صحيفة النبأ العدد 481 الإفتتاحية: كن مقاتلا متسلسلا! [1/2] "غسلتُ يدي في المغسلة، نمتُ في ...

صحيفة النبأ العدد 481
الإفتتاحية: كن مقاتلا متسلسلا!

[1/2]
"غسلتُ يدي في المغسلة، نمتُ في شقتهم طوال الليل، واستيقظتُ في الصباح، أخذتُ المفتاح وأغلقتُ الشقة ثم رميتُه وغادرت" بهذه الكلمات وصف أحد المجاهدين المنفردين الليلة التي قضاها في شقة قتيلين يهوديَّين في القدس، بعد قتلهما بدمٍ حارٍ مفعمٍ ببغض اليهود تديُّنا لله تعالى لا وطنية ولا أرضية.

المخابرات اليهودية صنّفت المجاهد الذي تعقّبته لسنوات، بأنه "قاتل متسلسل" بناء على "المعايير" المتبعة عالميا لتصنيف عمليات "القتل التسلسلي" التي تنص على أنه: "شخص يقتل ثلاثة أفراد فأكثر ويستمر في عملياته لأكثر من شهر مع فارق زمني بينها، ويتصرف بمفرده"، وهو ما انطبق على مجاهدنا من هذه الجهة الإجرائية فقط، حيث قتل بمفرده ثلاثة يهود في شقتين بالقدس، وأصاب اثنين آخرين في ثلاث عمليات منفصلة زمانا ومكانا.

واستمرت المخابرات اليهودية تبحث عن المقاتل المتسلسل لسنوات رغم أسره لديهم بتهمة الانتماء لخلية مبايعة للدولة الإسلامية عقب عمليات "الأخوين إغبارية" و "الأخ أبي القيعان" تقبلهم الله، دون التعرف عليه، ومع ذلك استمرت التحقيقات اليهودية في القضية بلا جدوى إلى حدٍّ جعل المسؤولين اليهود يصفونها بأنها "واحدة من أصعب القضايا في القدس خلال السنوات الأخيرة"، حيث فشلوا تماما في الوصول إلى أي دليل خلف المنفّذ الذي انطلق من "دوافع كامنة" ترجمها عمليا على أرض الواقع.

هذه الدوافع الكامنة تختلف تماما عن دوافع القتل التسلسلي الإجرامي التي حاول اليهود تصنيف مجاهدنا تبعًا لها، فدوافع القتل المتسلسل في حالة مجاهدنا المنفرد ليست "نفسية" أو "مالية" أو "استعراضية" ولا أي من تلك الدوافع الأرضية الدنيوية، إنما هي دوافع عقائدية شرعية نصت عليها نصوص ديننا الحنيف في القرآن والسنة، كما في قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}، والمعنى كما بين الإمام الطبري: "اقتلوهم في أي مكان تمكنتم من قتلهم، وأبصرتم مقاتلهم"، وقال تعالى في حق اليهود والنصارى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ... حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وغيرها من آيات الجهاد والقتال، أضف إليها النصوص النبوية التي ترغّب في الجهاد وتصف فضله وشرفه وعلو ذروته وأنه سبيل رفع الذل والاستضعاف عن المسلمين وطريق عزهم ونصرهم الوحيد.

ولقد أباح مجاهدنا المتسلسل بدوافعه صراحة للمحققين بعد وقوعه في الأسر قدرا فقال لهم: "قررتُ أن الدولة الإسلامية هي طريقي، أردتُ أن أقتل اليهود، ورأيتُ أن أعمل ذلك بمفردي ليبقى عملا بيني وبين ربي".

ونحسب أن هذا الشاب المسلم أطاع أمر الله تعالى بقتال اليهود تديُّنا، وهضم توصيات وتحريضات إعلام الدولة الإسلامية الرسمي والمناصر العلنية والسرية، وطبقها وانتقى أهدافا بشرية سهلة ذبحها في عقر دورها، وكرر ذلك حتى وقع في الأسر بعد سنوات من الإرهاق والإرباك للحكومة اليهودية، ومع ذلك لم يصفّق له أحد في "الحفلات الوطنية!" ولم يحتفِ به أبطال المقاومة القومية! لأنه يقاتل اليهودية كديانة باطلة، امتثالا لأمر الله تعالى بقتالهم وليس فقط لأنهم استولوا على الأرض التي انشغلوا ببعضها عن كلها، وانشغلوا بها عن شريعة خالقها وباسطها ومُبارِكها سبحانه، فصارت في حد ذاتها غاية!

لقد طبّق مجاهدنا المنفرد إستراتيجية المقاتل المتسلسل المسلم، الذي يستهدف فرائسه بصمت، ثم يختفي في الظلام ليعدّ العدة ويعيد الكرة، ولعل أبرز ما يميز هذا النوع من العمليات المتسلسلة: أنها لا تحتاج إلى تشكيل مجموعات ولا تكوين اتصالات أو ارتباطات، إنما تحتاج لمجاهد واحد يقظ يقوده توحيده الذي سكن قلبه وملأ عليه حياته، قائده محمد -صلى الله عليه وسلم- بحق، وحاديه كتاب ربه، وغايته مرضاته ونصرة شريعته.

إن ما يميز هذه العمليات أنها لا تحتاج إلى شريك، ما يحقق عنصر السرِّية التامة التي تزيد من معدلات نجاحها وتقلل فرص إحباطها أو التنبؤ بوقوعها لأنها غيب حبيس قلب المجاهد، وهذا مما يعينه على إخلاص جهاده وتطهيره من أي شوائب في النية، قد تعتري غيرها من العمليات المشهودة.

كما أنها لا تحتاج إلى إمكانيات مادية، وإنما تحتاج لإمكانيات إيمانية وعقلية وقلبية كالفطنة والشجاعة والهمة والعزيمة وسرعة البديهة والإصرار وطول النفس والصبر ورباطة الجأش.


* المصدر: صحيفة النبأ – العدد 481
السنة السادسة عشرة - الخميس 7 شعبان 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
كن مقاتلا متسلسلا!

◾ لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (3) [2/2] وهذه النعمة التي يتنعم بها الآن تستوجب عليه الشكر ...

دين الإسلام
وجماعة المسلمين (3)

[2/2]
وهذه النعمة التي يتنعم بها الآن تستوجب عليه الشكر ظاهرا وباطنا، سرا وعلانية، بين الخاصة والعامة، فلا يترك أهل بيته دون تذكيرهم بها، ولا يترك أصحابه دون التحدث بها، ولا يترك العوام دون إفشائها بينهم، فيثني على الله الذي قضى هذه النعمة وقدرها له ومن عليه بها، ويحمده سبحانه عليها، فلا حول ولا قوة إلا بالحي القيوم، ثم يدعو للسابقين من الأمراء والجنود -خاصة الشهداء منهم- كالشيخ أبي مصعب الزرقاوي والشيخ أبي حمزة المهاجر والشيخ أبي عمر البغدادي والشيخ أبي بكر العراقي والشيخ أبي عبد الرحمن البيلاوي والشيخ أبي المعتز القرشي والشيخ أبي علي الأنباري والشيخ عمر الشيشاني -تقبلهم الله- نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا، ومن لم يشكر الناس، لم يشكر الله.
بل لو سهر الرجل الليالي كما فعل الإمامان الفضيل وسفيان -في تعداد نعم الله عليه بالخلافة وآثارها- لكان قليلا، {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلومٌ كفارٌ} [إبراهيم: 34].

ومن نعم الله على الموحد المجاهد أن أحياه إلى هذا الزمن حتى جدد الله بجهاده الخلافة وجعله من حراسها المرابطين بثغورها، قال أبو العباس بن تيمية، رحمه الله: «واعلموا -أصلحكم الله- أن من أعظم النعم على من أراد الله به خيرا، أن أحياه إلى هذا الوقت الذي يجدد الله فيه الدين ويحيي فيه شعار المسلمين وأحوال المؤمنين والمجاهدين، حتى يكون شبيها بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، فمن قام في هذا الوقت بذلك كان من التابعين لهم بإحسان، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا، ذلك الفوز العظيم، فينبغي للمؤمنين أن يشكروا الله تعالى على هذه المحنة التي حقيقتها منحة كريمة من الله، وهذه الفتنة التي في باطنها نعمة جسيمة، حتى -والله- لو كان السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار -كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم- حاضرين في هذا الزمان لكان من أفضل أعمالهم جهاد هؤلاء القوم المجرمين، ولا يفوت مثل هذه الغزاة إلا من خسرت تجارته وسفه نفسه وحرم حظا عظيما من الدنيا والآخرة» [الفتاوى].

فهي نعمة ونعمة ونعمة ونعمة، نعمة الإسلام ونعمة الجماعة ونعمة الجهاد ونعمة الشهادة إن شاء الله تعالى.

ومن كفران هذه النعمة: الاعتزال، والعصيان، والتناجي، والإشاعة، وإساءة الظن، وازدراء الأمير، ونكث العهد، والسعي في الفتنة والفساد، والإباق إلى دار الكفر، والتعصب للاجتهاد والرأي والهوى، والبغي، والخروج، وتكفير جماعة المسلمين وأئمتهم وعامتهم، وقد أحسن أئمة الدولة الإسلامية في تحذيرهم من هذه المهالك، كما في «واعتصموا» للشيخ الزرقاوي، و»الوصية الثلاثينية» للشيخ أبي حمزة المهاجر، و»إنما شفاء العي السؤال» للشيخ ميسرة الغريب -تقبلهم الله- ومن أورد هذه المخاطر وأصر على ضلاله، فلا يلومن إلا نفسه إن حرم الله عليه نعمة الإسلام جزاء كفرانه لنعمة الجماعة، وقال جل وعلا: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} [البقرة: 211]، وقال: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ} [إبراهيم: 7].

ومن أسوأ كفران النعمة، نسبة النعمة إلى النفس وجهدها، {فإذا مس الإنسان ضرٌ دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته علىٰ علمٍ بل هي فتنةٌ ولٰكن أكثرهم لا يعلمون} [الزمر: 49]، وإمام هذا الكفران العظيم ومسن هذه السنة السيئة هو الهالك قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض.
وأما السنة الحسنة، فهي معرفة العبد أن جميع ما يتنعم به من نعم الدنيا والدين فمن الله وحده لا شريك له، لا بحول العبد ولا بقوته، وقد روي أن داود -عليه السلام- قال: «يا رب، كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي، ثم ترزقني على النعمة، ثم تزيدني نعمة نعمة، فالنعم منك يا رب، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك يا رب؟» فأوحى الله إليه: «الآن عرفتني يا داود حق معرفتي»، وروي أيضا أنه قال: «إلهي، كيف لي أن أشكرك، وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك؟» فأوحى الله إليه: «يا داود، ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني؟» قال: «بلى، أي رب»، قال: «فإني أرضى بذلك منك شكرا» [الزهد للإمام أحمد بن حنبل].

ومما يثبت هذه المعرفة والحقيقة في قلب العبد، تدبره لآيتين من كتاب الله، جل وعلا: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين} [الحجرات: 17]، و{ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهٰذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف: 43].
اللهم كما مننت علينا بالإسلام والجماعة في الدنيا، فمن علينا برؤيتك ورضاك في الآخرة.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (3) [1/2] آيتان في كتاب الله -جل وعلا- لا يُعرض عن تدبّرهما ...

دين الإسلام
وجماعة المسلمين (3)

[1/2]
آيتان في كتاب الله -جل وعلا- لا يُعرض عن تدبّرهما وتأويلهما مَن مَنَّ الله عليه بنعمة من عنده إلا كان إعراضه حسرة عليه في الدنيا والآخرة، قال الله، جل وعلا: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وقال جلّ وعلا: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].

قال الربيع رحمه الله في تأويل قوله {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}: «أخبرهم موسى -عليه السلام- عن ربه -عز وجل- أنهم إن شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين»، وقال سفيان الثوري، رحمه الله: «{لَئِنْ شَكَرْتُمْ} هذه النعمة أنها مني {لَأَزِيدَنَّكُمْ} من طاعتي»، وقال قتادة، رحمه الله: «حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه»، وقال جعفر الصادق، رحمه الله: «إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها»، ورُوي مرفوعا: (من أُلهم الشكر لم يُحرم الزيادة).

وأوّل السلف رضي الله عنهم ورحمهم النعمة في قوله {بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} بأنها القرآن العظيم ونبوّة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل الصالح وإصابة الخير، فهي شاملة لنعمة الدنيا والآخرة، إلَّا أن أعظم نعم الله على الإنسان هدايتُه إلى الإسلام، فبغير هذه النعمة (السلامة -أي الإخلاص- والاستسلام لله) يكون صدره ضيقا، ومعيشه ضنكا، وسعيه في ضلال، ثم لا يكلّمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم، فيخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وأما نعمة الجماعة، نعمة الاستخلاف في الأرض، نعمة التمكين للدين، فبغيرها يستضعف المرء ويبتلي ويفتن وتأكله الذئاب ثم يموت ميتة جاهلية، والعياذ بالله.

وأما قوله {فَحَدِّثْ}، فقال عمر بن عبد العزيز، رحمه الله: «إنّ ذِكر النعمة شُكر»، وقال الجريري ويحيى بن سعيد، رحمهما الله: «كان يُقال: إن تعداد النعم من الشكر»، وقال قتادة، رحمه الله: «مِن شُكر النعمة إفشاؤها»، وقال الفضيل بن عياض، رحمه الله: «كان يُقال: مِن شُكر النعمة أن يُحدّث بها»، وقال الحسن بن علي، رضي الله عنهما: «إذا أصبت خيرا فحدّث إخوانك»، وقال أبو نضرة، رحمه الله: «كان المسلمون يرون أن مِن شُكر النعمة أن يُحدّث بها»، وقال ابن أبي الحواري، رحمه الله: «جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذاكران النعم، فجعل سفيان يقول: أنعم الله علينا في كذا، أنعم الله علينا في كذا، فعل بنا كذا، فعل بنا كذا»!
ورُوي مرفوعا: (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب)، و(من أُبلي بلاءً -أي: من أُنعم نعمةً- فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلّى بما لم يُعط فإنه كلابس ثوبي زور)، و(من أُعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليُثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره).

الله أكبر، كم على الموحد المجاهد أن يشكر ربّه على ما أنعم به عليه بالإسلام والجماعة! فلولا الله، لكان عابدا لطواغيت القصور والقبور، ولولا الله، لكان متّبعا لعلماء الطواغيت ودعاة الجهمية، ولولا الله، لكان مخنّثا ديّوثا قاعداً مع الخوالف، ولولا الله، لكان مقيماً في دار الكفر بين ظهراني الشُّرط والقُضاة والعرفاء والجواسيس والعساكر وغيرهم من المرتدين أو بين ظهراني اليهود والنصارى والمجوس والملاحدة وغيرهم من الكافرين، ولولا الله، لكان من البغاة أو الخوارج أو غيرهم من أهل الفرق والبدع والضلال.

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

وكم كان الاستضعاف والفتنة والابتلاء شديداً على الموحد المجاهد قبل نعمة الجماعة! فلا مدارس ليدرّس أبناءه فيها، ولا علماء ليطلب العلم عندهم، ولا محاكم ليتحاكم إليها -فهو موحّد، يكفر بمحاكم الطواغيت- ولا مساكن ليسكن فيها آمنا مطمئنا، ولا ديار يلتجئ إليها من الطواغيت ولا معسكرات ليعدّ العدة فيها إلا في الكهوف أو الغابات أو الصحاري بعيدا عن فريضة الجماعة بمفهومها السلفي، أي: الخلافة.

وكان إذا أظهر ملّة إبراهيم بين ظهراني الكافرين والمرتدين ودعا إليها أو سعى في الإعداد والجهاد لإرهاب الأعداء، نام وهو لا يدري أيصبح في البيت مع أهل بيته أم في زنزانة مظلمة تحت الأرض؟.

هكذا كانت حياته، ثم أنعم الله عليه بالجماعة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26].


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أبو يوسف الكرّار منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر [2/2] فمضى ...

أبو يوسف الكرّار
منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا
استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر

[2/2]
فمضى في تنفيذ خطته الجديدة بهمة عالية، وصبر كبير، وجلد في العمل عظيم، واستغرق الأمر منه ثلاثة شهور حتى أكمل تجهيز القنبلة، وصار جاهزا للتنفيذ.

وقد أكرمه الله خلال تلك الفترة بالستر، فلم يُكتَشَف أمره، ولم يشعر به الصليبيون، وأعميت عيونهم عنه، فلم يعلموا به إلا وهو يمسّيهم بفاجعة، ويشعل ليلهم بنار غضبه عليهم.

بل إن الشرطة الألمانية كانت قد دخلت المكان الذي كان يعد فيه قنبلته مرةً للتفتيش بحجة وجود أحد المطلوبين فيه، فأعمى الله أبصارهم عن العثور على القنبلة التي كان قد خبأها قبل لحظات من التفتيش، فحفظه الله من شرهم.

بدأ بعد ذلك رحلة البحث عن هدف يحقق أكبر نكاية في الصليبيين، فوجد ضالّته في حفلة مجون موسيقية سيحضرها المئات من المشركين، فذهب لاستطلاع المكان قبل يوم من ميعاد عمليته، ويدرس الخيارات الممكنة أمامه للتنفيذ، وفي هذه الأثناء كان على تواصل دائم مع أحد جنود الخلافة، يذكّره بالله، ويثبّته، ويشجّعه.

انطلق الكرّار إلى هدفه ليقطع أوصال الصليبيين بقنبلته، ويغرس ما حشاه بجوفها من شظايا في صدورهم ورؤوسهم، ولكن قدّر الله أن لا يتمكّن من الدخول إلى هدفه الذي اختاره ورصده، لحكمة يعلمها الله وحده، ولكن لم تنثن إرادة فارسنا الهمام، ولم تلن عزيمته فانطلق يبحث عن هدف بديل، يسهل عليه اقتحامه وتحقيق نكاية كبيرة من خلاله، حتى وقع اختياره على الحانة التي فجر قنبلته داخلها، موقعا عددا من الصليبيين بإصابات بليغة، ليلقى ربه، وقد مُزّقت أشلاؤه في سبيل الله، نحسبه كذلك.

كانت أمنيته الأولى إن مكّنه الله من الوصول إلى دار الإسلام، أن يتطوّع انغماسيا، وينفّذ عملية استشهادية على الروافض المشركين، فكانت خاتمته كما أراد، وأبدله الله بالروافض أولياءهم الصليبيين المشاركين في الحرب على الدولة الإسلامية.

وثّق أبو يوسف الكرار ما أراده من العملية في رسالة مصورة، خوفا من أن يشوّش عليها الصليبيون والطواغيت، فينسبوها لمن شاؤوا من المختلين عقليا والقوميين، وأرسل تلك الرسالة التي استهلها بتجديد بيعته لأمير المؤمنين، لتبلغ كل القاعدين عن الجهاد، ممن رضي القعود تحت حكم الصليبيين والطواغيت، لينهضوا من سباتهم، وينصروا دينهم، وينجوا بأنفسهم من عذاب يوم القيامة، ولتبلغ كل المشركين كي يعلموا أن المسلمين اليوم على حال غير التي ألفوهم عليها بالأمس، وأن لهم إماما إذا قال سمعوه، وإن دعاهم أجابوه ولبّوه، وإن أمرهم في المعروف أطاعوه، وإن خاصم في الحق نصروه وآزروه.

ومما جاء في رسالته، تقبّله الله:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أولاً: أجدد بيعتي لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي، حفظه الله.

ثانياً: ثأراً لله ولرسوله وللمؤمنين، وردّاً على الجرائم التي قام بها التحالف بالاشتراك مع ألمانيا من قصف وقتل للرجال والنساء والأطفال، وردّاً على ذلك مستعيناً بالله الواحد القهار أعلن عن العملية الاستشهادية في أنسباخ في مقاطعة (بافاريا) ردّاً على قتلهم وتشريدهم المسلمين ومحاربتهم لدين الله ورسوله.

وإن المعاملة بالمثل، فوالله لن تهنؤوا بالعيش طالما تحاربون الدولة الإسلامية، وإني أعدكم بأنّ هناك رجالا طلقوا الدنيا وزينتها، والله لترون أشياء... أقسم بالله أنكم لن تهنؤوا بالنوم في بيوتكم، وأقسم بالله لننغِّصنّ عيشكم، ولننسفنّ بيوتكم، فإن كانت هذه العملية بعبوة ناسفة فقسماً قسماً لن يكون هناك عبوات ولا أحزمة في المرة القادمة، بل سيكون هناك مفخخات، وأبشر يا أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي، وأبشر يا أبا محمد العدناني، وأبشروا أيها المسلمون، يا من عرف الولاء والبراء، إن جنود الدولة الإسلامية أصبحوا جاهزين ومستعدين، وهذه العملية المباركة سوف تتلوها عمليات وتجديد البيعات.

يا أيها الشعب الألماني: إنّ دولتكم هي التي تقتلكم بفعلها وإنّ الدولة الإسلامية لم تبدأ الحرب معكم، فطائراتكم تقصف، ولا تفرق بين رجال ولا نساء ولا أطفال.

وأقول لإخواني من جنود الدولة الإسلامية، وأخص منهم المتواجدين في ألمانيا وأوروبا: الله الله في الثبات وفي النكاية فيهم والإثخان بهم.

كلمة أخيرة أقولها لأهلي: الملتقى الجنة.

اللهم تقبلني شهيداً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [انتهى كلامه، تقبّله الله].


فتقبّلك الله يا أبا يوسف، وبيّض الله وجهك يوم تسودّ وجوه المشركين وأوليائهم، ورفع مقامك في عليين، كما رفع ذكرك في الدنيا، ورزقك ثواب كل من سيقتدي بك من الموحّدين، وجعل أعمالهم في ميزان حسناتك، إنه برٌّ كريم، والحمد لله ربّ العالمين.

* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أبو يوسف الكرّار منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر [1/2] لا ...

أبو يوسف الكرّار
منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا
استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر

[1/2]

لا يمكن لمن عرف التوحيد أن يطيق العيش بين المشركين مسالما لهم، ولا لمن عرف الجهاد، وجاهد في سبيل الله مخلصا أن يطيب له القعود بعيدا عن ساحات الجهاد، ولا لمن عاشر الموحدين المجاهدين في سبيل الله أن يستبدل بهم أنيسا من البشر، فتراهم يرجون أن يموتوا على ما عليه أهل الجهاد، فقد عرفوا عظم ثوابه، وذاقوا حلاوته التي لم يجدوا مثلها في متاع الدنيا الزائل. ومن هؤلاء الاستشهادي البطل أبو يوسف (محمد دليل) تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من عباده.

تعلّق قلبه بالجهاد مبكّرا، وأعانه الله على النفير، فالتحق بمجاهدي دولة العراق الإسلامية، وبقي بينهم شهورا، ثم رجع إلى مسقط رأسه في مدينة حلب قبل أن يُفضَح أمرُ غيابه وتبحث عنه مخابرات النصيريين، فعاد ليسكن في منزله في حي (حلب الجديدة) ويعمل في دكان لوالده، دون أن يلفت الأنظار، وساعده في ذلك -بعد لطف الله به- ما اعتاد عليه من الاحتياط والحذر واتخاذ ما يستطيع من الإجراءات الأمنية.

ومع بدايات الجهاد في الشام ضد النصيرية، شكّل مع بعض رفاقه خلية أمنية جهادية، تخصصت بإلقاء القنابل والزجاجات الحارقة على مقرات النظام النصيري، واستهداف آليات جنوده وعناصر أمنه، ثم تنقّل بين عدد من الفصائل المقاتلة، لكنه لم يستطع البقاء في صفوفها لما كان يراه من فساد في عقيدتها وانحراف في أخلاق عناصرها، إذ كيف له أن يرضى بمخالطة هؤلاء وقد خاض تجربة الجهاد مع مجاهدي الدولة الإسلامية، فما كان منه إلا أن يشكّل مع مجموعة من إخوانه كتيبة أرادوا منها أن تكون على منهج أهل السنة والجماعة، وقاتل في صفوفها فترة من الزمن.

مع دخول مجاهدي الدولة الإسلامية إلى الشام، وانطلاق عملهم في مناطقها المختلفة تحت مسمى (جبهة النصرة)، وجد محمد وإخوانه ما كانوا يبغون فانضموا كلهم إلى الدولة الإسلامية، وقاتلوا في جبهات مدينة حلب المختلفة مع مجاهديها، إلى أن قدّر الله له الإصابة بشظايا قذيفة هاون أبعدته عن ساحات المعارك، واضطرته إلى الخروج من البلاد للعلاج.

أعلنت الدولة الإسلامية عن وجودها رسميا في الشام بمسمّاها الجديد (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وحدثت بعد ذلك التطوّرات المتعددة وصولا إلى مرحلة العز والتمكين بالفتوحات الكبيرة، وإعادة الخلافة، وبيعات المجاهدين من مشارق الأرض ومغاربها.

في هذا الوقت كان أبو يوسف يراقب الأحداث من بعيد وهو مقيم في دار الكفر أوروبا، وقد تذكّر الجهاد وعزّه، وعرف أخبار الدولة الإسلامية فازداد حبّاً لها، واشتاق إلى القتال في صفوفها من جديد، ولكن فشلت محاولاته العديدة في العودة إلى الشام للالتحاق بصفوف جيش الخلافة، فقد أُوصدت أمامه بوابات الحدود، فبقي في مكانه يترقّب، متحسّراً على ما فاته من فضل الهجرة، وثواب الجهاد، ولذة العيش تحت حكم الشريعة في دار الإسلام، ولم يجد ما ينصر الدولة الإسلامية من خلاله إلا ساحة الإنترنت، فطفق ينشئ الحسابات، التي يناصر من خلالها التوحيد وأهله، ويذب عن أعراضهم، ويعرّف المسلمين بحقيقة دولة الإسلام، حتى أذن الله أن ينصرها بالأفعال لا بالأقوال.

فوجد ضالته بتنفيذ وصية الدولة الإسلامية لعموم المسلمين باستهداف الصليبيين في عقر دارهم بما استطاعوا، فانطلق يبحث عن وسيلة ينكي بها في أعداء الله في ألمانيا الصليبية، فكان أول خياراته أن يكرّر ما اعتاد فعله في خليته الجهادية الأولى من إلقاء القنابل الحارقة على السيارات والمباني، فلم يحصل على ما يحتاجه من المواد النفطية اللازمة لصنع القنابل الحارقة، وكان من الخطر عليه أن يطلب كميات كبيرة منها دون أن يثير شبهة، لكونه لا يمتلك سيارة، ولأسباب أخرى، فعدل عن موضوع حرق سيارات الصليبيين وبيوتهم بهذه الطريقة البدائية، وانتقل للتخطيط لعمل أكبر وأكثر فاعلية، هو عملية تفجير وسط حشد من الصليبيين، بقنبلة مصنوعة من مواد بسيطة، يستطيع هو إعدادها بنفسه.

فمضى في تنفيذ خطته الجديدة بهمة عالية، وصبر كبير، وجلد في العمل عظيم، واستغرق الأمر منه ثلاثة شهور حتى أكمل تجهيز القنبلة، وصار جاهزا للتنفيذ.

وقد أكرمه الله خلال تلك الفترة بالستر، فلم يُكتَشَف أمره، ولم يشعر به الصليبيون، وأعميت عيونهم عنه، فلم يعلموا به إلا وهو يمسّيهم بفاجعة، ويشعل ليلهم بنار غضبه عليهم.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أعظم الكرامة للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله أخي المجاهد: يفرح المؤمن ...

أعظم الكرامة
للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله

أخي المجاهد: يفرح المؤمن كثيراً بما قد يجريه الله على يديه من كرامات تحدث له وتحفزه وتذكره بعظيم فضل الله عليه، مع أنه ما كلُّ كرامة هي كرامة في الحقيقة، إذ قد تكون فتنة للعبد واستدراجاً له وغير ذلك، ولكن تبقى كرامة الكرامات التي لا يتطرق إليها احتمال غير الكرامة التي امتن بها ربُّنا -عزّ وجل- على خير خلقه وأحبِّهم إليه نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم.
إنها كرامة لزوم الاستقامة، وعدم تأثره بتضليل وتلبيس المضلين، حيث يقول الله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.

وفي السورة التي تليها يقول -عز وجل- محذراً نبيه من هؤلاء المضلين سعاة الفتنة: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}.

ورغم أن المؤمن في كل الأزمان يدرك عظيم هذه الفضيلة إلا أن مؤمن زمان الغربة أشد استيعاباً وإدراكاً لعظيم هذه الكرامة الربانية، لا سيما حينما يرى كثرة المتساقطين حوله دون بلوغ المراد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيزداد المؤمن بهذه المواقف إيماناً واعتباراً، ولجوءاً إلى الله وافتقاراً، وازدراءً لنفسه واحتقاراً.

تماماً كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون.

فترى مثلاً الإمام الراشد الفقيه المسدد المبشَّر بالجنة والنجاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثير النوحِ على نفسه والخوفِ عليها من موارد النفاق فيقول لحذيفة، رضي الله عنه: «نشدتك الله، هل عدَّني رسول الله من المنافقين؟»
وقال ابن أبي مليكة: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى النفاق على نفسه».

فلذلك كانوا -رضي الله عنهم- أحسن الناس عملاً وأكثرهم خوفاً وأشدهم محاسبة لأنفسهم لما استقر في أنفسهم من تعظيم الله ومعرفة استحقاقه من العبادة والخضوع أضعاف أضعاف ما يفعله العباد.

ولهذا الحس الربَّاني في قلوبهم -رضي الله عنهم- جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- منهجهم هو المعيار الذي لا يعتبر غيره ففي الحديث: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: «من هي يا رسول الله؟» قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو فيما معناه، ولذلك من كان مستناً فليستن بهم -رضي الله عنهم- لاسيما إذا اشتدت غربة الدين وقلّ المساعد والمعين.

غربة الدين... نعم، (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء).

قال ابن تيمية، رحمه الله: «أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه...»، إلى أن قال: «فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه، وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن مولاة الكفار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة» [الفتاوى].

نعم إنها الغربة الغريبة، ومن ملامحها ما ورد في الحديث عن أمامة: (وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوَ القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعواناً وأنصاراً)، وحينها تنزل رحمة الله الواسعة على أولئك الغرباء فيعوِّضهم الله في هذه الغربة فضلاً ربانياً وهو مضاعفة الأجور لهم أضعاف أجور بعض الأولين.

ففي الطبراني الكبير عن ابن مسعود -رضي الله عنهم- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنّ من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجرُ خمسين شهيداً منكم).

وهؤلاء القلة هم الطائفة المنصورة، حيث أنَّه ورد عند مسلم عن غير واحد من الصحابة قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً تقاتل عليه عصابة من المؤمنين حتى تقوم الساعة)، فجعل أَظهرَ صِفةٍ لهم المقاتلة في سبيله، تلك الصفة التي أولتهم محبة الله لهم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.

فهنيئاً لك أخي هذه النصوص التي تؤنس غربتك، حينما يستأنس البطَّالون بنصوص الطواغيت المظلمة التي تعدهم الفقر وتأمرهم بالفحشاء.
ولكن أخي المجاهد: ما موقفك من دروس الزمان وعجائب التغيرات والتقلبات؟ نعم ينبغي لك أن تستلهم من هذه الظروف دروساً نافعة نسأل الله الهدى والسداد، فمن الفوائد ما يلي:

1) الاغتباط بنعمة الثبات:

قال ابن تيمية، رحمه الله: «ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريباً أن المتمسك به يكون في شر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: (فطوبى للغرباء)، و(طوبى) من الطيب، قال تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}، فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لمّا كان غريباً وهم أسعد الناس وأما في الآخرة فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء، عليهم السلام)» [الفتاوى].

2) عدم الحزن والضيق من حال الغربة: قال ابن تيمية، رحمه الله:

«وكما أن الله نهى نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر فكذلك في آخره، فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم وأن يكون في ضيق من مكرهم، وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تَغيُّر كثيرٍ من أحوال الإسلام جزع وكلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام» [الفتاوى].

3) الصبر والمصابرة والمرابطة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، {فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.

4) الانطراح بباب الغني الرحيم والانكسار بين يديه بالدعاء والاستغفار:

فإن أعظم ما يخذل العبدَ ذنوبُه، ففي الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم...)، إلى أن قال: (إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم)، [رواه مسلم].

ومن الأدعية المأثورة: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وكان هذا من أكثر دعاء المعصوم -صلى الله عليه وسلم- ومن الأدعية المأثورة أيضاً: (اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي)، (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلقك)، (اللهم إني أسألك اليقين والعافية).

5) الإكثار من حمد الله على نعمه:

فعلى قدر حمدك لله يكون استقرار نعمه وزيادتها فهو وحده المستحق للحمد في الأولى والآخرة فله الحمد ظاهراً وباطناً.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أعظم الكرامة للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله [2/2] قال ابن تيمية، رحمه ...

أعظم الكرامة
للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله
[2/2]

قال ابن تيمية، رحمه الله: «أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه...»، إلى أن قال: «فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه، وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن مولاة الكفار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة» [الفتاوى].

نعم إنها الغربة الغريبة، ومن ملامحها ما ورد في الحديث عن أمامة: (وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوَ القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعواناً وأنصاراً)، وحينها تنزل رحمة الله الواسعة على أولئك الغرباء فيعوِّضهم الله في هذه الغربة فضلاً ربانياً وهو مضاعفة الأجور لهم أضعاف أجور بعض الأولين.

ففي الطبراني الكبير عن ابن مسعود -رضي الله عنهم- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنّ من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجرُ خمسين شهيداً منكم).

وهؤلاء القلة هم الطائفة المنصورة، حيث أنَّه ورد عند مسلم عن غير واحد من الصحابة قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً تقاتل عليه عصابة من المؤمنين حتى تقوم الساعة)، فجعل أَظهرَ صِفةٍ لهم المقاتلة في سبيله، تلك الصفة التي أولتهم محبة الله لهم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.

فهنيئاً لك أخي هذه النصوص التي تؤنس غربتك، حينما يستأنس البطَّالون بنصوص الطواغيت المظلمة التي تعدهم الفقر وتأمرهم بالفحشاء.
ولكن أخي المجاهد: ما موقفك من دروس الزمان وعجائب التغيرات والتقلبات؟ نعم ينبغي لك أن تستلهم من هذه الظروف دروساً نافعة نسأل الله الهدى والسداد، فمن الفوائد ما يلي:

1) الاغتباط بنعمة الثبات:

قال ابن تيمية، رحمه الله: «ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريباً أن المتمسك به يكون في شر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: (فطوبى للغرباء)، و(طوبى) من الطيب، قال تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}، فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لمّا كان غريباً وهم أسعد الناس وأما في الآخرة فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء، عليهم السلام)» [الفتاوى].

2) عدم الحزن والضيق من حال الغربة: قال ابن تيمية، رحمه الله:

«وكما أن الله نهى نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر فكذلك في آخره، فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم وأن يكون في ضيق من مكرهم، وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تَغيُّر كثيرٍ من أحوال الإسلام جزع وكلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام» [الفتاوى].

3) الصبر والمصابرة والمرابطة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، {فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.

4) الانطراح بباب الغني الرحيم والانكسار بين يديه بالدعاء والاستغفار:

فإن أعظم ما يخذل العبدَ ذنوبُه، ففي الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم...)، إلى أن قال: (إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم)، [رواه مسلم].

ومن الأدعية المأثورة: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وكان هذا من أكثر دعاء المعصوم -صلى الله عليه وسلم- ومن الأدعية المأثورة أيضاً: (اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي)، (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلقك)، (اللهم إني أسألك اليقين والعافية).

5) الإكثار من حمد الله على نعمه:

فعلى قدر حمدك لله يكون استقرار نعمه وزيادتها فهو وحده المستحق للحمد في الأولى والآخرة فله الحمد ظاهراً وباطناً.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أعظم الكرامة للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله أخي المجاهد: يفرح المؤمن ...

أعظم الكرامة
للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله

أخي المجاهد: يفرح المؤمن كثيراً بما قد يجريه الله على يديه من كرامات تحدث له وتحفزه وتذكره بعظيم فضل الله عليه، مع أنه ما كلُّ كرامة هي كرامة في الحقيقة، إذ قد تكون فتنة للعبد واستدراجاً له وغير ذلك، ولكن تبقى كرامة الكرامات التي لا يتطرق إليها احتمال غير الكرامة التي امتن بها ربُّنا -عزّ وجل- على خير خلقه وأحبِّهم إليه نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم.
إنها كرامة لزوم الاستقامة، وعدم تأثره بتضليل وتلبيس المضلين، حيث يقول الله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.

وفي السورة التي تليها يقول -عز وجل- محذراً نبيه من هؤلاء المضلين سعاة الفتنة: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}.

ورغم أن المؤمن في كل الأزمان يدرك عظيم هذه الفضيلة إلا أن مؤمن زمان الغربة أشد استيعاباً وإدراكاً لعظيم هذه الكرامة الربانية، لا سيما حينما يرى كثرة المتساقطين حوله دون بلوغ المراد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيزداد المؤمن بهذه المواقف إيماناً واعتباراً، ولجوءاً إلى الله وافتقاراً، وازدراءً لنفسه واحتقاراً.

تماماً كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون.

فترى مثلاً الإمام الراشد الفقيه المسدد المبشَّر بالجنة والنجاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثير النوحِ على نفسه والخوفِ عليها من موارد النفاق فيقول لحذيفة، رضي الله عنه: «نشدتك الله، هل عدَّني رسول الله من المنافقين؟»
وقال ابن أبي مليكة: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى النفاق على نفسه».

فلذلك كانوا -رضي الله عنهم- أحسن الناس عملاً وأكثرهم خوفاً وأشدهم محاسبة لأنفسهم لما استقر في أنفسهم من تعظيم الله ومعرفة استحقاقه من العبادة والخضوع أضعاف أضعاف ما يفعله العباد.

ولهذا الحس الربَّاني في قلوبهم -رضي الله عنهم- جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- منهجهم هو المعيار الذي لا يعتبر غيره ففي الحديث: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: «من هي يا رسول الله؟» قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو فيما معناه، ولذلك من كان مستناً فليستن بهم -رضي الله عنهم- لاسيما إذا اشتدت غربة الدين وقلّ المساعد والمعين.

غربة الدين... نعم، (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء).

قال ابن تيمية، رحمه الله: «أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه...»، إلى أن قال: «فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه، وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن مولاة الكفار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة» [الفتاوى].

نعم إنها الغربة الغريبة، ومن ملامحها ما ورد في الحديث عن أمامة: (وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوَ القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعواناً وأنصاراً)، وحينها تنزل رحمة الله الواسعة على أولئك الغرباء فيعوِّضهم الله في هذه الغربة فضلاً ربانياً وهو مضاعفة الأجور لهم أضعاف أجور بعض الأولين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ - العدد 40 إن تنصروا الله ينصركم ما من موقف من مواقف التوكل على الله يمر به ...

صحيفة النبأ - العدد 40
إن تنصروا الله ينصركم

ما من موقف من مواقف التوكل على الله يمر به المؤمنون إلا ويعقبه تأييد ونصر من الله يثير إعجاب المتوكلين قبل غيرهم، وما من موقف من مواقف العُجب والاتكال على الأسباب المادية إلا وتعقبه هزيمة وانكسار للمؤمنين على أيدي أعدائهم، فالقضية في الحالتين تعتمد على نصر وتأييد من الله لا على كثرة أو قلة، وإن كانت القلة والضعف من موجبات زيادة التوكل على الله والالتجاء إليه، مما يستجلب به النصر.

وإن للمسلمين في كل زمان ومكان مثالين ذكرهما القرآن الكريم، وهما حال المسلمين في غزوتي بدر وحنين، فعن الأولى قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]، وعن الثانية قال سبحانه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} [التوبة: 25]، ففي بدر نَصَر الله عباده المستضعفين رغم قلتهم وضعفهم، وفي حنين كادوا أن يُهزموا وولى كثير منهم الأدبار، رغم كثرتهم وقوتهم، ورغم وجود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينهم، وذلك ليعلمهم الله -عز وجل- أن لا يتوكلوا على ما أعطاهم من أسباب القوة التي لم تغن من قبل عن أعدائهم شيئا، فهُزموا على أيدي القلة المؤمنة في بدر وسواها.

وإننا وجدنا في زمننا هذا كثيرا من المشاهد المشابهة لحال المسلمين في بدر وحنين، فكم من غزوة خاضها الموحدون وهم قلة ضعفاء ففتح الله عليهم، وكم من غزوة دخلوها بكثرة عدد وعدة، فعادوا منها مكسورين مثقلين بالجراح والهموم.

ولنا في غزوة فتح مدينة الموصل مثال حي، إذ فتحها الله على أيدي عدد قليل من الموحدين لا يكفي لفتح حي من أحيائها بالحسابات العسكرية البحتة، فكان مقابل كل فرد من المجاهدين مائة أو يزيدون من جنود الطاغوت، مدججين بالسلاح والدروع، ولكن هزمهم الله ففروا تاركين وراءهم الأرض والمقرات والسلاح والمال، بل وتبعهم جنود الدولة الإسلامية يطاردونهم في المناطق الأخرى حتى فتح الله على أيديهم مساحات عظيمة واسعة لم يحكموا مثلها من قبل.

ولنا في صمود المجاهدين في الفلوجة مثال آخر، إذ ثبّتهم الله -عز وجل- في المدينة المحاصرة تسعة أشهر أو يزيد، والمشركون يحيطون بهم من كل جانب، يمنعون عنهم الطعام والسلاح والدواء، وهم راسخون في مواضعهم رسوخ الجبال، يغيرون على ثكنات أعدائهم فينكّلون فيهم ويغنمون منهم، والمشركون خائفون من الدخول عليهم، عاجزون عن مهاجمتهم إلا بإطلاق القذائف من بعيد، ولم يدخلوا المدينة إلا بعد أن حشدوا لها عشرات الألوف من مقاتليهم، فلم ترهب المجاهدين تلك الجموع، واستمروا في الدفاع عن بيضتهم فلا يتركون بستانا ولا شارعا إلا بعد أن تسيل دماء الروافض فيه أنهارا، واستمروا على ذلك لأسابيع والمشركون يتمنون الأماني أن يخرجوا فيتوقف استنزافهم، فلم يحققوا لهم تلك الأمنية حتى أنهوا ما بأيديهم من عتاد وذخيرة، أنفقوها فَلْقاً لهام الأعداء وتمزيقاً لصدورهم.

واليوم يكرر هذا الأمر أسود التوحيد في سرت ومنبج، فرغم إحاطة جموع المرتدين بهم، وشدة القصف الذي ينالهم، لم يعطوا الدنية في دينهم، ولم يسمع أحد منهم رغبة في انسحاب أو تراجع، بل هم عازمون على أن لا تُحكم الأرض التي بأيديهم بغير شرع الله، أو يهلكوا دون ذلك، أما أعداؤهم فقد أضناهم الحصار، وكثرت في صفوفهم الجراحات والهلاك، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، وكلٌّ يتّهم شريكه وحليفه أنه أورده بدفعه لحصار الموحّدين موارد الهلاك.

لقد أظهر الله بما فتحه على أيدي جنود الخلافة وبما ثبّتهم في مواطن كثيرة آيات جليّات من نصره لعباده مهما كان عدوهم من القوة والمنعة، ومهما كانوا من الضعف والقلة، فكرّروا بذلك قصص أجدادهم من الصحابة والتابعين الذين أذلّ الله على أيديهم طواغيت العرب والعجم، وفتح عليهم بلاداً لم يطؤوها من قبل في سنوات قليلة، وأدخل بنصرهم وفتوحاتهم الناس في دين الله أفواجا، وأسقط تحت أقدامهم عرشي كسرى وقيصر، وكل ذلك عندما تتشابه القلوب، وتتشابه الغايات، فلم يقتصر نصر الله على قرن من المسلمين دون قرن، ولا على جيل من الموحدين دون جيل، بل هو لكل الذين آمنوا في كل زمان ومكان، بشرط أن ينصروا الله بقلوبهم وأقوالهم وأفعالهم، كما وعد سبحانه {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ – العدد 480 المقال الافتتاحي: يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم باتت تصريحات الطاغوت ...

صحيفة النبأ – العدد 480
المقال الافتتاحي:

يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم

باتت تصريحات الطاغوت النيجيري حول نيتهم إنفاق "ثلثي ميزانيتهم" على "حرب الإرهاب"، مدعاة للسخرية بين الناس، كما وصفوا تعداده "القضاء على الإرهاب" ضمن "إنجازات" العام الفائت بـ "الهراء" وتساءلوا مستغربين كيف تُصرف هذه الميزانيات الضخمة في محاربة ما زعموا القضاء عليه مرات عديدة!، بل وما زالت حملاتهم المتعثرة تدفع ثمنا باهظا في غابات ألغارنو وغيرها من أدغال غرب إفريقية.

إقليميا، وصلت نوبة اضطراب الطاغوت النيجيري إلى أسوأ مراحلها، إذ أصبح عامِهًا مترددا بين الدول في تسوّل ومسكنة يستجدي هذه ويسترضي تيك، كالشاة العائرة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع، فاستجدى فرنسا الصليبية التي رحلت عن دويلات إفريقية بعد فشلها في تأهيل الجيوش المحلية لمكافحة الجهاد رغم سرقتها لثرواتهم، كما حاول استرضاء دويلة النيجر بعد انسحابها من التحالف الإفريقي المتفكّك الذي فشل هو الآخر في مهمته ضد المجاهدين، دويلة النيجر التي أنهكتها ضربات جنود الخلافة التي تطالها من كل الجهات حتى باتت محصورة بالمعنى الحقيقي بين فكي الأسد.

لقد حار الطاغوت المخمور وارتبك وهو يرى جيشه الموصوف بأقوى الجيوش الإفريقية؛ تنهار معنوياته، وتتهاوى "معسكراته الكبرى" التي لاذوا بها وأسندوا ظهورهم إليها، وكيف أصبحت -بفضل الله وحده- في مُتناول الثلة المؤمنة التي تستمد عزتها وتقتبس قوتها من لدن القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء، وهذا سر ثباتهم وإصرارهم {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي أنشأتها حكومة نيجيريا بمثابة مواقع ترسانة عسكرية كبيرة، جرى تصميمها بشكل دائري وليس لها سوى منفذ واحد، وتحوي ألف جندي أو يزيدون، وعشرات الآليات والمدرعات المحمّلة بمختلف أنواع الرشاشات الثقيلة، ناهيك عن الأسلحة الثقيلة المنصوبة على الأرض موزّعة على أطراف المعسكر من كل الجهات، محاطة بالخنادق والمتاريس والتلال، والمسافة التي يبعد الواحد منها عن الآخر تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، وأقصاها عشرة كيلومترات لضمان الإمداد، وبينها دوريات دائمة واستطلاع مكثف من الطائرات المسيرة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المعسكرات على تخوم مناطق المجاهدين وطرق تنقلهم؛ هو إطباق الحصار عليهم، لإعاقة تحركاتهم وقطع خطوط إمدادهم أثناء الحملات التي يشنها المرتدون عليهم، ومن أجل تسهيل حشد جيوشهم وتحريك أرتالهم انطلاقا من تلك المعسكرات على حساب دفاعات المجاهدين الأمامية.

ولم يكن مخطط حصار مناطق المجاهدين بهذه المعسكرات وليد اللحظة، إلا أنهم قاموا بتطويره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد منّاهم الشيطان منذ خمسة أعوام مضت بأنهم لا محالة ناجحون في القضاء على الدولة الإسلامية في غرب إفريقية بهذه الطريقة، لكن الحقيقة الواقعية باتت عكس ذلك، واتضح للجميع أن وعودهم كسراب بقيعة لا حقيقة لها، إذ إن الله يخيب آمالهم ويذهب مسعاهم أدراج الرياح في كل مرة، كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}، قال ابن كثير: "وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك". وبات المجاهدون يخرجون عقب كل حملة أصلب عودا وأقوى إرادة وأخلص يقينا وإيمانا وأسلم لرب العالمين.

لقد أخذ المرتدون كل احتياطاتهم وحسبوا كل الحسابات حتى اعتقدوا أن "المعسكرات الكبرى" حلقات من حديد ودوائر مغلقة لا تُخترق، وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد اغترارا بالنفس وزُهوًّا بالقوة، لكنهم تناسوا أو ربما جهلوا احتمالا واحدا لم يحسبوا حسابه ومنه يؤتون، وهو أنهم قوم مجرمون وأن بأس الله تعالى لا يرد عن القوم المجرمين، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهدى جنود الخلافة لوضع خطة مهاجمة هذه المعسكرات بطريقة لم يتوقعوها، فلقد كانوا يتوقعون أن يهاجم المجاهدون هذه المعسكرات بأرتال الآليات، مما يتيح للعدو استهدافها جوًّا وبرّا قبل وصولها للهدف، لكن المجاهدون اتبعوا تكتيكات أخرى من خلال مباغتة تمركزات العدو عبر دوريات مشاة بحيث لا يرونهم إلا فوق رؤوسهم، فلا يبقى لهم خيار إلا أن يفروا ويتركوا مواقعهم كما حدث مؤخرا في معسكر "سابون غاري" ومن قبله "كاريتو" و "كوكاوا" وغيرها.

ولقد ظهر جليا فشل استراتيجية "المعسكرات الكبرى" في نتائج حملات الجيش النيجيري التي يشنها منذ سنوات في "غابات ألغارنو" والتي تحولت بفضل الله تعالى إلى دورة موسمية لاستنزاف القوات النيجيرية عسكريا وبشريا وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، مما زاد من تفاقم النكسات العسكرية للقوات في مناطق شمال شرق نيجيريا، وفاقم الأزمات الداخلية في الحكومة وقادتها.

على الصعيد الدولي، دفع هذا الإخفاق المتكرر التحالف الصليبي لمحاولة التغطية على فشله والتكتم على فضيحته بالاكتفاء بالدعم السري لهذه الحملات الفاشلة حتى لا تُنسب له نتائج فشلها!، وصار التحالف الإفريقي أكثر التحالفات العسكرية تشتتا وتمزقا، كما اتضح للحكومات الإفريقية أن الدول الصليبية عاجزة عن حماية أمنها فضلا عن أن تحمي حلفاءها وأذنابها في إفريقية، وقد عصفت بهم أعاصير الأزمات وجعل الله بتدبيره بأسهم بينهم و "فاقد الشيء لا يعطيه".

وأخيرا وليس آخرا، فإن المجاهدين لا يتطلعون إلى اقتلاع المعسكرات التي اتخذها المرتدون حصونا لمدنهم فحسب، بل يتطلعون لما هو أبعد من ذلك، إنهم عازمون على انتزاع المدن ذاتها من بين براثنهم بعون الله، وليبخعن نفسه أسفا ويموتن كمدا من بقي منهم حيّا عندما ينجز الله لعباده وعده، قال تعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.

وإيماننا بالذي رفع السماء بلا عمد، أنه لو أحاط الصليبيون بالمؤمنين بمعسكراتهم إحاطة الهالة بالقمر والسوار بالمعصم وجعلوا فوقهم أسراب الطائرات عدد الطيور لأنفذ الله أمره، وأنجز وعده، ونصر عباده، وهزم الأحزاب وحده، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

خسائر الحملة النيجيرية على غابات (ألغارنو) خلال عشرة أيام من 16 إلى 26 رجب ▪️ جبهات ...

خسائر الحملة النيجيرية على غابات (ألغارنو)
خلال عشرة أيام من 16 إلى 26 رجب

▪️ جبهات القتال

بلدة (بنيشيك)
بلدة (بوني)
بلدة (دامبوا)
بلدة (غونيري)

▪️ القوات المشاركة:

الجيش النيجيري
الميليشيات

▪️ 7 عمليات

3 عبوات ناسفة
3 صولات واشتباكات
1 عملية استشهادية

▪️ النتائج

مقتل وإصابة 130 عنصرا بينهم "قائد كتيبة"
تدمير وإعطاب 12 آلية متنوعة
فرار القوات النيجيرية من المنطقة

◾️ أبرز الهجمات:

16 رجب
مقتل وإصابة 13 عنصرا من الجيش والميليشيات وإعطاب آليتين بتفجير عبوة ناسفة على تجمع لهم في بلدة (بورسو)

23 رجب
مقتل وإصابة أكثر من 30 عنصرا باشتباكات عنيفة قرب بلدة (غولديري) أثناء محاولتهم التقدم نحو مواقع المجاهدين.

26 رجب
مقتل وإصابة أكثر من 90 من الجيش والميليشيات بينهم "قائد كتيبة" وتدمير وإعطاب 10 آليات بعملية استشهادية بسيارة مفخخة قرب بلدة (أبيما)


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480
السنة السادسة عشرة - الخميس 30 رجب 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

لا تغفلوا عن شَعبَان عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر ...

لا تغفلوا عن شَعبَان

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان" [متفق عليه]

• تعظيما لرمضان

قال ابن القيم: "في صومه أكثر من غيره ثلاث معان: منها أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيما لحقها ومنها: أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب النبي أن يُرفع عمله وهو صائم" [تهذيب السنن]

• تهيئة لرمضان

قال ابن رجب: "قيل في صوم شعبان: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط" [لطائف المعارف]

• شهر القراء

قال ابن رجب: "لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن... قال سلمة بن كهيل: كان يُقال: شهر شعبان شهر القُرّاء" [لطائف المعارف]

• جبر الفريضة

قال ابن رجب: "أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده" [لطائف المعارف]



- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480
السنة السادسة عشرة - الخميس 30 رجب 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً