا، بل هم كما قال ابن القيم عليه رحمة الله "هم نجوم الأرض كما للسماء نجومها" فهم نجوم الأرض، وفوق هذا قد قال عنهم أيضًا كما في إعلام الموقعين: "الناس بحاجة إليهم أعظم من حاجتهم للطعام والشراب"، إنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أتحدث عن العلماء، أتحدث عن الفضلاء…
- أتحدث عن أولئك الذين كثر الانتقاص بهم، عن أولئك الذين هُمشوا وضُيعوا، عن أولئك الذين يُسبوا الليل والنهار، عن أولئك الذين امُتهنوا كثيراً في أمتنا، عن أولئك الناس الذين أكثر أكثر اللحوم أيضًا استباحة هي لحومهم؛ فكل واحد ينهش ويطعن ويلعن ويسب ويشتم ويقذف ويقول ما شاء بما شاء كيف شاء على أفضل الخلق بعد الأنبياء، بل هم ورثتهم، وأعظم الناس لله خشية… وفوق هذا أن الله من فوق سبع سماوات قد فضلهم، ورفعهم، وأعلى مكانهم، وزادهم بسطة في العلم والجسم، وأتاهم ما لم يؤت أحد من العالمين، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، ﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا...ِ} وهي العلم، ﴿يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾، وإن العلم أعظم وأفضل اختصاص ورحمة، وأجل منحة وكرامة، وأهم حكمة على الإطلاق…
- بل ليس هذا وحسب، بل الله جل جلاله في عليائه ﴿الَّذي خَلَقَ فَسَوّى وَالَّذي قَدَّرَ فَهَدى وَالَّذي أَخرَجَ المَرعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحوى﴾،﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرًا﴾، من أوجد كل شيء، من هو متصرف في كل شيء، أشهد جل جلاله العلماء على شهادته مع الملائكة: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾، الثلاثة يشهدون على شهادة الحق، شهادة التوحيد أعظم شهادة على الإطلاق، وكفى بهم فضلا وكرامة وعزة ومنحة وشرف على أن الله يشهدهم على أعظم شهادة، فضلاً على أن يساوي الله بهم بينه وبين ملائكته…
- إنهم العلماء رفع قدرهم ربهم جل جلاله وأضاعهم الخلق كل ضياع، وعلماء المسلمين بالذات أعظم الناس تهميشًا وضياعًا، بل أكثر الناس استخفافًا بهم، وأصبحوا كلأ مباحاً لكل أحد من شاء أن يطعن، ومن شاء يذم ويسب، ومن يشاء يلعن ويفسق ويكفر فإن العلماء قبلته قبل الظلمة، وقبل المجرمين، وقبل السفهاء، وقبل الحمقى، وقبل الناس جميعًا، لا يبدأ إلا بهم، ولا يهنأ إلا بسبهم، أصبحوا هكذا في زماننا هذا عند عوام الناس فضلاً عن خواصهم من وجاه وحظوة ومال وكرامة للعلماء فعنده لا فضل…
- بينما لو نظرنا أظلم الظالمين في القرون الأولى وما بعدها نجد على أن العلماء هم الدرجة الأولى احترامًا وتقديراً وتعظيمًا عندهم، حتى يأتي الملوك إليهم إلى بيوتهم ليسألوهم المسألة ولا يجرؤ الملك أن يأمر أحد حراسه أو وزرائه بأن يذهب ليسأل الشيخ الفلاني، بل يذهب بنفسه كرامة للعلم وللعلماء، بل كتب مرة أحدهم في كتاب له أن يا فلان للشعبي هذا كتابي إليك فاحمل العلم إلي في هذه الرقعة، يعني انصحني وعظني بأعظم ما لديك من علم، فقلب الورقة نفسها ولم يعطه ورقة أخرى استهزاء؛ لأنه أهان العلم والعلماء، وكتب إليه خلفها على أن العلم لا يُباع، العلم يؤتى إليه ولا يأتي، يُطلب ولا يطلب، بل لا يعطيك العلم بعضه حتى تعطيه كلك، وإن اعطيته كلك فإنك على شفقة من أن يعطيك شيئًا؛ فالعلم عزيز وكريم..
- هؤلاء العلماء الذين ورثوا الأنبياء وكفى بهم فضلاً وشرفًا على أن الله جل جلاله لم يجعل واسطة بينه وبين الأنبياء سوى العلماء؛ فهم ورثتهم، ولو أن الأنبياء توفوا وميراثهم لما كان الناس إلا جهالا، ولهذا كان السبب الأبرز في هلاك الناس وفي ضياع الناس في آخر أيام الدنيا موت العلماء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "، ضلالاً لأنفسهم وإضلالاً لغيرهم لأنهم جُهال…
- والآن أكثر الناس تطاولاً على العلماء هم أكثر الناس جهلا وحمقا وبلادة، وأكثر الناس سفاهة ووقاحة وبعداً عن الدين والتدين، أي زمن وصلنا إليه وأي شر نحن فيه؟ عندما يصبح من زكاهم الله جل جلاله ومن رفعهم الله هم أوضع الناس عند الخلق، ألم يقل الله جل جلاله مزكيًا لهم، {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ٌ﴾، وإنما أداة حصر وقصر كأن الله يقول: لا خشية الا خشية العلماء هكذا بين قوسين (إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ)،
العلماء هم أكثر الناس خشية ودعك من الأخرين ما دام وأن الله قد قال ومن أصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا، هذا الله يقول ذلك فكيف يُعترض عليه جل جلاله بسب من يخشونه بلعنهم بشتمهم بل بتكفيرهم والطعن فيهم ووصف كثير منهم بالنفاق والضلال والبدعة والفجور والفسق… وغير هذا من كلام إما من أعداء الأمة كالعلمانيين، أو ممن يدعون انتسابًا إلى الأمة كذبًا وزوراً وبهتانًا وهم يشتغلون شغل أعداء الأمة وإن تزينوا بما تزينوا وإن حفظوا ما حفظوا وإن أدعوا ما ادعوا ما دام وأنهم يعترضون على الله بأي أسم كان وبأي حيلة كانت فإنهم ليسوا بشيء أبدا ولا كرامة، وإنهم مدسوسون في الأمة، ويشتغلون شغل غيرهم.
- إن الفضل كل الفضل لمن فضّله الله، وإن العظمة كل العظمة لمن كرّمه الله، ولمن رفعه الله؛ فهو تعالى يقول {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ} فيرفع الله وليس الملك، وليس الجاه، وليست السلطات، وليست الأموال، وليست أي شيء آخر من حظوظ الحياة الدنيا: {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ}، فيرفعهم الله عز وجل ومن رفعه الله فمن سينقصه، ويخفضه، ويهينه: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ﴾، وأيضًا وكأنه يقول على سبيل المخالفة على أن من رفعه الله فلن يهينه أحد أبدا، ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، وإن أعظم الملك ملك العلم أن يكون عالما، وإن أشر وأشد وأخبث ما هو موجود أن يُسب أولئك الذين حملوا العلم، والذين يعلمون الناس العلم، والذين عرف فضلهم وصلى عليهم حتى الحيتان في البحر، وحتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير كما في الحديث الصحيح: "إن الله ملائكته وحتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير"، يصلون يدعون يستغفرون، يحمدون ذلك العالم، ذلك المعلم، ذلك الخير، ذلك الشريف الفاضل، ذلك العظيم المبجل، ذلك الوارث للأنبياء، بينما الناس على خلاف ذلك تماما، بل صلاتهم سباب وشتان ونفاق وخصومة وعداء…
- أيها الرجل كيف تأتي يوم القيامة وخصمك الله جل جلاله لمَ تؤذي أوليائي، لماذا تؤذي علمائي، لماذا تؤذي ورثة أنبيائي، لماذا تؤذي من أشهدتهم على شهادتي؟ الله ينافح يوم القيامة عن العلماء وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبشّر كل من يسب ويشتم ويذم ويلعن ويفسق ويكفر العلماء أبشره بهذا الحديث الخطير أن الله يتولى أذى من يؤذي الأولياء، الله يتولى أذى من يؤذي أولياءه؛ فقد ثبت عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب"، حرب بينه وبين الله ليس بينه وبين أحد، حرب لا بالمدافع ولا بالطائرات ولا ولا بأي شيء آخر مما تعرفون، بل حرب يقودها ربنا جل جلاله بكل ما في السماوات والأرض تتحرك نصرة لأوليائه: ﴿وَلِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾، فكلهم جنود لله….
- فمن حارب العلماء بسب، بشتم، بلعن، بقذف، بأي طعن فيهم، أو همشهم، أو لم يعطهم حقهم، او لو لم يعبر لهم أي تعبير فإنه آذى لهم، والله سيتولى الدفاع عنهم، قال الإمام الشافعي: " إذا لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي، فمن أولياؤه إذن"، إذا لم يكن العلماء هم أكثر الناس خشية وعبادة وطاعة وولاية وقربًا من الله فمن من غير هؤلاء، ألم يقل الله: ﴿أَمَّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجِدًا وَقائِمًا يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾، لا يستوون أبدا وبالتالي فالحرب قائمة بين الله وبين من يؤذي العلماء، وبين من يسب ويطعن في العلماء، وبين من يشتم هؤلاء الفضلاء، فليبشر بذلك، وليعد عدته لحرب كبرى بينه وبين ربه جل جلاله، أقول قولي هذا وأستغفر الله...
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- تعظيم العلماء، ومعرفة مكانة العلماء، وإتحاف الناس بقدر العلماء كبير وكثير وأعظم من أن يُذكر في خطبة ولا في أكثر ولا في مجلس ولا في مئة ولا في كتاب ولا في أعظم من هذا؛ فللعلماء لهم فضل أعظم من أن نتحدث عنه، ولهم قدر أكبر وأكثر من أن نذكره، لكن يكفينا ما ذكرنا وحسبنا ذلك لانطفاء الكهرباء مع الحر الشديد: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/TU2nm8njtoQ
*📆 تم إلقاؤها : بمسجد الخيرالمكلا 4/ ربيع الأول/1444هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- نتحدث على عجالة سريعة عن أولئك العظماء، عن أولئك الفضلاء، عن أجل من خلق الله بعد الأنبياء، عن أصل الكرامة والرفعة والعلو، وعن أصل البركة التي وضعت في الأرض، وعن من لا غنى للناس عنهم أبدا، بل هم كما قال ابن القيم عليه رحمة الله "هم نجوم الأرض كما للسماء نجومها" فهم نجوم الأرض، وفوق هذا قد قال عنهم أيضًا كما في إعلام الموقعين: "الناس بحاجة إليهم أعظم من حاجتهم للطعام والشراب"، إنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أتحدث عن العلماء، أتحدث عن الفضلاء…
- أتحدث عن أولئك الذين كثر الانتقاص بهم، عن أولئك الذين هُمشوا وضُيعوا، عن أولئك الذين يُسبوا الليل والنهار، عن أولئك الذين امُتهنوا كثيراً في أمتنا، عن أولئك الناس الذين أكثر أكثر اللحوم أيضًا استباحة هي لحومهم؛ فكل واحد ينهش ويطعن ويلعن ويسب ويشتم ويقذف ويقول ما شاء بما شاء كيف شاء على أفضل الخلق بعد الأنبياء، بل هم ورثتهم، وأعظم الناس لله خشية… وفوق هذا أن الله من فوق سبع سماوات قد فضلهم، ورفعهم، وأعلى مكانهم، وزادهم بسطة في العلم والجسم، وأتاهم ما لم يؤت أحد من العالمين، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، ﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا...ِ} وهي العلم، ﴿يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾، وإن العلم أعظم وأفضل اختصاص ورحمة، وأجل منحة وكرامة، وأهم حكمة على الإطلاق…
- بل ليس هذا وحسب، بل الله جل جلاله في عليائه ﴿الَّذي خَلَقَ فَسَوّى وَالَّذي قَدَّرَ فَهَدى وَالَّذي أَخرَجَ المَرعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحوى﴾،﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرًا﴾، من أوجد كل شيء، من هو متصرف في كل شيء، أشهد جل جلاله العلماء على شهادته مع الملائكة: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾، الثلاثة يشهدون على شهادة الحق، شهادة التوحيد أعظم شهادة على الإطلاق، وكفى بهم فضلا وكرامة وعزة ومنحة وشرف على أن الله يشهدهم على أعظم شهادة، فضلاً على أن يساوي الله بهم بينه وبين ملائكته…
- إنهم العلماء رفع قدرهم ربهم جل جلاله وأضاعهم الخلق كل ضياع، وعلماء المسلمين بالذات أعظم الناس تهميشًا وضياعًا، بل أكثر الناس استخفافًا بهم، وأصبحوا كلأ مباحاً لكل أحد من شاء أن يطعن، ومن شاء يذم ويسب، ومن يشاء يلعن ويفسق ويكفر فإن العلماء قبلته قبل الظلمة، وقبل المجرمين، وقبل السفهاء، وقبل الحمقى، وقبل الناس جميعًا، لا يبدأ إلا بهم، ولا يهنأ إلا بسبهم، أصبحوا هكذا في زماننا هذا عند عوام الناس فضلاً عن خواصهم من وجاه وحظوة ومال وكرامة للعلماء فعنده لا فضل…
- بينما لو نظرنا أظلم الظالمين في القرون الأولى وما بعدها نجد على أن العلماء هم الدرجة الأولى احترامًا وتقديراً وتعظيمًا عندهم، حتى يأتي الملوك إليهم إلى بيوتهم ليسألوهم المسألة ولا يجرؤ الملك أن يأمر أحد حراسه أو وزرائه بأن يذهب ليسأل الشيخ الفلاني، بل يذهب بنفسه كرامة للعلم وللعلماء، بل كتب مرة أحدهم في كتاب له أن يا فلان للشعبي هذا كتابي إليك فاحمل العلم إلي في هذه الرقعة، يعني انصحني وعظني بأعظم ما لديك من علم، فقلب الورقة نفسها ولم يعطه ورقة أخرى استهزاء؛ لأنه أهان العلم والعلماء، وكتب إليه خلفها على أن العلم لا يُباع، العلم يؤتى إليه ولا يأتي، يُطلب ولا يطلب، بل لا يعطيك العلم بعضه حتى تعطيه كلك، وإن اعطيته كلك فإنك على شفقة من أن يعطيك شيئًا؛ فالعلم عزيز وكريم..
- هؤلاء العلماء الذين ورثوا الأنبياء وكفى بهم فضلاً وشرفًا على أن الله جل جلاله لم يجعل واسطة بينه وبين الأنبياء سوى العلماء؛ فهم ورثتهم، ولو أن الأنبياء توفوا وميراثهم لما كان الناس إلا جهالا، ولهذا كان السبب الأبرز في هلاك الناس وفي ضياع الناس في آخر أيام الدنيا موت العلماء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "، ضلالاً لأنفسهم وإضلالاً لغيرهم لأنهم جُهال…
- والآن أكثر الناس تطاولاً على العلماء هم أكثر الناس جهلا وحمقا وبلادة، وأكثر الناس سفاهة ووقاحة وبعداً عن الدين والتدين، أي زمن وصلنا إليه وأي شر نحن فيه؟ عندما يصبح من زكاهم الله جل جلاله ومن رفعهم الله هم أوضع الناس عند الخلق، ألم يقل الله جل جلاله مزكيًا لهم، {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ٌ﴾، وإنما أداة حصر وقصر كأن الله يقول: لا خشية الا خشية العلماء هكذا بين قوسين (إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ)،
العلماء هم أكثر الناس خشية ودعك من الأخرين ما دام وأن الله قد قال ومن أصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا، هذا الله يقول ذلك فكيف يُعترض عليه جل جلاله بسب من يخشونه بلعنهم بشتمهم بل بتكفيرهم والطعن فيهم ووصف كثير منهم بالنفاق والضلال والبدعة والفجور والفسق… وغير هذا من كلام إما من أعداء الأمة كالعلمانيين، أو ممن يدعون انتسابًا إلى الأمة كذبًا وزوراً وبهتانًا وهم يشتغلون شغل أعداء الأمة وإن تزينوا بما تزينوا وإن حفظوا ما حفظوا وإن أدعوا ما ادعوا ما دام وأنهم يعترضون على الله بأي أسم كان وبأي حيلة كانت فإنهم ليسوا بشيء أبدا ولا كرامة، وإنهم مدسوسون في الأمة، ويشتغلون شغل غيرهم.
- إن الفضل كل الفضل لمن فضّله الله، وإن العظمة كل العظمة لمن كرّمه الله، ولمن رفعه الله؛ فهو تعالى يقول {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ} فيرفع الله وليس الملك، وليس الجاه، وليست السلطات، وليست الأموال، وليست أي شيء آخر من حظوظ الحياة الدنيا: {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ}، فيرفعهم الله عز وجل ومن رفعه الله فمن سينقصه، ويخفضه، ويهينه: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ﴾، وأيضًا وكأنه يقول على سبيل المخالفة على أن من رفعه الله فلن يهينه أحد أبدا، ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، وإن أعظم الملك ملك العلم أن يكون عالما، وإن أشر وأشد وأخبث ما هو موجود أن يُسب أولئك الذين حملوا العلم، والذين يعلمون الناس العلم، والذين عرف فضلهم وصلى عليهم حتى الحيتان في البحر، وحتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير كما في الحديث الصحيح: "إن الله ملائكته وحتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير"، يصلون يدعون يستغفرون، يحمدون ذلك العالم، ذلك المعلم، ذلك الخير، ذلك الشريف الفاضل، ذلك العظيم المبجل، ذلك الوارث للأنبياء، بينما الناس على خلاف ذلك تماما، بل صلاتهم سباب وشتان ونفاق وخصومة وعداء…
- أيها الرجل كيف تأتي يوم القيامة وخصمك الله جل جلاله لمَ تؤذي أوليائي، لماذا تؤذي علمائي، لماذا تؤذي ورثة أنبيائي، لماذا تؤذي من أشهدتهم على شهادتي؟ الله ينافح يوم القيامة عن العلماء وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبشّر كل من يسب ويشتم ويذم ويلعن ويفسق ويكفر العلماء أبشره بهذا الحديث الخطير أن الله يتولى أذى من يؤذي الأولياء، الله يتولى أذى من يؤذي أولياءه؛ فقد ثبت عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب"، حرب بينه وبين الله ليس بينه وبين أحد، حرب لا بالمدافع ولا بالطائرات ولا ولا بأي شيء آخر مما تعرفون، بل حرب يقودها ربنا جل جلاله بكل ما في السماوات والأرض تتحرك نصرة لأوليائه: ﴿وَلِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾، فكلهم جنود لله….
- فمن حارب العلماء بسب، بشتم، بلعن، بقذف، بأي طعن فيهم، أو همشهم، أو لم يعطهم حقهم، او لو لم يعبر لهم أي تعبير فإنه آذى لهم، والله سيتولى الدفاع عنهم، قال الإمام الشافعي: " إذا لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي، فمن أولياؤه إذن"، إذا لم يكن العلماء هم أكثر الناس خشية وعبادة وطاعة وولاية وقربًا من الله فمن من غير هؤلاء، ألم يقل الله: ﴿أَمَّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجِدًا وَقائِمًا يَحذَرُ الآخِرَةَ وَيَرجو رَحمَةَ رَبِّهِ قُل هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبابِ﴾، لا يستوون أبدا وبالتالي فالحرب قائمة بين الله وبين من يؤذي العلماء، وبين من يسب ويطعن في العلماء، وبين من يشتم هؤلاء الفضلاء، فليبشر بذلك، وليعد عدته لحرب كبرى بينه وبين ربه جل جلاله، أقول قولي هذا وأستغفر الله...
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- تعظيم العلماء، ومعرفة مكانة العلماء، وإتحاف الناس بقدر العلماء كبير وكثير وأعظم من أن يُذكر في خطبة ولا في أكثر ولا في مجلس ولا في مئة ولا في كتاب ولا في أعظم من هذا؛ فللعلماء لهم فضل أعظم من أن نتحدث عنه، ولهم قدر أكبر وأكثر من أن نذكره، لكن يكفينا ما ذكرنا وحسبنا ذلك لانطفاء الكهرباء مع الحر الشديد: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1 ...المزيد
*فريضة.الخوف.والوجل.من.عدم.قبول.العمل.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*فريضة.الخوف.والوجل.من.عدم.قبول.العمل.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/j2PH-2WFih0?si=Oj7LDCwdXw0SvlK_
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 3/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- آية في كتاب الله عظيمة، آية ترتعد لها تلك القلوب النقية الصافية التي أحسنت العمل، وخافت ووجلت من الرب عز وجل أن لا يُتقبل، آية من القرآن الكريم كان السلف يعدونها هي أخوف آية على الإطلاق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه آية في كتاب الله عز وجل عمل لها الصالحون، وخاف من هولها الأتقياء، والعلماء، وكانت هي الأهم، وهي الأبرز، والأعظم لديهم قبل أعمالهم، ووسط أعمالهم، وفي أواخر أعمالهم، وبعدها بمدة كبيرة وهم يتذكرونها ويخافون منها، آية في كتاب الله عز وجل لعلنا نعلمها ولكن أيها الإخوة هل مستبصر بها، وهل من متعظ خائف وجل بما تعنيه هذه الآية، إنها قول الله عز وجل: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾.
-- لقد كان ابن عمر رضي الله عنه يقول: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لما كان أحب شيء إلي من الموت؛ لأن الله تقبل مني حتى سجدة واحدة ويقول أبو ذر رضي الله عنه: لو أعلم أن الله عز وجل تقبل مني صلاة واحدة لكانت أحب إلي من الدنيا وما فيها، وهكذا كثير من أقوال السلف نقرأ عنها، ونسمع بها، ونرددها، بل يكفينا أن الله عز وجل قال هذه الآية : {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾.
- فقليل من يُتقبل منهم من تلك الأعمال والصالحات، بل كثير من الناس للأسف الشديد إنما الهم الأكبر عندهم أن يعمل، وأن يصلي، وأن يصوم، وأن يقرأ القرآن، ويكفي أما أن يهتم بقبول ذلك العمل، وأن يخاف من عدم القبول، وأن يفزع من هذه الآية العظيمة، فقليل من الناس ذلك، أرأيتم إلى السلف كيف وصفهم المعلى بن الفضل رحمه الله بقوله: كانوا يستقبلون رمضان ستة أشهر، ثم يودعونه ستة أشهر متواصلة خوفًا ووجلاً من عدم القبول لها، وخوفًا من أن الله عز وجل قد يردها على ذلك العبد، هكذا كانوا يفعلون مع أنهم أحسن عملا منا، وأجود، فكانوا يهتمون بقبول العمل أكثر من اهتمامهم بالعمل نفسه، وأكثر من تحملهم لذلك العمل ومشقته، وصعوبته، ونصبه…
- وتجدون النبي الله عليه وسلم يقول: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب)، تعب، ونصب، ومشقة، وعناء وليس له من عمله إلا أن يعمل ثم إنه مردود عليه لن يقبله الله تبارك وتعالى، فهل نحن حملنا هم العمل أكثر أو هم القبول، أو عكسنا فجعلنا هم العمل أكثر من همنا للقبول، وجعلنا هم رمضان والصيام والقيام، أكثر من هموم قبول الأعمال…
- أننا حملنا للأسف هم العمل ثم رميناه وراء ظهورنا وانطلقنا وكخن كل شيء على ما يرام ومضمون القبول، بل ربما يتظاهر بعمله، ويرجو كل الرجاء من الناس أن يمدحوه، وأن يعرفوه، ويحدثهم، ويمن على الله بعمله، ويتكبر على خلقه… ولربما يحج، أو يعتمر، أو يقرأ، أو يصلي، أو يفعل شيئًا وإذا به يتصور مثلاً وكأن ذلك العمل للناس لا لله، أما ذلك الإنسان الذي يرجو الله فإن الهم الأكبر لديه هو أن يُقبل العمل، وأن يخفية ما استطاع إلى ذلك سبيلا مع كامل الخوف والوجل…
- ولو أننا تأملنا أن بعد الصلوات أذكار وكأن الصلاة لا تكفي وحدها: ﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾ مع إنه صلى لربه، وناجى خالقه، بل يسلم من صلاته، ثم مطلوب منه أن يقول أستغفر الله ثلاث مرات وكأنه أتى بجرم في صلاته، وكأن الصلاة هذه منكر، لا ولكن الأمر أخطر وأعظم وأشد أعني ما وراء الصلاة وما بعد الصلاة وما يلي الصلاة وقبول الصلاة أمر آخر تماما…
- إن أمر قبول الأعمال جعله الله سرا لا يعلمه حتى الملائكة نعم حتى الملائكة فإنما عملهم يكتبون الأعمال وفقط ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾،، ثم لا يعلمون هل ذلك العمل تقبله الله أم لم يتقبله؟ هو سر بين الله عز وجل وبين نفسه، لا يعلمه أحد، ولا يطلع عليه لا ملَك مقرب، ولا نبي مرسل، بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري لما مات عثمان ابن مظعون رضي الله عنه وهو اخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قالت أمه: رحمك الله يا أبا السائل، أما والله إني لأشهد على الله أنه أكرمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صارخا بها، ومنبهًا لخطورة قطعها: (وما يدريك أن الله أكرمه، ها أنا ذا رسول الله ولا أدري)، بل عند مسلم بأن عائشة رضي الله عنها لما مات ولد صغير لم يبلغ الحلم وبالتالي لم يكتب عليه أي وزر قالت: هنيئًا له عصفور من عصافير الجنة، كلمة عادية فقال: عليه الصلاة والسلام: (أوغير ذلك يا عائشة؟)، يعني لو قلت غير هذا الكلام الذي قطعت أنه عصفور من عصافير الجنة ما أدراك؟ أنه كذلك! مع إنه صغير وطفل ولهذا كره النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن يطلق ويلقب الشهيد شهيداً؛ لأنها كلمة عظيمة بمقام النبوة وبمقام الصديقية.
- فأمر قبول العمل في الإسلام ليس بالأمر الهين، وكذلك أن يجازف الإنسان بقوله، أو أن يزعم، ومن قبول عمله دون أن يعلم على أن وراء ذلك العمل ما وراءه، وإن الخوف الأشد الذي يجب أن يكون أمام ناظرية ودائمًا وهو في قلبه يخاف منه يفزع أن يرد على وجهه هل تقبّل الله منه؟ أم لم يتقبل الله؟…
- وفي سورة الكهف التي سن لنا أن قرأها في كل أسبوع مرة يوم الجمعة نقرأ ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا﴾ هو يعمل ويتعب لكن اسمع ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾ عمل كثيرا وظن أنه ارتاح طويلاً لكنه مردود على وجهه، بل يدخل به جهنم ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً﴾مع أنها خشعت وصلت وصامت قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما فسرت الآية أو فهمتها: ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾ قالت :يا رسول الله هؤلاء الذين يسرقون ويزنون ويخافون؟ قال: لا يا ابنه الصديق، لا بل هم الذين يصلون ويصومون ويخافون أن لا يُتقبل منهم، فمفهوم بعيد للآية الكريمة بتفسير الحبيب صلى الله عليه وسلم علينا أن نأخذ به بقوة…
- أرأيتم إلى الحج الذي يتكبد المسلم فيه عناء السفر، ويدفع الأموال الكثيرة، ولعله يجمعها من سنوات طويلة، ثم يقول الله له: ﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرًا...﴾ ثم يقول لهم منبها ﴿فَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ﴾، أراد بحجته هذه وجه الناس أن يقال الحاج فلان أو أن يتصور أو أن تكون له صور تذكارية أو أي شيئ وهكذا من يتعلم أو يقرأ أو يصلي أو يصوم أو يتنفل أو يخشع أو أي شيء عمله ذلك مردود وغير مقبول فلنحذر…
-فأيها الإخوة هم قبول العمل يجب أن يكون هو الشاغل الأول والأكبر والأهم لنا، وليس بأن نعمل وفقط، وليس بأن نركن بعد أعمالنا إننا عملنا ونفذنا الواجب الذي يجب وانتهى الأمر، بل هناك واجبات أهم وأكبر أرأيت إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وقد أرهق بمشاغل الدعوة، حتى أخذت حياته بكلها. قالت عنه عائشة رضي الله عنها:( ما رأيت الله صلى الله عليه وسلم فارغ قط) ومع ذلك بعد أن فتح الله عليه ما فتح ووصل إلى رأس الفتوحات على الإطلاق التي دانت له الجزيرة العربية بما فيها وسيطر على أملاكها وقبائلها وأذعنت له تلك بكلها، وهابته عليه الصلاة والسلام قوى الشرق والغرب عليه الصلاة والسلام وحسبوا له الف حساب، ومع هذا نزلت سورة النصر مؤكدة أن مهما عملت فيجب عليك أن تعود إلى الله متواضعا متخشعا… أن تعود إلى الله داعيا أن يتقبل منك ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾ لعلك فعليك مع أنه ضمن له المغفرة قبل أن يدخل مكة أصلاً، لكن الأمر أخطر من ذلك، ﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾، ﴿فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَمَن تابَ مَعَكَ وَلا تَطغَوا إِنَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾.
-أيها الإخوة إن واجبنا بعد العبادات عامة، وبعد رمضان خاصة أن يكون هم القبول هو المسيطر على أذهاننا وعلى قلوبنا وعلى أعمالنا وعلى كل شيء فينا فلعا الله أن يرد تلك الأعمال علينا فنخسر كل شيءإِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله...
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
-إن الناظر في سر القبول هذا لماذا جعله بيده ولم يخبر به حتى ملائكته، ولا الملائكة المسبحة بقدسه، والذين يحيطون بعرشه لأجل أن يظل المؤمن في استمرار عمله، ويتلهف من عمل إلى عمل،وينتقل من هذا لهذا، ولا يقنع بأي عمل؛ لأنه لا يعلم هل ذلك العمل الأول قد قُبل أم لم يتقبل؟ وبالتالي هو في عجلة من العمل الصالح دائمًا فذلك لعله لم يتقبل فأزيد ثانيًا وثالثًا ورابعًا وخامسًا فلا أدري أي عملي تُقبل وأي عمل الصالح كان﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾، وفي آية اخرى بل ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾ فرار إلى الله، مسابقة نحو الجنة…
- وهناك فرق بين خاف من أن لا يقبل عمله فأقبل على زيادته ولوم نفسه، وتحسينه… وبين من أَمِن من عمله، وضمن قبوله فإنه لن يسسر ﴿أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾ خاسر سيخسر نفسه ويخسر عمله ويخسر جنته ويخسر ربه قبل ذلك، ولأنه ركن على عمله اليسير وارتضى به ظانًا على إن ذلك العمل قد تقبل. وهو لم يتقبل أصلا، لا بل المؤمن الحق هو الذي يسعى وراء كل عمل صالح فهذا هو الذي يتقبل لي كما قال الإمام العالم الحجة الزاهد عبد القادر الجيلالي عليه رحمة الله الجيلالي أو الكيلاني أيضاً رحمه الله وهو يقول: (إن الله أخفى رضاه في طاعته فلا يدري المؤمن في أي عمل رضاه، وإنه أخفى سخطه في معصيته فلا يدري المؤمن في أي معصيته سخط)، فلا يدري وبالتالي هو يخاف من كل سيئة ويرجو كل عمل لعل هذا أن يتقبل منه وهذا أن يرتفع بينه وبين الله. وتلك السيئة يخفاف أن تكون هي السبب المحبط له كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله: إنا لنضحك في دنيانا، ولعل الله قد طلع على ذنب من ذنوبنا فقال بعد ذلك لا أتقبل منك شيئًا أن أتقبل منك شيئًا ويقول ابن القيم عليها رحمة الله: في كلام ما معناه على أن الذنب كالجراحات أي الذنوب كالجراحات ولا يدري ولا يدري صاحب الجرح أي جرح سيهلكه، فكذلك الذنب لا ندري أي الذنوب ستهلكنا وهكذا الصالحات. لا ندري في أي صالح يكون قبول عملنا، ولا ندري في أي صالح يكون رضا الله عنا، ألا فلنطلب رضا الله في طاعة الله، ألا فلنطب جنة الله في طاعة الله، ألا فلنطلب القبول في كثرة العمل مع هم العمل ألا يتقبل..
- فإن الآية الكريمة لتحكي لكل مؤمن ولا تصرخ في قلب كل مسلم ولا تقول لكل موحد خف إلا يتقبل منك عملك فإن الله {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾ ومن تقبل منه عمله فإنه متق معنى الآية أو في مفهوم الاية. وكذلك ان الذي يتقبل منه يكون من المتقين. ومعناه أن الجنة له لأن الله قال ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ فالتقوى هي ثمن الجنة. هي مفتاح الجنة. هي الأساس لدخول الجنة. ولا جنة إلا بعمل. ولا عمل إلا بقبول ألا فلنهتم بأعمالنا وقبل ذلك وأكثر وأعظم منه أن نهتم بقبول ذلك العمل ونكثر من همنا أكثر من هم عملنا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم (كان اذا عمل عملا اثبته ) وكان عليه الصلاة والسلام كما قالت عنه عائشة ومسلم : كان عمله ديمة أي دائما وهو يتعاهد ذلك العمل، ألا فلنثبت ألا فلنسارع، ألا فلنبادر، ألا فلنسابق، ألا فلنفر، ألا فلنخف ألا يتقبل منا ذلك العمل وأختم بما {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1 *❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/j2PH-2WFih0?si=Oj7LDCwdXw0SvlK_
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 3/ شوال /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- آية في كتاب الله عظيمة، آية ترتعد لها تلك القلوب النقية الصافية التي أحسنت العمل، وخافت ووجلت من الرب عز وجل أن لا يُتقبل، آية من القرآن الكريم كان السلف يعدونها هي أخوف آية على الإطلاق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه آية في كتاب الله عز وجل عمل لها الصالحون، وخاف من هولها الأتقياء، والعلماء، وكانت هي الأهم، وهي الأبرز، والأعظم لديهم قبل أعمالهم، ووسط أعمالهم، وفي أواخر أعمالهم، وبعدها بمدة كبيرة وهم يتذكرونها ويخافون منها، آية في كتاب الله عز وجل لعلنا نعلمها ولكن أيها الإخوة هل مستبصر بها، وهل من متعظ خائف وجل بما تعنيه هذه الآية، إنها قول الله عز وجل: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾.
-- لقد كان ابن عمر رضي الله عنه يقول: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لما كان أحب شيء إلي من الموت؛ لأن الله تقبل مني حتى سجدة واحدة ويقول أبو ذر رضي الله عنه: لو أعلم أن الله عز وجل تقبل مني صلاة واحدة لكانت أحب إلي من الدنيا وما فيها، وهكذا كثير من أقوال السلف نقرأ عنها، ونسمع بها، ونرددها، بل يكفينا أن الله عز وجل قال هذه الآية : {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾.
- فقليل من يُتقبل منهم من تلك الأعمال والصالحات، بل كثير من الناس للأسف الشديد إنما الهم الأكبر عندهم أن يعمل، وأن يصلي، وأن يصوم، وأن يقرأ القرآن، ويكفي أما أن يهتم بقبول ذلك العمل، وأن يخاف من عدم القبول، وأن يفزع من هذه الآية العظيمة، فقليل من الناس ذلك، أرأيتم إلى السلف كيف وصفهم المعلى بن الفضل رحمه الله بقوله: كانوا يستقبلون رمضان ستة أشهر، ثم يودعونه ستة أشهر متواصلة خوفًا ووجلاً من عدم القبول لها، وخوفًا من أن الله عز وجل قد يردها على ذلك العبد، هكذا كانوا يفعلون مع أنهم أحسن عملا منا، وأجود، فكانوا يهتمون بقبول العمل أكثر من اهتمامهم بالعمل نفسه، وأكثر من تحملهم لذلك العمل ومشقته، وصعوبته، ونصبه…
- وتجدون النبي الله عليه وسلم يقول: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب)، تعب، ونصب، ومشقة، وعناء وليس له من عمله إلا أن يعمل ثم إنه مردود عليه لن يقبله الله تبارك وتعالى، فهل نحن حملنا هم العمل أكثر أو هم القبول، أو عكسنا فجعلنا هم العمل أكثر من همنا للقبول، وجعلنا هم رمضان والصيام والقيام، أكثر من هموم قبول الأعمال…
- أننا حملنا للأسف هم العمل ثم رميناه وراء ظهورنا وانطلقنا وكخن كل شيء على ما يرام ومضمون القبول، بل ربما يتظاهر بعمله، ويرجو كل الرجاء من الناس أن يمدحوه، وأن يعرفوه، ويحدثهم، ويمن على الله بعمله، ويتكبر على خلقه… ولربما يحج، أو يعتمر، أو يقرأ، أو يصلي، أو يفعل شيئًا وإذا به يتصور مثلاً وكأن ذلك العمل للناس لا لله، أما ذلك الإنسان الذي يرجو الله فإن الهم الأكبر لديه هو أن يُقبل العمل، وأن يخفية ما استطاع إلى ذلك سبيلا مع كامل الخوف والوجل…
- ولو أننا تأملنا أن بعد الصلوات أذكار وكأن الصلاة لا تكفي وحدها: ﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾ مع إنه صلى لربه، وناجى خالقه، بل يسلم من صلاته، ثم مطلوب منه أن يقول أستغفر الله ثلاث مرات وكأنه أتى بجرم في صلاته، وكأن الصلاة هذه منكر، لا ولكن الأمر أخطر وأعظم وأشد أعني ما وراء الصلاة وما بعد الصلاة وما يلي الصلاة وقبول الصلاة أمر آخر تماما…
- إن أمر قبول الأعمال جعله الله سرا لا يعلمه حتى الملائكة نعم حتى الملائكة فإنما عملهم يكتبون الأعمال وفقط ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾،، ثم لا يعلمون هل ذلك العمل تقبله الله أم لم يتقبله؟ هو سر بين الله عز وجل وبين نفسه، لا يعلمه أحد، ولا يطلع عليه لا ملَك مقرب، ولا نبي مرسل، بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري لما مات عثمان ابن مظعون رضي الله عنه وهو اخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قالت أمه: رحمك الله يا أبا السائل، أما والله إني لأشهد على الله أنه أكرمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صارخا بها، ومنبهًا لخطورة قطعها: (وما يدريك أن الله أكرمه، ها أنا ذا رسول الله ولا أدري)، بل عند مسلم بأن عائشة رضي الله عنها لما مات ولد صغير لم يبلغ الحلم وبالتالي لم يكتب عليه أي وزر قالت: هنيئًا له عصفور من عصافير الجنة، كلمة عادية فقال: عليه الصلاة والسلام: (أوغير ذلك يا عائشة؟)، يعني لو قلت غير هذا الكلام الذي قطعت أنه عصفور من عصافير الجنة ما أدراك؟ أنه كذلك! مع إنه صغير وطفل ولهذا كره النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن يطلق ويلقب الشهيد شهيداً؛ لأنها كلمة عظيمة بمقام النبوة وبمقام الصديقية.
- فأمر قبول العمل في الإسلام ليس بالأمر الهين، وكذلك أن يجازف الإنسان بقوله، أو أن يزعم، ومن قبول عمله دون أن يعلم على أن وراء ذلك العمل ما وراءه، وإن الخوف الأشد الذي يجب أن يكون أمام ناظرية ودائمًا وهو في قلبه يخاف منه يفزع أن يرد على وجهه هل تقبّل الله منه؟ أم لم يتقبل الله؟…
- وفي سورة الكهف التي سن لنا أن قرأها في كل أسبوع مرة يوم الجمعة نقرأ ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا﴾ هو يعمل ويتعب لكن اسمع ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا﴾ عمل كثيرا وظن أنه ارتاح طويلاً لكنه مردود على وجهه، بل يدخل به جهنم ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً﴾مع أنها خشعت وصلت وصامت قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما فسرت الآية أو فهمتها: ﴿وَالَّذينَ يُؤتونَ ما آتَوا وَقُلوبُهُم وَجِلَةٌ أَنَّهُم إِلى رَبِّهِم راجِعونَ﴾ قالت :يا رسول الله هؤلاء الذين يسرقون ويزنون ويخافون؟ قال: لا يا ابنه الصديق، لا بل هم الذين يصلون ويصومون ويخافون أن لا يُتقبل منهم، فمفهوم بعيد للآية الكريمة بتفسير الحبيب صلى الله عليه وسلم علينا أن نأخذ به بقوة…
- أرأيتم إلى الحج الذي يتكبد المسلم فيه عناء السفر، ويدفع الأموال الكثيرة، ولعله يجمعها من سنوات طويلة، ثم يقول الله له: ﴿فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم أَو أَشَدَّ ذِكرًا...﴾ ثم يقول لهم منبها ﴿فَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ﴾، أراد بحجته هذه وجه الناس أن يقال الحاج فلان أو أن يتصور أو أن تكون له صور تذكارية أو أي شيئ وهكذا من يتعلم أو يقرأ أو يصلي أو يصوم أو يتنفل أو يخشع أو أي شيء عمله ذلك مردود وغير مقبول فلنحذر…
-فأيها الإخوة هم قبول العمل يجب أن يكون هو الشاغل الأول والأكبر والأهم لنا، وليس بأن نعمل وفقط، وليس بأن نركن بعد أعمالنا إننا عملنا ونفذنا الواجب الذي يجب وانتهى الأمر، بل هناك واجبات أهم وأكبر أرأيت إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وقد أرهق بمشاغل الدعوة، حتى أخذت حياته بكلها. قالت عنه عائشة رضي الله عنها:( ما رأيت الله صلى الله عليه وسلم فارغ قط) ومع ذلك بعد أن فتح الله عليه ما فتح ووصل إلى رأس الفتوحات على الإطلاق التي دانت له الجزيرة العربية بما فيها وسيطر على أملاكها وقبائلها وأذعنت له تلك بكلها، وهابته عليه الصلاة والسلام قوى الشرق والغرب عليه الصلاة والسلام وحسبوا له الف حساب، ومع هذا نزلت سورة النصر مؤكدة أن مهما عملت فيجب عليك أن تعود إلى الله متواضعا متخشعا… أن تعود إلى الله داعيا أن يتقبل منك ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾ لعلك فعليك مع أنه ضمن له المغفرة قبل أن يدخل مكة أصلاً، لكن الأمر أخطر من ذلك، ﴿وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾، ﴿فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَمَن تابَ مَعَكَ وَلا تَطغَوا إِنَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾.
-أيها الإخوة إن واجبنا بعد العبادات عامة، وبعد رمضان خاصة أن يكون هم القبول هو المسيطر على أذهاننا وعلى قلوبنا وعلى أعمالنا وعلى كل شيء فينا فلعا الله أن يرد تلك الأعمال علينا فنخسر كل شيءإِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله...
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
-إن الناظر في سر القبول هذا لماذا جعله بيده ولم يخبر به حتى ملائكته، ولا الملائكة المسبحة بقدسه، والذين يحيطون بعرشه لأجل أن يظل المؤمن في استمرار عمله، ويتلهف من عمل إلى عمل،وينتقل من هذا لهذا، ولا يقنع بأي عمل؛ لأنه لا يعلم هل ذلك العمل الأول قد قُبل أم لم يتقبل؟ وبالتالي هو في عجلة من العمل الصالح دائمًا فذلك لعله لم يتقبل فأزيد ثانيًا وثالثًا ورابعًا وخامسًا فلا أدري أي عملي تُقبل وأي عمل الصالح كان﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾، وفي آية اخرى بل ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾ فرار إلى الله، مسابقة نحو الجنة…
- وهناك فرق بين خاف من أن لا يقبل عمله فأقبل على زيادته ولوم نفسه، وتحسينه… وبين من أَمِن من عمله، وضمن قبوله فإنه لن يسسر ﴿أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾ خاسر سيخسر نفسه ويخسر عمله ويخسر جنته ويخسر ربه قبل ذلك، ولأنه ركن على عمله اليسير وارتضى به ظانًا على إن ذلك العمل قد تقبل. وهو لم يتقبل أصلا، لا بل المؤمن الحق هو الذي يسعى وراء كل عمل صالح فهذا هو الذي يتقبل لي كما قال الإمام العالم الحجة الزاهد عبد القادر الجيلالي عليه رحمة الله الجيلالي أو الكيلاني أيضاً رحمه الله وهو يقول: (إن الله أخفى رضاه في طاعته فلا يدري المؤمن في أي عمل رضاه، وإنه أخفى سخطه في معصيته فلا يدري المؤمن في أي معصيته سخط)، فلا يدري وبالتالي هو يخاف من كل سيئة ويرجو كل عمل لعل هذا أن يتقبل منه وهذا أن يرتفع بينه وبين الله. وتلك السيئة يخفاف أن تكون هي السبب المحبط له كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله: إنا لنضحك في دنيانا، ولعل الله قد طلع على ذنب من ذنوبنا فقال بعد ذلك لا أتقبل منك شيئًا أن أتقبل منك شيئًا ويقول ابن القيم عليها رحمة الله: في كلام ما معناه على أن الذنب كالجراحات أي الذنوب كالجراحات ولا يدري ولا يدري صاحب الجرح أي جرح سيهلكه، فكذلك الذنب لا ندري أي الذنوب ستهلكنا وهكذا الصالحات. لا ندري في أي صالح يكون قبول عملنا، ولا ندري في أي صالح يكون رضا الله عنا، ألا فلنطلب رضا الله في طاعة الله، ألا فلنطب جنة الله في طاعة الله، ألا فلنطلب القبول في كثرة العمل مع هم العمل ألا يتقبل..
- فإن الآية الكريمة لتحكي لكل مؤمن ولا تصرخ في قلب كل مسلم ولا تقول لكل موحد خف إلا يتقبل منك عملك فإن الله {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾ ومن تقبل منه عمله فإنه متق معنى الآية أو في مفهوم الاية. وكذلك ان الذي يتقبل منه يكون من المتقين. ومعناه أن الجنة له لأن الله قال ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ فالتقوى هي ثمن الجنة. هي مفتاح الجنة. هي الأساس لدخول الجنة. ولا جنة إلا بعمل. ولا عمل إلا بقبول ألا فلنهتم بأعمالنا وقبل ذلك وأكثر وأعظم منه أن نهتم بقبول ذلك العمل ونكثر من همنا أكثر من هم عملنا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم (كان اذا عمل عملا اثبته ) وكان عليه الصلاة والسلام كما قالت عنه عائشة ومسلم : كان عمله ديمة أي دائما وهو يتعاهد ذلك العمل، ألا فلنثبت ألا فلنسارع، ألا فلنبادر، ألا فلنسابق، ألا فلنفر، ألا فلنخف ألا يتقبل منا ذلك العمل وأختم بما {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1 *❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*رمضان.موعد.مع.الجهاد.تقليب.في.صفحات.التاريخ.الجهادي.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
*رمضان.موعد.مع.الجهاد.تقليب.في.صفحات.التاريخ.الجهادي.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/GZzvcMtz-EY?si=xwhuayZNRJhcZeYX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 19/ رمضان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
-فإن شهر رمضان هو شهر، وموعد، ولقاء بالانتصارات، والفتوحات، والبطولات، شهر مبارك جمع الفضائل والمكرمات، شهر مبارك جمع فيه ما جمع من الخيرات والبركات، شهر لا يعرف الكسل والخمول، ولا يعرف الدعة، ولا يعرف الركون، ولا يعرف إلا الجد لا الهزل، ولا يعرف إلا الخير لا الشر، هو موطن جعله الله تبارك وتعالى للفالحين للمؤمنين الصالحين..
- إنه شهر مبارك شهر عرفه السلف بما عرفوه، وعبدوا الله حق عبادته كما عبدوه، وتعرف الخلف عليه فأفسدوا كثيرا من ساعاته ولياليه، هذا الشهر المبارك شهر جمع الله تبارك وتعالى فيه فريضة العمل لذود حمى الإسلام، مع فريضة الصيام، فريضة الدفاع عن الإسلام والنفس والعرض والمال وعن كل شيء في الحياة ليسلم ذلك المسلم الإنسان، شهر لم يكن ولن يكون إلا ذلك الشهر الذي جعل الله فيه البركة والنصر، وجعل فيه أعظم الخير بل إنه جمع فرائض في الإسلام عديدة وكبيرة وعظيمة لا فريضة الصيام والجهاد الذي هو الدفاع عن الإسلام…
- هذا الشهر المبارك يكفي أنه فيه كان يتبرك المسلمون، يتبرك المجاهدون، يتبرك الصالحون، يتبرك المرابطون المثابرون على ثغور هذه الأمة في هذا الشهر المبارك؛ إذ كانوا يؤقتون معاركهم وفتوحاتهم وما لديهم من إمكانيات لتهدئة وعلاج تلك النفوس المريضة والتي ما عرفت إلا الشر ومحاربة الإسلام في كل وادٍ ونادٍ…
- تلك النفوس الأبية لسلفنا الصالح على رأسهم رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي جعل هذا الشهر المبارك هو محطة يجمع فيه ذروة الإسلام -الجهاد- العظمى، مع فريضة الصيام الفضلى، وبدأ صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بأول غزوة له صلى الله عليه وسلم على الأعداء الذين طالما تربصوا بالمسلمين، وطالما فعلوا بهم الأفاعيل، وأخرجوهم من ديارهم حفاة عراة جائعين…وهي مشاهد تتكرر في كل زمان، وفي كل حين وآن مادام وأن راية الجهاد قد خفت، وسيفه قد خمد، والقوة قد ضعفت… تلك المشاهد للذل والخزي والعار المتكررة إذا سكت المسلمون عنها، ولم يحركوا سهامهم لكفها، وكبت جماحها، وإنهاء آلامها كانت العقوبة عليهم من ربنا: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، وقبله ذلك النداء المدوي: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾..
- على أن الإسلام منصور بك أو بغيرك إنما تشرف أن تكون من حملة رايته، والمدافع عن حياضه: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾، ألا فليستجيبوا للنداء، وليلبوا لدعوة رب الأرض السماء: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾.
- فهو إذَن قتال واستشهاد واستبسال ودفاع عن كرامة الإسلام وذود عن كرامة المسلمات والأطفال، وإلا كان الخزي والعار، ولا بديل له سواه فأين المتذكرون لفعل الحبيب صلى الله عليه وسلم حامي لواء الدين، وحارس ثغر الإسلام والمسلمين بدءًا من بدر الكبرى وانتهاء بتبوك ومواصلة أصحابه رضوان الله عليهم لمشواره صلى الله عليه وسلم.
- هذه الكرامة للأمة، والانتصار للإسلام بدأه رسولنا صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الشهر، المبارك، وفي السابع عشر من رمضان بما سماه الله تبارك وتعالى بمعركة الفرقان، والفرقان بمعنى الفاصل بين الحق والباطل، وسيزال كذلك يفصل بين الحق والباطل ما دام وأن سيف الجهاد قائم، ما دام وأن ذلك السيف مرفوعا، ما دام وأن ذلك السيف يخفق في يد ذلك المسلم الذي يعتز بدينه وإسلامه، وسيُهزم ذلك الباطل الذي طالما ترعرع وعاش قبل معركة الفرقان فاجتث جذوره.
- إن معركة بدر أو الفرقان هي أول مقدمة عظمى لنصر الإسلام، لكن ليست وحدها وقعت في شهرنا هذا شهر رمضان بل هناك مشاهد كبيرة، وبطولات كثيرة، بل أروع وأعظم وأكبر وأجل فتوحات المسلمين على الإطلاق كانت في هذا الشهر المبارك أمثال فتح مكة التي جعلها الله نهاية لغطرسة الكفر والظلم، حتى أن الله عز وجل قد أسقط فرض الهجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما علله العلماء على أن فتح مكة قد أصبح الإسلام عزيزاً فلا يحتاج مسلم أن يذهب من بلد لبلد وينتقل بنفسه أو ينقذ أسرته من مكان لمكان، بل أصبح ذلك الإسلام هو المهيمن في تلك الفترة على كل الأماكن، وأيضًا لقد أصبحت جزيرة العرب هي أرض الإسلام هي أرض دين وانتصار بفتح مكة المجيد، ولهذا قال الله في سورة كاملة سماها سورة النصر وكلها تتحدث عن فتح مكة المجيد: ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾، فمعناه قد دان القبائل العربية للمسلمين.
- وأيضًا ليست هذه وفقط بل هناك فتوحات
كبيرة وعظيمة بعد أن التحق نبينا صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى جاء الفتح الكبير، والنصر المجيد، والهزيمة الساحقة، لا ضد عادي بل لأكبر وأعظم إمبراطورية عالمية كانت في تلك الفترة، إنها فارس التي طالما تغطرست وتكبرت وتجبرت ووصلت بجذوروها إلى أقاصي الدول بكلها تقريبًا إما بسياستها القذرة أو بجيشها الذي وصل حتى إلى اليمن، وإلى أفريقيا مع أنها في مكان بعيد وسحيق في شرق آسيا إلا أنها تغلغلت هناك فجاء الإسلام فقص تلك الأجنحة وأنهى تلك الآثار التي طالما تبجحت بها لقرون طويلة إنها معركة القادسية… نعم معركة القادسية المباركة والفتح المجيد الذي كان بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه…
- على أن القادسية ليست الوحيدة أيضًا ولو صرفنا من الوقت ماصرفنا، وتحدثنا ما تحدثنا لطال بنا المقام جداً، لكنها فقط نفحات ولفحات وتقليب في صفحات التاريخ، ولن نتحدث عن أبعاد المعركة وعن أخبارها وعن أسرارها وعن شهدائها وعن قتالها وعن عددها ومدتها وعن الانتصار الكبير وما حققه المسلمون فيها، بل إنما هي قطوف لنعرف الأمجاد ونعرف على أن شهر رمضان شهر جهاد ورباط لا ذلك الشهر الذي حوله كثير من المسلمين إلى شهر نوم وغفلة وكسل وخمول وسهر وقيل ومقال وحلقات وتلفزيونات وأشياء وأشياء…
- إنها فتوحات مجيدة عرفها السلف وفعلوها بأنفسهم في وقت نحن ننام طويلا، ونكسل كثيرا وآتي بكم لفتح بلاد السند والهند التي كانت العائق الأكبر والأعظم للمسلمين آنذاك وهي أكبر فتح للمسلمين من جهة الشرق في شرق آسيا في باكستان، وما وراء باكستان، وأفغانستان، وأوزبكستان، وطجاكستان… وتلك البلدان بكلها حتى وصلوا إلى قلب روسيا، ثم إلى الهند أيضًا، تلك الهند التي طال الحكم الإسلامي حتى ظل لقرون تخفق فيها دولة الهند وعاصمتها دلهي كما تسمى الآن، أو دهلي كما كانت تسمى قديمًا بتقديم الهاء…
- نعم إنها أرض الهند التي فتحها ذلك الطفل الصغير الذي لم يتجاوز كما يسمى الآن في قوانين الجبن والخوف السن القانون إنه محمد بن القاسم رحمه الله وفي القرن الأول أو في نهايته في الثانية والتسعين للهجرة النبوية محمد بن القاسم الذي كان في السابع عشر من عمره يفتح بلاد السن والهند وشرق آسيا بما فيها، بتلك المعارك الطويلة التي كانت في أعظم وأنصع صفحات تاريخنا المجيد…
- ثم ليست بلاد السن والهند وفتح فارس (القادسية) ومكة قبل ذلك، ثم قبل الكل معركة بدر الكبرى، بل أيضاً من جهة أخرى هي جهة أسبانيا حاليًا الفردوس المفقودة كما يصفها المسلمون، التي فقدوها وأضاعوها من أيديهم على يد الملوك المتناحرة آنذاك بما تسمى في تاريخنا وفي تاريخ الأمة الأسود في تلك الفترة هم ملوك الطوائف الذين تركوا لأجل ملكهم، ولأجل أسرهم، ولأجل ذويهم، ولأجل أنفسهم، أرض الأندلس الفردوس المفقوده تركوها للصليبيين بعد أكثر من ثمانية قرون من انتصار المسلمين فيها، وقد كان فتحها في رمضان على بيد المجاهد الكبير والعظيم إنه طارق بن زياد الذي وصل الى الأندلس التي كانت تسمى كذلك في فترة مضت وتركها المسلمون وتركوا مشاهدها ومعالمها ولم يحفظوا اليوم إلا نوادي رياضية وأخبار من هذه وتلك من سياسية وثقافية لكنهم لم يعرفوا على إن الأندلس هي أرض إسلامية وستظل كذلك بإذن الله حتى استعادتها من الصليبيين الذين أخذوها على غرة من المسلمين…
- ثم قبل سقوطها الأول أو الذي كادت تسقط فيه وأخره كما يقول المؤرخون لأربعة قرون هي معركة رمضانية كبرى كانت معركة الزلاقة على يد قائد المجاهدين وزعيم دولة المرابطين يوسف بن تاشفين رحمه الله، وكانت أيضًا في رمضان….
لكن تلك المعارك لم ولن تكون الوحيدة في رمضان بل هناك عظائم للإسلام في شهر رمضان وكبريات المعارك فيه الفاصلة وإلى تمريغ أعظم جيش كان في تلك الفترة التي صال وجال وطغى وتكبر وتغطرس وجاء من أبعد مناطق الكرة الأرضية في الصين وحدودها حتى وصل في كل مكان حتى إلى إفريقي،ا وطاف بالجزيرة العربية خاصة بغداد حاضرة الإسلام وعاصمة العالم بأكمله، إنه الجيش الذي كان يقال لا يقهر التتار الذي كان يفعل الأفاعيل ويعمد إلى الأطفال والنساء الحوامل فيبقر بطونهن ويفعل بهن ما يفعل ويحرق قرى بأكملها لا يقتلهم إلا حريقًا ولا يدفنهم إلا أحياء وفعل بالمسلمين ما فعل وحتى ليس بالمسلمين وفقط بل وكل ما مر أمامه إنه جيش التتار الذي هُزم شر هزيمة، وأعظم كارثة ولم تقم له بعده قائمة وفي ك شهر رمضان كان الموعد وعلى يد قطز والظاهر ببيرس وفي عين جالوت الكبيرة والتي نسمع عنها كثيرا ولكننا ربما خفت عنا على أنها في شهر رمضان…
- لكن ليست عين جالوت فقط بل هناك المعركة المجيدة التي حرر فيها المسلمون الأقصى المجيد في شهر رمضان وعلى يد صلاح الدين الأيوبي عليه رحمة الله، ذاك المجاهد الأبي والصنديد المقدام الإسلامي الذي ما عرف إلا الجهاد ولا عرف إلا الإسلام ولا عرف إلا معنى وإسلاماه، وقد كانت معركة حطين المجيدة في أرض فلسطين العظيمة والتي كان لها موعد أيضا مع انتصار آخر وفي شهر رمضان أيضًا وفي قرننا الماضي وليس بالزمن البعيد جدا، وضد الكيان الصهيوني الغاصب المحتل المتغطرس… أعني معركة 1973م في أكتوبر المجيد الذي أعاد أمجاده القسام في السابع منه بطوفان الأقصى الذي يجوب وقد جاب العالم بما فيه بطوفان مزلزل أحيا الأرض والعرض والجهاد والنخوة والحمية، واستطاع أن يلفت أنظار العالم بكله لأرض فلسطين الأبية، وشعبها المظلوم على يد الكيان الصهيوني القاتل المجرم…. والقسام بطوفان الأقصى أراد أن يلقن العالم بأسره أن الطوفان سيعم الكل إن لم ينته المحتل، ويرحل عن الأرض… والمقاومة كلها يخوضون وسيخوضون تلك المعارك الكبيرة والعظيمة في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان يخوضونها وباستمرار وبجهاد واستبسال وبتضحيات كبرى ليس هم فقط بل وجميع المدنيين معهم بالعذاب والاضطهاد والمجاعة والصبر على القتل والجراحات والتدمير وما ترونه على شاشات الخزي والعار الذي خذلهم العرب الصغار والكبار والذين خذلهم العالم بما فيه الذي يدعي الإنسانية وأصبحت غزة وأهل غزة هي أول معركة في التاريخ بما فيه أن تنقل مشاهدة للعالم أولا بأول. وقبل أن تقصف الطائرة وقبل أن ترمي القذيفة. وقبل أن تنزل تلك القنبلة تصور لكن لاحراك ولا قائل كفى ولكن لا كرامة، ولا نخوة تحركت…
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الحديث كما مر معنا عن أحداث شهر رمضان، وعن جهاد وبطولات رمضان جميلة ورائعة وكبيرة وعظيمة ولربما لا نتصورها الآن؛ لأننا عشنا زمن الخذلان، وعشنا زمن الكسل، وعشنا الزمن الذي جعلنا فيه رمضان شهر نوم وخمول وقيل وقال وحلقات وبرامج ومسلسلات…
- لقد حولناه لشهر تنوع المأكولات، وتنوع المشروبات، وللسهرات، وللمراسلات ولكل أنواع ضياع الأوقات… ألا فإن كنا كذلك فيما سبق فلا نكن كذلك فيما بقي ولحق، وإننا في أيام رمضان العظمى والفضلى وفي خير أيامه على الإطلاق وبإجماع العلماء أن شهر رمضان هو خير الشهور، وأن خير ما فيه هي العشر الأواخر منه، وعلى أن خير ما في العشر في رمضان بل وفي العام كله هي ليلة القدر التي لا نعلم متى تكون، وفي أي ليلة تكون؟ وإنما الذي هو الذي رفع علمها الله عز وجل وبالتالي فالواجب على المسلم إذا أراد أن يدرك هذه الليلة العظيمة التي تعدل بألف شهر: {لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ}… أي عشرات الآلاف من الليالي… ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾، بل باركها وما فيها جل وعلا: ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرينَ فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ أَمرًا مِن عِندِنا إِنّا كُنّا مُرسِلينَ﴾.
- ألا فاغتنموا هذه الليالي المباركة، وتعرفوا على ربكم فيها، وتعبدوه حق عبادته، ومن أحسن فيما بقى غُفر له ما مضى، ألا فأحسنوا في آخر رمضان، وما تبقت فيه من ليال وأيام يحسن الله إليكم ويحبكم في بقية العام: ﴿وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾… ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا﴾…
- إنها فرصة عظيمة لمن أسرف في بدايته وأوائل عمره أن يجتهد في نهايته ومن أحسن في النهاية غفر الله له البداية، ولو أن كافراً نطق بالشهادتين في آخر لحظات من عمره لدخل الجنة، ولو أن مسلمًا استغل آواخر رمضان وتعرف على ربه مهما كان مسرفا في بدايته بل في عمره كله فلربما تغشاه الرحمة وتنزل عليه السكينة والهداية والصلاح ويدخل بذلك الجنة بإذن رب العزة...
- فأيها الإخوة اغتنموا هذه الليالي الأخيرة والأيام المباركة بما ينفعكم في الدنيا والآخرة؛ فإنه شهر سيودعكم آخره كما ودعكم أوله، فودعوه بخير، وإنما العبرة بحسن العمل في الخواتيم، وها هي أيام رمضان انقضت، وها هي لياليه أيضاً قد أوشكت فعلينا فالزموا الطاعات، واغتنموا هذه الفضائل والمكرومات لعل الله أن يغفر لنا الزلات، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/GZzvcMtz-EY?si=xwhuayZNRJhcZeYX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 19/ رمضان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
-فإن شهر رمضان هو شهر، وموعد، ولقاء بالانتصارات، والفتوحات، والبطولات، شهر مبارك جمع الفضائل والمكرمات، شهر مبارك جمع فيه ما جمع من الخيرات والبركات، شهر لا يعرف الكسل والخمول، ولا يعرف الدعة، ولا يعرف الركون، ولا يعرف إلا الجد لا الهزل، ولا يعرف إلا الخير لا الشر، هو موطن جعله الله تبارك وتعالى للفالحين للمؤمنين الصالحين..
- إنه شهر مبارك شهر عرفه السلف بما عرفوه، وعبدوا الله حق عبادته كما عبدوه، وتعرف الخلف عليه فأفسدوا كثيرا من ساعاته ولياليه، هذا الشهر المبارك شهر جمع الله تبارك وتعالى فيه فريضة العمل لذود حمى الإسلام، مع فريضة الصيام، فريضة الدفاع عن الإسلام والنفس والعرض والمال وعن كل شيء في الحياة ليسلم ذلك المسلم الإنسان، شهر لم يكن ولن يكون إلا ذلك الشهر الذي جعل الله فيه البركة والنصر، وجعل فيه أعظم الخير بل إنه جمع فرائض في الإسلام عديدة وكبيرة وعظيمة لا فريضة الصيام والجهاد الذي هو الدفاع عن الإسلام…
- هذا الشهر المبارك يكفي أنه فيه كان يتبرك المسلمون، يتبرك المجاهدون، يتبرك الصالحون، يتبرك المرابطون المثابرون على ثغور هذه الأمة في هذا الشهر المبارك؛ إذ كانوا يؤقتون معاركهم وفتوحاتهم وما لديهم من إمكانيات لتهدئة وعلاج تلك النفوس المريضة والتي ما عرفت إلا الشر ومحاربة الإسلام في كل وادٍ ونادٍ…
- تلك النفوس الأبية لسلفنا الصالح على رأسهم رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي جعل هذا الشهر المبارك هو محطة يجمع فيه ذروة الإسلام -الجهاد- العظمى، مع فريضة الصيام الفضلى، وبدأ صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بأول غزوة له صلى الله عليه وسلم على الأعداء الذين طالما تربصوا بالمسلمين، وطالما فعلوا بهم الأفاعيل، وأخرجوهم من ديارهم حفاة عراة جائعين…وهي مشاهد تتكرر في كل زمان، وفي كل حين وآن مادام وأن راية الجهاد قد خفت، وسيفه قد خمد، والقوة قد ضعفت… تلك المشاهد للذل والخزي والعار المتكررة إذا سكت المسلمون عنها، ولم يحركوا سهامهم لكفها، وكبت جماحها، وإنهاء آلامها كانت العقوبة عليهم من ربنا: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، وقبله ذلك النداء المدوي: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾..
- على أن الإسلام منصور بك أو بغيرك إنما تشرف أن تكون من حملة رايته، والمدافع عن حياضه: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾، ألا فليستجيبوا للنداء، وليلبوا لدعوة رب الأرض السماء: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾.
- فهو إذَن قتال واستشهاد واستبسال ودفاع عن كرامة الإسلام وذود عن كرامة المسلمات والأطفال، وإلا كان الخزي والعار، ولا بديل له سواه فأين المتذكرون لفعل الحبيب صلى الله عليه وسلم حامي لواء الدين، وحارس ثغر الإسلام والمسلمين بدءًا من بدر الكبرى وانتهاء بتبوك ومواصلة أصحابه رضوان الله عليهم لمشواره صلى الله عليه وسلم.
- هذه الكرامة للأمة، والانتصار للإسلام بدأه رسولنا صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الشهر، المبارك، وفي السابع عشر من رمضان بما سماه الله تبارك وتعالى بمعركة الفرقان، والفرقان بمعنى الفاصل بين الحق والباطل، وسيزال كذلك يفصل بين الحق والباطل ما دام وأن سيف الجهاد قائم، ما دام وأن ذلك السيف مرفوعا، ما دام وأن ذلك السيف يخفق في يد ذلك المسلم الذي يعتز بدينه وإسلامه، وسيُهزم ذلك الباطل الذي طالما ترعرع وعاش قبل معركة الفرقان فاجتث جذوره.
- إن معركة بدر أو الفرقان هي أول مقدمة عظمى لنصر الإسلام، لكن ليست وحدها وقعت في شهرنا هذا شهر رمضان بل هناك مشاهد كبيرة، وبطولات كثيرة، بل أروع وأعظم وأكبر وأجل فتوحات المسلمين على الإطلاق كانت في هذا الشهر المبارك أمثال فتح مكة التي جعلها الله نهاية لغطرسة الكفر والظلم، حتى أن الله عز وجل قد أسقط فرض الهجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما علله العلماء على أن فتح مكة قد أصبح الإسلام عزيزاً فلا يحتاج مسلم أن يذهب من بلد لبلد وينتقل بنفسه أو ينقذ أسرته من مكان لمكان، بل أصبح ذلك الإسلام هو المهيمن في تلك الفترة على كل الأماكن، وأيضًا لقد أصبحت جزيرة العرب هي أرض الإسلام هي أرض دين وانتصار بفتح مكة المجيد، ولهذا قال الله في سورة كاملة سماها سورة النصر وكلها تتحدث عن فتح مكة المجيد: ﴿إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا﴾، فمعناه قد دان القبائل العربية للمسلمين.
- وأيضًا ليست هذه وفقط بل هناك فتوحات
كبيرة وعظيمة بعد أن التحق نبينا صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى جاء الفتح الكبير، والنصر المجيد، والهزيمة الساحقة، لا ضد عادي بل لأكبر وأعظم إمبراطورية عالمية كانت في تلك الفترة، إنها فارس التي طالما تغطرست وتكبرت وتجبرت ووصلت بجذوروها إلى أقاصي الدول بكلها تقريبًا إما بسياستها القذرة أو بجيشها الذي وصل حتى إلى اليمن، وإلى أفريقيا مع أنها في مكان بعيد وسحيق في شرق آسيا إلا أنها تغلغلت هناك فجاء الإسلام فقص تلك الأجنحة وأنهى تلك الآثار التي طالما تبجحت بها لقرون طويلة إنها معركة القادسية… نعم معركة القادسية المباركة والفتح المجيد الذي كان بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه…
- على أن القادسية ليست الوحيدة أيضًا ولو صرفنا من الوقت ماصرفنا، وتحدثنا ما تحدثنا لطال بنا المقام جداً، لكنها فقط نفحات ولفحات وتقليب في صفحات التاريخ، ولن نتحدث عن أبعاد المعركة وعن أخبارها وعن أسرارها وعن شهدائها وعن قتالها وعن عددها ومدتها وعن الانتصار الكبير وما حققه المسلمون فيها، بل إنما هي قطوف لنعرف الأمجاد ونعرف على أن شهر رمضان شهر جهاد ورباط لا ذلك الشهر الذي حوله كثير من المسلمين إلى شهر نوم وغفلة وكسل وخمول وسهر وقيل ومقال وحلقات وتلفزيونات وأشياء وأشياء…
- إنها فتوحات مجيدة عرفها السلف وفعلوها بأنفسهم في وقت نحن ننام طويلا، ونكسل كثيرا وآتي بكم لفتح بلاد السند والهند التي كانت العائق الأكبر والأعظم للمسلمين آنذاك وهي أكبر فتح للمسلمين من جهة الشرق في شرق آسيا في باكستان، وما وراء باكستان، وأفغانستان، وأوزبكستان، وطجاكستان… وتلك البلدان بكلها حتى وصلوا إلى قلب روسيا، ثم إلى الهند أيضًا، تلك الهند التي طال الحكم الإسلامي حتى ظل لقرون تخفق فيها دولة الهند وعاصمتها دلهي كما تسمى الآن، أو دهلي كما كانت تسمى قديمًا بتقديم الهاء…
- نعم إنها أرض الهند التي فتحها ذلك الطفل الصغير الذي لم يتجاوز كما يسمى الآن في قوانين الجبن والخوف السن القانون إنه محمد بن القاسم رحمه الله وفي القرن الأول أو في نهايته في الثانية والتسعين للهجرة النبوية محمد بن القاسم الذي كان في السابع عشر من عمره يفتح بلاد السن والهند وشرق آسيا بما فيها، بتلك المعارك الطويلة التي كانت في أعظم وأنصع صفحات تاريخنا المجيد…
- ثم ليست بلاد السن والهند وفتح فارس (القادسية) ومكة قبل ذلك، ثم قبل الكل معركة بدر الكبرى، بل أيضاً من جهة أخرى هي جهة أسبانيا حاليًا الفردوس المفقودة كما يصفها المسلمون، التي فقدوها وأضاعوها من أيديهم على يد الملوك المتناحرة آنذاك بما تسمى في تاريخنا وفي تاريخ الأمة الأسود في تلك الفترة هم ملوك الطوائف الذين تركوا لأجل ملكهم، ولأجل أسرهم، ولأجل ذويهم، ولأجل أنفسهم، أرض الأندلس الفردوس المفقوده تركوها للصليبيين بعد أكثر من ثمانية قرون من انتصار المسلمين فيها، وقد كان فتحها في رمضان على بيد المجاهد الكبير والعظيم إنه طارق بن زياد الذي وصل الى الأندلس التي كانت تسمى كذلك في فترة مضت وتركها المسلمون وتركوا مشاهدها ومعالمها ولم يحفظوا اليوم إلا نوادي رياضية وأخبار من هذه وتلك من سياسية وثقافية لكنهم لم يعرفوا على إن الأندلس هي أرض إسلامية وستظل كذلك بإذن الله حتى استعادتها من الصليبيين الذين أخذوها على غرة من المسلمين…
- ثم قبل سقوطها الأول أو الذي كادت تسقط فيه وأخره كما يقول المؤرخون لأربعة قرون هي معركة رمضانية كبرى كانت معركة الزلاقة على يد قائد المجاهدين وزعيم دولة المرابطين يوسف بن تاشفين رحمه الله، وكانت أيضًا في رمضان….
لكن تلك المعارك لم ولن تكون الوحيدة في رمضان بل هناك عظائم للإسلام في شهر رمضان وكبريات المعارك فيه الفاصلة وإلى تمريغ أعظم جيش كان في تلك الفترة التي صال وجال وطغى وتكبر وتغطرس وجاء من أبعد مناطق الكرة الأرضية في الصين وحدودها حتى وصل في كل مكان حتى إلى إفريقي،ا وطاف بالجزيرة العربية خاصة بغداد حاضرة الإسلام وعاصمة العالم بأكمله، إنه الجيش الذي كان يقال لا يقهر التتار الذي كان يفعل الأفاعيل ويعمد إلى الأطفال والنساء الحوامل فيبقر بطونهن ويفعل بهن ما يفعل ويحرق قرى بأكملها لا يقتلهم إلا حريقًا ولا يدفنهم إلا أحياء وفعل بالمسلمين ما فعل وحتى ليس بالمسلمين وفقط بل وكل ما مر أمامه إنه جيش التتار الذي هُزم شر هزيمة، وأعظم كارثة ولم تقم له بعده قائمة وفي ك شهر رمضان كان الموعد وعلى يد قطز والظاهر ببيرس وفي عين جالوت الكبيرة والتي نسمع عنها كثيرا ولكننا ربما خفت عنا على أنها في شهر رمضان…
- لكن ليست عين جالوت فقط بل هناك المعركة المجيدة التي حرر فيها المسلمون الأقصى المجيد في شهر رمضان وعلى يد صلاح الدين الأيوبي عليه رحمة الله، ذاك المجاهد الأبي والصنديد المقدام الإسلامي الذي ما عرف إلا الجهاد ولا عرف إلا الإسلام ولا عرف إلا معنى وإسلاماه، وقد كانت معركة حطين المجيدة في أرض فلسطين العظيمة والتي كان لها موعد أيضا مع انتصار آخر وفي شهر رمضان أيضًا وفي قرننا الماضي وليس بالزمن البعيد جدا، وضد الكيان الصهيوني الغاصب المحتل المتغطرس… أعني معركة 1973م في أكتوبر المجيد الذي أعاد أمجاده القسام في السابع منه بطوفان الأقصى الذي يجوب وقد جاب العالم بما فيه بطوفان مزلزل أحيا الأرض والعرض والجهاد والنخوة والحمية، واستطاع أن يلفت أنظار العالم بكله لأرض فلسطين الأبية، وشعبها المظلوم على يد الكيان الصهيوني القاتل المجرم…. والقسام بطوفان الأقصى أراد أن يلقن العالم بأسره أن الطوفان سيعم الكل إن لم ينته المحتل، ويرحل عن الأرض… والمقاومة كلها يخوضون وسيخوضون تلك المعارك الكبيرة والعظيمة في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان يخوضونها وباستمرار وبجهاد واستبسال وبتضحيات كبرى ليس هم فقط بل وجميع المدنيين معهم بالعذاب والاضطهاد والمجاعة والصبر على القتل والجراحات والتدمير وما ترونه على شاشات الخزي والعار الذي خذلهم العرب الصغار والكبار والذين خذلهم العالم بما فيه الذي يدعي الإنسانية وأصبحت غزة وأهل غزة هي أول معركة في التاريخ بما فيه أن تنقل مشاهدة للعالم أولا بأول. وقبل أن تقصف الطائرة وقبل أن ترمي القذيفة. وقبل أن تنزل تلك القنبلة تصور لكن لاحراك ولا قائل كفى ولكن لا كرامة، ولا نخوة تحركت…
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- الحديث كما مر معنا عن أحداث شهر رمضان، وعن جهاد وبطولات رمضان جميلة ورائعة وكبيرة وعظيمة ولربما لا نتصورها الآن؛ لأننا عشنا زمن الخذلان، وعشنا زمن الكسل، وعشنا الزمن الذي جعلنا فيه رمضان شهر نوم وخمول وقيل وقال وحلقات وبرامج ومسلسلات…
- لقد حولناه لشهر تنوع المأكولات، وتنوع المشروبات، وللسهرات، وللمراسلات ولكل أنواع ضياع الأوقات… ألا فإن كنا كذلك فيما سبق فلا نكن كذلك فيما بقي ولحق، وإننا في أيام رمضان العظمى والفضلى وفي خير أيامه على الإطلاق وبإجماع العلماء أن شهر رمضان هو خير الشهور، وأن خير ما فيه هي العشر الأواخر منه، وعلى أن خير ما في العشر في رمضان بل وفي العام كله هي ليلة القدر التي لا نعلم متى تكون، وفي أي ليلة تكون؟ وإنما الذي هو الذي رفع علمها الله عز وجل وبالتالي فالواجب على المسلم إذا أراد أن يدرك هذه الليلة العظيمة التي تعدل بألف شهر: {لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ}… أي عشرات الآلاف من الليالي… ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾، بل باركها وما فيها جل وعلا: ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرينَ فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ أَمرًا مِن عِندِنا إِنّا كُنّا مُرسِلينَ﴾.
- ألا فاغتنموا هذه الليالي المباركة، وتعرفوا على ربكم فيها، وتعبدوه حق عبادته، ومن أحسن فيما بقى غُفر له ما مضى، ألا فأحسنوا في آخر رمضان، وما تبقت فيه من ليال وأيام يحسن الله إليكم ويحبكم في بقية العام: ﴿وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾… ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا﴾…
- إنها فرصة عظيمة لمن أسرف في بدايته وأوائل عمره أن يجتهد في نهايته ومن أحسن في النهاية غفر الله له البداية، ولو أن كافراً نطق بالشهادتين في آخر لحظات من عمره لدخل الجنة، ولو أن مسلمًا استغل آواخر رمضان وتعرف على ربه مهما كان مسرفا في بدايته بل في عمره كله فلربما تغشاه الرحمة وتنزل عليه السكينة والهداية والصلاح ويدخل بذلك الجنة بإذن رب العزة...
- فأيها الإخوة اغتنموا هذه الليالي الأخيرة والأيام المباركة بما ينفعكم في الدنيا والآخرة؛ فإنه شهر سيودعكم آخره كما ودعكم أوله، فودعوه بخير، وإنما العبرة بحسن العمل في الخواتيم، وها هي أيام رمضان انقضت، وها هي لياليه أيضاً قد أوشكت فعلينا فالزموا الطاعات، واغتنموا هذه الفضائل والمكرومات لعل الله أن يغفر لنا الزلات، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*رمضان.محطة.انطلاقة.نحوالفريضةالغائبة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*رمضان.محطة.انطلاقة.نحوالفريضةالغائبة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/UqTZTY7IvAY?si=25AgugGR-FJctEwG
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الصديق/ المكلا/ 12/ رمضان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- يأتي رمضان هذا العام وأمتنا مثخنة بالجراحات، وتنغصها النكبات، ودماؤها، وأشلاؤها في الساحات، وبيوتها، ورجالها، ونساؤها، وأطفالها في آهات وآهات، وخير شاهد وخير ناطق ومرئي غزة العزة، أرض الإباء والكرامة، والبطولة والثبات والتضحية…
- إن أمتنا اليوم لا ينقصها أي شيء من الهلاك والدمار، ولا ينقصها شيء من الموت والقتل ومشاهد الإبادة، أمتنا اليوم لا ينقصها شيء من أمور المنغصات والمكدرات، الدماء، والإشلاء، والدمار، والقتل، والقتال، والمجازر، والمحارق، وإلى آخره من المصائب العظيمة، بل لا تفتح قناة إخبارية إلا وهي تحدثك عن مأسي الأمة، لا تسمع لمحلل، ولا لغيور، ولا لناطق، ولا لمتخصص إلا وهو يتحدث عن ما سموه زوراً وكذبًا وبهتًا بالشرق الأوسط، لا تجد ناطقًا ولا سياسيًا ولا شيئًا من ذلك في الغالب إلا ويتحدث عن ما حل بنا هنا أو هناك، لا رحمة بنا بل تشفيًا علينا، ومعادة لنا، وازدراء لما وصل إليه حالنا…!
- أمتنا اليوم بؤسها وفقرها وآلامها وشدتها وقتلها ودمارها وكل شيء يجري فيها مُخطط له قبل أن يكون اليوم، أمتنا اليوم في بأس، وفقر، وهموم، وأحزان والام، وأبناء الأمة للأسف في غياب عن الساحة مع أنهم منها وفيها وهم المستأصلون أساسا، امتنا جثة هامدة ليست حية في الحقيقة، وأسطورة أشبه الغائبة، الأمة اليوم هي وأفرادها لا يحركهم فقر هم عليه، ولا قتل ودمار يراد بهم ويجر بهم إليه، ولا يحركها بأس وتقتيل وكل أمور التآمر عليها… مصائبنا تزيد وآلامنا وفقرنا وبؤسنا وتخلفنا يكثر، حتى أصبحنا في يد غيرنا يقلبنا كيف يشاء، وإلى حيث يشاء، وفي الوقت الذي يشاء…
- ألا تحترق أعصابنا، وتفتت أكبادنا تلك المصاعب، والويلات، والمدلهمات، والجرائم والانتهاكات؟ الا يقيم لنا رأسًا ذلك التخلف الذي أصابنا، ألا نحن لماض صنعه لنا أجدادنا، ألا يكفينا ما بنا وما نزل علينا؟ ألا نقول كفى وحسبي والآن يجب أن أعيش بكرامتي، متى تتحرك الأمة، وتنفض هذا الظلم والركام؟ وإلى ومتى تبقى عاجزة رغم أعدادها وعدتها وأسلحتها وما تملك من مقومات لا تنقصها، بل خيرات العالم تحت أقدامها وفي يدها بل اكثر من خمسين بالمئة من خام العالم وما يصدره الغرب كمصنوعات جاهزة إنما هي خام عربي إسلامي أصيل يشهد ويتحدث وهو بين يديك على انني منك وإليك، ولكنني سلبت وانتهبت على حين غفلة منك…
- أمة الملياري مسلم ترى ذلك القتل والدمار ومشاهد الإبادة ولا تحرك ساكنا، أكثر من ربعهم من الجنود الذين يزعمون خدمتها، بل وأعداد هؤلاء أسلحة وذخائر ودبابات ومدافع وأنواع القاذفات والمجنزرات ولكن على من ومتى وإلى من ستسلط، ويقتل بها، وتتحرك، هل أسعفتنا أعدادنا وعدتنا وجنودنا وأسلحتنا وسياساتنا وأموالنا كل ممتلكاتنا لننقذ غزة وأهلها، وننهي كل هذا البؤس عنهم وعنها، كيف لأمة الملياري مسلم أن تخذل حراس ثغرها، وأمن مقدساتها، وأصل كرامتها، يقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ولم نقدم لهم حتى حبة دواء أو جرعة ماء، أو أي غذاء، ما هذا الخذلان والتخاذل…، وكيف جبُنت الأمة وهي تعلم واجباتها، وفريضة نصرة إخوانها، وفضل الجهاد لعدو الله وعدوها…!
- كيف لأمة هي خير الأمم في كتاب الله أن تكون اليوم أوضع الأمم وأشد الأمم تعاسة على الإطلاق حتى في أسبوعنا الماضي بل نهايته في يوم الأربعاء أصدر مؤشر هانكي أن أكثر من خمس دول عربية في قمة وفي رأس هرم البؤس الذي يتصدر العالم بأكمله…
- أيها الإخوة هذه الأمة بعددها وعتادها وما تملك من غثاء هائل هل كان عددهم كعدد الصحابة مثلا؟ هل كانو في عدتهم وعتتادهم كذلك جدلا؟ والله لأن تغيرت وغيرت ما بها لأصبحت كالصحابة تدول لهم الدنيا، ويتحكمون في الأرض بكلها، وعلى سبيل المثال القريب كيف كانت أوروبا قبل أقل من قرن من الزمان؟ ماذا عن نجازاكي، وهيروشيما واليابان بكلها، ماذا عن أمريكا؟ ماذا عن دول الغرب مجتمعة واحدة واحدة، ماذا عن دول كانت منحطة، وتافهة ولا قيمة لها في الحياة، ولا شيء من مقاوماتها معها أصبحت أسطورة الدنيا اليوم، وانظر لسنغافورة مثلا، واليابان فرضا.... بل قل عن الصين التي مات أكثر من ستين مليون صيني بسبب المجاعة التي فتكت بهم ... وقل عن أمثالهم في أوروبا بسبب الأوبئة والحروب الطاحنة لمئات السنين، وانتهت بالحربين العالميتين.. فأين نحن اليوم وأين هم… وماذا عنا وعنهم… وكيف أصبحنا وكيف أصبحوا…
- كلنا لا يحب البقاء على وضعنا وحالنا.. وكلنا يصرخ رافعًا صوته إلى الأعلى يكفينا بؤس، وفقر، ودمار، وانحطاط، وأصبحنا في ذيل الأمم بعد أن كنا رأس الأمم، فكلنا لا يرضى الهوان لأمته ووطنه ومجتمعه وأسرته ونفسه… لكن من العامل منا من الذي سيستيقظ منا من ذا الذي يقول أنا ذا، من ذلك الذي يغير ويبدأ بتغيير نفسه ويغير واقع أمته بدءا بنفسه… من منا أيها الإخوة فينا يصرخ بعمله قبل قوله، من ذلك الذي ينطلق بجوارحه قبل لسانه…
- إنه والله لو تغير أفراد الأمة وأرادوا شيئًا يكون لكان، ولا والله لو كان إنسان في بحر خضم قد أوشك على الهلاك لو دعا الله الف عام ولا يفعل شيئًا من الأسباب لينقذ نفسه وما هو فيه حتى أن يحرك يده، أن يرفع يده حتى لو فرضنا أن يخرج هاتفًا حتى لو أن يشغل ضوءا بيده حتى لو فعل أقل عمل ممكن ليدل على نجاته فلن يُخرج من البحر وورطته، وسيبقى على حاله لو كان أولى الأولياء، وأعبد العباد والأتقياء، لو كان ما كان سيبقى الدعاء فارغًا، والعبادة جوفاء ما لم يسبق ذلك ويتبعه وأثناؤه بعمل… "اعقلها وتوكل" كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
- ثم أولم يقل صلى الله عليه وسلم في اعظم أمل، وفي أحلك محنة أيضًا وهو يخاطب أفراد الأمة واحدًا واحدًا وفي أحلك ظروفها على الإطلاق، بل في أشد ظرف سمر على العالم بأكمله بل الكون بكله إنها ساعة تقوم الساعة، والساعة قائمة، والهلاك محقق، وكل شيء قد تغير، والأرض قد تبدلت، والناس في هلع شديد، والناس في رعب عظيم، والناس لا يكادون يعرف بعضهم بعضا للهول الذي أصابهم ونزل عليهم لكن مع هذا يوجه الأمة صلى الله عليه وسلم "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، إنه أعظم زراعة للأمل، وأكبر طموح يصل إليه المرء، فمن سينتفع بالشجرة هذه، وهل ستكبر أصلا، وهل ستجد لها ماء لثروى وتكبر؟ وهل ستثمر، من الذي سيفكر أصلاً في شجرة، ومن الذي يكون في يده شجرة ومن ذلك الذي يستطيع في خضم أعظم كارثة وهول يمر بالعالم بأكمله أن يغرس شجرة؟ لكنه زراعة الأمل في الأمة التي يجب أن يحيا أفرادها حتى في احلك ظروفهم فما هي ظروفنا؟ هل هي ظروفنا كقيام الساعة مثلاً؟ أولسنا نعيش وألسنا ننطق؟ أولسنا نريد آمالًا كبيرة، ومستقبلاً زاهراً ونحدث انفسنا بما نحدثها به…
- فأفراد الأمة اليوم مطالبون جميعا بأن يصنعوا تغييراً، وأن يصنعوا مجداً من أنفسهم، وأن يكلف كل واحد نفسه بالتغيير، ويلزمها به…: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾…
- لو أراد مريد لإضاءة مدينة ما مثلاً، أو لتشجيرها جدلا فأمر كل صاحب بيت كواحد في المنزل فقط أن يغرس شجرة بجوار بيته أو في مكان حُدد له أو أمر كل بيت بإضاء شمعة لا سراجًا مضيئًا كبيرا بالكهرباء لكانت هذه المدينة بأكملها شعلة من الإضاءة، أو حديقة غناء من التشجير، ولا رآها الكون وهي تتلألأ في سمائه لا في ارضه وحسب… فأين نحن وأين دورنا في صناعة التغيير واستعادة مجد الأمة التليد…
- أيها الإخوة أضعنا ذلك الأمل، والصوت الذي ينادينا من بعيد، وذلك العملاق الكبير الذي يريد بقول الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} وانظر إلى كلمة حتى التي للغاية لا بد أن يصل التغيير إلى كل الأمة وبذلك تستعيد أمجادها وتصنع حاضرها ومستقبلها وتكون قبلة الأمم لا في ذيلها…
- كيف أصبح الغرب نموذجًا للعالم ويصدر للدنيا بكلها ثقافته، وأخلاقه، وسياساته، وأمواله، وأصبح العالم كله أالعوبة في يده القذرة، يتحكم باقتصاده، ويتحكم بسياسته، ويتحكم بإرادته، ويتحرك حسب ما يريد في المكان الذي يريد، إخواني ليس بغائب عنكم ذلك بكله ولكن متى سننطلق، ومتى سنتحرك…
- أوليس رمضان يقول فيه صلى الله عليه وسلم "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب" وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه" بل أمره صلى الله عليه وسلم أن لا يقل ولا يفعل شيئًا إذا خاصم غير إني صائم: "إذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد او شاتمه فليقل إني امرؤا صائم، إني امرؤ صائم، اني امرؤ صائم"…
- فإن لم يغيرنا رمضان وإن لم نتغير في مدرسته العظيمة، ودورته الربانية الفضيلة، وفرصته الجليلة فمتى… إن لم يصنع في نفوسنا إرادة التغيير كما تغيرت بطوننا، وتغيرت أفواهنا، وتغير حتى نهارنا وليلنا، وتغير كثير من أشياءنا فمتى… أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الأحبة رمضان تغير من أجله الكون بأكمله، وتغير ما لم يكن متغيرًا قبل ذلك، رمضان له تغُير في السماء، وتغير في الأرض بل تغيرت حتى الشياطين نعم حتى الشياطين، تغيرت احترامًا، وإعظامًا، وإجلالاً لرب العالمين… واتباعًا لأمر التقييد فيه… حتى الجنة فهي تتزين للصائمين، وهي مفتحة والنار، والملائكة نازلة وايضًا النار يعتق الله فيها من عباده، أوليس في رمضان اعظم فرصة لأن يبدأ المسلم تغييرًا لنفسه ولواقعه ولمستقبله وأن يشارك في تغيير أمته…
- إننا أيها الإخوة لو انتظرنا لتغيير اي شيء في الحياة فلن يتغير بدوننا، ولن يتبدل دون أن نكون رجاله، وقادة النهوض فيه… إذا كنا ننتظر، وإذا كنا فقط نأمل ونفكر، وإذا كان التغيير عبارة عن أماني واهازيج فقط فهي تسالي أطفال…﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، أوليس هذا يصب كله علينا وفينا والخطاب لنا لا لأي شيء غيرنا، الخطاب القرآني يحدثنا، خطاب القرآن ينادينا، الخطاب القرآني والنبوي يصرخ فينا فإلى متى الجبن، وإلى متى الذل، وإلى متى الهوان، وإلى متى الفقر، وإلى متى البؤس، وإلى متى كل هذه الفوضى؟ وإلى متى التخلف؟ والى متى هذا بكله؟ أما حانت فينا تلك الإرادة؟ أما حانت فينا ساعة الانطلاقة
؟ أما حان فينا ذلك الحنين لننطلق وأن نتغير وأن نسعى وأن نشاء ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ﴾ ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ﴾ الا فلنتقدم ولا نتأخر، إن لم نتقدم فسنتأخر، هي واحدة من اثنتين أن نبقى نتقوقع في مكاننا، مكانك سر، إنه عقاب أليم، وشديد، وكارثة عظيكة أن يبقى ذلك الإنسان في مكان واحد لا يتأخر عنه ولا يتقدم في مكانه، أو أن يتراجع للخلف فإن لم يكن تغييرا سيكون عبثًا، وإن لم يكن تنظيمًا ستكون فوضى، وإن لم يكن إحداثا جديدًا فسيكون قديما، وإن لم تكن ثورة عارمة على أنفسنا سيكون خمول وموت وهلاك، إن لم ننطلق للأفضل عدنا للأسوا، هي خيارات لا محيص عنها ألا فلنتغير، ونسعى، ألا فلننطلق، ألا فلنأخذ زمام المباد... ألا فلنفعل شيئًا لنصنع تغيب أمتنا.. {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم}، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ﴾.
صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/UqTZTY7IvAY?si=25AgugGR-FJctEwG
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الصديق/ المكلا/ 12/ رمضان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- يأتي رمضان هذا العام وأمتنا مثخنة بالجراحات، وتنغصها النكبات، ودماؤها، وأشلاؤها في الساحات، وبيوتها، ورجالها، ونساؤها، وأطفالها في آهات وآهات، وخير شاهد وخير ناطق ومرئي غزة العزة، أرض الإباء والكرامة، والبطولة والثبات والتضحية…
- إن أمتنا اليوم لا ينقصها أي شيء من الهلاك والدمار، ولا ينقصها شيء من الموت والقتل ومشاهد الإبادة، أمتنا اليوم لا ينقصها شيء من أمور المنغصات والمكدرات، الدماء، والإشلاء، والدمار، والقتل، والقتال، والمجازر، والمحارق، وإلى آخره من المصائب العظيمة، بل لا تفتح قناة إخبارية إلا وهي تحدثك عن مأسي الأمة، لا تسمع لمحلل، ولا لغيور، ولا لناطق، ولا لمتخصص إلا وهو يتحدث عن ما سموه زوراً وكذبًا وبهتًا بالشرق الأوسط، لا تجد ناطقًا ولا سياسيًا ولا شيئًا من ذلك في الغالب إلا ويتحدث عن ما حل بنا هنا أو هناك، لا رحمة بنا بل تشفيًا علينا، ومعادة لنا، وازدراء لما وصل إليه حالنا…!
- أمتنا اليوم بؤسها وفقرها وآلامها وشدتها وقتلها ودمارها وكل شيء يجري فيها مُخطط له قبل أن يكون اليوم، أمتنا اليوم في بأس، وفقر، وهموم، وأحزان والام، وأبناء الأمة للأسف في غياب عن الساحة مع أنهم منها وفيها وهم المستأصلون أساسا، امتنا جثة هامدة ليست حية في الحقيقة، وأسطورة أشبه الغائبة، الأمة اليوم هي وأفرادها لا يحركهم فقر هم عليه، ولا قتل ودمار يراد بهم ويجر بهم إليه، ولا يحركها بأس وتقتيل وكل أمور التآمر عليها… مصائبنا تزيد وآلامنا وفقرنا وبؤسنا وتخلفنا يكثر، حتى أصبحنا في يد غيرنا يقلبنا كيف يشاء، وإلى حيث يشاء، وفي الوقت الذي يشاء…
- ألا تحترق أعصابنا، وتفتت أكبادنا تلك المصاعب، والويلات، والمدلهمات، والجرائم والانتهاكات؟ الا يقيم لنا رأسًا ذلك التخلف الذي أصابنا، ألا نحن لماض صنعه لنا أجدادنا، ألا يكفينا ما بنا وما نزل علينا؟ ألا نقول كفى وحسبي والآن يجب أن أعيش بكرامتي، متى تتحرك الأمة، وتنفض هذا الظلم والركام؟ وإلى ومتى تبقى عاجزة رغم أعدادها وعدتها وأسلحتها وما تملك من مقومات لا تنقصها، بل خيرات العالم تحت أقدامها وفي يدها بل اكثر من خمسين بالمئة من خام العالم وما يصدره الغرب كمصنوعات جاهزة إنما هي خام عربي إسلامي أصيل يشهد ويتحدث وهو بين يديك على انني منك وإليك، ولكنني سلبت وانتهبت على حين غفلة منك…
- أمة الملياري مسلم ترى ذلك القتل والدمار ومشاهد الإبادة ولا تحرك ساكنا، أكثر من ربعهم من الجنود الذين يزعمون خدمتها، بل وأعداد هؤلاء أسلحة وذخائر ودبابات ومدافع وأنواع القاذفات والمجنزرات ولكن على من ومتى وإلى من ستسلط، ويقتل بها، وتتحرك، هل أسعفتنا أعدادنا وعدتنا وجنودنا وأسلحتنا وسياساتنا وأموالنا كل ممتلكاتنا لننقذ غزة وأهلها، وننهي كل هذا البؤس عنهم وعنها، كيف لأمة الملياري مسلم أن تخذل حراس ثغرها، وأمن مقدساتها، وأصل كرامتها، يقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ولم نقدم لهم حتى حبة دواء أو جرعة ماء، أو أي غذاء، ما هذا الخذلان والتخاذل…، وكيف جبُنت الأمة وهي تعلم واجباتها، وفريضة نصرة إخوانها، وفضل الجهاد لعدو الله وعدوها…!
- كيف لأمة هي خير الأمم في كتاب الله أن تكون اليوم أوضع الأمم وأشد الأمم تعاسة على الإطلاق حتى في أسبوعنا الماضي بل نهايته في يوم الأربعاء أصدر مؤشر هانكي أن أكثر من خمس دول عربية في قمة وفي رأس هرم البؤس الذي يتصدر العالم بأكمله…
- أيها الإخوة هذه الأمة بعددها وعتادها وما تملك من غثاء هائل هل كان عددهم كعدد الصحابة مثلا؟ هل كانو في عدتهم وعتتادهم كذلك جدلا؟ والله لأن تغيرت وغيرت ما بها لأصبحت كالصحابة تدول لهم الدنيا، ويتحكمون في الأرض بكلها، وعلى سبيل المثال القريب كيف كانت أوروبا قبل أقل من قرن من الزمان؟ ماذا عن نجازاكي، وهيروشيما واليابان بكلها، ماذا عن أمريكا؟ ماذا عن دول الغرب مجتمعة واحدة واحدة، ماذا عن دول كانت منحطة، وتافهة ولا قيمة لها في الحياة، ولا شيء من مقاوماتها معها أصبحت أسطورة الدنيا اليوم، وانظر لسنغافورة مثلا، واليابان فرضا.... بل قل عن الصين التي مات أكثر من ستين مليون صيني بسبب المجاعة التي فتكت بهم ... وقل عن أمثالهم في أوروبا بسبب الأوبئة والحروب الطاحنة لمئات السنين، وانتهت بالحربين العالميتين.. فأين نحن اليوم وأين هم… وماذا عنا وعنهم… وكيف أصبحنا وكيف أصبحوا…
- كلنا لا يحب البقاء على وضعنا وحالنا.. وكلنا يصرخ رافعًا صوته إلى الأعلى يكفينا بؤس، وفقر، ودمار، وانحطاط، وأصبحنا في ذيل الأمم بعد أن كنا رأس الأمم، فكلنا لا يرضى الهوان لأمته ووطنه ومجتمعه وأسرته ونفسه… لكن من العامل منا من الذي سيستيقظ منا من ذا الذي يقول أنا ذا، من ذلك الذي يغير ويبدأ بتغيير نفسه ويغير واقع أمته بدءا بنفسه… من منا أيها الإخوة فينا يصرخ بعمله قبل قوله، من ذلك الذي ينطلق بجوارحه قبل لسانه…
- إنه والله لو تغير أفراد الأمة وأرادوا شيئًا يكون لكان، ولا والله لو كان إنسان في بحر خضم قد أوشك على الهلاك لو دعا الله الف عام ولا يفعل شيئًا من الأسباب لينقذ نفسه وما هو فيه حتى أن يحرك يده، أن يرفع يده حتى لو فرضنا أن يخرج هاتفًا حتى لو أن يشغل ضوءا بيده حتى لو فعل أقل عمل ممكن ليدل على نجاته فلن يُخرج من البحر وورطته، وسيبقى على حاله لو كان أولى الأولياء، وأعبد العباد والأتقياء، لو كان ما كان سيبقى الدعاء فارغًا، والعبادة جوفاء ما لم يسبق ذلك ويتبعه وأثناؤه بعمل… "اعقلها وتوكل" كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم.
- ثم أولم يقل صلى الله عليه وسلم في اعظم أمل، وفي أحلك محنة أيضًا وهو يخاطب أفراد الأمة واحدًا واحدًا وفي أحلك ظروفها على الإطلاق، بل في أشد ظرف سمر على العالم بأكمله بل الكون بكله إنها ساعة تقوم الساعة، والساعة قائمة، والهلاك محقق، وكل شيء قد تغير، والأرض قد تبدلت، والناس في هلع شديد، والناس في رعب عظيم، والناس لا يكادون يعرف بعضهم بعضا للهول الذي أصابهم ونزل عليهم لكن مع هذا يوجه الأمة صلى الله عليه وسلم "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، إنه أعظم زراعة للأمل، وأكبر طموح يصل إليه المرء، فمن سينتفع بالشجرة هذه، وهل ستكبر أصلا، وهل ستجد لها ماء لثروى وتكبر؟ وهل ستثمر، من الذي سيفكر أصلاً في شجرة، ومن الذي يكون في يده شجرة ومن ذلك الذي يستطيع في خضم أعظم كارثة وهول يمر بالعالم بأكمله أن يغرس شجرة؟ لكنه زراعة الأمل في الأمة التي يجب أن يحيا أفرادها حتى في احلك ظروفهم فما هي ظروفنا؟ هل هي ظروفنا كقيام الساعة مثلاً؟ أولسنا نعيش وألسنا ننطق؟ أولسنا نريد آمالًا كبيرة، ومستقبلاً زاهراً ونحدث انفسنا بما نحدثها به…
- فأفراد الأمة اليوم مطالبون جميعا بأن يصنعوا تغييراً، وأن يصنعوا مجداً من أنفسهم، وأن يكلف كل واحد نفسه بالتغيير، ويلزمها به…: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾…
- لو أراد مريد لإضاءة مدينة ما مثلاً، أو لتشجيرها جدلا فأمر كل صاحب بيت كواحد في المنزل فقط أن يغرس شجرة بجوار بيته أو في مكان حُدد له أو أمر كل بيت بإضاء شمعة لا سراجًا مضيئًا كبيرا بالكهرباء لكانت هذه المدينة بأكملها شعلة من الإضاءة، أو حديقة غناء من التشجير، ولا رآها الكون وهي تتلألأ في سمائه لا في ارضه وحسب… فأين نحن وأين دورنا في صناعة التغيير واستعادة مجد الأمة التليد…
- أيها الإخوة أضعنا ذلك الأمل، والصوت الذي ينادينا من بعيد، وذلك العملاق الكبير الذي يريد بقول الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} وانظر إلى كلمة حتى التي للغاية لا بد أن يصل التغيير إلى كل الأمة وبذلك تستعيد أمجادها وتصنع حاضرها ومستقبلها وتكون قبلة الأمم لا في ذيلها…
- كيف أصبح الغرب نموذجًا للعالم ويصدر للدنيا بكلها ثقافته، وأخلاقه، وسياساته، وأمواله، وأصبح العالم كله أالعوبة في يده القذرة، يتحكم باقتصاده، ويتحكم بسياسته، ويتحكم بإرادته، ويتحرك حسب ما يريد في المكان الذي يريد، إخواني ليس بغائب عنكم ذلك بكله ولكن متى سننطلق، ومتى سنتحرك…
- أوليس رمضان يقول فيه صلى الله عليه وسلم "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب" وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه" بل أمره صلى الله عليه وسلم أن لا يقل ولا يفعل شيئًا إذا خاصم غير إني صائم: "إذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد او شاتمه فليقل إني امرؤا صائم، إني امرؤ صائم، اني امرؤ صائم"…
- فإن لم يغيرنا رمضان وإن لم نتغير في مدرسته العظيمة، ودورته الربانية الفضيلة، وفرصته الجليلة فمتى… إن لم يصنع في نفوسنا إرادة التغيير كما تغيرت بطوننا، وتغيرت أفواهنا، وتغير حتى نهارنا وليلنا، وتغير كثير من أشياءنا فمتى… أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الأحبة رمضان تغير من أجله الكون بأكمله، وتغير ما لم يكن متغيرًا قبل ذلك، رمضان له تغُير في السماء، وتغير في الأرض بل تغيرت حتى الشياطين نعم حتى الشياطين، تغيرت احترامًا، وإعظامًا، وإجلالاً لرب العالمين… واتباعًا لأمر التقييد فيه… حتى الجنة فهي تتزين للصائمين، وهي مفتحة والنار، والملائكة نازلة وايضًا النار يعتق الله فيها من عباده، أوليس في رمضان اعظم فرصة لأن يبدأ المسلم تغييرًا لنفسه ولواقعه ولمستقبله وأن يشارك في تغيير أمته…
- إننا أيها الإخوة لو انتظرنا لتغيير اي شيء في الحياة فلن يتغير بدوننا، ولن يتبدل دون أن نكون رجاله، وقادة النهوض فيه… إذا كنا ننتظر، وإذا كنا فقط نأمل ونفكر، وإذا كان التغيير عبارة عن أماني واهازيج فقط فهي تسالي أطفال…﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، أوليس هذا يصب كله علينا وفينا والخطاب لنا لا لأي شيء غيرنا، الخطاب القرآني يحدثنا، خطاب القرآن ينادينا، الخطاب القرآني والنبوي يصرخ فينا فإلى متى الجبن، وإلى متى الذل، وإلى متى الهوان، وإلى متى الفقر، وإلى متى البؤس، وإلى متى كل هذه الفوضى؟ وإلى متى التخلف؟ والى متى هذا بكله؟ أما حانت فينا تلك الإرادة؟ أما حانت فينا ساعة الانطلاقة
؟ أما حان فينا ذلك الحنين لننطلق وأن نتغير وأن نسعى وأن نشاء ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ﴾ ﴿لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَتَقَدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ﴾ الا فلنتقدم ولا نتأخر، إن لم نتقدم فسنتأخر، هي واحدة من اثنتين أن نبقى نتقوقع في مكاننا، مكانك سر، إنه عقاب أليم، وشديد، وكارثة عظيكة أن يبقى ذلك الإنسان في مكان واحد لا يتأخر عنه ولا يتقدم في مكانه، أو أن يتراجع للخلف فإن لم يكن تغييرا سيكون عبثًا، وإن لم يكن تنظيمًا ستكون فوضى، وإن لم يكن إحداثا جديدًا فسيكون قديما، وإن لم تكن ثورة عارمة على أنفسنا سيكون خمول وموت وهلاك، إن لم ننطلق للأفضل عدنا للأسوا، هي خيارات لا محيص عنها ألا فلنتغير، ونسعى، ألا فلننطلق، ألا فلنأخذ زمام المباد... ألا فلنفعل شيئًا لنصنع تغيب أمتنا.. {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم}، ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ﴾.
صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
معلومات
✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199
أكمل القراءةالمواد المحفوظة 5
- دين لا تحافظ عليه وقت رخائك لن تعود إليه وقت شدتك، ولن ينفعك وقت ضرك.
- سورة عبس (1)
- النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة
- 🔹- ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ؛ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ، ...
- ❁- النار أقرب إليك من شراك نعلك، والجنة شبه ذلك، فعش بين خوفك ورجائك، وسيحدد دخولك لأحدهما عملك.