*تجديد.التوبة.فريضة.اليوم.والليلة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...

*تجديد.التوبة.فريضة.اليوم.والليلة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/AUHFb6pzQww
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ صفر/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فقد ور في الأثر أن نبيًا من الأنبياء قد طلب من الله عز وجل أن يجعله معصومًا كل العصمة من ذنوب ومعاص وصغائر من قبل أن يكون نبيًا، ومن قبل أن يُبعث رسولًا، فقال الله تبارك وتعالى له: كل عبادي يطلبوني العصمة، فإن عصمتهم فعلى من اتفضل، وعلى من اتوب، وأجود؟ ولماذا أنا الرحمن والرحيم؟ ولماذا من أسمائي الحليم والحكيم؟ ولماذا الغفور والتواب، والرؤوف، والعفو، ولماذا هذه الأسماء كلها وغيرها؟ فإذا كان الناس لا يذنبون فعلى من يتفضل ربنا تبارك وتعالى إلا عليهم، وبالتالي فالناس جميعًا كما قال صلى الله عليه وسلم" كل بني آدم خطاء..."، كل الناس يذنبون، كل الناس يعصون الله تبارك وتعالى، كل الناس يقعون في ذنوب، ولا معصوم أحد سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعد النبوة خاصة، وليست المشكلة في الذنب بل في الاستمرار فيه دون العودة للرب، والخوف منه بأقرب وقت.

- فيا أيها الناس العصمة من الذنب مستحيلة جد مستحيلة، مستحيلة ومحرمة على البشرية، ولا بد من الناس أن يكون منهم الذنب لا محالة، لكن دون إجبار من الله، إنما لا عصمة، ويقعون في ذنوبهم بطبيعتهم البشرية، ويختلفون من إنسان لأخر من مذنب مجرم، ومن مذنب صاحب ذنب أصغر، ومن مذنب لم يذنب في اليوم إلا مرة، ومن مذنب يكثر منها مرات ومرات، ومن مذنب لا يعصي الله في عمره إلا مرة، وهكذا الأهم أن تتحقق عدم العصمة لأحد أبدا، فلا بد أن يقع الذنب من الناس لا إجباراً من الله ولكن بطبيعته، ولكن بفطرته، ولكن ذلك الإنسان يقع في شهوة نفسه، ويجول حب الذنب في خاطره، وفي تسويل الشيطان له، ومتع الحياة الدنيا الغرورة المتربصة به، وكل هذه يتكالبن عليه…

- فما دام لا عصمة من الله للناس فالمطلوب منهم أن يعودوا إلى الله، وأن يعلنوا فرارهم له تبارك وتعالى: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾، وأن يحذروه لكثرة ذنوبهم دون توبة منهم وكل الحذر: ﴿يَومَ تَجِدُ كُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَرًا وَما عَمِلَت مِن سوءٍ تَوَدُّ لَو أَنَّ بَينَها وَبَينَهُ أَمَدًا بَعيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾، ويخوفهم من عقابه وعذابه الذي لا يستثني أحدا معهم: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، وأن ينجو بأنفسهم، ويستغلوا عفوه وعرضه جل وعلا لهم التوبة والمغفرة: ﴿نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ﴾.

- ولذا عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" فلا بد أنهم يذنبون، والمطلوب ممن أذنب أن يستغفر، وأن يعود، وأن يقبل، وأن يتوب إلى ربه، فالذنب لا محالة منه في الحياة، لكن بعضهم ظلوا على ما هم عليه من الذنوب، يأتي اليوم، وتأتي الجمعة، ويأتي الشهر، وتأتي السنة، والسنوات، ولا ترى فلانًا إلا مذنبـًا، إلا مفرطًا، إلا عاصيًا، إلا مجرمًا، إلا باطشًا لحقوق الآخرين، إلا بعيداً عن المسجد، إلا بعيداً عن الصلاة بالكلية، إلا منتهبًا لحق غيره فهذا هو أشر الناس، أما من يذنب ثم يتوب فهو خير الناس كمل قال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، والمراد على أن من أذنب عليه أن يعود، وبالتالي هو خير الناس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال:" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، فانقلب إنسان من شر الناس بذنبه الذي لا يتوب منه، إلى خير الناس من ذنبه الذي يتوب منه…
- وإذا كان آدم عليه السلام الذي باشر الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته ورفعه في جنته، وأعلى مكانته ونزله، وجعله أول خليقته من البشر على الأرض، وفي الجنة أيضًا، ومع هذا حدث منه ذنب لكن ذلك الذنب هو لازم له ولذريته، ولكن اللزوم الذي كثير من ذريته تخلفوا عنه هو التوبة: ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، اعتراف بالمعصية…

- وليس الاعتراف هذا للناس كما يقول العوام "الاعتراف بالذنب فضيلة" وبالتالي يذهب فيتكلم للآخرين على أنه أذنب وعصى، وهو خطأ محض، بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم مجاهرة بالذنب، والمجاهر لا يعافيه الله من ذنبه، بل يبقى على ما هو عليه في الذنب، ينتكس ويعود، وكلما تاب عاد، وكلما نهض سقط، والسبب لأنه جاهر بذنبه، أخبر الآخرين، نشر للآخرين، تحدث عن ذلك، وسوست له نفسه بأن يحدث فلانًا وفلانا، بدواعي الاعتراف بالذنب فضيلة…

- إذن أيها الإخوة يجب أن نصحح هذا المفهوم بأن الاعتراف بالذنب ليس فضيلة بل رذيلة ما دام وأنه ذنب بينك وبين الله فحدثت به الناس، وكلمت هذا وذاك، فأنت بهذا تجاهر بذنبك، وتتحدى ربك بأنك أذنبت وسترك ثم ستره عليك بفضح نفسك، ونشر فسادك، وتوهم عدم نزول عقابه عليك، فإياك أن تحدث به الناس، وحدث به الله نادمًا، تائبًا، خائفًا، وجلًا، فهذا فضيلة إذا أذنبت واعترفت لله بذنبك: ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾، فذنب تلاه توبة، ورجوع، وخضوع لرب البرية فقد يكون المذنب أفضل منه قبل الذنب لصدق ندمه، وخوفه من ربه، وهذا كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله: "كان آدم عليه السلام بعد الذنب أفضل منه قبل الذنب": ﴿فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾، بل في قراءة ابن كثير بنصب آدم ورفع كلمات، أي أن الكلمات هي الفاعل لا آدم هو المفعول به، وكأن الكلمات هي التي تلقته، وهي التي أقبلت عليه، وهي التي فعلت وهو ماكث مكانه! ما أروعها، إذن السبب أنه تاب، السبب أنه رجع، السبب انه عاد إلى الله تبارك وتعالى بصدق…

- فليس الأمر المحزن والخطير والخاطئ أن يذنب الإنسان، بل أن يستمر في ذنبه، وأن يبقى على جرمه، وأن لا يعود لربه، وأن لا يتعرف على الله، وأن لا يسرع الرجوع إليه تعالى مع أن الله جل وعلا من كرمه أنه جعل يده مبسوطة للتائبين دائمًا وأبدا حتى تطلع السمس من مغربها كما في الحديث الصحيح: "إن الله يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"، وهو على ذلك جل جلاله، بل أيضًا في البخاري ومسلم: "أنه جل وعلا ينزل إلى سمائه الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول هل من تائب فأتوب عليه"، في كل يوم وفي الثلث الأخير من الليل؛ لأنه يعلم على أن عباده يقع منهم الخطأ والذنب، بل هددهم لو لم تذنبوا لذهب بهم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم، والحديث ليس المقصود منه تشجيع المسلم وابن آدم على الذنب، بل المقصود منه أن الذنب كائن منه، والمطلوب أنه إذا أذنب وحدث منه ذنب أن يعود إلى الله، و "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" كما ورد في الحديث الحسن، "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" يتوب الله عليه، يغفر الله له، يمحو الله ذنبه.

- وإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومقدما قبل أن يذنب لو حصل ولم يحصل منه عليه الصلاة والسلام؛ لأنه معصوم بعصمة الله له بل هو معصوم من الناس: ﴿وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ﴾، فضلاً عن الذنوب، ومع هذا قال كما في البخاري ومسلم:" يا أيها الناس: توبوا إلى الله؛ فإني أتوب اليه في اليوم مئة مرة"، مئة مرة هذا النبي عليه الصلاة والسلام مئة مرة في يومه بالرغم أنه لا ذنب له، بل كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فتقول عائشة لم تفعل بنفسك ذلك يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيقول أفلا أكون عبدًا شكورًا، أفلا أكون عبدًا شكورًا، هذا هو صلى الله عليه وسلم المغفور له ذنبه فما هي توبتنا، وتجديدها في كل يوم.

- ولو أننا عبدنا الله عز وجل عمرنا بكله لنؤدي شكر نعمة واحدة من نعمه ما وفينا جزاء تلك النعمة، كنعمة البصر، أو كنعمة اللسان، أو كنعمة السمع، أو أي نعمة وجارحة كانت، صغرت أو كبرت، بل ورد في الأثر على أن الله تبارك وتعالى يأتي بعابد من عباد الزمان السابق يلزمون صوامعهم لا يخرجون منها أبدا لمئات السنين لربما مع أعمارهم الطويلة، فيأتي به فيخيره الله تبارك وتعالى: تدخل الجنة برحمتي أم بعملك؟ فيقول يا ربي قد عملت كثيرًا فأريد أن ارى نظير عملي وثواب عملي وتعبي وجهدي، فيقول الله تبارك وتعالى لملائكته زنوا له نعمة البصر التي أعطيتها له مع طاعاته في تلك السنين بكلها، فرجحت بها نعمة البصر وخفت تلك الحسنات بكلها، فأعمالنا وصالحاتنا وطاعاتنا لو حسبناها وظللنا حتى ساجدين لله تبارك وتعالى أعمارنا بكلها ما أدينا شكر نعمة واحدة اعطانا الله، فكيف نستمر على الذنب؟ وكيف لا نعود؟ وكيف لا نرجع وكيف لا نتوب وكيف لا نحدث أنفسنا بالطاعة بعد المعصية…

- ألا لا نؤخر التوبة فيكبر الجرم ثم يلزمنا الشيطان ولا نعود، ولنبشر فربنا يقبل توبة التائبين أيًا كانت ذنوبهم، ويغفر للعائدين الصادقين أيًا كانت جرائمهم: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، بل إذا كان الله عز وجل قد نادى الكفار ومن اتخذوا آلهة معه، ومن قالوا أعظم مقالة، وأجرم مقالة بأن الله ثالث ثلاثة لكن قال الله لهم مباشرة بعد هذه الآية: {لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ}، ثم قال بعدها مباشرة عارضًا عليهم التوبة: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وأفلا يتوبون للعرض أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه، أعرض عليكم التوبة فتوبوا، بل يقول للناس عامة، وللمؤمنين خاصة: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ لعلكم تفلحون، فالفلاح بالتوبة، فالفلاح بالعودة، فالفلاح بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فالفلاح بصدقها فهناك يكون الفلاح، وذنب مع عدم الرجوع يكون الخسارة ويكون الظلم، قال الله ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾، ظالم ذلك الذي يبقى في ظلمه لنفسه، وهو اعظم الظلم بعد الشرك أن يظلم نفسه ذلك الإنسان بأن يوصلها إلى النيران خالداً مخلدا فيها أبدا بسبب عدم توبة وعودة لربه، بل لربما بمعصية واحدة كما قال ابن القيم عليه رحمة الله ليس بعاقل من باع جنة عرضها السماوات والأرض بمعصية لحظات يسيرة، معصية نظر أو معصية قتل نفس لتسكين غضب، أو سرقة أو اي متعة…

- ثم الذنب إذا كان بين العبد وبين الله فيكفي فيه الندم، ويكفي فيه الإقلاع، ويكفي فيه العزم على عدم العودة، ثلاثة شروط، إقلاع عن الذنب فوراً، وعزم على عدم العودة إليه أبدًا، وليس عزم مراوغة، وليس أضحوكة وألعوبة على الله ففي قرارة نفسه أن يعود إلى الذنب مرة ثانيه، فمثلا يراسل فلانة أو يعصي الله عز وجل مع الآخرين، أو عنده رابط ما، أو يجرم في هنا وهناك، أو يرتكب الذنب الفلاني هنا وهناك، أو يأخذ حق فلان هنا وهناك، أو يتحايل، ويغش، ويرابي، أو يفعل أي ذنب ويستطيع أن يعود إليها مرة ثانية ثم يبقي خيط بينه وبين المعصية فيقول تبت إلى الله، ثم يترك ذلك الخيط فهنا لم يصدق الله في توبته وهو كاذب فيها؛ لأنه لم يعزم العزم الحقيقي، ومن شروط التوبة إقلاع عن الذنب فوراً، وعزم على عدم العودة إليه ابدا، وندم عليه كل الندم، و"الندم توبة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…

- أما إذا كان الذنب بينه وبين الآخرين فيحتاج مع الثلاثة الأولى إلى رد حقوقهم، ولا يحل لأحد أن يقول أنا قد اذنبت وعصيت وعصيت وفعلت وارتكبت والآن أنا طائع بيني وبين الله وبالتالي سيغفر الله لي، ولا حاجة لأن أعيد هذا وذاك، ولا أن أفضح نفسي نقول أما فضح نفسك فنعم لا تفضح نفسك ولكن هناك مخارج كثيرة أن يعطيه لصديق ليوصله إليه، أن يرده باسم هدية، أو مكافأة، أو أن يرده عبر حوالة من مجهول، أو يضعه في طريقه، أو يعطيه لأولاده، أو أن يدبر نفسه أي تدبير المهم أن يسقط عن نفسه ذلك الحق المتعلق برقبته، فإن عجز وقد بذل كل الأسباب والإمكانيات واستخدم الوسائل لكن لم يستطع أن يرد ذلك الحق لفلان لأنه غايب عنه تمام الغيبة وبعيد عنه تمام البعد فلا بأس بأن يتصدق بذلك الشيء، أو أن يعطيه لفقير أو لقريب أو لأي أحد كان ممن يستحق ذلك الشيء، مع صدقه مع الله تبارك وتعالى في توبته، وهنا نرجو أن المغفرة قد حفته، وأن الله عز وجل قد قبله، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- ما أحرانا أيها الإخوة إلى تجديد التوبة خاصة في بداية العام الهجري خصوصًا ونحن لا زلنا في البدايات، ما أحرانا إلى أن نجدد التوبة بل كل يوم كما كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم، ما أحرانا أن نقبل حق الإقبال على الله وأن نعود حق العودة، فإذا فعلنا ذلك فقد أبصرنا الطريق، وهدانا السبيل، وخرجنا من مهاوينا ومصائبنا ومن مشاكلنا ومن همومنا ومن غمومنا ومن أحزاننا ومن أمور كثيرة جداً كثيرة حلت بنا: ﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، فوالله لعل ذنبًا من ذنوبنا يبارز العبد به ربه فيكون فيه السخط كل السخط من الله إلى أن يعود ويقرر العودة أو أن يكون في المقبرة ﴿حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾ حتى جاءكم الموت…

- فالتوبة نجاة لي ولك وللمجتمع حولنا ولذا قد جاء أن بني اسرائيل لم يمطروا فترة طويلة وهم مئات وآلاف، فأمرهم موسى بأن يذهبوا إلى صعيد من الصعدات ليجأروا إلى الله بالدعاء والتضرع، لكن لم يأتهم ما طلبوا إنما قال الله عز وجل لموسى إن فيهم فلان يجاهرني بالذنوب منذ وكذا سنة، فلتأمره أن يخرج من بينهم أمطرهم الساعة، فقال موسى عليه السلام: إن الله عز وجل قد شرط علي كذا وكذا، وإني أناشد الله ذلك الإنسان العاصي أن يخرج من بيننا، فنظر ذلك العاصي في الآخرين فلم يجد أعصى لله منه، فأدخل وجهه في جوب ثوبه من أعلاه، وندم وأقبل على الله بصدق، فأمطروا في تلك اللحظة، فقال موسى: ذلك العاصي يا ربي لم يخرج من بيننا فكيف أمطرتنا؟ قال به أمطرتكم، وبه منعتكم القطر؛ لأنه أذنب ولم يتب فلم أعطكم، ثم إنه تاب في تلك اللحظة فسقيتكم…

- فانظروا كيف عم شره الناس جميعًا، بل والحيوانات عموماً، ولهذا حذرنا ربنا من مغبة المعصية بلا توبة تتبعها: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً...﴾، بل تعم الآخرين تعم الناس جميعا، بل قال: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾، تفلك المصائب، والحوادث، والشرور، والكوارث، وقطع الأرزاق، وكثرة الهموم، والغموم، وأيضًا الأمراض كلها بسبب الذنوب، بل إذا كان الصحابة وهم الصحابة لما هُزموا في أحد قال الله عز وجل لهم: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، أنتم السبب بمخالفتكم لرسول الله وهم الرماة…

- فإذن المعصية سبب للمصائب والشرور، وسبب للنكبات على الأفراد وعلى الأمة جمعاء، فضلا عن الأفراد كأمراض لهم لا يعافون منها حتى يقبلوا ويتوبوا لربهم، ويصدقوا في توبتهم، وأذكر قصة وإن كانت القصص كثيرة في هذا الجانب ولكن للفائدة وأختم بها خطبتي على أن رجلاً كان يعاني من مرض في قدمه آلمه كثيرًا، وزار دولا عدة، وهو غني يستطيع أن ينفق ما شاء للمعافاة، وأن يذهب حيث شاء، ينفق ماله بكله لأجل ذلك فزار عدة دول فلم ير عافية ابدا، ثم هدي بعد سنوات من الألم والخسارة والدول التي زارها، والمستشفيات التي أتاها، والأطباء الذين جاءهم فلم يغنوا عنه شيئا، فهدي إلى شيخ علم فلما جاءه قال إني كذا وكذا وقد قيل لي على أن آتيك لعل عندك العلاج، ولعلك ترقي علي، أو تدلني، أو تنصحني، أو أي شيء كان مني، فقال له هل عصيت الله يومًا من الأيام؟ قال معاص كثيرة، قال بينك وبين الناس، قال لا أتذكر ولكن أمهلني أتذكر فأمهله ثم أخبره على أنه في مرة من المرات وهي أجرمها لديه التي يستحضرها أخذ قطعة أرض لامرأة رفضت ان تبيعها وكانت بجوار فلته فرفضت بيعها فأخذها ووسع فلته بها وذهبت العجوز إلى حال سبيلها، قال وبعدها بفترة سنوات أصبت بالمرض فلم أر عافية منه حتى اللحظة، قال اذهب إليها واستبرأ منها، واطلب المسامحة منها لعل الله أن يشفيك وأن يعافيك، فذهب وبحث عن المرأة فلما وجدها وانكب تحت قدمها وبكى وقال هذه أموالي، وبيتي لك، وأنا أطلب السماح، والعفو، ولو بعت مالي بكله، وقد فعلت، وخسرت أكثر من قيمة الفلة بعشرات المرات من أجل العافية، ولم ألقها فسامحيني أو خذي ما شئت من مالي أو خذيه بكله، قالت يا ولدي ما دمت قد جئت نادمًا وعرفت الندم فيك سامحك الله وعفا عنك لا أطلب منك شيئًا إلا هذا التواضع، فسامحك الله، قال والله ما أكملت نطقها وكلامها الا ودبت العافية في قدمي، وفي جسدي، وفي قلبي، وفي روحي، وفي حياتي، وفي أموالي، والطمأنينة أصبحت لدي، وأقول أخيرًا: كم هي أمراصنا، وأسقامنا، وآهاتنا، وآلامنا، وتعسر رزقنا، واضطراب أحوالنا، ومشاكلنا التي لا تنتهي والسبب هي انتهاكات حقوق الناس، وظلمهم، ثم نذهب المستشفيات ونخسر الأموال والصحة والحياة ولو تسامحنا منهم لانتهى كل شيء…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1 *❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*أولم.نعمركم.ما.يتذكر.فيه.من.تذكّر.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...

*أولم.نعمركم.ما.يتذكر.فيه.من.تذكّر.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/112F89E7-cw
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ محرم/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- ففي زمننا هذا الذي هو الزمن التكنولوجي، والزمن الذكي، والزمن الاصطناعي، والتطور الحضاري والصناعي وفي شتى مجال الحياة، قد أصبح كل شيء يستهدفني ويستهدفك ويستهدف هذا وذاك، أخذ منا كل شيء، وسلب منا أغلى شيء، وأصبحنا أدوات للأسف شديد لهذه المنتوجات، وأصبح المسلم مستخدَمًا لا مستخدِمًا، وأصبح المسلم أداة يتحكم به الغير في أهم وأعظم ما يملكه في وقته، في عمره، في عمله في أشيائه، إن لم تسلب دينه، وأبرز شيء وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدخل المسلم فيها لهد دقيقه فيخرج بعد ساعة ليستفيد ثانية واحدة لكن تضيع عليه مئات وآلاف الثواني إن لم يكن بالملايين…

- وتناسى المسلم أنه مسؤول عن كل نفس يتنفسه، وعن كل لحظة، وعن كل شيء في حياته، مسؤول مسؤول ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾، مسؤول عن كل شيء، والآية عموم لكل شيء، فهو مسؤول عنه، فما أحرانا أمام هذه الفتن المتلاحقة، والأهوال المتصارعة، والذنوب الكثيرة التي لا يدري المسلم أين أولها من آخرها، ومن أين أوتي منها، ذنوب كثيرة، ومصائب عديدة، وأوقات مضيعة، وأعمار منتهية، ولا يعرف المسلم أي شيء يحذر، فواجب المسلم أن يحتاط لنفسه، ويخرج من هذا الركام بما فيه، ويجتنبه أو يحذر منه.

- فنحن في هذا الزمن زمن وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت أنفس ما لدينا، ورأس مالنا، وأعظم شيء على الإطلاق وهبه الله لنا بعد الهداية: إنه الوقت، إنه العمر، إنه الحياة، إنها الأنفاس، إنها الثواني واللحظات، نحن بحاجة ماسة في خضم هذه الفتنة العظيمة إلى أن نتذكر قول الله {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} وهي في معرض الحديث عن النار وعن أهل النار وهم يستغيثون بالجبار: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ﴾، ولم يقل يصرخون وفقط وزيادة المبنى زيادة في المعنى، واللصطراخ أعظم من الصراخ، يصرخون فيها ضوضاء ضجة واستغاثة ونداء وتلهف لله، علموا هناك أن الله هو الواحد القهار الذي لا يدعى سوا،ه ولا يلتجأ لغيره أبدا {وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الذي كنا نعمل}، فكان الجواب الإلهي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، عمّرتكم، أمهلتكم، أخّرتكم أعطيتكم أين أنتم؟ ولذا في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امرئ أخره حتى بلغ ستين سنة"، خلاص انتهى عذره، ولم يبق شيء يعتذر به أبدا، ستين سنة لم يتعظ، لم يعبد، لم يتذكر، لم يرجع، لم يتب، كم مرت من صدمات، وهزات، وأموات وذهبت، أُناس مرضت، أحوال وأخبار وأمور كثيرة جداً عايشها، وانصدم بها وجاءته ألم يتذكر؟ وبالتالي إذا بلغ ستين ولم يهتد ذلك المعمّر فلا يهتدي عادة بعدها، كيف أخره حتى بلغ ستين سنة ثم لم يعد إلى ربه تبارك وتعالى، فهو ممقوت في وقته وعمره وعمله وكل حياته ولا بركة فيه: ﴿أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾، ﴿وَسَكَنتُم في مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَموا أَنفُسَهُم وَتَبَيَّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ﴾.

- نحن بحاجة ماسة في هذا العصر الذي يذهب كثير من الناس يمنة ويسرة ويضيعون أوقاتهم في غير نفع، ولا في طاعة، ولا في أمور دنيا ولا الآخرة، وقد كان السلف يكرهون أن يكون المسلم فارغًا لا يرى في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة، وهذا كذلك لا ينتفع بشيء إنما هو ضياع في ضياع، ولو أن مسلمًا في يوم من الأيام وفي آخر لحظة من يومه وليلته قبيل أن ينام جرد ساعاته ولحظاته في يومه وليلته لوجد أنه لم يستفد لربما الا لدقائق منها والباقي ذهب بدون فائدة وبدون شيء، يضحك على نفسه من كثرة هذيانه، ومن كثرة تحركاته، وتخبطه، ومن كثرة أعماله بدون فائدة، فلاي عود عليه بنفع لا في دنياه ولا في أخراه…

- ودنيا لا تقرب المسلم من الله ليست هي دنيا بل عدو لدود، وإنما هي حرب عليه، ومحاسب عليه الحساب الدقيق، فالساعات واللحظات يجب أن تكون لله، وأن جعلها مطية لتصل إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، فليست العبرة بالأوقات وكثرتها، ولكن العبرة بما انتفع المسلم منها، وهناك يوم القيامة يوم تكون الزفرات سيتين ذلك كله، أما بالنسبة للساعات التي تكون في لهوه، وفي ضياعه، وفي كلامه، ومع جواله اكثر من ذلك بكثير، ومع الأهل، ومع فلان وعلان، ومع النوم، ومع الأكل، ومع الشرب، فإذا جاء الأذا،ن وإذا جاءت الصلاة بخل بأن يأتي لربه وأن يأخذ من وقته دقائق معدودة، بينما يأخذ ساعات لأجل الناس، والهاتف، ومتع الدنيا الزائلة!.

- في هذا العصر نحن بحاجة ماسة إلى أن نسعف أنفسنا بالآية الكريمة التي تلوتها وسأتلوها {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...} نحتاج إلى أن نتذكر نحتاج إلى أن نعود، نحتاج إلى أن نتعظ، نحتاج إلى مراجعة حقيقية للنفس وإذا كان أبناء الدنيا، وأقولها أبناء الدنيا يحرصون كل الحرص أن لا يفوتهم ريال من أموالهم، والتجار يجردونها جردًا، ويحسبونها حسابًا دقيقًا، وينظرون إلى أجهزتهم، وإلى مُدّخراتهم، وإلى ما أدخلوا في صندوقهم صباح مساء، ينظرون إليها يدققون في المدخولات والمخروجات بكثرة، واكثرهم حرصًا عليها، فكيف بأبناء الآخرة؟ ونحن إما أن نكون من أبناء الدنيا فنهلك، أو أن نكون من أبناء الآخرة فننجو في الدنيا وفي الآخرة؛ لأن عطاء الله فوق كل عطاء، ولذلك جاء في الحديث: "من جعل الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، ووسع عليه رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه ضيق الله عليه رزقه، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له"، لا شيء له لربما لكن ذلك المسلم الذي جعل الدنيا بما فيها إنما هي لله وفي الله فالدنيا تأتيه راغمة لأنها من الله.

- فيا أيها الإخوة نحن بحاجة ماسة في زمن التواصل، وفي زمن الفتن، وفي زمن ملاحقة الرزق، وفي زمن عماء الأصدقاء، وفي زمن التيه الذي نعيش فيه للأسف الشديد نحتاج إلى تذكر، وإلى اعتبار، وإلى الشعار في الآية الكريمة: {أو لم نعمركم}، نأخذ بالآية وكأننا نحن الذين عانانا الله بها والذين رد علينا لا أهل النار؛ لأنه كما يقال، وفي قاعدة متفق عليها عند العقلاء: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من انتظر حتى يكون عظة لغيره، فكأن الآية تناديني وتناديك ونحن نصطرخ فيها والله يقول {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّر...} ألا فلنتذكر، ألا فلنتعظ، ألا فلنعتبر…

- وما من يوم وفي كل يوم كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله إلا وينادي: أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود، كل يوم على هذا وكل ثانية وكل لحظة…

- وفي هذا الزمان تعددت أسباب الموت خاصة موت الفجأة الذي كثر وانتشر وعم البلاد والعباد، والسبب هي الساعة التي أتت، والقيامة التي اقتربت، وهي من علامات الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ومعناه على أنه لا أدري ولا تدري متى تأتي ساعتنا، وتأتي قيامتنا؟ وكل واحد له قيامة خاصة به، وإنما القيامة الأخرى قيامة عامة للبشر والحجر والشجر ولكل شيء، أما قيامته وقيامتك فتكون قبل ذلك بمليارات لربما السنين، وهي بموتي، ومعناه أني أنتبه جيداً، وأتذكر وأتعظ وأحذر …

- يجب أن نعلم أن كل ثانية أمهلنا الله إياها فإنها نعمة عظيمة لا تقدر بثمن أبدا، وإنها حياتنا الأهم، ورأس مالنا الأعطم، وكنزنا الأكبر، وأعظم نعمة يمن الله بها على عبد أن يؤخره ولو للحظات، وتذكروا ذلك الذي لربما يكون كافرًا فاجرًا ظالمًا قاتلاً أخذ وبطش وفعل الذنوب كلها ولكنه في لحظة واحدة من حياته قرر أن ينطق الشهادتين ولم يتبق له من عمره الا أقل من دقيقة فنطق الشهادتين -هذا فرضًا- فنطق الشهادتين أدخله الله الجنة، فما نفعته مائة سنة، بل لربما أكثر منها ولا مال ولا دنيا إنما نفعته أقل من دقيقة قال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله في لحظة من عمره لا تكلفه سوى ثوان معدودة لكنه انتفع بها، ونحن كذلك الثواني وعلمنا عظمتها ومعناها فمتى سننتفع بها، واسألوا عن الثواني أولئك الذين مثلاً في حوادث السير ما بينه وبين الحياة ثانية، ما بينه وبين النجاة ثانية، ما بينه وبين أن يكون معاقًا ثانية، ما بينه وبين أن يكون مشلولاً ثانية، ما بينه وبين أن يكون في المستشفى يئن لسنوات على غرف إنعاش وأجهزة الإنعاش ثانية واحدة، أولئك الذين يعرفون قدر الثواني، أما نحن لأننا نعيش في رغد من حياة ولم نذقها أصبحت الثواني عندنا عبث للأسف الشديد. - أيها الإخوة إن هذا الضياع بالوقت والعمر والنعمة العظمى من ربنا لا يحل لنا أبدا ونتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع"، وخصص صلى الله عليه وسلم خانتين أو سؤالين أو صندوقين أو قل ما شئت نصف الأسئلة ذهبت للعمر: عن شبابه، وعن عمره، "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه،" سؤالان للوقت للعمر، للحظات، للثواني للدقائق، فأين من استغلها وحافظ عليها، واغتنمها، وحرص عليها ولم يفته شيء منها…!.

- انظروا إلى السلف الصالح كيف كانوا يحرصون على أوقاتهم حتى إنك تجد أكثرهم يقولون: لو قيل لفلان إن ملك الموت يزورك الآن أو الساعة أو اللحظة ما استطاع أن يزيد من عمله شيئًا، لماذا؟ لأنهم عملوا، لأنهم عرفوا قدر أوقاتهم، لأنهم قدروا الأوقات، والأزمان، وبالتالي هم مستعدون لملك الموت دائما، لكن لو قيل لنا حتمًا على أن ملك الموت فرضًا وهو لا يكون أبدا، يقول لنا: بعد ساعة أو ساعتين سأقبض روحك ما الذي سيفعل، ويصنع، ويتراجع… ربما يموت تلك اللحظة من شدة الخوف والفزع؟ ما الذي سيفعل وما الذي سيعمل؟ وما الذي سيقوم به؟ وما الذي سيوصي به؟ وما ما هي، أولئك جعلوا هذا السؤال دائمًا حاضراً في أذهانهم فعملوا واشتغلوا وقدروا أوقاتهم وأزمانهم أما نحن لأننا ضيعنا الأوقات، وضاعت وذهبت أدراج الرياح وأصبحنا في شبه فوضى وعبث بهذه الأوقات التي هي رأس مال المسلم كنا على ما ترى، أقولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… اما بعد

- وصية نبوية عظيمة أختم بها خطبتي وهي وإن كانت تحتاج إلى خطب وإلى أوقات لأنه عن الوقت الذي هو اعظم وأجل ما وهبنا الله تبارك وتعالى بعد هدايتنا، ألا وهي وصيته عند مسلم في صحيحه أنه قال: "احرص على ما ينفعك"، احرص على ما ينفعك، وهذه تحتاج أيضًا إلى خطب، احرص على ما ينفعك في دينك، على ما ينفعك في دنياك، على ما ينفعك في أخراك، وسواء كنت في سوقك كنت في متجرك، كنت في بيتك، كنت عند أصدقائك، كنت في عملك، كنت عند جوالك في كل شيء من حياتك اجعل هذه الوصية هي أعظم شيء عندك، فانطلق بهذه حتى للحياة كلها، نعم حتى للحياة، احرص على ما ينفعك، احرص على ما ينفعك، دخلت في معاملة، دخلت في دنيا، دخلت في أخرى، دخلت في كل شيء احرص على ما ينفعك منها، حتى في العبادات لا تقضي فيما لا تجني منها كثير أجر، بل احرص من العبادات على أفضلها وعلى اعظمها وعلى أكثرها اجرا، هذا في العبادات، وكذلك في الدنيا، فنحرص على ما ينفعنا وإن اعظم ما ينفعنا؟ أن نستغل الأوقات وأن نستغل اللحظات، وأن نستغل الثواني المعدودات، وإذا كان أهل الجنة وهم في الجنة كما في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها"، وهم في الجنة يتحسرون على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها، والساعة ليست بالثواني عندنا والدقائق بل هي اللحظة من الزمن لربما تكون في خمس دقائق أو أقل منها ليس يتحسر أهل الجنة الا على ساعة مرت لم يذكروا الله فيها؟ هذا وهم أهل الجنة فكيف بأهل النار ما هي حسراتهم؟ ما هي دموعهم؟ ما هي صرخاتهم؟ وما هي أناتهم ما ويلهم وثبورهم؟، ألا فيا أيها الإخوة لنتذكر دائمًا وأبداً ما بدأت به من خطبتي: {أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ...}، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*دماءالمسلمين.بين.استخفاف.الناس.وشرع.الله.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...

*دماءالمسلمين.بين.استخفاف.الناس.وشرع.الله.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/4zRcdmJdDCM
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 24/ محرم/1445هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الإسلام قد عظم هذا الإنسان أيما تعظيم، وكرمه الله تبارك وتعالى أيما تكريم، وأعلى نزله وفضّله على خلقه، وكرمه فقال تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَم...} وفوق هذا فقد سخر له السماوات والارض، ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنهُ.} وأعظم وأجل من هذا بكله على أنه تبارك وتعالى خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأدخلهم جنته، فقال تبارك وتعالى: ﴿لِما خَلَقتُ بِيَدَيَّ﴾، يعني آدم عليه السلام، ﴿فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ﴾، وقال للملائكة ﴿اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ أَبى وَاستَكبَرَ وَكانَ مِنَ الكافِرينَ﴾ فكفره الله لعدم سجوده لآدم عليه السلام، وقال لآدم ﴿يا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدًا حَيثُ شِئتُم﴾، فمكرم ذلك الإنسان، ومعظم هذا الإنسان، ومبجل عند الله هذا المخلوق، ومن ذلك أن خلْقَه وجمال صورته أفضل من أي مخلوق كان: ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في أَحسَنِ تَقويمٍ﴾ نعم في أحسن تقويم، في أفضل واعظم خلق، بل قال تبارك وتعالى {أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ﴾ أفضل الخليقة، ولذا اختلف العلماء في أيهما أفضل المؤمنون من بني آدم أم الملائكة فأفضل الخليقة حتى من الملائكة…

- فيا أيها الإخوة أمر هذا الإنسان عند الله عظيم وجليل، ولذا حرم الإسلام اي اعتداء عليه، وأي مساس به وأي شيء يؤذيه، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم منع من أكل الثوم والبصل والكراث وهذه الروائح الكريهة سواء المعاصرة أو المتقدمة كلها منعها النبي صلى الله عليه وسلم: "من أكل ثومًا أو بصلا فلا يقربن مسجدنا"، لماذا؟ لأنه يؤذي الإنسان ويؤذي الملائكة ايضا، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من أذاهم كما في البخاري ومسلم، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من مر بسوقنا أو مسجدنا ومعه نصل أو نبل -أي سلاح كان- فليمسك بنصالها، لا تؤذي مسلما"، أي بمؤخرتها بطرفها، لا تؤذي مسلما حتى لا يؤذيه، حتى لا يجرحه، حتى لا يدخل عليه أي شيء يحزنه أيًا كان نصالها، بل بمجرد الرائحة الكريهة منع النبي صلى الله عليه وسلم من أذى هذا الإنسان فكيف بمؤخرة السلاح ونحوه، ولقد ثبت في البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها وإن كان أخاه لأبيه وأمه"، مجرد إشارة مزاح ونحوه فتلعنه الملائكة فكيف بمقاتلته، أو قتله، أو إدخال عليه ما يحزنه…

- بل كرم الإسلام حتى الكافر الذمي أو المعاهد الذي يكون في بلد الإسلام وهو كافر فكيف بمسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "من قتل ذميًا لن يرح رائحة الجنة"، لن يدخل الجنة بل لن يرح رائحتها حتى الريحة فكيف بأن يدخلها، فهو بعيد كل البعد وهو كافر فكيف بمسلم؟ فأذى المسلم حرام كل حرام، "كل المسلم على المسلم حرام"، كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام، وكل لفظ عام يدخل فيه الصغير والكبير والقطمير، وما يتصور الناس وما لا يتصور ما رأته أعينهم، وما خطر في قلوبهم، وفي أي شيء كان من حياتهم، "كل المسلم على المسلم حرام" حرام حرام، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذا الحرام على سبيل المثال لا الحصر، "دمه، وماله، وعرضه"، فقط هذه الثلاثة والا كل تشمل كل شيء، ولقد نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى الكعبة يومًا كما في الحديث الصحيح، وحدث به ابن عمر: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يومًا ثم قال: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه، وأن نظن به إلا خيرا"… هذا وهي الكعبة… - فالمسلم معظم مكرم في كل شيء من أمره، لا يحل لمسلم أن يعتدي على مسلم أبدًا، لا يحل لمسلم أن يؤذي مسلمًا مطلقًا، وبأي نوع كان من الأذى، وكلما كبر الأذى كبر الجرم واشتد وعظُم، فكيف إذا كان إزهاق روحه؟ وإهلاك حياته، والإجهاز عليه من الدنيا بما فيها، ولذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لزوال الدنيا الدنيا أهون عند الله من إزهاق روح امرئ مسلم"، الدنيا بما فيها أهون عند الله من أن يزهق روح مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أيضا: "لو أن أهل الدنيا اجتمعوا على قتل رجل مسلم واحد لكبهم الله في النار"، وهو مسلم، فواحد يكب الله عز وجل أهل الدنيا بما فيها في النار لتعاونهم في قتل هذا المسلم وإزهاق روحه والإجهاز على حياته وإنهائه من الدنيا، لكبهم الله في النار، بل في القرآن الكريم: ﴿مِن أَجلِ ذلِكَ كَتَبنا عَلى بَني إِسرائيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعًا...} والآية ثابتة في كتاب الله لنا ولهم، وهي قطعية علينا وعليهم يدل على أن القصاص الذي كُتب عليهم كُتب علينا ﴿وَكَتَبنا عَلَيهِم فيها أَنَّ النَّفسَ بِالنَّفسِ وَالعَينَ بِالعَينِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالجُروحَ قِصاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لَهُ وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾، فما في كتابهم هو في كتابنا، فبالتالي كذلك فكأنما قتل الناس جميعا، من أزهق روح امرئ مسلم بغير حق فكان حقا على الله أن يدخله النار ولا يبالي… من قتل مسلمًا بغير حق…

- ولذا قال الله تبارك وتعالى عنه: ﴿وَمَن يَقتُل مُؤمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِدًا فيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذابًا عَظيمًا﴾ خمس عقوبات شديدة وكبيرة، ولذا كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: (إن القاتل لا توبة له أبدا) لا توبة للقاتل، القاتل مجرم مجرم ما حيي وإن صلى وصام وزعم انه مسلم إلا أن يتغمده الله برحمته، فلا أحد يمنع من رحمة الله، لكن القاتل قاتل في كتاب الله أيًا كان، وأيًا كانت تلك النفس المعصومة التي قتلها، والتي ازهق روحها، وما ترك المقتول من أطفال وأرامل من نساء وأحزان من أسرة وقرية ومجتمع بأكمله بسبب روح واحدة، فالروح عند الله معظمة مبجلة…

- بل إذا كان القاتل لنفسه لم يزهق روحًا أخرى بل روحه أزهقها ومع هذا خلده الله في النار كما ثبت عن المختار عليه الصلاة والسلام في البخاري ومسلم: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسى سمًا فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا"، وهكذا أي نوع من أنواع القتل فإنه يعذب به في النار خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ولم يزهق الا روحه لم يزهق أرواح الآخرين، فكيف بمن ازهق أرواح الأخرين؟ وكيف بمن اعتدى على النفس المحرمة؟ وكيف بمن ظلم الناس وكيف بمن أفسد أرواح الناس، بل قتل ودمار بالعشرات وبالآلاف عند المسلمين ولا نتحدث عن غيرهم وهي من علامات الساعة التي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها: الهرج الهرج قيل وما الهرج؟ قال القتل القتل، لا يدري القاتل لماذا قَتل، ولا المقتول لماذا قُتل، كثرة القتل…

- بل أشد من هذا ليست كثرة القتل وفقط مع جرمه كما سبق، بل الأجرم أن يقتل الأطفال، والأقارب بعضهم بعضا، ولقد شاهدت في هذا الأسبوع بل أمس طفلا في مدرسته يُذبح، نعم يذبح، وهو طفل صغير دون العاشرة من العمرة لأن والده رفض يزوج القاتل، وطفل آخر أيضًا شاهدته وإذا فيه أكثر من عشر طعنات قد خرج فرثه من بطنه، وكل شيء منه، ارسلها أحد الإخوة، إنها جرائم كبرى، ومآس عظمى، إذا كان لم يسلم حتى الأطفال من قتل هؤلاء السفهاء، وفوق هذا لا دولة ولا سلطة ولا قضاء، إذا دخل القاتل إلى القضاء خرج بعد سنوات طويلة من غرامات وخسائر لأولياء الدم وكأنهم يندمون على ما فعلوا، جرائم فوق جرائم يُشجع القاتل، ويترك ذلك القاتل على ما هو عليه في قتله وسفك دم الآخرين وكأنه لا يعنيه ولا تردعه لا سلطة لا دولة لا قضاء، لا مجتمع، لا أحد ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "لحد يُقام في الأرض خيرٌ لأهل الأرض من أن يمطروا كذا وكذا سنين"، حد واحد يقام في الأرض، بل قال جل وعلا: ﴿وَلَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، حياة في الأبدان، والأرواح، والأموال، والحياة بكلها…
أقول قولي هذا وأستغفر الله

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد:
- لو تحدثنا عن الموضوع لأطلنا جد جد إطالة؛ لأنه موضوع شائك، والجريمة كبيرة وعظيمة ونكراء وعميمة ك، وأصبحت للأسف الشديد في كثير من المجتمعات، حتى المجتمعات المسالمة، المجتمعات التي لا تعرف الأسلحة بل لا تكاد تسمع طلقة نار ومع هذا تجد من يقتل فيها، ويوجد فيها القتل والدمار، ما السبب ما الأمر؟ إنه انعدام الإيمان، وانعدام رقابته لله تبارك وتعالى، فلا الإنسان راقب ربه، ولا خاف سطوة دولة، ولا مجتمع ولا غيره، بل انعدام الضمير، الضمير القانوني، والضمير المجتمعي، والضمير الإنساني فضلاَ عن الضمير الديني، والإيماني، والإسلامي، ضمير منعدم ومنتهي…

- هذا إذا كان أي إنسان فكيف إذا قتل أهله؟… وكم نسمع من قصص قتل زوجته أو العكس زوجته قتلته لأسباب تافهة قد يكون لأنه مازحها سأتزوج وقد حدثت ورب الكعبة قبل أيام يسيرة، أو قتلت أبناءها وقد رأينا في الأسبوع الماضي امرأة بسبب خلاف بينها وبين زوجها قتلت اثنين من أولادها، وهكذا في الأسبوع هذا جرائم ربما تكون أكثر من عشرين أو ثلاثين حالة قتل بين الأسر أو بين أفراد المجتمع من حارات وجوار، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم: "ما تقولون في الزنا؟ قالوا الزنا حرام حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، قال لأن يزني أحدكم بعشر نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره، قال فما تقولون في السرقة؟ قالوا هي حرام حرمها الله ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة، قال لأن يسرق أحدكم من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره"، حرم أن يُعتدى على الجار حتى بسرقة وزنا ونظرة وأي شيء فكيف بالقتل؟ هذا للجوار فكيف بالأسرة؟ كيف بالزوجة؟ كيف بالأبناء؟ كيف بأولاد العمومة؟ كيف بأولاد الأبناء وإلى آخره كيف بهذا بكله؟ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما سُئل أي الذنب أكبر؟ قال:" أن تُشرك بالله وهو خلقك، أو تجعل لله ندا وهو خلقك"، ثم قال ثم، قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، فالأمر شديد وعظيم فالواجب على الناس وجوب شرعيًا أن يتحفظوا كل التحفظ من أي أذى للمسلم فضلاً عن أن يصل بهم إلى قتل وإلى دمار ثم لا يكون فيه الا النار وبئس المصير، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.

┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*التاريخ.الهجري.هويةالأمة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

*التاريخ.الهجري.هويةالأمة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/JgK-jpWL0VA
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 3/ محرم/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه ما من بداية عام هجري جديدا،وها نحن فيه، وقد دخلنا إلا وتمر على بالنا، ويقع في نفوسنا، ونتذكر تلك المأساة التي حلت بنا، والطامة العظمى التي نزلت علينا، والمسخ لهويتنا، ولثقافتنا، والمقدمة الصارخة على أمتنا، والفاصلة لها عن ماضيها العريق، وعن تاريخها العظيم، وعن حضارتها الكبرى التي صنعت العالم بما فيه، وعن أمجادها، وعن أسلافها، وعن معاركها، وعن نضالها، وعن بطولاتها، وعن كل شيء فيها، خطة مدروسة ومؤامرة خبيثة، وغزو صليبي بدأ ولم ينته بعد، إنه التآمر الكبير على تاريخنا الهجري، الذي انتهى من رسميات دولنا الإسلامية بشكل عام، انتهى انتهاء كليًا في الدول العربية ولم يعد له أي اهتمام، ولا أي رسميات كانت، نعم هكذا تركنا تاريخنا وتشبثتنا بتاريخ أعداء ديننا وأمتنا، وتاريخ الصليبيين الذين حاربونا ولا زالوا حتى آخر رجل منا!.

- التاريخ الهجري الذي هو عنوان حضارة الأمة، وعنوان هوية الامة، وفيه مجد الأمة، وتاريخ الأمة، سُلب منها، وانتهى عنها، وذهب أدراج الرياح من رسمياتها، وأصبح كثير من أبناء المسلمين عندما تحدثه عن أيام في التاريخ الهجري في محرم في صفر في شوال في رمضان في أي أيام السنة كانت تحدثه عنها فيردك إلى التاريخ الميلادي يعني كم؟ لا يفهم لو حدث في عام الف واربع مئة وكذا، يقول يعني كم بتاريخ الميلادي، عام ألف أو عام ألفين وكم؟ فقط الذي يعرفوه هو التاريخ الصليبي الذي وضعته أقلامهم ونسوا التاريخ الهجري الذي ارتضاه الله لنا، وجعله شرعنا، وعليه عبادتنا وطاعتنا… ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاس...} حددها الله ارتضاها بها نعرف الصلاة والصيام والزكاة والحج وكل العبادات والشعائر والطاعات إنما تعرف بالتاريخ الهجري…

- ولما تناسينا التاريخ الهجري يحدث الاختلاف في بداية رمضان، ولا نتذكره إلا في بداية رمضان، وكذلك في نهايته، وايضًا في عرفة وانتهى كل شيء، ونتناساه كليا، ويغيب عنا تماما، وكأنه لا عبادة ولا طاعة مقترنة به، وكأنه لا شيء انفصلنا، وفُصلنا عنه، وزهدنا عنه، وابتعدنا عن تاريخنا، عن مجدنا عن حضارتنا، عن هويتنا عن مفتاح التاريخ، وأمة لا تاريخ لها لا مستقبل لها، أمة اجتثت من جذورها، إذا ذهب التاريخ عن الأمة فقد اجتث من جذورها، واصبحت مغمورة ضائعة لا تعرف اين بدأت ومن أين اتت؟ لكن الأمة التي تعرف قدرها وتعرف ماضيها وتعرف ما كان عليه أجدادها وتعرف أين وضعت أقدامها، وأين كانت، وأين ذهبت، وولت، وما الذي فعلت؟ وما هي الحضارة التي اوجدت؟ فإن هذه الأمة لا شك ولا ريب سيرتفع رأسها، أما اذا كانت الأمة لا تعرف الماضي التي صنعته ستؤكل وتلتهم وتضيع وتباد ولا تعرف اين تتوجه واين تتجه وهو كذلك ما حل بهذه الامة، فالتاريخ هو الأساس التي به تنهض الأمم، والتي ايضًا تحدد به الحضارة والذي ايضا يوجد المستقبل الزاهر في الأمم بماضيها العريق..

- أما اذا لم يكن لها ماض فإنه يستهان بها، وتحتقر، وتؤكل، وتبتلع، وتلتهم في أقرب منعطف، ليس لها رسوخ قدم في الماضي بل هي منتهية زائلة، ولهذا عندما تناست الأمة هذا التاريخ العظيم لم تعرف أين تتجه فاتجهت في أحضان عدوها وأصبحت يتحكم بها، واصبحت في اذيال الأمم، وأصبحت كإنسان بلا عمل من شغله اشتغل فيه وأي عمل سيتوجه له، فالأمة عندما تتناسى التاريخ الذي به قادت الأمم في الماضي فإنها تنتهي، وليس لها قيمة ولا وزن…
- عندما يغيب عنا التاريخ الهجري معناه أيها الإخوة أن تغيب عن أذهاننا تلك الأحداث المفصلية في تاريخ أمتنا، ولا نعرف عنها أي شيء أبدا، عندما فُصل منا التاريخ الهجري عندما أُبعدنا من التاريخ الهجري، يراد لنا أن ننسى تلك المعارك الطويلة والعريضة والحضارة العريقة في تاريخ الأمة فمعركة بدر متى؟ متى بالميلاد؟ أو أنها مؤرخة عندنا بالهجري؟ بلا ريب وبإجماع عقلاء المسلمين على أن التاريخ الذي أرخت به المعارك الكبرى، والأحداث العظمى، والحضارة التي وصلت العالم أجمع من بدر ومؤتة وتبوك مرورا بالقادسية وحطين واليرموك وبلاط الشهداء وكل المعارك الخالدة التي لقنت أوروبا بما فيها مجد هذه الأمة، والتي وصلت إلى باريس ولندن، وإلى أسوارهما بقيادة عبدالرحمن الغافقي اليمني، ومحمد الثقفي، وأبو قتيبة الباهلي، ومحمد الفاتح، ومحمد بن مسلمة، وغيرهم كثير، والذين وصلوا إلى الصين وإلى أسوارها، وإلى الأمم بكلها، وإن لم يكن بأقدام المجاهدين فإنه بالذعر والخوف والرعب منهم، فأريد لنا أن ننسى ذلك التاريخ وذلك الماضي…

- وأيضا أن نتناسى العظماء وتاريخ العظماء متى ولد فلان؟ ومتى مات فلان؟ ومتى وقع الأمر الفلاني، كله مدون بالتاريخ الهجري، ولا شيء منه بالتاريخ الميلادي، وكل تواريخ أمتنا من زمن أسلافنا مؤرخ به لا بالتاريخ الميلادي النصراني، وانظروا إلى مؤلفات عظماء الأمة كسير أعلام النبلاء للذهبي، أو كالبداية والنهاية لابن كثير، أو الكامل في التاريخ، أو سير الملوك للطبري، أو المبتدأ والخبر لابن خلدون، أو لأي أحد كان من مؤرخي الأمة لا يؤرخون ولا يعبرون للتاريخ الميلادي ابدا، ولا يذكرونه؛ لأنهم يعتزون ويفتخرون ويفاخرون بحضارتهم وبما هو في كتاب ربهم: ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاس...}، فتركنا تلك المواقيت التي وقتها الله لنا، وابتعدنا عنها، وذهبنا شذر مذر لتواريخ غير أمتنا، وألد أعدائنا ومن اجهزوا علينا واستولوا على كل شيء فينا… فمتى نفيق من غفلتنا!.

- أيها الإخوة بغياب التاريخ الهجري لا نعرف متى مثلاً حتى أيام البيض، ولا نعرف ايضا كم ندفع من الزكاة؛ لأنه يختلف قانون الزكاة بالتاريخ الميلادي إلى الهجري ومن تعامل بالسنة الميلادية فإن زكاته تختلف عن تعامله بالتاريخ الهجري، من كان تعامله من شهر يناير إلى يناير فإنه لازم أن يخرج إخراج آخر غير الذي يخرجه صاحب السنة الهجرية، وهكذا من كان يتعامل بالتاريخ غير الإسلامي فإنه سيخالف رب العالمين في العبادات وفي الطاعات وفي التشريع وفي كل شيء، الأمر خطير وجسيم فيراد لنا أن ننفصل كليًا عن عباداتنا، وعن طاعاتنا، وعن ماضي أمتنا، وعن ما ارتضاه الله لنا في كتابه الكريم والله يقول {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فهو تام كامل شامل ومنه التاريخ الذي هو علم العبادات، أقول قولي هذا واستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… اما بعد

- أيها الأخوة إن هذا التاريخ العظيم التاريخ الهجري يجب على المسلمين عامة أن يهتموا به في أنفسهم وفي شعائرهم، وأن يلقنوه أبناءهم، وأن يحفظوه صغارهم، وأن يجعلوه هو الأهم وهو الأعظم وهو الأسمى والأولى في كل شيء من حياتهم، ولا يحل لمسلم أبداً أن يتنازل عن أصله وعن مبدئه، وعن هويته، وعن حضارته، وعن هذا التاريخ العظيم تاريخ مجده، وأمته، ثم يستبدل كما قال الله عن اليهود: ﴿وَإِذ قُلتُم يا موسى لَن نَصبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبَّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَقِثّائِها وَفومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ﴾، ونحن استبدالنا ما هو خير وطاعة لله وعبادة وشعيرة ومجد بهذا الهراء، ونترك ذلك التاريخ الذي وضعه الفاروق وأجمع عليه الصحابة وعلماء الأمة بعدهم ثم يذهب هنا وهناك لتواريخ ما أنزل الله بها من سلطان لا توافق أبدا أي دين ولا أي كتاب سماوي، بل هي من موضوعاتهم حتى بتحقيق أهل النصارى ليست بميلاد المسيح ولا يعرفها عليه السلام، لا كما يزعمون أنه من ميلاده، وإنما هو بتواريخ حتى أنهم زادوا شهراً ليوافق اسم أحد ملوكهم، أما التاريخ الهجري فهو ثابت ثابت، وهو معروف معلوم، ولا يمكن أبدا أن يقل عن تسعة وعشرين يومًا، فإما ثلاثون، وشهر تسعة وعشرون شهر بشهر، أما بالنسبة للتاريخ الميلادي فيكون ثمانية وعشرين ويكون أقل وأكثر ويكون واحد وثلاثين ففجوة كبيرة ما بين التواريخ التي هي فيه، أما بالنسبة لتاريخنا فإنه محدد واضح وايضًا، في كتاب الله، ويكفيه شرفًا وفخراً على أنه من القرآن، وعلى أن الصحابة وضعوه، وعلى أن الأمة أجمعت عليه، وهي أبداً لا تجتمع على ضلالة كما شرفها الله بذلك وعصمها من أن تجتمع على ذلك، وقد اجمعت الأمة على هذا التاريخ العظيم فكيف نذهب عنه بعيدا ونتولى عنه ونتناساه ولا نهتم به، ألا فالاهتمام بالتاريخ هجري واجب الأفراد والمجتمعات والدول وكل مسلم أيًا كان، وفي أي مكان وعمل كان، وإن اضطر للتعامل بالتاريخ الميلادي فإنه لا يحل له أن يتناسى التاريخ الهجري؛ لأنه أساس عباداته وطاعاته وايضًا مجد أمته فيه، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*التاريخ.الهجري.هويةالأمة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

*التاريخ.الهجري.هويةالأمة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/JgK-jpWL0VA
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 3/ محرم/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه ما من بداية عام هجري جديدا،وها نحن فيه، وقد دخلنا إلا وتمر على بالنا، ويقع في نفوسنا، ونتذكر تلك المأساة التي حلت بنا، والطامة العظمى التي نزلت علينا، والمسخ لهويتنا، ولثقافتنا، والمقدمة الصارخة على أمتنا، والفاصلة لها عن ماضيها العريق، وعن تاريخها العظيم، وعن حضارتها الكبرى التي صنعت العالم بما فيه، وعن أمجادها، وعن أسلافها، وعن معاركها، وعن نضالها، وعن بطولاتها، وعن كل شيء فيها، خطة مدروسة ومؤامرة خبيثة، وغزو صليبي بدأ ولم ينته بعد، إنه التآمر الكبير على تاريخنا الهجري، الذي انتهى من رسميات دولنا الإسلامية بشكل عام، انتهى انتهاء كليًا في الدول العربية ولم يعد له أي اهتمام، ولا أي رسميات كانت، نعم هكذا تركنا تاريخنا وتشبثتنا بتاريخ أعداء ديننا وأمتنا، وتاريخ الصليبيين الذين حاربونا ولا زالوا حتى آخر رجل منا!.

- التاريخ الهجري الذي هو عنوان حضارة الأمة، وعنوان هوية الامة، وفيه مجد الأمة، وتاريخ الأمة، سُلب منها، وانتهى عنها، وذهب أدراج الرياح من رسمياتها، وأصبح كثير من أبناء المسلمين عندما تحدثه عن أيام في التاريخ الهجري في محرم في صفر في شوال في رمضان في أي أيام السنة كانت تحدثه عنها فيردك إلى التاريخ الميلادي يعني كم؟ لا يفهم لو حدث في عام الف واربع مئة وكذا، يقول يعني كم بتاريخ الميلادي، عام ألف أو عام ألفين وكم؟ فقط الذي يعرفوه هو التاريخ الصليبي الذي وضعته أقلامهم ونسوا التاريخ الهجري الذي ارتضاه الله لنا، وجعله شرعنا، وعليه عبادتنا وطاعتنا… ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاس...} حددها الله ارتضاها بها نعرف الصلاة والصيام والزكاة والحج وكل العبادات والشعائر والطاعات إنما تعرف بالتاريخ الهجري…

- ولما تناسينا التاريخ الهجري يحدث الاختلاف في بداية رمضان، ولا نتذكره إلا في بداية رمضان، وكذلك في نهايته، وايضًا في عرفة وانتهى كل شيء، ونتناساه كليا، ويغيب عنا تماما، وكأنه لا عبادة ولا طاعة مقترنة به، وكأنه لا شيء انفصلنا، وفُصلنا عنه، وزهدنا عنه، وابتعدنا عن تاريخنا، عن مجدنا عن حضارتنا، عن هويتنا عن مفتاح التاريخ، وأمة لا تاريخ لها لا مستقبل لها، أمة اجتثت من جذورها، إذا ذهب التاريخ عن الأمة فقد اجتث من جذورها، واصبحت مغمورة ضائعة لا تعرف اين بدأت ومن أين اتت؟ لكن الأمة التي تعرف قدرها وتعرف ماضيها وتعرف ما كان عليه أجدادها وتعرف أين وضعت أقدامها، وأين كانت، وأين ذهبت، وولت، وما الذي فعلت؟ وما هي الحضارة التي اوجدت؟ فإن هذه الأمة لا شك ولا ريب سيرتفع رأسها، أما اذا كانت الأمة لا تعرف الماضي التي صنعته ستؤكل وتلتهم وتضيع وتباد ولا تعرف اين تتوجه واين تتجه وهو كذلك ما حل بهذه الامة، فالتاريخ هو الأساس التي به تنهض الأمم، والتي ايضًا تحدد به الحضارة والذي ايضا يوجد المستقبل الزاهر في الأمم بماضيها العريق..

- أما اذا لم يكن لها ماض فإنه يستهان بها، وتحتقر، وتؤكل، وتبتلع، وتلتهم في أقرب منعطف، ليس لها رسوخ قدم في الماضي بل هي منتهية زائلة، ولهذا عندما تناست الأمة هذا التاريخ العظيم لم تعرف أين تتجه فاتجهت في أحضان عدوها وأصبحت يتحكم بها، واصبحت في اذيال الأمم، وأصبحت كإنسان بلا عمل من شغله اشتغل فيه وأي عمل سيتوجه له، فالأمة عندما تتناسى التاريخ الذي به قادت الأمم في الماضي فإنها تنتهي، وليس لها قيمة ولا وزن…
- عندما يغيب عنا التاريخ الهجري معناه أيها الإخوة أن تغيب عن أذهاننا تلك الأحداث المفصلية في تاريخ أمتنا، ولا نعرف عنها أي شيء أبدا، عندما فُصل منا التاريخ الهجري عندما أُبعدنا من التاريخ الهجري، يراد لنا أن ننسى تلك المعارك الطويلة والعريضة والحضارة العريقة في تاريخ الأمة فمعركة بدر متى؟ متى بالميلاد؟ أو أنها مؤرخة عندنا بالهجري؟ بلا ريب وبإجماع عقلاء المسلمين على أن التاريخ الذي أرخت به المعارك الكبرى، والأحداث العظمى، والحضارة التي وصلت العالم أجمع من بدر ومؤتة وتبوك مرورا بالقادسية وحطين واليرموك وبلاط الشهداء وكل المعارك الخالدة التي لقنت أوروبا بما فيها مجد هذه الأمة، والتي وصلت إلى باريس ولندن، وإلى أسوارهما بقيادة عبدالرحمن الغافقي اليمني، ومحمد الثقفي، وأبو قتيبة الباهلي، ومحمد الفاتح، ومحمد بن مسلمة، وغيرهم كثير، والذين وصلوا إلى الصين وإلى أسوارها، وإلى الأمم بكلها، وإن لم يكن بأقدام المجاهدين فإنه بالذعر والخوف والرعب منهم، فأريد لنا أن ننسى ذلك التاريخ وذلك الماضي…

- وأيضا أن نتناسى العظماء وتاريخ العظماء متى ولد فلان؟ ومتى مات فلان؟ ومتى وقع الأمر الفلاني، كله مدون بالتاريخ الهجري، ولا شيء منه بالتاريخ الميلادي، وكل تواريخ أمتنا من زمن أسلافنا مؤرخ به لا بالتاريخ الميلادي النصراني، وانظروا إلى مؤلفات عظماء الأمة كسير أعلام النبلاء للذهبي، أو كالبداية والنهاية لابن كثير، أو الكامل في التاريخ، أو سير الملوك للطبري، أو المبتدأ والخبر لابن خلدون، أو لأي أحد كان من مؤرخي الأمة لا يؤرخون ولا يعبرون للتاريخ الميلادي ابدا، ولا يذكرونه؛ لأنهم يعتزون ويفتخرون ويفاخرون بحضارتهم وبما هو في كتاب ربهم: ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاس...}، فتركنا تلك المواقيت التي وقتها الله لنا، وابتعدنا عنها، وذهبنا شذر مذر لتواريخ غير أمتنا، وألد أعدائنا ومن اجهزوا علينا واستولوا على كل شيء فينا… فمتى نفيق من غفلتنا!.

- أيها الإخوة بغياب التاريخ الهجري لا نعرف متى مثلاً حتى أيام البيض، ولا نعرف ايضا كم ندفع من الزكاة؛ لأنه يختلف قانون الزكاة بالتاريخ الميلادي إلى الهجري ومن تعامل بالسنة الميلادية فإن زكاته تختلف عن تعامله بالتاريخ الهجري، من كان تعامله من شهر يناير إلى يناير فإنه لازم أن يخرج إخراج آخر غير الذي يخرجه صاحب السنة الهجرية، وهكذا من كان يتعامل بالتاريخ غير الإسلامي فإنه سيخالف رب العالمين في العبادات وفي الطاعات وفي التشريع وفي كل شيء، الأمر خطير وجسيم فيراد لنا أن ننفصل كليًا عن عباداتنا، وعن طاعاتنا، وعن ماضي أمتنا، وعن ما ارتضاه الله لنا في كتابه الكريم والله يقول {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فهو تام كامل شامل ومنه التاريخ الذي هو علم العبادات، أقول قولي هذا واستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… اما بعد

- أيها الأخوة إن هذا التاريخ العظيم التاريخ الهجري يجب على المسلمين عامة أن يهتموا به في أنفسهم وفي شعائرهم، وأن يلقنوه أبناءهم، وأن يحفظوه صغارهم، وأن يجعلوه هو الأهم وهو الأعظم وهو الأسمى والأولى في كل شيء من حياتهم، ولا يحل لمسلم أبداً أن يتنازل عن أصله وعن مبدئه، وعن هويته، وعن حضارته، وعن هذا التاريخ العظيم تاريخ مجده، وأمته، ثم يستبدل كما قال الله عن اليهود: ﴿وَإِذ قُلتُم يا موسى لَن نَصبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادعُ لَنا رَبَّكَ يُخرِج لَنا مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِها وَقِثّائِها وَفومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَستَبدِلونَ الَّذي هُوَ أَدنى بِالَّذي هُوَ خَيرٌ﴾، ونحن استبدالنا ما هو خير وطاعة لله وعبادة وشعيرة ومجد بهذا الهراء، ونترك ذلك التاريخ الذي وضعه الفاروق وأجمع عليه الصحابة وعلماء الأمة بعدهم ثم يذهب هنا وهناك لتواريخ ما أنزل الله بها من سلطان لا توافق أبدا أي دين ولا أي كتاب سماوي، بل هي من موضوعاتهم حتى بتحقيق أهل النصارى ليست بميلاد المسيح ولا يعرفها عليه السلام، لا كما يزعمون أنه من ميلاده، وإنما هو بتواريخ حتى أنهم زادوا شهراً ليوافق اسم أحد ملوكهم، أما التاريخ الهجري فهو ثابت ثابت، وهو معروف معلوم، ولا يمكن أبدا أن يقل عن تسعة وعشرين يومًا، فإما ثلاثون، وشهر تسعة وعشرون شهر بشهر، أما بالنسبة للتاريخ الميلادي فيكون ثمانية وعشرين ويكون أقل وأكثر ويكون واحد وثلاثين ففجوة كبيرة ما بين التواريخ التي هي فيه، أما بالنسبة لتاريخنا فإنه محدد واضح وايضًا، في كتاب الله، ويكفيه شرفًا وفخراً على أنه من القرآن، وعلى أن الصحابة وضعوه، وعلى أن الأمة أجمعت عليه، وهي أبداً لا تجتمع على ضلالة كما شرفها الله بذلك وعصمها من أن تجتمع على ذلك، وقد اجمعت الأمة على هذا التاريخ العظيم فكيف نذهب عنه بعيدا ونتولى عنه ونتناساه ولا نهتم به، ألا فالاهتمام بالتاريخ هجري واجب الأفراد والمجتمعات والدول وكل مسلم أيًا كان، وفي أي مكان وعمل كان، وإن اضطر للتعامل بالتاريخ الميلادي فإنه لا يحل له أن يتناسى التاريخ الهجري؛ لأنه أساس عباداته وطاعاته وايضًا مجد أمته فيه، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*التغيير.ضرورة.وفريضة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

*التغيير.ضرورة.وفريضة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/6Kx3EbBZBm0
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 26/ ذو الحجة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الفطرة الإنسانية، والفريضة الشرعية، والضرورة الحياتية تقول وتصرخ في كل إنسان، وتخاطب كل جَنان، وتتحدث لجميع الأركان على أن الحياة لابد لها من تغيير، وعلى أن كل شيء يتغير ويتجدد ولا يبقى ويدوم، وكما يقال "دوام الحال من المحال" فكل شيء على هذا دومًا، يكون عدمًا ثم يخرج للحياة، ثم صغيرًا، ثم يشيخ، ثم يحصد، وينتهي، ويبيد، وهكذا، هذه هي سنة الله في الحياة، هذه سنة الله في الكون، هكذا هو الإنسان والحيوان والجماد، وعموم ما خلق تبارك وتعالى، ولكن حديثي إلى صاحب العقل الذي ميزه الله تبارك وتعالى بأعظم ميزة، وأفضل منحة وهبة، وأجل مخلوق، إنه ميزة العقل فمطلوب منه أن يتخير ذلك التغيير، وأن يبدع فيه، وأن يتخير التغيير الأفضل والأحسن في حياته، وإن لا يبقى رتيبًا راكدًا في الحياة، وأن لا يبقى على ما هو عليه، أو ينتكس إلى الوراء إلى الأسفل…

- والناس بفطرتهم يعيبون ذلك الشخص الذي لغته ومنطقه وحديثه وعلمه وكلامه وحركاته وسكناته لا تتغير ولا تتبدل، يتحدث بمعلومات قديمة، ويكررها مرات عديدة، فاليوم وفي كل وقت وحين لا يتطور إلى الأفضل، ولا تسمع منه الجديد، ولا ترى منه الجديد، ولا أي شيء من هذا للأسف الشديد، وذلك لأنه لم يتعلم سنة ضرورية، وفريضة شرعية جعلها الله تبارك وتعالى في الإنسانية هي سنة التغيير، وليس للمسلم وحسب بل في الإنسانية جمعاء، ومطلوب من المسلم أكثر من غيره أن يتناول من التغيير أفضله، وأحسنه، وأعظمه، ويقطف أجل ثماره على الإطلاق، ونريد به التغيير الجذري في أخلاقه، في معاملاته، في سلوكه، في عباداته، في طاعته، في كل أمر من أمره أن يتغير إلى الأفضل وإلى الأحسن، ولا ينقص من التغيير الأفضل أبداً على أقل أحوال التغيير بأن يحافظ على الكمال البشري الذي وصل إليه، وهو يختلف من شخص إلى آخر فطالب الجامعة درجاته في الامتحانات تتغير للأفضل، وفي معاملته مع أستاذه، ومعاملته مع والديه، وهكذا كل شيء منه هو أفضل موجود، وأحسن إنسان في الوجود، ويسعى إلى ذلك ويستغل ما هو موجود في صالحه…

- عباداتنا -أيها الإخوة- تدعونا لذلك أيما دعوة، وتحثنا وتحضنا حضًا شديدًا، وتنادينا نداء فصيحًا أن نتغير للأفضل، وأن لا يبقى فلان هو فلان لا يتغير ولا يتبدل، ولا يتطور، ولا يتحسن، ولا يقرر عودة، ولم يحدث لله توبة: هو لا يصلي ولا تراه قرر يصلي، هو كاذب ولا زال كذلك، هو فاجر، هو قاطع رحم، هو سيء الخلق، هو ظالم، مبتز للناس، يأخذ حقوقهم… ولا تجده قرر يتغير، ويتحسن، ويعود لرشده، ويبتعد عن غيه، وينصرف عن قاذوراته هذه....

- إن هذه العبادات لم يجعلها الله تبارك وتعالى واحدة بل نوع منها فالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، حتى في الصلاة نوع الله منها؛ حتى لا يمل ذلك الإنسان لأنه ملول فلم يجعلها قيامًا، بل ركوعًا، وسجوداً، وحركات معلومة لدينا، وايضًا حتى النطق لم يكن واحدًا، والآيات لم تكن كذلك مع أنها آيات الله تبارك وتعالى لو كررها الإنسان الحياة بكلها لما ملها لكن الله تبارك وتعالى علم من ذلك الإنسان أنه يحب التغيير، وعلى أن حياته يجب أن تكون كذلك فنوعها…

- بل الإسلام بكله على هذا التغيير ما أن يدخل إنسان لهذا الدين، ويتعرف على هذا الصراط القويم، حتى يتغير جذريًا في أخلاقه، في سلوكه، في معاملاته، في حركاته وسكناته، في عباداته وطاعاته، في كل شيء من حياته، والصحابة النموذج الأمثل، والأبرز، والأروع، والأفضل لهذا التغير العجيب، والتحول الجميل؛ فقد كانوا قبل الإسلاك أولئك الجهال الذين كانوا على ما كانوا عليه من جاهلية ظلماء، قال عنها عمر رضي الله عنه أين ذهبت عقولنا أيأخذ أحدنا عجوة من تمر ثم إذا جاءه الجوع أكلها، بل قد ربما يضل ويضيع الإله في صحراء سفرهم فتجدنا يقول عمر وكذلك معقل وغيره، ويقول ونداعي بعضنا بعضا عن أن الإله قد ضاع فابحثوا عنه، فما إن وجدناه حتى جعلناه حجرة ثالثة ليوقد به النار، فهكذا كانت عقولهم منحطة، منغلقة لا تعرف شيئًا الا الحجر والبشر، ولا تهاب أحدا إلا فارس والروم، فلما جاء الإسلام غيرهم في كل شيء، غيرهم تغييراً في كل حياتهم، وأخرج أولئك الذين كانوا في ظلم شتى إلى نوره الأوحد نور الله، أخرجهم مما كانوا فيه إلى خير ما أوصلهم إليه، وما وصلوا إليه من قادة للأمم فتحوا الشرق والغرب، حملوا راية هذا الدين، يموتون عشقًا للموت لأنه في سبيل الله، بل يصرخ أحدهم كحرام بن ملحان ويقول وهو يطعن فزت ورب الكعبة حتى اسلم قاتله فقال والله ما زلت ابحث عن ماذا تعني فزت ورب الكعبة وانا لا افهمها كان روميًا وإلى الآن وجدت معناها عندما نطق بالشهادتين…

- بل قادة الغرب وزعماؤه وأغنياؤه وأثرياؤه وأيضًا قل علماؤه وحتى ما إن ينطقوا بالشهادتين حتى يقولون ما السحر الذي وضعتموه فيها، هكذا إذاً هو ديننا هكذا هو إذاً إسلامنا بمجرد الدخول الحقيقي يتغير المسلم التغير الجذري، ونعني به الانتساب الحقيقي وليس الانتساب بأمه وأبيه أن وجدهم على الإسلام فصار كذلك وارثًا دون معنى، لا ولكنه انتساب المسلم الحقيقي الذي يفخر بهذا الدين، ويعتز بقيمه، ويعتز بأحكامه ويعمل بها في حياته، ويعمل حتى على دمائه وأشلائه، إذا كان كذلك وتشرب الإسلام في جوارحه، وفي عقله، وفي قلبه، ويمشي به في الناس فيقوم بإسلام، وينام على إسلام، ويستيقظ على الإسلام يتحرك بإسلامه أنا لله وبالله أنا، فهو هكذا…

- وبالتالي سيعرف معنى التغيير الجذري في حياته بكلها كما كان الصحابة رضوان الله عليهم لما عرفوا هذا الدين، وخرجوا من رعاة غنم إلى قادة للأمم، ونحن كذلك سنقود هذه الحياة، ونوجهها نحو ما نريد إذا كنا كما يريد الله تبارك وتعالى، أما إذا كنا على طريق الشهوات، والأهواء، والضلالة والبعد عن الله فلن تستقيم لنا حياة: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، فسننحط ونتحطم ونبقى على ما نحن عليه كما يقال مكانك سر، ففي مكانه يسير ويذهب ويأتي وهو فيه لا يتحرك منه، كأنه عقاب من الله عليه، أما ذلك الإنسان الذي عرف هذا الدين حقيقة فإنه سينطلق به نحو العلياء، ويجتاز إلى السماء، ويغادر الفيافي والصحراء….

- فيا أيها الإخوة هي دعوة في نهاية هذا العام الجديد أن يتغير المسلم كل التغيير، وأن يعرف معنى التغيير، وأن يسعى إليه، وأن ينطلق نحوه، وأن يخرج الطاقات الكامنة في جسده، والمنح الإلهية عنده، يخرجها ويتحرك بها وكما يقال ويتفق عليه العقلاء: إنما حياتك من صنع افكارك، حياتك من صنع افكارك، من صنع معتقداتك، من صنع أفعالك، من صنع أملك بربك أنت أيها الإنسان: "أنا عند ظن عبدي بي" كما قال جل وعلا، وقد صدق ابن القيم حين قال: (إن الله لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل)، ومصداق ذلك وجدته في كتاب الله تعالى: {إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا} فأحسن الأمل والعمل ترى الفوز والنجاح حقا…

- فإذا أحسنت الانطلاق بكل عزم، والسعي والبذل والعطاء بكل جد، وأخرجت ما عندك من قوة كامنة، وأنهيت ايضًا ما فيك من ضعف، وتغلبت عليه، واستخرجت نقاط القوة فيك، وتغلبت على نقاط الضعف لديك، وانطلقت من الأسباب الموجودة والمستطاعة وقفزت إليها وتشبثت بها فزت، ونجحت لا محالة "إن تصدق الله يصدقك"…

- ولهذا الله تبارك وتعالى من رحمته بنا أن جعل التغيير منا ثم يأتي منه {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} وحتى في اللغة العربية للغاية فإذا غيّرت غير الله، إذا بدأت ختم الله، إذا رأى الله منك الصدق أعانك الله، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغني يغنه الله"، وهكذا ومن يستهدي يهديه الله، ومن يتوكل على الله يعينه الله، "وإن تصدق الله يصدقك"، كل شيء من الحياة البداية من الإنسان ثم يأتي العون الإلهي، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فلنبدأ بالتغيير من داخلنا لننطلق نحو الحياة، ونتذوق هذه الحياة، ونصنع هذه الحياة، لا أن يصنعنا الأخرون، ولا أن يتحكم فينا أعداؤنا، ولا أن يبطشوا بنا، وأن يتآمروا علينا، فإما أن نخطط وإما أن يُخطط علينا، إما أن تسعى وإما أن تكون من ضمن من يسعون إليه: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ وَإِنَّهُم لَيَصُدّونَهُم عَنِ السَّبيلِ وَيَحسَبونَ أَنَّهُم مُهتَدونَ حَتّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيتَ بَيني وَبَينَكَ بُعدَ المَشرِقَينِ فَبِئسَ القَرينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾.
- فإما أن تأخذ بزمام المبادرة وكل واحد له مبادرته، وكل واحد له هدفه، وكل واحد له أعماله، وكل واحد جعل الله تبارك وتعالى له أسباب خاصة به وله أهداف وله رؤى وله قدرة وله استطاعة ينطلق بها وسيحاسبه الله عليها، ولذا قال﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا وُسعَها...} وفي آية أخرى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها...} فالواجب علينا أن نأخذ بما اتانا الله ونتوكل على الله، وننطلق في هذه الحياة… أما أن نبقى على هامشها، وأن يبقى ذلك المسلم على ما هو عليه تراه مضيعًا لعمره لوقته لحياته لعلمه لماله لأسرته لنفسه لكل شيء منه، هو يدمرها، هو ينهيها، هو يودي بها إلى الهلاك في الدنيا والأخرة، فهو للأسف الشديد ليس من الإسلام في شيء؛ لأن المسلم الحق يدرك إدراكًا كاملاً على أن حياته لحظة منه ستنفعه، وإذا كانت لا إله الا الله من ختم بها في أقل من ثلاث أو اربع ثوان لا إله إلا الله أنهى حياته بها دخل الجنة فكم هي لحظاتنا؟ وكم ساعاتنا وكم أوقاتنا؟ لكن متى ستغيرنا، ومتى سنقرر… هذه الكلمة العظيمة التي قال صلى الله عليه وسلم لكفار قريش كلمة يا معشر قريش إن قلتموها ملكتم بها العرب، ودفعت العجم لكم بها الجزية، لا إله إلا الله فقط أن تعلموا علم يقين ماذا تعني لا إله إلا الله، وأن تكون هي منهج حياة لكل مسلم، لا إله إلا الله ستغيره للأبد إذا جعلها منهج حياة، إذا جعلها نور حياة، إذا جعلها في كل شيء يستبصر بها ولا ينطلق الا بنورها، ولا يستضيء الا بها أفلح ونجح في الدنيا والأخرة، وأما من لم يأخذها ولم يرعها ولم يتنبه لها عاش في الحياة هامشًا ثم كان للأسف الشديد في الآخرة ربما إلى النار وبئس المصير، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:

- فالناظر أيها الإخوة في سير العلماء والفضلاء ومن غيروا الدنيا ليس فقط من المسلمين بل أيضًا من غير المسلمين انهم انطلقوا من ذواتهم، ومن أنفسهم، وغيروا ما بهم فتغيرت الحياة بكاملها في وجوههم، أما من انتكس وتقوقع وظل راكداً فإنه يتكدر، وإذا كان الماء وهو الماء يمكن إذا ركد في مكان ما يعافه الناس، إذا لم يتحرك فكيف بنا أيها الإخوة كيف بنا؟!.

- انظروا إلى العلماء فمثلا قيل عن الإمام احمد عليه رحمة الله صحبته عشرين سنة ما رأيته في يومه إلا وهو خير من أمسه، ولا رأيته أيضًا في غده إلا هو أفضل من قبله هكذا عاش عليه رحمة الله، بل كان يروى عنه في المسألة الواحدة أكثر من عشرة أقوال، يتغير ويتعلم ويحسن التصرف في هذه الحياة، ولما رؤي بعد الشيخوخة وقد أصبح إمام المسلمين بلا منازع على الإطلاق وفي يده المحبرة ولا زال كأنه صغير يتعلم فقيل إلى متى؟ يعني أنت الآن إمام العالم تأخذ المحبرة ثم تلاحق هؤلاء الذين يأتون الضيوف من الأندلس ومن غيرها وأنت حاج إلى متى؟ وهو يقولها لعله غيرة عليه، فقال من المحبرة إلى المقبرة، على هذا نعيش، على هذا ننطلق، على هذا عرفنا الحياة تجديد وتغيير وتعلم…

- وقل عن الإمام الشافعي الذي له مذهبان وروايتان في اكثر مسائله يؤلف في العراق المذهب القديم، ثم ما إن يخرج إلى مصر إلا ويتغير المذهب برمته ويعود ذاك منسوخًا وهاذا ناسخا، وانتهى الأمر وهو إمام لم يقل والله استحي على نفسي أن اغير من أقوالي، وأن اغير من كلماتي، بل لا لا يقول ذلك أبدا، بل يقول هذه مسألة تراجعت عنها في القديم وهذه جددتها وهذه ليست براجحة، وهذه ادلتها كذا، وتلك أدلتها ضعيفة، ينقد نفسه بنفسه رضي الله عنه ورحمه…

- وقل عن الإمام أبي حنيفة وقل عن مالك وقل عن العلماء جميعا، بل قيل لو عاش الإمام مالك لسنوات يسيرة لغير الموطأ بكله وحدثه وقد حذف كثيراً منه حتى توفي وكان أكثر مما هو موجود الآن وهو أول كتاب أُلّف في الدنيا على الإطلاق، بل كان رحمه الله يتغير في نفس اللحظة، وأخيراً وأختم بها حتى لا اطيل على من هم بالشمس ومختصر القصة: لما حدث عن مسألة أن إذا توضأ مسلم وفي أصبعه خاتم فإنه لا يحركه فقال ما علمت في هذا دليل فلا يحرك الخاتم، فلما انصرف الناس من المجلس جاءه أحد تلامذته، وقال: يا إمام قلت كذا وكذا، وإنه حدثني فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا توضأ حرك خاتمه" قال أستغفر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، أتراجع عنها الساعة، وأشهدك على ذلك اللحظة، فلما اجتمع طلابه قال إن فلانًا حدثني عن فلان عن فلان عن فلان أن رسول الله صلى الله كان إذا توضأ حرك خاتمه فحركوا خواتمكم إذا توضأتم، وقد غيرت رأيي وقولي… فهكذا غيروا وتغيروا وصنعوا واحسنوا وجملوا وتجملوا، وصنعوا الحياة ولم تصنعهم، وعرفوا وتعرفوا، وكانوا كما هم عليه عظماء فضلاء عرفوا كل شيء وانطلقوا إلى كل شيء ولم يعجزهم كما يقال من المستحيلات الا ما لا يمكن أبداً ان يكون الا مستحيلا، والمستحيلات على قسمين ولا مستحيل بعدهما فمستحيل كونا كإحياء الموتى، ومستحيل شرعا كنكاح الولد أمه، والا فلا مستحيل في الحياة الا ما كان كذلك، قال ابن الجوزي عليه رحمة الله كما في صيد الخاطر: لو كانت النبوة تدرك بالعلم لكان من العجز أن ابقى عالما، أي لابد أن أكون نبيًا ولابد، حلا أنها لا تنال بالعلم، ثم قال: ولو كان يمكن للمسلم أن يصعد إلى السماء بالعلم لكان من العجز أن يبقى مسلم في الأرض، هكذا قالها ابن الجوزي قبل مئات السنين، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*اتبعوا.ولاتبتدعوا.ردعلى.الرافضةوكل.مبتعد.عن.السنة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي ...

*اتبعوا.ولاتبتدعوا.ردعلى.الرافضةوكل.مبتعد.عن.السنة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/uSZPULHY7Jg
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 19/ ذي الحجة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن ديننا دين اتباع لا ابتداع، ودين هداية لا ضلالة وغواية، ودين كله سلام واستسلام وإذعان لله رب العالمين لا لأحد سواه، دين محفوف بشروط وضوابط واعتدال ووسطية واتباع لخير البرية صلى الله عليه وسلم، دين أوله وآخره سعادة وارتياح وكله طمأنينة، ﴿فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ﴾، ﴿لَيسَ بِأَمانِيِّكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ وَلا يَجِد لَهُ مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا﴾، هذا هو ديننا، دين يرى على أن ذلك المسلم الذي يتبع الهدى ولا يزيغ عن طريق الله تبارك وتعالى هو الذي يفوز بجنات الله عز وجل، وهو الذي يفلح في الدنيا ويفلح في الآخرة وهو المهتدي حقا…

- وقد شرط الله تبارك وتعالى ونبيه عليه الصلاة والسلام لكل عمل صالح أي عمل صالح للمسلم فلابد أن يتحقق فيه الشرطان والضابطان والركنان الأساسيان الضروريان في كل عمل أيًا كان، ألا وهو الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكل عمل صالح تخلى عنه أحد الشرطين أو هما معًا فإن العمل باطل شرعًا، إنه الإخلاص والمتابعة، إخلاص لله ومتابعة لمنهج الله بطريقي الكتاب والسنة، وأي إنسان زاغ عنهما أو ابتعد ولو قليلاً عن هداهما فإن عمله مردود عليه: "من عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" كما في البخاري ومسلم، فعمله شقاء وتعب ونصب كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وُجوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلى نارًا حامِيَةً﴾، فمع أنها خشعت وخضعت وانتصبت وسهرت وتعبت وبذلت وضحت ولكن عملها بوار، ولكن عملها ضلال، ولكن عملها مردود عليها، ولكن عملها كأنه لا شيء؛ لأنها عملت بغير المنهج، ولم تتبع الاتباع الحقيقي الأوحد…

- إنها تلك النفوس المريضة التي ابتعدت عن منهج الله وإن زعمت أنها على المنهج، إنها تلك الطريقة والسنة الباطلة الشيطانية التي قال الله عنها وعن أتباعها: {وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا أُولئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا﴾ مع أنهم عملوا لكنهم لم يتّبعوا ولم يخلصوا، فلا نقيم لأعمالهم من صالحاتهم وأتعابهم وسهرهم وجهودهم أيًا كانت وزنًا، ولا نلتفت له التفاتة: ﴿أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقيعَةٍ يَحسَبُهُ الظَّمآنُ ماءً حَتّى إِذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَاللَّهُ سَريعُ الحِسابِ﴾ يالها من حسرة وندامة ومأساة وشقاء وتعاسة وماذاك إلا لأنهم خالفوا الطريق، وانحرفوا عن المنهج القويم، وابتدعوا ولم يتبعوا: ﴿أَعمالُهُم كَرَمادٍ اشتَدَّت بِهِ الرّيحُ في يَومٍ عاصِفٍ لا يَقدِرونَ مِمّا كَسَبوا عَلى شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعيدُ﴾.

- ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، وفي رواية "والظمأ" والمعنى واحد، "ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب"، فهو يصلي ولا تقبل صلاته، ويصوم ولا يقبل صومه، ويحج ويرد عليه حجه، ويزكى وترد في وجهه أجر أمواله، وهكذا سائر أعماله كلها مردودة عليه؛ لأنه لم يتبع، أو لم يخلص، أو لم يفعل الشرطين لا هذا ولا ذاك، فهو ضلال أيما ضلال، وشقاء أيما شقاء…
- ولذلك جاءت آية المحنة كما سماها ابن القيم عليه رحمة الله في مدارج السالكين، آية المحنة آية الابتلاء، الآية التي يتمايز فيها الناس يتميز الصادق من الكاذب، يتميز المتبع من الضال المضل، يتميز أصحاب اليمين من أصحاب الشمال، يتميز المجرم من المؤمنين، يتميز هؤلاء من هؤلاء، إنها قول الله: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ شرط ادعاء محبة لله عز وجل اتباعرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فالمحبة باطلة باطلة باطلة: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...﴾ فهي رسالة ربانية ليست من السنة أن كانوا يخافون منها، ويصدون عنها ويكفرون بها، ويطعنون بما فيها، ولا يقبلون أي شيء منها…

- ويالتالي فليست السنة التي تقول هذا بل القرآن الذي يزعمون أنهم يؤمنون به، ويسلمون بآياته، أو يحترمونه، أو يعظمونه، أو يقدسونه كما يزعمون هراء، فهذا القرآن يبعث لهم رسالة مفادها أنتم كذابون أيها القرآنيون أو يا من تزعمون اتباعًا للقرآن وأنكم تتبعون منهج الله، وأنكم على هدى الله، أو أنكم من هذه الكلمات كطريق الله والجهاد في سبيل الله وفي سبيل الله وكل شيء تنسبون أنفسكم من الله وإلى الله وفي الله كله هراء كله باطل كله ضلال، كله كذب، كله نفاق، كله زيف؛ فقد قد قال أمثالكم قبلكم بأنهم أحباب الله ﴿وَقالَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى نَحنُ أَبناءُ اللَّهِ وَأَحِبّاؤُهُ...} اعتداء على ذات الله بانتسابهم إليه جل وعلا كذبًا وزورا…

- وقصة أهل الكتاب ودعواهم أنهم احباب الله، ليست ببعيدة عن كثير من المسلمين الذين يدعون على أن الله يحبهم، وأن الله معهم، وأن الله يؤيدهم وأنه قريب منهم، وأن لهم ما لهم عند الله حظوة ولكنهم يكذبون بدءاً من الرافضة العدو الأخطر والأكبر والأشد إلى الملحدين الجدد ما يسمون بالعلمانيين والليبراليين وأي شيء تفرق عن هؤلاء وهم فرق شتى وضلالات كثيرة جدا، ولكن الامتحان الحقيقي لهؤلاء الذين يدعون نقصًا في السنة ويدعون كذبًا أنهم يؤمنون بكتاب رب البرية وحده دون سنة المبلغ عن ربه صلى على عليه وسلم….

- ولهذا الله يقول ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...﴾ طريق حب الله اعتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يصدق من زعم أنه مع الله ولم يكن متبعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه سبيل الذي جاء بالقرآن عليه الصلاة والسلام، لا من ادعى أنه يؤمن بالقرآن وتخلى عنه، يصدق بالقرآن ورفضه، يؤمن بالقرآن وقال لا أتبعه، بل لا قل هذه سبيلي منهجي طريقتي ﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني...َ﴾ وليست على جهالة بل على بصيرة، ومن اتبع رسول الله وسار على منهج الله انا ومن اتبعني وعلى قدر انحيازنا وابتعادنا عن طريق رسول الله وعن عدم الانتباه الحقيقي يكون عدم الاتباع والغواية والضلال، والاتباع الأجوف المزعوم المكذوب الهراء فإنه يكون الابتعاذ عن ذلك الطريق: ﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني...َ﴾…

- فيا من يريد إكاتباعًا لرسول الله، ويا من يريد أن يسلك طريق الله، ويا من يريد أن يتعرف على الله، المفتاح هو رسول الله ليس أي أحد سواه أبدا، قل هذه سبيلي، بل قال الله: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، وانظر إلى أن الله تبارك وتعالى وحد الطريق صراطي مستقيما، فجعله واحدا فاتبعوه، وعدد السبل وجمعها فالسبل كثيرة فجمعها ولم يوحدها كما وحد طريقه بل فرقها وشتتها وجعلها كثيرة لا تخفى، فهناك سبيل الشيطان، سبيل الهوى، سبيل الفرق البدعية والضالة والجماعات المنحرفة والأحزاب الباطلة وأي طريق كانت تلك الطريق التي لا يرتضيها الله، ولا يرتضيها رسول الله، وليست على منهج الله، ولا على منهج رسول الله، وإن زعموا ذلك فإنها كلها حذر الله منها في كتابه الكريم: ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ ..

- بل أمر جل وعلا آدم عليه السلام وجميع أبنائه من بعده عندما أهبطه إلى الأرض فإنه الله تبارك وتعالى أمره باتباعه وحده واجتناب الضلال كله: ﴿قُلنَا اهبِطوا مِنها جَميعًا فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ فلا تتلق الهدى من أي أحد غير الله فليس من أي أحد آخر ليست من طرق ضالة، ولا من أشخاص وقيادات فاسدة، ولا من رجال ولا من أي أحد كان إلا من الله وبنص كتاب الله: ﴿قُلنَا اهبِطوا مِنها جَميعًا فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ كما في سورة البقرة وقال في سورة طه ﴿قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾، فهذا هو سبيل الله، وهو طريق الله، وكل طريق وكل أمر وكل خبر وكل من ادعى إلى غير كتاب الله وإلى غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتباعه حرام حرام حرام، وهو طاغوت يعبد من دون الله… أقول قولي هذا واستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد

- روى الإمام البخاري ومسلم أن رجلاً من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال آية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا، قال أي آية هي؟ قال {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فكبر عمر وقال الله اكبر والله إني لأعلم في أي يوم نزلت، وفي أي ساعة نزلت، هي في يوم عرفة ورسول الله قائم يخطب وإننا لنتخذ يوم نزولها عيدا، لأنها هي الآية الكاملة الشاملة التامة التي أتم الله بها الدين، ورضيه لنا، ولم يتعمر صلى الله عليه وسلم بعدها إلا أقل من ثلاثة وأربعين يومًا فقط، {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فرضيه الله أتمه الله اكمله الله فلا يقبل زيادة أحد ولا يقبل من أحد أن ينتقص منه شيئًا أبدا، قال الإمام ما لك عليه رحمة الله، من زاد عبادة أو تعبد بعبادة ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله فقد خان الله ورسوله لأنه يزعم على أن الكتاب والسنة فيهما نقص… ومن لم يسعه الكتاب والسنة فلا وسع الله عليه كما قال ابن كثير رحمه الله…

- والحديث السابق في البخاري ومسلم لا ما يدعيه الرافضة الأشرار المجوس عباد النار على أن المراد بها في يوم غديرهم الباطل وبدعتهم المكذوبة وافتراءهم وضلالهم وترهاتهم الباطلة التي جاءت في القرون المتأخرة ولم يعرفها حتى غلاة الشيعة من قبلهم، وإنما جاءوا بها من نيروزهم فنقله من عيد النيروز معز الدين الفاطمي المجوسي إلى دين الإسلام ثم اتبعه اللئام، أما في دين الإسلام فلا وجود لهذه الشعائر ولا لهذا الكذب، ولا لهذا الهراء، ولا لهذا السفه، ولا لشيء من ذا أبدا، إنه طريق الله من أراد أن يتبعه فليتبعه، ومن أراد أن يتركه فقد تركه ولا أسف عليه…

- إن الكتاب والسنة كما قال عنهم العلماء هما كسفينة النجاة من ركب فيهما نجى ومن ضل عنهما هلك، وهذا الإمام ما لك عليه رحمة الله جاءه رجل فقال يا إمام لو اني أحرمت لبست احرامي ونويت حجتي من مكان قبل المكان الذي حدده رسول الله لي اتراني أصبت؟ قال لا ما اصبت قال هي خطوات زدتها هل الإسلام يمنعني من خير أزيده، قال بلى يمنعك الإسلام، وإني أخاف عليك الفتنة فوق هذا، فقال وأي فتنة هي؟ قال التي قال الله عنها: {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ فتنة في دينهم، وفي أموالهم، وفي صحتهم، وفي أجسادهم، وفي أسرهم وفي كل شيء من معايشهم، فهي الفتنة وهي الطامة الكبرى أن يزيد من يدعي الإسلام في الإسلام ما ليس منه بأي عبادة وبأي طاعة وبأي عمل، أو يدعي نقصًا في هذا الدين أو يطعن فيه سواء من الكتاب والسنة إنه يطعن في كتاب الله قبل أن يصل إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن السنة إنما جاءت من القرآن ولولا القرآن لما جاءت السنة أصلا، فالسنة جاءت من القرآن وإليه تعود وهي مفسرة شارحة له بكل ما تعنيه الكلمة من تفصيل وشرح وبيان: ﴿وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾، {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، وآيات كثيرة جداً في كتاب الله لا تحصى ولا تعد، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*علمني.الحج.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ...

*علمني.الحج.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/bY-Hh4dS9dE
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 12/ ذو الحجة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن العبادات والشعائر في ديننا ليست مجرد طقوس تقام، ولا حركات تعمل، ولا عقوبات تنفذ، عباداتنا وطاعاتنا لربنا تبارك وتعالى ليست عبارة عن حركات رياضية أو استعراضية أو اي شيء كان من عدم الترجمة إلى واقع أفعال وإلى أعمال، وتغييز جذري لذلك الإنسان، وانظروا لمجتمع الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا فيما كانوا عليه في جاهلية عمياء بكماء ظلماء صماء يعبدون الأصنام، ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، والضعيف منهم دائمًا وأبدا هو ضعيف لا يستقوي؛ لأن القوي فيهم يأكله ويبطش به، وبالتالي فقد كانوا كذلك حتى جاء نبينا صلى الله وسلم إليهم فأخرجهم مما كانوا فيه إلى أحسن حال على الإطلاق، حولهم من رعاة غنم إلى قادة للأمم، من أناس لا يملكون شيئًا من الدنيا إلا ما حملوا على أجسادهم من لباس أو اكلوا ما في بطونهم من أكل بسيط، حتى أنهم كانوا يعتدون على ذويهم وأقاربهم إذا جاعوا، أخرجهم صلى الله عليه وسلم بشعائر الإسلام إلى قادة عظماء فضلاء، إلى خيار الناس على الإطلاق بعدما كانوا عليه، بل فتحوا أكثر من ربع الكرة الأرضية في أقل من ربع قرن من الزمان ووصل شعيرتهم المقدسة لا إله إلا الله إلى جميع الأرض الآن…

- إنها شعائر هذا الدين التي تترجم إلى أعمال حقيقية، وإلى أخلاق واقعية، وليست مجرد شعائر في المسجد ثم إذا خرج إلى السوق تغير حاله، وتبدل سلوكه، وتغير منطقه وأفعاله، أو عند المصحف يكون مؤمنا ثم إذا نطق مع أهله وأقاربه والناس جميعًا اختلف تماما، فلان في المسجد هو وفلان في السوق يختلف تمامًا فتراه يكذب، وينصب، ويشتم، ويضرب وأخلاقه ومعاملاته وكل شيء فيه لا تمت بصلة إلى أخلاق المسجد، وإلى تعاملات المسجد، هذا مسلم لا نريده، وهو إنسان بعيد كل البعد عن عن شعائر الإسلام، وما فيه من قيم وأخلاق، وما احتواه من تعاملات وأحكام…

ـ إن الإسلام بشعائره أراد من المسلم أن يترجم هذه الشعارات، والأعمال، والأفعال، والألفاظ، والأقوال، والحركات، والسكنات، أن يترجمها إلى واقع فعلي، أن ينتقل المسجد معه إلى كل مكان، أن ينتقل المصحف معه إلى كل زمان، أن يعمل بكتاب الله، أن يعمل بسنة رسول الله، أن يكون قرآنًا يمشي على الأرض كما كان قدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمطلوب من المسلم أن يحترم شعائر هذا الدين فلا يقولها بلسانه ثم يخالفها بعد ذلك بأفعاله ومنطقه وسلوكه...

- ودعوني أقف اليوم عند شعيرة واحدة فقط، شعيرة وقتية لا نستطيع التأجيل لها، هي فريضة الحج وركن الحج، ما هي الأخلاق والتعاملات؟ وماذا يعني الحج؟ وماذا يعلمنا ركن الإسلام الأعظم؟ ماذا ينتج للمسلم الذي حج بيت الله الحرام في أخلاقه، ومعاملاته، ومع الناس، وفي أفكاره وأقواله وحركاته وسكناته وفي كل شيء من شأنه…

- الحج أيها الإخوة شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة وعباداته الجليلة مثلها مثل الصلاة ومثل الزكاة ومثل الصيام، ولكن يجب على الذي يؤديه يؤدي ركن الحج، أن يعلم علم يقين على أنه ليس مطلوبًا أن يعذب روحه وجسده، وأن يخسر ما له بدون فائدة أخلاقية، ودينية، ومعاملاتية تعود عليه في حياته حتى يموت، ليس الحج عقوبة، وليس الحج سلبًا لمال المسلم، بل يريد من المسلم أن يتغير جذريًا بعد حجه، ولهذا أوجب على المسلم أن لا يحج إلا بمال حلال، وإذا خالطه شيء من حرام فحجه مردود عليه…
إذا حجـجت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
فما حججت ولكن حجت العير التي تمشي عليها، والتي ذهب بها أي لا حجة له، فما حججت؛ لأنك حججت بمال حرام وبالتالي فالحج يهذب المسلم قبل أن يحج، فكيف إذا عاد من حجه؟ هذا شيء أول… - الشيء الثاني الذي يعلمنا الحج ويعلمنا كل شيء في الحقيقة ولكن إطلالة سريعة على ما يجب أن نتنبه له في فريضة حية يعلمنا الأخلاق فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، إنها أخلاق وقيم التزام آداب أيما آداب والتزام، فمن خالفها فقد يبطل حجه، ومن خالفها فدم عليه في أقل أحواله من خالفها فهو آثم آثم، فحجه فيه نقص: ﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ فِي الحَجِّ...} زحام شديد آلاف ومئات الآلاف بل بالملايين قد يؤذيه أحد قد يقع من أحد شيء لا يحمد ذلك الإنسان عليه، ومع هذا هو واجب عليه أن يلتزم الأخلاق، وأن يلتزم الآداب وأن يلتزم أحكام الإسلام، في الحج نتعلم الأخلاق لأنها الحج ليس الحج وحده بل ثمرة العبادات والطاعات، {إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ...َ﴾، والفحشاء والمنكر هي المعاملات سواء مع الله أو مع الخلق…

- إنسان يصلي لكنه لم يكف بلسانه وبأخلاقه وأفعاله في سوقه في بيته في طريقه في معاملته في تجارته في منطقه في حركته في سكنته في أي شيء يصدر منه وعنه إذا لم يكف عن مساوئ الأخلاق، وعما يسيء لهذه الصلاة فلم تنفعه، فهو دليل عن بعد بينه وبين قبول صلاته: {إنما يتقبل الله من المتقين} هذا بالنسبة للصلاة، وقد تحدثنا عن الحج…

- ثم عن ركن الصيام: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب"، يعلمنا أيضًا الأخلاق، والصبر على الأذى، وعدم جرج صيامنا بأي شيء أبدا، ونحتمل ما يصدر من الناس من سوء الأخلاق ويميزنا صيامنا بأخلاقنا، ويؤثر فينا بحسن تعاملنا، فإذا لم يعلمنا الأخلاق فبعيد كل البعد منا ثمرة الصيام وروحه ولبه… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ …

- وقل عن الزكاة التي وسع صلى الله عليه وسلم مدلولها أيما توسيع حتى قال: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة"، "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، ونصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة، وكل معروف صدقة"،
أنها أخلاق ومعاملات عظيمة، وثمرة للعبادات جليلة، خاصة الزكاة: ﴿خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم...ٌ﴾ فهي تطهير للأخلاق، تطهير للمعاملات، بل الزكاة هي أخلاق بكلها؛ إذ مدارها الإحسان للخلق فهي قمة الأخلاق….

- وبالتالي فأركان الإسلام عمومًا ثمرتها الأخلاق والحج خصوصاً، وليست فيه الأخلاق وفقط بل يجب على المسلم أن يبقى على ذلك بعد حجه، وأيضًا حتى لا نطيل والحديث يطول حول هذا الداء الخطير الذي انتشر: الانفصام بين العبادات والمعاملات!.

- وإن من التنبيهات الجليلة، والإرشادات المهمة في الحج وما يعلمنا إياه أن المغفرة التي ضمنها نبينا صلى الله عليه وسلم لمن حج البيت بأنه يعود كيوم ولدته أمه يعني نقيًا من الذنوب، ليس المقصود بها عموم الذنوب بإجماع العلماء، بل المقصود بها الذنوب التي بين العبد وبين ربه، أما الذنوب التي بينه وبين الخلق فإنها لا تغفر أبداً، فإنها لا تنسى أبدا، فإنها لا تسامح مطلقا، فإنها باقية عليه لو حج عمره كله، فإن ذنوب الخلق التي اقترفها وأساء إليهم، وأخذ حقوقهم، وبطش بهم، ونكل بهم، وفعل بهم الأفاعيل لو حج عمره كله فإن الذنوب تلك لا تمحى أبداً ولا تدخل في دائرة مغفرة الذنوب بالحج فليعلم هذا جيدا، ألا فمن كان عليه لأخيه شيء ولو قطمير ولو حقير ولو كائنًا ما كان فإنه باق حتى يتسامح ويتصالح مع أخيه برده أو عفوه عنه، ورد لذلك الشيء لأخيه وإلا فهو باق عليه يأتي به يوم القيامة ولو مات شهيداً في سبيل الله كما في الحديث الصحيح عند مسلم وعند غيره أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عليه الصلاة والسلام: أن من جاهد في سبيل الله مقبلاً غير مدبر عفر الله له ذنبه وأدخله الجنة" ثم كررها صلى الله عليه وسلم مراراً وذلك الرجل يسمع منه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ليتأكد كل شيء يا رسول الله؟ قال كل شيء كل شيء مغفور، فانطلق الرجل ثم نزل جبريل في تلك اللحظة إلى رسول الله وقال: "إلا الدين إلا الدين" أي ما بينك وبين الناس من حقوق فهي غير مغفورة، فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل وقال "إلا الدين"، فإذن حقوق العباد عامة غير مغفورة لو مت حتى شهيداً في سبيل الله، مدافعًا عن حرمات الله، بنفسك، ومالك، وأهلك فإن حقوق العباد هي ديون عليك باقية سواء كانت مالية أو معنوية أو حسية أو كانت ما كانت، وهو جهاد في سبيل الله فكيف وهو بالحج لأيام معدودة مجرد رحلة بطائرة أو أقل الأحوال بسيارة فارهة ثم يدعي أن كل شيء غُفر له كل شيء قتله ودماره ونهبه وسلبه وأخذه وبطشه وعذابه وكل مظالمه وجرائمه… ولو كان كذلك لكان الله وحاشاه ظالمًا للناس، لكنه جل جلاله لا يظلم أحدا فحقوق العباد لابد أن يتسامح العباد بينهم البين وليست بحق لله تبارك وتعالى بل هي حق للعباد لا يسقطونها الا بأنفسهم حتى القاتل الذي اقتص منه وأعدم أن قتل لكنه يوم القيامة كما في البخاري ومسلم يأتي المقتول وهو حامل لرأسه ويقول: "يا ربي سل هذا فيما قتلني؟ فيم قتلني؟" وقد قُتل قصاصًا ومع هذا بقي عند الله الحساب، وإن كان قد اقتص منه في الدنيا؛ فإن الحقوق للقاتل والمقتول ثلاثة: حق لأولياء الدم وقد اقتص منه، وحق لله إذا صام شهرين متتابعين، وبقي حق المقتول يوم القيامة، فالأمر ليس بهين فحقوق العباد أعظم من أن تغفر بحج أو بأي عمل، أقول قولي هذا واستغفر الله..

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… أما بعد:

- فإن الحج يعلمنا أموراً كثيرة وجليلة وكبيرة لا تتسع لها خطبة ولا أكثر ولكنها فقط عينات بسيطة آخذها في خطبتي هذه ثم ننتهي،وإن مما يعلمنا الحج أيها الإخوة توحد المسلمين عامة في شعائرهم، في أماكنهم، في الفاظهم، حتى في ألبستهم، فضلاً عن مكان وعن زمان وعن عبادات وعن كل شيء، فهو توحد عام للمسلمين، يجمعهم لا إله إلا الله كلمة التوحيد في مكان كله توحيد، حتى اللباس حتى اليوم حتى المكان حتى الألفاظ حتى الزمان حتى كل شي في أفعال الحج تجمعهم، "خذوا عني مناسككم، خذوا عني مناسككم"، لفظ عام قاله صلى الله عليه وسلم يخاطب به كل مسلم، بل كل عباداتنا وكل طاعاتنا وكل أفعالنا هذه التي نؤديها لربنا جل جلاله فهي خطاب واحد موحد لجميع المسلمين حتى آخر واحد منهم…

- إنه خطاب موحد للجميع دليل على أن المسلمين أمة واحدة، وأن المسلمين يجب أن تجمعهم كلمة واحدة، وأن المسلمين أمة واحدة لا يحل لهم أن يتفرقوا على أي خلافات كانت، بل تلك الخلافات تجمع أكثر مما تفرق، وإنما هي فقط مناوشات الأعداء لا مناوشات الأصدقاء، أما الصديق والأخ القريب فإن الله تبارك وتعالى قد دلنا إذا وقع خلاف أو شيء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنوا أَن تُصيبوا قَومًا بِجَهالَةٍ فَتُصبِحوا عَلى ما فَعَلتُم نادِمينَ﴾ فتندم على فعلك بأخيك مهما طال فراقك له ومهما طال عداؤك إياه فإنها تبقى الندامة؛ لأنه مسلم في الأول والأخير، إن لم يكن الندم في الدنيا فيكون يوم القيامة…

- وبالتالي الندم حاصل حاصل، فعباداتنا وطاعاتنا من الحج إلى كل شيء توحد المسلمين عامة، وتدعوهم دعوة صامتة ناطقة، أن كما فعلتم في الحج فاجتمعوا في غيره على كلمة سواء، كما فعلتم في حجكم في مكان واحد، بلباس واحد، على شعائر واحدة وفي مكان هو بيت الله المقدس فيجب عليهم أن ينبذوا خلافاتهم، وكل شيء تعيق توحدهم، وأن يتوحدوا على كلمة الدين والحق كما اتحد أوائلنا فانطلقوا نحو أعدائنا، أما إن بقينا في خلافات هي بينية سينتصر العدو لا محالة وقد فعل بانتصار في كل شيء لأننا أصبحنا أعداء على كل شيء فلم نتفرغ الا لعدائنا فيما بين ذواتنا، ولم ننطلق للعدو الأول والحقيقي الأصلي…

- وكلما كان العداء بين المسلمين أكثر كلما كان العدو أمكن وأنصر للأسف الشديد، ولهذا يعمق العدو خلافات المسلمين دائمًا وابدا، يعمق ويشعل ويكثر من خلافات المسلمين ليستمروا على ما هم عليه في الحضيض، ويبقى العدو هو المسيطر على كل شيء، وهي سنن الله، وسنن الله من أخذ بها نجا ومن تركها هلك..:﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتي قَد خَلَت مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾.

- ثم أيضًا مما يعلمنا الحج وأختم به -وإن كانت كثيرة- الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، اتباع المنهج عدم الابتداع، اتبعوا ولا تبدعوا؛ فقد كفيتم، بل عرفة واحدة، والطواف واحد، والسعي واحد، واللباس واحد، والمنطق واحد وهذه بكلها واحدة موحدة لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا ذلك ليس القرآن وحده، وهي رسالة للعلمانيين والرافضة الذين يدّعون القرآن وحده اين نجد مثلاً الطواف بتفاصيله، والسعي بتفاصيله، والوقوف بعرفة، ومنى، ومزدلفة، والتروية، وهذه بكلها هل نجدها في كتاب الله على ما هي عليه؟ بل ايضًا ركن الصلاة هل نجد أركانها وشروطها وأحكامها وأفعالها وكل شيء فيها هل هي في كتاب الله؟ لا نجدها أبدا إنما نجد: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ...ِ﴾ ونجد {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ونجد ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا﴾، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾، وآيات كثيرة نجدها في كتاب الله لا نجد التفاصيل لهذه الامور…

- فإذن الاتباع لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقنا ومعاملاتنا وعباداتنا وطاعاتنا وكل شيء كما قال الشعبي عليه رحمة الله: إذا استطعت أن لا تحك شعر رأسك إلا بدليل فافعل، كل شيء له دليله، وليسا أهواء ورغبات وبدع وخرافات، فإن استطاع المسلم أن لا ينطلق أي انطلاقة الا بعد أن يسأل ويستبصر ويتبين ويعود لمن أمرنا الله بالعودة إليهم من أهل العلم لفاز المسلم كل الفوز: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾، ﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾، وإن لم يفعل تخبط خبط عشواء ثم يكون بعده ما بعده من ذنوب ومعاصي وجهل: ﴿وَكَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ قُرآنًا عَرَبِيًّا لِتُنذِرَ أُمَّ القُرى وَمَن حَولَها وَتُنذِرَ يَومَ الجَمعِ لا رَيبَ فيهِ فَريقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَريقٌ فِي السَّعيرِ﴾، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*العشر.من.ذي.الحجة.فضائلها.وأعمالها.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...

*العشر.من.ذي.الحجة.فضائلها.وأعمالها.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/jUZx6VR60
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 27/ ذو القعدة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإننا قد أصبحنا في آخر الزمان، وفي أيام عصيبة، وشديدة، وعظيمة، وكلما كان المسلم في آخر الزمان كان الابتعاد عن دين الله فيما نراه عند كثير من الناس أكثر وأعظم وأشد، وكلما اقتربت الأيام نحو القيامة بالعد التنازلي كان البعد عن التدين أشد، ولهذا نرى التفريط الكبير، وعدم الالتزام التام إلا فيما ندر، بل البعد عن أحكام الله وعن تطبيق شرعه في النفس وفي المجتمع وفي الدولة وفي كل شيء، هذا ما نراه ويتجلى لنا ولكل ذي عينين، وبالتالي فالتمسك بدين الله في هذه الأوقات العصيبة يكون أفضل وأعظم وأكثر أجرا، وكلما ابتعد الناس عن الدين، وتمسك به فلان وفلان كانوا أفضل الناس، وأعظم الناس، وأكثر الناس أجرا…

- ونحن أمام خيارين: إما أن نتمسك بديننا، ونلتزم بشرع ربنا، ونجعله منهج حياتنا، وفي كل شأن من شؤوننا، وفي كل أمر من أمورنا، وبالتالي فعلى قدر التمسك به تكون الخيرية باقية فينا، والأجر أيضًا أعظم لنا، وإما أن نكون من ضمن الناس الإمعات إن أحسنوا أحسنا، وإن أساءوا أسأنا، يتوجه حيث وُجه، لا يدري أين يتجه، فذلك المسلم الذي يقع في هذه الإمعات سيكون وباله وندمه في الدنيا وفي الآخرة أكثر وأعظم، والمسلم الذي يوطن نفسه ويحسن العمل الصالح في مثل هذه الأيام يؤجره الله وإن قل عمله، بل أجره أكثر من أجر خمسين من الصحابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…

- خاصة إذا كانت الأيام التي هو فيها أيام فضل وعظمة، وأيام مواسم للطاعات فيكون خيره أكثر، ويكون قربه من الله أعظم، ونحن بلا ريب في أفضل أيام العام على الإطلاق هي أيام العشر من ذي الحجة التي كان السلف الصالح يعظمونها حق التعظيم، حتى إنهم كانوا يسافرون في رمضان وفيه يفطرون في رمضان ولا يفطرون فيها وهم مسافرون أجاز الله لهم حتى الإفطار في فرض، فكيف بالنفل؟ ولكنهم كانوا يشهرون كلمة ويذيعونها: أيام رمضان لها عدة مث أيام أخر، أن نصومها ونكسب الأجر كما هو، أما أيام العشر فلا لا قضاء لها، فيتحرون صومها والعبادة والطاعة فيها حتى قال الأوزاعي عليه رحمة الله: إنه مما بلغني أن كل يوم من أيام العشر من ذي الحجة يعدل غزوة في سبيل الله، يعدل غزوة في سبيل الله بمالها وأحلاسها وأثمانها وإبلها وأتعابها وما فيها الا أن يموت شهيداً فهو أفضل، يوم من أيام العشر يعدل غزوة، وقال آخر كانوا يعدون اليوم بألف، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم…

- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره عنه على أن أعمال ذي الحجة أفضل الأعمال وأعظم الأيام: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، فهذا يمكن أن يساوي عمله عمل ذلك الذي جاهد وقاتل ثم قُتل في سبيل الله لا بنفسه، بل أخرج مع ذلك المال وبقي الورثة بدون مال، ولا يرثون شيئَا، فالعامل الصالح هنا في أيام العشر من ذي الحجة أقرب لذلك الرجل، ولا يكون عمل عامل أفضل ممن يعمل صالحا في هذه العشر إلا عمله.

- فيا أيها الإخوة أيام عظيمة وفضيلة ومباركة وجليلة، ومنح ربانية كبيرة، وفرص إلهية رائعة، وليست لأي أمة من الأمم غير لهذه الأمة، فاغتنموها، وأروا الله من أنفسكم خيرا فيها، ونوعوا من كل عمل صالح تقدرون عليه فيها، ولقد كان السلف يشتاقون لها ويحرصون عليها، ويعدون خطتهم لاستغلالها، وكل لحظة من لحظاتها حتى لا تفوت هؤلاء العظماء، فكونوا مثلهم تفوزوا كما فازوا، وتنالوا ما نالوا…
- هذه الأيام المباركة أيام لا تتكرر في العام أبدا، حتى من عظمتها وفضلها والخير الذي جعله الله فيها على أنه اقسم بها في كتابه وهو جل جلاله لا يقسم إلا بعظيم: ﴿وَالفَجرِ وَلَيالٍ عَشرٍ﴾، وهي عند جماهير المفسرين بل نقل على أنه اتفاقهم أنها العشر من ذي الحجة، وربنا لا يقسم إلا بما هو عظيم لديه ويجب أن يعظم عندنا، وأن لا نتجاهل ما عظم الله، ونتساهل في أمر منحنا ربنا رحمة بنا، ومن أعظم هذه الشعائر مثل شعيرة العشر من ذي الحجة باستغلالها وبالعبادة فيها وبالتقرب إلى الله في أوقاتها فإن الله تعالى يعظم شأنه، ويرزقه التقوى في قلبه، وفي سائر عمله وعمره: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ {وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّه...} خير له في ماله، وخير له في صحته، وخير له في أولاده، وخير له في وظيفته، وفي دراسته، وفي كل شأنه؛ لأنه عظم ما عظم الله، لأنه عظم مثل أيام العشر من ذي الحجة بعبادته بطاعته باستغلاله لأوقاتها ولأيامها.

- ويكفي في فضل العشر أن الله تبارك وتعالى ختم وأتم واكمل هذا الدين في يوم عرفة {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا...} فهو كامل شامل لا يحتاج لزيادة أحد ولا لإضافة أي أحد ولا لطعن أحد أبدا لأنه يطعن في الخالق الذي اتم هذا الدين، من طعن فيه فقد طعن في ربه جل جلاله، لأنه أتمه، لأنه أكمل، لأنه رضيه، فيكفي فضل هذه الأيام المباركة على أن فيها يوم عرفة، يوم عرفة الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم صيامه يعدل صيام سنتين، ويكفر الله ذنوب عامين كاملين ماض وعام آت، فأي خير وأي فضل وأي نعمة بعد هذه ولهذا كان صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أنه كان يصوم العشر من ذي الحجة، وحث الأمة على ذلك.

- وللعلم هي تسع فقط ولكن نقول عشر من باب التقريب لعقد العشرة، وهو أمر مشهور متفق عليه عند العرب قاطبة التقريب من العقد أو ما يقرب من المئة أو يقرب من هذه فإنهم يقربونها التسعة للعشرة، وقريب من التسعة والتسعين يقربونها للمئة، والقريب من الألف يقربونها للأف وهكذا، وإن كان بينها أعداد…

- إن السعيد كل السعادة من استغل هذه الأيام المباركة، والشقي كل الشقاوة من حرمها ولم يتعبد لله فيها ،ومن أجل العبادات التي لا تتكرر أبدا في كل عمر المسلم إلا واحدة، الحج فريضة الحج مرة واحدة تفرض عليه في عمره وهي لا تكون الا في العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة ركن الحج الاعظم ولا يكون الا في العشر، وأي فضل وعظمة ونعمة وخير لهذه الأيام أن تجتمع فيها العبادات بكلها الصيام، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم أيضا للعشر في ذي الحجة وهو أفضل وأعظم ما يمكن أن يتقرب به المسلم بعد الحج في العشر هو الصيام، وقد النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، أي يوم في السنة، من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، وهو يوم في غير العشر فكيف إذا كان يوم في العشر، وخاصة عند اشتداد الحر وعند التعب والجهد، كهذه الأيام، ولهذا قال النبي لعائشة رضي عنها: "أجرك على قدر نصبك"، كلما زاد التعب والإرهاق في العبادة دون قصد للإرهاق وانما جاءت عرضًا هذه الإرهاقات ولا يتعمد الإنسان لأن يرهق نفسه، مثلا لأن يخرج في الحر من أجل أن يزيد عليه لا هنا ليس كذلك هذا من التكلف المذموم والمحرم شرعًا وإنما جاء عرضًا وأمر ليس منه، فهنا يزيد الأجر ويعظم…

- ولأفضل أن يصوم العشر كلها فإن لم يستطع فيوم بيوم، وإن لم يستطع فالاثنين والخميس؛ لأن الاجر يكون أكثر في أيام في الاثنين والخميس وذلك لاستحباب صومهما في كل عام فكيف إذا كان في أيام مباركة، ومواسم معظمة كأيام العشر من ذي الحجة، فهي خير وبركة، وزيادة نعمة من الله تبارك وتعالى، وأضعف الإيمان كل الضعف أن يصوم يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضمن له فيما أطبق عليه أهل الحديث عامة الا البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوم عرفة كفر الله عنه ذنوب سنة ماضية وسنة قادمة"، كل أهل الحديث يروونه ثم يبخل هو بصيام ذلك اليوم المعظم، وهو مستحب لكل الناس الا لمن كان في عرفة من الحجاج فقد نهى النبي صلى الله عليه عليه وسلم خوفًا من أن يكون شاقًا عليهم فلا يستطيعون معه مقاومة العبادة الأهم التي هي عبادة الوقوف والدعاء في يوم عرفة، وبالتالي فهي أربعة مراتب لصيام العشر: إما أن يصومها كلها، أو أن يصوم يوما بيوم، أو أن يصوم الاثنين والخميس، أو أن يصوم يوم عرفة فقط، وهو أضعف الإيمان، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن من العبادات الجليلة، والعظيمة في هذه الأيام خاصة عبادة الذكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن" يعني في الأيام العشر "فأكثروا فيهن من التسبيح، والتكبير، والتهليل"، وكان الصحابة كما روى الإمام البخاري في صحيحه عند تفسيره لقول الله ﴿وَيَذكُرُوا اسمَ اللَّهِ في أَيّامٍ مَعلوماتٍ﴾، قال هي أيام العشرة وأيام معلومات هي أيام العشر من ذي الحجة في تفسيره عن ابن عباس ناقلاً عنه ذلك ثم قال وكان فلان وفلان ابو هريرة وابن عمر كانوا يخرجون إلى السوق فيكبرون ويكبروا الناس بتكبيرهما حتى يرتج السوق تكبيرا…

- ولذا اتفق العلماء على سنية التكبير في أيام العشر من ذي الحجة من أولها إلى آخرها وهو ما يسمى بالتكبير المطلق الذي يكون في كل وقت، فمن السنة أن يجهر به أن يكون جهراً يجهرون به في الأسواق وفي البيوت وفي الشوارع وفي أي مكان كان، ثم يأتي التكبير المقيد الذي يكون من صبح يوم عرفة من بعد صلاة الفجر، أما التكبير المطلق فهو من أول يوم من أيام العشر وبالتالي على المسلم أن يحرص عليه في سوقه، في بيته ومن كان له تجارة أن يشغل من هاتفه ليحيي هذه الشعيرة العظيمة التي هجرت واندثرت وقلت للأسف الشديد عند كثير من الناس، فهي سنة متفق عليها…

- وايضًا يتزود من العبادات عامة في هذه الأيام المباركة سواء من صيام أو من ذكر أو من صدقة أو من قيام أو من صلاة أو من أي شيء كان فهو خير وبركة وفضل ونعمة لأن الحديث عام: "ما من أيام العمل الصالح" والأل هنا لبيان الجنس أي يدخل فيها كل عمل، وبالتالي فكل عمل صالح يصدق عليه على أنه أفضل الأعمال على الإطلاق في أيام العشر من ذي الحجة، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
...المزيد

*سبب.الهلاك.ومصدر.النجاة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

*سبب.الهلاك.ومصدر.النجاة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/go9gZ6OHOS8
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 20/ ذو القعدة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن السبب الأبرز والأعظم، والأجل، والأكبر، والأهم الذي يؤدي للهلاك والدمار والموت، والعذاب، والغضب الرباني العميم على الخلق أجمعين من قبل ومن بعد ويومئذ، ودائمًا وأبدا، سواء كان ذلك الشخص حبيبًا قريبًا بعيداً عدواً أيًا كان، وسواء كانت تلك القطعة من الأرض حبيبة، عدوة، صديقة، لا يضر ذلك ولا يعنيه جل جلاله هذا ما دام وأن السبب من الناس قد ظهر فإن غضب الجبار سينزل ويحل على أفراد وعلى شعوب وعلى الأرض محترمة أو غير محترمة حتى مكة وهي أطهر البقاع وأحب البقاع، وأفضل البقاع، وأوسط البقاع في الأرض، ومع هذا إن خالفت فإن الله لا يحابيها، بل أعظم من هذا لو كانوا أنبياء الله جل جلاله وهم أنبياء الله لو فعلوا لكان غضب الرب عليهم، فضلاً عن من سواهم مثلاً من علماء، أو دعاة، أو أئمة، أو بشر عادي عامي، أو ايًا كان من مستواه العلمي، أو الأدبي، أو الثقافي، أو السياسي، أو أي شيء كان، ما دام وأنه يفعل ما يغضب الرب، فإن غضب الله يحل عليه دون النظر إليه، ملهوف وكيف هو وإلى من ينتسب وإلى أي أرض لا هي سنن ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾، لن للنفي التأبيدي المستقبلي، لن تجد لسنة الله تبديلا، وأيضًا تدخل على الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرار دائمًا وأبدا، لن تجد لسنة الله تبديلا، وفي آية أخرى {ولن تجد لسنة الله تحويلا}، لا يضر ما دام وأن المخالفة وقعت، فلا يضر ولا ينظر الى من خالف ومن هو وما هو ومن هو وأي أرض كان عليها…

- ودليل ذلك انظروا إلى آدم عليه السلام الذي أذنب ذنبًا واحداً فقط، ومع هذا اخرجه الله من الجنة، وهو آدم أول الخلائق، ومن باشر الرحمن جل جلاله أن نفخ فيه من روحه لتكون النفخة في ذريته جميعا، آدم وهو آدم عليه السلام ولكن لما وقعت المخالفة نزل العقاب والعذاب: ﴿فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى﴾، وأيضًا قل عن مكة ماذا عنها ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، وقد اتفق اهل التفسير والتاريخ على أن المراد بالقرية هنا مكة المكرمة بما كانوا يصنعون، بما عملوا، إذاً السبب الأعظم الذي يجعل الرب يغضب هي الذنوب، الذنوب، الذنوب، ذنوب الناس، معاصي الناس، مخالفات الناس، ولو كانت ما كانت وصدرت ممن صدرت، ما دام وإنها ذنوب فالهلاك واقع، وعلى قدر الذنب يكون العذاب ويعم العقاب: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾.

- انظروا كيف حكى الله لنا مختصراً قصصًا وملايين من الأمم: ﴿وَعادًا وَثَمودَ وَقَد تَبَيَّنَ لَكُم مِن مَساكِنِهِم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم...َ﴾، ثم قال بعدها ﴿وَقارونَ وَفِرعَونَ وَهامانَ وَلَقَد جائتْهم رُسُلنا...﴾، ثم قال بعدها ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ...﴾كلهم أخذنا بذنبه فقط ما في زيادة، الأمر الذي استدعى الله أن يغضب على أولئك هي ذنوبهم، فقط الذنوب والمعاصي صدرت ممن صدرت فهي محل العذاب والعقاب والغضب الرباني على تلك الأمم التي نتساءل اليوم: أين هم؟ أين ما هي أخبارهم، ما أحوالهم، ما ديارهم، ما أشخاصهم، ما ملكهم، ما غياتهم، ما جنودهم؟ كل شيء ليس بشيء أمام الواحد الأحد الذي هو خالق كل شيء، "أنهلك وفي الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث"، فإذا كثرت الذنوب والمعاصي، وكثرت الشرور ينزل العذاب ويحل العقاب، ثم مردهم إلى الله وأمرهم إلى الله، من هلك في ذلك العذاب والعقاب المأساوي للجميع، فإما أن يكون فاعلاً أو ساكتا، أو يكون آمراً ناهيا، فالأول والثاني يعذب، والثالث هناك يحاسبه الله بقدر عمله ثم يدخله الجنة إن شاء الله، هذا أمر ذكره القرآن كثيراً في آيات لا تحصى ولا تعد، فمن ذا يغالب سنن الله؟ ومن ذا يجرؤ على سنن الله؟ وهي نازلة لا محالة على من خالفها دون اعتذار لأشخاصهم ودون اعتبارا من ذواتهم {فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوّاها﴾ الباء السببية في ذنبهم ثم قال﴿وَلا يَخافُ عُقباها﴾ لا يخشى من عواقب أمره، لأن خالق العواقب، ولأنه موجد الأوائل والأواخر: ﴿وَكَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَلا تَخافونَ أَنَّكُم أَشرَكتُم بِاللَّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ عَلَيكُم سُلطانًا فَأَيُّ الفَريقَينِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ .

- هؤلاء قوم ثمود وعاد وقوم لوط وفرعون وأصحاب الأيكة وقرون بين ذلك كثيرا أين هم؟ الجواب: ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾، وماذا عن قول قوم سبأ الذين يمكن نقول على أنهم الأقرب الينا: ﴿لَقَد كانَ لِسَبَإٍ في مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنَّتانِ عَن يَمينٍ وَشِمالٍ كُلوا مِن رِزقِ رَبِّكُم وَاشكُروا لَهُ بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفورٌ﴾
ماذا فعلوا؟ قال الله ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ وَبَدَّلناهُم بِجَنَّتَيهِم جَنَّتَينِ ذَواتَي أُكُلٍ خَمطٍ وَأَثلٍ وَشَيءٍ مِن سِدرٍ قَليلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَروا وَهَل نُجازي إِلَّا الكَفورَ﴾، وانظر لكلمة: ﴿فَأَعرَضوا فَأَرسَلنا} فيها فاء التعقيب مع الترتيب مباشرة، فما دام وقد امتلأ كأس ذلك الفرد وتلك الجماعة وذلك الشعب والدولة والمؤسسة والأفراد على العموم اذا امتلأ كأسه أتته منيته وعقابه وعذابه وأليم ما يصنع الرب به؛ لأنه يستحق ذلك كله: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾…

- فيا أيها الإخوة الحذر من الذنوب خاصها وعامها فإنها سبب هلاك الأفراد، والمجتمعات، وعلى قدر ذنب الشخص يكون عقابه في الدنيا وفي الآخرة، حتى العقاب الفردي والعقاب الجماعي، والعقاب الأليم والعقاب المستقبلي والعقاب بشتى صوره الصحي الاقتصادي، العبادي، المجتمعي، الدراسي، أيًا كان عقاب الله سيأتي سيأتي لا محالة على ذلك الفرد في أي شيء كان، وإذا كان بلعام بن باعورا الذي هو مثلاً أيضًا من الأمثال لمن انتكسوا بعد عبادتهم، بل قل عن إبليس الذي كان في سماء عظمى من عبادته وطاعته واصطفاه الله لداره، ولكن ففسق عن أمر ربه خالف الأمر الرباني وهي سجدة لآدم واحدة وذنب واحد تلافى ذنوب ومعاصي، فماذا عن غيره؟ ماذا عن سواه؟… .

- فبلعام هذا الذي آتاه الله ما لم يؤت غيره انسلخ عن الآيات وانسلاخه هو عن الآيات، اما انسلاخي أنا وأنت وفلان وعلان وهي وهو وهم كلهم فيكون بحسبه، هذا ينسلخ علميًا، وهذا ينسلخ اقتصاديًا، وذاك ينسلخ مجتمعيًا، وذاك ينسلخ سياسيًا، وهذا أخلاقيًا وذاك ثقافيًا وقل ما شئت من انسلاخات، انسلاخات الأفراد تتعدد ولكن الذنوب والمعاصي تجمعهم جميعًا، فنحن بين انسلاخ فيأتي العقاب أو بين اتباع فتكون النجاة، وسيأتي عقابه حتمًا وإن تأخر على ذلك الشخص مدة العذاب والعقاب، قد يعمل اليوم ثم يأتي العقاب والعذاب بعد أيام وأشهر أو سنوات، لكن في الأول والأخير لن يفلت لن ينسى: {وَمَا كَانَ رَبُّك نَسِيّا}، {عِلْمُها عِندَ رَبِي فِي كِتَاب لَا يَضِلُّ رَبي وَلا يَنسَى}، وحاشاه جل جلاله فسيأتي العقاب وسيأتي الحرمان…

- ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ ضنك في قلبه وفي عمله، وفي ماله، وفي داره، وفي صحته، ضنك في دراسته، ضنك في اسرته، ضنك في كل شيء هو في ضنك، والسبب: اعرض عن ذكري، عن عبادتي، عن طاعتي، عن ما أمرت من أمر ونهي، فإن له معيشة ضنكا، وعلى قدري الإعراض يكون العذاب والعقاب… ألا فليتق الله كل واحد منا ولينظر لما ينفع من عمل صالح فليفعل، وليجتنب كل عمل سيء، فهذا هو النجاة في الدنيا وهو النجاة في الآخرة، هذا سبيل الله هذه طريقة الله…

- وكثير من الناس لا يفقهون العقوبة الربانية، والإنذارات الإلهية، كما في الحديث الصحيح أنه كالابل لا يدري فيما عقله أهله وفيما اطلقوه تأتي المصيبة ثم يصحو منها ولا يتذكر على أن سبب المصيبة هي ذنوبه ومعاصيه، قال الفضيل إن كنت لأعصي ربي في السر فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي وكل شيء حولي، بل أحد العلماء قال فكرت ليلة في أخذ كتاب فلان من كتب السلف الصالح لينقده علميًا قال وكان لنا كلب بجور داري من سنين ما افزعني ابداً وعندما فكرت في تلك الليلة خرجت إلى المسجد للصلاة فنبح علي الكلب، فتذكرت على أنه ذنبي، لكن بالنسبة لنا فلا نعتبر عادي لا أشكال لديه ربما تأتي صدمات دنيوية ومآسي وعقاب لكن لا يتذكر على أنها ذنوبه هي السبب، وعلى أن هذه العقوبات هي رسائل ربانية وهزات إلهية لعله يعود، لعله يرجع، لعله يأتي، فإن لم يأت سيأتي الله به: "ومن لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان سيق إليه بسلاسل الامتحان" كما قال ابن عطاء الله رحمه الله، ﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، يأتيه ضره حتى يدعو وحتى يعود إلى الله، لكن بعض الناس يأتيه الضر ولا يفكر بالعودة إلى الله… أقول قولي هذا واستغفر الله.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- فإنه لا نجاة من ذنوبنا، ومن معاصينا، وأيضًا من عذاب الله النازل بنا إن استمرينا فيما نحن فيه إلا بالتوبة، إلا بالعودة إلى الله، إلا بالرجوع إلى الله، ومن لم يرجع ويتوب ويقرر فهو ظالم ظالم: ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾،ومن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة فعليه التوبة: {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، فإما أن يتناول الفلاح في توبته أو أن يكون ظالمًا بعدمها، فنحن بين خيارين اثنين فالتوبة التوبة أيها الناس والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وكل واحد منا أعلم بذنبه فليتب منه بينه وبين ربه؛ فإن الله تبارك وتعالى قد خاطب الناس جميعًا دون استثناء بل قال لأهل الكتاب وهم أهل الكتاب أكثر الناس الذين ادعوا ما ادعوا: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وإذا كان هذا النداء لأهل الكتاب فهي للمسلمين وبالمسلمين أحق: ﴿أَفَلا يَتوبونَ إِلَى اللَّهِ وَيَستَغفِرونَهُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، وأخيرًا هذا ربكم جل وعلا الرحيم بكم يخاطبكم الآن قبل الندم غدًا: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ أَو تَقولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقينَ أَو تَقولَ حينَ تَرَى العَذابَ لَو أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحسِنينَ بَلى قَد جاءَتكَ آياتي فَكَذَّبتَ بِها وَاستَكبَرتَ وَكُنتَ مِنَ الكافِرينَ﴾، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
...المزيد

*الأشهر.الحرم.فضائلها.وأحكامها.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...

*الأشهر.الحرم.فضائلها.وأحكامها.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/jUZhYx6VR60
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 13/ ذو القعدة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن كلمة العلماء والعرب جمعاء على أن لا تخصيص إلا بتنصيص، أي لا يصلح لإنسان أن يخص شيئًا بشيء الا إذا ورد نص خاص في ذلك الشيء فيجوز عند ذلك الاختصاص؛ لأن ذلك الشيء جاءه النص الخاص به فكان دليل على مزية الاهتمام الرعاية لك، فلا تخصيص إلا بتنصيص، ومن حق الشارع الحكيم جل جلاله أن يخص ما شاء بما شاء كيف شاء وفي الوقت الذي يشاء، ولا يحق لأحد كأنًا من كان أن يعترض على خصوصية الرب تبارك وتعالى، فقد خص هذه الأمة من بين الأمم بالخيرية ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاس} وخص أيامًا وشهوراً، وخص أيضًا أوقاتًا وأزمانا، وخص أماكن كثيرة، وخص أنبياء على أنبياء، وخص أناسًا على أناس، وخص أيضًا الخلق بكلهم ﴿وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ }، فإذن الله تبارك وتعالى هو الذي يصطفي وهو الذي يختار: ﴿اللَّهُ يَصطَفي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾ فهو الذي يصطفي وهو الذي يختار وله الملك والحكم جل جلاله، الخلق خلقه، والأمر أمره، وواجب الإنسان أن يذعن لذلك الأمر، فهو مخلوق من ضمن الخلق وللخالق جل جلاله…

- وإن من خصوصيات الله تبارك تعالى أن خص أشهراً معينة من بين أشهر العام كلها: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم...} أربعة حرم من بين اثني عشر شهراً في كتاب الله واردة موجودة اثبتها الله وخص منها أربعة أشهر جعلها حرامًا محرمة، وتحريمها يعني أنها معظمة عند الله، مبجلة عند الله، أنها مختارة من الله، أنها مصطفاة من الله لحكمة أرادها الله علمناها أو لم نعلمها، وواجب الإنسان أن يذعن لذلك الحكم وأن يكون يحترم ذلك التحريم فلا ينتهكه: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾، تعظيم شعائر الله الانتهاء عن ما نهى الله، الانزجار عن ما زجر الله، الكف عن حدود الله فهذا دليل التقوى التي أعطاها لذلك العبد: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ} فتعظيم المسلم لشعائر الله، وتعظيمه لحرمات الله هو باب خير يفتحه ذلك المسلم بيديه، وإذا امتنع عما حرم الله، وإذا اتى ما أحل الله تعظيمًا لله وليس عادات وأهواء ورغبات فهذا دليل خير يفتحه الله عليه في حياته وبعد مماته، وهو دليل تقواه لربه، والتقوى مفتاح الجنة: ﴿تِلكَ الجَنَّةُ الَّتي نورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيًّا﴾ .

- وإذا كان أهل الجاهلية في جاهليتهم العمياء، الظلماء، البكماء، الصماء مع ما هم فيه الا أنهم كانوا يعظمون الأشهر الحرم أيما تعظيم، حتى ليقول قائلهم لو وجدت قاتل أبي ما قتلته، يعني في الأشهر الحرم وهو قاتل والده لكونها أشهر حرم فلن يعتدي عليه بقتله، حتى كانوا يضطرون يضطرون إلى التأخير والتقديم لهذه الأشهر ويتلاعبون بها لتوافقهم: ﴿إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذينَ كَفَروا يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ...}، فقط خوفًا من ان يقعوا في الأشهر الحرم يقدموا ويؤخروا تعظيمًا للأشهر الحرم، وان كانوا اخطأوا في ذلك التقديم والتأخير خطًأ جليلا لكنهم كانوا يحترمونها، ويوقرونها، فجاء الإسلام بذلك: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهرَ الحَرامَ...}، لا تجعلوه مباحًا لارتكاب الذنوب والمعاصي التي ترتكبونها في غيرها، ولا تظلموا فيها انفسكم إن كنتم تظلمونها في غيرها، ولا تنتهكوا حدود الله إن كنتم تفعلونه في غيرها؛ لأن الله حرمها، لأنه عظمها: { لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهرَ الحَرام} لا تحلوها فهي محرمة لا تحل لكم، فهي حرم محرمة معظمة…. ولهذا قال: ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فيهِ قُل قِتالٌ فيهِ كَبيرٌ...} عظيم، جليل…

- حتى ورد عند الإمام أحمد في مسنده وهو حديث صحيح عند المحققين، عن جابر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يغزو في الأشهر الحرم حتى تنصرم الا أن يُغزى"، إلا أن يُهجم عليه، الا أن يُباغت فيرد الكيد فقط من باب الدفاع عن النفس لا من باب جهاد الطلب كما يسمى عند الفقهاء لا بل من باب الدفاع فقط مدافعة للكفار: ﴿فَإِن قاتَلوكُم فَاقتُلوهُم كَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾، إذا قاتلوكم فيه فاقتلوهم، أما أن تبدأوهم فلا هكذا علمنا الله تعظيم للأشهر الحرم التي انتهى ذلك التعظيم عند كثير من الناس، إن لم يكن عند كلهم، ولم يفرقوا بين اشهر حرمها الله وبين اشهر أباحها وقد سماها في كتابه، وصانها، ورعاها، وحفظها بأنه سماها حرم ويكفي بهذه زجرا للمؤمن من أن ينتهك ذلك المحرم الذي حرمه الله تبارك وتعالى، وفوق هذا فإنه قد قال {فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم...} وورود النص الخاص بعد العام يدل على مزية به وعلى أهميته وهذا كثير في كتاب الله وهي قاعدة أشبه بمجمع عليها عند الأصوليين، إذا ورد خاص بعد عام فدليل على مزية الخاص وأهميته عند الله كقوله مثلاً: ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ﴾ الصلوات جميعها وأيضًا الصلاة الوسطى دليل على أهمية الصلاة الوسطى، وقال: ﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ...﴾، مع أن الروح من الملائكة لكن لتعظيمه ومزيته خصه الله بدليل آخر هو خاص به لمزيد العناية به…

- وهكذا هنا عند ذكره للأشهر كلها قال عن الأشهر الحرم: {فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم...} في الأشهر الحرم، بالرغم على أن الظلم محرم في الأشهر الحرم كغيرها ولكن القاعدة تنص على أن الله إذا عظم زمانًا، أو مكانًا، أو وقتًا، أو شهراً أو اي شيء فتعظُم فيه الحسنات وتشتد فيه السيئات دائما ولهذا في البلد الحرام قال الله {وَمَن يُرِد فيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾ لأنه بلد معظم، لأنه بلد محرم، فاذا كان الله قد فضله فإن الحسنات تعظم فيه والسيئات ايضًا تشتد فيه، ففي الأشهر الحرم هذه التي نحن فيها وهي أربعة: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، و رجب، ثلاثة متواليات ورجب ليس بمتوالٍ معها…

- فهذه الأربعة الأشهر الحرم يكون الحرام فيها أشد من غيرها، والذنب فيها أعظم من سواها، والذنب فيها أخطر مما عداها من الأيام والأشهر، فالواجب على المسلم أن يتنبه لهذا جيداً وأن يستيقظ له حق اليقظة والا يجعل ما حرم الله كما أحل الله، ولا يبقى على عادته في ذنبه، وعلى بعده من ربه في الأشهر الحرم كغيرها، وهذه الئشهر الحرم ميزها الله وفضلها بما فضلها حتى أنه زجر عن القتال فيها وإن كان القتال حقا، وإن كان القتال دفاعًا عن أمر مشروع، لكنه أمر جل جلاله بالكف عنه، وإن كان فيه خلاف عند العلماء هل لا زال باقيًا أم قد نسخ، لكن الحكم كذلك في كتاب الله تبارك وتعالى…

- وكذلك من عظمتها يستحب صومها أو بعضا منها وذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم أنه قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"، أن يصوم المسلم في الأشهر الحرم وهي عند جماهير الفقهاء مستحب الصيام منها أن لم يكن كلها، ولذا جاء الباهلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث عند ابي داوود واحمد وابن ماجة وصححه الألباني وكثير من المحدثين: (أن الباهلي جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام أول وإذا هو سمينًا بدينًا جميل المنظر، فلما جاء في عام آخر جاء وإذا قد تغير لونه، وضمر جسده، وضعف وهزل، فقال يا رسول الله اعرفتني؟ أنا الباهلي الذي جئتك في تلك السنة، قال وما لك تغيرت ما الذي غيرك؟ قال ما تركت الصيام أبداً صمت دائمًا كل الأيام لم أترك الصيام في كل يوم من الأيام أبداً، ولم أذق طعامًا الا في ليل منذ فارقتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولم تعذب نفسك؟ صم من الأشهر الحرم واترك، صم من الأشهر الحرم واترك وكأنك صمت الدهر بكله) فصم بعضا منها واترك بعضها، فالأشهر الحرم معظم فيها الحرام ومعظم فيها فعل الخير والصالحات، فكله عظيم عند الله جل جلاله، حتى أن مثل الشافعية والحنابلة يرون على أن الدية مثلاً مغلظة في الأشهر الحرم أشد من غيرها، فإذا كانت في غيرها كذا وكذا من ملايين الريالات أو الدولارات أو أي عملة نقدية أو ايضًا من العملات القديمة الإبل والغنم وغيرها فإنها في الأشهر الحرم تعظم، فإذا مثلاً باليمن خمسة ملايين وخمسمائة الف لقتل الخطأ على القانون اليمني قديما فإنها تعظم فيه إلى عشرة ملايين وأكثر منها في الأشهر الحرم لديهم، فهي معظمة، وهي مكرمة، وهي اشهر الله تبارك وتعالى خصها بما خص، وواجب المسلم أن يحترم ما خصه الله، وأن يراعي حدود الله ،فإن ذلك من تعظيم شعائر الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله…

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- هذه الأشهر الحرم أيها الإخوة من فضائلها وعظائمها ومن أسرار الله فيها أنها اجتمعت فيها أركان الإسلام جميعا، الصيام كما ذكرنا في الخطبة الأولى وأعظم ما فيها أيضًا من صيامها العشر من ذي الحجة التي سنتحدث عنها إن شاء الله فيما بعد في وقتها، وأيضًا الحج الذي لا يأتي الا فيها، وايضًا العمرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتمر الا فيها في ذي القعدة اربع عمر له صلى الله عليه وسلم أو ثلاث على رواية أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة، حتى أن مثل ابن القيم عليه رحمه الله توقف عن أي الفضل العمرة شهر رمضان أم العمرة في ذي القعدة أيه افضل واحسن؟ فقال استخير الله في هذا لا ادري اتوقف عن هذا فإن الله لا يختار لنبيه الا ما هو الأفضل والأعظم والأحسن، وقد اختار الله لنبيه أن يعتمر ثلاث مرات بل لأربع مرات في روايات في ذي القعدة، أما نصه صلى الله عليه وسلم على أن في رمضان "عمرة في رمضان كحجة معي" فقال لا أدري كيف هي، هذا عن العمرة فضلاً عن العبادات العادية كالصلاة وكالصيام والصدقة وكغيرها، فهذه أيام مباركة أيام عظيمة، أيام جليلة لا يحل لمسلم أن يجعلها كغيرها وأن يسويها بأي يوم من أيام العام، بل هي أعظم وافضل عند الله تبارك وتعالى، ولهذا خصها بما خصها جل جلاله وشرفها بذكرها كثيراً في كتابه الكريم ما بين سورة وسورة وما بين آية وآية في أكثر من عشر آيات في كتاب الله تبارك وتعالى، الا فلنعظم ما عظم الله، ولنراع ما راعى الله، ليرعانا الله ولنعظم عند الله ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ۩﴾ ومن اكرم حدود الله فإن الله يكرمه، ومن أهان حدود الله ومن لم يراع حدوده فإن الله لا يحفظ حدوده، فعلينا بأن نراعي هذه الأشهر وأن نبجل الأشهر هذه بأعمالنا الصالحة، ولنكف عن سيئاتنا ونحتاط من أن نجترح فيها السيئات، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
...المزيد

*خطورة.عدم.المبالاة.بفوات.الطاعات.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...

*خطورة.عدم.المبالاة.بفوات.الطاعات.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/PeuWyYy9KMQ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 6/ ذو القعدة/1444هـ.*

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه مما يجمع عليه العقلاء جميعًا ولا يكادون يختلفون فيه، ولا تجد حوله أي خلاف: أنه كلما كان الشيء غاليًا وعظيمًا ومهمًا، ويحقق عادة راحة وسعادة وديمومة فإنه يحتاج إلى تضحية أكثر، ويحتاج إلى اجتهاد أعظم، وله قيمة وثمن أكبر، وعند الناس كلمة جميلة: "الحال غالي"، الشيء الذي فيه حلاوة النفس فإنه يغلى مع ذلك، ولا يمكن أن تجد الشيء الجيد الا وله ثمنه الجيد، هذه أمور تنطبق على كل ما في الدنيا…

- وإذا كانت هذه الانطباقات والاتفاقات على الدنيا وهي فتات زائل، ومتاع حقير منسي، وهي ليست بشيء حتى ولو تعمرت واستقرت ومكثت وتملكها الإنسان مئات السنين لو افترضناه أنه تعمرها ما كانت شيئًا، فكيف بالجنة: "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية"، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم، ألا إن سلعة الله الجنة، فهي غالية لأنها الجنة ومعناه إن الطلب عليها يجب أن يكون أكثر وأكبر وأعظم والاجتهاد أيضا أفضل، خاصة في عصورنا التي حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على اغتنام الفضائل، والمسارعة إلى الخيرات، والمبادرة إلى ما فيه صلاح لنا واستقامة، وما فيه الخير لأمثالنا كما في صحيح مسلم: "عبادة في الهرج كهجرة إلي، قالوا يا رسول الله وما الهرج قال القتل القتل"، كثرة القتل، كثرة الفتن، كثرة الاختلافات، وكثرة المشاكل، وكثرة الخصام هذه بكلها، إما قتل حقيقي أو من مسببات القتل ومعنى كلما زادت عند الناس كلما كانت العبادة في ذلك الوقت اعظم وأفضل من غيره حتى من وقت الصحابة ولذلك قال كهجرة إليه صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد انقطعت في الأصل الهجرة بعد فتح مكة ﴿وَما لَكُم أَلّا تُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ ميراثُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا يَستَوي مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذينَ أَنفَقوا مِن بَعدُ وَقاتَلوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى﴾، وكلهم صحابة لكن كانت الأفضلية لمن سبق…

- فهنا هجرتنا نحن إلى الله بهجرتنا عن ذنوبنا، وعن معاصينا، وبتقدمنا نحو جنة ربنا بالعمل الصالح، والمبادرة إليه، والسعي لكل عمل صالح يقربنا نحو ربنا جل وعلا وبالتالي فقد فزنا بقوله صلى الله عليه وسلم: "عبادة في الهرج كهجرة إليّ"، كهجرة إليه عليه الصلاة والسلام، ويكفي في هذا الحث والحظ من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم دافعًا لقوم يؤمنون، وهذا يعطيه الأمل الأكبر إلى حد يصل لدرجة الصحابة بعبادته وعمله، والمحروم كل الحرمان ذلك الذي يتقاعس عن طاعته وعن صالحاته وعن عباداته بالرغم على أن أي عمل وأي عبادة في مثل هذه الأيام أيام الهرج معناه هجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى قدر العبادة تكون الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "عبادة في الهرج كهجرة إلي"، فمن ذا الذي يتأخر ويتقاعس؟!.

- فما بالنا نرى أنفسنا بعيدة كل البعد عن هذا، ولو كانت دنيا فانية أو صفقة رابحة ولو كانت أموالاً مقبوضة، ولو كانت نقوداً آتية لسعى الإنسان لها ولحزن وندم الحياة كلها إن فاتته تلك الصفقة في يوم من الأيام، أو إذا نام عن امتحانه مثلاً خاصة اذا كان الامتحان النهائي الذي قد ربما يأتي الدور الاستثنائي أو دور اكتوبر كما هو في اليمن مثلاً فإذا كان جاء الاستثناء على درجات ضعيفة ليست بتلك الدرجات القوية هي الامتحان من ستين لا من مائة ماذا سيكون الحال؟ سيحزن الأعوام كلها القادمة، ولن ينسى تلك السنة، وسيظل يدين نفسه نمت عن الامتحان، نزلت درجة كذا وكذا، ونزلت درجات وكان وكان على أمور يسيرة، فماذا عن درجات فاتته من الآخرة ولا يبالي بها، بل الأمور عنده عادية، الأمور طبيعية جد طبيعية، وتفوته طاعات وطاعات، وهذه وتلك، والأخرى والثانية والثالثة والمئة والألف والأكثر، والأمور طبيعية، سألت مرة أحد الطلاب وهو من أنبل طلاب العلم لدي في تلك الفترة، فقلت له وكنت أنا وإياه خاليين كم لك من البكاء بين يدي الله؟ وقلت له لا أحتاج إلى الإخلاص هنا فذاك فيما بينك وبين الله لكن احتاج الى شيء معين أريده في نفسي، فقال والله لي من رمضان، وكنا قد أشرفنا على رمضان عام آخر، وهو طالب علم نبيل ومع هذا الامور طبيعية، هذا هو فكيف بالعامة، كيف بحال أغلب الناس، فهي مأساة… !.

- فإن من أبرز علامات ضعف الإيمان عدم المبالاة بفوات الطاعات، وعدم الإحساس بخطرها، وبلادة الإحساس نحوها، فتراه تفوته الطاعة تلو الطاعة والصلاة والاستقامة وأمور من هذه العبادات ولا يبالي بفواتها، ولا يهتم بشأنها، وهذا ابن عمر رضي الله عنه لما حدثه ابو هريرة رضي الله عنه بحديث أن من شيع جنازة وصلى عليها وشيعها حتى تدفن كان له مثل قيراطين من الأجر، قال كم فرطنا من قراريط كثيرة ندم انه لم يكن يعلم ذلك الحديث الا بعد قت يسير من علم ابي هريرة به هؤلاء هم كانوا كذلك، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت عنه عائشة كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، وهو المغفور له ما تقدم وما تأخر من ذنبه صلى الله عليه وسلم.

- وهكذا كان الصحابة والسلف وعظماء الأمة لأنهم علموا قدر ما يطلبون فهان عليهم ما يبذلون، علموا قدر ما ما يطلبون وهي الجنة فهانت عليهم الحياة بما فيها، قال الإمام ابن الجوزي عليه رحمة الله "من عرف الغاية هانت عليه الوسيلة"، من عرف الغاية التي يطلبها هانت عليه الوسائل جميعها التي يبذلها؛ لأنها ليست بشيء أمام ما يريد من هدف معين أو عمل شيء معين، أو في علم معين، أو خبرة أو اي شيء، لا اشكال لدى الإنسان أن يسهر الليل ويقوم الصباح، لا إشكال لديه أن يقف على حرارة الشمس وأن يذل نفسه للخلق، وأن يقدم ماله وجهده ووقته، ويضحي بكل شيء من أجل أن ينال شهادة معينة، وخبرة معينة، أو نقداً معين أو حظًا من الدنيا قليل لانه عرفت ذلك الذي يطلب فكيف بالجنة، ماذا عن الجنة…

- "ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة"، "ولموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها"، بقصورها بدورها بأموالها برجالها بكل شيء فيها، وهو مثل مقدار موضع السوط من الجنة، ومع هذا هو خير من الدنيا وما فيها، فماذا عنها بكلها؟ وينالها الإنسان المسلم مثلاً بصلاة لاثني عشر ركعة في اليوم والليلة فيبنى له قصر في الجنة، وعن الشهادتين بعد الوضوء فتفتح له أبواب الجنة الثمانية، وأعمال كثيرة جدا كثيرة ذلك المسلم ينالها بمجرد عمل يسير عمله، وكذلك يحرم من النار كل الحرمان إذا قضى وقتا يسيرا لربما لثوان بكاء من خشية الله مثلاً، "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله"، وهي لثوان معدودة، وكذلك "وسبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" ومنهم ذلك الأخير الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، لا تكلفه شيئا كثيرا ومع هذا حرم من النار بعمل يسير وبسيط…

- انظر مثلاً لمثال صلاة الجماعة هذان رجلاً من السلف لما كان في البصرة وجاءه ضيف، فتشاغل مع ضيفه حتى فاتته صلاة العشاء جماعة، والضيف قد صلى المغرب مع العشاء جمعًا وقصراً لأنه مسافر فتشاغل عن الصلاة، ولا مكبرات صوت حتى يسمع المساجد وهي تصلي فجاء إلى مسجده وقد قضيت الصلاة، ذهب للآخر وقد قُضيت الصلاة، فظل يطارد المساجد حتى قاربت صلاة العشاء على منتصف الليل ثم عاد إلى بيته حزينًا كئيبًا لأول مرة تفوته صلاة الجماعة ثم عاد إلى بيته فصلاها سبعًا وعشرين مرة -وهو خطأ لا شك ولكنه عابد ليس بعابد-، فصلاها سبعًا وعشرين حتى ينال سبعة وعشرين درجة، صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد سبع وعشرين، وفي رواية خمس وعشرين درجة، والاحاديث في البخاري ومسلم، ثم نام فرأى وإذا بصاحبه الذي يتنافسا واياه في المسجد قد تسابقا على خيلين لهما فسبقه صاحبه سبقًا عظيمًا وهو يلاحقه بخيله بالرغم على أن ما معه من خيل أفضل من خيل صاحبه لكنه سبقه صاحبه ولازال على هذا يحاول ويحاول ولم يسبق فالتفت إليه صاحبه وقال لن تسبقني قال لماذا؟ قال لأني صليت العشاء جماعة وفاتتك أنت…

- وهذا الإمام البخاري عليه رحمة الله قال لما فاتته تكبيرة الإحرام قال فاتتني وعزاني فلان وفلان من اهل البلد، ووالله لو مات لي ولدي لعزاني أهل المدينة بكلهم، قال ووالله لموت ابنائي جميعًا ايسر إلي من فقدي تكبيرة الإحرام، والثوري ما فاتته ستين سنة، وذاك الآخر ثمانين سنة ما نظر إلى خلف رجل أبداً في الصلاة يعني أنه في الصف الأول وهكذا كثير، واليوم الأمور طيبة وطبيعية لربما تفوته تكبيرة الإحرام وهو في الصف الأول يكلم فلانًا من الناس، أو يتحدث، أو بجواله أو يصلح هندامه، أو مسواكه، أو بأمور من عبثه، طبيعي جداً بل لربما تفوته الركعة وهو عند البرادة يشرب ولا اي إحساس، وإن اهتم يقلد حركات أن يجري وهو يركع وكان قبل ذلك أموره طبيعية…
- وأخوف هؤلاء بما قال النبي صلى الله عليه وسلم بما صح عنه كما عند ابي داوود وصححه الألباني قال: "لا يزال يقوم يتأخرون حتى يخلفهم الله في النار"، وفي رواية: "حتى يؤخرهم الله عن الجنة وإن دخلوها"، حتى وان كانوا من أهل الجنة، لكن تخلفهم عن الطاعات والمسارعة إليها، وتقاعسهم عنها وتكاسلهم عند أدائها ولا يبالون بها فإنهم إن دخلوا الجنة فيدخلونها آخر شيء هذا إن تحقق الشيء الآخر فيهم، والرواية الاولى حتى يخلفهم الله في النار، ولكن لو قلنا بالرواية الثانية أنهم يتأخرون عن الجنة وإن كانوا من أهلها، الا فالجد والاجتهاد والتشمير في طاعة الله، ايًا كان ذلك التشمير والاجتهاد فإن الله تبارك وتعالى يعطي ذلك المجتهد على قدر سعيه وبذله وجهده لأنه قد رآه تبارك وتعالى في تضحية وفي بذل: ﴿وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ﴾، ﴿وَالَّذينَ اهتَدَوا زادَهُم هُدًى وَآتاهُم تَقواهُم﴾ أقول قولي هذا وأستغفر الله…

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- نحتاج أيها الإخوة إلى جرعة كبيرة من تغذية إيمانية لنصل إلى الله؛ لأن الإيمان ولا شك يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالعصيان، وكلما زادت المعصية كلما قل الإيمان إن لم ينعدم تمام الانعدام: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ﴾ ، ولا شك ولا ريب على أننا نقرأ في كتاب الله في كل آية ذكر الإيمان والعمل معا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لابد من العمل فإذا تخلف العمل تخلف الإيمان، والإيمان يمكن أن نشبهه بعضلة في الجسد إذا استخدم كانت دربت استيقظت وتمشي مع الإنسان إذا اصابها مرض او كسل أو فتور أو خمول أو شيء تنبه لها وعالجها فعادت صحيحة صالحة فكذلك الإيمان، فكذلك الإيمان يحتاج إلى معالجة، يحتاج إلى مداومة، يحتاج إلى تعاهد، يحتاج إلى تنشيط وتنشيط، ليس في المستشفيات، ولا في المعاهد والجامعات، ولا هنا وهناك، بل في الطاعات، نحتاج إلى تزود بالطاعة ليزداد الإيمان: ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ﴾، وزيادته علينا بماذا، بأن نتقرب الى الله بالطاعات فتزداد الطاعات لدينا وبالتالي يزداد عظمة الإيمان، وكلما زادت الطاعات والعبادات زاد الإيمان في قلب المسلم، ثم بالتالي لا يمكن أن تفوته الطاعات فيما بعد، أما إذا كان لا يبالي بها ستفوته وتفوته وتفوته ودائمًا هي تتلاحق، وهذا ابن عباس يقول في قول الله: ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها﴾، قال لكل حسنة أخوات، فالحسنة تجر أخواتها والسيئة تجر أخواتها، فمن رأيتموه يعمل صالحًا فهناك صالحات أخرى لها لأنها ما جاءت تلك الصالحات إلا بصالحات أخرى مماثلات لها فاندفعت بكلها، ومن رأيتموه يعمل السيئة فهناك سيئات وسيئات خفت عنك وعنا لا نعلمها، فالسيئات تتداعى والحسنات تتداعى، ألا فلنداعي حسناتنا ونعوذ بالله من أن نداعي سيئاتنا، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://v.ht/vw5F1
...المزيد

معلومات

✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً