هجوم عمان إن هجوم عُمان لم يخترق الحدود فحسب، بل اخترق وتجاوز بفضل الله تعالى حواجز الشبهات التي ...

هجوم عمان

إن هجوم عُمان لم يخترق الحدود فحسب، بل اخترق وتجاوز بفضل الله تعالى حواجز الشبهات التي أثارها دعاة القعود والإرجاء في قلوب شباب الجزيرة، وتمكن من تحريك المياه الراكدة منذ زمن طويل في تلك البلاد المباركة التي كان أبناؤها على مر العصور خزانا ورافدا بشريا لساحات الجهاد.

وهذا نداء نوجهه لشباب الإسلام، ناداهم به من قبل أمراء ومشايخ الدولة الإسلامية مرارا، وجدّده اليوم انغماسيو عُمان بكلماتهم ودمائهم، إذْ صرخوا فيكم معاشر الشباب: "أما آن لكم يا شباب جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، يا أحفاد الصحابة، يا شباب الكنانة، يا شباب المغرب، يا أحفاد الفاتحين.. أن تقوموا قومة رجل واحد ؟!"، كلمات نصح بها أسود الخلافة في عُمان بدمائهم، فكفوا ووفوا، وإن القول يقصر عن وصفهم والوصف يقصر عن فضلهم كيف لا وقد سبقوا غيرهم وعبّدوا بدمائهم طريق مَن ،بعدهم تقبلهم الله وأعلى ذكرهم، فهذا السبيل وليس غير فهل من مشمر؟

[افتتاحية النبأ العدد 453]
...المزيد

قال عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرًا من حسن الظن ...

قال عبداللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه:
والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرًا من حسن الظن باللَّه والذي لا إله غيره لا يحسن عبد باللَّه الظن إلا أعطاه اللَّه ظنه، ذلك أن الخير في يده.

﷽ مكانة مصر في الإسلام إعداد : الشيخ السيد طه أحمد الحمد لله رب العالمين ....فضل بعض ...



مكانة مصر في الإسلام

إعداد : الشيخ السيد طه أحمد

الحمد لله رب العالمين ....فضل بعض الشهور علي بعض، وفضل الأماكن علي بعض فضل البيت الحرام وبيت المقدس وطور سيناء علي كل الأماكن فاقسم بهم في القرآن الكريم فقال تعالي }وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3){ التين .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شرف أرض مصر وجعلها آمنة فقال تعالي علي لسان نبيه يوسف عليه السلام } وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99){ يوسف .
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله (ﷺ)..أوصي بأهل مصر خيرا .. فقال (ﷺ): "أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً". رواه أحمد.
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد : فيا أيها المؤمنون ...
إن حديثي وثنائي على مصر هو كمدح الأعرابي وثنائه على القمر:
كان يمشي في الظلام الدامس وفجأة طلع عليه القمر، فأخذ الأعرابي يناشد القمر ويشكره، ويقول: يا قمر، إن قلت: جملك الله؛ فقد جملك، وإن قلت: رفعك الله؛ فقد رفعك
مصر المسلمة التي شكرت ربها، وسجدت لمولاها.
مصر التي قدمت قلوبها طاعة لربها، وجرت دماؤها بمحبه نبيها عليه الصلاة والسلام.
إن لك يا مصر في عالم البطولة قصة، وفي دنيا التضحيات مكان، وفي مسار العبقريات كرسي لا ينسى، دخلت مصر في الإسلام طوعاً، ودخل الإسلام قلب مصر حباً، وأحب المصريون ربهم تبارك وتعالى فذادوا عن دينه، وحموا شرعه، ونشروا منهجه قديما وما زالوا ..
فالحديث عن مصر ومكانتها حبيب إلي النفس لأنني عندما أتكلم عن مصر أتكلم عن نفسي التي تهيم في حبها وتتمني أن تراها في أحسن حال وفي مقدمة الأمم وتكون لها السيادة والريادة كما كانت من قبل .
لذا فإني أكتب عنها بعواطفي ومشاعري وأبثها حبي وشوقي ، من باب رد الجميل لمصرنا الحبيبة .. أردت أن أبين مكانة مصر في الإسلام من خلال القرآن والسنة ..
وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ..
1ـ مصر في الكتب السماوية .
2ـ مصر في القرآن الكريم .
3ـ مصر في السنة النبوية المطهرة .
4ـ مصر أرض الأنبياء والصحابة والصالجين.
5ـ عطاءات مصر .
6ـ واجبنا نحو مصر .
العنصر الأول : مصر في الكتب السماوية :ـ
قيل إن مصر ذكرت في العهدين القديم والجديد 698مرة، ومن ذلك ما روي عن كعب الأحبار قال: "مصر بلد معافاة من الفتن مَن أرادها بسوء كبه الله على وجهه".
العنصر الثاني : مصر في القرآن الكريم :ـ
لقد ذكر الله تعالى مصر في أربعة مواضع في كتابه الكريم، وفي ذلك تشريفا لها وتكريما، فقال جَلّ من قائل: }وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ (21){ يوسف
وقال سبحانه: }وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ (99){ يوسف
وقال أصدق القائلين:} وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (87){ يونس
وقال عز وجلّ قاصاً قول فرعون: }قَالَ يَٰقَوۡمِ أَلَيۡسَ لِي مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَٰرُ تَجۡرِي مِن تَحۡتِيٓۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ (51){ الزخرف
وذكرها سبحانه إشارة في مواضع عديدة تبلغ قرابة الثلاثين، وذلك نحو قوله تعالى: }وَقَالَ نِسۡوَةٞ فِي ٱلۡمَدِينَةِ.. (30){ يوسف (المدينة هي مصر) .
وقوله تعالى: {وَدَخَلَ ٱلۡمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفۡلَةٖ مِّنۡ أَهۡلِهَا ...(15){القصص ( المدينة مصر)
وكقوله تعالى قاصاً قول آل فرعون: {وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ (127){ الأعراف.
- وكقوله تعالى قاصاً قول ناصح موسى عليه الصلاة والسلام: }وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ يَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِيَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ(20) { القصص... إلى آخر تلك المواضع الكثيرة.
- وقد وصف سبحانه وتعالى أرض مصر أحسن وصف فقال جل من قائل: }كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ (25) وَزُرُوعٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ (26) وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ (27) كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ (28)} الدخان .
- وقد وُصفت مصر في القرآن بأنها خزائن الأرض فقال سبحانه وتعالى قاصاً قولَ يوسف عليه الصلاة والسلام: }قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ (55){ يوسف . وما ذلك إلا لكثرة خيراتها، وعظم غلاتها، وجودة أرضها.
وخزائن الأرض هنا وزارة مالية مصر والتى تعد خزائن الأرض كما ذكر ربنا فقيمة مصر في ذلك الوقت تعادل الكوكب الأرضي بأسره
- ولم يذكر نهر من الأنهار في القرآن سوى النيل، وذلك في قوله تعالى: }وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ .. (7){ القصص
والمفسرون على أن المقصود باليم هنا هو نيل مصر.
- وقال الكندي: لا يُعلم بلد في أقطار الأرض أثنى الله تعالى عليه في القرآن بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم غير مصر.
وأقسم بها في القرآن الكريم فقال تعالي { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3){ التين .
وهي منزل للأنبياء والأماكن المقدسة ، فمصر مليئة بالأماكن المقدسة ومهبط لكثير من الأنبياء، ففيها سيناء التي ذكرها الله في القرآن أكثر من مرة،
قال تعالى: " {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ(20)}المؤمنون
أي وأنشأنا لكم به شجرة الزيتون التي تخرج حول جبل طور "سيناء", يعصر منها الزيت, فيدَّهن ويؤتدم به.
وواعد الله موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن لإنزال التوراة عليه هناك، قال تعالى: "{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى(80)}طه.
ونادى الله موسى عليه السلام من نفس المكان وقربه إليه، قال تعالى{وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً(52)}مريم.
وفي هذا تشريف عظيم للطور، بل سمى الله الوادي الذي كلم عليه موسى المقدس (طوى )
قال تعالى{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12)}طه.
أي إني أنا ربك فاخلع نعليك, إنك الآن بوادي "طوى" الذي باركته, وذلك استعدادًا لمناجاة ربه.
وهي أرض الربوة :ـ
في مصر الربوة التي أوى إليها عيسى بن مريم وأمه على أحد أربعة أقوال للسلف، فقد قال ابن وهب وابن زيد وابن السائب أن مكان الربوة المذكورة في قوله تعالى:}وَءَاوَيۡنَٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٖ ذَاتِ قَرَارٖ وَمَعِينٖ (50){(المؤمنون). إنها في مصر.
وهي أرض التمكين :
مصر أرض التمكين للمؤمنين المستضعفين في الأوض فقال تعالي } وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ(6){ القصص.
وقال تعالي }وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (21){ وقال تعالى } وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَتَبَوَّأُ مِنۡهَا حَيۡثُ يَشَآءُۚ نُصِيبُ بِرَحۡمَتِنَا مَن نَّشَآءُۖ وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (56) { (يوسف)
والأرض في الآية هي مصر و قد ذكرت في عشر مواضع باسم الأرض في القرآن كما ذكر عبد الله بن عباس .
العنصر الثالث : مصر في السنة النبوية :ـ
- لقد أوصى رسولنا الأعظم (ﷺ) بأهل مصر خيراً ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ) " ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما ". (رواه مسلم)
والرحم لأن أم إسماعيل وهاجر من القبط، وفي لفظ: "فإن لهم ذمة وصهراً"، والصهر لأن مارية أم إبراهيم رضي الله عنه منهم، والذمة: هي الحُرمة والأمان.
- ولذلك قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قبط مصر أخوال قريش مرتين.
- وقال رسول الله (ﷺ): "أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً".(رواه مسلم وأحمد)
- وعن أم سلمة رضي الله عنها- أن رسول الله (ﷺ) أوصى عند وفاته، فقال: " الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله ".
أخرجه الطبراني، وصححه الألباني.
وعن عبد الله بن يزيد وعمرو بن حريث وغيرهما رضي الله عنهم، قالوا: قال رسول الله - (ﷺ) " إنكم ستقدمون على قوم جعدة رءوسهم فاستوصوا بهم خيرًا؟ فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله ".( رواه أبو يعلى الموصلي وعنه ابن حبان في صحيحه).
لقد صلى النبي (ﷺ) بها في رحلة الإسراء:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله (ﷺ) قال:" أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبريل عليه السلام فسرت فقال انزل فصل. ففعلت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر، ثم قال انزل فصل. فصليت فقال أتدري أين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه ..." (رواه مسلم)
نهرها النيل من أنهار الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ﷺ) قال: " سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة".( رواه مسلم)
العنصر الرابع : مصر أرض الأنبياء والصحابة والصالجين:ـ
عاش علي أرضها الأنبياء :ـ
كان بها صفوة خلق الله: فكان بمصر من الأنبياء: إبراهيم الخليل، ويعقوب، ويوسف. واثنا عشر نبياً من ولد يعقوب وهم الأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون، وعيسى بن مريم، ودانيال، عليهم الصلاة والسلام.
عاش علي أرضها الصحابة :ـ
عاش علي أرضها من الصحابة: الزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص وكان أمير القوم، وعبد الله بن عمرو، وخارجة بن حذافة العدوي، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيس بن أبي العاص السهمي، والمقداد بن الأسود، وعبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح العامري،، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، هبيب بن معقل...
عاش علي أرضها الفقهاء والعلماء :ـ
الإمام الشعبي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعكرمة، ومحمد بن إسماعيل بن علية، والشافعي، وحفص الفرد ، وإبراهيم بن أدهم، ومنصور بن عمار المتكلم. يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وأشهب، وابن القاسم وعبد الله بن عبد الحكم، وأسد بن موسى ، ومحمد بن عبد الحكم، والمزني، والربيع، وأحمد بن سلامة الطحاوي، وشيخ الإسلام البلقيني، وابن حجر العسقلاني...
فمن الأسماء اللامعة في العلوم الحديثة مثل ... الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم: الإسكندر ذو القرنين، الذي تلا الله قصته في القرآن الكريم، ومنهم فيثاغورث وسقراط وأفلاطون وأرسطا طاليس و أرشيمدس في الهندسة وجالينوس في الطبيعة.
حتى إنها كانت وما زالت تعلم وترسل بعثاتها إلى الخليج العربي لتعليم كافة العلوم والفنون، في الأدب والفقه والشريعة والحديث والقرآن وغيرها من العلوم.

العنصر الخامس : عطاءات مصر:ـ
جعل الله جوها معتدلا وهواؤها نقيا وتتوسط الكرة الأرضية فهي بين آسيا وشمال أفريقيا، فليست هي ببلاد الطقس البارد والثلوج كروسيا وأوربا، ولا هي ببلاد الحر الشديد كالحجاز وأفريقيا، وهي منبت لجميع الثمار وأرضها خصبة لجميع الزروع، وكانت تسمى ببقرة الخلافة، أي إنها كانت تدر على دولة الخلافة في المدينة الكثير من الخير لما حدث بها جدب.
وعن كعب الأحبار أنه قال: من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة، فلينظر إلى مصر إذا أخرفت وأزهرت، وإذا اطردت أنهارها، وتدلت ثمارها، وفاض خيرها، وغنت طيرها.
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : "لا يقوم الاسلام إلا بمصر والشام ولا يموت الاسلام إلا بموت مصر والشام"
وقال عمرو بن العاص: ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة، وقد جباها في أول سنة عشرة ملايين دينار، وقد كانت تجبي قبل ذلك للروم عشرين مليون دينارا، فانظر كيف أتى الإسلام بالرحمة لأهل مصر.
مصر وكسوة الكعبة :ـ
لقد أرسل سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه، إلى عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة , فصنعت الكسوة من عهد عمر رضي الله عنه وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك في مصر سنة تلو سنة حتى مرت أكثر من ألف سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلى مكة ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة .
ولمصر من المواقف العظيمة مالها علي سبيل المثال ...
قال سعيد بن أبي هلال: مصر أم البلاد، وغوث العباد.
موقف مصر في عهد سيدنا يوسف
كانت مصر سلة الغذاء للأمة كلها فلما حدثت المجاعة في الجزيرة العربية لم يجدوا منقذا لهم يلجئون إليه إلا مصر في عهد نبي الله يوسف عليه السلام الذي قال} قَالَ ٱجۡعَلۡنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلۡأَرۡضِۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٞ (55){ ]يوسف[ .
والذي استطاع بفضل الله تعالي ثم بفضل تخطيطه الدقيق أن ينقذ الأمة من مجاعة محققة كادت أن تودي بالأخضر واليابس .
قال تعالي :}يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49){.]يوسف[
قص علينا القرآن قصة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام، وكيف أنقذ الله على يديه مصر وما حولها من أزمة غذائية طاحنة، ألهم الله يوسف فخطط لها أحسن التخطيط لمدة خمسة عشر عاما، أقام فيها اقتصاد مصر ـ وكانت الزراعة أساسه ومحوره ـ على زيادة الإنتاج، وتقليل الاستهلاك، وتنظيم الادخار، وإعادة الاستثمار، حتى نجت مصر من المجاعة، وخرجت من الأزمة معافاة، بل كان لها فضل على ما حولها من البلدان، التي لجأ إليها أهلها يلتمسوا عندها الميرة والمئونة، كما يبدو ذلك في قصة إخوة يوسف الذين ترددوا على مصر مرة بعد مرة، وقالوا له في المرة الأخيرة: }يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ (88)){ (يوسف). كان هذا التخطيط مما علمه الله ليوسف عليه السلام ومما أكرم الله به أهل مصر.
وكان يوسف عليه السلام هو الذي رسم معالم التخطيط، وهو الذي قام بالتنفيذ، وهو لدى الدولة مصر مكين أمين، وعلى خزانتها وأمورها حفيظ عليم.
موقف مصر في عام الرمادة :ــ
أصاب المسلمين في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه قحطٌ أكل الأخضر واليابس (عام الرمادة) وقال عمر رضي الله عنه :[والله لا آكل سمناً ولا سميناً حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين ] وبقى مهموماً هماً يتأوه منه ليلاً ونهارا نزل الأعراب حوله في العاصمة الإسلامية المدينة المنورة بخيامهم، كان يبكي على المنبر عام الرمادة، وينظر إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً أمامه، وود أن جسمه خبزاً يقدمه للأطفال.
وأخذ يقول:[يا ليت أم عمر لم تلد عمر .. يا ليتني ما عرفت الحياة.. آه يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين[
لأنه يرى أنه هو المسئول الأول عن الأكباد الحرَّى، والبطون الجائعة
وفي الأخير تذكر عمر أن له في مصر إخواناً في الله، وأن مصر بلداً معطاءً، سوف يدفع الغالي والرخيص لإنقاذ العاصمة الإسلامية
وكان والي مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه الداهية العملاق، كتب له عمر رسالة، وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم، من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى عمرو بن العاص
أمَّا بَعْـد:
فوا غوثاه... وا غوثاه... والسلام
وأخذها عمرو بن العاص ، وجمع المصريين ليقرأ الرسالة المحترقة الملتهبة الباكية المؤثرة أمامهم ، ولما قرأها عمرو ؛ أجاب عمر على الهواء مباشرة، وقال:[لا جرم! والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر[
وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل تحمل النماء والحياة والخير والزرق والعطاء لعاصمة الإسلام
ودعا لهم عمر رضي الله عنه ، وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر.
جهاد مصر ضد الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي
سقطت القدس بأيدي الصليبيين من سنة 492 هجرية لسنة 583 هجرية حين ظهر صلاح الدين، وللعلم فإن صلاح الدين لم يكن وحده رجلا مؤمنا، بل كان واحدا من جيل كله قلوبهم متعلقة بالإيمان.
فاسمع إلى [ابن كثير]، وغيره من أهل السير وهم يسردون لك ذلك الحدث في ضحى يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة للهجرة: دخل ألف ألف مقاتل بيت المقدس، وصنعوا فيه ما لا تصنعه وحوش الغاب، وارتكبوا فيه ما لا ترتكب أكثر منه الشياطين، لبثوا فيه أسبوعًا؛ يقتلون المسلمين حتى بلغ عدد القتلى أكثر من ستين ألفًا، منهم الأئمة، والعلماء، والمُتَعبدون، والمُجَاورون، وكانوا يُجْبِرون المسلمين على إلقاء أنفسهم من أعالي البيوت؛ لأنهم يُشعلون النار عليهم وهم فيها فلا يجدون مخرجًا إلا بإلقاء أنفسهم من على السطوح، جاثوا فيها خلال الديار، وتبَّروا ما علوا تتبيرا، وأخذوا أطنان الذهب والفضة والدراهم والدنانير، ثم وُضِعت الصُلبان على بيت المقدس، وأدخلت فيه الخنازير، ونودي من على مآذن لطالما أطلق التوحيد من عليها: أن الله ثالث ثلاثة -جل الله وتبارك- فذهب الناس على وجوههم مستغيثين إلى العراق، وتباكى المسلمون في كل مكان لهذا الحدث، وظنَّ اليائسون أن لا عودة لبيت المقدس أبدًا إلى حظيرة المسلمين.
ويمضي الزمن، ويُعَدُّ الرجال، وفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة 583 هـ .
أعد صلاح الدين جيشًا لاسترداد بيت المقدس، وتأديب الصليبيين على مبدئهم هم.
وفي وقت الإعداد تأتيه رسالة على لسان المسجد الأقصى تُعَجِّل له هذا الأمر، وهذه المَكْرُمة، فإذا بالرسالة على لسان المسجد الأقصى:
يا أيها الملك الذي لمعالم الصُلبان نَكَّس
جاءت إليك ظِلامَة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طُهِرَت وأنا على شرفي أُنَجَّس
فانتخى وصاح: وا إسلاماه، وامتنع عن الضحك، وسارع في الإعداد، ولم يُقارف بعدها ما يُوجب الغُسل.
وعندها علم الصليبيون أن هذا من جنود محمد (ﷺ) فتصالح ملوك النصارى، وجاءوا بِحَدِّهم وحديدهم، وكانوا ثلاثة وستين ألفا، فتَقَدَّم صلاح الدين إلى طبرية ففتحها بـ لا إله إلا الله، فصارت البحيرة إلى حوزته، ثم استدرجهم إلى الموضع الذي يريده هو، ثم لم يصل إلى الكفار بعدها قطرة ماء، إذ صارت البحيرة في حوزته فصاروا في عطش عظيم، وعندها تقابل الجيشان، وتواجه الفريقان، وأَسْفر وجه الإيمان، واغْبَرَّ وجه الظلم والطغيان، ودارت دائرة السوء على عبدة الصُّلبان عشية يوم الجمعة، واستمرت إلى السبت، الذي كان عسيرًا على أهل الأحد، إذ طْلعت عليهم الشمس، واشْتَدَّ الحر، وقوي العطش، وأُضْرِمت النار من قبل صلاح الدين في الحشيش التي كان تحت سنابك خيل الكفار، فاجتمع عليهم حر الشمس، وحر العطش، وحر النار، وحر السلاح، وحر رشق النبال، وحر مقابلة أهل الإيمان، وقام الخطباء يستثيرون أهل الإيمان، ثم صاح المسلمون وكبروا تكبيرة اهتز لها السهل والجبل، ثم هجموا كالسيل الدَّفَّاع لِيَنْهَزِم الكفار، ويُؤسَر ملوكهم، ويُقْتَل منهم ثلاثون ألفًا، حتى قِيْل لم يَبْقَ أحد، ويُؤسَر منهم ثلاثون ألفًا، حتى قيل لم يُقْتل أحد .
فلم يُسْمع بمثل هذا اليوم في عِزِ الإسلام وأهله إلا في عصر الصحابة، حتى ذُكِر أن بعض الفلاحين رئي وهو يقود نيفا وثلاثين أسيرا يربطهم في طنب خيمته، وباع بعضهم أسيرًا بنعل يلبسها، وباع بعضهم أسيرًا بكلب يحرس له غنمه، ثم أمر السلطان صلاح الدين جيوشه أن تستريح لتتقدم إلى فتح بيت المقدس، ففي هذه الاستراحة كيف كانت النفوس المؤمنة التي لا تيأس؟ الرؤوس لم تُرفع من سجودها، والدموع لم تُمْسح من خدودها، يوم عادت البِيَعُ مساجد، والمكان الذي يُقال فيه إن الله ثالث ثلاثة، صار يُشهد فيه أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
ثم صار نحو بيت المقدس ليفتحه من جهته الشرقية ويخرجهم منه والتقى بالصليبيين في حطين في آخر ربيع الآخر، وكان عدد الصليبيين ستين ألفاً ومعهم ملوك أوروبا، وانتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين ، وفي السابع والعشرين من رجب سنة (583 هـ) حاصرت جيوش صلاح الدين بيت المقدس من كل الجوانب، واستعد المجاهدون والمتطوعة برميها بالنفاطات وبالمجانيق، وعند ذلك عرض بليان بن نيزران والي القدس من قبل الصليبيين على صلاح الدين الأيوبي أن يتنازل له بالقدس صلحاً، فقال له صلاح الدين : والله لا آخذها إلا عنوة كما أخذتموها من المسلمين عنوة، وأقتل رجالكم وأسبي نساءكم، فقال له بليان بن برزان : إذاً والله نقتل كل من معنا من أسرى المسلمين، وكانوا خمسة آلاف أسير- ونقتل نساءنا وأطفالنا، ونهدم المصانع (يعني: البيوت) ونغور نبع بيسان، ثم نخرج إليكم نقاتلكم في الصحراء، لا يقتل منا قتيل إلا قتل منكم عشرة ودون قيامة تقوم القيامة، وهنا استشار صلاح الدين رجال مشورته ورق لأسرى المسلمين، ورضي أن يخرجوا من بيت المقدس ، فكان له ذلك على أن يبذلَ كل رجل منهم ويخرج ذليلا، يبذل عن نفسه عشرة دنانير، وعن المرأة خمسة، وعن الطفل دينارين، ومن عجز كان أسيرًا للمؤمنين، فعجز منهم ستة عشر ألفًا كانوا أسرى للمسلمين، ودخل المسلمون بيت المقدس، وطَهَّروه من الصليب، وطَهروه من الخنزير، ونادى المسلمون بالآذان، وَوُحدوا الرحمن، وجاء الحق وبَطلت الأباطيل، وكَثُرت السجدات، وتنوعت العبادات، وارتفعت الدعوات، وتَنَزَّلت البركات، وتَجَلَّت الكربات، وأُقِيمت الصلوات، وأَذَّن المُؤَذِنون وخَرِسَ القسيسون، وأُحْضِر منبر [نور الدين] الشهيد عليه رحمة الله الجليل الذي كان يأمل أن يكون الفتح على يديه فكان على يدي تلميذه [صلاح الدين].
وكان نور الدين محموداً قد عمل بحلب منبراَ أمر الصناع بالمبالغة في تحسينه واتقانه، وقال: هذا عملناه لينصب بالبيت المقدس، فعمله النجارون عدة سنين لم يعمل في الإسلام مثله فأمر بإحضاره، فحمل من حلب ونصب بالقدس، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنه، وكان هذا من كرامات نور الدين وحسن مقاصده" كان كلما مر عليه ملأ سخروا منه كما كان الناس يسخرون من نبي الله نوح عليه السلام وهو يصنع السفينة . وَرَقى الخطيب المنبر في أول جمعة بعد تعطل للجمعة والجماعة في المسجد الأقصى دام واحدًا وتسعين عامًا، فكان مما بدأ به الخطيب خطبته بعد أن حمد الله أن قال: }فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (45){ ]الأنعام [. لله الأمر من قبل ومن بعد، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
جهاد مصر ضد التتار بقيادة قطز:ــ
من وقت أن فتحت مصر وأصبحت قلعة الإسلام الأولى لصد أي عدوان على العالم الإسلامي، وكيف لا وقد أوصى الرسول (ﷺ) أصحابه بذلك، فعن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة". (أخرجه: ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن عساكر).
دخل التتار العالم الإسلامي فدمروه.. هدموا المساجد، ومزقوا المصاحف، وذبحوا الشيوخ، وقتلوا الأطفال، وعبثوا بالأعراض، بل دمروا عاصمة الدنيا بغداد
وزحفوا إلى مصر ليحتلوها، وخرج المصريون وراء الملك المسلم قطز الذي يحمل لافتة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وكانت عين جالوت
والذي حث الناس على الجهاد هو العالم سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى.
والتقى التتار الأمة البربرية البشعة، التي لم يعلم في تاريخ الإنسان أمة أشرس ولا أقوى ولا أشجع منها، التقوا بالمسلمين المصريين؛ بجيل محمد عليه الصلاة والسلام .
ولما حضرت المعركة والتقى الجمعان، قام قطز فألقى لأمته من على رأسه، وأخذ يهتف في المعركة: وا إسلاماه... وا إسلاماه... وا إسلاماه
فقدموا المهج رخيصة، وسكبوا الدماء هادرة معطاءة طاهرة، وانتصر الإسلام وسحق التتار، ومنيوا بهزيمة لم يسمع بمثلها في التاريخ
مصر والعدوان الثلاثي
أتى العدوان الثلاثي الغاشم يريد اجتياح مصر، وخرج المؤمنون بعقيدتهم وتوحيدهم يدافعون الدول الثلاث، خرجوا يهتفون مع صباح مصر :
أخي جاوز الظالمون المدى *** فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة *** أرض الأبوة والسؤددا
فجرد حسامك من غمده *** فليس له اليوم أن يغمدا
وسحقوا العدوان الثلاثي، واندحر العميل الغادر الغاشم بنصر الله ثم بضربات المؤمنين، وكلكم يعلم أن العالم الإسلامي حارب إسرائيل ما يقارب أربعين سنة، فكانت مصر أكثر الأمة جراحاً، وأعظمها تضحيةً، وأكبرها إنفاقاً، وأجلها مصيبةً..
هذه مصر ..قدمت آلاف وملايين الأبناء البررة المؤمنين، والدماء الذكية الطاهرة، والآراء الحكيمة السديدة.
العنصر السادس : واجبنا نحو مصر :ـ
هذا الوطن الغالي مصر محل عبادتنا لربنا , فيه مساجدنا , ومدارسنا وجامعتنا ،وأهلنا ،وعلماؤنا , وأموالنا ،حيث تعلمنا أمور ديننا ودنيانا ، قدمت لنا ولغيرنا الكثير ،فكان لزاما علينا أن نؤدي واجبنا نحوه ونعرف أن أداؤنا للواجب ليس منة ولا تفضلا وإنما واجب ودين في رقبتنا نسأل عنه أمام الله تعالي ، نؤجر إن وفينا ونعاقب إن قصرنا ، فمن حق الوطن علينا :ـــ
1ـ المحافظة على تديُّن مصر ،ونشْر الخير بين أبنائها، ومقارعة الفساد فيها:ـ
فبلدنا قام على الإسلام، ويُحكَم فيه بالإسلام ، وأنظار الملايين من المسلمين تتَّجه نحو دِين وتديُّنِ بلادنا، فالحرص على صَفاء الإسلام ونقائه مسؤوليَّة مشتركة بين الجميع؛ حكَّامًا ومحكومين، عُلَماء ومعلِّمين، دُعاة ومربِّين.
ولا بد أن نعلم أن إشاعة الفكر المنحرِف، والمناهج المستوردة بين أبناء وطننا خيانةٌ عظمي لهذا الوطن .
و يعد من أكبر الخيانة الوطنية حينما تتحوَّل بعض وسائل الإعلام إلى وسيلة هدْم للقِيَمِ والأخلاق، والتشتُّت والافتراق، بعيدة عن هُموم مُواطِنيها، ومشاريع الإصلاح في بلدها. ولن يتم ذلك إلا بالإصلاح الشامل في وطننا ، ويعتبر الإصلاح واجب على كل فرد في الوطن ولا اعفاء لأحد، لأن كل فرد مطالب بالإصلاح على الأقل داخل محيط أسرته؛ فقد جعل رسولنا الكريم (ﷺ) كلَّ فرد مسؤولاً، والمقصود من المسؤولية هي الإصلاح؛ فيقول النبي (ﷺ) :}كلُّكم راعٍ، وكل مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده، ومسؤول عن رعيته{ ]رواه البخاري ومسلم[ .
بل أخذ النبي (ﷺ) العهدَ على أصحابه عند دخولهم في الإسلام بأن يكونوا مُصلِحين، وذلك بالنصح لكل المسلمين، فشرط على كل واحد منهم أن يكون مصلحًا، وذلك بأن يكون ناصحًا، ومن ذلك حديث جَرِير بن عبدالله رضي الله عنه في الصحيحين يقول: "أتيت النبي (ﷺ) قلتُ أبايعك على الإسلام، فشرط عليَّ، (والنصح لكل مسلم)، فبايعتُه على هذا".
• وإذا أردنا النجاة لمصر ولأهلها، فعلينا بالإصلاح؛ فإن الله سبحانه جعل النجاة فيه؛ قال تعالى } وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ(117){ [هود].
فقال سبحانه مصلحون، ولم يقل: صالحون؛ لأن مجرد الصلاح لا ينجِّي الأمم؛ لأن النبي (ﷺ) سئل؛ كما في الصحيحين: "أَنَهْلِك وفينا الصالحون، قال:(نعم، إذا كثر الخبث).
وها هم أصحاب السبت، حرَّم الله عليهم الصيد يوم السبت، فكانوا يتحايلون على شرع الله. ونجد الصالحين في هذا المكان انقسموا إلى فريقين:ـ
ـ فريق نقل نفسه إلى درجة الإصلاح، وأنكروا عليهم ما يفعلونه من مخالفتهم لشرع ربهم.
ـ وفريق صالح سكت، بل عاتب مَن أراد الإصلاح، فقالوا لهم}لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164){[ 164]؛ فانظروا إلى عاقبة ذلك، أن نجَّى الله المصلحين؛ فقال سبحانه } فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ (165){ [الأعراف]؛ أي المصلحين، } وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165){ [165]،
واختلف المفسرون في الصالحين الذين سكتوا، وفريق منهم على أنهم هلكوا مع من هلك. فما استحق المسلمون الخيرية إلا بالإصلاح؛ قال تعالى }كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110){ [آل عمران]،
فقدَّم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أساس وركن الإصلاح على الإيمان به؛ لأهميته؛ فكل إنسان خاسر إلا المؤمنَ الصالح المصلح، اقرؤوا معي سورة العصر؛ ففيها بيان الفوز ولكن لمن؟: ﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3){ [العصر].
2ـ الحفاظ علي أمن واستقرار مصر :ـ
الأمن والأمان مَطلَبٌ تَصغُر دُونه كثيرٌ من المطالب، وتهون لأجله كثيرٌ من المتاعب، الأمن في الأوطان لا يُشتَرى بالأموال، ولا يُبتاع بالأثمان، ولا تفرضه القوَّة، ولا يُدرِكه الدهاء؛ وإنما هو منَّة ومنحَة من الملك الديَّان رب العالمين } فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4){ [قريش].
بالأمن والأمان تعمر المساجد وتصفو العبادة، ويُنشَر الخير وتُحقَن الدماء، وتُصان الأعراض وتُحفَظ الأموال، وتتقدَّم المجتمعات وتتطوَّر الصناعات.
الأمن في البلاد مع العافية والرِّزق هو الملك الحقيقي، والسعادة المنشودة؛ قال رسول الله (ﷺ) :}مَن أصبح منكُم آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنه، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بِحَذافِيرها{.( رواه البخاري والترمذي)
إذا خلَتِ البلاد من الأمن، فلا تسَلْ عن الهرج والمرج، إذا ضاعَ الأمن حلَّ الخوف وتَبِعَه الفقر، وهما قرينان لا ينفكَّان؛ قال سبحانه عن القرية التي كفَرتْ بأنعُم الله:} فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112){ [النحل].
فالأمن والاستقرار إذَا من أهمِّ مُقوِّمات العيش ومطالب الحياة، والواقع والتاريخ يُؤكِّد هذا كلَّه، فالبلاد الآمنة يُرحَل إليها، وتزدهر معيشتها، وتهنأ النُّفوس بالمكث فيها.
ولذا كان من النعيم المستلذِّ به عند أهل الجنَّة نعيمُ الأمن والأمان ؛ } وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37){ ]سبأ[
وفي المقابل حينما تخلو الدِّيار من الأمن والأمان، تُصبِح أرضًا موحشةً، وإنْ كان فيها ما فيها من النعيم والخيرات، بل إنَّ التشريد بين الأنام، واللجوء إلى الخيام، ليُصبِح أهنأ وأهون من هذا المقام.
قال تعالي }أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67){ [العنكبوت].
3ـ العمل الجاد من أجل نهضة مصر:ـ
كل مواطن في البلد هو في الحقيقه جندي من جنوده ، والاسلام يخاطب المؤمنين في الدعوة والجهاد والسعي الى العمل الصالح دون تفريق بين الفرد وآخر فليس هناك جنود مسؤولون عن الوطن وآخرون ينعمون بخيراته ولا يتحملون مسؤوليه اتجاهه .
العمل من أجل أن يعود لمصر مكانتها الرائدة بين الدول كما كانت من قبل، فالعمل الصالح من الإيمان كما هو في كثير من الآيات في الكتاب الكريم قال تعالى}مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62){ ]البقرة [ .
وقال تعالى } مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (69){ ]المائدة [
وقال تعالى}مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (97){ ]النحل[
وغيرها من الآيات الكثيرة التي ربطت بين الايمان والعمل الصالح فلابد من الانتماء الذي اشرنا اليه من الالتزام بالسلوك والعمل وهذا العمل لا يحد بنوع معين وإنما هو متروك لإمكانيات الشخص وقدراته ومؤهلاته وهو تنوع يتيح تكاملا في العطاء ويتطلب ابتداء استشعار الواجب تجاه الوطن وأن القادر غير معذور إطلاقا عن الاسهام في الواجب وفق اللبنة التي يتمكن من وضعها في بناء وطنه.
وإن من خير الأعمال ما عم نفعه وأدني الأعمال ما اقتصر عمل صاحبه علي نفسه.
4 ـ الدفاع عن مصر ضد أي عدوان:ـ
يقول الله تعالى في قصة طالوت وجالوت } أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيّٖ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ (246){ ]البقرة [ .
فدلالات هذه الآية تشير إلى أهميه القتال من أجل الديار والأبناء فيما لا يتعارض مع الإسلام وأن هذا جهاد في سبيل الله .
وعنْ أَبي الأعْوَر سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ، أَحدِ العشَرةِ المشْهُودِ لَهمْ بالجنَّةِ، رضي الله عنه ، قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ ﷺ يقولُ: "منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ ".
(رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ).
ومن أغلى الأموال الأرض التي نسكنها ونحيا عليها ولا يصح أن نفرط في أوطاننا وأراضينا بل الحفاظ عليها أمر واجب شرعا .
فاللهم الطف بأهل مصر .. اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك واحفظ بلاد المسلمين يا رب العالمين ، اللهم تول أهل مصر برعايتك..
اللهم احقن دمائهم ... اللهمّ بدّل خوفهم أمنا ، اللهم ول عليهم خيارهم ،اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم و سلم ذراريهم و أموالهم.
نسألك اللهم أن تعصم دماء المسلمين وأموالهم وأن تجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وان تصرف عنهم شرارهم وجميع بلاد المسلمين ،
اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
اللهم آمين . والحمد لله رب العالمين .
...المزيد

#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان بسم ...

#كَشْفُ_الوِشَاح عن أربعين حديثاً في المزاح


جمع وإعداد / محمد علي عباد حميسان


بسم الله الرحمن الرحيم


ما جاء في نهي النبي ﷺ عن الكذب في المزاح وترويع المسلم
1 - عَنِ ابْنِ ‌عُمَرَ –رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "‌إِنِّي ‌لَأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا".([1])
2 – عَنْ مُعَاويةَ بن حيدة القشيري –رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، ‌لِيُضْحِكَ بِهِ ‌الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ".([2])
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: "إِنِّي لَا ‌أَقُولُ ‌إِلَّا ‌حَقًّا".([3])
4 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "مَا يُضْحِكُكُمْ؟"، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ ‌يُرَوِّعَ ‌مُسْلِمًا".([4])
5 – عَنْ يزيد بن سعيد –رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: "لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ صَاحِبِهِ ‌جَادًّا وَلَا ‌لَاعِبًا، وَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ عَصَا صَاحِبِهِ فَلْيَرْدُدْهَا عَلَيْهِ".([5])
6 - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ ‌مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى ‌الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ".([6])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع الصغار
7 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسَبُهُ فَطِيمٌ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: ‌يَا ‌أَبَا ‌عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ ‌النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا".([7])
8 - عَنْ ‌مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: "عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ ‌مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي، وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ".([8])
9 - عَنْ ‌أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "رُبَّمَا قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: ‌يَا ‌ذَا ‌الْأُذُنَيْنِ". قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي يُمَازِحُهُ.([9])
10 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ ‌يُدْلِعُ ‌لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ، فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاهُ يَصْنَعُ هَذَا بِهَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ لِيَ الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ وَمَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَنْ لَا يَرْحَمْ لا يرحم".([10])
11 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ، لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: "أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟ أَثَمَّ ‌لُكَعُ؟" -يَعْنِي حَسَنًا- فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى، حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ".([11])
12 - عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: أَخَذَ النَّبيُ ﷺ بِيَدِ الحَسنِ أَوِ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ وَضَعَ ‌قَدَمَيهِ ‌عَلَى ‌قَدَمَيهِ ثُم قَالَ: "تَرَقَّ".([12])
13 - عَنْ ‌زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي ‌سَلَمَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَغْتَسِلُ يَقُولُ: "اذْهَبِي فَادْخُلِي" ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ ‌فَنَضَحَ فِي وَجْهِيَ الْمَاءَ، ثُمَّ قَالَ: "ارْجِعِي" قَالَ الْعَطَّافُ: قَالَتْ أُمِّي: "فَرَأَيْتُ وَجْهَ ‌زَيْنَبَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ مَا نَقَصَ مِنْ وَجْهِهَا شَيْءٌ".([13])
14 - عَنْ ‌أَنَسِ –رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا"، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى ‌صِبْيَانٍ وَهُمْ ‌يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ ﷺ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: "يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟" قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يَا رَسُولَ اللهِ.([14])
15 – عَنْ شَدَّادٍ بن الهادي الليثي –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ ﷺ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ، سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ‌ابْنِي ‌ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ".([15])
16 - عَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ يَتِيمَةٌ، وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ، فَرَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ الْيَتِيمَةَ، فَقَالَ: "آنْتِ هِيَهْ؟ لَقَدْ كَبِرْتِ، لَا كَبِرَ سِنُّكِ" فَرَجَعَتِ الْيَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تَبْكِي، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: مَا لَكِ؟ يَا بُنَيَّةُ قَالَتِ الْجَارِيَةُ: دَعَا عَلَيَّ نَبِيُّ اللهِ ﷺ، أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنِّي، فَالْآنَ لَا يَكْبَرُ سِنِّي أَبَدًا، أَوْ قَالَتْ قَرْنِي فَخَرَجَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مُسْتَعْجِلَةً تَلُوثُ خِمَارَهَا، حَتَّى لَقِيَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَا لَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَدَعَوْتَ عَلَى يَتِيمَتِي قَالَ: "وَمَا ذَاكِ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ" قَالَتْ: زَعَمَتْ أَنَّكَ دَعَوْتَ أَنْ لَا يَكْبَرَ سِنُّهَا، ‌وَلَا ‌يَكْبَرَ ‌قَرْنُهَا، قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أُمَّ سُلَيْمٍ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ شَرْطِي عَلَى رَبِّي، أَنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، مِنْ أُمَّتِي، بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".([16])
17 - عَنْ ‌أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ –رضي الله عنهما-قَالَتْ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: سَنَهْ سَنَهْ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ. قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: دَعْهَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ، يَعْنِي: مِنْ بَقَائِهَا".([17])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أهله وملاطفتهم
18 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟" قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ ‌جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟" قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: "وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟" قَالَتْ: ‌جَنَاحَانِ، قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ ‌جَنَاحَانِ؟" قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ ‌نَوَاجِذَهُ.([18])
19 - ‌عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمًا: "‌يَا ‌عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ ﷺ".([19])
20 - عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " تَقَدَّمُوا " فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: " تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ" فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: "هَذِهِ ‌بِتِلْكَ".([20])
21 – عَنْ ‌عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ بِخَزِيرَةٍ قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ ـ وَالنَّبِيُّ ﷺ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ـ: ‌كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ ‌وَجْهَهَا، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: "الْطَخِي ‌وَجْهَهَا"، ‌فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: "قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا"، فَقَالَتْ ‌عَائِشَةُ: فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.([21])
22 - عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟" قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي ‌سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا".([22])
ما جاء في مزاح النبي ﷺ مع أصحابه
23 - عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ: "ادْخُلْ" فَقُلْتُ: ‌أَكُلِّي ‌يَا ‌رَسُولَ ‌اللَّهِ؟ قَالَ: "كُلُّكَ" فَدَخَلْتُ.([23])
قَالَ عُثْمَان بن أبي عَاتِكَة: إِنَّمَا قَالَ أَدْخُلُ كُلِّي مِنْ صِغَرِ الْقُبَّةِ.
24 - عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ". وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا، فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: " لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ".([24])
25 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَاسْتَحْمَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى ‌وَلَدِ ‌نَاقَةٍ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ " وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ".([25])
26 - عَنْ ‌أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه-قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ ‌بِالْقَوَارِيرِ".([26])
27 – عَنْ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ _رضي الله عنه- قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَرَّ الظَّهْرَانِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ، فَأَعْجَبْنَنِي، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ قُبَّتِهِ فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الْأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الْأَرَاكِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - أَوْ قَالَ: يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ - فَقَالَ: "أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ ‌شِرَادُ ‌جَمَلِكَ؟" ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لَا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ إِلَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي فَقَالَ: "طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ" ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ لَأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ولَأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ، فَلَمَّا قَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟" فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ: "رَحِمَكَ اللهُ" ثَلَاثًا ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ.([27])
28 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ –رضي الله عنهما- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ جَعَلَتِ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: "مَا لَكَ يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا. قَالَ: "فَأَنِخْهُ"، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: " أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا مِنْ يَدِكَ - أَوْ قَالَ: اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ - " قَالَ: فَفَعَلْتُ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "ارْكَبْ" فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً، قَالَ: وَتَحَدَّثَ مَعِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: "أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ. قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ" قَالَ: قُلْتُ: فَسُمْنِي بِهِ. قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ"، قَالَ: قُلْتُ: لَا. إِذًا يَغْبِنُنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، قَالَ: "فَبِدِرْهَمَيْنِ؟" قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: فَقَدْ رَضِيتُ، قَالَ: "قَدْ رَضِيتَ؟"، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: هُوَ لَكَ، قَالَ: "قَدْ أَخَذْتُهُ"، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: "يَا جَابِرُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ" قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "أَثَيِّبًا، أَمْ بِكْرًا" قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: "أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا، وَتُلَاعِبُكَ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً تَجْمَعُ رُءُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: "أَصَبْتَ إِنْ شَاءَ اللهُ" قَالَ: "أَمَا إِنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا، أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا"، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ، قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا"، قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللهِ ﷺ دَخَلَ وَدَخَلْنَا، قَالَ: فَأَخْبَرْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَتْ: فَدُونَكَ فَسَمْعًا وَطَاعَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَرَأَى الْجَمَلَ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ، قَالَ: "فَأَيْنَ جَابِرٌ؟" فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: "تَعَالَ أَيْ ابْنَ أَخِي، خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ فَهُوَ لَكَ" قَالَ: فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: "اذْهَبْ بِجَابِرٍ، فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً" فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا، قَالَ: فَوَاللهِ مَازَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا، وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا حَتَّى أُصِيبَ أَمْسِ فِيمَا أُصِيبَ النَّاسُ، يَعْنِي يَوْمَ الْحَرَّةِ.([28])
29 - عَنْ سَفِينَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا أَعْيَا رَجُلٌ أَلْقَى عَلَيَّ ثِيَابَهُ: تُرْسًا أَوْ سَيْفًا، حَتَّى حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "‌أَنْتَ ‌سَفِينَةُ".([29])
30 - عَنْ ‌سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ –رضي الله عنه- قَالَ: "مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ إِذَا دُعِيَ بِهَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟" فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِإِنْسَانٍ: "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟" فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: "قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ، قُمْ ‌أَبَا ‌تُرَابٍ".([30])
31 - عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ –رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ، فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ - ﷺ - فِي خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ، فَقَالَ: ‌أَصْبِرْنِي، فَقَالَ: "اصْطَبِرْ"، قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ - ﷺ - عَنْ قَمِيصِهِ، فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.([31])
32 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ-: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يَهْدِي لِرَسُولِ اللهِ ﷺ الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: ‌أَعْطِ ‌هَذَا ‌ثَمَنَ مَتَاعِهِ، فَمَا يَزِيدُ النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى، فَجِيءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ".([32])
وأخرجه البخاري بلفظ: عَنْ ‌عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ –رضي الله عنه- "أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللهَ ‌وَرَسُولَهُ".([33])
33 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - وَعِنْدِي ‌عَجُوزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْعَجُوزُ؟، فَقُلْتُ: مِنْ خَالَاتِي، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُدْخِلَنِي ‌الْجَنَّةَ، فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلَانٍ، إِنَّ ‌الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا ‌عَجُوزٌ"، فَوَلَّتْ تَبْكِي، فَقَالَ: "أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ ‌عَجُوزٌ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّا أَنْشَأنَاهُنَّ ‌إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا﴾[الواقعة:36]".([34])
34 – عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "ارْمُوا أَهْلَ صُنْعٍ، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، رَفَعَهُ اللهُ بِهِ ‌دَرَجَةً"، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الدَّرَجَةُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ ‌بِعَتَبَةِ ‌أُمِّكَ، وَلَكِنَّهَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ".([35])
35 - ‌عَنْ صُهَيْبٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "ادْنُ فَكُلْ" فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنَ ‌التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ "تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟" قَالَ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.([36])
36 - عَنْ ‌بُرَيْدَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - ﷺ - فِي سَفَرٍ، فَكَانَ كُلَّمَا بَقِيَ شَيْءٌ حَمَلَهُ عَلَيَّ، وَسَمَّانِي ‌الزَّامِلَةَ".([37])
ما جاء في مزاح الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
37 - عَنْ ‌أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ ﷺ وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالْآخَرُ أَبُو رُهْمٍ، إِمَّا قَالَ: بِضْعٌ، وَإِمَّا قَالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي، فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ ﷺ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا، يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ، سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ.
وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ زَائِرَةً، وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيمَنْ هَاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ، الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ، قَالَ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ مِنْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللهِ وَفِي رَسُولِهِ ﷺ، وَايْمُ اللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنُخَافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَأَسْأَلُهُ، وَاللهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: "فَمَا قُلْتِ لَهُ؟" قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ ‌هِجْرَتَانِ". قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالًا، يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي.([38])
38 – عَنْ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ –رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﷺ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ
قَالَ: ‌وَعَلِيٌّ ‌يَضْحَكُ.([39])
39 - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: هَلْ كَانُوا يَتَمَازَحُونَ؟ فَقَالَ: مَا كَانُوا إِلَّا كَالنَّاسِ ‌كَانَ ‌ابْنُ ‌عُمَرَ ‌يَمْزَحُ وَيُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَقُولُ:
يُحِبُّ الْخَمْرَ مِنْ كِيسِ النَّدَامَى ... وَيَكْرَهُ أَنْ تُفَارِقَهُ الْفُلُوسُ([40])
40 - عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، ‌يَتَبَادَحُونَ بالبَّطِيخ، فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ.([41])
41 - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِيٌّ ‌أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ بَعْدَ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ فَتَفَاخَرَ ابْنَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ ‌أَبِي ‌بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ‌جَعْفَرٍ، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا: أَنَا ‌خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَبِي ‌خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَسْمَاءَ: "أَقْضِي بَيْنَهُمَا" ، فَقَالَتْ لِابْنِ ‌جَعْفَرٍ: "أَمَا أَنْتَ، أَيْ بُنَيَّ فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَمَا رَأَيْتُ كَهْلًا مِنَ الْعَرَبِ خَيْرًا مِنْ أَبِيكَ" قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ "مَا تَرَكْتِ لَنَا شَيْئًا، وَلَوْ قُلْتِ غَيْرَ هَذَا ‌لَمَقَتُّكِ" قَالَ: فَقَالَتْ: "وَاللَّهِ إِنَّ ثَلَاثَةً أَنْتَ أَخَسُّهُمْ لَخِيَار".([42])
*تم بحمد الله تعالى*
________________________
([1]) حديث حسن، أخرجه الطبراني في الأوسط (7322)، والصغير (779).
([2]) حديث حسن، أخرجه أحمد (20046)، وأخرجه أبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والدارمي (2744).
([3]) حديث حسن، أخرجه أحمد (8723)، والترمذي (1990)، والبيهقي في الكبرى (21215).
([4]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (23064)، وأبو داوود (5004)، والطبراني في الكبير (135)، والبيهقي في الكبرى (21219).
([5]) حديث حسن، أخرجه أحمد (17940)، وأبو داود (5003)، والطبراني في الكبير (6641)، والحاكم (6686)، والبيهقي في الكبرى (11653).
([6]) حديث حسن، أخرجه أبو داود (4800)، والبزار في البحر الزخار (6626)، والطبراني في الكبير (7488)، والبيهقي في الكبرى (21218).
([7]) أخرجه البخاري (6203).
([8]) أخرجه البخاري (77)، ومسلم بعد الحديث رقم (657).
([9]) حديث حسن، أخرجه أحمد (12164)، وأبو داود (5002)، والترمذي (1992).
([10]) حديث حسن، أخرجه ابن حبان (6975).
([11]) أخرجه البخاري (2122)، ومسلم (2421).
([12]) أخرجه البخاري في الأدب المفرَد (270)، وصححه الألباني.
([13]) أخرجه الطبراني في الكبير (715)
([14]) أخرجه مسلم (2310).
([15]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (16033)، والنسائي (1141)، والطبراني في الكبير (7107)، والحاكم (4775)، والبيهقي في الكبرى (3470).
([16]) أخرجه مسلم (2603).
([17]) أخرجه البخاري (5993)
([18]) صحيح، أخرجه أبو داود (4932)، والنسائي في الكبرى (8901)، والبيهقي (21022).
([19]) أخرجه البخاري (3768)، ومسلم (2447).
([20]) صحيح، أخرجه أحمد (26277) واللفظ له، وأبو داود (2578)، والنسائي في الكبرى (8894)، وابن حبان (4691)، والطبراني في الكبير (124)، والبيهقي في الكبرى (19788).
([21]) حديث حسن، أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (504)، وأبو يعلى (4476).
([22]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (18394)، وأبو داود (4999)، والطبراني في الكبير (108).
([23]) صحيح، أخرجه أبو داود (5000)، والطبراني في الكبير (122).
([24]) صحيح، أخرجه أحمد (12648)، وعبد الرزاق في مصنفه (20746)، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل" (239)، وابن حبان (5790)، والطبراني في الكبير (5310)، والبيهقي في الكبرى (21214).
([25]) صحيح، أخرجه أحمد (13817)، وأبو داود (4998)، والترمذي (1991).
([26]) أخرجه البخاري (6161)، ومسلم (2323).
([27]) أخرجه الطبراني في الكبير (4146)، وهو صحيح الإسناد.
([28]) حديث صحيح، أخرجه أحمد (15026)، وأصله في الصحيحين عند البخاري (2309)، ومسلم (7015).
([29]) حديث حسن، أخرجه أحمد (21932)، والبزار في البحر الزحار (3830)، والطبراني في الكبير (6440)، والبيهقي في الدلائل (6/47).
([30]) أخرجه البخاري (441)، ومسلم (2409).
([31]) حديث حسن أخرجه أبو داود (5224)، والطبراني في الكبير (556)، والبيهقي (13717).
([32]) حديث صحيح أخرجه أبو يعلى (176).
([33]) البخاري (6780).
([34]) أخرجه الترمذي في الشمائل (241)، وحسنه الألباني في مختصر الشمائل.
([35]) حديث حسن، أخرجه أحمد (18063)، وابن أبي شيبة (19386)، والنسائي (3144)، وابن حبان (4616).
([36]) أخرجه أحمد (16591)، وابن ماجه (3443)، والبزار (2095)، والطبراني في الكبير (7304)، والحاكم (5703)، والبيهقي في الكبرى (19591)، وقال الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء: إسناده جيد، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند: يحتمل التحسين.
([37]) أخرجه البزار في البحر الزخار (4429) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (16095): إسناده حسن. والزاملة: هي البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، من الزَّمل وهو الحمل.
([38]) أخرجه البخاري (4230).
([39]) حديث صحيح أخرجه أحمد (40)، واللفظ له، وهو في البخاري (3542)، و(3750) بلفظ: بأبي شبيه بالنبي ...
([40]) أخرجه الطبراني (13066)، وأبو نعيم في الحلية (2/275)، ورجال الطبراني رجال الصحيح.
([41]) الأدب المفرد للبخاري (266)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: وهذا سند صحيح رجاله رجال البخاري في " صحيحه " غير حبيب هذا وهو ثقة عابد كما في " التقريب ".
([42]) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (32207)، وأحمد في الفضائل (1720)، وأبو نعيم في الحلية (2/75).
...المزيد

مقتطفات من مقالة خواطر مسلم الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف .....أن الأخوة في الله هي عبارة عن ...

مقتطفات من مقالة خواطر مسلم
الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف
.....أن الأخوة في الله هي عبارة عن كيان متماسك الأركان يشد بعضه بعضًا ولا يتحقق هذا الكيان إلا في وجود مجموعة يظلها الإيمان فتنميه وتزكيه فعندها يشعر الفرد بكيانه وذاتيته واعتزازه بالانتماء لهذا الكيان يستشعر بأن له دورًا فعالًا من خلال ارتباطه بإخوانه.

يقول الدكتور محمد أمين المصري - رحمه الله - «إن معنى الأخوة ومعنى التعاون لا يتحققان إلا وسط الجماعة والجماعة خير عون للفرد، تذكره إذا نسي وتوقظه إذا غفل وتدفعه إذا أبطأ.

ولا يتم معنى الجماعة إلا إذا شعر الفرد بالاعتزاز بانتمائه إليها والطمأنينة في وجوده فيها، وأنها حققت أمانيه، وأنه إلى جانب ذلك خلية في الجماعة يمدها ويستمد منها، وأنه لبنة أساسية في بنائها، خلية إذا انفصلت عن جسمها عدمت وإذا ظلت متصلة به تستمد الحياة، والجسم تتكامل وظائفه بشتى خلاياه ويضيره أن يفقد واحدة منها»[1].

فالمسلم يعي هذا جيدًا يحرص على إخوانه أشد الحرص ويتعاهدهم كالأب الحاني والأخ الشفوق على إخوانه لأنه يعلم جيدًا من خلال دراسته لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الدين لابد أن يقوم في جماعة مسلمة منسجمة الأفكار متصلة الكيان يحنو كل واحدٍ على أخيه ويوده حتى يترابط العقد ويقوى العود، فالعود وحده ضعيف ينكسر إذا انفرد، أما إذا كان ضمن مجموعة من الأعواد مترابط يضم بعضه بعضًا صمد وقوي واشتد ولا يستطيع أحد أن يكسره.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/145617/#ixzz6zwCS4mQm

الكاتب / ابراهيم بن احمد الشريف
...المزيد

يقول #العالم_الشهيد_العربي_التبسي رحمة الله عليه في مقال له: "..... واذا أراد الله بأمة سوءا ...

يقول #العالم_الشهيد_العربي_التبسي رحمة الله عليه في مقال له:
"..... واذا أراد الله بأمة سوءا أصابها بداء الاستخفاف بروابطها والزهد في مقوماتها يومئذ يسرع اليها المسخ ويصيبها الفناء, ويسلط الله عليها من الامم المجاورة لها والغير المجاورة ما يبتلعها ابتلاعا يزول معها وجودها الحسي والمعنوي, وهذه الدنيا التي نعيش فيها لابد للأمة اذا أحبت المحافظة على حاضرها وللاستعداد لمستقبلها من مسايرة الشعوب في عصرها والسير بسيرها ومشاركتها في كل ما جاد من وسائل العز ودعائم الحياة مع المحافظة على مقوماتها التي تبقى معها أمة لها شخصياتها ومقوماتها ...... ". ...المزيد

[الموتى كثير😥] ‏قال أبو حفص الأبّار : كان لي عند ابن شبرمة حاجة، فقضاها، فأتيته أشكره، فقال: على ...

[الموتى كثير😥]

‏قال أبو حفص الأبّار : كان لي عند ابن شبرمة حاجة، فقضاها، فأتيته أشكره، فقال: على أي شيء تشكرني؟
قلت: قضيت لي حاجة
فقال : اذهب، إذا سألت صديقك حاجة يقدر على قضائها فلم يبذل نفسه وماله، فتوضأ للصلاة، وكبِّر عليه أربعًا وعده في الموتى ...المزيد

ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل ...

ابن عقيل الحنبلي رحمه الله يقول عن نفسه : " إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة : أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين " .

نقله عنه ابن الجوزي في كتابه " المنتظم " ( 9 / 214 ) .
...المزيد

الحكم في الدماء والجراحات يقول سبحانه {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ...

الحكم في الدماء والجراحات
يقول سبحانه {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) }} " البقرة , 179 " : الحكمة من القصاص أنه حماية للمسلمين من تعمد القتل والقتال فيما بينهم وهذا يتجلى في قوله سبحانه {{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }} وفي قوله سبحانه {{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }}" البقرة , 192 " : من الفتنة قتال المسلمين بينهم والقصاص يدرؤها فإذا عفى أولياء الدم كان لهم الأجر على الله ولهم الدية إن لم يعفوا عنها ولذا يقول سبحانه {{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ }} : فيجب على القاتل معاملة أولياء المقتول بالمعروف و أداء الدية إليهم بإحسان .
الأصل في الدية أنها مائة من الإبل والكن في حالة القتل العمد يجوز أن تتعدى ذلك إن طلب أولياء الدم الصلح على ذلك .
ويقول سبحانه {{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }} " المائدة , 45 "
نزلت الآية جامعة لأحكام العمد في الدماء والجراحات ومعناها واضح لكل مسلم أن الجاني المتعمد يعاقب بمثل جنايته إن كانت قتلا قتل وإن كانت فقئا للعين فقئت عينه وإن كانت قطعا للأذن قطعت أذنه ... إلخ
{{ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ }} : أي أن من تصدق بالعفو على الجاني فذلك كفارة له من الذنوب ثم إن طالب بالدية كانت له عن أنس رضي الله عنه قال كسرت الربيع وهي عمة أنس بن مالك ثنية جارية من الأنصار فطلب القوم القصاص فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي بالقصاص فقال أنس ابن النضر عم أنس ابن مالك لا والله لا تُكسر سِنُّها يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ يَأَنَسْ كِتَابُ الله الْقِصَاصُ }} فرضي القوم وقبلوا الإرش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ إَنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لَأَبَرَّهُ }}" صحيح البخاري"
وقبلوا الإرش : يعني العوض ( الدية ) .
وتختلف الدية باختلاف نوع الجناية جاء في الموطإ
حدثني يحيى عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في العقول أن في النفس مائة من الإبل وفي الأنف إذا أوعي جدعا مائة من الإبل وفي المأمومة ثلث الدية وفي الجائفة مثلها وفي العين خمسون وفي اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل وفي السن خمس وفي الموضحة خمس

الشرح
في العقول : يعني الديات
وفي الأنف إذا أُعِيَ جدْعاً : إذا أوعي : أي أخذ كله , جدعا : أي قطعا
وفي المأمومة ثلث الدية : المأمومة هي التي تصل إلى الدماغ ولا يموت بسببها المجني عليه
وفي الجائفة مثلها : الجائفة : هي الجرح الذي يصل إلى الجوف ولا يموت بسببها المجني عليه
وفي الموضحة خمس من الإبل : الموضحة هي الجرح الذي يكشف العظم
أما إذا كان القتل والجراحات عن طريق الخطإ فليس فيهما قصاص وإنما الكفارة بالعتق و الدية أو العفو يقول سبحانه {{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }} " النساء , 92 "
الآية تهدينا وترشدنا إلى أحكام عظيمة منها أن القتل الخطأ يجب على فاعله تحرير رقبة مؤمنة إن وجدت فإن لم توجد كان عليه صيام شهرين متتابعين {{ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ }} , ويجب تسليم الدية إلى أهل المقتول وقدرها مائة من الإبل على عاقلة الجاني وهم عصبته أو قبيلته ولا يجوز أن تزيد على المائة ولكن يجوز أن يعفو أهل المقتول عنها أو عن بعضها لقوله سبحانه {{ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ }}
أي يتصدقوا بالعفو عنها أو عن بعضها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال اقتتلت إمرأتان من هُذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها قُرَّة عبد أو وليدة وقضى بدية المرأة على عاقلتها ... " الصحيحين "
ثانيا : إن كان المقتول خطئا مؤمنا وأهله كافرون يحاربون الإسلام وجب على القاتل تحرير رقبة مؤمنة لقوله سبحانه {{ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ }} , فإن لم يجد صام شهرين متتابعين توبة إلى الله لتكون كفارة له ولا تجب عليه الدية لأن أولياء المقتول كفار يحاربون الإسلام .
ثالثا :إن كان المقتول مسلما ولكن قومه كفار لا يحاربون الإسلام وبينهم وبين المسلمين ميثاق أي معاهدة سلام أو صلح أو كانوا ذميين في هذه الحالة يجب تحرير رقبة مؤمنة على القاتل ودفع الدية إلى أهل المقتول لقوله سبحانه {{ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً }} .
أما الجراحات ففيها الدية كما جاء في حديث عمرو بن حزم السابق ويجوز للمجني عليه العفو عنها أو عن بعضها .
...المزيد

💢 💡 💢 ✍🏻 والثواب ؟ أترضى لي الخـير أم الشر ؟ أترضى لي ...

💢 💡 💢

✍🏻

والثواب ؟

أترضى لي الخـير أم الشر ؟

أترضى لي الجنة أم النار ؟


*اعلم أني محاسب على كل كلمة تنطق بها*
فلا تقل إلا خيرا
فإنك في الآخرة ستشهد لي أو علي

أما علمت

*قول النبي صل الله عليه و سلم*

وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم 👉🏼

الراوي عبادة بن الصامت المحدث الألباني المصدر السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم 412خلاصة حكم المحدث حسن

لشواهده

وأنت تعلم أني لا أطيق النار أنا أضعف من ذلك بكثير


أما علمت قول ربك سبحانه

وتعالى
{ مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
ق 18


فلا تتكلم إلا بما فيه مصلحة


لا تغتب أحداً فإن ربك جل
وعلا نهاك عن الغِيبة
فقال
ولا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً
الحجرات 12


لا تنم فالنميمة محرمة

وقد قال رسولنا صل الله عليه و سلم

[ لا يدخل الجنة نمام

الراوي حذيفة بن اليمان المحدث مسلم المصدر صحيح مسلم الصفحة أو الرقم 105
خلاصة حكم المحدث صحيح

📍



لا تكن كذابا
*فقد قال نبيك صل الله عليه وسلم*

وإن الكذب يهدي إلى الفجور
وإن الفجور يهدي إلى النار
وإن الرجل
ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا

الراوي عبدالله بن مسعود المحدث البخاري المصدر صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 6094خلاصة حكم المحدث صحيح

📍





*أيسرك أنْ أكتب عند الله كذابا
لا*

فاحذر الكذب
وتحرى الصدق
واجعله شعارك
مهما كلفك ذلك ومهما
كلفني
لا تقل إلا حقاً
ولا تنطق إلا صدقاً


إياك و شهادة الزور
فقد
قال
ربك سبحانه

واجتنبوا قَوْلَ الزُّور
الحج 30

وأثنى سبحانه و تعالى على عباده
فقال
وَالَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ
الفرقان 72


و عن أبي بَكْرَ رضى الله عنه
قال قال رسولُ
الله صل الله عليه و سلم

ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟
قال قول الزور أو قال
شهادة الزور
قال شعبة
وأكثر ظني أنه قال
شهادة الزور

الراوي أنس بن مالك المحدث البخاري المصدر صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 5977
خلاصة حكم المحدث
صحيح📍





فاحذر يا لساني أن تشهد زوراً
فإن ذلك يغضب ربي عليك
وأنت جزء مني


إياك أن تلعن أوتسب
فالمؤمن ليس بلعان كما أخبر بذلك النبي صل الله عليه وسلم
في قوله
ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء

الراوي عبدالله بن مسعود المحدث العراقي المصدر تخريج الإحياء الصفحة أو الرقم 3/150 خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح
📍




فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً 👉🏼

ولا تلعن حيواناً ولا طيراً ولا غيره
طهر نفسك من اللعن ولا تسب ميتاً فقد نهاك نبيك صلى الله عليه وسلم عن سب الأموات👉🏼

فقال
لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا

الراوي عائشة المحدث البخاري المصدر صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 1393
خلاصة حكم المحدث صحيح

لا تدعوا على أحد مهما بلغ من المعاصي👉🏼 والذنوب
بل ادع له بالهداية ✋🏻


احفظ نفسك ولا تنطق إلا خيراً فإنْ لم تجد ما تنطق به
فالصمتُ🔹
أولى وأحسن في حقك
*وقد قال نبينا صل الله عليه وسلم*
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

الراوي أبو أيوب الأنصاري المحدث الألباني المصدر صحيح الموارد الصفحة أو الرقم 201
خلاصة حكم المحدث صحيح


أما سمعت لقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه

واللهِ الذي لا إله إلا هو ليس شيءٌ أحوج
إلى طول سِجنٍ من لساني

و كان يقول يا لسان
قل خيراً تغنم واسكت عن شر تسلم
من قبل أن تندم

صدق في كلامه
صدق فيا لساني انتبه لقوله وخذ به واعمل بمضمونه📍




📘📘📘📘📘📘📘✍🏻👇🏻

https://www.rqiim.com/video/5f28a711605e76001cbf9f03
🕯

...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
7 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً