عنوان الورقة: طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية الاسم: فرج مراجع فرج بن موسى طالب ماجستير ...

عنوان الورقة: طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية
الاسم: فرج مراجع فرج بن موسى
طالب ماجستير بجامعة السلطان إدريس بماليزيا
[email protected]البريد الإلكتروني:











هجرة طالب العلم دروس وعبر من السيرة النبوية
المقدمة:
سيرة رسول الله (ﷺ) ليست أحاديث رائعة من نسج الخيال، ولا هي قصص تسرد للأطفال، ولم تكن في يوم من الأيام قصص عابرة للتسْلية ولا لإضاعة الوقت وقتله، على العكس من ذلك، فهي سيرة طيبة جميلة تتعطَّر المجالس بذكْرها، وترْتاح النَّفُوس والأرْوح بِسماعِها، وتشْتاق العقول والقلوب لمحمد (ﷺ) وأصحابه ()، فالسِّيرة النَّبوية هي طريقنا إلى الجنة، ونسْتحضر هذه السِّيرة العطرة ونرْبطها بطالب العلم؛ ونضع له الحلول التي تساهم في سلامته وحمايته من المخالفات والمغالطات والأخطاء التي حذَّرنا الله عز وجل منها، فيا طالب العلم اعلم بأن طلب العلم من علامة حب الله للْعباد، فاجعل همُّك في كسب العلم وزيادة للحسنات يوم القيامة، واحرص على سلامة نفسك عند أول ليلة في القبر، واعلم بأن حياة البرزخ أول منازل الآخرة، وتذكر بأن العبور على الصراط يحتاج منا سرعة إنجاز الخيرات، قال تعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (سورة المجادلة، الآية 11) ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. (سورة آل عمران، الآية 31)

من مدرسة رسول الله (ﷺ) يتعلَّم طالب العلم:
1- الصِّدق والإخْلاص:
على طالب العلم الحرص والاجتهاد في تحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن يتجرد من حظوظ النَّفس، وأن يبتعد ويترك العمل من أجل السُّمعة، حتى لا يقع في الرِّياء نعوذ بالله من ذلك الدَّاء. يقول الجنيد: الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله (ابن القيم الجوزية: مدارج السالكين، 2/95)، ويجب على طالب العلم الصدق في قوله وعمله، وأن تتجسَّد وتبْرُز وتظْهر أخلاق محمد (ﷺ) أمام عامة النَّاس، لاسيما إذا كان مُهاجِراً في طلب العلم، فإنَّه يُظهر تَعاليم القُرْآن والسُّنة أمام النَّاس في الدُّول الأوْرُوبية والغربية، فسيرة رسول الله نِبْراس عمل لطالب العلم في كل زمن ومكان، ونقف عند هذا الحديث الذي يُظْهر نتائج الصِّدق في وقتِ البلاء والمِحن، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: {انطلق ثلاث نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى الغار، فدخلوه، فانحدرت الصخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من الصخرة إلا أن تدعوا الله (ﷻ) بصالح أعمالكم.
قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ وكنت لا أغْبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أُوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي؛ أنتظر اسْتيقاظهما؛ حتى برق الفجر؛ والصبية يتضاغون عند قدميَّ، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت تعلم ذلك ابتغاء وجهك؛ ففرج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه.
وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عمٍّ، كانت أحب الناس إلى – وفي روايةٍ: كنت أُحبُّها كأشدِّ ما يحب الرجال النِّساء-، فأردتها على نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينار؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرْتُ عليها – وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها -؛ قالت: اتَّق الله، ولا تفُضَّ الخاتم إلا بحقِّه، فانصرفْتُ عنها وهي أحبُّ النَّاسِ إليَّ، وتركت الذَّهب الَّذي أعْطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة؛ غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
وقال الثالث: اللهم إني اسْتأجرتُ أُجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحدٍ، ترك الذي له وذهب، فثمَّرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أدِّ إِليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك؛ من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تسْتهْزئ بي فقلتُ: لا أستهزئُ بك، فأخذه كُلَّهُ، فاستاقهُ، فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ فافرج عنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصَّخرة، فخرجوا يمشون (النووي: رياض الصالحين، ص47-48-49).

2- التَّواضع:
يجب أن يحرص طالب العلم على التواضع، وأن يتميز بهذه الصفة الحميدة، التي تُظهر خفض الجناح للآخرين، فمهما تحصَّل طالب العلم على الإبداع والابتكار بالعلوم المختلفة، فسيبقى هناك من هو أفضل وأعلم وأقدر منه. وقدوتُنا وأُسْوتُنا محمد (ﷺ) فهو أشدُّ النَّاس تواضعاً، وأبعدهم عن التَّكبر، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك، وكان يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم (المباركفوري: الرحيق المختوم، ص485)، قالت عائشة: (ﷺ) يخيط ثوبهُ، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم (الألباني: 1988، 1/886)، فعلى طالب العلم أن يتأمل جيداً في أعماله وأفعاله وأقوله، وأن ينظر بعين البصر والبصيرة بأنه سوف يصعد القمة ويقطف الثِّمار ويكون على قمة الهرم، فينبغي عليه أن يكون أداة بناءٍ، ولا يتكبر على العباد، فكُلُنا أبناء أدم عليه السلام وأدم من تراب.

قال موسى بن علي بن موسى:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع

وقال أحد الشعراء:

يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته انظر خلاك فإن البين تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم ما استشعر الكبر شبان ولا شيب

3- الأمل:
يعد التفاؤل والأمل والسعادة من الجوانب الإيجابية في الشخصية، تلك الجوانب التي يتناولها بالدراسة علم النفس الإيجابي، وذلك العلم الذي يهدف إلى اكتشاف مصادر القوة لدى شخصية الفرد وتقويمها بما يساعده على تجاوز الصعاب التي تواجهه أحداث الحياة، ومن ثم يساعده على تطوير شخصيته والتخلص مما يشويها من نقص وضعف، وازدهار حركة علم النفس الإيجابي ونموها في العصر الحديث إنما تعكس الاهتمام العلمي بالعلاقة التي تربط القدرات الكامنة لدى الفرد من أمل وتفاؤل وسعادة في تنمية الأفكار والانفعالات الإيجابية للفرد (جودة – أبو جراد: 2011، ص132)، وفي سيرة رسول الله دروس وعبر لكل طلاب العلم، ففي الهجرة النبوية ورسول الله (ﷺ) وصاحبه الصديق () في صحراء مكة الشاسعة تبعهما سرقة بن مالك حتى إذا وصل وأقترب منهما عثرت به فرسه فسقط عنها، قال سرقة حتى إذا سمعت قراءة رسول الله - وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفاف – ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، فناديتهم بالأمان (المباركفوري، 2007، ص168)، ورجع سرقة إلى مكة فجعل لا يلقى أحداً من الطلب إلا رده وهو يقول: كفيتم هذا الوجه! أصبح أول النهار جاهداً عليهما، وأمسى آخره حارساً لهما (الغزالي: 1965، ص176).
فأقول يا طالب العلم: جميعنا بوسعنا أن ننتصر مهما قست علينا الظروف، فإن أعظم نجاحاتنا هي التي تأتي بعد الهزات والصدمات التي نتعرض لها، فأطيب الثمار لا تهطل من الأشجار إلا بعد أن نهزها بقوة، فالعمل الجاد والمخلص عندما يأتي مدفوعاً بألم وجراح يحقق نجاحاً لا عين رأت ولا أذن سمعت، وجميعنا باستطاعتنا الفوز بلا استثناء، تتفاوت الإمكانات بيننا بلا شك، ولكن جميع الناس فنانون بشكل أو آخر، فلو كل واحدٍ منا أدرك أين موهبته وعمل على تنميتها وصقلها لن نجد يائساً بجوارنا، حتى لو لم يملك أحدنا موهبة محددة باستطاعته أن يصبح ناجحاً إذا رغب في ذلك، وهذه الرغبة تتطلب جهداً وعزيمة وليس نوماً واتكالية (الملغوث: 2012، ص108).

4- الرحمة:
الرحمة من الأخلاق والأسس الإسلامية، وهي رقة في القلب وحساسية في الضمير، وصدق في الشعور، تستهدف الرفق واللين والرأفة بالآخرين، والعطف عليهم، والـتألم لهم، ومسح دموع أحزانهم وآلامهم، وهذا الخلق يعطي المؤمن الابتعاد عن فعل الإيذاء والجرائم؛ وبذلك يصبح مصدر خير وسلام للناس أجمعين (علوان: 1992، 1/360-361)، فعلى طالب العلم أن يكون رحيما في هجرته لطلب العلم، مع أصدقائه ومع أستاذه، وحتى مع أهله وأقاربه وجيرانه.

الطائف دروس وعبر في فن الرحمة لطلاب العلم:
ففي إرهاصات الهجرة النبوية، وبالتجديد في شوال سنة عشر من النبوة – في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619م – خرج النبي (ﷺ) إلى الطائف وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلاً، سارها ماشياً على قدميه، ومعه مولاه زيد بن حارثه، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام فلم تجب إليه واحدة منها، فلما انتهى إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثَّقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله، وإلى نصرة الإسلام، فقال أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة (أي يمزقها)، إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله أحداً غيرك، وقال الثالث: والله لا أُكلمك أبداً، إن كنت رسولاً لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أُكلمك، فقام عنهم رسول الله (ﷺ)، وقال لهم: إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني، وأقام رسول الله (ﷺ) بين أهل الطائف بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فقالوا: اخرج من بلادنا، وأغروا به سفاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفاؤهم وعبيدهم، يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين، وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى أصابه شجاج في رأسه، ولم يزل به السُّفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبه وشيبة ابني ربيعة، على ثلاثة أميال من الطائف، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتي رسول الله (ﷺ) إلى حبلة من عنب، فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه واطمأن، دعا بالدُّعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزناً مما لقي من الشدة، أسفاً على أنه لم يؤمن به أحد، قال:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الرحيم، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً لهما نصرانياً، يقال له عداس، وقالا له: خذ قطفا من هذا العنب واذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدي رسول الله (ﷺ) مد يده إليه قائلاً: "باسم الله" ثم أكل، فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله (ﷺ): من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني، من أهل "نينوى"، فقال رسول الله (ﷺ) من قرية الرجل الصالح يونس بن متى عليه السلام، قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال رسول الله (ﷺ): ذاك أخي، كان نبياً وأنا نبي، فأكب عداس على رأس رسول الله (ﷺ) ويديه ورجليه يقبلها، فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك، فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدي، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمرٍ لا يعلمه إلا نبي، قالا له: ويحك يا عداس، لا يصرفك عن دينك، فإن دينك هو خير من دينه، ورجع رسول الله (ﷺ) من طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيباً مخزوناً كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، قال النبي (ﷺ) بل أرجو أن يخرج الله (ﷻ) من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً، وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول (ﷺ) تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من خلق عظيم، ثم تقدم رسول الله (ﷺ) نحو مكة حتى بلغ وادي نخلة، وأقام فيه أياماً، وخلال إقامته هناك بعث الله إليه نفراً من الجن، فدخلوا في الإسلام، ينبغي على طلاب العلم أن يعملوا بخلق الرحمة في كان زمن ومكان وفي كل وقت وحين (مباركفوري: 2007، ص125-126-127)، فمع ما فعله أهل الطائف مع رسول الله (ﷺ) إلا أن الله سخر له الجن فدخلوا في الإسلام، فعلى طالب العلم العمل بالرحمة ولو أغلقت الأبواب في وجهه، فلا ييأس ولا يغضب، بل يجب عليه التواصل واللين والرفق مع أصدقائه من أجل العلم.
5- الإيثار:
من اسْمى وأجْود وأكْمل الصِّفات الطِّيبة والرائعة خُلق الإيثار، فهذا الخلق يتلعثم اللسان ويجف القلم وتمتلئ الكتب عند ذكره ووصفه، وعندما يقدمه طلاب العلم في الميادين والمجالات العلمية فإن له وقع على القلوب وأثر في النفوس، لا يمكن أن ينتهي ولا أن يختفي من العقول أبداً، فالإيثار عكس الشح، فيجب على طالب العلم أن يستفيد من الإيثار بإصلاح وقته وقلبه وحاله مع الله، وأن ينظر ويتأمل في كتب السير أثناء الهجرة النبوية ويأخذ منها الدروس والعبر، فقد صح عن رسول الله ﴿ﷺ﴾ لما هاجر أهل الإسلام للمدينة آخى رسول الله (ﷺ) بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع، فقال لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، وأين سوقكم؟ فدلوه على السوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء وبه أثر صفرة، فقال النبي (ﷺ): مهيم؟ قال: تزوجت، قال: كم سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب (المباركفوري، 2007، ص186)، فهذه السيرة الطيبة حدثت في هجرة الرسول (ﷺ) من مكة إلى المدينة، إثار منقطع النظير، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يوفق طلاب العلم أن تبرز مثل تلك الصفات الطيبة في التبادل العلمي من أجل التطور والابتكار والإبداع العلمي، وقيل عن الإيثار:
أُسد ولكن يؤثرون بزادهم والأُسد ليس تدين بالإيثار
يتزين الناد بحسن وجوههم كتزين الهالات بالأقمار
وقيل:
المال للرجل الكريم ذارئعٌ يبغي بهن جلائل الأخطار
والناس شتى في الخلال وخيرهم من كان ذا فضل وذا إيثار


6- التمسك بالثوابت الإسلامية:
الثوابت المقصود بها عدم التغيير والتبديل، وهي تمثل الأخلاق الحميدة، والثوابت التي لا يمكن أن تكون مجال مساومة أبداً، فهي من تعاليم محمد (ﷺ) لا تحْتمل تغييراً أو تأويلاً، فعلى طالب العلم أن يتقي الله في غض بصره وحفظ فرجه وعلاقته مع طلاب العالم، ونحن نتحدث عن كِلا الجنسين شباب وشابات وفتيان وفتيات، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (سورة النور: الآية 30-31)، وينبغي على طالب العلم أن يأمل جيداً بأنه هاجر من أجل العلم، وبطبيعة الحال هو ينظر إليه أغلب أفراد المجتمع، فيحْرص أن يقدم الصورة الصحيحة للإسلام، ويظهر أخلاق هجرة رسول الله (ﷺ)، ويحرص على الفوز في الدارين، حتى يكون سعيداً في أول منازل الآخرة.
7- المعوقات التي توجه طالب العلم:
لا شك بأن طالب العلم يقدم الوقت والجهد في سبيل البحث العلمي، ولابد أن ينتج عن ذلك العديد من المعوقات والصُّعوبات وهي تتمثل في الآتي:
 قلة الموارد المالية: وهذه من أكبر المشاكل وأعْظمُها، فيجب على الحكومات والدول أن تتبنى مشاريع استثمارية لمساعدة طلاب العلم وبحوثهم العلمية.
 الصحبة السيئة: للأصدقاء أثار كبيرة سواء كانت هذه التأثيرات سلبية أو إيجابية، وهنا ننصح طلاب العلم أن يحرصوا على اختيار الصحبة الطَّيِّبة، التي تعين على طلب العلم، وتشجع على البذل والعطاء، وتساهم في الإبداع والبحث العلمي.
 ضعف الهمة: لا شك بأن عدم الاجتهاد، وضعف الإنجاز العلمي، من أهم المعوقات والمشكال التي تسبب في تأخير طالب العلم.
 الفتن والمعاصي: ينبغي على طالب العلم أن يتقي الله في كل صغيرة وكبيرة وفي كل واردةٍ وشاردة، خصوصاً في مسألة غض البصر وحفظ الفرج، وأن يضع بين عيْنيْه أن النظر لمحاسن الرجال أو النساء، للشباب أو الشابات و الفتيان و الفتيات بشهوة لها أضرار كبيرة على النفس والجسم في الدنيا ويوم القيامة، لاسيما المحرَّمات التي تصل إلى كل بيتٍ وغرفة نومٍ عبر الفضاء من خلال الإنترنت (السُّوشيال ميديا)؛ فلهذه الوسائل الاجتماعية أضرار كبيرة في ضياع الأعْمار واسْتنزاف الأوْقات دون قراءة أو كتابة أو مشاركة في ندوات أو مؤتمرات علمية، فقد قال الإمام الشافعي:
"شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي، وأخبرني
بأن علم الله نور، ونور الله لا يهدى لعاصي".
8- الإبداع العملي
أولاً: أسس الإبداع العلمي
الأسس التي لابد من وجودها عند كل شخص مبدع، ولا يتصوَّر وجود مبدع دونها، ومن هذه الأسس القوة العقلية، فلا من توفر هذه القدرة عند الإنسان المبدع، والعبقرية هي أعلى المستويات من القدرات العقلية المعرفية، وقد وضع علماء التربية مستويات متدرجة للذكاء، تبدأ من المعتوه (أقل من 20 درجة) وتنتهي بالعبقري (أعلى 140 درجة) والعباقرة أيضاً لهم درجات، وأعلى درجة للعبقرية اكتشفت حتى الآن هي (300 درجة)، وأيضاً من الأسس الإبداع العلمي القوة النفسية، فلابد أن يتصف المبدع بقوة النفس العلمية والعملية، والمراد بها: قوة الثبات والإرادة والتصميم والمثابرة والنُّزوع إلى الكمال، وكذلك من أسس الإبداع العلمي القوة الجسدية والمقصود بها الطاقة الحيوية والنشاط المتدفق الذي هو شعلة الإبداع ووقود أُتونه، حتى وإن كان صاحبها لطيف الجسم، نحيل البدن، فإن هذا ليس مقياساً للطاقة والحيوية والنشاط (القرني:2007، ص37-43-52)، بل ربما كان العكس هو الصحيح كما قال بعضهم:
تراه من الذكاء نحيف جسمٍ عليه من توقده دليل
إذا كان الفتى ضخم المعالي فليس يضره الجسم النحيل!

ثانياً: أهمية الإبداع العلمي
- يساهم الإبداع العلمي في تطور المجتمعات إلى الأفضل
- صقل المهارات وتنظيم الطاقات مما يساهم في جعل حياة المفكرين والمبدعين أفضل
- يساهم الإبداع العلمي في حل المشاكل المختلفة في أي دولة من الدول.
- يتميز الإبداع بالتعاون والتعارف بين علماء البلد الواحد
ثالثاً: صفات تدل على موهبة الإبداع العلمي
- القدرة على الحوار والتعامل بثقة في المؤتمرات والندوات العلمية
- الموهبة في تقديم المقترحات والأفكار المقنعة
- العمل على تحقيق الأهداف المحمودة، والاجتهاد بالوصول إليها
رابعاً: أسباب نجاح الإبداع العلمي
- لابد من عنصر التجديد، والاهتمام بموضوع الفكرة، لاستقطاب عدد كبير من الناس
- الإثارة والتجديد فعندما يشعر الجمهور العلمي الذي ينتظر المادة أو الفكرة العلمية بأنهم اكتشفوا شيئاً جديداً، من هنا تبدأ عملية الإثارة وستبدأ الناس بالحديث عنك لأناس آخرون، وهكذا ينتشر الابتكار والإبداع العلمي
- استثمار المقدرة الطبيعية بحيث أن تكون قدوة للآخرين، وتقديم مستوى رائع وصحيح لتحقيق الأهداف والنتائج.


الخاتمة:
عندما نتأمل في هجرة رسول الله (ﷺ) نعرف بأنها دروس وعبر في مختلف المجالات، خصوصاً لطلاب العلم، فيجب علينا الحرص على سلامة أرْوحنا وأجسادنا بتعاليم القرآن ودروس الهجرة النبوية، بالتواضع والرحمة والأمل والتفاؤل والالتزام بالثوابت الإسلامية، حتى تكون لنا بصمة على ظهر هذه الأرض تستمر بإذن الله وتساهم في الإبداع والتطور العلمي، والابتعاد عن المعوقات التي تقابل طالب العلم، من حيث الصحبة السيئة، ضعف الهمة، وأيضاً الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، كما تعتبر أهمية الإبداع العلمي كبيرة جداً، فهي تساهم في تطور المجتمعات إلى الأفضل، فينبغي علينا الأخذ بأسباب الإبداع العلمي بالبحث عن الأفكار الجيدة، لاستقطاب شريحة كبيرة من الناس والتأثير فيهم من خلال الإبداع والابتكار العلمي.









قائمة المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- ابن القيم الجوزية، أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب، د.ت، مدارج السالكين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت.
- النووي، محيي الدين يحيى بن شرف، 2001، رياض الصالحين، تحقيق على حسين بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري، ط1، دار ابن الجوزي، الرياض.
- الألباني، محمد ناصر، 1988، صحيح الجامع الصغير وزيادته، ط3، المجلد الأول، المكتب الإسلامي، بيروت.
- المباركفوري، صفي الرحمن، 2007، الرحيق المختوم، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة.
- جودة، آمال – أبو جراد، حمدي، 2011، التنبؤ بالسعادة في ضوء الأمل والتفاؤل لدى عينة من طلبة جامعة القدس المفتوحة، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدِّراسات، ع24.
- الغزالي، محمد، 1965، فقه السيرة، ط6، دار الكتب الحديثة، د.م.
- علوان، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام، ط9، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، د.م، ج1.
- القرني، أحمد بن علي، 2007، الإبداع العلمي، ط1، دار عالم الفوائد، مكة.
- البغدادي، الخطيب، 1985، اقتضاء العلم العمل، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط5، المكتب الإسلامي، بيروت.
- المغلوث، عبد الله، 2012، تغريدة في السعادة والتفاؤل والأمل، ط1، مدارك للنشر، بيروت.
...المزيد

مع كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله . بعض سمات ومميزات كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله من واقع ...

مع كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله .
بعض سمات ومميزات كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله من واقع قراءتي للكتاب .
هذا الكتاب :
هذا الكتاب : من الكتب النفيسة التي لم ينسج قبله في حدود علمي على طريقته .
هذا الكتاب: اخلص مؤلفه في كتابته حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك لاقى رواجاً وقبولاً وانتشاراً واسعاً .
هذا الكتاب : من الكتب التي قيل فيها ( لولا الشفا لما عرف المصطفى ) فقلت انا (لو لم يخلق صاحب الشفا لما ضر ذلك المصطفى ) .
هذا الكتاب : ينبغي ان يدرس في الجامعات ولكن بعد حذف ما يحتويه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
1- اسم الكتاب : الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم .
2- المؤلف : شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ، ثم السبتي المالكي.
3- موضوعة : التعريف بقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وحقوقه وما يجوز في حقه ومالا يجوز وحكم منتقصه .
4- استهل القاضي عياض رحمه الله كتابه بذكر أقسامه وترتيب أبوابه وهو شيء حسن منه رحمه الله .
5- سبب تأليفه لهذا الكتاب سؤال احدهم للقاضي عياض أن يجمع له مجموعاً يتضمن التعريف بقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
6- في الغالب يستهل الباب أو القسم أو الفصل بذكر حديث بسنده ثم يذكر بقية الآثار بدون إسناد الا في النادر .
7- كثيراً ما يصرح بأن ما سيذكره فيه الصحيح وغيره .
8- يذكر كثيراً من الأقوال ويرجح بينها بطريقة جميلة وكلام مسبوك كالذهب .
9- الكتاب به عدد كبير من الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة .
10- عاب المؤلف رحمه الله على بعض المفسرين إيرادهم للأحاديث الضعيفة والموضوعة , كقصة الغرانيق مثلاً , مع أن كتابه لم يخلو عن أمثالها وما ادري ما وجه هذا الإنكار عنده .
11- أجاب المؤلف عن عدد لا باس به من الإشكالات ومنها ما افرد له فصلاً خاصاً .
12- رد المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب على بعض الطعون الموجه للإسلام رد علمي رصين .
13- نقل رحمه عن كثيرا من علماء المشرق والمغرب وقد أكثر عن علماء المغرب كونه منهم واعرف بمذهبهم من غيرهم .
14- فوائد اسنادية :
يروي القاضي عياض بإسناده بعض الأحاديث , وبعض النظر فيها تبين لي الأتي :
يروي بإسناده الى البخاري رحمه الله وبينهما ستة انفس او خمسة .
بينه وبين مسلم خمسة وسائط .
وبينه وبين ابي داود خمسة أنفس .
وبينه وبين النسائي ثلاث وسائط .
وبينه وبين احمد ستة أنفس .
وبينه وبين مالك ستة أنفس .
وبينه وبين الدار قطني ثلاث وسائط .
وبينه وبين ابن عبد البر واسطتين .
ولم أقف له على إسناد في هذا الكتاب فيه ابن ماجة .
15- الكلام على الطبعة المرفق صورتها في المنشور .
الطبعة المرفقة طبعة دار الحديث المصرية , وهي طبعة سيئة للغاية, فيها سقط وتشويه وتحريف , ومحققها عامله الله بما يستحق , اسمه عصام الجزار , لم يلتزم ما أشار إليه في المقدمة , من تحقيق النص , و تخريج الأحاديث وعزوها الى مصادرها , والحكم على من ليس في الصحيحن منها ,كما ذكر في مقدمته, وهذا وأمثاله اقرب إلى التجار منهم الى المحققين , كما كتب على طرة الكتاب , وهذه الدار ومعها هذا المدعو عصام الجزار هم من يشوهون تراثنا بغرض تجاري ليس إلا , قبحهم الله وقبح سعيهم .
وفي النهاية لا يسعني إلا أن اردد مع القائل :
يا ناظراً فيه إن ألفيت فائدة
............ فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسد
وان عثرت لنا فيه على زلل فاغفر
................. فلست مجبولاً على الرشد

دمتم في طاعة الله وأمنه .
وكتب
الراجي عفو ربه القوي
............... أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

- قَالَ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّـهُ - « لا توحشنك غربةٌ بين الورى فالناس كالأموات في ...

- قَالَ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّـهُ -


« لا توحشنك غربةٌ بين الورى
فالناس كالأموات في الحسبانِ

أو ما علمت بأن أهل السنّة
الغرباءُ حقاً عند كل زمانِ

قل لي متى سلم الرسول وصحبه
والتابعون لهم على الإحسانِ

من جاهلٍ ومعاندٍ ومنافقٍ
ومحارب بالبغي والطغيانِ

وتظن أنك وارث لهم وما
ذقت الأذى في نصرة الرحمنِ

كلا ولا جاهدت حق جهاده
في الله لا بيد ولا بلسانِ

مَنَّتْكَ واللهِ المحال النفس
فاستحدث سِوى ذا الرأي والحسبانِ

لَو كنتَ وارِثه لآذاكَ الأُلَى
ورثُوا عِداهُ بسائرِ الألوانِ »
...المزيد

يؤمِّل دنيا لتبقى له فوافى المنيَّة قبل الأمل ..حثيثاً يروي أصول الفسيل فعاش الفسيل ومات الرَّجل ...

يؤمِّل دنيا لتبقى له فوافى المنيَّة قبل الأمل ..حثيثاً يروي أصول الفسيل فعاش الفسيل ومات الرَّجل "سيبويه عندَ احتضاره"

دعاء تحقيق الأمنيات يارب ياقادر على كل شيء، يارب المعجزات حقق لي حلمي، وأسعد قلبي، يارب لا يغير ...

دعاء تحقيق الأمنيات
يارب ياقادر على كل شيء، يارب المعجزات حقق لي حلمي، وأسعد قلبي، يارب لا يغير القضاء إلا الدعاء، وإني أرجوك وادعوك واتوسل إليك أن تعطيني ما دعوت وتجعله خيرا لي اللهم غير حالي لأفضل حال عاجلا برحمتك وارزقني رزقا واسعا عاجلا مباركا مدرارا يارب كل لدعائي وما اتمنى كن ليكون لا حول ولا قوة الا بالله 🤲❤❤❤ ...المزيد

خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي حول قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في كبد الله تعالى خلق الانسان ...

خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي حول قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في كبد
الله تعالى خلق الانسان , في دنيا تتطلب منه الكد والجري والتعب وراء لقمة العيش , (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) سورة الملك) , و هيأ جسمه لذلك , ليتمكن من المشي والجري والاخذ والعطاء والتفكير , وعمل جميع الاسباب التي يتحصل بها على رزقه , بل واداء العبادات , من صلاة وحج وغير ذلك , و خلق الله للإنسان المأكولات والاغذية , وركب فيه الشهية للأكل , و كانت البداية بآدم عليه السلام , الذي بدأت مسيرة حياته في الجنة , يأكل منها رغدا حيث شاء , دون كد او تعب , وحذره الله من الاكل من شجرة معينة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) سورة البقرة) , والفرق بين هذه الشجرة وبقية اشجار الجنة , ان الاكل من هذه الشجرة , ينتج عنه تكوين مخلفات ومواد سامة في الجسم , فتخرج المخلفات من الجسم على شكل براز وبول , وتبقي المواد السامة في الجسم مسببة الاحساس بالضنك والضيق والضجر والاكتئاب والطفش , تماما مثل الاشجار والمأكولات على سطح الارض , اما بقية اشجار الجنة , فإن اكلها لا يؤدي الى تكوين مخلفات في الجسم , ولا تكوين مواد سامة, بل تتكون مواد اخرى , تؤدي الى الشعور بالنشاط والقوة و الفرحة والسعادة والسرور , ولذلك سميت الجنة ببلاد الافراح , (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) سورة ال عمران) , فلا يصيبهم الملل والخوف والحزن , و لا يشعرون بالضنك والضيق والضجر , وهذا هو الانسب للحياة الابدية والخلود في الجنة .
وعندما اكل ادم من تلك الشجرة , تكونت المخلفات في جسمه , من البراز والبول , وهذه المخلفات لا بد ان يتخلص منها الجسم , ولكن لا مكان في الجنة للبراز والبول والنجاسات والقاذورات , ولذلك خرج ادم من الجنة وهبط الى الارض , ليضع تلك المخلفات على سطح الارض , فهي المكان المناسب لوضع المخلفات والقاذورات , وعلى سطح هذه الارض , سيعيش ادم وبنوه الى يوم القيامة , (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) سورة الاعراف) , (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) سورة الاعراف)

اذن اخي القارئ , هناك فرق بين المأكولات والاشجار في الارض , والمأكولات والاشجار في الجنة , المأكولات التي توجد في الجنة , لا ينتج عنها مخلفات او سموم في الجسم , فلا يتكون البول ولا البراز ولا السموم في جسم الانسان , بل تتحول الى مواد تجعل الانسان فرحا مسرورا, والى مواد اخرى تخرج من الجلد على شكل عرق ذو رائحة زكية طيبة , تجعل الجو من حوله منعشا (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) سورة الواقعة)
واما المأكولات والاشجار الموجودة في الارض , فإنها تتحول في جسم الانسان الى مخلفات و مركبات سامة , واهم المخلفات هي البراز والبول , واهم المركبات السامة هي مواد تؤدي الى الشعور بالضيق والاكتئاب والضجر , وتمنع عن الانسان الشعور بالسعادة والبهجة والفرجة والسرور , فأما البول والبراز , فيتخلص الجسم منهما بسهولة , واما المواد السامة , فإن الجسم يجد صعوبة في تكسيرها والتخلص منها , وتتراكم تلك المواد السامة في الجسم , ولا يمكن التخلص منها , الا ببذل مجهود عضلي كبير , كالمشي مسافات طويلة , و اداء التمارين , والصيام .
اذن , تبقى الوسيلة الوحيدة للتخلص من المواد السامة , هو اداء مجهود عضلي شاق , او الصيام , ولذلك تجد العامل المسكين , الذي يشتغل حجر وطين , ويتعب طول يومه , ويبذل مجهودا عضليا في حمل الاسمنت والاحجار , تجده في نهاية عمله سعيدا فرحا مسرورا , لان هذا المجهود الشاق , ادى الى تخلص جسمه من السموم , ويعود هذا العامل الى اهله بشوشا فرحا , يلعب مع اطفاله وينشر في منزله البهجة والسرور , وهو لا يملك الا قوت يومه , ويعود ذلك الغني المرتاح على كرسي مكتبه , والذي لم يبذل مجهودا عضليا في عمله , يعود الى منزله ضيقا ضنكا غاضبا , بسبب تراكم السموم في جسمه .
ولذلك , فرض الله تعالى خمس صلوات في اليوم والليلة , ليذهب كل مسلم الى المسجد خمس مرات , هذا الذهاب والمشي الى المساجد كل يوم خمس مرات , يستهلك مجهودا عضليا , والذي يؤدي الى التخلص من السموم , فيشعر المصلي بالفرحة والسعادة والسرور , ولذلك فرض الله تعالى قيام الليل على حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم , (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) سورة المزمل) , (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) سورة الشرح ) , أي: إذا فَرغت من أمور الدنيا وأشغالها ، وقمت بأمر الدعوة , فانصب في العبادة واتعب فيها، وقم إليها نشيطا, لأن الله يحبه , يريده ان يكون سعيدا مسرورا .
اذن , المرتاح في الدنيا تعبان ,و التعبان فيها مرتاح , وكلما تعب الانسان وبذل مجهودا عضليا وبدنيا في يومه , تخلص من السموم , وشعر بالسعادة والسرور في نهاية يومه , وكلما زاد تعبه وكده , زاد احساسه بالفرح والسرور , وكلما ارتاح جسمه من التعب , ولم يبذل مجهودا عضليا في يومه , تراكمت السموم , وزاد احساسه بالضيق والهم والضجر والطفش والضنك , ولذلك اخبرنا الله تعالى عن هذه الحقيقة , بعد ان اقسم ثلاث مرات , (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) سورة البلد) , أي ان الله خلق الانسان , وجعله يكابد التعب والمشقة والعناء , لأن جسمه لا يناسبه الا التعب والعناء في الدنيا , ليشعر بالسعادة والسرور , ولن يقيه من الضجر والضيق والضنك الا بالمكابدة والتعب , اما في الاخرة , فلا يحتاج الى التعب والعناء والمكابدة , فلا مخلفات ولا مواد سامة , بل فرحة وسعادة و سرور .
, اخي القارئ , ونحن في عصر السيارات والمواصلات , يذهب الانسان الى عمله راكبا , ويؤدي عمله على كرسيه جالسا , ويعود الى منزله راكبا , لا يتحرك ولا يمشي كثيرا , لذا , وجب القيام ببعض التمارين اليومية , واقل تلك التمارين هي المشي لمسافات طويلة , والذي لا يستطيع القيام بالتمارين , فعليه بقيام الليل , والذي لا يستطيع قيام الليل , فعليه بالصيام ,كصيام الاثنين والخميس , ولذلك ترى الصائمين في ليالي شهر رمضان , تراهم فرحين مسرورين بعد الافطار , بسبب تخلص اجسامهم من السموم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال , للصائم فرحتان, فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه , وهذا هو السر , في ادمان بعض الناس صيام الاثنين والخميس , لانهم طعموا البهجة والسرور بعد الافطار
وفي الاخير , تبين ان الانسان لا يشعر بالسعادة والسرور في الحياة الدنيا , الا اذا تعب وكابد في العمل او العبادة , والذي لا يتعب ولا يتعبد , يعيش حياة ضنك وضجر وضيق وتعاسة , حتى لو كان يملك الدنيا باسرها , لن يذوق البهجة والسرور الا اذا تحرك وتعب وتعبد , اما الجنة , فهي العكس , كلما جلس وارتاح , زاد احساسه بالبهجة والفرح والسرور , (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) سورة البقرة)
...المزيد

مع كتاب فتح الغفار . ( المنشور طويل قليلاً فتنبه) قلت أنا حمدي الصيودي ...

مع كتاب فتح الغفار . ( المنشور طويل قليلاً فتنبه)
قلت أنا حمدي الصيودي الأثري .
هذه بعض سمات ومميزات كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (صلى الله عليه وسلم ) من واقع قراءتي للكتاب .
بدايةً يلزم قبل الولوج إلى هذا السفر المبارك أن تقرأ المقدمة التي كتبها المؤلف رحمه الله .
* اسم الكتاب مذكور في عنوان هذا المنشور .
* المؤلف : الحسن بن أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الرُّباعي.
* ولد الرُّباعي تقريبًا على رأس القرن الثاني عشر (نحو1200هـ) بمدينة صنعاء وعاش حوالي 76 سنة .
* وهذا الكتاب استغرق مؤلفه في جمعه وتأليفه ثماني سنوات وسبعة أشهر وعدة أيام ذكر ذلك في المقدمة فقال :
«وكان الشروع في تأليفه غرة شهر المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وألف بمدينة صنعاء المحمية بالله تعالى، ومَنَّ الله - وله الحمد - بالفراغ من تأليفه في ثاني عشر رمضان سنة أربعين ومئتين وألف».
وقد كان عمره حين شرع في تأليفه نحو اثنين وثلاثين عامًا، وانتهى منه وعمره في الأربعين .
* ومما يميز هذا الكتاب عن غيره من كتب أحاديث الأحكام هو إتباع كل حديث بما يليق به من تصحيح وتضعيف الا النادر حيث قال المؤلف :
وأتْبَعْتُ كلّ حديث ما عليه من الكلام من تصحيح وتحسين، أو تضعيف وتهوين وعزوت كلّ شيء إلى قائله حسبما وجدته في هذه المصنفات، وإن لم أجد كلامًا لأحد من الأئمة على الحديث نقلت من كتب الرجال ما قيل في راويهِ من التوثيق والتضعيف، وبالغت في العناية في البحث لِمَا يحتاج إليه، وإن بَعُدَت طريق الوصول إلا بعد أيامٍ إليه(
* اما عن مصادر جمعه لأحاديث هذا الكتاب فقال في بيانها
وعمدتُ إلى أجمعِ كتابٍ للأحكام، وأنفع تأليفٍ تداولته الأئمة الأعلام، وهو (( المنتقى ((فجعلته أصلًا لهذا الكتاب... وزدت عليه الجمَّ الغفير من ((جامع الأصول، وبلوغ المرام، ومجمع الزوائد، والترغيب والترهيب للحافظ المنذري، ومن الجامع الصغير وذيله، ومن الجامع الكبير، ومن البدر المنير، وجامع المسانيد، والمستدرك للحاكم، و تلخيص الحافظ ابن حجر، و«فتح الباري، وخلاصة البدر المنير، وغير ذلك من الكتب، وراجعت تلك الأصول، ونسبت كل حديث إلى أصله المنقول)
ولك أخي الفاضل أن تتخيل هذا الكم الهائل من الأحاديث التي جردها المؤلف ليخرج لنا بهذه الخلاصة التي جمعها لك في كتابه .
* كرر بعض الأحاديث في هذا الكتاب وقال معتذراً عن ذلك :
وقد أكرر الحديث الواحد في مواضع من هذا الكتاب لِمَا فيه من الأحكام المتعددة.
* أما عن ألفاظ العزو إلى الكتب فقال :
واقتديت بأصل هذا الكتاب - أي «المنتقى» - في جعل العلامة لِمَا رواه البخاري ومسلم: أخرجاه، ولما رواه أحمد وأصحاب السنن: رواه الخمسة، ولهم جميعًا: رواه الجماعة، ولأحمد والبخاري ومسلم: متفق عليه، وما سوى ذلك أذكر من أخرجه باسمه(
* عدد أحاديث هذا السفر((( 6531 )))) حديث وذلك حسب النسخة الخاصة بي هذا الرقم بدون المكرر وتتبع الروايات التي ذكرها المؤلف وإلا فقد يزيد العدد أكثر من ذلك بكثير .
* عدد الكتب (38) كتاب أولها كتاب الطهارة ثم التيمم ثم الصلاة ...... وآخرها كتاب الجامع وهو كتاب ماتع جمع فيه المؤلف أحاديث لا تندرج تحت باب معين .
* أول حديث في هذا السفر حديث أبي هريرة في الوضوء من ماء البحر ((هو الطهور ماؤه والحل ميتته )) .
* آخر حديث هو حديث عبد الله بن عمرو والمعروف بحديث البطاقة .
* قد ينقل الإجماع على التصحيح او التضعيف عقب الحديث وهذه ميزة كبيرة للكتاب .
* ينقل أقوال العلماء ممن تقدمه في الحكم على الحديث .
* يعزو كل حديث الى من خرجه من الكتب المعتمدة وقد يعزو الى بعض كتب المتأخرين ممن جمع في هذا الشأن .
* يذكر الغريب في الحديث ويفسره نهاية كل باب .
* يذكر الفروق بين الروايات واختلاف ألفاظها ويعزو كل لفظ الى من خرجه ولا يلتزم ذلك انظر مثلاً الحديث رقم 51 ج1 ص 28 والحديث رقم 63 ص32 ج1
* عدد الأحاديث في كل باب يختلف عن الأخر فقد يذكر حديث او حديثين وقد يصل العدد الى ما دون العشرين .
* ينقل كثيرا تصحيح ابن السكن فيقول مثلاً ( ذكره ابن السكن في سننه الصحاح - او ذكره ابن السكن في صحاحه ) انظر مثلاً الحديث رقم 352 , 353 , 356 ج1 ص 122 ,123
* كثيراً ما يذكر أحاديث ليبين أنها ضعيفة .
* يستدرك على بعض أصحاب كتب الأحكام ممن سبقه مثل صاحب المنتقى وغيره انظر الحديث رقم 656 ص 213 ج1
* إذا ذكر في الباب عدة أحاديث متعارضة أحيانا يرجح انظر مثلا باب ما جاء في الإسرار ببسم الله الرحمن وما جاء في الجهر بها ( كتاب الطلاق ج1 ص 324 وما بعدها ) .
* يختصر الأحاديث الطوال وهذا شأن كتب الأحكام والغرض معروف وهو الدلالة على موضع الفقه منها .
* احياناً يذكر بعض الفوائد في الحديث انظر مثلاً حديث رقم 1674 ص 538 ج1
* ينقل التصحيح والتضعيف عن جم غفير من العلماء وكنت انوي كتابة أسمائهم ولما رئيت كثرة عددهم تركت ذلك حتى لا يطول المنشور .
* يبدو ان المؤلف ما دون حديثاً الا وقد اطلع على مصادر كثيرة جداً لهذا الحديث وكلام العلماء عليه يلاحظ ذلك من كثرة ما ينقله من كلام العلماء عقب غالب الأحاديث .
* ذكر سنن الاثرم في عدة مواضع من كتابه انظر مثلاً الحديث رقم 2439 ص 782
* أحيانا يذكر جزء من الحديث ثم يقول (.... الخ ) يقصد الى آخر الحديث وهذا مالا أحبذه لأني اعتدت وأنا أقراء في كتب الحديث اذا ذكروا جزء من الحديث ان يقولوا بعد ان يضعوا نقاطاً ... الحديث وأما ما ذكره المؤلف فيفعلونه مع الكلام العادي الذي ينقلونه من آحاد الناس .
* ذكر المؤلف عدد من الأحاديث لا تتعلق بالأحكام ولا تندرج تحت هذا النوع من الأحاديث انظر مثلاً المجلد الثالث كتاب الغصب والضمانات .
* ينقل كلام العلماء في الأحاديث التي ظاهرها تعارض او فيها بعض الإشكال انظر مثلاً الكلام عقب حديث (( إن امرأتي لا ترد يد لامس )) كتاب النكاح ص 1437 ج1
* قد يذكر للحديث الواحد أكثر من طريق انظر مثلاً حديث (( ان الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )) فقد ذكر له سبع طرق نقلاً عن الحافظ ابن حجر في تخريج حديث مختصر ابن الحاجب ج3 ص 1511 , 1512
* له تراجم لن تجدها عند غيره قطعاً اذكر لك منها
1- باب الاستئجار على العمل مياومه او مشاهره او معاومه او معادده انظر مثلاً ج 3ص 1264 كتاب ألإيجاره والمساقاه
2- باب الجلوس في الطرقات المتسعة للبيع وغيره انظر ج3 ص 1288 كتاب إحياء الموات
3- باب ان الوقف على الولد يدخل فيه ولد الولد بالقرينة لا بالإطلاق ج3 ص 1338 كتاب الوقف
بقي أن أقول كلمة أخيرة حول عدم خدمة هذا الكتاب .
ففي نظري هذا الكتاب لم يخدم خدمة حقيقية والى كتابة هذه الكلمات لم أقف له على شرح ولا اعرف سبب الإعراض عن شرح مثل هذا السفر المبارك فهو حري أن يشرح شرحاً وافياً وشاملاً يبين فيه كل ما له وما عليه وان كان المؤلف قام ببعض ذلك لاكن هذا لا يوفي الكتاب حقه والله اسأل ان يقيد لهذا الكتاب من يخدمه خدمة تليق به ففي ظني لو شرح هذا الكتاب شرحاً وافياً لجاء شرحه في عشرين مجلدة أو تزيد .
وأخيرا أقول ان هذا الكتاب يجب ان يكون عند كلاً من :
1- العالم 2- القاضي 3- المفتي 4- الخطيب 5- طالب العلم
هذا ما علق بذاكرتي من سمات ومميزات هذا الكتاب المبارك .
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

خاطرة الم

اشعور لم اشهده من قبل لم اشعر بأني سأشعر به يوماً
حرقة امتلأت بها جنبات صدري وكادت ان تفيض على من حولي وتغرقهم
هههه انا من كان لا يجرؤ احد على الحديث بحضرته !
اشعر بالهزيمه مع الاسف . . ما السبب؟ .. لا ادري !!!
قد اكون قد قصرت في اجتهادي على نفسي في ان اكون في المقدمه !
ربما !!
لا بل اكيد . انا من قصر . وقد عاقبتني نفسي ... كفى .
وكم هو شديد عقابك ..
لا لا لا لا لا .. لا لن اسمح لك بالاستمرار في عقابي
قد اكون قد تأخرت لكن يسرني ان تعلمي!!
بأني سأتقدم وسأبقى في المقدمه لا اقول سوف ارجع ولكن سأتقدم ..

وتذكري بأني من قال "هل رأيتيني يا شمس ...... وستراني النجوم".

خاطره اقولها لطلاب العلم وانا متأكد بأنهم سوف يفهمونها

حازم الخضير






...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم المسلمون الأماجد من تعلقت قلوبهم بالمساجد الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ...

بسم الله الرحمن الرحيم
المسلمون الأماجد من تعلقت قلوبهم بالمساجد
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وهادي من توجه إليه واستهداه، محقق رجاء من صدق في معاملته ورجاه، من أقبل إليه صادقا تلقاه ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما تمناه، ومن لاذ بحماه وقاه وحماه، ومن توكل عليه كفاه سبحانه من إله عظيم تفرد بكماله وبقائه، وعم بإحسانه وآلائه، أحمده سبحانه حمدا يملأ أرضه وسماه، وأشكره على سوابغ نعماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه وأسرى به إلى سماه وأراه من عظيم الملكوت ما أراه وقربه وأدناه من القرب والإكرام ما لم ينله سواه، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران: 102]
معاشر المسلمين:
من منا لا يريد أن يكرمه الله؟ من منا لا يتمنى رحمة الله؟ من منا لا يشتاق إلى رؤية الله؟ من أراد هذه الأجور العظيمة فعليه أن يكون قلبه مشتاق إلى بيوت الله ، شديد الحب لها, شديد التعلق بها.
فعن سلمان رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر لله وحق على المزور أن يكرم الزائر) . إسناده حسن رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
عباد الله:
ما أعظمها من لحظات والناس يهرولون إلى بيوت الله يطلبون مغفرة الله ورضوانه! ما أحلاها من ساعات والناس يرفعون أكف الضراعة إلى الله وهم في بيته يرجون رحمته ويخشون عذابه! ما أجملها من أوقات وهم يتلون كتاب الله سبحانه ويتدارسونه فيما بينهم! فإذا ما فعلوا ذلك تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمات، ويكفيهم أن الله يذكرهم، ويثني عليهم، ويباهي بهم ملائكته، ويسكنهم جنته، وأعظم من هذا كله رؤية وجه خالقهم سبحانه، فأعظم نعيم يوم القيامة أن ترى وجه الله الكريم، فإذا أردت أن تحصل على هذا النعيم، فاستمع إلى وصية النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلةً يعني البدر، فقال: ((إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر لا تضامون ( )في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) متفق عليه
أيها المسلمون الأماجد: هناك تقرير مشرف يرتفع من الأرض لمن تعلق قلبه بالمساجد وواظب على الصلوات في المسجد جماعة؛ تقرير ترفعه الملائكة إلى الله سبحانه تقرير فيه سعادتك في الدنيا والآخرة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون”. رواه البخاري ومسلم
فمن أراد أن يُشْرِق قلبه بنور الله، فعليه أن يتصف بصفات هؤلاء الرجال، التي منها عمارة المساجد، وليس المقصود بتلك العمارة أداء الصلوات فيها فقط، ولكن لا بد كذلك من تعلُّق قلبه بها، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ((،.....ورجل قلبه معلَّق في المساجد،........)) رواه مسلم
من أراد النور فليبحث عنه في بيوت الله؛ قال عليه الصلاة والسلام : ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]
أهل المساجد؛ أصحاب القلوب المرتبطة بالله هم في ضمان الله وفي أمانه إن عاشوا رُزِقوا وكفُوا وسُعِدوا، وإن ماتوا فازوا بالنعيم المقيم، سعادة في الدنيا والآخرة، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ: مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّه) [رواه أبو داود ، وابن حبان في صحيحه وأورده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
المشتاقون لبيوت الله والمواظبون عليه؛ الله يباهي بهم ملائكته، بل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً وقد حسر عن ركبتيه ليبشر أصحابه بهذا الفضل العظيم، إنه كرم الله وفضله للمصلين؛ المرابطين في بيوت الله، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : " أَبْشِرُوا ، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ ، يَقُولُ : " انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً ، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " [رواه ابن ماجة، وصححه الألباني].
ومما يدل على أن كثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة فيها من وسائل ربط القلوب بالله ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه - ن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ) .
معاشر المسلمين:
من تعلق قلبه بالله وببيته نال رحمة الله واجتاز الصراط ليفوز برضوان الله، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة) [ رواه الطبراني، وصححه الألباني].
السلف الصالح عرفوا الطريق فشمروا لها، وأيقنوا أن ما عند الله خير وأبقى، وأن الفلاح بقوة الصلة بالله، وملازمة
بيوت الله، لما حضرت سعيد بن المسيب عالم التابعين الوفاة، بكت ابنته عليه، فقال لها: لا تبكي علي يا بنيّة، والله ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في المسجد منذ أربعين سنة، لا يؤذن المؤذن إلا وسعيد بن المسيب في المسجد ينتظر الصلاة، ينتظر النداء ليصلي مع المسلمين.
وكان الأعمش يقول: والله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الجماعة خمسين سنة.
كيف ترتقي أمة لا تحسن المعاملة مع الله – عز وجل -؟ كيف تفلح أمة لا تقدّس شعائر الله؟ كيف تكون صادقة في الحرب، أو في التعليم، أو في التصنيع، أو في الحضارة، وهي لا تتصل بربها في صلاة فرضها الله عليها؟
فحافظوا – رحمكم الله – على هذه الصلوات حيث ينادى بهن، عمّروا المساجد، وتسابقوا إلى الصفوف الأولى، واعلموا أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
محمد إقبال الشاعر المعروف يقول، وهو يتوجع على المسلمين وقد زار قرطبة فوقف أمام الجامع وما وجد المسلمين ،
ووجد المسجد قد حول إلى حانات من الخمر والعياذ بالله ، ووجد العاهرات وهن في محراب المسجد ، فبكى وجلس عند
الباب وأنشد قصيدته الفضفاضة الشهيرة في مسجد قرطبة فقال :
أرى التفــكير أدركه خمـول ولم تبق الـــعزائم في اشتعال
وأصبح وعظكم من غير نور ولا سحـــر يطل من المقـال
وعند النـــــاس فلســفة وفكر ولكن أين تلقين الغـــــــزالي
وجلــجلة الأذان بكل حـــــي ولكن أين صوت من بــــلال
منائركم علـــت في كل سـاح ومسجدكم من العــباد خــال
أسأل الله تعالى أن يهدينا إلى سواء الصراط ، أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد
فيا أيها المؤمنون: يقول ابن عباس: إن المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهلها كما تضيء نجوم السماء لأهلها.
كم تأخذ صلاة الجماعة من أوقاتنا، تلكم الأوقات التي أضعناها في الأكل والشرب، والنوم، والمرح، إنها دقائق معدودة،
يرتفع فيها المؤمنون، ويسقط الفجرة والمنافقون، بها يعرف أولياء الشيطان، بها يتميز المؤمن من المنافق.
نصيحة من القلب لمن كان يتهاون عن صلاة الجماعة، لمن كان يصلي في بيته أن يكون من الذين يرتادون المساجد ويعمرونها بطاعة الله، قبل أن يندم ويتحسر، يوم لا تنفع الحسرة.
فمن أراد النجاة، والفوز والفلاح في الآخرة ، وأن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله في يوم شديد حره فما عليه إلا أن تقر عينه ببيوت الله وطاعتة والأنس بذكره سبحانه وتعالى.
إنَّ الصلاة هي قرة عيون المحبيبن كم أخبر بذلك إمام المصلين وخاتم المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين .
فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حُبِّب إليَّ الطِّيب, والنساء, وجعلت قرة عيني في الصلاة ) رواه النسائي وصححه الألباني
إن الصلاة جماعة هي بستان العابدين, وسعادة الخاشعين, وراحة نفوس العارفين, ولا ينبئك مثل خبير .
فعن سالم بن أبي الجعد, عن رجل من أسلم, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا بلال, أقم الصلاة, أرحنا بها )
صحيح سنن أبي داود وصححه الألباني
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق:37]
أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، وأسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب اللهم أصلحنا وأصلح شباب المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح بنات المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح نساء المسلمين اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا رب العالمين اللهم اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه اجعل لنا وللحاضرين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل عسر يسراً ومن كل ظالم نجا ارزقنا جميعاً من حيث لا نحتسب من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا ولامنا ولا معنا شقياً ولا محروماً لا تخرجنا جميعاً من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة رابحة لا تبور...... عباد الله صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين حيث أمركم فقال { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]
ياسر عبدالله محمد الحوري
...المزيد

إذا نُزِع الحياءُ من المرأةِ فلا تَسأل عن سُوءِ عاقبتِها - ابن عُثيمِين.

إذا نُزِع الحياءُ من المرأةِ فلا تَسأل عن سُوءِ عاقبتِها

- ابن عُثيمِين.

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، لما شبعت من كلام الله".

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، لما شبعت من كلام الله".
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً