التصنيف: استشارات نفسية
كيف أتعامل مع من يسخر مني؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ في منتصف الأربعين من عمري، أعمل في وظيفة جيدة، لكني أفضِّل الوَحْدة، ولستُ انطوائيًّا، لا أجيد التعامُل مع الناس، رغم أنَّ الجميع يقولون عني: إني شخصٌ مُلتزمٌ ومُحترمٌ إلى حدٍّ كبير.
يومًا ما تشاجَرْتُ مع أحد الأشخاص في الشارع الذى أقيم فيه، وهذا لا يحدُث كثيرًا؛ لأنني لا أحبُّ الشجار والمشاحَنات، فقام هذا الشخصُ بسبي بلفظٍ جارحٍ؛ فانزعجتُ وضرَبتُ هذا الشخص حتى سقَط أرضًا، وانتهى الموقف!
المشكلةُ أن الجميع لاحَظ انزعاجي من هذا اللفظ وإثارته لي، فتعمَّد أحدُهم ذِكْر هذا اللفظ كلما شاهدَني؛ حتى أصبحتْ لديَّ حساسية مُفرِطة مِن هذه الكلمة، ويظهر أثرُها على وجهي وسلوكي، ثم تطوَّر الأمرُ إلى أنَّ الناس تتكلَّم عني وتسخر مني.
الماضي المؤلم وكيفية التغلب على أثره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجوكم ساعدوني، لقد تعبت كثيرًا، أرجوكم خلصوني مما أنا فيه، أرجوكم دلوني على حلٍّ سريع وفعال، أنا تعبت، من أين أبدأ؟ هل أبدأ من طفولتي المُرة، أو من حاضري؟ في طفولتي كان أبي يضرب أمِّي، وكنت أراهما وهو يصعد على بطنها وهي حامل في الشهور الأخيرة، ويضربها على وجهها، ثم طلِّقت أمِّي منه، عشت 5 سنوات وأنا متجولة بين أمي وأبي، أيامًا عند أمي وأيامًا عند أبي، ثُمَّ قرَّرت المحكمة أنْ أعيش عند أمي وأخوالي، الأيَّام التي قضيتها مع أخوالي هي أمرُّ الأيام.
هم لم يستخدموا العنف الجسدي، بل النفسي، وخاصَّة اثنتين من خالاتي كانتا أشر الناس عليَّ من لسانهما السَّليط، مع ذلك كان مستواي الدِّراسي ممتازًا، ولله الحمد؛ إذ إنَّ أمي كانت تدفعني للتفوُّق بكل معانيه، وعندما نأتيها ونحن في قِمَّة الأسى من فقدان الأب، تقول: ما ضركم؛ نبيُّنا كان أسوأ حالاً منكم، فهو فاقد الأم والأب.
مشت الأيام، كنت في المرحلة المتوسطة في قمة نشاطي، وكنت اجتماعية بدرجة عالية، فكنت أصاحب المعلِّمات، وأربط علاقتي بمديرتي، حتى إنِّي كنت مشهورة في المدرسة بتميُّزي وتفوقي وحفظي للقرآن، حتى إنَّ بعضهم كان يقول عني: سيكون لها مستقبل مشرق، وكانت أمي تخاف عليَّ كثيرًا من العين، ومن ألسنة الناس، وكنت في المدرسة نفسِها التي تدرِّس فيها إحدى خالاتي اللاتي يكرهنني، فكانت تُهينني أمام زميلاتي، وتنقصني في الدَّرجات من غير سبب، فأثَّر ذلك عليَّ، ونقلت إلى مدرسة أخرى، وما أن وصلت إلى المرحلة الثانوية، حتى بدأت أخبو قليلاً قليلاً، حتى وصلت لدرجة أنِّي أكره الناس، وأحب العزلة، فلم تعد لي تلك الصَّداقات، صداقاتي كلها محدودة وأنا لا أميل لهم، دخلت الجامعة والحمد لله، كنت في القسم الذي أهواه.
ولكن علاقاتي الاجتماعية صارت ضعيفة؛ إذ بدأت بالفعل أنعزل تمامًا عن الناس، لدرجة أنِّي أحب أن أنشغل عن البنات؛ حتى لا يكون هناك وقت لأجلس معهم، وكلما حاولت أنْ أغير من نفسي وأدخل في نشاط، أهرب وأتركه، ثم خُطبت، وما أن مرَّ شهر على خطبتنا إلاَّ وفسخت الخطبة وازدادت مُعاناتي النفسية، حتى إنِّي صرت أعتزل أخواتي في البيت، ثم تزوجت ولله الحمد من رجل هو من خيرة الشباب، ولكن مع أنه طيب القلب، فإنَّه تأتيني الوساوس بأنَّه لا يوجد رجلٌ على هذه الدُّنيا طيبَ القلب، فكل الرِّجال لا يهمهم إلاَّ أنفسهم، وأمي تقول لي ذلك.
والآن أنا نفسيتي محبطة، زوجي يدفعني دائمًا بأن ألتقي مع جاراتي، ويريدني أن أنتج، ودائمًا يقول لي: اكتبي مقالات وانشريها على (الإنترنت)، والآن يعلمني كيف أصمم موقعًا، ولكني أخاف جدًّا من النَّقد الذي سأواجه به من قبل خالاتي، أخاف جدًّا؛ لأنَّهن لن يتركنني في حالي أبدًا، أخواتي ينصحْنَني بأن ألغيهم من تفكيري، وأن أنشغل بأموري؛ حتى لا أفكر فيهنَّ، هنَّ دائمًا يدفعنني أنْ أبدأ وأبني مستقبلي بنفسي، فأغلب العظماء لم يكونوا في صِغَرهم من ذوي النعمة، أريد أن أتخلص من هذه النفسية السوداويَّة، أريد أن أكون اجتماعية محبوبة، كما كنت سابقًا، بل أفضل، حتى لو لم أكن في نظر الناس كما يريدون، ولكن في نظري أنا كما أريد.
أريد أن أتعلم فنَّ التعامُل مع الصعوبات، وكيف أستطيع مواجهاتها من غير أن تؤثِّر على نفسيتي، فالدنيا لا تخلو من المصاعب، أريد أن أتعلم كيف أواجه النَّقد، سواء من زوجي - فزوجي ينقدني في كلِّ شيء، وهذا يُؤثِّر عليَّ، صحيحٌ أنِّي لم أخبره؛ لأنَّه يقوله بأسلوب شبه مؤدب - أم من الناس عامَّة، أم من الذين يقعدون لنا بالمرصاد.
أريد أن أتعلم أن لا ألوم نفسي كثيرًا؛ لأنِّي أعتقد أنَّ هذا هو المدمرُ الأولُ لي، كيف أستطيع أن أكون إنسانة دائمًا متفائلة، وتسعى دائمًا نحو النَّجاح والتميُّز، أعلم أنِّي أطلت عليكم، ولكن صدركم الواسع ومشوراتكم الرائعة وآراؤكم السديدة، ونصحكم المخلص - هو الذي دفعني لكم بكلِّ قوة، وشكرًا جزيلاً لكم.
فاشل في كل شيء
أنا شخص فاشل في كل شيء؛ فليس لديَّ أيُّ مهارة، أو هواية، فاشل في دراستي؛ حيث أدرس رغمًا عني، لا بإرادتي، ولم يبقَ سوى أسبوعين ويأتي الامتحان، وأثق أنني سأفشل، ومهما حاولت أن أنجح، فلا أستطيع، أنا مكتئب، ووحيد؛ فلا أحد يحبني، ليس لديَّ أصدقاء، أتعرض للتنمر والضرب من قِبل الناس ولا أستطيع أن أردَّ عن نفسي؛ إذ إن صورتي قبيحة، أيضًا أعاني أمراضًا بصرية، وعصبية، ومصاب بداء القزامة، ومن ثَمَّ فأنا فاشلٌ دراسيًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وجسديًّا، أرجو مساعدتي، وشكرًا.
كيف أتخلص من حالة التشتت وسوء المزاج؟
كانت حياتي طبيعية، وتغيرت بسبب وفاة صديقي الذي صادقته 7 سنوات، أعرف أن هذا أمر الله، ولا اعتراض على حكم الله، بعد شهور من وفاته أصبحت حالتي جدا سيئة، مزاجي أصبح سيئا، لقد انعزلت عن الناس، تأتيني نوبات بكاء وحالة خوف، لأن وفاة صديقي المقرب كان غريبا، لقد هرب من المنزل ووجدناه ميتا غرقا، أفكر بأنه ربما انتحر، علما أنه لا يوجد دليل على ذلك.
أعلم أن تفكيري خطأ، لكن لا أستطيع أن أقنع عقلي بذلك، أصبحت قلقا جدا وخائفا من أن أفعل مثله! تأتيني الأفكار الانتحارية بشكل يومي، وأصبح مزاجي جدا سيئا، حتى حالتي الصحية ساءت من كثرة التفكير بالحدث، حتى تأتيني بأحلامي وتأتيني نوبات بكاء كثيرة، أنعزل في غرفتي ولا أخرج لأيام، وأنام كثيرا، وبعض الأيام لا أنام، وأشعر بصداع من كثرة التفكير.
عملت تحاليل، وكانت النتائج سليمة، وقد مضى على وفاته سنة، وقل تفكيري بصديقي، والأفكار الانتحارية شبه معدومة، لكن لم أعد كالسابق، أعاني من كثرة التفكير وسوء المزاج وتشتت البال وضعف التركيز، حتى مستواي الدراسي تدنى، كيف أتخلص من هذه الحالة؟
محمد بن إبراهيم السبر
رمي المسلم بغير بينة
السلام عليكم.
أنا أعاني الوسواس القهري بسبب الماضي السيئ، إذ إنني في صغري اقترفتُ خطأً مع أحد الفتيان في الصف، ووشى بي شخص معنا لأخي، ولأننا بمدينة صغيرة وأهلي يخافون على سمعتي، أمي قالت: إنني فعلت هذا الشيء بسبب هذا الشخص، وقد تركتُ المدرسة وذهبت لمدرسة أخرى، فلا أعرف شيئًا عن هذا الشخص، أشعر بالذنب؛ لأن الخطأ كان مني وأخاف ألَّا يغفر الله لي ولوالدتي؛ لأننا ظلمنا هذا الشخص، ولا أستطيع محادثة أحد بهذا الموضوع حتى أمي؛ لأنها مريضة ولن تتحمل، هذا الأمر أتعبني، فهل سيغفر الله لنا؟ هل أنا وأمي سنُعاقَب أو لا؟ أرجو المساعدة، فأنا في حالة لا يعلمها إلا الله، وجزاكم الله خيرًا.
رأي الشرع في قوة العقل الباطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد الاستفسار عن كتاب "قوة العقل الباطن" لميرفي؛ حيث قرأت هذا الكتاب ولاحظت أنه يجعل من العقل الباطن إلهًا، فما القول فيه وفي كتابه؟ وما رأي الشرع فيه؟ وهل هو موجود؟ وهل هو من القوانين الكونية التي وضعها الله؟ وبالنسبة لهذا الموضوع، بمَ تنصحني أن أقرأ في هذا المجال من الكتب الموثوقة التي لا تُعارض الشرع؟ أفيدوني مأجورين، فإني في حيرة من أمري، وجزاكم الله خيرًا.
كيف أتخلص من العزلة الاجتماعية وأندمج مع الآخرين؟
السلام عليكم.
استخدمت مضادات الاكتئاب واليوم حالتي والحمد لله ممتازة، ولكن أعاني من مشكلة الاندماج مع الناس، أحس نفسي دخيلا على الناس أو غير مرغوب فيه من قبل الآخرين، ازدادت حدة الأمور عندما أصبحت أُعاير على وحدتي وكيف أني ضعيف الشخصية ولست اجتماعيا، مع أني أقف في وجه الخطأ، وآخذ حقي وحق غيري لست خجولا ولست مترددا، وفي مواضيع النقاش أكون متكلما جيدا، ولكن بالمواضيع السطحية أو الروتينية إن لم يبدأ شخص بالحديث لا أتحدث.
قديما كنت اجتماعيا وضحوكا مع أن أبي مثلا كان وما زال ضد تكوين أي نوع من العلاقات، إذا خرجت مع شخص يلاحق ورائي ليبعدني عن الناس ويحرجني أمامهم بالسب والشتم، البعض قال لي بأن مشاكل العلاقات تكون جذورها منذ الطفولة وسن التنشئة، فهل يوجد حل لخوفي؟
اليوم أنا طالب أدرس بالخارج وبصراحة أنا خائف من أن أعود لأيام اكتئابي الحاد وأن أبقى منعزلا.
خوف شديد بلا سبب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي تَشعُر بخوفٍ شديد عند الخُروج مِن البيت، فكلَّما أَرَدْنا الخروج من البيت لأيِّ غرض سواء للتنَزُّه أو التسوُّق أو زيارة الأقارب تقول: أشعر بخوفٍ شديد، وتقول: لا أعرف سبب هذا الخوف، وفي بعض الأحيان يصل خوفها لدرجة البكاء، ولا أدري ماذا أفعل؟!
دلوني على الحل بارك الله فيكم
أحتقر ذاتي ويحتقرني الناس
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني مشكلتين؛ أولاهما: ازدراء الناس لي وعدم اهتمامهم بي؛ فلا أحد يهتم لحديثي، ودائمًا تتم مقاطعتي والانشغال مع آخرين، وأجد الناس يعلقون على ملابسي وأسلوبي، وكثير من البنات ينصحونني بأن أهتم بشكلي، على أن نصائحهن تكون في صورة ساخرة وبطريقة خشنة، وأمام الناس، ومن ينصحونني لا يحبون التواجد معي كثيرًا، بل يحبون التواجد مع أخواتي وغيرهن؛ فأشعر بالضيق من نصائحهن، وأعتبرها تنمرًا، بيد أنني أقابل نصائحهن بالابتسامة، رغم ما فيها من مقارنة بيني وبينهن، وإذا ما أخذت أنا نفس النهج في التعامل، فإنهن يدافعن عن أنفسهن من فورهنَّ، على العكس تمامًا من ردَّة فعلي التي تكون بتصديق الكلام والرد عليه، وهذا الأمر يُشعِرني بالإهانة.
المشكلة الثانية - والتي خُلقت من المشكلة الأولى - أنني عاجزة عن تقبُّل نفسي، فكثيرًا ما أنتقد ذاتي وأجلدها، وأشعر بالغيرة من بنات كثيرات، وأعتبر نفسي فاصلة في آخر السطر، بالإضافة إلى تغزُّل الشباب في البنات التي أرافقهن، في حين أن شابًّا لم يُتيَّم بي، ويسيطر عليَّ شعور بنبذ نفسي؛ فأنا سمينة أشبه النساء المتزوجات، ولا أشعر أنني في زهرة عمري (العشرينيات)، وإذا ما نظرت في المرآة، أرى نفسي بحاجة لألف عملية تجميل، وأعترف لكم بأنني أفتقد المادة التي تؤهلني لمنافسة جمال باقي البنات، ولو قلتم: إن الجمال جمال الروح، فروحي كما ترَون، رغم ذلك لا أنكر أنني على قدر كبير من الذكاء، وكسولة، لكن أحب الاجتهاد،سؤالي: كيف أكون شخصية قوية وواثقة بنفسي، وكيف أفرض نفسي؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحقد والمكائد بين زملاء العمل
أعمل وكيلة قائمة بعمل المدير في مدرسة أهلية، ولي زميلة تعمل سكرتيرة، وقد كنت في العام المنصرم مشرِفة، وبسبب خروج الوكيلة السابقة؛ عُيِّنتُ وكيلة لهذا العام، وقد كانت تلك السكرتيرة على علاقة جيدة معي، حتى إذا بدأنا ترتيبات العمل في بداية السنة، فُوجئتُ بتغيرها في معاملتي، فإذا طلبت منها طباعة أو تنسيق جداول، فإنها تتجاهلني، ولا تجيبني إلى طلبي إلا على مَضَضٍ، ولا ترد أو تفتح رسائلي على الواتس، ولا ترد عليَّ على الهاتف، وأنا مع ذلك أعاملها بكل احترام، رغم أنني أتألم وأسأل نفسي عن السبب في تغير معاملتها لي، وأقوم في الأمر وأقعد، هل أخطأت في حقها ... هل ...؟
إذا حاولت أن أستشيرها، فقولها: لا أدري، أنتم أدرى، حاولت التقرب منها، وهي تحاول التهرب مني، وإذا تجاهلتها كما تتجاهلني، فإنها تختلق أي موضوع للحديث معي، لكن باختصار شديد، وتعود كما كانت، وتقول - فيما تقول: "أنتِ تجلسين في مكتبكِ وأنا في مكتبي، ولا تدخل لي في عملكِ، ولا تدخل لكِ في عملي"، والمعروف أن العمل تكامليٌّ، ونجاح المدرسة يعتمد على تعاون الجميع، وقد أخبرتُها بذلك، لكن دون جدوى، ومما تفعله أيضًا أنني إذا أصدرت أي قرارٍ، فإنها تحاول إلغاءه، وبأسلوب "من تحت لتحت" عن طريق مدير المدرسة؛ ما يجعلني أصطدم مع المدير،
سؤالي: كيف يكون التعامل مع زميلتي هذه؟ رغم أني أخبرت مدير المدرسة لكن دون جدوى، فلم يتكلم معها بشيء؛ حيث إن اعتمادهم المالي والأكاديمي عليها، وكرامة الشخص لا تنازُلَ عنها، لكن لماذا تعاملني هكذا؟ هل هي غَيرة أو حقد أو ماذا؟!
يشهد الله أني أُكِنُّ لها كل الود والاحترام والتقدير، وصارحتها بذلك، بل وعاتبتها وقلت لها: ما الذي جرى مني حتى تكون هذه المعاملة؟ ولكنها تتهرب، بارك الله فيكم وحفظكم، أريد أن تنصحوني كيف أتعامل معها؟ وكيف أردُّها إلى ما كانت عليه؟ وجزاكم الله خيرًا.
حديث النفس بالكفر
السلام عليكم.
بدأت معاناتي إذ لم أتمكَّنْ من الحصول على وظيفتي، ونجح أصحاب الوساطة والرُّشا؛ فقد مرِضتُ وأصبحت سريع الانفعال، والذي زاد الأمر سوءًا أن عائلتي تارة يقولون لي إنه قضاء وقَدَرٌ، وأخرى يقولون بأنني فاشل، وثالثة يقولون بأن الناجحين دفعوا الرشوة، وأنا على يقينٍ من ذلك، لأن صديقي نجح وصارحني بذلك؛ ومن ثَمَّ انعزلتُ وأصبحتُ أمارس العادة السرية، وأبكي قهرًا وحزنًا، ولا أفعل شيئًا سوى حديث النفس كثيرًا (لمدة ثلاث ساعات دون نطق)،
فجأة بدأت أتساءل: لماذا لم يساعدني الله عز وجل؟ فبدأ يأتيني وسواسٌ في العقيدة، وقد تجاوزتُه بصعوبة، وجاءتني أحاديثُ كفريةٌ لم أستطع التحكم فيها، واسترسلتُ معها حتى تكاثرتْ عليَّ لجهلي بالأحكام، وكنت أبكي بسببها، وبدأت أحافظ على الصلاة في وقتها، وحفظت الأذكار، وإني إذا مارست العادة السرية، يأتيني حديث نفس كفريٍّ، وأتوب منها ثم أعود، وهكذا الأغاني أتوب ثم أعود، وكلما نظرتُ إلى فتاة يأتيني سبٌّ كفريٌّ في نفسي، ومن الوساوس التي جاءتني وسواسُ الدعاء على أمي، أصبح الدِّينُ ثقيلًا عليَّ، لم أعُدْ أشعر بألم المعصية، أحاول أن أتذكر النار والقبر، لكن بلا جدوى؛ فقد تبلَّدت مشاعري، وأشعر أن الله لن يغفر لي بسبب إصراري على المعصية، لم أقطع الصلاة، ومع ذلك أُصلِّي بصعوبة، أدعو الله أن يشفيَني ولكن بلا جدوى، فهل الله لا يحبني ولا يريد لي الهداية؟ أصبحت إنسانًا آخرَ، وازدادت شهوتي الجنسية كثيرًا، ما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الغربة والتيه في الحياة
السلام عليكم.
في البداية أتقدم بأسفي لكم؛ إذ إنكم ستلاحظون بعض الارتباك والتيه في رسالتي، وأتمنى أن تفيدوني وبارك الله فيكم.
أنا شاب في الثلاثين من عمري، حاصل على شهادة علمية في القانون وأمارسه، مشلكتي تتمثل في أنني منذ سنتين اتخذت قرارًا بالسفر من بلدي إلى بلد أوروبي بين عشية وضحاها، وسافرت فورَ أن سنحت لي الفرصة، وقد جاء خبرُ سفري كالصاعقة على أهلي وعلى وجه الخصوص أمي؛ فقد انهارت من البكاء والألم، وألحت عليَّ بألَّا أسافر، ولكني لم أسمع منها، وعاهدتها على الرجوع، كانت حياتي تبدو للناس جميلة وكنت متفوقًا، ولكني في قرارة نفسي كنت أعاني أشد المعاناة لأسباب؛ أشدها الظلم الواقع عليَّ في بلدي وفي عملي؛ ما وضعني في ضغط نفسي شديد، حتى إنني فكرت في الانتحار قبل سفري بشهور، ولكن بعد خروجي وفي بداية سفري اختفت هذه الوساوس والحمد لله، غير أنني أعاني في هذا البلد أيضًا؛ إذ لم أوفَّق في أي عمل، مع السعي الحثيث، ولا أستطيع الاستقرار، ولم أعد أعرف معنًى للسعادة، على الامتيازات الموجودة هنا، ولا أستطيع التأقلم نفسيًّا مع أي شيء لا يناسبني، ولستُ موفقًا في أمر الزواج، فبعد ارتباطي بفتاة مسلمة عربية هنا، افترقنا لعدة أسباب؛ أكبرها عدم جاهزيتي وصعوبة تقدمي في حياتي، وقد علمت أنها تزوجت بعد فترة، وأسأل الله لها ولزوجها السعادة، ولكنني شعرت بالقهر والحسرة، أخشى أن أكون مصابًا بلعنة، فكل يوم أستيقظ أشعر بضيق في صدري، وأن حياتي تائهة ومرتبكة، ولقد ارتكبت معاصيَ كثيرة في بداية سفري بسبب جلساء السوء؛ من زنًا وشرب للخمر، وتقصير في صلاتي، ولكني سرعان ما أندم أشد الندم، وأعود وأتوب إلى الله، ولا أبتغي إلا التوفيق في حياتي، أشعر أن حياتي كلها انقلبت رأسًا على عقب، وكل مجهودي ذهب أدراج الرياح، وفكرة الرجوع للبلاد كلما أتتني أشعر بضيقٍ، ولا أستطيع تخيل ذلك، رغم شوقي لأمي وأهلي، ولكني لا أعلم كيفية التكيف هناك بعد هذه المدة التي كنت فيها هنا، أنا لا أزال أنتظر الإقامة، ولم أحصل عليها، أتمنى منكم أن تكونوا قد فهمتم مني، وأن تفيدوني ببعض النصائح، بارك الله فيكم.