((آداب قضاء الحاجة)) أوَّلاً: ما يُقالُ عند الدُّخولِ يُسنُّ أن يُقال عندَ الدُّخول: اللهمَّ ...

((آداب قضاء الحاجة))
أوَّلاً: ما يُقالُ عند الدُّخولِ
يُسنُّ أن يُقال عندَ الدُّخول: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الخُبُثِ والخَبائِثِ .
ثانيًا: ما يُقالُ عند الخُروجِ
يُسنُّ أن يُقالَ عند الخروجِ: غُفرانَك .
ثالثًا: تقديمُ الرِّجْلِ اليُسرى عند الدُّخولِ، واليُمنى عند الخُروجِ
يُستحَبُّ عند دخولِ الخلاءِ تقديمُ رِجلِه اليُسرى، وعند الخروجِ تقديمُ رِجلِه اليُمنى، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
رابعًا: تنزيهُ ذِكرِ اللهِ تعالى عن الخَلاءِ
1- ذِكرُ اللهِ في الخَلاءِ
يُكرَه ذِكْرُ اللهِ تعالى باللِّسانِ عند قضاءِ الحاجةِ، ومِن ذلك ترديدُ الأذانِ، وتشميتُ العاطِسِ؛ وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
2- إدخالُ ما فيه ذِكرُ اللهِ إلى الخلاءِ
يُكرَهُ إدخالُ ما فيه ذِكْرُ اللهِ تعالى إلى الخلاءِ إلَّا لحاجةٍ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
خامسًا: الكلامُ أثناءَ قَضاءِ الحاجةِ
يُكرَهُ الكلامُ أثناءَ قضاءِ الحاجةِ لِغَيرِ مصلحةٍ ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ، وبه قالت طائفةٌ من السَّلَف، وأكثرُ الفُقهاءِ.
سادسًا: الإبعادُ إن كان في الصَّحْراءِ
يُندَبُ لِمَن أراد قضاءَ الحاجةِ إذا كان في الفَضاءِ أن يُبعِدَ عن أعيُنِ النَّاسِ ؛ نصَّ على هذا الجُمهورُ: المالكيَّةُ، والشافعيَّة، والحنابلة.
سابعًا: الاستتارُ عن أعيُنِ النَّاسِ
يجبُ الاستتارُ عند قضاءِ الحاجة؛ سَترًا للعورةِ عن أعيُنِ النَّاس؛ نَقَل الإجماعَ على وجوبِ سَترِ العَورةِ: الجصَّاصُ، وابنُ عبدِ البَرِّ، وابنُ رُشدٍ الحفيد، وابنُ رجب الحنبليُّ.
ثامنًا: طلَبُ المكانِ الرِّخْوِ لقضاءِ الحاجة
يُستحبُّ لِمَن أراد قضاءَ حاجَتِه أن يَطلُبَ مكانًا رِخْوًا ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
تاسعًا: استقبالُ القبلةِ واستدبارُها عند قضاءِ الحاجة
يحرُمُ استقبالُ القِبلةِ واستدبارُها حالَ قَضاءِ الحاجةِ في الفضاءِ، ويجوزُ في البُنيانِ، وهذا مذهَبُ الجُمهورِ: المالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة.
عاشرًا: استقبالُ الرِّيحِ بالبَولِ
يُكرَهُ استقبالُ الرِّيحِ بالبَولِ؛ وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
حادي عشر: الأماكِنُ التي يُمنَعُ قضاءُ الحاجةِ فيها
1- المسجِدُ
يحرُمُ قَضاءُ الحاجةِ في المسجِدِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
2- القَبرُ
يَحرُمُ قَضاءُ الحاجةِ على القَبرِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
3- أماكِنُ تجمُّعِ النَّاسِ ومواطِن انتفاعِهم
لا يجوزُ قَضاءُ الحاجةِ في الطَّريقِ، وظلِّ النَّاسِ النَّافعِ ، وتحت الشَّجَرِ المُثمِر، وغيرِ ذلك من أماكِنِ تجمُّعِ النَّاس، أو مواطِنِ انتفاعِهم؛ وهو قولٌ للمالكيَّة، وروايةٌ عن أحمد، واختاره النوويُّ، وابنُ عُثيمين.
4- البولُ في الثُّقبِ والشَّقِّ والسَّرَبِ والجُحرِ
يُكرَه البَولُ في الشَّقِّ والجُحْرِ والسَّرَب ونحو ذلك؛ وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ.
5- المُستحَمُّ
يُكرَه التغوُّطُ والتبوُّلُ في المُستحَمِّ ، الذي ليس له مَنفَذٌ؛ وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ .
════════❁══════
🪀خدمة فوائد علمية🪀
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: تفضل بالضغط على الرابط التالي :
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٣🌃 قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ومن أخصّ أسباب العفو والمغفرة: أن الله ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٣🌃
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ومن أخصّ أسباب العفو والمغفرة: أن الله يجازي عبده بما يفعله العبد مع عباد الله، فمن عفا عنهم عفا الله عنه، ومن غفر لهم إساءتهموتغاضى عن هفواتهم نحوَه غفر له، ومن سامحهم سامحه الله.
🔻 🔻 🔻
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ قال السعدي: وهذا يشمل جميعَ أنواع الإحسان؛ لأنَّه لم يقيِّده بشيء دون شيء، فيدخل فيه الإحسان بالمال، ويدخل فيه الإحسان بالجاه؛ بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وتعليم العلم النَّافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس؛ من تفريج كرباتهم، وإزالة شدَّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالِّهم، وإعانة مَن يعمل عملًا، والعمل لمن لا يحسِن العمل ونحو ذلك، مما هو من الإحسان الذي أمَر الله به، ويدخل في الإحسان أيضًا الإحسانُ في عبادة الله تعالى، وهو كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن تعبد اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يَراك) فمن اتَّصف بهذه الصِّفات، كان من الذين قال الله فيهم: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾، وكان الله معه، يسدِّده ويرشده، ويعينه على كلِّ أموره.
https://t.me/azzadden
...المزيد

رسل برادر أذكر ما منحوت في هذا نفق @ ..لا تمدن عينيه لما(0. غرفة) متعنا به ازواج منهم @ ...

رسل برادر أذكر ما منحوت في هذا نفق
@
..لا تمدن عينيه لما(0. غرفة) متعنا به ازواج منهم
@ تعب وهو ثقيل معالجة. 7ناس. ايضا

جن تلك خناجر تبدو صغيرة اسقطت امبراطور مومن ودولته. جن اسياد حضور و الوجود جني دعك من مزاح

جن
تلك خناجر تبدو صغيرة اسقطت امبراطور مومن ودولته.
جن
اسياد حضور و الوجود
جني
دعك من مزاح

صحيفة النبأ - قصة شهيد: أبو عمر القوقازي وإخوانه هاجروا معاً وسقوا بدمائهم أرض الدولة ...

صحيفة النبأ - قصة شهيد:

أبو عمر القوقازي وإخوانه

هاجروا معاً وسقوا بدمائهم أرض الدولة الإسلامية
11 أخاً جمعتهم الحياة ولم يفرقهم الموت


لم يكن أبو عمر القوقازي وإخوانه العشرة على موعد بمعركة بيجي أو الموصل أو الرقة، ولم يتوقعوا عندما غادروا أرض القوقاز قبل سنوات طويلة متجهين إلى جزيرة العرب لتلقِّي العلوم الشرعية ودراسة اللغة العربية في إحدى جامعاتها أن يسقوا بدمائهم الطاهرة أرض الخلافة.

وكما جمعتهم الأرض على وجهها سنواتٍ طويلة متحابين متآخين في الله، جمعتهم الأرض كذلك في باطنها شهداء، نحسبهم والله حسيبهم.

لقد قُتل الإخوة الأحد عشر على أرض الشام والعراق في المكان الذي طالما حلموا بالعيش فيه والموت على ثراه، لم يمض على هجرتهم عدة أشهر حتى بدأ أحدهم يلحق بالآخر إلى الرفيق الأعلى، لقد تعاهدوا على المضي في الطريق إلى نهايته وقد بلغوها، لم يشغلهم شاغل، أو يمنعهم مانع، أو يعِقهم عائق، أو يلفت وجوههم بريق.

ألقوا ما على أكتافهم من متاع وأزالوا ما في قلوبهم من وهن، شدوا عزائمهم وأزمعوا أمرهم وصححوا هدفهم وجددوا نياتهم وحددوا وجهتهم الجديدة، إنها أرض الخلافة بعد أن تزودوا من علوم الآلة والعلوم الشرعية ما يعينهم على بلوغ الهدف، وبعد أن لم يجدوا بُدّاً من تطبيق ما تعلموه من مسائل العقيدة في الولاء والبراء والحاكمية وقتال الأعداء.

لقد ارتقوا مراتب الشرف ولم يُقنعهم دون النجوم مرام، فكان هاديهم في الطريق قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، وكان حاديهم في المسير قول الشاعر:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير
كطعم الموت في أمر عظيم

إذا فلتكن الهجرة إلى أرض الخلافة هي الهدف، وليكن القتل في سبيل الله هو المرام، ولتصب المحن والبلايا منهم ما تشاء، فإن سلعة الله غالية وهي تستحق العناء، وإن قدَّر الله لنا أن نُقتل ونحن في أرض الخلافة، فلنقتل ونحن في أرض الخلافة، هذا ما قاله هؤلاء الإخوة الأحد عشر قبل هجرتهم عندما حاول ثنيهم الأهل والأصحاب.

لقد كان لبعض هؤلاء الإخوة أنشطة دعوية في القوقاز وكان أغلبهم يتابع أخبار المجاهدين فيها ويناصرونهم، لم يكونوا جماعة ولكن كانوا يعرفون بعضهم البعض ويحبون الجهاد ويدعمون أهله، ثم التقوا في أرض الجزيرة أثناء طلبهم للعلم وظلوا على تواصل مع بعضهم البعض يلتقون بين الفترة والأخرى.

الصدمة هي الكلمة الوحيدة التي يمكن أن تُعبِّر عن حالة الإخوة ساعة إعلان الخلافة، وكما حدث لآلاف بل لملايين المسلمين في العالم، بدأت الأسئلة تنهال على ألسنتهم، كيف ذلك؟ من هؤلاء الذين أقدموا على أمر عظيم وكبير كهذا؟ هل هذا هو الوقت المناسب لإقامتها؟ هل؟ وهل؟ أسئلة كثيرة دارت على ألسنتهم وجالت في أذهانهم، دفعتهم إلى البحث عن الحقيقة بموضوعية وشجاعة، وبما أنهم طلاب علم فقد لجؤوا إلى الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن ذلك، وبدؤوا بالتعرف على الدولة الإسلامية عبر ألسنة قادتها وإصداراتها، وليس عبر كلام المُغرضين الكارهين والمحاربين، والتعرف على معنى الخلافة ومفهومها الشرعي ووجوب إقامتها، ووجوب الدفاع عنها، والتهيؤ لما يمكن أن يلاقوه في ذلك.

فكان أن علموا الحق ووقفوا على الحقيقة بعد أشهر من البحث والنقاش والجدال، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن الدارَ دارُ إسلام وجبت الهجرة إليها، وأن الرجل الذي بايعه المسلمون إمام شرعي واجبة طاعته عليهم، وأن جنوده مجاهدون يقاتلون تحت راية صحيحة نقية، وأنه لا خيار أمامهم سوى الهجرة إلى تلك الأرض، والبيعة لذلك الإمام، والالتحاق بصف أولئك المجاهدين.

فهاجروا إلى الله وهم يعلمون أن بركة العلم في العمل به، لا في الركون إلى الدنيا بزعم التفرغ له في وقت تزداد الحاجة إلى أهله خصوصا في زمن الفتن، ولم يصدهم عن طاعة ربهم تلبيسات المنتسبين إليه من علماء السوء الذين كانوا يتحلَّقون حولهم في الجامعة، وفي المساجد، وفي حلق العلم، وهم يحسنون بهم ظنا، ويحسبونهم على خير، حتى إذا جاءت الفتن عرّت عن أولئك الضالين ما لبسوا من مُسوح العلماء العاملين، وأظهرت سوءاتهم، وأبانت حقائقهم، فإذا هم أدعياء منافقون، يقولون ما لا يفعلون، وبالدين يأكلون، وفي مرضَات الطواغيت يعملون.

وكان من هؤلاء الإخوة الأبطال الذين قضوا جميعا في المعارك ضد الكفار والمرتدين وأعوانهم الطبيب المجاهد أبو عمر القوقازي صاحب السبعة والثلاثين عاما، أب لأربعة أبناء، طالب علم لا يكاد يفارق الكتاب يمينَه، لقد سبق أن سجن في بلده بتهمة صداقته لأحد المجاهدين وكانت فترة سجنه رغم قصرها كفيلة بأن تعلمه شراسة الحرب التي يخوضها إخوانه ضد الكفار والمرتدين، فقد لاقى ما لاقاه من أذى، وما إن خرج من محبسه حتى جمع حقائبه وخرج فارا بنفسه وأهله ودينه.

لقد كان مقتل أبي عمر وأحد إخوانه العشرة مثالا على التضحية والفداء، حيث ترافقا -تقبلهما الله- إلى خط الدفاع الأول عن مدينة الموصل وكان ذلك الأخ قناصا، فشاهد مدرعة للروافض المشركين قريبة من نقطة رباطهم فتناول قذيفة خارقة للدروع لقذفها باتجاه المدرعة، ودنا مسافة باتجاه الهدف وفور اقترابه أصابته طلقة بجسده فسقط، فما كان من أبي عمر -تقبله الله- إلا أن تسلل باتجاه أخيه لإنقاذه وإسعافه رغم انكشاف موقعه للروافض المشركين، وما إن وصل إليه حتى وجد أخاه قد فارق الحياة، فأخذ يسحبه حتى أصابته طلقة أردته قتيلا، فسقط فوق أخيه -تقبلهما الله تعالى-.

وكان -تقبله الله- يحلم بأن يكون قناصا يدافع عن دولته، لكنه كان يعاني من ضعف في بصره، وقبل نفيره إلى أرض الخلافة خضع لعلاج كلَّفه ما يزيد على 2000 دولار، وعندما وصل إلى أرض الدولة الإسلامية والتحق بمعسكراتها، أخبر أمير المعسكر بأنه يرغب في الالتحاق بسرايا القناصين، فلما عُرِض على الإخوة في سرايا القنص رفضوا طلبه لضعف بصره، فما كان منه إلا أن بكى وحزن على ذلك.

وكان له -تقبله الله- باعٌ في مجال تربية الأطفال لما يتحلى به من صبر وحلم وأناة وعلم وتقوى -نحسبه والله حسيبه- وكان حافظا لكتاب الله تعالى، مجيدا تجويده وترتيله، فتم فرزه لمعسكرات الأشبال فقدَّم ما يملك في هذا المجال، فكان خير أب وخير معلم وخير مربٍّ، ورغم ضيق الوقت لديه إلا أنه لم ينس حلمه في القنص فكان يتعلمه بمساعدة أحد إخوانه في أوقات فراغه، وكلما سنحت له الفرصة رابط بقناصته على الكفار والمرتدين، فخرَّج في معسكرات الأشبال رجالا سيشهد لهم التاريخ والناس، نسأل الله أن يتقبل منه ومن إخوانه، وأن يتقبلهم جميعا في جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ - قصة شهيد: أبو عمر القوقازي وإخوانه هاجروا معاً وسقوا بدمائهم أرض الدولة ...

صحيفة النبأ - قصة شهيد:

أبو عمر القوقازي وإخوانه

هاجروا معاً وسقوا بدمائهم أرض الدولة الإسلامية
11 أخاً جمعتهم الحياة ولم يفرقهم الموت


لم يكن أبو عمر القوقازي وإخوانه العشرة على موعد بمعركة بيجي أو الموصل أو الرقة، ولم يتوقعوا عندما غادروا أرض القوقاز قبل سنوات طويلة متجهين إلى جزيرة العرب لتلقِّي العلوم الشرعية ودراسة اللغة العربية في إحدى جامعاتها أن يسقوا بدمائهم الطاهرة أرض الخلافة.

وكما جمعتهم الأرض على وجهها سنواتٍ طويلة متحابين متآخين في الله، جمعتهم الأرض كذلك في باطنها شهداء، نحسبهم والله حسيبهم.

لقد قُتل الإخوة الأحد عشر على أرض الشام والعراق في المكان الذي طالما حلموا بالعيش فيه والموت على ثراه، لم يمض على هجرتهم عدة أشهر حتى بدأ أحدهم يلحق بالآخر إلى الرفيق الأعلى، لقد تعاهدوا على المضي في الطريق إلى نهايته وقد بلغوها، لم يشغلهم شاغل، أو يمنعهم مانع، أو يعِقهم عائق، أو يلفت وجوههم بريق.

ألقوا ما على أكتافهم من متاع وأزالوا ما في قلوبهم من وهن، شدوا عزائمهم وأزمعوا أمرهم وصححوا هدفهم وجددوا نياتهم وحددوا وجهتهم الجديدة، إنها أرض الخلافة بعد أن تزودوا من علوم الآلة والعلوم الشرعية ما يعينهم على بلوغ الهدف، وبعد أن لم يجدوا بُدّاً من تطبيق ما تعلموه من مسائل العقيدة في الولاء والبراء والحاكمية وقتال الأعداء.

لقد ارتقوا مراتب الشرف ولم يُقنعهم دون النجوم مرام، فكان هاديهم في الطريق قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، وكان حاديهم في المسير قول الشاعر:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر صغير
كطعم الموت في أمر عظيم

إذا فلتكن الهجرة إلى أرض الخلافة هي الهدف، وليكن القتل في سبيل الله هو المرام، ولتصب المحن والبلايا منهم ما تشاء، فإن سلعة الله غالية وهي تستحق العناء، وإن قدَّر الله لنا أن نُقتل ونحن في أرض الخلافة، فلنقتل ونحن في أرض الخلافة، هذا ما قاله هؤلاء الإخوة الأحد عشر قبل هجرتهم عندما حاول ثنيهم الأهل والأصحاب.

لقد كان لبعض هؤلاء الإخوة أنشطة دعوية في القوقاز وكان أغلبهم يتابع أخبار المجاهدين فيها ويناصرونهم، لم يكونوا جماعة ولكن كانوا يعرفون بعضهم البعض ويحبون الجهاد ويدعمون أهله، ثم التقوا في أرض الجزيرة أثناء طلبهم للعلم وظلوا على تواصل مع بعضهم البعض يلتقون بين الفترة والأخرى.

الصدمة هي الكلمة الوحيدة التي يمكن أن تُعبِّر عن حالة الإخوة ساعة إعلان الخلافة، وكما حدث لآلاف بل لملايين المسلمين في العالم، بدأت الأسئلة تنهال على ألسنتهم، كيف ذلك؟ من هؤلاء الذين أقدموا على أمر عظيم وكبير كهذا؟ هل هذا هو الوقت المناسب لإقامتها؟ هل؟ وهل؟ أسئلة كثيرة دارت على ألسنتهم وجالت في أذهانهم، دفعتهم إلى البحث عن الحقيقة بموضوعية وشجاعة، وبما أنهم طلاب علم فقد لجؤوا إلى الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن ذلك، وبدؤوا بالتعرف على الدولة الإسلامية عبر ألسنة قادتها وإصداراتها، وليس عبر كلام المُغرضين الكارهين والمحاربين، والتعرف على معنى الخلافة ومفهومها الشرعي ووجوب إقامتها، ووجوب الدفاع عنها، والتهيؤ لما يمكن أن يلاقوه في ذلك.

فكان أن علموا الحق ووقفوا على الحقيقة بعد أشهر من البحث والنقاش والجدال، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن الدارَ دارُ إسلام وجبت الهجرة إليها، وأن الرجل الذي بايعه المسلمون إمام شرعي واجبة طاعته عليهم، وأن جنوده مجاهدون يقاتلون تحت راية صحيحة نقية، وأنه لا خيار أمامهم سوى الهجرة إلى تلك الأرض، والبيعة لذلك الإمام، والالتحاق بصف أولئك المجاهدين.

فهاجروا إلى الله وهم يعلمون أن بركة العلم في العمل به، لا في الركون إلى الدنيا بزعم التفرغ له في وقت تزداد الحاجة إلى أهله خصوصا في زمن الفتن، ولم يصدهم عن طاعة ربهم تلبيسات المنتسبين إليه من علماء السوء الذين كانوا يتحلَّقون حولهم في الجامعة، وفي المساجد، وفي حلق العلم، وهم يحسنون بهم ظنا، ويحسبونهم على خير، حتى إذا جاءت الفتن عرّت عن أولئك الضالين ما لبسوا من مُسوح العلماء العاملين، وأظهرت سوءاتهم، وأبانت حقائقهم، فإذا هم أدعياء منافقون، يقولون ما لا يفعلون، وبالدين يأكلون، وفي مرضَات الطواغيت يعملون.

وكان من هؤلاء الإخوة الأبطال الذين قضوا جميعا في المعارك ضد الكفار والمرتدين وأعوانهم الطبيب المجاهد أبو عمر القوقازي صاحب السبعة والثلاثين عاما، أب لأربعة أبناء، طالب علم لا يكاد يفارق الكتاب يمينَه، لقد سبق أن سجن في بلده بتهمة صداقته لأحد المجاهدين وكانت فترة سجنه رغم قصرها كفيلة بأن تعلمه شراسة الحرب التي يخوضها إخوانه ضد الكفار والمرتدين، فقد لاقى ما لاقاه من أذى، وما إن خرج من محبسه حتى جمع حقائبه وخرج فارا بنفسه وأهله ودينه.

لقد كان مقتل أبي عمر وأحد إخوانه العشرة مثالا على التضحية والفداء، حيث ترافقا -تقبلهما الله- إلى خط الدفاع الأول عن مدينة الموصل وكان ذلك الأخ قناصا، فشاهد مدرعة للروافض المشركين قريبة من نقطة رباطهم فتناول قذيفة خارقة للدروع لقذفها باتجاه المدرعة، ودنا مسافة باتجاه الهدف وفور اقترابه أصابته طلقة بجسده فسقط، فما كان من أبي عمر -تقبله الله- إلا أن تسلل باتجاه أخيه لإنقاذه وإسعافه رغم انكشاف موقعه للروافض المشركين، وما إن وصل إليه حتى وجد أخاه قد فارق الحياة، فأخذ يسحبه حتى أصابته طلقة أردته قتيلا، فسقط فوق أخيه -تقبلهما الله تعالى-.

وكان -تقبله الله- يحلم بأن يكون قناصا يدافع عن دولته، لكنه كان يعاني من ضعف في بصره، وقبل نفيره إلى أرض الخلافة خضع لعلاج كلَّفه ما يزيد على 2000 دولار، وعندما وصل إلى أرض الدولة الإسلامية والتحق بمعسكراتها، أخبر أمير المعسكر بأنه يرغب في الالتحاق بسرايا القناصين، فلما عُرِض على الإخوة في سرايا القنص رفضوا طلبه لضعف بصره، فما كان منه إلا أن بكى وحزن على ذلك.

وكان له -تقبله الله- باعٌ في مجال تربية الأطفال لما يتحلى به من صبر وحلم وأناة وعلم وتقوى -نحسبه والله حسيبه- وكان حافظا لكتاب الله تعالى، مجيدا تجويده وترتيله، فتم فرزه لمعسكرات الأشبال فقدَّم ما يملك في هذا المجال، فكان خير أب وخير معلم وخير مربٍّ، ورغم ضيق الوقت لديه إلا أنه لم ينس حلمه في القنص فكان يتعلمه بمساعدة أحد إخوانه في أوقات فراغه، وكلما سنحت له الفرصة رابط بقناصته على الكفار والمرتدين، فخرَّج في معسكرات الأشبال رجالا سيشهد لهم التاريخ والناس، نسأل الله أن يتقبل منه ومن إخوانه، وأن يتقبلهم جميعا في جنانه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

بيت المقدس إن أولياؤه إلا المتقون ستون سنة والقدس في أيدي اليهود، ثم يتباكى الناس أن أعلنها ...

بيت المقدس إن أولياؤه إلا المتقون

ستون سنة والقدس في أيدي اليهود، ثم يتباكى الناس أن أعلنها الصليبيون اليوم عاصمة لهم، ولا يعلم المرء حقيقة هذا البكاء، أهو بكاء على أرض كانت يوما قبلة للمسلمين، وحاضرة من حواضرهم، تحوي أحد مساجدهم الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا لها، أم هو بكاء على قضية اعتادوا البكاء عند ذكرها، لكونها تختصر كل مآسيهم في عصورهم المتأخرة، أم هي فرصة جديدة للمزاودين والأدعياء ليرفعوا أصواتهم مجددا منادين بهذه القضية اليتيمة التي لم يبق طاغوت من الطواغيت وطائفة من طوائف الكفر والردة في المنطقة إلا وزعم أُبُوَّتها، وادَّعى أنه ولي الدم فيها.

بل وصل الأمر بأهل الضلال أن يجعلوا من هذه الادعاءات الفارغة ماحية لكل جرائم الطواغيت والمشركين، فكانت سلعة رائجة تاجر بها طواغيت "حزب البعث" في الشام والعراق، وطواغيت الرافضة في إيران ولبنان، وطواغيت أحزاب الردة المنتسبة إلى الإسلام في كل مكان، بل كانت بالنسبة إليهم نوعا من المخدّرات التي يحقنون بها أتباعهم وعبيدهم، وسدا منيعا في وجه كل دعوة إلى الإصلاح.

وأطلقوا شعاراتهم المبتدعة، من قبيل "القدس قضية المسلمين الأولى"، الذي قصدوا منه أن لا أمل في تحقيق أي مطلب من مطالبهم قبل أن "تتحرر" القدس، فلا تحكيم للشريعة قبل أن تُخلَّص المدينة من أيدي اليهود، ولا جهاد ضد أيٍّ من أصناف الكفار والمرتدين حتى يعود المسجد الأقصى إلى أيدي المسلمين.

ومنهم من عدَّل ذلك الشعار ليكون "القدس قضية المسلمين المركزية"، قاصدا بذلك أن يجعلها مغناطيسا لجذب الأنصار والأتباع، فإن دعا إلى إقامة الدين جعل الغاية من ذلك "تحرير القدس"، وإن طالب بإعادة الخلافة كان هدفه من ذلك حشد المسلمين لمعركة "فتح القدس"، وإن نادى بتحكيم الشريعة سارع إلى الإعلان أن ذلك سيساعد في "استعادة الأقصى السليب"، ولا نعرف بماذا كانوا سيبرِّرون دعواتهم لو استفاقوا يوما ليجدوا القدس عاصمة للسلطة الفلسطينية المرتدة أو حكومة حماس الطاغوتية.

بل وصل الأمر بالضالين المضلِّين أن ينكروا على كل مجاهد في الأرض، ويطعنوا في جهاده للمشركين، وطاعته لأمر رب العالمين، متهمين إياه أنه بجهاده يصرف الأنظار عن "معركة القدس" التي يجب أن لا تتوجه الأنظار إلا إليها، ويحرف فوهة البندقية عن اليهود الذين يحرم توجيه البنادق إلى غير صدورهم، وردَّ الكثير من أهل الجهاد على هذه الشبهات، وبينوا للناس أن فتح القدس لا يمكن أن يتحقَّق وجيوش الطواغيت تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وهي تحمي اليهود من ضربات المجاهدين، وتمنع المسلمين من مجرد التفكير في فتح جبهة مع المشركين في بيت المقدس وأكنافه.

لكن أهل الحق الربانيين لا يمكن أن تنطلي عليهم مزاودات الكاذبين، ولا أراجيف المنافقين، فميزانهم في كل أمر هو شريعة رب العالمين، وأحكامهم على الطوائف والأعيان مصدرها الكتاب المبين، فلا يرتفع حكم الكفر عن فرد أو طائفة مهما علا صراخه مناديا بـ "تحرير القدس" حتى يتوب من كفره بالله العظيم ويكون كسائر المسلمين، ولا يتوقف الجهاد المتعيِّن في أرض من الأرضين انتظارا لفتح أرض غيرها، ولا ضد صنف من المشركين تعللا بقتاله لليهود المحاربين، وهم في جهادهم مستمرون حتى يقيموا حكم الله -تعالى- في القدس وغيرها من البلاد، ويزيلوا الشرك عن كل أرض تشرق عليها الشمس، ويغشاها الليل.

يرون أن كل خطوة لهم في مسيرة جهادهم تقربهم أكثر من موعود الله لهم بقتال اليهود في بيت المقدس، وقتلهم على أرضها، حتى يقتل عبدُ الله عيسى بن مريم -عليه السلام- دجالَهم، ولا شك أن ذلك كله لا يكون إلا للطائفة المنصورة من الموحدين، الذين صبروا على الفتن، وثبتوا في الملاحم، ولم يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى أتاهم أمر ربهم -سبحانه وتعالى- وهم على ذلك.

ورجال هذه الطائفة المتقون هم أولياء بيت المقدس وأهله من المسلمين، وهم أولياء المسجد الأقصى، لا الطواغيت، ولا عبيدهم المشركون، ولا العلمانيون والديموقراطيون وإخوانهم المرتدون، الذين يصدون عن سبيل الله، ويحاربون شريعة الله، وأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، كما قال الله جل وعلا: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

بيت المقدس إن أولياؤه إلا المتقون ستون سنة والقدس في أيدي اليهود، ثم يتباكى الناس أن أعلنها ...

بيت المقدس إن أولياؤه إلا المتقون

ستون سنة والقدس في أيدي اليهود، ثم يتباكى الناس أن أعلنها الصليبيون اليوم عاصمة لهم، ولا يعلم المرء حقيقة هذا البكاء، أهو بكاء على أرض كانت يوما قبلة للمسلمين، وحاضرة من حواضرهم، تحوي أحد مساجدهم الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا لها، أم هو بكاء على قضية اعتادوا البكاء عند ذكرها، لكونها تختصر كل مآسيهم في عصورهم المتأخرة، أم هي فرصة جديدة للمزاودين والأدعياء ليرفعوا أصواتهم مجددا منادين بهذه القضية اليتيمة التي لم يبق طاغوت من الطواغيت وطائفة من طوائف الكفر والردة في المنطقة إلا وزعم أُبُوَّتها، وادَّعى أنه ولي الدم فيها.

بل وصل الأمر بأهل الضلال أن يجعلوا من هذه الادعاءات الفارغة ماحية لكل جرائم الطواغيت والمشركين، فكانت سلعة رائجة تاجر بها طواغيت "حزب البعث" في الشام والعراق، وطواغيت الرافضة في إيران ولبنان، وطواغيت أحزاب الردة المنتسبة إلى الإسلام في كل مكان، بل كانت بالنسبة إليهم نوعا من المخدّرات التي يحقنون بها أتباعهم وعبيدهم، وسدا منيعا في وجه كل دعوة إلى الإصلاح.

وأطلقوا شعاراتهم المبتدعة، من قبيل "القدس قضية المسلمين الأولى"، الذي قصدوا منه أن لا أمل في تحقيق أي مطلب من مطالبهم قبل أن "تتحرر" القدس، فلا تحكيم للشريعة قبل أن تُخلَّص المدينة من أيدي اليهود، ولا جهاد ضد أيٍّ من أصناف الكفار والمرتدين حتى يعود المسجد الأقصى إلى أيدي المسلمين.

ومنهم من عدَّل ذلك الشعار ليكون "القدس قضية المسلمين المركزية"، قاصدا بذلك أن يجعلها مغناطيسا لجذب الأنصار والأتباع، فإن دعا إلى إقامة الدين جعل الغاية من ذلك "تحرير القدس"، وإن طالب بإعادة الخلافة كان هدفه من ذلك حشد المسلمين لمعركة "فتح القدس"، وإن نادى بتحكيم الشريعة سارع إلى الإعلان أن ذلك سيساعد في "استعادة الأقصى السليب"، ولا نعرف بماذا كانوا سيبرِّرون دعواتهم لو استفاقوا يوما ليجدوا القدس عاصمة للسلطة الفلسطينية المرتدة أو حكومة حماس الطاغوتية.

بل وصل الأمر بالضالين المضلِّين أن ينكروا على كل مجاهد في الأرض، ويطعنوا في جهاده للمشركين، وطاعته لأمر رب العالمين، متهمين إياه أنه بجهاده يصرف الأنظار عن "معركة القدس" التي يجب أن لا تتوجه الأنظار إلا إليها، ويحرف فوهة البندقية عن اليهود الذين يحرم توجيه البنادق إلى غير صدورهم، وردَّ الكثير من أهل الجهاد على هذه الشبهات، وبينوا للناس أن فتح القدس لا يمكن أن يتحقَّق وجيوش الطواغيت تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، وهي تحمي اليهود من ضربات المجاهدين، وتمنع المسلمين من مجرد التفكير في فتح جبهة مع المشركين في بيت المقدس وأكنافه.

لكن أهل الحق الربانيين لا يمكن أن تنطلي عليهم مزاودات الكاذبين، ولا أراجيف المنافقين، فميزانهم في كل أمر هو شريعة رب العالمين، وأحكامهم على الطوائف والأعيان مصدرها الكتاب المبين، فلا يرتفع حكم الكفر عن فرد أو طائفة مهما علا صراخه مناديا بـ "تحرير القدس" حتى يتوب من كفره بالله العظيم ويكون كسائر المسلمين، ولا يتوقف الجهاد المتعيِّن في أرض من الأرضين انتظارا لفتح أرض غيرها، ولا ضد صنف من المشركين تعللا بقتاله لليهود المحاربين، وهم في جهادهم مستمرون حتى يقيموا حكم الله -تعالى- في القدس وغيرها من البلاد، ويزيلوا الشرك عن كل أرض تشرق عليها الشمس، ويغشاها الليل.

يرون أن كل خطوة لهم في مسيرة جهادهم تقربهم أكثر من موعود الله لهم بقتال اليهود في بيت المقدس، وقتلهم على أرضها، حتى يقتل عبدُ الله عيسى بن مريم -عليه السلام- دجالَهم، ولا شك أن ذلك كله لا يكون إلا للطائفة المنصورة من الموحدين، الذين صبروا على الفتن، وثبتوا في الملاحم، ولم يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى أتاهم أمر ربهم -سبحانه وتعالى- وهم على ذلك.

ورجال هذه الطائفة المتقون هم أولياء بيت المقدس وأهله من المسلمين، وهم أولياء المسجد الأقصى، لا الطواغيت، ولا عبيدهم المشركون، ولا العلمانيون والديموقراطيون وإخوانهم المرتدون، الذين يصدون عن سبيل الله، ويحاربون شريعة الله، وأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، كما قال الله جل وعلا: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُہُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه ...

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاث، يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قوما أرداهم سوء ظنهم بالله -عز وجل- فقال لهم: {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ}[فصلت: 23]) [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي..) [رواه مسلم]

أخي المجاهد، انزع من قلبك الهم والحزن واستعن بمولاك وأحسن الظن به، فهو لا يَرُدُّ من استجار به، ولا يُبعد من تقرب إليه، فكم أزال عنك شدة، وكم دفع عنك مكروها.

هو الذي خلقك ورزقك وربَّاك وعدلك، رزقك وأنت في رحم أمك، وأجرى لك اللبن سائغا دافئا فور خروجك، وما زال يطعمك ويسقيك ويكسوك ويشفيك ويحميك.

ربَّاك وعلَّمك وحفظ عليك سمعك وبصرك، ومنَّ عليك بكل ما تمتعت به من نعم وأولها أن أوجدك، ثم هداك، ثم اصطفاك، هداك للإسلام، واصطفاك لقتال أعدائه، فكم أنت محظوظ أن جعلك أحد جنوده، ولست أحد جنود الطواغيت، فأنت -أخي- على خير عظيم ما التزمت تقاه ولزمت طريقه.

تذكر دائما -أخي- أن الله رحمن رحيم، وأنك تردد هاتين الصفتين في اليوم والليلة بضع عشرة مرة في صلاتك المفروضة وتكررهما في البسملة، فحاشا للرحمن الذي هو أرحم بك من أمك أن يتخلى عنك فأحسن الظن به تفلح.

رُوي أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري، فقال له: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خُيِّرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوَي، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوَي، وذلك أن الله أرحم بي من أبوَي.

فلتكن -أخي- عالي الهمة شديد التعلُّق بالله والتوكل عليه، فإن حسن الظن بالله باب من أبواب التوكل عليه والاعتماد عليه، فلن تستطيع التوكل على الله ما لم تُحسن الظن به.

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لله أرحم بعبده يوم يأتيه أو يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم قامت فلمست فراشه بيدها، فإن كان به شوكة كانت بها قبله، وإن كانت لدغة كانت بها قبله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه ...

أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاث، يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قوما أرداهم سوء ظنهم بالله -عز وجل- فقال لهم: {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ}[فصلت: 23]) [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي..) [رواه مسلم]

أخي المجاهد، انزع من قلبك الهم والحزن واستعن بمولاك وأحسن الظن به، فهو لا يَرُدُّ من استجار به، ولا يُبعد من تقرب إليه، فكم أزال عنك شدة، وكم دفع عنك مكروها.

هو الذي خلقك ورزقك وربَّاك وعدلك، رزقك وأنت في رحم أمك، وأجرى لك اللبن سائغا دافئا فور خروجك، وما زال يطعمك ويسقيك ويكسوك ويشفيك ويحميك.

ربَّاك وعلَّمك وحفظ عليك سمعك وبصرك، ومنَّ عليك بكل ما تمتعت به من نعم وأولها أن أوجدك، ثم هداك، ثم اصطفاك، هداك للإسلام، واصطفاك لقتال أعدائه، فكم أنت محظوظ أن جعلك أحد جنوده، ولست أحد جنود الطواغيت، فأنت -أخي- على خير عظيم ما التزمت تقاه ولزمت طريقه.

تذكر دائما -أخي- أن الله رحمن رحيم، وأنك تردد هاتين الصفتين في اليوم والليلة بضع عشرة مرة في صلاتك المفروضة وتكررهما في البسملة، فحاشا للرحمن الذي هو أرحم بك من أمك أن يتخلى عنك فأحسن الظن به تفلح.

رُوي أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري، فقال له: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خُيِّرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوَي، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوَي، وذلك أن الله أرحم بي من أبوَي.

فلتكن -أخي- عالي الهمة شديد التعلُّق بالله والتوكل عليه، فإن حسن الظن بالله باب من أبواب التوكل عليه والاعتماد عليه، فلن تستطيع التوكل على الله ما لم تُحسن الظن به.

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لله أرحم بعبده يوم يأتيه أو يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم قامت فلمست فراشه بيدها، فإن كان به شوكة كانت بها قبله، وإن كانت لدغة كانت بها قبله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

ثم دوران والاقزام ثلاثة. هربو من. المخيم الأامن. بسبب اشباح عالم الصمت مخيفة. والتصقو بثوب ...

ثم دوران والاقزام ثلاثة.
هربو من. المخيم الأامن. بسبب اشباح عالم الصمت مخيفة.
والتصقو بثوب الجني. عل مشارف. عبور. نفق. هيركل في الجبل. المحضور
جني
لماذا جءتم لا تنقصنا مشاكل
الأقزام ثلاثة ...
الجن حسنا. رفيق حكاية
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
18 صفر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً