*إشارات.عاجلة.في.بداية.شهر.المغفرة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/C0fV7566Nlw?si=upwzqJ1ujQGqup5F
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 5/ رمضان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
ـ ففي أول جمعة من شهر رمضان المبارك، في أول جمعة من هذا الشهر العظيم، في أول جمعة من شهر النفحات، والكرامات، والبركات، في أول جمعة من شهر القرآن، في أول جمعة من شهر الرحمن، في أول جمعة من شهر هو خير الشهور، وأفضل الشهور عند الله عز وجل، في أول جمعة من أعظم وأهم شهر للمغفرة، والباب الأكبر للعبادة والطاعة الذي الله تبارك وتعالى هيأه بكل المهيئات حتى في نفسيات الناس تجد الناس قد تغيروا وتبدلوا وتحولوا وتحسنوا وتغيرت طبائعهم ومشاربهم ومآكلهم وأوقاتهم وكل شيء في الحياة، تراه في ظاهره قد تغير كأن الله يريد أن يهيئ للعبد جو العبادة والطاعة فيتقرب إلى الله تبارك وتعالى ولا يجد شيئًا من الأمور تعيقه سيؤدي به إلى فتور في العبادة والطاعة، لا بل بالعكس فإن هذه الأمور ميسرة حتى إن الناس ليشهدون أن رمضان يأتي برزقه، الرزق في رمضان متوفر والأمور طيبة، مع أن الأشغال شبه متوقفة لكن رمضان يأتي برزقه يأتي الله بما عنده إذا جاء شهر رمضان هذا الشهر ليس أن الله هيأه وفقط بنفوس الناس وطبائع الناس وعبادات الناس وما نرى الناس عليه من إقبال على المساجد، والطاعة، والعبادة، والصيام، وكل المسلمين حتى العصاة وقطاع الصلاة…
- بل نرى أيضاً حتى الشياطين التي ما كان يتوقع في يوم من الأيام أن تحجم وأن تتوقف وأن تدع عدائها وأن تعلن تسليمها وأن تعلن إذعانها إلا في رمضان فتُصفد فيه مردة الشياطين وفي هذا الشهر الكريم بالتحديد، وذلك؛ كي لا يبقى للمسلم أي عذر وعائق أمام تعبده لربه، والتعرف الحق عليه ولو في هذا الشهر المبارك، من أجل ألا يكون هناك فرصة للتمرد، من أجل أن يدينهم الله عز وجل حق الإدانة، فكأنه يقول جل وعلا: ها أنا قد يسرت لكم وسهلت لكم سبل العبادة فلماذا انشغلتم عنها فلماذا ابتعدتم عنها؟ فلماذا أبيتموها؟ فلماذا أضعتم أنفسكم بعيدا عن هذه العبادة والطاعة في شهر العبادة والطاعة… .
ـ أيها الإخوة واجب المسلم أن يتذكر دائمًا وأبدا أن من صحت بدايته صحت نهايته، فإن صحت بداية رمضان لذلك العبد ستصح نهايته، وييسر الله له العبادة فيه، فإذا كانت البداية ليست في البداية جادة وصادقة، وليس بصاحب عزيمة وهمة فلن تكون نهايته إلا أشد؛ لأن فطرة الإنسان على هذا تكون مندفعة للأمور في بدايتها همة ونشاط ثم يأتي الضعف قليلا قليا فإذا كان المسلم في رمضان ضعيفا من اول فماذا عساك تنتظر له في أوسطه ونهايته، خاصة وكل شيء قد هيأه الله له حتى الشياطين صفدها فلماذا لم يستغل ذلك كله لأجل التفرغ لربه جل وعلا.
-أو لم يصلنا حديث نبينا صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد هذا المعنى جيدا والذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرّة /أي اندفاعا وهمة وعزيمة في البداية/ إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة /أي كسل وخمول/ فمن كان فترته إلى سنتي فقد رشد، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)، ألا فاستغلوا همتكم للطاعة في بداية رمضان، وأروا الله من أنفسكم خيرا فيه؛ إذ سيأتي الكسل حتما بعد ذلك، ولهذا ترون المساجد حتى في العشر الأواخر بل الرغم هي أهم من العشر الأواسط والأوائل لكن ترى الأسواق مزدحمة والمساجد أشبه بخاوية، حتى إنك لتجد المسجد الذي كان يصلي فيه خمسة وعشرة صفوف لا تكاد تجد الصف الثاني اكتمل للأسف مع أن فيها ليلة هي(خير من ألف شهر) لكن يأتي الخمول والكسل، ألا فاغتنموا ساعات نشاطكم بطاعة ربكم، وحسن التضرع له جل وعلا كما قال الفاروق رضي الله عنه: (إذا رأيت نفسك مقبلة فالزمها النوافل مع الفرائض، وإذا رأيتها مدبرة فالزمها الفرائض).
#شهر_رمضان_فضائل_وأحكام - فلا يعقل من مسلم أن يجعل بداية رمضان كله للعبه ولهوه وضياعه وكلامه وتفلته فكيف يكون حال لنهاية ستكون أعظم وأشد وأشر مع أن الله عز وجل قد هيأ له في هذا الشهر ما هيأ لكنه وكأنه رفض، وكأنه لم يقبل، وكأنه يقول لرب العالمين سبحانه وتعالى لا أريد منك هذه المكرمات ولا أريد منك هذه النفحات، ولا أريد منك ذلك إنما أريد أن أبقى على ما أنا عليه في لهوي وضياعي وكلامي وأمور حياتي لا أريد أن آتي إليك ولا أريد أن أتقرب يا ربي نحوك...
ـ أيها الإخوة إننا في هذا الشهر الكريم لا زلنا في البداية لا زلنا في في بدايته ومن صحت بدايته كما يقول العلماء صحت نهايته، ومن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، من أحرقت بدايته بهمته وبطاعته وبعزيمته وبكده وجهده وجلده رأيته في آخر عمره مرتاحًا وسعيدا مطمئنا، الرزق يأتيه، والمال يأتيه، والأولاد يأتون له ما يريد والأمور طيبة لديه؛ لأنه قد عاش في بداية حياته إما قضاها في دراسة، أو قضاها في تجارة، أو قضاها في عمل أو في كد ونصب أو في أي شيء من أمور الحياة فتراه ما إن يبدأ في عقد الأربعين والخمسين إلا وقد بدأ يستقيل من أمور الحياة ثم تأتيه راغمة؛ لأنه قد قدم من قبل وفعل ما فعل فمن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ومن أجهد نفسه في البداية طابت له النهاية فإذا أردنا أن تطيب لنا النهاية نهاية رمضان فيجب علينا أن نطيبه بجهودنا في بدايته، أما أننا نترك ذلك ولا نبالي به فسيكون رمضان كغيره من الأشهر ومن الأيام.
-وهي والله خسارة عظمى ومصيبة كبرى أن نسوي رمضان بغيره من أشهر العام، ولياليه بأي ليال في السنة، كيف ربنا يهيأ فيه ما هيأ ثم لا نبالي بذلك ونأبى إلا نسوي رمضان بغيره
- فأيها الإخوة واجب المسلم أن يراعي حرمة هذا الشهر، وأن يعظمه حق تعظيمه، والله يقول في كتابه الكريم {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وإن أعظم الشعائر هي شعيرة رمضان، شعيرة هذا الوقت هذا الزمن شعيرة هذه الفضائل شعيرة هذه المنح التي جعلها الله عز وجل في شهر رمضان فمن لم يعظمها فمن تراه لا يستغلها، ومن لم يعظم هذه الشعائر فهو شقي كل الشقاء وبعيد عن الله كل البعد... وقد غضب الله عليه حق الغضب.
-إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشرنا بشارة عظيمة في هذا الشهر ألا وهي النجاة من (ولله عتقاء من النار يعني في شهر رمضان قال وذلك كل ليلة)، ففي كل ليلة من ليالي رمضان يعتق الله عز وجل عبادا من النار ويعلن ربنا أن فلانا ابن فلان قد نجي من النار فليسائل أحدنا نفسه هل أنا ممن نال هذه المزيه والفضيلة؟ فعاش بقية عمره وإذا هو ناج من النار إنما يعمل أعمالا ليرتقي في درجات الجنان....
-وأيضا يسائل نفسه هل أنا ممن غفر الله لهم في رمضان؛ لأنه جل وعلا يغفر لعباده لصومهم واحتسابهم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)، وأيضا هل أنا ممن غُفر له لقيامي فيه إيمانا واحتسابا: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، فهل أنا ممن غفر الله لهم، أم لا زلت مكبلا في ذنوبي، وبالتالي أجتهد بقية رمضان لعل الله أن يغفر لي.... والشقي كل الشقي ذلك الذي خرج منه بدون عتق من النار ولا مغفرة للذنوب والأوزار...
-ليس يكفي إخواني أن يصوم المسلم... وأن يجوع نفسه مع الناس وأن يفعل ذلك رياء الناس أو أن يعتاده اعتيادا طبيعيا أن يجوع بطنه من وقت إلي وقت ومن ساعة لساعة ومن ساعة لساعة. لا بل إيمانًا واحتسابا إيمانًا بفريضته، إيمانًا بوجوبه، إيمانًا بشرعيته، إيمانًا بأنه ركن من أركان الإسلام، وبالتالي من عرف ركنيته من استشعر فرضيه من احتسب ذلك بكله في ذهنه فإنه سيصوم رمضان إيمانًا به ثم احتسابا للأجر الموجود فيه....
ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال مثلا "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" يوماً في سبيل كأي يوم من أيام العام فكيف إذا كان شهر رمضان إذا كان هذا الشهر الكريم الذي هو فريضة من فرائض الله.
ـ فهل احتسب مسلم أنه بصيامه ليوم واحد من أيام شهر رمضان يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، هل تذكر ذلك المسلم وهو يصوم أن الله عز وجل قد قال "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" هل استشعر ذلك العبد أن الله قد جعل في الصيام ما جعل، وأعد فيه الصيام ما أعد، وهيأ فيه ما هيئ وأثاب فيه ما أثاب مما نعلم ومما لانعلم. وأنا أجزي به فا إيمانًا واحتسابا هنا غفر له ماتقدم من ذنبه، لو افترضنا أن عبدا صام لكن لم يوفق أن يصوم إيمانًا واحتسابا…
ـ فأيها الإخوة هذا الشهر الكريم شهر للقيام، قيام بصلاة، أو قيام بقرآن، أو قيام بذكر، أو قيام بتفكر، أو قيام بدعوة، أو قيام بأي شيء كان كله قيام ما دام كما قال الحسن البصري عليه رحمة الله ما دام في طاعة الله فهو قيام لله، ما دام وأن العبد يطيع الله أي طاعة كانت فهو قيام لله عز وجل، ومنه قيامه بصلاة التراويح التي لا تكلف كثيرا من وقت المسلم، فيضمن بذلك أنه قام تلك الليلة، فقد قال عليه الصلاة والسلام "من صلى مع إمامه مع إمامه حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة"، معناه حتى انقضت صلاة التراويح وليست انتهت بعضها أو انصرف بعض الائمة إن كانوا يتعاقبون ائمة على صلاة التراويح كما هي العادة لا ليس المقصود ذلك بل انتهاء صلاة التراويح مهما تعدد الائمة فالمراد بها صلاة التراويح..
- وهنا تنبيه لمن يخرج قبل أن تنتهي صلاة التراويح وهؤلاء كثير بحجة أن يصلوا الوتر في البيت لكن الحقيقة على أن صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام وتنتهي الصلاة تمامًا فإنه يكتب له قيام ليلة تامة بدلا من أن يتعب نفسه بقيام الليل بكله ربما لا يدرك قيام ليلة؛ لأنه ليس بمضمون أما هذا مضمون لأنه بضمان رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" في أقل من ساعة واحدة يقوم مع إمامه فكتب له قيام ليلة ثم له بعد ذلك أن يصلي ما شاء دون أن يوتر لأنه لا وتران في ليلة كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم فإن كان قد أوتر فيجوز له بإجماع العلماء أن يصلي بعد أن يصلي التراويح ما شاء لكن كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا وتران في ليلة"، فلا يتحجج متحجج بأنه يريد فيمكن له أن يصلي ما شاء بعد التراويح وبعد الوتر ما شاء أو إذا سلم إمامه من الوتر قام لركعة ثانية عشر وبالتالي أوتر الإمام وهو لم يوتر إن أراد وشاء ولابد أن يصلي الوتر في بيته فلا بأس أن يقوم للركعة الثانية عشر فيمكن للمسلم أن ينال هذا القيام بضمان رسول الله…
- ثم يمكن للمسلم أن ينال قيامات متعددة لليلة واحدة فيصلي العشاء جماعة "ومن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل" والحديث في البخاري ومسلم، ثم: "ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله" فبصلاته للفرضين جماعة كأنما قام الليل كله بصلاتين يصليهما جماعة، مع صلاته التراويح مع الإمام حتى ينصرف فهذا أصبح له قيامان قيام مع التراويح وقيام بحضوره لصلاة العشاء في جماعة، ولحضوره لصلاة الفجر في جماعة، فأصبح قيامان ثم قيام ثالث يمكن أن يقومه العبد أن يقوم مصليا أن يقوم مرتلا أن يقوم ذاكرا لله كله قيام ليل يصدق فيه قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"..
ـ وإذا كان رسولنا عليه الصلاة والسلام فما ثبت في الصحاح كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه وهو في غير شهر رمضان قطعا، وقام معه حذيفة ليلة فقرأ البقرة وقرأ النساء وقرأ ال عمران ثم ركع عليه الصلاة والسلام بعد سبعة أجزاء من القراءة، وهذه لا يقرأها أحدنا لا في ليلة ولا ربما في ليلتين لكنه عليه الصلاة والسلام قام بهذا بكله في ركعة واحدة وفي غير رمضان وهذه الليلة شهدها رجل من الصحابة فكيف بليال متعددة كان عليه الصلاة والسلام ربما لا ينامها إلا القليل منها فقط، فإذا كنا لم نستطع هذا في غير رمضان ففي شهر رمضان أغلب الناس يسهرون على ماذا يسهرون؟ يسهرون على ماذا؟ على الضياع وعلى الكلام وعلى التليفونات وعلى أيضاً المسلسلات وعلى التسكعات هنا وهناك…
ـ رمضان إنما هو للقيام إنما هو للعباد إنما هو للطاعة، لم يجعله الله تبارك وتعالى لأنواع الكلام، ولأنواع هذه بكلها لقد صفد من أجل أن يستغل المسلم رمضان في العبادة والطاعة حتى الشياطين وبقي شياطين الإنس أنت وإياهم إما أن تتركهم وإما أن تصاحبهم، إما أن تكون معهم فتستبدل بهم شياطين الجن من شياطين الإنس فيكون هؤلاء رفقائك، وهؤلاء نواب الشيطان عنه عندما صفده رب العالمين سبحانه وتعالى فاحذر أن تتخذ هؤلاء النواب نوابا للشيطان في شهر رمضان…
ـ فإذا كنا قد حرمنا القيام في غير هذا الشهر فلا نحرم إياه في شهر رمضان ولو عندما ينزل ربنا عز وجل عندما يبقى الثلث الأخير من الليل قال صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا حين يبقى الثلث الأخير من الليل" ونعرف الثلث الأخير من الليل بنظرنا لأذان المغرب ولأذان الفجر الثاني فننظر إلى هذا الوقت وإلى هذا الوقت ثم نقسم هذين الوقتين إلى ثلاث أثلاث فإذا افترضنا أن أذان المغرب يتم الساعة السادسة وأذان الفجر يتم الساعة السادسة مثلا فإن الليل بكله هو اثنى عشر ساعة وبالتالي أربع ساعات وأربع ساعات ثم الأربع الساعات الأخيرة هذا هو الثلث الأخير من الليل، ولا شك أن أفضله وأن أعظمه وأن أحسنه وأن أجله هو وقت الأسحار، قبيل الفجر بنحو ساعة، أو بنحو نصف ساعة هذا هو أفضل وقت على الإطلاق، وقت الرحمات، ووقت كان عليه الصلاة والسلام يتفرغ فيه لرب العالمين سبحانه وتعالى حق التفرغ حتى قال أنس رضي الله عنه قال أمرنا أن نستغفر بالسحر مئة مرة. وقال عليه الصلاة والسلام "ما أصبحت غداة القبر إلا واستغفرت الله فيها سبعين مرة" وفي رواية مئة مرة عليه الصلاة والسلام لأن الله يقول في كتابه الكريم {وبالأسحار هم يستغفرون} {والمستغفرين بالأسحار}، {إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} ولما طلب أبناء يعقوب من أبيهم الدعاة قال سوف أستغفر لكم ربي وقالوا أنه أخر إستغفاره لوقت الاستغفار لوقت الأسحار… فأيها الإخوة إن كنا ننام في غير رمضان فهذا الشهر الكريم هو فرصة للقيام، هو فرصة للعبادة وفرصة للاستغفار، وفرصة للمناجاة، فرصة لكل خير… فاستغلوه… أقول قولي هذا وأستغفر الله...
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ـ أيها الإخوة إن العبد المسلم إذا لم يحصل على مغفرة الله له في رمضان لا بقيام "من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ولا بصيام: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، ولا بمجرد دخول الشهر "ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" فهنا يستحق دعوة جبريل عليه السلام، تلك الدعوة المزلزلة العظيمة التي جاء لرسول الله وهو يدعو على ذلك العبد الذي أدرك رمضان دون أن يغفر له، وفوق هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد امن على ذلك الدعاء، فقال عليه الصلاة والسلام وهو يصعد درجات من منبره الثلاث. آمين آمين آمين. فلما قيل له يا رسول الله أمنت على ماذا رسول الله؟ ما رأينا داعيا، ولا سمعنا دعاء، فقال عليه الصلاة والسلام: "جاءني جبريل فقال: رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له، قل آمين يا محمد. فقال عليه الصلاة والسلام فقلت آمين"، فلنحذر هذه الدعوة العظيمة من خير الملائكة، والتأمين من خير البشر صلى الله عليه وسلم…
ـ وأخيرا لا بد من التنبيه عليه والإشارة إليه في بداية هذا الشهر الكريم إنه حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو حديث البراءة من أعظم وأخطر وأشدّ وأشق ما يمكن أن يتصور براءة من النار وبراءة من النفاق بشرط أن يدرك العبد المسلم تكبيرة الإحرام لأربعين يوما في الصلوات الخمس جماعة قال عليه الصلاة والسلام "من أدرك تكبيرة مع الإمام مع الجماعة الأولى تكبيرة الإحرام أربعين يوما كُتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق" ومعنى إدراك تكبيرة الإحرام ما إن ينتهي الإمام منها حتى يبدأ بها المأموم…
صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
مساعدة
الإبلاغ عن المادة
تعديل تدوينة
*إشارات.عاجلة.في.بداية.شهر.المغفرة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد ...
*إشارات.عاجلة.في.بداية.شهر.المغفرة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇 ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇 ...المزيد
*ماذا.قبل.رمضان.وفريضة.العبادات.الأولى.بشكل.عام.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...
*ماذا.قبل.رمضان.وفريضة.العبادات.الأولى.بشكل.عام.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/13714
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 27/ شعبان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن مهمة المسلم الأولى والكبرى مهمة عظيمة وجليلة؛ لأنها تنطلق من القلب، وإليه تعود، هي مهمة قلبية بالأساس قبل أن تكون مهمة بدنية، مهمة شريفة؛ لأنها تنطلق من القلب وهو مكان شريف إنه محل نظر الله جل وعلا، هذه المهمة الكبرى التي يجب على المسلم أن يصحح طريقها، وأن يلتزم بها، وأن يراجع نفسه بين حين وآخر لأجلها خاصة ونحن في شهر عظيم، وبداية رمضان شهر الرحمن وشهر القرآن نريد أن نتبه لقلوبنا لتصح بذلك أعمالنا؛ فالأمر بالغ الأهمية فإما أن تكون عبادة مقبولة وإما أن تكون مردودة، إما أن تُتقبل أو لا تُتقبل، إما أن تكون صالحة أو تكون طالحة، إما أن تكون عبادة صحيحة وفق ما يريد الله أو على غير ما يريد الله وبالتالي فمردودة عليه؛ لأنها ما أتت من القلب، ولم تنبعث من ذات إيمانية صحيحة بل فيها غش كبير وفيها ضوضاء كثيرة غطت على جانب الصلاح؛ لأن القلب لم يتحرك لها ولهذا تجدون أن المنافق مثلاً ربما يصلي ويصوم ويلتزم ويتعبد ويفعل ما يفعل المؤمن بل ربما أكثر منه لكن عمله مردود عليه، لكن صالحاته وطاعاته ليست بشيء عند ربه، لكنها مردود عليه مع أنه أكثر الأعمال لأنها لم تنبعث من القلب…
- ولذا قد تجد أكثر الناس وأرفع الناس منزلة عند الناس تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحدث أنهم أول من تسعر بهم النار أي توقد النار بهم كما يوقد مثلاً أولا بالبترول لتشتعل، يوقَد عليهم كاول أناس يدخلونها مع أنهم قمة في العبادة والطاعة في المجتمع بأكمله ألا وهو عالم وفي رواية قارئ للقرآن، هؤلاء هم رأس المجتمع وأساسه وهم الدينامو المحرك من جهة الإيمان للوعظ والإرشاد والتبصير والقدوة الصالحة للخلق والتعبد بما يرضي الرب لكن تجد أن هؤلاء انتكسوا من جهة القلب فكانوا أول من تسعر بهم النار عالم ومتصدق ومجاهد، ثلاثة لديهم أعمال كبيرة وعظيمة وخدمة للمجتمع جليلة وهي أحب الأعمال إلى الله عز وجل فيما بين العبد وبين الخلق هي المعاملات ما أحب الأعمال الى الله قيل لرسول الله؟ قال: "سرور تدخله على مسلم ترفع عنه هما أو تفرج عنه كربا"، وهكذا قال عليه الصلاة والسلام ولذا أجمع العلماء على أن العبادات المتعدية للغير أفضل وأعظم من العبادات القاصرة على النفس فلو أن إنسانًا خرج ليتصدق على فلان من الناس بمبلغ وإنسان آخر مكث للتعبد في مسجده أو لقراءة القرآن او للصلاة ولم يساعد الناس فإن عبادة ذلك الذي خرج إلى الناس أفضل وأعظم ممن تعبد كثيراً لأنها أعمال متعدية وهؤلاء الثلاثة قد حققوها لكن النتيجة فاسدة بسبب سوء ما في قلوبهم.
-ألا فإن لم تكن الأعمال خالصة لوجه الله لا رياء الناس، إن لم تكن هذه الأعمال هي أعمال لله لا لغيره أيًا كان فلا خير فيها، ولا جدوى منها، وهي مهلكة لا منجية، فإن لم تكن لله وفي الله ومن الله وبالله فهي مردودة على صاحبها ايًا كانت سواء عبادة علم، أو عبادة صدقة، أو عبادة جهاد، أو أي فعل وأي طاعة بين العبد وبين ربه وبين العبد وبين الخلق إن لم تكن لله فهي مردودة مهما كانت، ألا فلنحذر أيها الإخوة كل الحذر ونراجع قلوبنا قبل أن ننطلق لأي عمل، ولنهتم بما في نفوسنا قبل الشروع في أي أمر، ومنه رمضان الذي هو شهر العمل وكل العمل، وشهر العبادة والقربة من الله جل وعلا فلنسأل قلوبنا قبل أن نتوجه لأي عمل نود عمله بيننا وبين ربنا.
وحتى يتبين لكم الفرق بين صاحب عمل صالح كثير دائم عظيم جليل القدر لكن لم ينفعه؛ لأنه لم يتجه فيه بقلبه لربه كما سبق في أول من تسعر بهم النار، فهذه امرأة في الجانب المقابل نجد أن تلك المرأة البغي بين قوسين (الزانية من بني إسرائيل) والحديث في البخاري ومسلم ثم سقت كلبًا فقط مع إجرامها مع عظيم ذنوبها مع كبائرها مع إصرارها على معصيتها لكنها فقط مرة سقت كلبًا فأدخلها الله الجنة بسقيها لكلب في مكان يحتاج كلب إلى ذلك وهو كلب ليس بإنسان، وفوق هذا فإن هذه المرأة لم تجد ما تسقيه بما عظُم حتى تدخل الجنة بل بحذائها، لكن لما كان العمل لله فخرج من القلب لرب العالمين في مكان خال، في مكان منفرد، في مكان لا يراها احد فيه، وفي مكان لا تنتظر مكافأة من الكلب أصلاً لأنها خدمته وتركته، وليس إنسانا حتى تنتظر منه الجزاء، وكذلك ذلك الرجل الذي أزال غصن شوك من طريق المسلمين والحديث عند مسلم فأدخله الله الجنة وغفر له بمجرد أنه عمل صالحًا يسيرا لم يكلفه وقته وعمره كالعالم، ولا حياته كالمجاهد، ولا ماله كالمتصدق من أولئك الذين تسعر بهم النار….
-فالعبرة بصدق القلب وإخلاصه لله لا بكثرة العمل فتنبهوا له يا رعاكم الله في بداية رمضان بل بداية كل عمل صالح، فإن كان لله تقدمت وإن كان لغيره تأخرت ولا خير فيه… وهذا واجب المسلم أيها الفضلاء قبل ان يتحرك لأي عمل كان أن يراجع قبله قبل ذلك لينتفع بالعمل، ليجد ثمرته في الحياة وبعد الممات، وإلا فهو مردود عليه مهما بلغ حجمه ومهما بلغ جهد ذلك الشخص فيه فهو مردود عليه…
- إن ذنوب القلب كما قال الإمام الغزالي عليه رحمة الله في إحيائه هي إن كانت ذنوب البدن من الصغائر وقد ترتقي إلى الكبائر ويختلف من ذنب وآخر إلا ذنوب القلب فإنها بكلها من الكبائر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، انظروا: إنها مثقال ذرة نعم مثقال ذرة لكنه من عمل الكبر فلما كان من عمل القلب دخل النار مع قلة سيئته في نظر الخلق…
- ماذا قال الله في سورة الشعراء وهو يقص علينا تلك القصة المختصرة للحياة وأعمالها في آيتين ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾ بقلب صالح، بقلب منقى، بقلب مصفى، بقلب خالص لله عز وجل، ولقد مثل الإمام ابن القيم عليه رحمة الله الرجل الذي يعمل الخير لكن عمله لله كمثل الذي يحمل الرمل يتعبه ولا ينفعه يعني يحمل ترابًا من مكان إلى آخر ويتنقل به من بلد لبلد، بينما التراب في كل مكان لماذا تتعب نفسك فقط يتعبد نفسه بدون فائدة فكذلك الذي لا يخلص في أعماله…
- والحديث حول هذا طويل وكبير ولكنها مقدمة ضرورية بل واجبة وهي فريضة يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا قبل أن ننطلق لأعمالنا، وأن يكون العمل لله هو الدافع لنا، وأن يكون السر وراء كل عمل صالح نسعى إليه هو لله وفي الله لا لشيء سواه، ولا نراقب غيره، ولا نرجو سواه، ونفتش في قلوبنا جيدا عن مدى إخلاصنا فإن كان لله تقدمنا وإلا فلا نتعب أنفسنا، وبالتالي سينفعنا القليل من العمل؛ إذ ليست العبرة بكميتها، وعددها، وصورها، وكثرتها، بل بإخلاصك فيها، وحسن التعبد لله بها، ولهذا قال ابن عطاء الله السكندري: "ما قل عمل برز من قلب زاهد، ولا كثُر عمل برز من قلب راغب"، فليست العبرة بقلة العمل ما دام صح قصد العامل وتوجهه لله قبل عمله، وراجع نيته دوما قبل وبعد وأثناء عمله أيضا.
- وإن خير نموذج حي لما قلت سابقًا، بل ما دفعني للحديث حول هذا هو شهر رمضان شهر العبادة، والطاعة، وقوة الصلة بالله، وكثرة العبادة له، ذلك الشهر الذي يتفق المسلمون على صومه حتى إنك لتجد أفجر الناس، وأشد الناس ذنبًا، وأعظمهم معصية ومع أنه لا يصلي لكن يصوم رمضان، بل أبعد من ذلك لو أنه ضمئ جداً، وجاع جداً، فدخل في مكان مظلم جداً، فإنه لن يشرب أبدًا، ولن يأكل مطلقًا ومهما كان جوعه وظمؤه…عظيم وجميل ورائع لكن هذا الصيام هل نفعه بعد رمضان هل ترك جرائمه، ورد مظالم الناس عنده، هل استمر في صلاته؟ هل استمر في أعماله وصالحاته؟ هل صام الاثنين والخميس مثلا؟ هل تعبد لله بعبادات دائمة بعد رمضان ربما الى خمسة سبعة ثمانية شوال وانتهى، أي أعماله لم تقبل، ولم ترفع لله أصلا، ولم ينصرها عز وجل: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾…
- فيا أيها الإخوة نحتاج إلى مراجعة ضرورية قبل أن نشرع في عبادة جليلة اختصها الله لنفسه: "كل عمل آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به"، وليس معنى ذلك على أن الصيام لا أجر له، وإنما لفضل ولعظمة الصيام لم يحدد الله للصائم أجراً معينا بل يريد أن يكافئه في الآخرة بما لا يتوقعه، لا يوجد صنم ولا بشر ولا حي ولا ميت ولا أحد يتعبد له بعبادة الصيام الا الله فمع انهم يتعبدونه بهذه العبادة الجليلة، لكن السؤال الدائم والأبدي الذي سيظل يراود اذهاننا يكون في خلجاتنا قبل وبعد العمل واثناء العمل هل هذه الطاعات ومن ضمنها الصلوات ومن ضمنها الصيام ومن ضمنها الأعمال هل رأى العبد منها ثمرة، هل رأى ذلك العبد منها نتيجة، هل غيرت حياته وواقعه كما كانت ولا تزال عند غيره، الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم للرجل ذلك الذي شُكي إلى النبي منه أنه يصلي حتى أنه يصلي بالليل لكنه إذا أصبح فقال رسول الله: "أما إنها ستنهاه صلاته"، فما لبثوا إلا أيامًا ومدة حتى جاءوا لرسول الله فقالوا يا رسول الله لقد نهته صلاته، لم يعد يسرق لقد دخل الإيمان في قلبه بفعل صلاته فنفعته؛ لأنه تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ﴾…
- فهل وجدنا نتيجة لعبادتنا في كفنا عن الشر والمنكرات والمعاصي عموما، وحتى في الجانب الدنيوي من إزالة للغموم والمشاكل والهموم والصراعات، أعني الصراعات عامة الفردية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والأخلاقيه، والعلمية، وفي كل شيء، والله يقول: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ صلِّ فقط مع قليل من بذل سبب والرزق سيأتيك، الرزق سيأتي مضمون من الله بل في الآية التي نحفظها جميعًا إن لم تكن الأولى في أذهان ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾ الله هو الرزاق أي أنا أرزقكم إن أديتم العبادة… أقول قولي هذا واستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- ربنا في كتابه الكريم يقول صراحة: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾ فالأمر واضح ليس التغيير يأتي من الحجار والتراب مثلاً ولا يأتي من شهائد وخبرات وإلى آخره… ولا من علم أو ثقافة أو حفظ أو كياسة أو فطنة أو نباهة أو أي شيء لا يأتي من ذلك إنما يأتي من النفس {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فالنفس هي محطة التغيير لا للشخص بل للعالم كله إذا قرر مجتمع ما أن وغيروا تغيرت الحياة في وجوههم حتى الأشخاص إذا قرر أن يغير من برنامجه من خطته من وقته من عمله من صالحاته حتى من تجارته من دنياه ايًا كانت فإنه لا شك ولا ريب سيرى التغيير حتمًا ويرى النتائج فعلاً وواقعًا عملي فالتغيير يأتي من النفس وتيجدون في كتاب الله عز وجل قول الله وفي سورة الأنفال {إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم﴾ فقط المطلوب منك أن تحسن ما في قلبك إذا أردت الخير من ربك كيف تريد خيرا من الله وانت لم تجزم من قلبك الخير، كيف تريد أن تصلح في رمضان وأن تتعرف على الله في رمضان وأن تتعبد له لكن القلب ليس حاضراً لذلك، وليس مستعداً لهذا، حتى وإن تعبد فهي فقط حركات بالجسد أو حركات باللسان لكن هل تأثر لا ما تأثر لأنها ما أتت من القلب { إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم﴾ فواجبنا أن نصلح أنفسنا إذا أردنا إصلاح الحياة حولنا الحياة الشخصية أو الحياة المجتمعية او للعالم كله، لابد من التغيير ولابد أيًضا من المراجعة ولابد قبل الانطلاق لأي عمل صالح كواجب إن أردنا الخير وإن أردنا الأجر وإن أردنا أن تنفعنا هذه العبادة فلنراجع انفسنا واخلاصنا وقلوبنا قبل أن ننطلق، فإن كانت لله تقدمنا وإن كانت لغير الله فلا نتعب أنفسنا، هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:* https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/13714
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 27/ شعبان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن مهمة المسلم الأولى والكبرى مهمة عظيمة وجليلة؛ لأنها تنطلق من القلب، وإليه تعود، هي مهمة قلبية بالأساس قبل أن تكون مهمة بدنية، مهمة شريفة؛ لأنها تنطلق من القلب وهو مكان شريف إنه محل نظر الله جل وعلا، هذه المهمة الكبرى التي يجب على المسلم أن يصحح طريقها، وأن يلتزم بها، وأن يراجع نفسه بين حين وآخر لأجلها خاصة ونحن في شهر عظيم، وبداية رمضان شهر الرحمن وشهر القرآن نريد أن نتبه لقلوبنا لتصح بذلك أعمالنا؛ فالأمر بالغ الأهمية فإما أن تكون عبادة مقبولة وإما أن تكون مردودة، إما أن تُتقبل أو لا تُتقبل، إما أن تكون صالحة أو تكون طالحة، إما أن تكون عبادة صحيحة وفق ما يريد الله أو على غير ما يريد الله وبالتالي فمردودة عليه؛ لأنها ما أتت من القلب، ولم تنبعث من ذات إيمانية صحيحة بل فيها غش كبير وفيها ضوضاء كثيرة غطت على جانب الصلاح؛ لأن القلب لم يتحرك لها ولهذا تجدون أن المنافق مثلاً ربما يصلي ويصوم ويلتزم ويتعبد ويفعل ما يفعل المؤمن بل ربما أكثر منه لكن عمله مردود عليه، لكن صالحاته وطاعاته ليست بشيء عند ربه، لكنها مردود عليه مع أنه أكثر الأعمال لأنها لم تنبعث من القلب…
- ولذا قد تجد أكثر الناس وأرفع الناس منزلة عند الناس تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحدث أنهم أول من تسعر بهم النار أي توقد النار بهم كما يوقد مثلاً أولا بالبترول لتشتعل، يوقَد عليهم كاول أناس يدخلونها مع أنهم قمة في العبادة والطاعة في المجتمع بأكمله ألا وهو عالم وفي رواية قارئ للقرآن، هؤلاء هم رأس المجتمع وأساسه وهم الدينامو المحرك من جهة الإيمان للوعظ والإرشاد والتبصير والقدوة الصالحة للخلق والتعبد بما يرضي الرب لكن تجد أن هؤلاء انتكسوا من جهة القلب فكانوا أول من تسعر بهم النار عالم ومتصدق ومجاهد، ثلاثة لديهم أعمال كبيرة وعظيمة وخدمة للمجتمع جليلة وهي أحب الأعمال إلى الله عز وجل فيما بين العبد وبين الخلق هي المعاملات ما أحب الأعمال الى الله قيل لرسول الله؟ قال: "سرور تدخله على مسلم ترفع عنه هما أو تفرج عنه كربا"، وهكذا قال عليه الصلاة والسلام ولذا أجمع العلماء على أن العبادات المتعدية للغير أفضل وأعظم من العبادات القاصرة على النفس فلو أن إنسانًا خرج ليتصدق على فلان من الناس بمبلغ وإنسان آخر مكث للتعبد في مسجده أو لقراءة القرآن او للصلاة ولم يساعد الناس فإن عبادة ذلك الذي خرج إلى الناس أفضل وأعظم ممن تعبد كثيراً لأنها أعمال متعدية وهؤلاء الثلاثة قد حققوها لكن النتيجة فاسدة بسبب سوء ما في قلوبهم.
-ألا فإن لم تكن الأعمال خالصة لوجه الله لا رياء الناس، إن لم تكن هذه الأعمال هي أعمال لله لا لغيره أيًا كان فلا خير فيها، ولا جدوى منها، وهي مهلكة لا منجية، فإن لم تكن لله وفي الله ومن الله وبالله فهي مردودة على صاحبها ايًا كانت سواء عبادة علم، أو عبادة صدقة، أو عبادة جهاد، أو أي فعل وأي طاعة بين العبد وبين ربه وبين العبد وبين الخلق إن لم تكن لله فهي مردودة مهما كانت، ألا فلنحذر أيها الإخوة كل الحذر ونراجع قلوبنا قبل أن ننطلق لأي عمل، ولنهتم بما في نفوسنا قبل الشروع في أي أمر، ومنه رمضان الذي هو شهر العمل وكل العمل، وشهر العبادة والقربة من الله جل وعلا فلنسأل قلوبنا قبل أن نتوجه لأي عمل نود عمله بيننا وبين ربنا.
وحتى يتبين لكم الفرق بين صاحب عمل صالح كثير دائم عظيم جليل القدر لكن لم ينفعه؛ لأنه لم يتجه فيه بقلبه لربه كما سبق في أول من تسعر بهم النار، فهذه امرأة في الجانب المقابل نجد أن تلك المرأة البغي بين قوسين (الزانية من بني إسرائيل) والحديث في البخاري ومسلم ثم سقت كلبًا فقط مع إجرامها مع عظيم ذنوبها مع كبائرها مع إصرارها على معصيتها لكنها فقط مرة سقت كلبًا فأدخلها الله الجنة بسقيها لكلب في مكان يحتاج كلب إلى ذلك وهو كلب ليس بإنسان، وفوق هذا فإن هذه المرأة لم تجد ما تسقيه بما عظُم حتى تدخل الجنة بل بحذائها، لكن لما كان العمل لله فخرج من القلب لرب العالمين في مكان خال، في مكان منفرد، في مكان لا يراها احد فيه، وفي مكان لا تنتظر مكافأة من الكلب أصلاً لأنها خدمته وتركته، وليس إنسانا حتى تنتظر منه الجزاء، وكذلك ذلك الرجل الذي أزال غصن شوك من طريق المسلمين والحديث عند مسلم فأدخله الله الجنة وغفر له بمجرد أنه عمل صالحًا يسيرا لم يكلفه وقته وعمره كالعالم، ولا حياته كالمجاهد، ولا ماله كالمتصدق من أولئك الذين تسعر بهم النار….
-فالعبرة بصدق القلب وإخلاصه لله لا بكثرة العمل فتنبهوا له يا رعاكم الله في بداية رمضان بل بداية كل عمل صالح، فإن كان لله تقدمت وإن كان لغيره تأخرت ولا خير فيه… وهذا واجب المسلم أيها الفضلاء قبل ان يتحرك لأي عمل كان أن يراجع قبله قبل ذلك لينتفع بالعمل، ليجد ثمرته في الحياة وبعد الممات، وإلا فهو مردود عليه مهما بلغ حجمه ومهما بلغ جهد ذلك الشخص فيه فهو مردود عليه…
- إن ذنوب القلب كما قال الإمام الغزالي عليه رحمة الله في إحيائه هي إن كانت ذنوب البدن من الصغائر وقد ترتقي إلى الكبائر ويختلف من ذنب وآخر إلا ذنوب القلب فإنها بكلها من الكبائر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، انظروا: إنها مثقال ذرة نعم مثقال ذرة لكنه من عمل الكبر فلما كان من عمل القلب دخل النار مع قلة سيئته في نظر الخلق…
- ماذا قال الله في سورة الشعراء وهو يقص علينا تلك القصة المختصرة للحياة وأعمالها في آيتين ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾ بقلب صالح، بقلب منقى، بقلب مصفى، بقلب خالص لله عز وجل، ولقد مثل الإمام ابن القيم عليه رحمة الله الرجل الذي يعمل الخير لكن عمله لله كمثل الذي يحمل الرمل يتعبه ولا ينفعه يعني يحمل ترابًا من مكان إلى آخر ويتنقل به من بلد لبلد، بينما التراب في كل مكان لماذا تتعب نفسك فقط يتعبد نفسه بدون فائدة فكذلك الذي لا يخلص في أعماله…
- والحديث حول هذا طويل وكبير ولكنها مقدمة ضرورية بل واجبة وهي فريضة يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا قبل أن ننطلق لأعمالنا، وأن يكون العمل لله هو الدافع لنا، وأن يكون السر وراء كل عمل صالح نسعى إليه هو لله وفي الله لا لشيء سواه، ولا نراقب غيره، ولا نرجو سواه، ونفتش في قلوبنا جيدا عن مدى إخلاصنا فإن كان لله تقدمنا وإلا فلا نتعب أنفسنا، وبالتالي سينفعنا القليل من العمل؛ إذ ليست العبرة بكميتها، وعددها، وصورها، وكثرتها، بل بإخلاصك فيها، وحسن التعبد لله بها، ولهذا قال ابن عطاء الله السكندري: "ما قل عمل برز من قلب زاهد، ولا كثُر عمل برز من قلب راغب"، فليست العبرة بقلة العمل ما دام صح قصد العامل وتوجهه لله قبل عمله، وراجع نيته دوما قبل وبعد وأثناء عمله أيضا.
- وإن خير نموذج حي لما قلت سابقًا، بل ما دفعني للحديث حول هذا هو شهر رمضان شهر العبادة، والطاعة، وقوة الصلة بالله، وكثرة العبادة له، ذلك الشهر الذي يتفق المسلمون على صومه حتى إنك لتجد أفجر الناس، وأشد الناس ذنبًا، وأعظمهم معصية ومع أنه لا يصلي لكن يصوم رمضان، بل أبعد من ذلك لو أنه ضمئ جداً، وجاع جداً، فدخل في مكان مظلم جداً، فإنه لن يشرب أبدًا، ولن يأكل مطلقًا ومهما كان جوعه وظمؤه…عظيم وجميل ورائع لكن هذا الصيام هل نفعه بعد رمضان هل ترك جرائمه، ورد مظالم الناس عنده، هل استمر في صلاته؟ هل استمر في أعماله وصالحاته؟ هل صام الاثنين والخميس مثلا؟ هل تعبد لله بعبادات دائمة بعد رمضان ربما الى خمسة سبعة ثمانية شوال وانتهى، أي أعماله لم تقبل، ولم ترفع لله أصلا، ولم ينصرها عز وجل: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾…
- فيا أيها الإخوة نحتاج إلى مراجعة ضرورية قبل أن نشرع في عبادة جليلة اختصها الله لنفسه: "كل عمل آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به"، وليس معنى ذلك على أن الصيام لا أجر له، وإنما لفضل ولعظمة الصيام لم يحدد الله للصائم أجراً معينا بل يريد أن يكافئه في الآخرة بما لا يتوقعه، لا يوجد صنم ولا بشر ولا حي ولا ميت ولا أحد يتعبد له بعبادة الصيام الا الله فمع انهم يتعبدونه بهذه العبادة الجليلة، لكن السؤال الدائم والأبدي الذي سيظل يراود اذهاننا يكون في خلجاتنا قبل وبعد العمل واثناء العمل هل هذه الطاعات ومن ضمنها الصلوات ومن ضمنها الصيام ومن ضمنها الأعمال هل رأى العبد منها ثمرة، هل رأى ذلك العبد منها نتيجة، هل غيرت حياته وواقعه كما كانت ولا تزال عند غيره، الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم للرجل ذلك الذي شُكي إلى النبي منه أنه يصلي حتى أنه يصلي بالليل لكنه إذا أصبح فقال رسول الله: "أما إنها ستنهاه صلاته"، فما لبثوا إلا أيامًا ومدة حتى جاءوا لرسول الله فقالوا يا رسول الله لقد نهته صلاته، لم يعد يسرق لقد دخل الإيمان في قلبه بفعل صلاته فنفعته؛ لأنه تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ﴾…
- فهل وجدنا نتيجة لعبادتنا في كفنا عن الشر والمنكرات والمعاصي عموما، وحتى في الجانب الدنيوي من إزالة للغموم والمشاكل والهموم والصراعات، أعني الصراعات عامة الفردية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والأخلاقيه، والعلمية، وفي كل شيء، والله يقول: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى﴾ صلِّ فقط مع قليل من بذل سبب والرزق سيأتيك، الرزق سيأتي مضمون من الله بل في الآية التي نحفظها جميعًا إن لم تكن الأولى في أذهان ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ ما أُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ وَما أُريدُ أَن يُطعِمونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتينُ﴾ الله هو الرزاق أي أنا أرزقكم إن أديتم العبادة… أقول قولي هذا واستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- ربنا في كتابه الكريم يقول صراحة: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...﴾ فالأمر واضح ليس التغيير يأتي من الحجار والتراب مثلاً ولا يأتي من شهائد وخبرات وإلى آخره… ولا من علم أو ثقافة أو حفظ أو كياسة أو فطنة أو نباهة أو أي شيء لا يأتي من ذلك إنما يأتي من النفس {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ فالنفس هي محطة التغيير لا للشخص بل للعالم كله إذا قرر مجتمع ما أن وغيروا تغيرت الحياة في وجوههم حتى الأشخاص إذا قرر أن يغير من برنامجه من خطته من وقته من عمله من صالحاته حتى من تجارته من دنياه ايًا كانت فإنه لا شك ولا ريب سيرى التغيير حتمًا ويرى النتائج فعلاً وواقعًا عملي فالتغيير يأتي من النفس وتيجدون في كتاب الله عز وجل قول الله وفي سورة الأنفال {إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم﴾ فقط المطلوب منك أن تحسن ما في قلبك إذا أردت الخير من ربك كيف تريد خيرا من الله وانت لم تجزم من قلبك الخير، كيف تريد أن تصلح في رمضان وأن تتعرف على الله في رمضان وأن تتعبد له لكن القلب ليس حاضراً لذلك، وليس مستعداً لهذا، حتى وإن تعبد فهي فقط حركات بالجسد أو حركات باللسان لكن هل تأثر لا ما تأثر لأنها ما أتت من القلب { إِن يَعلَمِ اللَّهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم﴾ فواجبنا أن نصلح أنفسنا إذا أردنا إصلاح الحياة حولنا الحياة الشخصية أو الحياة المجتمعية او للعالم كله، لابد من التغيير ولابد أيًضا من المراجعة ولابد قبل الانطلاق لأي عمل صالح كواجب إن أردنا الخير وإن أردنا الأجر وإن أردنا أن تنفعنا هذه العبادة فلنراجع انفسنا واخلاصنا وقلوبنا قبل أن ننطلق، فإن كانت لله تقدمنا وإن كانت لغير الله فلا نتعب أنفسنا، هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:* https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*إغاثة.أهل.غزة.فريضة.على.الأمة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*إغاثة.أهل.غزة.فريضة.على.الأمة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fLuIm0ibO8Y?si=QvAdznASgXHFfVc9
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 20/ شعبان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه ما من دين، ولا من قانون، ولا من دستور، ولا من بشر، ولا من نظام، ولا من تشريع أبدًا في تاريخ الدنيا كلها أعظم من تشريع إسلامنا الذي الذي لأجل الفقراء قاتل أولئك الذين يمنعونهم حقهم، ويرفضون أن يعطوهم ما وجب عليهم، بل سماهم الصحابة رضوان الله عليهم في اسم مشهور جداً بأنهم أهل الردة، أو حروب الردة، أو بين قوسين (مانعي الزكاة) أي من منعوا الزكاة، من منعوا الفقراء حقهم، من رفضوا ان يعطوا الدولة الإسلامية ما وجب عليهم من زكاة أموالهم، من قالوا انما نعطي لرسول الله وقد مات رسول الله فليس علينا من زكاة، ولا من صدقة، ولا شيء، فقط يمكن أن نصلي، يمكن أن نصوم، يمكن أن نحج، يمكن أن ننطق الشهادتين، أما أن ندفع الزكاة أو سموها هم الجزية كذبًا وزورًا ورب الكعبة لن ندفعها أبداً، ثم احتموا بجهلائهم وسفهائهم أمثال مسيلمة الكذاب، وطليحة الأسدي، والأسود العنسي، بل حتى سجاح، فاحتموا بهم من أجل أن يمنعوهم مما سموه بطش الإسلام بأموالهم..
- وما علم هؤلاء المرتدون، وكل البشر أجمعين على أن أموالهم تلك، وأموال الدنيا كلها ليست بشيء، ولا تساوي شيئًا أمام جوع فقير واحد، بل قال علماؤنا وفقهاؤنا وأئمتنا وديننا قبل ذلك بأنه يجوز للضيف إذا نزل على قرية من القرى، وركزوا معي إذا نزل على قرية من القرى، قرية وليست مدينة؛ لأن المدينة يوجد فيها مطاعم فقالوا أيما رجل نزل على قرية من القرى فلم يعطوه ضيافته مما يستحق من أكل وشرب فيجوز له أن يقاتلهم حتى يعطوه، ويجوز له أن أن ينتهب أموالهم، ويجوز أن يسرق منهم، يجوز أن يختلس منهم يجوز أن يفعل بهم ما يشاء حتى يأخذ منهم ما وجب عليهم… وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أيما أهل عرصة باتوا وفيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى"، وفي حديث آخر: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجنبه وهو يعلم"... فهو نفي للإيمان، وتبرئة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فماذا بعدهما… ونحن نرى في غزة العزة ما نرى، ونسمع ما نسمع، والأموات بالعشرات بسبب الجوع، والفقر والعوز مع أن أكثر من 70% من احتياطي النفط في العالم هو عربي عربي عربي أصيل معتق… أين أكثر من ملياري مسلم، أين دينهم، أين إسلامهم، أين دماؤهم، أين عروبتهم، أين نخوتهم، أين رجولتهم، يا للعار يا للعار.. لا بالعكس لا قد سارعت حكومات دول الردة المعاصرة ودول العمالة من الدول العربية لدعم اليهود ضد المسلمين، وبالمال والسلاح، والغذاء والدواء، حتى ورب الكعبة أنشأوا جسرا بريا يمد تل أبيب بكل أنواع الأغذية والمعلبات والخضار والفواكه، وعقدوا معها صفقات بمئات المليارات وفي وقت غزة تباد على أيديهم، وتشهد أعظم مجزرة شهدها التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية…
- بل أوقف الفاروق رضي الله عنه أو ما نقول عنه بأنه علق حد السرقة في عام الرمادة في السنة الثامنة عشر للهجرة النبوية لأجل الجائحة الكبيرة التي نزلت على المدينة ومن حولها حتى استغاث عمر رضي الله عنه في المناطق والبلدان فاستغاثهم فلبوا طلبه، وسدوا حوائج المسلمين في لحظة، ومن شدة ذلك الفقر الذي نزل بالمسلمين فإن عمر لم يفطن أن ينادي الأمراء إلا بعد فترة نبهوه الناس: أين أمراء المسلمين يا أمير المؤمنين؟ ابعث إليهم ليغيثوا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، المدينة تموت جوعًا المدينة يموت أطفالها، المدينة تموت نساؤها من الجوع، المدينة تقرقر بطون كبرائها واغنيائها السابقين من الجوع، يا أمير المؤمنين استغث بأمرائك فما إن وصلت رسائله إليهم حتى أغاثوهم قال: عمرو بن العاص رضي الله عنه: (لأبعثن يا أمير المؤمنين قافلة أولها عندك وآخرها عندي لا يحتاجون لأحد بعدي)، وهكذا أبو عبيدة بن الجراح في الشام، وهكذا يزيد ابن أبي سفيان في العراق، وهكذا أمراء أهل الإسلام في كل بلد أغاةوهم من توهم؛ لأنهم يعلمون الحكم الشرعي في التفريط والخذلان، وإن لم يفعلوا فإنهم قتلتهم، إن ماتوا وجاعوا وبادوا دون أن يحركوا ساكنًا فكان منهم النخوة وكانت منهم وحق الإسلام قبل ذلك حق الإسلام قبل هذا وذاك اغاثوا بعد أن استُغيثوا، ولبوا بعد أن طُلبوا، واستفزعوهم ففزعوا…
- أما اليوم فحدث ولا حرج، لا مغيث ولن ولم يبقى من يستغيث؛ لأنهم يعلمون أن من يستغاث به عاجز كالمرأة العجوز الشمطاء التي لا ترفع ولا تخفض، ولا تحرك ساكنًا ولا تحرك أرنبة أنفها حتى، وليست شيئًا يعتد بها أصلا، ولو صدقت وكانت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتباعه لما تركوا أبناء الإسلام، والذين يدافعون عن حرمات الإسلام، ويقدمون كل شيء رخيصة لأجل النيابة عن المسلمين في حماية ثغرهم ثم يكون جزاؤهم أن يتركوهم يموتون جوعًا وقتلاً ودماراً وإبادة… بل قتلوهم حتى على الغذاء، وحتى وهم يشربون الماء، ويدلون بالدلال، ويسقطون في الشوارع جوعًا، وعطشا، ولا يوجد من يغيث، ولا يوجد من يقول ها أنا ذا مسلم أعتز بديني وإسلامي ورجولتي وعروبتي وأسعى لإنقاذهم، وتقديم يد العون لهم، وإغاثتهم… لكن ظهر كفر الغنى في أمتنا كفر البطش والعناد كفر ذلك العناد الفاجر الماكر الذي يرى ويسمع على مرأى ومسمع من العالم بأكمله وأهل غزة كل صباح ومساء ويتساقطون في الطرقات من شدة الجوع بل في الشمال منذ أكثر من أربعة أشهر لم يدخلهم شيء أبدا ولا حتى ماء فضلاً عن غذاء يموتون من أجل لقمة العيش وهم يدافعون عن الأمة وعن كرامة الأمة، وعن مجد الامة، وعن مقدسات الأمة، وعن عورة الأمة التي فُضحت، ومع هذا الأمة باعتهم الأمة وحكامها الأنجاس بأبخس الأثمان، وتركت هؤلاء لكلاب الأرض وأنجاسها وأقدارها وأبناء القردة والخنازير وعباد الكلاب والأنجاس والخنازير تركوهم يعيثون فيهم فسادا بل يدعمونهم سرا وجهرا، والأشد من ذلك أنهم ربطوا جسرا بريا يدخل لكعبتهم المشرفة تل أبيب كل يوم كل ما تحتاج إليه من غذاء ودواء ومتطلبات الحياة جميعا وتركوا أبناء غزة يموتون جوعا فهل بعد هذا الكفر من كفر، وهذه الردة عن الأمة من ردة…
ولو كان سهمًا واحدًا لاتقيته
ولكنه سهم وثان وثالث…
- ولا والله الذي رفع السماء لو تحركت الشعوب ما كان هذا أبداً ولكن لما خافوا لما أذعنوا، ولما سكتوا كان ما كان وسيكون ما يكون، وسترون ذلك حتما… وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل عميل وخائن وماكر ومتخاذل…
- إن أعداء الأمة اليوم يطبقون ما تعلمناه في صغرنا أُكلت يوم أكل الثور الابيض، ثم التهمهﷺ ثم الأحمر والأسود وانتهت معه الأثوار كلها في قبضة واحد كافر يهودي عربي استفردوا بالأمة، وقطعوا مفاصل الأمة، وانهوا الأمة، واشتروا حكامها بأبخس ثمن، وجعلوهم عبيدا لهم، وركعوهم، وأخضعوهم وبالتالي سلبوا خيرات الأمة لصالح عدوها، ومنعوهم من إغاثة أبناء جلدتهم بل لا إنما تآمروا عليهم وصرحوا سرا وجهرا بإنهاء المقاومة، بل صنفوهم في قوائم إرهابهم الشيطانية الفاجرة، بينما تخيل أفجر وأكفر أمم الأرض لا تعتبرهم إلا مقاومة باسلة… فيا لله العجب كيف أصبح حكامنا لعوبة بأيدي أعدائنا، ودمية تحرك حيث شاؤوا، وتنام بل تموت متى أرادوا…
- لقد أصبحت أمتنا بسببهم أشلاء لا تتحرك ولا ولا تفهم، ولا تعي شيئاً مما يجري، مخدرة عن كل اعضائها حتى عن الشيء الذي فيها لا تقاوم لا تتحرك مخذولة جبانة، تخلت عن تكريم الله لها خير أمة فكانت على ما ترونها اليوم ذلة ومسكنة التي هي مضروبة على اليهود لا على أمتنا يا سادة: ﴿ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا...}…
- لقد تخلينا عن شرط ربنا في خيريته لنا: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾، ثم قال بعدها وفي آيات تلتها: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذًى وَإِن يُقاتِلوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمَّ لا يُنصَرونَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبلٍ مِنَ النّاسِ وَباءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُم كانوا يَكفُرونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقتُلونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ﴾ وكأن الحكمة من ذكر أهل الكتاب مباشرة بعد خيريتنا خصوصا اليهود أي إن لم تأتوا بالشروط لخيريتكم فأنتم وهم سواء بلا خيرية بل بذلة ومهانة ومسكنة… فأدوا شرط الله في الخيرية تعود لكم خيريتكم كما كانت لأوائلكم… ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾…
- لكننا للأسف تخلينا عن ديننا وعن قيمنا وعن أخلاق وحتى عن عروبتنا ونخوتهم وعن ما يجب علينا نحو كل عربي ومسلم ولو استمسكنا بما أمر الله لما كنا كما ترون يا عباد الله: {وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ ﴿وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وفيكم رسوله بكتابه، بشرعه، بسنته، بقيمه، بأخلاقه، بسيرته، بطريقته، بمنهجه، ومع هذا تخلينا عن هذا فأصبحت الذلة والمسكنة والمهانة عندنا للأسف الشديد، الم يقل الله مشترطًا في كتابه ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ هل الإيمان الذي شرطه الله لينتزع عنا الذل ونصبح الأعلى متحقق فينا لا وألف لا بل العكس من ذلك تمامًا…
- أيها الإخوة المأساه دامية، والمصيبة على إخواننا في غزة فظيعة إنها لتجوع الحرة، وتموت الطفلة، وعشرات بل مئات في كل يوم يشيعون وينتهون حتى لا إلى قبور ولا والله لقد شاهدنا بأم أعيننا جثثًا تأكلها الكلاب من إخواننا امعقول هذا في بلد الإسلام؟ عار على هذه الأمة أن نرى هذه المناظر ثم لا تتحرك، عار على أمة الإسلام أن تنادي طفلة غزاوية شريفة عفيفة عزيزة هي بنت لنا جميعا لكنها تصرخ وتبكي وآلاف أمثالها كذلك هذا بعد إن استشهد كل اسرتها لم تقل شيئًا عنهم وهي تكفكف دمعها بل بكتب وغارت أعينها وسالت أدمعها على خديها: لقد اشتقت للخبز الأبيض، ما رأيت الخبز منذ اربعة اشهر… هكذا والذي رفع السماء ولعلكم شاهدتم وتشاهدون هذه الفظائع وأعظم منها وأشد وأفجر وأجرم وقبل هذا وما خفي أدهى وأعظم… والأمة في سبات عميق، وموت دفين، وحكامها رهينة بيد أحفاد القردة والخنازير ...إي ورب الكعبة.
- أيها المؤمنون الشرفاء أين جهادكم أين انتفاضتكم أين أنتم من نداء الله لكم: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾، أين أنتم من تحذير الله لكم إن تخاذلتم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾… إلى متى نظل نخضع، ونسكت، ونخاف، ونخنع… ألسنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم… أمة القرآن… أمة هي خير أمة…
- إن لم نتحرك فالانتقام الرباني قادم قادم علينا لا محالة ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ لَو كانَ عَرَضًا قَريبًا وَسَفَرًا قاصِدًا لَاتَّبَعوكَ وَلكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحلِفونَ بِاللَّهِ لَوِ استَطَعنا لَخَرَجنا مَعَكُم يُهلِكونَ أَنفُسَهُم وَاللَّهُ يَعلَمُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾… سينصرهم الله بغيرنا ثم يعاقبنا الله بتخاذلنا ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من أُذل عنده مؤمن وهو قادر على أن ينصره فلم يفعل اذله الله"، وقال: "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلمًا في موطن ينتهك فيه من عرضه، وينتقص فيه من حقه إلا اذله الله"، فماذا ننتظر ماذا، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيما أهل عرصة أهل عرصة باتوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله"، نعم تخلى عنهم الله…
- أيها الإخوة الم نحفظ قول ربنا عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة}، أو ليس في كتاب ربنا مما نقرأ ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ أو لسنا نتلو كتاب الله صباح مساء? اوليست هذه الاية يرددها الصغار والكبار {إنما المؤمنون إخوة}؟ اين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته، ومن مشى في حاجة أخيه خير له من ان يعتكف في مسجدي هذا شهرا"، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما" وقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخو المسلم لا يخذله"، أولم نحفظ قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، اليس هذه والأحاديث والأدلة بينة وظاهرة عندنا، ومع هذا لم تؤثر فينا لأننا ما عملنا بها أصلا…
- ماذا ننتظر وإلى متى أوليس هؤلاء في كل يوم يبيدون إخواننا فوق هذا فإنهم ينشرون ما يفعلون بكاميراتهم بصلفهم وعدوانهم الم تروا البارحة إلى مشاهد الدمار لمئات الشهداء والجرحى وهم يخدعون بمعونات الغذاء واذا هي متفجرات تقتل الابرياء وتبيد خضراء هؤلاء، الم تشاهدا المناظر، الم تصلكم الاخبار لذلك اليهودي الرعديد الجبان الذي يدخل على بنات المسلمين وعلى نساء المسلمين وعلى أطفال المسلمين في غزة العزة ثم يعريهم من ملابسهم ويصور ذلك امام مشهد من الدنيا، الم تشاهدوا تلك المشاهد والمناظر البشعة لقتلهم وفتكهم بهم ثم ينشرون ذلك ليقولوا للمسلمين ها نحن نفعل ما نشاء بكم وملايين الحمير حولنا ولكن لن ولن يفعلوا شيئًا الاف الدبابات وملايين ملايين الصواريخ والطائرات والرصاص والمؤونة والذخيرة وكل أنواع الاسلحة لكنها بيد عدونا لا تستطيع أن تقول شيئا، إنها جنازة وجثة هامدة لا تستطيع أن تتحرك، إنها عضباء بكماء صماء لم ينفعنا ذلك شيئا، لأن الرمز الذي يجب أن ينطق هو بيد عدونا… إن لم تنته مأساة غزة الساعة واللحظة اللحظة فإن الدور قادم على مصر والأردن ولبنان؛ لأن غزة هي اختبار للأمة وأخيرا فإن من كذباتهم الساذجة الملعونة أن مساعدات أردنية وصلت عبر أكبر عملية إسقاط جويا لمساعدات في غزة انظروا إلى الكذب والزيف لكن بعد ساعات يسيرة تدوي الأخبار عفوا لقد عصفت الرياح بهذه المساعدات والإسقاط نحو تل أبيب… ولا والله لم ولن تتجه إلا حيث تريدون لا حيث تريد الرياح التي لا تعصف بقش لكنها العمالة والخيانة والمؤامرة الكبرى… وحسبنا الله ونعم الوكيل
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وحسبنا الله ونعم الوكيل
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة إن هذه المشاهد والكوارث والجرائم والمأسي والمجازر والتي نراها في اخواننا هي ستتكرر ليست على أهل غزة وفقط بل سيدخلون إلى أهلنا في االقدس الذي هي في حماية الدول العربية والتي هي في حماية الأردن حسب معاهدات سلام كما يزعمون، سيدخلون ايضًا إلى رفح التي هي الجزء الأكبر لمصر وسيفعلون أفاعيلهم بل سيفعلون في الضفة التي تنازل ابناء اليهود بين قوسين من المسلمين بمعاهدات ليسلموا اليهود سبعين بالمئة من الضفة الغربية زلحكومة الإسرائيلية العربية اليهودية المسلمة… سيفعلون كل ذلك ولن يوقفهم إلا الزحف الأكبر وإعلان الجهاد العام للأمة، وإعلان التعبئة العامة في كل الميادين والساحات وعلى مختلف وسائل الإعلام ويعلن الاستنفار البري والبحري والجوي لنجدة إخواننا ولو بالتهديد وسترون الكلاب يخرجون من أرض فلسطين أذلة صاغرين.. فمتى ستتحرك وتنهض وتستيقظ الأمة…
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد…
صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fLuIm0ibO8Y?si=QvAdznASgXHFfVc9
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 20/ شعبان /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه ما من دين، ولا من قانون، ولا من دستور، ولا من بشر، ولا من نظام، ولا من تشريع أبدًا في تاريخ الدنيا كلها أعظم من تشريع إسلامنا الذي الذي لأجل الفقراء قاتل أولئك الذين يمنعونهم حقهم، ويرفضون أن يعطوهم ما وجب عليهم، بل سماهم الصحابة رضوان الله عليهم في اسم مشهور جداً بأنهم أهل الردة، أو حروب الردة، أو بين قوسين (مانعي الزكاة) أي من منعوا الزكاة، من منعوا الفقراء حقهم، من رفضوا ان يعطوا الدولة الإسلامية ما وجب عليهم من زكاة أموالهم، من قالوا انما نعطي لرسول الله وقد مات رسول الله فليس علينا من زكاة، ولا من صدقة، ولا شيء، فقط يمكن أن نصلي، يمكن أن نصوم، يمكن أن نحج، يمكن أن ننطق الشهادتين، أما أن ندفع الزكاة أو سموها هم الجزية كذبًا وزورًا ورب الكعبة لن ندفعها أبداً، ثم احتموا بجهلائهم وسفهائهم أمثال مسيلمة الكذاب، وطليحة الأسدي، والأسود العنسي، بل حتى سجاح، فاحتموا بهم من أجل أن يمنعوهم مما سموه بطش الإسلام بأموالهم..
- وما علم هؤلاء المرتدون، وكل البشر أجمعين على أن أموالهم تلك، وأموال الدنيا كلها ليست بشيء، ولا تساوي شيئًا أمام جوع فقير واحد، بل قال علماؤنا وفقهاؤنا وأئمتنا وديننا قبل ذلك بأنه يجوز للضيف إذا نزل على قرية من القرى، وركزوا معي إذا نزل على قرية من القرى، قرية وليست مدينة؛ لأن المدينة يوجد فيها مطاعم فقالوا أيما رجل نزل على قرية من القرى فلم يعطوه ضيافته مما يستحق من أكل وشرب فيجوز له أن يقاتلهم حتى يعطوه، ويجوز له أن أن ينتهب أموالهم، ويجوز أن يسرق منهم، يجوز أن يختلس منهم يجوز أن يفعل بهم ما يشاء حتى يأخذ منهم ما وجب عليهم… وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أيما أهل عرصة باتوا وفيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى"، وفي حديث آخر: "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجنبه وهو يعلم"... فهو نفي للإيمان، وتبرئة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فماذا بعدهما… ونحن نرى في غزة العزة ما نرى، ونسمع ما نسمع، والأموات بالعشرات بسبب الجوع، والفقر والعوز مع أن أكثر من 70% من احتياطي النفط في العالم هو عربي عربي عربي أصيل معتق… أين أكثر من ملياري مسلم، أين دينهم، أين إسلامهم، أين دماؤهم، أين عروبتهم، أين نخوتهم، أين رجولتهم، يا للعار يا للعار.. لا بالعكس لا قد سارعت حكومات دول الردة المعاصرة ودول العمالة من الدول العربية لدعم اليهود ضد المسلمين، وبالمال والسلاح، والغذاء والدواء، حتى ورب الكعبة أنشأوا جسرا بريا يمد تل أبيب بكل أنواع الأغذية والمعلبات والخضار والفواكه، وعقدوا معها صفقات بمئات المليارات وفي وقت غزة تباد على أيديهم، وتشهد أعظم مجزرة شهدها التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية…
- بل أوقف الفاروق رضي الله عنه أو ما نقول عنه بأنه علق حد السرقة في عام الرمادة في السنة الثامنة عشر للهجرة النبوية لأجل الجائحة الكبيرة التي نزلت على المدينة ومن حولها حتى استغاث عمر رضي الله عنه في المناطق والبلدان فاستغاثهم فلبوا طلبه، وسدوا حوائج المسلمين في لحظة، ومن شدة ذلك الفقر الذي نزل بالمسلمين فإن عمر لم يفطن أن ينادي الأمراء إلا بعد فترة نبهوه الناس: أين أمراء المسلمين يا أمير المؤمنين؟ ابعث إليهم ليغيثوا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، المدينة تموت جوعًا المدينة يموت أطفالها، المدينة تموت نساؤها من الجوع، المدينة تقرقر بطون كبرائها واغنيائها السابقين من الجوع، يا أمير المؤمنين استغث بأمرائك فما إن وصلت رسائله إليهم حتى أغاثوهم قال: عمرو بن العاص رضي الله عنه: (لأبعثن يا أمير المؤمنين قافلة أولها عندك وآخرها عندي لا يحتاجون لأحد بعدي)، وهكذا أبو عبيدة بن الجراح في الشام، وهكذا يزيد ابن أبي سفيان في العراق، وهكذا أمراء أهل الإسلام في كل بلد أغاةوهم من توهم؛ لأنهم يعلمون الحكم الشرعي في التفريط والخذلان، وإن لم يفعلوا فإنهم قتلتهم، إن ماتوا وجاعوا وبادوا دون أن يحركوا ساكنًا فكان منهم النخوة وكانت منهم وحق الإسلام قبل ذلك حق الإسلام قبل هذا وذاك اغاثوا بعد أن استُغيثوا، ولبوا بعد أن طُلبوا، واستفزعوهم ففزعوا…
- أما اليوم فحدث ولا حرج، لا مغيث ولن ولم يبقى من يستغيث؛ لأنهم يعلمون أن من يستغاث به عاجز كالمرأة العجوز الشمطاء التي لا ترفع ولا تخفض، ولا تحرك ساكنًا ولا تحرك أرنبة أنفها حتى، وليست شيئًا يعتد بها أصلا، ولو صدقت وكانت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتباعه لما تركوا أبناء الإسلام، والذين يدافعون عن حرمات الإسلام، ويقدمون كل شيء رخيصة لأجل النيابة عن المسلمين في حماية ثغرهم ثم يكون جزاؤهم أن يتركوهم يموتون جوعًا وقتلاً ودماراً وإبادة… بل قتلوهم حتى على الغذاء، وحتى وهم يشربون الماء، ويدلون بالدلال، ويسقطون في الشوارع جوعًا، وعطشا، ولا يوجد من يغيث، ولا يوجد من يقول ها أنا ذا مسلم أعتز بديني وإسلامي ورجولتي وعروبتي وأسعى لإنقاذهم، وتقديم يد العون لهم، وإغاثتهم… لكن ظهر كفر الغنى في أمتنا كفر البطش والعناد كفر ذلك العناد الفاجر الماكر الذي يرى ويسمع على مرأى ومسمع من العالم بأكمله وأهل غزة كل صباح ومساء ويتساقطون في الطرقات من شدة الجوع بل في الشمال منذ أكثر من أربعة أشهر لم يدخلهم شيء أبدا ولا حتى ماء فضلاً عن غذاء يموتون من أجل لقمة العيش وهم يدافعون عن الأمة وعن كرامة الأمة، وعن مجد الامة، وعن مقدسات الأمة، وعن عورة الأمة التي فُضحت، ومع هذا الأمة باعتهم الأمة وحكامها الأنجاس بأبخس الأثمان، وتركت هؤلاء لكلاب الأرض وأنجاسها وأقدارها وأبناء القردة والخنازير وعباد الكلاب والأنجاس والخنازير تركوهم يعيثون فيهم فسادا بل يدعمونهم سرا وجهرا، والأشد من ذلك أنهم ربطوا جسرا بريا يدخل لكعبتهم المشرفة تل أبيب كل يوم كل ما تحتاج إليه من غذاء ودواء ومتطلبات الحياة جميعا وتركوا أبناء غزة يموتون جوعا فهل بعد هذا الكفر من كفر، وهذه الردة عن الأمة من ردة…
ولو كان سهمًا واحدًا لاتقيته
ولكنه سهم وثان وثالث…
- ولا والله الذي رفع السماء لو تحركت الشعوب ما كان هذا أبداً ولكن لما خافوا لما أذعنوا، ولما سكتوا كان ما كان وسيكون ما يكون، وسترون ذلك حتما… وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل عميل وخائن وماكر ومتخاذل…
- إن أعداء الأمة اليوم يطبقون ما تعلمناه في صغرنا أُكلت يوم أكل الثور الابيض، ثم التهمهﷺ ثم الأحمر والأسود وانتهت معه الأثوار كلها في قبضة واحد كافر يهودي عربي استفردوا بالأمة، وقطعوا مفاصل الأمة، وانهوا الأمة، واشتروا حكامها بأبخس ثمن، وجعلوهم عبيدا لهم، وركعوهم، وأخضعوهم وبالتالي سلبوا خيرات الأمة لصالح عدوها، ومنعوهم من إغاثة أبناء جلدتهم بل لا إنما تآمروا عليهم وصرحوا سرا وجهرا بإنهاء المقاومة، بل صنفوهم في قوائم إرهابهم الشيطانية الفاجرة، بينما تخيل أفجر وأكفر أمم الأرض لا تعتبرهم إلا مقاومة باسلة… فيا لله العجب كيف أصبح حكامنا لعوبة بأيدي أعدائنا، ودمية تحرك حيث شاؤوا، وتنام بل تموت متى أرادوا…
- لقد أصبحت أمتنا بسببهم أشلاء لا تتحرك ولا ولا تفهم، ولا تعي شيئاً مما يجري، مخدرة عن كل اعضائها حتى عن الشيء الذي فيها لا تقاوم لا تتحرك مخذولة جبانة، تخلت عن تكريم الله لها خير أمة فكانت على ما ترونها اليوم ذلة ومسكنة التي هي مضروبة على اليهود لا على أمتنا يا سادة: ﴿ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا...}…
- لقد تخلينا عن شرط ربنا في خيريته لنا: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾، ثم قال بعدها وفي آيات تلتها: ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلَو آمَنَ أَهلُ الكِتابِ لَكانَ خَيرًا لَهُم مِنهُمُ المُؤمِنونَ وَأَكثَرُهُمُ الفاسِقونَ لَن يَضُرّوكُم إِلّا أَذًى وَإِن يُقاتِلوكُم يُوَلّوكُمُ الأَدبارَ ثُمَّ لا يُنصَرونَ ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفوا إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبلٍ مِنَ النّاسِ وَباءوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُم كانوا يَكفُرونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقتُلونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ﴾ وكأن الحكمة من ذكر أهل الكتاب مباشرة بعد خيريتنا خصوصا اليهود أي إن لم تأتوا بالشروط لخيريتكم فأنتم وهم سواء بلا خيرية بل بذلة ومهانة ومسكنة… فأدوا شرط الله في الخيرية تعود لكم خيريتكم كما كانت لأوائلكم… ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾…
- لكننا للأسف تخلينا عن ديننا وعن قيمنا وعن أخلاق وحتى عن عروبتنا ونخوتهم وعن ما يجب علينا نحو كل عربي ومسلم ولو استمسكنا بما أمر الله لما كنا كما ترون يا عباد الله: {وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ ﴿وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آياتُ اللَّهِ وَفيكُم رَسولُهُ وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، وفيكم رسوله بكتابه، بشرعه، بسنته، بقيمه، بأخلاقه، بسيرته، بطريقته، بمنهجه، ومع هذا تخلينا عن هذا فأصبحت الذلة والمسكنة والمهانة عندنا للأسف الشديد، الم يقل الله مشترطًا في كتابه ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ هل الإيمان الذي شرطه الله لينتزع عنا الذل ونصبح الأعلى متحقق فينا لا وألف لا بل العكس من ذلك تمامًا…
- أيها الإخوة المأساه دامية، والمصيبة على إخواننا في غزة فظيعة إنها لتجوع الحرة، وتموت الطفلة، وعشرات بل مئات في كل يوم يشيعون وينتهون حتى لا إلى قبور ولا والله لقد شاهدنا بأم أعيننا جثثًا تأكلها الكلاب من إخواننا امعقول هذا في بلد الإسلام؟ عار على هذه الأمة أن نرى هذه المناظر ثم لا تتحرك، عار على أمة الإسلام أن تنادي طفلة غزاوية شريفة عفيفة عزيزة هي بنت لنا جميعا لكنها تصرخ وتبكي وآلاف أمثالها كذلك هذا بعد إن استشهد كل اسرتها لم تقل شيئًا عنهم وهي تكفكف دمعها بل بكتب وغارت أعينها وسالت أدمعها على خديها: لقد اشتقت للخبز الأبيض، ما رأيت الخبز منذ اربعة اشهر… هكذا والذي رفع السماء ولعلكم شاهدتم وتشاهدون هذه الفظائع وأعظم منها وأشد وأفجر وأجرم وقبل هذا وما خفي أدهى وأعظم… والأمة في سبات عميق، وموت دفين، وحكامها رهينة بيد أحفاد القردة والخنازير ...إي ورب الكعبة.
- أيها المؤمنون الشرفاء أين جهادكم أين انتفاضتكم أين أنتم من نداء الله لكم: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾، أين أنتم من تحذير الله لكم إن تخاذلتم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾… إلى متى نظل نخضع، ونسكت، ونخاف، ونخنع… ألسنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم… أمة القرآن… أمة هي خير أمة…
- إن لم نتحرك فالانتقام الرباني قادم قادم علينا لا محالة ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ لَو كانَ عَرَضًا قَريبًا وَسَفَرًا قاصِدًا لَاتَّبَعوكَ وَلكِن بَعُدَت عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحلِفونَ بِاللَّهِ لَوِ استَطَعنا لَخَرَجنا مَعَكُم يُهلِكونَ أَنفُسَهُم وَاللَّهُ يَعلَمُ إِنَّهُم لَكاذِبونَ﴾… سينصرهم الله بغيرنا ثم يعاقبنا الله بتخاذلنا ألم يقل رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من أُذل عنده مؤمن وهو قادر على أن ينصره فلم يفعل اذله الله"، وقال: "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلمًا في موطن ينتهك فيه من عرضه، وينتقص فيه من حقه إلا اذله الله"، فماذا ننتظر ماذا، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيما أهل عرصة أهل عرصة باتوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله"، نعم تخلى عنهم الله…
- أيها الإخوة الم نحفظ قول ربنا عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة}، أو ليس في كتاب ربنا مما نقرأ ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ أو لسنا نتلو كتاب الله صباح مساء? اوليست هذه الاية يرددها الصغار والكبار {إنما المؤمنون إخوة}؟ اين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته، ومن مشى في حاجة أخيه خير له من ان يعتكف في مسجدي هذا شهرا"، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: " انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما" وقول رسولنا عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخو المسلم لا يخذله"، أولم نحفظ قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، اليس هذه والأحاديث والأدلة بينة وظاهرة عندنا، ومع هذا لم تؤثر فينا لأننا ما عملنا بها أصلا…
- ماذا ننتظر وإلى متى أوليس هؤلاء في كل يوم يبيدون إخواننا فوق هذا فإنهم ينشرون ما يفعلون بكاميراتهم بصلفهم وعدوانهم الم تروا البارحة إلى مشاهد الدمار لمئات الشهداء والجرحى وهم يخدعون بمعونات الغذاء واذا هي متفجرات تقتل الابرياء وتبيد خضراء هؤلاء، الم تشاهدا المناظر، الم تصلكم الاخبار لذلك اليهودي الرعديد الجبان الذي يدخل على بنات المسلمين وعلى نساء المسلمين وعلى أطفال المسلمين في غزة العزة ثم يعريهم من ملابسهم ويصور ذلك امام مشهد من الدنيا، الم تشاهدوا تلك المشاهد والمناظر البشعة لقتلهم وفتكهم بهم ثم ينشرون ذلك ليقولوا للمسلمين ها نحن نفعل ما نشاء بكم وملايين الحمير حولنا ولكن لن ولن يفعلوا شيئًا الاف الدبابات وملايين ملايين الصواريخ والطائرات والرصاص والمؤونة والذخيرة وكل أنواع الاسلحة لكنها بيد عدونا لا تستطيع أن تقول شيئا، إنها جنازة وجثة هامدة لا تستطيع أن تتحرك، إنها عضباء بكماء صماء لم ينفعنا ذلك شيئا، لأن الرمز الذي يجب أن ينطق هو بيد عدونا… إن لم تنته مأساة غزة الساعة واللحظة اللحظة فإن الدور قادم على مصر والأردن ولبنان؛ لأن غزة هي اختبار للأمة وأخيرا فإن من كذباتهم الساذجة الملعونة أن مساعدات أردنية وصلت عبر أكبر عملية إسقاط جويا لمساعدات في غزة انظروا إلى الكذب والزيف لكن بعد ساعات يسيرة تدوي الأخبار عفوا لقد عصفت الرياح بهذه المساعدات والإسقاط نحو تل أبيب… ولا والله لم ولن تتجه إلا حيث تريدون لا حيث تريد الرياح التي لا تعصف بقش لكنها العمالة والخيانة والمؤامرة الكبرى… وحسبنا الله ونعم الوكيل
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وحسبنا الله ونعم الوكيل
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة إن هذه المشاهد والكوارث والجرائم والمأسي والمجازر والتي نراها في اخواننا هي ستتكرر ليست على أهل غزة وفقط بل سيدخلون إلى أهلنا في االقدس الذي هي في حماية الدول العربية والتي هي في حماية الأردن حسب معاهدات سلام كما يزعمون، سيدخلون ايضًا إلى رفح التي هي الجزء الأكبر لمصر وسيفعلون أفاعيلهم بل سيفعلون في الضفة التي تنازل ابناء اليهود بين قوسين من المسلمين بمعاهدات ليسلموا اليهود سبعين بالمئة من الضفة الغربية زلحكومة الإسرائيلية العربية اليهودية المسلمة… سيفعلون كل ذلك ولن يوقفهم إلا الزحف الأكبر وإعلان الجهاد العام للأمة، وإعلان التعبئة العامة في كل الميادين والساحات وعلى مختلف وسائل الإعلام ويعلن الاستنفار البري والبحري والجوي لنجدة إخواننا ولو بالتهديد وسترون الكلاب يخرجون من أرض فلسطين أذلة صاغرين.. فمتى ستتحرك وتنهض وتستيقظ الأمة…
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد…
صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*حاجة.المجتمعات.إلى.أنموذج.المؤاخاة.بين.المهاجرين.والأنصار.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
*حاجة.المجتمعات.إلى.أنموذج.المؤاخاة.بين.المهاجرين.والأنصار.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/VLSM5-hsoAQ?si=LddC9FzkzfNQz--b
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 28/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- العرب ما العرب؟ العرب أولئك القوم الذين كانوا يتقاتلون بل يفنون لأجل ناقة، ويقاومون ويقاتلون وينتهون عن بكرة أبيهم من أجل إشباع بطون خاوية، من أجل إرواء جلود ظامية، من أجل لا شيء من الدنيا إلا الفتات، العرب الذين كانوا يقاومون ويقاتلون ويفعلون الأفاعيل من سرق ونهب ودمار واعتداء وظلم وظلمات، لقد صنع النبي صلى الله عليه وسلم منهم مجتمعًا آخر لا يصدقه العقل إنهم أشبه بأسطورة حقيقية من نسج الخيال، لو أن القرآن ما أشار إلى بعضها لما صدقنا، ولما دخلت عقولنا، ولما استصاغتها تلك العقول الصغيرة، وأقف معكم وقفة عاجز عن وصف شيء واحد مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومما ترجموه إلى واقع عملي، وتطبيق ملموس واقعي، بعد حروب ودمار ونزاعات وقتال وخصام دامت لسنوات طوال تفنى القبيلة فالقبيلة من أجل شيء تافه فإذا بهؤلاء يتحولون إلى نموذج لتاريخ لا تصدقهم العقول والكتب والتواريخ والأحداث والدنيا بما فيها لم تشهد لهم مثالاً أبدا…
- إنها قصة خيال حقيقي في موضع لا يحسد عليه، وفي موقف هم أحوج إلى أمان، هم أحوج إلى رعاية، هم أحوج إلى لقمة عيش، هم أحوج إلى مأمن صحي، هم أحوج إلى مأمن غذائي، هم أحوج إلى مجتمع يأوي، إلى مجتمع يؤازر، إلى مجتمع يحمي، إلى مجتمع يكن معهم، إنهم المهاجرون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وأهاليهم وأحبابهم وأحب وطن لديهم مكة المكرمة حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنك لاحب البقاع الي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" إنها مكة.
- وقصة ليست الهجرة بل قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تلك القصة العظيمة التي نحتاج إليها اليوم في مجتمعاتنا، نحتاج إليها اليوم في بيوتنا، نحتاج إليها اليوم في شعوبنا، نحتاج إليها اليوم في كل شيء من حياتنا، المؤاخاة في وضع اجتماعي نحن نعيشه لا يحسدنا عليه أحد في الدنيا، في وضع معيشي مزري لا يعلمه إلا خالق الأرض والسماء، في وضع مأساوي وقتال وصراع ودمار حتى إن الرجل من الأماكن والمحافظات التي تسمى بين قوسين (بالمحررة) ليحول بالمبلغ العظيم فلا يصل إلا الفتات، ليحول بمبلغ مليونًا ويحتاجون إلى مليون وقرابة النصف المليون أخرى لأجل سد بطون السرق، ومن أجل شراء بيوت وأراض وعمائر وتجارات للنصابين، ومن أجل خزائنهم تمتلأ من عرق المساكين، ومن أجل بطون تشبع، ومن أجل تخمة تظهر، ومن أجل هذا بكله وغيره صنعت الحروب وانتجت هذه الأمور…
- أيها الإخوة نحن نعيش في مجتمعنا اليمني، وفي مجتمعنا العربي، وفي مجتمعنا الإسلامي ككل، خاصة فيما تمر به غزة العزة الآن من مأساة حقيقية يرثى لها بشهادة العدو والصديق، بشهادة القريب والبعيد، والكل ينظر إليهم ويأسف لحالهم، ولكنهم عاجزون أمام جدارات من فولاذ لعملاء صُنعوا على أعين العدو وبصره ويده وسلاحه وماله وإرهابه وعدائه، نحن بحاجة ماسة في داخلنا حتى في بيوتنا إلى أن نشيع قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، بين أولئك الأبرار، بين من تركوا الديار، بين من آثروا الله ورسوله على دنيا فانية، وعلى أموال زائلة، وعلى أراض منتهية، لأجل الله سافروا، ولأجل الله أنطلقوا، ولأجل الله تركوا ما تركوا، فكان ماكان بعدها من مأساة لهم نفسية، ومأساة معيشية، ومأساة اقتصادية، ومأساة صحية…
- لقد تركوا ما تركوا ثم ذهبوا إلى المدينة ليس لهم من مكة محمول إلا ما تحمله جلودهم من لباس، أو ما شبعت بطونهم من طعام ثم تركوا ذلك لأعدائهم ولكفار أرادوا بهم ما أرادوا، لكن وجدوا أولئك القوم الأنصار الذين وضعوهم موضع النفس، وموضع الفؤاد، بل قدموهم على أنفسهم وأهاليهم، وعرضوا عليهم كل شيء في حياتهم، حتى أن يطلقوا بعض زوجاتهم ليتزوجوا بالأخرى قبل أن يفرض الحجاب رب العالمين، حتى إن الرجل منهم ليخير المهاجر بين زوجتيه ويقول انظر إلى أحدهما إلى أجملهما إلى أفضلهما لك ومرني أطلقها لتتزوجها، أما الديار فإنهم فعلوا وأكبر من ذلك فقد كان الأنصاري يسكن الدور السفلي بينما المهاجري يصعد إلى الدور العلوي، وفي مجتمع المدينة المجتمع الحار جداً، ومع هذا يسكنون الدور السفلي ويعطونهم من أموالهم واجبة وخالصة بها أنفسهم حتى ليقاسمونهم التركة إذا مات ميتهم فإن لأخيه المهاجر نصف ما له، حتى نسخ الله ذلك بآية المواريث بأن أولي الأرحام أولى وأقرب وأحق: ﴿وَالَّذينَ آمَنوا مِن بَعدُ وَهاجَروا وَجاهَدوا مَعَكُم فَأُولئِكَ مِنكُم وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾، وإلا فقد كانوا يفعلون ذلك وأعظم يقاسمونهم كل شيء وصف الله الصنفين معا بقوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
- بل أحبها لديهم هي ما أخذها أخوهم الأنصاري، وكأنما أخذ أمتع وأفضل وأحسن مما ترك له، وأجمل مما ترك له، حتى يقول القائل منهم: إنه ليسقط الذباب على أخي فأحسه في جلدي وكأنه وقع علي، بل في معركة من المعارك سقط كعب لأحدهم في بركة فصاح قعبي سقط، أي سأرجع إليه انتظروني، فصاحوا جميعًا قعبي قعبي، كأن القعب قعبهم، وكأنهم يتملكونه جميعًا، وذلك الآخر لما جاء يريد مالاً لنفسه قرضًا من أخيه وجد وإذا بأخيه ليس في البيت فوجد جاريته فقال أين فلان، فقالت ليس هنا، فقال أرني ماله آخذ منه شيئًا لنفسي وأسترده، فقالت خذ ثم جاء وقد أخذ فقالت له إن فلانًا جاء وأخذ مالك بدون إذنك فقال إن كان أخذ فأنت حرة لوجه الله؛ فرحًا واستبشاراً وإعظامًا لما فعل، مع أن الجارية تساوي قيمة المال، وربما الدار، لكن أعتقها فرحًا بما فعل صاحبه حين أخذ من ماله بدون إذنه، وبدون علمه….
- والقصص كثيرة لكن يكفينا ما قلنا فلقد أصبح هؤلاء أنموذجًا للتاريخ، وأسطورة عظيمة يقص الله علينا ذلك تآية في واحدة من كتاب الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وقبلها، {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا}، وسبقت الآيات بتمامها: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
- فهكذا أصبحوا الأنموذج الأعظم والأبرز والأهم بمواقفهم العظيمة التي عاشها المهاجرون والأنصار هذا خرج من داره، وهذا أواه بكل ما يستطيع من إيواء حتى آثره على نفسه وأهله، ولعله كموقف كثير من اليمنيين في بلادنا وكوضع غزة الآن الوضع الاقتصادي لا يرجون إلا طعامًا يشبع بطونهم، ولا يأملون إلا مأوى ينامون بسكينة وهدوء، ولا يأملون أيضًا إلا صحة وعافية، ولا يطلبون إلا دواء، ومع هذا لم يجدوا شيئًا وبدلا من توفير ذلك لهم على الأقل من باب الإنسانية فضلا عن الإخوة الإسلامية حاصروهم، وساعدوا أحفاد القردة والخنازير عليهم…
- وعودة لحال المهاجرين فقد وصلوا إلى المدينة وهي أرض مستوخمة أي يصيب كل من دخلها وسكن فيها في بداية أمره البلاء لما فيها، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم لها ولأهلها ثم كان كان أمرها على خير ما يرام، فلما وصلوا لأيام فقط وإذا بأكثرهم يمرض مرضًا يكاد أن يموت حتى تقول عائشة كنت أدخل على أبي والحديث في البخاري ومسلم كنت أدخل على أبي وأقول يا أبتاه كيف تجدك؟ فيقول
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
أي أني ميت ميت وإذا أفاق بلال من إغماءة شديدة لا يكاد يحيى بعدها تقول: يا بلال كيف تجدك؟ فيقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وعندي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة
وهل يبدو لي شامة وطفيل
هل سأرى الدنيا بعدها، ومكة خاصة،وهل سأعيش للصباح؟ ولا يصدق ذلك لشدة ما نزل به، ولهذا أواهم الأنصار أفضل إيواء، واحتووهم أعظم احتواء، وأعطوهم أكرم عطاء، ووهبوهم كل شيء مما لديهم حتى النساء، بل إنهم طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاسمهم الأموال في تلك اللحظة بأن يعطي الأنصار للمهاجرين نصف مالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تعطوهم أموالكم لعل الله أن يفتح عليهم كأنه صلى الله عليه وسلم يقول ولكن اكفوهم المؤنة التعب والجهد في زراعاتكم لأنكم أعلم بذلك أهل المدينة بينما أهل مكة إنما يعلمون التجارة ثم قاسموهم في الثمرة، قالوا سمعًا وطاعة يا رسول الله، فما إن يأتي الحصاد حتى يقاسمونهم كل شيء، ويعطونهم سخية بها أنفسهم…
- الله كم اليوم نحتاج إلى درس المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؟ كم نحتاج في بيوتنا بين الأخ وأخيه، بين الأخ وأخيه، بين الصغير ومثله، بين الفقير والغني، بين هؤلاء جميعًا كم نحن نحتاج إلى هذه المعاني وإلى هذا التآزر وإلى هذا التآخي، أليست الآية الكريمة في كتاب الله ثابتة قاطعة راسخة يحفظها الناس جميعًا دون استثناء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقد حصرها وقصرها بإنما التي تفيد الحصر والقصر {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، لا شيء فوق الإخوة، ولا شيء أعظم من الإخوة، ولا شيء أكبر من الإخوة، إنما محصورة مقصورة للحياة عامة ولكل مسلم، ولكل مؤمن، ولكل مجتمع، ولكل دولة، ولكل جهة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، شاملة هذه لأموالهم لبيوتهم لكل شيء من حياتهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، بل يشبههم النبي بالمجتمع بأكمله يشبههم بالعمارة الضخمة التي تحتاج إلى سواعد الرجال، والتي تحتاج إلى بنيان، تحتاج العمارة إلى مقومات، تحتاج إلى رجال، تحتاج الى البناء، تحتاج إلى السباك، تحتاج إلى الكهربائي، تحتاج إلى هؤلاء جميعًا من شرائح المجتمع بدءا ممن يصنع البلك، والبلاط، والإسمنت، والحديد… فكل هؤلاء يتشاركون في بنيان واحد كمثل البنيان الواحد البنيان الواحد: "المؤمن للمؤمن للبنيان يشد بعضه بعضا"، فهؤلاء جميعًا هم المجتمع المسلم الذي يجب أن يسود فيه هذا التراحم، وهذا التآخي، وهذا التعاطف، وهذه القصة الحميدة التي نحتاجها كثيراً أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
قصة أختم بها وإن كان الحديث عن المؤاخاة، وعن دروسها، وعن عبرها، وعن ما فيها، وعن حاجة المجتمع إليها، هي كثيرة وكبيرة ومتشعبة وطويلة ونحتاج إليها إلى سلسلة لا إلى خطبة واحدة، إنها قصة حدثت في زمن ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن تولي الوليد بن عتبة وكان رجلاً ظالما للمدينة في مرة من المرات أخذ على الحسين بن علي رضي الله عنه بعض ما عنده من أراض واقتطعها إلى أراضيه والحسين رضي الله عنه حاكمه وقاضاه وناصحه وكلمه ولم ينتصح ولم يستجب ولم يذعن بسلطته وقوته وقدرته اغتصبها، ثم قال الحسين غاضبًا في مجلسه أيها الوليد والذي نفسي بيده إن لم تعطني حقي لأخذن سيفي ولأخرجن إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأدعون بحلف الفضول لنقاتلك جميعا، فما إن سمعها المغيرة إلا وأقبل وقال نفس المقالة والذي نفسي بيده إن لم يعطه حقه لأخرجن بسيفي ولأدعون إلى ما دعا إليه، ثم سمعها أيضًا المخرمة ثم سمعها عبدالله بن عثمان ثم سمعها من سمعها من الصحابة ومن صغار الصحابة فتكاتفوا جميعًا على كلمة واحدة على كلمة سواء على كلمة عدل فقالوا لندعون بحلف الفضول أي لنقوم عليك العرب جميعًا ثم لأ قبل لك بهم ثم أعطاه حقه راغمًا بها أنفه لأنه وجد مجتمعًا يتحالف، مجتمعًا يتناصر، مجتمعًا يتآخى، مجتمعًا لا يترك الباطل يعيش، مجتمعًا لا يستمع ولا يذعن ولا يرضى لباطل أن يمر على كتفيه، ولا يستجيب أبداً لمثل هذه الدواعي والضغوط أيًا كانت نفسية، اقتصادية، سياسية، أمنية، أيًا كانت؛ فإن الحق أعلى ،وإن الحق أرفع وأقوى وإن الحق أغلى، والحق إنما يسترد بحق وقوة، أو بسطوة حتى يعاد ذلك الحق، أما إذا أذعن وسكت المظلوم وسكت المجتمع أو تساكت المجتمع وتراضى المجتمع لما يرى من مظلوم يظلم، ومن ظالم يظلم، ومن فقير يفقر، ومن جائع يموت، ومن مجتمع لا يعيش ومن هذا بكله وكأن البشر إنما هم دواب دونه، وما يعتبر لهم حسابًا والنبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه نفيًا للإيمان من كل من شبع ثم ترك أخاه جائعا "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم" وكلنا نعلم وكلنا نعرف وكلنا ندري والكل يرى والكل يشاهد سواء في مجتمع فقير كمجتمعنا أو مجتمع غزة العزة الذي يقاوم ويصاول أقوى قوة على وجه الأرض بل امبراطورية عالمية كبرى على مليوني مسلم عزل محاصرين من سنوات طوال ومع هذا يتكبرون ويتجبرون عليهم بقوة قريبة وبقوة بعيدة وبسكوت أيضًا مجتمعي مخز…
- أيها الإخوة إن الواجب علينا أن ننكر المنكر ولو كان بجوارنا وأن نقوم مع المظلوم أيًا كان ولا نرضاه لأحد حتى ولو كان المظلوم كافرا، حتى ولو كان المظلوم كافرا، فإذا كان الله ينصر دعوة الكافر إذا هو مظلوم فكيف بدعوة مسلم كيف بمظلومية المؤمن؟ كيف بتحسره كيف بما فيه؟ فالواجب على كل مسلم أن يناصر وأن يعاون وأن يفعل أي شيء يستطيعه بلسانه. بيده بأي شيء منه ليسقط عنه واجبًا أكبر لا يعذر، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم﴾، فالكل يتقي الله ما يستطيع، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/VLSM5-hsoAQ?si=LddC9FzkzfNQz--b
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا/ 28/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- العرب ما العرب؟ العرب أولئك القوم الذين كانوا يتقاتلون بل يفنون لأجل ناقة، ويقاومون ويقاتلون وينتهون عن بكرة أبيهم من أجل إشباع بطون خاوية، من أجل إرواء جلود ظامية، من أجل لا شيء من الدنيا إلا الفتات، العرب الذين كانوا يقاومون ويقاتلون ويفعلون الأفاعيل من سرق ونهب ودمار واعتداء وظلم وظلمات، لقد صنع النبي صلى الله عليه وسلم منهم مجتمعًا آخر لا يصدقه العقل إنهم أشبه بأسطورة حقيقية من نسج الخيال، لو أن القرآن ما أشار إلى بعضها لما صدقنا، ولما دخلت عقولنا، ولما استصاغتها تلك العقول الصغيرة، وأقف معكم وقفة عاجز عن وصف شيء واحد مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومما ترجموه إلى واقع عملي، وتطبيق ملموس واقعي، بعد حروب ودمار ونزاعات وقتال وخصام دامت لسنوات طوال تفنى القبيلة فالقبيلة من أجل شيء تافه فإذا بهؤلاء يتحولون إلى نموذج لتاريخ لا تصدقهم العقول والكتب والتواريخ والأحداث والدنيا بما فيها لم تشهد لهم مثالاً أبدا…
- إنها قصة خيال حقيقي في موضع لا يحسد عليه، وفي موقف هم أحوج إلى أمان، هم أحوج إلى رعاية، هم أحوج إلى لقمة عيش، هم أحوج إلى مأمن صحي، هم أحوج إلى مأمن غذائي، هم أحوج إلى مجتمع يأوي، إلى مجتمع يؤازر، إلى مجتمع يحمي، إلى مجتمع يكن معهم، إنهم المهاجرون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وأهاليهم وأحبابهم وأحب وطن لديهم مكة المكرمة حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنك لاحب البقاع الي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" إنها مكة.
- وقصة ليست الهجرة بل قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تلك القصة العظيمة التي نحتاج إليها اليوم في مجتمعاتنا، نحتاج إليها اليوم في بيوتنا، نحتاج إليها اليوم في شعوبنا، نحتاج إليها اليوم في كل شيء من حياتنا، المؤاخاة في وضع اجتماعي نحن نعيشه لا يحسدنا عليه أحد في الدنيا، في وضع معيشي مزري لا يعلمه إلا خالق الأرض والسماء، في وضع مأساوي وقتال وصراع ودمار حتى إن الرجل من الأماكن والمحافظات التي تسمى بين قوسين (بالمحررة) ليحول بالمبلغ العظيم فلا يصل إلا الفتات، ليحول بمبلغ مليونًا ويحتاجون إلى مليون وقرابة النصف المليون أخرى لأجل سد بطون السرق، ومن أجل شراء بيوت وأراض وعمائر وتجارات للنصابين، ومن أجل خزائنهم تمتلأ من عرق المساكين، ومن أجل بطون تشبع، ومن أجل تخمة تظهر، ومن أجل هذا بكله وغيره صنعت الحروب وانتجت هذه الأمور…
- أيها الإخوة نحن نعيش في مجتمعنا اليمني، وفي مجتمعنا العربي، وفي مجتمعنا الإسلامي ككل، خاصة فيما تمر به غزة العزة الآن من مأساة حقيقية يرثى لها بشهادة العدو والصديق، بشهادة القريب والبعيد، والكل ينظر إليهم ويأسف لحالهم، ولكنهم عاجزون أمام جدارات من فولاذ لعملاء صُنعوا على أعين العدو وبصره ويده وسلاحه وماله وإرهابه وعدائه، نحن بحاجة ماسة في داخلنا حتى في بيوتنا إلى أن نشيع قصة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، بين أولئك الأبرار، بين من تركوا الديار، بين من آثروا الله ورسوله على دنيا فانية، وعلى أموال زائلة، وعلى أراض منتهية، لأجل الله سافروا، ولأجل الله أنطلقوا، ولأجل الله تركوا ما تركوا، فكان ماكان بعدها من مأساة لهم نفسية، ومأساة معيشية، ومأساة اقتصادية، ومأساة صحية…
- لقد تركوا ما تركوا ثم ذهبوا إلى المدينة ليس لهم من مكة محمول إلا ما تحمله جلودهم من لباس، أو ما شبعت بطونهم من طعام ثم تركوا ذلك لأعدائهم ولكفار أرادوا بهم ما أرادوا، لكن وجدوا أولئك القوم الأنصار الذين وضعوهم موضع النفس، وموضع الفؤاد، بل قدموهم على أنفسهم وأهاليهم، وعرضوا عليهم كل شيء في حياتهم، حتى أن يطلقوا بعض زوجاتهم ليتزوجوا بالأخرى قبل أن يفرض الحجاب رب العالمين، حتى إن الرجل منهم ليخير المهاجر بين زوجتيه ويقول انظر إلى أحدهما إلى أجملهما إلى أفضلهما لك ومرني أطلقها لتتزوجها، أما الديار فإنهم فعلوا وأكبر من ذلك فقد كان الأنصاري يسكن الدور السفلي بينما المهاجري يصعد إلى الدور العلوي، وفي مجتمع المدينة المجتمع الحار جداً، ومع هذا يسكنون الدور السفلي ويعطونهم من أموالهم واجبة وخالصة بها أنفسهم حتى ليقاسمونهم التركة إذا مات ميتهم فإن لأخيه المهاجر نصف ما له، حتى نسخ الله ذلك بآية المواريث بأن أولي الأرحام أولى وأقرب وأحق: ﴿وَالَّذينَ آمَنوا مِن بَعدُ وَهاجَروا وَجاهَدوا مَعَكُم فَأُولئِكَ مِنكُم وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾، وإلا فقد كانوا يفعلون ذلك وأعظم يقاسمونهم كل شيء وصف الله الصنفين معا بقوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
- بل أحبها لديهم هي ما أخذها أخوهم الأنصاري، وكأنما أخذ أمتع وأفضل وأحسن مما ترك له، وأجمل مما ترك له، حتى يقول القائل منهم: إنه ليسقط الذباب على أخي فأحسه في جلدي وكأنه وقع علي، بل في معركة من المعارك سقط كعب لأحدهم في بركة فصاح قعبي سقط، أي سأرجع إليه انتظروني، فصاحوا جميعًا قعبي قعبي، كأن القعب قعبهم، وكأنهم يتملكونه جميعًا، وذلك الآخر لما جاء يريد مالاً لنفسه قرضًا من أخيه وجد وإذا بأخيه ليس في البيت فوجد جاريته فقال أين فلان، فقالت ليس هنا، فقال أرني ماله آخذ منه شيئًا لنفسي وأسترده، فقالت خذ ثم جاء وقد أخذ فقالت له إن فلانًا جاء وأخذ مالك بدون إذنك فقال إن كان أخذ فأنت حرة لوجه الله؛ فرحًا واستبشاراً وإعظامًا لما فعل، مع أن الجارية تساوي قيمة المال، وربما الدار، لكن أعتقها فرحًا بما فعل صاحبه حين أخذ من ماله بدون إذنه، وبدون علمه….
- والقصص كثيرة لكن يكفينا ما قلنا فلقد أصبح هؤلاء أنموذجًا للتاريخ، وأسطورة عظيمة يقص الله علينا ذلك تآية في واحدة من كتاب الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} وقبلها، {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا}، وسبقت الآيات بتمامها: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
- فهكذا أصبحوا الأنموذج الأعظم والأبرز والأهم بمواقفهم العظيمة التي عاشها المهاجرون والأنصار هذا خرج من داره، وهذا أواه بكل ما يستطيع من إيواء حتى آثره على نفسه وأهله، ولعله كموقف كثير من اليمنيين في بلادنا وكوضع غزة الآن الوضع الاقتصادي لا يرجون إلا طعامًا يشبع بطونهم، ولا يأملون إلا مأوى ينامون بسكينة وهدوء، ولا يأملون أيضًا إلا صحة وعافية، ولا يطلبون إلا دواء، ومع هذا لم يجدوا شيئًا وبدلا من توفير ذلك لهم على الأقل من باب الإنسانية فضلا عن الإخوة الإسلامية حاصروهم، وساعدوا أحفاد القردة والخنازير عليهم…
- وعودة لحال المهاجرين فقد وصلوا إلى المدينة وهي أرض مستوخمة أي يصيب كل من دخلها وسكن فيها في بداية أمره البلاء لما فيها، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم لها ولأهلها ثم كان كان أمرها على خير ما يرام، فلما وصلوا لأيام فقط وإذا بأكثرهم يمرض مرضًا يكاد أن يموت حتى تقول عائشة كنت أدخل على أبي والحديث في البخاري ومسلم كنت أدخل على أبي وأقول يا أبتاه كيف تجدك؟ فيقول
كل امرئ مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
أي أني ميت ميت وإذا أفاق بلال من إغماءة شديدة لا يكاد يحيى بعدها تقول: يا بلال كيف تجدك؟ فيقول: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وعندي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة
وهل يبدو لي شامة وطفيل
هل سأرى الدنيا بعدها، ومكة خاصة،وهل سأعيش للصباح؟ ولا يصدق ذلك لشدة ما نزل به، ولهذا أواهم الأنصار أفضل إيواء، واحتووهم أعظم احتواء، وأعطوهم أكرم عطاء، ووهبوهم كل شيء مما لديهم حتى النساء، بل إنهم طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاسمهم الأموال في تلك اللحظة بأن يعطي الأنصار للمهاجرين نصف مالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا لا تعطوهم أموالكم لعل الله أن يفتح عليهم كأنه صلى الله عليه وسلم يقول ولكن اكفوهم المؤنة التعب والجهد في زراعاتكم لأنكم أعلم بذلك أهل المدينة بينما أهل مكة إنما يعلمون التجارة ثم قاسموهم في الثمرة، قالوا سمعًا وطاعة يا رسول الله، فما إن يأتي الحصاد حتى يقاسمونهم كل شيء، ويعطونهم سخية بها أنفسهم…
- الله كم اليوم نحتاج إلى درس المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؟ كم نحتاج في بيوتنا بين الأخ وأخيه، بين الأخ وأخيه، بين الصغير ومثله، بين الفقير والغني، بين هؤلاء جميعًا كم نحن نحتاج إلى هذه المعاني وإلى هذا التآزر وإلى هذا التآخي، أليست الآية الكريمة في كتاب الله ثابتة قاطعة راسخة يحفظها الناس جميعًا دون استثناء: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقد حصرها وقصرها بإنما التي تفيد الحصر والقصر {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، لا شيء فوق الإخوة، ولا شيء أعظم من الإخوة، ولا شيء أكبر من الإخوة، إنما محصورة مقصورة للحياة عامة ولكل مسلم، ولكل مؤمن، ولكل مجتمع، ولكل دولة، ولكل جهة، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، شاملة هذه لأموالهم لبيوتهم لكل شيء من حياتهم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، بل يشبههم النبي بالمجتمع بأكمله يشبههم بالعمارة الضخمة التي تحتاج إلى سواعد الرجال، والتي تحتاج إلى بنيان، تحتاج العمارة إلى مقومات، تحتاج إلى رجال، تحتاج الى البناء، تحتاج إلى السباك، تحتاج إلى الكهربائي، تحتاج إلى هؤلاء جميعًا من شرائح المجتمع بدءا ممن يصنع البلك، والبلاط، والإسمنت، والحديد… فكل هؤلاء يتشاركون في بنيان واحد كمثل البنيان الواحد البنيان الواحد: "المؤمن للمؤمن للبنيان يشد بعضه بعضا"، فهؤلاء جميعًا هم المجتمع المسلم الذي يجب أن يسود فيه هذا التراحم، وهذا التآخي، وهذا التعاطف، وهذه القصة الحميدة التي نحتاجها كثيراً أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
قصة أختم بها وإن كان الحديث عن المؤاخاة، وعن دروسها، وعن عبرها، وعن ما فيها، وعن حاجة المجتمع إليها، هي كثيرة وكبيرة ومتشعبة وطويلة ونحتاج إليها إلى سلسلة لا إلى خطبة واحدة، إنها قصة حدثت في زمن ما بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن تولي الوليد بن عتبة وكان رجلاً ظالما للمدينة في مرة من المرات أخذ على الحسين بن علي رضي الله عنه بعض ما عنده من أراض واقتطعها إلى أراضيه والحسين رضي الله عنه حاكمه وقاضاه وناصحه وكلمه ولم ينتصح ولم يستجب ولم يذعن بسلطته وقوته وقدرته اغتصبها، ثم قال الحسين غاضبًا في مجلسه أيها الوليد والذي نفسي بيده إن لم تعطني حقي لأخذن سيفي ولأخرجن إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأدعون بحلف الفضول لنقاتلك جميعا، فما إن سمعها المغيرة إلا وأقبل وقال نفس المقالة والذي نفسي بيده إن لم يعطه حقه لأخرجن بسيفي ولأدعون إلى ما دعا إليه، ثم سمعها أيضًا المخرمة ثم سمعها عبدالله بن عثمان ثم سمعها من سمعها من الصحابة ومن صغار الصحابة فتكاتفوا جميعًا على كلمة واحدة على كلمة سواء على كلمة عدل فقالوا لندعون بحلف الفضول أي لنقوم عليك العرب جميعًا ثم لأ قبل لك بهم ثم أعطاه حقه راغمًا بها أنفه لأنه وجد مجتمعًا يتحالف، مجتمعًا يتناصر، مجتمعًا يتآخى، مجتمعًا لا يترك الباطل يعيش، مجتمعًا لا يستمع ولا يذعن ولا يرضى لباطل أن يمر على كتفيه، ولا يستجيب أبداً لمثل هذه الدواعي والضغوط أيًا كانت نفسية، اقتصادية، سياسية، أمنية، أيًا كانت؛ فإن الحق أعلى ،وإن الحق أرفع وأقوى وإن الحق أغلى، والحق إنما يسترد بحق وقوة، أو بسطوة حتى يعاد ذلك الحق، أما إذا أذعن وسكت المظلوم وسكت المجتمع أو تساكت المجتمع وتراضى المجتمع لما يرى من مظلوم يظلم، ومن ظالم يظلم، ومن فقير يفقر، ومن جائع يموت، ومن مجتمع لا يعيش ومن هذا بكله وكأن البشر إنما هم دواب دونه، وما يعتبر لهم حسابًا والنبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه نفيًا للإيمان من كل من شبع ثم ترك أخاه جائعا "ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع بجواره وهو يعلم" وكلنا نعلم وكلنا نعرف وكلنا ندري والكل يرى والكل يشاهد سواء في مجتمع فقير كمجتمعنا أو مجتمع غزة العزة الذي يقاوم ويصاول أقوى قوة على وجه الأرض بل امبراطورية عالمية كبرى على مليوني مسلم عزل محاصرين من سنوات طوال ومع هذا يتكبرون ويتجبرون عليهم بقوة قريبة وبقوة بعيدة وبسكوت أيضًا مجتمعي مخز…
- أيها الإخوة إن الواجب علينا أن ننكر المنكر ولو كان بجوارنا وأن نقوم مع المظلوم أيًا كان ولا نرضاه لأحد حتى ولو كان المظلوم كافرا، حتى ولو كان المظلوم كافرا، فإذا كان الله ينصر دعوة الكافر إذا هو مظلوم فكيف بدعوة مسلم كيف بمظلومية المؤمن؟ كيف بتحسره كيف بما فيه؟ فالواجب على كل مسلم أن يناصر وأن يعاون وأن يفعل أي شيء يستطيعه بلسانه. بيده بأي شيء منه ليسقط عنه واجبًا أكبر لا يعذر، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم﴾، فالكل يتقي الله ما يستطيع، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*دروس.وعبر.من.طوفان.الأقصى.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*دروس.وعبر.من.طوفان.الأقصى.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2s4TRn9KZUo?si=vxsgWvMwaoaWoFCX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد المقد الشحر المكلا 14/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- دعونا دعونا نسائل أنفسنا جيدًا، ونراجع ذواتنا كثيرًا، ونتحرى بما تعنيه الكلمة من تحر؛ لنعلم قيمتنا، وما نحن عليه، وما نحن فيه أيضًا، بما نفخر، وبما يفخر المخلوق عمومًا، أو ابن آدم تحديدًا، بما يفخر بقوته، بماله، بحواسه، بسمعه، ببصره، بماذا يفخر؟ وبماذا يفاخر أصلا، إن كان يفخر بهذا فإن من الحيوانات أعزكم الله من تملك أعظم ما يمتلك وأكثر وأكبر منه، من قوة، ومن حاسة، ومن سمع، ومن بصر، ومن شم، ومن مميزات كثيرة وكبيرة لا يملكها الإنسان ولن يملكها أبدا، حتى اعزكم الله الكلاب وهي الكلاب تمتلك من حاسة السمع ما يملكه آلاف البشر…!
- فما قيمة هذا الإنسان عندما يكون مهانًا، ذليلاً، حقيراً، منبوذاً، لا يؤبه له، ولا يعار له أي اهتمام، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون همه بطنه وفرجه، ما قيمة هذا الإنسان عندما لا يملك شجاعة، وقوة، وعزة، ولا يملك شيئًا من ذلك كله، ما قيمة هذا الإنسان إذا كان سواء في رأس أو في ذيل القافلة لا يفكَّر به ولا يفكر فيه ولا يعتبر له أي اعتبار، مجرد منتوجات ومواد خام وسلة غذاء لغيره، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون الهم الأكبر له توافه الحياة، وما فيها من أمور منتهية زائلة، ليست بشيء، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون هذا بكله هو هدفه وغايته وأسمى ما يطلبه، وما يسيطر على حياته، ويتحكم فيه حتى في كرامته…
- دعوني أذكر نموذجًا بارزاً في قصة عظيمة يجب أن تخلد في أذهاننا، وأن ترسخ في عقول أبنائنا، وفي أدمغة شبابنا، وأن تنطلق بذلك أفعالنا، أحمد ابن طولون صاحب المملكة الكبيرة التي أسسها في مصر في نهاية القرن الثالث الهجري في الدولة العباسية عندما كان له ولد نهِم للأكل والشرب وملاذ الحياة فمنعه من الأكل أيامًا، فمنعه وامتنع، وحبسه واحتبس، وأمره وائتمر، ثم بعد أيام يسيرة ادخله على مائدة من طعام فيها أردى المأكولات التي لم يرها الولد قبل ذلك، ولم يذقها حتى لرخصها، مع ما فيه من نعيم، ومع هذا جعل له أردى ما يمكن أن يراه أو أن يسمع به أو أن يأكله، ثم لما شبع من ذلك بسبب الجوع الشديد أدخله على مائدة أجمل وأفضل وأعظم وألذ ما رأى في حياته كلها ثم قال له يا ولدي تقدم وكل منها ما شئت واترك ما شئت فقال له يا ابتي أبعد أن املأت بطني من تلك المأكولات التي لا تساوي شيئًا ادخلتني على لذائذ الطعام وجميل المأكولات لا أجد لها مسلكًا، ولا أستطيع أن أكل شيئًا منها، فتركها وهي أحب شيء إليه لكن معدته قد امتلأت بمأكولات أخرى رديئة اللذائذ، ثم قال والده ابن طولون: يا ولدي أردت أن اعلمك إنما اردت أن اعلمك درسًا لحياتك -ونحن نصول ليس لحياة الولد بل لحياة الأمة بأكملها- يا ولدي أريد أن أعلمك درسًا لحياتك: إذا امتلأت من توافه الحياة لن تجد فراغًا لعظائمها وكبائرها وجليل أمرها، ستمتلئ بالأشياء التافهة، وبالتالي لن تجد للعظائم نصيبًا للدراسة عندما تنشغل بالسوق، لن تجد مجالاً لحفظ القرآن عندما تنشغل بأولاد السوء، لن تجد مجالاً لشيء من عظيم الخير مادمت قد شغلت نفسك بما هو دونه، ولهذا نجد هذه التوافه قد تحكمت فينا، وغُرست عند أبنائنا، وأصبحت قيمة صعبة، ورقمًا صعبًا لا يمكن أن يستهان به، أو يتخلى عنه، قد أدمن عليه، وأهلك نفسه لأجله، بل يفضل هذه التوافه على كل شيء من عظائمه…
- انظروا مثلاً إلى الهواتف عمومًا، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا ربما يفديها بوالده ووالدته واستاذه وطموحاته وما هو فيه من أجل أن يحصل على متعه منها أو من جوال أو من أي شيء كان، لأجل هذه يضحي حتى بجنة عرضها السماوات والأرض لأجلها أعني نظرة محرمة، ونظرات، وإدمان، ومراسلات، ومواعدات، ولقاءات، فضلا عن ضياع دنيا ودين، إنها توافه أصبحت عظائم في نفوسنا للأسف…
- هذه التوافه سيطرت علينا، وأصبحت قيمة كبرى لنا، وانشغلنا بها عن هموم أمتنا، وعن واجباتنا الكبرى، وعن مقدساتنا العظمى، وأصبحت عبارة عن ثانويات في الحياة ليست بأساسيات، وإن كانت فتأخذ حيزاً يسيراً من الوقت ثم تنقضي ولا تعود كما كانت بل تنسى أو تتناسى، والسبب لأن قلوبنا قد امتلأت بهذه التوافه عنها، وأرادوا لنا أن ننشغل بأمور الحياة فقط، أصبح الأب مشغولاً كل الشغل بتوفير لقمة العيش، والولد بهاتفه، وأمور حياته الخاصة به من لهو وضياع، وأصدقائه ودنياه، ثم لا ينشغل بشيء آخر غيره مما ينفعه وينفع أمته...
- بينما ذلك العائل للأسرة إن توفر لديه شيء من لعاعة الدنيا من زيت أو من دقيق أو من بر أو من أرز أو من أي شيء من هذه الضروريات لم يتوفر له ما يوقد به ذلك من غاز مثلا، فأصبح في معركة صباحية ومسائية وكبيرة في بيته وفي داره وفي حياته لا ينفك عنها، وأصبح ذلك شغله كل الشغل بهموم نفسه فلا يلتفت لما هو أكبر، وأصبح في معركة كبرى في عقر داره، تحول ذلك الإنسان إلى مشغول كل الانشغال بهموم حياته، ومستقبل أولاده، وتفكيره كل التفكير بمقومات وأساسيات الحياة، فانشغلنا عن هموم أمتنا، وعن مقدساتنا، وعن واجبنا في هذه الأشياء كلها سواء كانت في الضروريات التي يجب أن نوفرها، وأن يعيش بها، أو بتوافه الحياة ايضًا التي لا داعي لها...
- لقد انشغلنا كثيراً -أيها الناس الناس- وتناسينا الواجبات الكبرى، انظروا كيف كان حال الأمة قبل فترة ما أن يحصل في الأمة أي شيء، وأي نازلة من النوازل تنزل عليها وبها إلا وترى الصغير والكبير يتحسس، ويتكلم، ويئن، ويحس على أنها فيه ومنه وله عنه وعليه، أما الآن فأصبحت الهموم كلها منصبة لنفسه ولداره ولمجتمعه ولشعبه ولوطنه ولدولته أكبر من أي هم آخر، فربما يقول غزة عندنا أكبر مما عندهم، مأساتنا أكبر، وأوجاعنا أكثر، أو ما فينا يكفينا، وما أنت وكيل آدم في عياله، وحدي حد نفسي…
- والحقيقة التي يجب أن تترسخ أن صغار هموم أمتنا أعظم من كل فقر، وهم، غم، وحزن، وألم ومن كل شيء ينزل على أفرادنا؛ إذ هذه ثوابت الأمة، وجسدها الكبير، وإلا فإنه يصدق فينا ونعوذ بالله من ذلك عقوبة ربانية: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا...﴾ نعم عذابًا في بيوتنا، ويعذبنا بأبنائنا، يعذبنا بهمومنا، يعذبنا بأشغالنا، يعذبنا بوظائفنا، بكل شيء، ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، الاستبدال بغيرنا والاستخلاف بسوانا وترك هذه الأمة على ما هي عليه في هم وغم وحسرة وقتال وصراع…
- أيها الإخوة لقد انشغل الكثير عن الهم الأكبر، وعن الجسد الأعظم الذي يحمي الأمة بكلها، جسد الأمة الكبير الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، أصبح ذلك الجسد مشلولاً مريضًا متألما دون من يمرض ويتألم له، وكل أحد من الجسد هذا يدعي أن لا علاقة له، ويقول أنا بعيد عن هذا، وحدي حد نفسي، بيتي بيتي، داري داري، أهلي أهلي، وينشغل بذلك، ويترك الجسد الأكبر الذي يجب أن يوليه اهتماما أكبر وأبرز وأعظم.
- انظروا إلى هذه العقوبة التي عاقبنا الله بها من ذل ومهانة وانشغال أمام ما حققه من أعادوا للأمة العزة، والكرامة، والسمو، وأعادوا لها حياة الصحابة والسلف والجهاد، أنهم من قاوموا المحتلين، من انتفضوا ضد أكبر طغيان، وظلم، وطغيان، وضد الكيان الذي أخذ كل شيء، وسلب منهم كل شيء، ولم يترك لهم أي شيء، أخذ منهم، وعذّب واضطهد، وأصبح صاحب الأرض مدانًا إرهابيًا مهانًا مسلوبًا محاصراً فقيرًا، بينما الكيان على بضعة كيلو مترات منه يعيش عيشة رهيبة، وصاحب مشردًا في الأرض شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا وفي كل مكان للأسف الشديد حتى من أبناء الأمة فكيف بغيرها؟!.
- لقد أصبح هؤلاء اعني المقاومة والقسام بالذات أصبحوا منارة وقدوة وأسوة لا للمسلمين وفقط بل للعالم كله أحيوا فينا الكرامة، وأحيوا فينا العزة، واحيوا فينا الشهامة، وأحيوا فينا البطولة وزمن الصحابة أيضًا، إنهم أيها الإخوة درس لوحدهم يجب أن يخلد درسهم في مدارسنا، وفي جامعاتنا، وفي كلياتنا، وبين أبنائنا، وفي بيوتنا؛ أسوة ببدر، وأسوة باليرموك، وأسوة بالقادسية، بأكبر وإعظم معارك الإسلام ضد غيره، ليس ما قبله كما بعده، وليس ما بعده كما قبله، إنه طوفان الاقصى ينتهي التاريخ الماضي، ولا ماضي يمكن أن يعاد، ولا جديد يمكن أن يقال أمام هذه الأسطورة التاريخية الكبرى، والتي حققت ما لم تحقق دول كبرى، ولن تحققه ايضا دول عظمى أبدا، يكفي أنها أذهبت عن المسلمين تلك الصنمية التي طالما روجها الكيان الصهيوني بأنها القوة الرابعة والكبرى والعظمى، والجيش الذي لا يقهر أبدا، وأنه مع ما فيه من أجهزة ومخابرات ومنظمات وأي شيء كان معهم قد ذهب بكله أدراج الرياح في لحظات، وانهارت في دقائق معدودات، وانتهت الصنمية بكلها، وأصبح كما قال الله مثل بيت العنكبوت: ﴿كَمَثَلِ العَنكَبوتِ اتَّخَذَت بَيتًا وَإِنَّ أَوهَنَ البُيوتِ لَبَيتُ العَنكَبوتِ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾، صنمية جوفاء، وقوة بلهاء، ليست بشيء، وسقطت هذا بكلها في لحظات يسيرة، وزال ذلك الوهن الذي كانت تعانيه الأمة وتخاف منه وقد سكت الطويل وصمتت كثيراً وانتظرت جد انتظاره ولم ينفع ذلك فاوضوا وتحدثوا وتكلموا وشجبوا وأدانوا وقاتلو، لكنها هزمت ست دول عربية أمام كيان ليس الا بآلاف في بدايته وانتصرت المقاومة الإسلامية على هؤلاء بالآف يسيرة لا يساوون حتى شيئًا أمام قوة عربية واحدة لكنها قوة الإيمان: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ …
- أيها الأحبة إنها إرادة الله فوق كل إرادة، وسلطانه فوق كل سلطان، وتوفيقه فوق كل توفيق، وأمره فوق كل أمر: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، والذي جعل نوحًا يصنع سفينة لا يعلم أين وكيف؟ وماذا، ولا يعرف أي شيء عنها، لكنه الأمر الرباني، فحملت المؤمنين، وطوفان الأقصى أعاد الهيبة، والعزة، والعظمة، والأمل للأمة كلها، هؤلاء صنعوا المستحيل، وأوجدوا ما لم تجده القوى الكبرى ودافعوا وحموا وحرسوا ثغر الأمة الأعظم والأفضل والأجل، ووصية نبينا صلى الله عليه وسلم، وأوقاف المسلمين جميعًا إلى قيام الساعة، يكفي ايضًا أزالوا سحب الذل والهوان التي عشناها، ولا زالت قابعة فينا؛ إذ حتى الآن ما زلنا لم نستطع أن ندخل الدواء أو الغذاء أو أي شيء لهم، رغم ما لدينا من سلطات وجيوش وما لدينا من أرض وتربة، وما لدينا من تاريخ وحضارة، وما لدينا من هذا بكله، لكنه ليس بشيء أبدا انتهى وزال، وكأن الأمر لا يعني الدول الكبرى التي هيمنت علينا.
- هؤلاء العرب تحولوا للأسف الشديد عند الدول الكبرى عبارة عن نفايات، أو عبارة عن مواد خام للصناعات، أو عبارة عن سلة تورد إلى أوروبا، وإلى أمريكا، ما يسلب منا يعاد فتاته إلينا باسم معونات مشروطة، وأنشطة فيها خبيثة!.
- أيها الإخوة إن الذل والمهانة والاستحقار والاستعباد يجب أن يزاح عن أعيننا ومن قلوبنا، وأن نسمو وان نرتفع عاليًا؛ لأنا نحمل شعلة الإسلام والدين، ألم يقل عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وهي سنة كائنة دائمًا وأبدا كلما ابتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله في حكم مخلوق في حكم بشر، في قانون أمم متحدة، في منظمات، في أي شيء كان، مهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله، الذل الفردي، الذل المجتمعي، الذل الثقافي، الذل الأخلاقي، الذل السياسي، الذل في كل شيء، يذل ذلك الإنسان لأنه ارتضى بغير الله ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كافِرونَ﴾.
- وهؤلاء الأبطال المقاومون قد صنعوا ما صنعوا للأمة من بطولة وعظمة وإجلال، ولكم لعمري داخل العملاء في مفاوضات سياسية، وقدموا من تنازلات، وعادوا للأمم المتحدة، وكم من عشرات القرارات تصدر، ومع هذا حتى بالاعتراف على أن دولة فلسطين هي ملك للمسلمين، وأن الاحتلال هذا اسمه محتل في أروقة الأمم المتحدة ومع هذا هل طُبق شيء، لا لم يطبق ولن يطبق أي شيء، إنها القوة لا تخرج الحق إلا القوة، لا تخرج الحق إلا القوة ولهذا أمرنا الله بها في كتابه الكريم قائلاً: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ}، ألا إن قوة الرمي كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والإعداد والاستعداد واجب على المسلمين جميعًا، وعلى حراس ثغر الأمة خصوصًا، وكل المسلمين اليوم هم حراس لثغور الإسلام والمسلمين؛ لأنها أصبحت في مرمى العدو، سواء كان في الحقيقة، أو معنويا، أو أي شيء كان: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم...} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد صنع الغرب من نفسه أبهة وصنمًا كبيرا، وطاغوتًا عظيما، ولكن ذهب ذلك بكله في أخلاقه التي يدعي، وفي حرياته التي يتغنى بها، وفي منظماته، وفي اتحاداته وفي كل شيء منه، سقط سقوطًا مدويًا أمام ما نرى من أبشع أنواع المجازر على الإطلاق شهدها التاريخ الحديث، وأمام الكاميرا، وأمام التصوير، ووسائل التواصل، وكان قبل ذلك يقولون في نظرياتهم لا يمكن أن تحصل حرب إبادة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية؛ لأن الآن قد أصبحنا في زمن الفضائح أن يفضح ذلك المجرم أن يُفضح ذلك الكيان ويعرى، وذلك المعتدي عموما، أن يفضح ذلك القاتل بالصوت والصورة وبوسائل التواصل عموما، لكنها فعلت وارتكبت أعظم مما ارتكبها عتاولة النظام العالمي القديم كهتلر ولينين، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون حراك يذكر، غير أن الغرب قد شجع ومول، بل أصبحت تلك الضحية هي مدانة، وأصبح الجلاد هو المدعوم، وأنه يدافع عن نفسه، وأنه هو الذي يجب أن يدعم، أن يؤتى إليه، وأن يقوى من عزائمه…
- لقد افتضح الغرب فضيحة مدوية في أخلاقه التي يدعيها فلا أخلاق لديه أمام ما يرى من إبادة ثم لا يتحدث، ثم لا يقول، ثم لا يوقف ثم لا يكتب ثم لا يوقف على الاقل دعمه أين الاخلاق التي يتغنى بها، والتي يتمتم علينا بها، ولو أنه -اعزكم الله- كلبًا من الكلاب دهس هناك لقامت الدنيا وما قعدت من أجله، لكن المسلمين يبادون ولا حقوق لهم، أليست الإنسانية التي يدعونها نحتاج إلى تعريف لها، هذا الإنسان هو الأوروبي، أو الإنسان الغربي، أو الإنسان هو الأمريكي والبقية ليسوا بإنسان، على الأقل أن لم يكونوا من الإنسان أنهم مخلوقات وأنتم تدعون في حقوقكم وفي حرياتكم وفيما لديكم على أنكم تحمون الحقوق وتحمون الحريات، لكن لم نر ذلك ابدا على أرض الواقع لأجل الإنسان المسلم في الشرق والغرب… لقد سقط حتى في ديمقراطيته التي يدعيها فهذا أبناء شعبه يخرجون لأجل فلسطين بالملايين في قلب لندن وباريس ومع هذا لم يحركوا ساكنًا، ولم يفعلوا شيئًا سواء في بريطانيا أو في غيرها…
- أيها الإخوة إنه والله لا يعاد حق إلا ومعه من يطالب، إلا ومعه من يدافع، إلا ومعه من يقاوم، إلا ومعه من يقاتل ويصاول ويجاول، ولن يرد حق بالمجان، لا يمكن أن يسلم الكيان أرضنا مجانًا، ولا يمكن أن يخرج دون مقاومة، وسواء كان الكيان أو كان حقا من الحقوق في بلاد الإسلام، حتى الحق الفردي لا يمكن أن يعاد إلا بعمل، إلا بمحكمة، وذهاب وإياب وهيبة، إلا بأي شيء يفعل هذه هي سنة الله، فالواجب على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعرف عليه كثيرا، وأن يعلم علم يقين على أن الحق منصور، والله تبارك وتعالى غالب على أمره، وأن الدين منصور به أو بغيره، فليتشرف أن يكون ممن ينصرون الدي،ن وأن ينتصر بهم الدين، ويكون سببًا في نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع شأن الأمة ليتشرف بذلك بكله: ﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾، فلنكن ممن يتم نور الل،ه ونبذل السبب جيداً من أجل أن نكون ممن له الشرف، ولهم الأجر، ولهم سبب في نصرة الإسلام والمسلمين…
- فليكن دائمًا أكبر همنا ليس هم النفس، بل هم الأمة، يجب أن يكون هم الأمة أولوية، أما همي وهم فلان وفلان فإنها هموم فردية إذا زلت أو حدث لك شيء أنت فرد واحد، لكن إذا وقع للأمة شيء لا قدر الله فإنها اعظم لأنها سقطت الأمة، والأمة لا تسقط إلا بسقوط أفرادها: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فواجبني وواجبك وواجب الجميع أن يبدأ بنفسه بالتغيير، وأن ينصر الأمة من بيته، ومن نفسه، وبترببة أبنائه، وإصلاح بيته، ومجتمعه، وما حوله، ولن تنتصر الأمة الا بأفرادها، ولن تتغير الأمة إلا بمجموعها، والأمة بكلها إنما هي مجموعة أفراد، فواجبنا أن تغير لتتغير الأمة برمتها، وما هي إلا كصفوف الصلاة كل واحد يتعدل لتتعدل الصفوف، فكذلك الأمة يجب على كل واحد أن يتعدل في مكانه وفي بيته وفي سوقه وفي نفسه وفي أهوائه وفي شهواته وفي كل شيء لتتعدل الأمة برمتها، والا لن تتعدل ما دام أفرادها مشغولون مشغولون بأنفسهم وأهوائهم وذواتهم، ومنتكسون في ذنوبهم ومعاصيهم وأشيائهم، فانصروا الأمة بنصركم على أنفسكم، وتربية أهاليكم، ونشر الخير في مجتمعاتكم،والسعي لإصلاح الناس حولكم بعد إصلاح أنفسكم وبيوتكم… صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/2s4TRn9KZUo?si=vxsgWvMwaoaWoFCX
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد المقد الشحر المكلا 14/ رجب /1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- دعونا دعونا نسائل أنفسنا جيدًا، ونراجع ذواتنا كثيرًا، ونتحرى بما تعنيه الكلمة من تحر؛ لنعلم قيمتنا، وما نحن عليه، وما نحن فيه أيضًا، بما نفخر، وبما يفخر المخلوق عمومًا، أو ابن آدم تحديدًا، بما يفخر بقوته، بماله، بحواسه، بسمعه، ببصره، بماذا يفخر؟ وبماذا يفاخر أصلا، إن كان يفخر بهذا فإن من الحيوانات أعزكم الله من تملك أعظم ما يمتلك وأكثر وأكبر منه، من قوة، ومن حاسة، ومن سمع، ومن بصر، ومن شم، ومن مميزات كثيرة وكبيرة لا يملكها الإنسان ولن يملكها أبدا، حتى اعزكم الله الكلاب وهي الكلاب تمتلك من حاسة السمع ما يملكه آلاف البشر…!
- فما قيمة هذا الإنسان عندما يكون مهانًا، ذليلاً، حقيراً، منبوذاً، لا يؤبه له، ولا يعار له أي اهتمام، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون همه بطنه وفرجه، ما قيمة هذا الإنسان عندما لا يملك شجاعة، وقوة، وعزة، ولا يملك شيئًا من ذلك كله، ما قيمة هذا الإنسان إذا كان سواء في رأس أو في ذيل القافلة لا يفكَّر به ولا يفكر فيه ولا يعتبر له أي اعتبار، مجرد منتوجات ومواد خام وسلة غذاء لغيره، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون الهم الأكبر له توافه الحياة، وما فيها من أمور منتهية زائلة، ليست بشيء، ما قيمة هذا الإنسان عندما يكون هذا بكله هو هدفه وغايته وأسمى ما يطلبه، وما يسيطر على حياته، ويتحكم فيه حتى في كرامته…
- دعوني أذكر نموذجًا بارزاً في قصة عظيمة يجب أن تخلد في أذهاننا، وأن ترسخ في عقول أبنائنا، وفي أدمغة شبابنا، وأن تنطلق بذلك أفعالنا، أحمد ابن طولون صاحب المملكة الكبيرة التي أسسها في مصر في نهاية القرن الثالث الهجري في الدولة العباسية عندما كان له ولد نهِم للأكل والشرب وملاذ الحياة فمنعه من الأكل أيامًا، فمنعه وامتنع، وحبسه واحتبس، وأمره وائتمر، ثم بعد أيام يسيرة ادخله على مائدة من طعام فيها أردى المأكولات التي لم يرها الولد قبل ذلك، ولم يذقها حتى لرخصها، مع ما فيه من نعيم، ومع هذا جعل له أردى ما يمكن أن يراه أو أن يسمع به أو أن يأكله، ثم لما شبع من ذلك بسبب الجوع الشديد أدخله على مائدة أجمل وأفضل وأعظم وألذ ما رأى في حياته كلها ثم قال له يا ولدي تقدم وكل منها ما شئت واترك ما شئت فقال له يا ابتي أبعد أن املأت بطني من تلك المأكولات التي لا تساوي شيئًا ادخلتني على لذائذ الطعام وجميل المأكولات لا أجد لها مسلكًا، ولا أستطيع أن أكل شيئًا منها، فتركها وهي أحب شيء إليه لكن معدته قد امتلأت بمأكولات أخرى رديئة اللذائذ، ثم قال والده ابن طولون: يا ولدي أردت أن اعلمك إنما اردت أن اعلمك درسًا لحياتك -ونحن نصول ليس لحياة الولد بل لحياة الأمة بأكملها- يا ولدي أريد أن أعلمك درسًا لحياتك: إذا امتلأت من توافه الحياة لن تجد فراغًا لعظائمها وكبائرها وجليل أمرها، ستمتلئ بالأشياء التافهة، وبالتالي لن تجد للعظائم نصيبًا للدراسة عندما تنشغل بالسوق، لن تجد مجالاً لحفظ القرآن عندما تنشغل بأولاد السوء، لن تجد مجالاً لشيء من عظيم الخير مادمت قد شغلت نفسك بما هو دونه، ولهذا نجد هذه التوافه قد تحكمت فينا، وغُرست عند أبنائنا، وأصبحت قيمة صعبة، ورقمًا صعبًا لا يمكن أن يستهان به، أو يتخلى عنه، قد أدمن عليه، وأهلك نفسه لأجله، بل يفضل هذه التوافه على كل شيء من عظائمه…
- انظروا مثلاً إلى الهواتف عمومًا، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا ربما يفديها بوالده ووالدته واستاذه وطموحاته وما هو فيه من أجل أن يحصل على متعه منها أو من جوال أو من أي شيء كان، لأجل هذه يضحي حتى بجنة عرضها السماوات والأرض لأجلها أعني نظرة محرمة، ونظرات، وإدمان، ومراسلات، ومواعدات، ولقاءات، فضلا عن ضياع دنيا ودين، إنها توافه أصبحت عظائم في نفوسنا للأسف…
- هذه التوافه سيطرت علينا، وأصبحت قيمة كبرى لنا، وانشغلنا بها عن هموم أمتنا، وعن واجباتنا الكبرى، وعن مقدساتنا العظمى، وأصبحت عبارة عن ثانويات في الحياة ليست بأساسيات، وإن كانت فتأخذ حيزاً يسيراً من الوقت ثم تنقضي ولا تعود كما كانت بل تنسى أو تتناسى، والسبب لأن قلوبنا قد امتلأت بهذه التوافه عنها، وأرادوا لنا أن ننشغل بأمور الحياة فقط، أصبح الأب مشغولاً كل الشغل بتوفير لقمة العيش، والولد بهاتفه، وأمور حياته الخاصة به من لهو وضياع، وأصدقائه ودنياه، ثم لا ينشغل بشيء آخر غيره مما ينفعه وينفع أمته...
- بينما ذلك العائل للأسرة إن توفر لديه شيء من لعاعة الدنيا من زيت أو من دقيق أو من بر أو من أرز أو من أي شيء من هذه الضروريات لم يتوفر له ما يوقد به ذلك من غاز مثلا، فأصبح في معركة صباحية ومسائية وكبيرة في بيته وفي داره وفي حياته لا ينفك عنها، وأصبح ذلك شغله كل الشغل بهموم نفسه فلا يلتفت لما هو أكبر، وأصبح في معركة كبرى في عقر داره، تحول ذلك الإنسان إلى مشغول كل الانشغال بهموم حياته، ومستقبل أولاده، وتفكيره كل التفكير بمقومات وأساسيات الحياة، فانشغلنا عن هموم أمتنا، وعن مقدساتنا، وعن واجبنا في هذه الأشياء كلها سواء كانت في الضروريات التي يجب أن نوفرها، وأن يعيش بها، أو بتوافه الحياة ايضًا التي لا داعي لها...
- لقد انشغلنا كثيراً -أيها الناس الناس- وتناسينا الواجبات الكبرى، انظروا كيف كان حال الأمة قبل فترة ما أن يحصل في الأمة أي شيء، وأي نازلة من النوازل تنزل عليها وبها إلا وترى الصغير والكبير يتحسس، ويتكلم، ويئن، ويحس على أنها فيه ومنه وله عنه وعليه، أما الآن فأصبحت الهموم كلها منصبة لنفسه ولداره ولمجتمعه ولشعبه ولوطنه ولدولته أكبر من أي هم آخر، فربما يقول غزة عندنا أكبر مما عندهم، مأساتنا أكبر، وأوجاعنا أكثر، أو ما فينا يكفينا، وما أنت وكيل آدم في عياله، وحدي حد نفسي…
- والحقيقة التي يجب أن تترسخ أن صغار هموم أمتنا أعظم من كل فقر، وهم، غم، وحزن، وألم ومن كل شيء ينزل على أفرادنا؛ إذ هذه ثوابت الأمة، وجسدها الكبير، وإلا فإنه يصدق فينا ونعوذ بالله من ذلك عقوبة ربانية: ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا...﴾ نعم عذابًا في بيوتنا، ويعذبنا بأبنائنا، يعذبنا بهمومنا، يعذبنا بأشغالنا، يعذبنا بوظائفنا، بكل شيء، ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، الاستبدال بغيرنا والاستخلاف بسوانا وترك هذه الأمة على ما هي عليه في هم وغم وحسرة وقتال وصراع…
- أيها الإخوة لقد انشغل الكثير عن الهم الأكبر، وعن الجسد الأعظم الذي يحمي الأمة بكلها، جسد الأمة الكبير الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، أصبح ذلك الجسد مشلولاً مريضًا متألما دون من يمرض ويتألم له، وكل أحد من الجسد هذا يدعي أن لا علاقة له، ويقول أنا بعيد عن هذا، وحدي حد نفسي، بيتي بيتي، داري داري، أهلي أهلي، وينشغل بذلك، ويترك الجسد الأكبر الذي يجب أن يوليه اهتماما أكبر وأبرز وأعظم.
- انظروا إلى هذه العقوبة التي عاقبنا الله بها من ذل ومهانة وانشغال أمام ما حققه من أعادوا للأمة العزة، والكرامة، والسمو، وأعادوا لها حياة الصحابة والسلف والجهاد، أنهم من قاوموا المحتلين، من انتفضوا ضد أكبر طغيان، وظلم، وطغيان، وضد الكيان الذي أخذ كل شيء، وسلب منهم كل شيء، ولم يترك لهم أي شيء، أخذ منهم، وعذّب واضطهد، وأصبح صاحب الأرض مدانًا إرهابيًا مهانًا مسلوبًا محاصراً فقيرًا، بينما الكيان على بضعة كيلو مترات منه يعيش عيشة رهيبة، وصاحب مشردًا في الأرض شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا وفي كل مكان للأسف الشديد حتى من أبناء الأمة فكيف بغيرها؟!.
- لقد أصبح هؤلاء اعني المقاومة والقسام بالذات أصبحوا منارة وقدوة وأسوة لا للمسلمين وفقط بل للعالم كله أحيوا فينا الكرامة، وأحيوا فينا العزة، واحيوا فينا الشهامة، وأحيوا فينا البطولة وزمن الصحابة أيضًا، إنهم أيها الإخوة درس لوحدهم يجب أن يخلد درسهم في مدارسنا، وفي جامعاتنا، وفي كلياتنا، وبين أبنائنا، وفي بيوتنا؛ أسوة ببدر، وأسوة باليرموك، وأسوة بالقادسية، بأكبر وإعظم معارك الإسلام ضد غيره، ليس ما قبله كما بعده، وليس ما بعده كما قبله، إنه طوفان الاقصى ينتهي التاريخ الماضي، ولا ماضي يمكن أن يعاد، ولا جديد يمكن أن يقال أمام هذه الأسطورة التاريخية الكبرى، والتي حققت ما لم تحقق دول كبرى، ولن تحققه ايضا دول عظمى أبدا، يكفي أنها أذهبت عن المسلمين تلك الصنمية التي طالما روجها الكيان الصهيوني بأنها القوة الرابعة والكبرى والعظمى، والجيش الذي لا يقهر أبدا، وأنه مع ما فيه من أجهزة ومخابرات ومنظمات وأي شيء كان معهم قد ذهب بكله أدراج الرياح في لحظات، وانهارت في دقائق معدودات، وانتهت الصنمية بكلها، وأصبح كما قال الله مثل بيت العنكبوت: ﴿كَمَثَلِ العَنكَبوتِ اتَّخَذَت بَيتًا وَإِنَّ أَوهَنَ البُيوتِ لَبَيتُ العَنكَبوتِ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾، صنمية جوفاء، وقوة بلهاء، ليست بشيء، وسقطت هذا بكلها في لحظات يسيرة، وزال ذلك الوهن الذي كانت تعانيه الأمة وتخاف منه وقد سكت الطويل وصمتت كثيراً وانتظرت جد انتظاره ولم ينفع ذلك فاوضوا وتحدثوا وتكلموا وشجبوا وأدانوا وقاتلو، لكنها هزمت ست دول عربية أمام كيان ليس الا بآلاف في بدايته وانتصرت المقاومة الإسلامية على هؤلاء بالآف يسيرة لا يساوون حتى شيئًا أمام قوة عربية واحدة لكنها قوة الإيمان: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم﴾، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ …
- أيها الأحبة إنها إرادة الله فوق كل إرادة، وسلطانه فوق كل سلطان، وتوفيقه فوق كل توفيق، وأمره فوق كل أمر: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، والذي جعل نوحًا يصنع سفينة لا يعلم أين وكيف؟ وماذا، ولا يعرف أي شيء عنها، لكنه الأمر الرباني، فحملت المؤمنين، وطوفان الأقصى أعاد الهيبة، والعزة، والعظمة، والأمل للأمة كلها، هؤلاء صنعوا المستحيل، وأوجدوا ما لم تجده القوى الكبرى ودافعوا وحموا وحرسوا ثغر الأمة الأعظم والأفضل والأجل، ووصية نبينا صلى الله عليه وسلم، وأوقاف المسلمين جميعًا إلى قيام الساعة، يكفي ايضًا أزالوا سحب الذل والهوان التي عشناها، ولا زالت قابعة فينا؛ إذ حتى الآن ما زلنا لم نستطع أن ندخل الدواء أو الغذاء أو أي شيء لهم، رغم ما لدينا من سلطات وجيوش وما لدينا من أرض وتربة، وما لدينا من تاريخ وحضارة، وما لدينا من هذا بكله، لكنه ليس بشيء أبدا انتهى وزال، وكأن الأمر لا يعني الدول الكبرى التي هيمنت علينا.
- هؤلاء العرب تحولوا للأسف الشديد عند الدول الكبرى عبارة عن نفايات، أو عبارة عن مواد خام للصناعات، أو عبارة عن سلة تورد إلى أوروبا، وإلى أمريكا، ما يسلب منا يعاد فتاته إلينا باسم معونات مشروطة، وأنشطة فيها خبيثة!.
- أيها الإخوة إن الذل والمهانة والاستحقار والاستعباد يجب أن يزاح عن أعيننا ومن قلوبنا، وأن نسمو وان نرتفع عاليًا؛ لأنا نحمل شعلة الإسلام والدين، ألم يقل عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وهي سنة كائنة دائمًا وأبدا كلما ابتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله في حكم مخلوق في حكم بشر، في قانون أمم متحدة، في منظمات، في أي شيء كان، مهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله، الذل الفردي، الذل المجتمعي، الذل الثقافي، الذل الأخلاقي، الذل السياسي، الذل في كل شيء، يذل ذلك الإنسان لأنه ارتضى بغير الله ﴿الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَيَبغونَها عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كافِرونَ﴾.
- وهؤلاء الأبطال المقاومون قد صنعوا ما صنعوا للأمة من بطولة وعظمة وإجلال، ولكم لعمري داخل العملاء في مفاوضات سياسية، وقدموا من تنازلات، وعادوا للأمم المتحدة، وكم من عشرات القرارات تصدر، ومع هذا حتى بالاعتراف على أن دولة فلسطين هي ملك للمسلمين، وأن الاحتلال هذا اسمه محتل في أروقة الأمم المتحدة ومع هذا هل طُبق شيء، لا لم يطبق ولن يطبق أي شيء، إنها القوة لا تخرج الحق إلا القوة، لا تخرج الحق إلا القوة ولهذا أمرنا الله بها في كتابه الكريم قائلاً: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ}، ألا إن قوة الرمي كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ، والإعداد والاستعداد واجب على المسلمين جميعًا، وعلى حراس ثغر الأمة خصوصًا، وكل المسلمين اليوم هم حراس لثغور الإسلام والمسلمين؛ لأنها أصبحت في مرمى العدو، سواء كان في الحقيقة، أو معنويا، أو أي شيء كان: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم...} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد صنع الغرب من نفسه أبهة وصنمًا كبيرا، وطاغوتًا عظيما، ولكن ذهب ذلك بكله في أخلاقه التي يدعي، وفي حرياته التي يتغنى بها، وفي منظماته، وفي اتحاداته وفي كل شيء منه، سقط سقوطًا مدويًا أمام ما نرى من أبشع أنواع المجازر على الإطلاق شهدها التاريخ الحديث، وأمام الكاميرا، وأمام التصوير، ووسائل التواصل، وكان قبل ذلك يقولون في نظرياتهم لا يمكن أن تحصل حرب إبادة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية؛ لأن الآن قد أصبحنا في زمن الفضائح أن يفضح ذلك المجرم أن يُفضح ذلك الكيان ويعرى، وذلك المعتدي عموما، أن يفضح ذلك القاتل بالصوت والصورة وبوسائل التواصل عموما، لكنها فعلت وارتكبت أعظم مما ارتكبها عتاولة النظام العالمي القديم كهتلر ولينين، وعلى مرأى ومسمع من العالم دون حراك يذكر، غير أن الغرب قد شجع ومول، بل أصبحت تلك الضحية هي مدانة، وأصبح الجلاد هو المدعوم، وأنه يدافع عن نفسه، وأنه هو الذي يجب أن يدعم، أن يؤتى إليه، وأن يقوى من عزائمه…
- لقد افتضح الغرب فضيحة مدوية في أخلاقه التي يدعيها فلا أخلاق لديه أمام ما يرى من إبادة ثم لا يتحدث، ثم لا يقول، ثم لا يوقف ثم لا يكتب ثم لا يوقف على الاقل دعمه أين الاخلاق التي يتغنى بها، والتي يتمتم علينا بها، ولو أنه -اعزكم الله- كلبًا من الكلاب دهس هناك لقامت الدنيا وما قعدت من أجله، لكن المسلمين يبادون ولا حقوق لهم، أليست الإنسانية التي يدعونها نحتاج إلى تعريف لها، هذا الإنسان هو الأوروبي، أو الإنسان الغربي، أو الإنسان هو الأمريكي والبقية ليسوا بإنسان، على الأقل أن لم يكونوا من الإنسان أنهم مخلوقات وأنتم تدعون في حقوقكم وفي حرياتكم وفيما لديكم على أنكم تحمون الحقوق وتحمون الحريات، لكن لم نر ذلك ابدا على أرض الواقع لأجل الإنسان المسلم في الشرق والغرب… لقد سقط حتى في ديمقراطيته التي يدعيها فهذا أبناء شعبه يخرجون لأجل فلسطين بالملايين في قلب لندن وباريس ومع هذا لم يحركوا ساكنًا، ولم يفعلوا شيئًا سواء في بريطانيا أو في غيرها…
- أيها الإخوة إنه والله لا يعاد حق إلا ومعه من يطالب، إلا ومعه من يدافع، إلا ومعه من يقاوم، إلا ومعه من يقاتل ويصاول ويجاول، ولن يرد حق بالمجان، لا يمكن أن يسلم الكيان أرضنا مجانًا، ولا يمكن أن يخرج دون مقاومة، وسواء كان الكيان أو كان حقا من الحقوق في بلاد الإسلام، حتى الحق الفردي لا يمكن أن يعاد إلا بعمل، إلا بمحكمة، وذهاب وإياب وهيبة، إلا بأي شيء يفعل هذه هي سنة الله، فالواجب على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعرف عليه كثيرا، وأن يعلم علم يقين على أن الحق منصور، والله تبارك وتعالى غالب على أمره، وأن الدين منصور به أو بغيره، فليتشرف أن يكون ممن ينصرون الدي،ن وأن ينتصر بهم الدين، ويكون سببًا في نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع شأن الأمة ليتشرف بذلك بكله: ﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾، فلنكن ممن يتم نور الل،ه ونبذل السبب جيداً من أجل أن نكون ممن له الشرف، ولهم الأجر، ولهم سبب في نصرة الإسلام والمسلمين…
- فليكن دائمًا أكبر همنا ليس هم النفس، بل هم الأمة، يجب أن يكون هم الأمة أولوية، أما همي وهم فلان وفلان فإنها هموم فردية إذا زلت أو حدث لك شيء أنت فرد واحد، لكن إذا وقع للأمة شيء لا قدر الله فإنها اعظم لأنها سقطت الأمة، والأمة لا تسقط إلا بسقوط أفرادها: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم...} فواجبني وواجبك وواجب الجميع أن يبدأ بنفسه بالتغيير، وأن ينصر الأمة من بيته، ومن نفسه، وبترببة أبنائه، وإصلاح بيته، ومجتمعه، وما حوله، ولن تنتصر الأمة الا بأفرادها، ولن تتغير الأمة إلا بمجموعها، والأمة بكلها إنما هي مجموعة أفراد، فواجبنا أن تغير لتتغير الأمة برمتها، وما هي إلا كصفوف الصلاة كل واحد يتعدل لتتعدل الصفوف، فكذلك الأمة يجب على كل واحد أن يتعدل في مكانه وفي بيته وفي سوقه وفي نفسه وفي أهوائه وفي شهواته وفي كل شيء لتتعدل الأمة برمتها، والا لن تتعدل ما دام أفرادها مشغولون مشغولون بأنفسهم وأهوائهم وذواتهم، ومنتكسون في ذنوبهم ومعاصيهم وأشيائهم، فانصروا الأمة بنصركم على أنفسكم، وتربية أهاليكم، ونشر الخير في مجتمعاتكم،والسعي لإصلاح الناس حولكم بعد إصلاح أنفسكم وبيوتكم… صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:* http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
*نصرة.المظلوم.فريضة.الأمس.واليوم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*نصرة.المظلوم.فريضة.الأمس.واليوم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/TYBVQwzM_Tw?si=ohrQU0XKYwmc7tXB
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 8/ رجب/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فان الله تبارك وتعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا: "يا عبادي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، "والظلم ظلمات يوم القيامة"، والظلم في كتاب الله مشؤوم مشؤوم: ﴿وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ﴾، وفي كتاب الله تبارك وتعالى من الآيات ما لا تحصى حتى قال أهل التفسير والمتخصصون في علم التفسير على أن التعبير بأخذ لا يأتي إلا لأشد أنواع العذاب وهو الظلم عادة، ووحده للظالم وللظلمة وللقرى الظالمة، فالظلم مشؤوم ووخيم وعظيم، وإذا جاء أخذ ربك تبارك وتعالى لذلك الظالم لم يفلته، ولم يرحمه، ولم يترك له شيئًا أبدا، بل نهاية الشرك، والغطرسة، والكفر، والإجرام، هذه بكلها ربما تؤخر عاقبة ذنبها وجرمها وعقوبتها إلا الظلم فإنه ما من مشرك يبدأ في ظلمه وبطشه وجبروته مهما كان شركه إلا ونزلت عقوبات الله عليه سريعا، إلا ونزلت العقوبات وأصبح عبرة للعالمين… ﴿فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الَّذينَ ظَلَموا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ .
- كم تكبر وتجبر وتغطرس فرعون وأشرك بالله، بل عمل أكبر الشرك على الإطلاق وادعى الألوهية ما لم يدعها أحد قبله ﴿فَقالَ أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾ ، ومع هذا ما رأينا انتقامًا منه سريعًا لكن لما قتل الأطفال ورمل النساء وفعل الأفاعيل جاءت نقمة الله تبارك وتعالى عليه وجعله الله عبرة للعالمين، فالشرك مهما كان عظيمًا والكفر مهم كان كبيرًا والذنب مهما كان شديداً لكن إذا اقترن معه الظلم اتى العذاب واتى العقاب وجاء الأخذ من الله تبارك وتعالى هذا ما عهده الله تبارك وتعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد أَهلَكنَا القُرونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَموا﴾ .
- الظلم أيها الناس عقوبته شديدة، ومصيبته وخيمة، وكوارثه عظيمة، وفي الدنيا والآخرة، ومع هذا نرى الظلم والظلمات في كل صباح ومساء، فلقد عم الظلم، وعمت المظالم، وزادت الجرائم، وكثرت الفحشاء، وانتشر بين الناس صباح مساء، وترى هذا يصبح مظلومًا، وذاك يمسي ظالمًا، وهذا يرى الظالم والمظلوم فلا ينتصر له، ولا يقل لذلك الظالم كفى ويكفي، ولا يقل لذلك المظلوم أنا معك، ويدي في يدك…
- أهل الجاهلية وهم أهل الجاهلية على كفرهم، على جرمهم، على شديد ذنبهم إلا أنهم كانوا يتناصرون، وكانوا يتعاونون، وكانوا يتكاتفون، وكانوا يتساعدون فيما بينهم البين، حتى انتشرت فيهم كلمة هي موجودة في زماننا وأقرها إسلامنا وأقرها شرعنا إنها "انصر اخاك ظالمًا أو مظلومًا"، هذا ما شاع في زمن الجاهلية، وهم أهل الجاهلية فما بالنا أيها الناس غابت هذه الحكمة فينا، فأصبح الظلم فينا شديدا، هذا ينتهك، وهذا يضرب، وهذا يؤخذ، وهذا يبطش به وهذا يسلب ماله، وأرضه، وعرضه، وكل شيء فيه، ولا أحد يقول لذلك الظالم كفى ويكفي…
- انتشر الظلم فيما بيننا الظلم السياسي، والظلم الاجتماعي، والظلم الاقتصادي، والظلم التجاري، والظلم الاجتماعي، والظلم الثقافي والظلم الأخلاقي، وفي كل شيء ساد في أمتنا وارتفعت كلمته، وزاد صولته، وجولته ولا أحد يقول لذلك يكفي يكفي، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قد قال قولاً صريحًا وأبان بيانًا صحيحًا بقوله صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتم أمتي هابت أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها"، والحديث عند الإمام احمد في مسنده وهو حديث حسن في أقل أحواله ودرجاته، فإذا هابت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها، أصبحت لا شيء، أصبحت أمة كأنها بلا دين، وبلا قرآن وبلا وحي الرحمن وسنة العدنان، أصبحت أمة مجهولة أصبحت أمة ظالمة؛ لأنها رأت الظالم فخافت وهابت وفزعت وسكتت…
- فذلك الظلم أيها الناس شاع بين الناس جميعًا للأسف، وأصبح الظلم عميمًا لكثرة الظلمة، ولكثرة المظلومين والناظرين لذلك الظالم ولم يقل ذلك الذي رأى المظلوم يكفي ايها الظالم، إما أنه سكت عنه رضا، أو محاباة، أو خوفًا، أو فزعًا، أو انتقامًا، أو أي شيء كان من صور السكوت على الباطل وعلى الظلم
- لقد زاد الظلم فينا كما نرى وعلى الأمة من الأمة، وزاد الظلم فينا على الأمة من خارج الامة، هكذا للأسف الشديد والسبب ان التناصر بين المسلمين شبه منعدم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر منه كل التحذير بل توعد جل جلاله الظالم والساكت معًا وتوعدهما سويًا فقال الله كما في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم"، انظروا إلى الاقسام وعزتي وجلالي لأنتقمن ثم أكدها بنون التوكيد المشددة "لأنتقمن من الظالم، وممن رأى المظلوم وهو قادر على أن ينصره فلم ينصره!"، وهو قادر على أن ينصره فلم ينصره، سواء بيده، أو بلسانه، أو بقلبه بأي شيء كان أن ينصره حتى أن يدعو على الظالم، وأن يدعو للمظلوم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة ضعف كانت بالمسلمين، اللهم انج الوليد بن الوليد اللهم انج الوليد وفلانا ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لأناس بالنجاة؛ لأنه في وقت لا يستطيع ان ينصرهم في تلك المرحلة ..
- بل شارك عليه الصلاة والسلام في حلف في الجاهلية وهو ابن خمسة عشر سنة فقط فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت"، إنه حلف الفضول لنصرة المظلوم، أو حلف المطيبين لنصرة المظلومين، الحلف الكبير الذي تحالفت فيه قريش على نصرة المظلوم منها أو من غيرها، والأخذ على يد الظالم منها أو من غيرها، وهكذا المطلوب أن تعيش الأمة ويعيش الناس عمومًا عندما ينكرون على الظالم وعندما ينصرون المظلوم ايًا كان.
- وفي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم أن اولئك الذين هاجروا إلى الحبشة قال لهم صلى الله عليه وسلم: "حدثوني عن أعاجيب ما رأيتم في الحبشة"، فحدثوه عن امرأة عجوز كانت تمشي وفي رأسها قلة من ماء تحملها إلى أطفالها فجاء رجل قوي شاب متغطرس ظالم غادر فجاء اليها فوضع يده على كتفها ثم دفعها فسقطت قلتها من على رأسها وسقطت هي على ركبتيها ثم التفتت اليه وقالت ستعلم يا غدر أي يا ظالم ستعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وتكلمت الأيدي والارجل ماذا سيكون أمري وأمرك عنده.. فعلق النبي النبي صلى الله عليه وسلم عليها بقوله: "صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها"، أي كيف يطهر؟ كيف ينصر الله، كيف ينجي، كيف مع تلك الأمة التي لا المظلوم على الظالم كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها أو من شديدها، فلا تنصر تلك الأمة لا تقدس لا تطهر لا يكن رب العالمين معها…
- فمن نصر الناس نصره الله ومن كان مع المظلوم كان الله معه ولذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"، حاجة ايًا كانت هو مع أخيه فإن الله يكون في حاجته ومن ينصر الناس ينصره الله، ومن يفك كرب الناس يفك الله كربه، ومن ييسر على معسر ييسر الله عليه في الدنيا والأخرة هذه امور حتمية في شرعنا نصرة المظلوم ليست استحبابًا ولا ندبًا ولا فضولاً وليست ايضًا منا قربة وفقط بل هي فريضة بل هي واجبة بل هو أمر حتمي رباني أمر الله تبارك وتعالى به ونبي صلى الله عليه وسلم وأجمعت عليه الأمة جمعاء كما نقل علماؤها هكذا..
- أيها الإخوة وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، فقالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما؟ قال :"أن تحجزه عن ظلمه فذاك نصرك له"، أن تقول له لا هذا ظلم سواء كنت أخي أنت ابني هذه زوجتي هذه امي هؤلاء أهلي عشيرة قبيلتي زملائي طلابي مشايخي أيًا كان حزبي جماعتي أمتي شعبي وطني أي أحد كان يقول له لا لا يكفي ظلم فلابد أن يكون له موقف ذلك الموقف يعذر عند الله به أنه نصر المظلوم، أنه قال للظالم لا، فانصر أخاك ظالمًا أو مظلوما..
- ألا فمن أراد النجاة من فتنة عظيمة فعليه أن ينصر المظلوم، وأن لا يكون هو الظالم، ولا يكفي أن تنصر المظلوم وفقط، ولا يكفي أن لا تسكت بل لا بد أن لا تكون من الظالمين، وأن تتبرأ منهم، وحتى الركون إلى الظلم ظلم فكيف بالظلم بنفسه؟.﴿وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن أَولِياءَ ثُمَّ لا تُنصَرونَ﴾، وهو ركون فقط الى الظالم فكيف بالظلم نفسه…
- لنقتدي بربنا تبارك وتعالى الذي قال صراحة كما جاء في الحديث الصحيح وهو قدسي ايضا، قال قال الله تبارك وتعالى مطمئنًا دعوة المظلوم وهي تمر على السحاب وتصعد إلى الرحمن يقول الله لها: "وعزتي وجلالي لأستجيبن لك" أي لأنصرنك ولأحققن طلبك ولو بعد حين، انتصار من الله للمظلوم…
- فليكن كل أحد منا في صف المظلوم لينعدم الظلم، أما أذا سكتنا، أما إذا جبنا، أما إذا خفنا، أما إذا لم نغير الظلم فسيعمنا العقاب لا محالة: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ولذلك صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم"، وفي رواية اخرى قال فيعمهم العقاب منه ثم يدعونا جميعًا وليس الخيار فقط، ثم يدعون فلا يستجاب لهم لماذا؟ لأن الظلم عم بينهم دون أن يحركوا ساكنا…
- هذا أيها الإخوة إذا كان بين أفراد الأمة، بين فرد لفرد، وبين جماعة لجماعة، وبين شعب لشعب، وبين دولة لدولة، وبين ثقافة لثقافة، وبين فكر لفكر، وبين إعلام لإعلام، وبين كلام لكلام، فكيف إذا كان الظلم قد عم من خارج الأمة على الأمة كما نرى في غزة العزة ذلك الظلم الوحشي الذي لم ير مثله أي ظلم أشد ولا أفظع ولا أجرم ولا أكبر ولا أخطر بل هو ابادة بتصنيف العالم بكله… ومع ذا نرى سكوتًا مروعًا ونرى خوراً وجبنًا وسكوتًا محرمًا، ودون أن يحركوا ساكنًا يجب أن يتحرك، وليس الكلام الباطل، وليس اللعب والمراوغة السياسية او الإعلامية أو أي شيء كان من استقطاب واستعطاف ضعفاء النفوس بأي كان سواء كان بالعمل الذي يعد من الترويج للنفس، أو من الأقوال الذي تعد كذلك من الترويج للنفس، ومحاولة كسب جماهيري او السياسي أو الشعبي أو العالمي أو أي شيء كان بل نريد أن نرى عملاً حتى نعذر أمام ربنا تبارك وتعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله….
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة الحديث عن الظلم والمظالم وما نراه في أمتنا، وفي شعوبنا، وبين أفرادنا وفي كل شيء من شؤون حياتنا كثير وكبير وطويل ويحتاج إلى ما يحتاج إليه من حقه ولكن اعظم حق يجب أن يكون هو العمل لنصرة المظلوم وأن لا يكون الإنسان ظالمًا ولا أن يكون ساكتًا ابدا بل يجب أن يقول وأن يتحدث والنبي صلى الله عليه وسلم قد حث الأمة حتى على أن تنكر الظلم ولو كان في ظهر الغيب لو كان بأدنى درجات الإنكار أيًا كان ذلك الإنكار وايًا كان درجاته حتى نعذر عند ربنا تبارك وتعالى: "ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته"، ونصرته إما بكلام أو بفعال أو أي شيء كان…
- فالجزاء من جنس العمل إن سكت اليوم عن ظلم فلان سيسكت الناس عنك في ظلم نزل عليك، وقبل هذا وذاك تبارك وتعالى لن ينتقم لك، ولن ينصرك لأنك لم تنصر المسلم؛ لأنك لم تقم معه، لأنك خذلته، فيكون الخذلان الأكبر والاعظم من الله تبارك وتعالى…
- ألا فمن أحب أن ينصره الله فلينصر المظلوم، ومن أحب أن لا يخذله الله، وأن ينصره الله، وأن يكون الله معه، وأن يكون في حاجته، وأن ييسر له، وأن يكون دائمًا عند كربته فعليه أن يفعل ذلك للخلق؛ ليجازيه الخالق جل وعلا، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/TYBVQwzM_Tw?si=ohrQU0XKYwmc7tXB
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 8/ رجب/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فان الله تبارك وتعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا: "يا عبادي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"، "والظلم ظلمات يوم القيامة"، والظلم في كتاب الله مشؤوم مشؤوم: ﴿وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ﴾، وفي كتاب الله تبارك وتعالى من الآيات ما لا تحصى حتى قال أهل التفسير والمتخصصون في علم التفسير على أن التعبير بأخذ لا يأتي إلا لأشد أنواع العذاب وهو الظلم عادة، ووحده للظالم وللظلمة وللقرى الظالمة، فالظلم مشؤوم ووخيم وعظيم، وإذا جاء أخذ ربك تبارك وتعالى لذلك الظالم لم يفلته، ولم يرحمه، ولم يترك له شيئًا أبدا، بل نهاية الشرك، والغطرسة، والكفر، والإجرام، هذه بكلها ربما تؤخر عاقبة ذنبها وجرمها وعقوبتها إلا الظلم فإنه ما من مشرك يبدأ في ظلمه وبطشه وجبروته مهما كان شركه إلا ونزلت عقوبات الله عليه سريعا، إلا ونزلت العقوبات وأصبح عبرة للعالمين… ﴿فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الَّذينَ ظَلَموا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ .
- كم تكبر وتجبر وتغطرس فرعون وأشرك بالله، بل عمل أكبر الشرك على الإطلاق وادعى الألوهية ما لم يدعها أحد قبله ﴿فَقالَ أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾ ، ومع هذا ما رأينا انتقامًا منه سريعًا لكن لما قتل الأطفال ورمل النساء وفعل الأفاعيل جاءت نقمة الله تبارك وتعالى عليه وجعله الله عبرة للعالمين، فالشرك مهما كان عظيمًا والكفر مهم كان كبيرًا والذنب مهما كان شديداً لكن إذا اقترن معه الظلم اتى العذاب واتى العقاب وجاء الأخذ من الله تبارك وتعالى هذا ما عهده الله تبارك وتعالى لنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَد أَهلَكنَا القُرونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَموا﴾ .
- الظلم أيها الناس عقوبته شديدة، ومصيبته وخيمة، وكوارثه عظيمة، وفي الدنيا والآخرة، ومع هذا نرى الظلم والظلمات في كل صباح ومساء، فلقد عم الظلم، وعمت المظالم، وزادت الجرائم، وكثرت الفحشاء، وانتشر بين الناس صباح مساء، وترى هذا يصبح مظلومًا، وذاك يمسي ظالمًا، وهذا يرى الظالم والمظلوم فلا ينتصر له، ولا يقل لذلك الظالم كفى ويكفي، ولا يقل لذلك المظلوم أنا معك، ويدي في يدك…
- أهل الجاهلية وهم أهل الجاهلية على كفرهم، على جرمهم، على شديد ذنبهم إلا أنهم كانوا يتناصرون، وكانوا يتعاونون، وكانوا يتكاتفون، وكانوا يتساعدون فيما بينهم البين، حتى انتشرت فيهم كلمة هي موجودة في زماننا وأقرها إسلامنا وأقرها شرعنا إنها "انصر اخاك ظالمًا أو مظلومًا"، هذا ما شاع في زمن الجاهلية، وهم أهل الجاهلية فما بالنا أيها الناس غابت هذه الحكمة فينا، فأصبح الظلم فينا شديدا، هذا ينتهك، وهذا يضرب، وهذا يؤخذ، وهذا يبطش به وهذا يسلب ماله، وأرضه، وعرضه، وكل شيء فيه، ولا أحد يقول لذلك الظالم كفى ويكفي…
- انتشر الظلم فيما بيننا الظلم السياسي، والظلم الاجتماعي، والظلم الاقتصادي، والظلم التجاري، والظلم الاجتماعي، والظلم الثقافي والظلم الأخلاقي، وفي كل شيء ساد في أمتنا وارتفعت كلمته، وزاد صولته، وجولته ولا أحد يقول لذلك يكفي يكفي، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قد قال قولاً صريحًا وأبان بيانًا صحيحًا بقوله صلى الله عليه وسلم "إذا رأيتم أمتي هابت أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها"، والحديث عند الإمام احمد في مسنده وهو حديث حسن في أقل أحواله ودرجاته، فإذا هابت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها، أصبحت لا شيء، أصبحت أمة كأنها بلا دين، وبلا قرآن وبلا وحي الرحمن وسنة العدنان، أصبحت أمة مجهولة أصبحت أمة ظالمة؛ لأنها رأت الظالم فخافت وهابت وفزعت وسكتت…
- فذلك الظلم أيها الناس شاع بين الناس جميعًا للأسف، وأصبح الظلم عميمًا لكثرة الظلمة، ولكثرة المظلومين والناظرين لذلك الظالم ولم يقل ذلك الذي رأى المظلوم يكفي ايها الظالم، إما أنه سكت عنه رضا، أو محاباة، أو خوفًا، أو فزعًا، أو انتقامًا، أو أي شيء كان من صور السكوت على الباطل وعلى الظلم
- لقد زاد الظلم فينا كما نرى وعلى الأمة من الأمة، وزاد الظلم فينا على الأمة من خارج الامة، هكذا للأسف الشديد والسبب ان التناصر بين المسلمين شبه منعدم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر منه كل التحذير بل توعد جل جلاله الظالم والساكت معًا وتوعدهما سويًا فقال الله كما في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم"، انظروا إلى الاقسام وعزتي وجلالي لأنتقمن ثم أكدها بنون التوكيد المشددة "لأنتقمن من الظالم، وممن رأى المظلوم وهو قادر على أن ينصره فلم ينصره!"، وهو قادر على أن ينصره فلم ينصره، سواء بيده، أو بلسانه، أو بقلبه بأي شيء كان أن ينصره حتى أن يدعو على الظالم، وأن يدعو للمظلوم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة ضعف كانت بالمسلمين، اللهم انج الوليد بن الوليد اللهم انج الوليد وفلانا ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لأناس بالنجاة؛ لأنه في وقت لا يستطيع ان ينصرهم في تلك المرحلة ..
- بل شارك عليه الصلاة والسلام في حلف في الجاهلية وهو ابن خمسة عشر سنة فقط فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت"، إنه حلف الفضول لنصرة المظلوم، أو حلف المطيبين لنصرة المظلومين، الحلف الكبير الذي تحالفت فيه قريش على نصرة المظلوم منها أو من غيرها، والأخذ على يد الظالم منها أو من غيرها، وهكذا المطلوب أن تعيش الأمة ويعيش الناس عمومًا عندما ينكرون على الظالم وعندما ينصرون المظلوم ايًا كان.
- وفي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم أن اولئك الذين هاجروا إلى الحبشة قال لهم صلى الله عليه وسلم: "حدثوني عن أعاجيب ما رأيتم في الحبشة"، فحدثوه عن امرأة عجوز كانت تمشي وفي رأسها قلة من ماء تحملها إلى أطفالها فجاء رجل قوي شاب متغطرس ظالم غادر فجاء اليها فوضع يده على كتفها ثم دفعها فسقطت قلتها من على رأسها وسقطت هي على ركبتيها ثم التفتت اليه وقالت ستعلم يا غدر أي يا ظالم ستعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وتكلمت الأيدي والارجل ماذا سيكون أمري وأمرك عنده.. فعلق النبي النبي صلى الله عليه وسلم عليها بقوله: "صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها"، أي كيف يطهر؟ كيف ينصر الله، كيف ينجي، كيف مع تلك الأمة التي لا المظلوم على الظالم كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها أو من شديدها، فلا تنصر تلك الأمة لا تقدس لا تطهر لا يكن رب العالمين معها…
- فمن نصر الناس نصره الله ومن كان مع المظلوم كان الله معه ولذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"، حاجة ايًا كانت هو مع أخيه فإن الله يكون في حاجته ومن ينصر الناس ينصره الله، ومن يفك كرب الناس يفك الله كربه، ومن ييسر على معسر ييسر الله عليه في الدنيا والأخرة هذه امور حتمية في شرعنا نصرة المظلوم ليست استحبابًا ولا ندبًا ولا فضولاً وليست ايضًا منا قربة وفقط بل هي فريضة بل هي واجبة بل هو أمر حتمي رباني أمر الله تبارك وتعالى به ونبي صلى الله عليه وسلم وأجمعت عليه الأمة جمعاء كما نقل علماؤها هكذا..
- أيها الإخوة وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، فقالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما؟ قال :"أن تحجزه عن ظلمه فذاك نصرك له"، أن تقول له لا هذا ظلم سواء كنت أخي أنت ابني هذه زوجتي هذه امي هؤلاء أهلي عشيرة قبيلتي زملائي طلابي مشايخي أيًا كان حزبي جماعتي أمتي شعبي وطني أي أحد كان يقول له لا لا يكفي ظلم فلابد أن يكون له موقف ذلك الموقف يعذر عند الله به أنه نصر المظلوم، أنه قال للظالم لا، فانصر أخاك ظالمًا أو مظلوما..
- ألا فمن أراد النجاة من فتنة عظيمة فعليه أن ينصر المظلوم، وأن لا يكون هو الظالم، ولا يكفي أن تنصر المظلوم وفقط، ولا يكفي أن لا تسكت بل لا بد أن لا تكون من الظالمين، وأن تتبرأ منهم، وحتى الركون إلى الظلم ظلم فكيف بالظلم بنفسه؟.﴿وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن أَولِياءَ ثُمَّ لا تُنصَرونَ﴾، وهو ركون فقط الى الظالم فكيف بالظلم نفسه…
- لنقتدي بربنا تبارك وتعالى الذي قال صراحة كما جاء في الحديث الصحيح وهو قدسي ايضا، قال قال الله تبارك وتعالى مطمئنًا دعوة المظلوم وهي تمر على السحاب وتصعد إلى الرحمن يقول الله لها: "وعزتي وجلالي لأستجيبن لك" أي لأنصرنك ولأحققن طلبك ولو بعد حين، انتصار من الله للمظلوم…
- فليكن كل أحد منا في صف المظلوم لينعدم الظلم، أما أذا سكتنا، أما إذا جبنا، أما إذا خفنا، أما إذا لم نغير الظلم فسيعمنا العقاب لا محالة: ﴿وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، ولذلك صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم"، وفي رواية اخرى قال فيعمهم العقاب منه ثم يدعونا جميعًا وليس الخيار فقط، ثم يدعون فلا يستجاب لهم لماذا؟ لأن الظلم عم بينهم دون أن يحركوا ساكنا…
- هذا أيها الإخوة إذا كان بين أفراد الأمة، بين فرد لفرد، وبين جماعة لجماعة، وبين شعب لشعب، وبين دولة لدولة، وبين ثقافة لثقافة، وبين فكر لفكر، وبين إعلام لإعلام، وبين كلام لكلام، فكيف إذا كان الظلم قد عم من خارج الأمة على الأمة كما نرى في غزة العزة ذلك الظلم الوحشي الذي لم ير مثله أي ظلم أشد ولا أفظع ولا أجرم ولا أكبر ولا أخطر بل هو ابادة بتصنيف العالم بكله… ومع ذا نرى سكوتًا مروعًا ونرى خوراً وجبنًا وسكوتًا محرمًا، ودون أن يحركوا ساكنًا يجب أن يتحرك، وليس الكلام الباطل، وليس اللعب والمراوغة السياسية او الإعلامية أو أي شيء كان من استقطاب واستعطاف ضعفاء النفوس بأي كان سواء كان بالعمل الذي يعد من الترويج للنفس، أو من الأقوال الذي تعد كذلك من الترويج للنفس، ومحاولة كسب جماهيري او السياسي أو الشعبي أو العالمي أو أي شيء كان بل نريد أن نرى عملاً حتى نعذر أمام ربنا تبارك وتعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله….
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة الحديث عن الظلم والمظالم وما نراه في أمتنا، وفي شعوبنا، وبين أفرادنا وفي كل شيء من شؤون حياتنا كثير وكبير وطويل ويحتاج إلى ما يحتاج إليه من حقه ولكن اعظم حق يجب أن يكون هو العمل لنصرة المظلوم وأن لا يكون الإنسان ظالمًا ولا أن يكون ساكتًا ابدا بل يجب أن يقول وأن يتحدث والنبي صلى الله عليه وسلم قد حث الأمة حتى على أن تنكر الظلم ولو كان في ظهر الغيب لو كان بأدنى درجات الإنكار أيًا كان ذلك الإنكار وايًا كان درجاته حتى نعذر عند ربنا تبارك وتعالى: "ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته"، ونصرته إما بكلام أو بفعال أو أي شيء كان…
- فالجزاء من جنس العمل إن سكت اليوم عن ظلم فلان سيسكت الناس عنك في ظلم نزل عليك، وقبل هذا وذاك تبارك وتعالى لن ينتقم لك، ولن ينصرك لأنك لم تنصر المسلم؛ لأنك لم تقم معه، لأنك خذلته، فيكون الخذلان الأكبر والاعظم من الله تبارك وتعالى…
- ألا فمن أحب أن ينصره الله فلينصر المظلوم، ومن أحب أن لا يخذله الله، وأن ينصره الله، وأن يكون الله معه، وأن يكون في حاجته، وأن ييسر له، وأن يكون دائمًا عند كربته فعليه أن يفعل ذلك للخلق؛ ليجازيه الخالق جل وعلا، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
*بلاء.غزة.هل.مر.بالأمة.مثله.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*بلاء.غزة.هل.مر.بالأمة.مثله.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/12795
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ جمادى الثانية/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الله تبارك وتعالى قد اختصر الأمور في آية واحدة من كتابه الكريم وكل آياته محكمات، وعظيمات، وفيها أكبر، وأعظم، أبلغ العظات، إنها في سورة محمد صلى الله عليه وسلم، أو في سورة القتال عند كثير من علماء الإسلام كانوا يسمونها كذلك، وكان ابن عباس يطلق عليها ذلك، إنها سورة القتال التي قال الله تبارك وتعالى فيها: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾ إنه ابتلاء في بتلاء في ابتلاء، وتمحيص في تمحيص في تمحيص، وبما يريد الله تبارك وتعالى يبتلي أفراد الأمة بما شاء، ويبتلي مجموع الأمة بما شاء، وكيف شاء، وفي الوقت الذي يشاء تبارك وتعالى، ولكن المختصر الشديد لهذا الابتلاء بكله سواء كان على الأفراد، أو كان على المجتمعات، أو كان على الدول، والشعوب، أو كان على الأمة بمجموعها فردًا فردًا، فإن الاختصار لذلك بكله: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾…
- ولهذا كان السلف الصالح يهابون هذه الآية أيما هيبة، ويخافون منها أيما خوف، ويرتجفون لها، ويتعظون بما فيها، ويدققون في تفاصيلها، وكانوا يدعون ويصرخون: يا ربنا اللهم إنا نعوذ بك أن تبتلي أخبارنا: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾، بنختبر ونختبر، ونمتحن ونكرر من أجل هذا كله فمن الصابر، ومن المجاهد؟ ومن المرابط، ومن الثابت؟ ومن ذلك الذي ابتلاه الله، وامسح ظهر ناجحًا في ذلك الامتحان؟ من ذلك التقي؟ الذي يظهر وتظهر تقواه؟ ثم إذا ما وصلت فتنة فإنه يقع فيها، من ذلك المصلي، القائم، القانت، العابد، من ذلك الذاكر لله، ومن إذا ما واجهته فتنة من الفتن فإنه يصبر، فإنه يحتسب، فإنه ينجح في الاختبار، فإنه يكون مجاهداً حقًا، إنهم قليل من الناس، سواء كان بامتحان في صحة، أو بامتحان بفقر، أو بامتحان في ولد أو بامتحان في دراسته أو بامتحان في عمره أو في امتحان في أي شيء كان منه فإنه يواجه ذلك البلاء بصدر رحب…
- وانظروا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم كيف علّمنا أكبر وأفضل تعليم، وأبلغ وأعظم تعليم، وفي أعظم وأشد الصعوبات التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي البخاري أن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا: ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمر وجهه وقال : "كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بمنشار، فيوضع فوق رأسه، فيشق باثنين، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" رواه البخاري، وأمتنا اليوم بأفرادها، ومجموعها تعاني من الضعف، وربما معه اليأس، واستعجال النصر…
- إن الواجب على الأمة اليوم أن تعد عدتها، وأن تعود إلى ربها لتنال منه كرامتها، وتستعيد بذلك مجدها، وتخرج من ركامها، ولا تفقد الأمل بمولاها جل وعلا، ولهذا علمنا صلى الله عليه وسلم في وقت الشدة أن نكون أقوياء في إيماننا، وفي صلاحنا، وفي خيرنا، وعلاقتنا بربنا، وأن نذلل المستحيل لأجل الأمل الذي ننتظر تحقيقه لهذا الدين وانظروا معي لنموذج الأحزاب المعركة الأشد على المسلمين التي لم يمر ولن يمر على الأمة أعظم منها؛ لأنها اجتمعث العرب قاطبة واليهود من الداخل والخارج، والمنافقون معهم للقضاء على الإسلام الكائن في المدينة وحدها لا مثل اليوم أكثر من ملياري مسلم، وجهزوا جيشا جرارا يفوق من في المدينة رجالا ونساء وصغارا وكبارا... بل الحيوانات أيضا، صورها القرآن: ﴿إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا﴾ لكنه صلى الله عليه وسلم واجه ذلك بقمة الأمل قال أحد الصحابة: حين أمرنا رسول الله ﷺ بحفر الخندق، عرض لنا فى بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة، لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إلى رسول الله ﷺ، فلما رآها أخذ المعول وقال: "بسم الله" وضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله" ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر، فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إنى لأبصر قصر المدائن الأبيض"، ثم ضرب الثالثة فقال: "بسم الله" فقطع بقية الحجر، فقال: "الله أكبر أُعطيت مفاتيح اليمن، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة…
ـ فحوّل صلى الله عليه وسلم تلك المحنة والبلاء إلى منحة، ورفعة، وأمل، إنه النبي صلى الله عليه وسلم فماذا عن الصحابة؟ انظروا إليهم في غزوة ذات الرقاع التي ما سميت بذلك كما في البخاري ومسلم إلا لأنهم رضي الله عنهم تشققت أقدامهم، وسقطت أظافرهم؛ لكثرة أحجارها الحادّة التي أثّرت على أقدامهم فاصطروا للفّ الخِرَق والجلود على الأرجل، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "وكنا نلفّ على أرجلنا الخِرَق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع"، فكان ما كانفيها من شدة وتعب، ومع هذا عادوا منتصرين على عدوهم والأهم على المنافقين الذين لم يخرجوا في غزوة أكبر مما خرجوا من غزوة ذات الرقاع الذي قال عن الصحابة وعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبدالله بن ابي رأس المنافقين: إنما مثلنا ومثل هؤلاء كمثل من قال سمّن كلبك يأكلك، ويعنب بهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الذين جاءوا من مكة مهاجرين؛ لأنه وقعت مشكلة، وأججوا فتنة بين الأنصار الأوس والخزرج، وقال ابن أبي: أما وقد فعلوها لأن عدت إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ويعني نفسه أنها الأعز والنبي هو الأذل كما سجلها القرآن: ﴿يَقولونَ لَئِن رَجَعنا إِلَى المَدينَةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ﴾، ثم كان بعدها ما كان نهاية عبدالله ابن سلول ونهاية أصحابه إلا ما قل منهم جدا…
- لقد ابتلوا فصبروا، لقد امتحنوا فثبتوا ونجحوا، لقد جاءتهم الهزائم من كل جهة لكنهم رضوان الله عليهم كانوا أكبر منها واعظم، وانظر إليهم في اليرموك والقادسية التي واجهوا فيهما أعظم ما واجه الناس جميعا، وأعظم معارك العرب والعجم قاطبة، إنها إسقاط الامبراطورية الفارسية، والرومانية، ومع هذا كان عددهم لا يتجاوزوا حتى عشر معشار ما لعدوهم من عدد وعدة، وأيضا دراية بالأرض ومع هذا كان معهم الله، وشعارهم قول الله: {إنّ اللَّهَ مَعَنَا}، فما هُزموا، وما خابوا، وما خسروا، وما فشلوا، وما رسبوا عليهم رضوان الله، إنهم صحابة رسول الله الذين حملوا مع آلامهم وجراحاتهم حملوا هم الدين والجهاد في سبيل الله والصبر والمجاهدة وبالتالي انتصروا وثبتوا وكان مكان…
- واليوم أسطورة التاريخ غزة العزة والكرامة وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع تضرب أروع البطولات، والصبر، والثبات، والتضحية، والكرامة، والإباء، وتتحدى العالم أجمع، وتقاوم الدنيا كلها بما معهم من جيوش وعدة وعتاد، بل أمريكا والدول الخامس، ومجلس الأمن، وكل الدنيا، ومع هذا انظروا لما ضربوا في التاريخ من صورة رائعة أبهرت الدنيا كلها حتى لقد جاء في تقارير عالمية لعل كثير منكم شاهدها إن كان يتتبعها على أن مئات بل الآف من الغرب قد أسلموا بسبب أحداث غزة، وأرادوا التعرف على دين يجعل أتباعه بهذا المستوى؛ لأنهم رأوا الصبر، لأنهم رأوا الأمل، لأنهم رأوا ما لم يتخيلوا أمام هذا الصلف الصهيوني الفاجر، والإرهابي الغاشم، والعدو الأمريكي الظاهر، وكل العالم المتخاذل والمتآمر، ومع هذا يصبرون بكل ما تعنيه الكلمة من صبر، وثبات، ورباطة جأش، بينما يقتل القتيل من الصهاينة فتقوم الأرض، بل هم يستجدون الشرق والغرب في هذه اللحظة لأجل حيقاف الحرب ولكن بشيء يحفظ لهم ماء الوجه سواء عسكري، أو مخابراتي، أو سياسي، لكنهم عجزوا وسيعجزون، لكنهم ندموا وسيندمون، لكنهم خسروا وسيخسرون، لكنهم خرجوا وسيخرجون…
- وسينتهون من هذه الأرض المقدسة حتمًا، وسيخرجون منها بإذن الله قريبًا، فإنها تبتلع كل أعدائها، فإنها تنهي كل من غزاها، لأنها تفضح كل من تآمر عليها، هكذا عهدناها، إنها أرض مباركة كما وصفها الله في كتابه الكريم، والمباركة لا تحمل الخبائث: ﴿سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ﴾ وفي سورة الأنبياء لما هاجر ابراهيم ولوط عليهما السلام إليها قال ﴿وَنَجَّيناهُ وَلوطًا إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها لِلعالَمينَ﴾، وسليمان عليه السلام: ﴿وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ﴾، هكذا هي تلك الأرض فلا يبقى خبيث ولا تحتمل الخبائث أبدا منذ تاريخها في بداية الإسلام إلى نهاية هذه الأرض والدنيا على الإطلاق، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن احداث غزة ومحنة غزة والفتنة العظيمة التي نراها على أرض الإسراء والمعراج ليست بجديدة على الأمة، لقد مرت بالأمة أحداث كبرى، وفتن عظمى، ليست وحسب ما سبق وذكرنا في خطبتنا الأولى، بل هناك غيرها وأشد منها حتى قال عنها ابن الأثير عليه رحمة الله (فلو قال قائلٌ إن العالم منذُ خلق الله آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً؛ فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها، وقال: ولعل الخلائق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج)، يعني بها اقتحام واجتياح التتار لبغداد، وبلاد الإسلام عامة والذين قدموا من جهة الصين حتى وصلوا لقلب العالم العربي، وقتلوا على طريقهم ملايين الملايين حتى لم يتبق من الناس هناك إلا أفراد لقد استأصل الناس ووصل إلى بغداد وفيها أكبر تجمع سكاني في الأرض أكثر من مليوني رجل وامرأة، فأبادهم جميعًا غير عشرات…
- ثم جاء بعده ما جاء من أحداث قال عنها العلماء ومنها ابن الأثير وابن كثير عليهم رحمة الله على أن من نجا منهم دخلوا في القبور، ودخلوا أيضا في الحشوش يعني البيارات وأنقل كلام ابن كثير: (ودخل كثيرٌ من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، والوسخ، وكمنوا أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فيفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجرى الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون! وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب، ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوفٍ وجوع، وأُعمل السيف في أهل بغداد أربعين يوماً، وكان الرجل يُستدعى من دار الخلافة من بني العباس الخلفاء فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى المقبرة فيذبح كما تذبح الشاة، ويأسرون من يختارون من بناته وجواريه، ولما انقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسبب ذلك الوباء الشديد، حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلقٌ كثير في بلاد الشام مِن تغير الجو وفساد الريح، واجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، لما نودي بـ بغداد الأمان وأنهى جيش التتار مهمته خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير كأنهم الموتى إذا نبشوا، وقد أنكر بعضهم بعضاً، فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذ الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى)…
- فهل رأيتم بلاء ومحنة أعظم من هذه، وشدة أكبر من هذه، ونازلة أطم من هذه، لكن ماذا عن المجاعة الشديدة التي قال عنها ابن حجر: (وقع في الشام غلاءٌ عظيم، واستمرت الشدة حتى أكلوا الميتات، ووقع أيضاً في حلب حتى بيع المكوك بثلاثمائة إلى أن بلغ الألف؛ حتى أكلوا الميتة والقطط والكلاب، وباع كثيرٌ من المقلين أولادهم، وافتقر خلقٌ كثير، ويقال إن بعضهم أكل بعضاً حتى أكل بعضهم ولده، ثم عقب بعد ذلك الوباء، ففني خلقٌ كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في قبر بغير غسلٍ ولا صلاةٍ ويقال: إن ذلك دام في بلاد الشام ثلاث سنين)، وقال ابن كثير: (وأكلت القطط والكلاب والميتات والجيفات، وتماوت الناس في الطرقات، وعجزوا عن التغسيل والتكفين والإقبار، فكانوا يلقون موتاهم في الآبار حتى أنتنت المدينة وضجر الناس، فإنا لله وإنا إليه راجعون).
- إنها كوارث عظمى لم يكن يتوقع أنها تعود أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبدا، ولن تقوم لهم قائمة بتاتًا، وسينتهون لأبد الآبدين قطعًا، لكنها عادت وبقيت وأفضل وأعظم، وستظل هكذا إلى قيام الساعة وقد بشرنا صلى الله عليه وسلم بقوله: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"، وقال: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض".
- فيا أيها الإخوة البلاء لابد منه في هذه الدنيا ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾، ولكن من ينجح، ولكن من يصبر ،ولكن من يحتسب، ولكن من ذلك الذي يجاهد: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾، وفوق هذا: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ فإنا لله وانا اليه راجعون، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik/12795
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 16/ جمادى الثانية/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن الله تبارك وتعالى قد اختصر الأمور في آية واحدة من كتابه الكريم وكل آياته محكمات، وعظيمات، وفيها أكبر، وأعظم، أبلغ العظات، إنها في سورة محمد صلى الله عليه وسلم، أو في سورة القتال عند كثير من علماء الإسلام كانوا يسمونها كذلك، وكان ابن عباس يطلق عليها ذلك، إنها سورة القتال التي قال الله تبارك وتعالى فيها: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾ إنه ابتلاء في بتلاء في ابتلاء، وتمحيص في تمحيص في تمحيص، وبما يريد الله تبارك وتعالى يبتلي أفراد الأمة بما شاء، ويبتلي مجموع الأمة بما شاء، وكيف شاء، وفي الوقت الذي يشاء تبارك وتعالى، ولكن المختصر الشديد لهذا الابتلاء بكله سواء كان على الأفراد، أو كان على المجتمعات، أو كان على الدول، والشعوب، أو كان على الأمة بمجموعها فردًا فردًا، فإن الاختصار لذلك بكله: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾…
- ولهذا كان السلف الصالح يهابون هذه الآية أيما هيبة، ويخافون منها أيما خوف، ويرتجفون لها، ويتعظون بما فيها، ويدققون في تفاصيلها، وكانوا يدعون ويصرخون: يا ربنا اللهم إنا نعوذ بك أن تبتلي أخبارنا: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾، بنختبر ونختبر، ونمتحن ونكرر من أجل هذا كله فمن الصابر، ومن المجاهد؟ ومن المرابط، ومن الثابت؟ ومن ذلك الذي ابتلاه الله، وامسح ظهر ناجحًا في ذلك الامتحان؟ من ذلك التقي؟ الذي يظهر وتظهر تقواه؟ ثم إذا ما وصلت فتنة فإنه يقع فيها، من ذلك المصلي، القائم، القانت، العابد، من ذلك الذاكر لله، ومن إذا ما واجهته فتنة من الفتن فإنه يصبر، فإنه يحتسب، فإنه ينجح في الاختبار، فإنه يكون مجاهداً حقًا، إنهم قليل من الناس، سواء كان بامتحان في صحة، أو بامتحان بفقر، أو بامتحان في ولد أو بامتحان في دراسته أو بامتحان في عمره أو في امتحان في أي شيء كان منه فإنه يواجه ذلك البلاء بصدر رحب…
- وانظروا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم كيف علّمنا أكبر وأفضل تعليم، وأبلغ وأعظم تعليم، وفي أعظم وأشد الصعوبات التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم، ففي البخاري أن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا: ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمر وجهه وقال : "كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بمنشار، فيوضع فوق رأسه، فيشق باثنين، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" رواه البخاري، وأمتنا اليوم بأفرادها، ومجموعها تعاني من الضعف، وربما معه اليأس، واستعجال النصر…
- إن الواجب على الأمة اليوم أن تعد عدتها، وأن تعود إلى ربها لتنال منه كرامتها، وتستعيد بذلك مجدها، وتخرج من ركامها، ولا تفقد الأمل بمولاها جل وعلا، ولهذا علمنا صلى الله عليه وسلم في وقت الشدة أن نكون أقوياء في إيماننا، وفي صلاحنا، وفي خيرنا، وعلاقتنا بربنا، وأن نذلل المستحيل لأجل الأمل الذي ننتظر تحقيقه لهذا الدين وانظروا معي لنموذج الأحزاب المعركة الأشد على المسلمين التي لم يمر ولن يمر على الأمة أعظم منها؛ لأنها اجتمعث العرب قاطبة واليهود من الداخل والخارج، والمنافقون معهم للقضاء على الإسلام الكائن في المدينة وحدها لا مثل اليوم أكثر من ملياري مسلم، وجهزوا جيشا جرارا يفوق من في المدينة رجالا ونساء وصغارا وكبارا... بل الحيوانات أيضا، صورها القرآن: ﴿إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا﴾ لكنه صلى الله عليه وسلم واجه ذلك بقمة الأمل قال أحد الصحابة: حين أمرنا رسول الله ﷺ بحفر الخندق، عرض لنا فى بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة، لا تأخذ فيها المعاول، فشكوا ذلك إلى رسول الله ﷺ، فلما رآها أخذ المعول وقال: "بسم الله" وضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إنى لأبصر قصورها الحمر إن شاء الله" ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر، فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إنى لأبصر قصر المدائن الأبيض"، ثم ضرب الثالثة فقال: "بسم الله" فقطع بقية الحجر، فقال: "الله أكبر أُعطيت مفاتيح اليمن، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة…
ـ فحوّل صلى الله عليه وسلم تلك المحنة والبلاء إلى منحة، ورفعة، وأمل، إنه النبي صلى الله عليه وسلم فماذا عن الصحابة؟ انظروا إليهم في غزوة ذات الرقاع التي ما سميت بذلك كما في البخاري ومسلم إلا لأنهم رضي الله عنهم تشققت أقدامهم، وسقطت أظافرهم؛ لكثرة أحجارها الحادّة التي أثّرت على أقدامهم فاصطروا للفّ الخِرَق والجلود على الأرجل، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "وكنا نلفّ على أرجلنا الخِرَق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع"، فكان ما كانفيها من شدة وتعب، ومع هذا عادوا منتصرين على عدوهم والأهم على المنافقين الذين لم يخرجوا في غزوة أكبر مما خرجوا من غزوة ذات الرقاع الذي قال عن الصحابة وعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبدالله بن ابي رأس المنافقين: إنما مثلنا ومثل هؤلاء كمثل من قال سمّن كلبك يأكلك، ويعنب بهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الذين جاءوا من مكة مهاجرين؛ لأنه وقعت مشكلة، وأججوا فتنة بين الأنصار الأوس والخزرج، وقال ابن أبي: أما وقد فعلوها لأن عدت إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ويعني نفسه أنها الأعز والنبي هو الأذل كما سجلها القرآن: ﴿يَقولونَ لَئِن رَجَعنا إِلَى المَدينَةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ﴾، ثم كان بعدها ما كان نهاية عبدالله ابن سلول ونهاية أصحابه إلا ما قل منهم جدا…
- لقد ابتلوا فصبروا، لقد امتحنوا فثبتوا ونجحوا، لقد جاءتهم الهزائم من كل جهة لكنهم رضوان الله عليهم كانوا أكبر منها واعظم، وانظر إليهم في اليرموك والقادسية التي واجهوا فيهما أعظم ما واجه الناس جميعا، وأعظم معارك العرب والعجم قاطبة، إنها إسقاط الامبراطورية الفارسية، والرومانية، ومع هذا كان عددهم لا يتجاوزوا حتى عشر معشار ما لعدوهم من عدد وعدة، وأيضا دراية بالأرض ومع هذا كان معهم الله، وشعارهم قول الله: {إنّ اللَّهَ مَعَنَا}، فما هُزموا، وما خابوا، وما خسروا، وما فشلوا، وما رسبوا عليهم رضوان الله، إنهم صحابة رسول الله الذين حملوا مع آلامهم وجراحاتهم حملوا هم الدين والجهاد في سبيل الله والصبر والمجاهدة وبالتالي انتصروا وثبتوا وكان مكان…
- واليوم أسطورة التاريخ غزة العزة والكرامة وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع تضرب أروع البطولات، والصبر، والثبات، والتضحية، والكرامة، والإباء، وتتحدى العالم أجمع، وتقاوم الدنيا كلها بما معهم من جيوش وعدة وعتاد، بل أمريكا والدول الخامس، ومجلس الأمن، وكل الدنيا، ومع هذا انظروا لما ضربوا في التاريخ من صورة رائعة أبهرت الدنيا كلها حتى لقد جاء في تقارير عالمية لعل كثير منكم شاهدها إن كان يتتبعها على أن مئات بل الآف من الغرب قد أسلموا بسبب أحداث غزة، وأرادوا التعرف على دين يجعل أتباعه بهذا المستوى؛ لأنهم رأوا الصبر، لأنهم رأوا الأمل، لأنهم رأوا ما لم يتخيلوا أمام هذا الصلف الصهيوني الفاجر، والإرهابي الغاشم، والعدو الأمريكي الظاهر، وكل العالم المتخاذل والمتآمر، ومع هذا يصبرون بكل ما تعنيه الكلمة من صبر، وثبات، ورباطة جأش، بينما يقتل القتيل من الصهاينة فتقوم الأرض، بل هم يستجدون الشرق والغرب في هذه اللحظة لأجل حيقاف الحرب ولكن بشيء يحفظ لهم ماء الوجه سواء عسكري، أو مخابراتي، أو سياسي، لكنهم عجزوا وسيعجزون، لكنهم ندموا وسيندمون، لكنهم خسروا وسيخسرون، لكنهم خرجوا وسيخرجون…
- وسينتهون من هذه الأرض المقدسة حتمًا، وسيخرجون منها بإذن الله قريبًا، فإنها تبتلع كل أعدائها، فإنها تنهي كل من غزاها، لأنها تفضح كل من تآمر عليها، هكذا عهدناها، إنها أرض مباركة كما وصفها الله في كتابه الكريم، والمباركة لا تحمل الخبائث: ﴿سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ﴾ وفي سورة الأنبياء لما هاجر ابراهيم ولوط عليهما السلام إليها قال ﴿وَنَجَّيناهُ وَلوطًا إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها لِلعالَمينَ﴾، وسليمان عليه السلام: ﴿وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ﴾، هكذا هي تلك الأرض فلا يبقى خبيث ولا تحتمل الخبائث أبدا منذ تاريخها في بداية الإسلام إلى نهاية هذه الأرض والدنيا على الإطلاق، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إن احداث غزة ومحنة غزة والفتنة العظيمة التي نراها على أرض الإسراء والمعراج ليست بجديدة على الأمة، لقد مرت بالأمة أحداث كبرى، وفتن عظمى، ليست وحسب ما سبق وذكرنا في خطبتنا الأولى، بل هناك غيرها وأشد منها حتى قال عنها ابن الأثير عليه رحمة الله (فلو قال قائلٌ إن العالم منذُ خلق الله آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً؛ فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها، وقال: ولعل الخلائق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج)، يعني بها اقتحام واجتياح التتار لبغداد، وبلاد الإسلام عامة والذين قدموا من جهة الصين حتى وصلوا لقلب العالم العربي، وقتلوا على طريقهم ملايين الملايين حتى لم يتبق من الناس هناك إلا أفراد لقد استأصل الناس ووصل إلى بغداد وفيها أكبر تجمع سكاني في الأرض أكثر من مليوني رجل وامرأة، فأبادهم جميعًا غير عشرات…
- ثم جاء بعده ما جاء من أحداث قال عنها العلماء ومنها ابن الأثير وابن كثير عليهم رحمة الله على أن من نجا منهم دخلوا في القبور، ودخلوا أيضا في الحشوش يعني البيارات وأنقل كلام ابن كثير: (ودخل كثيرٌ من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، والوسخ، وكمنوا أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فيفتحها التتار إما بالكسر أو بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجرى الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون! وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب، ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوفٍ وجوع، وأُعمل السيف في أهل بغداد أربعين يوماً، وكان الرجل يُستدعى من دار الخلافة من بني العباس الخلفاء فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى المقبرة فيذبح كما تذبح الشاة، ويأسرون من يختارون من بناته وجواريه، ولما انقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسبب ذلك الوباء الشديد، حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلقٌ كثير في بلاد الشام مِن تغير الجو وفساد الريح، واجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، لما نودي بـ بغداد الأمان وأنهى جيش التتار مهمته خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير كأنهم الموتى إذا نبشوا، وقد أنكر بعضهم بعضاً، فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذ الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى)…
- فهل رأيتم بلاء ومحنة أعظم من هذه، وشدة أكبر من هذه، ونازلة أطم من هذه، لكن ماذا عن المجاعة الشديدة التي قال عنها ابن حجر: (وقع في الشام غلاءٌ عظيم، واستمرت الشدة حتى أكلوا الميتات، ووقع أيضاً في حلب حتى بيع المكوك بثلاثمائة إلى أن بلغ الألف؛ حتى أكلوا الميتة والقطط والكلاب، وباع كثيرٌ من المقلين أولادهم، وافتقر خلقٌ كثير، ويقال إن بعضهم أكل بعضاً حتى أكل بعضهم ولده، ثم عقب بعد ذلك الوباء، ففني خلقٌ كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في قبر بغير غسلٍ ولا صلاةٍ ويقال: إن ذلك دام في بلاد الشام ثلاث سنين)، وقال ابن كثير: (وأكلت القطط والكلاب والميتات والجيفات، وتماوت الناس في الطرقات، وعجزوا عن التغسيل والتكفين والإقبار، فكانوا يلقون موتاهم في الآبار حتى أنتنت المدينة وضجر الناس، فإنا لله وإنا إليه راجعون).
- إنها كوارث عظمى لم يكن يتوقع أنها تعود أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبدا، ولن تقوم لهم قائمة بتاتًا، وسينتهون لأبد الآبدين قطعًا، لكنها عادت وبقيت وأفضل وأعظم، وستظل هكذا إلى قيام الساعة وقد بشرنا صلى الله عليه وسلم بقوله: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"، وقال: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض".
- فيا أيها الإخوة البلاء لابد منه في هذه الدنيا ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾، ولكن من ينجح، ولكن من يصبر ،ولكن من يحتسب، ولكن من ذلك الذي يجاهد: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم﴾، وفوق هذا: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ فإنا لله وانا اليه راجعون، وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على واتساب*:
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*غزة.فضحت.أصحاب.العيون.العوراء.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*غزة.فضحت.أصحاب.العيون.العوراء.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/w8htaIhdOJk?si=gCwAEEU3OJPWT_OG
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ جمادى الثانية/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد صدعت رؤوسنا تلك الإدارات الغربية بادعاءاتها الكاذبة لحقوق الإنسان، والمرأة، والطفل، والعدالة الاجتماعية، والحرية، ولقد تكلمت وتفلسفت كثيرًا، وقالت مئات التصاريح، وأفنت نفسها وعمرها لأجل إثبات لنا ذلك، وأنفقت أموالها، وخزائنها من أجل أن تبين للعالم على أنها مع حقوق الإنسان، وعلى أنها في الإنسان وللإنسان، وعلى أنها مع المرأة والطفل، وعلى أنها تنشر العدالة، وتنشد الحرية التي تدعيها، كلمات مدوية، وتصريحات صاخبة نسمعها بين حين وآخر لكن لكن العجب العجاب، والمفارقة الغريبة على أن هذه الإدانات والتصريحات والكلمات والأموال والاجتماعات وهذه بكلها تضيع هباء منثورًا عندما يتعلق الأمر بالإسلام، ولأجل المسلمين، وأناتهم، وإبادتهم، وحريتهم الدينية والفكرية، والحياة عامة…
- تضيع تلك الكلمات الرنانة، والتصريحات الزائفة، والمبادئ التي يدعونها كذبًا وزورًا، ويروجون لها طويلا، ويلزمون غيرهم بها جبرًا، إنها تنتهي، وتبيد، وتسكت، ولا حراك لها في الشرق أو في الغرب، هنا أو هناك، في دولة أو أخرى، أو في أوروبا أو في قلب أمريكا أو في قلب روسيا إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين سكتوا، ولم يتحدثوا، ولم ينطقوا بكلمة أبداً، وخاروا كما تخور الحمر المستنفرة، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأنهم لم يقولوا قبل ذلك بأنهم دعاة الإنسان والإنسانية، ودعاة الحرية، ودعاة الحقوق والعدالة الاجتماعية…
- هذه بكلها عبارة عن أكاذيب انطلت، وعبارة عن كلمات مدوية ذهبت، ليست بشيء عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم بين حين وآخر يُرسم، ويُنشر عنه، ويُشتم، ويُقذف، وتكون الصور الكاراكتيرية في الدول الأوروبية مجتمعة، وتحت أقدامهم يدوسونها، وعلى لوحات كبيرة في شوارع عظيمة تكتظ بملايين الناس يرفعونها، فإذا ما تعلق الأمر بادانة لهذه الافعال القبيحة قالوا هذه حرية، وهذه حرية تعبير، وحرية التعبير عندنا مسموحة، وقوانيننا تجيز ذلك بكل أريحية…
- فإذا ما تعلق الأمر بعلم فلسطيني، أو بلافتة تدين بين قوسين إسرائيل، أو تدين أي مجزرة حدثت في الأمة العربية والإسلامية إذا بذلك الذي يرفع العلم الفلسطيني وقد رأيناه سواء في قلب فرنسا، أو في قلب بريطانيا، أو في قلب ألمانيا، رأيناه في الأسابيع المنصرمة وكلكم في هذه الفترة سياسيون لا محالة، كلكم تتابعون هذه الأخبار وعلى مرأى ومسمع من الجميع يحدث ذلك بأن الذي يرفع العلم الفلسطيني مدان محبوس مسجون مغرّم فرضته تلك الإدارات التي تدعي الحرية، بل حتى كل من يتكلم ولو بمنشور، حتى وصل بهم الأمر لفصل أولاده من مدارسهم، وحرمانهم من حقوقهم لأنهم دعموا وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا لا للإبادة، وما قضية محاكمة اللاعب المغربي عنا ببعيدة الذي سحبت منه الجنسية وغرموه عشرات الملايين بسبب موقفه الداعم والواجب عليه لأجل إخوانه في غزة…
- وسمعتم جرائم القتل والاغتيال في أمريكا لمن يدعم غزة، ومن تم فصله من عمله، ومن تم طرده من تلك الدولة، ومن تم سحب جنسيته، ومن اعتقلوه، ومن اغتالوه، ومن فعلوا به الأفاعيل لأجل كلمات فقط ومنشورات عن غزة، أما عن وسائل التواصل فهذا فيسبوك يتحدث عن ذلك وتعايشونه في كل لحظة كيف يقيد حريتنا، ويحذف منشوراتنا، ويعلق متابعينا، ويعطل حساباتنا… كل هذا وما لا يحصى يصدر ممن يدعون حرية التعبير، ودعاة حقوق الإنسان، والغريب حتى إنهم آذوا من ليسوا من أبناء ديننا الذين يرفعون الأعلام الفلسطينية هناك، بل من أبنائهم ممن بقيت فيهم نخوة الحرية التي حلموا بها، والتي سمعوا بها طالما ترنموا بها فإذا بهم في السجون بل أدينوا بالإرهاب، ادينوا بذلك وهم ليسوا بمسلمين وإنما ما يسمى الإسلام فوبيا قد تسلط عليهم جميعًا فاصبحوا يرون كل مؤيد للإسلام هو من أبناء الإسلام، وان كان من أبناء العلمان أو كان من أبناء النصارى أو اليهود أو اي أحد كان ما دام وأنه يقول حرية لديننا، حرية لأبنائنا، حرية وعدالة وديمقراطية وكلمات يرددها مما يرددونها هم، ويتحدث بما يتحدثون هم اذا هم يدينونه، ويعتقلونه، ويفعلون الأفاعيل…
- يا عالم أعلم فلسطيني يدان، أقبعة فلسطينية يرفعها أحد على رأسه واذا به أصبح إرهابيًا في لحظة؟ أين حقوق الإنسان؟ اين الحرية؟ أين الحرية التي كنتم تطلقونها، أين تلك الأكاذيب التي كنتم تجازفون بها؟ أين تلك الإدانات والتصريحات وأين تلك التي تسمونها بحقوق الإنسان؟ ما رأيناها اليوم وغزة دباد? اين كلمات الشجب والإدانة التي قلتم وحكيتم وتحدثتم ودفعتم مليارات الدولارات لأن روسيا غزت فيما تسمونه انتم أما روسيا فلا تسميه غزواً غزت اوكرانيا ولم تفعل في سنواتها الثلاث أو ما يقرب ما فعلته اسرائيل في يوم واحد في غزة أدنتم وتحدثتم وشكلتم تحالفات كبرى ودفعتم مليارات الدولارات ومئات الملايين من القاذفات من أجلها ومن أجل انقاذ اوكرانيا، لكن عندما تعلق الأمر بكلمة واحدة يقولونها ندين القصف فقط ولا يغني عن أهل غزة شيئًا لجموا ولم يتحدثوا وصمتوا وكأن الأمر لا يعنيهم اليس في قوانينهم قوانين الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة وما يسمى بالقانون الدولي الكاذب والذي يصول ويجول وينفذ ويفرض سياساته علينا فقط…
- أليس مما ينص عليه القانون الدولي على أن قصف المستشفيات هي من جرائم الحرب التي يحاكمون عليها مرتكبو هذه الحروب،
أين هم اليوم ومستشفيات غزة بكلها قد خرجت عن الخدمة؟ أين هم اليوم عندما قُصف مستشفى المعمداني ومستشفيات غزة بكلها؟ واقتحموا مستشفى الشفا وحولوه إلى ثكنة عسكرية وطهروه من كل شيء لم يرحموا حتى الطفل الصغير بل الخدج بل أمراض مزمنة كالكلى والسرطانات، لم يرحموا أحدا هناك بل فوق هذا فقد قصفوا ولا زالت المستشفيات في كل يوم تقصف، وخرجت كلها عن الخدمة بدون استثناء، وأصبح الأطباء أكثر المستهدفين، ومن بقي منهم فيعملون بأدوات بدائية حتى بالسكاكين والمقصات بدون تخدير وغيره… هذا والمستشفيات والأطباء الذي لا يؤذون في قانون الحروب، ولا يعتدى عليه، هو طبيب يمارس خدمة واجبة عليه إنسانيًا قبل ان تكون دينياً، وقسم الأطباء هو الاكثر والأخطر وهم يسمون بملائكة الرحمة انتهوا هنا كل شيء، وذهبت القوانين والمواثيق والمبادئ لأنهم فوق القوانين، إنهم كل شيء فوق الدساتير، إنهم فوق الحقوق، فوق الحريات…
- فأين أنتم يا دعاة الحقوق، من لسيارات الإسعاف، أين انتم ايضًا من اطفال تدعون على أنكم تحمونهم بموجب القانون الإنساني الدولي، وبموجب قوانينكم الداخلية والخارجية ايضًا، وأنظمتكم وكلمات تلقونها في كل يوم، أين تلك لقد غابت وصمتت انتهت لا شيء، اليس قتل الصحفيين تعتبر جريمة حرب، وقد قتلتم اكثر من اسعين صحفيا في خلال اقل من ثلاثة اشهر، لم يقتل في خلال نصف قرن ما قتلتموه في خلال ثلاثة أشهر من الصحفيين اليس هذه جريمة يجب أن تتحدثوا؟!.
- الم يذهب الحكام عربًا وعجما إلى فرنسا وإلى قلب فرنسا عندما اغتيل عشرة صحفيين هناك بسبب فعل ما فذهب الكل يدينون هذه الففلة التي لا يرتضونها ولا يقرونها ولا تقرها ايضًا الاديان لكن أين هم؟ من قتل اكثر من تسعة عشر ألف مسلم في غزة لم يدينوا بكلمة من تلك الكلمات الرنانة؟ أين هذه العبارات التي طالما سمعناها أين الحقوق؟ وأين الحريات؟ وأين الثقافة؟ وأين هذه الكلمات المدوية؟ ألسنا ندرس ولا زلنا ندرس الحضارة الغربية؟
- ألم تزاح الحضارة الإسلامية من مدارسنا ومن جامعاتنا ومن معاهدنا ومن كتبنا وابيدت الحضارة الإسلامية عن مناهجنا كليًا واستبدلت بالثقافة الإنجليزية وبالأدب الانجليزي وبالأدب الفرنسي وشكسبير وامثاله من الكافرين، ألسنا استبدلنا هذه بكلها من أجل سواد عيونكم لأنكم ادعيتم زوراً وبهتانًا ما ادعيتم ثم تناسيتم هذا بكله عندما رأيتم اشلاء من الأطفال والنساء اكثر من سبعين بالمئة من قتلى غزة اليوم هم من الأطفال والنساء الذي تزعمون على أن قتل امرأة واحدة يخالف القانون الدولي الإنساني أين المساءلة؟ أين قوانينكم هذه؟ التي تنطقون بها وتحاكمون العرب والمسلمين اليها، بينما لا تدينون أنفسكم ولا تتحدثون عنها ابدا…
- ثم كيف يصور الإعلام الغربي المأساة في أرض فلسطين وغزة، كيف ينقل الإعلام المنافق للغرب الإبادة التي تجري على أرض غزة، كيف ينقل هؤلاء نقال الحقيقة والمؤتمنون على الأخبار وهم مرآة العالم كما يقال فماذا يقولون في إعلامهم بكل كان صحفيًا مقروءًا أم مرئيًا أم مسموعًا أم أي شيء كان ماذا يقولون وكيف ينقلون اليسوا يغطون صورة جثة جندي اسرائيلي قتل على ايدي المقاومة بينما يتناسون تسعة عشر الفا قتلوا على أيديهم من المدنيين يتناسون الآف المؤلفة من المدنيين ثم يأتون بطفل كذب انه احرق بعد ذلك تحدثت الصحافة الغربية بنفسها على أنها عبارة عن دمية اصطناعية، والإعلام لا زال شاهدا والبيت الأبيض قد اعتذر عن هذه المهزلة ومهزلة الأطفال وذبح الأطفال ومهزلة حرق الأطفال اعتذر بلسانه على أنها تصريحات حروب لم تكن إلا فارغة ننسحب منها لم نر شيئًا لم نسمع الا كلاما فقط…
- كيف يصور الإعلام الغربي تلك المحرقة والإبادة على أرض فلسطين وغزة، وهم نقال الحقيقة؟ كيف تصور السي إن إن الإخبارية الأمريكية أو مثلاً أو بي بي سي البريطانية عربية، أو انجليزية، او فرنسا 24 مثلاً، او كيف تصور رويترز وكالة الانباء العالمية المشهورة، ونيوز ويك، والتايمز؟ كيف تصور تلك المجازر في غزة وحرب الإبادة، يقولون قُتل جنديان اسرائيليان على ايدي ارهابيين في فلسطين على اثر اشتباك على اثر اشتباك راح ضحية ذلك وفاة والله العظيم إنها وفاة كذا فلسطينية أحد عشر فلسطينيا وهذا الخبر قبل أيام يسيرة، انظروا إلى وفاة وانظروا إلى اشتباك والخبر ليس في غزة الخبر في الضفة لا سلاح معهم ولا شيء لهم دولة سلمت سلاحها بيدها، دولة اذعنت للصهاينة وسلمت كل شيء على اتفاقياتهم، دولة تستلم مؤنها من عدوها، دولة تستلم من غيرها دولة فلسطين منزوعة السلاح ليس لهم الا الحجارة والسكاكين الحادة إن وجدوها ليس لهم الا ذلك، لكن لا يتحدثون الا عن جنديين اسرائيليين…
- إن الجنود الاسرائيليين لم يأتوا إلى غزة وإلى فلسطين في نزهة سياحية، لم يأت الاحتلال من دول الغرب ومن روسيا وأمريكا لم يأتوا في نزهة صيفية، لم يأت الصهاينة من دول الشرق والغرب إلى مقدساتنا في إجازة وعطلة صيفية، لم يأتوا إلا لقتلنا، لم يأتوا الا لإبادتنا، لم يأتوا إلا لدمارنا، لم يأتوا إلا لسحق إخواننا لم يأتوا إلا للقضاء علينا، لم يأتوا لأجل سواد عيوننا، لم يأتوا لذلك كله ولا زلنا في حمق كبير وفي سذاجة عظيمة، نصور الغرب على أنه للحقوق والحريات…
- إنها الدول الغربية وأمريكا وبريطانيا بالذات ذلك الذي أباد أفغانستان، ايضًا العراق أكثر من ستة ملايين عراقي ماتوا قتلوا ذهبوا طردوا شردوا جاعوا سجنوا أبيدوا فعلوا بهم الأفاعيل في العراق، وقبله أفغانستان والصومال وليبيا وفيتنام ونجازاكي وهيروشيما أين هذه الحروب المأساوية التي فعلت ما فعلت امريكا والغرب معًا أين وكالات الأنباء من نقل تلك الحقيقة؟ أين ثمان مئة جندي نظامي في أفغانستان أدينوا فقط
بمخالفة يسيرة وحصروا في سجن في جاجي وقصفوا جميعًا لم يتحرك إعلامي واحد، غابت الصحف وانتهت الإدانات، وصمتت الألسن وذهب كل شيء…
- اين ايضًا تلك الصحف لم تنقل الحقيقة من دولة ليست بمسلمة التي لم يصور المشهد ولم يعلق على مشهد دامي في أقل من دقيقة تباد نجازاكي أكثر من مئة ألف قتيل في أقل من دقيقة بقنبلة أمريكية لم يعلق الا الطيار يا الهي لم تعلق وسائل الأعلام على الاف مؤلفة ممن قتلوا واحرقوا وابيدوا لكنها علقت من أجل صهيوني قتل جاء مغتصبًا جاء قاتلاً جاء مدمراً جاء ناهبًا جاء فاعلاً بنا الأفاعيل، جاء كذلك بينما ابناء فلسطين على أرضهم وحماة مقدساتهم يدانون بأنهم ارهابيون لأنهم يدافعون عن أرضهم وعن كرامتهم وعن حقوقهم وعن وطنهم وعن دينهم وعن أعراضهم وعن نسائهم وعن كل شيء، كم عمر الاحتلال ؟ اليوم ثم يصور أهل الأرض بأنهم عبارة عن مخربين وعن قاتلين وعن ارهابيين وعن انهم يستحقون القتل والدمار والإدانة يخافون ويفزعون ويدينون لأجل معتقل واحد من المجندين ثم يتناسون خمسة الاف ممن اعتقلوا منذ السابع من اكتوبر شهر طوفان الأقصى بين قوسين أين هم؟ فضلاً عن سبعة آلاف معتقل في سجون الاحتلال ثم تتحدثون عن مئة منهم معتقل، وتدينون لاعتقالهم، وأقمت الدنيا عليهم، لقد انتهت الحقوق لما كانت للمسلمين لقد انتهت حقوق الإنسان والطفل وانتهت الحريات، وانتهت الكرامة والإدانات والتصريحات، وتلك القوانين وكل شيء انتهى لما كان على أبناء الإسلام نعوذ بالله من هذا الخذلان، أقول قولي هذا وأستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- طالما صور لنا الغرب على الإسلام بأنه دين همجي، دين قاتل، دين متوحش، بأنه دين متعطش للدماء، هكذا صور لنا الغرب بكله وإعلامه بخصوصه في أفلامه في كاميراته على عدساته على أقلام كتابه وفي كتبه ومؤلفاته في كل شيء يصورون الإسلام على ذلك حتى يصبح الرجل المسلم صاحب خوف منه وقلق ورعب ولابد أن يدقق عليه اكثر حتى وإن كان حليقًا ليس معه لحية حتى، وإن كان معه جينز وبنطال حتى وان كان مزرورا حتى، وان كان لا يلبس الا ما يستر عورته ما دام وأن معه اسم الاسلام فمنه الخوف يأتي، هكذا وأن كنا لا نراه بيننا كمسلمين فيما بيننا لكن لو ذهبتم إلى هناك لو قرأتم عن هناك لو شاهدتم عن هناك لو طلعتم على ما يجري هناك لرأيتم الحقيقة أمام أعينكم هكذا المسلم أصبح…
- بينما بينما تحدث التاريخ ونطقت الكتب واجمعت كتب التاريخ والمؤلفات بأدق الأحصاءات على أن في زمنه صلى الله عليه وسلم بكله منذ بدر إلى أن جاءت تبوك سراياه وغزواته ومعاركه التي بلغت على أكثر تقدير عند الإمام النووي بلغت سبع وخمسون غزوة وسرية لم يتجاوز عدد القتلى عن مئتين واثنين وثمانين قتيلا، نعم مئتان واثنان وثمانون قتيلا ذلك النبي الذي يصور بأنه نبي الإرهاب وعلى وعلى أنه نبي الوحشية وعلى أنه النبي القاتل وعلى أنه نبي السيف كما يصوره الإعلام الغربي والاسلام المتوحش المتغطرس…
- بل والذي رفع السماء والذي رفع السماء ان كل حروب المسلمين مع بعض كل المسلمين ضد غيرهم وبينهم البين لم لم يصل قتلاهم فيما بينهم وضد غيرهم مع غيرهم لم يصل لما قتلته دولة غربية في خلال أقل من ربع قرن فقط، ويكفي امريكا التي قتلت في أقل من ثلث قرن اكثر من خمسة عشر مليونًا في دول عدة والتاريخ بل المشاهدات تكفي بدءا من ليبيا وانتهاء بافغانستان، كل هذه الحروب الدامية وكل هذه بكلها في اقل من ثلث قرن هذه أكثر من الف واربعمائة سنة لم يقتل المسلمون لم يقتل المسلمون غيرهم ولا البين ما قتلته دولة غربية أو اوروبية حتى فيما بينهم فيما بين الحرب المئة عام بين أوروبيا وبين واوروبا لم يقتل المسلمون مثل ما قتلوه لم يفعلوا كذلك مع انهم يصورون على ما يصورونه لكنها العيون العوراء، لكنها السياسة المزدوجة، لكنها المعايير الكاذبة، لكنها الكذبات الزائفة، ويكفيكم ايضًا مثالاً عليها وسائل التواصل الاجتماعي الذي تمنع من أن نتحدث أو أن نقول أو أن نكتب أو أن ننشر عن فلسطين من كلمات يصنفونها بينما لا يصنفون كلماتهم وكلمات اخوانهم الصهاينة شيئًا يذكر أبدا وتنتهي مع هناك… أيها الإخوة هكذا الغرب واكثر واقرأوا واطلعوا أكثر وأكثر وستجدون أعظم وأعظم وما خفي أعظم، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/w8htaIhdOJk?si=gCwAEEU3OJPWT_OG
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 2/ جمادى الثانية/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فقد صدعت رؤوسنا تلك الإدارات الغربية بادعاءاتها الكاذبة لحقوق الإنسان، والمرأة، والطفل، والعدالة الاجتماعية، والحرية، ولقد تكلمت وتفلسفت كثيرًا، وقالت مئات التصاريح، وأفنت نفسها وعمرها لأجل إثبات لنا ذلك، وأنفقت أموالها، وخزائنها من أجل أن تبين للعالم على أنها مع حقوق الإنسان، وعلى أنها في الإنسان وللإنسان، وعلى أنها مع المرأة والطفل، وعلى أنها تنشر العدالة، وتنشد الحرية التي تدعيها، كلمات مدوية، وتصريحات صاخبة نسمعها بين حين وآخر لكن لكن العجب العجاب، والمفارقة الغريبة على أن هذه الإدانات والتصريحات والكلمات والأموال والاجتماعات وهذه بكلها تضيع هباء منثورًا عندما يتعلق الأمر بالإسلام، ولأجل المسلمين، وأناتهم، وإبادتهم، وحريتهم الدينية والفكرية، والحياة عامة…
- تضيع تلك الكلمات الرنانة، والتصريحات الزائفة، والمبادئ التي يدعونها كذبًا وزورًا، ويروجون لها طويلا، ويلزمون غيرهم بها جبرًا، إنها تنتهي، وتبيد، وتسكت، ولا حراك لها في الشرق أو في الغرب، هنا أو هناك، في دولة أو أخرى، أو في أوروبا أو في قلب أمريكا أو في قلب روسيا إذا ما تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين سكتوا، ولم يتحدثوا، ولم ينطقوا بكلمة أبداً، وخاروا كما تخور الحمر المستنفرة، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأنهم لم يقولوا قبل ذلك بأنهم دعاة الإنسان والإنسانية، ودعاة الحرية، ودعاة الحقوق والعدالة الاجتماعية…
- هذه بكلها عبارة عن أكاذيب انطلت، وعبارة عن كلمات مدوية ذهبت، ليست بشيء عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم بين حين وآخر يُرسم، ويُنشر عنه، ويُشتم، ويُقذف، وتكون الصور الكاراكتيرية في الدول الأوروبية مجتمعة، وتحت أقدامهم يدوسونها، وعلى لوحات كبيرة في شوارع عظيمة تكتظ بملايين الناس يرفعونها، فإذا ما تعلق الأمر بادانة لهذه الافعال القبيحة قالوا هذه حرية، وهذه حرية تعبير، وحرية التعبير عندنا مسموحة، وقوانيننا تجيز ذلك بكل أريحية…
- فإذا ما تعلق الأمر بعلم فلسطيني، أو بلافتة تدين بين قوسين إسرائيل، أو تدين أي مجزرة حدثت في الأمة العربية والإسلامية إذا بذلك الذي يرفع العلم الفلسطيني وقد رأيناه سواء في قلب فرنسا، أو في قلب بريطانيا، أو في قلب ألمانيا، رأيناه في الأسابيع المنصرمة وكلكم في هذه الفترة سياسيون لا محالة، كلكم تتابعون هذه الأخبار وعلى مرأى ومسمع من الجميع يحدث ذلك بأن الذي يرفع العلم الفلسطيني مدان محبوس مسجون مغرّم فرضته تلك الإدارات التي تدعي الحرية، بل حتى كل من يتكلم ولو بمنشور، حتى وصل بهم الأمر لفصل أولاده من مدارسهم، وحرمانهم من حقوقهم لأنهم دعموا وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا لا للإبادة، وما قضية محاكمة اللاعب المغربي عنا ببعيدة الذي سحبت منه الجنسية وغرموه عشرات الملايين بسبب موقفه الداعم والواجب عليه لأجل إخوانه في غزة…
- وسمعتم جرائم القتل والاغتيال في أمريكا لمن يدعم غزة، ومن تم فصله من عمله، ومن تم طرده من تلك الدولة، ومن تم سحب جنسيته، ومن اعتقلوه، ومن اغتالوه، ومن فعلوا به الأفاعيل لأجل كلمات فقط ومنشورات عن غزة، أما عن وسائل التواصل فهذا فيسبوك يتحدث عن ذلك وتعايشونه في كل لحظة كيف يقيد حريتنا، ويحذف منشوراتنا، ويعلق متابعينا، ويعطل حساباتنا… كل هذا وما لا يحصى يصدر ممن يدعون حرية التعبير، ودعاة حقوق الإنسان، والغريب حتى إنهم آذوا من ليسوا من أبناء ديننا الذين يرفعون الأعلام الفلسطينية هناك، بل من أبنائهم ممن بقيت فيهم نخوة الحرية التي حلموا بها، والتي سمعوا بها طالما ترنموا بها فإذا بهم في السجون بل أدينوا بالإرهاب، ادينوا بذلك وهم ليسوا بمسلمين وإنما ما يسمى الإسلام فوبيا قد تسلط عليهم جميعًا فاصبحوا يرون كل مؤيد للإسلام هو من أبناء الإسلام، وان كان من أبناء العلمان أو كان من أبناء النصارى أو اليهود أو اي أحد كان ما دام وأنه يقول حرية لديننا، حرية لأبنائنا، حرية وعدالة وديمقراطية وكلمات يرددها مما يرددونها هم، ويتحدث بما يتحدثون هم اذا هم يدينونه، ويعتقلونه، ويفعلون الأفاعيل…
- يا عالم أعلم فلسطيني يدان، أقبعة فلسطينية يرفعها أحد على رأسه واذا به أصبح إرهابيًا في لحظة؟ أين حقوق الإنسان؟ اين الحرية؟ أين الحرية التي كنتم تطلقونها، أين تلك الأكاذيب التي كنتم تجازفون بها؟ أين تلك الإدانات والتصريحات وأين تلك التي تسمونها بحقوق الإنسان؟ ما رأيناها اليوم وغزة دباد? اين كلمات الشجب والإدانة التي قلتم وحكيتم وتحدثتم ودفعتم مليارات الدولارات لأن روسيا غزت فيما تسمونه انتم أما روسيا فلا تسميه غزواً غزت اوكرانيا ولم تفعل في سنواتها الثلاث أو ما يقرب ما فعلته اسرائيل في يوم واحد في غزة أدنتم وتحدثتم وشكلتم تحالفات كبرى ودفعتم مليارات الدولارات ومئات الملايين من القاذفات من أجلها ومن أجل انقاذ اوكرانيا، لكن عندما تعلق الأمر بكلمة واحدة يقولونها ندين القصف فقط ولا يغني عن أهل غزة شيئًا لجموا ولم يتحدثوا وصمتوا وكأن الأمر لا يعنيهم اليس في قوانينهم قوانين الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة وما يسمى بالقانون الدولي الكاذب والذي يصول ويجول وينفذ ويفرض سياساته علينا فقط…
- أليس مما ينص عليه القانون الدولي على أن قصف المستشفيات هي من جرائم الحرب التي يحاكمون عليها مرتكبو هذه الحروب،
أين هم اليوم ومستشفيات غزة بكلها قد خرجت عن الخدمة؟ أين هم اليوم عندما قُصف مستشفى المعمداني ومستشفيات غزة بكلها؟ واقتحموا مستشفى الشفا وحولوه إلى ثكنة عسكرية وطهروه من كل شيء لم يرحموا حتى الطفل الصغير بل الخدج بل أمراض مزمنة كالكلى والسرطانات، لم يرحموا أحدا هناك بل فوق هذا فقد قصفوا ولا زالت المستشفيات في كل يوم تقصف، وخرجت كلها عن الخدمة بدون استثناء، وأصبح الأطباء أكثر المستهدفين، ومن بقي منهم فيعملون بأدوات بدائية حتى بالسكاكين والمقصات بدون تخدير وغيره… هذا والمستشفيات والأطباء الذي لا يؤذون في قانون الحروب، ولا يعتدى عليه، هو طبيب يمارس خدمة واجبة عليه إنسانيًا قبل ان تكون دينياً، وقسم الأطباء هو الاكثر والأخطر وهم يسمون بملائكة الرحمة انتهوا هنا كل شيء، وذهبت القوانين والمواثيق والمبادئ لأنهم فوق القوانين، إنهم كل شيء فوق الدساتير، إنهم فوق الحقوق، فوق الحريات…
- فأين أنتم يا دعاة الحقوق، من لسيارات الإسعاف، أين انتم ايضًا من اطفال تدعون على أنكم تحمونهم بموجب القانون الإنساني الدولي، وبموجب قوانينكم الداخلية والخارجية ايضًا، وأنظمتكم وكلمات تلقونها في كل يوم، أين تلك لقد غابت وصمتت انتهت لا شيء، اليس قتل الصحفيين تعتبر جريمة حرب، وقد قتلتم اكثر من اسعين صحفيا في خلال اقل من ثلاثة اشهر، لم يقتل في خلال نصف قرن ما قتلتموه في خلال ثلاثة أشهر من الصحفيين اليس هذه جريمة يجب أن تتحدثوا؟!.
- الم يذهب الحكام عربًا وعجما إلى فرنسا وإلى قلب فرنسا عندما اغتيل عشرة صحفيين هناك بسبب فعل ما فذهب الكل يدينون هذه الففلة التي لا يرتضونها ولا يقرونها ولا تقرها ايضًا الاديان لكن أين هم؟ من قتل اكثر من تسعة عشر ألف مسلم في غزة لم يدينوا بكلمة من تلك الكلمات الرنانة؟ أين هذه العبارات التي طالما سمعناها أين الحقوق؟ وأين الحريات؟ وأين الثقافة؟ وأين هذه الكلمات المدوية؟ ألسنا ندرس ولا زلنا ندرس الحضارة الغربية؟
- ألم تزاح الحضارة الإسلامية من مدارسنا ومن جامعاتنا ومن معاهدنا ومن كتبنا وابيدت الحضارة الإسلامية عن مناهجنا كليًا واستبدلت بالثقافة الإنجليزية وبالأدب الانجليزي وبالأدب الفرنسي وشكسبير وامثاله من الكافرين، ألسنا استبدلنا هذه بكلها من أجل سواد عيونكم لأنكم ادعيتم زوراً وبهتانًا ما ادعيتم ثم تناسيتم هذا بكله عندما رأيتم اشلاء من الأطفال والنساء اكثر من سبعين بالمئة من قتلى غزة اليوم هم من الأطفال والنساء الذي تزعمون على أن قتل امرأة واحدة يخالف القانون الدولي الإنساني أين المساءلة؟ أين قوانينكم هذه؟ التي تنطقون بها وتحاكمون العرب والمسلمين اليها، بينما لا تدينون أنفسكم ولا تتحدثون عنها ابدا…
- ثم كيف يصور الإعلام الغربي المأساة في أرض فلسطين وغزة، كيف ينقل الإعلام المنافق للغرب الإبادة التي تجري على أرض غزة، كيف ينقل هؤلاء نقال الحقيقة والمؤتمنون على الأخبار وهم مرآة العالم كما يقال فماذا يقولون في إعلامهم بكل كان صحفيًا مقروءًا أم مرئيًا أم مسموعًا أم أي شيء كان ماذا يقولون وكيف ينقلون اليسوا يغطون صورة جثة جندي اسرائيلي قتل على ايدي المقاومة بينما يتناسون تسعة عشر الفا قتلوا على أيديهم من المدنيين يتناسون الآف المؤلفة من المدنيين ثم يأتون بطفل كذب انه احرق بعد ذلك تحدثت الصحافة الغربية بنفسها على أنها عبارة عن دمية اصطناعية، والإعلام لا زال شاهدا والبيت الأبيض قد اعتذر عن هذه المهزلة ومهزلة الأطفال وذبح الأطفال ومهزلة حرق الأطفال اعتذر بلسانه على أنها تصريحات حروب لم تكن إلا فارغة ننسحب منها لم نر شيئًا لم نسمع الا كلاما فقط…
- كيف يصور الإعلام الغربي تلك المحرقة والإبادة على أرض فلسطين وغزة، وهم نقال الحقيقة؟ كيف تصور السي إن إن الإخبارية الأمريكية أو مثلاً أو بي بي سي البريطانية عربية، أو انجليزية، او فرنسا 24 مثلاً، او كيف تصور رويترز وكالة الانباء العالمية المشهورة، ونيوز ويك، والتايمز؟ كيف تصور تلك المجازر في غزة وحرب الإبادة، يقولون قُتل جنديان اسرائيليان على ايدي ارهابيين في فلسطين على اثر اشتباك على اثر اشتباك راح ضحية ذلك وفاة والله العظيم إنها وفاة كذا فلسطينية أحد عشر فلسطينيا وهذا الخبر قبل أيام يسيرة، انظروا إلى وفاة وانظروا إلى اشتباك والخبر ليس في غزة الخبر في الضفة لا سلاح معهم ولا شيء لهم دولة سلمت سلاحها بيدها، دولة اذعنت للصهاينة وسلمت كل شيء على اتفاقياتهم، دولة تستلم مؤنها من عدوها، دولة تستلم من غيرها دولة فلسطين منزوعة السلاح ليس لهم الا الحجارة والسكاكين الحادة إن وجدوها ليس لهم الا ذلك، لكن لا يتحدثون الا عن جنديين اسرائيليين…
- إن الجنود الاسرائيليين لم يأتوا إلى غزة وإلى فلسطين في نزهة سياحية، لم يأت الاحتلال من دول الغرب ومن روسيا وأمريكا لم يأتوا في نزهة صيفية، لم يأت الصهاينة من دول الشرق والغرب إلى مقدساتنا في إجازة وعطلة صيفية، لم يأتوا إلا لقتلنا، لم يأتوا الا لإبادتنا، لم يأتوا إلا لدمارنا، لم يأتوا إلا لسحق إخواننا لم يأتوا إلا للقضاء علينا، لم يأتوا لأجل سواد عيوننا، لم يأتوا لذلك كله ولا زلنا في حمق كبير وفي سذاجة عظيمة، نصور الغرب على أنه للحقوق والحريات…
- إنها الدول الغربية وأمريكا وبريطانيا بالذات ذلك الذي أباد أفغانستان، ايضًا العراق أكثر من ستة ملايين عراقي ماتوا قتلوا ذهبوا طردوا شردوا جاعوا سجنوا أبيدوا فعلوا بهم الأفاعيل في العراق، وقبله أفغانستان والصومال وليبيا وفيتنام ونجازاكي وهيروشيما أين هذه الحروب المأساوية التي فعلت ما فعلت امريكا والغرب معًا أين وكالات الأنباء من نقل تلك الحقيقة؟ أين ثمان مئة جندي نظامي في أفغانستان أدينوا فقط
بمخالفة يسيرة وحصروا في سجن في جاجي وقصفوا جميعًا لم يتحرك إعلامي واحد، غابت الصحف وانتهت الإدانات، وصمتت الألسن وذهب كل شيء…
- اين ايضًا تلك الصحف لم تنقل الحقيقة من دولة ليست بمسلمة التي لم يصور المشهد ولم يعلق على مشهد دامي في أقل من دقيقة تباد نجازاكي أكثر من مئة ألف قتيل في أقل من دقيقة بقنبلة أمريكية لم يعلق الا الطيار يا الهي لم تعلق وسائل الأعلام على الاف مؤلفة ممن قتلوا واحرقوا وابيدوا لكنها علقت من أجل صهيوني قتل جاء مغتصبًا جاء قاتلاً جاء مدمراً جاء ناهبًا جاء فاعلاً بنا الأفاعيل، جاء كذلك بينما ابناء فلسطين على أرضهم وحماة مقدساتهم يدانون بأنهم ارهابيون لأنهم يدافعون عن أرضهم وعن كرامتهم وعن حقوقهم وعن وطنهم وعن دينهم وعن أعراضهم وعن نسائهم وعن كل شيء، كم عمر الاحتلال ؟ اليوم ثم يصور أهل الأرض بأنهم عبارة عن مخربين وعن قاتلين وعن ارهابيين وعن انهم يستحقون القتل والدمار والإدانة يخافون ويفزعون ويدينون لأجل معتقل واحد من المجندين ثم يتناسون خمسة الاف ممن اعتقلوا منذ السابع من اكتوبر شهر طوفان الأقصى بين قوسين أين هم؟ فضلاً عن سبعة آلاف معتقل في سجون الاحتلال ثم تتحدثون عن مئة منهم معتقل، وتدينون لاعتقالهم، وأقمت الدنيا عليهم، لقد انتهت الحقوق لما كانت للمسلمين لقد انتهت حقوق الإنسان والطفل وانتهت الحريات، وانتهت الكرامة والإدانات والتصريحات، وتلك القوانين وكل شيء انتهى لما كان على أبناء الإسلام نعوذ بالله من هذا الخذلان، أقول قولي هذا وأستغفر الله
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- طالما صور لنا الغرب على الإسلام بأنه دين همجي، دين قاتل، دين متوحش، بأنه دين متعطش للدماء، هكذا صور لنا الغرب بكله وإعلامه بخصوصه في أفلامه في كاميراته على عدساته على أقلام كتابه وفي كتبه ومؤلفاته في كل شيء يصورون الإسلام على ذلك حتى يصبح الرجل المسلم صاحب خوف منه وقلق ورعب ولابد أن يدقق عليه اكثر حتى وإن كان حليقًا ليس معه لحية حتى، وإن كان معه جينز وبنطال حتى وان كان مزرورا حتى، وان كان لا يلبس الا ما يستر عورته ما دام وأن معه اسم الاسلام فمنه الخوف يأتي، هكذا وأن كنا لا نراه بيننا كمسلمين فيما بيننا لكن لو ذهبتم إلى هناك لو قرأتم عن هناك لو شاهدتم عن هناك لو طلعتم على ما يجري هناك لرأيتم الحقيقة أمام أعينكم هكذا المسلم أصبح…
- بينما بينما تحدث التاريخ ونطقت الكتب واجمعت كتب التاريخ والمؤلفات بأدق الأحصاءات على أن في زمنه صلى الله عليه وسلم بكله منذ بدر إلى أن جاءت تبوك سراياه وغزواته ومعاركه التي بلغت على أكثر تقدير عند الإمام النووي بلغت سبع وخمسون غزوة وسرية لم يتجاوز عدد القتلى عن مئتين واثنين وثمانين قتيلا، نعم مئتان واثنان وثمانون قتيلا ذلك النبي الذي يصور بأنه نبي الإرهاب وعلى وعلى أنه نبي الوحشية وعلى أنه النبي القاتل وعلى أنه نبي السيف كما يصوره الإعلام الغربي والاسلام المتوحش المتغطرس…
- بل والذي رفع السماء والذي رفع السماء ان كل حروب المسلمين مع بعض كل المسلمين ضد غيرهم وبينهم البين لم لم يصل قتلاهم فيما بينهم وضد غيرهم مع غيرهم لم يصل لما قتلته دولة غربية في خلال أقل من ربع قرن فقط، ويكفي امريكا التي قتلت في أقل من ثلث قرن اكثر من خمسة عشر مليونًا في دول عدة والتاريخ بل المشاهدات تكفي بدءا من ليبيا وانتهاء بافغانستان، كل هذه الحروب الدامية وكل هذه بكلها في اقل من ثلث قرن هذه أكثر من الف واربعمائة سنة لم يقتل المسلمون لم يقتل المسلمون غيرهم ولا البين ما قتلته دولة غربية أو اوروبية حتى فيما بينهم فيما بين الحرب المئة عام بين أوروبيا وبين واوروبا لم يقتل المسلمون مثل ما قتلوه لم يفعلوا كذلك مع انهم يصورون على ما يصورونه لكنها العيون العوراء، لكنها السياسة المزدوجة، لكنها المعايير الكاذبة، لكنها الكذبات الزائفة، ويكفيكم ايضًا مثالاً عليها وسائل التواصل الاجتماعي الذي تمنع من أن نتحدث أو أن نقول أو أن نكتب أو أن ننشر عن فلسطين من كلمات يصنفونها بينما لا يصنفون كلماتهم وكلمات اخوانهم الصهاينة شيئًا يذكر أبدا وتنتهي مع هناك… أيها الإخوة هكذا الغرب واكثر واقرأوا واطلعوا أكثر وأكثر وستجدون أعظم وأعظم وما خفي أعظم، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books ...المزيد
*النصر.حِكَمه.وأسراره.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...
*النصر.حِكَمه.وأسراره.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/cx5ufvEMzxI?si=iAQblMDZcCho_nYn
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 25/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- ففي وقت الفجر، وقبيل أن يبزغ لا بد أن يشتد الظلام، وتزداد العتمة، ويكون أشد وأعظم ما يكون الليل ظهوراً، وبروزاً، وخوفاً، وفزعـًا؛ ليؤذن بمجيء الفجر الصادق، ليؤذن بأذان الفجر، ليؤذن بالخير، ليؤذن بالصبح، ليؤذن بفرج قريب معه المؤمنون يقبلون على ربهم لأداء فرضهم، إنه عند اشتداد سواده، وعند عتمته يأتي ذلك الخير، ويأتي ذلك الحق "الفجر"…
- ومن رحم المعاناة دائمًا وأبدًا يولد الألم والأمل، وتولد الجراحات أيضًا، وتأتي الغارات، لكن كل هذه البلاءات زائلة، وكل هذه البلاءات منتهية، وكل هذه البلاءات ذاهبة كما ذهب الليل وأتى الصبح، وما هي لرفع الدرجات، وامتحان الإيمان في نفوس المؤمنين والمؤمنات: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾، وهم الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا قال: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾، بل: ﴿أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلزِلوا حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريبٌ﴾ والرسول هو النبي المؤيد من السماء، الناطق له جبريل عليه السلام، ومع هذا بدأ الله به، إنه تمحيص شديد للمؤمنين ومحق كبير للكافرين: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾…
- متى نصر الله، إن النصر سينزل عندما يزداد الكرب، ويعظم الظلم، ويكثر الجور، وتعم المأساة، ويشتد الأمر، وتضيق الحناجر ذرعًا، وهنا يقترب الظالم من امتلاء كأسه وبالتالي يأخذه الله تعالى على حين غرة منه:﴿وَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَملَيتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذتُها وَإِلَيَّ المَصيرُ﴾، ﴿فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَهلَكناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَبِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصرٍ مَشيدٍ﴾، فقد عودنا الله ذلك دائمًا وأبدًا، وعودنا الله في كتابه، وعود أنبياءه، وعود رسله، وعود أولياءه، ووعدهم ايضًا ﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾ فهم دائمًا منصورون، وغيرهم مهزومون، مهما كانوا، وأي قوة ملكوا: ﴿استَعينوا بِاللَّهِ وَاصبِروا إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ﴾…
- العاقبة للمؤمن مهما طال، وعظُم الخطب، واشتد الكرب، إنه موعود الله له، وإن مكروا، وإن حاقوا، وإن فعلوا ما فعلوا، وإن خططوا ما خططوا، وإن شردوا، ودمروا فإن الله تبارك وتعالى قد قال في كتابه الكريم: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، أولسنا نقرأ في كتاب الله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، أو ليسنا نؤمن بقول الله: ﴿وَقَد مَكَروا مَكرَهُم وَعِندَ اللَّهِ مَكرُهُم وَإِن كانَ مَكرُهُم لِتَزولَ مِنهُ الجِبالُ﴾، أو ليس بين أيدينا كتاب الله: ﴿فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم أَنّا دَمَّرناهُم وَقَومَهُم أَجمَعينَ فَتِلكَ بُيوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَموا إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمونَ وَأَنجَينَا الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ﴾، ألا فثقوا بموعود الله: ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهامانَ وَجُنودَهُما مِنهُم ما كانوا يَحذَرونَ﴾، واتقوا الله واصبروا تنالوا وعد الله: ﴿إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ﴾، ﴿ثُمَّ نُنَجّي رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنينَ﴾، ﴿فَانتَقَمنا مِنَ الَّذينَ أَجرَموا وَكانَ حَقًّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنينَ﴾ ، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾.
- يوسف ذلك الطفل المسكين، ذلك الصغير الذي لا يملك أحدًا، ولا يعرف في البئر صديقًا ولا قريبًا، ولا يجد أنيسًا ولا جليسًا، ذلك الطفل المفجوع، ذلك الطفل المرمي الذي موته أقرب من حياته، ومع هذا قال الله له وهو في البئر {لتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ لتخبرنهم، لتحدثنهم، وتقصن لهؤلاء أين كنت، وماذا فعلت، وأين وصلت، وذلك عندما يأتونك فقراء، ضعفاء، يعطون أملاكهم وأموالهم رخيصة من أجل بطونهم، وأنت العزيز عليهم، وهم الأذلة، هم من باعوك، وفعلوا ما فعلوا بك… فوقت الظلام، ووقت الشدة، ووقت الألم يأتي الفرج…
- وإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد وعدنا بذلك حقًا وبينه لنا جليا، فقال عليه الصلاة والسلام: "وإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا"، والله يقول في كتابه الكريم: ﴿بَلى إِن تَصبِروا وَتَتَّقوا وَيَأتوكُم مِن فَورِهِم هذا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ﴾ بلى إن تصبروا فشرط الله الصبر والتقوى على المؤمنين حتى يأتي النصر المبين، شرط الله الاحتساب، والصمود، والثبات، والرباط، والجهاد، والبقاء على الثغور إلى أن يأتي الله الصبور، ويأتي نصره العزيز، والله تبارك وتعالى إذا هزم، وإذا خاصم، وإذا عادى، وإذا حارب فلا أحد يواجهه أبدا، ولا يستطع أحد أن يقف أمامه، وأن يصمد في طريقه: ﴿فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم أَنّا دَمَّرناهُم وَقَومَهُم أَجمَعينَ فَتِلكَ بُيوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَموا إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمونَ وَأَنجَينَا الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ﴾.
- وهذا إبراهيم عليه السلام يأتي وحده ليقاتل جيشًا عرمرما بقيادة النمرود، ويقول له النمرود يا إبراهيم في يوم كذا على ساحة كذا فأتني بجنودك وربك معك، وسأقاتلنك ولأضربن عنقك، فأتى إبراهيم وحده، لكن كان أمة من دون الناس، ﴿إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً﴾، فلما رآه النمرود يأتي وحده قال يا إبراهيم: أتيت وحدك، تستهزئ بي، تسخر بي وجنودي وقد أتيتك بآلاف مؤلفة، فقال إبراهيم: ومعي أمثالهم، ومعي أكثر منهم، ومعي أعظم منهم، ومعي أفضل منهم، ومعي أقوى منهم، معي الله الذي لا إله إلا هو، فلما بدأ النمرود ليرسل جنوده على إبراهيم إذا بأضعف جندي يرسله الله وهو البعوض ليهلكهم واحدًا واحدًا حتى يردهم كأنهم هيكل عظمي لا لحم عليهم، والنمرود يعذب أشد مما عُذبوا ليدخل البعوض الذي أرسل عليهم في رأسه وفي دماغه فلا يهدأ إلا بضربه بالأحذية حتى يموت على هذه الذلة والمسكنة ليجعله الله للعالمين عبرة…
- فأين النمرود وجنوده وقوته وقد قال: {أَنا أُحْيِي وأُميِت}، وأين فرعون وجنوده، وقد قال: ﴿أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾، أين عاد، وثمود، وقوم لوط…:﴿وَقَومَ نوحٍ لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغرَقناهُم وَجَعَلناهُم لِلنّاسِ آيَةً وَأَعتَدنا لِلظّالِمينَ عَذابًا أَليمًا وَعادًا وَثَمودَ وَأَصحابَ الرَّسِّ وَقُرونًا بَينَ ذلِكَ كَثيرًا وَكُلًّا ضَرَبنا لَهُ الأَمثالَ وَكُلًّا تَبَّرنا تَتبيرًا﴾، ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾،
- أين ماشطة بنت فرعون تلك التي اختلس عظمها، ولحمها، وشحمها وأبناؤها قبلها في زيت أغلاه فرعون لها لأنها قالت: "ربي الله"، لم تزد عليها، ولم يقل قائل آنذاك أين الله لينقذها، وأين نصر الله ليأتيها؛ لأنه لم يكن من ينطق الله هناك، ولم يكن يتحدث أحد عن الله، إن تلك المرأة شم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج رائحة عطرها، والمسك الذي يفوح منها في الجنة شمها، وينزل ليحدثنا عنها عليه الصلاة والسلام…
- أما فرعون فإنه عبرة للعالمين وإن جنوده قد ذهبوا، وغرقوا وانتهى بهم المطاف إلى النار ﴿مِمّا خَطيئَاتِهِم أُغرِقوا فَأُدخِلوا نارًا فَلَم يَجِدوا لَهُم مِن دونِ اللَّهِ أَنصارًا﴾ لا فرعون لينصرهم، ولا أسلحة لتحميهم، ولا أمم متحدة لتدافع عنهم، ولا أمريكا لتمدهم بأسلحتها وطائراتها، ولا بريطانيا لتأتي بجنودها وأموالها، ولا بالاتحاد الأوروبي ليضخ إيرادته إليهم، ولا العملاء والخونة، ولا أي شيء من هذا أبدا، بل الله جل جلاله هو الذي سيطر على كل شيء؛ فالبحر أمامهم، وفرعون خلفهم يطاردهم، وهم يقولون إنا لمدركون: ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾…
- إنها كلمة الرسل الأولى إن الله معنا، فعندما ينزل الظلام، وعندما تشتد العتمة، وعندما يأتي الكرب، ويزداد الخطب، وعندما يكون ذلك الظلم والفجور والجور والسحق والإبادة والمحرقة بكلها يقول المؤمنون: إن الله معنا كما قالها نبينا صلى الله عليه وسلم إن الله معنا: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾، ونحن اليوم أحوج ما نحتاج إلى استغاثة بالله، إلى عودة إلى الله، إلى رجوع إلى الله، إلى نداء يا الله، إلى أن الله معنا، إلى هذه الكلمة المدوية التي نحارب بها الدنيا ونحارب بها الكفار أجمعين، نحاربهم بها ونحيا عليها ونموت من أجلها، وإننا لنبعث على قولها إن شاء الله: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾.
- إن الناظر لأحداث الأمة عامة، ولأحداث غزة على أخص الخصوص ليقول بملئ فيه: أين الله، أين نصر الله، أين جند الله، متى يأتي فرج الله، متى يأتي ذلك التدخل الرباني، والإرادة الإلهية متى نصر الله؟ السؤال الكبير والأبرز وهو لا يعلم أن ﴿لِلَّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ﴾، والحكمة الكبيرة لا نعرف ما وراءها، ولا ما بطن منها: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾، ولا ما يدور عند رب العالمين سبحانه وتعالى، وفي حكمته، وفي قضائه، وقدره، ولو رأى ذلك الطفل الصغير والده في غرفة العمليات بينما الطبيب يقطع أوصاله لعملية جراحية، فيراه والدماء مضرجة على أيدي الطبيب، والمشرط على يديه، وهو يقطع كيف يشاء، ويفعل ما يشاء، وفوق هذا بكل برودة، وبكل اقتدار، وبكل امتهار، ولا أحد يكف عنه بل يساعدونه، لقال هذا قاتل أبي، وهذا مدمر والدي، وهذا فاعل وهذا صانع واتهمه بكل التهم؛ لأنه صغير لا يدرك ماذا يفعل الحكيم وهو الطبيب فإذا كان هذه حكمة طبيب بسيط لا يعلم شيئًا إلا ما علمه الله، فماذا عن حكمة الله جل وعلا ولله المثل الأعلى…
- فنحن كذلك أمام البلاء، وأمام الهزائم التي نظن أنها هزائم وليست كذلك، وأمام المحارق، وأمام الدمار، وأمام الفجور والظلم والجبروت، وأمام الطغيان والانتقام، لكن الله تبارك وتعالى في السماء يدبرها، في السماء يديرها، في السماء يخطط لها، في السماء يعرف حكمتها، الله جل جلاله هو أعلم وأخبر وأحكم وأعرف منا جميعًا بلا ريب وبلا شك، والتسليم واجب واجب على كل مسلم، والشك في قدر الله، والشك في حكمة الله، والشك في أمر الله، يجب أن يراجع المسلم إيمانه؛ فإن الله عز وجل إنما ينزل نصره وفرجه، وإنما يستجيب للعبد دعاءه في وقته، وفي مكانه، وزمانه الذي يختاره الحكيم جل جلاله، لا في الوقت الذي نختار، قد ربما إنسان في مرض ما ينادي ويتضرع ويدعو ويلجأ إلى الله ومع هذا لا يرى شيئًا من نتيجة لكن النتيجة عند الله هو الذي يقدر الوقت الذي يجيبك، وهو يقدر المكان الذي يجيبك فيه، وهو يقدر كل شيء تبارك وتعالى، فلا نتدخل في إرادته، ولا في حكمته، ولا في أمره، ولا في قضائه بل نحن نسلم لأمره جل وعلا…
- إن المرأة المسكينة التي تحمل جنينها لتسعة أشهر من أول ليلة إلى آخر ليلة تعاني وهي تقاسي وهي تتألم كل هذه الأشهر ثم يكون الألم الأعظم والألم الأكبر الذي ينزل عليها كالموت بل تنتظر الموت، حتى من شدة ما تقاسي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم شهيدة إن ماتت بسبب وضعها لحملها فعند مجيء الفرج يأتي شديد الألم وتأتي الجراحات وتأتي المأساة لأنها تخرج طفلاً للدنيا ليزيد شيئًا عن الدنيا من فكرة من أمل من عمل من مال من طاعة من عبادة فبزغ الفجر بخروج ذلك الفجر، بخروج ذلك الطفل الصغير، وانتهت الآلام، وتولت، وإن بقيت شيء من آلامها فدماء لا غير يسيرة لأيام ثم تنقطع فكذلك هي آثار الحروب لابد منها وآثار الألم وخروج الجنين لابد منه فإذا كان هذا ألم لأجل طفل واحد خرج للدنيا فكيف وهي أمة أخرجتها غزة من موت محقق، ومن مرض مجهد، ومن ألم دائم، ومن تخدير كبير، ومن إرادة لإسحاقها وإسكاتها إلى أمة تقاوم الدنيا، وأمم الأرض أجمعين، أعادت فينا روح الجهاد والاستبال في جذورها، وأعادت قضية فلسطين إلى أعماقها…
- أين قضية فلسطين قبل معركة طوفان الأقصى المجيدة التي تدخل التاريخ كأعظم معركة خاضها المسلمون في القرن الأخير على الإطلاق، أين قضية فلسطين قبل ذلك أكان المسلمون يتحركون من أجلها، أكانوا يتحدثون عنها، أكانوا يعرفون عمالات الداخل والخارج، أكانوا يدينون تلك الاجتماعات التي تدور من تحت الطاولة وفي الأروقة المغلقة ومع هذا لا يسمعها أحد، واجتماعات كبيرة تديرها واشنطن وتديرها روسيا وتديرها هذه وتلك لأجل ما يسمونه بأمن إسرائيل وتمكينها في المنطقة، وضمان التطبيع، وتكون كأي دولة عربية لا فرق بين مسلم في أرضه ويهودي محتل غاصب قاتل مجرم سفاح… لكن جاء طوفان الأقصى فطاف على الكل جميعًا بدون استثناء وأخرج من الأمة ذلك المولود للدنيا الجهاد، والنخوة، وفلسطين، والأقصى، وإخراج الاحتلال من أرضنا، وتمريغ أوهام الجيش الذي لا يقهر، والموساد الأقوى، والدولة العظمى، والنفاق العالمي الظالم، والعملاء الخونة…
- أين غزة قبل سبعة عشر عامًا وهي محاصرة، وهي مظلومة، وهي مقتولة، وهي مأسورة، وهي مدانة، وهي إرهابية، أين كان العالم قبل طوفان الأقصى، أين كانت تلك الكلمات المدوية على أنه الجيش الذي لا يقهر في الدنيا هو جيش الاحتلال، أين كانت تلك الكلمات الرنانة على أن الموساد الاسرائيلي هو أقوى على وجه الارض، أين كانت تلك البطولات التي تصنع، أين كانت تلك الأراجيف التي تحكى، أين كان ذلك بكله، لقد انتهت في يوم واحد بل في بضع دقائق قال أحد قادة المقاومة لو علمنا على أن العدو سينهار أمام اعيننا هكذا لأعددنا جيشًا أكبر منه، ووالله ما أشرقت شمس السابع من أكتوبر إلا ونحن في الأقصى لكن ما كانوا يظنون على أن الأمر كذلك لكنها حكمة الله البالغة ولله الحجة البالغة {فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾…
- شهداؤنا في الجنة ينعمون وأولئك في النار يعذبون، وفي الدنيا يتألمون، وفي يوم من أيام سيخرجون من أرضنا أذلة صاغرين، أين المستعمرون؟ اين بريطانيا في ليبيا؟ أين فرنسا في الجزائر؟ أين بريطانيا في اليمن، أين بريطانيا في مصر، أين الاستعمار من كل الدنيا؟ لقد رحل وانتهى بما فيه ونحتفل في الثلاثين من نوفمبر بخروج آخر بريطاني من على أراضي اليمن، وهكذا ستحتفل الدنيا وتدوي الأرض بخروج آخر مستعمر لأرضنا، ولقدسنا، ولمقدساتنا، ولمسرى نبينا…
- فى يوم من الأيام سنهزمهم جميعًا {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...﴾، في يوم من الأيام سنأتي ونقطع التذاكر للذهاب إلى بيت المقدس لنصلي، في يوم من الأيام سنعتكف هناك، سنزاحم على الصف الأول، سنؤذن فيه، سنختطب، سنرفع راية المقاومة على قبة الصخرة، سنكرم قادة المقاومة على منبر الأقصى، سنحتفل بالنصر في باحات المسجد الأقصى، سنداوي الدنيا، سنعيد كرامتنا، سننهي مأساة إخواننا، سنزيل الذل من على أمتنا، سنتأثر لشهدائنا، سنخرج أسرانا، في يوم من الأيام سيأتي النصر لكن عندما يريد الله تبارك وتعالى وله الأمر وله الحجة البالغة وله القضاء الذي لا يرد، ووالله لو أن الله فتح لنا باب قضائه وقدره لما اخترنا إلا اختياره ولما أردنا إلا ما أراد جل جله لكننا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكنكم قوم تستعجلون، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة مفهوم لابد أن نصححه، لا بد أن نستبدله بغيره، أن انتقام الظالم ليس بالضرورة أن تكون عاجلة، وليس بالضرورة أن تكون لحظية، ولو كان الأمر كذلك لانتهى ذلك الاختبار والابتلاء للمؤمنين، ولظهر لنا ما يسميهم العلماء بعباد النتائج، انا اعبده لأنه ينصر المؤمنين، وليس لأني على الحق، الحق ليس بالضرورة أن يكون له النصر وله الغلبة دائمًا وابدا، اذا كان كذلك فقد انهزم الصحابة في يوم أحد وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حنين أيضا، وأتاهم جيش في الأحزاب، وكانت غطفان وغيرهم يعدون لهم العدة، وقُتل سبعون منهم في بئر معونة، فالنصر ليس بالضرورة أن يكون عاجلاً، والانتقام ليس بالضرورة أن يكون لحظيا، والزلزلة التي تأتي للكافر والمعربد والمجرم قادمة، لكت ليس بالضرورة أن تكون الآن واللحظة فهذا فرعون مكث سنوات طويل، .ثم جاءت النقمة من رب العالمين سبحانه وتعالى، وهذا أبو جهل، وهذا أبو لهب، والوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط… وهؤلاء جميعًا انتهوا وبادوا وذهبوا، بل أين النمرود، وأين عاد وثمود، وأين أولئك جميعا لقد انتهى أمرهم في يوم واحد، وفي لحظة واحدة بإرادة الله تبارك وتعالى وإن مكثوا ما مكثوا، هذا نوح عليه السلام تعمر ألف سنة إلا خمسين عاما ﴿قالَ رَبِّ إِنّي دَعَوتُ قَومي لَيلًا وَنَهارًا فَلَم يَزِدهُم دُعائي إِلّا فِرارًا وَإِنّي كُلَّما دَعَوتُهُم لِتَغفِرَ لَهُم جَعَلوا أَصابِعَهُم في آذانِهِم وَاستَغشَوا ثِيابَهُم وَأَصَرّوا وَاستَكبَرُوا استِكبارًا ثُمَّ إِنّي أَعلَنتُ لَهُم وَأَسرَرتُ لَهُم إِسرارًا﴾ ثم جاء الفرج من رب العالمين سبحانه وتعالى، واتى الطوفان أولئك الكفار ويخرج المؤمنين الأبرار، فكذلك النصر قد يتأخر وليس بالضرورة أن يأتي النصر حتى في الدنيا فهؤلاء هؤلاء أصحاب الأخدود احرقوا وانتهوا وأبيدوا بل قائدهم وإمامهم ورئيسهم وزعيمهم هو الذي علّم ذلك الكافر عن كيف يقتله؟ أين يدخل سهمه فيه إنه يعلم ان النتيجة هي قول الله في سورة البروج: {ذلك الفوز الكبير}، الفوز الكبير ليس في الدنيا، الفوز الكبير في الجنة، والانتقام الأعظم في الآخرة، أولئك نزفهم شهداء، وقنابلهم هدايا، وطلقاتهم وكل شيء فيهم نعدها هدايا ربانية لأولئك الشهداء وان كنا نرى على أنهم مظلومون لكنهم عند الله أحياء: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ يَستَبشِرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ﴾.
- فاأيها الإخوة يجب أن نصحح هذا المفهوم فهناك في الآخرة يكون الجزاء الأكبر ويكون العقاب الأعظم ايضا، وليس بالضرورة في الدنيا وفقط، فإذا لم نر للظالم عقابًا عاجلا فسيكون آجلا، إن لم نره نحن ستراه الأجيال القادمة، فضلا عن أن عقابه في الآخرة أكبر وأشد: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ﴾، وما يؤخره تبارك وتعالى الا لحكمة يريدها: ﴿وَما نُؤَخِّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعدودٍ﴾، ﴿إِنَّهُم يَكيدونَ كَيدًا وَأَكيدُ كَيدًا فَمَهِّلِ الكافِرينَ أَمهِلهُم رُوَيدًا﴾، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/cx5ufvEMzxI?si=iAQblMDZcCho_nYn
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 25/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- ففي وقت الفجر، وقبيل أن يبزغ لا بد أن يشتد الظلام، وتزداد العتمة، ويكون أشد وأعظم ما يكون الليل ظهوراً، وبروزاً، وخوفاً، وفزعـًا؛ ليؤذن بمجيء الفجر الصادق، ليؤذن بأذان الفجر، ليؤذن بالخير، ليؤذن بالصبح، ليؤذن بفرج قريب معه المؤمنون يقبلون على ربهم لأداء فرضهم، إنه عند اشتداد سواده، وعند عتمته يأتي ذلك الخير، ويأتي ذلك الحق "الفجر"…
- ومن رحم المعاناة دائمًا وأبدًا يولد الألم والأمل، وتولد الجراحات أيضًا، وتأتي الغارات، لكن كل هذه البلاءات زائلة، وكل هذه البلاءات منتهية، وكل هذه البلاءات ذاهبة كما ذهب الليل وأتى الصبح، وما هي لرفع الدرجات، وامتحان الإيمان في نفوس المؤمنين والمؤمنات: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾، وهم الصحابة رضوان الله عليهم ومع هذا قال: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾، بل: ﴿أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلزِلوا حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريبٌ﴾ والرسول هو النبي المؤيد من السماء، الناطق له جبريل عليه السلام، ومع هذا بدأ الله به، إنه تمحيص شديد للمؤمنين ومحق كبير للكافرين: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾…
- متى نصر الله، إن النصر سينزل عندما يزداد الكرب، ويعظم الظلم، ويكثر الجور، وتعم المأساة، ويشتد الأمر، وتضيق الحناجر ذرعًا، وهنا يقترب الظالم من امتلاء كأسه وبالتالي يأخذه الله تعالى على حين غرة منه:﴿وَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَملَيتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذتُها وَإِلَيَّ المَصيرُ﴾، ﴿فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَهلَكناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَبِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصرٍ مَشيدٍ﴾، فقد عودنا الله ذلك دائمًا وأبدًا، وعودنا الله في كتابه، وعود أنبياءه، وعود رسله، وعود أولياءه، ووعدهم ايضًا ﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾ فهم دائمًا منصورون، وغيرهم مهزومون، مهما كانوا، وأي قوة ملكوا: ﴿استَعينوا بِاللَّهِ وَاصبِروا إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ﴾…
- العاقبة للمؤمن مهما طال، وعظُم الخطب، واشتد الكرب، إنه موعود الله له، وإن مكروا، وإن حاقوا، وإن فعلوا ما فعلوا، وإن خططوا ما خططوا، وإن شردوا، ودمروا فإن الله تبارك وتعالى قد قال في كتابه الكريم: ﴿وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾، أولسنا نقرأ في كتاب الله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾، أو ليسنا نؤمن بقول الله: ﴿وَقَد مَكَروا مَكرَهُم وَعِندَ اللَّهِ مَكرُهُم وَإِن كانَ مَكرُهُم لِتَزولَ مِنهُ الجِبالُ﴾، أو ليس بين أيدينا كتاب الله: ﴿فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم أَنّا دَمَّرناهُم وَقَومَهُم أَجمَعينَ فَتِلكَ بُيوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَموا إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمونَ وَأَنجَينَا الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ﴾، ألا فثقوا بموعود الله: ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهامانَ وَجُنودَهُما مِنهُم ما كانوا يَحذَرونَ﴾، واتقوا الله واصبروا تنالوا وعد الله: ﴿إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ﴾، ﴿ثُمَّ نُنَجّي رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنينَ﴾، ﴿فَانتَقَمنا مِنَ الَّذينَ أَجرَموا وَكانَ حَقًّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنينَ﴾ ، ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾.
- يوسف ذلك الطفل المسكين، ذلك الصغير الذي لا يملك أحدًا، ولا يعرف في البئر صديقًا ولا قريبًا، ولا يجد أنيسًا ولا جليسًا، ذلك الطفل المفجوع، ذلك الطفل المرمي الذي موته أقرب من حياته، ومع هذا قال الله له وهو في البئر {لتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ لتخبرنهم، لتحدثنهم، وتقصن لهؤلاء أين كنت، وماذا فعلت، وأين وصلت، وذلك عندما يأتونك فقراء، ضعفاء، يعطون أملاكهم وأموالهم رخيصة من أجل بطونهم، وأنت العزيز عليهم، وهم الأذلة، هم من باعوك، وفعلوا ما فعلوا بك… فوقت الظلام، ووقت الشدة، ووقت الألم يأتي الفرج…
- وإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد وعدنا بذلك حقًا وبينه لنا جليا، فقال عليه الصلاة والسلام: "وإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا"، والله يقول في كتابه الكريم: ﴿بَلى إِن تَصبِروا وَتَتَّقوا وَيَأتوكُم مِن فَورِهِم هذا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ﴾ بلى إن تصبروا فشرط الله الصبر والتقوى على المؤمنين حتى يأتي النصر المبين، شرط الله الاحتساب، والصمود، والثبات، والرباط، والجهاد، والبقاء على الثغور إلى أن يأتي الله الصبور، ويأتي نصره العزيز، والله تبارك وتعالى إذا هزم، وإذا خاصم، وإذا عادى، وإذا حارب فلا أحد يواجهه أبدا، ولا يستطع أحد أن يقف أمامه، وأن يصمد في طريقه: ﴿فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم أَنّا دَمَّرناهُم وَقَومَهُم أَجمَعينَ فَتِلكَ بُيوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَموا إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمونَ وَأَنجَينَا الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ﴾.
- وهذا إبراهيم عليه السلام يأتي وحده ليقاتل جيشًا عرمرما بقيادة النمرود، ويقول له النمرود يا إبراهيم في يوم كذا على ساحة كذا فأتني بجنودك وربك معك، وسأقاتلنك ولأضربن عنقك، فأتى إبراهيم وحده، لكن كان أمة من دون الناس، ﴿إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً﴾، فلما رآه النمرود يأتي وحده قال يا إبراهيم: أتيت وحدك، تستهزئ بي، تسخر بي وجنودي وقد أتيتك بآلاف مؤلفة، فقال إبراهيم: ومعي أمثالهم، ومعي أكثر منهم، ومعي أعظم منهم، ومعي أفضل منهم، ومعي أقوى منهم، معي الله الذي لا إله إلا هو، فلما بدأ النمرود ليرسل جنوده على إبراهيم إذا بأضعف جندي يرسله الله وهو البعوض ليهلكهم واحدًا واحدًا حتى يردهم كأنهم هيكل عظمي لا لحم عليهم، والنمرود يعذب أشد مما عُذبوا ليدخل البعوض الذي أرسل عليهم في رأسه وفي دماغه فلا يهدأ إلا بضربه بالأحذية حتى يموت على هذه الذلة والمسكنة ليجعله الله للعالمين عبرة…
- فأين النمرود وجنوده وقوته وقد قال: {أَنا أُحْيِي وأُميِت}، وأين فرعون وجنوده، وقد قال: ﴿أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾، أين عاد، وثمود، وقوم لوط…:﴿وَقَومَ نوحٍ لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغرَقناهُم وَجَعَلناهُم لِلنّاسِ آيَةً وَأَعتَدنا لِلظّالِمينَ عَذابًا أَليمًا وَعادًا وَثَمودَ وَأَصحابَ الرَّسِّ وَقُرونًا بَينَ ذلِكَ كَثيرًا وَكُلًّا ضَرَبنا لَهُ الأَمثالَ وَكُلًّا تَبَّرنا تَتبيرًا﴾، ﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾،
- أين ماشطة بنت فرعون تلك التي اختلس عظمها، ولحمها، وشحمها وأبناؤها قبلها في زيت أغلاه فرعون لها لأنها قالت: "ربي الله"، لم تزد عليها، ولم يقل قائل آنذاك أين الله لينقذها، وأين نصر الله ليأتيها؛ لأنه لم يكن من ينطق الله هناك، ولم يكن يتحدث أحد عن الله، إن تلك المرأة شم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج رائحة عطرها، والمسك الذي يفوح منها في الجنة شمها، وينزل ليحدثنا عنها عليه الصلاة والسلام…
- أما فرعون فإنه عبرة للعالمين وإن جنوده قد ذهبوا، وغرقوا وانتهى بهم المطاف إلى النار ﴿مِمّا خَطيئَاتِهِم أُغرِقوا فَأُدخِلوا نارًا فَلَم يَجِدوا لَهُم مِن دونِ اللَّهِ أَنصارًا﴾ لا فرعون لينصرهم، ولا أسلحة لتحميهم، ولا أمم متحدة لتدافع عنهم، ولا أمريكا لتمدهم بأسلحتها وطائراتها، ولا بريطانيا لتأتي بجنودها وأموالها، ولا بالاتحاد الأوروبي ليضخ إيرادته إليهم، ولا العملاء والخونة، ولا أي شيء من هذا أبدا، بل الله جل جلاله هو الذي سيطر على كل شيء؛ فالبحر أمامهم، وفرعون خلفهم يطاردهم، وهم يقولون إنا لمدركون: ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾…
- إنها كلمة الرسل الأولى إن الله معنا، فعندما ينزل الظلام، وعندما تشتد العتمة، وعندما يأتي الكرب، ويزداد الخطب، وعندما يكون ذلك الظلم والفجور والجور والسحق والإبادة والمحرقة بكلها يقول المؤمنون: إن الله معنا كما قالها نبينا صلى الله عليه وسلم إن الله معنا: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾، ونحن اليوم أحوج ما نحتاج إلى استغاثة بالله، إلى عودة إلى الله، إلى رجوع إلى الله، إلى نداء يا الله، إلى أن الله معنا، إلى هذه الكلمة المدوية التي نحارب بها الدنيا ونحارب بها الكفار أجمعين، نحاربهم بها ونحيا عليها ونموت من أجلها، وإننا لنبعث على قولها إن شاء الله: ﴿لَيسَ لَها مِن دونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ﴾.
- إن الناظر لأحداث الأمة عامة، ولأحداث غزة على أخص الخصوص ليقول بملئ فيه: أين الله، أين نصر الله، أين جند الله، متى يأتي فرج الله، متى يأتي ذلك التدخل الرباني، والإرادة الإلهية متى نصر الله؟ السؤال الكبير والأبرز وهو لا يعلم أن ﴿لِلَّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ﴾، والحكمة الكبيرة لا نعرف ما وراءها، ولا ما بطن منها: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾، ولا ما يدور عند رب العالمين سبحانه وتعالى، وفي حكمته، وفي قضائه، وقدره، ولو رأى ذلك الطفل الصغير والده في غرفة العمليات بينما الطبيب يقطع أوصاله لعملية جراحية، فيراه والدماء مضرجة على أيدي الطبيب، والمشرط على يديه، وهو يقطع كيف يشاء، ويفعل ما يشاء، وفوق هذا بكل برودة، وبكل اقتدار، وبكل امتهار، ولا أحد يكف عنه بل يساعدونه، لقال هذا قاتل أبي، وهذا مدمر والدي، وهذا فاعل وهذا صانع واتهمه بكل التهم؛ لأنه صغير لا يدرك ماذا يفعل الحكيم وهو الطبيب فإذا كان هذه حكمة طبيب بسيط لا يعلم شيئًا إلا ما علمه الله، فماذا عن حكمة الله جل وعلا ولله المثل الأعلى…
- فنحن كذلك أمام البلاء، وأمام الهزائم التي نظن أنها هزائم وليست كذلك، وأمام المحارق، وأمام الدمار، وأمام الفجور والظلم والجبروت، وأمام الطغيان والانتقام، لكن الله تبارك وتعالى في السماء يدبرها، في السماء يديرها، في السماء يخطط لها، في السماء يعرف حكمتها، الله جل جلاله هو أعلم وأخبر وأحكم وأعرف منا جميعًا بلا ريب وبلا شك، والتسليم واجب واجب على كل مسلم، والشك في قدر الله، والشك في حكمة الله، والشك في أمر الله، يجب أن يراجع المسلم إيمانه؛ فإن الله عز وجل إنما ينزل نصره وفرجه، وإنما يستجيب للعبد دعاءه في وقته، وفي مكانه، وزمانه الذي يختاره الحكيم جل جلاله، لا في الوقت الذي نختار، قد ربما إنسان في مرض ما ينادي ويتضرع ويدعو ويلجأ إلى الله ومع هذا لا يرى شيئًا من نتيجة لكن النتيجة عند الله هو الذي يقدر الوقت الذي يجيبك، وهو يقدر المكان الذي يجيبك فيه، وهو يقدر كل شيء تبارك وتعالى، فلا نتدخل في إرادته، ولا في حكمته، ولا في أمره، ولا في قضائه بل نحن نسلم لأمره جل وعلا…
- إن المرأة المسكينة التي تحمل جنينها لتسعة أشهر من أول ليلة إلى آخر ليلة تعاني وهي تقاسي وهي تتألم كل هذه الأشهر ثم يكون الألم الأعظم والألم الأكبر الذي ينزل عليها كالموت بل تنتظر الموت، حتى من شدة ما تقاسي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم شهيدة إن ماتت بسبب وضعها لحملها فعند مجيء الفرج يأتي شديد الألم وتأتي الجراحات وتأتي المأساة لأنها تخرج طفلاً للدنيا ليزيد شيئًا عن الدنيا من فكرة من أمل من عمل من مال من طاعة من عبادة فبزغ الفجر بخروج ذلك الفجر، بخروج ذلك الطفل الصغير، وانتهت الآلام، وتولت، وإن بقيت شيء من آلامها فدماء لا غير يسيرة لأيام ثم تنقطع فكذلك هي آثار الحروب لابد منها وآثار الألم وخروج الجنين لابد منه فإذا كان هذا ألم لأجل طفل واحد خرج للدنيا فكيف وهي أمة أخرجتها غزة من موت محقق، ومن مرض مجهد، ومن ألم دائم، ومن تخدير كبير، ومن إرادة لإسحاقها وإسكاتها إلى أمة تقاوم الدنيا، وأمم الأرض أجمعين، أعادت فينا روح الجهاد والاستبال في جذورها، وأعادت قضية فلسطين إلى أعماقها…
- أين قضية فلسطين قبل معركة طوفان الأقصى المجيدة التي تدخل التاريخ كأعظم معركة خاضها المسلمون في القرن الأخير على الإطلاق، أين قضية فلسطين قبل ذلك أكان المسلمون يتحركون من أجلها، أكانوا يتحدثون عنها، أكانوا يعرفون عمالات الداخل والخارج، أكانوا يدينون تلك الاجتماعات التي تدور من تحت الطاولة وفي الأروقة المغلقة ومع هذا لا يسمعها أحد، واجتماعات كبيرة تديرها واشنطن وتديرها روسيا وتديرها هذه وتلك لأجل ما يسمونه بأمن إسرائيل وتمكينها في المنطقة، وضمان التطبيع، وتكون كأي دولة عربية لا فرق بين مسلم في أرضه ويهودي محتل غاصب قاتل مجرم سفاح… لكن جاء طوفان الأقصى فطاف على الكل جميعًا بدون استثناء وأخرج من الأمة ذلك المولود للدنيا الجهاد، والنخوة، وفلسطين، والأقصى، وإخراج الاحتلال من أرضنا، وتمريغ أوهام الجيش الذي لا يقهر، والموساد الأقوى، والدولة العظمى، والنفاق العالمي الظالم، والعملاء الخونة…
- أين غزة قبل سبعة عشر عامًا وهي محاصرة، وهي مظلومة، وهي مقتولة، وهي مأسورة، وهي مدانة، وهي إرهابية، أين كان العالم قبل طوفان الأقصى، أين كانت تلك الكلمات المدوية على أنه الجيش الذي لا يقهر في الدنيا هو جيش الاحتلال، أين كانت تلك الكلمات الرنانة على أن الموساد الاسرائيلي هو أقوى على وجه الارض، أين كانت تلك البطولات التي تصنع، أين كانت تلك الأراجيف التي تحكى، أين كان ذلك بكله، لقد انتهت في يوم واحد بل في بضع دقائق قال أحد قادة المقاومة لو علمنا على أن العدو سينهار أمام اعيننا هكذا لأعددنا جيشًا أكبر منه، ووالله ما أشرقت شمس السابع من أكتوبر إلا ونحن في الأقصى لكن ما كانوا يظنون على أن الأمر كذلك لكنها حكمة الله البالغة ولله الحجة البالغة {فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾…
- شهداؤنا في الجنة ينعمون وأولئك في النار يعذبون، وفي الدنيا يتألمون، وفي يوم من أيام سيخرجون من أرضنا أذلة صاغرين، أين المستعمرون؟ اين بريطانيا في ليبيا؟ أين فرنسا في الجزائر؟ أين بريطانيا في اليمن، أين بريطانيا في مصر، أين الاستعمار من كل الدنيا؟ لقد رحل وانتهى بما فيه ونحتفل في الثلاثين من نوفمبر بخروج آخر بريطاني من على أراضي اليمن، وهكذا ستحتفل الدنيا وتدوي الأرض بخروج آخر مستعمر لأرضنا، ولقدسنا، ولمقدساتنا، ولمسرى نبينا…
- فى يوم من الأيام سنهزمهم جميعًا {إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ...﴾، في يوم من الأيام سنأتي ونقطع التذاكر للذهاب إلى بيت المقدس لنصلي، في يوم من الأيام سنعتكف هناك، سنزاحم على الصف الأول، سنؤذن فيه، سنختطب، سنرفع راية المقاومة على قبة الصخرة، سنكرم قادة المقاومة على منبر الأقصى، سنحتفل بالنصر في باحات المسجد الأقصى، سنداوي الدنيا، سنعيد كرامتنا، سننهي مأساة إخواننا، سنزيل الذل من على أمتنا، سنتأثر لشهدائنا، سنخرج أسرانا، في يوم من الأيام سيأتي النصر لكن عندما يريد الله تبارك وتعالى وله الأمر وله الحجة البالغة وله القضاء الذي لا يرد، ووالله لو أن الله فتح لنا باب قضائه وقدره لما اخترنا إلا اختياره ولما أردنا إلا ما أراد جل جله لكننا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكنكم قوم تستعجلون، أقول قولي هذا وأستغفر الله…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة مفهوم لابد أن نصححه، لا بد أن نستبدله بغيره، أن انتقام الظالم ليس بالضرورة أن تكون عاجلة، وليس بالضرورة أن تكون لحظية، ولو كان الأمر كذلك لانتهى ذلك الاختبار والابتلاء للمؤمنين، ولظهر لنا ما يسميهم العلماء بعباد النتائج، انا اعبده لأنه ينصر المؤمنين، وليس لأني على الحق، الحق ليس بالضرورة أن يكون له النصر وله الغلبة دائمًا وابدا، اذا كان كذلك فقد انهزم الصحابة في يوم أحد وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حنين أيضا، وأتاهم جيش في الأحزاب، وكانت غطفان وغيرهم يعدون لهم العدة، وقُتل سبعون منهم في بئر معونة، فالنصر ليس بالضرورة أن يكون عاجلاً، والانتقام ليس بالضرورة أن يكون لحظيا، والزلزلة التي تأتي للكافر والمعربد والمجرم قادمة، لكت ليس بالضرورة أن تكون الآن واللحظة فهذا فرعون مكث سنوات طويل، .ثم جاءت النقمة من رب العالمين سبحانه وتعالى، وهذا أبو جهل، وهذا أبو لهب، والوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط… وهؤلاء جميعًا انتهوا وبادوا وذهبوا، بل أين النمرود، وأين عاد وثمود، وأين أولئك جميعا لقد انتهى أمرهم في يوم واحد، وفي لحظة واحدة بإرادة الله تبارك وتعالى وإن مكثوا ما مكثوا، هذا نوح عليه السلام تعمر ألف سنة إلا خمسين عاما ﴿قالَ رَبِّ إِنّي دَعَوتُ قَومي لَيلًا وَنَهارًا فَلَم يَزِدهُم دُعائي إِلّا فِرارًا وَإِنّي كُلَّما دَعَوتُهُم لِتَغفِرَ لَهُم جَعَلوا أَصابِعَهُم في آذانِهِم وَاستَغشَوا ثِيابَهُم وَأَصَرّوا وَاستَكبَرُوا استِكبارًا ثُمَّ إِنّي أَعلَنتُ لَهُم وَأَسرَرتُ لَهُم إِسرارًا﴾ ثم جاء الفرج من رب العالمين سبحانه وتعالى، واتى الطوفان أولئك الكفار ويخرج المؤمنين الأبرار، فكذلك النصر قد يتأخر وليس بالضرورة أن يأتي النصر حتى في الدنيا فهؤلاء هؤلاء أصحاب الأخدود احرقوا وانتهوا وأبيدوا بل قائدهم وإمامهم ورئيسهم وزعيمهم هو الذي علّم ذلك الكافر عن كيف يقتله؟ أين يدخل سهمه فيه إنه يعلم ان النتيجة هي قول الله في سورة البروج: {ذلك الفوز الكبير}، الفوز الكبير ليس في الدنيا، الفوز الكبير في الجنة، والانتقام الأعظم في الآخرة، أولئك نزفهم شهداء، وقنابلهم هدايا، وطلقاتهم وكل شيء فيهم نعدها هدايا ربانية لأولئك الشهداء وان كنا نرى على أنهم مظلومون لكنهم عند الله أحياء: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ يَستَبشِرونَ بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ﴾.
- فاأيها الإخوة يجب أن نصحح هذا المفهوم فهناك في الآخرة يكون الجزاء الأكبر ويكون العقاب الأعظم ايضا، وليس بالضرورة في الدنيا وفقط، فإذا لم نر للظالم عقابًا عاجلا فسيكون آجلا، إن لم نره نحن ستراه الأجيال القادمة، فضلا عن أن عقابه في الآخرة أكبر وأشد: ﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ﴾، وما يؤخره تبارك وتعالى الا لحكمة يريدها: ﴿وَما نُؤَخِّرُهُ إِلّا لِأَجَلٍ مَعدودٍ﴾، ﴿إِنَّهُم يَكيدونَ كَيدًا وَأَكيدُ كَيدًا فَمَهِّلِ الكافِرينَ أَمهِلهُم رُوَيدًا﴾، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*لغز.التآمر.على.الجـ.ـهـ.ـاد.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي ...
*لغز.التآمر.على.الجـ.ـهـ.ـاد.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/ob8dnMQhITk?si=HeeiVUTf3TMg5i1-
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فلقد علم أعداء الأمة جيدًا، وخبروه يقينًا، ودرسوه ولسنوات طويلة وهم يتوغلون في مناهجنا، وفي أحكام شرعنا، وفي تفاصيل ديننا، ويدققون في ماضي أمتنا، يفعلون هذا من سنوات طويلة لا لسواد عيوننا، ولا لأجل نفعنا، ولا لأجل عزنا، ولا لأجل شيء ينفعنا أبدًا، بل إن أعداء الأمة درسوا الإسلام دراسة شاملة كاملة، وأحاطوه إحاطة واسعة، وعلموا وتيقنوا أن سبب عزنا، وأن سبب قوتنا، وأن سبب عظمتنا، وأن السبب الأعظم في النهضة، وفي القوة، والرهبة التي كانت فينا لأعدائنا هو الجهاد في سبيل الله، علموه يقينًا علموه بعد سنوات طويلة من الدراسة، خاصة لتاريخ إسلامنا، ولفتوحات كبرى كانت لنا، فتيقنوا وخرجوا بخلاصة يقينية على أن الجهاد هو السبب، وعلى أن الجهاد في سبيل الله هو الذي أوصل الأمة الإسلامية إلى أوج قوتها، ووصلت الدولة الإسلامية لـ امبراطورية كبرى تتحكم بالعالم بما فيه، وتفرض سيطرتها على الدنيا بكلها، ويهابها الشرق والغرب…
يهتز كسرى على كرسيه
فرقًا وملوك الروم تخشاه
من عمر رضي الله عنه يعني، ويتحكم هارون الرشيد رحمه الله حتى بالسحاب في السماء ويقول لها: امطري حيث شئت فإن كنت في بلد المسلمين أتاني زكاتك، وإن كنت في بلد الكافرين أتتني جزيتك، فامطري حيث شئت، واذهبي إلى حيث شئت؛ فإن ذلك سيأتي إلينا، وإلى خزائن دولتنا، ويهابهم الروم رغم عدتهم وعتادهم، وقوتهم، وجبروتهم، يقول خالد لقائدهم: نحن قوم نحن نحب الموت، كما يحب أعداؤنا الحياة، وقال لآخر في معركة أخرى عندما قال له ذلك القائد إنما جئتم من أجل فتات الدنيا فسنعطيكم وأمثال أمثالها فارجعوا عنا، فقال لا ما أتينا لذلك، بل نحن قوم نشرب الدماء، وعلمنا أن دم الروم هو أطيب الدماء فأتينا لامتصاصكم، وقتالكم، ولن نقبل منكم لو دفعتم إلينا كل شيء بل لا نقبل إلا قتلكم، ثم سيكون كل شيء لنا، حتى ملك الصين قال: كيف لي بقوم إذا أرادوا أن يقتلعوا الجبال لاقتلعوها، هكذا كانوا يخافون، ويرتعدون، ويرعبون؛ لأن لنا قوة تفرض السيطرة، لأن لنا عظمة بأيدينا توجب الهيبة، لأن لنا سلطة وسطوة، لأننا نعلم يقينًا قبل أن يعلموا، وقبل أن يدرسوه بأن العز الأكبر في جهادنا، وفرض هيبتنا كما تفعل أمم الأرض الآن…
- ولغة القوة في الدنيا هي المسيطرة وانظروا لعربدة أمريكا كيف قتلت ملايين الملايين من البشر بدءًا بإبادتها السكان الأصليين فيها وهم الهنود الحمر، وانتهاء ولا نهاية لهم بغزة العزة مع سيدتها وابنتها المدللة إسرائيل فلا قانون دولي نفع، ولا حقوق إنسان، ولا منظمات، ولا إعلام، ولا مظاهرات، ولا قرارات، ولا إدانات، ولا أي حراك كان أوقف جرائم أمريكا والكيان كله وضعوه تحت أقدامهم، وداسوه بأفعالهم لأنهم يملكون القوة، ويفرضون السيطرة، ونحن لا قوة ولا سيطرة منذ فقدنا الجهاد في سبيل رب العزة الذي كان كما سبق سبب عزنا، ومجدنا، وهيبتنا، وأن السبب الأعظم، والأبرز، والأكبر، والأهم وفي نفس الوقت والأخطر الذي أُتينا من قبله، والذلة الكبرى التي حلت علينا بسبب فقده، وأصبحنا تحت رحمة الغرب، وتحت رحمة دول الكفر، مهما بلغ جيشنا، ومهما بلغت أعدادنا، ومهما بلغت عتادنا، ومهما بلغت ميزانياتنا، ومهما بلغت الحضارة التي نحن فيها، لكن دون القوة لسنا بشيء، وإنما القوة الرمي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكما قال الله قبل ذلك: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾…
- والعالم اليوم يجمع على أن القوة تعني كل شيء، وعلى أن القوة هي المسيطرة على كل شيء، وعلى أن من ملك القوة ملك الدولة، وملك السلطة، وملك الشعوب، وملك الميزانيات، وليس هذا وحسب بل ملك الجيوش، والطائرات، والدبابات، والأساطيل، والباريجات، وتحكم بالملوك، والرئاسات والزعامات، وخير مثال على ذلك أمريكا وكيف تتحكم حتى بقرارتنا، وكلمات حكامنا، فضلاً عن أن جيوشهم، وكل شيء يملكونه هو رهينة تحتها، وينتظرون توجيهها، ويأذنون لها في سحق بعضهم بعضًا فيتدخلون في اليمن، وليبيا، وسوريا، والعراق وغيرها إلا غزة فممنوع عليهم حتى المساعدات، وجمع التبرعات، فضلا عن دعم المقاومة، أو حتى تأييدهم بكلمات، إنه ذل، وعجز، وخور، وذل، وقهر…
- أيها الإخوة: إننا منذ فقدنا الجهاد في سبيل الله فقدنا كل شيء، وأصبحنا مهزلة الأمم، وأضحوكة العالم، ونموذج التخلف بكله في الدنيا، ولهذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم العقاب"، عقوبة جماعية، وكارثة نازلة، ولا سبيل لرفع ذلك إلا بالجهاد في سبيل الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- فالجهاد في سبيل الله سبب العز، والرفعة، والكرامة، والنهضة، والقوة، والسيطرة، ورفع العقوبة الربانية، ولهذا أعداؤنا فهموا جيدًا ودرسوا يقينًا لكنهم خسروا لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد قال لنا ولهم، ووفر علينا وعليهم، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه إلا أن ترجعوا إلى دينكم"، ثلاث مرات قالها عليه الصلاة والسلام، وبالتالي فإذا رضينا بالزرع وتركنا الجهاد، وعدتنا إلى المعاملات، وإلى الدنيا والتنافس فيها، من ميزانيات وبنايات، وعمارات… وأي شيء تبنون وتصنعون في هذه الدنيا لن يعيد لكم عزكم، ولن يرفع عنكم ذلكم، واليوم كما يشهد القاصي والداني أننا أصبحنا أضحوكة يشهد التاريخ بما فيه على أننا كذلك يهزأ بنا الكل بدون استثناء، ويلعبون بملوكنا وبحكامنا كما تلعب بالخاتم في يدك، يحركونهم كيف شاءوا، وهم ايضًا لا يملكون حولاً ولا قوة؛ لأننا جميعًا تركنا الجهاد في سبيل الله، لأننا تركناه، وتخلينا عنه مع ما نعلم عنه من أنه سبب العز أو الذل إن تركناه…
- ولهذا لما أدرك الغرب أهمية الجهاد، ودوره في استعادة عز الأمة، ومجدها، وحضارتها، وقوتها، وسطوتها، وسيطرتها أنهوه من مدارسنا، وأنهوه من جامعاتنا، وأنهوه من كل مظاهر الحياة فينا بداعي الإرهاب، وتجفيف منابع الإرهاب، حتى أزالوه من خطبنا ومحاضراتنا، وانهوه من كلماتنا وحاربوا كل شيء له صلة في الجهاد في سبيل الله، فلا طالب المدرسة تقرر له الفتوحات الإسلامية، وقادة المعارك الخالدة، ولا يعرفوه بفضائل الجهاد لرفع راية الإسلام في المعمورة، ولا حتى ذكر فلسطين والمقاومة، وحذفوا أخيرا قصة خولة بنت الأزور، واستشهاد فارس، وأبطال الحجارة، وغير ذلك كثير كثير كثير، وقل عن الجامعة التي عطلوا مادة الثقافة الإسلامية المفروضة على جميع الأقسام وجعلوا من يعلمها أجهل الناس، بل والله إنهم يدرسونها العلمانيون وبكل وقاحة، وكل هذا وغيره بداعي محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه كما قالت إلههم أمريكا، ولا يمكن تجد أي سياسي ينطق لفظ الجهاد، أو حتى المقاومة..؛ لأنهم يعلمون على أنه سبب العز، وسبب الرفعة، وسبب القوة، وسبب أن استعادة الماضي الذي كان معنا…
- إخوتي: تخيلوا على أن الأمم المتحدة التي لا يملكها أحد سوى القوة أيًا كانت القوة ومن أي دولة كانت القوة، فالأمم المتحدة ومجلس امنها هؤلاء أصدروا مشكورين أكثر من مئة وثلاثين قراراً أمميا، وضعوا تحته ألف خط بأنه إلزامي قرارات إلزامية من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن فيها إلى ما تسمى باسرائيل وضد اسرائيل، هل تخيلتم أكثر من مائة وثلاثين قرارا ضد اسرائيل ضد الكيان الصهيوني ضد الاحتلال لكن الفاجعة على أنه والذي نفسي بيده لم ينفذ منه أي قرار، ويشهد التاريخ على ذلك إن كنا لم نعش منذ ثمانية واربعين وألف وتسعمائة من القرن الماضي حتى هذا العام من القرن الحالي لعام الفين ولقد صدر آخر قرار الثلاثاء الماضي الذي صدر بإخراج إسرائيل من الجولان السوري المحتل، ومع هذا أقسم بالله أنه لن ينفذ على يد الأمم المتحدة، ولن تنفذه إلا القوة، والجهاد في سييل الله، وانظروا للسلطة الفلسطينية أكثر من سبعين سنة وهي تتسول على أبواب الأمم المتحدة، وهي تتنقل من دولة إلى أخرى، وهي ترمي بأوراقها في كل وجه، وتشكي لكل أحد، ويبكي الخائن العميل الصهيوني الثاني عباس أبو مازن على أسوار الأمم المتحدة مراراً وتكراراً وامام العالم كله واليوتيوب يشهد يبكي يبكي وينتحب فضلاً عن السفير الدائم والثابت لدى الأمم المتحدة مرارا يبكي ويتضور من العطش ويشرب مراراً وتكراراً، ومع هذا لا يرحمهم أحد، ولا يقل أحد لا اسرائيل ونعم للتنفيذ وقوة ضاربة حتى تنفذ… لا أبدًا بل بالعكس جاءت صفقات باسم مفاوضات أخذت إسرائيل بموجبها أكثر من 70% من الأراضي الفلسطينية سواء باتفاق كام ديفيد، واتفاق أوسلو، أو غيرها من اتفاقات داخلية وخارجية محلية دولية عالمية من كل جهة لكن لا لن ينفذ اي شيء أبدا إنما تنفذه القوة والجهاد في سبيل الله جلاله.
- لكن في الجانب المقابل هل تخيلتم على أن قطاع غزة المحاصر منذ عام الفين وسبعة حتى هذه الثانية والقصف، والدمار، والحصار من كل جهة، بل وبشهادات منظمات عالمية على أنه أكبر سجن على وجه الأرض، وعليكم بخرائط جوجل، وايضًا التقارير الصحفية كيف الجدران الحديدية تفصلها وتفصل غزة عن العالم بكله، أكثر من ستة متر من الفولاذ ومن الحديد ومن الخرسانة ومن الأسلاك الكهربائية هذا في الجانب اليهودي الاسرائيلي، ثم في الجانب المقابل السلطة التي تسمى مسلمة السلطة المصرية اكثر من عشرة ليست ستة عشرة من عشرة متر من فولاذ والخرسانة والحديد وإلى اخره فضلاً عن جيش بكله اعد على الأسور فضلاً عن طائرات رنانة ولاقطة وكاميرات متطورة وانظمة تجسس وباء تريوت وقل ما شئت، غزة هل تخيلتم على ان غزة العزة لم يسجن منها سجين واحد، وحتى هذه الثانية غزة لم يؤخذ منها شبر واحد منذ الفين وسبعة حتى اللحظة لماذا؟ لأنها تقاوم، لأنها تجاهد، لأنها لم تخضع، ولم تذل، ولم ترض بما رضينا به من زرع، وماشية، ودنيا فانية فكانت شامخة عزيزة أبية، بل رفعت شأن الأمة، وأعادت لها الهيبة، وأذلت ما كان يسمى بالجيش الذي لا يقهر الذي هزم في ألعوبة وسذاجة الجيوش العربية في 49 و67 و73 من القرن الماضي….
- أيها الإخوة غزة وحركة المقاومة الذي سبق وتكلمت عنها مراراً سجين واحد يخرج منهم فقط في كل الصفقات الماضية سجين واحد أي أن السجناء والعربدة الهلاك الذلة والمهانة هي من جهة التسليم، ومن جهة المفاوضات، ومن جهة من رضي بتسليم السلاح، وأصبحت دولة منزوعة السلاح بفعل المفاوضات مع راعية السلام الفاجرة القاتلة الشريرة الشيطانية أمريكا إلهة الحكام الأعراب… فهل علمتم ماذا تعني القوة؟ القوة هي التي تحكم، القوة هي التي تفرض، القوة هي التي تلزم، القوة هي التي تسيطر، القوة هي التي تفرض ما شاءت، من الذي جعل العدو الكيان الصهيوني يركع ويخضع ويذل مع ما لديه من أسلحة وطائر ودبابات وراجمات وكل أنواع الأسلحة والعالم مفتوح له ليفعل ما يشاء، ويأخذ منه ما يشاء، وتقول له خزائنهم بكل صراحة: خذ منا ما شئت، وما أخذته أحب إلينا مما تركته، هكذا يقولون ومع هذا وقف عاجزاً على حدود غزة وإذا دخلها خرج منها خاسراً خائبًا ذليلاً يترك عاراً وذلاً ومهانا، ويترك رعبًا عند جنوده وعند جيشه وعند شعبه وعند الكل؛ لأن غزة؛ عزة لأن فيها جهاد؛ لأن فيها قوة؛ لأن فيها المعنى الذي قاله عليه الصلاة والسلام: "إذا تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً"، وهي لم تذل لأن الجهاد قائم فيها، نحن الذين نذل ونهان وأصبحت دماء إخواننا هناك عار علينا ومهانة وذلة وعذاب في الدنيا والآخرة… أقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- جلس ثلاثة من الصحابة عند الكعبة فكل واحد قال أعظم عمل صالح يراه فذاك سقاية الحاج، وذاك عمارة المسجد الحرام، وذلك قال الإيمان بالله… فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا والله جاءني جبريل آنفًا فتلا علي ونزلت الآية: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ فالمجاهد في سبيل الله له أعظم درجة من القانت الصائم العابد الخاشع الذليل بجوار الكعبة عمرة كله أعظم وأكبر وأكثر أجرًا…
- ولقد بعث ابن المبارك برسالة لتلميذه الفضيل ابن عياض الذي كان يكفله ابن المبارك فقال له فيه وهو مرابط معتكف ملازم للحرمين..:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت انك بالعبادة تلعب
من كان يغضب خده بدموعه
فدموعنا بدمائنا تتخضب
يقول ذلك للعابد الزاهد الورع التقي الفضيل بن عياض وكان من أكبر العلماء بل كان أكبر عالم في ذلك الزمان الفضيل بن عياض ومع هذا قال له ابن المبارك لعلمت على أنك بالعبادة تلعب فقط عبارة عن لعب؛ لأنه لا أفضل من الجهاد في سبيل الله كما قال صلى الله عليه وسلم لما سُئل ماذا يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال لا تستطيعونه، قالوا ماذا، فقال لا تستطيعونه ثلاثًا فقال عليه الصلاة والسلام: "هل يستطيع أحدكم أن يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا يفتر حتى يعود المجاهد إلى أهله فذلك يعدل الجهاد في سبيل الله، والذي نفس بيده لوددت أن أقاتل ثم أقتل، ثم أقاتل ثم أقتل، ثم أقاتل ثم أقتل ثلاث مرات لماذا؟ لعظمة الجهاد كل الناس يتمنون أن لو عادوا إلى الحياة الدنيا للحياة إلا المجاهد فيتمنى يعود إلى الحياة ليموت شهيدًا مجيدًا من جديد؛ لما يرى من فضل الشهادة في سبيل الله…
- فأيها الإخوة الجهاد في سبيل الله هو سبب عزتنا، هو سبب رفعتنا، هو سبب عظمتنا، هو سبب قوتنا، هو سبب حضارتنا، هو السبب الأول لاسترداد الماضي التليد لنا، ولهذا علمه أعداؤنا جيدًا فحاربوه بكل قوة، وأنهوه فينا، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/ ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/ob8dnMQhITk?si=HeeiVUTf3TMg5i1-
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 17/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فلقد علم أعداء الأمة جيدًا، وخبروه يقينًا، ودرسوه ولسنوات طويلة وهم يتوغلون في مناهجنا، وفي أحكام شرعنا، وفي تفاصيل ديننا، ويدققون في ماضي أمتنا، يفعلون هذا من سنوات طويلة لا لسواد عيوننا، ولا لأجل نفعنا، ولا لأجل عزنا، ولا لأجل شيء ينفعنا أبدًا، بل إن أعداء الأمة درسوا الإسلام دراسة شاملة كاملة، وأحاطوه إحاطة واسعة، وعلموا وتيقنوا أن سبب عزنا، وأن سبب قوتنا، وأن سبب عظمتنا، وأن السبب الأعظم في النهضة، وفي القوة، والرهبة التي كانت فينا لأعدائنا هو الجهاد في سبيل الله، علموه يقينًا علموه بعد سنوات طويلة من الدراسة، خاصة لتاريخ إسلامنا، ولفتوحات كبرى كانت لنا، فتيقنوا وخرجوا بخلاصة يقينية على أن الجهاد هو السبب، وعلى أن الجهاد في سبيل الله هو الذي أوصل الأمة الإسلامية إلى أوج قوتها، ووصلت الدولة الإسلامية لـ امبراطورية كبرى تتحكم بالعالم بما فيه، وتفرض سيطرتها على الدنيا بكلها، ويهابها الشرق والغرب…
يهتز كسرى على كرسيه
فرقًا وملوك الروم تخشاه
من عمر رضي الله عنه يعني، ويتحكم هارون الرشيد رحمه الله حتى بالسحاب في السماء ويقول لها: امطري حيث شئت فإن كنت في بلد المسلمين أتاني زكاتك، وإن كنت في بلد الكافرين أتتني جزيتك، فامطري حيث شئت، واذهبي إلى حيث شئت؛ فإن ذلك سيأتي إلينا، وإلى خزائن دولتنا، ويهابهم الروم رغم عدتهم وعتادهم، وقوتهم، وجبروتهم، يقول خالد لقائدهم: نحن قوم نحن نحب الموت، كما يحب أعداؤنا الحياة، وقال لآخر في معركة أخرى عندما قال له ذلك القائد إنما جئتم من أجل فتات الدنيا فسنعطيكم وأمثال أمثالها فارجعوا عنا، فقال لا ما أتينا لذلك، بل نحن قوم نشرب الدماء، وعلمنا أن دم الروم هو أطيب الدماء فأتينا لامتصاصكم، وقتالكم، ولن نقبل منكم لو دفعتم إلينا كل شيء بل لا نقبل إلا قتلكم، ثم سيكون كل شيء لنا، حتى ملك الصين قال: كيف لي بقوم إذا أرادوا أن يقتلعوا الجبال لاقتلعوها، هكذا كانوا يخافون، ويرتعدون، ويرعبون؛ لأن لنا قوة تفرض السيطرة، لأن لنا عظمة بأيدينا توجب الهيبة، لأن لنا سلطة وسطوة، لأننا نعلم يقينًا قبل أن يعلموا، وقبل أن يدرسوه بأن العز الأكبر في جهادنا، وفرض هيبتنا كما تفعل أمم الأرض الآن…
- ولغة القوة في الدنيا هي المسيطرة وانظروا لعربدة أمريكا كيف قتلت ملايين الملايين من البشر بدءًا بإبادتها السكان الأصليين فيها وهم الهنود الحمر، وانتهاء ولا نهاية لهم بغزة العزة مع سيدتها وابنتها المدللة إسرائيل فلا قانون دولي نفع، ولا حقوق إنسان، ولا منظمات، ولا إعلام، ولا مظاهرات، ولا قرارات، ولا إدانات، ولا أي حراك كان أوقف جرائم أمريكا والكيان كله وضعوه تحت أقدامهم، وداسوه بأفعالهم لأنهم يملكون القوة، ويفرضون السيطرة، ونحن لا قوة ولا سيطرة منذ فقدنا الجهاد في سبيل رب العزة الذي كان كما سبق سبب عزنا، ومجدنا، وهيبتنا، وأن السبب الأعظم، والأبرز، والأكبر، والأهم وفي نفس الوقت والأخطر الذي أُتينا من قبله، والذلة الكبرى التي حلت علينا بسبب فقده، وأصبحنا تحت رحمة الغرب، وتحت رحمة دول الكفر، مهما بلغ جيشنا، ومهما بلغت أعدادنا، ومهما بلغت عتادنا، ومهما بلغت ميزانياتنا، ومهما بلغت الحضارة التي نحن فيها، لكن دون القوة لسنا بشيء، وإنما القوة الرمي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكما قال الله قبل ذلك: ﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم﴾…
- والعالم اليوم يجمع على أن القوة تعني كل شيء، وعلى أن القوة هي المسيطرة على كل شيء، وعلى أن من ملك القوة ملك الدولة، وملك السلطة، وملك الشعوب، وملك الميزانيات، وليس هذا وحسب بل ملك الجيوش، والطائرات، والدبابات، والأساطيل، والباريجات، وتحكم بالملوك، والرئاسات والزعامات، وخير مثال على ذلك أمريكا وكيف تتحكم حتى بقرارتنا، وكلمات حكامنا، فضلاً عن أن جيوشهم، وكل شيء يملكونه هو رهينة تحتها، وينتظرون توجيهها، ويأذنون لها في سحق بعضهم بعضًا فيتدخلون في اليمن، وليبيا، وسوريا، والعراق وغيرها إلا غزة فممنوع عليهم حتى المساعدات، وجمع التبرعات، فضلا عن دعم المقاومة، أو حتى تأييدهم بكلمات، إنه ذل، وعجز، وخور، وذل، وقهر…
- أيها الإخوة: إننا منذ فقدنا الجهاد في سبيل الله فقدنا كل شيء، وأصبحنا مهزلة الأمم، وأضحوكة العالم، ونموذج التخلف بكله في الدنيا، ولهذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم العقاب"، عقوبة جماعية، وكارثة نازلة، ولا سبيل لرفع ذلك إلا بالجهاد في سبيل الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾…
- فالجهاد في سبيل الله سبب العز، والرفعة، والكرامة، والنهضة، والقوة، والسيطرة، ورفع العقوبة الربانية، ولهذا أعداؤنا فهموا جيدًا ودرسوا يقينًا لكنهم خسروا لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد قال لنا ولهم، ووفر علينا وعليهم، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه إلا أن ترجعوا إلى دينكم"، ثلاث مرات قالها عليه الصلاة والسلام، وبالتالي فإذا رضينا بالزرع وتركنا الجهاد، وعدتنا إلى المعاملات، وإلى الدنيا والتنافس فيها، من ميزانيات وبنايات، وعمارات… وأي شيء تبنون وتصنعون في هذه الدنيا لن يعيد لكم عزكم، ولن يرفع عنكم ذلكم، واليوم كما يشهد القاصي والداني أننا أصبحنا أضحوكة يشهد التاريخ بما فيه على أننا كذلك يهزأ بنا الكل بدون استثناء، ويلعبون بملوكنا وبحكامنا كما تلعب بالخاتم في يدك، يحركونهم كيف شاءوا، وهم ايضًا لا يملكون حولاً ولا قوة؛ لأننا جميعًا تركنا الجهاد في سبيل الله، لأننا تركناه، وتخلينا عنه مع ما نعلم عنه من أنه سبب العز أو الذل إن تركناه…
- ولهذا لما أدرك الغرب أهمية الجهاد، ودوره في استعادة عز الأمة، ومجدها، وحضارتها، وقوتها، وسطوتها، وسيطرتها أنهوه من مدارسنا، وأنهوه من جامعاتنا، وأنهوه من كل مظاهر الحياة فينا بداعي الإرهاب، وتجفيف منابع الإرهاب، حتى أزالوه من خطبنا ومحاضراتنا، وانهوه من كلماتنا وحاربوا كل شيء له صلة في الجهاد في سبيل الله، فلا طالب المدرسة تقرر له الفتوحات الإسلامية، وقادة المعارك الخالدة، ولا يعرفوه بفضائل الجهاد لرفع راية الإسلام في المعمورة، ولا حتى ذكر فلسطين والمقاومة، وحذفوا أخيرا قصة خولة بنت الأزور، واستشهاد فارس، وأبطال الحجارة، وغير ذلك كثير كثير كثير، وقل عن الجامعة التي عطلوا مادة الثقافة الإسلامية المفروضة على جميع الأقسام وجعلوا من يعلمها أجهل الناس، بل والله إنهم يدرسونها العلمانيون وبكل وقاحة، وكل هذا وغيره بداعي محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه كما قالت إلههم أمريكا، ولا يمكن تجد أي سياسي ينطق لفظ الجهاد، أو حتى المقاومة..؛ لأنهم يعلمون على أنه سبب العز، وسبب الرفعة، وسبب القوة، وسبب أن استعادة الماضي الذي كان معنا…
- إخوتي: تخيلوا على أن الأمم المتحدة التي لا يملكها أحد سوى القوة أيًا كانت القوة ومن أي دولة كانت القوة، فالأمم المتحدة ومجلس امنها هؤلاء أصدروا مشكورين أكثر من مئة وثلاثين قراراً أمميا، وضعوا تحته ألف خط بأنه إلزامي قرارات إلزامية من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن فيها إلى ما تسمى باسرائيل وضد اسرائيل، هل تخيلتم أكثر من مائة وثلاثين قرارا ضد اسرائيل ضد الكيان الصهيوني ضد الاحتلال لكن الفاجعة على أنه والذي نفسي بيده لم ينفذ منه أي قرار، ويشهد التاريخ على ذلك إن كنا لم نعش منذ ثمانية واربعين وألف وتسعمائة من القرن الماضي حتى هذا العام من القرن الحالي لعام الفين ولقد صدر آخر قرار الثلاثاء الماضي الذي صدر بإخراج إسرائيل من الجولان السوري المحتل، ومع هذا أقسم بالله أنه لن ينفذ على يد الأمم المتحدة، ولن تنفذه إلا القوة، والجهاد في سييل الله، وانظروا للسلطة الفلسطينية أكثر من سبعين سنة وهي تتسول على أبواب الأمم المتحدة، وهي تتنقل من دولة إلى أخرى، وهي ترمي بأوراقها في كل وجه، وتشكي لكل أحد، ويبكي الخائن العميل الصهيوني الثاني عباس أبو مازن على أسوار الأمم المتحدة مراراً وتكراراً وامام العالم كله واليوتيوب يشهد يبكي يبكي وينتحب فضلاً عن السفير الدائم والثابت لدى الأمم المتحدة مرارا يبكي ويتضور من العطش ويشرب مراراً وتكراراً، ومع هذا لا يرحمهم أحد، ولا يقل أحد لا اسرائيل ونعم للتنفيذ وقوة ضاربة حتى تنفذ… لا أبدًا بل بالعكس جاءت صفقات باسم مفاوضات أخذت إسرائيل بموجبها أكثر من 70% من الأراضي الفلسطينية سواء باتفاق كام ديفيد، واتفاق أوسلو، أو غيرها من اتفاقات داخلية وخارجية محلية دولية عالمية من كل جهة لكن لا لن ينفذ اي شيء أبدا إنما تنفذه القوة والجهاد في سبيل الله جلاله.
- لكن في الجانب المقابل هل تخيلتم على أن قطاع غزة المحاصر منذ عام الفين وسبعة حتى هذه الثانية والقصف، والدمار، والحصار من كل جهة، بل وبشهادات منظمات عالمية على أنه أكبر سجن على وجه الأرض، وعليكم بخرائط جوجل، وايضًا التقارير الصحفية كيف الجدران الحديدية تفصلها وتفصل غزة عن العالم بكله، أكثر من ستة متر من الفولاذ ومن الحديد ومن الخرسانة ومن الأسلاك الكهربائية هذا في الجانب اليهودي الاسرائيلي، ثم في الجانب المقابل السلطة التي تسمى مسلمة السلطة المصرية اكثر من عشرة ليست ستة عشرة من عشرة متر من فولاذ والخرسانة والحديد وإلى اخره فضلاً عن جيش بكله اعد على الأسور فضلاً عن طائرات رنانة ولاقطة وكاميرات متطورة وانظمة تجسس وباء تريوت وقل ما شئت، غزة هل تخيلتم على ان غزة العزة لم يسجن منها سجين واحد، وحتى هذه الثانية غزة لم يؤخذ منها شبر واحد منذ الفين وسبعة حتى اللحظة لماذا؟ لأنها تقاوم، لأنها تجاهد، لأنها لم تخضع، ولم تذل، ولم ترض بما رضينا به من زرع، وماشية، ودنيا فانية فكانت شامخة عزيزة أبية، بل رفعت شأن الأمة، وأعادت لها الهيبة، وأذلت ما كان يسمى بالجيش الذي لا يقهر الذي هزم في ألعوبة وسذاجة الجيوش العربية في 49 و67 و73 من القرن الماضي….
- أيها الإخوة غزة وحركة المقاومة الذي سبق وتكلمت عنها مراراً سجين واحد يخرج منهم فقط في كل الصفقات الماضية سجين واحد أي أن السجناء والعربدة الهلاك الذلة والمهانة هي من جهة التسليم، ومن جهة المفاوضات، ومن جهة من رضي بتسليم السلاح، وأصبحت دولة منزوعة السلاح بفعل المفاوضات مع راعية السلام الفاجرة القاتلة الشريرة الشيطانية أمريكا إلهة الحكام الأعراب… فهل علمتم ماذا تعني القوة؟ القوة هي التي تحكم، القوة هي التي تفرض، القوة هي التي تلزم، القوة هي التي تسيطر، القوة هي التي تفرض ما شاءت، من الذي جعل العدو الكيان الصهيوني يركع ويخضع ويذل مع ما لديه من أسلحة وطائر ودبابات وراجمات وكل أنواع الأسلحة والعالم مفتوح له ليفعل ما يشاء، ويأخذ منه ما يشاء، وتقول له خزائنهم بكل صراحة: خذ منا ما شئت، وما أخذته أحب إلينا مما تركته، هكذا يقولون ومع هذا وقف عاجزاً على حدود غزة وإذا دخلها خرج منها خاسراً خائبًا ذليلاً يترك عاراً وذلاً ومهانا، ويترك رعبًا عند جنوده وعند جيشه وعند شعبه وعند الكل؛ لأن غزة؛ عزة لأن فيها جهاد؛ لأن فيها قوة؛ لأن فيها المعنى الذي قاله عليه الصلاة والسلام: "إذا تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً"، وهي لم تذل لأن الجهاد قائم فيها، نحن الذين نذل ونهان وأصبحت دماء إخواننا هناك عار علينا ومهانة وذلة وعذاب في الدنيا والآخرة… أقول قولي هذا واستغفر الله.
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- جلس ثلاثة من الصحابة عند الكعبة فكل واحد قال أعظم عمل صالح يراه فذاك سقاية الحاج، وذاك عمارة المسجد الحرام، وذلك قال الإيمان بالله… فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا والله جاءني جبريل آنفًا فتلا علي ونزلت الآية: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ فالمجاهد في سبيل الله له أعظم درجة من القانت الصائم العابد الخاشع الذليل بجوار الكعبة عمرة كله أعظم وأكبر وأكثر أجرًا…
- ولقد بعث ابن المبارك برسالة لتلميذه الفضيل ابن عياض الذي كان يكفله ابن المبارك فقال له فيه وهو مرابط معتكف ملازم للحرمين..:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت انك بالعبادة تلعب
من كان يغضب خده بدموعه
فدموعنا بدمائنا تتخضب
يقول ذلك للعابد الزاهد الورع التقي الفضيل بن عياض وكان من أكبر العلماء بل كان أكبر عالم في ذلك الزمان الفضيل بن عياض ومع هذا قال له ابن المبارك لعلمت على أنك بالعبادة تلعب فقط عبارة عن لعب؛ لأنه لا أفضل من الجهاد في سبيل الله كما قال صلى الله عليه وسلم لما سُئل ماذا يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال لا تستطيعونه، قالوا ماذا، فقال لا تستطيعونه ثلاثًا فقال عليه الصلاة والسلام: "هل يستطيع أحدكم أن يصوم فلا يفطر، ويقوم فلا يفتر حتى يعود المجاهد إلى أهله فذلك يعدل الجهاد في سبيل الله، والذي نفس بيده لوددت أن أقاتل ثم أقتل، ثم أقاتل ثم أقتل، ثم أقاتل ثم أقتل ثلاث مرات لماذا؟ لعظمة الجهاد كل الناس يتمنون أن لو عادوا إلى الحياة الدنيا للحياة إلا المجاهد فيتمنى يعود إلى الحياة ليموت شهيدًا مجيدًا من جديد؛ لما يرى من فضل الشهادة في سبيل الله…
- فأيها الإخوة الجهاد في سبيل الله هو سبب عزتنا، هو سبب رفعتنا، هو سبب عظمتنا، هو سبب قوتنا، هو سبب حضارتنا، هو السبب الأول لاسترداد الماضي التليد لنا، ولهذا علمه أعداؤنا جيدًا فحاربوه بكل قوة، وأنهوه فينا، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/ ...المزيد
*مقارنة.بين.نخوة.ومروءة.عرب.الجاهلية.وعرب.اليوم.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو ...
*مقارنة.بين.نخوة.ومروءة.عرب.الجاهلية.وعرب.اليوم.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fkzUjpZ8wFM?si=zVSxxos6kE_jM5lY
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 10/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فمقارنة بين العربي الجاهلي الأبي ذلك العربي الجاهلي قبل الإسلام كيف كان؟ وكيف كانت عروبته؟ وكيف كانت مروءته؟ وكيف كانت رجولته، وكيف كانت تضحيته لأجل كرامته ومجتمعه، وكيف كانت عزته وهيبته، كيف كان ذلك قبل إسلامه؟ وعندما كان يعبد الأصنام، يعبد حتى عجوة التمر، ويعبد الشجر والحجر، ويعبد ما لا يُعبد أصلا، ومع هذا فهو عربي أبي أصيل شهم كريم جواد عنده من الخصال الكريمة، والمحامد العظيمة التي قل أن يجدها مسلم اليوم من عرب اليوم مجتمعة، العربي ذلك الذي كان نهابًا قاتلاً مقاتلاً فارسًا، ذلك العربي الذي كان مستعداً لتقديم نفسه لأجل بطنه ولأجل شيء غير ثمين من الدنيا، اذا استنجد به إنسان من الناس لا يسأل ذلك الإنسان بماذا، وماذا، وما السبب، بل يغار ويذهب لنجدته في الليل والنهار، ذلك العربي وإن كانت فيه ما كانت من قيم منحطة قيم الأكل والشرب، قيم القتل، والنهب، والسلب، والدمار، والقيم هذه ليست أبداً الا قيم جاهلية حرمها الإسلام البتة، لكن حافظت العرب على قيم أصيلة وعلى مبادئ جليلة وكبيرة…
- ذلك اللص القاتل النهاب لا يمكن أن تراه مخادعًا، فاقد الكرامة، والنخوة، والرجولة، لا يمكن تجده كاذبًا، لا يمكن أن تراه كذلك حتى ولو كان الكذب على أشد الناس عداوة له… انظروا إلى أبي سفيان أشد الناس عداوة لرسول الله بل هو قائد جيوشها على الإطلاق في كل معركة ضد الإسلام بدءاً من بدر وانتهاء بالأحزاب، كان القائد العام للجيوش لكنه عندما سأله ملك ملك الروم سأله عن نسب محمد صلى عليه وسلم قال هو خير أنسابنا، وسأله ايضًا عن دينه وعن اتباعه هل يزيدون او ينقصون؟ وكلها إجابة بالإيجاب لرسول الله وفي صالحه لا يكذب أبدا حتى عندما قال له وهل يخرم العهد قال بيننا وبينه موعدا ولا علمناه يخرمه ابدا، هكذا كان حال العربي حتى قال ملك الروم قال إني ناصحك يا أبا سفيان، اذهب إليه والحق به وأسلم فوالله أنه لرجل حق، ووالله لو كنت عنده لغسلت قدميه وشربت مرقتها هكذا يقول ملك الروم لأبي سفيان لأنه ما كذب على رسول الله بالرغم على أنه أشد عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس من قيمه الكذب…
- ذلك العربي الجاهلي القاتل اللص، الذي تجده عربيداً لأجل بطنه، ولأجل شهوته، يغض طرفه عن جارته، ومستعد كل الاستعداد لتقديم نفسه وقبيلته غَيرة على زوجته، أو ابنته، أو جارته، أو أي أحد استجار به مهما كان ولو كان ذلك الذي استجار به قاتل والده، أو قاتل أهله وبنيه إلا أنه إذا استجار به امرؤ فإنه يجيره، وإنه يحميه حتى بنفسه وأهله، وما يملك ويستطيع، إنه ذلك العربي الأصيل صاحب المروءة والنخوة، ذلك الذي تبعده نخوته ورجولته وعروبته أن يتركها لأي شيء كان من الحياة، حتى لمسألة كذب حتى لمسألة خيانة، حتى لمسألة نقض عهد، حتى لأي مسألة من مسائل القيم الأخلاقية التي حافظ العرب عليها كل المحافظة…
- وانظروا إلى ما في البخاري ومسلم الصحابة لما رأوا رجلا من المدينة اسمه قزمان لا يعرف ربًا ولا دينًا ولا إلهًا ويعبد حجراً وشجراً ونفسه ايضًا ومع هذا خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وقتل ستة من حاملي الراية من بني عبدالدار ستة حتى قال الصحابة عنه: ما أبلى رجل منا ما أبلى قزمان وإنا لنرجو له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل هو في النار بل هو في النار"، فقالوا يا رسول الله نار وقد أبلى بلاء حسنا؟ فقال صحابي والله لأتبعنه فذهب بعده وانظر ماذا يصنع وماذا يفعل فسأله وقال يا قزمان خرجت لأجل ماذا؟ هل أسلمت، قال لا قال بل حمية لقومي، بل حمية لقومي، فعلت ما فعلت لا لأجل محمد، ولا لأجل عيونه، ولا لأجل دينه، ولا لأجل شيء من ذلك، إنما من من أجل قومي أن يقال قزمان في بيته وأصحاب محمد يقتلون في أحد ولا أحد ينجيهم، ذهب مع عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم لكن لأجل أن يحمي قومه من أجل أن يحمي مروءته ورجولته ذهب وقاتل وجُرح ثم قتل نفسه… هذه نخوة كافر مات لأجل نخوته ومروءته وعروبته وأبى أن يسْلمَهم لقريش وأي قوم غير قومه فما هي نخوة عرب اليوم أو أدعياء العروبة وفوق هذا فهم يزعمون الإسلام ثم يبيعون إخوانهم في أرض غزة العزة والكرامة والحرية والرجولة والبطولة والمقاومة الشريفة التي تذود عن كرامة الأمة، وتحمي مقدساتها، وتحرس بيضتها، كونوا على الأقل كقزمان أيا أيها الحكام الأقزام، وخفافيش الظلام، وعباد الأمريكان، وعملاء الموساد….
- بل هذا أبو البحتري بن هشام في يوم بدر وقبل المعركة أوصى النبي الصحابة الكرام بأن إذا لقيهم أبو البحتري فلا يقتلوه، قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي منكم أبا البحتري فلا يقتله؛ فإن له يدا بيضاء عند المسلمين"، رجل فعل الأفاعيل رجل حمى النبي في مكة، رجل دافع وسعى في شق الصحيفة بل هو من سعى فيها أولاً وهي فكرته وهو الذي ذهب للناس جميعا، وقال زهير ابن أمية مقالته التي اشتهرت بين العرب ودلت على نخوتهم ورجولتهم وعدم رضاهم بأي ظلم: والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة، أناكل ونشرب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع لهم، فكلهم قالوا كما قال وكان قد دُبّر بليل… فمن اليوم من حكامنا يفك حصار غزة العزة التي يحصرونها هم بل أجرم وأسمك وأعظم وأفخم جدار على وجه الدنيا هو الجدار بين مصر وغزة إرضاء للصهاينة وعبادة لهم من دون رب العزة…
- إنه ابو البحتري وليس لنا مثل ذلك الكافر اليوم صاحب النخوة والمروءة فقال النبي لا تقتلوه من لقيه لا يقتله فلما رآه رجل من الصحابة ولى عنه فتبعه أبو البحتري فقال لقد أمرنا رسول الله أن لا نقتلك وأن ندعك وأن نحفظ لك كرامتك، فقال ابو البحتري وصاحبي الذي معي اتقتلونه إن تركتموني فقالوا نعم لم يعهد النبي لنا من ذلك شيء إنما أنت فقط تنجو فقال والله لا انجو اقتلوني معه حتى لا تقولوا نساء العرب ترك صاحبه في أرض بدر قتيلا وعاد لكلمة محمد لا تقتلوه، نخوة وعروبة ومروءة ليمت بالرغم على أن عنده حصانة نبوية محمدية ومع هذا لم يفتخر بها، بل المروءة والكرامة والرجولة والعروبة حافظ عليها هنا أعظم مما يحافظ على الفخر، اعظم مما يحافظ على الكلمات، واليوم البهررة من أمريكا تكفي في ردع حكامنا، ورنة الهاتف كفيل بأن يحتاجوا للحمام كل اليوم… إنهم جرذان.
- ودعوني أزيدكم ما تستبعدونه أكثر كنموذج للمروء لا في العربي الأصيل بل حتى في اليهودي أقذر من في الأرض وأنجس وألعن وأرذل من في الأرض، ومن لعنه الله وغضب عليه وسخط عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، ومع هذا صح أن ثابت بن قيس قال للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم قريظة وكان قد أمر النبي بأن يعدموا جميع بني قريظة لما فعلوا وعددهم سبع مئة رجل فقال يا رسول الله هب لي فلانًا من اليهود لا تقتله هب لي فلانًا من اليهود وأهله وذريته وماله يا رسول الله، فقال النبي هو لك، فلما جاءه وقال يا فلان يا فلان البشرى البشرى لقد نجوت أنت وأهلك ومالك وبيتك وكل شيء اذهب حيث شئت فقد وهبك رسول الله لي فاذهب حيث شئت فقال واهلي قال ليس لي هؤلاء سيقتلهم النبي إنما انت واهلك فقط، فقال فبحق الصلة التي دافعت بها عني عند محمد صلى الله عليه وسلم اقتلني الساعة، وليكن قتلي على يدك مع قومي نقتل جميعا، إنها نخوة تعلموها من مجالسة العرب، من مروءة هؤلاء العظماء الذين كانت عندهم نخوة، وعروبة، ورجولة قلما تجدها في عرب اليوم خاصة من رهنوا أنفسهم للدول الكبرى وأصبحوا يحكمونا باسمهم ونيابة عنهم…
- أما العربي الجاهلي الذي ملك نفسه ويعتز بعروبته ويفخر بمروءته فيقدم الواحد نفسه من أجل امرأة حتى لو لم يعرفها كما حدث في بني قينقاع تلك المرأة التي جاءت من أجل أن تبتاع شيئًا لها فراودها يهود بني قينقاع على أن تكشف عن وجهه فأبت فعمد أحدهم إلى مؤخرتها ورفع ثوبها فلما قام ظهرت عورتها فصاحت فقام رجل مسلم وقتل اليهودي الذي فعل هذه الحيلة، ثم قام اليهود وقتلوه، وبذلك أخرج النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع من المدينة من أجل هذه القضية إنه عربي لا يعرفها ولا يدري عنها ولربما لا تكون مسلمة وإنما هي امرأة فقط، ومستعد مع ذلك تقديم كل شيء لأجلها وفعلا قدم نفسه فماذا فعلنا للنساء المسلمات وقد أكرمنا الله بالإسلام، هل جاءتنا الغيرة والحمية عليهن أم فقدنا ذلك وكل شيء!.
- ولا يفوتني موقف أم هند بنت عتبة التي يقال على أنها فعلت ما فعلت بحمزة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم بايعنني على أن لا تشركن بالله ولا تسرقن ولا تزنين: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلى أَن لا يُشرِكنَ بِاللَّهِ شَيئًا وَلا يَسرِقنَ وَلا يَزنينَ وَلا يَقتُلنَ أَولادَهُنَّ وَلا يَأتينَ بِبُهتانٍ يَفتَرينَهُ بَينَ أَيديهِنَّ وَأَرجُلِهِنَّ وَلا يَعصينَكَ في مَعروفٍ فَبايِعهُنَّ وَاستَغفِر لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، قال الراوي في البخاري ومسلم فوضعت يدها على رأسها وقالت أوتزني الحرة؟ أمعقول أن تزني لا يمكن ذلك؟ مروءة وكرامة حتى عند النساء، وشهامة كبيرة، وعزة، وأنفة، وإباء، فأين مسلمات اليوم من موقف عربية الأمس…!.
- وأختم بموقف وقصة أخيرة وإن كانت تطول جدا لو استطرنا في مواقفهم؛ إذ أن حياتهم كلها مواقف عزة، وبطولة، ورجولة، ونخوة ومروءة، وهم أهل جاهلية فكيف بهم بعد أن ذاقوا طعم الإيمان ورضوا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فها هو عثمان بن طلحة الذي كان كافراً في تلك الفترة لما رأى ام سلمة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وهي مهاجرة وحدها إلى رسول الله وإلى زوجها أبي سلمة قبل استشهاده في المدينة وبعد سنة من الحبس هي وطفلها عند أهلها ثم أطلقوها بعد ذلك، وذهبت وحدها بجملها وطفلها، فلما رآها ابو طلحة رضي الله عنه هذا قبل إسلامه فلما رآها قال يا أمة الله إلى أين؟ قالت إلى زوجي في المدينة قال ولا أحد لك يعني من محارمك؟ قالت لا قال إذن لا أتركك فذهب على قدميه تقول أم سلمة: والله ما صحبت رجلاً من العرب كان أكرم منه ولا أشرف: كان إذا بلغ منزلاً من المنازل أناخ بي البعير، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فأعده ورحَّله، ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاده، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة حتى أوصلها إلى المدينة ومشيا على قدميه ومسافة مئات الأميال إنها كرامة، ونخوة، ورجولة، وعروبة قبل الإسلام فكيف بها بعد الإسلام مع ما كانوا عليه في الجاهلية ومع هذا فإنهم حافظوا على قيم أصيلة يتفق عليها الإسلام وحث عليها، بل قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، أي التي وجدتها عند العرب من مكارم فإني أتممها…
- هذه أخلاقهم فما أخلاقنا، هذه عروبتهم فماذا عن عروبتنا؟ وماذا عن نخوتنا؟ وماذا عن رجولتنا؟، وقبل ذلك ماذا عن إسلامنا، وقيم ديننا، وطاعة ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم… عندما نرى ونسمع وما يؤتى إلينا وأصبح العالم كله في شاشة واحدة تقلبها حيثما شئت، وكيفما شئت، ونرى المجازر، ونرى الإبادة، ونرى القتل، ونرى الدمار، ونرى الأشياء العظام التي لم يكن يتصور على أنها تكون في قرن الإعلام، قرن الكاميرا، في قرن التصوير، في قرن الفيديو في قرن الصوت والصورة، في قرن الفيسبوك، في قرن التليجرام، واليوتيوب، في قرن هذا بكله من وسائل التواصل، في قرن الهاتف الذكي، في قرننا هذا، ومع هذا كله نرى إبادة جماعية، ومحرقة كبرى هائلة بإخواننا في غزة، إلا أن العرب الكبار الذين ينطقون العروبة بألسنتهم، ويخونونها بأفعالهم، وتركوا الإسلام جانبًا، واتبعوا الغرب تمامًا، وخانوا دينهم، وأمتهم، وشعوبهم، وبغوا على من تولوا عليه في بلدانهم، لقد تركوا ما كانت العرب تتمسك به، وتموت من أجله، وتحيا لأجله، فلا قيم العرب حافظوا عليها، ولا قيم الإسلام اتبعوها، ولا شعوبهم هابوها واحترموها، ولا أي إنسانية رعوها، وحسبنا الله ونعم الوكيل…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة يجب أن يتحرك فينا داعي الإسلام، وداعي الإيمان، وداعي الألم على إخواننا الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وعلى قدر الألم يكون الصراخ، وعلى قدر الألم يكون السهر، وعلى قدر الألم يجب أن تكون النخوة، وعلى قدر الألم يجب أن تكون العروبة، والرجولة، وتتحرك فينا قيم الإسلام، وقيم الدين، وقيم المروءة، والواجب الذي الذي فرضه الله علينا…
- ولو اتينا بعد أن تحدثنا عن قصص العرب قبل الإسلام لو اتينا إلى كلام فقهاء الإسلام ماذا عن تفسيرهم لهذا الحديث العظيم: "كالجسد الواحد"، انظروا إلى جمال ديننا، انظروا الى ما فيه من عزة، من استكبار، من إعظام، من إجلال، من إباء، من نخوة لا تقاوم ابداً يقول الفقهاء وهي مسألة بعيدة فكيف بمسألة أقرب هي المسألة البشرية، يقول الفقهاء من رأى شاة تموت ويستطيع أن يذبحها قبل أن تموت فلم يفعل فإنه يغرم قيمتها لماذا؟ لأنه أفسد لحمًا وأضاع ثمينًا كان يمكن أن يؤكل ويستفاد منه لكنه أضاعه حتى ماتت، والميتة محرمة، فبالتالي حرمت لأنه لم يستلحقها قبل أن تموت، فيجب عليه أن يدفع ثمنها، وايضًا يقولون لو أن رجلاً رأى جداراً يكاد أن يسقط وهو يستطيع أن يقيمه أو أن يحذر الناس منه ولم يفعل فسقط على رجل فإنه يدفع ديته، ليس الجدار جداره، وليس الحق حقه، وليس الطريق طريقه، وليس الشيء شيئه، ولكن لأنه يستطيع أن يفعل شيئًا ولم يفعل فكان يجب عليه الدية، وليست أي دية بل يجب عليه أن يدفع الدية المغلظة التي هي أربعون ناقة أولادها في بطونها، وبقية المائة غير حوامل، وقال الفقهاء ايضًا والكلام كثير جداً من كلام فقهائنا وأعلامنا، قالوا لو أن مجموعة صيادة بجوار البحر أو داخل البحر ورأوا طفلا على الساحل وهم منشغلون بصيدهم فرأوه على الساحل فدخل إلى البحر فغرق فلم يفعلوا شيئًا لإنقاذه فإن القصاص عليهم جميعًا، القصاص وليست الدية القصاص لو كانوا مائة، بل قال عمر رضي الله عنه في قصة أصيل المشهورة عند الفقهاء قال: والله لو تآمر أهل المدينة على قتله على قتل أصيل لقتلتهم به جميعا، وكانوا بالآلاف آنذاك، لقتلتهم به على رجل واحد، وهؤلاء نظروا إلى طفل يقتل يموت ولم يفعلوا شيئًا فكان الواجب أن يعدموا ونحن ماذا نرى؟ وماذا نسمع؟ وماذا يحكى؟ وماذا يقال؟ بل قال الفقهاء لو أن امرأة في المشرق أسرت وجب على أهل المغرب تحريرها، انظر مرأة في المشرق وهم في المغرب لكن على أهل المغرب أن يخلصوا المرأة وجب عليهم أن ينقذوها من الأسر، وجب عليهم أن يستردوها جميعًا لو فنى المسلمون جميعا، فالواجب عليهم أن ينقذوا المرأة المسلمة من أسر أعدائهم، فماذا عن أسرى المسلمين وهم بالآلاف؟ بل بعشرات الآلاف حتى النساء يقتلن ويزنى بهن ويفعل بهن الأفاعيل ولا ننسى نور التي قالت في رسالتها تعالوا اهدموا السجن على رؤوسنا؛ فإننا لا نستطيع خن نريكم أطفالاً ليسوا بأطفالكم، وأولادا ليسوا منكم، بل ربما تؤخذ المسلمات من القرى المسلمة يختطفن ثم يفتعل بهن وترمى أقمشتهن على رؤوس قراهن وأهاليهن ثم بعد أن يكملوا فعلتهم ترم جثتها من على الطائرة المختطفة، وقد حصل والذي رفع السماء، هكذا أصبح حالنا وأصبح وضعنا، لا نخوة تحركنا، ولا رجولة، ولا بطولة، ولا شهامة، ولا دين، ولا احترام، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا أي شيء كان، نرى ونسمع ولا يحركنا أي شيء، ولا يدفعنا أي شيء، ولا يجول بخواطرنا أي شيء، وكأن الأمر لا يعنينا،
مع الوجوب الذي افترضه الله علينا مع ذلك كله الذي قال ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، قيل للمقداد بن عمرو رضي الله عنه وكان على تابوت من خشب يحمل عليه للجهاد فقالوا يا مقداد قد عذرك الله فاجلس اجلس إنما أنت عالة على الجيش، فأجابهم: أبت سورة التوبة رفضت سورة التوبة من أن أجلس ويعني بسورة التوبة {انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا} وهذا سعيد بن المسيب مع أنه قد تجاوز الثمانين الا أنه لما قيل له أجلس وقد قال لك الأمير اجلس قال لا والله ما دام وأن الله يستنفرنا خفافا وثقالا، وقل عن أبي أيوب الأنصاري الذي تجاوز الثمانين ومع هذا يذهب ويقاتل ويموت على أسوار القسطنطينية ولم يترك نفسه ولم يسمح لنفسه أن يجلس حيث يجلس القواعد وتجلس النساء يجلس والخوالف: ﴿لا يَستَأذِنُكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ إِنَّما يَستَأذِنُكَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَارتابَت قُلوبُهُم فَهُم في رَيبِهِم يَتَرَدَّدونَ وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ﴾، ﴿رَضوا بِأَن يَكونوا مَعَ الخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلوبِهِم فَهُم لا يَفقَهونَ﴾.
- أيها الإخوة إن واجب الاسلام قبل العروبة أن ننقذ إخواننا بأي شيء نستطيعه، بأي فعل نستطيعه، ولا نعذر بدونه، وكل واحد عليه من الأوامر الشرعية، والفرائض الحتمية، والضرورات الإنسانية أن ينقذ إخوانه بما يستطيع، وكل واحد تختلف استطاعته عن غيره؛ فإنسان يستطيع أن يدعم بالمال فهو واجبه الذي لا يعذر بدونه، وآخر يستطيع أن يدعم بالسلاح فهو واجب الذي لا يحل له التأخر عنه، وآخر يستطيع أن يدعم بالنفس فيلزمه أن يذهب إليهم، وآخر يستطيع أن يدعم بالكلمة فيحرم عليه السكوت، وآخر يستطيع أن يدعم بالإعلام والفيديو والنشر فإن لم يفعل فهو آثم آثم، وآخر يستطيع أن يدعم بتخصصه كمهندس، وتكنولوجي، وأمن سيبراني كاختراق وقد رأينا بالأمس القريب مجموعة تخترق البنتاغون واخترقت ايضًا الموساد وجهاز الشاباك…
-
فنريد أن نرى جهاد الإعلام، نريد أن نرى جهاد التخصص، جهاد الكلمة، جهاد المال، جهاد الإعلام، جهاد كل شيء، نريد أن نرى هذا الجهاد عمومًا نراه حيًا فينا، ونعيده لواقعنا نستعيد به عزتنا
: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"، كما قال صلى الله عليه وسلم، إن إخواننا في غزة يحتاجون هذا الجهاد اكثر من حاجتهم لربما من جهاد الرجال، وجهاد المال، إنه جهاد الإعلام، جهاد التكنولوجيا، جهاد الإرسال، جهاد أي شيء يستطيعه المسلم فهو واجب عليه ولا يعذر أمام الله ولا تبرأ ذمته الا بأدائه وإلا أثم عليه، ولقي الله وهو غضبان عليه، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/fkzUjpZ8wFM?si=zVSxxos6kE_jM5lY
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 10/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فمقارنة بين العربي الجاهلي الأبي ذلك العربي الجاهلي قبل الإسلام كيف كان؟ وكيف كانت عروبته؟ وكيف كانت مروءته؟ وكيف كانت رجولته، وكيف كانت تضحيته لأجل كرامته ومجتمعه، وكيف كانت عزته وهيبته، كيف كان ذلك قبل إسلامه؟ وعندما كان يعبد الأصنام، يعبد حتى عجوة التمر، ويعبد الشجر والحجر، ويعبد ما لا يُعبد أصلا، ومع هذا فهو عربي أبي أصيل شهم كريم جواد عنده من الخصال الكريمة، والمحامد العظيمة التي قل أن يجدها مسلم اليوم من عرب اليوم مجتمعة، العربي ذلك الذي كان نهابًا قاتلاً مقاتلاً فارسًا، ذلك العربي الذي كان مستعداً لتقديم نفسه لأجل بطنه ولأجل شيء غير ثمين من الدنيا، اذا استنجد به إنسان من الناس لا يسأل ذلك الإنسان بماذا، وماذا، وما السبب، بل يغار ويذهب لنجدته في الليل والنهار، ذلك العربي وإن كانت فيه ما كانت من قيم منحطة قيم الأكل والشرب، قيم القتل، والنهب، والسلب، والدمار، والقيم هذه ليست أبداً الا قيم جاهلية حرمها الإسلام البتة، لكن حافظت العرب على قيم أصيلة وعلى مبادئ جليلة وكبيرة…
- ذلك اللص القاتل النهاب لا يمكن أن تراه مخادعًا، فاقد الكرامة، والنخوة، والرجولة، لا يمكن تجده كاذبًا، لا يمكن أن تراه كذلك حتى ولو كان الكذب على أشد الناس عداوة له… انظروا إلى أبي سفيان أشد الناس عداوة لرسول الله بل هو قائد جيوشها على الإطلاق في كل معركة ضد الإسلام بدءاً من بدر وانتهاء بالأحزاب، كان القائد العام للجيوش لكنه عندما سأله ملك ملك الروم سأله عن نسب محمد صلى عليه وسلم قال هو خير أنسابنا، وسأله ايضًا عن دينه وعن اتباعه هل يزيدون او ينقصون؟ وكلها إجابة بالإيجاب لرسول الله وفي صالحه لا يكذب أبدا حتى عندما قال له وهل يخرم العهد قال بيننا وبينه موعدا ولا علمناه يخرمه ابدا، هكذا كان حال العربي حتى قال ملك الروم قال إني ناصحك يا أبا سفيان، اذهب إليه والحق به وأسلم فوالله أنه لرجل حق، ووالله لو كنت عنده لغسلت قدميه وشربت مرقتها هكذا يقول ملك الروم لأبي سفيان لأنه ما كذب على رسول الله بالرغم على أنه أشد عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس من قيمه الكذب…
- ذلك العربي الجاهلي القاتل اللص، الذي تجده عربيداً لأجل بطنه، ولأجل شهوته، يغض طرفه عن جارته، ومستعد كل الاستعداد لتقديم نفسه وقبيلته غَيرة على زوجته، أو ابنته، أو جارته، أو أي أحد استجار به مهما كان ولو كان ذلك الذي استجار به قاتل والده، أو قاتل أهله وبنيه إلا أنه إذا استجار به امرؤ فإنه يجيره، وإنه يحميه حتى بنفسه وأهله، وما يملك ويستطيع، إنه ذلك العربي الأصيل صاحب المروءة والنخوة، ذلك الذي تبعده نخوته ورجولته وعروبته أن يتركها لأي شيء كان من الحياة، حتى لمسألة كذب حتى لمسألة خيانة، حتى لمسألة نقض عهد، حتى لأي مسألة من مسائل القيم الأخلاقية التي حافظ العرب عليها كل المحافظة…
- وانظروا إلى ما في البخاري ومسلم الصحابة لما رأوا رجلا من المدينة اسمه قزمان لا يعرف ربًا ولا دينًا ولا إلهًا ويعبد حجراً وشجراً ونفسه ايضًا ومع هذا خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وقتل ستة من حاملي الراية من بني عبدالدار ستة حتى قال الصحابة عنه: ما أبلى رجل منا ما أبلى قزمان وإنا لنرجو له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل هو في النار بل هو في النار"، فقالوا يا رسول الله نار وقد أبلى بلاء حسنا؟ فقال صحابي والله لأتبعنه فذهب بعده وانظر ماذا يصنع وماذا يفعل فسأله وقال يا قزمان خرجت لأجل ماذا؟ هل أسلمت، قال لا قال بل حمية لقومي، بل حمية لقومي، فعلت ما فعلت لا لأجل محمد، ولا لأجل عيونه، ولا لأجل دينه، ولا لأجل شيء من ذلك، إنما من من أجل قومي أن يقال قزمان في بيته وأصحاب محمد يقتلون في أحد ولا أحد ينجيهم، ذهب مع عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم لكن لأجل أن يحمي قومه من أجل أن يحمي مروءته ورجولته ذهب وقاتل وجُرح ثم قتل نفسه… هذه نخوة كافر مات لأجل نخوته ومروءته وعروبته وأبى أن يسْلمَهم لقريش وأي قوم غير قومه فما هي نخوة عرب اليوم أو أدعياء العروبة وفوق هذا فهم يزعمون الإسلام ثم يبيعون إخوانهم في أرض غزة العزة والكرامة والحرية والرجولة والبطولة والمقاومة الشريفة التي تذود عن كرامة الأمة، وتحمي مقدساتها، وتحرس بيضتها، كونوا على الأقل كقزمان أيا أيها الحكام الأقزام، وخفافيش الظلام، وعباد الأمريكان، وعملاء الموساد….
- بل هذا أبو البحتري بن هشام في يوم بدر وقبل المعركة أوصى النبي الصحابة الكرام بأن إذا لقيهم أبو البحتري فلا يقتلوه، قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي منكم أبا البحتري فلا يقتله؛ فإن له يدا بيضاء عند المسلمين"، رجل فعل الأفاعيل رجل حمى النبي في مكة، رجل دافع وسعى في شق الصحيفة بل هو من سعى فيها أولاً وهي فكرته وهو الذي ذهب للناس جميعا، وقال زهير ابن أمية مقالته التي اشتهرت بين العرب ودلت على نخوتهم ورجولتهم وعدم رضاهم بأي ظلم: والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة، أناكل ونشرب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع لهم، فكلهم قالوا كما قال وكان قد دُبّر بليل… فمن اليوم من حكامنا يفك حصار غزة العزة التي يحصرونها هم بل أجرم وأسمك وأعظم وأفخم جدار على وجه الدنيا هو الجدار بين مصر وغزة إرضاء للصهاينة وعبادة لهم من دون رب العزة…
- إنه ابو البحتري وليس لنا مثل ذلك الكافر اليوم صاحب النخوة والمروءة فقال النبي لا تقتلوه من لقيه لا يقتله فلما رآه رجل من الصحابة ولى عنه فتبعه أبو البحتري فقال لقد أمرنا رسول الله أن لا نقتلك وأن ندعك وأن نحفظ لك كرامتك، فقال ابو البحتري وصاحبي الذي معي اتقتلونه إن تركتموني فقالوا نعم لم يعهد النبي لنا من ذلك شيء إنما أنت فقط تنجو فقال والله لا انجو اقتلوني معه حتى لا تقولوا نساء العرب ترك صاحبه في أرض بدر قتيلا وعاد لكلمة محمد لا تقتلوه، نخوة وعروبة ومروءة ليمت بالرغم على أن عنده حصانة نبوية محمدية ومع هذا لم يفتخر بها، بل المروءة والكرامة والرجولة والعروبة حافظ عليها هنا أعظم مما يحافظ على الفخر، اعظم مما يحافظ على الكلمات، واليوم البهررة من أمريكا تكفي في ردع حكامنا، ورنة الهاتف كفيل بأن يحتاجوا للحمام كل اليوم… إنهم جرذان.
- ودعوني أزيدكم ما تستبعدونه أكثر كنموذج للمروء لا في العربي الأصيل بل حتى في اليهودي أقذر من في الأرض وأنجس وألعن وأرذل من في الأرض، ومن لعنه الله وغضب عليه وسخط عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، ومع هذا صح أن ثابت بن قيس قال للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم قريظة وكان قد أمر النبي بأن يعدموا جميع بني قريظة لما فعلوا وعددهم سبع مئة رجل فقال يا رسول الله هب لي فلانًا من اليهود لا تقتله هب لي فلانًا من اليهود وأهله وذريته وماله يا رسول الله، فقال النبي هو لك، فلما جاءه وقال يا فلان يا فلان البشرى البشرى لقد نجوت أنت وأهلك ومالك وبيتك وكل شيء اذهب حيث شئت فقد وهبك رسول الله لي فاذهب حيث شئت فقال واهلي قال ليس لي هؤلاء سيقتلهم النبي إنما انت واهلك فقط، فقال فبحق الصلة التي دافعت بها عني عند محمد صلى الله عليه وسلم اقتلني الساعة، وليكن قتلي على يدك مع قومي نقتل جميعا، إنها نخوة تعلموها من مجالسة العرب، من مروءة هؤلاء العظماء الذين كانت عندهم نخوة، وعروبة، ورجولة قلما تجدها في عرب اليوم خاصة من رهنوا أنفسهم للدول الكبرى وأصبحوا يحكمونا باسمهم ونيابة عنهم…
- أما العربي الجاهلي الذي ملك نفسه ويعتز بعروبته ويفخر بمروءته فيقدم الواحد نفسه من أجل امرأة حتى لو لم يعرفها كما حدث في بني قينقاع تلك المرأة التي جاءت من أجل أن تبتاع شيئًا لها فراودها يهود بني قينقاع على أن تكشف عن وجهه فأبت فعمد أحدهم إلى مؤخرتها ورفع ثوبها فلما قام ظهرت عورتها فصاحت فقام رجل مسلم وقتل اليهودي الذي فعل هذه الحيلة، ثم قام اليهود وقتلوه، وبذلك أخرج النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع من المدينة من أجل هذه القضية إنه عربي لا يعرفها ولا يدري عنها ولربما لا تكون مسلمة وإنما هي امرأة فقط، ومستعد مع ذلك تقديم كل شيء لأجلها وفعلا قدم نفسه فماذا فعلنا للنساء المسلمات وقد أكرمنا الله بالإسلام، هل جاءتنا الغيرة والحمية عليهن أم فقدنا ذلك وكل شيء!.
- ولا يفوتني موقف أم هند بنت عتبة التي يقال على أنها فعلت ما فعلت بحمزة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم بايعنني على أن لا تشركن بالله ولا تسرقن ولا تزنين: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ المُؤمِناتُ يُبايِعنَكَ عَلى أَن لا يُشرِكنَ بِاللَّهِ شَيئًا وَلا يَسرِقنَ وَلا يَزنينَ وَلا يَقتُلنَ أَولادَهُنَّ وَلا يَأتينَ بِبُهتانٍ يَفتَرينَهُ بَينَ أَيديهِنَّ وَأَرجُلِهِنَّ وَلا يَعصينَكَ في مَعروفٍ فَبايِعهُنَّ وَاستَغفِر لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، قال الراوي في البخاري ومسلم فوضعت يدها على رأسها وقالت أوتزني الحرة؟ أمعقول أن تزني لا يمكن ذلك؟ مروءة وكرامة حتى عند النساء، وشهامة كبيرة، وعزة، وأنفة، وإباء، فأين مسلمات اليوم من موقف عربية الأمس…!.
- وأختم بموقف وقصة أخيرة وإن كانت تطول جدا لو استطرنا في مواقفهم؛ إذ أن حياتهم كلها مواقف عزة، وبطولة، ورجولة، ونخوة ومروءة، وهم أهل جاهلية فكيف بهم بعد أن ذاقوا طعم الإيمان ورضوا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فها هو عثمان بن طلحة الذي كان كافراً في تلك الفترة لما رأى ام سلمة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وهي مهاجرة وحدها إلى رسول الله وإلى زوجها أبي سلمة قبل استشهاده في المدينة وبعد سنة من الحبس هي وطفلها عند أهلها ثم أطلقوها بعد ذلك، وذهبت وحدها بجملها وطفلها، فلما رآها ابو طلحة رضي الله عنه هذا قبل إسلامه فلما رآها قال يا أمة الله إلى أين؟ قالت إلى زوجي في المدينة قال ولا أحد لك يعني من محارمك؟ قالت لا قال إذن لا أتركك فذهب على قدميه تقول أم سلمة: والله ما صحبت رجلاً من العرب كان أكرم منه ولا أشرف: كان إذا بلغ منزلاً من المنازل أناخ بي البعير، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فأعده ورحَّله، ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاده، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة حتى أوصلها إلى المدينة ومشيا على قدميه ومسافة مئات الأميال إنها كرامة، ونخوة، ورجولة، وعروبة قبل الإسلام فكيف بها بعد الإسلام مع ما كانوا عليه في الجاهلية ومع هذا فإنهم حافظوا على قيم أصيلة يتفق عليها الإسلام وحث عليها، بل قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، أي التي وجدتها عند العرب من مكارم فإني أتممها…
- هذه أخلاقهم فما أخلاقنا، هذه عروبتهم فماذا عن عروبتنا؟ وماذا عن نخوتنا؟ وماذا عن رجولتنا؟، وقبل ذلك ماذا عن إسلامنا، وقيم ديننا، وطاعة ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم… عندما نرى ونسمع وما يؤتى إلينا وأصبح العالم كله في شاشة واحدة تقلبها حيثما شئت، وكيفما شئت، ونرى المجازر، ونرى الإبادة، ونرى القتل، ونرى الدمار، ونرى الأشياء العظام التي لم يكن يتصور على أنها تكون في قرن الإعلام، قرن الكاميرا، في قرن التصوير، في قرن الفيديو في قرن الصوت والصورة، في قرن الفيسبوك، في قرن التليجرام، واليوتيوب، في قرن هذا بكله من وسائل التواصل، في قرن الهاتف الذكي، في قرننا هذا، ومع هذا كله نرى إبادة جماعية، ومحرقة كبرى هائلة بإخواننا في غزة، إلا أن العرب الكبار الذين ينطقون العروبة بألسنتهم، ويخونونها بأفعالهم، وتركوا الإسلام جانبًا، واتبعوا الغرب تمامًا، وخانوا دينهم، وأمتهم، وشعوبهم، وبغوا على من تولوا عليه في بلدانهم، لقد تركوا ما كانت العرب تتمسك به، وتموت من أجله، وتحيا لأجله، فلا قيم العرب حافظوا عليها، ولا قيم الإسلام اتبعوها، ولا شعوبهم هابوها واحترموها، ولا أي إنسانية رعوها، وحسبنا الله ونعم الوكيل…
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- أيها الإخوة يجب أن يتحرك فينا داعي الإسلام، وداعي الإيمان، وداعي الألم على إخواننا الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وعلى قدر الألم يكون الصراخ، وعلى قدر الألم يكون السهر، وعلى قدر الألم يجب أن تكون النخوة، وعلى قدر الألم يجب أن تكون العروبة، والرجولة، وتتحرك فينا قيم الإسلام، وقيم الدين، وقيم المروءة، والواجب الذي الذي فرضه الله علينا…
- ولو اتينا بعد أن تحدثنا عن قصص العرب قبل الإسلام لو اتينا إلى كلام فقهاء الإسلام ماذا عن تفسيرهم لهذا الحديث العظيم: "كالجسد الواحد"، انظروا إلى جمال ديننا، انظروا الى ما فيه من عزة، من استكبار، من إعظام، من إجلال، من إباء، من نخوة لا تقاوم ابداً يقول الفقهاء وهي مسألة بعيدة فكيف بمسألة أقرب هي المسألة البشرية، يقول الفقهاء من رأى شاة تموت ويستطيع أن يذبحها قبل أن تموت فلم يفعل فإنه يغرم قيمتها لماذا؟ لأنه أفسد لحمًا وأضاع ثمينًا كان يمكن أن يؤكل ويستفاد منه لكنه أضاعه حتى ماتت، والميتة محرمة، فبالتالي حرمت لأنه لم يستلحقها قبل أن تموت، فيجب عليه أن يدفع ثمنها، وايضًا يقولون لو أن رجلاً رأى جداراً يكاد أن يسقط وهو يستطيع أن يقيمه أو أن يحذر الناس منه ولم يفعل فسقط على رجل فإنه يدفع ديته، ليس الجدار جداره، وليس الحق حقه، وليس الطريق طريقه، وليس الشيء شيئه، ولكن لأنه يستطيع أن يفعل شيئًا ولم يفعل فكان يجب عليه الدية، وليست أي دية بل يجب عليه أن يدفع الدية المغلظة التي هي أربعون ناقة أولادها في بطونها، وبقية المائة غير حوامل، وقال الفقهاء ايضًا والكلام كثير جداً من كلام فقهائنا وأعلامنا، قالوا لو أن مجموعة صيادة بجوار البحر أو داخل البحر ورأوا طفلا على الساحل وهم منشغلون بصيدهم فرأوه على الساحل فدخل إلى البحر فغرق فلم يفعلوا شيئًا لإنقاذه فإن القصاص عليهم جميعًا، القصاص وليست الدية القصاص لو كانوا مائة، بل قال عمر رضي الله عنه في قصة أصيل المشهورة عند الفقهاء قال: والله لو تآمر أهل المدينة على قتله على قتل أصيل لقتلتهم به جميعا، وكانوا بالآلاف آنذاك، لقتلتهم به على رجل واحد، وهؤلاء نظروا إلى طفل يقتل يموت ولم يفعلوا شيئًا فكان الواجب أن يعدموا ونحن ماذا نرى؟ وماذا نسمع؟ وماذا يحكى؟ وماذا يقال؟ بل قال الفقهاء لو أن امرأة في المشرق أسرت وجب على أهل المغرب تحريرها، انظر مرأة في المشرق وهم في المغرب لكن على أهل المغرب أن يخلصوا المرأة وجب عليهم أن ينقذوها من الأسر، وجب عليهم أن يستردوها جميعًا لو فنى المسلمون جميعا، فالواجب عليهم أن ينقذوا المرأة المسلمة من أسر أعدائهم، فماذا عن أسرى المسلمين وهم بالآلاف؟ بل بعشرات الآلاف حتى النساء يقتلن ويزنى بهن ويفعل بهن الأفاعيل ولا ننسى نور التي قالت في رسالتها تعالوا اهدموا السجن على رؤوسنا؛ فإننا لا نستطيع خن نريكم أطفالاً ليسوا بأطفالكم، وأولادا ليسوا منكم، بل ربما تؤخذ المسلمات من القرى المسلمة يختطفن ثم يفتعل بهن وترمى أقمشتهن على رؤوس قراهن وأهاليهن ثم بعد أن يكملوا فعلتهم ترم جثتها من على الطائرة المختطفة، وقد حصل والذي رفع السماء، هكذا أصبح حالنا وأصبح وضعنا، لا نخوة تحركنا، ولا رجولة، ولا بطولة، ولا شهامة، ولا دين، ولا احترام، ولا قيم، ولا مبادئ، ولا أي شيء كان، نرى ونسمع ولا يحركنا أي شيء، ولا يدفعنا أي شيء، ولا يجول بخواطرنا أي شيء، وكأن الأمر لا يعنينا،
مع الوجوب الذي افترضه الله علينا مع ذلك كله الذي قال ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، قيل للمقداد بن عمرو رضي الله عنه وكان على تابوت من خشب يحمل عليه للجهاد فقالوا يا مقداد قد عذرك الله فاجلس اجلس إنما أنت عالة على الجيش، فأجابهم: أبت سورة التوبة رفضت سورة التوبة من أن أجلس ويعني بسورة التوبة {انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا} وهذا سعيد بن المسيب مع أنه قد تجاوز الثمانين الا أنه لما قيل له أجلس وقد قال لك الأمير اجلس قال لا والله ما دام وأن الله يستنفرنا خفافا وثقالا، وقل عن أبي أيوب الأنصاري الذي تجاوز الثمانين ومع هذا يذهب ويقاتل ويموت على أسوار القسطنطينية ولم يترك نفسه ولم يسمح لنفسه أن يجلس حيث يجلس القواعد وتجلس النساء يجلس والخوالف: ﴿لا يَستَأذِنُكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ إِنَّما يَستَأذِنُكَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَارتابَت قُلوبُهُم فَهُم في رَيبِهِم يَتَرَدَّدونَ وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ﴾، ﴿رَضوا بِأَن يَكونوا مَعَ الخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلوبِهِم فَهُم لا يَفقَهونَ﴾.
- أيها الإخوة إن واجب الاسلام قبل العروبة أن ننقذ إخواننا بأي شيء نستطيعه، بأي فعل نستطيعه، ولا نعذر بدونه، وكل واحد عليه من الأوامر الشرعية، والفرائض الحتمية، والضرورات الإنسانية أن ينقذ إخوانه بما يستطيع، وكل واحد تختلف استطاعته عن غيره؛ فإنسان يستطيع أن يدعم بالمال فهو واجبه الذي لا يعذر بدونه، وآخر يستطيع أن يدعم بالسلاح فهو واجب الذي لا يحل له التأخر عنه، وآخر يستطيع أن يدعم بالنفس فيلزمه أن يذهب إليهم، وآخر يستطيع أن يدعم بالكلمة فيحرم عليه السكوت، وآخر يستطيع أن يدعم بالإعلام والفيديو والنشر فإن لم يفعل فهو آثم آثم، وآخر يستطيع أن يدعم بتخصصه كمهندس، وتكنولوجي، وأمن سيبراني كاختراق وقد رأينا بالأمس القريب مجموعة تخترق البنتاغون واخترقت ايضًا الموساد وجهاز الشاباك…
-
فنريد أن نرى جهاد الإعلام، نريد أن نرى جهاد التخصص، جهاد الكلمة، جهاد المال، جهاد الإعلام، جهاد كل شيء، نريد أن نرى هذا الجهاد عمومًا نراه حيًا فينا، ونعيده لواقعنا نستعيد به عزتنا
: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"، كما قال صلى الله عليه وسلم، إن إخواننا في غزة يحتاجون هذا الجهاد اكثر من حاجتهم لربما من جهاد الرجال، وجهاد المال، إنه جهاد الإعلام، جهاد التكنولوجيا، جهاد الإرسال، جهاد أي شيء يستطيعه المسلم فهو واجب عليه ولا يعذر أمام الله ولا تبرأ ذمته الا بأدائه وإلا أثم عليه، ولقي الله وهو غضبان عليه، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
*فريضة.الجهاد.المالي.على.كل.مسلم.ومسلمة.لإخوانهم.في.غزة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
*فريضة.الجهاد.المالي.على.كل.مسلم.ومسلمة.لإخوانهم.في.غزة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/_lTsp-Y_jDE?si=STafvKv3uDmRkHEc
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 3/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه مما لم يعد خافي على أحد ما يجري في أرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر، وما يجري في تلك البلاد الغالية على قلوبنا، والتي هي كرامتنا وعزتنا، والتي هي ايضًا إن قدر الله وحصل شيء فهو ذلنا، وهواننا، وضعفنا، وتشريدنا، وفيها ما فيها، أنه لا يخفى علينا ما تمر به غزة العزة من حرب شاملة، ومن إبادة جماعية، ومن حرب يهودية صهيونية غاشمة، ومن اعتداء لمحتل ظالم وراء ذلك المحتل الغرب الفاجر وأمريكا التي لم ولن تكف أبدًا عن دعم هذا الكيان الصهيوني الغاصب في ليله ونهاره، والدعم الحقيقي بالأسلحة، وبالذخائر التي تحملها في كل يوم بشهادة منظمات حقوقية أمريكية، وأتحدث عن منظمات حقوقية أمريكية نطقت وأخبرت وتحدثت عن دعم عسكري كبير، وفي كل يوم، وصرح البنتاغون بذلك وبكل وقاحة، ولا زال تصريحه في وسائل التواصل شاهدا… فضلاً عن الدعم اللوجستي والسياسي الذي تكفلت أمريكا بكل شيء خارجي من سياسات، من مراوغات، من مفاوضات، من تهدئات من كل شيء، وأصبح وزير خارجيتها ينتقل في اليوم الواحد الى دولتين وإلى ثلاث حتى إنه ليزور الدولة الواحدة في يوم واحد أمام مرأى ومسمع من العالم مرتين وثلاث؛ لأنه يفاوض عن يهوديته كما قال يفاوض عن كيانه، يفاوض عن احتلاله، يفاوض عن أبناء جلدته، يفاوض عن هؤلاء جميعًا هذا عن وزير خارجية واحد فضلاً عن دول الغرب مجتمعة الدول الصليبية، وعن اتحادهم الهمجي ضد إخواننا، ضد من لهم أكثر من سبعة عشر سنة في سجن كبير هو سجن غزة لا يدخل إليهم شيء، ولا يخرج منهم حتى النفس إلا بمراقبة شديدة من الاحتلال ومن عملائه أيضا، واصبحوا في خناق كبير، وفي خندق هو الأعظم والأكبر، بل بشهادة منظمات أممية أنه اكبر سجن على وجه الأرض يحيط به جدران من كل جانب، وهم فيه في حصار خانق ومطبق….
- ومع هذا كله فإنهم يبادون ويسحقون ويدمرون دون تمييز بين صغير وكبير فضلا عن مقاتل وغيره، وامرأة وطفل، بل إن أكثر من 75% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، حتى إن الغرب بنفسه ليعترف بأنها سقطت في خلال الأربعين يوما الماضية من الحرب على غزة العزة ما يزيد عن ثلاث قنابل نووية من القنبلة الواحدة التي سقطت على هروشيما ونجزاكي، فالقنبلة الواحدة الأمريكية التي سقطت هناك سقطت أكبر منها وأعظم منها وأكثر مراراً وتكرارا في أرض مساحتها أقل من 40 كم، وعرض من 6 إلى 12 كم، يعني أصغر من هيروشيما بمرات عديدة لكنها هنا سقطت متفاوتة على أيام، وعذاب متأخر، وعذاب يتألم له عالم بأكمله…
- إن إخواننا هناك لم يملكوا حولا ولا قوة لإسكات هذا الكيان الصهيوني الغاشم، وحتى دول العالم ومجلس الأمن الزائف لم يستطيعوا إيقافهم، بالرغم القرارات والتصريحات في الظاهر، أما في السر وتحت الطاولة فهم يؤيدون الكيان بكل قوة، وخلصنا من حماس ومن المقاومة، لكن الله معنا، لكن الله مع إخواننا، لكن الله تبارك وتعالى لن يتركهم أبداً كما وعدنا: ﴿كَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرَةً بِإِذنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَ﴾، إنهم قد اجتمعوا بحدهم وحديدهم بعتادهم وعدتهم، بسياستهم وغطرستهم، بباريجياتهم وصواريخهم، وبكل شيء من إمكانيات لديهم، وبأسلحة دمار شامل يهددون بها من أكبر وزير فيهم متغطرس إلى أصغر رجل فيهم وليس غزة وحدها بل الضفة بل والمنطقة الفلسطينية بكلها، فهم يهددون الجميع، ويؤذون الكل ليتركوا منازلهم غصبا، ولقد تحدثت الصحف عن آلاف الفلسطينيين هاجروا من مناطق لا علاقة لها بالقتال؛ لأن اليهود قد فعلوا الأفاعيل بهم من الأذى والتنكيل فاضطروهم إلى الهجرة وترك بيوتهم وأحب شيء اليهم…
- لقد رأينا وشاهدنا ذلك الرجل الغزاوي الذي يتحدث عن بيته الذي بناه لأربعين سنة كما ينطق ولا زال الفيديو بقناة الجزيرة يشهد أنه بنى بيته لأربعين سنة وأنفق كل شيء لأجله، وباع كل شيء، وجمع ذلك المال على شيكل شيكل كل هذه السنوات، فجاء الاحتلال وقصفه في لحظة واحدة، وأنهى أملاً ومستقبلاً وحلمًا لذلك المسكين الذي ظل خربعين سنة يجمع ويكد وينتصب ويسعى ويعمل، وفوق هذا وأكبر منه انتهى البيت مع الأولاد مع النساء مع كل من فيه مع الأموال المتبقية مع الأثاث مع كل شيء، وقل عن تلك المرأة التي تصرخ في صغيرها قم يا حبيبي وارضع من ماما، وليست هذه القصة وحسب بل هي قصص آلاف مؤلفة من أبناء غزة العزة، بل لا نقول آلاف بل مئات الآلاف، بل أكثر من
مليوني مسلم هناك يُنتهكون يُدمرون يقصفون يسحلون يبادون، وليس في القرون الوسطى بل في القرن الواحد والعشرين، قرن للإعلام، والصحافة، والكاميرا، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقرن التطور، وقرن حقوق الإنسان، وقرن هذا الهذيان، وقرن الأمم المتحدة الفاجرة، وقرن مجلس الأمن البائد، وقرن المنظمات والحقوق، وقل ما شئت عن هذا القرن الذي لم يكن يتوقع ان يقصف وأن يدمر هذا الشعب بأكمله أمام مرأى ومسمع من العالم دون حياء، وذرة خجل… وكأنهم يرسلون رسالة للعالم بكله نحن فوق العالم، ونفعل ما نشاء، كيف نشاء، بما نشاء، في الوقت الذي نشاء، ونتحداكم جميعًا ولو أدنتم، ولو نددتم، وشجبتم، وطالبتم، وقررتم، واجتمعتم، ولو صنعتم ولو قلتم ولو اجتمعتم ولو فعلتم من قمم وقمم ما فعلتم فلن نسمع لكم لأننا فوق الكل، فأي غطرسة هذه وأي تجبر هذا؟ وأي مصيبة عظمى حلت بإخواننا، يعدمون البيت بما فيه، تحدثت وزارة الداخلية والناطق الرسمي هناك بأن عشرات الأسر مسحت من السجل المدني في غزة تمامًا كل الأسرة بمن فيها قصفوا وانتهوا…
- أيها الإخوة المأساة كبيرة وعظيمه وشديدة، والكل يسمع والكل يرى والحديث فوق الحديث لا يجدي، لكن اليوم نأتي للعمل لنحرك ساكنًا، ونسقط عن أنفسنا واجبًا كبيرًا، وجهادًا عظيمًا، لنفعل شيئًا، لنصع شيئًا وليس نفلا بل هو واجب على كل مسلم ومسلمة، وعلى كل صغير وكبير فيها، وعلى كل فرد من أفرادها من لا يعذر مسلم بتركه أبدا، ولا يحل لمسلم أن يتخاذل عنه أبدا، ولا يجوز لمسلم في أي مكان كان على وجه الكرة الأرضية أن يتخلى عنه وأن يعجز عنه مهما كان، إنه الجهاد المالي، إنه النفقة في سبيل الله، وجمع التبرعات لإخواننا في أرض الجهاد، والرباط، والاستشهاد، إنه إخراج ما يجب علينا لمن يقصفون يدمرون يقتلون ينتهون يبادون عن بكرة أبيهم، وقدموا أرواحهم رخيصة أفنبخل نحن عن تقديم فليسات يسيرة الله قد ضمن لنا أن يردها لنا وأضعاف أضعافها: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾…
- فأي خور وعجز، وأي ضعف واستكانة، وأي مهانة وذلة، وأي جبن ونذالة أن نترك إخواننا لأعدائنا دون أن نعطيهم من أموالنا، وأن نقدم لهم شيئًا براءة لذمتنا، ونعذر بما نعطي أمام ربنا الذي وعدنا بأن يخلف علينا كما سبق في تلك الآيات البينات فماذا بعد ذلك أيها الناس، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نحفظ ذلك صغير وكبيرنا والجميع فينا: "انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا"، فماذا عن نصرتنا لإخواننا المظلومين، ونحن لا نطالب بالرجال وبالسلاح فأمام هؤلاء عملاء صنعهم الكيان الصهيوني الغاصب المتغطرس بيده، وأمريكا ربتهم وهي إلههم وهي كل شيء فيهم يأتمرون بأمرها، ويسجدون لعظمتها، ويسبحون دومًا لها، لا نتكلم عن الرجال؛ فالمقاومة تكفي وتغني، وإن كان هو واجب الأمة ولو بالتهديد للزحف الكبير نحو الأقصى، وقد قال ربنا متوعدا ومهددا: {يأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ فالله يشوقنا، وفي نفس الوقت الله يهددنا، الله يتوعدنا، الله يعزرنا، الله يذكي روح الجهاد فينا الذي يجب أن يتحرك في قلوبنا إذا مزق إخواننا، إذا قتلوا، إذا قصفوا، إذا دمروا اذا انتهوا، ومتى سنتحرك إن لم يكن الآن الآن، ومتي سنغضب إن لم نغضب لكل هذه الدماء!.
- أرءيتم عندما كنا أعزة لطمة واحدة على وجه امرأة مسلمة تحركت لها جيوش المسلمين جميعًا عندما لم يكن عملاء عندما لم يكن خونة وفتحت عمورية بأكملها، نحن لا نطالب اليوم الشعوب أن تذهب فنحن نعلم بجسارة الأمر وخطورته وعظمته وشدته وأنه لا يكن أبدا ولن يكون أمام أسوار عملائية وكيانات صهيونية في كل دولة، ومخابرات عالمية كبرى من اجل ان تمنع المسلمين أن يذهبوا لنجدة إخوانهم في غزة، إنما نطالب فقط بالمادة بالمال بالدعم بالنفقة التي قدمها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم كثيرا على الجهاد بالنفس، بل أمر بها أمراً جازمًا، وفرضها فرضًا دائمًا وواضحًا فبدأ بالمال قبل النفس بل لا آية في كتاب الله تتحدث عن الجهاد إلا وتحدثت عن تقديم المال قبل النفس، اللهم إلا آية واحدة تحدثت عن الجهاد بالنفس قبل المال….
- فأين أموالنا نسلمها سخية بها أنفسها لإخواننا؛ فلقد سلمت بحمدالله أرواحنا يوم أن قُصف إخواننا، لقد سلم أبناؤنا يوم قُتل كل من في عائلة إخواننا، لقد سلمت بيوتنا يوم سويت بالأرض بيوت إخواننا، لقد سلمت وظائفنا يوم أن عدموا الحياة إخواننا لا الوظائف وحدها، لقد سلمت دنيانا حين انتهت دنيا أحبابنا في غزة العزة، لقد سلم كل شيء فينا ولم يسلم فيهم أي شيء، أفننام بأمان، ونصحى بأمان، ونتحدث بأمان، ونأكل ونشرب بكل أمان، وفوق هذا أولادنا وأحبابنا وكل شيء يجري بانتظام وأمان لكن إخواننا هناك منعوا من كل أمان، وحرموا من كل أمان، بل في كل لحظة ينتظرون الموت، وأكثر من هذا الجوع، والظمأ، والحصار، والموت البطيء، والقتل، والإبادة، والدمار، حتى لا يجد أحدهم الوقت ليحزن حتى الحزن على أبنائه، وعلى إخوانه، وعلى أهل داره، وعلى أصحابه ومن بجواره لا يستطيع ذلك أبدا من شدة ما بهم حتى الحزن لا يجدون أمانا فيه، ولا يجد فراغًا له، بل هو مشغول بأعظم، وأشد، وأكبر، فيا أيها الإخوة بماذا شُغلنا، وما الذي ألهانا، أيرضى أحدنا أو يستطيع أحدنا أن ينظر إلى أبنائه إلى بناته إلى إخوانه إلى والديه وهم أشلاء بجواره، أو تحت الأنقاض لا تظهر إلا بعض أجسادهم، أين قول نبينا ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، أين قول ربنا في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم وممن رأى المظلوم وهو قادر على أن ينصره فلم يفعل"، فماذا ننتظر ونحن نرى ما نرى، وما حل بإخواننا ولم ننصرهم بتقديم ما نستطيع من أموالنا، وسخية بها أنفسنا كواجب علينا لا كنفل منا: ﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ﴾، ﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَأَنفِقوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيهِ فَالَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَأَنفَقوا لَهُم أَجرٌ كَبيرٌ﴾، ﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ﴾، فما دورنا بعد هذه الآيات البينات، وهذا ربنا قد ضمن لنا رد أمثال أمثال ما أنفقنا: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾.
- وإذا كان الغرب ينفقون أموالهم وينفقون كل شيء لأجل الكيان الصهيوني المتغطرس فماذا عنا، وما هي نفقتنا لإخواننا أولم يقل الله تبارك وتعالى مهددًا لنا ومخوفًا إيانا: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وهم ينفقون كل شيء واجتمعوا وأجمعوا أيضًا لنصرة الكيان الصهيوني بكل شيء: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾، إنهم يقدمون ويضخون ويعطون الغالي والنفيس، ومليارات الدولارات يضخونها نقدا فضلاً عن مئات الآلاف من قطع السلاح، فضلاً عن بارجيات تحت تصرف الكيان، فضلاً عن حاملات الطائرات، والراجمات الصواريخ، فضلاً عن كل شيء من دعم لوجستي، بل يقدمون ضمانات مالية تتبرع بها دول عربية وغربية وأمريكية أن كل شيء من خسائر خسرها الكيان في الحرب سيرد له بعد الحرب… فما هو دعمنا، وضماناتنا لهم، وتضميدنا لجراحاتهم كأقل واجب علينا…
- لقد قال أحد أعضاء برلمانا أوروبي قائلًا ما لكم ايها العرب والمسلمون تتركون أهل غزة، أفي كتابكم أفي شرعكم ما يمنع من دعم إخوانكم الذين تقولون عنهم بأنهم مسلمون مثلكم، هل في شرعكم ما يمنع، يقول هذا أمام وسائل الإعلام، نعم والله إنه ليخجلنا والله إنه لخجل ومأساة وخزي وعار أن نبخل بما في أيدينا لندعم إخواننا، لندعم صمود حماة مقدساتنا، ومن يذودون عنا، ويسقطون فرض الجهاد عن ملياري مسلم، ماذا لو كل مسلم فقط أنفق دولارا واحدا لكانت ملياري دولار أي سيبنون غزة من جديد وأمثال أمثالها، وتكون دولة كبرى أقوى من الميان مئات المرات، فأين أموالكم أيها المسلمون لتقدموها لإخوانكم الذين يذودون عنكم، وعن مقدساتكم، وعن مسرى نبيكم…
- وأطمئنكم أن هذا يعد الجهاد الأول، والأكبر، والأعظم، والواجب الأهم؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام مطمئنًا للأمة ممن لم يستطع أن يذهب فليقدم ما له ومن لم يقدم ما له فلن يقدم نفسه قطعًا ويقولون من لم يقدم قرشه لن يقدم كرشه لن يقدم نفسه لن يقدم جسده أبدًا فقال صلى الله عليه وسلم: "من جهّز غازيًا فقد غزا"، وجاء رجل بناقة مخطومة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة"، فأين ما تقدم من مالك ليكون لك في الجنة مثله وسبعمائة ضعف وكلما قدمت أكثر كان أعظم: ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ .
- فيا أيها الإخوة الواجب الذي لا يجوز لمسلم أن يتخلى عنه، ولا يتأخر عنه هو أن يدعم إخوانه، هو أن يعطي من ماله، ويدخل في التجارة التي ناداه لها ربه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ فالمال المال هو الجهاد الأكبر، والأعظم، وهو الواجب على كل مسلم، ولا يحل لمسلم أن يتخلف عنه، وإن كان قليلا ما أعطى فهو كثير عند المولى جل وعلا، ورب درهم سبق ألف درهم كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وهذا صحابي جليل اسمه ابو عقيل قدم صاعين فقط من التمر فرآه المنافقون كما هي عادتهم فضحكوا وقالوا الناس يقدمون اكبر من هذا ولا تستحي أن تقدم المال القليل، فأنزل الله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة لأجل صاعين من تمر فقط لأنها خرجت من نفس مؤمنة من نفس صالحة ﴿الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إنه لأمر معلوم وواضح لكل أحد، ويقطع به الصغير والكبير على أن الحروب لها ثمن، وثمنها كبير على الأنفس، والأموال، والبيوت، والممتلكات، وعلى كل شيء في الحياة، وإن الواجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تقدم من مالها وأن تقدم ما تستطيع مما أعطاها الله لأجل إخوانهم، وتخفيفًا عليهم من وطأة الحرب التي نزلت عليهم، إنها حرب صليبية عالمية إما أن نكون وإما أن لا نكون، ولها ثمن ولها ثمن مليارات المليارات قيمة للبيوت والممتلكات والاتصالات والبنية التحتية المدمرة بكلها، فضلاً عن الأرواح التي ذهبت، والنفوس التي زهقت، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بل والحروب الإسلامية والفتوحات المقدسة تلك التي ذهبت لم تكن لها من نفقة إلا نفقة الشعوب وكان صلى الله عليه وسلم في أكبر جيش وفي أعظم وأهم معركة على الإطلاق فعلها صلى الله عليه وسلم وفي حرب استراتيجية كبرى خاضها صلى الله عليه وسلم قبل موته بأشهر يسيرة هي تبوك ومع هذا لم يكن لها من مال إلا مال الشعوب فنادى الصحابة للإنفاق فأنفق عثمان رضي الله عنه حتى جهز ثلث الجيش، وايضًا عمر رضي الله عنه تسابق مع أبي بكر رضي الله عنه قال فوافق ذلك مالاً عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر فاتيت بنصف مالي فقال رسول الله ما تركت لأهلك؟ قلت نصفه، فجاء أبو بكر بماله كله فقال صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك قال تركت لهم الله ورسوله، فقال عمر لا أسبق أبا بكر بعد اليوم، ﴿ وَفي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسونَ﴾، بل رؤي من الصحابة من يبيع أثاث داره بل عبد الرحمن بن عوف باع سقف داره نقض السقف وباعه من أجل أن يموّن الجيش، وفوق هذا فإنهم يذهبون بأنفسهم مع الجيش ونحن جالسون هنا قواعد وخوالف نتفرج عليهم فلا ذهبنا ولا أرسلنا، بل كان من لم يستطع منهم الذهاب يبكي فأين بكاؤنا وحرقتنا: ﴿وَلا عَلَى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدوا ما يُنفِقونَ﴾…
- لم تعد الحرب اليوم حرب بسيف ورمح وخيل يحتاج السيف الى ألف ريال يمني ونحوه أو تحتاج الخيل والإبل إلى طعام وعلف ببضع أفلاس، لا لا بل اليوم أصبحت الأمور أكبر وأعظم أسلحة كبيرة وعظيمة وغالية جد غالية يحتاجون إلى أسلحة برية وبحرية وجوية، ويحتاجون إلى هذا بكله، والأسلحة البرية يحتاجون إلى دبابات، ويحتاجون إلى الصواريخ، ويحتاجون إلى الذخيرة، ويحتاجون إلى أنواع الأسلحة، فضلاً عن الأسلحة البحرية، فضلاً من غواصات من طائرات، من حاملات، من راجمات، من هذه بكلها، فضلاً عن الأسلحة الجوية ونحن لا نتحدث عن هذا بكلها، بل إنما نتحدث عن إطعام أبناء الشهداء، عن إطعام المرضى، نتحدث عن إدخال الغذاء، والدواء، نتحدث بنفقاتنا عن الشيء اليسير فقط لا عن تقديم الأسلحة لإخواننا وإن كان واجبا علينا.. فأنفقوا من أموالكم طيبة بها أنفسكم ولا تبخلوا فيبخل الله عليكم.. ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/_lTsp-Y_jDE?si=STafvKv3uDmRkHEc
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير المكلا 3/ جمادى الأولى/1445هـ.*
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد:
- فإنه مما لم يعد خافي على أحد ما يجري في أرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر، وما يجري في تلك البلاد الغالية على قلوبنا، والتي هي كرامتنا وعزتنا، والتي هي ايضًا إن قدر الله وحصل شيء فهو ذلنا، وهواننا، وضعفنا، وتشريدنا، وفيها ما فيها، أنه لا يخفى علينا ما تمر به غزة العزة من حرب شاملة، ومن إبادة جماعية، ومن حرب يهودية صهيونية غاشمة، ومن اعتداء لمحتل ظالم وراء ذلك المحتل الغرب الفاجر وأمريكا التي لم ولن تكف أبدًا عن دعم هذا الكيان الصهيوني الغاصب في ليله ونهاره، والدعم الحقيقي بالأسلحة، وبالذخائر التي تحملها في كل يوم بشهادة منظمات حقوقية أمريكية، وأتحدث عن منظمات حقوقية أمريكية نطقت وأخبرت وتحدثت عن دعم عسكري كبير، وفي كل يوم، وصرح البنتاغون بذلك وبكل وقاحة، ولا زال تصريحه في وسائل التواصل شاهدا… فضلاً عن الدعم اللوجستي والسياسي الذي تكفلت أمريكا بكل شيء خارجي من سياسات، من مراوغات، من مفاوضات، من تهدئات من كل شيء، وأصبح وزير خارجيتها ينتقل في اليوم الواحد الى دولتين وإلى ثلاث حتى إنه ليزور الدولة الواحدة في يوم واحد أمام مرأى ومسمع من العالم مرتين وثلاث؛ لأنه يفاوض عن يهوديته كما قال يفاوض عن كيانه، يفاوض عن احتلاله، يفاوض عن أبناء جلدته، يفاوض عن هؤلاء جميعًا هذا عن وزير خارجية واحد فضلاً عن دول الغرب مجتمعة الدول الصليبية، وعن اتحادهم الهمجي ضد إخواننا، ضد من لهم أكثر من سبعة عشر سنة في سجن كبير هو سجن غزة لا يدخل إليهم شيء، ولا يخرج منهم حتى النفس إلا بمراقبة شديدة من الاحتلال ومن عملائه أيضا، واصبحوا في خناق كبير، وفي خندق هو الأعظم والأكبر، بل بشهادة منظمات أممية أنه اكبر سجن على وجه الأرض يحيط به جدران من كل جانب، وهم فيه في حصار خانق ومطبق….
- ومع هذا كله فإنهم يبادون ويسحقون ويدمرون دون تمييز بين صغير وكبير فضلا عن مقاتل وغيره، وامرأة وطفل، بل إن أكثر من 75% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، حتى إن الغرب بنفسه ليعترف بأنها سقطت في خلال الأربعين يوما الماضية من الحرب على غزة العزة ما يزيد عن ثلاث قنابل نووية من القنبلة الواحدة التي سقطت على هروشيما ونجزاكي، فالقنبلة الواحدة الأمريكية التي سقطت هناك سقطت أكبر منها وأعظم منها وأكثر مراراً وتكرارا في أرض مساحتها أقل من 40 كم، وعرض من 6 إلى 12 كم، يعني أصغر من هيروشيما بمرات عديدة لكنها هنا سقطت متفاوتة على أيام، وعذاب متأخر، وعذاب يتألم له عالم بأكمله…
- إن إخواننا هناك لم يملكوا حولا ولا قوة لإسكات هذا الكيان الصهيوني الغاشم، وحتى دول العالم ومجلس الأمن الزائف لم يستطيعوا إيقافهم، بالرغم القرارات والتصريحات في الظاهر، أما في السر وتحت الطاولة فهم يؤيدون الكيان بكل قوة، وخلصنا من حماس ومن المقاومة، لكن الله معنا، لكن الله مع إخواننا، لكن الله تبارك وتعالى لن يتركهم أبداً كما وعدنا: ﴿كَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرَةً بِإِذنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَ﴾، إنهم قد اجتمعوا بحدهم وحديدهم بعتادهم وعدتهم، بسياستهم وغطرستهم، بباريجياتهم وصواريخهم، وبكل شيء من إمكانيات لديهم، وبأسلحة دمار شامل يهددون بها من أكبر وزير فيهم متغطرس إلى أصغر رجل فيهم وليس غزة وحدها بل الضفة بل والمنطقة الفلسطينية بكلها، فهم يهددون الجميع، ويؤذون الكل ليتركوا منازلهم غصبا، ولقد تحدثت الصحف عن آلاف الفلسطينيين هاجروا من مناطق لا علاقة لها بالقتال؛ لأن اليهود قد فعلوا الأفاعيل بهم من الأذى والتنكيل فاضطروهم إلى الهجرة وترك بيوتهم وأحب شيء اليهم…
- لقد رأينا وشاهدنا ذلك الرجل الغزاوي الذي يتحدث عن بيته الذي بناه لأربعين سنة كما ينطق ولا زال الفيديو بقناة الجزيرة يشهد أنه بنى بيته لأربعين سنة وأنفق كل شيء لأجله، وباع كل شيء، وجمع ذلك المال على شيكل شيكل كل هذه السنوات، فجاء الاحتلال وقصفه في لحظة واحدة، وأنهى أملاً ومستقبلاً وحلمًا لذلك المسكين الذي ظل خربعين سنة يجمع ويكد وينتصب ويسعى ويعمل، وفوق هذا وأكبر منه انتهى البيت مع الأولاد مع النساء مع كل من فيه مع الأموال المتبقية مع الأثاث مع كل شيء، وقل عن تلك المرأة التي تصرخ في صغيرها قم يا حبيبي وارضع من ماما، وليست هذه القصة وحسب بل هي قصص آلاف مؤلفة من أبناء غزة العزة، بل لا نقول آلاف بل مئات الآلاف، بل أكثر من
مليوني مسلم هناك يُنتهكون يُدمرون يقصفون يسحلون يبادون، وليس في القرون الوسطى بل في القرن الواحد والعشرين، قرن للإعلام، والصحافة، والكاميرا، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقرن التطور، وقرن حقوق الإنسان، وقرن هذا الهذيان، وقرن الأمم المتحدة الفاجرة، وقرن مجلس الأمن البائد، وقرن المنظمات والحقوق، وقل ما شئت عن هذا القرن الذي لم يكن يتوقع ان يقصف وأن يدمر هذا الشعب بأكمله أمام مرأى ومسمع من العالم دون حياء، وذرة خجل… وكأنهم يرسلون رسالة للعالم بكله نحن فوق العالم، ونفعل ما نشاء، كيف نشاء، بما نشاء، في الوقت الذي نشاء، ونتحداكم جميعًا ولو أدنتم، ولو نددتم، وشجبتم، وطالبتم، وقررتم، واجتمعتم، ولو صنعتم ولو قلتم ولو اجتمعتم ولو فعلتم من قمم وقمم ما فعلتم فلن نسمع لكم لأننا فوق الكل، فأي غطرسة هذه وأي تجبر هذا؟ وأي مصيبة عظمى حلت بإخواننا، يعدمون البيت بما فيه، تحدثت وزارة الداخلية والناطق الرسمي هناك بأن عشرات الأسر مسحت من السجل المدني في غزة تمامًا كل الأسرة بمن فيها قصفوا وانتهوا…
- أيها الإخوة المأساة كبيرة وعظيمه وشديدة، والكل يسمع والكل يرى والحديث فوق الحديث لا يجدي، لكن اليوم نأتي للعمل لنحرك ساكنًا، ونسقط عن أنفسنا واجبًا كبيرًا، وجهادًا عظيمًا، لنفعل شيئًا، لنصع شيئًا وليس نفلا بل هو واجب على كل مسلم ومسلمة، وعلى كل صغير وكبير فيها، وعلى كل فرد من أفرادها من لا يعذر مسلم بتركه أبدا، ولا يحل لمسلم أن يتخاذل عنه أبدا، ولا يجوز لمسلم في أي مكان كان على وجه الكرة الأرضية أن يتخلى عنه وأن يعجز عنه مهما كان، إنه الجهاد المالي، إنه النفقة في سبيل الله، وجمع التبرعات لإخواننا في أرض الجهاد، والرباط، والاستشهاد، إنه إخراج ما يجب علينا لمن يقصفون يدمرون يقتلون ينتهون يبادون عن بكرة أبيهم، وقدموا أرواحهم رخيصة أفنبخل نحن عن تقديم فليسات يسيرة الله قد ضمن لنا أن يردها لنا وأضعاف أضعافها: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾…
- فأي خور وعجز، وأي ضعف واستكانة، وأي مهانة وذلة، وأي جبن ونذالة أن نترك إخواننا لأعدائنا دون أن نعطيهم من أموالنا، وأن نقدم لهم شيئًا براءة لذمتنا، ونعذر بما نعطي أمام ربنا الذي وعدنا بأن يخلف علينا كما سبق في تلك الآيات البينات فماذا بعد ذلك أيها الناس، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نحفظ ذلك صغير وكبيرنا والجميع فينا: "انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا"، فماذا عن نصرتنا لإخواننا المظلومين، ونحن لا نطالب بالرجال وبالسلاح فأمام هؤلاء عملاء صنعهم الكيان الصهيوني الغاصب المتغطرس بيده، وأمريكا ربتهم وهي إلههم وهي كل شيء فيهم يأتمرون بأمرها، ويسجدون لعظمتها، ويسبحون دومًا لها، لا نتكلم عن الرجال؛ فالمقاومة تكفي وتغني، وإن كان هو واجب الأمة ولو بالتهديد للزحف الكبير نحو الأقصى، وقد قال ربنا متوعدا ومهددا: {يأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ فالله يشوقنا، وفي نفس الوقت الله يهددنا، الله يتوعدنا، الله يعزرنا، الله يذكي روح الجهاد فينا الذي يجب أن يتحرك في قلوبنا إذا مزق إخواننا، إذا قتلوا، إذا قصفوا، إذا دمروا اذا انتهوا، ومتى سنتحرك إن لم يكن الآن الآن، ومتي سنغضب إن لم نغضب لكل هذه الدماء!.
- أرءيتم عندما كنا أعزة لطمة واحدة على وجه امرأة مسلمة تحركت لها جيوش المسلمين جميعًا عندما لم يكن عملاء عندما لم يكن خونة وفتحت عمورية بأكملها، نحن لا نطالب اليوم الشعوب أن تذهب فنحن نعلم بجسارة الأمر وخطورته وعظمته وشدته وأنه لا يكن أبدا ولن يكون أمام أسوار عملائية وكيانات صهيونية في كل دولة، ومخابرات عالمية كبرى من اجل ان تمنع المسلمين أن يذهبوا لنجدة إخوانهم في غزة، إنما نطالب فقط بالمادة بالمال بالدعم بالنفقة التي قدمها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم كثيرا على الجهاد بالنفس، بل أمر بها أمراً جازمًا، وفرضها فرضًا دائمًا وواضحًا فبدأ بالمال قبل النفس بل لا آية في كتاب الله تتحدث عن الجهاد إلا وتحدثت عن تقديم المال قبل النفس، اللهم إلا آية واحدة تحدثت عن الجهاد بالنفس قبل المال….
- فأين أموالنا نسلمها سخية بها أنفسها لإخواننا؛ فلقد سلمت بحمدالله أرواحنا يوم أن قُصف إخواننا، لقد سلم أبناؤنا يوم قُتل كل من في عائلة إخواننا، لقد سلمت بيوتنا يوم سويت بالأرض بيوت إخواننا، لقد سلمت وظائفنا يوم أن عدموا الحياة إخواننا لا الوظائف وحدها، لقد سلمت دنيانا حين انتهت دنيا أحبابنا في غزة العزة، لقد سلم كل شيء فينا ولم يسلم فيهم أي شيء، أفننام بأمان، ونصحى بأمان، ونتحدث بأمان، ونأكل ونشرب بكل أمان، وفوق هذا أولادنا وأحبابنا وكل شيء يجري بانتظام وأمان لكن إخواننا هناك منعوا من كل أمان، وحرموا من كل أمان، بل في كل لحظة ينتظرون الموت، وأكثر من هذا الجوع، والظمأ، والحصار، والموت البطيء، والقتل، والإبادة، والدمار، حتى لا يجد أحدهم الوقت ليحزن حتى الحزن على أبنائه، وعلى إخوانه، وعلى أهل داره، وعلى أصحابه ومن بجواره لا يستطيع ذلك أبدا من شدة ما بهم حتى الحزن لا يجدون أمانا فيه، ولا يجد فراغًا له، بل هو مشغول بأعظم، وأشد، وأكبر، فيا أيها الإخوة بماذا شُغلنا، وما الذي ألهانا، أيرضى أحدنا أو يستطيع أحدنا أن ينظر إلى أبنائه إلى بناته إلى إخوانه إلى والديه وهم أشلاء بجواره، أو تحت الأنقاض لا تظهر إلا بعض أجسادهم، أين قول نبينا ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، أين قول ربنا في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم وممن رأى المظلوم وهو قادر على أن ينصره فلم يفعل"، فماذا ننتظر ونحن نرى ما نرى، وما حل بإخواننا ولم ننصرهم بتقديم ما نستطيع من أموالنا، وسخية بها أنفسنا كواجب علينا لا كنفل منا: ﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ﴾، ﴿آمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَأَنفِقوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيهِ فَالَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَأَنفَقوا لَهُم أَجرٌ كَبيرٌ﴾، ﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ﴾، فما دورنا بعد هذه الآيات البينات، وهذا ربنا قد ضمن لنا رد أمثال أمثال ما أنفقنا: ﴿وَما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾، ﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً وَاللَّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾، ﴿إِنَّ المُصَّدِّقينَ وَالمُصَّدِّقاتِ وَأَقرَضُوا اللَّهَ قَرضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُم وَلَهُم أَجرٌ كَريمٌ﴾، ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾.
- وإذا كان الغرب ينفقون أموالهم وينفقون كل شيء لأجل الكيان الصهيوني المتغطرس فماذا عنا، وما هي نفقتنا لإخواننا أولم يقل الله تبارك وتعالى مهددًا لنا ومخوفًا إيانا: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾، وهم ينفقون كل شيء واجتمعوا وأجمعوا أيضًا لنصرة الكيان الصهيوني بكل شيء: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾، إنهم يقدمون ويضخون ويعطون الغالي والنفيس، ومليارات الدولارات يضخونها نقدا فضلاً عن مئات الآلاف من قطع السلاح، فضلاً عن بارجيات تحت تصرف الكيان، فضلاً عن حاملات الطائرات، والراجمات الصواريخ، فضلاً عن كل شيء من دعم لوجستي، بل يقدمون ضمانات مالية تتبرع بها دول عربية وغربية وأمريكية أن كل شيء من خسائر خسرها الكيان في الحرب سيرد له بعد الحرب… فما هو دعمنا، وضماناتنا لهم، وتضميدنا لجراحاتهم كأقل واجب علينا…
- لقد قال أحد أعضاء برلمانا أوروبي قائلًا ما لكم ايها العرب والمسلمون تتركون أهل غزة، أفي كتابكم أفي شرعكم ما يمنع من دعم إخوانكم الذين تقولون عنهم بأنهم مسلمون مثلكم، هل في شرعكم ما يمنع، يقول هذا أمام وسائل الإعلام، نعم والله إنه ليخجلنا والله إنه لخجل ومأساة وخزي وعار أن نبخل بما في أيدينا لندعم إخواننا، لندعم صمود حماة مقدساتنا، ومن يذودون عنا، ويسقطون فرض الجهاد عن ملياري مسلم، ماذا لو كل مسلم فقط أنفق دولارا واحدا لكانت ملياري دولار أي سيبنون غزة من جديد وأمثال أمثالها، وتكون دولة كبرى أقوى من الميان مئات المرات، فأين أموالكم أيها المسلمون لتقدموها لإخوانكم الذين يذودون عنكم، وعن مقدساتكم، وعن مسرى نبيكم…
- وأطمئنكم أن هذا يعد الجهاد الأول، والأكبر، والأعظم، والواجب الأهم؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام مطمئنًا للأمة ممن لم يستطع أن يذهب فليقدم ما له ومن لم يقدم ما له فلن يقدم نفسه قطعًا ويقولون من لم يقدم قرشه لن يقدم كرشه لن يقدم نفسه لن يقدم جسده أبدًا فقال صلى الله عليه وسلم: "من جهّز غازيًا فقد غزا"، وجاء رجل بناقة مخطومة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة"، فأين ما تقدم من مالك ليكون لك في الجنة مثله وسبعمائة ضعف وكلما قدمت أكثر كان أعظم: ﴿مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ .
- فيا أيها الإخوة الواجب الذي لا يجوز لمسلم أن يتخلى عنه، ولا يتأخر عنه هو أن يدعم إخوانه، هو أن يعطي من ماله، ويدخل في التجارة التي ناداه لها ربه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ فالمال المال هو الجهاد الأكبر، والأعظم، وهو الواجب على كل مسلم، ولا يحل لمسلم أن يتخلف عنه، وإن كان قليلا ما أعطى فهو كثير عند المولى جل وعلا، ورب درهم سبق ألف درهم كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وهذا صحابي جليل اسمه ابو عقيل قدم صاعين فقط من التمر فرآه المنافقون كما هي عادتهم فضحكوا وقالوا الناس يقدمون اكبر من هذا ولا تستحي أن تقدم المال القليل، فأنزل الله قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة لأجل صاعين من تمر فقط لأنها خرجت من نفس مؤمنة من نفس صالحة ﴿الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، أقول قولي هذا وأستغفر الله..
الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- إنه لأمر معلوم وواضح لكل أحد، ويقطع به الصغير والكبير على أن الحروب لها ثمن، وثمنها كبير على الأنفس، والأموال، والبيوت، والممتلكات، وعلى كل شيء في الحياة، وإن الواجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تقدم من مالها وأن تقدم ما تستطيع مما أعطاها الله لأجل إخوانهم، وتخفيفًا عليهم من وطأة الحرب التي نزلت عليهم، إنها حرب صليبية عالمية إما أن نكون وإما أن لا نكون، ولها ثمن ولها ثمن مليارات المليارات قيمة للبيوت والممتلكات والاتصالات والبنية التحتية المدمرة بكلها، فضلاً عن الأرواح التي ذهبت، والنفوس التي زهقت، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بل والحروب الإسلامية والفتوحات المقدسة تلك التي ذهبت لم تكن لها من نفقة إلا نفقة الشعوب وكان صلى الله عليه وسلم في أكبر جيش وفي أعظم وأهم معركة على الإطلاق فعلها صلى الله عليه وسلم وفي حرب استراتيجية كبرى خاضها صلى الله عليه وسلم قبل موته بأشهر يسيرة هي تبوك ومع هذا لم يكن لها من مال إلا مال الشعوب فنادى الصحابة للإنفاق فأنفق عثمان رضي الله عنه حتى جهز ثلث الجيش، وايضًا عمر رضي الله عنه تسابق مع أبي بكر رضي الله عنه قال فوافق ذلك مالاً عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر فاتيت بنصف مالي فقال رسول الله ما تركت لأهلك؟ قلت نصفه، فجاء أبو بكر بماله كله فقال صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك قال تركت لهم الله ورسوله، فقال عمر لا أسبق أبا بكر بعد اليوم، ﴿ وَفي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسونَ﴾، بل رؤي من الصحابة من يبيع أثاث داره بل عبد الرحمن بن عوف باع سقف داره نقض السقف وباعه من أجل أن يموّن الجيش، وفوق هذا فإنهم يذهبون بأنفسهم مع الجيش ونحن جالسون هنا قواعد وخوالف نتفرج عليهم فلا ذهبنا ولا أرسلنا، بل كان من لم يستطع منهم الذهاب يبكي فأين بكاؤنا وحرقتنا: ﴿وَلا عَلَى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدوا ما يُنفِقونَ﴾…
- لم تعد الحرب اليوم حرب بسيف ورمح وخيل يحتاج السيف الى ألف ريال يمني ونحوه أو تحتاج الخيل والإبل إلى طعام وعلف ببضع أفلاس، لا لا بل اليوم أصبحت الأمور أكبر وأعظم أسلحة كبيرة وعظيمة وغالية جد غالية يحتاجون إلى أسلحة برية وبحرية وجوية، ويحتاجون إلى هذا بكله، والأسلحة البرية يحتاجون إلى دبابات، ويحتاجون إلى الصواريخ، ويحتاجون إلى الذخيرة، ويحتاجون إلى أنواع الأسلحة، فضلاً عن الأسلحة البحرية، فضلاً من غواصات من طائرات، من حاملات، من راجمات، من هذه بكلها، فضلاً عن الأسلحة الجوية ونحن لا نتحدث عن هذا بكلها، بل إنما نتحدث عن إطعام أبناء الشهداء، عن إطعام المرضى، نتحدث عن إدخال الغذاء، والدواء، نتحدث بنفقاتنا عن الشيء اليسير فقط لا عن تقديم الأسلحة لإخواننا وإن كان واجبا علينا.. فأنفقوا من أموالكم طيبة بها أنفسكم ولا تبخلوا فيبخل الله عليكم.. ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
*❈- الموقع الإلكتروني:*
https://www.alsoty1.org/
*❈- الحساب الخاص فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty1
*❈- القناة يوتيوب:*
https://www.youtube.com//Alsoty1
*❈- حساب تويتر:*
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
*❈- المدونة الشخصية:*
https://Alsoty1.blogspot.com/
*❈- حساب انستقرام:*
https://www.instagram.com/alsoty1
*❈- حساب سناب شات:*
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
*❈- حساب تيك توك:*
http://tiktok.com/@Alsoty1
*❈- إيميل:*
[email protected]
*❈- قناة الفتاوى تليجرام:*
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*❈- رقم وتساب:*
https://wsend.co/967967714256199
https://wa.me/967714256199
*❈- الصفحة العامة فيسبوك:*
https://www.facebook.com/Alsoty2
*❈- رابط كل كتب الشيخ في مكتبة نور:*
https://www.noor-book.com/u/عبدالله-رفيق-السوطي-العمراني-اليمني/books
*❈- رابط قناة الشيخ على وتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029Va8n0MlAojYrNgT80m2A ...المزيد
معلومات
✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199
أكمل القراءةالمواد المحفوظة 5
- دين لا تحافظ عليه وقت رخائك لن تعود إليه وقت شدتك، ولن ينفعك وقت ضرك.
- سورة عبس (1)
- النهي عن الاصطفاف بين السواري في الصلاة
- 🔹- ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ؛ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ، ...
- ❁- النار أقرب إليك من شراك نعلك، والجنة شبه ذلك، فعش بين خوفك ورجائك، وسيحدد دخولك لأحدهما عملك.