*الدعوة.إلى.الله.من.خلال.وسائل.التواصل.الاجتماعي.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fUTr1h9LF4c?si=TuUkbeKxLnA9mK
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 27/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فقد تشعبت بنا الهموم، وازدادت علينا الخطوب، وافترقت بنا الدروب، وأصبح كل مسلم في هم، وغم، وكرب، وأسى، وحسرة، ومحزنة تأتي إليه حين يصبح وحين يمسي، وتتجدد فوق رأسه، ولكن السعيد كل السعادة من وحد همه، وجعل الهموم همًا واحدًا حتى يختصر هذه الهموم فتتسهل عليه ما دونها من هموم.
- أما إذا كان كل مسلم يجعل الهم الذي هو هم نفسه، وهم ولده، وهم قوته، وهم وظيفته، وهموم عديدة لا تنتهي جعل هذه الهموم هي القضية الكبرى التي يحيا لها، ويموت لأجلها، ويعيش صباحًا ومساء لتكون هي القائمة الأولى، ورأس أولوياته على الإطلاق فسيموت همًا إلى همه، وغمًا إلى غمه وأمراضًا وأحزانًا أكبر وأكبر مما هو فيه، لكن من وحدها ارتاح، وسعد، ووجد أن كل هم ينتقض، ويمكن أن يحل وينفرك.
- ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما صح عنه: "من جعل الهموم همًا واحدًا كفاه الله سائر الهموم"، وفي رواية خصص صلى الله عليه وسلم "هم المعاد" عليه الصلاة والسلام، أما من فرق همه، وجعل الدنيا سبيله، وهي الغاية والهدف والوسيلة النبيلة التي يسعى لتحقيقها فلا شك ولا ريب على أنه سيهلك في أوديتها، ولن يخرج لطريق من طرقها: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ...﴾.
- هكذا يقول الله تبارك وتعالى للأمة كاملة، وهو خطاب لكل واحد منا: أن وحد همك، وأن اجعل طريقك واحدًا، ومقصدك وهدفك العظيم الذي تسعى إليه هو هم دينك، وإسلامك، والحق الذي تحمله، وتسعى إليه حتى يوصلك إلى طريق الله المستقيم، ومن ثَم إلى جنة العليم الحكيم…
- وإن أعظم وأهم وأجل الهموم وأكبرها وأيضاً هي أسعدها وأجملها وأفضلها وأهم المهمات هي هم الدعوة إلى الله تبارك وتعالى خاصة في زمن تسهلت فيه فلا يحتاج المسلم في هذا الزمن اليوم لا إلى قناة تلفزيونية، ولا إلى صحيفة أخبارية، ولا إلى شهره فضائية، من هذه التي تكلف مبالغ باهظة، وكذلك لا إلى كتاب يمكن أن يسعى جاهدًا لتأليفه، ويأخذ بقواعد وأسس ومنهج البحث العلمي الرصين، ولا أن ينفق ماله لينفّق ما لديه كل ذلك لايحتاج إليه المسلم كثيرًا اليوم إذا أراد الدعوة إلى الله تعالى.
- والأهم أن كل مسلم اليوم يصلح للدعوة، وكل مسلم يجب عليه أن يحمل هم الدعوة؛ لأن الإسلام ليس هو حقي وحدي، ولا هو حق فلان أيضًا وحده، ولا حق فلان وفلانة، بل الإسلام للجميع، وهو دين الجميع، وواجب على الجميع أن يحمل همه، وأن يضحي من أجله، وأن يسعى بكل ما يستطيعه وما هو تحت مقدوره لنصرته، وتوصيل رسالته السامية للناس جميعًا، وأن يجعل همه هو دينه، فإذا ما جعل همه هو هم الدين، هو هم هذا الإسلام العظيم، هو هم هذه الرسالة العظمى، هو هم البلاغ والتبليغ من موقعه، من مكانه، من قناته، من حسابه الذي لا يكلفه سوى أن يفتح حسابًا على أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي… قد لا يحتاج إلى صورة، ولا إلى فيديو، ولا إلى أي شيء من التكاليف، بل حتى لا يحتاج إلى أن يتعلم كثيرًا، ولا أن يذهب لطلب العلم لدى علماء ومشايخ وإلى آخره لا يحتاج لذلك أبدًا، بل حتى الأمي الذي لا يحسن القراءة والكتابة يمكن أن يمارسها ويمكن أن يكون له الحظ الأوفر فيها… نعم حتى الأمي يمكن أن ينسخ وأن يلصق، يمكن أن ينشر لما هو لغيره دون أن يسرق، بل أن يشاركه لغيره، أن ينسخه ثم ينسبه لناشره الحقيقي…
- فواجب المسلم أن يسعى ليوسع قاعدة هذا الدين؛ لأن الهجمة الشرسة على هذا الدين لا يمكن أن تواجه إلا بهجمة مماثلة أو أكبر وأكثر منها: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وما هذه الفتن والصراعات والقتال، والسحق والإبادة والتدمير والتهميش والابتزاز والنهب والضياع والانسلاخ والاستعمار والتخريب والفساد الثقافي والاجتماعي والأسري والسياسي والاقتصادي وكل ممارسات الفساد التي تنتشر في الأمة وعانت منها طويلاً إلا أن السبب هو ما ذكره الله في الآية الكريمة ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾…
- نعم إن أعداء الله من الكافرين والمنافقين وعامة أعداء الدين يتجمهرون ويتوحدون ويدفعون الغالي والرخيص من أجل أن يسلبوا الإسلام من القلوب والشعوب والجماهير والأوطان، وليس فقط إزاحة الإسلام من منصة الحكم كما يدعون، بل أن يمسخوا الأفراد كل الأفراد وأن يبقى المسلم مسلمًا عاديًا يصلي أو لا يصلي لا يهمه، وإن صلى فهو سارق، وخمار، وهو شارب، وهو سكير، وهو قتال، وهو كذاب، وهو غشاش، وهو نصاب، وقل ما شئت من أنواع الفسق والجرائم لديه وقد تجده في المسجد، أو يتحدث بالإسلام، أو يتم تخديره فيرى الإسلام يُنتهك ويُسلب ويُؤخذ ويُطعن فيه لكن لا يبالي وكأنه ليس من المسلمين أصلا.
- فهم يتوحدون ضد المسلمين، وإن لم يتوحد المسلمون لأجل هذا الدين، ويجعلوه هو الهم الأكبر والأعظم وأن يوصلوا رسالة هذا الدين كما كانت في زمن خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام لهي الفتنة العظيمة والطامة الكبيرة التي تنتشر وستنتشر وتكون المأساة التي تصل إلى عقر دار كل واحد، وإلى قلبه، وإلى أبنائه وإلى أسرته وفي أي شيء من عرضه ومن خواص نفسه…
- نعم إنها هجمة شرسة وأموال طائلة وخطط كبيرة والمسلمون نيام، ثم إن ذلك النائم لعله يوقظ، لعله يتذكر، لعله يعود لكن قد لا يجد الدليل الذي يمكن أن يقول له أنت مسلم فاتق الله، أنت فارس انطلق، أنت صاحب دين ولا يليق بك في هذا المكان، ولا هذا الكلام، يعني لو ذُكر لتذكر، لو زُجر لانزجر، لو قيل له كف لكف، لكن لا يجد الكلام من هذا شيئًا، فمثلًا في وسائل التواصل الاجتماعي يدخل في هذا الحساب ثم آخر وهنا وهناك فلا يجد إلا الضياع، ولا يجد إلا الهلاك، ولا يجد إلا الدمار، ولا يجد إلا الفساد، ولا يجد إلا ما يضيع الوقت في أقل أحواله لا ينتفع بشيء، إن لم ينتكس وتأخذه شبهة من شبهات هؤلاء الذين يتمردون على دينهم ويقذفون الشبهات في نفوس المسلمين…
- لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لدى الناس عامة والمسلمين خاصة أشبه بضرورة بل إدمان شديد عند كثير منهم فإن لم يجد ما ينتفع به من منشورات ورسائل ومواعظ وصور وفيديوهات وخطابات وأشياء من هذه التي يستفيد منها ويعود لربه بها، وحتى لا يأخذه الباطل وأهله، خاصة وأن الناس لا يحبون إلا الاختصار، أو التفاهة، أو المتعة، أو اللذة، أو الشهوات أو الفساد عامة، وإن الجنة قد حُفت بالمكاره وإن النار قد حُفت بالشهوات كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
- وإن هذه الشهوات والأهواء والمغريات تحتاج إلى وسيلة أخرى لتكافحها ولتغالبها ولتخاصمها ولتقاطعها ولتبين المهلكة الكبرى التي يسعى المسلم بنفسه وبماله وبجهده وبكل همته لأن يغمس نفسه في الحضيض غمسًا…
- ألا فمتى سيكون المسلم متشرفًا بشرف الدعوة، بشرف الأنبياء والمرسلين عامة الذين بعثهم الله دعاة للناس: ﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني....﴾. وكلنا أتباع لرسول الله لا شك ولا ريب لكن التابع الحقيقي لرسول صلى الله عليه وسلم هو من دعا إلى ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم؛ لأن سياق الآية إنما هو في هذا: ﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني....﴾.
- وإن المؤمن كما جاء في الحديث الصحيح "كالغيث أينما وقع نفع"، سواء كان على وسائل التواصل الاجتماعي، أو كان في السر، أو كان في العلن، أو كان في الليل، أو كان في النهار، أو كان عند أفراد، أو كان في جماعات، أو كان في أي منصب وفي أي رتبة وفي أي عمل وفي أي شيء فإنه يهمه هم دينه حتى يوصل رسالته للناس "فهو كالغيث أينما وقع نفع" يحمل رسالة الأنبياء: ﴿قالَ رَبِّ إِنّي دَعَوتُ قَومي لَيلًا وَنَهارًا… ثُمَّ إِنّي دَعَوتُهُم جِهارًا ثُمَّ إِنّي أَعلَنتُ لَهُم وَأَسرَرتُ لَهُم إِسرارًا﴾…
- وإن شرف العلم بشرف المعلوم فكلما كنت منتسبًا لشريف فإنك تشرف بذلك الشريف، وإنك في شرف الدين، وإنك في شرف الدعوة، وإنك في في مهمة النبوة بل إن الله فضل عملك وقولك حين تكون داعية على كل قول ﴿وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ ﴾ وهو استفهام تقريري لشيء مقر أصلًا ومقطوع به جزمًا بأن لا أحسن ممن دعا إلى الله… ﴿وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحًا وَقالَ إِنَّني مِنَ المُسلِمينَ﴾ فمن يحب أن ينال هذا الشرف وهذا الوسام وهذه الكرامة فلينضم لسلك الدعوة ولو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو الميدان الأهم والأعظم في هذا الزمان خاصة…
- فيا أيها الإخوة أين نحن من هذا الشرف العظيم، وأين نحن من الأمر الإلهي الجليل ﴿ وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ...﴾ واللام هنا لام الأمر ﴿وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدعونَ إِلَى الخَيرِ ﴾، بل ما فضل هذه الأمة إلا لأنها تدعو إلى الخير، وتحمل مشعل الخير إلى الأمم كافة، ولأنها أوسط الأمم فهي تهتم بالأول وبالآخر، وهي تحتوي الجميع: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ ﴾، وهنا للناس أي عموم الناس، وكل من يصلح أن يكون من الناس فأنتم خيرهم على الإطلاق لكن لماذا، وما السبب، وما العلة، ولماذا جعلتم خير الناس، وهل كل مسلم: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ ...﴾انظر كيف أن الله قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى على الإيمان…
- فسبب الخيرية أن يكون الإنسان حاملًا لرسالة الله، ولهذا الدين وأن يكون هاديًا مهتديًا صالحًا مصلحًا مؤمنًا يدعو للإيمان بالله وإلا فليس له من الخيرية شيء…
- فواجب المسلم الذي يريد أن يدخل في هذه الخيرية أن يستغل كل فرصة وكل وسيلة وأي شيء ليدعو إلى الله جل وعلا ليكون من هذه الأمة التي هي خير الأمم، ويعني أن من لم يتحقق بهذه الشروط فإنه ليس فيه من الخيرية شيء هكذا يقول الله: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ..﴾ أي من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلم يتحقق بالخيرية، ومن ومن لم يؤمن بالله فليس متحققًا بالخيرية فمن أراد أن يكتسب خيرية الأمة فليعمل بشرط الله في هذه الآية الكريمة.
- ولذا النبي عليه الصلاة والسلام قد أمر الأمة جميعًا: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده"، فيسعى وجوبًا كل مسلم لتغيير المنكرات، ويسعى لأن يكون إيجابيًا في المجتمعات أيًا كانت هذه المجتمعات سواء كانت الحقيقية أو العمالية أو الوظيفية أو المجتمعات في الأسواق والمحلات والشوارع والأندية وغير ذلك، أو كان في مكان آخر هي في الوسائل التي هي أسهل وأيسر اليوم من المجتمعات الحقيقية على أرض الواقع وسائل التواصل الاجتماعي…
- وهذه الوسائل والنت عامة يمكن أن نعدها اليوم هي أهم وأعظم وخير مكتشف لكن إما أن تدخل به الجنة، أو أن يقودك إلى النار، فأنت بين خيارين اثنين لا ثالث لهما فاتق الله واستعمله في ما يرضي ربك، وتوصل به رسالة دينك، وتجعله شاهدًا لك لا عليك… والكارثة لو جلس مسلم مع نفسه وتذكّر كم وقتًا قضاه في وسائل التواصل الاجتماعي من واتساب وفيسبوك وغيرهما لوجدها مئات بل آلاف الساعات، فواجبه هنا أن يحاسب نفسه ماذا كان منها لله، وما كان لنفسه وهواه…، وما الذي يرجو ثوابه، وما الذي يخاف عذابه لوضوح ذنبه، أو حسابه إن كان مباحًا في أصله لكن أضاع فيه وقته!.
- ولو تفكرنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" سيخرج كما فعل به آباؤه، وكذلك هذه الوسائل والنت عامة إن لم نروضها لهذا الدين، وإن لم نسع لأن تكون الغلبة فيها لهذا الدين، وإن لم يسع كل مسلم لأن يجعل هذا الدين هو الهم الأكبر في هذه الوسائل التواصل الاجتماعي لضيق على أهل الشر، وقتلهم قتلا، وأغاظهم إغاظة، وحيزهم في طرف بسيط؛ لأن الناس دائما يعودون إلى الخير، ويحبون الخير، ودائمًا إذا ما كان هناك شيء يوقظهم ويردهم عادوا كما يعود الصغير لحضن أمه وما خبر غزة عنا ببعيد فقد كان الناس في بعد وفي هموم متشعبة فلما جاء هم واحد أصبح كل مسلم في الغالب إن لم يكن بنسبة تصل إلى تسع وتسعين بالمئة من المسلمين يتفاعلون وينشرون ويتحدثون عن غزة، بل لو فتح لهم باب الجهاد لسارعوا….
- وكذلك المؤمن دومًا؛ فقلب المؤمن يحتاج فقط منا إلى أن نذكره بالله، وأن نعيده إلى دين الله، وأن لا يعود إلى هنا وهناك: ﴿وَذَكِّر فَإِنَّ الذِّكرى تَنفَعُ المُؤمِنينَ﴾، ﴿سَيَذَّكَّرُ مَن يَخشى﴾، ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد: - فقد قال الحسن البصري عليه رحمة الله في كلمة أختم بها وأعلق عليها: "كأني بالإسلام يؤتى به يوم القيامة على هيئة رجل فيقول لرب العالمين سبحانه وتعالى: يا ربي سل هذا فيما نصرني، يا ربي سل هذا متى دعا الناس إلي"، وهكذا أسئلة… وكأني بنا جميعا أيها الإخوة نقف بين يدي ربنا تبارك وتعالى ويسائلنا يا فلان أما رأيت منكرًا فلم تغيره، أما رأيت شيئًا جميلًا ومعروفًا فلم تشجعه، أما رأيت معروفًا فلم تسع إلى الدفع به أكثر، أو أما رأيت فرصة للدعوة إلى الله ولم تستغلها، بل تجاهلتها، أو أما رأيت منكرًا فاقتحمته، وأتيت إليه، وأضعفت إسلامك، ودينك….
- فكأني بالله تبارك وتعالى يسائل كل أحد منا فماذا سيجيب، وماذا سيقول، وبماذا نصر دين الله جل وعلا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا أَنصارَ اللَّهِ كَما قالَ عيسَى ابنُ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ مَن أَنصاري إِلَى اللَّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللَّهِ فَآمَنَت طائِفَةٌ مِن بَني إِسرائيلَ وَكَفَرَت طائِفَةٌ فَأَيَّدنَا الَّذينَ آمَنوا عَلى عَدُوِّهِم فَأَصبَحوا ظاهِرينَ﴾…
- وأخيرًا: فليس بالضرورة أن يكون المسلم الداعية في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة وغيره عامة أن يكون بلحية، ولا أن يكون بعمامة، ولا بثوب أبيض، ولا عنده إجازات وشهائد وغير ذلك بل يحتاج إلى همة عظيمة يحتاج إلى أن يكون هذا الدين هو الهم الأكبر له، ويسعى لنصرته، ونشره، وكسب الناس إليه بكل وسيلة يستشعر قوله صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي بك رجلًا واحدًا خيرًا لك من حمر النعم"، "من دل إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من أتبعه"، "ومن سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله".
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
مساعدة
الإبلاغ عن المادة
تعديل تدوينة
*الدعوة.إلى.الله.من.خلال.وسائل.التواصل.الاجتماعي.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي ...
*الدعوة.إلى.الله.من.خلال.وسائل.التواصل.الاجتماعي.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ ...المزيد
*المنافقون.بين.عصر.الرسالة.وعصر.العلمنة.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...
*المنافقون.بين.عصر.الرسالة.وعصر.العلمنة.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/tkWS1HmHGBo?si=gY-KnDjQ2wPHelyZ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 20/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن من أخطر، وأشد، وأكثر، وأعظم الأمراض القاتلة التي تنتشر في مجتمعنا بقوة، وفي أوساطنا، وتؤخر النصر الذي نريده جميعًا من ربنا، والتي تدب في أمتنا، وسببت لها المعاناة الشديدة، والأحداث الجليلة، والكوارث الكبيرة التي نراها والتي سنراها ما دام هذا المرض ينهش في أجسادنا، ويدب في مجتمعاتنا، ويعلو ويرتفع في أمتنا...
- هذا المرض أيها الإخوة ليس بالمرض الذي يمكن أن يُتساهل فيه، ولا يمكن أن يُتجاهل، وأن يُتغافل عنه، لا أبدًا، وجرب لو أن مرضًا حسيًا حقيقيًا ليس معنويًا الذي سأتحدث عنه اليوم، ولكن لو كان مرضًا حسيًا يجري في المجتمع، ويدب في أوساط الناس لأعدوا له العدة، واستعدوا بكل جهد وقوة، ولن يمنعهم الفقر في سبيل القضاء، وبذل الأموال حتى التخلص منه، ولهم هنا وهناك من المخارج حتى يتصدوا لهذا المرض سواء كانت هذه جهود فردية، أو جهود مجتمعية، أو جهود حكومية، أو جهود دولية، لا بل كل هذا ستكون، وما كورونا عنا ببعيد، لكن عندما يكون هذا المرض ينهش ويترعرع، ويكبر، ويؤخر، ويضعف، ويهلك هذه الامة فإنه يُرعى، فإنه يُسترعى، فإنه يُستدعى، فإنه يُستزرع، فإنه يُهيأ.
- ألا تعلمون ما هذا المرض، إنه النفاق وإن كنت سأتحدث قليلًا عن النفاق الاعتقادي؛ لأن النفاق على قسمين وجهتين، نفاق عملي، وهذا أمره سهل قد يقع فيه المؤمن ثم يتوب ويتوب الله عليه، كالكذب، والخيانة، والغدر، ونقض الأمانة، مع أن هذه من الكبائر، لكنه قد يقع فيه المؤمن، ويتوب منه، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث"، والحديث في البخاري ومسلم وفي رواية: "آية المنافق أربع: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" وفي رواية "وإذا عاهد غدر"، وفي رواية: "وإذا خاصم فجر"، وبعض الروايات في غير البخاري ومسلم تزيد على هذه الأربع، ولكن المقصود على أن هذه من النفاق العملي الذي يمكن أن يقع فيه المؤمن حتى.
- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي أكثر القرآن الكريم من ذكره وبسهابة، وبكثرة، ونراه حتى في ثاني سورة منه ألا وهي البقرة يتحدث عن المؤمنين، وعن صفات الإيمان في ثلاث آيات، ويتحدث عن الكفر في آيتين، نعم الكفر وهو الكفر لكن في آيتين؛ لأنه واضح صريح ومعلوم، ولا يمكن لأحد أن يعيش ويكون له سلطة وقوة وسطوة ومال وجاه ويستمع له، ويتابع، ويُعجب به، وهو كافر يقول صراحة أنا كافر، لا يمكن..
- ولهذا تجدون أولئك الذين انزلقوا في ما انزلقوا فيه من خروج صريح عن الأمة، وعن الإسلام يحاربهم الصغير والكبير، وإن كان بلحية الواحد منهم إلى بين قدميه، لكن يحاربهم الصغير والكبير، وكفانا حتى إن نقول شرهم من أن يتحدث الخاصة عنهم لكن العامة يهجمون عليهم: ﴿وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ القِتالَ...﴾…
- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي يُظهر إسلامه، ويُبطن كفره، إذن فآن للقرآن أن يتحدث عن هذا النفاق الاعتقادي الذي ينخر في أمتنا وبقوة…
- إذا كان المنافقون في زمنه صلى الله عليه وسلم يخفون كفرهم ونفاقهم وذلك الفساد الذي يستشري في نفوسهم، لكنهم يصلون، وفوق هذا قد تجدهم في الصف الأول، وأيضًا لا يمكن أن يأتي بالقبيح في رسول الله، أو في وجه الصحابة، فإذا وقع شيء من ذلك منهم خافوا وذعروا وانتبهوا وتابوا أمام الخلق بل وأقسموا وحلفوا هكذا هم: ﴿وَأَقسَموا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمانِهِم....﴾ وليس أي يمين لأجل أن يتخلصوا من التهمة بل جهد أيمانهم… أما اليوم لا بالعكس…
- المنافق فينا هو السيد الذي يحكمنا، المنافق فينا هو المتزعم جبهة كبرى فوق رؤوسنا، المنافق فينا هو الذي يتولى على أموالنا، المنافق فينا هو الذي يقتل في أمتنا، المنافق فينا هو الذي بيده سلطة، وقوة، وكلمة، المنافق فينا هو ذلك الذي لا يمكن أن يصل إليه أحد من الخلق إلا من هم بجواره ممن يزعمون النفاق مثله، المنافق فينا له مئات الآلاف وعشرات الآلاف من المتابعين والمتابعات، له حسابات، وقنوات، وفيديوهات، وإعلاميات، ووجاهات، وصحف، وجرائد، ومجلات… وله ماله دون أن يتعرض له أحد من الناس…!.
- إذن النفاق أيها الإخوة الذي تحدث عنه القرآن وبكثرة بدءًا من سورة البقرة، وانتهاء لا بسورة المنافقون بل القرآن كله إما صراحة، أو على غير تصريح، حتى قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله في كلام قيم: "يكاد القرآن أن يكون كله في المنافقين"…
- نعم القرآن كله في خطاب عن النفاق؛ نظرًا لكثرتهم، ولسوء أفعالهم، ولجرم صنيعهم… فواجب الأمة أن تفطن لهذا المرض، وأن تدرك هذا الخطر، وأن تحاربه، وأن تمنعه من أن يعشعش في مجتمعاتنا، وأن تقول للمنافق أنت منافق صراحة كما قال الله من قبل لهم مع أنهم كانوا يخفون نفاقهم: ﴿فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ وَاللَّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبوا...﴾، فلا مداهنات لا مجاملات في أمر النفاق والمنافقات؛ لأن هذا يضرك ويضر مجتمعك ويضر أمتك ويضر كل أحد في في بلدك...
- النفاق هذا الذي أكثر منه القرآن لا يحل لمسلم أن يتساهل فيه، وأن يداهن وأن يداري أصحابه، وأن يتابع، ويشاهد، ويعجب، ويصاحب، ويصادق، ويوالي أهله…
- بل لو وجدت كلمة واحدة من الناس تصارح المنافقين وتفضحهم وتعريهم وتكشفهم للناس لما تهافتوا عليهم، ولما تجرأوا لما يتجرأوت عليه اليوم… من سب، وطعن، ونشر الشبهات في هذا الدين، فضلًا عن الجرائم التي يفعلونها في المسلمين، وينشرون الفتن في أوساط المجتمعات…
- نعم إن المنافق لخطره قد سواه الله بالكافر في جهنم فضلًا عن الدنيا: ﴿إِنَّ اللَّهَ جامِعُ المُنافِقينَ وَالكافِرينَ في جَهَنَّمَ جَميعًا﴾. بل ﴿إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا﴾ [النساء: ١٤٥]، نعم تجمعهم جهنم، ونِعم الجامع، لكن هم في عذاب أشد، وفي أكبر عذاب من الكفار، ولهذا بدأ الله بهم؛ لشدتهم، ولعظيم جرمهم، ولكثرتهم، ولحيلهم، ولما فعلوا في الأمة دائمًا وأبدًا…
- وقد قيل على أن الكافر لا يمكن أن يصل إلى شيء في أمتنا إلا بالاعتماد على طابور خامس بيننا، بين قوسين هم المنافقون وأهل النفاق، وأكررها ثلاثًا لو لم يكن هؤلاء لما كان هذا الذي نعيشه، وليس بجديد علينا، وسواء كان في قريب، أو في بعيد، وأتحدث عن الأمة بكلها…
- فمن الضرورة في زماننا أن يتعزف المسلم على المنافقين وصفاتهم لا لشيء لكن ليحذرهم، ويحذر منهم ومن باب: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه…، وحتى لا تنطلي عليه حيلتهم، وخداعهم، وتنميق كلامهم وزيف شعاراتهم…: ﴿لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذِّب طائِفَةً بِأَنَّهُم كانوا مُجرِمينَ﴾، ﴿يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾،… وما من بلية ومحنة وكربة نزلت على الأمة إلا كان لهذه الجرثومة النفافقية الخيط الأعظم والأشد فيها إن لم يكونوا هم سببها… وما سقطت الأندلس ثم بغداد ثم الخلافة الإسلامية إلا على أيديهم…
- ثم ماذا ينقصنا من مهلكة شديدة وصلنا إليها مع أن الخيرات كما يقال بين أيدينا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، بل ننام عليها، ونصبح ونمسي عليها، ونراها هنا وهناك لكن لا تستعمل؛ لأنها تؤخذ وتسلب من أمام أعيننا…. بسبب أيادي المنافقين التي تسلطت على رقاب الأمة وسلمتنا لكف عفريت أعني الغرب اللعين…
- إن هذا الأمر لا يحل أن يبقى في الأمة، ولا يحل أن يستمر، بل الواجب أن يحارب، وأن يستيقظ له، وأن يكون المؤمن كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾ عنده السبيل واضحًا وبهذا لا يمكن لأحد أن يتحايل عليه، وأن يتلاعب بعقله، وأن يُستغفل، ويُسلب منه أرضه، وأمواله، وخيرات بلده، وقراره الذي بيده، فضلًا من أن يشككوه في دينه…!.
- إذا كان هذا النفاق لخطورته ولشدته ولعظمة أمره يخافه حتى الصحابة كما قال ابن أبي مليكة وكلامه في البخاري أثبته في صحيحه: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه"، فما منهم رضي الله عنهم أحد يبرئ نفسه منه، حتى إن الفاروق رضي الله عنه يأتي إلى حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين ويقول: أنشدك الله أسماني رسول الله في المنافقين؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا، يعني لن أتحدث إلى أحد، ولن أزكي أحدًا، حتى يقطع الباب حتى يأتي أحد من الناس ومن الصحابة يأتي في اليوم التالي عثمان أو علي أو فلان وعلان وجميع الصحابة ليقولوا لحذيفة هل نحن أيضًا سماني النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في المنافقين وإلا لجاءوا إليه وسألوه لخوفهم من النفاق رضي الله عنه…
- بل قيل كما قال الحسن البصري: "ما أمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن"، والإمام أحمد عليه رحمة الله قال: "ومن يأمن النفاق"؟، بل نجد مثل ابن سيرين عليه رحمة الله يقول ما من أية أخوف عندي من قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ﴾…
- فيتحدث هؤلاء العظماء عن خوفهم من النفاق لما ورد فيه من شدة، وعظمة وعقوبة، ولأهواله، ولعظمته، فكيف نحن، كيف بنا نحن، وماذا عنا، كيف لمسلم ولنا أن نزكي أنفسنا، وقد يكون أحدنا فيه نفاق وهو لا يدرك، إلا فلنحذر منه كل الحذر وإلا سنقع فيه ويوقعنا غيرنا فيه بسبب تغافلنا عنه وتجاهلنا إياه… ﴿لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالمُرجِفونَ فِي المَدينَةِ لَنُغرِيَنَّكَ بِهِم ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا مَلعونينَ أَينَما ثُقِفوا أُخِذوا وَقُتِّلوا تَقتيلًا﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الجراحاتِ في الأمة كثيرة، وهذه الجراحات التي تنهش في أمتنا هي بسبب أول وليس الوحيد ولا شك بسبب أول هو من يتربص عليها، ويكيد لها، ويقف ضد تطورها، ونهضتها، واستعادة أمجادها، وهذه بكلها لا لشيء فقط يححقه في قرارة نفسه، بل ليرضي غيره، ليرضي ما يسمى بين قوسين (الاستعمار بالوكالة) هذا الذي نراه ونفسره مع الخيرات التي أعدها الله في أمتنا لكن نرى على أن كل شيء لا يرى إما أنه ينهب هنا وهناك، أو لا يُستخرج أصلًا… ولهذا قيل لو علم العرب لماذا كل هذا الصراع العالم يجري في أوطانهم لأدركوا على أنه بسبب الخيرات الموجودة لديهم والتي لو نهض بها حكامها واستغلوها لأصبحوا أغنى بلدان الدنيا… لكن لن يحدث ذلك والسر في هذا على أن أولئك الذي تحدثنا عنهم في خطبتنا الأولى لا يريدون للأمة أن تنهض أبدًا، وإن نهضت عادت، وأُشغلت، وانتكست بأشياء أخرى، لا يحل لها أن تنتكس فيه.
- وإنه والله ما سقطت الأندلس، ولا بغداد، ولا الخلافة الأخيرة العثمانية، ولا العباسية وغيرها في أمتنا ولا أي شيء من هذه الأمور الجسيمة في تاريخنا إلا بأفعال من نافقوا في أمتنا، وخذلوها، وخانوها، وأهانوها وللأسف الشديد…
- والكارثة أننا لا نأخذ الدروس والعبر من ماضينا حتى تكون نحن عبرة وعظة لنا ولغيرنا، ومن لم يأخذ بماضيه فسيعود إلى ماضيه، سيعود إليه حتماً، ويقول العرب في مثلهم: "ما أشبه الليلة بالبارحة"، ويقول الغربيون: "التاريخ يعيد نفسه"، وصدقوا؛ فإن التاريخ يعاد إذا ما أُخذ منه العظة والعبر والدروس.
- فالواجب على الأمة أن تأخذ العظة والعبرة مما سبق حتى تتقي ما لحق، وأن تتوب مما مضى لتجتهد فيما بقى، وإلا شقيت مؤبدًا ولن تنهض مطلقًا…
- والواجب أيضًا أن ندرك ذلك حق الإدراك، وأن نعلم على أن هؤلاء لا بد من ردعهم، وليس أن يكون ذلك المسلم خائفًا منهم، ذليلًا أمامهم، بل أن يقول وأن يتحدث سواء كانوا الذين يشككون في دين الله، وقد تحدثنا عنهم كثيرًا وإن كان القرآن يتحدث عنهم أيضًا، لكن هناك آخرون، وإن كان الشك في دين الله، والتشكيك في دين الله، وعدم الرضا بحكم الله، وتطبيق غير شرع الله، وقل ما شئت من هذه المخالفات الشرعية من الولاء لغير الإسلام، ولغير دين الله، ولغير القرآن، ولغير المؤمنين عمومًا لا يحدث عادة إلا عند هؤلاء المنافقين: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يَزعُمونَ أَنَّهُم آمَنوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلَى الطّاغوتِ وَقَد أُمِروا أَن يَكفُروا بِهِ وَيُريدُ الشَّيطانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلالًا بَعيدًا﴾ ..
- فكل حكم غير حكم رب العالمين فهو طاغوت يعبد من دون رب العالمين، سواء كانت هذه أنظمة غربية، أو أمم متحدة، أو نظام عالمي جديد، أو أي شيء من هذه المسميات ومنها العادات والتقاليد التي تخالف شرع رب العالمين، والأهواء والرغبات والتصنيفات التي تخالف الشرع، وهذه بكلها مما يحاربها الشرع ويصدق عليها أنها طاغوت تعبد من دون الله، ولهذا قال سبحانه وتعالى عنهم ﴿وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالَوا إِلى ما أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسولِ رَأَيتَ المُنافِقينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدودًا﴾ فهلا أدرك أهل النفاق ذلك جيدا…
- المنافقون فقط الذين يقفون زضد شرع الله وضد تحكيم أمر الله وضد هذا بكله ويخافون منه ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾…
- آيات تتلى ولا زالت تتلى ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا﴾، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ...﴾، ﴿وَمَا اختَلَفتُم فيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ...﴾…
هذه الآيات بكلها وغيرها معها تضرب بها هنا وهناك عند المنافقين ثم يستبدلون لنا مرجعيا وقوانين غربية أو أنظمة شرقية أو كانت أيضًا منظمات أجنبية أو كانت ما كانت مما يقال على أنها مرجعيات الحل في اليمن أو غيره، وكأن لا حل في الشرع عندهم…
- كيف مرجعيات الحل وما هي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة… وكأن الحل ليس في كتاب الله، أو وكأن كتاب الله لا يغني ولا يكفي عندهم ولا بد من الاستعانة بغيره: ﴿وَإِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ أَفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابوا أَم يَخافونَ أَن يَحيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾ وانظر: ﴿وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ﴾، خاضعين ذليلين إذا كان ذلك الحق يخدم المصلحة…
- بل يمكن للمنافق أن يوالي أعداء الله خوفْا من أن يكون كتاب الله يعارض ما يريد من مصلحة أو خوفًا من الكفار عامة: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ ...﴾ نخشى أن نحارب أن نفتن أن نؤخذ أن أن إلى آخره من فتح باب الشيطان عليهم، ثم ماذا ﴿فَكَيفَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم ثُمَّ جاءوكَ يَحلِفونَ بِاللَّهِ إِن أَرَدنا إِلّا إِحسانًا وَتَوفيقًا أُولئِكَ الَّذينَ يَعلَمُ اللَّهُ ما في قُلوبِهِم فَأَعرِض عَنهُم وَعِظهُم وَقُل لَهُم في أَنفُسِهِم قَولًا بَليغًا﴾ هذا هو دأبهم إذا حصص الحق وظهر أمرهم حلفوا أنهم أرادوا مصلحة البلاد والعباد…
على العموم هذه من أبرز وأعظم الظواهر والعلامات للنفاق الاعتقادي وللمنافقين وإن كانت هناك أسباب وأعراض وظواهر وأمور أخرى التي تنخر في جسد هذه الأمة، لكن يكفي هنا حتى لا تكون إطالة…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/tkWS1HmHGBo?si=gY-KnDjQ2wPHelyZ
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 20/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن من أخطر، وأشد، وأكثر، وأعظم الأمراض القاتلة التي تنتشر في مجتمعنا بقوة، وفي أوساطنا، وتؤخر النصر الذي نريده جميعًا من ربنا، والتي تدب في أمتنا، وسببت لها المعاناة الشديدة، والأحداث الجليلة، والكوارث الكبيرة التي نراها والتي سنراها ما دام هذا المرض ينهش في أجسادنا، ويدب في مجتمعاتنا، ويعلو ويرتفع في أمتنا...
- هذا المرض أيها الإخوة ليس بالمرض الذي يمكن أن يُتساهل فيه، ولا يمكن أن يُتجاهل، وأن يُتغافل عنه، لا أبدًا، وجرب لو أن مرضًا حسيًا حقيقيًا ليس معنويًا الذي سأتحدث عنه اليوم، ولكن لو كان مرضًا حسيًا يجري في المجتمع، ويدب في أوساط الناس لأعدوا له العدة، واستعدوا بكل جهد وقوة، ولن يمنعهم الفقر في سبيل القضاء، وبذل الأموال حتى التخلص منه، ولهم هنا وهناك من المخارج حتى يتصدوا لهذا المرض سواء كانت هذه جهود فردية، أو جهود مجتمعية، أو جهود حكومية، أو جهود دولية، لا بل كل هذا ستكون، وما كورونا عنا ببعيد، لكن عندما يكون هذا المرض ينهش ويترعرع، ويكبر، ويؤخر، ويضعف، ويهلك هذه الامة فإنه يُرعى، فإنه يُسترعى، فإنه يُستدعى، فإنه يُستزرع، فإنه يُهيأ.
- ألا تعلمون ما هذا المرض، إنه النفاق وإن كنت سأتحدث قليلًا عن النفاق الاعتقادي؛ لأن النفاق على قسمين وجهتين، نفاق عملي، وهذا أمره سهل قد يقع فيه المؤمن ثم يتوب ويتوب الله عليه، كالكذب، والخيانة، والغدر، ونقض الأمانة، مع أن هذه من الكبائر، لكنه قد يقع فيه المؤمن، ويتوب منه، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث"، والحديث في البخاري ومسلم وفي رواية: "آية المنافق أربع: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" وفي رواية "وإذا عاهد غدر"، وفي رواية: "وإذا خاصم فجر"، وبعض الروايات في غير البخاري ومسلم تزيد على هذه الأربع، ولكن المقصود على أن هذه من النفاق العملي الذي يمكن أن يقع فيه المؤمن حتى.
- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي أكثر القرآن الكريم من ذكره وبسهابة، وبكثرة، ونراه حتى في ثاني سورة منه ألا وهي البقرة يتحدث عن المؤمنين، وعن صفات الإيمان في ثلاث آيات، ويتحدث عن الكفر في آيتين، نعم الكفر وهو الكفر لكن في آيتين؛ لأنه واضح صريح ومعلوم، ولا يمكن لأحد أن يعيش ويكون له سلطة وقوة وسطوة ومال وجاه ويستمع له، ويتابع، ويُعجب به، وهو كافر يقول صراحة أنا كافر، لا يمكن..
- ولهذا تجدون أولئك الذين انزلقوا في ما انزلقوا فيه من خروج صريح عن الأمة، وعن الإسلام يحاربهم الصغير والكبير، وإن كان بلحية الواحد منهم إلى بين قدميه، لكن يحاربهم الصغير والكبير، وكفانا حتى إن نقول شرهم من أن يتحدث الخاصة عنهم لكن العامة يهجمون عليهم: ﴿وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ القِتالَ...﴾…
- لكن ماذا عن النفاق الاعتقادي الذي يُظهر إسلامه، ويُبطن كفره، إذن فآن للقرآن أن يتحدث عن هذا النفاق الاعتقادي الذي ينخر في أمتنا وبقوة…
- إذا كان المنافقون في زمنه صلى الله عليه وسلم يخفون كفرهم ونفاقهم وذلك الفساد الذي يستشري في نفوسهم، لكنهم يصلون، وفوق هذا قد تجدهم في الصف الأول، وأيضًا لا يمكن أن يأتي بالقبيح في رسول الله، أو في وجه الصحابة، فإذا وقع شيء من ذلك منهم خافوا وذعروا وانتبهوا وتابوا أمام الخلق بل وأقسموا وحلفوا هكذا هم: ﴿وَأَقسَموا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمانِهِم....﴾ وليس أي يمين لأجل أن يتخلصوا من التهمة بل جهد أيمانهم… أما اليوم لا بالعكس…
- المنافق فينا هو السيد الذي يحكمنا، المنافق فينا هو المتزعم جبهة كبرى فوق رؤوسنا، المنافق فينا هو الذي يتولى على أموالنا، المنافق فينا هو الذي يقتل في أمتنا، المنافق فينا هو الذي بيده سلطة، وقوة، وكلمة، المنافق فينا هو ذلك الذي لا يمكن أن يصل إليه أحد من الخلق إلا من هم بجواره ممن يزعمون النفاق مثله، المنافق فينا له مئات الآلاف وعشرات الآلاف من المتابعين والمتابعات، له حسابات، وقنوات، وفيديوهات، وإعلاميات، ووجاهات، وصحف، وجرائد، ومجلات… وله ماله دون أن يتعرض له أحد من الناس…!.
- إذن النفاق أيها الإخوة الذي تحدث عنه القرآن وبكثرة بدءًا من سورة البقرة، وانتهاء لا بسورة المنافقون بل القرآن كله إما صراحة، أو على غير تصريح، حتى قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله في كلام قيم: "يكاد القرآن أن يكون كله في المنافقين"…
- نعم القرآن كله في خطاب عن النفاق؛ نظرًا لكثرتهم، ولسوء أفعالهم، ولجرم صنيعهم… فواجب الأمة أن تفطن لهذا المرض، وأن تدرك هذا الخطر، وأن تحاربه، وأن تمنعه من أن يعشعش في مجتمعاتنا، وأن تقول للمنافق أنت منافق صراحة كما قال الله من قبل لهم مع أنهم كانوا يخفون نفاقهم: ﴿فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ وَاللَّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبوا...﴾، فلا مداهنات لا مجاملات في أمر النفاق والمنافقات؛ لأن هذا يضرك ويضر مجتمعك ويضر أمتك ويضر كل أحد في في بلدك...
- النفاق هذا الذي أكثر منه القرآن لا يحل لمسلم أن يتساهل فيه، وأن يداهن وأن يداري أصحابه، وأن يتابع، ويشاهد، ويعجب، ويصاحب، ويصادق، ويوالي أهله…
- بل لو وجدت كلمة واحدة من الناس تصارح المنافقين وتفضحهم وتعريهم وتكشفهم للناس لما تهافتوا عليهم، ولما تجرأوا لما يتجرأوت عليه اليوم… من سب، وطعن، ونشر الشبهات في هذا الدين، فضلًا عن الجرائم التي يفعلونها في المسلمين، وينشرون الفتن في أوساط المجتمعات…
- نعم إن المنافق لخطره قد سواه الله بالكافر في جهنم فضلًا عن الدنيا: ﴿إِنَّ اللَّهَ جامِعُ المُنافِقينَ وَالكافِرينَ في جَهَنَّمَ جَميعًا﴾. بل ﴿إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا﴾ [النساء: ١٤٥]، نعم تجمعهم جهنم، ونِعم الجامع، لكن هم في عذاب أشد، وفي أكبر عذاب من الكفار، ولهذا بدأ الله بهم؛ لشدتهم، ولعظيم جرمهم، ولكثرتهم، ولحيلهم، ولما فعلوا في الأمة دائمًا وأبدًا…
- وقد قيل على أن الكافر لا يمكن أن يصل إلى شيء في أمتنا إلا بالاعتماد على طابور خامس بيننا، بين قوسين هم المنافقون وأهل النفاق، وأكررها ثلاثًا لو لم يكن هؤلاء لما كان هذا الذي نعيشه، وليس بجديد علينا، وسواء كان في قريب، أو في بعيد، وأتحدث عن الأمة بكلها…
- فمن الضرورة في زماننا أن يتعزف المسلم على المنافقين وصفاتهم لا لشيء لكن ليحذرهم، ويحذر منهم ومن باب: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه…، وحتى لا تنطلي عليه حيلتهم، وخداعهم، وتنميق كلامهم وزيف شعاراتهم…: ﴿لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذِّب طائِفَةً بِأَنَّهُم كانوا مُجرِمينَ﴾، ﴿يَعتَذِرونَ إِلَيكُم إِذا رَجَعتُم إِلَيهِم قُل لا تَعتَذِروا لَن نُؤمِنَ لَكُم قَد نَبَّأَنَا اللَّهُ مِن أَخبارِكُم وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾،… وما من بلية ومحنة وكربة نزلت على الأمة إلا كان لهذه الجرثومة النفافقية الخيط الأعظم والأشد فيها إن لم يكونوا هم سببها… وما سقطت الأندلس ثم بغداد ثم الخلافة الإسلامية إلا على أيديهم…
- ثم ماذا ينقصنا من مهلكة شديدة وصلنا إليها مع أن الخيرات كما يقال بين أيدينا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، بل ننام عليها، ونصبح ونمسي عليها، ونراها هنا وهناك لكن لا تستعمل؛ لأنها تؤخذ وتسلب من أمام أعيننا…. بسبب أيادي المنافقين التي تسلطت على رقاب الأمة وسلمتنا لكف عفريت أعني الغرب اللعين…
- إن هذا الأمر لا يحل أن يبقى في الأمة، ولا يحل أن يستمر، بل الواجب أن يحارب، وأن يستيقظ له، وأن يكون المؤمن كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلِتَستَبينَ سَبيلُ المُجرِمينَ﴾ عنده السبيل واضحًا وبهذا لا يمكن لأحد أن يتحايل عليه، وأن يتلاعب بعقله، وأن يُستغفل، ويُسلب منه أرضه، وأمواله، وخيرات بلده، وقراره الذي بيده، فضلًا من أن يشككوه في دينه…!.
- إذا كان هذا النفاق لخطورته ولشدته ولعظمة أمره يخافه حتى الصحابة كما قال ابن أبي مليكة وكلامه في البخاري أثبته في صحيحه: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه"، فما منهم رضي الله عنهم أحد يبرئ نفسه منه، حتى إن الفاروق رضي الله عنه يأتي إلى حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين ويقول: أنشدك الله أسماني رسول الله في المنافقين؟ قال: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا، يعني لن أتحدث إلى أحد، ولن أزكي أحدًا، حتى يقطع الباب حتى يأتي أحد من الناس ومن الصحابة يأتي في اليوم التالي عثمان أو علي أو فلان وعلان وجميع الصحابة ليقولوا لحذيفة هل نحن أيضًا سماني النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في المنافقين وإلا لجاءوا إليه وسألوه لخوفهم من النفاق رضي الله عنه…
- بل قيل كما قال الحسن البصري: "ما أمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن"، والإمام أحمد عليه رحمة الله قال: "ومن يأمن النفاق"؟، بل نجد مثل ابن سيرين عليه رحمة الله يقول ما من أية أخوف عندي من قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ﴾…
- فيتحدث هؤلاء العظماء عن خوفهم من النفاق لما ورد فيه من شدة، وعظمة وعقوبة، ولأهواله، ولعظمته، فكيف نحن، كيف بنا نحن، وماذا عنا، كيف لمسلم ولنا أن نزكي أنفسنا، وقد يكون أحدنا فيه نفاق وهو لا يدرك، إلا فلنحذر منه كل الحذر وإلا سنقع فيه ويوقعنا غيرنا فيه بسبب تغافلنا عنه وتجاهلنا إياه… ﴿لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالمُرجِفونَ فِي المَدينَةِ لَنُغرِيَنَّكَ بِهِم ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا مَلعونينَ أَينَما ثُقِفوا أُخِذوا وَقُتِّلوا تَقتيلًا﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الجراحاتِ في الأمة كثيرة، وهذه الجراحات التي تنهش في أمتنا هي بسبب أول وليس الوحيد ولا شك بسبب أول هو من يتربص عليها، ويكيد لها، ويقف ضد تطورها، ونهضتها، واستعادة أمجادها، وهذه بكلها لا لشيء فقط يححقه في قرارة نفسه، بل ليرضي غيره، ليرضي ما يسمى بين قوسين (الاستعمار بالوكالة) هذا الذي نراه ونفسره مع الخيرات التي أعدها الله في أمتنا لكن نرى على أن كل شيء لا يرى إما أنه ينهب هنا وهناك، أو لا يُستخرج أصلًا… ولهذا قيل لو علم العرب لماذا كل هذا الصراع العالم يجري في أوطانهم لأدركوا على أنه بسبب الخيرات الموجودة لديهم والتي لو نهض بها حكامها واستغلوها لأصبحوا أغنى بلدان الدنيا… لكن لن يحدث ذلك والسر في هذا على أن أولئك الذي تحدثنا عنهم في خطبتنا الأولى لا يريدون للأمة أن تنهض أبدًا، وإن نهضت عادت، وأُشغلت، وانتكست بأشياء أخرى، لا يحل لها أن تنتكس فيه.
- وإنه والله ما سقطت الأندلس، ولا بغداد، ولا الخلافة الأخيرة العثمانية، ولا العباسية وغيرها في أمتنا ولا أي شيء من هذه الأمور الجسيمة في تاريخنا إلا بأفعال من نافقوا في أمتنا، وخذلوها، وخانوها، وأهانوها وللأسف الشديد…
- والكارثة أننا لا نأخذ الدروس والعبر من ماضينا حتى تكون نحن عبرة وعظة لنا ولغيرنا، ومن لم يأخذ بماضيه فسيعود إلى ماضيه، سيعود إليه حتماً، ويقول العرب في مثلهم: "ما أشبه الليلة بالبارحة"، ويقول الغربيون: "التاريخ يعيد نفسه"، وصدقوا؛ فإن التاريخ يعاد إذا ما أُخذ منه العظة والعبر والدروس.
- فالواجب على الأمة أن تأخذ العظة والعبرة مما سبق حتى تتقي ما لحق، وأن تتوب مما مضى لتجتهد فيما بقى، وإلا شقيت مؤبدًا ولن تنهض مطلقًا…
- والواجب أيضًا أن ندرك ذلك حق الإدراك، وأن نعلم على أن هؤلاء لا بد من ردعهم، وليس أن يكون ذلك المسلم خائفًا منهم، ذليلًا أمامهم، بل أن يقول وأن يتحدث سواء كانوا الذين يشككون في دين الله، وقد تحدثنا عنهم كثيرًا وإن كان القرآن يتحدث عنهم أيضًا، لكن هناك آخرون، وإن كان الشك في دين الله، والتشكيك في دين الله، وعدم الرضا بحكم الله، وتطبيق غير شرع الله، وقل ما شئت من هذه المخالفات الشرعية من الولاء لغير الإسلام، ولغير دين الله، ولغير القرآن، ولغير المؤمنين عمومًا لا يحدث عادة إلا عند هؤلاء المنافقين: ﴿أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يَزعُمونَ أَنَّهُم آمَنوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلَى الطّاغوتِ وَقَد أُمِروا أَن يَكفُروا بِهِ وَيُريدُ الشَّيطانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلالًا بَعيدًا﴾ ..
- فكل حكم غير حكم رب العالمين فهو طاغوت يعبد من دون رب العالمين، سواء كانت هذه أنظمة غربية، أو أمم متحدة، أو نظام عالمي جديد، أو أي شيء من هذه المسميات ومنها العادات والتقاليد التي تخالف شرع رب العالمين، والأهواء والرغبات والتصنيفات التي تخالف الشرع، وهذه بكلها مما يحاربها الشرع ويصدق عليها أنها طاغوت تعبد من دون الله، ولهذا قال سبحانه وتعالى عنهم ﴿وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالَوا إِلى ما أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسولِ رَأَيتَ المُنافِقينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدودًا﴾ فهلا أدرك أهل النفاق ذلك جيدا…
- المنافقون فقط الذين يقفون زضد شرع الله وضد تحكيم أمر الله وضد هذا بكله ويخافون منه ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾…
- آيات تتلى ولا زالت تتلى ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا﴾، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ...﴾، ﴿وَمَا اختَلَفتُم فيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ...﴾…
هذه الآيات بكلها وغيرها معها تضرب بها هنا وهناك عند المنافقين ثم يستبدلون لنا مرجعيا وقوانين غربية أو أنظمة شرقية أو كانت أيضًا منظمات أجنبية أو كانت ما كانت مما يقال على أنها مرجعيات الحل في اليمن أو غيره، وكأن لا حل في الشرع عندهم…
- كيف مرجعيات الحل وما هي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة… وكأن الحل ليس في كتاب الله، أو وكأن كتاب الله لا يغني ولا يكفي عندهم ولا بد من الاستعانة بغيره: ﴿وَإِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ أَفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابوا أَم يَخافونَ أَن يَحيفَ اللَّهُ عَلَيهِم وَرَسولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾ وانظر: ﴿وَإِن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إِلَيهِ مُذعِنينَ﴾، خاضعين ذليلين إذا كان ذلك الحق يخدم المصلحة…
- بل يمكن للمنافق أن يوالي أعداء الله خوفْا من أن يكون كتاب الله يعارض ما يريد من مصلحة أو خوفًا من الكفار عامة: ﴿فَتَرَى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهِم يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبَنا دائِرَةٌ ...﴾ نخشى أن نحارب أن نفتن أن نؤخذ أن أن إلى آخره من فتح باب الشيطان عليهم، ثم ماذا ﴿فَكَيفَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم ثُمَّ جاءوكَ يَحلِفونَ بِاللَّهِ إِن أَرَدنا إِلّا إِحسانًا وَتَوفيقًا أُولئِكَ الَّذينَ يَعلَمُ اللَّهُ ما في قُلوبِهِم فَأَعرِض عَنهُم وَعِظهُم وَقُل لَهُم في أَنفُسِهِم قَولًا بَليغًا﴾ هذا هو دأبهم إذا حصص الحق وظهر أمرهم حلفوا أنهم أرادوا مصلحة البلاد والعباد…
على العموم هذه من أبرز وأعظم الظواهر والعلامات للنفاق الاعتقادي وللمنافقين وإن كانت هناك أسباب وأعراض وظواهر وأمور أخرى التي تنخر في جسد هذه الأمة، لكن يكفي هنا حتى لا تكون إطالة…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*شمولية.الإسلام.لكل.زمان.ومكان.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد ...
*شمولية.الإسلام.لكل.زمان.ومكان.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/JUCulsqxhXY?si=Q3pMHgrXsiczmi
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 13/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن أبناء المسلمين اليوم يعانون من داء عضال، ومرض مزمن وخطير، يستأصل الفكرة، ولا يترك أي عبرة، هذا المرض الذي ينتشر بعمق في أمتنا، وفي أبناء ديننا، وفي هؤلاء الذين هم أساس نهضة الأمة، وأساس حضارتها، واستعادة أمجادها، يعيشون هذا الخلل، ألا وهو الخلل في التصور، الخلل في الفهم، وليس أعني الشباب فقط، بل لعله عند عامة المسلمين إلا من رحم الله، هذا الخلل في التصور وفي الفهم أوجد شرخًا كبيرا في العمل كل الشرخ…
- فترى ذلك المسلم موحدًا، عابدًا، مصليًا، حاجًا، متصدقًا، مزكيًا، ذاكرًا لله، قارئًا، وقل ما شئت من أنواع العبادات، والطاعات فيما بينه وبين الله، لكن تجد ذلك الشخص نفسه وإذا هو خارج أنواع العبادات الأخرى التي أعني بها العبادات الثانية المرادفة للعبادات التي بينه وبين الله ألا وهي عبادات الأخلاق، عبادات المعاملات، تعبيد الحياة لله، وأعني بها أن تتوجه نحو الله، أن تكون هذه الحياة بكل تفاصيلها من الله، ولله، وفي الله، ويعمل ذلك المسلم وفق أحكام رب العالمين سبحانه وتعالى في كل تفاصيل هذه الحياة: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾…
- هذا الخلل الذي نراه، والفهم المنكوس المعكوس الذي بدأ ينتشر بقوة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية التي تتمثل بأن ترى المسلم بينه وبين الله في عبادات وطاعات مرضية، وإذا هو في سوقه، وفي بيته، وفي عمله، وفي شارعه، وبين أصدقائه، وفي كل أوقاته يختلف اختلافًا كليًا عن ما كان عليه من عبادة بينه وبين الله جل جلاله؛ إذ يرتكب المحرمات، ويقول الموبقات، وينظر الى الخبائث والمنكرات، ولا يسعى لتغيير المنكر الذي يراه، ولا يعرف أي معروف يمكن أن يعرف حتى بالعقل فضلًا عن النقل، فلا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، مع أنه يزعم العبادة زعما.
- هذا التصور الخاطئ لدى أبناء المسلمين أوجد هذا الشرخ العظيم ما بين العبادات وما بين المعاملات مع أن المعاملات هي ثمرة العبادات والطاعات، ثمرة لما بينك وبين الله تبارك وتعالى…
- والواجب الذي لا يحل غيره، ولا يجوز سواه البتة بأن تلتزم بالأخلاق فيما بينك وبين الخلق دائمًا وأبدًا، وأن تحمل رسالة الإسلام في كل مكان أنت فيه، وأن تحمل رسالة الإسلام في عملك، أن تحمل رسالة الإسلام في سوقك، أن تحمل رسالة الإسلام في بيتك، أن تحمل رسالة الإسلام في كل شيء من تفاصيل حياتك؛ إذ أنت مسلم في كل شيء، ومستسلم لله تبارك وتعالى، فيجب أن تخضع لشرعه، وأن تأتمر بأمره، وتنزجر لنهيه، وتعمل بأحكامه في كل تفاصيل حياتك عامة، فإن لم تكن كذلك فلم يكتمل إسلامك بعد وراجعه فورًا فقد قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً...﴾ أي في الإسلام كافة… عبادات ومعاملات، وسلم وحرب، دين ودولة، عقيدة وشرعية، علم وعمل، فكر وسياسة، اقتصاد وثقافة، قضاء وعدالة، في كل شؤون الحياة عامة…
- ومن لم يفعل ما سبق فقد هدده الله بقوله، وحكم عليه في كتابه: ﴿أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خِزيٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ﴾، وقال تبارك وتعالى عن أولئك المقتسمين ﴿الَّذينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضينَ﴾.أي جزؤوه وأخذوا ما شاءوا وتركوا ما شاءوا لا لما يشاء الله بل لما يشاءوا هم، وكأن الله لم يخاطب كل مسلم بقوله ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾، وانظر إلى أل التي هي للعموم فكل شيء في الإسلام قد رضيته لكم، وأتممته عليكم ونقرأ الآية ثانية: ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- أفيتصور مسلم أن يكون هذا النبي العالمي صلى الله عليه وسلم رسولًا للعبادات، ويترك المعاملات، رسولًا للصلوات وأمريكا وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة هي الرسول للمعاملات ولأخلاق الحياة، وللاقتصاد وللسياسة والاجتماع والثقافة من كل أصناف الحياة…
- أيعقل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليس برسول في هذه الأمور، وإنما هو محصور في الصلاة، والمسجد كما يزعمون، أيعقل أن يعلمنا عليه الصلاة والسلام كما قال اليهودي لسلمان الفارسي علمكم نبيكم حتى الخراءه، استهزاء فقال سلمان: نعم، لقد علمنا نبينا كل شيء، وكأنه يقول ورغمًا عنك، لقد علمنا كل شيء حتى عندما تأتي للحمام، فإذا كان نبينا علمنا حتى أمور الحياة البسيطة، حتى أعزك الله في حمامك أفيتركنا في أمور الحياة كبيرة…
- وليس من المعقول أبداً أن يبين الله لنا أحكاماً دقيقة، وتفاصيل خفية، وأموراً هينة، كأحكام الخلاء والمسح على الخفين، ثم لا يبين لنا الأحكام الكبرى، كأحكام السياسة الشرعية، ومسائل الاقتصاد والأموال، والأحكام الاجتماعية والأحوال الشخصية…
- إن الإسلام منهج حياة متكامل جمع بين الدين والدنيا، والقول والعمل، والظاهر والباطن، فضمن بذلك للإنسان خيري الدنيا والآخرة… وقد قال عنه جل وعلا ﴿تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الفُرقانَ عَلى عَبدِهِ لِيَكونَ لِلعالَمينَ نَذيرًا﴾، ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ﴾﴿ ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ﴾، وقل عن آيات كتاب رب العالمين كافة…
إن الإسلام له منهجه الاقتصادي الكامل ومنهجه السياسي الكامل، ومنهجه الإصلاحي الكامل في كل مجالات الحياة.... ذلك المنهج الذي يحقق للإنسان السعادة في الدنيا، ولا ينسى معاده في الآخرة.
- لقد وضع الإسلام نظاماً شاملًا لحياة الإنسان وهو في بطن أمه حملاً، ثم عندما يكون طفلاً، فبين الذي له من حقوق الحضانة والرضاعة والرعاية، ثم لما يبلغ ويتزوج، ثم عندما يكون أباً أو أماً، ثم لما يكون شيخاً كبيراً، فشريعة الإسلام ترعى الإنسان وتدير شؤونه من قبل ولادته حتى وفاته وبعد وفاته.
- فديننا نظم حياة الإنسان كلها في نفسه وعلاقاته مع غيره، في بيته وفي عمله وفي كل أحواله، فكل حياة الإنسان تكفّل الإسلام بوضع منهج متكامل لها، وجعل الالتزام بهذا المنهج عبادة يُثاب عليها إذا خلصت النية لله عز وجل.
- ولا غرابة أن تجد الفقه الإسلامي قد اشتمل على العبادات والمعاملات، والأنكحة، والمواريث، والأقضية، والدعاوي، والحدود والقصاص والتعازير، والجهاد والمعاهدات، والحلال والحرام، والآداب، فهو يضع القواعد ويرسي المبادئ الصالحة لتنظيم حياة الإنسان…
- وما ذاك كله إلا لأن الله جل وعلا هو رب العالمين جميعًا وخالقهم ورازقهم والمتحكم في كل شيء منهم: ﴿وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾، ﴿وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا ...﴾ يسجدون لله كلهم إما طوعًا بالعبادات والطاعات، أو يسجدون تحت الإذعان على الأقل للأمراض والموت والمهلكة والزلازل والكوارث والمحن؛ لأنهم تحت سيطرة رب العالمين سبحانه وتعالى…
- ألا وإن حكاية الغرب وممثليهم من الملحدين والعلمانيين الذين يرددون مقالتهم النصرانية الكبيرة واليهودية الماسونية التي أعلنوها ونشروها في الأمة: "دع ما لله وما للقيصر للقيصر"، إنه ليطبق في بلاد الإسلام، وبقوة، وانظر كيف أن كثيرًا منا ولعلك أنت وأنا وهذا وذاك وتلك لا نتصور أن يكون رئيس دولة سنية بعمامة؛ إذ لا علاقة لصاحب العمامة من السياسة، ورئاسة الدولة… ونسينا بأن مؤسس دولة الإسلام ورئيس أول دولة فيه هو نبينا صلى الله عليه وسلم ثم أتقى وأنقى وأعظم الأمة بعده وهو الصديق رضي الله عنه ثم الخلفاء بعده!.
- مع ذلك نعم للأسف لا يمكن لمسلم عصري أن يتصور عالمًا هو رئيس دولتنا، أو رئيس عالمنا، أو يقوم فيحلل في سياساتنا، واقتصادنا، فلقد نخرت العلمانية أفكارنا ووصلت إلى سويداء قلوبنا، وشتت شملنا، وفرقت جمعنا، وخربت كل شيء في حياتنا، ولم تبق لنا إلا المسجد والمسجد مطارد، والمسجد مشرد، والمسجد مصنف، وأصحاب المسجد تحت دائرة الرقابة والمتابعة والشك وعلامة الاستفهام وكأنهم لا يريدون الإسلام أصلا! ......
- مع إنهم يقولون على أن الإسلام في المسجد لكنهم حاربوه في المسجد وخارج المسجد، وكأنهم لا يريدون أن يكون الإسلام في شيء، لقد أشاعوا في الأمة فكرتهم الإبليسية: ما لله لله وما للقيصر للقيصر، وكذبوا بما قالوا أما نحن فإننا نقول بما قال رب العالمين: ﴿وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ...﴾، نعم رغمًا عن أنوفكم، وسيصل الإسلام حتمًا إلى كل شيء في حياتكم، حييتم أو متم، وافقتم أو لم توافقوا، إنه دين الله والغالب الله: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، ﴿صِبغَةَ اللَّهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبغَةً وَنَحنُ لَهُ عابِدونَ﴾!.
- ثم إن العلمانية قد شوهت ديننا بأن حصرت التشريع في الإسلام في الحدود والعقوبات كما يتصور أولئك أو يصورون، مع أث الحدود ليست إلا وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي، التي ينبغي أن تسبقها تهيئة صحيحة للأمة من خلال نشر الفكرة الإسلامية حتى تؤثر في كل الأوضاع وتصبغها بصبغة الإسلام… وتعاليمه في كل شيء ثم من خالف فيكفي عقوبة لواحد ليرتدع الكل وليست العقوبة معاقبة للفرد إنما لردع المجتمع…
- إن الإسلام المحمدي لم يأت للعرب خاصة، ولا للمسلمين فقط دون كل العالم بل أتى لكل العالم على وجه العموم: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾، ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا كافَّةً لِلنّاسِ بَشيرًا وَنَذيرًا وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ...﴾ في اقتصادك، في سياستك، في اجتماعك، في معاملتك، في منطقك، في حركتك، في سكنتك، أينما كنت فشمولية الإسلام تعنيك، ويجب أن تعمل بأحكام دينك في كل شؤون حياتك…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- إن ديننا هذا الشامل والكامل لا يقبل التجزئة، ولا يقبل المزايدة والمناقصة، ولا يقبل منا أن يأخذ بعضه ونترك بعضه، فإما أن يأخذه المسلم بكله، أو لا يكون مسلمًا بكله، ولا يكون أبدا إلا في كامل معنى الإسلام الذي يرتضيه رب العالمين. لا ما يرتضيه هذا وذاك بل ما يرتضيه الله تبارك وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾.
- فالواجب علينا أن نصحح المفهوم وأن لا نظن أن الإسلام ونظلم الإسلام بأنه خاص بأمور معينة، وبأشخاص محددين، وبأماكن خاصة لا بل: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ﴾ فكل بني آدم في كتاب الله مكرم كل بني آدم في كتاب الله مكرم، وبالتالي له حقوق وعليه واجبات.. فمن هنا لقد احترم القرآن الإنسانية بكلها، وكرمها جميعها، فكيف يأتي هؤلاء ليستنقصوا أبناء المسلمين، أو يتنقصوا بهم وبدينهم…!.
- لا يمكن أن يرتضي الإسلام للمسلم فضلًا عن غيره أن يتلاعب بأحكامه، ويتشهى في الأخذ منه؛ لأن الإسلام لا يفرق بين الصلاة وبين الصيام، وبين الزكاة وبين الحج، ولا بين الاقتصاد والسياسة والاجتماع والرياضة، ولا بين الفرد والمجتمع، ولا بين الدولة والحكومة، والرئاسة والزعامة، والعالم بأكمله، بل يجب أن يشملهم هذا الدين عامة، وأن يدخلوا فيه كافة؛ لأنه دين الكافة، الدين الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى للناس عامة: ﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ﴾،
لأنه يحمل خيرهم في الدنيا والآخرة إن حملوه كما يجب سعدوا به في الدنيا كما يرتضوا، وأن لم يأخذوا به كما يجب شقوا في الدنيا مع أن الله لا يريد لهم الشقاء: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا ...﴾.
- وإن التطبيق لأحكام الإسلام كانت في القرون الماضية والأزمان السابقة ففازوا ونجحوا وحكموا الدنيا وأصبح هؤلاء هم صناع حضارة الدنيا، وكان الغربي يتذبذب في دينه ويتشكك فيه؛ لأنه يراه لم ينهض ببلده، ولم يراع إمكانياته، ولم يتسع لأفكاره، ولعلمه ولأشيائه، حتى الضروريات في الحياة فضلًا عن الكماليات والتحسينيات فشكوا في دينهم؛ لأنه لم يحملهم على ما كان عليه الإسلام وأبناء في ذلك الزمان واليوم انعكس الأمر أصبح كثير من أبناء المسلمين خاصة مع موجة العلمنة والطاعون الأشر في عصرنا يتذبذب ويتردد ويشك في دينه لأن بلاد المسلمين اليوم ليست كأوروبا والغرب عمومًا وما علم على أن الخلل ليس في ديننا بل فينا نحن وإلا فقد كان العرب خاصة هم نموذج العالم كافة، وصناع حضارة الدنيا عامة، فالخلل عندنا، والخطأ منا، مع المؤامرة الكبرى التي تدار علينا وضدنا…
- إن العلمانية اليوم وهي تحكم الأمة منذ أكثر من قرن من الزمان عملت بقضها وقضيضها لتحطيم بلاد العرب والمسلمين، وجعلتها في كف عفريت، وأخرتها مئات السنين للوراء؛ تنفيذًا لرغبة بريطانيا وفرنسا وأمريكا!.
- لقد صورت للمسلم بأن الإسلام عندما يحكمنا أنه سيقطع أيدينا، ويجلد ظهورنا، ويرجمنا بالحجارة، وما علموا على أن الاسلام له منهجه يشمل الحياة كافة، وينظم شؤون كل شيء عامة، وقد وضع نظامه الشامل في الاقتصاد في السياسة في الاجتماع في الأخلاق في السلم في الحرب في المعاملات في كل شيء كان، وإذا لم يكن كذلك فلماذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم..
- أوليس النبي ذلك الإمام في المسجد هو نفسه رئيس الدولة والحاكم، أوليس تولى خلافة المسلمين بعد رسول الله خير الناس على الإطلاق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من بعدهم، أولم يقل الله تبارك وتعالى ﴿إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ﴾… أولم يقل الله تبارك تعالى ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، ﴿وَأَنِ احكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ﴾، لا بما أنزلت الأمم المتحدة، ولا بقوانينها الوضعية، ولا بدساتير غربية، ولا أي شيء كان من هذه المهزلات العالمية، بل بما أنزل الله تبارك وتعالى وما الذي أنزل الله غير تشريعه وغير هذا الإسلام الكامل الشامل بكل تفاصيل الحياة عامة…
- فإذا آمنا بذلك بكل ما تعنيه الكلمة، وغيرنا ذلك التصور الذي طالما عشعش في قلوبنا ونفوسنا وأعمالنا، وعملنا به حق العمل كما كان في عهد أسلافنا فإننا سننهض ببلدنا، وبأمتنا، وقبل بأنفسنا…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/JUCulsqxhXY?si=Q3pMHgrXsiczmi
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ 13/جمادى الأولى/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن أبناء المسلمين اليوم يعانون من داء عضال، ومرض مزمن وخطير، يستأصل الفكرة، ولا يترك أي عبرة، هذا المرض الذي ينتشر بعمق في أمتنا، وفي أبناء ديننا، وفي هؤلاء الذين هم أساس نهضة الأمة، وأساس حضارتها، واستعادة أمجادها، يعيشون هذا الخلل، ألا وهو الخلل في التصور، الخلل في الفهم، وليس أعني الشباب فقط، بل لعله عند عامة المسلمين إلا من رحم الله، هذا الخلل في التصور وفي الفهم أوجد شرخًا كبيرا في العمل كل الشرخ…
- فترى ذلك المسلم موحدًا، عابدًا، مصليًا، حاجًا، متصدقًا، مزكيًا، ذاكرًا لله، قارئًا، وقل ما شئت من أنواع العبادات، والطاعات فيما بينه وبين الله، لكن تجد ذلك الشخص نفسه وإذا هو خارج أنواع العبادات الأخرى التي أعني بها العبادات الثانية المرادفة للعبادات التي بينه وبين الله ألا وهي عبادات الأخلاق، عبادات المعاملات، تعبيد الحياة لله، وأعني بها أن تتوجه نحو الله، أن تكون هذه الحياة بكل تفاصيلها من الله، ولله، وفي الله، ويعمل ذلك المسلم وفق أحكام رب العالمين سبحانه وتعالى في كل تفاصيل هذه الحياة: ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾…
- هذا الخلل الذي نراه، والفهم المنكوس المعكوس الذي بدأ ينتشر بقوة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية التي تتمثل بأن ترى المسلم بينه وبين الله في عبادات وطاعات مرضية، وإذا هو في سوقه، وفي بيته، وفي عمله، وفي شارعه، وبين أصدقائه، وفي كل أوقاته يختلف اختلافًا كليًا عن ما كان عليه من عبادة بينه وبين الله جل جلاله؛ إذ يرتكب المحرمات، ويقول الموبقات، وينظر الى الخبائث والمنكرات، ولا يسعى لتغيير المنكر الذي يراه، ولا يعرف أي معروف يمكن أن يعرف حتى بالعقل فضلًا عن النقل، فلا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، مع أنه يزعم العبادة زعما.
- هذا التصور الخاطئ لدى أبناء المسلمين أوجد هذا الشرخ العظيم ما بين العبادات وما بين المعاملات مع أن المعاملات هي ثمرة العبادات والطاعات، ثمرة لما بينك وبين الله تبارك وتعالى…
- والواجب الذي لا يحل غيره، ولا يجوز سواه البتة بأن تلتزم بالأخلاق فيما بينك وبين الخلق دائمًا وأبدًا، وأن تحمل رسالة الإسلام في كل مكان أنت فيه، وأن تحمل رسالة الإسلام في عملك، أن تحمل رسالة الإسلام في سوقك، أن تحمل رسالة الإسلام في بيتك، أن تحمل رسالة الإسلام في كل شيء من تفاصيل حياتك؛ إذ أنت مسلم في كل شيء، ومستسلم لله تبارك وتعالى، فيجب أن تخضع لشرعه، وأن تأتمر بأمره، وتنزجر لنهيه، وتعمل بأحكامه في كل تفاصيل حياتك عامة، فإن لم تكن كذلك فلم يكتمل إسلامك بعد وراجعه فورًا فقد قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً...﴾ أي في الإسلام كافة… عبادات ومعاملات، وسلم وحرب، دين ودولة، عقيدة وشرعية، علم وعمل، فكر وسياسة، اقتصاد وثقافة، قضاء وعدالة، في كل شؤون الحياة عامة…
- ومن لم يفعل ما سبق فقد هدده الله بقوله، وحكم عليه في كتابه: ﴿أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خِزيٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ﴾، وقال تبارك وتعالى عن أولئك المقتسمين ﴿الَّذينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضينَ﴾.أي جزؤوه وأخذوا ما شاءوا وتركوا ما شاءوا لا لما يشاء الله بل لما يشاءوا هم، وكأن الله لم يخاطب كل مسلم بقوله ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾، وانظر إلى أل التي هي للعموم فكل شيء في الإسلام قد رضيته لكم، وأتممته عليكم ونقرأ الآية ثانية: ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- أفيتصور مسلم أن يكون هذا النبي العالمي صلى الله عليه وسلم رسولًا للعبادات، ويترك المعاملات، رسولًا للصلوات وأمريكا وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة هي الرسول للمعاملات ولأخلاق الحياة، وللاقتصاد وللسياسة والاجتماع والثقافة من كل أصناف الحياة…
- أيعقل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ليس برسول في هذه الأمور، وإنما هو محصور في الصلاة، والمسجد كما يزعمون، أيعقل أن يعلمنا عليه الصلاة والسلام كما قال اليهودي لسلمان الفارسي علمكم نبيكم حتى الخراءه، استهزاء فقال سلمان: نعم، لقد علمنا نبينا كل شيء، وكأنه يقول ورغمًا عنك، لقد علمنا كل شيء حتى عندما تأتي للحمام، فإذا كان نبينا علمنا حتى أمور الحياة البسيطة، حتى أعزك الله في حمامك أفيتركنا في أمور الحياة كبيرة…
- وليس من المعقول أبداً أن يبين الله لنا أحكاماً دقيقة، وتفاصيل خفية، وأموراً هينة، كأحكام الخلاء والمسح على الخفين، ثم لا يبين لنا الأحكام الكبرى، كأحكام السياسة الشرعية، ومسائل الاقتصاد والأموال، والأحكام الاجتماعية والأحوال الشخصية…
- إن الإسلام منهج حياة متكامل جمع بين الدين والدنيا، والقول والعمل، والظاهر والباطن، فضمن بذلك للإنسان خيري الدنيا والآخرة… وقد قال عنه جل وعلا ﴿تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الفُرقانَ عَلى عَبدِهِ لِيَكونَ لِلعالَمينَ نَذيرًا﴾، ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ﴾﴿ ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ﴾، وقل عن آيات كتاب رب العالمين كافة…
إن الإسلام له منهجه الاقتصادي الكامل ومنهجه السياسي الكامل، ومنهجه الإصلاحي الكامل في كل مجالات الحياة.... ذلك المنهج الذي يحقق للإنسان السعادة في الدنيا، ولا ينسى معاده في الآخرة.
- لقد وضع الإسلام نظاماً شاملًا لحياة الإنسان وهو في بطن أمه حملاً، ثم عندما يكون طفلاً، فبين الذي له من حقوق الحضانة والرضاعة والرعاية، ثم لما يبلغ ويتزوج، ثم عندما يكون أباً أو أماً، ثم لما يكون شيخاً كبيراً، فشريعة الإسلام ترعى الإنسان وتدير شؤونه من قبل ولادته حتى وفاته وبعد وفاته.
- فديننا نظم حياة الإنسان كلها في نفسه وعلاقاته مع غيره، في بيته وفي عمله وفي كل أحواله، فكل حياة الإنسان تكفّل الإسلام بوضع منهج متكامل لها، وجعل الالتزام بهذا المنهج عبادة يُثاب عليها إذا خلصت النية لله عز وجل.
- ولا غرابة أن تجد الفقه الإسلامي قد اشتمل على العبادات والمعاملات، والأنكحة، والمواريث، والأقضية، والدعاوي، والحدود والقصاص والتعازير، والجهاد والمعاهدات، والحلال والحرام، والآداب، فهو يضع القواعد ويرسي المبادئ الصالحة لتنظيم حياة الإنسان…
- وما ذاك كله إلا لأن الله جل وعلا هو رب العالمين جميعًا وخالقهم ورازقهم والمتحكم في كل شيء منهم: ﴿وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ﴾، ﴿وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا ...﴾ يسجدون لله كلهم إما طوعًا بالعبادات والطاعات، أو يسجدون تحت الإذعان على الأقل للأمراض والموت والمهلكة والزلازل والكوارث والمحن؛ لأنهم تحت سيطرة رب العالمين سبحانه وتعالى…
- ألا وإن حكاية الغرب وممثليهم من الملحدين والعلمانيين الذين يرددون مقالتهم النصرانية الكبيرة واليهودية الماسونية التي أعلنوها ونشروها في الأمة: "دع ما لله وما للقيصر للقيصر"، إنه ليطبق في بلاد الإسلام، وبقوة، وانظر كيف أن كثيرًا منا ولعلك أنت وأنا وهذا وذاك وتلك لا نتصور أن يكون رئيس دولة سنية بعمامة؛ إذ لا علاقة لصاحب العمامة من السياسة، ورئاسة الدولة… ونسينا بأن مؤسس دولة الإسلام ورئيس أول دولة فيه هو نبينا صلى الله عليه وسلم ثم أتقى وأنقى وأعظم الأمة بعده وهو الصديق رضي الله عنه ثم الخلفاء بعده!.
- مع ذلك نعم للأسف لا يمكن لمسلم عصري أن يتصور عالمًا هو رئيس دولتنا، أو رئيس عالمنا، أو يقوم فيحلل في سياساتنا، واقتصادنا، فلقد نخرت العلمانية أفكارنا ووصلت إلى سويداء قلوبنا، وشتت شملنا، وفرقت جمعنا، وخربت كل شيء في حياتنا، ولم تبق لنا إلا المسجد والمسجد مطارد، والمسجد مشرد، والمسجد مصنف، وأصحاب المسجد تحت دائرة الرقابة والمتابعة والشك وعلامة الاستفهام وكأنهم لا يريدون الإسلام أصلا! ......
- مع إنهم يقولون على أن الإسلام في المسجد لكنهم حاربوه في المسجد وخارج المسجد، وكأنهم لا يريدون أن يكون الإسلام في شيء، لقد أشاعوا في الأمة فكرتهم الإبليسية: ما لله لله وما للقيصر للقيصر، وكذبوا بما قالوا أما نحن فإننا نقول بما قال رب العالمين: ﴿وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ...﴾، نعم رغمًا عن أنوفكم، وسيصل الإسلام حتمًا إلى كل شيء في حياتكم، حييتم أو متم، وافقتم أو لم توافقوا، إنه دين الله والغالب الله: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، ﴿صِبغَةَ اللَّهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبغَةً وَنَحنُ لَهُ عابِدونَ﴾!.
- ثم إن العلمانية قد شوهت ديننا بأن حصرت التشريع في الإسلام في الحدود والعقوبات كما يتصور أولئك أو يصورون، مع أث الحدود ليست إلا وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي، التي ينبغي أن تسبقها تهيئة صحيحة للأمة من خلال نشر الفكرة الإسلامية حتى تؤثر في كل الأوضاع وتصبغها بصبغة الإسلام… وتعاليمه في كل شيء ثم من خالف فيكفي عقوبة لواحد ليرتدع الكل وليست العقوبة معاقبة للفرد إنما لردع المجتمع…
- إن الإسلام المحمدي لم يأت للعرب خاصة، ولا للمسلمين فقط دون كل العالم بل أتى لكل العالم على وجه العموم: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾، ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا كافَّةً لِلنّاسِ بَشيرًا وَنَذيرًا وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ...﴾ في اقتصادك، في سياستك، في اجتماعك، في معاملتك، في منطقك، في حركتك، في سكنتك، أينما كنت فشمولية الإسلام تعنيك، ويجب أن تعمل بأحكام دينك في كل شؤون حياتك…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- إن ديننا هذا الشامل والكامل لا يقبل التجزئة، ولا يقبل المزايدة والمناقصة، ولا يقبل منا أن يأخذ بعضه ونترك بعضه، فإما أن يأخذه المسلم بكله، أو لا يكون مسلمًا بكله، ولا يكون أبدا إلا في كامل معنى الإسلام الذي يرتضيه رب العالمين. لا ما يرتضيه هذا وذاك بل ما يرتضيه الله تبارك وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾.
- فالواجب علينا أن نصحح المفهوم وأن لا نظن أن الإسلام ونظلم الإسلام بأنه خاص بأمور معينة، وبأشخاص محددين، وبأماكن خاصة لا بل: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ﴾ فكل بني آدم في كتاب الله مكرم كل بني آدم في كتاب الله مكرم، وبالتالي له حقوق وعليه واجبات.. فمن هنا لقد احترم القرآن الإنسانية بكلها، وكرمها جميعها، فكيف يأتي هؤلاء ليستنقصوا أبناء المسلمين، أو يتنقصوا بهم وبدينهم…!.
- لا يمكن أن يرتضي الإسلام للمسلم فضلًا عن غيره أن يتلاعب بأحكامه، ويتشهى في الأخذ منه؛ لأن الإسلام لا يفرق بين الصلاة وبين الصيام، وبين الزكاة وبين الحج، ولا بين الاقتصاد والسياسة والاجتماع والرياضة، ولا بين الفرد والمجتمع، ولا بين الدولة والحكومة، والرئاسة والزعامة، والعالم بأكمله، بل يجب أن يشملهم هذا الدين عامة، وأن يدخلوا فيه كافة؛ لأنه دين الكافة، الدين الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى للناس عامة: ﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ﴾،
لأنه يحمل خيرهم في الدنيا والآخرة إن حملوه كما يجب سعدوا به في الدنيا كما يرتضوا، وأن لم يأخذوا به كما يجب شقوا في الدنيا مع أن الله لا يريد لهم الشقاء: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا ...﴾.
- وإن التطبيق لأحكام الإسلام كانت في القرون الماضية والأزمان السابقة ففازوا ونجحوا وحكموا الدنيا وأصبح هؤلاء هم صناع حضارة الدنيا، وكان الغربي يتذبذب في دينه ويتشكك فيه؛ لأنه يراه لم ينهض ببلده، ولم يراع إمكانياته، ولم يتسع لأفكاره، ولعلمه ولأشيائه، حتى الضروريات في الحياة فضلًا عن الكماليات والتحسينيات فشكوا في دينهم؛ لأنه لم يحملهم على ما كان عليه الإسلام وأبناء في ذلك الزمان واليوم انعكس الأمر أصبح كثير من أبناء المسلمين خاصة مع موجة العلمنة والطاعون الأشر في عصرنا يتذبذب ويتردد ويشك في دينه لأن بلاد المسلمين اليوم ليست كأوروبا والغرب عمومًا وما علم على أن الخلل ليس في ديننا بل فينا نحن وإلا فقد كان العرب خاصة هم نموذج العالم كافة، وصناع حضارة الدنيا عامة، فالخلل عندنا، والخطأ منا، مع المؤامرة الكبرى التي تدار علينا وضدنا…
- إن العلمانية اليوم وهي تحكم الأمة منذ أكثر من قرن من الزمان عملت بقضها وقضيضها لتحطيم بلاد العرب والمسلمين، وجعلتها في كف عفريت، وأخرتها مئات السنين للوراء؛ تنفيذًا لرغبة بريطانيا وفرنسا وأمريكا!.
- لقد صورت للمسلم بأن الإسلام عندما يحكمنا أنه سيقطع أيدينا، ويجلد ظهورنا، ويرجمنا بالحجارة، وما علموا على أن الاسلام له منهجه يشمل الحياة كافة، وينظم شؤون كل شيء عامة، وقد وضع نظامه الشامل في الاقتصاد في السياسة في الاجتماع في الأخلاق في السلم في الحرب في المعاملات في كل شيء كان، وإذا لم يكن كذلك فلماذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم..
- أوليس النبي ذلك الإمام في المسجد هو نفسه رئيس الدولة والحاكم، أوليس تولى خلافة المسلمين بعد رسول الله خير الناس على الإطلاق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من بعدهم، أولم يقل الله تبارك وتعالى ﴿إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ﴾… أولم يقل الله تبارك تعالى ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، ﴿وَأَنِ احكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ﴾، لا بما أنزلت الأمم المتحدة، ولا بقوانينها الوضعية، ولا بدساتير غربية، ولا أي شيء كان من هذه المهزلات العالمية، بل بما أنزل الله تبارك وتعالى وما الذي أنزل الله غير تشريعه وغير هذا الإسلام الكامل الشامل بكل تفاصيل الحياة عامة…
- فإذا آمنا بذلك بكل ما تعنيه الكلمة، وغيرنا ذلك التصور الذي طالما عشعش في قلوبنا ونفوسنا وأعمالنا، وعملنا به حق العمل كما كان في عهد أسلافنا فإننا سننهض ببلدنا، وبأمتنا، وقبل بأنفسنا…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*وحدة.الأمة.ضرورة.وفريضة.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*وحدة.الأمة.ضرورة.وفريضة.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17900
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 6 / جمادى الأولى / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الأمة اليوم تعيش في واقع مرير من الاختلاف، والافتراق، والصراع، والفتنة، والاحتراب، والمهلكة حتى بين علمائها، وبين مثقفيها، وبين عقالها، وبين كبرائها، وبين حكامها، فضلًا عن جماعاتها المحتربة، وأحزابها المحتدمة، وأفرادها التي هي في فتنة تلو فتنة.
- هذا الواقع المرير الذي نعيشه في كل يوم، هو واقع يشهد عليه الجميع، هو واقع نتجرع ذلك في كل لحظة وآن، هذا الواقع لا يحل أن يستمر في أمتنا؛ لأن هذه الأمة هي الأمة التي أخذت من الدروس والعبر والعظات في تاريخها الماضي ما يكفيها لآلآف السنين القادمة، بل لمئات القرون اللاحقة، فما سقطت خلافتها الإسلامية خلافة تلو خلافة، وقتل أبناؤها، ولا تجرعت أعظم مأساتها، ولا ذهبت كرامتها، ولا اُحتلت أراضيها، ولا نُهبت مقدساتها إلا عند تفرق الأمة وتشتتها، وعند تخاصمها، وعندما يكون كل واحد مشغولًا ببيته، ونفسه، ومتعه، أو كل قبيلة وقرية ودولة أو دويلة مشغولة بما هي فيه دون مبالاة بما يجري في أمته وعلى مقدساته…
- فقُطعت أوصال الأمة وصلة وصلة، وقطعة قطعة، وجسدًا جسدًا، وأصبح ذلك الجسد مشلولًا مهانًا ضعيفًا مريضًا وقل ما شئت من أنواع الضعف والأمراض التي أصابته، وتنهشه نهشًا، فهذه الفرقة والشتات والانقسام والتختلاف والخصام والشقاق الذي في الأمة هي أعظم أسباب المهلكة التي نحن فيها، والمذبحة العظمى، والإبادة الكبرى التي نعيشها في أرض غزة العزة وغيرها، ولعلها تستمر في بلاد المسلمين واحد واحدة إذا ما استمر هذا الضعف، وهذا التخاذل، وهذا الجبن، وهذا الهوان الذي نحن فيه إذا لم تفطن الأمة لهذا جيداً، وتتنبه له قبل أن يستفحل الأمر، وتكون المهلكة الكبرى العامة التي كانت في سابق عصرها…
- وما الخلافة العثمانية عنا ببعيدة، بل قل عن الخلافة العباسية وغيرها أيضا، وقل عن الأندلس تلك التي ضاعت من بلاد الإسلام والمسلمين وانتهت حتى اللحظة، ومنذ قرون طويلة، مع أن المسلمين كانوا فيها متجذرين لقرون عديدة، بل هي المدينة الزاهرة والغناء الجميلة، ذات القصور الشاهقة تلك التي تحكي الدولة الكبرى والعظمى التي عاشت سواء كانت المرابطين أو كانت العامرية أو كانت لما تسمى بملوك الطوائف التي انتهت بها الأمة بما فيها... وسلمت الأندلس بضعغها…
ما الذي أنهى هذه الدولة العريقة التي ضحى أبناء المسلمين بدءًا من من فاتحها طارق بن زياد إلى آخر رجل كان فيها فأهلك وأبيد، كيف سقطت وانتهت إلا بتفرق الأمة، وبتشتت الأمة، وبضياع الأمة، فضاعت بيضتها، ومجدها، وكرامتها، وسيادتها، وما فيها بهذه الفرقة والانقسام والتناحر الذي عند أفرادها، بدءاً من ملوكها وأنذاك كانوا ملوك الطوائف الذي كل واحد يأخذ قطعة من الأرض ويستولي عليها ولصغرها أشبه بحظيرة أغنام ومع ذلك ينصب نفسه ملكا عليها. وكل أحد يتغنى بمجده وهي لا تساوي نعلا…
- لقد حولتنا هذه الفرقة والاختلاف والتنازع بيننا من قوة إلى ضعف، ومن كرامة الى إهانة، ومن غنى إلى فقر، ومن إخوة إلى عداوة، ومن بؤرة متآخية إلى بؤرة بركانية يمكن أن تنفجر في أي لحظة، سواء كان على حدود مصطنعة، أو كان على أشياء أخرى من سياسات وقذارات تافهة…
- وهذا الذي صنعه الغربي بالأمس حين قسم ما ادعاه ساخرًا بتركة الرجل المريض ويعني به الخلافة العثمانية التي فككها، وأنهى جذورها، واطمأن بعدم قيامها لأنها تؤرقه، وتقض مضجعه؛ إذ فيها توحد المسلمين عليه، وتكالبهم ضده، وقبل التقسيم أوجد في نفوس العرب النعرة القومية بأن الخلافة العثمانية ماهي إلا قومية تركية وتنتهي ولا بد، ثم أغرى حكام العرب آنذاك بقتالها والتمرد عليها، وهو اليوم داؤنا عندما نتمرد على أمتنا وعلى ذواتنا وعلى أصلنا وعلى شرعنا وعلى ديننا… باستمرار الخلافات والصراعات والنزاعات بيننا…
- أيها الناس أليس لنا في التاريخ عبرة، أليس لنا في سقوط الخلافة العباسية ثم العثمانية عظة وعبرة، أليس الاختلاف والتفرق هو سبب التدمير والخراب والضياع، وترك فرصة للغرب العدو بأن يهتك ويبطش ويسرق وينهب ويتحكم ويوزع مقدسات المسلمين لمن شاء كما فعل بفلسطين حين أعطاها لليهود في وعد بلفور المشؤوم...
- أين التاريخ الذي مضى أليس لنا فيه عبرة، لم لا نأخذ منه دروسا وعبر…، إن ذلك التاريخ المرير للأمة إن لم تستفد منه اليوم فسيعاد الدرس بنصه وحذافيره، وستعاد نفس المؤامرة التي كانت ستكون علينا اليوم إذا ما استيقظنا واستيقظ الأفراد على أن الغرب يتكتل ونحن نتفرق…
- كيف كانت أوروبا قبل الاتحاد الأوروبي، وماذا كانت أمريكا عندما كانت الحروب الأهلية التي قتل فيها وباحصائياتهم أكثر مما قُتل في الحرب العالمية الثانية مجتمعة من عشرات بل مئات الآلاف من الجنود ومن الناس قتل وستعود بإذن الله نسأل الله أن يشغلها بنفسه ويجعل قوتها دماراً عليها…
- كيف كانت أمريكا قبل أن تكون اليوم الولايات المتحدة الإمريكية التي تتحكم بالعالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا… وخصوصًا العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص… وتبتز العالم بما فيه وتهدد ما شاءت، وتأخذ ما شاءت، خاصة نهبها وتدميرها واحتلالها للجو والبر والبحر في ما تسميه بالشرق الأوسط أو الشرق الأوسط الجديد والنظام العالمي الذي صنعته، فكيف كانت لو لم تكن بوحدة واحدة جمعت ولايتها كلها وانتهى الأمر بها إلى قوة تتحدى العالم، ثم كيف كانت دول أوروبا المتناحرة التي لا يوجد في التاريخ أمة تحاربت أكثر من أوروبا النصرانية، سواء كان بين مذاهبها الأرثوكس والكاثوليك والبروتستانت أو كان بين أفرادها وشعوبها ومماليكها، نعم مئات السنين تستمر الحروب بين هذه المماليك الصغيرة، لكنها انتهت بالاتحاد الأوروبي الذي زادت به قوة وغطرسة وهيمنة وقوة عظمى تتحدى العالم مرة أخرى…
- واليوم لا يخشى الغرب من الأمة العربية والإسلامية إلا أن تتوحد، لا يخشى من الأمة إلا أن تتجمهر، لا يخشى من الأمة إلا أن تكون أمة واحدة كما أرادها الله تبارك وتعالى… ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾.
- وأضمن لكم أن ستعيد هذه الأمة بتوحدها مجدها وكرامتها ومقدساتها وتستعيد ما نهب منها وأخذ وسلب من مالها وأرضها وتراثها وكل شيء فيها، وتأثر للمظلومين منها، وتحقق وبكل فخر وعزة عمليًا قول الله: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا} وليست تأتتة على اللسان ثم نخالف الآية الكريمة بالأعمال…، لا بل نريد أن نعمل بهذه الآية حرفيًا، وواجب كل فرد من أفراد الأمة أن يغرسها في نفسه، ويعمل بها حتى يتحقق توحد أمته…
- إن عالم اليوم هوعالم نتكتل وتوحد وتجمهر علينا بدأ من أفغانستان وانتهاء بغزة ولبنان، وقبل ذلك العراق، وقبل ذلك كل فلسطين، وهنا صنعاء وسوريا ودول أخرى التي أخذت منا سواء كان بأيديهم الحقيقية القذرة، أو كان بأيدي عملاء لهم من المجوس الرافضة….
- فمتى نتوحد نحن أيضًا ألم نسمع قول ربنا جل وعلا وهو ينادينا: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وانظر لهذا الفساد الكبير الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي بخصوصه بسبب تجمهر قوى الشر الغربية الظلامية الماسونية ضدنا… ما الذي حل بفلسطين وغزة بالتحديد وقل عن العراق وسوريا ولبنان واليمن أخيرًا أليس هذا هو سبب توحدهم ضدنا وتفرقنا… أوليس الحل في اجتماعنا وتوحدنا وأن نكون شوكة في حلوق أعدائنا، ألم يضمن لنا ربنا جل وعلا هزيمتهم إن توحدنا ضدهم: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾، ﴿قُل لِلَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهادُ﴾، ﴿لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذًى وَإِن يُقاتِلوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمَّ لا يُنصَرونَ﴾، فمتى سنفهم إذن: ﴿فَلا تَهِنوا وَتَدعوا إِلَى السَّلمِ وَأَنتُمُ الأَعلَونَ وَاللَّهُ مَعَكُم وَلَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… هذا كلام الله بيننا ومن أصدق من ربنا فلماذا لا نتوحد ضد عدونا وسينصرنا ربنا جل جلاله حتما…!.
- أيها الإخوة يكفي كفى كفى كفى توقفوا أيها الساسة عن كل هذا العبث في أمتنا والتفرق والشتات الذي أفسدنا وسلب كرامتنا ومجدنا وعذبنا وشردنا وأهلكنا… يكفي لقد ابتعدنا عن منهج ديننا وإسلامنا الذي يخاطبنا بشعار الوحدة الإسلامية الكبرى التي نريدها أيًا كان اسمها ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾…
- تجمعنا أمتنا ولغتنا ويجمعنا ربنا يجمعنا كتاب الله وجمعنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و(لا فرق لعربي، ولا لعجمي، ولا لأبيض ولا لأسود إلا بالتقوى) أليست هذه كلها تجمعنا وتوحدنا لا فرق بينتا إلا بتقوى ربنا جل وعلا فإما أن تكون متقيا فأنت منا أو تكون بعيدًا عنها فأنت لست منا هذه هي الذي الأصل والباقي كله باطل… فلا فرق بين إنسان كان في أبعد مشرق الأرض ينادي ب لا إله إلا الله، وبين إنسان في مغربها أو في شمالها أو جنوبها ما دام وأنه مسلم يوحد الله فهو مني وأنا منه، وواجب علي أن أنصره وأن ينصرني…
- أما بالنسبة لحدود الغرب التي اصطنعوها فإنما هي صناعة إبليسية لتجزئة الأمة ولتقطيع أوصالها ولتنشغل كل واحدة بنفسها، ثم أمروها بما يسمونه بعدم التدخل في شأن الدول، لا ليست دول كل دولة لا تتدخل في شؤون الأخرى بل أمة واحدة يجب عليها أن تتدخل وما يتألم شيء من جسدها في مكان إلا وهي تقاتل وتصارع وتعالج وتداوي، ولا يمكن أن تنام ولا أن تهدأ حتى يشفى ذلك المتألِم من الجسد فالجسد بكله يتألم على المتألم، نعم يتألم على الجزء البسيط الذي يتألم منها، ولا يمكن أن تنام، ولازال الألم فيها؛ لأنها أمة واحدة وكيان واحد.
الشعار الأبرز لها والأكبر: ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾
- ألم يقل الله لنا ويحذرنا ﴿ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم ...﴾ وتذهب قوتكم، وسلطتكم، وهيبتكم، وكرامتكم، واليوم هذه المتحققة فينا، والمتغذية عندنا؛ لأننا أصبحنا أعداء لأنفسنا، أعداء لأمتنا، أعداء لبعضنا، أعداء لكل شيء فينا، وقد أصبحنا كما نحن فيه من فتن وغوغاء ومهلكة وننتظر للحل والحل منا وفينا إذا ما استيقظنا وعدنا ورجعنا إلى كتاب ربنا تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ إِنَّما أَمرُهُم إِلَى اللَّهِ ...﴾ تخيل أن يكون الله يتبرأ منا بسبب تفرقنا الى أحزاب إلى جماعات إلى دويلات إلى قتال وصراع إلى حروب ومعارك إلى أشياء لا طائل تحتها ولا فائدة منها إلا البعد كل البعد عن ما أراده الله تبارك تعالى لنا: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾، ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾…
- ولهذا يحرص العالم الغربي بكل ما تعنيه الكلمة من حرص على تغذية الصراعات بين المسلمين سواء كان على الحقيقة أو كان على غيرها، وإلى إشعال نيران الحروب والدمار حتى ينشغل كل واحد منا بحرب نفسه، وبحرب بلده، وبالمهلكة التي هو فيها، ويتناسى الأمة، ويتناسى المقدسات، ويتناسى ما يجب عليه، فيقول قائل المسلمين اليوم بدلا من أن ينظر إلى غزة الجريحة ينظر إلى بلده الجريحة ويقول وغزة عندنا بسبب الفتن والصراعات والمشاكل.
التي عنده فعلا…
-وهذا الذي يراد لنا الانشغال بأنفسنا وببلداننا وبفتننا، أن ننشغل بجزء من الأمة، وأن ننشغل على جزء لا يحل لنا أن ننشغل به ونترك البقية للغرب يفترسه: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الناظر في هذا الكون والمتأمل فيه ليجد على أنه يسير في نظام واحد محكم موحد، نعم هذا الكون برمته حتى ما لا يعقل منه فهو يسير على ذلك، ولا يمكن مثلا أن تروا وحوشا في غابة كل وحش في غابة ينفرد بنفسه، بل إن رأيتم وحشا في مكان فإن وحوشا بجواره لا يمكن أن يحيا إلا هكذا مع أبناء جلدته، ولا يمكن حتى للحيوانات هذه التي لا تعقل شيئا أن تعيش إلا مع مجموعة من حيوانات أخرى وإلا افترست، وإلا انتهبت، وإلا قتلت، وإلا جاعت، وخافت، وانتهت، وقل عن كل شيء في هذه الدنيا يسير على ذلك…
-أفلا يستفيد البشر من هذا الأمر، نعم يمكن قد استفاد غيرنا منه كما مر معنا لكن بالنسبة لنا نحن أعني المسلمين فكارثتنا على أننا لم نستفد من تاريخنا فضلا من أن نستفيد من الحيوانات الاخرى المجتمعة التي نراها بأعيننا، مع أننا على اعتقاد جازم لا يخالطه شك على من أكبر علاجنا أن نكون أمة واحدة كما أرادها ربها، وبالتالي سيهابها عدوها، ويخاف منها، ويفزع ويحسب لها ألف حساب، أما إذا كنا قد أبتعدنا عن هذا المنهج فإن العدو سيتقوى علينا وسيأخذ بما نحفظ جميعا بقصة الثور الأبيض والأسود والأحمر كل ثور انفرد به الأسد وحده فأكل الثلاثة، والسبب على أنها افترقت واستطاع أن يقنعها بقوميتها وبمالها وبعقولها وبأشياء كثيرة جدا وبالتالي فعل الأفاعيل بها…
- فكذلك هؤلاء الأعداء يأتون إلى هؤلاء بهذه المسميات الجميلة في ظاهرها والتي تخفي في باطنها ما تخفي من إنهاء دور الأمة وإعادة توحدها وعزتها ومجدها وما كانت عليه في سابق عهدها…
- وانظروا كيف أن أكبر عدونا لا يحسدنا إلا لاجتماعنا الديني وتوحدنا: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام، والتأمين"، وفي بعض الأحاديث: "والجمعة"، ولو نظرنا إلى أحكام ديننا يمكن أن نقول فقط الأركان الخمسة لوجدنا الصلاة جماعية، ووجدنا الصيام في وقت واحد، ونفطر في وقت واحد، ووجدنا الحج حتى يجمعنا ليست الشعائر بل الألبسة بل المكان، بل الخطبة، بل الصلاة، وقل ما شئت،
وهكذا بالنسبة للزكاة التي فيها الألفة والتراحم، والتآخي، وهكذا أحكام الإسلام فضلًا عن آيات القرآن…
- فالواجب على الأمة كل الأمة أن تدرك هذه الحقيقة القرآنية، وأن تعلم على أن وحدتها سبب لنهضتها، وسبب لمجدها، وسبب لاستعادة كرامتها، وسبب لاسترداد أمجادها ومقدساتها التي نهبت، وعلى أنه يجب عليها أن تستيقظ لمخططات العدو الذي لا يريدها تتوحد أبدًا، ويعمل لأجل تفرقها، ألا فالواجب أن نصلح ما بيننا ونسعى للم صفوفنا: ﴿ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾، ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾… ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17900
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 6 / جمادى الأولى / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الأمة اليوم تعيش في واقع مرير من الاختلاف، والافتراق، والصراع، والفتنة، والاحتراب، والمهلكة حتى بين علمائها، وبين مثقفيها، وبين عقالها، وبين كبرائها، وبين حكامها، فضلًا عن جماعاتها المحتربة، وأحزابها المحتدمة، وأفرادها التي هي في فتنة تلو فتنة.
- هذا الواقع المرير الذي نعيشه في كل يوم، هو واقع يشهد عليه الجميع، هو واقع نتجرع ذلك في كل لحظة وآن، هذا الواقع لا يحل أن يستمر في أمتنا؛ لأن هذه الأمة هي الأمة التي أخذت من الدروس والعبر والعظات في تاريخها الماضي ما يكفيها لآلآف السنين القادمة، بل لمئات القرون اللاحقة، فما سقطت خلافتها الإسلامية خلافة تلو خلافة، وقتل أبناؤها، ولا تجرعت أعظم مأساتها، ولا ذهبت كرامتها، ولا اُحتلت أراضيها، ولا نُهبت مقدساتها إلا عند تفرق الأمة وتشتتها، وعند تخاصمها، وعندما يكون كل واحد مشغولًا ببيته، ونفسه، ومتعه، أو كل قبيلة وقرية ودولة أو دويلة مشغولة بما هي فيه دون مبالاة بما يجري في أمته وعلى مقدساته…
- فقُطعت أوصال الأمة وصلة وصلة، وقطعة قطعة، وجسدًا جسدًا، وأصبح ذلك الجسد مشلولًا مهانًا ضعيفًا مريضًا وقل ما شئت من أنواع الضعف والأمراض التي أصابته، وتنهشه نهشًا، فهذه الفرقة والشتات والانقسام والتختلاف والخصام والشقاق الذي في الأمة هي أعظم أسباب المهلكة التي نحن فيها، والمذبحة العظمى، والإبادة الكبرى التي نعيشها في أرض غزة العزة وغيرها، ولعلها تستمر في بلاد المسلمين واحد واحدة إذا ما استمر هذا الضعف، وهذا التخاذل، وهذا الجبن، وهذا الهوان الذي نحن فيه إذا لم تفطن الأمة لهذا جيداً، وتتنبه له قبل أن يستفحل الأمر، وتكون المهلكة الكبرى العامة التي كانت في سابق عصرها…
- وما الخلافة العثمانية عنا ببعيدة، بل قل عن الخلافة العباسية وغيرها أيضا، وقل عن الأندلس تلك التي ضاعت من بلاد الإسلام والمسلمين وانتهت حتى اللحظة، ومنذ قرون طويلة، مع أن المسلمين كانوا فيها متجذرين لقرون عديدة، بل هي المدينة الزاهرة والغناء الجميلة، ذات القصور الشاهقة تلك التي تحكي الدولة الكبرى والعظمى التي عاشت سواء كانت المرابطين أو كانت العامرية أو كانت لما تسمى بملوك الطوائف التي انتهت بها الأمة بما فيها... وسلمت الأندلس بضعغها…
ما الذي أنهى هذه الدولة العريقة التي ضحى أبناء المسلمين بدءًا من من فاتحها طارق بن زياد إلى آخر رجل كان فيها فأهلك وأبيد، كيف سقطت وانتهت إلا بتفرق الأمة، وبتشتت الأمة، وبضياع الأمة، فضاعت بيضتها، ومجدها، وكرامتها، وسيادتها، وما فيها بهذه الفرقة والانقسام والتناحر الذي عند أفرادها، بدءاً من ملوكها وأنذاك كانوا ملوك الطوائف الذي كل واحد يأخذ قطعة من الأرض ويستولي عليها ولصغرها أشبه بحظيرة أغنام ومع ذلك ينصب نفسه ملكا عليها. وكل أحد يتغنى بمجده وهي لا تساوي نعلا…
- لقد حولتنا هذه الفرقة والاختلاف والتنازع بيننا من قوة إلى ضعف، ومن كرامة الى إهانة، ومن غنى إلى فقر، ومن إخوة إلى عداوة، ومن بؤرة متآخية إلى بؤرة بركانية يمكن أن تنفجر في أي لحظة، سواء كان على حدود مصطنعة، أو كان على أشياء أخرى من سياسات وقذارات تافهة…
- وهذا الذي صنعه الغربي بالأمس حين قسم ما ادعاه ساخرًا بتركة الرجل المريض ويعني به الخلافة العثمانية التي فككها، وأنهى جذورها، واطمأن بعدم قيامها لأنها تؤرقه، وتقض مضجعه؛ إذ فيها توحد المسلمين عليه، وتكالبهم ضده، وقبل التقسيم أوجد في نفوس العرب النعرة القومية بأن الخلافة العثمانية ماهي إلا قومية تركية وتنتهي ولا بد، ثم أغرى حكام العرب آنذاك بقتالها والتمرد عليها، وهو اليوم داؤنا عندما نتمرد على أمتنا وعلى ذواتنا وعلى أصلنا وعلى شرعنا وعلى ديننا… باستمرار الخلافات والصراعات والنزاعات بيننا…
- أيها الناس أليس لنا في التاريخ عبرة، أليس لنا في سقوط الخلافة العباسية ثم العثمانية عظة وعبرة، أليس الاختلاف والتفرق هو سبب التدمير والخراب والضياع، وترك فرصة للغرب العدو بأن يهتك ويبطش ويسرق وينهب ويتحكم ويوزع مقدسات المسلمين لمن شاء كما فعل بفلسطين حين أعطاها لليهود في وعد بلفور المشؤوم...
- أين التاريخ الذي مضى أليس لنا فيه عبرة، لم لا نأخذ منه دروسا وعبر…، إن ذلك التاريخ المرير للأمة إن لم تستفد منه اليوم فسيعاد الدرس بنصه وحذافيره، وستعاد نفس المؤامرة التي كانت ستكون علينا اليوم إذا ما استيقظنا واستيقظ الأفراد على أن الغرب يتكتل ونحن نتفرق…
- كيف كانت أوروبا قبل الاتحاد الأوروبي، وماذا كانت أمريكا عندما كانت الحروب الأهلية التي قتل فيها وباحصائياتهم أكثر مما قُتل في الحرب العالمية الثانية مجتمعة من عشرات بل مئات الآلاف من الجنود ومن الناس قتل وستعود بإذن الله نسأل الله أن يشغلها بنفسه ويجعل قوتها دماراً عليها…
- كيف كانت أمريكا قبل أن تكون اليوم الولايات المتحدة الإمريكية التي تتحكم بالعالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا… وخصوصًا العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص… وتبتز العالم بما فيه وتهدد ما شاءت، وتأخذ ما شاءت، خاصة نهبها وتدميرها واحتلالها للجو والبر والبحر في ما تسميه بالشرق الأوسط أو الشرق الأوسط الجديد والنظام العالمي الذي صنعته، فكيف كانت لو لم تكن بوحدة واحدة جمعت ولايتها كلها وانتهى الأمر بها إلى قوة تتحدى العالم، ثم كيف كانت دول أوروبا المتناحرة التي لا يوجد في التاريخ أمة تحاربت أكثر من أوروبا النصرانية، سواء كان بين مذاهبها الأرثوكس والكاثوليك والبروتستانت أو كان بين أفرادها وشعوبها ومماليكها، نعم مئات السنين تستمر الحروب بين هذه المماليك الصغيرة، لكنها انتهت بالاتحاد الأوروبي الذي زادت به قوة وغطرسة وهيمنة وقوة عظمى تتحدى العالم مرة أخرى…
- واليوم لا يخشى الغرب من الأمة العربية والإسلامية إلا أن تتوحد، لا يخشى من الأمة إلا أن تتجمهر، لا يخشى من الأمة إلا أن تكون أمة واحدة كما أرادها الله تبارك وتعالى… ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾.
- وأضمن لكم أن ستعيد هذه الأمة بتوحدها مجدها وكرامتها ومقدساتها وتستعيد ما نهب منها وأخذ وسلب من مالها وأرضها وتراثها وكل شيء فيها، وتأثر للمظلومين منها، وتحقق وبكل فخر وعزة عمليًا قول الله: {وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا} وليست تأتتة على اللسان ثم نخالف الآية الكريمة بالأعمال…، لا بل نريد أن نعمل بهذه الآية حرفيًا، وواجب كل فرد من أفراد الأمة أن يغرسها في نفسه، ويعمل بها حتى يتحقق توحد أمته…
- إن عالم اليوم هوعالم نتكتل وتوحد وتجمهر علينا بدأ من أفغانستان وانتهاء بغزة ولبنان، وقبل ذلك العراق، وقبل ذلك كل فلسطين، وهنا صنعاء وسوريا ودول أخرى التي أخذت منا سواء كان بأيديهم الحقيقية القذرة، أو كان بأيدي عملاء لهم من المجوس الرافضة….
- فمتى نتوحد نحن أيضًا ألم نسمع قول ربنا جل وعلا وهو ينادينا: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وانظر لهذا الفساد الكبير الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي بخصوصه بسبب تجمهر قوى الشر الغربية الظلامية الماسونية ضدنا… ما الذي حل بفلسطين وغزة بالتحديد وقل عن العراق وسوريا ولبنان واليمن أخيرًا أليس هذا هو سبب توحدهم ضدنا وتفرقنا… أوليس الحل في اجتماعنا وتوحدنا وأن نكون شوكة في حلوق أعدائنا، ألم يضمن لنا ربنا جل وعلا هزيمتهم إن توحدنا ضدهم: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾، ﴿قُل لِلَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهادُ﴾، ﴿لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذًى وَإِن يُقاتِلوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمَّ لا يُنصَرونَ﴾، فمتى سنفهم إذن: ﴿فَلا تَهِنوا وَتَدعوا إِلَى السَّلمِ وَأَنتُمُ الأَعلَونَ وَاللَّهُ مَعَكُم وَلَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾… هذا كلام الله بيننا ومن أصدق من ربنا فلماذا لا نتوحد ضد عدونا وسينصرنا ربنا جل جلاله حتما…!.
- أيها الإخوة يكفي كفى كفى كفى توقفوا أيها الساسة عن كل هذا العبث في أمتنا والتفرق والشتات الذي أفسدنا وسلب كرامتنا ومجدنا وعذبنا وشردنا وأهلكنا… يكفي لقد ابتعدنا عن منهج ديننا وإسلامنا الذي يخاطبنا بشعار الوحدة الإسلامية الكبرى التي نريدها أيًا كان اسمها ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾…
- تجمعنا أمتنا ولغتنا ويجمعنا ربنا يجمعنا كتاب الله وجمعنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و(لا فرق لعربي، ولا لعجمي، ولا لأبيض ولا لأسود إلا بالتقوى) أليست هذه كلها تجمعنا وتوحدنا لا فرق بينتا إلا بتقوى ربنا جل وعلا فإما أن تكون متقيا فأنت منا أو تكون بعيدًا عنها فأنت لست منا هذه هي الذي الأصل والباقي كله باطل… فلا فرق بين إنسان كان في أبعد مشرق الأرض ينادي ب لا إله إلا الله، وبين إنسان في مغربها أو في شمالها أو جنوبها ما دام وأنه مسلم يوحد الله فهو مني وأنا منه، وواجب علي أن أنصره وأن ينصرني…
- أما بالنسبة لحدود الغرب التي اصطنعوها فإنما هي صناعة إبليسية لتجزئة الأمة ولتقطيع أوصالها ولتنشغل كل واحدة بنفسها، ثم أمروها بما يسمونه بعدم التدخل في شأن الدول، لا ليست دول كل دولة لا تتدخل في شؤون الأخرى بل أمة واحدة يجب عليها أن تتدخل وما يتألم شيء من جسدها في مكان إلا وهي تقاتل وتصارع وتعالج وتداوي، ولا يمكن أن تنام ولا أن تهدأ حتى يشفى ذلك المتألِم من الجسد فالجسد بكله يتألم على المتألم، نعم يتألم على الجزء البسيط الذي يتألم منها، ولا يمكن أن تنام، ولازال الألم فيها؛ لأنها أمة واحدة وكيان واحد.
الشعار الأبرز لها والأكبر: ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾
- ألم يقل الله لنا ويحذرنا ﴿ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم ...﴾ وتذهب قوتكم، وسلطتكم، وهيبتكم، وكرامتكم، واليوم هذه المتحققة فينا، والمتغذية عندنا؛ لأننا أصبحنا أعداء لأنفسنا، أعداء لأمتنا، أعداء لبعضنا، أعداء لكل شيء فينا، وقد أصبحنا كما نحن فيه من فتن وغوغاء ومهلكة وننتظر للحل والحل منا وفينا إذا ما استيقظنا وعدنا ورجعنا إلى كتاب ربنا تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ إِنَّما أَمرُهُم إِلَى اللَّهِ ...﴾ تخيل أن يكون الله يتبرأ منا بسبب تفرقنا الى أحزاب إلى جماعات إلى دويلات إلى قتال وصراع إلى حروب ومعارك إلى أشياء لا طائل تحتها ولا فائدة منها إلا البعد كل البعد عن ما أراده الله تبارك تعالى لنا: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾، ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾…
- ولهذا يحرص العالم الغربي بكل ما تعنيه الكلمة من حرص على تغذية الصراعات بين المسلمين سواء كان على الحقيقة أو كان على غيرها، وإلى إشعال نيران الحروب والدمار حتى ينشغل كل واحد منا بحرب نفسه، وبحرب بلده، وبالمهلكة التي هو فيها، ويتناسى الأمة، ويتناسى المقدسات، ويتناسى ما يجب عليه، فيقول قائل المسلمين اليوم بدلا من أن ينظر إلى غزة الجريحة ينظر إلى بلده الجريحة ويقول وغزة عندنا بسبب الفتن والصراعات والمشاكل.
التي عنده فعلا…
-وهذا الذي يراد لنا الانشغال بأنفسنا وببلداننا وبفتننا، أن ننشغل بجزء من الأمة، وأن ننشغل على جزء لا يحل لنا أن ننشغل به ونترك البقية للغرب يفترسه: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الناظر في هذا الكون والمتأمل فيه ليجد على أنه يسير في نظام واحد محكم موحد، نعم هذا الكون برمته حتى ما لا يعقل منه فهو يسير على ذلك، ولا يمكن مثلا أن تروا وحوشا في غابة كل وحش في غابة ينفرد بنفسه، بل إن رأيتم وحشا في مكان فإن وحوشا بجواره لا يمكن أن يحيا إلا هكذا مع أبناء جلدته، ولا يمكن حتى للحيوانات هذه التي لا تعقل شيئا أن تعيش إلا مع مجموعة من حيوانات أخرى وإلا افترست، وإلا انتهبت، وإلا قتلت، وإلا جاعت، وخافت، وانتهت، وقل عن كل شيء في هذه الدنيا يسير على ذلك…
-أفلا يستفيد البشر من هذا الأمر، نعم يمكن قد استفاد غيرنا منه كما مر معنا لكن بالنسبة لنا نحن أعني المسلمين فكارثتنا على أننا لم نستفد من تاريخنا فضلا من أن نستفيد من الحيوانات الاخرى المجتمعة التي نراها بأعيننا، مع أننا على اعتقاد جازم لا يخالطه شك على من أكبر علاجنا أن نكون أمة واحدة كما أرادها ربها، وبالتالي سيهابها عدوها، ويخاف منها، ويفزع ويحسب لها ألف حساب، أما إذا كنا قد أبتعدنا عن هذا المنهج فإن العدو سيتقوى علينا وسيأخذ بما نحفظ جميعا بقصة الثور الأبيض والأسود والأحمر كل ثور انفرد به الأسد وحده فأكل الثلاثة، والسبب على أنها افترقت واستطاع أن يقنعها بقوميتها وبمالها وبعقولها وبأشياء كثيرة جدا وبالتالي فعل الأفاعيل بها…
- فكذلك هؤلاء الأعداء يأتون إلى هؤلاء بهذه المسميات الجميلة في ظاهرها والتي تخفي في باطنها ما تخفي من إنهاء دور الأمة وإعادة توحدها وعزتها ومجدها وما كانت عليه في سابق عهدها…
- وانظروا كيف أن أكبر عدونا لا يحسدنا إلا لاجتماعنا الديني وتوحدنا: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام، والتأمين"، وفي بعض الأحاديث: "والجمعة"، ولو نظرنا إلى أحكام ديننا يمكن أن نقول فقط الأركان الخمسة لوجدنا الصلاة جماعية، ووجدنا الصيام في وقت واحد، ونفطر في وقت واحد، ووجدنا الحج حتى يجمعنا ليست الشعائر بل الألبسة بل المكان، بل الخطبة، بل الصلاة، وقل ما شئت،
وهكذا بالنسبة للزكاة التي فيها الألفة والتراحم، والتآخي، وهكذا أحكام الإسلام فضلًا عن آيات القرآن…
- فالواجب على الأمة كل الأمة أن تدرك هذه الحقيقة القرآنية، وأن تعلم على أن وحدتها سبب لنهضتها، وسبب لمجدها، وسبب لاستعادة كرامتها، وسبب لاسترداد أمجادها ومقدساتها التي نهبت، وعلى أنه يجب عليها أن تستيقظ لمخططات العدو الذي لا يريدها تتوحد أبدًا، ويعمل لأجل تفرقها، ألا فالواجب أن نصلح ما بيننا ونسعى للم صفوفنا: ﴿ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾، ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾… ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
ارتفاع.سعر.الصرف.وتأثيره.على.الناس.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد ...
ارتفاع.سعر.الصرف.وتأثيره.على.الناس.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17809
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد زادت المشاكل والبلاءات، وكثرت الغموم والهموم والنكبات، وعظمت على الناس الكربات، واشتدت الحسرات والأزمات، وتضاعفت المكاره والمعضلات، وأصبحنا نعيش في أزمات متلاحقة، وفتن طاحنة تأكل الأخضر واليابس، ويمسي ذلك الإنسان المسلم وإذا هو بفتنة يسيرة، ويصبح على على فتنة أكبر، ويمسي على خبر يمكن أن نقول مقبول فإذا هو يصبح على إجرام مفعول.
- أصبح المسلم تتجاذبه هذه الهموم والغموم والمعضلات، وبين هذا البلاء، وهذه الهموم، وهذه المشاكل، وهذه الغموم، وهذه الكربات، لا يدري أين يتجه، ولا يدري لمن يشكو، ولا يدري لمن يتحدث، ومتى الفرج، ومتى المخرج وإلى أين الاتجاه… والكارثة أن لا مجيب لا من قريب ولا من بعيد، لا ممن يعرف ولا ممن لا يعرف، لا من من وجب عليهم أن يجيبوا وأن يحلوا هذه الأزمات، ويرفعوا هذه النوازل الكبرى التي قضت مضاجع الناس، وأن يحلوا هذه القضايا والمشاكل والهموم التي أصابت الرعية، لكن لا يوجد ولن يوجد…
- لقد أصبح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متحققًا فينا كل التحقق وينطق في الناس بصمت: "أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه…" والحديث عند مسلم.
- وانظر لوصفه صلى الله عليه وسلم ودقة لفظه وتعبيره: "وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا" أي أن الفتنة الأولى ليست بشيء أمام الثانية، بل هي صغيرة ومقبولة ومعقولة، ثم الثانية ليست بشيء أمام الثالثة بل هي صغيرة ومقبولة ومعقولة، وهكذا حتى يقول المؤمن هذه مهلكتي فيعيش المؤمن بين فتن كلما انجلت فتنة أتت فتنة أكبر وأعظم لا يخرج من الفتن هذه للأسف إلا من رحم الله وقليل ما هم…
- وإن من أعظم الفتن، وأشد الفتن، وأخطر الفتن التي وقعت فينا وعلى بلدنا أن من يجب عليهم أن ينظروا وأن يجدوا حلًا عاجلًا لما وقع على الناس من ضر وبؤس ومصائب وفقر وآلآم وهموم وغموم وأحزان وكُرب وقل ما شئت… إذا بهؤلاء لا هم لهم مطلقًا بل بالعكس هم من يدخلون على الناس الهموم والغموم والكروبات والأحزان والأمراض والآلآم والأسقام... ولا يعيشون إلا عليها أصلًا، وتأملوا أنهم لا يعيشون إلا على هذه الأوجاع كالذباب أفضل ما يعيش عليه هي الجراحات والأوساخ والأقذار…
- فهكذا هم أولئك الذين ولاهم الله علينا لا يعيشون إلا على هموم الناس ومشاكل الناس، والبلاء الذي يصيب الناس، فبدلًا من أن يسعوا لحلحلة ما نزل على الناس، وأن يجدوا حلًا لهذه الأمور بكلها، وبدلًا من أن يستشعر هؤلاء قول نبينا صلى عليه وسلم: "من استرعاه الله رعية يموت يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"، بل دعا عليه الصلاة والسلام على من تولى شيئًا من أمر الأمة ثم شق عليها: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فاشق عليهم فاشقق عليه"، بمعنى يجد المشقة والضنك والتعب وكل بلاء في حياته، في صحته، في ماله، في أولاده، في أهله، في كل شيء من حياته تصيبه التعاسة والشقاء…
- وإن من أعظم البلاء وأشده وأفجره وأجرمه محاربة الناس في أقواتهم وإدخال الهموم والأحزان والغموم عليهم وتضييق الخناق عليهم… وبدلًا من أن يسعى ولاة الأمور وعموم المسؤولين لفك كرب الناس يدخل كل هذه البلاءات عليهم، وبدلًا من أن يستشعروا قول النبي عليه الصلاة والسلام كما نحفظ جميعاً: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" والحديث رواه مسلم….
- وكذا المرأة التي كانت بغيًا من بغايا بني إسرائيل لكنها سقت كلبًا فغفر الله لها وأدخلها الجنة نعم غفر الله لها لسقيها كلبا وهو كلب ورغم جرائمها، وأيضًا تلك المرأة التي حبست هرة فلا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض فقال عليه الصلاة والسلام "دخلت مرأة النار في هرة" … ورجل أزال غصن شوك من طريق المسلمين إنظر غصن شوك من طريق المسلمين فغفر الله له وأدخله الجنة والحديث عند مسلم.
- فهذا كلب وهرة وشوكة فكيف بأنفس مسلمة، كيف بمشقة تنزل على هؤلاء جميعًا دون رحمة… فبدلا من أن يزيلوا الأشواك من طريق المسلمين. لا ليس المسلمين وفقط، بل من ولاهم الله عليهم عموماً حتى ولو كان من غير المسلمين فكيف بالمسلمين، ولقد كان في زمن الراشدين، ومن يخافون الله تبارك وتعالى عمومًا يتفقدون حتى أحوال أهل الكتاب من غير المسلمين أعني اليهود والنصارى ما دام وأن الإسلام يحميهم وهم تحت رعيته وفي بلده فكيف بالمسلمين…
- فكيف بإدخال المشقة على الناس وأعني بذلك الهم الكبير والشغل الشاغل على الناس اليوم في مجالسهم، وفي بيوتهم، وفي أسواقهم، وفي أعمالهم، وفي قيامهم وقعودهم، وفي كل وقتهم حتى في نومهم تحول لكوابيس لشدة ما نزل عليهم إنه ارتفاع سعر الصرف، وبالتالي ارتفاع جنوني للأسعار، وبالتالي المشقة العظمى على الناس، وبالتالي الفقر والهم والغموم والأحزان والأمراض والآلآم والبطالة وقل ما شئت من أكدار ومتاعب وأهوال…
- ومعلوم على أن أغلب هذا الشعب المسكين يعيشون تحت خط الفقر بشهادة العالم بأكمله ويعترفون به حتى من ولاهم الله أمر هذه البلاد يقولون اليمن يعيش تحت خط الفقر كواحد من أفقر دول العالم، طيب إذا كان كذلك هل يعني على أن المشاكل والهموم هذه تزيد على الناس، أم ترفعونها عنهم، وتخففونها، وتحلحلونها لكن لا بالعكس بل تزيد وتعظم وتشتد وفي كل يوم، مع أني على يقين أنها أزمات مفتعلة لأجل أن يعيشوا على فقر الناس، وعلى الآم الناس، وعلى جراحات الناس…
- ذلك المواطن المغلوب على أمره المسكين الفقير دخله محدود لا يزيد أبدًا وتزيد فقط الأسعار وسواء كان دخله من شغل أو من راتب يتقاضاه هنا وهناك، أو كان لا شيء وكثير ماهم لا شيء لهم فدخله محدود كان يصرف لو أفترضنا مائة الف ريال الف ريال يمني يصرفها في قوتياته الضرورية من دقيق مثلا وأرز مثلا وزيت مثلا. وما لابد منه، لكن المئة الألف اليوم هذه لا تفي بما كان يشتريه من قبل، قد نزل سعرها ونخفضت قيمتها، وأصبح قيمة طباعتها أكثر من قيمة هذه الورقة فلو جئت إلى صاحب مطبعة لتطبع ورقة ملون لكانت أكثر منها بكثير، ما هذه الجريمة، ما هذه الكارثة التي أصيب بها الناس اليوم…
- إذا لم يحلوا هذه الأمور ستزداد الكوارث والجرائم بين الناس، وليست الجرائم العادية فيما بينهم من فقر وهم وغم وحزن وآلام وضنك وطبقية وقل ما شئت، لا، بل جرائم أخرى المتعدية على الغير بسرق بنصب بسلب بغش برشاوى المهم يدبر مصروف بيته، وقوت أهله هكذا قد يتعللون، ومن يتحمل هذه بكلها غير أولئك الذين يجب عليهم أن يجدوا حلًا عاجلًا لهذه القضايا والمشاكل أولًا بأول ليخرجوا الناس من هذه الأزمات.
- في كل يوم يزداد الألم على الناس، وفي كل يوم ترتفع الأسعار، وفي كل يوم يرتفع سعر الدولار أمام هذه العملات النافقة المنتهية الصلاحية، ماذا يعني عندما ينزل سعر الصرف يعني أن سرقة كبرى من كل مواطن تمت في غمضة عين فالعشرة الالآف سُرق منها ثلاثة ألآف من كل أحد، لماذا؛ لأن قيمتها أصحب أقل، فابتزوا الناس من هذه الطريقة وبحيلة أخرى بدلا من ضرائب على البضائع لا بل فرضوها على الناس جميعًا وابتزوا منهم أموالًا طائلة، ثم المواطن تضيع عنده الثقة بالعملة المحلية فيسعى لشراء عملة أخرى هي أضمن وأوثق فيشتريها فيرتفع سعر الطلب عليها فيرتفع سعرها يرتفع ويقل سعر تلك المعروضة بقوة،
وبالتالي تنهار وهكذا نحن في انهيار.
- إن هذه الجرائم والموبقات التي تصيب الناس يجب على الناس أيضًا أن يعوها، وأن يدركوها، وأن يفهموا الأمر المحدق عليهم، وأنهم سيقعون في يوم ما في أكثر وأكبر وأعظم منها، وأن يستغل حال هؤلاء الضعفاء فيما هو أشد سواء كان من ولاة الأمور أو كان من ولاة أخرى وهم التجار الذين يفرحون بهذه الأسعار وبارتفاعها يرفع ما عندهم من مخزونات سابقة وبالتالي يربحوا أضعاف أضعافها بالرغم إن هؤلاء التجار هم أنفسهم كانوا مثل الناس يتحدثون عن الرحمة والشفقة والتعاون والتراحم والحرام فإذا ما جاء وقت أن يكون تاجرًا إذا هو يقول شيئًا آخر تمامًا لأنه عرف قيمة الرسالة وزاد والجشع والطمع لديه وأصبح يستغل حاجة الناس وضرورات الناس. فيرفع أكثر مما هو في السوق…. بل قد ربما تجد من بقالة لأخرى ومن محل لآخر الفرق ألف ريال في شيء واحد، بل أكثر بل ألف، وفي هذه أكثر من أن تذكر، ولعل كل واحد منا قد وجدها.…
حسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فما لا شك فيه على أن هذه المحن والبلاءات والشدائد التي نزلت على الناس وأصبح من حاله مستورًا أصبح مقهورًا فقيرًا إنما هو بلاء لأسباب، ومعلوم على أن البلاء لا يُرفع إلا بتوبة، وتوبة عامة من الناس، وما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفع إلا بتوبة: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾..
- ولا ريب على أن أعظم بلاء هو أن يتولى على المسؤولية من هو بلاء، ومصيبة، وكارثة كمن تولوا على رقاب اليمنيين عامة، لكن نتحدث عن البلاء الآخر الذي يمكن لنا كرعية أن نأخذ به لنبرئ ذمتنا أمام ربنا جل وعلا، لعل الله أن يفرج عنا ما نحن فيه ومن كل بلاء.. ﴿وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾…
- ونحتاج نحن أيها الناس إلى أن نتصرف التصرف الخاص بكثرة الرجوع إلى الله، والاستغفار، وعموم العبادة لله تعالى… ومهما بلغ سعر كل شيء فإن الله تبارك وتعالى بيده الفرج وبيده الأمر.
- ثم نثق يقينًا على أن الأرزاق بيد الله ليست بيد هؤلاء لا التجار ولا المسؤولين ولا أحد من العالمين بل من الله ومن الله فقط: ﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ﴾، وهو الرزاق من أحسن العبادة وجد الخلاص لا محالة: ﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقونَ﴾ وقد طمأن الله الناس بذلك فقال: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدون ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾.
- ألا فلنؤدِ الشرط الذي يجب علينا وهو العبادة لعل الله أن يفرج عنا ما نحن فيه من أزمة وورطة: ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾، والرزق يأتي من السماء.
- ألا فلنستقم معه، ولنعد إلى الله جل جلاله، ولنرجع إليه، ولنثق به، ولنعلم على أن الأرزاق بيده، وعلى أنه سبحانه وتعالى هو الذي يقدر الأشياء ولن ينسانا أبدًا كما أنه جلا وعلا لا ينسى الدابة التي لا تملك حرفة ولا كياسة ولا شهادة ولا علمًا ولا تجارة ولا عملة ولا مسؤولية ولا سياسة ولا شيء من ذلك كله: ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ﴾… فلنحسن الرجوع والعبادة مع الثقة بربنا تبارك وتعالى وسيأتينا ما وعدنا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17809
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد زادت المشاكل والبلاءات، وكثرت الغموم والهموم والنكبات، وعظمت على الناس الكربات، واشتدت الحسرات والأزمات، وتضاعفت المكاره والمعضلات، وأصبحنا نعيش في أزمات متلاحقة، وفتن طاحنة تأكل الأخضر واليابس، ويمسي ذلك الإنسان المسلم وإذا هو بفتنة يسيرة، ويصبح على على فتنة أكبر، ويمسي على خبر يمكن أن نقول مقبول فإذا هو يصبح على إجرام مفعول.
- أصبح المسلم تتجاذبه هذه الهموم والغموم والمعضلات، وبين هذا البلاء، وهذه الهموم، وهذه المشاكل، وهذه الغموم، وهذه الكربات، لا يدري أين يتجه، ولا يدري لمن يشكو، ولا يدري لمن يتحدث، ومتى الفرج، ومتى المخرج وإلى أين الاتجاه… والكارثة أن لا مجيب لا من قريب ولا من بعيد، لا ممن يعرف ولا ممن لا يعرف، لا من من وجب عليهم أن يجيبوا وأن يحلوا هذه الأزمات، ويرفعوا هذه النوازل الكبرى التي قضت مضاجع الناس، وأن يحلوا هذه القضايا والمشاكل والهموم التي أصابت الرعية، لكن لا يوجد ولن يوجد…
- لقد أصبح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متحققًا فينا كل التحقق وينطق في الناس بصمت: "أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه…" والحديث عند مسلم.
- وانظر لوصفه صلى الله عليه وسلم ودقة لفظه وتعبيره: "وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا" أي أن الفتنة الأولى ليست بشيء أمام الثانية، بل هي صغيرة ومقبولة ومعقولة، ثم الثانية ليست بشيء أمام الثالثة بل هي صغيرة ومقبولة ومعقولة، وهكذا حتى يقول المؤمن هذه مهلكتي فيعيش المؤمن بين فتن كلما انجلت فتنة أتت فتنة أكبر وأعظم لا يخرج من الفتن هذه للأسف إلا من رحم الله وقليل ما هم…
- وإن من أعظم الفتن، وأشد الفتن، وأخطر الفتن التي وقعت فينا وعلى بلدنا أن من يجب عليهم أن ينظروا وأن يجدوا حلًا عاجلًا لما وقع على الناس من ضر وبؤس ومصائب وفقر وآلآم وهموم وغموم وأحزان وكُرب وقل ما شئت… إذا بهؤلاء لا هم لهم مطلقًا بل بالعكس هم من يدخلون على الناس الهموم والغموم والكروبات والأحزان والأمراض والآلآم والأسقام... ولا يعيشون إلا عليها أصلًا، وتأملوا أنهم لا يعيشون إلا على هذه الأوجاع كالذباب أفضل ما يعيش عليه هي الجراحات والأوساخ والأقذار…
- فهكذا هم أولئك الذين ولاهم الله علينا لا يعيشون إلا على هموم الناس ومشاكل الناس، والبلاء الذي يصيب الناس، فبدلًا من أن يسعوا لحلحلة ما نزل على الناس، وأن يجدوا حلًا لهذه الأمور بكلها، وبدلًا من أن يستشعر هؤلاء قول نبينا صلى عليه وسلم: "من استرعاه الله رعية يموت يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"، بل دعا عليه الصلاة والسلام على من تولى شيئًا من أمر الأمة ثم شق عليها: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فاشق عليهم فاشقق عليه"، بمعنى يجد المشقة والضنك والتعب وكل بلاء في حياته، في صحته، في ماله، في أولاده، في أهله، في كل شيء من حياته تصيبه التعاسة والشقاء…
- وإن من أعظم البلاء وأشده وأفجره وأجرمه محاربة الناس في أقواتهم وإدخال الهموم والأحزان والغموم عليهم وتضييق الخناق عليهم… وبدلًا من أن يسعى ولاة الأمور وعموم المسؤولين لفك كرب الناس يدخل كل هذه البلاءات عليهم، وبدلًا من أن يستشعروا قول النبي عليه الصلاة والسلام كما نحفظ جميعاً: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" والحديث رواه مسلم….
- وكذا المرأة التي كانت بغيًا من بغايا بني إسرائيل لكنها سقت كلبًا فغفر الله لها وأدخلها الجنة نعم غفر الله لها لسقيها كلبا وهو كلب ورغم جرائمها، وأيضًا تلك المرأة التي حبست هرة فلا أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض فقال عليه الصلاة والسلام "دخلت مرأة النار في هرة" … ورجل أزال غصن شوك من طريق المسلمين إنظر غصن شوك من طريق المسلمين فغفر الله له وأدخله الجنة والحديث عند مسلم.
- فهذا كلب وهرة وشوكة فكيف بأنفس مسلمة، كيف بمشقة تنزل على هؤلاء جميعًا دون رحمة… فبدلا من أن يزيلوا الأشواك من طريق المسلمين. لا ليس المسلمين وفقط، بل من ولاهم الله عليهم عموماً حتى ولو كان من غير المسلمين فكيف بالمسلمين، ولقد كان في زمن الراشدين، ومن يخافون الله تبارك وتعالى عمومًا يتفقدون حتى أحوال أهل الكتاب من غير المسلمين أعني اليهود والنصارى ما دام وأن الإسلام يحميهم وهم تحت رعيته وفي بلده فكيف بالمسلمين…
- فكيف بإدخال المشقة على الناس وأعني بذلك الهم الكبير والشغل الشاغل على الناس اليوم في مجالسهم، وفي بيوتهم، وفي أسواقهم، وفي أعمالهم، وفي قيامهم وقعودهم، وفي كل وقتهم حتى في نومهم تحول لكوابيس لشدة ما نزل عليهم إنه ارتفاع سعر الصرف، وبالتالي ارتفاع جنوني للأسعار، وبالتالي المشقة العظمى على الناس، وبالتالي الفقر والهم والغموم والأحزان والأمراض والآلآم والبطالة وقل ما شئت من أكدار ومتاعب وأهوال…
- ومعلوم على أن أغلب هذا الشعب المسكين يعيشون تحت خط الفقر بشهادة العالم بأكمله ويعترفون به حتى من ولاهم الله أمر هذه البلاد يقولون اليمن يعيش تحت خط الفقر كواحد من أفقر دول العالم، طيب إذا كان كذلك هل يعني على أن المشاكل والهموم هذه تزيد على الناس، أم ترفعونها عنهم، وتخففونها، وتحلحلونها لكن لا بالعكس بل تزيد وتعظم وتشتد وفي كل يوم، مع أني على يقين أنها أزمات مفتعلة لأجل أن يعيشوا على فقر الناس، وعلى الآم الناس، وعلى جراحات الناس…
- ذلك المواطن المغلوب على أمره المسكين الفقير دخله محدود لا يزيد أبدًا وتزيد فقط الأسعار وسواء كان دخله من شغل أو من راتب يتقاضاه هنا وهناك، أو كان لا شيء وكثير ماهم لا شيء لهم فدخله محدود كان يصرف لو أفترضنا مائة الف ريال الف ريال يمني يصرفها في قوتياته الضرورية من دقيق مثلا وأرز مثلا وزيت مثلا. وما لابد منه، لكن المئة الألف اليوم هذه لا تفي بما كان يشتريه من قبل، قد نزل سعرها ونخفضت قيمتها، وأصبح قيمة طباعتها أكثر من قيمة هذه الورقة فلو جئت إلى صاحب مطبعة لتطبع ورقة ملون لكانت أكثر منها بكثير، ما هذه الجريمة، ما هذه الكارثة التي أصيب بها الناس اليوم…
- إذا لم يحلوا هذه الأمور ستزداد الكوارث والجرائم بين الناس، وليست الجرائم العادية فيما بينهم من فقر وهم وغم وحزن وآلام وضنك وطبقية وقل ما شئت، لا، بل جرائم أخرى المتعدية على الغير بسرق بنصب بسلب بغش برشاوى المهم يدبر مصروف بيته، وقوت أهله هكذا قد يتعللون، ومن يتحمل هذه بكلها غير أولئك الذين يجب عليهم أن يجدوا حلًا عاجلًا لهذه القضايا والمشاكل أولًا بأول ليخرجوا الناس من هذه الأزمات.
- في كل يوم يزداد الألم على الناس، وفي كل يوم ترتفع الأسعار، وفي كل يوم يرتفع سعر الدولار أمام هذه العملات النافقة المنتهية الصلاحية، ماذا يعني عندما ينزل سعر الصرف يعني أن سرقة كبرى من كل مواطن تمت في غمضة عين فالعشرة الالآف سُرق منها ثلاثة ألآف من كل أحد، لماذا؛ لأن قيمتها أصحب أقل، فابتزوا الناس من هذه الطريقة وبحيلة أخرى بدلا من ضرائب على البضائع لا بل فرضوها على الناس جميعًا وابتزوا منهم أموالًا طائلة، ثم المواطن تضيع عنده الثقة بالعملة المحلية فيسعى لشراء عملة أخرى هي أضمن وأوثق فيشتريها فيرتفع سعر الطلب عليها فيرتفع سعرها يرتفع ويقل سعر تلك المعروضة بقوة،
وبالتالي تنهار وهكذا نحن في انهيار.
- إن هذه الجرائم والموبقات التي تصيب الناس يجب على الناس أيضًا أن يعوها، وأن يدركوها، وأن يفهموا الأمر المحدق عليهم، وأنهم سيقعون في يوم ما في أكثر وأكبر وأعظم منها، وأن يستغل حال هؤلاء الضعفاء فيما هو أشد سواء كان من ولاة الأمور أو كان من ولاة أخرى وهم التجار الذين يفرحون بهذه الأسعار وبارتفاعها يرفع ما عندهم من مخزونات سابقة وبالتالي يربحوا أضعاف أضعافها بالرغم إن هؤلاء التجار هم أنفسهم كانوا مثل الناس يتحدثون عن الرحمة والشفقة والتعاون والتراحم والحرام فإذا ما جاء وقت أن يكون تاجرًا إذا هو يقول شيئًا آخر تمامًا لأنه عرف قيمة الرسالة وزاد والجشع والطمع لديه وأصبح يستغل حاجة الناس وضرورات الناس. فيرفع أكثر مما هو في السوق…. بل قد ربما تجد من بقالة لأخرى ومن محل لآخر الفرق ألف ريال في شيء واحد، بل أكثر بل ألف، وفي هذه أكثر من أن تذكر، ولعل كل واحد منا قد وجدها.…
حسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فما لا شك فيه على أن هذه المحن والبلاءات والشدائد التي نزلت على الناس وأصبح من حاله مستورًا أصبح مقهورًا فقيرًا إنما هو بلاء لأسباب، ومعلوم على أن البلاء لا يُرفع إلا بتوبة، وتوبة عامة من الناس، وما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفع إلا بتوبة: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾..
- ولا ريب على أن أعظم بلاء هو أن يتولى على المسؤولية من هو بلاء، ومصيبة، وكارثة كمن تولوا على رقاب اليمنيين عامة، لكن نتحدث عن البلاء الآخر الذي يمكن لنا كرعية أن نأخذ به لنبرئ ذمتنا أمام ربنا جل وعلا، لعل الله أن يفرج عنا ما نحن فيه ومن كل بلاء.. ﴿وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾، ﴿وَمَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾…
- ونحتاج نحن أيها الناس إلى أن نتصرف التصرف الخاص بكثرة الرجوع إلى الله، والاستغفار، وعموم العبادة لله تعالى… ومهما بلغ سعر كل شيء فإن الله تبارك وتعالى بيده الفرج وبيده الأمر.
- ثم نثق يقينًا على أن الأرزاق بيد الله ليست بيد هؤلاء لا التجار ولا المسؤولين ولا أحد من العالمين بل من الله ومن الله فقط: ﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ﴾، وهو الرزاق من أحسن العبادة وجد الخلاص لا محالة: ﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقونَ﴾ وقد طمأن الله الناس بذلك فقال: ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدون ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾.
- ألا فلنؤدِ الشرط الذي يجب علينا وهو العبادة لعل الله أن يفرج عنا ما نحن فيه من أزمة وورطة: ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾، والرزق يأتي من السماء.
- ألا فلنستقم معه، ولنعد إلى الله جل جلاله، ولنرجع إليه، ولنثق به، ولنعلم على أن الأرزاق بيده، وعلى أنه سبحانه وتعالى هو الذي يقدر الأشياء ولن ينسانا أبدًا كما أنه جلا وعلا لا ينسى الدابة التي لا تملك حرفة ولا كياسة ولا شهادة ولا علمًا ولا تجارة ولا عملة ولا مسؤولية ولا سياسة ولا شيء من ذلك كله: ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ﴾… فلنحسن الرجوع والعبادة مع الثقة بربنا تبارك وتعالى وسيأتينا ما وعدنا.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
جواب.لسؤال.أين.الله.عن.نصرة.المسلمين.وغزة.بالتحديد.cc. #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي ...
جواب.لسؤال.أين.الله.عن.نصرة.المسلمين.وغزة.بالتحديد.cc.
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17696
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك سؤال يُطرح ويتردد سواء كان هذا السؤال يُطرح على سبيل الحقيقة في اللسان، أو كان فقط يتردد في الجَنان، وسواء كان هذا السؤال يُطرح من قبل المؤمنين الصادقين المخلصين الغيورين الذين لا يشكون في إسلامهم ودينهم وربهم ونصرة الله تبارك تعالى لهم، أو من مؤمن لا يشك أيضًا في توحيده، ولا في ربه، ولا في إيمانه، ولا في كتابه، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في شيء من ذلك البتة، وإنما يطرأ عليه التردد واستبطاء ما عند الله تعالى.
- أما الأول فيريد أن يستيقن بطرحه للسؤال، والثاني يريد إجابة لسؤاله ليريح نفسه، وباله وهمه، والسؤال نفسه يُطرح من قبل مترددين، مشككين، طاعنين، معادين، ملحدين، علمانيين، ليس لهم دين… فمن هؤلاء جميعًا قد يُطرح السؤال…
- والسؤال هو: أين الله تبارك وتعالى من نصرة المسلمين، أين الله من أن ينصر إخواننا المستضعفين في بقاع الارض أجمعين، أين الله تعالى من أن ينصر غزة مع أنهم يحمون المقدسات، وقد قُتل منهم الآلاف، فأين الله من نصرة هؤلاء جميعا، أين الله من أن يخرج المسلمين من هذه الغمة والهم والكربة التي نزلت بهم، وأصبحوا أضعف وأهون الناس يُستضعفون ويُمتهنون ويُعذبون ويُضطهدون وتُسلب أموالهم وديارهم، وأكبر وأكثر ما لديهم، وأحب ما عندهم…!
- فأين الله من هذا بكله، ألا يرى حال المسلمين، وما وصلوا إليه من خاصتهم وعامتهم فأقول حتى لا أستفصل في السؤال أكثر، فأقول للجميع سواء كان لمؤمن يريد أن يستيقن مع إيمانه، أو كان لمؤمن يريد أن يستوضح وهو متردد في إجابته، أو من غير مسلم تمامًا يشكك ويطعن في دين ربه فإن هؤلاء لهم جواب واحد هو جواب #السببية…
- هناك قانون في كتاب رب البرية، وفي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم خير البشرية يقول الله تبارك وتعالى فيه: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} لن تجد نفي أن يوجد تحويل أو تحايل أو مغالطة أو حتى محاباة لأفراد دون أفراد على سنن الله… حتى ولو كانوا مقربًا من الله ومهما كان قربه وعلاقته بالله فلن يحابيه الله وحاشاه جل في علاه… وانظر لآدم عليه السلام وهو من نفخ فيه جل وعلا من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنته جنته، وفضله على غيره، ومع هذا لما خالف أمر ربه، وعصى خالقه، وأكل من الشجرة الممنوع منها أخرجه الله جل جلاله من الجنة وبذنب واحد فقط… مع أنه قد تاب وأناب، وتراجع واعتذر لكن بعد أن فات الأوان وخالف أمر الرحمن: ﴿وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ﴾…
- وهذا الملك الصالح ذو القرنين أخذ بالأسباب بقوة، وتشبث بها بما تعنيه الكلمة: ﴿فَأَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما توجه لموضع آخر: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما ذهب لثالث: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾… فلابد من أن يأخذ المسلم بأسبابه ليصل إلى النتائج المرضية، أما أن يتحدث بلسانه، وهو يخالف بأفعاله ومقاله، فلن يصل إلى شيء البتة، وتلك حقيقة لا محالة.
- لقد جعل الله الأسباب بمسبباتها، وعلمنا ربنا تبارك أن نأخد بالأسباب حتى في نفسه جل وعلا، وفي فعله صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل قد خاطب الناس بما يفهمون ويعقلون ولهذا خلق السماوات والأرض في ستة أيام وجعل للأرض عموداً وهكذا كل خلقه مع قدرته على أن يفعل ذلك في لحظة واحدة: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ لكن ليعلمنا تبارك وتعالى أنه لا بد من الأخذ بالأسباب التي هي عبادة في خد ذاتها لله جل وعلا…
- وقد جعل حياة الزروع مثلا والثمار في الأمطار، وجعل والنفس من أسباب حياة البشر، وكذلك الطعام والشراب… فجعل كل الأسباب بمسبباتها، فقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ سِيْرُوا فِي الأَرْضِ}، وخاطب النبي والمؤمنين جميعاً: ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم...﴾، حتى الجنة لا يمكن أن يدخلها أحد إلا بسبب من عنده ثم برحمة الله بعد ذلك، قال الله في كتابه: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
إذن في الجنة ونالها بشرط أعمالكم وإلا فلن تنالوها، والباء هنا سببية أي بسبب أعمالكم استحقيتم الجنة وفزتم بها: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
- وهكذا لن ينال المسلم رحمة الله وجنة الله وفضل الله وما عند الله إلا بأسباب من عنده يبذلها مهما كان في قربه من الله عز وجل ولو إن يأخذ بأسباب يسيرة ما دام وأنه قد أخذ بالسبب فإن الله تبارك وتعالى سيعطيه، وسيمنحه وسيأتي له بما يريد وإلا فلن يكون له أي شيء لو تمنى ولم يعمل، وانظر لليهود والنصارى كيف زعموا الجنة بلا عمل فكذبهم تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ ...
- ثم إن الأخذ بالأسباب فرض بالعقل قبل الشرع فهل يمكن لإنسان أن يحصد ثمرة بمجرد أمنية بأن يتمنى أن ينال ثمرة فهل سينالها، أو أن يتخيل سيارة مثلا أو راتبًا ما أو عملًا أو أي شيء دون أن يبذل سببا فهل يمكن أن ينال ذلك، وهل يمكن لأمي أن يتمنى الكتابة فيكتب بمجرد أمنية، دون أن يتعلم عند أستاذه دون أن يتعلم بجد، دون أن يضحي، دون أن يجتهد، هل يمكن لطالب في الجامعة لا يدرس ولا يذاكر أن ينجح، هل يمكن لهذا وهل يمكن لذاك أن يكون دون بذل سبب… لا وألف لا، وقل عن كل الحياة كذلك.
- لا يمكن أن تُنال الحياة إلا بأسبابها، إلا بعمل حتى يصل الإنسان إلى هذه المنازل التي يرجوها، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم لو نظرنا إلى حاله في كل حياته عليه الصلاة والسلام، ومع أنه خير البشرية، ومع أنه سيد الخليقة، ومع أنه أفضل الناس، وأعظم الناس، وأتقى الناس، وأقرب الناس إلى ربه سبحانه وتعالى لكن الله لم يحابه أبدًا، بل كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس اجتهادًا وبذلًا وعملًا وتضحية ويقوم حتى تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام لأجل أن ينال ما عند الله وهذا في أمر من أمور الآخرة لكن ماذا عن أمور الدنيا…
- انظر له صلى الله عليه وسلم في أكبر وأعظم وأضخم حدثٌ حدثَ له عليه الصلاة والسلام ألا وهو التحوّل لا له صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل للأمة جمعاء حتى قيام الساعة ألا وهو الانتقال من مكة إلى المدينة إنها الهجرة نعم حدث الهجرة حيث لم يتواكل عليه الصلاة والسلام وقال أنا نبي الله، ورسول الله ويأتيني جبريل من السماء، ريمكن أن يأخذني في لحظة إلى المدينة وانتهى الأمر، أو حتى أدعو الله أن ينقلني للمدينة وإذا أنا فيها، لا لم يكن ذاك مطلقًا مع أن ذلك غير مستحيل على رب العالمين جل جلاله لكنها الأسباب… بل اجتهد صلى الله عليه وسلم أعظم اجتهاد، وأعد أعظم خطة محكمة حتى يصل الى المدينة وهو نازج، يخاف عليه الصلاة والسلام من أن تفشل الخطة فينتهي أمره ودعوته، فتجده يستعين حتى بامرأة أن تأتيهم بطعام، ويؤمّن رجل لهم الطريق بأن تأتي الغنم بعدهم لتمحي آثارهم، ويأتيهم بخبر قريش، حتى أنه استعان صلى الله عليه وسلم بغير مسلم ليدله على الطريق…
- لو أن النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق لم يتخذ سبب الخندق ما الذي سيكون غير النهاية له وللمدينة بالاجتياح الأكبر، والغزو الأعظم؛ لأنها أكبر معركة واجهها النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن عرف الحياة حتى والتحق بالرفيق الأعلى؛ إذ اجتمع الأعراب وقريش واليهود مع المنافقين من الداخل وكل عدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم…
- فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم أسبابه ليحتمي وأصحابه من قريش وممن تحالف معهم من اليهود ومن غيرهم فاتخذ النبي عليه الصلاة والسلام كل سبب ليصل إلى نتيجة مرضية له ولأصحابه؛ لأنه يعلم أن ذلك واجب عليه، أن ذلك فرض أنها عبادة لله يتعبد الله تبارك وتعالى عليه: ﴿وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى وَاتَّقونِ يا أُولِي الأَلبابِ﴾…
- وليعلم المسلم بعد بذله أسبابه التي هي عبادة بالنسبة له بأن النتيجة قدر من الله أما أنا فواجب علي أن أبذل السبب ثم يأتي من الله تبارك وتعالى ما يأتي حتى ولو كان السبب ضعيفا وؤأكد عليه فإن النتيجة ما دام وأن العبد قد تعرف على الله انظر هنا يأتي أمر آخر وهو ما لا حيلة للعبد به فالله يتدخل إن رأى منك بذل السبب ولو كان يسيرا وانظروا إلى مريم عليها السلام مع ضعفها مع ولادتها ومع نخلة عظيمة لا يمكن أن لإنسان أن يهزها فكيف بامرأة وجالسة مضطجعة وفي ولادتها لا تستطيع حتى القيام. ومع ذاك فإن الله تعالى أمرها أن تهز: {وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عليك رطبًا جنيا} فنحن نحتاج إلى أن نبذل الأسباب لننال النتيجة، وانظر لنبي الله نوح عليه السلام الذي يبني ويصنع سفينة في مكان لا تمشي فيه السفينة باتفاق العقلاء ألا وهو البر…
- لكن لما يتدخل رب العالمين وإرادته ونصر الله فلا إشكال ابذل السبب فقط: ﴿وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ﴾، انتهى جاء الأمر الإلهي عليك أن تفعل السبب الذي لا بد منه ثم سيأتيك من الله ما لا تتوقعه وما ليس في بالك…
- وعودة لحياة نبينا صلى الله عليه وسلم وما الذي فعله عليه الصلاة والسلام في أكبر معركة فاصلة هي الأولى في تاريخ الأمة ألا وهي معركة بدر التي أطلق الله عليها اسم الفرقان مع أنهم ليس معهم غير السيوف حتى لم يكن لهم إلا خيل واحد وقليل من الإبل لكن لما كان معهم ربهم جل وعلا مع عزم صدق وجلد عظيم فيهم وخطة محكمة نصرهم الله وأيدهم مع ضعف ما بأيديهم كضعف مريم عليها السلام أمام النخلة…
- ثم انظر إلى المعركة الثانية التي هي أحد لما
وقع منهم تفريط في الأسباب لم يقل الله تبارك وتعالى هذا نبيي، وهذا رسولي، وهذا محمد خير خلق الله، وهؤلاء صحابته الكرام أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فسأنصرهم ولو خالفوا السنن، لا لا محاباة، لما فرطوا في أمر يسير وهو الرماة وتركهم مواقعهم لكنه يخالف قواعد السلوك العسكري بأن ظهرهم غير محمي وهجمت قريش عليهم بقيادة خالد قبل إسلامه .... فأتت الهزيمة ..
- وقل عن يوم حنين وقد كان عدد من معه صلى الله عليه وسلم أكبر عدد اجتمع في معركة فقال بعض الصحابة أو قل الجدد من مسلمي الصحابة الذين أسلموا يوم فتح مكة والذين هم بين قوسين الطلقاء أو بعض الطلقاء الذين لم يستقر الإيمان استقرارًا تامًا في قلوبهم ولا زالوا حديثي عهد بالإسلام فقالوا: "لن نهزم اليوم من قلة"، يعني إن كان الأمر بالقلة والعدد فنحن كثير فلن نهزم من قلة، فكانت الهزيمة لأنهم ركنوا للأسباب الأرضية وتركوا مسبب الأسباب سبحانه…
- وهنا نقول انظر كيف سبق معنا قصة مريم العذراء عليها السلام ونوح عليه السلام سبب بسيط لكن الله تكفل بهم لأنهم اتجهوا له، وهنا سبب كبير بذله الصحابة لكن لما ركنوا إليه وكلهم الله له فكانت الهزيمة…
- وهنا السؤال الآن الذي أطرحه بعد كل هذا على الجميع: هل أخذ المسلمون اليوم بأسباب النصر والتمكين والرفعة واستعادة المجد وصناعة الحضارة… وأعتقد مئة بالمئة من إجاباتكم اليقينية توافقوني على أنهم لم يأخذوا بالأسباب… إذن فهل نستحق نصر الله ومعيته وتأييده وتوفيقه وإعادة المجد لديننا: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- ألم يقل الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم...}، فهل وجد الإعداد منا، والإعداد العام في كل شيء وليس العسكري فقط بل العلمي والصناعي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والأهم والأعظم الإيماني، والعكسري مطلوب لا ريب لكن ليس في إعداده للتناحر فيما بيننا، أو لقتلنا وسحقنا ودمارنا، بل على أعدائنا… ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ....﴾
فهل أخذ المسلمون بالأسباب اليوم، أم أخذوا بأسباب الانحطاط، والسفول، والتقاعس والفسوق… هل نستحق وعد الله تبارك تعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾، فهل نحن صادقون في الأخذ بالأسباب المعنوية التي يجب أن تبذل لنصل إلى النتائج المرضية، وهل نحن نستحق وعد الله لنا بالتمكين في كتابه الكريم وفي سورة النور وانظر إلى اسم السورة سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ ....﴾ فهل نحن أهل للاستخلاف…!.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالواجب على المسلم أن يبدأ بنفسه في التغيير والأسباب، وإذا بدأ بنفسه بالتغيير والأخذ بالأسباب سنتقل هذا إلى غيره كالعدوى، أما أن يتراكن لغيره: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فكل مسلم مطالب بالتغيير ليتغير المجتمع تلقائيًا بتغييره…
- والواجب أيضًا على المسلمين أن لا يسائلوا الله عن لماذا، ومتى، وأين، وكيف… بل الله جل جلاله هو الذي يسألنا عن ذلك؛ أذ نحن لا نعرف الحكمة التي تأتي من ربنا تبارك وتعالى، وأنا كبشر أعجز عن هذا كل العجز، وأنا لا أستطيع أن أدرك ما عند الله، وإنما مثلي ومثل حكمة الله كمثل أبي أو أبني أو أحد من أقاربي مثلا لا قدر الله يكون تحت تخدير الطبيب بعملية جراحية في المستشفى وأراه من وراء الزجاج وإذا هو يفعل به ما يشاء ويقطع عروقه ولحمه ويخرج دمه من بين يديه وأنا أنظر ولا أستطيع أن أفعل شيئًا لكن عندي قناعة على أن الطبيب بيده سبب الشفاء له؛ لأنه طبيب مختص فلن يفعل إلا ما فيه خيره، فإذا كنا نقتنع اقتناعًا كاملًا لا يخالطه شك بأن هذا الطبيب الذي سلمنا أبناءنا أو أباءنا أو أي أحد من أقاربنا له فكيف برب العالمين سبحانه وتعالى، أليست كل الحلول بيده، أليس الله يقول في كتابه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾… فلنثق به، ولنلجأ له، ولنحسن العودة لمن بيده الأمر كله…
- فما الذي بذلته أنا لينتصر إخواني في غزة، لينتصر إخواني في بلاد الأرض أجمعين، لينتصر المستضعفين من المسلمين أيضًا في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة في الدول التي يُستضعف فيها المسلمون في أي بلد كالهند وبورما… وغزة مجزرة القرن والإبادة الأبشع في التاريخ الحديث…
- واليوم نرى ما نرى من عدوان غاشم وإبادة ومحرقة وصمت عالمي، وتآمر داخلي وخارجي، لكن هذا بكله إذا بذل المسلمون الأسباب فإن الله تبارك سيجعل لهم المخرج حتما فقد قال تبارك وتعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}…
ـ واجبنا بأن نثق بالله وأن نبذل الأسباب لننال ما عند الله. وأختم أخيرا والأمر يحتاج إلى إطالة ولكن أختم بكلمة ألا وهي:
- الواجب على المسلم أن لا ينظر للجراحات والآلام اللحظية، بل ينظر إلى مستقبل لهذه الآلام والجرحات، نعم نعم قد تكون الآلام والجراحات في بلد واحد فقط كغزة فهؤلاء اصطفاهم الله وتعالى لخيرهم وفضلهم فمنحهم ما حُرم منه المسلمون عامة وهي (الشهادة) التي هي الوسام الأعظم والشرف الأكبر في ديننا على الإطلاق، ولا تعدلها أي عبادة وطاعة، ولا والله والذي لا إله إلا هو لا ينال المسلم درجتها حتى لو مكث بجوار الكعبة يقبّل الحجر الأسود ألف سنة مثل ما ينال الشهيد من وسام الكرامة والعلو في الجنة ويكفيه أنه في درجة النبيين: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ ..
- فهؤلاء الشهداء نالوا الوسام بإذن الواحد الأحد وتحصد الأمة النتيجة كما نال الجراح بلال وسمية وعمار وخباب وهؤلاء جميعا من المستضعفين في مكة ثم كان النصر حليف المسلمين وانتصر النبي والصحابة أجمعين، ثم كانت القادسية واليرموك وما بعدها وما قبلها فقاتلوا في سبيل وقتلوا فهم زرعوا لنحصد ونحن الواجب علينا أن نبذل لنتكاتف جميعا ولا نتواكل بل نأخذ بأسباب النصر والتأييد، والعز والتمكين: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا .....﴾، ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17696
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فهناك سؤال يُطرح ويتردد سواء كان هذا السؤال يُطرح على سبيل الحقيقة في اللسان، أو كان فقط يتردد في الجَنان، وسواء كان هذا السؤال يُطرح من قبل المؤمنين الصادقين المخلصين الغيورين الذين لا يشكون في إسلامهم ودينهم وربهم ونصرة الله تبارك تعالى لهم، أو من مؤمن لا يشك أيضًا في توحيده، ولا في ربه، ولا في إيمانه، ولا في كتابه، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا في شيء من ذلك البتة، وإنما يطرأ عليه التردد واستبطاء ما عند الله تعالى.
- أما الأول فيريد أن يستيقن بطرحه للسؤال، والثاني يريد إجابة لسؤاله ليريح نفسه، وباله وهمه، والسؤال نفسه يُطرح من قبل مترددين، مشككين، طاعنين، معادين، ملحدين، علمانيين، ليس لهم دين… فمن هؤلاء جميعًا قد يُطرح السؤال…
- والسؤال هو: أين الله تبارك وتعالى من نصرة المسلمين، أين الله من أن ينصر إخواننا المستضعفين في بقاع الارض أجمعين، أين الله تعالى من أن ينصر غزة مع أنهم يحمون المقدسات، وقد قُتل منهم الآلاف، فأين الله من نصرة هؤلاء جميعا، أين الله من أن يخرج المسلمين من هذه الغمة والهم والكربة التي نزلت بهم، وأصبحوا أضعف وأهون الناس يُستضعفون ويُمتهنون ويُعذبون ويُضطهدون وتُسلب أموالهم وديارهم، وأكبر وأكثر ما لديهم، وأحب ما عندهم…!
- فأين الله من هذا بكله، ألا يرى حال المسلمين، وما وصلوا إليه من خاصتهم وعامتهم فأقول حتى لا أستفصل في السؤال أكثر، فأقول للجميع سواء كان لمؤمن يريد أن يستيقن مع إيمانه، أو كان لمؤمن يريد أن يستوضح وهو متردد في إجابته، أو من غير مسلم تمامًا يشكك ويطعن في دين ربه فإن هؤلاء لهم جواب واحد هو جواب #السببية…
- هناك قانون في كتاب رب البرية، وفي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم خير البشرية يقول الله تبارك وتعالى فيه: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبديلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحويلًا} لن تجد نفي أن يوجد تحويل أو تحايل أو مغالطة أو حتى محاباة لأفراد دون أفراد على سنن الله… حتى ولو كانوا مقربًا من الله ومهما كان قربه وعلاقته بالله فلن يحابيه الله وحاشاه جل في علاه… وانظر لآدم عليه السلام وهو من نفخ فيه جل وعلا من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنته جنته، وفضله على غيره، ومع هذا لما خالف أمر ربه، وعصى خالقه، وأكل من الشجرة الممنوع منها أخرجه الله جل جلاله من الجنة وبذنب واحد فقط… مع أنه قد تاب وأناب، وتراجع واعتذر لكن بعد أن فات الأوان وخالف أمر الرحمن: ﴿وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ فَدَلّاهُما بِغُرورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حينٍ قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ﴾…
- وهذا الملك الصالح ذو القرنين أخذ بالأسباب بقوة، وتشبث بها بما تعنيه الكلمة: ﴿فَأَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما توجه لموضع آخر: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾، ثم لما ذهب لثالث: ﴿ثُمَّ أَتبَعَ سَبَبًا﴾… فلابد من أن يأخذ المسلم بأسبابه ليصل إلى النتائج المرضية، أما أن يتحدث بلسانه، وهو يخالف بأفعاله ومقاله، فلن يصل إلى شيء البتة، وتلك حقيقة لا محالة.
- لقد جعل الله الأسباب بمسبباتها، وعلمنا ربنا تبارك أن نأخد بالأسباب حتى في نفسه جل وعلا، وفي فعله صلى الله عليه وسلم، وإن الله عز وجل قد خاطب الناس بما يفهمون ويعقلون ولهذا خلق السماوات والأرض في ستة أيام وجعل للأرض عموداً وهكذا كل خلقه مع قدرته على أن يفعل ذلك في لحظة واحدة: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ لكن ليعلمنا تبارك وتعالى أنه لا بد من الأخذ بالأسباب التي هي عبادة في خد ذاتها لله جل وعلا…
- وقد جعل حياة الزروع مثلا والثمار في الأمطار، وجعل والنفس من أسباب حياة البشر، وكذلك الطعام والشراب… فجعل كل الأسباب بمسبباتها، فقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ سِيْرُوا فِي الأَرْضِ}، وخاطب النبي والمؤمنين جميعاً: ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم...﴾، حتى الجنة لا يمكن أن يدخلها أحد إلا بسبب من عنده ثم برحمة الله بعد ذلك، قال الله في كتابه: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
إذن في الجنة ونالها بشرط أعمالكم وإلا فلن تنالوها، والباء هنا سببية أي بسبب أعمالكم استحقيتم الجنة وفزتم بها: ﴿وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أورِثتُموها بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾…
- وهكذا لن ينال المسلم رحمة الله وجنة الله وفضل الله وما عند الله إلا بأسباب من عنده يبذلها مهما كان في قربه من الله عز وجل ولو إن يأخذ بأسباب يسيرة ما دام وأنه قد أخذ بالسبب فإن الله تبارك وتعالى سيعطيه، وسيمنحه وسيأتي له بما يريد وإلا فلن يكون له أي شيء لو تمنى ولم يعمل، وانظر لليهود والنصارى كيف زعموا الجنة بلا عمل فكذبهم تبارك وتعالى بقوله: ﴿وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هودًا أَو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ ...
- ثم إن الأخذ بالأسباب فرض بالعقل قبل الشرع فهل يمكن لإنسان أن يحصد ثمرة بمجرد أمنية بأن يتمنى أن ينال ثمرة فهل سينالها، أو أن يتخيل سيارة مثلا أو راتبًا ما أو عملًا أو أي شيء دون أن يبذل سببا فهل يمكن أن ينال ذلك، وهل يمكن لأمي أن يتمنى الكتابة فيكتب بمجرد أمنية، دون أن يتعلم عند أستاذه دون أن يتعلم بجد، دون أن يضحي، دون أن يجتهد، هل يمكن لطالب في الجامعة لا يدرس ولا يذاكر أن ينجح، هل يمكن لهذا وهل يمكن لذاك أن يكون دون بذل سبب… لا وألف لا، وقل عن كل الحياة كذلك.
- لا يمكن أن تُنال الحياة إلا بأسبابها، إلا بعمل حتى يصل الإنسان إلى هذه المنازل التي يرجوها، بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم لو نظرنا إلى حاله في كل حياته عليه الصلاة والسلام، ومع أنه خير البشرية، ومع أنه سيد الخليقة، ومع أنه أفضل الناس، وأعظم الناس، وأتقى الناس، وأقرب الناس إلى ربه سبحانه وتعالى لكن الله لم يحابه أبدًا، بل كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس اجتهادًا وبذلًا وعملًا وتضحية ويقوم حتى تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام لأجل أن ينال ما عند الله وهذا في أمر من أمور الآخرة لكن ماذا عن أمور الدنيا…
- انظر له صلى الله عليه وسلم في أكبر وأعظم وأضخم حدثٌ حدثَ له عليه الصلاة والسلام ألا وهو التحوّل لا له صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل للأمة جمعاء حتى قيام الساعة ألا وهو الانتقال من مكة إلى المدينة إنها الهجرة نعم حدث الهجرة حيث لم يتواكل عليه الصلاة والسلام وقال أنا نبي الله، ورسول الله ويأتيني جبريل من السماء، ريمكن أن يأخذني في لحظة إلى المدينة وانتهى الأمر، أو حتى أدعو الله أن ينقلني للمدينة وإذا أنا فيها، لا لم يكن ذاك مطلقًا مع أن ذلك غير مستحيل على رب العالمين جل جلاله لكنها الأسباب… بل اجتهد صلى الله عليه وسلم أعظم اجتهاد، وأعد أعظم خطة محكمة حتى يصل الى المدينة وهو نازج، يخاف عليه الصلاة والسلام من أن تفشل الخطة فينتهي أمره ودعوته، فتجده يستعين حتى بامرأة أن تأتيهم بطعام، ويؤمّن رجل لهم الطريق بأن تأتي الغنم بعدهم لتمحي آثارهم، ويأتيهم بخبر قريش، حتى أنه استعان صلى الله عليه وسلم بغير مسلم ليدله على الطريق…
- لو أن النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق لم يتخذ سبب الخندق ما الذي سيكون غير النهاية له وللمدينة بالاجتياح الأكبر، والغزو الأعظم؛ لأنها أكبر معركة واجهها النبي عليه الصلاة والسلام منذ أن عرف الحياة حتى والتحق بالرفيق الأعلى؛ إذ اجتمع الأعراب وقريش واليهود مع المنافقين من الداخل وكل عدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم…
- فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم أسبابه ليحتمي وأصحابه من قريش وممن تحالف معهم من اليهود ومن غيرهم فاتخذ النبي عليه الصلاة والسلام كل سبب ليصل إلى نتيجة مرضية له ولأصحابه؛ لأنه يعلم أن ذلك واجب عليه، أن ذلك فرض أنها عبادة لله يتعبد الله تبارك وتعالى عليه: ﴿وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى وَاتَّقونِ يا أُولِي الأَلبابِ﴾…
- وليعلم المسلم بعد بذله أسبابه التي هي عبادة بالنسبة له بأن النتيجة قدر من الله أما أنا فواجب علي أن أبذل السبب ثم يأتي من الله تبارك وتعالى ما يأتي حتى ولو كان السبب ضعيفا وؤأكد عليه فإن النتيجة ما دام وأن العبد قد تعرف على الله انظر هنا يأتي أمر آخر وهو ما لا حيلة للعبد به فالله يتدخل إن رأى منك بذل السبب ولو كان يسيرا وانظروا إلى مريم عليها السلام مع ضعفها مع ولادتها ومع نخلة عظيمة لا يمكن أن لإنسان أن يهزها فكيف بامرأة وجالسة مضطجعة وفي ولادتها لا تستطيع حتى القيام. ومع ذاك فإن الله تعالى أمرها أن تهز: {وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عليك رطبًا جنيا} فنحن نحتاج إلى أن نبذل الأسباب لننال النتيجة، وانظر لنبي الله نوح عليه السلام الذي يبني ويصنع سفينة في مكان لا تمشي فيه السفينة باتفاق العقلاء ألا وهو البر…
- لكن لما يتدخل رب العالمين وإرادته ونصر الله فلا إشكال ابذل السبب فقط: ﴿وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ﴾، انتهى جاء الأمر الإلهي عليك أن تفعل السبب الذي لا بد منه ثم سيأتيك من الله ما لا تتوقعه وما ليس في بالك…
- وعودة لحياة نبينا صلى الله عليه وسلم وما الذي فعله عليه الصلاة والسلام في أكبر معركة فاصلة هي الأولى في تاريخ الأمة ألا وهي معركة بدر التي أطلق الله عليها اسم الفرقان مع أنهم ليس معهم غير السيوف حتى لم يكن لهم إلا خيل واحد وقليل من الإبل لكن لما كان معهم ربهم جل وعلا مع عزم صدق وجلد عظيم فيهم وخطة محكمة نصرهم الله وأيدهم مع ضعف ما بأيديهم كضعف مريم عليها السلام أمام النخلة…
- ثم انظر إلى المعركة الثانية التي هي أحد لما
وقع منهم تفريط في الأسباب لم يقل الله تبارك وتعالى هذا نبيي، وهذا رسولي، وهذا محمد خير خلق الله، وهؤلاء صحابته الكرام أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فسأنصرهم ولو خالفوا السنن، لا لا محاباة، لما فرطوا في أمر يسير وهو الرماة وتركهم مواقعهم لكنه يخالف قواعد السلوك العسكري بأن ظهرهم غير محمي وهجمت قريش عليهم بقيادة خالد قبل إسلامه .... فأتت الهزيمة ..
- وقل عن يوم حنين وقد كان عدد من معه صلى الله عليه وسلم أكبر عدد اجتمع في معركة فقال بعض الصحابة أو قل الجدد من مسلمي الصحابة الذين أسلموا يوم فتح مكة والذين هم بين قوسين الطلقاء أو بعض الطلقاء الذين لم يستقر الإيمان استقرارًا تامًا في قلوبهم ولا زالوا حديثي عهد بالإسلام فقالوا: "لن نهزم اليوم من قلة"، يعني إن كان الأمر بالقلة والعدد فنحن كثير فلن نهزم من قلة، فكانت الهزيمة لأنهم ركنوا للأسباب الأرضية وتركوا مسبب الأسباب سبحانه…
- وهنا نقول انظر كيف سبق معنا قصة مريم العذراء عليها السلام ونوح عليه السلام سبب بسيط لكن الله تكفل بهم لأنهم اتجهوا له، وهنا سبب كبير بذله الصحابة لكن لما ركنوا إليه وكلهم الله له فكانت الهزيمة…
- وهنا السؤال الآن الذي أطرحه بعد كل هذا على الجميع: هل أخذ المسلمون اليوم بأسباب النصر والتمكين والرفعة واستعادة المجد وصناعة الحضارة… وأعتقد مئة بالمئة من إجاباتكم اليقينية توافقوني على أنهم لم يأخذوا بالأسباب… إذن فهل نستحق نصر الله ومعيته وتأييده وتوفيقه وإعادة المجد لديننا: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- ألم يقل الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم...}، فهل وجد الإعداد منا، والإعداد العام في كل شيء وليس العسكري فقط بل العلمي والصناعي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والأهم والأعظم الإيماني، والعكسري مطلوب لا ريب لكن ليس في إعداده للتناحر فيما بيننا، أو لقتلنا وسحقنا ودمارنا، بل على أعدائنا… ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم ....﴾
فهل أخذ المسلمون بالأسباب اليوم، أم أخذوا بأسباب الانحطاط، والسفول، والتقاعس والفسوق… هل نستحق وعد الله تبارك تعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾، فهل نحن صادقون في الأخذ بالأسباب المعنوية التي يجب أن تبذل لنصل إلى النتائج المرضية، وهل نحن نستحق وعد الله لنا بالتمكين في كتابه الكريم وفي سورة النور وانظر إلى اسم السورة سورة النور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ ....﴾ فهل نحن أهل للاستخلاف…!.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فالواجب على المسلم أن يبدأ بنفسه في التغيير والأسباب، وإذا بدأ بنفسه بالتغيير والأخذ بالأسباب سنتقل هذا إلى غيره كالعدوى، أما أن يتراكن لغيره: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فكل مسلم مطالب بالتغيير ليتغير المجتمع تلقائيًا بتغييره…
- والواجب أيضًا على المسلمين أن لا يسائلوا الله عن لماذا، ومتى، وأين، وكيف… بل الله جل جلاله هو الذي يسألنا عن ذلك؛ أذ نحن لا نعرف الحكمة التي تأتي من ربنا تبارك وتعالى، وأنا كبشر أعجز عن هذا كل العجز، وأنا لا أستطيع أن أدرك ما عند الله، وإنما مثلي ومثل حكمة الله كمثل أبي أو أبني أو أحد من أقاربي مثلا لا قدر الله يكون تحت تخدير الطبيب بعملية جراحية في المستشفى وأراه من وراء الزجاج وإذا هو يفعل به ما يشاء ويقطع عروقه ولحمه ويخرج دمه من بين يديه وأنا أنظر ولا أستطيع أن أفعل شيئًا لكن عندي قناعة على أن الطبيب بيده سبب الشفاء له؛ لأنه طبيب مختص فلن يفعل إلا ما فيه خيره، فإذا كنا نقتنع اقتناعًا كاملًا لا يخالطه شك بأن هذا الطبيب الذي سلمنا أبناءنا أو أباءنا أو أي أحد من أقاربنا له فكيف برب العالمين سبحانه وتعالى، أليست كل الحلول بيده، أليس الله يقول في كتابه: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾، ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾… فلنثق به، ولنلجأ له، ولنحسن العودة لمن بيده الأمر كله…
- فما الذي بذلته أنا لينتصر إخواني في غزة، لينتصر إخواني في بلاد الأرض أجمعين، لينتصر المستضعفين من المسلمين أيضًا في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة في الدول التي يُستضعف فيها المسلمون في أي بلد كالهند وبورما… وغزة مجزرة القرن والإبادة الأبشع في التاريخ الحديث…
- واليوم نرى ما نرى من عدوان غاشم وإبادة ومحرقة وصمت عالمي، وتآمر داخلي وخارجي، لكن هذا بكله إذا بذل المسلمون الأسباب فإن الله تبارك سيجعل لهم المخرج حتما فقد قال تبارك وتعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًاوَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ}…
ـ واجبنا بأن نثق بالله وأن نبذل الأسباب لننال ما عند الله. وأختم أخيرا والأمر يحتاج إلى إطالة ولكن أختم بكلمة ألا وهي:
- الواجب على المسلم أن لا ينظر للجراحات والآلام اللحظية، بل ينظر إلى مستقبل لهذه الآلام والجرحات، نعم نعم قد تكون الآلام والجراحات في بلد واحد فقط كغزة فهؤلاء اصطفاهم الله وتعالى لخيرهم وفضلهم فمنحهم ما حُرم منه المسلمون عامة وهي (الشهادة) التي هي الوسام الأعظم والشرف الأكبر في ديننا على الإطلاق، ولا تعدلها أي عبادة وطاعة، ولا والله والذي لا إله إلا هو لا ينال المسلم درجتها حتى لو مكث بجوار الكعبة يقبّل الحجر الأسود ألف سنة مثل ما ينال الشهيد من وسام الكرامة والعلو في الجنة ويكفيه أنه في درجة النبيين: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾ ..
- فهؤلاء الشهداء نالوا الوسام بإذن الواحد الأحد وتحصد الأمة النتيجة كما نال الجراح بلال وسمية وعمار وخباب وهؤلاء جميعا من المستضعفين في مكة ثم كان النصر حليف المسلمين وانتصر النبي والصحابة أجمعين، ثم كانت القادسية واليرموك وما بعدها وما قبلها فقاتلوا في سبيل وقتلوا فهم زرعوا لنحصد ونحن الواجب علينا أن نبذل لنتكاتف جميعا ولا نتواكل بل نأخذ بأسباب النصر والتأييد، والعز والتمكين: ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا .....﴾، ﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*الخوارج.في.زماننا.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*الخوارج.في.زماننا.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FWx4uWIHAPA?si=BXkEZAzHM85bVMyU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 1/ربيع الآخر/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فما نراه في واقعنا، ونعيشه في زماننا، ونلامسه في أيامنا من محاربة لدين الله تبارك وتعالى، ومحاولة لإقصائه عن الحياة عامة، ومحاربة ممنهجة بأيدي داخلية وخارجية للمتدينين وللمصلحين وللعلماء العاملين، سواء كان على طريق الحقيقة بسجن وتعذيب وإبعاد، وحكم بإعدام، أو بمحاربة شرسة وإبعاد واضح، ومحاولة فاضحة لإقصاء الدين وإنهاء دوره، وإبعاده عن الحياة عامة، وإسكات صوت الناطق به، والمتحدث عنه، والمترجم له في أقواله وأفعاله وعلمه أعني المصلحين، وأعني الدعاة، وأعني العلماء الأتقياء الزاهدين، وهو واضح أيها الإخوة لكل ذي عينين…
- وهذه الحرب جديدة معناه تهميش دور الدين عامة، وفصله عن الحياة شيئًا فشيئًا حتى يزول تمامًا، ويقل أثره في نفوس الناس، وبعدهم عنه، وانشغالهم بأمور أخرى غيره، وتفكيكه من حياة المسلمين، ورسم قدوات جديدة، وأديان شرقية وغربية، ومقدسات ثانوية، وإظهار للتفاهات، والعبث والفوضى، وهذا وذاك…
- وهذه الحرب الجديدة التي نراها في ساحتنا العربية والإسلامية، وإن كانت تختلف من محل لآخر، ومن دولة لأخرى، إلا أن الهدف واحد، والحرب متفقة، والقائد موحد، يوقن بذلك مسلم غيور، وبات يدركه الجميع، على أن هذه المعركة الشرسه ضد هذا الدين لتجري على قدم وساق، لا لتستهدف الإسلام وحده، بل وتستهدف المسلمين عامة، ولكن الله غالب على أمره: {وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ}.
- وأبشركم أن دين الله جل وعلا محفوظ، ولكن أين الحفظة، أين الحفظة لهذا الدين، وأين الأسباب التي جعلها الله فريضة على العباد أن يبذلوها في حياتهم عامة لأجل الحفاظ على دين الله خاصة، ثم بذل الأسباب لإقامة الحياة، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها، ولو لم تكن الأسباب لما كانت المعارك الكبرى في الإسلام، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بدينه وهو رسول الله لكنه فر من بلده وأحب البقاع إليه إلى غيرها؛ لينجو بدين الله ويدعو إلى الله ويؤسس لدولة الإسلام، ولم يتواكل ويدع الأسباب ويقول أنا رسول الله وسينصرني الله بدون عمل وجهد وبذل وهجرة وقتل وقتال وتحمل وصبر وجوع ومجاهدة وسهر… لا لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم…
- فهي أسباب لحفظ الدين لابد من بذلها، لابد من فعلها، لابد للمسلم أن يكون له الدور الأبرز والأعظم فيها؛ فالمعركة دائرة ورحى الإسلام منتصرًا طال الأمد أو قصُر فلا بد من النصر والظفر: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾ فهذه الآيات وغيرها تؤكّد أن النصر حليف هذا الدين وعباده الصالحين شاءوا أو يشاءوا، أرادوا أو لم يريدوا…
- فدين الله محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى له، وهو دائم ما دام وأن الله باق فدينه كذلك باقٍ ولو حاربوه ولو أقصوه ولو أبعدوه ولو أزاحوه ولو فعلوا الأفاعيل به وبعباد الله الصالحين فلن يفلحوا أبدًا، نعم لن يفلحوا أبدا قد فعلها من قبلكم، فعلوها، وصنعوا وقتلوا ودمروا وأخفوا وسحلوا وسحقوا أناس كثير، وأديان متعددة، ولكن الحق يقوم: ﴿قَد قالَهَا الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَما أَغنى عَنهُم ما كانوا يَكسِبونَ فَأَصابَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَالَّذينَ ظَلَموا مِن هؤُلاءِ سَيُصيبُهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَما هُم بِمُعجِزينَ﴾…
- وإن كانت المعركة في زماننا على أشدها الآن أعظم من أي زمن مضى… خاصة الحرب الفكرية على هذا الدين، وعلى عباده الصالحين.. بدءًا من ما يسموه بالتجديد للدين، أو التشكيك في الدين، أو العقلانية في الدين، أو إعادة فهم الدين، أو تجديد الخطاب الديني كما تسمى الآن، وهذه بكلها نظريات تحقق منها من تحقق من واضعوها، وراجعوا أنفسهم أصحابها ما راجعوا، ثم تبين لهم على أن خططهم فشلت أمام من تمسك المسلمين بدينهم، ولم تنطلي عليهم هذه الحيل، سواء كانت عقلانية ضد شرع الله، أو كانت إعادة فهم، أو كانت تجديد خطاب، أو كانت محاربة للتراث أو كانت ما كانت كلها أكذوبات لا تنطلي على أبنائنا، وأتباع ديننا، وعلى من تمسكوا بكتاب ربنا…
- لكن أكثر معركة اليوم جديدة حديثة محدثة هي ما تسمى بتعدد القراءات للنص الشرعي، أي التلاعب بالدين وبشرع رب العالمين، واعتبار أن كل فهم لآية أو لحديث لرسول الله فهو صحيح صدر عن من صدر، وقال به من قال، ولو كان حتى الشيطان، والكارثة أنهم يفخرون بما توصلوا إليه وصدق الله: ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا أُولئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا﴾، ﴿اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَوَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديدٍ الَّذينَ يَستَحِبّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا أُولئِكَ في ضَلالٍ بَعيدٍ وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾…
- فهم يريدون أن يعددوا القراءات للنص بحيث أن النص قابل للعب وللتجاذبات وللأخذ والعطاء، فهذا يفهم فهما ففهمهه حسب خزعبلاتهم صحيح، وهذا يفهم آخر ففهمهه صحيح، وكل هؤلاء حتى ولو شرقوا أو غربوا وأبعدوا كل البعد فعلى قراءة هؤلاء هي صحيحة.
فهذا التلاعب بالدين أصبح سائدًا في بلاد الإسلام والمسلمين، نعم لقد أصبح التلاعب في أحكام الله وبشرع الله سائدًا للأسف الشديد وأصبح هؤلاء لهم كتب ولهم مؤلفات ولهم ندوات ولهم محاضرات ولهم أمسيات ولهم مؤسسات ولهم ما لهم هنا وهناك…
- والفرية العظمى التي يروج لها هؤلاء ويتكئون عليها باعتبار أن هذه اختلافات كما اختلف الأوائل يختلف الأواخر، وعلى أن أولئك رجال وهؤلاء -كما يزعمون- رجال، فيقول قائلهم وأحمقهم: مالفرق بيني وبين أبي حنيفة، أو بيني وبين الشافعي، أو بيني وبين مالك، أو بيني وبين أحمد، فهؤلاء عقول بشرية وأنا عقل بشري، وبالتالي أنا أفعل كما فعلوا، وأجتهد كما اجتهدوا، وأصنع كما صنعوا لا فرق بيني وبينهم…!.
- غير أننا نقول لهم: إن الله فرّق بينك وبينه، فليس أولئك برجال وأنت رجل، بل الرجال وضحهم الله في كتابه الكريم: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾، إنما المفاضلة تصح بين جنسين أنت ذكر وهذه أنثى، {وَليْسَ الذْكَرُ كَالأُنثَى}، أما بين رجال وذكور فلا تصلح مطلقًا، إنما أنت عندك آلة الذكورة نعم تستطيع أن تتزوج لكن لن تستطيع أن تناطح هؤلاء العظماء من الأئمة العلماء، وأنت للقمامة أقرب منها للقامة، وهم في الثريا وأنت ملطخ بالوحل في الثرى، فلا تستطيع أن تقول ولا أن تتحدث ولا أن تخرج كلمة عربية صحيحة، فضلًا عن أن تنتقد أو أن تبدي رأيًا صحيحًا صائبًا وأن يُعتد برأيك
يقولون هذا عندنا غير جائز
ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند
فما عندكم شيء حتى يعتد بكم ويأخذ الناس عنكم فكيف تبرزون عضلاتكم الفارغة باسم أنتم رجال وهم رجال…!.
- الله يقول {مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ} حتى المؤمنين ليسوا جميعًا على وصف الرجولة، ولكن كثيرًا منهم ذكور فلا يمكن أن يتلاعب بالأدلة بمسميات شرقية وغربية، بل لا يحل لمسلم أن تنطلي عليه هذه الحيل خاصة أمام الوسائل المفتوحة في زمننا التي تظهر بأجمل وأحسن وأبهى حلة من فيديوهات أو من قولبات، أو من صور ومعلومات، أو من حقائق وأرقام، أو من إحالات ونقليات بأن هذا قالها فلان في الكتاب الفلاني وكله كذب وزور لا قال ولا سمع ولا رأى ولا يعلم ذلك لكن أنت تعلم على أننا لا نعود للكتب والمراجع وبالتالي تستطيع أن تكذب على جمهور المسلمين؛ لأنك تعلم أنهم لن يعودوا لأي مصدر فيقول قائلهم: قالها الواقدي قالها المسعودي قالها فلان وعلان? قالها زعطان وفلتان، بل لجهلهم بالأسماء بدلًا أن يقول قالها ابن كثير يقول باكثير لا يحسن أن يعود أصلا لأسماء ولا أن يذكر تواريخ ولا حتى قد قرأ الكتاب ذلك فضلاً من أن ينتقد العالم الذي ألفه، لكنهم بعقول أضلها باريها، كما ضلت عقول الخوارج حتى في زمنه عليه الصلاة والسلام وفي زمن الصحابة وفي زمن الخلفاء فمن باب أولى أن نرى هؤلاء في زماننا فقد قال الرجل لرسول الله وهو رسول الله "اعدل يا محمد"، والحديث في البخاري ومسلم نعم قال: "اعدل يا محمد؛ فوالله ما هذه قسمة أريد بها وجه الله"، ومع أنه لا إشكال والعدل واجب على الجميع، ورسول الله أولى أن يعدل لكنها كلمة حق أريد بها باطل فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم ثم علق قائلا: "يخرج من ضئضئ هذا" أي من أمثال هؤلاء الأفراخ يخرجون في ديننا من أجل المروق على ديننا، ومن أجل إقصاء ديننا، وتشويه شرعنا، ومن أجل التلاعب بأحكام شرع ربنا، وهم أنفسهم الذين قالوا لعلي رضي الله عنه: {إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ}، هذا الشعار الأبرز والهدف الأسمى الذي اتخذه الخوارج في زمن علي رضي الله عنه أن لا يحكّم الرجال في دين الله فقال علي كلمته الشهيرة "كلمة حق أريد بها باطل".
- إن هؤلاء الخوارج في زماننا يحسنون الاستدلال بالقرآن لا لأجله بل لنكون نحن وإياهم على سواء، فيتم الضحك على العامة والمغلفين منهم خاصة، ويتلاعب بالشرع بعد ذلك، مع الفارق التعبدي بين خوارج العصر والخوارج في زمن النبي الذين يقول عنهم صلى الله عليه وسلم: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتهم إلى قرائتكم..."، وقل ما شئت من عبادات وتنفل حتى وصفهم أبن عباس لما دخل إليهم يحاورهم قال: إن جباههم كركب المعزى، أي لكثرة السجود عليها بين يدي الرحمن ليل نهار، وإن ركبهم كثفن البعير لشدة ما سجدوا لله وأطالوا السجود لكنه صلى الله عليه وسلم قال" لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرم"، وقال: "هم كلاب أهل النار، اقتلوهم فمن قتلهم له أجر عند الله"،. وكلها أحاديث صحيحة... نعم كذلك مع أنهم يصلون ويحسنون الصلاة إن كان علماني اليوم لا يحسنون الطهارة، ولا يعرفون القبلة، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يأتون الحلال ولا يعرفونه…
- ولهذا انتفع الخوارج لحوار ابن عباس لما حاورهم فعاد ثلث منهم للدين؛ لأن العمى والجهل هو الذي أضلهم، وبالتالي عادوا ورجعوا الى الهداية لما علموا، أما العلمانيون في عصرنا فلا علم، ولن ينفعهم حوار، ولا كلام، ولا عقل ولا نقل حتى وإن نطق الحق بنفسه وليس ببشر ينطقون به: ﴿صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لا يَرجِعونَ﴾، ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمى أَبصارَهُم﴾، ﴿وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾ ، ﴿أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرونَ﴾…
جهلت وما تدري بأنك جاهل
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
- ألا أيها العلمانيون اعلموا أن السنة عندنا كالقرآن( وما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا...) .(أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ...) ؛ (قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...). (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا... )وقل ما شئت عن مثل هذه الآيات، فلا فرق بين كتاب وسنة؛ لأن الكل وحي من رب العزة:﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾ أي جبريل عليه السلام…
- أما أن يقال القرآن قطعيات والسنة ظنيات وبالتالي نرد الظنيات ونلغيها تماما ونتحاكم للقطعيات وننتهي عن السنة فهو تعطيل للقرآن والسنة بل قال ميمون بن مهران رحمه الله " القرآن أحوج من السنة للقرآن" يعني القرآن يحتاج الى السنة أكثر مما تحتاج السنة إلى القرآن؛ لأن القرآن لم يفصل بينما السنة فصلت القرآن، فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا شيء من أركان الإسلام سنفهمها إن لم تكن السنة هي التي فصلت كيف نصلي، ما هي شروط الصلاة، ما هي أركان الصلاة، ما هي سنن الصلاة، ما هي المبطلات لها، وما مفطرات الصيام، وكيف نحج، وكيف نزكي، وما هي الأنصبة للزكاة، وما هي الأموال الزكوية، وما هي التي لا تزكى، وقل ما شئت في كل أحكام الشرع فإن طعنا في السنة وتركناهل فقد طعنا في القرآن وتركناه حتما…
- ولهذا لم يكن الصحابة والسلف عامة يفرقون بين السنة والقرآن؛ لأن الكل عندهم وحي من الله تعالى، وكانوا لا يفرقون بين أمر السنة بشيء وأمر القرآن بشيء، فلما نزلت قول الله تبارك وتعالى في الخمر مع أن الخمر عند العرب كالماء عندنا وعلى أن أغلب الصحابة القدامى الذين جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحياء فقد كانوا يشربونها إلا نادر من أولئك فلما نزلت الآية (فَاجتَنِبُوه) قالوا انتهينا انتهينا انتهينا يا ربنا… ( إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ) بل فوق ذلك كسروا الدنان والأواني التي فيها الخمور وكانت عليها الخمور…
- ولما نزلت آية الحجاب مع أن النساء كاشفات منذ عرفن الحياة ولا إشكال لديهن البتة لا في الجاهلية ولا في بداية الإسلام، وما نزل الحجاب إلا في السنة الخامسة إلى السادسة هجرية، ولما نزلت نزلت ليلًا فعاد الصحابة لنسائهم يقرأون آية الحجاب فخرجن فجرًا متلفعات بمروطهن كأنهن الغربان لا يعرفن.... نعم هكذا، بل كانت المرأة التي ليس لها خمار تشق من ثوبها أو تعيرها جارتها وخرجت به للناس، فانتهوا في لحظات يسيرة عنه مع أنها عقائد وتقاليد منذ قرون طويلة…. لكنها الاستجابة لله ورسوله.
- بل لما جاء تحويل القبلة في صلاة الظهر وفي رواية أنها العصر وبعض الصحابة يصلون حين ذهب رجل وجاء وهم يصلون فقال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القبلة قد تحولت فتحولوا وهم ركوع لم يتماسكوا ولم يترادوا ولم يقولوا حتى نصلي هذه أو نسأل أو نتأكد أو من الرجل أو يحلف أو عنده شاهد…
- بل بمجرد الرؤية لرسول الله عملوا مثله دون أن يسألوه لماذا أو هو خاص بك غيرنا فقط بمجرد أن شاهدوه صلى الله عليه وسلم مثلا يلقي خاتمه من على المنبر قال نظرة إلى هذا ونظرة إليكم لقد شغلني عنكم فرماه فرموا خواتمهم رضي الله عنه جميعا، ولما خلع حذاءه وهو في الصلاة خلعوا أحذيتهم فورا، مع أنها لعلة النجاسة في حذاء رسول الله وفي أحذيتهم لا نجاسة فيها لكنهم خلعوا بمجرد الرؤية للقدوة والأسوة صلى الله عليه وسلم.
- ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل في أصبعه خاتم فرماه النبي الله عليه وسلم فقال له بعض الصحابة خذه وانتفع به اعطه لإمرأتك بعه فقال لا والله لا آخذه وقد رماه رسول الله، بل نادى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "أيها الناس اجلسوا"، وكان ابن مسعود في الشارع بين الشمس وفي حرارتها فجلس في نفس المكان لم يتحرك لحظة، ومثله ابن رواحة، وأم سلمة لما سمعت نفس الكلمة: "انصتوا أيها الناس"، وكانت تمشط ابنتها في دارها فلم تنزل المشط من على شعر ابنتها، بل مباشرة استماع وطاعة واتباع له صلى الله عليه وسلم لأن الله ينادي ويقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
إن من المعلوم لدينا على أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، ولا يحل لأحد أن يبدي رأيه، أو فكره، أو قوله، أو أي شيء منه على كلام رسول الله، أو على كلام الله، أو على أي شيء من شرع الله، وحتى ولو كان الصحابة، حتى ولو كان أعلم الناس، وأعظم الناس وأعقل الناس وأزهد الناس وأعبد الناس مادام خالف قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب رد ذلك القول واعتباره منبوذا حتى لو جاء ممن جاء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ﴾… فلا عبرة بقول أحد إذا قال الله أو الرسول شيئًا… ولا اجتهاد في معرض النص كما هي القاعدة بين العلماء.
- ألا فلنحذر من كل فكر وقول ونظرية وشبهة ومنشور وفيديو وكل شيء يشكك في دين الله أو يطعن في آيات كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في وسائل التواصل أو حقيقة أو من كتاب وغيره، ولا يحل للمسلم أصلا أن يتابع هؤلاء بحال من الأحوال، وواجبه متابعة ما يزيد إيمانه ويقربه لربه جل جلاله لا ما يبعده ويغضبه سبحانه، وواجب المسلم العودة للعلماء إن حدث أمر يحب السؤال عنه، والتبين فيه، وقد أمرنا ربنا جل وعلا بقوله: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ …
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/ ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/FWx4uWIHAPA?si=BXkEZAzHM85bVMyU
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 1/ربيع الآخر/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فما نراه في واقعنا، ونعيشه في زماننا، ونلامسه في أيامنا من محاربة لدين الله تبارك وتعالى، ومحاولة لإقصائه عن الحياة عامة، ومحاربة ممنهجة بأيدي داخلية وخارجية للمتدينين وللمصلحين وللعلماء العاملين، سواء كان على طريق الحقيقة بسجن وتعذيب وإبعاد، وحكم بإعدام، أو بمحاربة شرسة وإبعاد واضح، ومحاولة فاضحة لإقصاء الدين وإنهاء دوره، وإبعاده عن الحياة عامة، وإسكات صوت الناطق به، والمتحدث عنه، والمترجم له في أقواله وأفعاله وعلمه أعني المصلحين، وأعني الدعاة، وأعني العلماء الأتقياء الزاهدين، وهو واضح أيها الإخوة لكل ذي عينين…
- وهذه الحرب جديدة معناه تهميش دور الدين عامة، وفصله عن الحياة شيئًا فشيئًا حتى يزول تمامًا، ويقل أثره في نفوس الناس، وبعدهم عنه، وانشغالهم بأمور أخرى غيره، وتفكيكه من حياة المسلمين، ورسم قدوات جديدة، وأديان شرقية وغربية، ومقدسات ثانوية، وإظهار للتفاهات، والعبث والفوضى، وهذا وذاك…
- وهذه الحرب الجديدة التي نراها في ساحتنا العربية والإسلامية، وإن كانت تختلف من محل لآخر، ومن دولة لأخرى، إلا أن الهدف واحد، والحرب متفقة، والقائد موحد، يوقن بذلك مسلم غيور، وبات يدركه الجميع، على أن هذه المعركة الشرسه ضد هذا الدين لتجري على قدم وساق، لا لتستهدف الإسلام وحده، بل وتستهدف المسلمين عامة، ولكن الله غالب على أمره: {وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ}.
- وأبشركم أن دين الله جل وعلا محفوظ، ولكن أين الحفظة، أين الحفظة لهذا الدين، وأين الأسباب التي جعلها الله فريضة على العباد أن يبذلوها في حياتهم عامة لأجل الحفاظ على دين الله خاصة، ثم بذل الأسباب لإقامة الحياة، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها، ولو لم تكن الأسباب لما كانت المعارك الكبرى في الإسلام، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بدينه وهو رسول الله لكنه فر من بلده وأحب البقاع إليه إلى غيرها؛ لينجو بدين الله ويدعو إلى الله ويؤسس لدولة الإسلام، ولم يتواكل ويدع الأسباب ويقول أنا رسول الله وسينصرني الله بدون عمل وجهد وبذل وهجرة وقتل وقتال وتحمل وصبر وجوع ومجاهدة وسهر… لا لم يقل ذلك صلى الله عليه وسلم…
- فهي أسباب لحفظ الدين لابد من بذلها، لابد من فعلها، لابد للمسلم أن يكون له الدور الأبرز والأعظم فيها؛ فالمعركة دائرة ورحى الإسلام منتصرًا طال الأمد أو قصُر فلا بد من النصر والظفر: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، ﴿وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ﴾ فهذه الآيات وغيرها تؤكّد أن النصر حليف هذا الدين وعباده الصالحين شاءوا أو يشاءوا، أرادوا أو لم يريدوا…
- فدين الله محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى له، وهو دائم ما دام وأن الله باق فدينه كذلك باقٍ ولو حاربوه ولو أقصوه ولو أبعدوه ولو أزاحوه ولو فعلوا الأفاعيل به وبعباد الله الصالحين فلن يفلحوا أبدًا، نعم لن يفلحوا أبدا قد فعلها من قبلكم، فعلوها، وصنعوا وقتلوا ودمروا وأخفوا وسحلوا وسحقوا أناس كثير، وأديان متعددة، ولكن الحق يقوم: ﴿قَد قالَهَا الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَما أَغنى عَنهُم ما كانوا يَكسِبونَ فَأَصابَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَالَّذينَ ظَلَموا مِن هؤُلاءِ سَيُصيبُهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَما هُم بِمُعجِزينَ﴾…
- وإن كانت المعركة في زماننا على أشدها الآن أعظم من أي زمن مضى… خاصة الحرب الفكرية على هذا الدين، وعلى عباده الصالحين.. بدءًا من ما يسموه بالتجديد للدين، أو التشكيك في الدين، أو العقلانية في الدين، أو إعادة فهم الدين، أو تجديد الخطاب الديني كما تسمى الآن، وهذه بكلها نظريات تحقق منها من تحقق من واضعوها، وراجعوا أنفسهم أصحابها ما راجعوا، ثم تبين لهم على أن خططهم فشلت أمام من تمسك المسلمين بدينهم، ولم تنطلي عليهم هذه الحيل، سواء كانت عقلانية ضد شرع الله، أو كانت إعادة فهم، أو كانت تجديد خطاب، أو كانت محاربة للتراث أو كانت ما كانت كلها أكذوبات لا تنطلي على أبنائنا، وأتباع ديننا، وعلى من تمسكوا بكتاب ربنا…
- لكن أكثر معركة اليوم جديدة حديثة محدثة هي ما تسمى بتعدد القراءات للنص الشرعي، أي التلاعب بالدين وبشرع رب العالمين، واعتبار أن كل فهم لآية أو لحديث لرسول الله فهو صحيح صدر عن من صدر، وقال به من قال، ولو كان حتى الشيطان، والكارثة أنهم يفخرون بما توصلوا إليه وصدق الله: ﴿قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا أُولئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا﴾، ﴿اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَوَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديدٍ الَّذينَ يَستَحِبّونَ الحَياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا أُولئِكَ في ضَلالٍ بَعيدٍ وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾…
- فهم يريدون أن يعددوا القراءات للنص بحيث أن النص قابل للعب وللتجاذبات وللأخذ والعطاء، فهذا يفهم فهما ففهمهه حسب خزعبلاتهم صحيح، وهذا يفهم آخر ففهمهه صحيح، وكل هؤلاء حتى ولو شرقوا أو غربوا وأبعدوا كل البعد فعلى قراءة هؤلاء هي صحيحة.
فهذا التلاعب بالدين أصبح سائدًا في بلاد الإسلام والمسلمين، نعم لقد أصبح التلاعب في أحكام الله وبشرع الله سائدًا للأسف الشديد وأصبح هؤلاء لهم كتب ولهم مؤلفات ولهم ندوات ولهم محاضرات ولهم أمسيات ولهم مؤسسات ولهم ما لهم هنا وهناك…
- والفرية العظمى التي يروج لها هؤلاء ويتكئون عليها باعتبار أن هذه اختلافات كما اختلف الأوائل يختلف الأواخر، وعلى أن أولئك رجال وهؤلاء -كما يزعمون- رجال، فيقول قائلهم وأحمقهم: مالفرق بيني وبين أبي حنيفة، أو بيني وبين الشافعي، أو بيني وبين مالك، أو بيني وبين أحمد، فهؤلاء عقول بشرية وأنا عقل بشري، وبالتالي أنا أفعل كما فعلوا، وأجتهد كما اجتهدوا، وأصنع كما صنعوا لا فرق بيني وبينهم…!.
- غير أننا نقول لهم: إن الله فرّق بينك وبينه، فليس أولئك برجال وأنت رجل، بل الرجال وضحهم الله في كتابه الكريم: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾، إنما المفاضلة تصح بين جنسين أنت ذكر وهذه أنثى، {وَليْسَ الذْكَرُ كَالأُنثَى}، أما بين رجال وذكور فلا تصلح مطلقًا، إنما أنت عندك آلة الذكورة نعم تستطيع أن تتزوج لكن لن تستطيع أن تناطح هؤلاء العظماء من الأئمة العلماء، وأنت للقمامة أقرب منها للقامة، وهم في الثريا وأنت ملطخ بالوحل في الثرى، فلا تستطيع أن تقول ولا أن تتحدث ولا أن تخرج كلمة عربية صحيحة، فضلًا عن أن تنتقد أو أن تبدي رأيًا صحيحًا صائبًا وأن يُعتد برأيك
يقولون هذا عندنا غير جائز
ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند
فما عندكم شيء حتى يعتد بكم ويأخذ الناس عنكم فكيف تبرزون عضلاتكم الفارغة باسم أنتم رجال وهم رجال…!.
- الله يقول {مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ} حتى المؤمنين ليسوا جميعًا على وصف الرجولة، ولكن كثيرًا منهم ذكور فلا يمكن أن يتلاعب بالأدلة بمسميات شرقية وغربية، بل لا يحل لمسلم أن تنطلي عليه هذه الحيل خاصة أمام الوسائل المفتوحة في زمننا التي تظهر بأجمل وأحسن وأبهى حلة من فيديوهات أو من قولبات، أو من صور ومعلومات، أو من حقائق وأرقام، أو من إحالات ونقليات بأن هذا قالها فلان في الكتاب الفلاني وكله كذب وزور لا قال ولا سمع ولا رأى ولا يعلم ذلك لكن أنت تعلم على أننا لا نعود للكتب والمراجع وبالتالي تستطيع أن تكذب على جمهور المسلمين؛ لأنك تعلم أنهم لن يعودوا لأي مصدر فيقول قائلهم: قالها الواقدي قالها المسعودي قالها فلان وعلان? قالها زعطان وفلتان، بل لجهلهم بالأسماء بدلًا أن يقول قالها ابن كثير يقول باكثير لا يحسن أن يعود أصلا لأسماء ولا أن يذكر تواريخ ولا حتى قد قرأ الكتاب ذلك فضلاً من أن ينتقد العالم الذي ألفه، لكنهم بعقول أضلها باريها، كما ضلت عقول الخوارج حتى في زمنه عليه الصلاة والسلام وفي زمن الصحابة وفي زمن الخلفاء فمن باب أولى أن نرى هؤلاء في زماننا فقد قال الرجل لرسول الله وهو رسول الله "اعدل يا محمد"، والحديث في البخاري ومسلم نعم قال: "اعدل يا محمد؛ فوالله ما هذه قسمة أريد بها وجه الله"، ومع أنه لا إشكال والعدل واجب على الجميع، ورسول الله أولى أن يعدل لكنها كلمة حق أريد بها باطل فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم ثم علق قائلا: "يخرج من ضئضئ هذا" أي من أمثال هؤلاء الأفراخ يخرجون في ديننا من أجل المروق على ديننا، ومن أجل إقصاء ديننا، وتشويه شرعنا، ومن أجل التلاعب بأحكام شرع ربنا، وهم أنفسهم الذين قالوا لعلي رضي الله عنه: {إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ}، هذا الشعار الأبرز والهدف الأسمى الذي اتخذه الخوارج في زمن علي رضي الله عنه أن لا يحكّم الرجال في دين الله فقال علي كلمته الشهيرة "كلمة حق أريد بها باطل".
- إن هؤلاء الخوارج في زماننا يحسنون الاستدلال بالقرآن لا لأجله بل لنكون نحن وإياهم على سواء، فيتم الضحك على العامة والمغلفين منهم خاصة، ويتلاعب بالشرع بعد ذلك، مع الفارق التعبدي بين خوارج العصر والخوارج في زمن النبي الذين يقول عنهم صلى الله عليه وسلم: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وقراءتهم إلى قرائتكم..."، وقل ما شئت من عبادات وتنفل حتى وصفهم أبن عباس لما دخل إليهم يحاورهم قال: إن جباههم كركب المعزى، أي لكثرة السجود عليها بين يدي الرحمن ليل نهار، وإن ركبهم كثفن البعير لشدة ما سجدوا لله وأطالوا السجود لكنه صلى الله عليه وسلم قال" لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرم"، وقال: "هم كلاب أهل النار، اقتلوهم فمن قتلهم له أجر عند الله"،. وكلها أحاديث صحيحة... نعم كذلك مع أنهم يصلون ويحسنون الصلاة إن كان علماني اليوم لا يحسنون الطهارة، ولا يعرفون القبلة، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يأتون الحلال ولا يعرفونه…
- ولهذا انتفع الخوارج لحوار ابن عباس لما حاورهم فعاد ثلث منهم للدين؛ لأن العمى والجهل هو الذي أضلهم، وبالتالي عادوا ورجعوا الى الهداية لما علموا، أما العلمانيون في عصرنا فلا علم، ولن ينفعهم حوار، ولا كلام، ولا عقل ولا نقل حتى وإن نطق الحق بنفسه وليس ببشر ينطقون به: ﴿صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لا يَرجِعونَ﴾، ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمى أَبصارَهُم﴾، ﴿وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾ ، ﴿أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرونَ﴾…
جهلت وما تدري بأنك جاهل
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
- ألا أيها العلمانيون اعلموا أن السنة عندنا كالقرآن( وما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا...) .(أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ...) ؛ (قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ...). (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا... )وقل ما شئت عن مثل هذه الآيات، فلا فرق بين كتاب وسنة؛ لأن الكل وحي من رب العزة:﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾ أي جبريل عليه السلام…
- أما أن يقال القرآن قطعيات والسنة ظنيات وبالتالي نرد الظنيات ونلغيها تماما ونتحاكم للقطعيات وننتهي عن السنة فهو تعطيل للقرآن والسنة بل قال ميمون بن مهران رحمه الله " القرآن أحوج من السنة للقرآن" يعني القرآن يحتاج الى السنة أكثر مما تحتاج السنة إلى القرآن؛ لأن القرآن لم يفصل بينما السنة فصلت القرآن، فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا شيء من أركان الإسلام سنفهمها إن لم تكن السنة هي التي فصلت كيف نصلي، ما هي شروط الصلاة، ما هي أركان الصلاة، ما هي سنن الصلاة، ما هي المبطلات لها، وما مفطرات الصيام، وكيف نحج، وكيف نزكي، وما هي الأنصبة للزكاة، وما هي الأموال الزكوية، وما هي التي لا تزكى، وقل ما شئت في كل أحكام الشرع فإن طعنا في السنة وتركناهل فقد طعنا في القرآن وتركناه حتما…
- ولهذا لم يكن الصحابة والسلف عامة يفرقون بين السنة والقرآن؛ لأن الكل عندهم وحي من الله تعالى، وكانوا لا يفرقون بين أمر السنة بشيء وأمر القرآن بشيء، فلما نزلت قول الله تبارك وتعالى في الخمر مع أن الخمر عند العرب كالماء عندنا وعلى أن أغلب الصحابة القدامى الذين جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحياء فقد كانوا يشربونها إلا نادر من أولئك فلما نزلت الآية (فَاجتَنِبُوه) قالوا انتهينا انتهينا انتهينا يا ربنا… ( إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ) بل فوق ذلك كسروا الدنان والأواني التي فيها الخمور وكانت عليها الخمور…
- ولما نزلت آية الحجاب مع أن النساء كاشفات منذ عرفن الحياة ولا إشكال لديهن البتة لا في الجاهلية ولا في بداية الإسلام، وما نزل الحجاب إلا في السنة الخامسة إلى السادسة هجرية، ولما نزلت نزلت ليلًا فعاد الصحابة لنسائهم يقرأون آية الحجاب فخرجن فجرًا متلفعات بمروطهن كأنهن الغربان لا يعرفن.... نعم هكذا، بل كانت المرأة التي ليس لها خمار تشق من ثوبها أو تعيرها جارتها وخرجت به للناس، فانتهوا في لحظات يسيرة عنه مع أنها عقائد وتقاليد منذ قرون طويلة…. لكنها الاستجابة لله ورسوله.
- بل لما جاء تحويل القبلة في صلاة الظهر وفي رواية أنها العصر وبعض الصحابة يصلون حين ذهب رجل وجاء وهم يصلون فقال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن القبلة قد تحولت فتحولوا وهم ركوع لم يتماسكوا ولم يترادوا ولم يقولوا حتى نصلي هذه أو نسأل أو نتأكد أو من الرجل أو يحلف أو عنده شاهد…
- بل بمجرد الرؤية لرسول الله عملوا مثله دون أن يسألوه لماذا أو هو خاص بك غيرنا فقط بمجرد أن شاهدوه صلى الله عليه وسلم مثلا يلقي خاتمه من على المنبر قال نظرة إلى هذا ونظرة إليكم لقد شغلني عنكم فرماه فرموا خواتمهم رضي الله عنه جميعا، ولما خلع حذاءه وهو في الصلاة خلعوا أحذيتهم فورا، مع أنها لعلة النجاسة في حذاء رسول الله وفي أحذيتهم لا نجاسة فيها لكنهم خلعوا بمجرد الرؤية للقدوة والأسوة صلى الله عليه وسلم.
- ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل في أصبعه خاتم فرماه النبي الله عليه وسلم فقال له بعض الصحابة خذه وانتفع به اعطه لإمرأتك بعه فقال لا والله لا آخذه وقد رماه رسول الله، بل نادى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "أيها الناس اجلسوا"، وكان ابن مسعود في الشارع بين الشمس وفي حرارتها فجلس في نفس المكان لم يتحرك لحظة، ومثله ابن رواحة، وأم سلمة لما سمعت نفس الكلمة: "انصتوا أيها الناس"، وكانت تمشط ابنتها في دارها فلم تنزل المشط من على شعر ابنتها، بل مباشرة استماع وطاعة واتباع له صلى الله عليه وسلم لأن الله ينادي ويقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
إن من المعلوم لدينا على أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة علينا، ولا يحل لأحد أن يبدي رأيه، أو فكره، أو قوله، أو أي شيء منه على كلام رسول الله، أو على كلام الله، أو على أي شيء من شرع الله، وحتى ولو كان الصحابة، حتى ولو كان أعلم الناس، وأعظم الناس وأعقل الناس وأزهد الناس وأعبد الناس مادام خالف قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب رد ذلك القول واعتباره منبوذا حتى لو جاء ممن جاء: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ﴾… فلا عبرة بقول أحد إذا قال الله أو الرسول شيئًا… ولا اجتهاد في معرض النص كما هي القاعدة بين العلماء.
- ألا فلنحذر من كل فكر وقول ونظرية وشبهة ومنشور وفيديو وكل شيء يشكك في دين الله أو يطعن في آيات كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء في وسائل التواصل أو حقيقة أو من كتاب وغيره، ولا يحل للمسلم أصلا أن يتابع هؤلاء بحال من الأحوال، وواجبه متابعة ما يزيد إيمانه ويقربه لربه جل جلاله لا ما يبعده ويغضبه سبحانه، وواجب المسلم العودة للعلماء إن حدث أمر يحب السؤال عنه، والتبين فيه، وقد أمرنا ربنا جل وعلا بقوله: ﴿فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ …
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:* https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/ ...المزيد
*غاية.الأمنية.الشهادة.في.سبيل.رب.البرية.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...
*غاية.الأمنية.الشهادة.في.سبيل.رب.البرية.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17581
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الله تبارك وتعالى قد حثنا كثيرًا في كتابه الكريم على البذل والعطاء، والإنفاق بكل جود وسخاء فقال جل وعلا: ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ الَّذينَ يُنفِقونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ...﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿سابِقوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ...﴾، بل قال تبارك وتعالى: ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً...﴾، وقال: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا...﴾، بل إنه عز وجل قد دعى الناس إلى الفرار إليه، والتقرب منه والهروب إليه سبحانه وتعالى فقال: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾…
- ولكن أيها الإخوة لا أتحدث اليوم على الإنفاق الاعتيادي، والبذل والعطاء المالي النقدي، ولكني أتحدث عن درجة سامية، وعن منزلة عالية، وعن أمنية غالية، وعن رأس الأماني على الإطلاق، وعن المرتبة الشامخة العلية كبيرة التي لا يصل إليها إلا أفراد من الأمة قليل، إلى تلك الدرجة، إلى تلك المزية، إلى تلك المنقبة، إلى تلك النعمة،إلى تلك المحنة، والمنحة، تلك القربة من الله عز وجل التي تساوت بمقام النبوة والصديقية، إنها منزلة الشهادة إنها مرتبة: "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"… .
- نعم إنها الشهادة الشهادة لكن ليست شهادة كرتونية ينالها طالب العلم بعد سنوات من البذل والاجتهاد، ثم مصيرها إلى الخزانة، لا بل هذه شهادة ربانية ينالها قلة قليلة من المؤمنين الصادقين المخلصين الأولياء العباد الورعين، الذين بذلوا وجاهدوا واجتهدوا حتى وصلوا إليها بتوفيق من رب العالمين…
- فهي رأس الأمنيات لديهم على الإطلاق، ولم يصلوا إليها إلا ختام الحياة، وخاتمة حسنة، وممات حسن وجواز سفر للقدوم على الله، وكأنها شهادة توديع من الدنيا وانتقال إلى رب البرية جل وعلا، لكنها ليست بموته بل حياة عظمى عند الله، وما ذاك إلا لأنهم بذلوا أرواحهم رخيصة لله، فأبدلهم الله حياة لديه هي أكرم وأعظم وأنعم وأنقى وأجل عندهم من كل شيء: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ يَستَبشِرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ﴾...
- بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم تمنى أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ليس هذا وفقط بل أقسم بربه جل جلاله قائلًا: "والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله"، لا مش هكذا وانتهى الأمر بل زيادة عليه: "ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل"، وهكذا يكررها صلى الله عليه وسلم مرارًا لأجل أن ينال هذه المزية وهذه القربى وهذه المنحة وهذا الوسام الأعظم والشرف الأجل الأكبر الذي لا يناله إلا قلة قليلة من الأمة، ولقد أكد عليها بأن أبناء هذه الأمة المجيدة قد اختصها الله بهذه المنحة والشرف الأعظم كأكبر وأكثر أمة ينالها هذا الوسام والشرف الأعظم من بين الأمم جميعا، إنها وسام الشهادة والشرف الذي يمنحه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده وقليل ماهم قليل من ينال هذه الكرامة.
- وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يبين لنا كيف أصبحت أمنية حتى للشهداء عامة وليست أمنية للنبي خاصة فيما سبق وتحدثنا عنه فقد وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ)، أسمعتم أيها الناس بأن ما من أحد من أهل الجنة يود أن يعود إلى الدنيا وله ما فيها مما في الدنيا من أملاك وقصور ودور وكل ما في الدنيا إلا الشهيد يتمنى ذلك أن يعود إلى الدنيا، لا لأجل الدنيا بل لأجل أن يقتل في سبيل الله…
- ومما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء أنهم لا يجدون ألم القتل مهما بلغ مبلغه عليهم: "لا يجد الشهيد من ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة"، وهو الشيء اليسير من الذر، وذلك كرامة للشهيد.
- وفوق كل هذا فقد أجمع العلماء على أن لا يوجد أي عمل صالح يعدل أجر الشهيد، والشهادة في سبيل الله، والرباط في سبيله، بل إذا كان مقدار حلبة الناقة خير من الدنيا وما فيها من قصور ودور ومال وبنون وكل شيء فكيف بما هو أكثر وأبذل جهدا وتكلفة: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، -يعني حتى لو عاد حيًا ولم يُقتل- ومن جُرح جرحًا في سبيل الله، أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران، وريحها المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء"، وورد في المتفق عليه أيضا: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا".
- ومنه أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (دلني على عمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تستطيعونه" ثم قال دلني يا رسول الله، فقال: "هل يستطيع أحدكم أن يدخل مسجده فيقوم ولا يفتر، ويصوم ولا يفطر حتى يرجع المجاهد"، قالوا وأينا يستطيعه)، والحديث في البخاري ومسلم، وانظر فقط حتى يرجع المجاهد يرجع وليس يقتل، وفي البخاري ومسلم: "مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، بل ورد في البخاري ومسلم أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ"، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مؤمن يجاهد بنفسه وماله" قالوا: ثم من؟ قال: "مؤمن في شِعْب من الشِعاب، يتقي الله ويَدَع الناس من شره"، وهو في المتفق عليه أيضًا، وجعله صلى الله عليه وسلم ذروة سنام الإسلام وأعلى مراتبه فقال: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ"، قلت: بلى يا رسول الله! قال: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ"، و "إن الجنة تحت ظلال السيوف".
- فهذه النصوص هي بعض وشيء يسير مما ورد في منزلة الشهيد، ودرجة الشهيد، بل له مئة درجة في الجنة كما في البخاري ومسلم كلها حجزها الله للشهداء ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض، حتى إنهم ليتراءون من على أعلى كما يتراءى الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ لبعد ما بينهما كما أننا نرى الشمس وكأنها يمكن أن نمسكها بأيدينا، مع أنها تساوي الأرض ملاين أضعاف أضعافها، لكن لبعدها نراها صغيرة. فكذلك لبعد منزلة الشهداء من الناس جميعا ولهم مئة درجة يتنقلون فيها كما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض"، ورواه البخاري…
- نعم لقد أعطاهم الله أكثر مما أعطى الناس على الإطلاق؛ لأنهم بذلوا أرواحهم لأجل الله، لا لأجل الناس بل لأجل الله فمنحهم الله الكرامة، والدرجة العالية، بل ووسام أن يكونوا مع
النبين خاصة ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾، فمرتبة الشهداء مع مرتبة النبوة، نعم مرتبتهم مع النبيين، وأيضا مع الصديقين التي لا ينالها إلا أفراد من الأمة قليل لعلهم أقل مئات المرات بل آلاف المرات من الشهداء الذين ينالوها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
- ثم إن الله جل وعلا قد دعا الناس للمتاجرة معه، ودلنا جل وعلا على أربح وأعظم وأفضل ربح وأضمنه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾، لكن ليست تجارة دنيوية كما يظنها كثير فالتجارة مع الله للعيش في سبيل الله دنيا وأخرى ﴿تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ وَأُخرى تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَريبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾...إذن فالأيمان ثم الجهاد مباشرة دون أي فاصل..
- ولما تجادل أناس في زمنه صلى الله عليه وسلم عن أيه أفضل أن يبقى حاجًا أو معتمرًا أو معتكفًا أو مصليًا أو راكعًا أو ساجدًا… بجوار البيت الحرام وأن يخدم الحجيج أو أن يكون مجاهدًا في سبيل الله ومؤمنًا بالله، فقال الله تبارك وتعالى نافيًا لكلامهم هذا: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوون...﴾…
- نعم لا يستوون عند الله مرتبة من بقى عند الكعبة آلاف السنين حتى لو عمرها مع مرتبة من آمن بالله وجاهد في سبيل الله، فلا يمكن أن يتساووا أبدًا؛ لأن ذاك آمن ثم انطلق، وهذا آمن ثم قعد، والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿لا يَستَوِي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم فَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ عَلَى القاعِدينَ أَجرًا عَظيمًا دَرَجاتٍ مِنهُ وَمَغفِرَةً وَرَحمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾، وهو مؤمن لكن قاعد، وهو مؤمن لكن مخلّف لا يستوي مع المجاهد في سبيل الله الذي أنطلق لأجل الله، ولإعلاء كلمة الله…
- إنه لم يغتر بدنيا فانية، وزخارف بالية، ولا بأهل ولا بمال، ولا بجاه ولا بسلط، ولا بشيء من ذلك البتة، بل باع نفسه لله رخيصة لربه، والجود بالنفس أعلى غاية… فقبل الصفقة من رب العزة، تبارك وتعالى وقدم نفسه لله ليشتري الله وهو يقبل البيعة: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ... ﴾ الذي يشتري هو الله والذي يبيع هو المجاهد، والثمن هي الجنة، والفاصل فيما بينهم الجهاد في سبيل الله فيَقتل ويُقتل: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- هذه هي مرتبة الجهاد والمجاهد في سبيل الله، وإن كانت هذه النصوص التي سقتها لا تبلغ حتى واحدا بالمائة من النصوص القرآنية والنبوية في فضل الجهاد في سبيل الله… أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن القادة والوزراء، وأصحاب الجاه والغنى، والطبقة العليا من الناس عمومًا، ليعيشون كما يقال في أبراج عالية عاتية، بينهم وبين الناس طبقات مفرطة كبيرة لا يستطيع الناس أن يصل إليهم، ولا هم أيضًا يصلون إلى الناس من كل جهة، حتى لو أُطبق على العالم رأسًا على عقب من باب الهموم والغموم والأمور الدنيوية التي هي من رزق أو مال أو من مجاعة أو من أمراض أو من أي شيء يجدها ذلك الفقير أو العامي الآن أيًا كان فلن يصل إليها ذلك المسؤول والقائد الكبير عادة….
- هكذا يعيشون لا يهمون مسألة فقر، ولا أيضًا مسألة جوع، ولا أمراض، ولا آلام، ولا يصل إليهم ولا شيء من هذا بل يعيشون في خيال يأكلون ما لذ وطاب، ويتنعمون بما يشتهون ويفعلون ما يشاؤون هذه هي حياتيهم… والمفارقة العجيبة أنهم أكثر الناس ثرثرة حول العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والطبقية وقيم الحضارة…
- غير أن هناك قادة يعيشون حياة أخرى لا تشبهها حياة من المعاناة، والحرمان، والصبر والمصابرة، وأخذوا اسم القادة لكنهم أدنى من الناس منزلة ومرتبة ومالًا وغنى وأيضًا هم أكثر من الناس همًا وألمًا وحزنًا وفقرًا وجوعًا وأيضًا هم أخوف من الناس من جهة أمنية وقل ما شئت… إنهم قادة الجهاد الفلسطيني وقادة الجهاد الإسلامي عمومًا الذين يعيشون أقل من الناس في طبقات دنيوية صغرى جدًا من فقر وهم وغم وحزن وألم وملاحقة وتعاسة، وقل ما شئت من معاناة، لكنهم بذلوا كل شيء لأجل ربهم؛ لأنهم يعلمون أن الدنيا هي دنيا فانية، منتهية زائلة فاختاروا الآخرة وما عند رب العزة….
- هؤلاء هم القادة الذين يستحقون معنى القيادة، ويستحقون معنى الوسام الذي يوسمهم الناس به على أنهم سادة الناس، وقادة الناس حقيقة، ويستحقون التفات الأمة إليهم، واتخاذهم قدوة لهم، هؤلاء هم الذين لا ينامون إلا آخر الناس، ويستيقظون أول الناس، لا يشبعون إلا آخر الناس إن شبعوا، وإلا فجوعهم أكثر من شبعهم عادة، لا يأمنون إن أمن الناس، ولا يخافون عادة إن وقع خوف من الناس، ولا يرتجفون إن أرتجف الناس، ولا يقلقون على مال، وثروة، وعلى كراسي، وعلى مناصب، وعلى أي شيء من لعاعة الدنيا.
- بل إنهم ليصرحون دائمًا وأبدًا على أن الشهادة في سبيل الله هي أغلى أمنية يهديهم إياها العدو، وأنهم لا يخافون إلا أن يموتوا كما يمت البعير، ولا نامت أعين الجبناء… إنهم باعوا والله اشترى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
ولسـت بمــبد للـعـدو تخـشعًا
ولا جــزعـــًا إنـي إلى الله مـرجــعــي
فلست أبالي حين أقتل مسلمًا
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ
يــبـارك عـلى أوصـال شـلو مــمـزّع
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17581
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 15 / ربيع الآخر / 1446هـ ↶
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الله تبارك وتعالى قد حثنا كثيرًا في كتابه الكريم على البذل والعطاء، والإنفاق بكل جود وسخاء فقال جل وعلا: ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ الَّذينَ يُنفِقونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ...﴾، وقال سبحانه وتعالى: ﴿سابِقوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ...﴾، بل قال تبارك وتعالى: ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً...﴾، وقال: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا...﴾، بل إنه عز وجل قد دعى الناس إلى الفرار إليه، والتقرب منه والهروب إليه سبحانه وتعالى فقال: ﴿فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ﴾…
- ولكن أيها الإخوة لا أتحدث اليوم على الإنفاق الاعتيادي، والبذل والعطاء المالي النقدي، ولكني أتحدث عن درجة سامية، وعن منزلة عالية، وعن أمنية غالية، وعن رأس الأماني على الإطلاق، وعن المرتبة الشامخة العلية كبيرة التي لا يصل إليها إلا أفراد من الأمة قليل، إلى تلك الدرجة، إلى تلك المزية، إلى تلك المنقبة، إلى تلك النعمة،إلى تلك المحنة، والمنحة، تلك القربة من الله عز وجل التي تساوت بمقام النبوة والصديقية، إنها منزلة الشهادة إنها مرتبة: "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"… .
- نعم إنها الشهادة الشهادة لكن ليست شهادة كرتونية ينالها طالب العلم بعد سنوات من البذل والاجتهاد، ثم مصيرها إلى الخزانة، لا بل هذه شهادة ربانية ينالها قلة قليلة من المؤمنين الصادقين المخلصين الأولياء العباد الورعين، الذين بذلوا وجاهدوا واجتهدوا حتى وصلوا إليها بتوفيق من رب العالمين…
- فهي رأس الأمنيات لديهم على الإطلاق، ولم يصلوا إليها إلا ختام الحياة، وخاتمة حسنة، وممات حسن وجواز سفر للقدوم على الله، وكأنها شهادة توديع من الدنيا وانتقال إلى رب البرية جل وعلا، لكنها ليست بموته بل حياة عظمى عند الله، وما ذاك إلا لأنهم بذلوا أرواحهم رخيصة لله، فأبدلهم الله حياة لديه هي أكرم وأعظم وأنعم وأنقى وأجل عندهم من كل شيء: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ يَستَبشِرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ﴾...
- بل إن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم تمنى أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ليس هذا وفقط بل أقسم بربه جل جلاله قائلًا: "والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله"، لا مش هكذا وانتهى الأمر بل زيادة عليه: "ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل"، وهكذا يكررها صلى الله عليه وسلم مرارًا لأجل أن ينال هذه المزية وهذه القربى وهذه المنحة وهذا الوسام الأعظم والشرف الأجل الأكبر الذي لا يناله إلا قلة قليلة من الأمة، ولقد أكد عليها بأن أبناء هذه الأمة المجيدة قد اختصها الله بهذه المنحة والشرف الأعظم كأكبر وأكثر أمة ينالها هذا الوسام والشرف الأعظم من بين الأمم جميعا، إنها وسام الشهادة والشرف الذي يمنحه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده وقليل ماهم قليل من ينال هذه الكرامة.
- وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يبين لنا كيف أصبحت أمنية حتى للشهداء عامة وليست أمنية للنبي خاصة فيما سبق وتحدثنا عنه فقد وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ)، أسمعتم أيها الناس بأن ما من أحد من أهل الجنة يود أن يعود إلى الدنيا وله ما فيها مما في الدنيا من أملاك وقصور ودور وكل ما في الدنيا إلا الشهيد يتمنى ذلك أن يعود إلى الدنيا، لا لأجل الدنيا بل لأجل أن يقتل في سبيل الله…
- ومما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء أنهم لا يجدون ألم القتل مهما بلغ مبلغه عليهم: "لا يجد الشهيد من ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة"، وهو الشيء اليسير من الذر، وذلك كرامة للشهيد.
- وفوق كل هذا فقد أجمع العلماء على أن لا يوجد أي عمل صالح يعدل أجر الشهيد، والشهادة في سبيل الله، والرباط في سبيله، بل إذا كان مقدار حلبة الناقة خير من الدنيا وما فيها من قصور ودور ومال وبنون وكل شيء فكيف بما هو أكثر وأبذل جهدا وتكلفة: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، -يعني حتى لو عاد حيًا ولم يُقتل- ومن جُرح جرحًا في سبيل الله، أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران، وريحها المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء"، وورد في المتفق عليه أيضا: "رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا".
- ومنه أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (دلني على عمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تستطيعونه" ثم قال دلني يا رسول الله، فقال: "هل يستطيع أحدكم أن يدخل مسجده فيقوم ولا يفتر، ويصوم ولا يفطر حتى يرجع المجاهد"، قالوا وأينا يستطيعه)، والحديث في البخاري ومسلم، وانظر فقط حتى يرجع المجاهد يرجع وليس يقتل، وفي البخاري ومسلم: "مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، بل ورد في البخاري ومسلم أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ"، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مؤمن يجاهد بنفسه وماله" قالوا: ثم من؟ قال: "مؤمن في شِعْب من الشِعاب، يتقي الله ويَدَع الناس من شره"، وهو في المتفق عليه أيضًا، وجعله صلى الله عليه وسلم ذروة سنام الإسلام وأعلى مراتبه فقال: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ"، قلت: بلى يا رسول الله! قال: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ"، و "إن الجنة تحت ظلال السيوف".
- فهذه النصوص هي بعض وشيء يسير مما ورد في منزلة الشهيد، ودرجة الشهيد، بل له مئة درجة في الجنة كما في البخاري ومسلم كلها حجزها الله للشهداء ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض، حتى إنهم ليتراءون من على أعلى كما يتراءى الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ لبعد ما بينهما كما أننا نرى الشمس وكأنها يمكن أن نمسكها بأيدينا، مع أنها تساوي الأرض ملاين أضعاف أضعافها، لكن لبعدها نراها صغيرة. فكذلك لبعد منزلة الشهداء من الناس جميعا ولهم مئة درجة يتنقلون فيها كما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض"، ورواه البخاري…
- نعم لقد أعطاهم الله أكثر مما أعطى الناس على الإطلاق؛ لأنهم بذلوا أرواحهم لأجل الله، لا لأجل الناس بل لأجل الله فمنحهم الله الكرامة، والدرجة العالية، بل ووسام أن يكونوا مع
النبين خاصة ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾، فمرتبة الشهداء مع مرتبة النبوة، نعم مرتبتهم مع النبيين، وأيضا مع الصديقين التي لا ينالها إلا أفراد من الأمة قليل لعلهم أقل مئات المرات بل آلاف المرات من الشهداء الذين ينالوها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
- ثم إن الله جل وعلا قد دعا الناس للمتاجرة معه، ودلنا جل وعلا على أربح وأعظم وأفضل ربح وأضمنه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾، لكن ليست تجارة دنيوية كما يظنها كثير فالتجارة مع الله للعيش في سبيل الله دنيا وأخرى ﴿تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ وَأُخرى تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَريبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾...إذن فالأيمان ثم الجهاد مباشرة دون أي فاصل..
- ولما تجادل أناس في زمنه صلى الله عليه وسلم عن أيه أفضل أن يبقى حاجًا أو معتمرًا أو معتكفًا أو مصليًا أو راكعًا أو ساجدًا… بجوار البيت الحرام وأن يخدم الحجيج أو أن يكون مجاهدًا في سبيل الله ومؤمنًا بالله، فقال الله تبارك وتعالى نافيًا لكلامهم هذا: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوون...﴾…
- نعم لا يستوون عند الله مرتبة من بقى عند الكعبة آلاف السنين حتى لو عمرها مع مرتبة من آمن بالله وجاهد في سبيل الله، فلا يمكن أن يتساووا أبدًا؛ لأن ذاك آمن ثم انطلق، وهذا آمن ثم قعد، والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿لا يَستَوِي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم فَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ عَلَى القاعِدينَ أَجرًا عَظيمًا دَرَجاتٍ مِنهُ وَمَغفِرَةً وَرَحمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾، وهو مؤمن لكن قاعد، وهو مؤمن لكن مخلّف لا يستوي مع المجاهد في سبيل الله الذي أنطلق لأجل الله، ولإعلاء كلمة الله…
- إنه لم يغتر بدنيا فانية، وزخارف بالية، ولا بأهل ولا بمال، ولا بجاه ولا بسلط، ولا بشيء من ذلك البتة، بل باع نفسه لله رخيصة لربه، والجود بالنفس أعلى غاية… فقبل الصفقة من رب العزة، تبارك وتعالى وقدم نفسه لله ليشتري الله وهو يقبل البيعة: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ... ﴾ الذي يشتري هو الله والذي يبيع هو المجاهد، والثمن هي الجنة، والفاصل فيما بينهم الجهاد في سبيل الله فيَقتل ويُقتل: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- هذه هي مرتبة الجهاد والمجاهد في سبيل الله، وإن كانت هذه النصوص التي سقتها لا تبلغ حتى واحدا بالمائة من النصوص القرآنية والنبوية في فضل الجهاد في سبيل الله… أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن القادة والوزراء، وأصحاب الجاه والغنى، والطبقة العليا من الناس عمومًا، ليعيشون كما يقال في أبراج عالية عاتية، بينهم وبين الناس طبقات مفرطة كبيرة لا يستطيع الناس أن يصل إليهم، ولا هم أيضًا يصلون إلى الناس من كل جهة، حتى لو أُطبق على العالم رأسًا على عقب من باب الهموم والغموم والأمور الدنيوية التي هي من رزق أو مال أو من مجاعة أو من أمراض أو من أي شيء يجدها ذلك الفقير أو العامي الآن أيًا كان فلن يصل إليها ذلك المسؤول والقائد الكبير عادة….
- هكذا يعيشون لا يهمون مسألة فقر، ولا أيضًا مسألة جوع، ولا أمراض، ولا آلام، ولا يصل إليهم ولا شيء من هذا بل يعيشون في خيال يأكلون ما لذ وطاب، ويتنعمون بما يشتهون ويفعلون ما يشاؤون هذه هي حياتيهم… والمفارقة العجيبة أنهم أكثر الناس ثرثرة حول العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والطبقية وقيم الحضارة…
- غير أن هناك قادة يعيشون حياة أخرى لا تشبهها حياة من المعاناة، والحرمان، والصبر والمصابرة، وأخذوا اسم القادة لكنهم أدنى من الناس منزلة ومرتبة ومالًا وغنى وأيضًا هم أكثر من الناس همًا وألمًا وحزنًا وفقرًا وجوعًا وأيضًا هم أخوف من الناس من جهة أمنية وقل ما شئت… إنهم قادة الجهاد الفلسطيني وقادة الجهاد الإسلامي عمومًا الذين يعيشون أقل من الناس في طبقات دنيوية صغرى جدًا من فقر وهم وغم وحزن وألم وملاحقة وتعاسة، وقل ما شئت من معاناة، لكنهم بذلوا كل شيء لأجل ربهم؛ لأنهم يعلمون أن الدنيا هي دنيا فانية، منتهية زائلة فاختاروا الآخرة وما عند رب العزة….
- هؤلاء هم القادة الذين يستحقون معنى القيادة، ويستحقون معنى الوسام الذي يوسمهم الناس به على أنهم سادة الناس، وقادة الناس حقيقة، ويستحقون التفات الأمة إليهم، واتخاذهم قدوة لهم، هؤلاء هم الذين لا ينامون إلا آخر الناس، ويستيقظون أول الناس، لا يشبعون إلا آخر الناس إن شبعوا، وإلا فجوعهم أكثر من شبعهم عادة، لا يأمنون إن أمن الناس، ولا يخافون عادة إن وقع خوف من الناس، ولا يرتجفون إن أرتجف الناس، ولا يقلقون على مال، وثروة، وعلى كراسي، وعلى مناصب، وعلى أي شيء من لعاعة الدنيا.
- بل إنهم ليصرحون دائمًا وأبدًا على أن الشهادة في سبيل الله هي أغلى أمنية يهديهم إياها العدو، وأنهم لا يخافون إلا أن يموتوا كما يمت البعير، ولا نامت أعين الجبناء… إنهم باعوا والله اشترى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
ولسـت بمــبد للـعـدو تخـشعًا
ولا جــزعـــًا إنـي إلى الله مـرجــعــي
فلست أبالي حين أقتل مسلمًا
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ
يــبـارك عـلى أوصـال شـلو مــمـزّع
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*عام.مضى.على.طوفان.الأقصى.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*عام.مضى.على.طوفان.الأقصى.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sQcQ_o1rh9o?si=XkZh09ogTygEBNlP
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن حياة الأمم والشعوب والحضارات لهي أشبه بحياة الأفراد فردًا فردًا بحياتي وحياتك وحياة هذا وذاك وتلك وهؤلاء، فهي أشبه بهذه الحياة عامة، فكما تمر ظروف هذه الحياة عليهم على خاصتهم وعلى عامتهم فهي بالضرورة تمر على الأمة بأكملها، وعلى الحضارة بكلها، فتمرض وتجوع وتُظلم وتبتز وتُسلب وتهان وتذل وتؤخذ ويفعل بها هذا بكله، وكذلك على الأفراد قد يمرض أحدهم ولا يجد من يداويه وكذلك الأمة، وهكذا قد يجوع ولا يجد ما يسد رمقه فكذلك الأمة فقد يصيبها من الأعياء والهوان والضعف والاستكانة في فترة من الفترات ما يصيب ذلك الفرد، ولا بد منه، بل قد تموت أمة أو حضارة وتنتهي للأبد، فكما يفعل الأفراد، ويُفعل بالأفراد فكذالك يجري الأمة سواء بسواء…
- ولهذا سقطت أمم كثيرة، إما السقوط الحقيقي الذي لا عودة لها بعده كفارس والروم، أو السقوط الجزئي من جانب دون آخر إما من الجانب الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي أو القيمي أو العسكري أو الحضاري…. أو أيًا كان السقوط من هذه الأمور وغيرها من الجوانب، أو تسقط كما حضارة بكاملها ولا تعود أبدا…
- ويجري السقوط النهائي والمميت على الأمم والحضارات إلا أمتنا فإنها قد يحصل لها ما سبق من جوانب السقوط الجزئي أماالسقوط الحقيقي بالموت والانتهاء فإنه لا يمكن لأحد أن يجهز عليها مهما بلغ، ومهما ملك، ومهما حقق وخطط وفعل الأفاعيل، ومهما بلغ الظلم والاستبداد والسحق والدمار والإهانة والذل والاستعباد والابتزاز لكن الأمة تبقى الأمة كما هي ما بقي قرآنها، وما بقي دينها، بل ما بقي ربها تبارك وتعالى…
- فهذه الأمة قد يحصل لها أن تمرض وأن تفقر وأن تهزم وأن يفعل بها هذا وذاك، لكن روح الحياة وعرق الحياة وأصل الحياة لا زال فيها يدب، ويجري في مفاصلها وعروقها، وحياتها ليست بحياة فرد من أفرادها بل الحياة العامة بكل أفرادها، أو حياة أغلب أفرادها، وإنما العبرة بهم أعني الغالب، ولا بد أن يكون في الأمة من المخذلين، ومن المنهزمين، ومن الضعفاء، ومن التعساء، ومن الفاسقين... ولا يخلو مجتمع من ذلك وإن كانت النسبة تختلف من مجتمع لآخر…
- إذا كان مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم لم يسلم من قاذورات الذنوب والمعاصي فكان حد الخمر يقام، وحد الزنا يقام، وحد السرقة يقام وغير ذلك مع أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه إذن فشيء طبيعي أن يجري في الأمة ذلك حتى المجتمع الأرقى فيها.
- أيضًا قل طبيعي أن يتوارد القتل والدمار، وكذلك معالم الظلم والجبروت والقهر لكن لابد لحياة الأمم من ذلك بكله، بل لعله الآلام هي غذاءات أو معالجات لتصلح الخلل، وتراجع نفسها، وتعدل ميزانها، وتعود لربها… وإذا كان حياة واحد من أفرادها لا بد من آلام شديدة، ولا بد من تضحيات كبيرة، ولا بد أن يحصل ما يحصل حتى يكون ذلك الفرد…
- وانظر لنموذج الأم إذا حملت بجنينها فيعتريها البلاء كله، من حمل، من تعب، من إرهاق، من أمراض، من مخاض، من دماء، من آلام، من هم، من حزن، بل قد تضعه بعض النساء ثم تتوفى، نعم ثم تموت، فتضحي بنفسها لأجل حياة جنينها، فضلاً عن من عاشت وعاش معها، فيأتي آلام تربية، وأمراض، وسهر، وأكل، وشبع، وحب…. وهذا بكله لسنوات طويلة، ثم يخرج بعد ذلك نافعًا، ثم يخرج عاملًا، ثم يخرج مراهقًا، ثم يخرج دارسًا، ثم يخرج متعلمًا، ثم يخرج مثقفًا، ثم يخرج قائدًا، أو يخرج إنسانًا عاديًا.
- فإذا كان هذا يجري في حياة فرد من أمة فكيف بحياة الأمة بأكملها، كيف بإعادة عزة لأمة ومجدًا لأمة وحضارة كبرى لأمة، كيف بإعادة مفاهيم، كيف في حلحلة قضايا، كيف باسترداد حقوق، كيف بهذا بكله لابد من التضحيات، ولابد أن يقع تضحيات، ولابد أن يقع نوع انهزام أو نوع دمار أو نوع قتل أو هذا بكله.
- إذا كان مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير مجتمع على الإطلاق مر على البشرية عامة بعد مجتمع الأنبياء خاصة هو مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا لو نظرت إلى مكابدتهم، وإلى مجاعاتهم، وإلى القتل والعذاب والاضطهاد والحرب النفسية والسياسية والاقتصادية التي مرت بهم ومروا بها وقل ما شئت عن أحدث أجساد عاشوها رضوان الله عليهم لثلاثة عشر سنة حتى أنه ممنوع من أن يرفع سيفه بوجه من يقتل من يعذب وهم عرب لم يتعودوا لذلة كهذه ولو أدى لقتله وأهله…
- تخيل أن بلالًا رضي الله عنه يذهبون به للرمضاء لحر الصحراء ويعذب أشد العذاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد، وقل عن عمار وعن أبيه سمية وعن هؤلاء الذين كانوا يسمون بالمستضعفين بل عن الكبراء والعظماء الذي عبر عن ذلك وعن حياة الصحابة قبل أن يسلم عمر رضي الله عنه ويدخل في غمار هذا الدين "كنا ضعفاء، وما زلنا ضعفاء، حتى أسلم عمر، فعز الإسلام بعمر"…
- في يوم من الأيام يأتي خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لرسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا.... فيقول النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنا، لهذا المعذب، لهذا المشرد، لهذا المأخوذ، لهذا المطرود، لهذا الذي يعذب بجور الكعبة، ويعذب في مكة، ويهان بين الناس، ويجوع ويظمأ؛ لأنه مسلم فقط: ﴿وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ﴾، فقط هذه مشكلتهم أنهم آمنوا، أنهم اعتصموا بربهم، أنهم تعرفوا على خالقهم فطمئنه صلى الله عليه وسلم وطمئن الأمة عامة: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار، فيُجعل على رأسه، فيُجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمة من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"…
- ألا فلا يمكن لأحد أن يضحك على المسلم، وأن يلعب عليه، وأن يزعزعه من مسلمات لديه لا يمكن أبدًا لمخذل، لصهيوني، لعميل، لظالم، لقاتل، لبلطجي، لهؤلاء جميعًا الذين يقذفون ما يقذفون من وسائل الانهزامية في أبناء الأمة، وأيضًا من تشكيك بمبدأ الدين، أو بمقدسات الأمة، أو بالنصر الذي لا بد يومًا أن يتحقق لهذه الأمة عندما تحقق الإيمان في نفوسها، وعندما تحيا عزيزة ومستعزة بقيمها وبمبادئها وبإسلامها وبدينها: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- فلا بد أن يعود الانتصار الكبير لأمتنا، والميلاد الحقيقي لأمتنا، ولابد أن نراه بإذن الواحد الأحد رأي عين في حياتنا، وقد قرب ميلاده وقد أصبح هذا حيًا فينا وفي أرواحنا وفي نفوسنا وكان سبب حياته ما يجب أن نقف اليوم إجلالًا وتعظيمًا له ولرجال عظماء فضلاء أجلاء صنعوه إنه طوفان الأقصى الذي بدأ شرارته في غزة العزة، فولد في نفوس كل أبناء الأمة… إنه طوفان هدار يمحو الباطل وأهله، ويدحض الزيف وحزبه، إنه طوفان يظهر العملاء، ويبين لنا السفهاء، والمخذلين الرعناء: {وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ} وانظروا أن الله تبارك وتعالى استخدم لفظ المضارع في كلمة {يصنع}… .
- ألا فلابد أن تصنع سفينة الأمة، فيركب فيها المتمسك بدين الله ويهلك العملاء الخونة وعموم أعداء الله: ﴿لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ﴾… فلا بد أن يأتي الطوفان، ولا بد أن يستمر مشروع الطوفان في الأمة، سواء كانت في زمن نوح، أو كان في زمن مقاومتنا المنصورة، لا بد أن يُصنع الطوفان، أن يطوف بها طائف فتنتصر، ويعود لها العزة، ويعود لها الإيمان والكرامة، ويعود لها مبدأ الضمير الحي لاسترداد الحقوق، وينتهي زمن الاستضعاف والاستعباد والخنوع…
فإما نظم الوحي سيرها
وإلا فموت لا يسر الأعاديا
- فإما بمشروع طوفانها المبارك الذي بدأه نوح وجدده مقاومتنا البطلة الشجاعة، وإما بمشروع غيره يختاره الله لإخراج الأمة من هذا التيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- كيف كان العالم قبل طوفان الأقصى، وهل كانوا يعترفون بالقضية الفلسطينية، بل ما كانوا يسمعون بها فضلاً عن أن يعترفوا بها، أو يقفوا في صفها، أو تخرج ملايين الشعوب الغربية لتقف معها، وتعلن تأييدها حتى في قلب أمريكا الصهيونية وقائدة الماسونية العالمية، فأصبح الغرب يتضامن اليوم مع هذه القضية المقدسة، بل أصبحوا يعترفون ويعرفون ويهابون حركة المقاومة الإسلامية (حمـ اس)، والمقاومة بشكل عام، بل لقد عاد للعرب وللإسلام عامة عزة، مع أنهم لم يكونوا يعرفون من الإسلام إلا ما عرفوه في تفجير هنا أو ذبح هناك، أو الصورة المشوهة التي كانت تأتيهم في عاشوراء من قم أو من كربلاء من قتل لأنفسهم، ومن لطم لوجوههم، من ضرب لصدورهم، من أفعال حمقاء لا تدل على الدين ولا على الأمة مطلقا…
- كان الإسلام يصل إلى الغرب أو يوصّل إليه على هذا القبح الذي تحدثت عنه سابقا… أما اليوم فقد رأوا حياة العزة، فقد رأوا حياة المقاومة، فقد رأوا حياة الإباء، والصبر والثبات في غزة العزة، وفلسطين الأبية، بل لقد رأوا حياة الشعوب التي حيت بقلوبها وأعمالها وجعلت قضيتها الأولى والكبرى فلسطين ومقاومتها الشريفة، وأصبحت في خندقها، وقلبها ينبض معها…
- لقد افتضحت الأمم المتحدة، وافتضحت دول غربية وشرقية وعمالات عربية وتدعي أنها مسلمة وافتضحت منظمات وحقوق إنسان وحريات وسياسات وكل شيء في هذا العالم الظالم البربري الوحشي الذي يرى حرب الإبادة الظالمة ولا يحرك ساكنا ويقول للظالم كف يدك…
- لقد أصبحت هذه الحرب بل لا تقل الحرب، بل الحياة للأمة بشكل عام، لقد أصبحت هذه حية لا في نفوس المسلمين، بل حتى في نفوس غير المسلمين، ولقد أصبح الإرهابي الذي كان يدعى أنه إرهابي بمجرد لحيته أو بندقيته أو مقاومته، أو استرداده لحقه أو مطالبته بما يجب أن يطالب به أصبح ليس بإرهابي بل هو المظلوم الذي أُخذ لسنوات طويلة، وعربدوه كثيرًا، وانتهكوا وفعل به الأفاعيل طويلا، إما على يد ما تسمى بالصهيونية العالمية، أو الماسونية العالمية، وهي الأطم والأشمل التي باتت تتحكم وتسيطر اليوم على أغلب الدول العربية والإسلامية، وعلى مفاصل حكمها وإرادتها، ومفاصل أي شيء فيها يدل على أن الأمة يوما ستتحرك.
فكلما تحركت الشعوب وكلما استيقظت إيرادات هؤلاء قمعت وانتهت وذبلت ولم يعد لها نفس يمكن أن تتنفس به إما إلى السجن أو أما إلى الإضطهاد أو أما إلى السحل والقتل. أو أي شيء كان. إما ماسونية عالمية تتحكم بالأمة أو بالأمم أو بالعالم بأكمله. أيا كانت من صور شعارات رفعت فإنها معروفة وقد فضحها الطوفان. يوم ألا ... أمة محمد صلى الله عليه وسلم. بأكثر من ملياري مسلم لإنقاذ أو بل لتقديم أي شيء يمكن أن يقدم لإثنين مليون من المسلمين الذين يدافعون عن كرامة الأمة وعن مجد الأمة وعن حضارة الأمة وعن مقدسات الأمة وعن ما يجب أن تشارك الأمة فيه وأن تأخذ لها من المجد والعز ما أخذت هذه الثلثه المباركة التي اليوم تعاني من مجزرة القرن ومن إبادة عالمية كبرى تعيشها الأمة بكاملها على مرأى ومسمع من الشرق والغرب وعلى أجهزة الإعلام أن تنقل هذه المأساة وتنقلها ويراها الناس ولكن الأيدي مقيده حتى من بينهم وبين القاتل الظالم الناهب المستبد الذي أخذ ما أخذ من أوطان الأمة ومن أعراض الأمة ومن دماء الأمة وامتص ما أمتص من دمائها وخيراتها وكل شيء فيها…
- تخيل أن دولًا عربية ليس بينهم وبينه إلا مرمى حجر، ومع هذا لا يستطيعون أن يرموا الحجر، أو حتى أن يتفلوا تفالة إلى وجه العدو المحتل، لماذا؛ لأن المتحكم في إرادة الأمة والمسيطر على خيرات الأمة والذي بيده الأمر والنهي في الأمة ليس في يد الأمة، وإن ملك ما ملك، وإن كان لديه ما لديه من عتاد وقوة وجيش وسلطة وشعب… وإن كان يستطيع أن يغير المعادلة كما يقال بلحظة، أو بكلمة، أو بتهديد، أو باجتماع أو بقول أو بفعل أو بأي شيء لا يمكن أن يحدث ذلك، ولا تحلم به، وإذا لم يكن في السابق فلن يكون في اللاحق.
- إن غزة العزة أيها الإخوة قد فضحت هؤلاء جميعاً حتى إنها فضحت الأمة بأكملها، وأرتنا عوارنا، وأرتنا ذلك الضعف الذي أصبحنا فيه لا نستطيع أن نقدم ولا أن نؤخر مع أننا ملايين مملينة وأننا مليارات ممليرة، بل أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض.
- لكن أيها الإخوة أصبحت الغثائية هي السائدة في الأمة، فلا بد أن نستيقظ، ولا بد أن يحيينا الطوفان حق الحياة، وإلا طاف علينا طائف واستبدلنا بغيرنا ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن العبارات، والكلمات، والخطب، والمقالات، والمنشورات، والمحاضرات، وكل فعل يفعله كل واحد منا لا يمكن أن يبلغ، ولا يمكن أن يصل إلى رصاصة واحدة يطلقها مقاوم أبي شامخ معتز في وجه الاحتلال الغاصب، ولا يمكن أيها الإخوة أن تبلغ كلماتنا وخطبنا ومقالاتنا وآهاتنا وحبنا أيضًا وإدانتنا وكل شيء يمكن أن يصدر منا لا يمكن أن يفي حتى بقطرة دم تراق في أرض غزة العزة أبدًا…
- فالكلمات تعجز، والحروف تعلن استسلاما، وهذه بكلها عبارة عن عوار في عوار لا يمكن لها أن تقوم لها قائمة، ولا تكون لها كائنة، وإنما القيامة التي يجب أن تكون هي أن ترى الأمة على حدود فلسطين وغزة. قد ثارت. وذهبت وقمت من نومك وإذا بالداعي ينادي بحي على الجهاد وهو يقرأ مرددا مستشعرًا لعزة العزيز جل وعلا: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- فالواجب على الأمة أن تدرك على أن الخيار الذي يمكن أن يصل إلى الأعداء ويمكن أن ينهي الأحلام والطموحاترالتي يتحدث بها اليهود إخوان وأبناء القردة والخنازير كما حكى الله تبارك وتعالى في القرآن المجيد ألا وهي طموحات التوسع التي ظهرت في تصريحاتهم وخططهم وما يتبجحون اليوم وعلى لسان وزير ماليتهم كما سمعتم وقرأتم في نشرات الأخبار الأسبوع الماضي ولا زالت مدوية في صفحات أكبر أخباريات الدنيا وهو يقول: (إننا نحلم بدولة يهودية تبدأ من الأردن وتنتهي بالسعودية بالأردن وسوريا ولبنان والعراق)، نعم تنتهي بالمملكة العربية السعودية بما فيها مكة المكرمة وبما فيها المدينة المنورة.
- هذه أحلامهم، وهذه طموحاتهم، وهذه مؤامراتهم، وهذا الذي يريدون إنها كما يدعون أمجاد خيبر إنها تلك المعركة التي دارت رحاها في بني قريظة، فلا بد أن تعود إلي المدينة المنورة هكذا يطمحون، أولم يتحدث بن غريون مؤسس الدولة اليهودية ورئيس أول وزراء فيها:(إننا اليوم على موطأ قدم في الشرق الأوسط، وإن سلاحنا الذي ترونه سيصل إلى خيبر ويثرب، ها نحن عدنا يا محمد)، هكذا قالوا في يوم من الأيام وإن لم يصل سلاحه ولن يصل إلى خيبر ويثرب أو ما يدعونه لكنها قد وصلت أيديهم وقد وصل إليها عمالاتهم ووكلاؤهم وقد وصلوا هنا وهناك في أقطارنا العربية والإسلامية…
- فواجب الأمة أن تستيقظ، وأن تدرك، وأن تكون على يقين أنه لا يحل لها أن تبقى على ما هي عليه مستضعفة حائرة، أمة ضعيفة، أمة لا يهابها كافر واحد فضلا عن دولة بأكملها؛ لأنهم يعلمون على أن الأمة العربية ليست إلا ملك أفراد منها، هؤلاء الأفراد هم بيد غير هذه الأمة، فالواجب على الأمة أن تدرك حجم المؤامرة، وأن تكون على مستوى المؤامرة والتخطيط الذي يدار عليها… ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/sQcQ_o1rh9o?si=XkZh09ogTygEBNlP
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن حياة الأمم والشعوب والحضارات لهي أشبه بحياة الأفراد فردًا فردًا بحياتي وحياتك وحياة هذا وذاك وتلك وهؤلاء، فهي أشبه بهذه الحياة عامة، فكما تمر ظروف هذه الحياة عليهم على خاصتهم وعلى عامتهم فهي بالضرورة تمر على الأمة بأكملها، وعلى الحضارة بكلها، فتمرض وتجوع وتُظلم وتبتز وتُسلب وتهان وتذل وتؤخذ ويفعل بها هذا بكله، وكذلك على الأفراد قد يمرض أحدهم ولا يجد من يداويه وكذلك الأمة، وهكذا قد يجوع ولا يجد ما يسد رمقه فكذلك الأمة فقد يصيبها من الأعياء والهوان والضعف والاستكانة في فترة من الفترات ما يصيب ذلك الفرد، ولا بد منه، بل قد تموت أمة أو حضارة وتنتهي للأبد، فكما يفعل الأفراد، ويُفعل بالأفراد فكذالك يجري الأمة سواء بسواء…
- ولهذا سقطت أمم كثيرة، إما السقوط الحقيقي الذي لا عودة لها بعده كفارس والروم، أو السقوط الجزئي من جانب دون آخر إما من الجانب الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي أو القيمي أو العسكري أو الحضاري…. أو أيًا كان السقوط من هذه الأمور وغيرها من الجوانب، أو تسقط كما حضارة بكاملها ولا تعود أبدا…
- ويجري السقوط النهائي والمميت على الأمم والحضارات إلا أمتنا فإنها قد يحصل لها ما سبق من جوانب السقوط الجزئي أماالسقوط الحقيقي بالموت والانتهاء فإنه لا يمكن لأحد أن يجهز عليها مهما بلغ، ومهما ملك، ومهما حقق وخطط وفعل الأفاعيل، ومهما بلغ الظلم والاستبداد والسحق والدمار والإهانة والذل والاستعباد والابتزاز لكن الأمة تبقى الأمة كما هي ما بقي قرآنها، وما بقي دينها، بل ما بقي ربها تبارك وتعالى…
- فهذه الأمة قد يحصل لها أن تمرض وأن تفقر وأن تهزم وأن يفعل بها هذا وذاك، لكن روح الحياة وعرق الحياة وأصل الحياة لا زال فيها يدب، ويجري في مفاصلها وعروقها، وحياتها ليست بحياة فرد من أفرادها بل الحياة العامة بكل أفرادها، أو حياة أغلب أفرادها، وإنما العبرة بهم أعني الغالب، ولا بد أن يكون في الأمة من المخذلين، ومن المنهزمين، ومن الضعفاء، ومن التعساء، ومن الفاسقين... ولا يخلو مجتمع من ذلك وإن كانت النسبة تختلف من مجتمع لآخر…
- إذا كان مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم لم يسلم من قاذورات الذنوب والمعاصي فكان حد الخمر يقام، وحد الزنا يقام، وحد السرقة يقام وغير ذلك مع أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه إذن فشيء طبيعي أن يجري في الأمة ذلك حتى المجتمع الأرقى فيها.
- أيضًا قل طبيعي أن يتوارد القتل والدمار، وكذلك معالم الظلم والجبروت والقهر لكن لابد لحياة الأمم من ذلك بكله، بل لعله الآلام هي غذاءات أو معالجات لتصلح الخلل، وتراجع نفسها، وتعدل ميزانها، وتعود لربها… وإذا كان حياة واحد من أفرادها لا بد من آلام شديدة، ولا بد من تضحيات كبيرة، ولا بد أن يحصل ما يحصل حتى يكون ذلك الفرد…
- وانظر لنموذج الأم إذا حملت بجنينها فيعتريها البلاء كله، من حمل، من تعب، من إرهاق، من أمراض، من مخاض، من دماء، من آلام، من هم، من حزن، بل قد تضعه بعض النساء ثم تتوفى، نعم ثم تموت، فتضحي بنفسها لأجل حياة جنينها، فضلاً عن من عاشت وعاش معها، فيأتي آلام تربية، وأمراض، وسهر، وأكل، وشبع، وحب…. وهذا بكله لسنوات طويلة، ثم يخرج بعد ذلك نافعًا، ثم يخرج عاملًا، ثم يخرج مراهقًا، ثم يخرج دارسًا، ثم يخرج متعلمًا، ثم يخرج مثقفًا، ثم يخرج قائدًا، أو يخرج إنسانًا عاديًا.
- فإذا كان هذا يجري في حياة فرد من أمة فكيف بحياة الأمة بأكملها، كيف بإعادة عزة لأمة ومجدًا لأمة وحضارة كبرى لأمة، كيف بإعادة مفاهيم، كيف في حلحلة قضايا، كيف باسترداد حقوق، كيف بهذا بكله لابد من التضحيات، ولابد أن يقع تضحيات، ولابد أن يقع نوع انهزام أو نوع دمار أو نوع قتل أو هذا بكله.
- إذا كان مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير مجتمع على الإطلاق مر على البشرية عامة بعد مجتمع الأنبياء خاصة هو مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا لو نظرت إلى مكابدتهم، وإلى مجاعاتهم، وإلى القتل والعذاب والاضطهاد والحرب النفسية والسياسية والاقتصادية التي مرت بهم ومروا بها وقل ما شئت عن أحدث أجساد عاشوها رضوان الله عليهم لثلاثة عشر سنة حتى أنه ممنوع من أن يرفع سيفه بوجه من يقتل من يعذب وهم عرب لم يتعودوا لذلة كهذه ولو أدى لقتله وأهله…
- تخيل أن بلالًا رضي الله عنه يذهبون به للرمضاء لحر الصحراء ويعذب أشد العذاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد، وقل عن عمار وعن أبيه سمية وعن هؤلاء الذين كانوا يسمون بالمستضعفين بل عن الكبراء والعظماء الذي عبر عن ذلك وعن حياة الصحابة قبل أن يسلم عمر رضي الله عنه ويدخل في غمار هذا الدين "كنا ضعفاء، وما زلنا ضعفاء، حتى أسلم عمر، فعز الإسلام بعمر"…
- في يوم من الأيام يأتي خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لرسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا.... فيقول النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنا، لهذا المعذب، لهذا المشرد، لهذا المأخوذ، لهذا المطرود، لهذا الذي يعذب بجور الكعبة، ويعذب في مكة، ويهان بين الناس، ويجوع ويظمأ؛ لأنه مسلم فقط: ﴿وَما نَقَموا مِنهُم إِلّا أَن يُؤمِنوا بِاللَّهِ العَزيزِ الحَميدِ﴾، فقط هذه مشكلتهم أنهم آمنوا، أنهم اعتصموا بربهم، أنهم تعرفوا على خالقهم فطمئنه صلى الله عليه وسلم وطمئن الأمة عامة: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار، فيُجعل على رأسه، فيُجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمة من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"…
- ألا فلا يمكن لأحد أن يضحك على المسلم، وأن يلعب عليه، وأن يزعزعه من مسلمات لديه لا يمكن أبدًا لمخذل، لصهيوني، لعميل، لظالم، لقاتل، لبلطجي، لهؤلاء جميعًا الذين يقذفون ما يقذفون من وسائل الانهزامية في أبناء الأمة، وأيضًا من تشكيك بمبدأ الدين، أو بمقدسات الأمة، أو بالنصر الذي لا بد يومًا أن يتحقق لهذه الأمة عندما تحقق الإيمان في نفوسها، وعندما تحيا عزيزة ومستعزة بقيمها وبمبادئها وبإسلامها وبدينها: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- فلا بد أن يعود الانتصار الكبير لأمتنا، والميلاد الحقيقي لأمتنا، ولابد أن نراه بإذن الواحد الأحد رأي عين في حياتنا، وقد قرب ميلاده وقد أصبح هذا حيًا فينا وفي أرواحنا وفي نفوسنا وكان سبب حياته ما يجب أن نقف اليوم إجلالًا وتعظيمًا له ولرجال عظماء فضلاء أجلاء صنعوه إنه طوفان الأقصى الذي بدأ شرارته في غزة العزة، فولد في نفوس كل أبناء الأمة… إنه طوفان هدار يمحو الباطل وأهله، ويدحض الزيف وحزبه، إنه طوفان يظهر العملاء، ويبين لنا السفهاء، والمخذلين الرعناء: {وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ} وانظروا أن الله تبارك وتعالى استخدم لفظ المضارع في كلمة {يصنع}… .
- ألا فلابد أن تصنع سفينة الأمة، فيركب فيها المتمسك بدين الله ويهلك العملاء الخونة وعموم أعداء الله: ﴿لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ﴾… فلا بد أن يأتي الطوفان، ولا بد أن يستمر مشروع الطوفان في الأمة، سواء كانت في زمن نوح، أو كان في زمن مقاومتنا المنصورة، لا بد أن يُصنع الطوفان، أن يطوف بها طائف فتنتصر، ويعود لها العزة، ويعود لها الإيمان والكرامة، ويعود لها مبدأ الضمير الحي لاسترداد الحقوق، وينتهي زمن الاستضعاف والاستعباد والخنوع…
فإما نظم الوحي سيرها
وإلا فموت لا يسر الأعاديا
- فإما بمشروع طوفانها المبارك الذي بدأه نوح وجدده مقاومتنا البطلة الشجاعة، وإما بمشروع غيره يختاره الله لإخراج الأمة من هذا التيه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- كيف كان العالم قبل طوفان الأقصى، وهل كانوا يعترفون بالقضية الفلسطينية، بل ما كانوا يسمعون بها فضلاً عن أن يعترفوا بها، أو يقفوا في صفها، أو تخرج ملايين الشعوب الغربية لتقف معها، وتعلن تأييدها حتى في قلب أمريكا الصهيونية وقائدة الماسونية العالمية، فأصبح الغرب يتضامن اليوم مع هذه القضية المقدسة، بل أصبحوا يعترفون ويعرفون ويهابون حركة المقاومة الإسلامية (حمـ اس)، والمقاومة بشكل عام، بل لقد عاد للعرب وللإسلام عامة عزة، مع أنهم لم يكونوا يعرفون من الإسلام إلا ما عرفوه في تفجير هنا أو ذبح هناك، أو الصورة المشوهة التي كانت تأتيهم في عاشوراء من قم أو من كربلاء من قتل لأنفسهم، ومن لطم لوجوههم، من ضرب لصدورهم، من أفعال حمقاء لا تدل على الدين ولا على الأمة مطلقا…
- كان الإسلام يصل إلى الغرب أو يوصّل إليه على هذا القبح الذي تحدثت عنه سابقا… أما اليوم فقد رأوا حياة العزة، فقد رأوا حياة المقاومة، فقد رأوا حياة الإباء، والصبر والثبات في غزة العزة، وفلسطين الأبية، بل لقد رأوا حياة الشعوب التي حيت بقلوبها وأعمالها وجعلت قضيتها الأولى والكبرى فلسطين ومقاومتها الشريفة، وأصبحت في خندقها، وقلبها ينبض معها…
- لقد افتضحت الأمم المتحدة، وافتضحت دول غربية وشرقية وعمالات عربية وتدعي أنها مسلمة وافتضحت منظمات وحقوق إنسان وحريات وسياسات وكل شيء في هذا العالم الظالم البربري الوحشي الذي يرى حرب الإبادة الظالمة ولا يحرك ساكنا ويقول للظالم كف يدك…
- لقد أصبحت هذه الحرب بل لا تقل الحرب، بل الحياة للأمة بشكل عام، لقد أصبحت هذه حية لا في نفوس المسلمين، بل حتى في نفوس غير المسلمين، ولقد أصبح الإرهابي الذي كان يدعى أنه إرهابي بمجرد لحيته أو بندقيته أو مقاومته، أو استرداده لحقه أو مطالبته بما يجب أن يطالب به أصبح ليس بإرهابي بل هو المظلوم الذي أُخذ لسنوات طويلة، وعربدوه كثيرًا، وانتهكوا وفعل به الأفاعيل طويلا، إما على يد ما تسمى بالصهيونية العالمية، أو الماسونية العالمية، وهي الأطم والأشمل التي باتت تتحكم وتسيطر اليوم على أغلب الدول العربية والإسلامية، وعلى مفاصل حكمها وإرادتها، ومفاصل أي شيء فيها يدل على أن الأمة يوما ستتحرك.
فكلما تحركت الشعوب وكلما استيقظت إيرادات هؤلاء قمعت وانتهت وذبلت ولم يعد لها نفس يمكن أن تتنفس به إما إلى السجن أو أما إلى الإضطهاد أو أما إلى السحل والقتل. أو أي شيء كان. إما ماسونية عالمية تتحكم بالأمة أو بالأمم أو بالعالم بأكمله. أيا كانت من صور شعارات رفعت فإنها معروفة وقد فضحها الطوفان. يوم ألا ... أمة محمد صلى الله عليه وسلم. بأكثر من ملياري مسلم لإنقاذ أو بل لتقديم أي شيء يمكن أن يقدم لإثنين مليون من المسلمين الذين يدافعون عن كرامة الأمة وعن مجد الأمة وعن حضارة الأمة وعن مقدسات الأمة وعن ما يجب أن تشارك الأمة فيه وأن تأخذ لها من المجد والعز ما أخذت هذه الثلثه المباركة التي اليوم تعاني من مجزرة القرن ومن إبادة عالمية كبرى تعيشها الأمة بكاملها على مرأى ومسمع من الشرق والغرب وعلى أجهزة الإعلام أن تنقل هذه المأساة وتنقلها ويراها الناس ولكن الأيدي مقيده حتى من بينهم وبين القاتل الظالم الناهب المستبد الذي أخذ ما أخذ من أوطان الأمة ومن أعراض الأمة ومن دماء الأمة وامتص ما أمتص من دمائها وخيراتها وكل شيء فيها…
- تخيل أن دولًا عربية ليس بينهم وبينه إلا مرمى حجر، ومع هذا لا يستطيعون أن يرموا الحجر، أو حتى أن يتفلوا تفالة إلى وجه العدو المحتل، لماذا؛ لأن المتحكم في إرادة الأمة والمسيطر على خيرات الأمة والذي بيده الأمر والنهي في الأمة ليس في يد الأمة، وإن ملك ما ملك، وإن كان لديه ما لديه من عتاد وقوة وجيش وسلطة وشعب… وإن كان يستطيع أن يغير المعادلة كما يقال بلحظة، أو بكلمة، أو بتهديد، أو باجتماع أو بقول أو بفعل أو بأي شيء لا يمكن أن يحدث ذلك، ولا تحلم به، وإذا لم يكن في السابق فلن يكون في اللاحق.
- إن غزة العزة أيها الإخوة قد فضحت هؤلاء جميعاً حتى إنها فضحت الأمة بأكملها، وأرتنا عوارنا، وأرتنا ذلك الضعف الذي أصبحنا فيه لا نستطيع أن نقدم ولا أن نؤخر مع أننا ملايين مملينة وأننا مليارات ممليرة، بل أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض.
- لكن أيها الإخوة أصبحت الغثائية هي السائدة في الأمة، فلا بد أن نستيقظ، ولا بد أن يحيينا الطوفان حق الحياة، وإلا طاف علينا طائف واستبدلنا بغيرنا ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن العبارات، والكلمات، والخطب، والمقالات، والمنشورات، والمحاضرات، وكل فعل يفعله كل واحد منا لا يمكن أن يبلغ، ولا يمكن أن يصل إلى رصاصة واحدة يطلقها مقاوم أبي شامخ معتز في وجه الاحتلال الغاصب، ولا يمكن أيها الإخوة أن تبلغ كلماتنا وخطبنا ومقالاتنا وآهاتنا وحبنا أيضًا وإدانتنا وكل شيء يمكن أن يصدر منا لا يمكن أن يفي حتى بقطرة دم تراق في أرض غزة العزة أبدًا…
- فالكلمات تعجز، والحروف تعلن استسلاما، وهذه بكلها عبارة عن عوار في عوار لا يمكن لها أن تقوم لها قائمة، ولا تكون لها كائنة، وإنما القيامة التي يجب أن تكون هي أن ترى الأمة على حدود فلسطين وغزة. قد ثارت. وذهبت وقمت من نومك وإذا بالداعي ينادي بحي على الجهاد وهو يقرأ مرددا مستشعرًا لعزة العزيز جل وعلا: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- فالواجب على الأمة أن تدرك على أن الخيار الذي يمكن أن يصل إلى الأعداء ويمكن أن ينهي الأحلام والطموحاترالتي يتحدث بها اليهود إخوان وأبناء القردة والخنازير كما حكى الله تبارك وتعالى في القرآن المجيد ألا وهي طموحات التوسع التي ظهرت في تصريحاتهم وخططهم وما يتبجحون اليوم وعلى لسان وزير ماليتهم كما سمعتم وقرأتم في نشرات الأخبار الأسبوع الماضي ولا زالت مدوية في صفحات أكبر أخباريات الدنيا وهو يقول: (إننا نحلم بدولة يهودية تبدأ من الأردن وتنتهي بالسعودية بالأردن وسوريا ولبنان والعراق)، نعم تنتهي بالمملكة العربية السعودية بما فيها مكة المكرمة وبما فيها المدينة المنورة.
- هذه أحلامهم، وهذه طموحاتهم، وهذه مؤامراتهم، وهذا الذي يريدون إنها كما يدعون أمجاد خيبر إنها تلك المعركة التي دارت رحاها في بني قريظة، فلا بد أن تعود إلي المدينة المنورة هكذا يطمحون، أولم يتحدث بن غريون مؤسس الدولة اليهودية ورئيس أول وزراء فيها:(إننا اليوم على موطأ قدم في الشرق الأوسط، وإن سلاحنا الذي ترونه سيصل إلى خيبر ويثرب، ها نحن عدنا يا محمد)، هكذا قالوا في يوم من الأيام وإن لم يصل سلاحه ولن يصل إلى خيبر ويثرب أو ما يدعونه لكنها قد وصلت أيديهم وقد وصل إليها عمالاتهم ووكلاؤهم وقد وصلوا هنا وهناك في أقطارنا العربية والإسلامية…
- فواجب الأمة أن تستيقظ، وأن تدرك، وأن تكون على يقين أنه لا يحل لها أن تبقى على ما هي عليه مستضعفة حائرة، أمة ضعيفة، أمة لا يهابها كافر واحد فضلا عن دولة بأكملها؛ لأنهم يعلمون على أن الأمة العربية ليست إلا ملك أفراد منها، هؤلاء الأفراد هم بيد غير هذه الأمة، فالواجب على الأمة أن تدرك حجم المؤامرة، وأن تكون على مستوى المؤامرة والتخطيط الذي يدار عليها… ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيطانُ يُخَوِّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:* https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*أهداف.الحرب.على.السنة.النبوية.بشبهات.عقلية.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو ...
*أهداف.الحرب.على.السنة.النبوية.بشبهات.عقلية.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dYKr5bRNiE0?si=1BxTydDdZjlcFjWq
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن الشريعة الإسلامية تخوض أكبر، وأشد، وأعظم حرب على الإطلاق منذ أن وجدت، ومنذ تاريخها الأول، والشريعة تخوض هذه الحرب الشرسة مع أقذر خلق الله، وأحقر خلق الله، من أبناء الأمة قبل أعداء الأمة ممن يدعون الإسلام والقرآن والصلاة والصيام، ويتفوهون بالقرآن، وهم أبعد الناس عنه، وأفجرهم لانتهاك حدوده، وأجرمهم لارتكاب منهياته، والابتعاد عن واجباته… إنما يلوكون بآياته، ويتشدقون بها؛ لمجادلة الذين آمنوا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}…
- فإذا حاكمتهم إلى كتاب الله، وإذا حاكمتهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوهما بالرجعية والتخلف، ووصفوهما بالقدم وعدم ستطاعتهما لحكم العالم بل قال قائلهم: "إن كتابًا يتحدث عن التين والزيتون، لا يمكن أن يحكم القرن الواحد والعشرين"، هكذا يقولون وهكذا يتفوهون، وهكذا يغالون، وهكذا يطعنون في الكتاب والسنة ويردونهما البتة، ولا يؤمنون بشيء منهما بالمرة، وإن زعموا ذلك بألسنتهم فهم أقرب الناس عداء لها، وهم أشد الناس على الإطلاق عداوة وخصومة ونزاعًا وردا لهذه الأدلة من الكتاب ومن السنة، وبماذا إنها بمزعم العقل الذي جعلوه قبل الكتاب وقبل السنة وقبل الله وقبل النبي صلى الله عليه وسلم.
- هؤلاء جعلوا العقل الطاغوت الذي إليه يُتحاكم ويخاصم، وهو المشرع الأول والأخير، وهو الذي يفصل بين الناس، وكأن العقل واحد، وكأن العقول أجتمعت، وكأن الأفكار تلاقحت واتفقت، مع أن عقول الناس تختلف اختلافا كليًا كاختلاف صورهم ولذلك خلقهم كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم﴾.
- فيختلفون في أرائهم وأقوالهم وفي تشريعاتهم وفي أوطانهم وفي أجسادهم وفي صورهم وفي منطق كلامهم وفي أشياء كثيرة من تفاصيل حياتهم: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ﴾… فكيف سيتفق هؤلاء على تشريع ما لم يشرعه الله، أو على إنكار ما أنكره الله، أو يتفقون على إنكار ذلك الشيء الذي لم ينكره الله، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال زعما أنهم يتبعون هذه العقول الرديئة…
- وفوق هذا فإنهم يقولون بملئ فيهم: نقدس النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام فيردون السنة باسم تقديس رسول الأمة صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ذلك، مع إنهم إنما أرادوا إسقاطها بهذه الكلمات المعسولة التي يسفون بها على عيون البسطاء ويضحكون عليهم، ثم ينصبون إلههم الذي اتخذوه من دون الله تبارك وتعالى ألا وهو العقل، مع التنبيه على أن الإسلام يعظم العقل أيما تعظيم، ويعظم العلم أيضاً أيما تعظيم، بل بدأ تبارك وتعالى أول آية وأول تشريع في كتاب الله تبارك وتعالى نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما للعلم وللعقل، قبل حتى الصلاة والصيام وغير ذلك من أحكام لكن ذلك العلم والعقل لا يحل له أن يطغى على الكتاب والسنة، وأن يحاكم إليه الكتاب والسنة، بل ما ثبت في الشرع ثبت بالعقل السليم الصحيح الذي لا يقبل الفطرة المنتكسة المركوسة الذي تأتي من قبل الشرق والغرب.
- ألم يقل الله جل وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فكلمة {اقْرَأْ} إكرام للعلم، {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إكرام للعقل الذي هو التفكر في مخلوقات الله، والإشارة لها ضمنا مع العلم، أما أن يقول العقلانيون بأن هذا الحديث يناقض العلم الحديث، وعلى أن هذا الدليل يناقض النظريات والمعلومات والأقاويل التي تأتي من هنا وهناك، كما يقولون فيردون ما شاءوا باسم تحكيم العقل على الكتاب والسنة، وكأن هذا العقل هو الذي لا يخطئ ودومًا يصيب، وأن هذا العقل هو الذي استودع الله تبارك وتعالى فيه الوحي، وهو المعصوم وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل في الحديث الصحيح عن الطفل الصغير: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"، أينما شاء وجهوه فتوجه، وسيفعل، ويتعلم حتى لو علماه القتل والسرقة والدمار والأفعال الفاحشة والألفاظ القبيحة، ولعلكم ترون وتسمعون ألفاظًا من الصغار، وترون قبائح عند الأطفال الصغار فعلم بها من قبل أفراد الأسرة الذين يتحكمون بسبعين بالمئة من أخلاقه والفاظه وأقواله وأفعاله وأشيائه بكلها، ثم الشارع وغيره فمن استقام في أسرته أستقام الصغار على ملته ومنهجه وعلى ما كان عليه، أما إذا كان أولئك عاثوا فسيعيث وسيفسد أبناؤهم…
- وبالتالي فالعقل قابل للجدل، وقابل للتطور، والتعلم، والتراجع، والنقص والزيادة، والاضطراب عمومًا، وهو وقابل أيضًا للتعلم والاحتمالات فاليوم يطرأ عليه مسألة فيؤيدها، وغدا يطرأ عليه علم فينقض المسألة التي أيدها، وهكذا هي العقول تتحسن في كل يوم. فعالم مثلا كان يفتي بكذا وكذا، ثم غير رأيه لأنه وجد دليلًا على عكس ما رآه سابقًا، ولهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله المشهور جد مشهور وله مذهبان. المذهب العراقي الذي تراجع عنه ويسمى بالمذهب القديم، أو تراجع عن أكثره، والمذهب المصري الجديد الذي نقحه وحسنه وجدده، وإنما يعودون إليه، ويحاكمون الشافعية إلى كتبه، ولا يحاكمونها إلى مذهبه القديم؛ لأنهم يعلمون أنه قد تراجع عنه بل تبرأ الشافعي وقال لا أحل لأحد أن يحدث عني أني قلت كذا وكذا فيما تراجعت عنه…
- وباختصار فالعقول ضعيفة تقبل التجدد، والتحديث… فكيف إذن يرفض الكتاب ويرفض السنة باسم العقول هذه التي جعلوها طواغيت يحاكم إليها رب العالمين، وتحاكم إليها سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، إنها لمصيبة عظيمة، وبلية خطيرة..
- أيها الإخوة إن أعداء الأمة علموا علم يقين، على أن في اتباع الأمة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام نهضتهم، وعودة حضارتهم، واستعادة أمجادهم، وضمان عدم زيغهم، وهلاكهم، وتهالكهم، والفتن والخصومات والمشاكل والثأرات والفقر وقل ما شئت عن الهموم والمدلهمات التي تحدث في الأمة وفي أبناء الأمة أكثر مما تحدث في غيرها؛ لأنهم تركوا الكتاب والسنة فعلم الأعداء على أن بتمسكنا بكتاب ربنا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هو الضمان الأول والأخير من أن نسقط: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾… ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، ﴿إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾، ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾ والآيات كثيرة جدًا وأما الأحاديث فلا حصر لها ولا وقت لذلك أصلا…
- وبالتالي فقد حاربوا الكتاب والسنة، وبدأو بالسنة لأنها تقبل المزايدة، وتقبل الأخذ والعطاء، وتقبل الرد، وتقبل التصحيح والتضعيف، وتقبل هذا بكله… فبدأوا في تشكيك الناس بالسنة، ومن شك في السنة سيصل إليه الأمر إلى أن يشكك في القرآن، أولاً باسم المتشابهات، ثم باسم الظنيات والاحتمالات في كتاب الله، ثم باسم القطعيات وهي قليلة جدا في كتاب الله فهكذا يتدرجون حتى يصلوا بأبناء الأمة إلى المسخ الذي وصل إليه أهل الكتاب: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، يهدفون لتجريد أبناء الأمة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله، ومن العمل بالدليل، ومن الرجوع إلى التوحيد، وقبل كل شيء إلى رب العالمين.
- وهم يزعمون كذبًا أن العقل يناقض الشرع، وأن العلم الحديث يعارض وبالتالي فالرد هو المنطق، وإنما يخالف عقولهم المنكوسة أما العقول السليمة فإن أشرع يتوافق معها كل الموافقة، ولا مشكلة إلا في رأس ذلك الملحد، والعلماني المجرم، ولعلكم سمعتم بما يحدث حتى هنا وحتى في مدن أخرى من بناء حتى مؤسسات، ومراكز للأفكار، أو فروع في الشرق والغرب في بلاد الإسلام، ولعلكم ترون عندما يقول قائل ويكتب كاتب على وسائل التواصل الاجتماعي فب أمر يقدح في الشرع إذا بالمؤيدين له أكثر من المعارضين، ولعل المؤيد معروف بأنه ابن فلان وابن علان… وقل ما شئت، فهؤلاء من أين جاءوا، ومن أين تولدت هذه الأفكار الخبيثة للطعن في الكتاب والسنة…!.
- أيها العلماني الملحد هل أنا أدين وأتبع وأتعبد الله بأني أعبد عقلك، وأن أعود إلى منهجك، وأن أتحاكم إليك، وأن أسلم لما قلت، ألا فلا يمكن أن يقوله عاقل، لا يمكن أن نعود إلى شخص، أو إلى عقلية فلان وعلان وهو محال تمام المحال… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ﴾ …
-;أين العقول، أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يقدسون العقل، من الرجوع إلى عقولهم بأن العقل يناقض هذا الكلام، وهذا المنطق، وهذا السفه والحمق الذي وصلوا إليه…
- إن الأعداء وأجدد وأكرر وأقولها مليون مرة علموا على أن هلاك الأمة في بعدهم عن الكتاب والسنة فطعنوا فيهما، وشككوا فيهما، وعملوا كل شيء ضدهما، وإزاحتهما من الناس ومن العمل بهما وتحكيمهم… من أجل إنهاء دورهما ومن أجل إبعادهما على الأقل عن ما يسمى بمنصة الحكم…
- ألا فلا بديل لكتاب الله ولسنة رسول الله إلا الزيغ والضلال والهلاك والفتنة والتناحر والتراجع عن ما وصلنا إليه في عهد أسلافنا وأكثر وأكثر… وما الانتكاسات التي وصلنا إليها وأصبحنا نتشربها في كل لحظة ونتجرع غصصها في كل حين إلا بسبب ذلك…
- هكذا أصبحنا وهو المشاهد فيما بيننا فالله يقول في كتابه الكريم عن رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ضمان الهداية وفي الدنيا والآخرة، فمن أتبع عقلك أم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي دلنا الله عليه: ﴿اليَومَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَروا مِن دينِكُم فَلا تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- وما أضعف الإنسان؛ إذ ماذا لو قطع الله رزقه، ماذا لو أخذ الله نعمة من نعمه، أيستردها، أيستطيع أن يسترد تلك النعمة، أيستطيع ذلك العبد أن يخلق نعمة مماثلة ذلك الإنسان، بل تحداه الله فقط أن يسترد ما أخذ الذباب: {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ منه} وهو ذباب فإن سلب الذباب الناس شيئا لن يستطيع العلم والعقل وكل شيء في الدنيا أن يسترد ما سلبه الذباب، فأين هذا من ذلك الإنسان الذي يتفوه بعقله وعلمه ونظرياته وتكنولوجياته وجيوشه وقوته وماله وما لديه .
فكيف إذا سلب الله عقول الناس، ونعمه جل وعلا على أولئك الذين يدعون ما يدعون، لكن يكفينا: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } وإنما هي فتنة وبلوى {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ}.
أراد الله ذلك لأجل أن يمتحن المؤمن المتمسك بدينه من المراوغ المتردد ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الأمة إلى التمسك بالكتاب والسنة. فقال "عليكم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"، قالها صلى الله عليه وسلم ويقول: "لقد تركتهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، ويقول "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" …
هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلن نضل ما دام وأن الكتاب والسنة محكم في يومياتنا الفردية والمجتمعية الأسرية والدولية وفي كل شيء من حياتنا لا ضلال ولا هلاك ولا فتنة ولا مصائب ولا مشاكل ولا شيء من ذلك
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- أيها الإخوة إن الذين يطعنون في الكتاب والسنة ينقسمون إلى قسمين: قسم يردها ردًا تامًا وكاملا، ويزعم كذبًا أنه قرآني، وقسم آخر ينكر بعضها وينكر بقيتها بإنكاره لبعضها، وحجته في ذلك أنها العقول، هي التي تحاكم إليها الأدلة، فهذا مثلا كحديث الذبابة يعارض العقل: "إذا سقط الذباب في إناء احدكم فليغمسه" يغمس لا يستذيقه وبالتالي هو يعارض العقل فنرده مع أن قطعيات علماء الغرب قبل علماء الشرق ليؤكدون على أن أعظم علاج لداء الذباب إذا سقط في الإناء أن يغمس الذباب؛ لأن في أحد جناحيه داء وآخر دواء، بل لم يجدوا ما يعبرون غير هذا التعبير النبوي؛ لأنه يحمل داء ويحمل مصلا ضد ذلك الداء، وبالتالي غسيله منه، وهم يناقضون ويضطربون ويطعنون أو قل عن غسل الإناء سبعًا ومرة من ولوغ الكلب بالتراب فينكرونه أيضاً ويطعنون فيه وما علموا على أن أعلم الناس في علم الطفيليات وهذه الأمراض ليقرون على أن الكلب إذا ولغ وانظر إلى تعبيره صلى الله عليه وسلم في الإناء فإنه يقذف أمراضا متعددة وقاموا بتجربة عليه بأن غسلوه سبعا بماء خالص فلم تخرج تلك الأمراض بكلها حتى جعلول التراب فيه فانتهى كل شيء منه… هكذا يقولون وهم علماء ليسوا مسلمين ومع ذلك لا ينكرون بل يعلنون عن صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم وأن قوله لا يصدر إلا عن وحي…
- والعجيب أن لو قال أفلاطون أو أرسطو أو احد من الغربيين أن الذباب يغمس لغمس العلمانيون وسلموا بما قال؛ لأن مشكلتهم في رسول الله النبي فقط، وليست مشكلتهم في مثلا في فلان الأمريكي، فما عندهم إشكالية حتى في ماركس ولينين وهتلر أكبر أعداء البشرية بمسميات الغرب اليوم الذين قتلوا عشرات الملايين من البشر ومع ذلك فهؤلاء لا إشكال في كلماتهم بل معسولة عند العلمانيين لكن إشكاليتهم مع رسول الله فقط صلى الله عليه وسلم.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/dYKr5bRNiE0?si=1BxTydDdZjlcFjWq
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا 24/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- أما بعد فإن الشريعة الإسلامية تخوض أكبر، وأشد، وأعظم حرب على الإطلاق منذ أن وجدت، ومنذ تاريخها الأول، والشريعة تخوض هذه الحرب الشرسة مع أقذر خلق الله، وأحقر خلق الله، من أبناء الأمة قبل أعداء الأمة ممن يدعون الإسلام والقرآن والصلاة والصيام، ويتفوهون بالقرآن، وهم أبعد الناس عنه، وأفجرهم لانتهاك حدوده، وأجرمهم لارتكاب منهياته، والابتعاد عن واجباته… إنما يلوكون بآياته، ويتشدقون بها؛ لمجادلة الذين آمنوا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}…
- فإذا حاكمتهم إلى كتاب الله، وإذا حاكمتهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوهما بالرجعية والتخلف، ووصفوهما بالقدم وعدم ستطاعتهما لحكم العالم بل قال قائلهم: "إن كتابًا يتحدث عن التين والزيتون، لا يمكن أن يحكم القرن الواحد والعشرين"، هكذا يقولون وهكذا يتفوهون، وهكذا يغالون، وهكذا يطعنون في الكتاب والسنة ويردونهما البتة، ولا يؤمنون بشيء منهما بالمرة، وإن زعموا ذلك بألسنتهم فهم أقرب الناس عداء لها، وهم أشد الناس على الإطلاق عداوة وخصومة ونزاعًا وردا لهذه الأدلة من الكتاب ومن السنة، وبماذا إنها بمزعم العقل الذي جعلوه قبل الكتاب وقبل السنة وقبل الله وقبل النبي صلى الله عليه وسلم.
- هؤلاء جعلوا العقل الطاغوت الذي إليه يُتحاكم ويخاصم، وهو المشرع الأول والأخير، وهو الذي يفصل بين الناس، وكأن العقل واحد، وكأن العقول أجتمعت، وكأن الأفكار تلاقحت واتفقت، مع أن عقول الناس تختلف اختلافا كليًا كاختلاف صورهم ولذلك خلقهم كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم﴾.
- فيختلفون في أرائهم وأقوالهم وفي تشريعاتهم وفي أوطانهم وفي أجسادهم وفي صورهم وفي منطق كلامهم وفي أشياء كثيرة من تفاصيل حياتهم: ﴿وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ﴾… فكيف سيتفق هؤلاء على تشريع ما لم يشرعه الله، أو على إنكار ما أنكره الله، أو يتفقون على إنكار ذلك الشيء الذي لم ينكره الله، ويحللون الحرام، ويحرمون الحلال زعما أنهم يتبعون هذه العقول الرديئة…
- وفوق هذا فإنهم يقولون بملئ فيهم: نقدس النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الكلام فيردون السنة باسم تقديس رسول الأمة صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ذلك، مع إنهم إنما أرادوا إسقاطها بهذه الكلمات المعسولة التي يسفون بها على عيون البسطاء ويضحكون عليهم، ثم ينصبون إلههم الذي اتخذوه من دون الله تبارك وتعالى ألا وهو العقل، مع التنبيه على أن الإسلام يعظم العقل أيما تعظيم، ويعظم العلم أيضاً أيما تعظيم، بل بدأ تبارك وتعالى أول آية وأول تشريع في كتاب الله تبارك وتعالى نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما للعلم وللعقل، قبل حتى الصلاة والصيام وغير ذلك من أحكام لكن ذلك العلم والعقل لا يحل له أن يطغى على الكتاب والسنة، وأن يحاكم إليه الكتاب والسنة، بل ما ثبت في الشرع ثبت بالعقل السليم الصحيح الذي لا يقبل الفطرة المنتكسة المركوسة الذي تأتي من قبل الشرق والغرب.
- ألم يقل الله جل وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فكلمة {اقْرَأْ} إكرام للعلم، {بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إكرام للعقل الذي هو التفكر في مخلوقات الله، والإشارة لها ضمنا مع العلم، أما أن يقول العقلانيون بأن هذا الحديث يناقض العلم الحديث، وعلى أن هذا الدليل يناقض النظريات والمعلومات والأقاويل التي تأتي من هنا وهناك، كما يقولون فيردون ما شاءوا باسم تحكيم العقل على الكتاب والسنة، وكأن هذا العقل هو الذي لا يخطئ ودومًا يصيب، وأن هذا العقل هو الذي استودع الله تبارك وتعالى فيه الوحي، وهو المعصوم وكأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل في الحديث الصحيح عن الطفل الصغير: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"، أينما شاء وجهوه فتوجه، وسيفعل، ويتعلم حتى لو علماه القتل والسرقة والدمار والأفعال الفاحشة والألفاظ القبيحة، ولعلكم ترون وتسمعون ألفاظًا من الصغار، وترون قبائح عند الأطفال الصغار فعلم بها من قبل أفراد الأسرة الذين يتحكمون بسبعين بالمئة من أخلاقه والفاظه وأقواله وأفعاله وأشيائه بكلها، ثم الشارع وغيره فمن استقام في أسرته أستقام الصغار على ملته ومنهجه وعلى ما كان عليه، أما إذا كان أولئك عاثوا فسيعيث وسيفسد أبناؤهم…
- وبالتالي فالعقل قابل للجدل، وقابل للتطور، والتعلم، والتراجع، والنقص والزيادة، والاضطراب عمومًا، وهو وقابل أيضًا للتعلم والاحتمالات فاليوم يطرأ عليه مسألة فيؤيدها، وغدا يطرأ عليه علم فينقض المسألة التي أيدها، وهكذا هي العقول تتحسن في كل يوم. فعالم مثلا كان يفتي بكذا وكذا، ثم غير رأيه لأنه وجد دليلًا على عكس ما رآه سابقًا، ولهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله المشهور جد مشهور وله مذهبان. المذهب العراقي الذي تراجع عنه ويسمى بالمذهب القديم، أو تراجع عن أكثره، والمذهب المصري الجديد الذي نقحه وحسنه وجدده، وإنما يعودون إليه، ويحاكمون الشافعية إلى كتبه، ولا يحاكمونها إلى مذهبه القديم؛ لأنهم يعلمون أنه قد تراجع عنه بل تبرأ الشافعي وقال لا أحل لأحد أن يحدث عني أني قلت كذا وكذا فيما تراجعت عنه…
- وباختصار فالعقول ضعيفة تقبل التجدد، والتحديث… فكيف إذن يرفض الكتاب ويرفض السنة باسم العقول هذه التي جعلوها طواغيت يحاكم إليها رب العالمين، وتحاكم إليها سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، إنها لمصيبة عظيمة، وبلية خطيرة..
- أيها الإخوة إن أعداء الأمة علموا علم يقين، على أن في اتباع الأمة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام نهضتهم، وعودة حضارتهم، واستعادة أمجادهم، وضمان عدم زيغهم، وهلاكهم، وتهالكهم، والفتن والخصومات والمشاكل والثأرات والفقر وقل ما شئت عن الهموم والمدلهمات التي تحدث في الأمة وفي أبناء الأمة أكثر مما تحدث في غيرها؛ لأنهم تركوا الكتاب والسنة فعلم الأعداء على أن بتمسكنا بكتاب ربنا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هو الضمان الأول والأخير من أن نسقط: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾… ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، ﴿إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَخشَ اللَّهَ وَيَتَّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزونَ﴾، ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ﴾ والآيات كثيرة جدًا وأما الأحاديث فلا حصر لها ولا وقت لذلك أصلا…
- وبالتالي فقد حاربوا الكتاب والسنة، وبدأو بالسنة لأنها تقبل المزايدة، وتقبل الأخذ والعطاء، وتقبل الرد، وتقبل التصحيح والتضعيف، وتقبل هذا بكله… فبدأوا في تشكيك الناس بالسنة، ومن شك في السنة سيصل إليه الأمر إلى أن يشكك في القرآن، أولاً باسم المتشابهات، ثم باسم الظنيات والاحتمالات في كتاب الله، ثم باسم القطعيات وهي قليلة جدا في كتاب الله فهكذا يتدرجون حتى يصلوا بأبناء الأمة إلى المسخ الذي وصل إليه أهل الكتاب: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾، يهدفون لتجريد أبناء الأمة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله، ومن العمل بالدليل، ومن الرجوع إلى التوحيد، وقبل كل شيء إلى رب العالمين.
- وهم يزعمون كذبًا أن العقل يناقض الشرع، وأن العلم الحديث يعارض وبالتالي فالرد هو المنطق، وإنما يخالف عقولهم المنكوسة أما العقول السليمة فإن أشرع يتوافق معها كل الموافقة، ولا مشكلة إلا في رأس ذلك الملحد، والعلماني المجرم، ولعلكم سمعتم بما يحدث حتى هنا وحتى في مدن أخرى من بناء حتى مؤسسات، ومراكز للأفكار، أو فروع في الشرق والغرب في بلاد الإسلام، ولعلكم ترون عندما يقول قائل ويكتب كاتب على وسائل التواصل الاجتماعي فب أمر يقدح في الشرع إذا بالمؤيدين له أكثر من المعارضين، ولعل المؤيد معروف بأنه ابن فلان وابن علان… وقل ما شئت، فهؤلاء من أين جاءوا، ومن أين تولدت هذه الأفكار الخبيثة للطعن في الكتاب والسنة…!.
- أيها العلماني الملحد هل أنا أدين وأتبع وأتعبد الله بأني أعبد عقلك، وأن أعود إلى منهجك، وأن أتحاكم إليك، وأن أسلم لما قلت، ألا فلا يمكن أن يقوله عاقل، لا يمكن أن نعود إلى شخص، أو إلى عقلية فلان وعلان وهو محال تمام المحال… ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ إِنَّ الَّذينَ يَغُضّونَ أَصواتَهُم عِندَ رَسولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امتَحَنَ اللَّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ﴾ …
-;أين العقول، أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يقدسون العقل، من الرجوع إلى عقولهم بأن العقل يناقض هذا الكلام، وهذا المنطق، وهذا السفه والحمق الذي وصلوا إليه…
- إن الأعداء وأجدد وأكرر وأقولها مليون مرة علموا على أن هلاك الأمة في بعدهم عن الكتاب والسنة فطعنوا فيهما، وشككوا فيهما، وعملوا كل شيء ضدهما، وإزاحتهما من الناس ومن العمل بهما وتحكيمهم… من أجل إنهاء دورهما ومن أجل إبعادهما على الأقل عن ما يسمى بمنصة الحكم…
- ألا فلا بديل لكتاب الله ولسنة رسول الله إلا الزيغ والضلال والهلاك والفتنة والتناحر والتراجع عن ما وصلنا إليه في عهد أسلافنا وأكثر وأكثر… وما الانتكاسات التي وصلنا إليها وأصبحنا نتشربها في كل لحظة ونتجرع غصصها في كل حين إلا بسبب ذلك…
- هكذا أصبحنا وهو المشاهد فيما بيننا فالله يقول في كتابه الكريم عن رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ضمان الهداية وفي الدنيا والآخرة، فمن أتبع عقلك أم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي دلنا الله عليه: ﴿اليَومَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَروا مِن دينِكُم فَلا تَخشَوهُم وَاخشَونِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا﴾…
- وما أضعف الإنسان؛ إذ ماذا لو قطع الله رزقه، ماذا لو أخذ الله نعمة من نعمه، أيستردها، أيستطيع أن يسترد تلك النعمة، أيستطيع ذلك العبد أن يخلق نعمة مماثلة ذلك الإنسان، بل تحداه الله فقط أن يسترد ما أخذ الذباب: {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ منه} وهو ذباب فإن سلب الذباب الناس شيئا لن يستطيع العلم والعقل وكل شيء في الدنيا أن يسترد ما سلبه الذباب، فأين هذا من ذلك الإنسان الذي يتفوه بعقله وعلمه ونظرياته وتكنولوجياته وجيوشه وقوته وماله وما لديه .
فكيف إذا سلب الله عقول الناس، ونعمه جل وعلا على أولئك الذين يدعون ما يدعون، لكن يكفينا: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } وإنما هي فتنة وبلوى {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ}.
أراد الله ذلك لأجل أن يمتحن المؤمن المتمسك بدينه من المراوغ المتردد ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الأمة إلى التمسك بالكتاب والسنة. فقال "عليكم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ"، قالها صلى الله عليه وسلم ويقول: "لقد تركتهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، ويقول "تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" …
هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلن نضل ما دام وأن الكتاب والسنة محكم في يومياتنا الفردية والمجتمعية الأسرية والدولية وفي كل شيء من حياتنا لا ضلال ولا هلاك ولا فتنة ولا مصائب ولا مشاكل ولا شيء من ذلك
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- أيها الإخوة إن الذين يطعنون في الكتاب والسنة ينقسمون إلى قسمين: قسم يردها ردًا تامًا وكاملا، ويزعم كذبًا أنه قرآني، وقسم آخر ينكر بعضها وينكر بقيتها بإنكاره لبعضها، وحجته في ذلك أنها العقول، هي التي تحاكم إليها الأدلة، فهذا مثلا كحديث الذبابة يعارض العقل: "إذا سقط الذباب في إناء احدكم فليغمسه" يغمس لا يستذيقه وبالتالي هو يعارض العقل فنرده مع أن قطعيات علماء الغرب قبل علماء الشرق ليؤكدون على أن أعظم علاج لداء الذباب إذا سقط في الإناء أن يغمس الذباب؛ لأن في أحد جناحيه داء وآخر دواء، بل لم يجدوا ما يعبرون غير هذا التعبير النبوي؛ لأنه يحمل داء ويحمل مصلا ضد ذلك الداء، وبالتالي غسيله منه، وهم يناقضون ويضطربون ويطعنون أو قل عن غسل الإناء سبعًا ومرة من ولوغ الكلب بالتراب فينكرونه أيضاً ويطعنون فيه وما علموا على أن أعلم الناس في علم الطفيليات وهذه الأمراض ليقرون على أن الكلب إذا ولغ وانظر إلى تعبيره صلى الله عليه وسلم في الإناء فإنه يقذف أمراضا متعددة وقاموا بتجربة عليه بأن غسلوه سبعا بماء خالص فلم تخرج تلك الأمراض بكلها حتى جعلول التراب فيه فانتهى كل شيء منه… هكذا يقولون وهم علماء ليسوا مسلمين ومع ذلك لا ينكرون بل يعلنون عن صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم وأن قوله لا يصدر إلا عن وحي…
- والعجيب أن لو قال أفلاطون أو أرسطو أو احد من الغربيين أن الذباب يغمس لغمس العلمانيون وسلموا بما قال؛ لأن مشكلتهم في رسول الله النبي فقط، وليست مشكلتهم في مثلا في فلان الأمريكي، فما عندهم إشكالية حتى في ماركس ولينين وهتلر أكبر أعداء البشرية بمسميات الغرب اليوم الذين قتلوا عشرات الملايين من البشر ومع ذلك فهؤلاء لا إشكال في كلماتهم بل معسولة عند العلمانيين لكن إشكاليتهم مع رسول الله فقط صلى الله عليه وسلم.
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الرسمي الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص الاحتياطي فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty3
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.com
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر (إكس):*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- الحساب الرسمي الخاص تليجرام:*
https://t.me/alsoty
*❈- مجموعة #يستفتونك اطرح سؤال تليجرام:*
https://t.me/alsoty11
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*الاتباع.لرسول.الله.ﷺ.طريق.النجاة.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*الاتباع.لرسول.الله.ﷺ.طريق.النجاة.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17118
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا1/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فما من أحد في هذه الدنيا إلا وله علينا فضل، وله علينا منة، وله علينا حق، ولقد قدم لنا شيئًا في الحياة يستحق منا شكرنا، وثناءنا، وحبنا، ورد الحق له، سواء كان أب أو أم، أو كان أستاذ، أو إنسان عادي، أو طبيب مثلًا أو أي أحد من هذه الدنيا؛ إذ أن البشر يتكاتفون، ويتعاونون، ويكمّل بعضهم بعضًا فما عندي من نقص يكمله غيري كأن لا أحسن الطبخ يوجد طباخ، لا أحسن الطب يوجد طبيب، لا أحسن الحمل يوجد حمال، وهكذا سائر صنوف الحياة… وإن لم يتعاون البشر جميعًر لأجل الجميع فإنهم يتعاونون لأجل مصلحتهم الخاصة مما يرتجونه من الآخر،هكذا البشر يفعلون وخاصة إذا كانت الفطرة تدل على ذلك بدون أن ينتظر مصلحة منك كالوالد والوالدة اللذين لهما الحق وأجل الحق وأكبر الحق، وقل عن غيرهما، وإن كانت الحقوق كثيرة في هذه الدنيا…
- ولكن أقف هذا اليوم عند أجل الحقوق، وأعظم الحقوق، وأرفعها، وأزكاها، وأنقاها على الإطلاق إنه ذلك الذي له علينا أعظم منة، وأجل خدمة، وأهم ما قدم إنسان للبشرية خاصة للمسلمين إنه نبينا ﷺ النبي الأمين ﷺ الذي شعار حياته وشعار مبعثه وشعار رسالتهﷺ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
- نعم كل ما سوى الله فإن رسول الله ﷺ رحمة لهم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، والعالم هو ما سوى الله، سواء من بشر، أو من حجر، أو من دواب وجمادات، أو من جان، أو من إنسان مسلم، أو غير مسلم، فكلهم النبي ﷺ له أعظم وأجل الحق علينا نحن جميعا وخاصة المسلمين.
- ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} إذن بأعظم منة، وأعظم نعمة، وأجل عطية، وأرفعها على الإطلاق هو أن أرسل ربنا جل وعلا إلينا نبينا ﷺ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
- بمعنى أن ما قبل أن يمن الله علينا برسولنا ﷺ كان الناس في ضلال مبين لولا أن الله تبارك وتعالى أنقذ الناس بهذا النبي الأمين ﷺ، حتى الكافر فإن الله عز وجل قد رفع عنه العقاب الجماعي في الدنيا الذي كان للأمم السابقة كنوح عليه السلام: {لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا]، وقوم هود: ﴿فَلَمّا رَأَوهُ عارِضًا مُستَقبِلَ أَودِيَتِهِم قالوا هذا عارِضٌ مُمطِرُنا بَل هُوَ مَا استَعجَلتُم بِهِ ريحٌ فيها عَذابٌ أَليمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ بِأَمرِ رَبِّها فَأَصبَحوا لا يُرى إِلّا مَساكِنُهُم كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ﴾، وفرعون وقومه: ﴿فَكَذَّبوهُ فَأَنجَيناهُ وَالَّذينَ مَعَهُ فِي الفُلكِ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إِنَّهُم كانوا قَومًا عَمينَ﴾، وقوم لوط: ﴿فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ﴾ وغيرهم كثير…
- وهكذا الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان يصيب العذاب كل من كذب به ولم يؤمن بما جاء به فكل هؤلاء بدءًا من نوح وانتهاء بعيسى عليه السلام ما دام أن قومه لم يؤمنوا به أصابهم الله ما أصابهم، إما عامة للجميع، وإما خاصة لبعضهم دون بعض، إلا نبينا ﷺ فقد رفع الله تعالى العقاب عن الأمة عامة سواء أمة الاستجابة الذين هم المسلمون أو الدعوة الذين هم غير مسلمين هؤلاء جميعًا يشملهم نبينا ﷺ بأنه رحمة بهم وأرسل ﷺ إليهم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وأن الله سبحانه وتعالى من به ﷺ على المؤمنين {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}…
- نعم أيها المؤمنون إنه أعظم من، وأعظم من له الحق الأعظم علينا إنه النبي ﷺ: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، وانظر إلى صراط مستقيم أي لا اعوجاح فيه لا شرقية ولا غربية، ولا هنا وهناك من أشياء دنيوية بل صراط الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}... فهو ﷺ الهادي للنور القويم، والدال العظيم لصراط الله المستقيم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم…
- ضمن الله جل وعلا هذه الطريق التي يسلكها المسلمون ودلهم عليها النبي الأمين ﷺ بأنها صراط الله، ومن كان في صراط الله فلا خوف عليه، ولا قلق عليه؛ لأنه قد اتبع الصراط الذي يحبه الله، ويجب أن يتبعه، ويرى الدنيا من خلاله، وبه سيسير دنيا وآخرة، وينتظم في الحياة بكلها، وإذا لم يتبع هذا الصراط عاد لما كان عليه قبل مبعث من يهدي إلى الصراط، أو من هو سبب للهداية إلى هذا الصراط العظيم ألا وهو النبي ﷺ: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} أي من قبل مبعثه ﷺ.
- وكلمة: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} عامة بمعنى أن من لم يتبع نبينا ﷺ بعد أن بعثه الله تعالى فإنه يعود للضلال المبين في كل حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والأسرية والنفسية وقل ما شئت من الحياة برمتها، نعم يعود للضلال، للتخبط، للفوضى إذا لم يتبع هذا الصراط، وإذا لم يكن مع رسول الله ﷺ: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى﴾…
- وما نراه اليوم في المسلمين الذين حادوا عن دينهم، وابتعدوا عن منهج نبيهم ﷺ أو في غير المسلمين إنما هو انتكاسة وعودة إلى الضلال المبين، وبقدر عدم اتباعهم يكون ضلالهم، وبقدر عدم اتباعهم لهذا الصراط يكون ضلالهم، وغوايتهم، وانتكاستهم…؛ لأنهم عادوا إلى ما نجاهم الله منه قبل نبينا ﷺ، لكنهم لم ينتبهوا، لكنهم لم يعتبروا، لكنهم لم يعيروا اهتمامًا ألم يقل الله: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}…
- ثم إن الهداية هنا ليست هداية أخروية إلى الجنة وفقط، بل هداية شاملة عامة لكل أمور الدنيا والآخرة: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، إنها هداية في حياتكم، هداية في مستقبلكم، هداية في طريقكم، هداية في سياستكم، واقتصادكم، ومالكم، وأسركم، وثقافتكم، وعلمكم، واجتماعكم، وفي كل شيء من شؤون حياتكم، فإنه عليه الصلاة والسلام باتباعكم له هداية، باتباعه إنقاذ للبشرية….
- وصدق ذلك الكافر الباحث المتحري وهو برنارد شو إذ قال على أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يسميه محمد على: "أن محمدًا لو بُعث للبشرية اليوم لانتهت مشاكلهم وهو يحتسي كأس شاهي"، نعم في لحظات يسيرة لو عاد ﷺ للبشرية العمياء الظلماء البكماء التي تعاني ما تعاني من ضلال مبين فإنها تعود للنور المبين به ﷺ: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}..
- بل إذا كان الله تبارك وتعالى يحدث أهل الكتاب واعظًا، ويحثهم آمرًا لاتباع الرسول النبي الأمي ﷺ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل فكيف بنا :﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، وانطر: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}…
- نعم إنه فلاح في الدنيا وفلاح في الآخرة، ووالله الذي لا إله إلا هو لو أن إنسانا ملك الدنيا بما فيها وهو لم يتبع هذا الفلاح فهو منتكس مرتكس لاسعادة له، ولا ملك له، ولن يجد متعة وطعما للحياة وما ملك منها… وإنما هو وهمي وضلال مبين… واقرأوا إن شئتم قصص هؤلاء الذين عادوا والذين رجعوا إلى الأصل الأصيل بعد أن ملكوا من الدنيا ما ملكوا ووصلوا إلى ما وصلوا فلما نطقوا بلا إله إلا الله قال قائلهم أي سحر تضعونه في هذه الكلمة، أي سحر تضعونه في كلمة لا إله إلا الله، والله لقد دخلت كل الديانات لأبحث عن سعادتي الروحية الحقة حتى إني دخلت إلى دين المجوسية والبوذية ومع هذا لم أجد فيها وما وجدت في كلمة لا إله إلا الله… وما وجدت سعادة أعظم من سعادتي بنطق لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ.
- وقال قائلهم أيضاً رجل آخر والله إن أمي وأبي الذين ماتوا على هذا الشرك والضلال المبين سيسألونكم يوم القيامة أيها المسلمون لم لم تبينوا لهم الإسلام، ولم تفهموهم هذا الطريق وهذه الكلمة لا إله إلا الله… وأمثالهم كثير وكثير تربعوا على عروش الدنيا وأموالها ثم أسلموا، أو كانوا أحبارا ورهبانا وزعماء دينيين في أديانهم فعادوا لدين الحق دين الإسلام فوجودوا السعادة والفلاح والنور… واقرأوا مثلا كتاب هذا هو القرآن العظيم..
-ألا أيها الناس إنما السعادة الحقيقية هي باتباع رسول البشرية عليه الصلاة والسلام: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ …
- واليوم لا أتحدث عن كيف كان العرب قبل الإسلام؛ فقد تحدثت عنه كثيرا، وفصلت فيه طويلا، بل في سلسلة متكاملة، سواء عن أيام العرب في الجاهلية، أو عن أيامهم بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل أ يؤمنوا به، إلا أني أتحدث عن حقه عليه الصلاة والسلام علينا، عن هذه المنة الربانية التي من بها علينا، عن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهداية: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، عن الفلاح: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}… عن الرحمة: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، الصراط المستقيم: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، بل عن من بسبب نبتعد كليًا عن الفتنة.. {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}، والفتنة هنا عامة فتنة في كل شيء من حياتهم يفتن حتى بماله، يفتن حتى بعلمه، يفتن حتى بأولاده، يفتن حتى بمعلوماته، يفتن حتى بنعم الله عليه، يفتن بكل شيء في حياته فإن الفتنة تلاحقه… سواء من وسائل عصرية، أو من وسائل قديمة… وهو شخص، فكيف بأشخاص، كيف بمجتمع، كيف بدولة، كيف بأمة بكاملها أن تضل عن الصراط المستقيم وعن النور القويم بيد رسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام.…
ألا فالله يقول لنا ذلك {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} فلنحذر هذه الفتنة سواء فتنة دنيوية من حروب وصراعات وفقر وقتال ودمار وخصام وقل ما شئت مما ترون والسبب تخلفنا عن اتباع نبينا ﷺ فأصابتنا فتنة عامة في كل شيء، ثم: {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهذا ما نراه اليوم…
- ثم ألم يقل تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.. فأي شجار حصل بين اثنين أو بين مجتمع أو بين دولة أو بين أحد كان في هذا العالم الإسلامي إن لم يحكّموا النبي عليه الصلاة والسلام فإنهم سيظلون، ويشقون وهذا ما نراه اليوم وها نحن ننتظر للأمم المتحدة وننتظر مبعوثها الدولي وننتظر هذا وذاك، ننتظر الحل من الشرق والغرب، ونضطرب يمنة ويسرة، مرة عند الصين واقتصادها، ومرة عند روسيا وسلاحها، ومرة عند أمريكا بكل شيء لديها…
نضطرب هنا وهناك ولا نجد الحل؛ لأن الحل موجود في كتاب الله لكننا ابتعدنا عنه، أما نبينا ﷺ فلم يتركنا عليه الصلاة والسلام إلا وقد أعطانا الحل وكل الحل، لكن لكن ذلك الحل لم نستخدمه، كما يقولون سلاح بيد عجوز، أو غزالة عند قرد، لا يحسنون استخدام الحل، أو قل أشبه برسالة عظيمة، وكنز عظيم لكنه لم يحفر له، أو رسالة معلقة ينظر إليها لجمالها وزخرفها لكنه لا يأبه بها لاتباعها وفتحها وقراءة ما فيها ليعمل بها… كأن تكون وصية من والد لولده قد ترك ما تركه لكن الولد يحتفظ بها للمتعة والنظر فقط فكذلك هو المنهج الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ونحن هلكنا، ونحن دُمرنا، ونحن فقرنا، ونحن جعنا، ونحن أصبنا بما أصبنا به؛ لأننا لم نتبع ذلك الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ}، وكلمة (مِن شَيْءٍ نكرة) نكرة في سياق عموم أي كل شيء {فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}
- إذن فواجبكم أن تحكموا الكتاب والسنة ونبي الأمة ﷺ، واجبكم أن تعودوا إليه لا لقرارات دولية ولا لمبادرة خليجية ولا لمخرجات حوار وطني كما هي الركائز والثوابت الثلاث للحل الشامل في اليمن أو قل الحل الفاشل الكاذب الزائف الذي يدندنون به من أكثر من عشر سنوات وكله كذب في كذب هلك الناس وماتوا جوعا وفقرا وألما ومرضا وحسرة وهم يكذبون كما يتنفسون أنهم يريدون الحل…
- ولن نجد الحل من الثلاث بل من كتاب الله هو الذي يقود ولا يقاد،هو الذي يعلو ولا يعلى عليه، هو الذي يُتبع ولا يَتبع، هو الذي يكون لكم سعادة وطمأنينة وأعظم فلاح وهداية… واليوم أضعنا شرع الله بكله واتبعنا قوانين الأمم المتحدة والدول الكافرة… ولا يحكمنا ببعض الشرع إلا قانون الأسرة فقط هذه القوانين العربية بدءا من أم القوانين العربية وهو المصري، وانتهاء باليمني وغيره…
- ألم يقل الله في رسول الله قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى بأيام قليلة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فالله يقول إذن: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}، وفوق ذلك: { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...
ماذا أيها الإخوة لو أننا أخذنا بمنهج نبينا شخصيًا كأفراد إن لم تتبعه دولتنا، ونشيعه في أسرنا إن لم يتبعه مجتمعنا، أن نحكّمه لنسعد، لا أننتظر للآخر بل في نفسي أحكّم كتاب الله أحكّم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالتالي سيتلاحق هذا التحكيم في المجتمع والدولة والأمة: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فأيها الإخوة إننا بحاجة ماسة إلى تلمس آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نجعل حياته ﷺ منهج حياتنا، ونور طريقنا، والطريق الأوحد لنا، والهدى والنور الذي دلنا على كل شيء في حياتنا، وإلى أن نعلم سنته وهديه وطريقته، ونتعلمها، ونهتدي بهداه، وليس مجرد اتباع عادي، وانتساب في الخطاب وانتساب بالأسرة وانتساب بالمجتمع وإلا فلا فرق بينه وبينهم لو وجد ذلك المسلم في بلد الغرب، لقالوا هذا مننا وإلينا كله؛ إذ لا صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا شيء من هذا يتبعه من رسول الله إن لم يكن أشد منهم…
- ويقول القبائل أعوذ بالله من البدوي إذا تحضر وكذلك الواحد منا كمسلم إذا ابتعد من الإسلام بأي شيء كان من خروج ولو يسير، ربما يخرج إنسان بنسبة واحد بالمئة هذا الخروج بنسبة واحد بالمئة هو معناه عدم الهداية، هو معناه الضلال؛ إذ أنه بقدر بعد المسلم عن الإسلام يكون اقترابه من الضلال بقدره، هو معناه البعد عن الرحمة، هو معناه القرب الفتنة، هو معناه القرب من العذاب الأليم بقدر بعدك عن رسول الله وعن منهج الله وأحيانا تحل عليك وعلى أسرك وتحل عليك وعلى مجتمعك وتحل عليك وعلى العامة والخاصة معك: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوامِنْكُمْ خَاصَّةً}… تعم الجميع لأنك أنت من أخطأت وخطؤك هذا واحد في المئة، وهذا سيخطئ بنسبة ثلاثة بالمئة وذاك أربعة وهكذا، كل ما ابتعدنا بأخطائنا غوينا وضللنا وعدنا لما كنا عليه قبل أن يأتينا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا حل إلا بالاتباع: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… .
- وتخيلوا إنسانا يحبه الله كيف سيكون أمره، كيف سيكون حاله، كيف سيكون ماله، في سائر شأنه… إنه إنسان يحبه الله… "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولأن سألني لأعطينه، ولأن أستعاذني لأعيذنه"…
- فربه محيط به وفي كل شيء من شؤون حياته لأن الله يحبه يدافع عنه وذلك باتباعه للنبي ﷺ: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}كثر الكذابون، كثر المنتسبون، كثر الداعون، كثر هؤلاء الذين يدعون انتسابهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أشد الناس عداء له حتى في فرائضه وحتى في شرائعه وحتى في أوامره وحتى في نواهيه وحتى في في كل شيء، لكنهم يدعون حبه، ولكنهم يرسمون لأنفسهم ما يرسمون من تمتمات باطلة وأشياء زائفة وهم أبعد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم كن كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله "قد ادعى أناس المحبة فأنزل عليهم آية المحنة" {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… ألا فمن صدق في حبه لرسول الله فهذا هو الميدان هذا هو الميدان {فَاتَّبِعُونِي} إن صدقتم في محبته، وإن زعمتم حبه وتعلقكم به، فهذا هو ميدانكم ميدان العمل أرونا إياه.ك… فإن والله نافقتم وكذبتم وقلتم فعلتم وصنعتم وهرطقتم بسياسات باطلة وبكلمات زائفة وبشعارات مرجفة فهذه بكلها رد عليكم وقد فعلها إبليس من قبلكم وادعى ما ادعى وفعل ما فعل وأقسم بمن أقسم؛ إذ أنه أقسم برب العالمين سبحانه وتعالى ومع هذا كان إبليس أشر خلق الله على الإطلاق...
ألا فأن الواجب علينا بقدر انتسابنا لديننا أن ننتسب أيضًا بأعمالنا باتباعنا لسنة رسول الله… ولمنهج الله…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/17118
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا1/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فما من أحد في هذه الدنيا إلا وله علينا فضل، وله علينا منة، وله علينا حق، ولقد قدم لنا شيئًا في الحياة يستحق منا شكرنا، وثناءنا، وحبنا، ورد الحق له، سواء كان أب أو أم، أو كان أستاذ، أو إنسان عادي، أو طبيب مثلًا أو أي أحد من هذه الدنيا؛ إذ أن البشر يتكاتفون، ويتعاونون، ويكمّل بعضهم بعضًا فما عندي من نقص يكمله غيري كأن لا أحسن الطبخ يوجد طباخ، لا أحسن الطب يوجد طبيب، لا أحسن الحمل يوجد حمال، وهكذا سائر صنوف الحياة… وإن لم يتعاون البشر جميعًر لأجل الجميع فإنهم يتعاونون لأجل مصلحتهم الخاصة مما يرتجونه من الآخر،هكذا البشر يفعلون وخاصة إذا كانت الفطرة تدل على ذلك بدون أن ينتظر مصلحة منك كالوالد والوالدة اللذين لهما الحق وأجل الحق وأكبر الحق، وقل عن غيرهما، وإن كانت الحقوق كثيرة في هذه الدنيا…
- ولكن أقف هذا اليوم عند أجل الحقوق، وأعظم الحقوق، وأرفعها، وأزكاها، وأنقاها على الإطلاق إنه ذلك الذي له علينا أعظم منة، وأجل خدمة، وأهم ما قدم إنسان للبشرية خاصة للمسلمين إنه نبينا ﷺ النبي الأمين ﷺ الذي شعار حياته وشعار مبعثه وشعار رسالتهﷺ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
- نعم كل ما سوى الله فإن رسول الله ﷺ رحمة لهم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، والعالم هو ما سوى الله، سواء من بشر، أو من حجر، أو من دواب وجمادات، أو من جان، أو من إنسان مسلم، أو غير مسلم، فكلهم النبي ﷺ له أعظم وأجل الحق علينا نحن جميعا وخاصة المسلمين.
- ألم يقل الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ} إذن بأعظم منة، وأعظم نعمة، وأجل عطية، وأرفعها على الإطلاق هو أن أرسل ربنا جل وعلا إلينا نبينا ﷺ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
- بمعنى أن ما قبل أن يمن الله علينا برسولنا ﷺ كان الناس في ضلال مبين لولا أن الله تبارك وتعالى أنقذ الناس بهذا النبي الأمين ﷺ، حتى الكافر فإن الله عز وجل قد رفع عنه العقاب الجماعي في الدنيا الذي كان للأمم السابقة كنوح عليه السلام: {لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا]، وقوم هود: ﴿فَلَمّا رَأَوهُ عارِضًا مُستَقبِلَ أَودِيَتِهِم قالوا هذا عارِضٌ مُمطِرُنا بَل هُوَ مَا استَعجَلتُم بِهِ ريحٌ فيها عَذابٌ أَليمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ بِأَمرِ رَبِّها فَأَصبَحوا لا يُرى إِلّا مَساكِنُهُم كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ﴾، وفرعون وقومه: ﴿فَكَذَّبوهُ فَأَنجَيناهُ وَالَّذينَ مَعَهُ فِي الفُلكِ وَأَغرَقنَا الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إِنَّهُم كانوا قَومًا عَمينَ﴾، وقوم لوط: ﴿فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ﴾ وغيرهم كثير…
- وهكذا الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان يصيب العذاب كل من كذب به ولم يؤمن بما جاء به فكل هؤلاء بدءًا من نوح وانتهاء بعيسى عليه السلام ما دام أن قومه لم يؤمنوا به أصابهم الله ما أصابهم، إما عامة للجميع، وإما خاصة لبعضهم دون بعض، إلا نبينا ﷺ فقد رفع الله تعالى العقاب عن الأمة عامة سواء أمة الاستجابة الذين هم المسلمون أو الدعوة الذين هم غير مسلمين هؤلاء جميعًا يشملهم نبينا ﷺ بأنه رحمة بهم وأرسل ﷺ إليهم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وأن الله سبحانه وتعالى من به ﷺ على المؤمنين {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ}…
- نعم أيها المؤمنون إنه أعظم من، وأعظم من له الحق الأعظم علينا إنه النبي ﷺ: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، وانظر إلى صراط مستقيم أي لا اعوجاح فيه لا شرقية ولا غربية، ولا هنا وهناك من أشياء دنيوية بل صراط الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}... فهو ﷺ الهادي للنور القويم، والدال العظيم لصراط الله المستقيم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم…
- ضمن الله جل وعلا هذه الطريق التي يسلكها المسلمون ودلهم عليها النبي الأمين ﷺ بأنها صراط الله، ومن كان في صراط الله فلا خوف عليه، ولا قلق عليه؛ لأنه قد اتبع الصراط الذي يحبه الله، ويجب أن يتبعه، ويرى الدنيا من خلاله، وبه سيسير دنيا وآخرة، وينتظم في الحياة بكلها، وإذا لم يتبع هذا الصراط عاد لما كان عليه قبل مبعث من يهدي إلى الصراط، أو من هو سبب للهداية إلى هذا الصراط العظيم ألا وهو النبي ﷺ: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} أي من قبل مبعثه ﷺ.
- وكلمة: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} عامة بمعنى أن من لم يتبع نبينا ﷺ بعد أن بعثه الله تعالى فإنه يعود للضلال المبين في كل حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والأسرية والنفسية وقل ما شئت من الحياة برمتها، نعم يعود للضلال، للتخبط، للفوضى إذا لم يتبع هذا الصراط، وإذا لم يكن مع رسول الله ﷺ: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَني أَعمى وَقَد كُنتُ بَصيرًا قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى﴾…
- وما نراه اليوم في المسلمين الذين حادوا عن دينهم، وابتعدوا عن منهج نبيهم ﷺ أو في غير المسلمين إنما هو انتكاسة وعودة إلى الضلال المبين، وبقدر عدم اتباعهم يكون ضلالهم، وبقدر عدم اتباعهم لهذا الصراط يكون ضلالهم، وغوايتهم، وانتكاستهم…؛ لأنهم عادوا إلى ما نجاهم الله منه قبل نبينا ﷺ، لكنهم لم ينتبهوا، لكنهم لم يعتبروا، لكنهم لم يعيروا اهتمامًا ألم يقل الله: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}…
- ثم إن الهداية هنا ليست هداية أخروية إلى الجنة وفقط، بل هداية شاملة عامة لكل أمور الدنيا والآخرة: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، إنها هداية في حياتكم، هداية في مستقبلكم، هداية في طريقكم، هداية في سياستكم، واقتصادكم، ومالكم، وأسركم، وثقافتكم، وعلمكم، واجتماعكم، وفي كل شيء من شؤون حياتكم، فإنه عليه الصلاة والسلام باتباعكم له هداية، باتباعه إنقاذ للبشرية….
- وصدق ذلك الكافر الباحث المتحري وهو برنارد شو إذ قال على أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يسميه محمد على: "أن محمدًا لو بُعث للبشرية اليوم لانتهت مشاكلهم وهو يحتسي كأس شاهي"، نعم في لحظات يسيرة لو عاد ﷺ للبشرية العمياء الظلماء البكماء التي تعاني ما تعاني من ضلال مبين فإنها تعود للنور المبين به ﷺ: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}..
- بل إذا كان الله تبارك وتعالى يحدث أهل الكتاب واعظًا، ويحثهم آمرًا لاتباع الرسول النبي الأمي ﷺ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل فكيف بنا :﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، وانطر: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}…
- نعم إنه فلاح في الدنيا وفلاح في الآخرة، ووالله الذي لا إله إلا هو لو أن إنسانا ملك الدنيا بما فيها وهو لم يتبع هذا الفلاح فهو منتكس مرتكس لاسعادة له، ولا ملك له، ولن يجد متعة وطعما للحياة وما ملك منها… وإنما هو وهمي وضلال مبين… واقرأوا إن شئتم قصص هؤلاء الذين عادوا والذين رجعوا إلى الأصل الأصيل بعد أن ملكوا من الدنيا ما ملكوا ووصلوا إلى ما وصلوا فلما نطقوا بلا إله إلا الله قال قائلهم أي سحر تضعونه في هذه الكلمة، أي سحر تضعونه في كلمة لا إله إلا الله، والله لقد دخلت كل الديانات لأبحث عن سعادتي الروحية الحقة حتى إني دخلت إلى دين المجوسية والبوذية ومع هذا لم أجد فيها وما وجدت في كلمة لا إله إلا الله… وما وجدت سعادة أعظم من سعادتي بنطق لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ.
- وقال قائلهم أيضاً رجل آخر والله إن أمي وأبي الذين ماتوا على هذا الشرك والضلال المبين سيسألونكم يوم القيامة أيها المسلمون لم لم تبينوا لهم الإسلام، ولم تفهموهم هذا الطريق وهذه الكلمة لا إله إلا الله… وأمثالهم كثير وكثير تربعوا على عروش الدنيا وأموالها ثم أسلموا، أو كانوا أحبارا ورهبانا وزعماء دينيين في أديانهم فعادوا لدين الحق دين الإسلام فوجودوا السعادة والفلاح والنور… واقرأوا مثلا كتاب هذا هو القرآن العظيم..
-ألا أيها الناس إنما السعادة الحقيقية هي باتباع رسول البشرية عليه الصلاة والسلام: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ …
- واليوم لا أتحدث عن كيف كان العرب قبل الإسلام؛ فقد تحدثت عنه كثيرا، وفصلت فيه طويلا، بل في سلسلة متكاملة، سواء عن أيام العرب في الجاهلية، أو عن أيامهم بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل أ يؤمنوا به، إلا أني أتحدث عن حقه عليه الصلاة والسلام علينا، عن هذه المنة الربانية التي من بها علينا، عن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهداية: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، عن الفلاح: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}… عن الرحمة: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، الصراط المستقيم: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ}، بل عن من بسبب نبتعد كليًا عن الفتنة.. {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}، والفتنة هنا عامة فتنة في كل شيء من حياتهم يفتن حتى بماله، يفتن حتى بعلمه، يفتن حتى بأولاده، يفتن حتى بمعلوماته، يفتن حتى بنعم الله عليه، يفتن بكل شيء في حياته فإن الفتنة تلاحقه… سواء من وسائل عصرية، أو من وسائل قديمة… وهو شخص، فكيف بأشخاص، كيف بمجتمع، كيف بدولة، كيف بأمة بكاملها أن تضل عن الصراط المستقيم وعن النور القويم بيد رسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام.…
ألا فالله يقول لنا ذلك {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} فلنحذر هذه الفتنة سواء فتنة دنيوية من حروب وصراعات وفقر وقتال ودمار وخصام وقل ما شئت مما ترون والسبب تخلفنا عن اتباع نبينا ﷺ فأصابتنا فتنة عامة في كل شيء، ثم: {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وهذا ما نراه اليوم…
- ثم ألم يقل تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.. فأي شجار حصل بين اثنين أو بين مجتمع أو بين دولة أو بين أحد كان في هذا العالم الإسلامي إن لم يحكّموا النبي عليه الصلاة والسلام فإنهم سيظلون، ويشقون وهذا ما نراه اليوم وها نحن ننتظر للأمم المتحدة وننتظر مبعوثها الدولي وننتظر هذا وذاك، ننتظر الحل من الشرق والغرب، ونضطرب يمنة ويسرة، مرة عند الصين واقتصادها، ومرة عند روسيا وسلاحها، ومرة عند أمريكا بكل شيء لديها…
نضطرب هنا وهناك ولا نجد الحل؛ لأن الحل موجود في كتاب الله لكننا ابتعدنا عنه، أما نبينا ﷺ فلم يتركنا عليه الصلاة والسلام إلا وقد أعطانا الحل وكل الحل، لكن لكن ذلك الحل لم نستخدمه، كما يقولون سلاح بيد عجوز، أو غزالة عند قرد، لا يحسنون استخدام الحل، أو قل أشبه برسالة عظيمة، وكنز عظيم لكنه لم يحفر له، أو رسالة معلقة ينظر إليها لجمالها وزخرفها لكنه لا يأبه بها لاتباعها وفتحها وقراءة ما فيها ليعمل بها… كأن تكون وصية من والد لولده قد ترك ما تركه لكن الولد يحتفظ بها للمتعة والنظر فقط فكذلك هو المنهج الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ونحن هلكنا، ونحن دُمرنا، ونحن فقرنا، ونحن جعنا، ونحن أصبنا بما أصبنا به؛ لأننا لم نتبع ذلك الذي تركنا عليه الصلاة والسلام عليه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ}، وكلمة (مِن شَيْءٍ نكرة) نكرة في سياق عموم أي كل شيء {فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}
- إذن فواجبكم أن تحكموا الكتاب والسنة ونبي الأمة ﷺ، واجبكم أن تعودوا إليه لا لقرارات دولية ولا لمبادرة خليجية ولا لمخرجات حوار وطني كما هي الركائز والثوابت الثلاث للحل الشامل في اليمن أو قل الحل الفاشل الكاذب الزائف الذي يدندنون به من أكثر من عشر سنوات وكله كذب في كذب هلك الناس وماتوا جوعا وفقرا وألما ومرضا وحسرة وهم يكذبون كما يتنفسون أنهم يريدون الحل…
- ولن نجد الحل من الثلاث بل من كتاب الله هو الذي يقود ولا يقاد،هو الذي يعلو ولا يعلى عليه، هو الذي يُتبع ولا يَتبع، هو الذي يكون لكم سعادة وطمأنينة وأعظم فلاح وهداية… واليوم أضعنا شرع الله بكله واتبعنا قوانين الأمم المتحدة والدول الكافرة… ولا يحكمنا ببعض الشرع إلا قانون الأسرة فقط هذه القوانين العربية بدءا من أم القوانين العربية وهو المصري، وانتهاء باليمني وغيره…
- ألم يقل الله في رسول الله قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى بأيام قليلة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فالله يقول إذن: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}، وفوق ذلك: { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...
ماذا أيها الإخوة لو أننا أخذنا بمنهج نبينا شخصيًا كأفراد إن لم تتبعه دولتنا، ونشيعه في أسرنا إن لم يتبعه مجتمعنا، أن نحكّمه لنسعد، لا أننتظر للآخر بل في نفسي أحكّم كتاب الله أحكّم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالتالي سيتلاحق هذا التحكيم في المجتمع والدولة والأمة: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فأيها الإخوة إننا بحاجة ماسة إلى تلمس آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نجعل حياته ﷺ منهج حياتنا، ونور طريقنا، والطريق الأوحد لنا، والهدى والنور الذي دلنا على كل شيء في حياتنا، وإلى أن نعلم سنته وهديه وطريقته، ونتعلمها، ونهتدي بهداه، وليس مجرد اتباع عادي، وانتساب في الخطاب وانتساب بالأسرة وانتساب بالمجتمع وإلا فلا فرق بينه وبينهم لو وجد ذلك المسلم في بلد الغرب، لقالوا هذا مننا وإلينا كله؛ إذ لا صلاة ولا صيام ولا عبادة ولا شيء من هذا يتبعه من رسول الله إن لم يكن أشد منهم…
- ويقول القبائل أعوذ بالله من البدوي إذا تحضر وكذلك الواحد منا كمسلم إذا ابتعد من الإسلام بأي شيء كان من خروج ولو يسير، ربما يخرج إنسان بنسبة واحد بالمئة هذا الخروج بنسبة واحد بالمئة هو معناه عدم الهداية، هو معناه الضلال؛ إذ أنه بقدر بعد المسلم عن الإسلام يكون اقترابه من الضلال بقدره، هو معناه البعد عن الرحمة، هو معناه القرب الفتنة، هو معناه القرب من العذاب الأليم بقدر بعدك عن رسول الله وعن منهج الله وأحيانا تحل عليك وعلى أسرك وتحل عليك وعلى مجتمعك وتحل عليك وعلى العامة والخاصة معك: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوامِنْكُمْ خَاصَّةً}… تعم الجميع لأنك أنت من أخطأت وخطؤك هذا واحد في المئة، وهذا سيخطئ بنسبة ثلاثة بالمئة وذاك أربعة وهكذا، كل ما ابتعدنا بأخطائنا غوينا وضللنا وعدنا لما كنا عليه قبل أن يأتينا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا حل إلا بالاتباع: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… .
- وتخيلوا إنسانا يحبه الله كيف سيكون أمره، كيف سيكون حاله، كيف سيكون ماله، في سائر شأنه… إنه إنسان يحبه الله… "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولأن سألني لأعطينه، ولأن أستعاذني لأعيذنه"…
- فربه محيط به وفي كل شيء من شؤون حياته لأن الله يحبه يدافع عنه وذلك باتباعه للنبي ﷺ: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}كثر الكذابون، كثر المنتسبون، كثر الداعون، كثر هؤلاء الذين يدعون انتسابهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أشد الناس عداء له حتى في فرائضه وحتى في شرائعه وحتى في أوامره وحتى في نواهيه وحتى في في كل شيء، لكنهم يدعون حبه، ولكنهم يرسمون لأنفسهم ما يرسمون من تمتمات باطلة وأشياء زائفة وهم أبعد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم كن كما قال ابن تيمية عليه رحمة الله "قد ادعى أناس المحبة فأنزل عليهم آية المحنة" {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}… ألا فمن صدق في حبه لرسول الله فهذا هو الميدان هذا هو الميدان {فَاتَّبِعُونِي} إن صدقتم في محبته، وإن زعمتم حبه وتعلقكم به، فهذا هو ميدانكم ميدان العمل أرونا إياه.ك… فإن والله نافقتم وكذبتم وقلتم فعلتم وصنعتم وهرطقتم بسياسات باطلة وبكلمات زائفة وبشعارات مرجفة فهذه بكلها رد عليكم وقد فعلها إبليس من قبلكم وادعى ما ادعى وفعل ما فعل وأقسم بمن أقسم؛ إذ أنه أقسم برب العالمين سبحانه وتعالى ومع هذا كان إبليس أشر خلق الله على الإطلاق...
ألا فأن الواجب علينا بقدر انتسابنا لديننا أن ننتسب أيضًا بأعمالنا باتباعنا لسنة رسول الله… ولمنهج الله…
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*داء.الأمة.ودواؤها.cc.* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*داء.الأمة.ودواؤها.cc.*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/16992
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا1/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الناظر لأحوال الأمة في هذا البلد، وعلى تراب هذا المصر ليجد المصائب كثيرة، والويلات العظيمة، والفتن النازلة، والمدلهمات المتتالية التي تعصف ببلداننا العربية والإسلامية برمتها لا بلدنا فحسب فنرى بين حين وآخر من كوارث ومدلهمات، ومصائب ونكبات، وإبادات ومجاعات، وفقر، ودمار، وحرب، وسجن، وقتل وإبادات، وهنا وهناك، ولعلك تطلع على هذه وغيرها في أقرب نشرة إخبارية قد لا تتحدث عادة إلا عن الدول العربية والإسلامية خاصة لما فيها ما فيها من هذه الأمور العظيمة الجسيمة والمصائب الخطيرة التي لا تكاد توجد في غيرها للأسف الشديد
- ولعل هنا من الغيورين وعوام الناس حتى وهم كثير يتسائل لماذا إلا عندنا، ولماذا أحيطت إلا بنا، ولماذا لا تعرف إلا إيانا، ولماذا هذه الدماء الزكية لأبناء الإسلام والمسلمين، مع أنها طاهرة عند رب العالمين، بل هي أطهر الدماء وأزكاها وأشرفها لكن نجدها مراقه في كل ساحة، وعلى كل واد، وفي كل بلد، بل هي أتفه الدماء وأرخص الأشياء ولعلها أرخص من الماء!.
فما هو السبب، وما هي العلل، ثم يتساءل أولئك الغيورون هل هذه النكبات وهذه الكوارث وهذه المصائب أسبابها من غيرنا، أم أسبابها منا وفينا، وأسبابها من أبنائنا، أم أسبابنا من أعدائنا، أم أن أسبابها من خارج أوطاننا وفرضت علينا…!.
- هل من أسباب لها حقيقية، هل أسباب هذا التأخر، وهذا التقاعس، وهذا التناحر، وهذا الأمر الذي أصيبت به الأمة، والكابوس الذي حل عليها، وباتت منبوذة حقيرة من غيرها، وأصبحت في مؤخرة القافلة، وأصبحت أمة تافهة وأصبحت حائرة لا تدري أين تتجه… !..
- فهل أسبابها اقتصادية، أم سياسية، أم اجتماعية، أم صناعية، أم تكنولوجية، أم ماذا، أم أن أسبابها هي مخططات الآخرين عليها، والمؤامرات التي تحاك من داخلها وخارجها، والأيادي العابثة التي تديرها، وتفتعل الأزمات والمشاكل التي نراها، أم أن أسبابها هي من أدوات سلطت عليها، أم من عملاء جُعلوا عليها كعبيد لغيرهم، وأسرى بيد سواهم، أم أن أسبابها هي من تأخر أبنائها، وعدم يقظتهم لنهضتها، وعدم للمسؤولية، وأخذهم بزمام المبادرة، وتبلدهم، وضياعهم، وتركهم لدينهم، وعدم تمسكهم بما تمسك به أوائلهم الذين قادوا العالم بأسره، وحكموه من أوله إلى آخره بهذا الدين القويم..
- كل هذه الأسباب يتحدث الناس عنها، ويخبطون هنا وهناك فيها، ولا شك ولا ريب على أن هذه هي أسباب متكاملة ومتعددة تشارك من قريب أو من بعيد فيما نحن فيه، وما صرنا إليه، لكن ليست كل الأسباب، مع أن هذه ما نسميها بأسباب أو أعراض لا المرض الحقيقي الذي أصيبت به الأمة، وأصبحت على ما هي عليه اليوم.
- فهذه الأعراض أيها الإخوة هي من ضمنها وليست هي بذاتها، ولكن السبب الرئيس، والكبير، والطامة العظمى التي حلت بالأمة ولم تتيقظ بعد لإنهائه وللابتعاد عنه هو أولًا منها، هو فيها، وباختصار هو عدم عودتها الحقيقية لربها (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ...)، وهذه الآية الكريمة نزلت بعد غزوة أحد، والمعركة العظيمة التي سقط فيها خيرة الشهداء أمثال مصعب داعية الإسلام الأول وسفيرها المخضرم، وأمثال كثير منهم ما يقرب من سبعين، وقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم الذي جرح جراحات لم يجرحها في معركة لا سابقة ولا لاحقة حتى توفى صلى الله عليه وسلم، والتحق بالرفيق الأعلى، ومع هذا فإن الله قد عزرهم وهم صحابة رسول الله، وأفضل الخلق وأزكاهم وأتقاهم وأنقاهم وأصفاهم بعد أنبياء الله مع أنهم لم يفعلوا إلا ذنبًا واحدًا فتسبب في كارثة عظيمة، وهريمة كبيرة لم يتلقوها من قبل البتة ألا وهو مخالفتهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الجميع من خالف قطعًا ولكنهم قلة قليلة جدًا منهم لا يتجاوزوا الأربعين، وهم الرماة الذين عينهم صلى الله عليه وسلم على جبل الرماة، ومع هذا نزلت الآية، وحلت الهزيمة، وسقط من سقط من الشهداء في هذه المعركة الدامية، فإذا كان هذا الأمر حدث على قوم هم خيار أهل الأرض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله بينهم، ومع هذا نزلت فيهم الآية، فمن باب أولى أن تكون متحققة في غيرهم ممن أصابهم ما أصابهم، وحل عليهم ما حل عليهم، ونزل بهم ما نزل بهم بسبب ذنوبهم وهي لا تعد ولا تحصى وليس ذنبًا واحدًا كما هو ذنب الرماة، وليس من بعض أبناء الأمة كما كان من الرماة فقط، بل هو من خاصتهم وعامتهم إلا ما رحم الله فلذلك أصاب الأمة اليوم ما أصابها: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).
- فلما فقدت الأمة الإيمان فقدت العلو في الأرض، وأصبحت ذليلة، حقيرة، لا وزن لها ولا قيمة عند أمم أهل الأرض: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، إذن لنفهم أن السبب الأول منا وإلينا وفينا وأما الأعراض الأخرى فلا نتعلل بها، فتركنوا عليها ولا تنتشلوا أنفسكم من معارك أنتم تقودونها، وأنتم أيضاً تديرونها، وتتناحرون فيما بينكم البين على أمور تافهة وللعبث والفوضى ونبذ العقل أقرب فالواجب على المسلمين الاستيقاظ حتى لا يستفحل الأمر أكثر وأكثر، وبالتالي كلما تأخر العلاج كلما صعبت معالجته، وكلما تعسر على الأطباء انتشاله، وتقديم خدمة له، بل يؤدي غالبًا إلى وفاته وهو الإستبدال الذي ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، فإما أن نراجع أنفسنا، أو أن يرجعنا ربنا إليه، وأن يستبدل بنا غيرنا، وأن يجعل غيرنا هم خير منا لقيادة هذا الدين، ولعودته كما كان عليه، السابقون ألا فإن الواجب علينا أن نستيقظ، وأن نعود لله ﷻ.
- ألا وإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد دلنا، وحذرنا، وحثنا، وبينا كل شيء لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنا إلا هالك، فقال عليه الصلاة والسلام مصرحًا لا ملمحًا وذاكرًا في نفس الوقت الداء والدواء، المرض والعلاج في حديث واحد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا المرض الذي في الأمة هو مرضنا الآن مرض الكثرة مع قلة المصلحين، ألا وهو الوهن الذي أصاب الأمة: "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، بل أنتم يومئذ كثير لكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"… هذا الحديث هو أكشف حديث في موضوعنا، وأبرز حديث يوضح ويبين الكارثة التي أصبنا بها، والطامة الكبرى التي حلت علينا…
- فنحن كثير جد كثير ونبلغ الآن أكثر من ملياري مسلم فليس من قلة حتى أن غيركم يستضعفوكم لقلة عددكم، ولقلة عدتكم، ولما معكم، لا ليس لذلك وتأمل قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة قلوب أعدائكم منكم"، يعني لا يهابونكم، ولا يخافون من عددكم، ولا من عدتكم، ولا من جيوشكم، ولا من قادتكم، ولا من أحزابكم، ولا أي شيء كان معكم، وتملكونه، وتتحكمون فيه، بل هم يحكمونكم، ويتحكمون فيكم، "أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل"… ويكفي بهذه اللفظة من العار والخزي والذل والهوان أن يقول عليه الصلاة والسلام نحن كغثاء السيل ينتهي (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ...)، كغثاء السيل "ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت" .
- إذن فالسبب هو الوهن الذي أصيبت به الأمة اليوم فجعل الله في قلوبنا هذا الوهن، وجعل في قلوب أعدائنا عدم المهابة منا، فلا خوف من قتل وإبادات وسحب وسجن ونهب وأخذ وبطش واحتقار وقل ما شئت مع أنكم كثير أكثر من ملياري مسلم، ما الذي أغنتهم هذه الكثرة، وما الذي جعل قلة قليلة في غزة العزة تعتز بدينها وبإسلامها وبانتسابها تواجه العالم بأكمله وماذاك إلا لأنها استعزت بالله، وحققت الإيمان به، فخاف منها الشرق والغرب، وحذِروا منها، وخافوا وأعدوا واستعدوا وأرعبتهم جميعا بالرغم لا تملك حتى أقل من 1% مما يملكون، ومع ذلك سقط الغرب والشرق أمامها سقوطا مدويا وذهبت مليارات لهم، وسقطت حكومات عليهم، خوفا من قلة قليلة… ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، فما دام وأنها مستعزة بدينها، وأخذت به كما يجب عليها، فلا خوف لو أجتمع من في الأرض بقوتهم، وبجبروتهم، وبأسلحتهم، وبمدخراتهم، وبسلطاتهم، وبأموالهم بأي شىء يملكونه... فلن يهزموهم…
- فالعدد والعدة مع فقد الإيمان ليس بشيء أبدًا، ومن ملك الإيمان، وعاد للرحمن، وحكّم القرآن كان الأقوى والأعظم وانتصر بإذن الله دوما، فمن استعز بالله، وعرف الله، وتعرف عليه، وخافه وحده أخضع له الدنيا: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ۩﴾؛ لأن هؤلاء الذين أخذوا بالإيمان يعلمون على أن من يملكها هو في السماء لا في الأرض، وإن ملكوا كل شيء، فهو آخذ لها إذا شاء أن يأخذها، ويبطلها إذا شاء أن يبطلها جل وعلا ومهما كانت، وكيف كانت، وبأي مكان كانت، حتى لو ملكوا ما ملكوا فإنهم لا يعجزون الله تبارك وتعالى: ﴿وَلا يَحسَبَنَّ الَّذينَ كَفَروا سَبَقوا إِنَّهُم لا يُعجِزونَ﴾ ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾…
- وبالتالي هؤلاء المؤمنون الذين تعرفوا على الله حق التعرف هم من يصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، فإن أخذنا بالإيمان كنا الأعلى على الأقوام، وعلى الأمم بشكل عام، أما إذا كان الإيمان ثانويًا عندنا سيقذف الله في قلوبنا الوهن الذي وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم، ويجعل عدم المهابة منا في نفوس أعدائنا، وهو الحاصل علينا اليوم، والذي سيحصل علينا مستقبلا إن استمرينا عليه "وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله? قال حب الدنيا وكراهية الموت..." وهو الحاصل لا شك ولا ريب، حب الدنيا وأطماعها وشهواتها وملذاتها على الآخرة وما فيها حتى يفضل الريال والريالات اليسيرة، واللحظة واللحظات القليلة على صلاة، وعلى دين، وعلى حسنات، وعلى جنة، ووالله لو نادى مناد على أن الجنة مضمونة بعمل كذا وكذا لمدة كذا مثلا أن تلزم المسجد لمدة ساعات أو كذا لك.... فلن يتبعه ولا يبالي به…
- وهذا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ينادي ويعرض الجنة بأرخص الأثمان، وبأقل التكاليف مع هذا لا مجيب، مع أن ذلك الذي لا يجيب هو أول من يقرأ تلك الآيات الكريمة والعروض الربانية لكنها كأنها لا تعنيه، ولا يعرفها ولا تعرفه، وتخاطب غيره لا هو، ولا يدخل فيها أصلا، وهذه تنهاه عن أشياء فيه يجدها في كتاب الله وهو يعلمها علم يقين أنها فيه لكنه لا يستجيب، ولا يتغير، بل القلب في واد، ولسانه في واد آخر، الإيمان أبعد إليه من المشرق للمغرب: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾.
- فكيف نريد العزة، وكيف نريد أن نكون الأعلى، ولم نأخذ بزنامها، ولم نكن كما يجب أن نكون، وإنه والله لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، فذلك العربي المسلم الذي كان يخوض الشرق والغرب بعشرات أو بمئات من العدد والعدة وليس له حتى إلا تمرات يسيرة هي عدته القوتية، وليس له إلا سيف وقليل من عدة بسلاح، وإذا به يفتح دولا، ويسقط امبروطوريات عظيمة، ويخوض معارك كبرى انتهت اليوم إلى مسميات تافهة وإلى أشياء لا قيمة لها، إما معروضة على محل تجاري اسمه محل اليرموك، أو بقالة اليرموك، أو قاعة القادسية، وإذا بداخلها الرقص والمهرجانات، أو مدينة الأندلس وإذا بها شاليهات وقل ماشئت من المحرمات…
- يا أسفي الأندلس واليرموك والقادسية أمجاد الإسلام ومعارك الإسلام الضارية إذا هي مسميات فارغة أين العزة، أين المسلمون، أين نحن من الإيمان الذي أخذوا به السابقون، وكيف ارتفعوا وسموا، وكيف أصبحوا يتحدون الشرق والغرب لأنهم أخذوا الإيمان فعلوا واعتزوا وهابهم الآخر لأنهم هابوا الله (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ ). ومن استعز بعزة غير عزة العزيز جل وعلا أهانه الله وأذله (أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا )، وهذه محور القضية استعزينا بغير الله فنادينا اليوم دول الشرق والغرب، وأصبحنا اليوم إذا أصابنا ظلم أو قتل أو دمار ننادي أين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وهم القصعة التي تأكلنا من كل جانب: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، وإن كانت هذه قصعة سياسية اليوم ننادي مجلس الأمن وننادي الأمم المتحدة وننادي الاتحاد الأوروبي وننادي أمريكا ننادي أعداءنا علينا ونستلطف أولئك ليقتلونا ويبيدونا يا للتعاسة والحماقة… أين ذهبت عقولنا، وأين كنا?م، وكيف أصبحنا، أمور مقلقة ومؤرقة ومحيرة للأسف الشديد فليس لنا إلا يقظة وعودة إلى الله تبارك وتعالى لعل الله أن يرحمنا وأن يعيدنا لماضي أسلافنا: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الأمم قد تنهار، وقد تضعف، وتمر عليها مراحل كما تمر على أمتنا، ولكنها لا تستمر في الانهيار، ولكنها تستيقظ سريعا، أين أمة الغرب اليوم التي كانت تتعلم منا، وكانت تأتينا، وكانت ترانا فوق رأسها، وتحترمنا حق احترام، وتجلنا حق إجلال، وتخضع لنا حق خضوع، بل كانت تدفع لنا الجزية وهي ذليلة صاغرة، وكانت ترجع إلينا لحماية أنفسها وديارها وأموالها وكانت وكانت… وحدث ما شئت أن تحدث من ماض أضعناه…
- تخيل أن الغربي العجمي الذي لا يستطيع أن ينطق العربية قبل أن يأتي إلى البلاد العربية والإسلامية لابد أن يتقن اللغة العربية؛ عزة ومهابة، ولا ناطق لها من العرب، ولا يحبون الإنجليزية أصلا، ولا يتحدثون عنها، ولا هم منها وفيها، ولا شيء من ذلك أصلا، وليس كما الآن المثقف هو الذي يتمتم بها… بل يقال إن الحبيب إذا أراد أن يدلع حبيبته وأن يستميل قلبها إليه يقول لها بلكنة عربية يريد أن يتمتم بكلمات عربية لعلها تراه أنه مثقف إني أهبك يعني أحبك يقول لها ذلك وكأنه قد أخذ بلغة شريفة، وبقوم أشراف وعظماء… واليوم الواقع خير شاهد!.
- وهذا الواقع الخير شاهد أيها الإخوة لا يجوز أن يستمر، وجريمة أن يستمر، وكل مسلم بيده واجب من ذلك الواجب، ومتحمل لمسؤولية ولأمانة في عاتقه عند ربه، بأن يعمل على لسترداد مجد أمته، ولنصرة دينه، ولانتشال هذه الأمة المحمدية مما هي فيه إلى أحسن مما هي عليه، وعلى أقل الأحوال إلى أحسن مما هي فيه، أما أن تبقى تستجر الماضي، وتبقى في الحضيض، وترجع إلى الورى ألف وألف مرة، فهذا لا يحل، بل هي كارثة عظيمة، ومصيبة جليلة ربما نصاب بقارعة جميعا من ربنا ولا يستثني منا أحدا.
- فالواجب على أبناء الأمة اليوم صغيرها وكبيرها، وذكرها وأنثاها، وكل واحد من أبنائها واجب عليه أن يقوم بهذه المسؤولية، وهي مسؤولية أن يغير نفسه، وأن يغير أمته، وأن يسعى لسترداد مجده، وأن يسعى لنصرة دينه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، التغيير للنفس بالأخذ بالإيمان {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وأن يكف عن ذم نفسه وغيره وعن معاصيه دون توبة حقيقية وعودة صادقة {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ}، وأن يخاطب نفسه بأنه هو السبب لكن مع صدق التوبة إلى ربه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وأن يجعل نصيبه الأكبر وحظه الأوفر من التوبة والفرار إلى الله تبارك وتعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} .
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/16992
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا1/ربيع الأول/1446هـ ↶ .*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الناظر لأحوال الأمة في هذا البلد، وعلى تراب هذا المصر ليجد المصائب كثيرة، والويلات العظيمة، والفتن النازلة، والمدلهمات المتتالية التي تعصف ببلداننا العربية والإسلامية برمتها لا بلدنا فحسب فنرى بين حين وآخر من كوارث ومدلهمات، ومصائب ونكبات، وإبادات ومجاعات، وفقر، ودمار، وحرب، وسجن، وقتل وإبادات، وهنا وهناك، ولعلك تطلع على هذه وغيرها في أقرب نشرة إخبارية قد لا تتحدث عادة إلا عن الدول العربية والإسلامية خاصة لما فيها ما فيها من هذه الأمور العظيمة الجسيمة والمصائب الخطيرة التي لا تكاد توجد في غيرها للأسف الشديد
- ولعل هنا من الغيورين وعوام الناس حتى وهم كثير يتسائل لماذا إلا عندنا، ولماذا أحيطت إلا بنا، ولماذا لا تعرف إلا إيانا، ولماذا هذه الدماء الزكية لأبناء الإسلام والمسلمين، مع أنها طاهرة عند رب العالمين، بل هي أطهر الدماء وأزكاها وأشرفها لكن نجدها مراقه في كل ساحة، وعلى كل واد، وفي كل بلد، بل هي أتفه الدماء وأرخص الأشياء ولعلها أرخص من الماء!.
فما هو السبب، وما هي العلل، ثم يتساءل أولئك الغيورون هل هذه النكبات وهذه الكوارث وهذه المصائب أسبابها من غيرنا، أم أسبابها منا وفينا، وأسبابها من أبنائنا، أم أسبابنا من أعدائنا، أم أن أسبابها من خارج أوطاننا وفرضت علينا…!.
- هل من أسباب لها حقيقية، هل أسباب هذا التأخر، وهذا التقاعس، وهذا التناحر، وهذا الأمر الذي أصيبت به الأمة، والكابوس الذي حل عليها، وباتت منبوذة حقيرة من غيرها، وأصبحت في مؤخرة القافلة، وأصبحت أمة تافهة وأصبحت حائرة لا تدري أين تتجه… !..
- فهل أسبابها اقتصادية، أم سياسية، أم اجتماعية، أم صناعية، أم تكنولوجية، أم ماذا، أم أن أسبابها هي مخططات الآخرين عليها، والمؤامرات التي تحاك من داخلها وخارجها، والأيادي العابثة التي تديرها، وتفتعل الأزمات والمشاكل التي نراها، أم أن أسبابها هي من أدوات سلطت عليها، أم من عملاء جُعلوا عليها كعبيد لغيرهم، وأسرى بيد سواهم، أم أن أسبابها هي من تأخر أبنائها، وعدم يقظتهم لنهضتها، وعدم للمسؤولية، وأخذهم بزمام المبادرة، وتبلدهم، وضياعهم، وتركهم لدينهم، وعدم تمسكهم بما تمسك به أوائلهم الذين قادوا العالم بأسره، وحكموه من أوله إلى آخره بهذا الدين القويم..
- كل هذه الأسباب يتحدث الناس عنها، ويخبطون هنا وهناك فيها، ولا شك ولا ريب على أن هذه هي أسباب متكاملة ومتعددة تشارك من قريب أو من بعيد فيما نحن فيه، وما صرنا إليه، لكن ليست كل الأسباب، مع أن هذه ما نسميها بأسباب أو أعراض لا المرض الحقيقي الذي أصيبت به الأمة، وأصبحت على ما هي عليه اليوم.
- فهذه الأعراض أيها الإخوة هي من ضمنها وليست هي بذاتها، ولكن السبب الرئيس، والكبير، والطامة العظمى التي حلت بالأمة ولم تتيقظ بعد لإنهائه وللابتعاد عنه هو أولًا منها، هو فيها، وباختصار هو عدم عودتها الحقيقية لربها (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ...)، وهذه الآية الكريمة نزلت بعد غزوة أحد، والمعركة العظيمة التي سقط فيها خيرة الشهداء أمثال مصعب داعية الإسلام الأول وسفيرها المخضرم، وأمثال كثير منهم ما يقرب من سبعين، وقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم الذي جرح جراحات لم يجرحها في معركة لا سابقة ولا لاحقة حتى توفى صلى الله عليه وسلم، والتحق بالرفيق الأعلى، ومع هذا فإن الله قد عزرهم وهم صحابة رسول الله، وأفضل الخلق وأزكاهم وأتقاهم وأنقاهم وأصفاهم بعد أنبياء الله مع أنهم لم يفعلوا إلا ذنبًا واحدًا فتسبب في كارثة عظيمة، وهريمة كبيرة لم يتلقوها من قبل البتة ألا وهو مخالفتهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الجميع من خالف قطعًا ولكنهم قلة قليلة جدًا منهم لا يتجاوزوا الأربعين، وهم الرماة الذين عينهم صلى الله عليه وسلم على جبل الرماة، ومع هذا نزلت الآية، وحلت الهزيمة، وسقط من سقط من الشهداء في هذه المعركة الدامية، فإذا كان هذا الأمر حدث على قوم هم خيار أهل الأرض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله بينهم، ومع هذا نزلت فيهم الآية، فمن باب أولى أن تكون متحققة في غيرهم ممن أصابهم ما أصابهم، وحل عليهم ما حل عليهم، ونزل بهم ما نزل بهم بسبب ذنوبهم وهي لا تعد ولا تحصى وليس ذنبًا واحدًا كما هو ذنب الرماة، وليس من بعض أبناء الأمة كما كان من الرماة فقط، بل هو من خاصتهم وعامتهم إلا ما رحم الله فلذلك أصاب الأمة اليوم ما أصابها: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).
- فلما فقدت الأمة الإيمان فقدت العلو في الأرض، وأصبحت ذليلة، حقيرة، لا وزن لها ولا قيمة عند أمم أهل الأرض: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، إذن لنفهم أن السبب الأول منا وإلينا وفينا وأما الأعراض الأخرى فلا نتعلل بها، فتركنوا عليها ولا تنتشلوا أنفسكم من معارك أنتم تقودونها، وأنتم أيضاً تديرونها، وتتناحرون فيما بينكم البين على أمور تافهة وللعبث والفوضى ونبذ العقل أقرب فالواجب على المسلمين الاستيقاظ حتى لا يستفحل الأمر أكثر وأكثر، وبالتالي كلما تأخر العلاج كلما صعبت معالجته، وكلما تعسر على الأطباء انتشاله، وتقديم خدمة له، بل يؤدي غالبًا إلى وفاته وهو الإستبدال الذي ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، فإما أن نراجع أنفسنا، أو أن يرجعنا ربنا إليه، وأن يستبدل بنا غيرنا، وأن يجعل غيرنا هم خير منا لقيادة هذا الدين، ولعودته كما كان عليه، السابقون ألا فإن الواجب علينا أن نستيقظ، وأن نعود لله ﷻ.
- ألا وإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد دلنا، وحذرنا، وحثنا، وبينا كل شيء لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنا إلا هالك، فقال عليه الصلاة والسلام مصرحًا لا ملمحًا وذاكرًا في نفس الوقت الداء والدواء، المرض والعلاج في حديث واحد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا المرض الذي في الأمة هو مرضنا الآن مرض الكثرة مع قلة المصلحين، ألا وهو الوهن الذي أصاب الأمة: "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "لا، بل أنتم يومئذ كثير لكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"… هذا الحديث هو أكشف حديث في موضوعنا، وأبرز حديث يوضح ويبين الكارثة التي أصبنا بها، والطامة الكبرى التي حلت علينا…
- فنحن كثير جد كثير ونبلغ الآن أكثر من ملياري مسلم فليس من قلة حتى أن غيركم يستضعفوكم لقلة عددكم، ولقلة عدتكم، ولما معكم، لا ليس لذلك وتأمل قول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة قلوب أعدائكم منكم"، يعني لا يهابونكم، ولا يخافون من عددكم، ولا من عدتكم، ولا من جيوشكم، ولا من قادتكم، ولا من أحزابكم، ولا أي شيء كان معكم، وتملكونه، وتتحكمون فيه، بل هم يحكمونكم، ويتحكمون فيكم، "أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل"… ويكفي بهذه اللفظة من العار والخزي والذل والهوان أن يقول عليه الصلاة والسلام نحن كغثاء السيل ينتهي (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ...)، كغثاء السيل "ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت" .
- إذن فالسبب هو الوهن الذي أصيبت به الأمة اليوم فجعل الله في قلوبنا هذا الوهن، وجعل في قلوب أعدائنا عدم المهابة منا، فلا خوف من قتل وإبادات وسحب وسجن ونهب وأخذ وبطش واحتقار وقل ما شئت مع أنكم كثير أكثر من ملياري مسلم، ما الذي أغنتهم هذه الكثرة، وما الذي جعل قلة قليلة في غزة العزة تعتز بدينها وبإسلامها وبانتسابها تواجه العالم بأكمله وماذاك إلا لأنها استعزت بالله، وحققت الإيمان به، فخاف منها الشرق والغرب، وحذِروا منها، وخافوا وأعدوا واستعدوا وأرعبتهم جميعا بالرغم لا تملك حتى أقل من 1% مما يملكون، ومع ذلك سقط الغرب والشرق أمامها سقوطا مدويا وذهبت مليارات لهم، وسقطت حكومات عليهم، خوفا من قلة قليلة… ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، فما دام وأنها مستعزة بدينها، وأخذت به كما يجب عليها، فلا خوف لو أجتمع من في الأرض بقوتهم، وبجبروتهم، وبأسلحتهم، وبمدخراتهم، وبسلطاتهم، وبأموالهم بأي شىء يملكونه... فلن يهزموهم…
- فالعدد والعدة مع فقد الإيمان ليس بشيء أبدًا، ومن ملك الإيمان، وعاد للرحمن، وحكّم القرآن كان الأقوى والأعظم وانتصر بإذن الله دوما، فمن استعز بالله، وعرف الله، وتعرف عليه، وخافه وحده أخضع له الدنيا: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ۩﴾؛ لأن هؤلاء الذين أخذوا بالإيمان يعلمون على أن من يملكها هو في السماء لا في الأرض، وإن ملكوا كل شيء، فهو آخذ لها إذا شاء أن يأخذها، ويبطلها إذا شاء أن يبطلها جل وعلا ومهما كانت، وكيف كانت، وبأي مكان كانت، حتى لو ملكوا ما ملكوا فإنهم لا يعجزون الله تبارك وتعالى: ﴿وَلا يَحسَبَنَّ الَّذينَ كَفَروا سَبَقوا إِنَّهُم لا يُعجِزونَ﴾ ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾…
- وبالتالي هؤلاء المؤمنون الذين تعرفوا على الله حق التعرف هم من يصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، فإن أخذنا بالإيمان كنا الأعلى على الأقوام، وعلى الأمم بشكل عام، أما إذا كان الإيمان ثانويًا عندنا سيقذف الله في قلوبنا الوهن الذي وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم، ويجعل عدم المهابة منا في نفوس أعدائنا، وهو الحاصل علينا اليوم، والذي سيحصل علينا مستقبلا إن استمرينا عليه "وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله? قال حب الدنيا وكراهية الموت..." وهو الحاصل لا شك ولا ريب، حب الدنيا وأطماعها وشهواتها وملذاتها على الآخرة وما فيها حتى يفضل الريال والريالات اليسيرة، واللحظة واللحظات القليلة على صلاة، وعلى دين، وعلى حسنات، وعلى جنة، ووالله لو نادى مناد على أن الجنة مضمونة بعمل كذا وكذا لمدة كذا مثلا أن تلزم المسجد لمدة ساعات أو كذا لك.... فلن يتبعه ولا يبالي به…
- وهذا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ينادي ويعرض الجنة بأرخص الأثمان، وبأقل التكاليف مع هذا لا مجيب، مع أن ذلك الذي لا يجيب هو أول من يقرأ تلك الآيات الكريمة والعروض الربانية لكنها كأنها لا تعنيه، ولا يعرفها ولا تعرفه، وتخاطب غيره لا هو، ولا يدخل فيها أصلا، وهذه تنهاه عن أشياء فيه يجدها في كتاب الله وهو يعلمها علم يقين أنها فيه لكنه لا يستجيب، ولا يتغير، بل القلب في واد، ولسانه في واد آخر، الإيمان أبعد إليه من المشرق للمغرب: ﴿إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهيدٌ﴾.
- فكيف نريد العزة، وكيف نريد أن نكون الأعلى، ولم نأخذ بزنامها، ولم نكن كما يجب أن نكون، وإنه والله لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، فذلك العربي المسلم الذي كان يخوض الشرق والغرب بعشرات أو بمئات من العدد والعدة وليس له حتى إلا تمرات يسيرة هي عدته القوتية، وليس له إلا سيف وقليل من عدة بسلاح، وإذا به يفتح دولا، ويسقط امبروطوريات عظيمة، ويخوض معارك كبرى انتهت اليوم إلى مسميات تافهة وإلى أشياء لا قيمة لها، إما معروضة على محل تجاري اسمه محل اليرموك، أو بقالة اليرموك، أو قاعة القادسية، وإذا بداخلها الرقص والمهرجانات، أو مدينة الأندلس وإذا بها شاليهات وقل ماشئت من المحرمات…
- يا أسفي الأندلس واليرموك والقادسية أمجاد الإسلام ومعارك الإسلام الضارية إذا هي مسميات فارغة أين العزة، أين المسلمون، أين نحن من الإيمان الذي أخذوا به السابقون، وكيف ارتفعوا وسموا، وكيف أصبحوا يتحدون الشرق والغرب لأنهم أخذوا الإيمان فعلوا واعتزوا وهابهم الآخر لأنهم هابوا الله (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ ). ومن استعز بعزة غير عزة العزيز جل وعلا أهانه الله وأذله (أَيَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا )، وهذه محور القضية استعزينا بغير الله فنادينا اليوم دول الشرق والغرب، وأصبحنا اليوم إذا أصابنا ظلم أو قتل أو دمار ننادي أين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وهم القصعة التي تأكلنا من كل جانب: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، وإن كانت هذه قصعة سياسية اليوم ننادي مجلس الأمن وننادي الأمم المتحدة وننادي الاتحاد الأوروبي وننادي أمريكا ننادي أعداءنا علينا ونستلطف أولئك ليقتلونا ويبيدونا يا للتعاسة والحماقة… أين ذهبت عقولنا، وأين كنا?م، وكيف أصبحنا، أمور مقلقة ومؤرقة ومحيرة للأسف الشديد فليس لنا إلا يقظة وعودة إلى الله تبارك وتعالى لعل الله أن يرحمنا وأن يعيدنا لماضي أسلافنا: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾…
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… وبعد:
- فإن الأمم قد تنهار، وقد تضعف، وتمر عليها مراحل كما تمر على أمتنا، ولكنها لا تستمر في الانهيار، ولكنها تستيقظ سريعا، أين أمة الغرب اليوم التي كانت تتعلم منا، وكانت تأتينا، وكانت ترانا فوق رأسها، وتحترمنا حق احترام، وتجلنا حق إجلال، وتخضع لنا حق خضوع، بل كانت تدفع لنا الجزية وهي ذليلة صاغرة، وكانت ترجع إلينا لحماية أنفسها وديارها وأموالها وكانت وكانت… وحدث ما شئت أن تحدث من ماض أضعناه…
- تخيل أن الغربي العجمي الذي لا يستطيع أن ينطق العربية قبل أن يأتي إلى البلاد العربية والإسلامية لابد أن يتقن اللغة العربية؛ عزة ومهابة، ولا ناطق لها من العرب، ولا يحبون الإنجليزية أصلا، ولا يتحدثون عنها، ولا هم منها وفيها، ولا شيء من ذلك أصلا، وليس كما الآن المثقف هو الذي يتمتم بها… بل يقال إن الحبيب إذا أراد أن يدلع حبيبته وأن يستميل قلبها إليه يقول لها بلكنة عربية يريد أن يتمتم بكلمات عربية لعلها تراه أنه مثقف إني أهبك يعني أحبك يقول لها ذلك وكأنه قد أخذ بلغة شريفة، وبقوم أشراف وعظماء… واليوم الواقع خير شاهد!.
- وهذا الواقع الخير شاهد أيها الإخوة لا يجوز أن يستمر، وجريمة أن يستمر، وكل مسلم بيده واجب من ذلك الواجب، ومتحمل لمسؤولية ولأمانة في عاتقه عند ربه، بأن يعمل على لسترداد مجد أمته، ولنصرة دينه، ولانتشال هذه الأمة المحمدية مما هي فيه إلى أحسن مما هي عليه، وعلى أقل الأحوال إلى أحسن مما هي فيه، أما أن تبقى تستجر الماضي، وتبقى في الحضيض، وترجع إلى الورى ألف وألف مرة، فهذا لا يحل، بل هي كارثة عظيمة، ومصيبة جليلة ربما نصاب بقارعة جميعا من ربنا ولا يستثني منا أحدا.
- فالواجب على أبناء الأمة اليوم صغيرها وكبيرها، وذكرها وأنثاها، وكل واحد من أبنائها واجب عليه أن يقوم بهذه المسؤولية، وهي مسؤولية أن يغير نفسه، وأن يغير أمته، وأن يسعى لسترداد مجده، وأن يسعى لنصرة دينه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، التغيير للنفس بالأخذ بالإيمان {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وأن يكف عن ذم نفسه وغيره وعن معاصيه دون توبة حقيقية وعودة صادقة {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ}، وأن يخاطب نفسه بأنه هو السبب لكن مع صدق التوبة إلى ربه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وأن يجعل نصيبه الأكبر وحظه الأوفر من التوبة والفرار إلى الله تبارك وتعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} .
- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
معلومات
✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199
أكمل القراءةالمواد المحفوظة 5
- دين لا تحافظ عليه وقت رخائك لن تعود إليه وقت شدتك، ولن ينفعك وقت ضرك.
- سورة عبس (1)
- النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة
- 🔹- ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ؛ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ، ...
- ❁- النار أقرب إليك من شراك نعلك، والجنة شبه ذلك، فعش بين خوفك ورجائك، وسيحدد دخولك لأحدهما عملك.